هل يتعلم دكتاتور سوريا من عاقبة القذافي وبقية المستبدين العرب؟
كاظم حبيب
من استمع إلى اللقاء الصحفي للدكتاتور السوري الصغير بشار الأسد ليلة أمس المصادف 21/8/2011 أدرك تماماً بأن هذا الدكتاتور كبقية الدكتاتوريين في العالم لم ولن يتعلموا ممن سبقوهم في الحكم, سواء في بلدانهم أم في بلدان أخرى. لقد سقط قبل ذاك صدام حسين واعتقل وسقط صلفه الشديد واكتحلت عيون الشعب العراقي برؤية المجرم خلف قفص الاتهام ويحاكم كأي مجرم آخر. وهكذا حصل مع محمد حسني مبارك, وهروب زين العابدين بن علي إلى دولة ينتظرهم المصير المماثل في المدى اللاحق. وهكذا سيكون مصير بقية المستبدين الأوباش في الدول العربية.
لقد كان خطاب بشار الأسد يجسد ضحالة التفكير والديماغوجية والإصرار على الشراسة في مواجهة المنتفضين التي يتميز بها عادة قادة حزب البعث العربي الاشتراكي وحكام سوريا, كما كان عليه البعثيون من حكام العراق. فبشار الأسد يدرك قبل غيره أن النظام السوري البعثي الشمولي غير قابل للإصلاح لأن النظام قائم على أسس الانفراد بالسلطة من جانب الحزب وقائده واستبداد الحكم وأجهزة الأمن السورية والقوات الخاصة الفاسدة. فلا قانون الأحزاب ولا قانون الإدارة المحلية ولا قانون الانتخابات العامة يمكنها أن تصلح هذا النظام الجبان الذي قام حتى الآن بقتل أكثر من 2000 مواطن ومواطنة وطفل في سوريا على أيدي الأجهزة “العقائدية” الأمنية وبعض قطعات الجيش السوري البعثي والشرطة السورية.
إن النظام السوري فاسد وإرهابي ولا يمكن القبول به من جانب الشعب السوري, وإن المستقبل الذي ينتظره بشار الأسد وماهر الأسد وأولئك الأوباش الذين يتعاونون معهما في الحزب وأجهزة الدولة والقوات المسلحة سوف لن يختلف بأي حال عن مصير سيف الإسلام ومحمد القذافي والقذافي نفسه وجمهرة من الذين لطخوا أيديهم بدماء الشعب الليبي.
إن الفرحة الغامرة التي عمت ليبيا بعد الانتفاضة المقدامة لأهالي طرابلس ضد نظام العقيد القذافي وسقوطه وانهيار كتائبه الدموية واعتقال سيف الإسلام القذافي واستسلام أخيه محمد القذافي ستعطي زخماً جديداً للمنتفضين الأبطال في سوريا وستتقدم بخطوات ثابتة لإسقاط النظام بمظاهراتها السلمية المتواصلة وفي كافة المدن السورية.
إن بشائر النصر ورايات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية سترفرف فوق سماء سوريا وعلى أرضها الطيبة وشعبها المقدام.
في الوقت الذي أتوجه بالتهنئة الحارة لشعب ليبيا وثواره على الانتصار الرائع على الحكم الجائر, أتوقع في الوقت نفسه وبثقة عالية انتصار الشعب السوري والشعب اليماني وكل الشعوب المنتفضة والمتظاهرة في الدول العربية التي تناضل من اجل حريتها وحياتها الحرة والديمقراطية ودولتها الوطنية الديمقراطية المدنية الدستورية وتحقيق مطالبها المشروعة والعادلة.
الحوار المتمدن