صفحات العالم

أبعاد الموقف الروسي من القضية السورية


الدكتور رفعت عامر

بدأت الثورة السورية سلمية كمسألة داخلية تتعلق بحقوق الناس في الحرية والكرامة وليس بأي حسابات أو ارتباطات إقليمية أو دولية،وبعد أن تيقنت الأطراف الدولية أن الثورة مستمرة ولن توقفها آلة القمع بدأت تتضح مواقف الدول المختلفة،وفتح النظام الباب على مصراعيه لتدويل هذه القضية . قدمت كل من روسيا وإيران كل وسائل الدعم المادية والمعنوية واختارت أميركا الوقوف ضد النظام ظاهراً ومضموناً معه وبين هذين الموقفين تأرجحت مواقف الدول كل حسب مصلحتها. وللمفارقة التاريخية لا توجد دولة واحدة تقف مع قضية الشعب السوري كما تعلن ذلك إعلامياً .هي فعلاً ثورة يتيمة والشعار الذي رفعه المتظاهرون “ياالله مالنا غيرك ياالله” كان ينطق بحال السوريين.ولسبر وفهم جوهر تلك المواقف لابد من التعريج والنقد للمفاهيم التي استندت اليها نظرية المؤامرات على أن سوريا وبحكم موقعها الجيوسياسي هي فريسة التآمر الدولي ولايمكن للأمن والاستقرار فيها أن يتم دون توافق وتوازن المصالح الدولية ، وبصرف النظر عن مصالح السوريين وأولوياتهم.

 باتريك سيل  في كتابه الشهير “الصراع على سوريا “استند إلى موقع سوريا المفصلي في منطقة حساسة من العالم ، أو بالتعبير الاستراتيجي”منطقة المصالح الحيوية” الغنية بالثروات الطبيعية وأهمها النفط .منطقة لم تعرف الاستقرار طيلة عقود بسبب التنافس الشديد للهيمنة عليها بين القوى الإقليمية والعالمية ،بالإضافة الى التحديات التي خلقها تنامي الدور الصهيوني ومخاطره بعد قيام دولة إسرائيل في عام 1948 .وتحدث مؤخراً الكاتب والصحفي المشهور محمد حسنين هيكل عن سايكس بيكو جديد لتقسيم العالم العربي.وأخذت وسائل إعلام النظام والدول المؤيدة له في ترويج تلك الأفكار التى لاقت آذان صاغية لها من المؤيدين لتبرير همجية النظام وبطشه ومحاولاته في إخماد الثورة السورية.ولكن الثورة مستمرة و سايكس بيكو جديد لن يحدث ليس لأن الغرب والعالم لايريد ذلك ،بل لأن ثورة الشعب السوري معطى جديد يشكل العنصر الداخلي القوي في جدلية تفاعل مجموعة عناصر البيئة الداخلية من نقاط قوة وضعف والبيئة الخارجية من فرص وتهديدات بما يشكل في علم الاستراتيجية تحليل منظومة سوات (SWAT ).

يعتمد تحليل هذه المنظومة على تفاعل وارتباط وتشابك لعناصر البيئة الداخلية والخارجية وإذا كانت ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد فتحت الباب لعصر المعرفة الذي فتح فرص هائلة أمام البلدان والشعوب للتقدم وتوسيع الخيارات في حياة أفضل فإن الثورات العربية وبما يسمى الربيع العربي كان هو العامل الذاتي نقطة القوة التى كانت غائبة في موازين القوة للصراعات في العالم العربي .إن النظريات والأفكار السابقة للثورات العربية استندت الى غياب الشعوب من المعادلة، بحكم وجود أنظمة استبدادية ألغت شعوبها وحرمتها من المشاركة والفعل ،وسرقت الدولة واحتكرت كل مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية،فلذلك كانت نظريات الصراع على سوريا لها الحظ الأوفر في الانتشار والهيمنة على أفكار الجميع ،ولكن المفارقة أن نسمع تحليلات المفكر محمد حسنين هيكل الذي اجتهد في ترسيخ مفهوم المؤامرة لاغياً العنصر الداخلي المتمثل بحراك الشعوب في ثورات الربيع العربي الذي لن يستقيم التحليل بدونها.

