هيومن رايتس وتش تدعو سوريا للكف عن استخدام العنف ضد المتظاهرين
دعت منظمة هيومن رايتس وتش النظام السوري إلى الكف عن استخدام العنف والقوة غير المبررة في قمع المحتجين، وطالبت بفتح تحقيق مستقل وشفاف ومحاسبة كل من تسبب في وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
أ ف ب (نص)
طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الاربعاء الرئيس السوري بشار الأسد بان يأمر قوات الامن بالكف “فورا” عن استخدام القوة “المميتة غير المبررة” ضد المتظاهرين، وبفتح “تحقيق مستقل وشفاف” لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
وقالت المنظمة الحقوقية في بيان “ان على الرئيس بشار الأسد ان يأمر فورا قوات الأمن السورية بالكف عن استخدام القوة المميتة غير المبررة ضد المتظاهرين المعارضين للحكومة”.
واضافت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، سارة ليا ويتسن، انه “على مدار ثلاثة أسابيع، راحت قوات الأمن السورية تطلق النار على متظاهرين سلميين في الأغلب الاعم، في مختلف مناطق سوريا، بدلا من التحقيق مع المسؤولين عن اطلاق النار”.
ودعت المنظمة الرئيس السوري الى “فتح تحقيق مستقل وشفاف في اطلاق النار في دوما (ريف دمشق) ومحاسبة المسؤول عن اي اطلاق للنار بشكل غير قانوني ومن تسبب في وقوع قتلى وجرحى”.
وروت المنظمة عن شاهدي عيان ان “متظاهرين خرجوا في دوما بعد صلاة الجمعة في الاول من نيسان /ابريل من الجامع الكبير ليجدوا المئات من رجال شرطة مكافحة الشغب ورجال في ثياب مدنية” هم “على الارجح من الاجهزة الامنية، يقفون في انتظارهم”.
وقال احد هذين الشاهدين “بدأت الشرطة والمخابرات في ضربنا ورمي عبوات الغاز المسيل للدموع لإجبارنا على التفرق واحتجز الأمن العديد من المتظاهرين أثناء خروجهم من الجامع”.
ونقلت المنظمة عن متظاهرين من دوما انهما “يعتقدان أن المسلحين من الأجهزة الأمنية لأنهم كانوا يقفون بأسلحتهم المشهرة وراء شرطة مكافحة الشغب”.
وقالت ليا ويتسن “على السلطات القضائية السورية أن تظهر استقلاليتها وأنها قادرة على التحقيق في مسؤولية كبار المسؤولين الأمنيين الذين توجد ادعاءات بقيامهم بارسال رجال مسلحين للسيطرة على التظاهرات”.
واضافت “أن على الحكومة أن تحقق في كل واقعة إطلاق نار وأن تحاسب كل شخص تتبين مسؤوليته عن استخدام القوة بصورة مخالفة للقانون”.
وكان الاسد وجه في نهاية اذار/مارس “رئيس مجلس القضاء الأعلى بتشكيل لجنة قضائية خاصة لإجراء تحقيقات فورية في جميع القضايا التي اودت بحياة عدد من المواطنين المدنيين والعسكريين في محافظتي درعا واللاذقية”، كما افادت مصادر رسمية.
واشارت هيومن رايتس ووتش الى ان “المسؤولين السوريين يحاولون القاء اللوم على الغير باتهام +جماعات مسلحة+ مجهولة”.
وشهدت مدينة اللاذقية الساحلية (شمال غرب) أحداث عنف قتل وجرح خلالها العشرات عندما اطلق مسحلون مجهولون النار بطريقة عشوائية او اعتدوا بالسلاح الابيض على سكان.
واتهمت السلطات اصوليين مسلمين بانهم وراء هذه الاحداث لكنها لم تعط حتى الان اي تفاصيل حول جنسيتهم.
وطالبت هيومن رايتس ووتش مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان بتحديد “موعد لجلسة خاصة عن انتهاكات حقوق الانسان في سوريا، تشمل الاستخدام غير القانوني للقوة بحق المتظاهرين”.
ولفتت الى انه “بموجب مبادئ الأمم المتحدة الأساسية الخاصة باستخدام القوة والأسلحة النارية، فلا يحق لقوات الامن استخدام القوة المميتة الا عندما تكون الخيار الوحيد لحماية الارواح”.
وتابعت “يجب أن تمارس القوة مع ضبط النفس وبشكل متناسب مع التهديد القائم”، مشيرة الى انه “لا يمكن تبرير استخدام القوة المميتة لمجرد وجود متظاهرين يلقون الحجارة”.