  لم يسقط الربيع العربي الأنظمة فحسب وإنما قادم لإسقاط كل المنظومات الفكرية والثقافية والأخلاقية التى حكمت عقول العرب على مدار أكثر من نصف قرن  والمولود الفكري الجديد لم تكتمل معه فترة الحمل بعد ولكنه قادم لا محال فالشروط الداخلية والخارجية للولادة أصبحت متوفرة بحكم ظهور الشعوب العربية على مسرح التاريخ ، وان كان الفنانون على هذا المسرح ليسوا محترفين بما فيه الكفاية لإخراج مشروع حضاري ناضج ومكتمل إلاأن التجارب والمحاولات ستوصلهم الى ذلك الهدف في الحرية والكرامة.

أبعاد الموقف الروسي:

لمحة تاريخية : إن عملية الانتقال من نظام التخطيط المركزي (الأوامري)الى اقتصاد السوق مع سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 كانت ذات تكلفة باهظة على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ،وكادت عملية التحول أن تودي بتفكيك روسيا نفسها ،لقد عمت الفوضى والنهب  وبدأت تتشكل المافيات في مؤسسات الدولة على مستوى الحارة والشارع  وبعد ذلك نشأ صراع كبير بين كل أطيافها الذي دمر اقتصاد البلاد وشرد الملايين حيث تمت أكبر عملية نهب للثروات الوطنية التي لم  يشهد لها التاريخ من قبل ، فكان لا بد للأقوياء من المافيات التى أصبحت في السلطة من ترتيب هذا البيت بالطريقة المافيوزية ، ألا وهي القوي يفرض شروط الحياة الجديدة. لقد أصبحت سلطة البلاد هي المافيا الأكبر والأقوى، و نتيجة الصراع الطويل بين المافيات الذي كان يحسم بالقتل والتصفيات والوصول الى تقسيم ثروة البلاد بين زعمائها .بدأت هذه المافيات تبحث عن غطاء قانوني شرعي لحماية الثروات العينية والنقدية المنهوبة فكان تتويج بوتين على قمة الهرم السياسي حصيلة لهذا الصراع .

تاريخياً كان تشكل الدولة القوية في روسيا يعتمد على سلطة فردية قوية،من القيصر الى ستالين ولم تستطع روسيا عبر تاريخها الطويل من تحقيق نموذج ليبرالي ديمقراطي مكتمل بل كانت واقعة بين نموذجين لا توسط بينهما ،إما الدولة المركزية القوية وإما الفوضى والتشضي .التاريخ الروسي يشهد على تنازل الشعب الروسي عن الديمقراطية والحريات وقبوله بسلطة الفرد مقابل تحقيق وحدة البلاد .واليوم تحكم روسيا  المافيا وعلى قمة هذا الهرم المافيوي تقبع سلطة الرئيس بوتين الشبيه بحكمه نسبيا نظام الحكم في سوريا المتسلط والمستبد وهذا ما يفسر جزئياً دعم وموقف القيادة الروسية من الزمرة الحاكمة في سوريا ،فكل من النظامين من طبيعة استبدادية واحدة .

ما هو سر الموقف الروسي الاقتصادي والسياسي الداعم للنظام وضد مصالح الشعب السوري؟

1-                   من الناحية الاقتصادية : إنها حرب النفط و الغاز بين روسيا و الخليج العربي (السعودية و قطر) من جهة ، و حرب الهيمنة السياسية و طي الذراع بين روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية و معها الغرب من جهة أخرى.

 روسيا تريد أن تجبر الولايات المتحدة  على استيراد نفطها ، واخضاع أوروبا من خلال إجبارها على حصر استيراد الغاز منها ، لكن ما السبيل إلى ذلك ؟

  يعمل الروس على تعطيل المصدر الأساسي لتزويد العالم بأصناف الطاقة  في منطقة الخليج و إشغاله بأزمات داخلية و صراعات إقليمية  و بالتالي فإن إحراق المنطقة من خلال البوابة السورية قد يكون منفذاً لهذا المخطط ، بالإضافة الى ذلك لقد تم اكتشاف الغاز وبكميات كبيرة في منطقة قارة القريبة من دمشق وكميات أخرى في الشواطئ السورية تؤهل سوريا لتصبح المنافس الأقوى للغاز القطري في المستقبل القريب وقد تم هذا الاكتشاف بمساعدة الروس.

إن متوسط النمو الاقتصادي المتحقق في روسيا على مدار العقد الاول من القرن الواحد والعشرين  هو 4% الذى يعتبر قليلا إلا انه جيد مقارنة مع الدول المتقدمه صناعياً ويتوقع أن ترتفع نسبة النمو الى 6%مع نهاية عام 2012 وهذه النسب العالية في النمو لم  يكن لها أن تتحقق لولا الارتفاع في أسعار الطاقة العالمية ولهذا تحتاج روسيا الى عدم استقرار في منطقة الشرق الاوسط الذي يدفع بأسعار الطاقة نحو الارتفاع بالإضافة الى العائد من بيعها للأسلحة والمعدات العسكرية الذي  لم يبق لها شريك في تلك المنطقة إلا سوريا وإيران وسقوط نظام الحكم في إحدى تلك الدولتين يعني سقوطه في الأخرى.

إن النمو الاقتصادي المتحقق أدى الى تراكم احتياطي من العملات الصعبة وقدره 525 مليار دولار

 ثالث أكبر احتياطي في العالم بعد الصين واليابان وهذا زاد من قدرة روسيا على التفاوض في مؤسسات النقد والمال الدولية مما دفعها لقدرات تفاوضية أفضل مع الدول العظمى حول مستقبل النقد العالمي مع ما تتيحه القوة العسكرية الروسية في الحفاظ على مواقع مكتسبة من أيام الحرب الباردة، وهذا ما يدفع روسيا الى استرجاع بعض المواقع المفقودة.

لقد أصبحت المؤسسات العالمية الراهنة والتي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير ومنظمة التجارة العالمية غير قادرة على  التعبير عن التطور الحاصل في موازين القوى العالمية ، فهي بأشد الحاجة الى إعادة الهيكلة بما يستجيب مع التطورات الحاصلة على الصعيد الاقتصادي والسياسي العالمي،مما يدفع الروس والصينيين لاستغلال الورقة السورية واهمين بأن أميركا والغرب سيعقدون صفقة تسمح لتلك الدول بدور أكثر فاعل في هذا المجال،وليس بعيدا خسرت روسيا حليفها الاستراتيجي في يوغسلافيه السابقه ،من ثم العراق وأخيرا في ليبيا ولم يبق لها نافذة على البحر المتوسط الإ سوريا .

يبدو أن السياسة الروسية تدفع بالأحداث في العالم من خلال الورقة السورية إلى أيام الحرب الباردة ومحاولتها إعادة اقتسام النفوذ في المناطق التى خسرتها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي أو على الأقل الحفاظ على النفوذ في مناطق لم تخسرها بعد ،في سوريا وإيران وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا نوعا ما.

وأخيراً يجب ألانتباه الى دور المال السياسي الذى قيل عنه الكثير ولكننا لا نستطيع التأكيد بسبب من سرية تلك العمليات وحصرها في اشخاص محددين،ولكننا نرجح حدوث مثل تلك الصفقات بين رموز في النظام السوري مع شخصيات لها دور وتأثير على صنع القرار في النظام الروسي .

من الناحية السياسية:  روسيا لم تصل حتى الآن الى أي اتفاق مع الولايات المتحدة والغرب حول الصواريخ البالستيه التي أصبحت تطوق روسيا من كل الجهات مما يعرض الأمن القومي الروسي للخطر وهناك قضايا كثيرة متعلقة بالتعاون الاقتصادي والأمني إلا أن الأهم فيها هو ملف حقوق الإنسان الذي يزعج الروس كثيرا ويعتبروه تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة .روسيا دولة شمولية يريد زعماؤها بناء دولة قوية مركزية على حساب باقي الملفات المتعلقة بحقوق الانسان،ولا وجود فيها لمؤسسات المجتمع المدني ولا إعلام حر ،مما يسهل على النظام الروسي التصرف بشؤون البلاد بما يحقق مصالح رموز السلطة الحاكمة ،وهذا جزئيا يفسر كيف يتخذ النظام الروسي تلك الموقف المؤيدة للنظام السوري رغم بشاعة وفظاعة القتل الذي يمارسه النظام  أمام العالم بدون أي رادع ،فأصبحت روسيا أمام أنظار شعوب الارض المؤيدة والمساهمة عسكرياً ومالياً وسياسياً في عمليات القتل تلك .

لقد وقفت روسيا مع النظام معتقدة أن عمليات القتل والتدمير ستحفظ  سلطة الأسد كما فعل بوتين في الشيشان من حرق وتدمير وإعادة سيطرته عليها متناسين الفروق الكبيرة في الزمان والمكان بين التجربتين ،والفارق الكبير هو أن التمرد الشيشاني كان يحمل الطابع القومي للانفصال عن الدولة الروسية بينما التمرد والثورة في سوريا حراكي شعبي وطني ضد الاستبداد .وبعد مرور سنة ونيف على الثورة السورية بدون أن تفلح آلة القتل في وقف التمرد والثورة أدرك الروس أن نظام الأسد غير قادر على مواجهة الشعب السوري ،وأنهم مستمرون في دعم هذا النظام لإطالة عمره وبالتالي إطالة عمر الأزمة نفسها لكي تأخذ هذه القضية عمقاً إقليمياً ،وقد يكون في النهاية

صراعاً اقليمياً طويل الأمد يفتح المجال أكبر للروس لتحقيق أكبر المنافع الممكنة بعد إدراكهم أن النظام زائل لامحال،و قد يستدعى الخطر المحدق بمنطقة الشرق الأوسط والإقليم  دفع الغرب والولايات المتحدة على الخصوص حفاظاً على  مصالحهم الى دعوة روسيا  للحوار مقابل تقديم التنازلات والضمانات لها وتحقيق بعض المصالح مقابل تخليها عن النظام وهذا الذي تنتظره روسيا لم يتحقق حتى الآن ولا مؤشرات على تحقيقه قبل أن تحقق أميركا مصلحتها في تدمير سوريا الدولة والمجتمع ،ولكي تنشغل الدولة القادمة في سوريا عشرات السنين في عملية إعادة الأعمار ،وهذا أيضا ينسجم مع مصلحة اسرائيل بعد أن أصبح الربيع العربي ولأول مرة في تاريخها الحديث مصدر تهديد قوي لمستقبلها لم تكن تحسب له أي حسبان ،إذا ألغيت معادلة الشعوب العربية من تحليلاتهم الاستراتيجية وكانت سياسة اسرائيل تطويع الأنظمة العربية وهذا ما نجحت به بامتياز بدءا من وأد التجربة الناصرية والدخول في اتفاقية السلام مع مصر وصولاً الى مفاوضات مع الأسد الأب والابن . و النظام السوري الجندي المجهول الذي قدم بشكل غير مباشر  خدمات مهمة لدولة اسرائيل من خلال تفكيك المنطقة وضرب المقاومة الوطنية في لبنان وفلسطين وسوريا وتهميش شعوبها  وزجها في صراعات ما قبل قومية فلم تطلق طلقة واحدة  على الحدود السورية بعد 1973 وعمل النظام بالنيابة عن دولة اسرائيل في ذبح الفلسطينيين وتدمير لبنان الدولة والمجتمع وتعزيز الطائفية.

إن لغة الأرقام في التعليم والصحة ومؤشرات التنمية الاقتصادية تفضح تماما مايسمى دولة الممانعة والمقاومة ،وأوضحت ممارسات النظام أن الجيش السوري كان يحضر خلال 42 سنة للدفاع عنه وليس للدفاع عن أمن وسلامة أبنائه .لم يشهد التاريخ من سيرة الطغاة والمستبدين أن أحدا ما قد وجه جيوشه وأسلحته لحرق البلد وقتل الناس السلميين فيه وتدمير بنيته التحتية بهذا الشكل الذي مارسه النظام السوري.

إن موقف  روسيا من الأحداث في  سوريا متأرجح بين الدفاع المستميت عن النظام الى إمكانية بيع مواقفها ولكن بثمن باهض ،ولم يدفع لها حتى الآن الحد الأدنى منه وإن فات الزمن المناسب على عقد صفقة البيع ستضطر روسيا لتدمير الهيكل برمته كي لا يستفيد أحد منه . إن روسيا ستبقى تدعم منظومة الأسد إلى مالا نهاية إذا لم يدفع أحد السعر المناسب و بالتالي فإنها لن تمانع بحرق المنطقة ككل على مبدأ أن لا يستفيد أحد إذا ما خسرت هي.

 إن التداعيات التي أفرزتها الثورة السورية شجعت البعض على الاستنتاج بعودة “الصراع على سوريا “ربطاً بحالة الضعف والإنهاك التي وصلت إليها البلاد جراء العنف المفرط والقمع الدموي الذي مارسته السلطة ضد الاحتجاجات الشعبية، وربطا بانحسار الدور الإقليمي الوظيفي للنظام السوري بعد الاحتلال الأميركي للعراق وانسحاب جيشه من لبنان وتنامي التدخلات الدولية والإقليمية في المنطقة، لكن الصحيح أيضا إن أصحاب هذا الاستنتاج هم، عن قصد أو دون قصد، يروجون لما يسمى «نظرية المؤامرة» التي دأبت أجهزة السلطة على ترويجها وصب الحب في طاحونة النظام الذي يحاول إشغال الناس بالأخطار والتحديات الخارجية للتهرب من الاعتراف بمسؤوليته عن تفاقم أزمات المجتمع ومشكلاته المزمنة، والأهم أنهم يستخفون بتأثير رياح التغيير العربية في استنهاض الشعوب، وبالأسباب البنيوية العميقة التي حفزت الثورة السورية بصورة خاصة وشجعت الأكثرية المهمشة على كسر حاجز الخوف والمطالبة بحريتها وكرامتها.

لقد ارتبطت مقولة الصراع على سوريا  بالدور المتعاظم للجيش في الحياة السياسية وبتواتر الانقلابات العسكرية التي حركتها مطامع القوى الكبرى في السيطرة على هذا البلد، دون الأخذ في الاعتبار مصالح شعبه وطموحاته، لكن المشهد قد تغير اليوم وها نحن نعيش ثورة تسعى إلى رد الحقوق للناس وتمكينهم من تقرير مصيرهم وشئونهم ما يشجع على طرح رؤية جديدة جوهرها اعتبار الصراع المحتدم في سوريا بما يرافقه من مواقف واصطفافات معلنة لقوى إقليمية ودولية مع أطرافه، هو صراع في الساحة السورية وليس صراعا عليها، صراع بين قطاعات واسعة من الشعب تطالب بالتغيير وبحريتها وكرامتها المهدورة وتتحسب أيضا من نيات الآخرين ومطامعهم، وبين سلطة لا تتوانى عن استخدام أشنع وسائل العنف وأكثرها ضراوة وتستعين بكل أصدقائها للدفاع عن بقائها وامتيازاتها وغير ذلك ،هو استهانة بالثورة القائمة وبأسباب نهوضها، وطعن بوطنية الشعب السوري ،وبما قدمه من تضحيات لا تقدر بثمن كي يأخذ قضيته بيده ويضع حجر الأساس لبناء مستقبله الديمقراطي.

الباحث والأستاذ الجامعي

الدكتور:رفعت عامر

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الموضوع يحمل قيمة جديرة بجعله واحدا من المواضيع الأهم فيما تطرق إيه- الموقف الروسي من الثورة السورية، و المنطقة، حتى الآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى