أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأثنين، 02 نيسان 2012


40 قتيلاً … وتوتر في دمشق وريفها ومواجهات عنيفة في إدلب ودير الزور

دمشق، بيروت، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – أفاد ناشطون وحقوقيون ان اربعين شخصاً بينهم 15 من القوات السورية قتلوا امس خلال اعمال عنف متفرقة جرت في عدد من المدن السورية، متحدثاً عن توتر في دمشق وريفها مع استمرار المواجهات بين الجيش النظامي والمنشقين، وعن مواجهات عنيفة في ادلب ودير الزور.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن مواطناً وخمسة عناصر منشقين وأربعة عناصر نظاميين بينهم ضابط قتلوا في «اشتباكات عنيفة تدور في مدينة القورية التابعة لريف دير الزور (شرق) بين مجموعات مسلحة منشقة والقوات النظامية السورية».

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مدينة القورية اقتحمت بالكامل وهي تشهد قصفاً عشوائياً وإطلاق نار كثيفاً في حي الحجين حويجة القورية بعد تحليق المروحيات وتصوير جوي للمدينة من قبل الجيش النظامي وحملة دهم واعتقال بالعشرات، وما زالت العملية مستمرة للآن.

في ريف إدلب (شمال غرب)، ذكر المرصد في بيان أن «أربعة جنود نظاميين على الأقل قتلوا وأصيب 11 بجروح اثر استهداف مجموعة مسلحة منشقة لقافلة عسكرية قرب قرية الجانودية الحدودية والتابعة لجسر الشغور» صباح أمس.

كما أفاد عن «استشهاد امرأة إثر إصابتها برصاص قناصة في معرة النعمان».

وأشار إلى «اشتباكات في عدة قرى بريف بلدة سراقب بين مجموعات مسلحة منشقة والجيش النظامي الذي ينفذ حملة مداهمات في المنطقة». وأحرق الجيش نحو 12 منزلاً في سنجار بإدلب بعد عملية اقتحام شنتها القوات النظامية وقصف صاروخي وتحليق للطيران فوقها، كما شهدت المنطقة نزوح عدد من العائلات.

وأعلن ناشطون العثور على جثة المعتقل سليمان مصطفى هنداوي قرب قرية البارة في جبل الزاوية بإدلب، وهو متزوج وأب لستة أولاد وقد اعتقل منذ يومين.

وفي ريف دمشق، قال عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي لوكالة فرانس برس إن قوات الأمن السورية نفذت مداهمات وحملات اعتقال في الضمير ودوما وكفربطنا.

وقال المرصد السوري في بيان إن شاباً قتل فجر أمس في مدينة الضمير «في كمين نصبته له قوات الأمن السورية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في المدينة أسفرت عن اعتقال أربعة أشخاص».

وفي مدينة دوما تمركزت ثلاث ناقلات جند مدرعة صباح أمس وسمع دوي إطلاق نار في أرجاء المدينة ونفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات.

وذكر الدمشقي أن بلدة كفربطنا في الريف تشهد «استنفاراً أمنياً كثيفاً وانتشاراً للدبابات في كل الحواجز وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة»، مضيفاً أن «القناصة يستهدفون أي شيء يتحرك».

كما سمع صوت إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة وثقيلة ودوي عدة انفجارات فجراً في قرية معرباً، بحسب الدمشقي. وقال المرصد إن أربعة جنود من الجيش النظامي أصيبوا «اثر استهداف حاجز عسكري في قرية معربا».

وتشهد مناطق دمشق وريفها تصاعداً في الاشتباكات بين القوات النظامية والمنشقين عنها.

والجمعة، وقعت اشتباكات ظهراً في حي جوبر الدمشقي أسفرت عن مقتل شخص واحد، ثم تجددت الاشتباكات مساء، بحسب ناشطين في المكان والمرصد. وخرج آلاف المتظاهرين أمس في حي كفرسوسة في العاصمة لتشييع متظاهر سقط برصاص الأمن في تظاهرات الجمعة التي أطلق عليها اسم «خذلنا العرب والمسلمون».

وكان منشقون أعلنوا تشكيل مجلس عسكري في دمشق وريفها بقيادة العقيد المنشق خالد الحبوس لتنظيم تحركات المنشقين في هذه المناطق تلاه الإعلان عن مجلس عسكري الخميس في الداخل يضم كل المجالس العسكرية في المحافظات.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ثمانية قتلوا برصاص الجيش السوري في درعا، وذلك بعد يوم سقط فيه أكثر من سبعين قتيلاً معظمهم في حمص ودرعا وإدلب، وفق ناشطين ومصادر حقوقية.

وأوضحت الهيئة أن سبعة من القتلى كانوا في محافظة درعا بينهم أربعة جنود منشقين قضوا في قرية الغرية الغربية بدرعا في اشتباكات مع الجيش السوري بعد منتصف الليل، وكان الثامن في ريف دمشق.

وفي الأثناء قالت شبكة شام الإخبارية إن قوات الجيش التابع للنظام تقتحم مدينة اللطمانية بريف حماة بعد محاصرتها وتطويقها، وأضافت أن الجيش يقوم بحملة حرق ونهب لعدد من المنازل هناك.

كما نقلت عن شهود سماع إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة (بي تي آر) في مضايا بريف دمشق إثر حدوث انشقاق في أحد الحواجز المتمركزة في سهل مضايا، ولكنها لم تذكر معلومات حتى الآن عن حجم الانشقاق الحاصل هناك.

يأتي ذلك بعد يوم قتل فيه أكثر من سبعين برصاص القوات الموالية للنظام السوري، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عددهم بلغ 72، في حين تحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومقرها لندن عن سقوط 77 بينهم 26 في حمص، و29 في درعا، و11 في إدلب.

وذكر ناشطون أن قوات الأمن والجيش النظاميين ارتكبت مجزرة بحق 18 من الفارين إلى السهول خوفاً من الحملة الأمنية في الغارية الغربية بدرعا، حيث قامت بإعدامهم جميعاً بالسكاكين وحرق بعض جثثهم.

وفي درعا أيضاً شهدت مدينة بصرى الحرير إطلاق نار كثيفاً وقصفاً عشوائيا بالمدفعية على المنازل مما أدى إلى سقوط منزل بكامله، ولقي طفل مصرعه بقرية أم ولد بسبب إطلاق النار العشوائي من قبل القوات السورية.

وفي كفر زيتا بريف حماة قالت الهيئة العامة للثورة السورية إنه عثر على ثلاث جثث مجهولة الهوية على مفرق ميدان الغزال في قلعة المضيق ولم يتمكن الأهالي من التعرف إلى أسماء أصحابها.

وذكرت الهيئة أن قوات الأمن والجيش اقتحمت قرية قبر فضة بريف حماة وسط إطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات عشوائية وحرق بعض المنازل وسرقة المحال التجارية.

وفي الغزلانية بريف دمشق قال الناشطون إن قوات النظام أطلقت النار عشوائياً باتجاه منازل المدينة بعد أن نصبت عدة حواجز لمنع الدخول والخروج منها.

ولليوم الثاني عشر على التوالي تعرض حي الخالدية بمدينة حمص لقصف عنيف، كما استهدفت تلبيسة وبلدة تل دهب في الحولة بنفس المحافظة بالأسلحة الثقيلة وقذائف المدرعات وتعرضت منازلها لإطلاق نار كثيف من قبل حواجز الجيش والأمن.

وفي الوقت الذي يعقد فيه أصدقاء سورية مؤتمرهم في تركيا، قال ناطق باسم قيادة الجيش السوري الحر داخل سورية إن المعارضين السوريين مستعدون لوقف القتال في اللحظة التي يسحب فيها الجيش السوري دباباته ومدفعيته وأسلحته الثقيلة من معاقل المعارضة.

وقال المقدم قاسم سعد الدين لوكالة رويترز بالهاتف من حمص إنه لا يمكنهم قبول وجود دبابات وجنود داخل عربات مدرعة بين الناس، وإنهم ليس لديهم مشكلة في وقف إطلاق النار، وبمجرد أن يسحب الجيش السوري مدرعاته فإن الجيش الحر لن يطلق رصاصة واحدة.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قد قال إن الجيش السوري سيغادر الأماكن السكنية عند إحلال الأمن والسلام فيها من دون اتفاقات.

وذكر مقدسي في مقابلة مع التلفزيون الحكومي بثت في وقت متأخر من مساء الجمعة أن ما وصفه بمعركة إسقاط الدولة في سورية انتهت وأن معركة تثبيت الاستقرار قد بدأت.

مؤتمر اسطنبول يُطالب أنان بجدول زمني

صندوق خليجي لتمويل “الجيش السوري الحر”

كلينتون للأسد: لا وقت لانتحال الأعذار أو التأخير. هذه لحظة الحقيقة

المالكي: دعم المعارضة بالسلاح والمال من شأنه تصعيد الصراع

كثف “المؤتمر الثاني لمجموعة أصدقاء الشعب السوري” في اسطنبول والذي حضره ممثلون لـ 83 دولة ومنظمة الضغوط الشفهية على الرئيس السوري بشار الأسد، وشكك في قبوله خطة المبعوث المشترك الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان. لذلك طالب المؤتمر بوضع جدول زمني للتنفيذ بما في ذلك العودة الى مجلس الامن، واعترف بـ”المجلس الوطني السوري” المعارض ممثلاً للسوريين وأشار إليه باعتباره المحاور الرئيسي للمعارضة مع المجتمع الدولي. وكشف مشاركون في المؤتمر ان دولاً خليجية وافقت على انشاء صندوق لتمويل رواتب أفراد “الجيش السوري الحر”. (راجع العرب والعالم)

 لكن أعمال العنف استمرت بلا هوادة. وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن 41 شخصاً على الأقل قتلوا في أنحاء سوريا بينهم خمسة قتلوا في قصف استهدف أحياء للمعارضة بحمص. وحذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الدول العربية من تسليح مقاتلي المعارضة ودعمهم مالياً، قائلا ان مثل هذه الخطوة من شأنها تصعيد الصراع. (راجع العرب والعالم)

ولم تشر “مجموعة أصدقاء الشعب السوري” إلى دعم أو تسليح “الجيش السوري الحر” وهو ما يدعو إليه بعض دول الخليج العربية، لكنها قالت إنها “ستواصل العمل في شأن تدابير إضافية لحماية الشعب السوري “.

ومن المرجح أن تفسر دول الخليج المتشددة العبارة بأنها تصريح بتقديم الأموال إن لم يكن بتسليح “الجيش السوري الحر”، في حين ستفسرها الولايات المتحدة وآخرون بأنها تسمح بتقديم معدات “غير فتاكة” للمعارضة المسلحة.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امام المؤتمر ان حكومتها تقدم “معدات اتصالات لتسمح للناشطين بتنظيم انفسهم وتجنب هجمات النظام والاتصال بالعالم الخارجي”، مضيفة: “نبحث مع شركائنا الدوليين في أفضل طرق توسيع هذا الدعم”. وصرحت في مؤتمر صحافي في وقت لاحق: “لا وقت لانتحال الاعذار أو التأخير… هذه لحظة الحقيقة”.

وتشعر القوى الغربية بالقلق من التدخل العسكري في سوريا، لكن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو دق ناقوس الخطر بتشبيهه الوضع هناك بمحنة البوسنة في التسعينات. وقال: “في حال البوسنة كذلك تباطأ المجتمع الدولي أكثر مما ينبغي… لذلك قتل الكثير من الناس… في حال سوريا يتعيّن على المجتمع الدولي ألا يتأخر كما حدث في البوسنة. علينا أن نتحرك دون إبطاء… لن نسمح للنظام السوري بإساءة استخدام فرصة أخرى وهي الفرصة الأخيرة للوضع في سوريا”.

وضغط رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون على “مجموعة أصدقاء الشعب السوري” لدعم المعارضة المسلحة وفتح ممرات للمساعدات الإنسانية.

وفي بيان منفصل، طلب “المجلس الوطني السوري” تزويد “الجيش السوري الحر” معدات اتصالات وغيرها من المعدات “غير الفتاكة” وربما أسلحة. وقال إن توفير السلاح ليس الخيار المفضل للمعارضة لأنها تدرك أنه ينطوي على مخاطر كبيرة لتصعيد الصراع إلى حرب أهلية، لكنها لا يمكنها الوقوف مكتوفة بينما يتعرض شعبها للقتل.

وسيطلع انان مجلس الامن اليوم على جهوده لتهدئة الصراع. وقال ديبلوماسيون في المجلس، إنه اذا اشار الامين العام السابق للامم المتحدة الى إحراز تقدم، فانه يمكن بدء العمل في شأن قرار لارسال ما بين 200 و 250 مراقباً من المنظمة الدولية الى سوريا لمراقبة وقف النار.

———

عن سوريا وأزمتها والمخاطر: الأسد فرض لاءاته والعرب يجاملونه سراً وينتقدونه علناً

سامي كليب

اتفقت الأسرة الدولية ضمنيا على لاءات ثلاث في الأزمة السورية: لا للتدخل العسكري، ولا لإسقاط النظام بالقوة، ولا لتسليح المعارضة. فرض الرئيس بشار الأسد ومعه حلفاؤه الروس والصينيون والإيرانيون معادلة إقليمية وعالمية جديدة جعلت أنصار تسليح المعارضة، وفي مقدمهم السعودية وقطر، في وضع لا يحسدون عليه.

تغير مناخ الأزمة السورية بعد عام على اندلاعها. حقق النظام قفزات عسكرية واختراقات دبلوماسية، بينما 71 دولة اجتمعت في اسطنبول، أمس، تبدو عاجزة عن إسقاطه.

وربما لأن المناخ قد تغير، بدأ عدد من القادة العرب يبعثون برسائل سرية إلى دمشق بغية البحث عن مخارج. تفيد المعلومات بأن طرفا سعوديا بارزا أوضح لمحادثيه السوريين أن ثمة انزعاجا ملكيا من بعض تصريحات وزير الخارجية سعود الفيصل. يقال إن الملك عبد الله لم يشأ منذ البداية كل هذا التورط في سوريا حتى ولو أنه راغب كما الكثير من العرب بوضع حد سريع للعمليات العسكرية السورية.

تفيد المعلومات أيضا بأن البحرين أرسلت مؤخرا رسائل ايجابية إلى دمشق، وفي بعضها رغبة في المساعدة لتهدئة الأوضاع البحرينية. يحكى عن خطوط أمنية تمتد من المنامة إلى دمشق وصولا إلى طهران.

يقال أيضا ان العائلة الأميرية في الكويت، أفهمت دمشق بأنها لم تنس يوما ما قدمه الرئيس الراحل حافظ الأسد للكويت إبان غزوها من قبل العراق. لم يمنع ضغط الحركة الإسلامية الكويتية، بعض أهل السلطة من القول بأن إسقاط الأسد لم يكن أمرا مطروحا بالفعل.

من المعلومات كذلك، أن دولة الإمارات العربية بدأت تفكر جديا في تسهيل الوساطة بين السلطة السورية ومعارضة الداخل. يقول مسؤول إماراتي من أبناء الرئيس الراحل الشيخ زايد: «إننا ندرك استحالة سقوط النظام السوري، ونريد فعليا وقف نزف الدماء، ونرى انه لا بد من المباشرة بحوار جدي بين المقربين من الأسد ومعارضة الداخل، لأن ذلك سيعطي إشارات مهمة للداخل والخارج، ونحن مستعدون للعب دور».

يشار إلى أن وزير خارجية الإمارات زار طهران في آخر شباط الماضي، حيث كان الملف السوري بين أهم مواضيع البحث، ناهيك عن وضع الجالية الإيرانية في الإمارات. يحكى عن وجود 500 ألف إيراني في الإمارات، تصل استثماراتهم إلى أكثر من 300 مليار دولار.

يقول المسؤول الإماراتي نفسه: «لاحظوا أن تشدد مواقف الخليج حيال سوريا بدأ بعد اندلاع مشكلة البحرين. لدى السعوديين معلومات تؤكد أن «حزب الله» هو من أجج الأزمة البحرينية بطلب من إيران، وان دمشق لم تفعل شيئا للجمه»… لكن قوات درع الجزيرة بقيادة السعودية لم تهدئ الوضع في البحرين، لا بد من العودة إذاً إلى من يساعد.

وخليجيا أيضا دخل على الخط مؤخرا الاشتباك الكلامي بين رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان والشيخ يوسف القرضاوي. تعمد خلفان وضع الإصبع الخليجي على خطورة تقدم الإخوان المسلمين صوب دول المجلس. تبعه انتقاد كبير من قبل حاكم الشارقة للقرضاوي و«الإخوان». الأكيد أن قطر لا تنظر مطلقا بعين الارتياح لهذه الأصوات الخليجية ضد حلفائها الإسلاميين.

يضاف إلى ذلك موقف سلطنة عمان المستمر ضمنيا على ايجابيته حيال دمشق وطهران.

وفي 17 شباط الماضي حمل رئيس وزراء موريتانيا رسالة من الرئيس الموريتاني إلى نظيره السوري تضمنت كلاما اخويا ووديا لافتا. يعتقد بعض الموريتانيين أن قطر التي لم يلق أميرها ترحيبا خلال زيارته الأخيرة لنواكشوط ساهمت في تأجيج المعارضة ضد الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يعتبر دمشق «السند الأساس للمقاومة العربية».

لو وُضعت كل هذه المواقف مع تلك التي تصدر عن مصر والجزائر والعراق وموريتانيا وغيرها لتبين أن ظواهر المواقف العربية حيال سوريا تختلف تماما عن بواطنها.

قمة بغداد صدمة لقطر والسعودية

تبين من خلال التمثيل السعودي الضعيف في القمة العربية في بغداد، ومن خلال الكلام الخطير الذي أدلى به رئيس وزراء قطر حول «تهميش السنة» في العراق، أن الدوحة والرياض تنظران إلى حكومة نوري المالكي على أنها حليف قوي لإيران وسوريا، ويجب بالتالي معاملتها على هذا الأساس. سارعت الحكومة العراقية، ومعها جماعة علماء العراق التي يترأسها الشيخ د. خالد عبد الوهاب الملا، إلى الرد بقسوة على كلام الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

لم يكن مفاجئا إذاً أمام التباينات العربية، وأمام الرسائل السرية بين بعض العرب ودمشق، وأمام التسوية الضمنية الروسية الأميركية بشأن سوريا، أن يصدر بيان القمة العربية في بغداد خاليا من أي إشارة إلى تنحي الرئيس بشار الأسد أو إلى تسليح المعارضة. تراجع العرب إلى حدود القبول بخطة كوفي انان وبنودها الستة، التي ينص بندها الأول على «عملية سياسية شاملة يقودها السوريون». بمعنى آخر إن بشار الأسد هو جزء أساسي من التسوية.

تشعر السعودية وقطر بخذلان كبير من المواقف الدولية. لم يكن مريحا للدولتين انه بعيد إعلان وزيري خارجيتي البلدين في مؤتمر صحافي علني عن «تسليح المعارضة السورية»، جاء الرد من الحلفاء الأميركيين يرفض أي تسليح لها. ذهبت واشنطن ابعد من ذلك، ليس فقط من خلال اتهامها تنظيم القاعدة باختراق المعارضة، وإنما أيضا بالاتفاق مع الضيف التركي رجب طيب اردوغان على ضرورة الاكتفاء بالاتفاق على إرسال مواد طبية وبعض أجهزة الاتصال إلى مناطق سورية.

الصفقة الأميركية ـ الروسية؟

يقول دبلوماسي روسي، له علاقة قديمة بدمشق والدول العربية، إن «القمة الأخيرة بين الرئيسين الأميركي والروسي مهدت للكثير من الأمور، ذلك أن باراك أوباما، كما تسرّب من لقائه مع ديميتري ميدفيديف، طلب من موسكو تهدئة الأجواء حتى الانتخابات الأميركية، ووعد بأنه سيسارع إلى إعادة تفعيل مبادئه السياسية التي أعلنها في ولايته الأولى، والتي تصب في خانة التسويات لا الصراعات الدولية». لن يقتصر الأمر على الدرع الصاروخي، وإنما سيشمل أيضا ملفات إيران وسوريا وغيرها.

يؤكد الدبلوماسي الروسي أن لا حرب على إيران، وان زمن إسقاط الرئيس الأسد قد ولى إلى غير رجعة. يقول: «إننا أمام مرحلة التسوية السياسية في الأزمة السورية، لكن الأهم الآن هو إقناع المعارضة بقبول التسوية».

في المنطق الروسي أن على السوريين أنفسهم أن يحددوا نظام الحكم ومن يريدونه رئيسا، وهذا تماما ما سمعه اردوغان في إيران التي قالت له إن تركيا تخطئ في خياراتها لان جزءا مهما من الشعب السوري لا يزال إلى جانب الأسد، فلتكن إذاً صناديق الاقتراع هي الفيصل.

لم يأت اختيار كوفي أنان لتسوية الأزمة السورية بالصدفة. أريد للامين العام السابق للأمم المتحدة أن يجسد «تلاقي المصالح» الدولية. كان الفيتو الروسي، ولا يزال، حاضرا لمنع أي قرار يحصر مسؤولية العنف في سوريا بالنظام أو يطالب بإسقاط بشار الأسد.

حين زار انان الرئيس السوري، أدرك أن خطة الجامعة العربية قد تكسرت على صخرة دمشق. قال الأسد بوضوح انه يستقبل أنان كمبعوث دولي لا كمبعوث مشترك دولي – عربي. وافق أنان على ذلك. كررت دمشق موقفها على لسان الناطق باسم خارجيتها جهاد مقدسي قبيل القمة العربية في بغداد. قالت إنها لن تلتزم بأي شيء يصدر عن الجامعة العربية.

لا مجال للعودة إلى قرارات الجامعة العربية. دمشق جازمة في هذا السياق. يعتبر المسؤولون السوريون أن كل القرارات العربية جاءت بمشيئة قطرية، ثم بضغط قطري سعودي، وان ما تم قبوله قبل الدخول إلى بابا عمرو وحمص، ما عاد مقبولا الآن. قال الأسد صراحة لأنان انه منفتح على الحوار مع المعارضة لكن الحوار يجب أن يجري في سوريا، وبإشراف سوري.

قبل بابا عمرو وبعدها

كان لزيارة الأسد إلى بابا عمرو 3 أهداف: إظهار قوة الدولة، وتحدي التهديدات الأمنية، خصوصا بعد تفجيرات دمشق وحلب، ومخاطبة الجمهور السني بأن ما بعد انتهاء المعركة العسكرية لن يكون انتقاما وإنما «اعمار بأحسن مما كان». هذه رسالة مهمة لبلسمة شيء من جروح الاقتتال المذهبي المقيت الذي عرفته حمص.

وأتبع الأسد زيارته حــمص، بلقاءات عدة مع مشايخ الطائفة الدرزية وزيــارة لقرية قنوات في السويداء للتــعزية بوفاة الـشيخ احمد سلمان الهجري، وهو احد 3 مشايخ عقل عند الدروز السوريين. تخلل ذلك استقبال الأسد للنائب الدرزي اللبناني السابق فيصل الداوود، بعد فترة على استقبال الوزير السابق وئام وهاب.

من يزُر دمشق هذه الأيام فسرعان ما يلاحظ ثقة بالنفس كبيرة عند المسؤولين السوريين. اللافت أن القلق السابق من تطورات لبنانية ضدهم يكاد يتراجع على نحو ملحوظ. سمع بعض مشايخ الشمال اللبناني، وبينهم الشيخ بلال شعبان، حين زاروا دمشق مؤخرا، كلاما يشير إلى قوة الدولة السورية، وحين يثار مثلا موضوع وليد جنبلاط يأتي الجواب جازما: «هو يعرف تماما ماذا فعل ضد سوريا في العام الماضي، وان ما فعله يدخل في باب الخطر على الأمن القومي، ويدرك حلفاؤنا في «حزب الله» أن ما فعلوه لإرجاعه إلى سوريا في الماضي ما عاد مقبولا الآن».

لا يدخل لبنان حاليا في الحسابات الاستراتيجية السورية. تم إدراجه في خانة «المجال الأمني». الأولوية الآن هي لإنهاء المعركة العسكرية وتسريع عجلة الانفتاح السياسي المتمثلة خصوصا بالانتخابات المقبلة. بعد كل ذلك يمكن الاهتمام بالوضع في لبنان، لكن هذه المرة على قاعدة أن «ثمة من ساهم في سفك الدم السوري».

«البريكس» والتوازنات الدولية

يهتم السوريون كثيرا بقمم منظمة البريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا). ويهتمون أيضا بالقمم التي يعقدها الرئيس الإيراني مع دول الجوار، من أفغانستان وباكستان إلى طاجيكستان. يقولون إن كلام وزير الخارجية وليد المعلم عن «محو أوروبا» عن الخريطة لم يكن من قبيل رد الفعل العصبي. ينظرون إلى التحولات الهائلة في العالم نحو تعددية الأقطاب.

تشكل دول «البريكس» 40 في المئة من سكان العالم، وما بين 18 و20 في المئة من الإنتاج العالمي. الصين ستتخطى أميركا قبل العام 2020، والهند قد تحتل المركز الاقتصادي العالمي الأول بعد اقل من 30 عاما. البرازيل احتلت مكان بريطانيا. أميركا مرشحة للتراجع عالميا إلى المرتبة الثالثة بحسب تقرير Wealth report. يقول التقرير أيضا إن نسبة مساهمة دول أميركا الشمالية وأوروبا الغربية في الناتج القومي العالمي سيتراجع من 41 في المئة العام 2010 إلى اقل من 18 في المئة في العام 2050، بينما نسبة دول آسيا سترتفع من 27 في المئة حاليا إلى أكثر من 49 في المئة في العام 2050.

الأخطر من هذا هو أن دول «البريكس» قررت العمل على إصدار عملة موحدة، وأنشأت مصرفها المركزي الخاص. هي ترفض ضمنيا أن تحتكر نيويورك التحويلات العالمية، وترفض هيمنة أميركا على الأمم المتحدة والمؤسسات المالية العالمية.

لو أضيف إلى كل ذلك ان باراك اوباما نفسه يرجو الرئيس الروسي تهدئة الأجواء حتى الانتخابات ويعد بحلول للدرع الصاروخي، يصبح المشهد الدولي أكثر من مهم في الأزمة السورية. لا ينسى السوريون أن ميدفيديف المدافع بشدة عنهم كما الرئيس المقبل فلاديمير بوتين، كان قد قال في تشرين الثاني الماضي ان روسيا تعتزم نشر صواريخها في منطقة كالينغراد التي تشترك حدوديا مع بولندا وليتوانيا، وتصويبها نحو مواقع الصواريخ الدفاعية الأميركية.

باتت روسيا جزءا كبيرا من الحملة الانتخابية الأميركية. رئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب مايكل تيرنر، والمشرف على مسائل الدفاع الصاروخي، حذر أوباما من التراخي أمام الروس. كذلك فعل المرشح الجمهوري ميت رومني الذي اعتبر الروس العدو الاستراتيجي الأول، فرد عليه ميدفيديف بضرورة استخدام عقله قبل الكلام.

لعل التدويل نفع الأسد أكثر من أي وقت مضى. أما المجلس الوطني المعارض، الذي يقول هيثم المناع وميشال كيلو وغــيرهما بأنه ارتكب الخطأ الفادح في السعي للسلاح والتــسلح، فيبدو عالقا بين عجز عربي وتركي عن التحرك، وبين بداية صفقة أميركية ـ روسية ضرورية في عالم اليوم.

إن كلام اردوغان في مؤتمر اسطنبول أمس، وتلعثم نبيل العربي أثناء إلقائه كلمته، واستياء برهان غليون، وغياب أي كلام عن إسقاط الأسد أو تسليح المعارضة في كلام وزير خارجية قطر، كلها أمور تؤكد أن لعبة الأمم انتصرت مرة جديدة، وأن العرب وقفوا كالمعتاد على قارعة الطريق.

يوحي الأسد بأنه انتصر فعلا في المعركة العسكرية وفي إقامة درع دبلوماسية روسية حوله، لكن خصومه سيزيدون الضغط العسكري تفجيرات واغتيالات، والمتضررين من انتصاره العسكري والدبلوماسي سيكثفون الضغوط لنقل الملف مجددا إلى مجلس الأمن وخنق سوريا اقتصاديا، ولذلك فان الأهم هو أن تبدأ المصالحة الحقيقية والإصلاح وتوسيع قاعدة المشاركة في السلطة. هذا وحده ينقذ مستقبل البلاد. السعي والاتصالات تتكثف لإقناع معارضة الداخل بالمجاهرة في القبول بتسوية سياسية.

————

قصـص حـذرة لأشـخاص يرفضـون تسـميتهم «فلسـطينيّين جـدداً»

سوريون نازحون «مؤقّتاً» إلى لبنان: الفقراء في المجهول والأغنياء في «الترانزيت»

مادونا سمعان

لا تبدو حقائب السوريين، الذين نزحوا من سوريا إلى لبنان بسبب الأوضاع الأمنية، كبيرة. فهم إما هربوا من بلداتهم وقراهم ففضلوا حملاً خفيفاً، وإما خططوا لإقامة أكثر أماناً ما دام لديهم أقارب أو أصدقاء في لبنان، فوضّبوا أمتعة تتناسب والمجهول الذي يقبلون عليه.

حتى الساعة، هم ليسوا “نازحين” كما يؤكدون، ويصرّون على أن عودتهم إلى سوريا ما إن تهدأ الأحوال. على الرغم من أنهم يدركون أن الأوضاع السورية، الأمنية والسياسية، لا ترسم لهم أفقاً واضحاً ولا تترك أمامهم خياراً للمصير.

كذلك، لا خيارات أمامهم لانتقاء الوجهة التي يقصدونها في لبنان، لأن ما يتحكم في إقامتهم في البلد الجار أمران: فقر حالهم وتوجهاتهم السياسية. وبالتالي، هم يختارون مناطق يعمل فيها أقرباء أو أصدقاء لهم، يتقاسمون معهم المسكن. ويقصدون تلك التي لن يواجهوا فيها مشكلات إذا كُشفت ميولهم السياسية. هنا، تجدر الإشارة إلى أن الوافدين إلى لبنان ليسوا من المعارضة السورية وحسب، بل منهم من يؤيد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. واللافت أن الوافدين إلى لبنان والمؤيدين للنظام ينتمون في معظمهم إلى الطبقة الوسطى لأسباب بعضها واضح ويشرحها وافدان لـ”السفير”، وبعضها الآخر غير واضح.

ومن ملامح النزوح السوري، ابتعاد الفقراء منهم عن منطقتي بيروت وجبل لبنان، وعن الساحل اللبناني عموماً، بسبب غلاء المعيشة وكلفة السكن. لذلك، تحمل الأطراف اللبنانية التحوّلات الاجتماعية الجديدة. علماً أن التقارير الآتية من تلك المناطق لا تشي بحركة نزوح كبيرة، يدق لها ناقوس الخطر. ولا توحي بتذمّر من أهل المناطق أنفسهم ولو أن طلبات العمل فاقت العرض.

مع ذلك، يعيش بعض المسؤولين اللبنانيين، وأولهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حال ترقّب، وفق ما أشار في إحدى المقابلات التلفزيونية “لأن هناك خطوات يجب أن تتخذها الحكومة اللبنانية إذا زاد عدد النازحين السوريين إلى لبنان”.

وبما أن لا مؤشرات تدلّ على أن الحلّ قريب في سوريا، فإن بعض المسؤولين والعاملين في عدد الوزارات باتوا يطلقون على الوافدين السوريين عبارة “الفلسطينيين الجدد”، معتبرين أن الأعداد الوافدة ولو بنسبة قليلة بدأت تؤسس لفئة جديدة من المقيمين على الأراضي اللبنانية، لها خصوصيتها الاجتماعية والسياسية التي لا بدّ أن تؤثر في البلاد.

يرفض الوافدون السوريون تسميتهم بـ”النازحين” أو “المهجرين”، وهم حتى لا يسمحون بمقارنة بينهم وبين اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان فـ”إسرائيل لم ولن تحتل سوريا”، يشير بعضهم، و”لبنان محطة قد نعود منها إلى الوطن أو قد ننطلق منها إلى بلاد أخرى”، وفق بعضهم الآخر.

هنا، قصص نزوح يرويها سوريون تركوا بلادهم مكرهين لأسباب سياسية وأمنية، منهم من لم يفرغ حقائبه بعد على أساس أن العودة قريبة، ومنهم من يستسلم للانتظار والترقب قبل الانطلاق إلى مصير جديد “لن يكون في لبنان”، يؤكد معظمهم.

النص

وصل محمد إلى لبنان ليل ثلاثاء آتياً من حمص وقصد ورشة يعمل فيها ابن عمه في العاصمة بيروت. معه حقيبة صغيرة ولائحة طويلة لأرقام هواتف أقارب وأصدقاء أوصاهم بالاتصال به ساعة يشاؤون للاطمئنان على حالهم.

هرب محمد من سوريا بعد إلحاح والدته، التي طلبت منه “استكشاف” الوضع في لبنان، وإمكانية انتقالها وأشقاءه الستة للإقامة في إحدى مناطقه. يرفض ابن الثامنة والعشرين أن يروي كيف وصل إلى الحدود اللبنانية وكيف اجتازها. يقول: “كان لا بدّ من أن أصل إلى لبنان وخفت من أن أُمنع من اجتياز الحدود، فقررت المرور على طريقتي”. تأثر محمد بما يشاع في منطقته من رفض مرور السوريين عبر الحدود اللبنانية.

كانت المهمة المرسومة له، البحث عن عمل لأنه معيل الاسرة منذ وفاة والده، ودراسة إمكان العيش في لبنان وتكلفة المعيشة. وجد عملاً في إحدى ورش البناء، “لكنه لا يكفي لإعالة أسرة من ثمانية أشخاص”. فكّر في البحث عن فرص عمل لاثنين من أشقائه، فوجد أن المسألة صعبة. قرّر التوجه إلى شمال لبنان “حيث قيل لي إن المعيشة أرخص، وتكلفة السكن أقل”.

ظنّ محمد أن العاصمة بيروت توفّر فرصاً للعمل والإقامة أكثر من غيرها من المناطق، وتلمّس أنها عصيّة على الفقراء.

سيعود شمالاً ما إن ينتهي عمله في الورشة، ليدرس إمكان انتقال الاسرة إلى لبنان، و”إذا كان الأمر صعباً، فسأجبر على العودة إلى الديار. فالقهر في الوطن أهون بالنسبة إلي من القهر في الغربة، حتى لو كان لبنان جاراً”.

هكذا، لا يعرف محمد أين سيسكن في الأسبوع المقبل، وإن كان سيرى أسرته في القريب، لا سيما أن الاتصال بها مباشرة صعب. ويعتبر أن الوضع السوري اليوم يفرض ألا يبتعد أفراد العائلات بعضهم عن بعض “لاستمرار التواصل، ولعدم المخاطرة بألا يصل ما نجنيه إلى أهلنا”.

ولا يعرف محمد إن كان عدد كبير من رفاقه أو من يعرفهم ينوون النزوح إلى لبنان، إلا أنه يلفت إلى أن غلاء المعيشة قد يحول دون مجيئهم، “وإن أتوا فستكون إقامتهم قصيرة لأن تكلفة المعيشة في لبنان توازي تكلفة المعيشة في أي بلد أوروبي، لكن التقديمات الصحية والاجتماعية فيه أقل بكثير من أي بلد متقدّم”.

في حماية “حزب الله”

يخطط أبو هادي لأن يمكث في لبنان حتى أيلول المقبل، موعد استئناف الدراسة. وهو أب لثلاثة أولاد، هم صبي وابنتان. يعرّف الرجل الستيني عن نفسه بأنه مثقف من الطبقة الوسطى، يعمل مديراً للموارد البشرية في إحدى الشركات السورية.

اختار أبو هادي السكن في منطقة جبيلية تحديداً إلى جانب منطقة فيها وجود لـ”حزب الله”، “تحسباً لما سيطرأ” كونه مع نظام الأسد. “هكذا حزب الله يحمينا”.

حزمت أسرته حقائبها ما إن تلمّس تبدلاً في الموقف الروسي تجاه سوريا، “لأنهم ما عادوا حازمين كما في بداية الأزمة”، يقول.

استأجر شقة بثلاثمئة دولار وهو يعمل قدر المستطاع على تأمين دراسات إلى الشركة التي يعمل لديها.

يحبّ أبو هادي التحدث في السياسة، ويعتبر أن ضرب سوريا مدخل لضرب إيران و”حزب الله”، وأن ما نعيشه اليوم هو وقت مستقطع “تفلش فيه كبريات الدول أوراقها ثم تعيد توزيعها والنتيجة تعلن ما تكشفها جميعها”.

لا يعرف كم سيدوم هذا الوقت، لكنّه يخطط للانتقال من لبنان قبل أيلول المقبل إلى بلد غربي لمتابعة أولاده تخصصاتهم، و”ربما للاستقرار نهائياً إن لم تهدأ الحال في سوريا”.

يلفت إلى أن السوريين لا يمكن أن يعيشوا في لبنان، وهم لن ينزحوا إليه إلا مؤقتاً. يشرح أن “الفقراء لا يمكنهم تكبّد مصاريف الحياة اليومية في لبنان، خصوصاً أن عدد أفراد أسرهم كبير. أما متوسطو الحال فسيبحثون عن آفاق جديدة لمستقبلهم، ولا أظن أن لبنان يوفرها لهم. ومن المستحيل أن ينقل الأثرياء استثماراتهم إليه، لأن ما كانت تؤمنه سوريا لناحية البنى التحتية والتطور في تقنية المعلومات والاتصالات أفضل بكثير مما يؤمنه جارها”.

عنف وأمنية

يؤكد أيمن لابنته دانا أن الحال السورية لا تشبه الحال الفلسطينية، وأن إقامتهم اليوم في لبنان تشبه إقامة اللبنانيين لأشهر في قبرص أيام الحرب الأهلية. كلام الوالد لا يطمئن كثيراً ابنة السادسة عشرة التي سألت إذا كان هروب الاسر ة من درعا إلى منطقة المتن فيه ما يشبه أيام النكبة في فلسطين؟ فيعود الوالد ويؤكد “لسنا فلسطينيين ولا حتى نازحين، هي إقامة لفترة مؤقتة إما نعود بعدها إلى سوريا مرفوعي الرأس أو ننتقل للعيش في بلد متحضّر”.

لا يريد أيمن أن يروي كيف يتدبر أموره في لبنان، علماً أن من عرّف به وصفه بـ”كاتب التقارير”. وهو يؤكد أنه يستطيع أن يؤمن لأسرته المؤلفة من زوجة وابنتين حياة متوسطة في لبنان.

حتى الساعة، لا يعرف ما مصير تلك الاسرة “فالأمر رهن بالتطورات على الساحة السورية، التي لا بد من أن يتغير فيها النظام”. ويستدرك أنه قبل أعوام تعرّض لعنف كلامي في المنطقة التي يسكنها في لبنان: “يومها اعتبرونا من أنصار النظام، لكنهم الآن باتوا يتمنون لنا الانتصار كمعارضة”.

على الرغم من أن أيمن وصف خروجه من سوريا بالهرب، إلا أنه أتى والاسرة بحقائب كثيرة وكبيرة لأنه لن يعود إلى درعا “إلا وقد أزهر ربيعها”.

هو لا يعرف الكثير عن سوريين آخرين “لكن إذا تفاقم الوضع في سوريا، فسيضطر كثيرون إلى اللجوء إلى لبنان، وكثر منهم لا يمكنه تحمل مصاريف الحياة اليومية في لبنان. من هنا قد نصل إلى حال تشبه حال الفلسطينيين تجبر الحكومة اللبنانية والمعنيين على إيجاد الحلول لها”.

هكذا، يناقض أيمن نفسه، ولو أنه يرفض الاعتراف بذلك. ويبرر “من أخرجنا من منازلنا ليس إسرائيل”.

هكذا يفكّر الأثرياء

اختار واصف، وهو صاحب شركة كبيرة في سوريا، أن تقيم أسرته المؤلفة من زوجة وأربعة أولاد، في أحد فنادق منطقة الحمراء. يريد الابتعاد من “وجع الرأس”، لذلك فضل متابعة أعماله من لبنان: “هكذا أكون خارج دائرة الخطر وفي المسافة الأقرب إلى مقر شركتي”.

كذلك، هو يمضي فترة انتقالية في لبنان، ريثما تتّضح له الصورة، “فإما أعود إلى سوريا وإما أنقل أعمالي إلى فرنسا”.

يستكمل أولاده علومهم في إحدى الجامعات الخاصّة في لبنان. وبالنسبة إليهم تستمر حياتهم في منأى عن الأوضاع في بلدهم، خصوصاً أن لديهم أصدقاء لبنانيين ويعرفون البلد جيّداً.

يجزم واصف بأن النظام السوري سيسقط، من دون أن يلمح ما إذا كان مناصراً أو معارضاً له، لأنه “رجل أعمال”. وتأكيده نابع من قراءته للمواقف الدولية التي تصر على إسقاط نظام الأسد، “لكن الصيغة النهائية للدولة الجديدة غير مبلورة بعد”. وهو يعتبر أن الأحداث في سوريا لم تنبع من انقلاب شعبي على النظام على غرار ما حصل في مصر وتونس، بل كانت أحداثاُ مفتعلة أبطالها الدول الكبرى.

لا يتواصل واصف مع سوريين آخرين وفدوا إلى لبنان، إلا أنه يفصح عن مساعدته أربعة شباب قرروا الانتقال إلى بيروت والعمل لمساعدة عائلاتهم. ويؤكد أن نزوح السوريين إلى لبنان إذا زاد عن حدّ معيّن فسيكون خطراً على لبنان وعلى السوريين أنفسهم، “لأن لا الدولة اللبنانية يمكنها أن تتحمل أعباءهم، ولا هم يستطيعون تكبّد غلاء المعيشة في لبنان”.

—————

ضغوط على أنان لوضع «جدول زمني» لتنفيذ خطته .. ودول خليجية تموّل الانشقاق

مؤتمر اسطنبول يتولى إدارة الحرب الأهلية في سوريا

خرج المؤتمر الثاني لـ«أصدقاء سوريا» الذي انعقد امس في اسطنبول بقرارات ومواقف تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان مهمته اصبحت من الآن فصاعدا هي ادارة الحرب الاهلية في سوريا، بدل العمل على وقفها، عبر الكشف عن أن دولا في مجلس التعاون الخليجي ستتولى تمويل وتشجيع الانشقاق عن الجيش السوري، فيما تتولى بقية الدول العربية والاجنبية المشاركة في عملية تعطيل مبادرة الموفد العربي والدولي كوفي انان التي كانت قد لقيت قبولا من دمشق ومن فريق من المعارضة السورية باعتبارها السبيل الوحيد لوقف حمام الدم والوصول الى حوار سياسي منشود بين الجانبين.

وصعّد المؤتمر ضغوطه على مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، الذي سيطلع اليوم مجلس الامن الدولي على ما تحقق من خطته المؤلفة من ست نقاط. ودعا مؤتمر اسطنبول انان الى وضع جدول زمني للخطوات المقبلة بما في ذلك العودة إلى مجلس الأمن إذا لم يوقف النظام السوري «إراقة الدماء».

وفي بغداد، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي شاركت بلاده في المؤتمر بوفد برئاسة وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي، ان النظام السوري «لن يسقط». وقال «نرفض اي تسليح وعملية اسقاط النظام بالقوة، لانها ستخلف ازمة تراكمية في المنطقة». وأضاف، في إشارة إلى السعودية وقطر،»دولة أو دولتان طالبتا بتسليح المعارضة السورية لإشعال نار في المنطقة. نحن ضد تسليح المعارضة السورية وضد أي تدخل خارجي أو قوات دولية للتدخل في الشأن السوري، كما أننا نعتقد أن الحل الذي قدم من قبل أنان يمثل نصف المرحلة وقدمنا حلولاً أخرى رفضها العرب. علينا أن نعمل على مبادرة كاملة لا أنصاف حلول، نحن نريد أن يحتكم الجميع إلى صناديق الاقتراع ويأخذ كل ذي حق حقه». (تفاصيل صفحة 16)

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قال، للتلفزيون السوري الجمعة الماضي، ان انان، الذي اجتمع مع الأسد في دمشق في 10 آذار الماضي، أقر بحق الحكومة في الرد على العنف المسلح اثناء مرحلة وقف اطلاق النار. وأضاف ان شروط سوريا للموافقة على خطة انان شملت الاعتراف بسيادتها والحق في الامن.

وأعلن المشاركون في مؤتمر «اصدقاء سوريا»، في بيان في ختام اجتماعهم في اسطنبول، ان «مجموعة الاصدقاء تجدد التأكيد على اهمية التطبيق الكامل من جانب النظام السوري لمقررات الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وخطة انان» المؤلفة من ست نقاط، «الا ان مجموعة الاصدقاء تعبر عن اسفها لاستمرار اعمال النظام السوري نفسها رغم اعلانه الموافقة على خطة النقاط الست. فمنذ الاعلان عن الموافقة في 27 آذار، لم يتوقف العنف الذي يقوم به النظام، ومنذ ذلك التاريخ، فقد كثيرون حياتهم».

واعتبر البيان ان ذلك «يبرز كنموذج جديد على عدم صدق النظام»، مضيفا ان «الحكم سيكون على افعال النظام لا على وعوده».

وأكد ان «الفرصة المتاحة للنظام لتنفيذ التعهدات التي قام بها للموفد المشترك انان ليست مفتوحة من دون نهاية». ودعت المجموعة انان الى «تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها عودة الى مجلس الامن الدولي اذا استمرت عمليات القتل».

واعترف المؤتمر «بالمجلس الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا لجميع السوريين والمظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه». وأكدت المجموعة «دعمها لنشاطات المجلس من اجل سوريا ديموقراطية، واعتبرته محاورا رئيسيا للمعارضة مع المجتمع الدولي» في صياغة لم تصل إلى حد الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني الذي يعوقه الشقاق المزمن في صفوفه.

ورفض المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية حسن عبد العظيم الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل وحيد لقوى المعارضة, معتبرا هذا الأمر بمثابة عمل إقصائي للقوى الأخرى. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن عبد العظيم قوله «لا يحق لأي طرف معارض أن يكون الممثل الوحيد للثورة السورية، وأن يقصي باقي مكونات الحراك السياسي في البلاد». وأضاف «مع احترامنا لما يمثله المجلس الوطني السوري، فإن هناك قوى معارضة أخرى تدعو الدول إلى الاتحاد في ما بينها».

وأعلن البيان النهائي ان مؤتمر «اصدقاء سوريا» المقبل سيعقد في فرنسا من دون تحديد موعد. وأكدت مجموعة «أصدقاء سوريا» التزامها بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها السياسية ووحدة أراضيها، وانتقدت «الانتهاكات المنظمة على نطاق واسع ضد حقوق الإنسان والحريات الأساسية» من قبل الحكومة. وحثت السوريين، وخصوصا من يعملون في الأجهزة الأمنية والعسكرية والحكومة، على «ألا يشاركوا في الفظائع التي يرتكبها النظام». ودعت إلى تحرك دولي لمنع وصول إمدادات الأسلحة إلى الحكومة السورية، وطالبت بإتاحة ايصال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك توقف يومي للاعمال القتالية لمدة ساعتين للسماح بتوصيل المساعدات.

مساعدات مالية

ولم تشر مجموعة «أصدقاء سوريا» إلى دعم أو تسليح «الجيش السوري الحر» وهو ما تدعو إليه بعض دول الخليج لكنها قالت إنها «ستواصل العمل بشأن تدابير إضافية لحماية الشعب السوري».

وقال مصدر مشارك في المؤتمر، رفض الافصاح عن هويته، ان تمويل الرواتب «لعناصر الجيش الحر سيتم من ثلاث او اربع دول خليجية»، مضيفا «سيتم دفع ملايين الدولارات شهريا» من اجل تحقيق ذلك. وأشار الى ان المعارضة السياسية السورية تخطت تشرذمها من خلال البرنامج الذي اتفقت عليه الاسبوع الماضي لبناء «سوريا الجديدة».

وذكرت مصادر مشاركة في المؤتمر أن هذه الدول ستقدم ملايين الدولارات إلى «المجلس الوطني السوري لدفع رواتب جنود انشقوا عن الجيش السوري للانضمام إلى الجيش السوري الحر».

داود اوغلو

وأعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء المؤتمر، ان «83 دولة شاركت في المؤتمر، ما يدل على اهتمام متزايد» بالقضية السورية. ولم تحضر الصين وروسيا العضوان الدائمان بمجلس الامن المؤتمر.

وقال داود اوغلو «لن نسمح للنظام السوري بإساءة استخدام فرصة أخرى، وهي الفرصة الأخيرة للوضع في سوريا». وأضاف «في حالة البوسنة كذلك تباطأ المجتمع الدولي أكثر مما يلزم، ولذلك قتل الكثير من الناس»، مضيفا «في حالة سوريا ينبغي على المجتمع الدولي ألا يتأخر كما حدث في البوسنة. علينا أن نتحرك من دون إبطاء». وتابع «يجب أن يكون لنا موقف واحد للدفاع عن المدنيين، ويجب أن تكون لدينا خطة عمل ومبادرة واحدة لايصال المساعدات ووقف العنف في سوريا».

وقال رئيس «المجلس الوطني» برهان غليون، في مؤتمر صحافي بعد المؤتمر، ان اعتراف مجموعة «اصدقاء سوريا» بالمجلس «كممثل شرعي للشعب السوري ومحاور رئيسي للمجتمع الدولي يعني ان النظام اصبح غير شرعي، وأن السلطة القائمة في سوريا اصبحت لا شرعية، وأن من حق الشعب مقاومة هذه السلطة اللاشرعية المغتصبة».

واعتبر غليون ان مؤتمر اسطنبول يشكل «خطوة ثانية» بعد مؤتمر «اصدقاء سوريا» في تونس في شباط الماضي، على «طريق مساعدة الشعب السوري على تحقيق هدفه في التخلص من نظام الرئيس بشار الاسد». وقال «ان معاناة الشعب السوري لا توصف، ولا ننتظر من اي اجتماع ان يكون على مستوى تطلعات الشعب السوري»، مشيرا الى ان «الرهان هو على الشعب والشعب وحده قادر على تأمين الوسائل لتحرير بلده من الطغمة الحاكمة الغاشمة»، لكنه اكد في الوقت ذاته «عدم الاستهانة بأهمية الدعم الدولي».

وقال غليون، ردا على سؤال عن الجهة التي ستقوم بتمويل رواتب عناصر «الجيش السوي الحر»، وهو الامر الذي اعلنه في كلمته امام المؤتمر، ان «التمويل سيتم من ميزانية المجلس الوطني الذي يتلقى مساعدات ومساهمات من دول عديدة يستخدمها في انشطته العسكرية وغير العسكرية».

واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في مؤتمر صحافي بعد المؤتمر، إن الرئيس السوري بشار الأسد «يخطئ» إذا اعتقد انه قادر على هزيمة المعارضة السورية. وقالت «إن قراءتي للوضع هي أن المعارضة تزداد قوة وليس العكس»، مضيفة ان «الاسد يتصرف كما لو انه قادر على سحق المعارضة».

وكانت كلينتون قالت، امام المؤتمر، ان النظام السوري يضيف وعودا الى «لائحة الوعود التي يخل بها»، معتبرة ان «الاسد وعد بتنفيذ خطة انان الا انه شن هجمات جديدة على مدن سورية ومنع تسليم المساعدات». ودعت الى تشديد العقوبات وإلى دعم جهود المعارضة لقيام رؤية ديموقراطية وتعددية لسوريا المستقبلية، معلنة عن مساعدة انسانية الى سوريا بقيمة 12 مليون دولار، ما يرفع قيمة المساعدات الاميركية الى 25 مليون دولار.

وأعلنت كلينتون أن الولايات المتحدة تزود المعارضة المدنية السورية بمعدات اتصالات. وأكدت ان واشنطن سترسل مساعدات اخرى على غرار معدات الاتصال لمساعدة «الناشطين على تنظيم صفوفهم وتجنب هجمات النظام والاتصال بالعالم الخارجي». وقالت ان بلادها «ستدرب مواطنين سوريين يعملون على توثيق الفظائع، والتعرف الى المنفذين والحفاظ على الأدلة من اجل تحقيقات ومحاكمات مقبلة».

وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، في كلمته في افتتاح المؤتمر، مجلس الأمن الدولي على تحمل مسؤولياته. وقال «إن فوت مجلس الامن مرة جديدة فرصة تاريخية، فلن يكون هناك من خيار امام الاسرة الدولية سوى دعم حق الشعب السوري في الدفاع المشروع عن نفسه»، منددا «بإعدام جماعي تقوم به قوات النظام بحق السوريين».

وأكد اردوغان ان انقرة لا يمكن ان تدعم «اي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة»، مضيفا ان السوريين «الذين عانوا من تسلط الاسد الاب يعانون اليوم من تسلط الابن». وأضاف ان «المنظمات الدولية تقول ان القمع اوقع اكثر من تسعة آلاف قتيل، اما انا فأرى ان الرقم اعلى بكثير».

ورأى ان الاسد «قام بوعود لتضييع الوقت، وأخشى ان يستخدم مبادرة انان لتضييع الوقت. لا يجب ترك النظام السوري يستغل هذه المبادرة». ودعا الى ان تكون جهود انان «منسقة مع جهود اصدقاء سوريا»، معتبرا ان كل خطة ليس لديها جدول زمني «ستشجع النظام على متابعة اعمال العنف». وقال «طالما ان النظام لا يتجاوب، لا يمكن لمجلس الامن الا تحمل مسؤولياته ووقف الابادة التي تجري في سوريا».

ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «لاصدار قرار ملزم عن مجلس الامن تحت الفصل السابع يقضي بوقف جميع اعمال العنف فورا بشكل متزامن من الجميع». وقال، في افتتاح اعمال المؤتمر، ان «عنصر الوقت له الآن اولوية كبرى». ويسمح الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة للمنظمة الدولية باستخدام القوة من اجل وضع القرارات الدولية موضع التنفيذ. وأكد ان «مستقبل سوريا يقرره ابناء الشعب السوري، وأن الحل يجب ان يكون سوريا بامتياز بعيدا عن التدخل الخارجي».

وقال رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن «العمل المضني الذي يقوم به انان بشأن الازمة السورية يجب ان يحدد له وقت واضح إذ من غير المقبول الاستمرار في عمليات القتل والقمع في الوقت الذي يتحدث فيه النظام مع المبعوث المشترك للسلام. إن أساليب النظام السوري في شراء الوقت يجب ألا تنطلي على أحد فطول أمد الأزمة السورية ليس في مصلحة سوريا ولا دول المنطقة ولا المجتمع الدولي».

وأكد حمد «دعم مقترح النقاط الست الأولية للمبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية مع التأكيد على مبادرة الجامعة العربية القائمة على قراري مجلس الجامعة وهي تستوعب بالكامل مقترح النقاط الست الأولية وما يتفرع عنها من مقترحات، وضرورة إرسال قوات عربية أممية مشتركة إلى سوريا لحفظ السلام، وإقامة مناطق آمنة على الأراضي السورية، وتوفير كافة أشكال الدعم بما فيها المساعدات الإنسانية العاجلة والضرورية للشعب السوري، والارتقاء بأساليب الضغط السياسي والاقتصادي على النظام السوري لحمله على الانصياع إلى إرادة الشعب السوري في التطلع إلى الإصلاح والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان».

وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل إن «اجتماعاتنا المتتالية مع الأسف لم تخرج حتى الآن بنتائج عملية توفر للشعب السوري الحماية التي يحتاج إليها، فإذا كان استخدام الفيتو في مجلس الأمن قد أعطى النظام السوري رخصة لمواصلة حملة التقتيل والإبادة ضد شعبه، فإن مبادرة الجامعة العربية الموضحة لسبل الحل السلمي قد قوبلت بإصرار النظام السوري على انتهاج الحل الأمني القمعي غير عابئ بالكلفة الإنسانية والسياسية لهذا النهج».

وأضاف أن «الشعب السوري يتطلع أن يكون مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في اسطنبول نقطة تحول في التعاطي مع المشكلة السورية، على أساس الجمع بين السعي للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري وتوفير الحد الأدنى من وسائل الدفاع المشروع لمن هم هدف لآلة التقتيل وأدوات القمع التي يمارسها النظام السوري، عندها فقط سيصبح الحل الأمني أكثر كلفة للنظام وسيكون من الواقعي وقتها التحدث عن فرص القبول بصيغ الحوار وأسلوب الحل السياسي لهذه الأزمة، وستتوفر حينها فرص أفضل لانان لكي يقوم بمهمته العسيرة وفقا للمرجعيات التي تستند إليها هذه المهمة في إطاريها الأممي والإقليمي».

ميدانيات

قال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيانات امس، ان «40 شخصا، بينهم 15 من القوات السورية، قتلوا خلال اعمال عنف واشتباكات في ريف دير الزور وحمص وارياف ادلب ودمشق وحماه ودرعا». وكان المرصد اشار، أول أمس، الى مقتل «20 شخصا بينهم ستة من عناصر القوات النظامية».

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) أول أمس ان السلطات السورية احبطت محاولة تسلل «مجموعة ارهابية مسلحة قادمة من لبنان الى سوريا اسفر الاشتباك معها عن مقتل وجرح عدد من افرادها فيما لاذ آخرون بالفرار». وقالت «أحبطت الجهات المختصة محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من لبنان الى سوريا بالقرب من قرية بعيون الحدودية التابعة لتلكلخ» في ريف حمص.

(«السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش أ)

———-

المالكي يحمل على السعودية وقطر: النظام السوري لن يسقط بالقوة

امين ناصر

شن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي هجوماً أمس على الداعين إلى إسقاط النظام السوري بالقوة، معتبراً أن «وظيفتنا نحن العرب هي إخماد نار الأزمة لأن تطورها سينعكس علينا وعلى لبنان والأردن وفلسطين والمنطقة، وحتى الدول التي تتعامل مع هذه المسألة بلغة القوة».

وأعلن المالكي في مؤتمر صحافي في بغداد أنه يعتزم عقد المؤتمر الوطني للمصالحة بين القوى العراقية في الخامس من نيسان الحالي، كخطوة أولى لتسوية الخلافات، معتمداً الدستور العراقي قاعدة في حل أهم المشاكل العالقة، سواء كان ما يتعلق منها بالأقاليم أو الحكومات الاتحادية أو القوانين العالقة في التشريع أو في مجلس القضاء والمحكمة الاتحادية، ومنها ما يتعلق بمطاردة المطلوبين، مشيراً إلى قضية نائب الرئيس طارق الهاشمي ومحاولة لجوئه إلى بعض الدولة العربية التي ستستقبله للأسف «كنائب للرئيس» وليس على أنه مطلوب للإنتربول الدولي.

وخارجياً، اعتبر المالكي أن «عودة العراق الصحيح المعافى، وغير المسكون بالعلل والتجاذبات إلى جيرانه وعودة هؤلاء الجيران له، يدفع بالتالي إلى إحداث حالة من الطمأنينة لدى الشعوب العربية والأنظمة، بعيداً عن التفرد بالرأي والركوب على موجة الفتن، وما كنا نسمعه من بعض الأنظمة (في إشارة إلى السعودية وقطر) ومساعيها في الدعوة إلى تسليح المعارضة السورية ما هو إلا أمر يثير فينا الريبة ويدخل المنطقة في آتون حروب طائفية لا تحمد عقباها، وهو أمر نستنكره ونستغربه في الوقت ذاته».

وأكد المالكي أن بغداد ستسعى إلى «سياسة تصفير» كل المشاكل التي ورثتها مع كل دول المنطقة، وهذا يعني أن العراق سينطلق على أسس من التعاون السياسي والاقتصادي وغيرها من مجالات للتعاون مع منظومتنا العربية.

ورداً على سؤال لـ«السفير» حول المبادرة العراقية التي قدمت إلى القادة العرب في قمة بغداد وإمكانية تفعيلها في حال فشلت مبادرة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان، قال المالكي «نعم هناك مبادرة عراقية، وقد حظيت بترحيب وقبول كبيرين من قبل الزعماء العرب، ونحن مع الحل السلمي في ما يخص الأزمة السورية، ومن يعتقد أن النظام السوري سينهار تحت وطأة السلاح فهو غير مصيب، فالنظام السوري لم يسقط ولن يسقط ولماذا يسقط؟».

وقال المالكي إن «لغة استخدام القوة لإسقاط النظام (السوري) سوف لن تسقطه، قلناها سابقاً وقالوا شهرين فقلنا سنتين، ومرت سنة الآن والنظام لم يسقط ولن يسقط ولماذا يسقط». وأضاف «المشكلة أن النظام يتشدد ويقاوم، والمعارضة تتشدد وتقاوم، والسلاح موجود، ووظيفتنا نحن العرب هي إخماد نار الأزمة لأن تطورها سينعكس علينا وعلى لبنان والأردن وفلسطين والمنطقة وحتى الدول التي تتعامل مع هذه المسألة بلغة القوة». وتابع «نرفض أي تسليح وعملية إسقاط النظام بالقوة، لأنها ستخلف أزمة تراكمية في المنطقة»، معتبراً أن «الخطر في سوريا ليس طبيعياً وليس كأي بلد آخر حصلت فيه ثورات بل يحتاج إلى حلول من أنواع أخرى».

وأضاف، في إشارة الى السعودية وقطر،»دولة أو دولتان طالبتا بتسليح المعارضة السورية لإشعال نار في المنطقة. نحن ضد تسليح المعارضة السورية وضد أي تدخل خارجي أو قوات دولية للتدخل في الشأن السوري، كما أننا نعتقد أن الحل الذي قدم من قبل أنان يمثل نصف المرحلة وقدمنا حلولاً أخرى رفضها العرب. علينا أن نعمل على مبادرة كاملة لا أنصاف حلول، نحن نريد أن يحتكم الجميع إلى صناديق الاقتراع ويأخذ كل ذي حق حقه. هذا الأمر طرح بشكل واضح في ورقة العراق، لكن بعد أن سمعنا أن سوريا ترفض الاستجابة لأي خطة ولأي مشروع من الجامعة العربية، جمدنا ورقتنا واكتفينا باطلاع الأخوة العرب عليها، فالأزمة السورية تحتاج إلى من يتفهم أبعادها وتداعياتها، ومن يتعامل من البعض بهذه الطريقة التي نشاهد مع سوريا فهو لا يعلم موقع سوريا ولا مكانتها ولا حقيقة الوضع داخلها، والاشتباك بين سوريا ومناطق محيطة بها مثل لبنان والعراق وتركيا والأردن وفلسطين، فالوضع في سوريا ليس كالوضع في أي دولة أخرى معزولة عن هذا المحيط، فهي تؤثر وتتأثر، وأي لغة لإسقاط النظام بالقوة لن تتحقق ولن يسقط النظام، قلناها سابقاً والآن نكررها».

المالكي أشار إلى «ضرورة التعامل مع الأزمة السورية بروية، لانعكاسات الأزمة وتداعياتها المقبلة في حال اعتمد البعض فرضية السقوط، فهل يسأل نفسه من يتبنى هذه الفرضية، ما سلبيات هذا السقوط أو التغيير وإفرازاته علينا في الجوار أو على دول المنطقة».

السفير

———–

مصدر عسكري روسي: سفينة عسكرية روسية تتوجه إلى شواطئ سوريا

موسكو- (يو بي اي): أعلن مصدر عسكري روسي الإثنين أن سفينة “سميتليفي” التابعة لأسطول البحر الأسود غادرت قاعدة الأسطول في سيفاستوبول، متوجهة إلى البحر المتوسط حيث ستقوم بمهمتها قرب شواطئ سوريا.

وذكرت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) أن رئيس جهاز الإعلام التابع للأسطول الروسي في البحر الأسود فياتشيسلاف تروخاتشوف، قال في البداية أن سفينة تابعة لأسطول البحر الأسود غادرت قاعدة الأسطول في سيفاستوبول (شبه جزيرة القرم) متوجهة إلى البحر المتوسط.

ولكنها مصدراً عسكرياً أوضح للوكالة لاحقاً أن السفينة التي تحمل إسم “سميتليفي” وغادرت سيفاستوبول نهاية الأسبوع الماضي، ستقوم بمهمتها على مقربة مباشرة من شواطئ سوريا.

وقال المصدر إن المهمة تتضمن “زيارة عمل إلى ميناء طرطوس السوري الذي تقع فيه نقطة إمداد تابعة للأسطول العسكري البحري الروسي”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية نفت في 19 من الشهر الماضي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وصول سفن حربية روسية إلى السواحل السورية.

وقال المصدر في الوزارة إنه لا توجد أي سفن حربية للأسطول الروسي قرب سواحل سوريا، موضحا أن ناقلة النفط إيمان التابعة للأسطول الروسي رست في ميناء طرطوس السوري منذ 10 أيام بعد إتمام مهام إمداد سفن أسطول البحر الأسود والأسطول الشمالي الروسيين المشاركة في عملية مكافحة القرصنة بخليج عدن بالوقود والأغذية.

وأشار المصدر إلى أن جميع أفراد طاقم الناقلة إيمان مدنيون وتوجد على متنها وحدة حراسة.

رئيس الموساد الأسبق: تطبيق خطة أنان وبقاء الأسد رئيساً لسوريا سيشكل أكبر هزيمة استراتيجية لإسرائيل

تل أبيب- (يو بي اي): إعتبر الرئيس الأسبق للموساد الإسرائيلي أفراييم هليفي، أنه في حال الموافقة على تطبيق خطة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لحل الأزمة السورية، وبقي الرئيس بشار الأسد في منصبه، فإن إسرائيل ستُمنى بأكبر هزيمة استراتيجية منذ قيامها.

وكتب هليفي في مقال نشره في صحيفة (يديعوت أحرونوت) الاثنين، أنه “في حال نجاح أنان بخطواته، وإذا أحل السلام داخل سوريا، ووافق العالم على استمرار حكم الأسد على أحضان طهران، وإذا وافقت تركيا وروسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا على تطبيق خطة أنان، فإننا سنشهد أصعب هزيمة إستراتيجية لإسرائيل في الشرق الأوسط منذ أن أصبحنا دولة”.

وأضاف أنه “إذا تحقّق كل هذا من دون أن يأخذنا أنان بالحسبان، فإن الهزيمة ستكون مضاعفة، وهذا هو التحدي السياسي – الأمني الآني الماثل أمام حكومة إسرائيل، لكنها صامتة في هذه الأثناء”.

ورأى هليفي أن خطة أنان حوّلت الأسد من “لبّ المشكلة” إلى “شريك هام للتوصّل إلى حل” للأزمة السورية، وأن إيران أيضاً باتت حليفة إستراتيجية للدول العظمى من أجل حل الأزمة في سوريا.

وأضاف أن “أحد أهداف طهران، المتمثل بالإعتراف بها كدولة عظمى إقليمية في الشرق الأوسط، أخذ يتحقق قبل بدء المحادثات النووية”.

وأشار هليفي إلى أن روسيا والصين وتركيا عبّرت عن موافقتها على خطة أنان وأن المبعوث الأممي سيزور طهران في الأيام القريبة المقبلة بعدما أعلنت عن موافقتها على خطته.

وعبّر هليفي عن توجّسه من عدم وضوح الموقف الأمريكي من الخطة، ولفت إلى أن المعلومات التي تسرّبت عن لقاءات أجرتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في السعودية كانت قليلة للغاية.

———-

غليون يعلن تخصيص رواتب للجيش الحر.. واستمرار عمليات القتل في المدن السورية

‘اصدقاء سورية’ يعترف بالمجلس الوطني ‘ممثلا شرعيا’ ويدعم انان

المالكي يهاجم قطر والسعودية.. والعربي يدعو لتدخل دولي فوري

اسطنبول ـ دمشق ـ وكالات: اعترف مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ الذي عقد الاحد في اسطنبول بحضور ممثلين عن 83 دولة، بالمجلس الوطني السوري ‘ممثلا شرعيا’ للسوريين، داعيا الى تحرك دولي فوري وعملي لوقف القمع في سورية، فيما شن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الاحد هجوما لاذعا على السعودية وقطر على خلفية دعمهما لتسليح المعارضة السورية، متهما اياهما بالعمل على التدخل بـ’شؤون كل الدول’ العربية.

في هذه الاثناء تواصلت عمليات القوات النظامية ضد منشقين في مناطق سورية عدة ما اسفر عن سقوط اكثر من 50 قتيلا الاحد.

في هذا الوقت، استقبلت الدوحة التي اتهمت بغداد قبل ايام بتهميش السنة، نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، الشخصية السنية البارزة والمطلوب للقضاء بتهم ارهاب، في تطور بارز ومفاجئ يؤشر الى توتر محتمل بين قطر والعراق.

وقال المالكي في مؤتمر صحافي في بغداد ان ‘لغة استخدام القوة لاسقاط النظام (السوري) سوف لن تسقطه، قلناها سابقا وقالوا شهرين فقلنا سنتين، ومرت سنة الآن والنظام لم يسقط ولن يسقط ولماذا يسقط’.

واضاف ‘نرفض اي عملية تسليح لاسقاط النظام بالقوة، لانها ستخلف ازمة تراكمية في المنطقة’. وقال المالكي الاحد ‘عجيب امر هاتين الدولتين ان تدعوا الى التسليح بدل ان تعملا على اطفاء النار’، في اشارة محتملة الى السعودية وقطر.

وتابع ‘ستسمعان صوتنا باننا ضد التسليح وضد التدخل الخارجي’، مضيفا ان ‘الدول التي تتدخل بشؤون دول اخرى ستتدخل بشؤون كل الدول’.

وينص البيان الختامي بحسب الوكالة على انه ‘يتم الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا لجميع السوريين’، ويدعو البيان الختامي لمؤتمر اصدقاء الشعب السوري الى ‘دعم كامل’ لخطة الموفد الدولي الخاص الى سورية كوفي انان، مطالبا بـ’تحديد مهلة لها’، حسبما افاد به مصدر في الوفد التركي المشارك في المؤتمر وكالة فرانس برس.

ومن جهته دعا الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الاحد ‘مؤتمر اصدقاء الشعب السوري’ الى تبني ‘قرار ملزم تحت الفصل السابع’ لوقف اعمال العنف في سورية.

وطالب العربي المؤتمرين ‘الى الدعوة لاصدار قرار ملزم عن مجلس الامن تحت الفصل السابع يقضي بوقف جميع اعمال العنف فورا بشكل متزامن من الجميع’. وقال ان ‘عنصر الوقت له الآن اولوية كبرى’.

ويسمح الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة للمنظمة الدولية باستخدام القوة من اجل وضع القرارات الدولية موضع التنفيذ.

واكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون، ان مؤتمر اصدقاء الشعب السوري يشكل ‘خطوة ثانية’ بعد مؤتمر اصدقاء سورية الاول، الذي عقد في تونس، على طريق مساعدة الشعب السوري على تحقيق هدفه في التخلص من نظام الرئيس بشار الاسد الذي قال انه اصبح ‘غير شرعي’.

وقال غليون في مؤتمر صحافي عقده بعد بضع ساعات من انتهاء الاجتماع الذي ضم ممثلين عن 83 دولة، ان ‘المؤتمر يشكل خطوة ثانية على طريق تأمين مواكبة كفاح الشعب السوري ومساعدته لتمكينه من الانتصار’.

من جهة ثانية، اعلن غليون ردا على سؤال عن الجهة التي ستقوم بتمويل رواتب عناصر الجيش الحر، وهو الامر الذي اعلنه في كلمته امام المؤتمر، ان ‘التمويل سيتم من ميزانية المجلس الوطني الذي يتلقي مساعدات ومساهمات من دول عدة يستخدمها في انشطته العسكرية وغير العسكرية’.

ومن جهتها اعتبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في خطاب في المؤتمر، ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يضيف وعودا الى ‘لائحة الوعود التي يخل بها’.

ودعت كلينتون الى تشديد العقوبات والى دعم جهود المعارضة لقيام رؤية ديمقراطية وتعددية لسورية المستقبلية، معلنة عن مساعدة انسانية لسورية بقيمة 12 مليون دولار، ما يرفع قيمة المساعدات الامريكية لسورية خلال الازمة الى 25 مليون دولار.

كما شدد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه على ضرورة ‘تحديد مهلة في الزمن’ للنظام السوري لتطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان.

وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في كلمته مجلس الامن الدولي على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، اي قرار ضد دمشق.

وقال ‘ان فوت مجلس الامن مرة اخرى فرصة تاريخية، فلن يكون هناك من خيار امام الاسرة الدولية سوى دعم حق الشعب السوري في الدفاع المشروع عن نفسه’. منددا بـ’اعدام جماعي’ تقوم به قوات النظام بحق السوريين.

ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متلاحقة ان 50 شخصا بينهم 15 من القوات السورية قتلوا الاحد خلال اعمال عنف متفرقة جرت في عدد من المدن السورية. ففي درعا (جنوب)، قتل مواطنان باطلاق رصاص خلال مداهمات لقوات الامن. وفي ريف درعا، قتل ثلاثة عناصر امن اثر استهداف سيارات امن في قرية سحم الجولان، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين مجموعات منشقة والقوات النظامية التي داهمت منطقة تابعة لمدينة جاسم، ما اسفر عن مقتل اربعة جنود وثلاثة منشقين، القي القبض عليهم واطلق الرصاص عليهم من قبل ضابط.

مؤتمر إسطنبول يدعم خطة أنان… ويطالب بتحديد مهلة زمنية لها

«أصدقاء سوريا 2»: المجلس الوطني «ممثل شرعيٌ»

شدد مؤتمر «أصدقاء سوريا» على أن الفرصة المتاحة أمام الرئيس السوري بشار الأسد لتنفيذ التزاماته ليست مفتوحة، كما اعترف بالمجلس الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي لكل السوريين والطرف الرئيسي في المعارضة للتفاوض مع المجتمع الدولي

اعترف مؤتمر «اصدقاء سوريا»، الذي عقد امس في اسطنبول بحضور ممثلين عن 83 دولة، بالمجلس الوطني السوري «ممثلاً شرعيّاً» للسوريين، داعياً الى تحرك دولي فوري وعملي لوقف القمع في سوريا. واكد البيان الختامي للمؤتمر «الدعم الكامل لتطبيق» خطة الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان، مطالباً بـ «تحديد جدول زمني لخطواتها المقبلة». وجاء في نص البيان الموزع على الصحافيين أن «مجموعة الأصدقاء تجدد التأكيد على أهمية التطبيق الكامل من جانب النظام السوري» لمقررات الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وخطة انان المؤلفة من ست نقاط.

واضاف البيان «إلا ان مجموعة الاصدقاء تعبر عن اسفها لاستمرار اعمال النظام السوري نفسها، رغم اعلانه الموافقة على خطة النقاط الست. فمنذ الاعلان عن الموافقة في 27 آذار، لم يتوقف العنف الذي يقوم به النظام، ومنذ ذلك التاريخ، فقد كثيرون حياتهم». ورأى أن ذلك «يبرز كنموذج جديد على عدم صدق النظام»، مضيفاً إن «الحكم سيكون على أفعال النظام لا على وعوده». واكد البيان ان «الفرصة المتاحة للنظام لتنفيذ التعهدات التي قام بها للموفد المشترك انان ليست مفتوحة بلا نهاية». ودعت المجموعة انان الى «تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها عودة الى مجلس الامن الدولي اذا استمرت عمليات القتل»، كما طالبت كل اعضائها بتحمل مسؤولياتهم.

وتنص خطة انان على سحب القوات العسكرية من المدن والسماح بدخول المساعدات الانسانية والصحافيين الى سوريا وبدء التحاور حول مرحلة انتقالية. واعلنت السلطات السورية موافقتها على الخطة.

واعلن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء المؤتمر، أن «83 دولة» شاركت في المؤتمر، ما يدل على «اهتمام متزايد» بالقضية السورية. وقال إن المؤتمرين استمعوا خلال اجتماعهم الى شهادات من اشخاص قدموا من أحياء بابا عمرو في مدينة حمص في وسط سوريا ومن محافظة حلب ومن مناطق اخرى، وقال «ما سمعناه يشير الى ان الوضع على الارض مؤلم أكثر مما تصوّره وسائل الإعلام العالمية».

وشدد داوود أوغلو على أن المجتمع الدولي لن يسمح للرئيس السوري بشار الأسد بأن «يسيء استغلال فرصة أخرى»، قائلاً إن المساعي الحالية لإنهاء الصراع هناك تمثل الفرصة الأخيرة بالنسبة إليه. وإن المجتمع الدولي كان متباطئاً بشدة في مواجهة صراع البوسنة في التسعينات، ويجب أن يتصرف الآن على نحو حاسم ودون تأخير.

من جهة ثانية، اعترف «مؤتمر أصدقاء سوريا» بالمجلس الوطني السوري المعارض «ممثلاً شرعياً لجميع السوريين والمظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه»، كذلك اكدت المجموعة «دعمها لنشاطات المجلس من اجل سوريا ديموقراطية»، الذي عدّته «محاوراً رئيسياً للمعارضة مع المجتمع الدولي». واعلن البيان النهائي ان مؤتمر اصدقاء سوريا المقبل سيعقد في فرنسا من دون تحديد موعد.

وتدخلت الشرطة التركية لتفريق نحو خمسين متظاهراً من انصار النظام السوري، كانوا ينددون بعقد المؤتمر. وقامت الشرطة بإبعاد المتظاهرين، الذين كانوا يهتفون بشعارات مؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد، عن مركز المؤتمرات، حيث افتتح المؤتمر الثاني لاصدقاء سوريا قرب ساحة تقسيم في الجانب الغربي من اسطنبول. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب المنتشرة باعداد كثيفة الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، الذين تحدوا الدعوات الى التفرق. واصيب العديد من المتظاهرين بأعراض جراء الاستخدام الكثيف للغازات المسيلة للدموع من قبل الشرطة.

وفي دمشق، هاجمت الصحف السورية الصادرة، صباح أمس، مؤتمر اصدقاء سوريا، مشيرة إلى انه يرمي الى ضرب مبادرة المبعوث الخاص كوفي انان الى سوريا، وتحدثت عن دور للسعودية وقطر في «تأجيج» الازمة في البلاد.

من جهتها، اشارت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الى بدء «أعمال ما يسمى مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول بمشاركة وزراء خارجية دول الاستعمار القديم، بقيادة وزيرة الخارجية الاميركية هيلارى كلينتون وادواتهم في المنطقة». ورأت الوكالة ان مؤتمر اسطنبول «يعقد في نسخته الثانية العدائية للشعب السوري بعد المؤتمر الاول الذي عقد في تونس في شباط». واضافت ان السوريين أجمعوا «على ان هذه المؤتمرات هي سلسلة متصلة من حلقات التآمر على بلدهم، وأن المشاركين فيها هم اعداء لهم لا أصدقاؤهم».

(رويترز، أ ف ب، يو بي آي، سانا)

———————

كلينتون: يخطئ الأسد إذا اعتقد أن بإمكانه هزم المعارضة

حرص خطباء مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» على توجيه رسالة بأنه لن تكون هناك فترة زمنية غير محددة لتنفيذ خطة أنان، فيما تريد عدد من الدول العودة إلى مجلس الأمن، وأخرى مع تسليح المعارضة

رأت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الرئيس السوري بشار الاسد «يخطئ» اذا اعتقد انه قادر على هزم المعارضة السورية. وقالت كلينتون، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، «ان قراءتي للوضع هي ان المعارضة تزداد قوة لا العكس»، مضيفة ان «الاسد يتصرف كما لو انه قادر على سحق المعارضة».

وسعت كلينتون الى تشديد العقوبات على سوريا ومحاسبة مسؤوليها، وذلك خلال مشاركتها في مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» المنعقد في اسطنبول، لبحث سبل وقف العنف الذي تشهده البلاد. وانضمت الى عشرات الممثلين من دول اوروبية وعربية ومناطق اخرى لبحث سبل دعم المعارضة السورية، ومضاعفة الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت كلينتون، أمام المشاركين، إن الاسد، الذي بدأت قواته حملة جديدة على المدن والبلدات السورية، يتراجع عن التزامه تطبيق خطة لحل الازمة من ست نقاط طرحها المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان. وقالت، في خطابها امام مؤتمر اصدقاء الشعب السوري في اسطنبول، الذي وزعته وزارة الخارجية الاميركية، «مضى حوالى أسبوع واستنتجنا ان النظام يضيف وعودا الى لائحة الوعود الطويلة التي يخل بها». واعلنت عن مساعدة انسانية لسوريا بقيمة 12 مليون دولار، ما يرفع قيمة المساعدات الاميركية لسوريا خلال الازمة الى 25 مليون دولار.

كذلك شدد وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، على ضرورة «تحديد مهلة من الزمن» للنظام السوري لتطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان. وقال للصحافيين على هامش المؤتمر «هناك خطر مراوحة الآن. نرى جيداً ان خطة النظام هي كسب الوقت، لذلك لا بد اذا اتفقنا كلنا على ذلك، ان نحدد مهلة من الزمن» لتطبيق الخطة.

ودعا الامين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إلى اصدار قرار ملزم عن مجلس الامن تحت الفصل السابع يقضي بوقف جميع اعمال العنف فوراً على نحو متزامن من الجميع». وقال في افتتاح اعمال المؤتمر ان «عنصر الوقت له الآن اولوية كبرى».

وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في كلمته مجلس الامن الدولي على تحمل مسؤولياته. وقال «فوّت مجلس الامن مرة جديدة فرصة تاريخية». ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الحكومة السورية إلى تنفيذ خطة أنان على وجه السرعة. وابلغ هيغ، المشارك في مؤتمر اسطنبول، هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس أن «المجتمع الدولي يريد أن يرى انتقالاً منظماً للسلطة في سوريا».

(أ ف ب، يو بي أي، رويترز)

—————–

غليون يعلن تخصيص رواتب للجيش الحر بأموال خليجية

أعلن رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض، برهان غليون، خلال «مؤتمر اصدقاء الشعب السوري» المنعقد في اسطنبول، امس، «تخصيص رواتب ثابتة» لعناصر «الجيش السوري الحر». ويأتي هذا الاعلان بعد يوم واحد من تجديد وزير خارجية السعودية، الأمير سعود الفيصل، دعواته إلى تسليح المعارضة السورية، واصفاً ذلك بأنه «واجب». وقال غليون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر «نجاهر امامكم بأن شعبنا لن يتعب ومستمر في كفاحه مقدماً نموذجاً أسطورياً في الصمود». وطالب المجتمع الدولي بـ «تحمل مسؤولياته» وبـ «موقف عملي جاد». وتابع «نريد دعم الجيش السوري الحر لتأمين حماية المدنيين. نريد الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري. نريد التزاماً دولياً باعادة اعمار سوريا بعد سقوط النظام المحتوم». وقال «سوف يتكفل المجلس بتخصيص رواتب ثابتة لجميع الضباط والجنود الفاعلين في الجيش السوري الحر».

وقال مصدر مشارك في المؤتمر، رفض الإفصاح عن هويته للصحافيين، إن تمويل الرواتب لعناصر الجيش الحر «سيجري من ثلاث او اربع دول خليجية»، ابرزها السعودية وقطر، مضيفاً «ستُدفع ملايين الدولارات شهرياً» من اجل تحقيق ذلك. ولفت المصدر الى ان الولايات المتحدة لم تعلن مشاركتها في تمويل الجيش الحر، لكن الخطوة الخليجية منسقة مع واشنطن، وهي جزء من التكتيك المتبع لإسقاط النظام السوري.

وأشار الى ان المعارضة السياسية السورية تخطت تشرذمها من خلال البرنامج الذي اتفقت عليه خلال هذا الاسبوع لبناء سوريا الجديدة.

وقال غليون إن برنامج المجلس يشمل الإقرار بـ «الهوية القومية لأكراد سوريا، واعتبار القضية الكردية من صلب القضية السورية الاساسية». ويأتي ذلك بعد انسحاب عدد من اعضاء المجلس الوطني الأكراد الثلاثاء الماضي من اجتماع للمعارضة السورية في اسطنبول، احتجاجاً على عدم اقرار مسألة القومية الكردية في ميثاق المجلس.

وعدّد غليون عناوين خطة «حكومة سوريا الجديدة» الانتقالية بعد سقوط النظام، وابرزها «تلتزم الحكومة الموقتة بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة تنبثق عنها جمعية تأسيسية»، كما اشار الى ان سوريا الجديدة ستكون «جمهورية ديموقراطية» تقوم على «سيادة حكم القانون الذي يساوي بين المواطنين»، وستعمل على «حماية الأفراد والجماعات وتحقيق مصالحة وطنية شاملة»، كما «ستأخذ الحكومة الجديدة مكانها بين الدول وستبقى دائماً في صف القانون

الدولي».

(أ ف ب، أ ب، رويترز)

——————-

الأسد يعتمد سياسة المنازل المحروقة وروسيا ترفض “جدولة” خطة انان

أ. ف. ب.

دمشق: اتهم المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين القوات السورية النظامية باعتماد “سياسة المنازل المحروقة” في المناطق التي تشهد احتجاجات وانشقاقات.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس “ان القوات السورية النظامية تنفذ في غالبية المناطق الثائرة سياسة +المنازل المحروقة+”.

واضاف “وثقنا في المرصد حالات حرق منازل لناشطين في الحراك الثوري او لعناصر في المجموعات المسلحة المنشقة (..) في درعا وحمص وريف حماة وجبل الزاوية في ريف ادلب”.

واستبعد عبد الرحمن ان تكون هذه التصرفات فردية “لاننا بتنا نراها بشكل يومي في كافة المناطق التي يجري اقتحامها”.

واوضح عبد الرحمن ان حالات حرق المنازل الموثقة لدى المرصد “بدأت قبل نحو ثلاثة اشهر، وارتفعت وتيرتها في شهري شباط/فبراير واذار/مارس”.

وقال “هذه العمليات تترافق في كثير من الاحيان مع نهب محتويات المنازل وايضا تحطيم محتويات المحال التجارية التي يملكها ناشطون”.

واضاف “في بعض المناطق لم تسلم حتى الحيوانات العائدة لاصحاب هذه المنازل من الاستهداف والقتل”.

ورأى عبد الرحمن ان هذه الانتهاكات “تعد نوعا من انواع العقاب الجماعي يقوم به النظام في المناطق التي تشهد احتجاجات” معتبرا انها “ترقى لتكون جرائم ضد الانسانية”.

واسفرت أعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات منتصف اذار/مارس الماضي، عن مقتل 10108 اشخاص منهم 7306 مدنيين، و2802 عسكريا من بينهم 554 منشقا بحسب رامي عبد الرحمن.

موسكو ضد تحديد اي مهلة في خطة انان بشأن سوريا

دبلوماسياً، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين انه يعارض تحديد اي “مهلة” او “انذار” لتطبيق خطة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لسوريا.

وغداة مؤتمر “اصدقاء سوريا” الذي دعا الى تحديد جدول زمني لخطة انان، قال لافروف في مؤتمر صحافي خلال زيارة لارمينيا ان “الانذارات والمهل المصطنعة نادرا ما تكون مفيدة”.

ورأى انه لا يعود الى مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” الذي عقد في اسطنبول، اطلاق الحكم على كيفية تطبيق خطة انان بل الى مجلس الامن الدولي.

وقال لافروف ان “كوفي انان تلقى تفويضه من الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، وسيعود الى مجلس الامن الحكم على من يطبق قراراته وكيف”.

ودعا “مؤتمر اصدقاء الشعب السوري” الاحد من اسطنبول الى تحديد جدول زمني لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان حول سوريا.

وقال البيان الختامي للمؤتمر الذي شاركت فيه 83 دولة ووفد من المعارضة السورية ان “مجموعة الاصدقاء تجدد التأكيد على اهمية التطبيق الكامل من جانب النظام السوري” لمقررات الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وخطة انان المؤلفة من ست نقاط.

ودعت المجموعة انان الى “تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها العودة الى مجلس الامن الدولي اذا استمرت عمليات القتل”.

وكانت وزارة الخارجية الروسية رأت الاثنين ان مؤتمر “اصدقاء دمشق” يتناقض مع “اهداف تسوية سلمية للنزاع” في هذا البلد.

وقالت الوزارة في بيان ان “النوايا والتأكيدات التي تم التعبير عنها في اسطنبول من اجل دعم مباشر بما في ذلك عسكري ولوجستي للمعارضة المسلحة (…) يتناقض بشكل لا جدل فيه مع اهداف تسوية سلمية للنزاع”.

من جهة اخرى، عبرت موسكو عن اسفها للطابع “الاحادي” للاجتماع الذي “لم تكن الحكومة السورية ممثلة فيه”.

واكدت ان الاولوية تبقى تطبيق خطة انان لوقف العنف. واضافت الخارجية الروسية انه “من المهم جدا حاليا التركيز على (…) دعم كل الاطراف بدون استثناء من اجل تطبيق اقتراح انان”.

————-

الأردن لن يغلق حدوده مع سوريا لمنع تدفق اللاجئين

وكالات

عمّان: أكد وزير الداخلية الأردني، محمد الرعود، أن الأردن لن يغلق حدوده مع سوريا ولا يوجد أي خطوات غير اعتيادية متخذه لمنع تدفق السوريين اللاجئين من مناطق الاضطرابات.

وقال الرعود إن الأردن يتعامل مع 95 ألف سوري موجودين في أراضيه على اعتبار أنهم ضيوف من باب “الضيافة” العربية، مشيرًا إلى أن السوريين المقيمين في مختلف مدن المملكة يشكلون عبئًا عليها من ناحية اقتصادية وتعليمية وطبية.

ومن جهة أخرى أكد الرعود أن العلاقات الأردنية – السعودية أصبحت أنموذجًا يحتذى به في العلاقات العربية، والعلاقات الأخوية بين الملك الأردني عبد الله الثاني والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وحرصهما الأكيد على تفعيل التشاور والتنسيق المستمر حيال مختلف الأوضاع الراهنة وآخر المستجدات في المنطقة.

وفيما يتعلق بالحراك السياسي الداخلي، بيّن وزير داخلية الأردن محمد الرعود أن عمان تنظر إلى خطوات الشباب الرامية إلى الحصول على الحريات بـ”المشروعة”، لكنه شدد على أن تبقى تلك التحركات في الإطار السلمي: “نعلم عن كل ما يريده الشباب واتسقنا مع مطالبهم، وبادرنا إلى إيجاد تغييرات تحقق الرغبات وتكفل الحرية للجميع مع الحفاظ على استقرار الأردن”.

إلى ذلك،قالت جمعية الكتاب والسنة الأردنية التي تقدم خدمات اغاثة يوم الخميس إن حوالى ثلاثة آلاف سوري لجأوا الى المملكة خلال الأيام الثلاثة الماضية هربًا من العنف في بلدهم.

وقال الشيخ زايد حماد رئيس الجمعية لوكالة الأنباء الفرنسية إن “حوالى 2450 سوريا دخلوا الى الاردن بطريقة رسمية عبر المراكز الحدودية، و500 آخرين عبر السياج الحدودي خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط”.

واضاف ان “هناك 20 الف سوري مسجلين لدى الجمعية ويتلقون مساعدات منها”، مشيرا الى انها قدمت لهم “حوالى 3,5 مليون دولار على شكل مساعدات نقدية وعينية وغذائية منذ بداية الأزمة”.

ووفقا لحماد، قدمت الجمعية “الاسبوع الماضي 200 الف دينار اردني (280 الف دولار) معظمها اجرة لمساكن الاسر السورية الموزعة على الرمثا والمفرق واربد (شمال) وعمان والزرقاء (وسط) والكرك (جنوب) اضافة الى الفي طرد مساعدات غذائية”.

وتعتمد جمعية “الكتاب والسنة” على التبرعات المباشرة. ولم يتسن الحصول على تعليق رسمي من قبل المسؤولين الاردنيين. ويقول الاردن ان حوالى ثمانين الف سوري دخلوا المملكة منذ اندلاع الاحداث في سوريا منتصف آذار/مارس من العام الماضي، ومعظم هؤلاء يقيمون مع اقاربهم في مدينتي المفرق والرمثا شمال المملكة.

هذا وتظاهر نحو الف شخص في 23 آذار (مارس) امام السفارة السورية في عمان مطالبين باسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبـ”الحرية”. ورفع هؤلاء اعلام الثورة السورية امام سفارة دمشق بمنطقة دير غبار (غرب عمان) وحملوا لافتات تندد بنظام الأسد بينها “صامدون ولن نركع” و”لعنة الله على بشار” و”الحرية للمعتقلين”.

وهتف المشاركون “الحرية الحرية لكل سوري وسورية” و”جن جنون البعثية لما طلبنا الحرية” في اشارة الى حزب البعث الحاكم في سوريا منذ حوالى خمسين عاما.

وادى المشاركون صلاة الجمعة في الموقع بعد الاستماع الى خطبة القاها الشيخ احمد الصياصنة امام المسجد العمري ومفتي مدينة درعا (جنوب سوريا)، مهد الثورة، والتي دعا فيها الى الوحدة دعم الجيش السوري الحر.

وقال الصياصنة “الجيش الحر امانة في اعناقنا علينا ان نسعى لتجهيزه ومده بالسلاح هو الذي يحمينا ويحمي اعراضنا واموالنا التي اعتدي عليها”. واضاف ان “في كل يوم يقتحمون ويقتلون ويحرقون ويقصفون قصفا عشوائيا (…) نحن بحاجة الى قوة تدعمنا”.

والصياصنة امام سني اعمى تعرض للاعتقال على خلفية خطب تحض على التظاهر ضد النظام في مدينة درعا السورية التي انطلقت منها العام الماضي شرارة الثورة قبل ان يهرب الى الاردن في كانون الثاني/يناير الماضي.

وتشهد سوريا منذ عام حركة احتجاج غير مسبوقة لا يعترف النظام باتساعها وينسب اعمال العنف التي خلفت اكثر من 9100 قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الى “عصابات ارهابية مسلحة”.

واطلقت الامم المتحدة الجمعة دعوة لجمع اموال من المجتمع الدولي بقيمة 84 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في الاردن ولبنان وتركيا والعراق. وسجلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اكثر من ستة الاف لاجئ سوري في الاردن منذ اذار/مارس 2011 ، فيما ينتظر 2500 تسجيلهم ويتوقع ان يرتفع هذا العدد الى حد كبير بحسب المفوضية.

كما لجأ الى لبنان حوالى 16 الف سوري من بينهم ثمانية الاف في الشمال. وفي تركيا احصت السلطات حوالى 17 الف لاجئ سوري وانشأت استجابة لهذا الدفق ثمانية مخيمات اقيمت فيها الخيام ومركز استخدمت فيه الحاويات كوحدات اقامة في كيليس.

————

رغم الظروف الصعبة تبقى روح التحدي أقوى من مشاعر اليأس

الثوار السوريون يبقون معنوياتهم عالية بانتظار تغيّر ميزان القوى

عبدالاله مجيد

لندن: رغم الظروف الصعبة التي يعيشها النازحون السوريون في تركيا تبقى معنوياتهم عالية وروح التحدي أقوى من مشاعر اليأس.

وفي غرفة مستشفى في مدينة انطاكية التركية الحدودية يقول عبد الرحمن كلش، وهو خطيب مسجد في منتصف الثلاثين من العمر درس في مصر ويصف نفسه بالسلفي، إنه ينتظر العودة الى سوريا بفارغ الصبر. ويرقد اثنان من رفاقه المقاتلين مصابين بجروح خطيرة لكن كلش لا يستسلم بل أكد أن هذه ليست النهاية بل نهاية البداية فقط.

وقال كلش لمراسل صحيفة الغارديان في المنطقة: “نريد أن نعود وننخرط مجدداً في النضال”. وأضاف أن الطريق قد يبدو مسدوداً، “ولكننا نتريث فالجيش السوري اقام حواجز تفتيش اكثر من السابق بكثير والعديد من المقاتلين ينتظرون الآن في تركيا حتى يكون في حوزتنا المزيد من السلاح”.

وتابع كلش أن “هناك الكثير من الجنود السوريين الذين يريدون الانشقاق ولكننا نقول لهم أن ينتظروا قليلاً”. وأقامت المعارضة في تركيا شبكة حسنة التنظيم. ففي حي هادئ من احياء انطاكية تحول الطابق الأرضي لمبنى سكني لا يلفت النظر الى مستشفى للمقاتلين واللاجئين السوريين.

والى جانب علاج المرضى تساعد الشبكة في تهريب الامدادات الطبية الى سوريا ونقل الجرحى منها الى تركيا.

وقال الصيدلي وضاح (38 عاماً) إن المعارضة تبقى على اتصال وثيق بالداخل عن طريق سكايب، “ونتصل بالاتراك ونقول لهم من أين سيعبر الجرحى السوريون منطقة الحدود فيرسلون سيارة اسعاف لأخذهم الى المستشفى”.

ويهز الدكتور ماجد الذي هرب من حلب في كانون الأول/ديسمبر رأسه مؤيداً. ويتابع الصيدلي وضاح قائلاً “إن الامدادات الطبية تؤخذ الى سوريا بمساعدة الجيش السوري الحر”. وحين سُئل وضاح وماجد إن كانا يتلقيان أي مساعدة من المجلس الوطني السوري ضحكا قائلين: “نحن لا نتلقى أي شيء منهم، ولا نتوقع شيئاً منهم”.

واستدرك الدكتور ماجد قائلاً إن المجلس “هو الوجه السياسي الوحيد الذي نملكه حالياً ولذا علينا القبول به”. وفي قرية قريبة من الحدود السورية ينتظر احمد (13 عاماً) وحامد (19 عاماً) رحلتهما التالية الى سوريا لنقل امدادات.

ثلاثة افرشة اسفنجية أحدها على سرير خشبي وجهاز تلفزيون هي كل الأثاث الموجود في غرفتهما المليئة بالدخان. وبطانية تحمل شعار الهلال الأحمر التركي تغطي ارض الغرفة. وتتكدس تحت السرير صناديق من علب سمك التونا والامدادات الطبية. ولا يوجد احتكاك يُذكر مع سكان القرية، ويدفع احمد وحامد 150 ليرة تركية (50 جنيهاً استرلينياً) ايجاراً شهرياً للغرفة.

وقال حامد لصحيفة الغارديان إن 15 شخصاً ينامون احياناً في الغرفة وأن مقاتلي الجيش السوري الحر يأتون لأخذ قسط من الراحة قبل العودة. كما أنهم يرافقون اللاجئين السوريين الى تركيا.

في 9 ايار/مايو 2011 أُعتقل احمد خلال احتجاج في مدينة اللاذقية وسُجن ثلاثة اشهر ونصف الشهر كان خلالها يتعرض للضرب بانتظام. وبعد نقله الى سجن آخر في دمشق تمكن من الفرار بمساعدة حراس وهرب في كانون الأول/ديسمبر الى تركيا.

 وقال احمد “إن الجيش السوري الحر ساعدني على المجيء”، وهو الآن يقوم مع حامد بتهريب الأغذية والامدادات الطبية الى مقاتلي الجيش السوري الحر عبر الحدود. وقال احمد إن الاتراك لا يساعدون “ولو ساعدونا لما كانت مهمتنا بهذه الصعوبة”.

وكان احمد وقع ذات مرة بقبضة الشرطة العسكرية التركية التي تتمركز على مسافة قريبة. وقال إنه سُجن لمدة يوم ثم سُلم الى مخيم اللاجئين. وتابع احمد أن أمه التي تعيش في سوريا مع والده واخوانه واخواته الأربعة شديدة الخوف عليه، “ولكننا لا نستطيع التحدث عن ذلك على الهاتف لأنها ستُعتَقل”.

وقبل يومين على هذه الأحاديث لصحيفة الغارديان القى جنود سوريون القبض على ثلاثة من رفاق حامد وقتلوهم على الفور، كما يقول، مشيراً الى أنه واحمد يعبران الحدود الى سوريا مرة في الاسبوع مخترقين منطقة الأحراش لنقل امدادات الى قواعد الجيش السوري الحر في الداخل.

وتابع حامد قائلاً: “رأينا الجيش السوري يزرع الألغام على (الجانب السوري من) الحدود ونحن نعرف مكانها وتمكنا حتى الآن من تجنبها”. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش اعلنت في 12 آذار/مارس أن الجيش السوري زرع مئات الالغام على حدود سوريا مع تركيا ولبنان وأن مدنيين قُتلوا وأُصيبوا من جراء ذلك.

ويتابع حامد واحمد تغطية الأحداث في سوريا على قناة الجزيرة. وبين حين وآخر يهز حامد جهاز التلفزيون لإعادة الصورة المرتجفة. وقال بلهجة تقرب من الاعتذار “إنها القناة الوحيدة التي نستلمها هنا”.

وعندما يحضر ثامر (30 عاماً) احد افراد الجيش السوري الحر بعد ساعة ينكبون فوراً على كمبيوتره المحمول ويشرعون في الحديث عن طريق سكايب. وكان ثامر أمضى أربع سنوات في السجن بتهم مخدرات وشارك العام الماضي في انتفاضة داخل السجن قُتل خلالها ثمانية نزلاء. وأُفرج عنه لاحقاً بكفالة وانضم الى المعارضة المسلحة قبل سبعة اشهر.

وأكد ثامر أن المعارضة ليست لديها اسلحة تخزنها في تركيا قائلاً “إن السلطات التركية لن تسمح بذلك”، وأنه رفع السلاح “ضد الأسد وليس ضد الحكومة التركية”. ورفض ثامر بشدة القول بأن الثورة أخذت تفقد زخمها وقال إن عدم توفر السلاح وحده الذي جعل المعارضة تبدو ضعيفة من الخارج. “ولكننا مصممون على اسقاط الأسد، وهناك العديد منا، نحو 1500 مقاتل في بعض الأماكن”.

وعما إذا كان قلقاً من تصاعد العنف في سوريا هز ثامر رأسه قائلاً “إن الجيش السوري الحر يدافع ولا يهاجم ونحن نهدف الى حماية المدنيين ضد الجيش”.

وعلى المعبر الحدودي بين تركيا وسوريا في يايلداغي، أعرب رجل اعمال طلب عدم ذكر اسمه عن الغضب لأن المعارضة السورية لا تعترف بانتهاكاتها هي وحذر من أن الاحتقان الطائفي في سوريا بلغ نقطة حرجة.

ونقلت صحيفة الغارديان عن رجل الأعمال قوله: “قبل عام فقط كنا نخجل من سؤال احد عن انتمائه إذ كان السؤال يُعد معيباً، واليوم اصبحت الهوية الطائفية ذات أهمية حيوية”.

وقال رجل الأعمال الذي والده سني ووالدته علوية إنه الآن يخاف من السفر الى حلب حيث يملك مخزناً لملابس الأطفال، بعدما كان يذهب الى هناك مرتين في الاسبوع. “ولكنني الآن ارسل كل شيء بالشحن لأنني أخاف من السفر الى هناك”.

واستنكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في رسالة مفتوحة وجهتها الى المجلس الوطني السوري في 20 آذار/مارس انتهاكات المعارضة المسلحة لحقوق الانسان بما في ذلك ممارسة التعذيب والخطف والاعدامات التي استهدف بعضها افراد طوائف أخرى وخاصة الشيعة والعلويين، بحسب المنظمة.

وعلى النقيض من ذلك، أعرب ثامر الذي ينتمي الى الجيش السوري الحر عن أمنيته بأن ينحسر الاحتقان الطائفي بعد رحيل الرئيس بشار الأسد. وقال لصحيفة الغارديان “إن جميع الرجال الذين يحملون السلاح في سوريا سيسلمونه فور انتهاء الثورة فنحن لا نريد أن ينتهي بنا المآل مثل ليبيا”.

الإعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً رسميًا عن الشعب السوري

83 دولة تُجرّد الأسد من شرعيته ومطالب بطرد السفراء

وكالات

بعد أن اعترف مؤتمر “أصدقاء سوريا” بالمجلس الوطني ممثلًا شرعيًا للشعب السوري ومحاورًا رئيسيًا مع المجتمع الدولي، طالب نشطاء باستكمال هذه الخطوة بطرد السفراء السوريين الممثلين لنظام الأسد من الدول المشاركة في المؤتمر.

اسطنبول: دعا “مؤتمر أصدقاء الشعب السوري” الأحد من اسطنبول الى تحديد جدول زمني لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي أنان حول سوريا، واعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض “ممثلاً شرعياً” للشعب السوري و”محاوراً رئيسياً” مع المجتمع الدولي.

وانتقد ناشطون ما اعتبروه إعطاء “مهل جديدة” للنظام السوري ولم يعولوا كثيراً على مضمون البيان الختامي، تحديداً لناحية الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، مطالبين باستكمال هذه الخطوة بطرد السفراء السوريين الممثلين لنظام الأسد  من الدول المشاركة في مؤتمر “أصدقاء سوريا”.

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر، الذي شاركت فيه 83 دولة ووفد من المعارضة السورية، أن “مجموعة الاصدقاء تجدد التأكيد على اهمية التطبيق الكامل من جانب النظام السوري” لمقررات الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وخطة أنان المؤلفة من ست نقاط.

واضاف البيان ” إلا أن مجموعة الاصدقاء تعبر عن أسفها لاستمرار اعمال النظام السوري نفسها رغم اعلانه الموافقة على خطة النقاط الست. فمنذ الاعلان عن الموافقة في 27 آذار/مارس، لم يتوقف العنف الذي يقوم به النظام، ومنذ ذلك التاريخ، فقد كثيرون حياتهم”.

واعتبر أن ذلك “يبرز كنموذج جديد على عدم صدق النظام”، مضيفاً أن “الحكم سيكون على افعال النظام لا على وعوده”. واكد البيان أن “الفرصة المتاحة للنظام لتنفيذ التعهدات التي قدمها للموفد المشترك أنان ليست مفتوحة بلا نهاية”.

ودعت المجموعة أنان الى “تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها العودة الى مجلس الامن الدولي اذا استمرت عمليات القتل”. ويفترض أن يقدم أنان الاثنين تقريراً عن مهمته الى مجلس الامن الدولي.

وتنص خطته على سحب القوات العسكرية من المدن والسماح بدخول المساعدات الانسانية والصحافيين الى سوريا، وبدء حوار حول مرحلة انتقالية. الا أن اعمال العنف تتواصل على الارض وقد حصدت اليوم اربعين قتيلاً بينهم 15 من القوات السورية، في اشتباكات واطلاق نار وقصف في مناطق مختلفة.

ولم يتجاوب المؤتمر مع طلب المجلس الوطني السوري المعارض تسليح الجيش السوري الحر، بل اكتفت مجموعة “اصدقاء الشعب السوري” بالتعبير في البيان الصادر عنها عن “دعمها للتدابير المشروعة التي يقوم بها الشعب السوري من اجل حماية نفسه”.

كما لم يستجب المؤتمر لطلب المجلس الذي عبر عنه رئيسه برهان غليون في كلمته امام المؤتمرين بالاعتراف بالمجلس “الممثل الشرعي الوحيد” للشعب السوري واكتفى بالاعتراف به “ممثلاً شرعياً لجميع السوريين ومظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه”.

كما اكدت المجموعة “دعمها لنشاطات المجلس من اجل سوريا ديموقراطية” واعتبرته “محاوراً رئيسياً للمعارضة مع المجتمع الدولي”. ورغم أن بعض مقاطع البيان اتسمت بالقوة اللفظية وبعض الخطابات التي القيت في المؤتمر عبرت عن نفاذ صبر المجموعة من النظام السوري، فإن البيان الختامي لم يتضمن اجراءات عملية مهمة.

فقد اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أن الرئيس السوري بشار الاسد “يخطىء” اذا اعتقد أنه قادر على هزيمة المعارضة السورية.

وقالت في مؤتمر صحافي عقدته في اسطنبول: “هناك مؤشر واضح الى أنه يريد الانتظار ليرى إن كان تمكن من قمع المعارضة بالكامل”. وتابعت: “أعتقد أنه يخطئ في اعتقاده ذلك. قراءتي للوضع هي ان المعارضة تزداد قوة وليس العكس”.

وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في كلمته امام المؤتمر مجلس الامن الدولي على تحمل مسؤولياته.

وقال “إن فوت مجلس الامن مرة جديدة فرصة تاريخية، فلن يكون هناك من خيار امام الاسرة الدولية سوى دعم حق الشعب السوري في الدفاع المشروع عن نفسه”، مندداً بـ”اعدام جماعي” تقوم به قوات النظام في حق السوريين.

واكد اردوغان أن بلاده لا يمكن أن تدعم “أي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة”.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه لصحافيين إن “بشار الاسد يحاول كسب الوقت ولا يطبق التعهدات التي التزم بها. المجازر تتواصل ولدينا شهادات من شخصيات سورية عدة فرت من البلاد” في هذا الشأن.

وغابت الصين وروسيا، اللتان تعرقلان صدور قرار يدين النظام السوري في مجلس الامن، عن المؤتمر. وحضر العراق ممثلاً بوكيل وزير الخارجية، رغم أنه كان لوح السبت بعدم الحضور.

الا أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صرح من بغداد بأن النظام السوري “لن يسقط”. وقال في مؤتمر صحافي :”نرفض أي تسليح وعملية اسقاط للنظام بالقوة، لأنها ستخلف أزمة تراكمية في المنطقة”.

وقال المالكي إن “لغة استخدام القوة لاسقاط النظام سوف لن تسقطه، قلناها سابقاً وقالوا شهرين فقلنا سنتين، ومرت سنة الآن والنظام لم يسقط ولن يسقط ولماذا يسقط”. وتابع: “اننا ضد التسليح وضد التدخل الخارجي”، مضيفاً أن “الدول التي تتدخل بشؤون دول اخرى ستتدخل بشؤون كل الدول”.

ورأى رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن اعتراف مجموعة اصدقاء سوريا بالمجلس الوطني “كممثل شرعي” للشعب السوري يعني أن “النظام اصبح غير شرعي، وأن السلطة القائمة في سوريا اصبحت لا شرعية، وأن من حق الشعب مقاومة هذه السلطة اللاشرعية المغتصبة”.

وقال في مؤتمر صحافي إن مؤتمر اصدقاء الشعب السوري يشكل “خطوة ثانية” بعد مؤتمر تونس الذي انعقد في شباط/فبراير، على طريق مساعدة الشعب السوري على تحقيق هدفه في التخلص من نظام الرئيس بشار الاسد.

واضاف “أن معاناة الشعب السوري لا توصف ولا ننتظر من اي اجتماع أن يكون على مستوى تطلعات الشعب السوري”، مشيراً الى أن “الرهان هو على الشعب والشعب وحده قادر على تأمين الوسائل لتحرير بلده من الطغمة الحاكمة الغاشمة”.

ورأت بسمة قضماني، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، من جهتها أن على “المجتمع الدولي أن يضع آليات ووسائل من اجل تقديم المساعدة”. واوضحت لوكالة فرانس برس أن “هذا يعني بالنسبة الينا ممرات آمنة ومناطق محمية، ونشر قدرات عسكرية معينة من اجل حماية هذه المناطق”.

وانتقد امين سر المجلس العسكري في الجيش السوري الحر النقيب عمار الواوي من جهته عدم تبني مؤتمر اصدقاء سوريا مسألة تسليح الجيش السوري الحر. وقال لفرانس برس: “نريد من الحكام وقف القتل الفوري وليس اتخاذ قرارات سياسية تهدف الى اطالة عمر النظام الذي يراوغ على الخطط والقرارات”، مضيفاً “هذا النظام لا يسقط الا بالسلاح”.

وكان غليون اعلن في كلمته امام المؤتمر أن المجلس الوطني “سوف يتكفل بتخصيص رواتب ثابتة لجميع الضباط والجنود والمقاومين الفاعلين في الجيش السوري الحر”. وقال مصدر مشارك في المؤتمر رفض الافصاح عن هويته للصحافيين إن تمويل الرواتب “سيتم من ثلاث أو اربع دول خليجية”، مضيفاً: “سيتم دفع ملايين الدولارات شهرياً” من أجل تحقيق ذلك.

واعلن “مؤتمر اصدقاء الشعب السوري” تشكيل مجموعتي عمل احداها حول العقوبات “من اجل تطبيق اكثر فاعلية” للتدابير الغربية والعربية المفروضة على سوريا، والاخرى حول “النهوض الاقتصادي والتنمية” لتكون بمثابة “منتدى دولي لتخطيط وتنسيق المساعدات على النهوض الاقتصادي في سوريا”.

وترأس دولتا الامارات العربية والمانيا المجموعة الثانية، وستعقد مجموعة العقوبات اجتماعاً هو الاول لها في فرنسا في نيسان/ابريل. كما اعلن المؤتمر “الالتزام بمواصلة وزيادة المساعدات المالية والمادية لدعم الشعب السوري”.

واوضح غليون في مؤتمره الصحافي ان هذه المساعدات مخصصة للاغاثة ومساعدة المنكوبين واللاجئين والنازحين. وسيعقد مؤتمر اصدقاء سوريا اجتماعه المقبل في فرنسا، ولم يتم تحديد موعد له.

——-

بعد تصريحات لافروف حول مخاوفه من قيام نظام سنِّي في سوريا

بريماكوف: الولايات المتحدة تسير في ركب الإسلاميين المتطرفين

ملهم الحمصي

بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حول مخاوفه من قيام نظام سنِّي في سوريا في أعقاب سقوط النظام الحالي، ينضم رئيس الوزراء الروسي السابق، يفغيني بريماكوف، إلى ركب القافلة الروسية المتخوفة من وصول الإسلاميين إلى السلطة بعد الربيع العربي الذي اجتاح المنطقة.

ملهم الحمصي: خلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو، كرّس لتقديم الطبعة الجديدة من كتابه الشرق الأوسط في الخفاء والعلن، قال بريماكوف “إنه إذا كانت واشنطن تحاول إقامة علاقات مع الأنظمة الإسلامية المعتدلة في مصر وتونس، فهي تسير ومعها دول الناتو في قارب واحد مع الإسلاميين المتطرفين في سوريا”.

وأكد رئيس الوزراء الروسي السابق أن الوضع في سوريا وليبيا ومنذ البداية لم يكن يندرج إطلاقًا ضمن إطار ما يسمّى الربيع العربي؛ لأن المتظاهرين استخدموا السلاح فورًا ضد “القوات الحكومية”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة، وحلف الناتو، لجأت ليس إلى ركوب هذه الموجة فحسب، بل سارعت إلى استخدام الأحداث لتقويض النظامين السوري والليبي اللذين لا يناسبانها.

واعتبر بريماكوف أن مثال ليبيا “أظهر مرة أخرى عدم وجود آفاق لمحاولات غرس الديمقراطية بالقوة، وإذا كان هذا الاستنتاج أصبح واضحاً بعد غزو الأميركيين للعراق، فقد ترسخ الآن بعد الوضع الناشئ في ليبيا”.

وأكد بريماكوف أن الاقتراحات التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان لحل الوضع في سوريا هي “اقتراحات متوازنة” ينبغي دعمها بالتأكيد، موضحاً أن كل شيء يتوقف حاليًا على المعارضة.

وأضاف أن المعارضة السورية التي شكلت هيئة عسكرية قبل أيام كان عليها أن تقوم بخطوة لتسوية الوضع، وأن تشارك في المفاوضات مع السلطة، لا أن تقوم بخطوة لتصعيد العمليات العسكرية. وختم بريماكوف بالتأكيد على دعم روسيا لخطة أنان، التي يجب أن تقود نحو تسوية سلمية للوضع في سوريا.

—————

الصحف السورية: مؤتمر اسطنبول “فشل جديد

أ. ف. ب.

دمشق: رات الصحف السورية الاثنين ان مؤتمر اسطنبول يشكل “فشلا جديدا” للذين يسعون الى اخضاع نظام الرئيس السوري بشار الاسد و”اغلاق الابواب امام اي حل سياسي للازمة”، ويؤكد حجم “التورط الخارجي في تأجيج الاحداث”.

وكتبت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم ان “مؤتمر اعداء سوريا رغم الجعجعة الاعلامية التي رافقته لم يتمخض الا عن نتائج هزيلة (…) واثبت انه أضعف من ان يؤثر في صمود السوريين وينال من ثباتهم على موقفهم الوطني الرافض للتدخل الأجنبي والمتمسك بالإصلاح”.

واضافت الصحيفة ان المشاركين في المؤتمر “سيضطرون عاجلا ام اجلا للاعتراف بأن صمود السوريين طيلة الأشهر الماضية والتفافهم حول قيادتهم ورزمة الاصلاحات والفيتو الروسي الصيني المزدوج (…) جعل سوريا تتجاوز الازمة وتسقط كل الرهانات وتكسب المعركة”.

وتابعت ان المشتركين “تسابقوا في التباكي على دماء السوريين التي لم تنزف الا بسبب الارهاب الذي دعموه بالمال والسلاح وفي الالتفاف على التوافق الدولي وتأويل مبادرة المبعوث الاممي كوفي انان وتقويلها مالم تقله في محاولة لنسفها وحرفها عن مسارها”.

من جهتها، رأت صحيفة تشرين الحكومية ان المؤتمر “كان محاولة ساذجة لمسح الذاكرة (…) ولم تكن في السياسة فحسب، بل في التاريخ ولم تسلم منها الجغرافيا كذلك”.

واضافت ان “عملية مسح الذاكرة التي يجيدون التظاهر في إتقانها هي التي فضحتهم وإذا أسعفت بعضهم” مشيرة الى ان “كل ما جرى من إرهاب وسفك للدماء، يدرك الجميع أنه كان من تصنيعهم وإنتاجهم وإخراجهم”.

وتابعت ان “ايديهم الملطخة لاتزال توغل في الحقد والتجييش والتحريض ودعم الارهاب لضرب كل جهد حقيقي.. واول أهدافهم مهمة كوفي انان”، متسائلة “كيف يستوي البحث عن حلول سياسية في ظل هذا الهوس المتواصل في القتل والتخريب والدمار”.

الا ان “تشرين” رأت ان المؤتمر “في نسخته الثانية يكرس عدة حقائق خطرة على التوافق الدولي الذي تجلى في بيان مجلس الأمن الأخير، وعلى جهود حل الازمة بما يدعم استقرار سورية ويحترم خيارات مواطنيها”.

واضافت ان المؤتمر اتخذ “توجها اقليميا ودوليا يناقض تماما مضمون المبادرة التي قدمها انان وردت عليها سورية بايجابية، توجه يتمثل في التصعيد الميداني والسياسي الممنهج للدول المشاركة في المؤتمر بغية اغلاق الأبواب أمام أي حل سياسي للازمة”.

واعتبرت ان مجريات المؤتمر اكدت “قيام بعض الدول العربية والغربية بتقديم اسلحة واموال واجهزة اتصال للمجموعات الارهابية المسلحة ودعوة مشيخات النفط والزفت إلى زيادة هذا الدعم، في تأكيد جديد على حجم التورط الخارجي في تأجيج الأحداث في سورية والدفع نحو استمراريتها”.

واكدت ان الدول المشاركة حاولت “تشويه صورة المعارضة السورية الوطنية الرافضة لكل أشكال التدخل الخارجي والمؤمنة بالحل السياسي السوري للأزمة، عبر ترويج نموذجا فاشلا من المعارضة (…) الفاقدة لأي مصداقية شعبية في سوريا”.

واضافت ان الدول “في اعتمادها على هذا النوع من المعارضة لا تسوق سوى لمشاريعها الخبيثة وسياساتها التآمرية، وليست في وارد احترام خيارات الشعوب”.

————

الأسد يعتمد سياسة المنازل المحروقة وروسيا ترفض “جدولة” خطة انان

أ. ف. ب.

دمشق: اتهم المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين القوات السورية النظامية باعتماد “سياسة المنازل المحروقة” في المناطق التي تشهد احتجاجات وانشقاقات.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس “ان القوات السورية النظامية تنفذ في غالبية المناطق الثائرة سياسة +المنازل المحروقة+”.

واضاف “وثقنا في المرصد حالات حرق منازل لناشطين في الحراك الثوري او لعناصر في المجموعات المسلحة المنشقة (..) في درعا وحمص وريف حماة وجبل الزاوية في ريف ادلب”.

واستبعد عبد الرحمن ان تكون هذه التصرفات فردية “لاننا بتنا نراها بشكل يومي في كافة المناطق التي يجري اقتحامها”.

واوضح عبد الرحمن ان حالات حرق المنازل الموثقة لدى المرصد “بدأت قبل نحو ثلاثة اشهر، وارتفعت وتيرتها في شهري شباط/فبراير واذار/مارس”.

وقال “هذه العمليات تترافق في كثير من الاحيان مع نهب محتويات المنازل وايضا تحطيم محتويات المحال التجارية التي يملكها ناشطون”.

واضاف “في بعض المناطق لم تسلم حتى الحيوانات العائدة لاصحاب هذه المنازل من الاستهداف والقتل”.

ورأى عبد الرحمن ان هذه الانتهاكات “تعد نوعا من انواع العقاب الجماعي يقوم به النظام في المناطق التي تشهد احتجاجات” معتبرا انها “ترقى لتكون جرائم ضد الانسانية”.

واسفرت أعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات منتصف اذار/مارس الماضي، عن مقتل 10108 اشخاص منهم 7306 مدنيين، و2802 عسكريا من بينهم 554 منشقا بحسب رامي عبد الرحمن.

دبلوماسياً، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين انه يعارض تحديد اي “مهلة” او “انذار” لتطبيق خطة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لسوريا.

وغداة مؤتمر “اصدقاء سوريا” الذي دعا الى تحديد جدول زمني لخطة انان، قال لافروف في مؤتمر صحافي خلال زيارة لارمينيا ان “الانذارات والمهل المصطنعة نادرا ما تكون مفيدة”.

ورأى انه لا يعود الى مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” الذي عقد في اسطنبول، اطلاق الحكم على كيفية تطبيق خطة انان بل الى مجلس الامن الدولي.

وقال لافروف ان “كوفي انان تلقى تفويضه من الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، وسيعود الى مجلس الامن الحكم على من يطبق قراراته وكيف”.

ودعا “مؤتمر اصدقاء الشعب السوري” الاحد من اسطنبول الى تحديد جدول زمني لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان حول سوريا.

وقال البيان الختامي للمؤتمر الذي شاركت فيه 83 دولة ووفد من المعارضة السورية ان “مجموعة الاصدقاء تجدد التأكيد على اهمية التطبيق الكامل من جانب النظام السوري” لمقررات الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وخطة انان المؤلفة من ست نقاط.

ودعت المجموعة انان الى “تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها العودة الى مجلس الامن الدولي اذا استمرت عمليات القتل”.

وكانت وزارة الخارجية الروسية رأت الاثنين ان مؤتمر “اصدقاء دمشق” يتناقض مع “اهداف تسوية سلمية للنزاع” في هذا البلد.

وقالت الوزارة في بيان ان “النوايا والتأكيدات التي تم التعبير عنها في اسطنبول من اجل دعم مباشر بما في ذلك عسكري ولوجستي للمعارضة المسلحة (…) يتناقض بشكل لا جدل فيه مع اهداف تسوية سلمية للنزاع”.

من جهة اخرى، عبرت موسكو عن اسفها للطابع “الاحادي” للاجتماع الذي “لم تكن الحكومة السورية ممثلة فيه”.

واكدت ان الاولوية تبقى تطبيق خطة انان لوقف العنف. واضافت الخارجية الروسية انه “من المهم جدا حاليا التركيز على (…) دعم كل الاطراف بدون استثناء من اجل تطبيق اقتراح انان”.

————–

رغم الظروف الصعبة تبقى روح التحدي أقوى من مشاعر اليأس

الثوار السوريون يبقون معنوياتهم عالية بانتظار تغيّر ميزان القوى

عبدالاله مجيد

لندن: رغم الظروف الصعبة التي يعيشها النازحون السوريون في تركيا تبقى معنوياتهم عالية وروح التحدي أقوى من مشاعر اليأس.

وفي غرفة مستشفى في مدينة انطاكية التركية الحدودية يقول عبد الرحمن كلش، وهو خطيب مسجد في منتصف الثلاثين من العمر درس في مصر ويصف نفسه بالسلفي، إنه ينتظر العودة الى سوريا بفارغ الصبر. ويرقد اثنان من رفاقه المقاتلين مصابين بجروح خطيرة لكن كلش لا يستسلم بل أكد أن هذه ليست النهاية بل نهاية البداية فقط.

وقال كلش لمراسل صحيفة الغارديان في المنطقة: “نريد أن نعود وننخرط مجدداً في النضال”. وأضاف أن الطريق قد يبدو مسدوداً، “ولكننا نتريث فالجيش السوري اقام حواجز تفتيش اكثر من السابق بكثير والعديد من المقاتلين ينتظرون الآن في تركيا حتى يكون في حوزتنا المزيد من السلاح”.

وتابع كلش أن “هناك الكثير من الجنود السوريين الذين يريدون الانشقاق ولكننا نقول لهم أن ينتظروا قليلاً”. وأقامت المعارضة في تركيا شبكة حسنة التنظيم. ففي حي هادئ من احياء انطاكية تحول الطابق الأرضي لمبنى سكني لا يلفت النظر الى مستشفى للمقاتلين واللاجئين السوريين.

والى جانب علاج المرضى تساعد الشبكة في تهريب الامدادات الطبية الى سوريا ونقل الجرحى منها الى تركيا.

وقال الصيدلي وضاح (38 عاماً) إن المعارضة تبقى على اتصال وثيق بالداخل عن طريق سكايب، “ونتصل بالاتراك ونقول لهم من أين سيعبر الجرحى السوريون منطقة الحدود فيرسلون سيارة اسعاف لأخذهم الى المستشفى”.

ويهز الدكتور ماجد الذي هرب من حلب في كانون الأول/ديسمبر رأسه مؤيداً. ويتابع الصيدلي وضاح قائلاً “إن الامدادات الطبية تؤخذ الى سوريا بمساعدة الجيش السوري الحر”. وحين سُئل وضاح وماجد إن كانا يتلقيان أي مساعدة من المجلس الوطني السوري ضحكا قائلين: “نحن لا نتلقى أي شيء منهم، ولا نتوقع شيئاً منهم”.

واستدرك الدكتور ماجد قائلاً إن المجلس “هو الوجه السياسي الوحيد الذي نملكه حالياً ولذا علينا القبول به”. وفي قرية قريبة من الحدود السورية ينتظر احمد (13 عاماً) وحامد (19 عاماً) رحلتهما التالية الى سوريا لنقل امدادات.

ثلاثة افرشة اسفنجية أحدها على سرير خشبي وجهاز تلفزيون هي كل الأثاث الموجود في غرفتهما المليئة بالدخان. وبطانية تحمل شعار الهلال الأحمر التركي تغطي ارض الغرفة. وتتكدس تحت السرير صناديق من علب سمك التونا والامدادات الطبية. ولا يوجد احتكاك يُذكر مع سكان القرية، ويدفع احمد وحامد 150 ليرة تركية (50 جنيهاً استرلينياً) ايجاراً شهرياً للغرفة.

وقال حامد لصحيفة الغارديان إن 15 شخصاً ينامون احياناً في الغرفة وأن مقاتلي الجيش السوري الحر يأتون لأخذ قسط من الراحة قبل العودة. كما أنهم يرافقون اللاجئين السوريين الى تركيا.

في 9 ايار/مايو 2011 أُعتقل احمد خلال احتجاج في مدينة اللاذقية وسُجن ثلاثة اشهر ونصف الشهر كان خلالها يتعرض للضرب بانتظام. وبعد نقله الى سجن آخر في دمشق تمكن من الفرار بمساعدة حراس وهرب في كانون الأول/ديسمبر الى تركيا.

 وقال احمد “إن الجيش السوري الحر ساعدني على المجيء”، وهو الآن يقوم مع حامد بتهريب الأغذية والامدادات الطبية الى مقاتلي الجيش السوري الحر عبر الحدود. وقال احمد إن الاتراك لا يساعدون “ولو ساعدونا لما كانت مهمتنا بهذه الصعوبة”.

وكان احمد وقع ذات مرة بقبضة الشرطة العسكرية التركية التي تتمركز على مسافة قريبة. وقال إنه سُجن لمدة يوم ثم سُلم الى مخيم اللاجئين. وتابع احمد أن أمه التي تعيش في سوريا مع والده واخوانه واخواته الأربعة شديدة الخوف عليه، “ولكننا لا نستطيع التحدث عن ذلك على الهاتف لأنها ستُعتَقل”.

وقبل يومين على هذه الأحاديث لصحيفة الغارديان القى جنود سوريون القبض على ثلاثة من رفاق حامد وقتلوهم على الفور، كما يقول، مشيراً الى أنه واحمد يعبران الحدود الى سوريا مرة في الاسبوع مخترقين منطقة الأحراش لنقل امدادات الى قواعد الجيش السوري الحر في الداخل.

وتابع حامد قائلاً: “رأينا الجيش السوري يزرع الألغام على (الجانب السوري من) الحدود ونحن نعرف مكانها وتمكنا حتى الآن من تجنبها”. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش اعلنت في 12 آذار/مارس أن الجيش السوري زرع مئات الالغام على حدود سوريا مع تركيا ولبنان وأن مدنيين قُتلوا وأُصيبوا من جراء ذلك.

ويتابع حامد واحمد تغطية الأحداث في سوريا على قناة الجزيرة. وبين حين وآخر يهز حامد جهاز التلفزيون لإعادة الصورة المرتجفة. وقال بلهجة تقرب من الاعتذار “إنها القناة الوحيدة التي نستلمها هنا”.

 وعندما يحضر ثامر (30 عاماً) احد افراد الجيش السوري الحر بعد ساعة ينكبون فوراً على كمبيوتره المحمول ويشرعون في الحديث عن طريق سكايب. وكان ثامر أمضى أربع سنوات في السجن بتهم مخدرات وشارك العام الماضي في انتفاضة داخل السجن قُتل خلالها ثمانية نزلاء. وأُفرج عنه لاحقاً بكفالة وانضم الى المعارضة المسلحة قبل سبعة اشهر.

وأكد ثامر أن المعارضة ليست لديها اسلحة تخزنها في تركيا قائلاً “إن السلطات التركية لن تسمح بذلك”، وأنه رفع السلاح “ضد الأسد وليس ضد الحكومة التركية”. ورفض ثامر بشدة القول بأن الثورة أخذت تفقد زخمها وقال إن عدم توفر السلاح وحده الذي جعل المعارضة تبدو ضعيفة من الخارج. “ولكننا مصممون على اسقاط الأسد، وهناك العديد منا، نحو 1500 مقاتل في بعض الأماكن”.

وعما إذا كان قلقاً من تصاعد العنف في سوريا هز ثامر رأسه قائلاً “إن الجيش السوري الحر يدافع ولا يهاجم ونحن نهدف الى حماية المدنيين ضد الجيش”.

وعلى المعبر الحدودي بين تركيا وسوريا في يايلداغي، أعرب رجل اعمال طلب عدم ذكر اسمه عن الغضب لأن المعارضة السورية لا تعترف بانتهاكاتها هي وحذر من أن الاحتقان الطائفي في سوريا بلغ نقطة حرجة.

 ونقلت صحيفة الغارديان عن رجل الأعمال قوله: “قبل عام فقط كنا نخجل من سؤال احد عن انتمائه إذ كان السؤال يُعد معيباً، واليوم اصبحت الهوية الطائفية ذات أهمية حيوية”.

وقال رجل الأعمال الذي والده سني ووالدته علوية إنه الآن يخاف من السفر الى حلب حيث يملك مخزناً لملابس الأطفال، بعدما كان يذهب الى هناك مرتين في الاسبوع. “ولكنني الآن ارسل كل شيء بالشحن لأنني أخاف من السفر الى هناك”.

واستنكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في رسالة مفتوحة وجهتها الى المجلس الوطني السوري في 20 آذار/مارس انتهاكات المعارضة المسلحة لحقوق الانسان بما في ذلك ممارسة التعذيب والخطف والاعدامات التي استهدف بعضها افراد طوائف أخرى وخاصة الشيعة والعلويين، بحسب المنظمة.

 وعلى النقيض من ذلك، أعرب ثامر الذي ينتمي الى الجيش السوري الحر عن أمنيته بأن ينحسر الاحتقان الطائفي بعد رحيل الرئيس بشار الأسد. وقال لصحيفة الغارديان “إن جميع الرجال الذين يحملون السلاح في سوريا سيسلمونه فور انتهاء الثورة فنحن لا نريد أن ينتهي بنا المآل مثل ليبيا”.

———–

رسام الكاريكاتير السياسي السوري في افتتاحية لصحيفة «صنداي تايمز»:

علي فرزات منارة للأمل في أرض يسودها الظلام

صلاح أحمد

صار الفنان السوري علي فرزات في الأسبوع الماضي علمًا على رأسه نار بفضل مساهمته التي لا تُنكر في عالم السياسة السورية خصوصًا، والعربية عمومًا. واستغلت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية مناسبة حصوله على جائزة مهمة لتخصص له إحدى افتتاحياتها الرئيسة.

صلاح أحمد: خلال الأسبوع الماضي في لندن أسبغت جماعة «إينديكس أون سنسرشيب» المدافعة عن حرية التعبير حول العالم إحدى جوائزها السنوية على رسام الكاريكاتير السياسي السوري علي فرزات. وبهذه المناسبة خصصت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية إحدى افتتاحياتها الرئيسة لهذا الفنان، ملقية الضوء على أسباب حصوله عليها، وجاء فيها ما يلي:

«بات الضحك السلاح الوحيد الباقي في يد المقهورين… لكنه السلاح الأقوى. فالطغاة يبغضون أن يُسخر منهم، لأن الضحكة المجلجلة الساخرة من بطشهم تنزع عنهم الوقار وليد أوهام الحول والقوة والعظمة… هذه هي قوة الكاريكاتير السياسي.

«والكاريكاتير السياسي في الغرب لا يأتي بالابتسامة الساخرة إلى الجمهور وحسب، بل إلى وجه المعني به نفسه. لكنه في ربوع الدكتاتورية يثير الغضب الماحق والوعيد بالثبور وعظائم الأمور. ولهذا فإن قلة قليلة فقط هي التي تعمل ريشتها في السخرية من ظلم الجائرين.

«علي فرزات من هذه القلة الشجاعة… فلسنوات طويلة ظل هذا السوري الوديع ذو الصوت الخفيض المؤدب يجلب الضحكة المطهِّرة إلى العالم العربي عبر رسومات تسخر من نواقض الحكام وفخارهم الزائف عبر بلدان الشرق الأوسط.

«وقد دفع فرزات الثمن عندما وجّه ريشته الضاحكة نحو الرئيس الأسد، الذي كان يومًا ما يتقاسم الضحكة نفسها مع أهله، لكنه صار يخشاها. فاستأجر زمرة من «البلطجية» انتزعوا هذا الفنان من سيارته وأشبعوه ضربًا مبرحًا وكسّروا يديه الاثنتين. وكان هذا واحدًا من الدروس الوحشية التي لقّنها النظام لآخرين عبّروا عن اليأس العام، مثل انتزاع عيني مصوِّر، والفتك بحنجرة مغنٍ…

أحد رسوماته المعبّرة عن الحال في العالم العربي

«لكن الأقدار لطفت، فتمكن فرزات من الهرب إلى الكويت، حيث التأمت كسور يديه، وصار قادرًا مرة أخرى على الرسم بشجاعة وعزم جديدين. وفي الأسبوع الماضي كرّمته في لندن جماعة «إينديكس أون سنسرشيب» (مؤشر إلى الرقابة) التي ظلت على مدى السنوات الأربعين الماضية تدافع عن حرية التعبير حول العالم. فمنحته جائزتها للعام 2012، التي استحقها مع آخرين من زمباويوي والبحرين وأذربيجان.

«وفرزات قمة في التواضع عندما يتعلق الأمر بأعماله وإنجازه، مع أنه منارة للأمل في أرض يسودها الظلام. وكما قال هو نفسه، فإن النصر هو أن يتحرر الناس من خوفهم، وأن تصبح الشجاعة صنوًا للضحكة.

—————-

فرنسا تدعو الى الافراج الصحافي السوري علي عثمان

أ. ف. ب.

باريس: اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين ان فرنسا تدعو الى الافراج فورا عن الصحافي السوري علي عثمان الذي كان مسؤولا عن مركز صحافي للمعارضة في حي بابا عمرو في حمص، معتبرة ان “حالته الصحية تثير قلقا” وتعتبر حياته في “خطر”.

وصرح مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان ندال للصحافيين ان “معلومات تثير قلقا شديدا تفيد ان الصحافي على عثمان اعتقل وان حالته الصحية مقلقة وحياته في خطر”.

واضاف ان “فرنسا تدين بشدة هذا الاعتقال وتدعو الى الافراج الفوري عن علي عثمان، وعلى السلطات السورية احترام حرية الصحافة وحرية ممارسة الصحافيين مهنتهم”.

وتابع ان “بهذا الاعتقال يبرهن النظام السوري مرة اخرى انه لا يحترم التزاماته، ان خطة كوفي انان التي زعم النظام انه وافق عليها، تنص على افساح المجال امام دخول آمن للصحافة ووسائل الاعلام الدولية الى الاراضي السورية”.

وقد طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت ايضا بالافراج عن الرجل الذي استقبل في حمص الصحافيين القلائل الذين دخلوها عندما حاصرت قوات نظام بشار الاسد حي بابا عمرو معقل المعارضة قبل ان تقتحمه.

وقتل كل من الصحافية الاميركية ماري كولفين التي كانت تعمل لصحيفة صنداي تايمز البريطانية والصحافي الفرنسي ريمي اوشليك في شباط/فبراير في قصف للقوات السورية النظامية اصاب مقر المركز الصحافي في حي باب عمرو، بينما جرح المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية اديت بوفييه خلال هذا القصف.

أكثر من 80 دولة تنزع شرعية الأسد وتعترف بالمجلس الوطني

صندوق لتمويل رواتب الجيش الحر ولجنة من 11 دولة تبحث «التسليح النوعي» > الفيصل: الشعب السوري يستحق المواساة ومساعدته للدفاع عن نفسه

إسطنبول: مينا العريبي وثائر عباس بيروت: ليال أبو رحال

اتفقت نحو 80 دولة في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في إسطنبول أمس، على الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كـ«ممثل شرعي للشعب السوري»، منتزعين بذلك شرعية نظام الرئيس السوري بشار الأسد كممثل شرعي وحيد للبلاد. وعلمت «الشرق الأوسط» أن لجنة من 11 دولة، بينها تركيا وليس من بينها الولايات المتحدة، قد تألفت للبحث في تسليح «الجيش السوري الحر بأسلحة (نوعية)»، فيما تم تشكيل لجان أخرى لرصد جرائم دمشق، كما تم الإعلان عن إنشاء صندوق يمول رواتب رسمية لعناصر الجيش السوري الحر.

وبينما طالبت قطر، التي تترأس اللجنة الخاصة بسوريا في الجامعة العربية، بجدول زمني واضح لمبادرة كوفي أنان وتوفير كل أساليب الدعم للمعارضة السورية، وتشكيل قوة دولية لخلق مناطق آمنة، أكد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أن الوضع في سوريا يستحق مواساة الشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه. وأكدت مصادر شاركت في اللقاءات المغلقة لـ«الشرق الأوسط» أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، لمحت إلى تطور في الموقف الروسي قد يسمح بإنشاء المناطق الآمنة في حال إعلان فشل خطة المبعوث الدولي – العربي، كوفي أنان، قائلة لبعض المشككين: «الروس عندنا».

. وقالت كلينتون أيضا: «العالم لن يتسامح مع مرتكبي الجرائم في سوريا، والأسد يجب أن يتنحى»، واعتبرت أن الأسد «مخطئ» إذا اعتقد أنه قادر على هزيمة المعارضة السورية.

من جهته، قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إن أي حلول تبقي على النظام السوري لم تعد مقبولة، وذلك بعد استخدامه القوة المفرطة دون أي رحمة تجاه مواطنيه. وبدوره، طالب الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بالعمل دون أي إبطاء لإصدار قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، لوقف أعمال العنف بالتزامن من قبل كل الأطراف في سوريا فورا، للسماح بنشر المراقبين».

إلى ذلك، قال المتحدث باسم قيادة الجيش السوري الحر، المقدم قاسم سعد الدين، إن الجيش الحر لن يوقف عملياته قبل توقف القصف على المدن، مضيفا أن «المعارضين السوريين مستعدون لوقف القتال في اللحظة التي يسحب فيها الجيش السوري من المدن».

————

اجتماع إسطنبول يطالب بجدول زمني لتطبيق خطة أنان.. والمجلس الوطني يريد التسليح

العربي يمهد لقرار مجلس الأمن تحت البند السابع.. والخلاف قائم حول تعبير إسقاط نظام الأسد

إسطنبول: مينا العريبي

عشية إطلاع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان مجلس الأمن على آخر المستجدات في تطبيق خطته حول سوريا، شاركت 70 دولة في اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» في إسطنبول لتخرج باتفاق على دعم المعارضة السورية وبشكل فعال، بالإضافة إلى بحث إمكانية تسليح المعارضة السورية.

وللمرة الأولى، طالب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون المجتمع الدولي بتسليح المعارضة السورية، معتبرا أن الأمر بات ضروريا. وبينما تؤكد دول عدة، وعلى رأسها السعودية، دعمها لمبدأ تسليح المعارضة، اكتفى مسؤول أميركي بالقول: «لا يمكن لأحد منا معارضة مبدأ الدفاع عن النفس».. وبينما كان هناك إجماع على دعم المعارضة السورية، اعتبرت دول، مثل هولندا، أنه يجب الضغط على النظام السوري بكافة الطرق «إلا القتالية».

واختتم اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا»، أمس، بالتركيز على الخطوات السياسية للضغط على النظام السوري، مع تأكيد واضح من تركيا بأنها لن تقبل بمبادرة تقبل ببقاء النظام السوري، أما قطر، التي تترأس اللجنة الخاصة بسوريا في الجامعة العربية، فطالبت بجدول زمني واضح لمبادرة كوفي أنان وتوفير كافة أساليب الدعم للمعارضة السورية، بالإضافة إلى فرض مناطق آمنة داخل سوريا. وافتتح رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الاجتماع بخطاب حماسي، شدد فيه على فرضه استغلال خطة أنان المماطلة للتعامل مع الملف السوري ومحاسبة النظام السوري. وقال: «ما يحدث في سوريا يخصنا جميعا.. النظام السوري يستخدمها ذريعة فقط»، في إشارة إلى خطة أنان.

أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، فطالب بثلاث نقاط للتعامل مع الأزمة السورية، التي وصفها بالجامعة، وهي: دعم مهمة أنان، وإصدار قرار من مجلس الأمن تحت الفصل بهذا الهدف، بالإضافة إلى وقف فوري للعنف.

وكانت النقطة الثالثة تصب باتجاه التأكيد أن القرار النهائي للوضع الداخلي يجب «أن يكون سوريّا بامتياز»، بحسب العربي.. ولكن في الوقت نفسه طالب العربي بالإسراع في العمل على إصدار قرار من مجلس الأمن حول سوريا، وبشكل أخص لدعم مهمة أنان، مؤكدا أهمية القرارات العربية واعتبارها مرجعا أساسيا وجوهريا. ويذكر أن وزير خارجية السعودية، الأمير سعود الفيصل، أكد أيضا في مداخلته ضرورة دعم مهمة أنان وإعطاءها قوة من خلال العمل الدولي المشترك.

وشدد أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي على «توفير الدعم لمبادرة الموفد الدولي – العربي كوفي أنان لحل الأزمة الطاحنة في سوريا». وذكر بأن القمة العربية التي انعقدت في بغداد من أيام قد أكدت دعم مبادرة أنان ودعت الحكومة السورية والمعارضة إلى التعامل الإيجابي مع هذه المبادرة، كما أن البيان الرئاسي عن مجلس الأمن فعل الشيء نفسه، وقد أخذت القمة العربية علما بالرسائل المتبادلة بين الحكومة السورية وأنان، وقد أكدت القمة العربية البدء الفوري في تنفيذ المبادرة ووقف الدم وإطلاق النار. ورأى أنه «يجب نشر المراقبين للإشراف على وقف أعمال العنف ووصول المساعدات إلى الشعب السوري، والمطلوب منّا اليوم العمل دون أي إبطاء لإصدار قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع لوقف أعمال العنف بالتزامن من قبل كافة الأطراف في سوريا فورا، للسماح بنشر المراقبين، إذ لا يجوز أن نجتمع في تونس وإسطنبول وفرنسا وأن نصدر البيانات الداعية لوقف العنف فيما يستمر النظام السوري بأعمال القتل، وتتصاعد الأوضاع بما ينذر بتدهور نحو الحرب الأهلية وما يحمله ذلك من تداعيات على الشعب السوري وعلى أمن المنطقة».

وشدد على أن «مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري بعيدا عن أي تدخل خارجي، ويجب وضع سقف زمني لتنفيذ مبادرة أنان دون أي إبطاء بعد كل ما عاناه الشعب السوري، وقد حان الوقت للمجتمع الدولي للتصدي لهذه الأزمة فورا».

وفي تطور لافت، حرصت تركيا الدولة المضيفة للمؤتمر على جمع المسؤولين من الدول المشاركة في المؤتمر مع أعضاء من المعارضة السورية التي عملت داخل سوريا حتى فترة قريبة.

وفي مستهل الجلسة المغلقة تحدث مساعد وزير النفط المنشق عن النظام السوري حسام عماد الدين عن قراره ترك بلده وكل ما يملكه خلفه. وتحدث المسؤول السوري المنشق عن معاناة السوريين في الداخل والحاجة لدعم خارجي لإسقاط النظام السوري.

وحمل أعضاء المعارضة الخارجون من سوريا للتو، رسالة واضحة حول عدم وجود انشقاقات رفيعة المستوى في سوريا، قائلين بأن عدم وجود منافذ للفرار يفرض على الكثيرين البقاء. وأكد حسام الدين أن النظام السوري يجبر أعضاء حزب البعث على المشاركة في المظاهرات والمشاركة في الاستفتاء الأخير في البلاد.

واستمع الحاضرون في الاجتماع إلى طبيب من بابا عمرو، الذي وصف آلة قتل النظام السوري بأنها أشنع من أي سرطان رآه خلال 40 عاما من العمل في مكافحة السرطان. أما الخطابات من دول أوروبية، ودول أخرى مثل كندا، فشملت تعهدات جديدة بفرض عقوبات على النظام السوري.

وشهد مؤتمر إسطنبول تطورات عدة في مسار التعامل مع الملف السوري، أولها إظهار المعارضة السورية وبين فصائلها وحدة أكثر من الفترة الماضية، وذلك نتيجة لاجتماعات الأسبوع الماضي لفصائل المعارضة السورية في إسطنبول.

واجتمعت «المجموعة الأساسية» لأصدقاء سوريا والممثلة فيها الدول الأبرز مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والدول العربية ذات العلاقة مثل قطر والسعودية والإمارات والأردن ومصر، ليل أول من أمس وصباح أمس، للاتفاق على البنود الأساسية للبيان النهائي.

وحضرت شخصيات بارزة لها تأثير على الملف السوري من بينها المسؤول الأميركي فريد هوف المسؤول عن التعامل مع المعارضة السورية، بالإضافة إلى السفيرة فرانسيس غاي المسؤولة عن التواصل مع المعارضة السورية في وزارة الخارجية البريطانية.

وعلى الرغم من الاتفاق على الإطار العام للخطوات المقبلة التي تجسدت في البيان الختامي، كان هناك تباين في وجهات النظر حول قضية المطالبة المباشرة بإسقاط نظام الأسد والوسائل المتاحة لذلك. وبينما اعتبرت بعض الدول أن الهدف القريب يجب أن يكون دعم مبادرة أنان، شددت دول مثل الولايات المتحدة وتركيا على عدم إمكانية القبول بأي اتفاق يسمح ببقاء النظام الحالي.

أما بالنسبة إلى اعتبار المجلس الوطني السوري الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، فما زال الأمر يعود إلى أهمية توحيد صفوف المعارضة، وكان الاتفاق على اعتباره ممثلا شرعيا للسوريين. ويذكر أن رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى المؤتمر أدانت العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه، مشيرا إلى «أن استخدام العنف سيزيد من الأزمة والكراهية»، ومحذرا من تسليح المعارضة.

وأضاف كي مون في رسالة وجهها إلى المؤتمر أن النقاط الست التي قدمها أنان «لائحة من الخطوات ليس وحدها كافية بل هي المطلوبة اليوم لوقف الأزمة». ويذكر أن أنان لم يحضر الاجتماع بل كان نائبه ناصر القدوة حاضرا والتقى بشخصيات واسعة في المؤتمر.

وبالإضافة إلى الدعم السياسي للمجلس السوري الوطني قدمت عدد من الدول المشاركة في المؤتمر دعما ماليا. إذ تم الإعلان عن إنشاء صندوق يمول رواتب رسمية لعناصر الجيش السوري الحر، كما أعلنت الولايات المتحدة عن 12.2 مليون دولار من المساعدات الإضافية لسوريا، ليصل إجمالي المساعدات إلى 25 مليون دولار من الولايات المتحدة لسوريا.

ومن بين المساعدات سيخصص 8.5 مليون دولار للمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك المساعدات للدول الأربع المضيفة للاجئين السوريين وهي العراق والأردن ولبنان وتركيا. ورصدت دول مثل الأردن وليبيا عدد اللاجئين السوريين في حدودها، وقد وصلت أعدادهم في الأردن إلى 90 ألفا وفي ليبيا إلى 40 ألفا.

——————–

وزير الخارجية السعودي: الوضع في سوريا يستحق مواساة الشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه

إسطنبول: «الشرق الأوسط»

أكد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أن الوضع في سوريا يستحق مواساة الشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه، وانتقد ضمنا الموقف الروسي والصيني في تأييده للنظام السوري، وقال: «إذا كان استخدام الفيتو في مجلس الأمن قد أعطى النظام السوري رخصة لمواصلة حملة التقتيل والإبادة ضد شعبه، فإن مبادرة الجامعة العربية الموضحة لسبل الحل السلمي قد قوبلت بإصرار النظام السوري على انتهاج الحل الأمني القمعي».

جاء ذلك في كلمة وزير الخارجية السعودي أمام مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في إسطنبول أمس، مشيرا إلى أن الشعب السوري يتطلع إلى أن يكون المؤتمر «نقطة تحول في التعاطي مع المشكلة السورية على أساس الجمع بين السعي للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري وتوفير الحد الأدنى من وسائل الدفاع المشروع لمن هم هدف لآلة التقتيل وأدوات القمع التي يمارسها النظام السوري».

وجاء في كلمة الفيصل: «فليعذرني الإخوة ألا أبدأ كلمتي بالتعبير عن الغبطة والسرور؛ لأن الوضع في سوريا لا يستحق منا إلا مواساة الشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه، نشارك في هذا الاجتماع الهام بشأن الوضع في سوريا، وذلك في أعقاب لقائنا السابق في تونس في شهر فبراير (شباط) الماضي، الذي استعرضنا فيه معا، نحن أصدقاء الشعب السوري، ما يتعين علينا عمله لمساعدة هذا الشعب للخروج من محنته الراهنة، ولا بد لي أن أشيد في هذا الصدد بموقف تركيا المشرف والمعبر عن صداقة حقيقية للشعب السوري بكل طوائفه وجماعاته».

وأضاف: «لقد مر علينا عام كامل ونحن نحضر الاجتماع تلو الاجتماع ونراوح مكاننا، في حين تزداد وتتفاقم الجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري، إن اجتماعاتنا المتتالية، مع الأسف، لم تخرج حتى الآن بنتائج عملية توفر للشعب السوري الحماية التي يحتاج إليها، فإذا كان استخدام الفيتو في مجلس الأمن قد أعطى النظام السوري رخصة لمواصلة حملة التقتيل والإبادة ضد شعبه».

مشيرا إلى أن «مبادرة الجامعة العربية الموضحة لسبل الحل السلمي قد قوبلت بإصرار النظام السوري على انتهاج الحل الأمني القمعي غير عابئ بالكلفة الإنسانية والسياسية لهذا النهج».

وقال: «إن الشعب السوري الذي ما زال يعاني أهوال التقتيل والإبادة والتهجير، حتى هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليكم، يتطلع إلى أن يكون مؤتمر إسطنبول نقطة تحول في التعاطي مع المشكلة السورية، على أساس الجمع بين السعي للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري وتوفير الحد الأدنى من وسائل الدفاع المشروع لمن هم هدف لآلة التقتيل وأدوات القمع التي يمارسها النظام ضد كل من يعترض سبيله، عندها فقط سيصبح الحل الأمني أكثر تكلفة للنظام، وسيكون من الواقعي وقتها التحدث عن فرص القبول بصيغ الحوار وأسلوب الحل السياسي لهذه الأزمة، وستتوفر حينها فرص أفضل للمبعوث الدولي والعربي السيد كوفي أنان لكي يقوم بمهمته العسيرة وفقا للمرجعيات التي تستند إليها هذه المهمة في إطاريها الأممي والإقليمي».

وأضاف: «إن تعيين مبعوث دولي في شخص معروف عنه حكمته ودرايته، لا يكفي ما لم نوفر لهذا المبعوث مرجعية قوية في شكل قرار من مجلس الأمن يعكس مسؤوليات هذا المجلس في حفظ السلم والأمن الدوليين، ويكون مستندا إلى قرارات الجامعة العربية عبر إلزام النظام السوري بالوقف السريع والشامل لكل أعمال العنف، وإيصال المساعدات الإنسانية، وضمان حرية الحراك السلمي، عندها فقط يمكننا التطلع بجدية إلى حلول توافقية تحقق وتنظم الانتقال السلمي للسلطة».

من جانبه جدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، دعم المنظمة لمبادرة المبعوث الأممي – العربي، كوفي أنان، معربا في الوقت نفسه عن أمله أن تسارع دمشق إلى تطبيق النقاط الست التي طرحها أنان، والتي حظيت بموافقتها.

وقال في كلمته أمس أمام مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في إسطنبول: «إن أعمال العنف في سوريا مستمرة بلا هوادة، في ظل آفاق قاتمة إزاء إيجاد حل سلمي، على الرغم من الجهود الهائلة التي بذلها المجتمع الدولي، من أجل وضع حد لسفك الدماء في هذا البلد، كما جدد استعداد المنظمة للإسهام في أي مبادرة يطلقها أصدقاء الشعب السوري في سبيل إنهاء الأزمة».

وشدد أمين عام التعاون الإسلامي على موقف المنظمة المبدئي إزاء العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، يكفل وقف سفك دماء الأبرياء، ويحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري، المتمثلة في الديمقراطية، والحكم الرشيد، واحترام حقوق الإنسان، وأكد حرص المنظمة على أمن وسيادة سوريا واستقرارها، داعيا إلى إيجاد حوار إيجابي يشمل جميع الأطراف المعنية، بغية تجنيب البلاد والمنطقة عواقب لا تحمد عقباها. وأفاد بأن حلا سياسيا يكفل تحقيق جميع متطلبات الشعب السوري، ويضمن الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة، لن يتأتى إلا من خلال طريقين متلازمين، عبر ممارسة الضغط الدبلوماسي من جهة، والحوار مع جميع الأطراف المعنية من جهة ثانية، بغية دفع القيادة السورية لاتخاذ قرارات جريئة تصب في مصلحة البلاد ومواطنيها، ونبه إلى خطورة الوضع الإنساني المتفاقم في سوريا، في ظل معاناة الآلاف من السوريين جراء الأزمة هناك، داعيا المجتمع الدولي لأن يتكاتف ويكثف جهوده، من أجل توفير المساعدات اللازمة للاجئين والنازحين.

إلى ذلك دعا الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، المجتمع الدولي «دولا ومنظمات» إلى اتخاذ إجراءات وتدابير حاسمة وعاجلة لوقف آلة القتل والأعمال غير الإنسانية التي يقوم بها النظام، والوقوف مع الشعب السوري ومساعدته للخروج من هذا الوضع المأساوي المتدهور. كما دعا المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها لتمثيل الشعب السوري بكل أطيافه وتوجهاته.

وأوضح الزياني في كلمته أمام مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عقد في إسطنبول أمس، برئاسة وزير الخارجية التركي الدكتور أحمد داود أوغلو، أن دول مجلس التعاون تأمل أن تتجاوب الحكومة السورية مع المساعي العربية والدولية الرامية إلى وقف نزيف الدماء الزكية، وإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق وآلامه. وأضاف أن دول مجلس التعاون رحبت ودعمت، ولا تزال تدعم، مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، ونائبه الدكتور ناصر القدوة، بهدف إيجاد حل للأزمة السورية والانتقال السلمي إلى حياة ديمقراطية تحقق طموح وتطلعات الشعب السوري، وبما يحفظ أمن واستقرار ووحدة سوريا.

————–

مظاهرات سورية مؤيدة ومعارضة للأسد.. وثالثة تركية شجبا لـ«التدخل الإمبريالي في سوريا»

إسطنبول: ثائر عباس

شهد محيط مركز المؤتمرات في العاصمة التركية، أمس، 3 مظاهرات مختلفة التوجهات، أولها صباحا مع تجمع نحو 100 شخص من أنصار الرئيس السوري بشار الأسد أمام مدخل المقر منددين بـ«التدخل الأجنبي في شؤون بلادهم»، كما رددوا شعارات مؤيدة للرئيس الأسد واصفين أعضاء المعارضة السورية بالـ«خونة».

وتصدى رجال الشرطة التركية، الذين انتشروا بكثافة في المكان، للمتظاهرين لدى محاولتهم الاقتراب من الموقع، وأطلقوا نحوهم القنابل المسيلة للدموع، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.

وفي وقت لاحق، تجمع عدد مماثل من السوريين المؤيدين للثورة حاملين راياتها مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل العاجل «لإنقاذ السوريين من آلة القتل»، وبعد مفاوضات مع الشرطة التركية تراجع هؤلاء، ثم تفرقوا بهدوء.

وحاولت مجموعة ثالثة من المتظاهرين الأتراك الاقتراب من موقع المؤتمر، لكن الشرطة التركية منعتهم من مغادرة ساحة تقسيم السياحية التي تجمعوا فيها رافعين أعلام الأحزاب التركية المعارضة، وشعارات تندد بـ«التدخل الإمبريالي في سوريا».

ووقام عدد من المتظاهرين بإحراق علم الاستقلال السوري، الذي تتخذه المعارضة السورية رمزا لها، بينما رفع البعض أعلام روسيا والصين.

وقالت متظاهرة لوكالة «رويترز» الإخبارية، قبل إبعادها مع المتظاهرين الآخرين عن مركز المؤتمرات إلى الطريق الرئيسي: «هذه كذبة كبيرة مثلما يقولون، ولا نصدق كل الاجتماعات التي يعقدونها.. نحب بشار الأسد، ونحن فخورون جدا بأننا سوريون وبأن لنا رئيسا مثله».

واستخدمت شرطة مكافحة الشغب المنتشرة بأعداد كثيفة الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تحدوا الدعوات إلى التفرق، مما أدى إلى إصابة العديد من المتظاهرين بأعراض جراء الاستخدام الكثيف للغازات المسيلة للدموع من قبل الشرطة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن المظاهرة نظمها مواطنون أتراك، من اتحاد الشباب الأتراك، وعدد من السوريين في مدينة إسطنبول، للاحتجاج على انعقاد اجتماع اسطنبول المعادي للشعب السوري.

وقالت الوكالة إن قوات الأمن التركية اعتدت بالضرب على المتظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة سبعة منهم تم نقلهم إلى المشافي لتلقي العلاج وتتراوح الإصابات بين جروح وكسور واختناقات بالغاز المسيل للدموع.

ونقلت الوكالة عن فادي المحمود، منظم قافلة الوحدة الوطنية وأحد السوريين المشاركين في المظاهرة، قوله إن «قوات الأمن التركية اعتدت علينا باستخدام الغازات المسيلة للدموع وضربتنا بشراسة وقد أصيب سبعة من المشاركين تم إسعافهم إلى المشفى»، وأضاف محمود أن «الأمن التركي غض النظر عن مجموعة من الفوضويين الذين اعترضونا، واكتفى بمراقبتنا وشدد الضغط علينا ومنعنا من الاقتراب من مؤتمر أعداء سوريا».

————

أصدقاء سوريا يعترفون بالمجلس الوطني «ممثلا شرعيا».. ولجنة من 11 دولة تبحث «التسليح النوعي» للجيش الحر

هيلاري كلينتون تعد بـ«تحول جوهري».. وتقول لـ«المشككين»: الروس عندنا

إسطنبول: ثائر عباس

تقدم «أصدقاء الشعب السوري» في مؤتمرهم الثاني في إسطنبول، خطوة إضافية إلى الأمام باعترافهم بالمجلس الوطني السوري «ممثلا شرعيا للشعب السوري»، وإقرارهم مساعدات إغاثية للشعب السوري. وعلى الرغم من البيان الذي وصفته المعارضة السورية بـ«المتوسط» المستوى، فإن المعلومات التي تسربت عن المداخلات والنقاشات أظهرت تقدما جوهريا في الموقف الأميركي تمثل بكلام وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الجلسة المغلقة عن «حق الشعب السوري في الدفاع عن النفس»، بالإضافة إلى تطمينات أميركية بقرب حصول «تحول جوهري» يدفع باتجاه تشكيل قوة دولية لخلق مناطق آمنة، كما أكدت مصادر شاركت في اللقاءات المغلقة لـ«الشرق الأوسط». وقالت المصادر إن كلينتون لمحت إلى تطور في الموقف الروسي قد يسمح بإنشاء مثل هذه المناطق في حال إعلان فشل خطة المبعوث الدولي – العربي، كوفي أنان، قائلة لبعض المشككين: «الروس عندنا».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن لجنة من 11 دولة، بينها تركيا وليس بينها الولايات المتحدة، قد تألفت للبحث في تسليح «الجيش السوري الحر بأسلحة (نوعية)»، بينما كانت مصادر تركية دبلوماسية تشيد بما تحقق، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يمكن جمع نحو 80 دولة ومنظمة على رأي واحد ولهذا يجب النظر إلى ما تحقق من زاوية إيجابية، مشيرة إلى أن الأهم هو ما يجري العمل عليه من قبل «الدول المحورية».

وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، افتتح صباح أمس المؤتمر الثاني لـ«أصدقاء الشعب السوري» في إسطنبول بحضور وزراء خارجية وممثلين عن 75 دولة، فأكد في كلمته وجوب أن «تتعاون المعارضة السوري مع بعضها بشكل متناسق»، معتبرا أن «أي عمل نقوم به سيكون مفيدا للمعارضة السورية، لكن أي تدخل خارجي عسكري في سوريا ستستخدمه الحكومة السورية لمزيد من القتل والتدمير، وعلى مجلس الأمن القول بحزم للحكومة السورية: أوقفي القتل. وإذا فشل مجلس الأمن بذلك من جديد فنكون قد أفقدنا الشعب السوري الأمل».

وقال أردوغان: «النظام السوري يستخدم القوة المفرطة دون أي رحمة، ولذلك يجب على النظام الدولي أن يقول له (قف)، بدلا من أن يقف النظام الدولي عاجزا، وإننا نرفض رفضا قاطعا النظر إلى الحسابات والتوازنات الدولية في القضية السورية، فالنظام يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد شعبه دون أي إنسانية، وللأسف الشديد لم ينجح النظام الدولي وفشل في الوقوف أمام ما يقوم به النظام السوري، فالنظام الدولي كان يفكر في أفريقيا من منطلق البترول ومن منطلق الماديات، ولذلك يترك النظام السوري يتصرف كما يريد، وهذا ما نرفضه هنا، وقد أتينا أنا وشعبي ودولتي من أجل أن نضع وجداننا، لكي ندفع كل المصالح وأن نفكر فقط بمصلحة الشعب السوري».

وأضاف: «الوحدة التي يجب أن نحققها نحن في المجتمع الدولي يجب أن تخرج برسالة واضحة وحيدة للنظام السوري بأن من يظلم شعبه لا يمكن القبول به، المهمة الأساسية علينا أن نؤمن وجود تصرف مشترك تجاه دعم الشعب السوري والمجلس الوطني السوري الذي يمكنه تأسيس حكومة ودولة ديمقراطية في سوريا، وقد وقّع هذا المجلس على الوثيقة الوطنية، التي هي الأساس الذي نعتمد عليه، وهي ترفض الفروق المذهبية والطائفية من خلال احتضان جميع الأقليات، وأن القانون والشفافية والمحاسبة ستسود الدولة الجديدة، والشعب السوري قبِل هذه الوثيقة، وظيفتنا هنا أن نرفع هذه المبادئ وأن نساعد على تأسيس سوريا الديمقراطية وأن نساعد على تحول في السلطة في سوريا، وعلى جميع الجهات من مجلس الأمن والأمم المتحدة وضع ذلك بتصرف الشعب السوري».

وتابع: «ليس من الممكن بالنسبة لنا أن ندعم أي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة، والسوريون الذين عانوا من تسلط الأسد الأب يعانون اليوم من تسلط الابن، وأعمال العنف في سوريا أوقعت حتى الآن بحسب أرقام الأمم المتحدة أكثر من تسعة آلاف قتيل، وأعتقد أن العدد أكبر بكثير من ذلك، بالإضافة إلى عشرين ألف لاجئ في تركيا فقط».

وشدد رئيس الوزراء التركي على أن «الشعب السوري ليس وحيدا، نحن في تركيا نقف إلى جانبه، وجميع المشاركين في هذا المؤتمر يشددون على وقف نزيف الدم فورا، فالوعود التي قطعها النظام لم ينفذ شيء منها، وهو لم يلتزم بأي وعد، لذلك نطالب بالوقوف ضد النظام وتأمين الحماية للشعب السوري دون أي تأخير، والشعب السوري هو من يرسم خريطة طريقه للمستقبل دون تدخل من الآخرين، وسيعاقب من ظلمه دون أي تأخير»، مؤكدا أن الأسرة الدولية «لن يكون أمامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم إذا لم يتحرك مجلس الأمن لوقف العنف الدموي في سوريا».

ثم تحدث رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، فأبدى الدعم لمقترحات أنان، لكنه شدد على ضرورة تحديد مدى زمني لها، مؤكدا على مبادرة الجامعة العربية، وهي تستوعب بالكامل مقترحات أنان وما يتفرع عنها.

وطالب حمد بن جاسم بـ«ضرورة التفكير بإرسال قوات عربية أممية مشتركة لحفظ السلام في سوريا»، مؤكدا ضرورة «إقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين، وتوفير كل المساعدات للشعب السوري، والارتقاء بتصعيد الضغط الاقتصادي والسياسي على النظام السوري». وأشاد بـ«اتفاق قوى المعارضة السياسية السورية على مشروع للمستقبل يتضمن المبادئ التي تبنى عليها سوريا الجديدة، وندعو المجلس إلى متابعة جهوده لتوحيد جميع أطياف الشعب السوري، ونأمل أن تتكلل أعماله في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه».

وقال رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، الذي حضر في المنصة الرئيسية للمؤتمر لأول مرة «إن المحصّلة السياسية للعمل العربي والدولي لم تبلغ مستوى العنف الذي يمارسه النظام، ولم تكن على قدر تضحيات الشعب السوري، بل إنها شجعت النظام على الاستمرار بقمعه». وقال: «لقد آن الأوان للموقف العربي والدولي أن يرتقي إلى طموحات الشعب السوري. وهذا عامل أساسي مهم في التغيير، وما هو حاصل الآن لا يُقارَن بما يلقاه النظام السوري من دعم دولي وإقليمي يسمح له بمواصلة أعمال العنف»، وأضاف: «لقد سمعنا كلاما عن مخاوف من تنامي الإرهاب والتطرف، وأنا أؤكد أن بقاء النظام هو الإرهاب بعينه، والموقف الدولي يجب أن يتغير بسرعة إزاء ما تشاهدون من مآسٍ في كل سوريا، لأن الموقف الدولي الراهن يشكل خطرا على مستقبل المنطقة برمتها».

وأكد غليون أن «سوريا تواجه تحديات خطيرة بعد رفض نظام عائلة الأسد لأي مبادرة، وبعد أن قرر هذا النظام استخدام كل ما يملكه من مقدرات لقمع الشعب السوري، وهو يستفيد من تردد المجتمع الدولي وانقسامه»، وقال: «في مواجهة ذلك، عملنا في المجلس الوطني السوري على دعم الحراك الشعبي السوري المطالِب بالحرية والديمقراطية، وعلى دعم المنشقين عن الجيش والحرص على تنظيم الجيش السوري الحر حماية للمدنيين العزل، وسوف يتكفل المجلس بتخصيص مرتبات لكل عناصر هذا الجيش، كما عمل المجلس على حشد الجهود الدولية الصديقة، وعلى توحيد الرؤى لدعم الثورة».

وتابع: «لقد قال كُثر إن ثمة تشرذما في المعارضة، لكنْ ها هي المعارضة تبلور وحدة في الرؤى والأهداف، وقد تشكّلت لجنة تحضيرية للقاء تشاوري يبحث توسيع المجلس الوطني السوري بعد أن تمت المصادقة على وثيقة المبادئ الثابتة لسوريا الجديدة المدنية الديمقراطية. ونحن أيضا نعيد الالتزام بالقضية الكردية على أساس رفع الظلم وإقرار الحقوق التاريخية للشعب الكردي على أساس وحدة سوريا. ونحن نؤكد أيضا أن الدولة الجديدة ستعمل بكل الوسائل المتاحة والمشروعة لاستعادة الجولان المحتل».

وطالب غليون المجتمعين «بموقف مسؤول يعبر عن روح التضامن الإنساني»، وقال: «نعم، نريد مساعدات إنسانية عاجلة، ونريد ممرات آمنة ومناطق عازلة، ونريد دعم الجيش السوري الحر، ونريد الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، ونريد التزاما بإعادة إعمار ما دمره النظام في حربه على المدن، هذا ما نريده من مؤتمركم»، مؤكدا أن «الثورة ستنتصر. فلا تدعوا الوقت يطول حتى تحقيق ذلك، وقد بات عليكم أن تتوحدوا أنتم مع الشعب السوري، وألف تحية لربيع العرب وألف فخر بكفاح الشعب السوري البطل».

ثم دخل المجتمعون إلى الجلسة المغلقة التي تحدثت فيها وزيرة الخارجية الأميركية، فأكدت أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أخلف وعده بتنفيذ خطة المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان، مشددة على أن عواقب وخيمة ستحصل إذا واصل النظام السوري عنفه ضد المدنيين. وأضافت في كلمتها أمام مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في إسطنبول: «رسالتنا يجب أن تكون واضحة لمن يعطون الأوامر ومن ينفذونها (في النظام السوري).. توقفوا عن قتل مواطنيكم وإلا ستواجهون عواقب وخيمة». وذكرت كلينتون أن الولايات المتحدة تزود المعارضة المدنية السورية بمعدات اتصالات، مضيفة أنه على الرغم من أن حكومة الأسد قبلت خطة سلام جديدة عرضها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا كوفي أنان، فإنها «خالفت على ما يبدو تعهداتها، وأضافت ذلك إلى لائحة الوعود التي تخلّ بها».

وقد أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، في مؤتمر صحافي، أن مؤتمر «أصدقاء سوريا» اعترف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا للشعب السوري، مؤكدا أن «33 دولة طلبت أن تنفذ النقاط الست بخطة البعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان»، ومشيرا إلى أنه «سوف نتابع تقرير أنان أمام مجلس الأمن وسنواصل مشاوراتنا، ولكن لن نترك النظام السوري يستنفد فرصة أخرى وهي الأخيرة بشأن الأزمة السورية».

واعتبر أوغلو في مؤتمر صحافي أعلن فيه البيان الختامي لمؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عُقد في إسطنبول أن «الوضع داخل سوريا سيتحسن وسيكون هناك مستقبل باهر للشعب السوري ينعم فيه بالكرامة والرفاهية». ولفت أوغلو إلى أن المجتمعين أكدوا دعمهم للشعب السوري. وأضاف «ملتزمون بتقديم العملية السلمية التي تقودها سوريا، كما قررنا زيادة المساعدة الإنسانية لسوريا، وأعلنا دعمنا الكامل للدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين».

وكشف عن اعتبار «المجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا لجميع السوريين، وهو مؤسسة بشكل مظلة تجمع كل المعارضة السورية، ونرحب بنجاحه بأن يكون شاملا لكل الأفرقاء»، مؤكدا دعم المجتمعين «لمهمة أنان ولكن لا ينبغي النظر إليها بأنها مهمة لأجل غير مسمّى». وأشار إلى أن «الوضع الإنساني يتدهور بشكل مستمر في سوريا، ومسؤولية كل المنظمات الدولية مساعدة الشعب السوري لبقائه على قيد الحياة». وأكد أوغلو أنه «من حق الشعب السوري أن يدافع عن نفسه في وقت تستعمل فيه المدفعية ويتم استخدام الأسلحة الثقيلة في وجهه»، مثمنا خطة أنان «لأنها تقول للنظام السوري إنه عليه أن ينفذ الخطة العربية»، مشيرا إلى أنه «يجب أن لا يتم قراءتها خطأ بأنها إعطاء مزيد من الوقت للنظام السوري»، مشددا على أن «الرسالة الصادرة عن اجتماع اليوم واضحة للشعب السوري، بأننا لن نتخلى عنه بل يحظى بالتضامن الكامل منا، وسنقوم بما يمكن لمنع القتل والمآسي في سوريا».

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، أمس (الأحد)، أن الدول الصديقة لسوريا ستنشئ مجموعة عمل على فرض عقوبات يتم تبنيها ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال جوبيه للصحافيين على هامش «مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» المنعقد في إسطنبول: «من المقرر إنشاء مجموعة عمل على العقوبات ستجتمع في باريس خلال 15 يوما».

وحذر وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، الرئيس السوري، بشار الأسد، من أن «أيامه في الحكم باتت مسألة وقت في ظل رغبة الشعب السوري في التغيير والحرية». وقال هيغ إن «النظام السوري لم يبدأ بعد تطبيق خطة السلام التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان»، مشيرا إلى أن «خطة أنان لن تبقى مفتوحة إلى الأبد كي يستغلها النظام السوري في مساعيه لكسب الوقت». وأكد أن «مصلحة النظام السوري والرئيس الأسد بالذات التحضير لمرحلة سياسية انتقالية مقبلة ستفرضها المتغيرات على أرض الواقع»، مجددا دعوة بلاده سوريا إلى «السماح للمساعدات الدولية العاجلة بدخول البلاد من دون قيود أو عراقيل».

—————-

كلينتون: الدور الإيراني مقلق.. والأسد «خاطئ» إذا تصور أن بإمكانه هزيمة المعارضة

رحبت بتقليص تركيا وارداتها النفطية من إيران.. وقالت إن واشنطن ستتابع انتخابات الرئاسة المصرية

إسطنبول: ثائر عباس

دعت وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون نظام الرئيس السوري بشار الأسد لـ«وقف القتل في سوريا»، وحثت مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان على أن «يضع جدولا زمنيا للخطوات» المطلوبة في خطته.

وقالت كلينتون: «العالم لن يتسامح مع مرتكبي الجرائم في سوريا، والأسد يجب أن يتنحى، واليوم أطلعت المؤتمر على ما تقوم به الولايات المتحدة من دعم للمعارضة، ونحن سوف ندعم المعارضة لانطلاق عملية ديمقراطية تحافظ على وحدة سوريا، وهذا يعني مزيدا من العقوبات على النظام وتدريب السوريين على توثيق الانتهاكات لمحاسبة مرتكبيها».

واعتبرت كلينتون أن الرئيس السوري بشار الأسد «خاطئ» إذا اعتقد أنه قادر على هزيمة المعارضة السورية.

وقالت «إذا واصل الأسد ما يفعله بعدم وقف العنف.. فلا يرجح على الإطلاق أن يوافق» على تطبيق خطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان التي سبق أن أعلن الموافقة عليها.

وأوضحت أن «هناك مؤشرا واضحا إلى أنه يريد الانتظار ليرى إن كان سيتمكن من قمع المعارضة بالكامل». وتابعت «أعتقد أنه يخطئ في اعتقاد ذلك». وقالت كلينتون «إن قراءتي للوضع هي أن المعارضة تزداد قوة وليس العكس».

وأضافت: «سمعنا من المجلس الوطني السوري عن جهودهم لتوحيد المعارضة حول رؤية واحدة، أي سوريا تعددية ديمقراطية توفر الحقوق لجميع السوريين، وتعكس قيم المجتمع السوري، وتكون خارطة طريق لحماية المؤسسات والدولة»، معتبرة أن «المعارضة سوف تتمكن من إنهاء الدعم المتبقي للأسد وإنهاء النظام»، ولفتت إلى أن «المجتمع الدولي اليوم أكد دعمه للسوريين».

وأشارت كلينتون إلى أن «أنان وضع خطة، والأسد حتى الآن رفض القيام بتعهداته، وهذه لحظة الحقيقة»، مؤكدة أن واشنطن «ملتزمة بهذا الجهد»، وأشارت إلى أن البيان عن مؤتمر إسطنبول هو «وثيقة بالغة الأهمية وهي تمثل التقدم الملحوظ للمجتمع الدولي»، وتابعت: «كلنا ثقة بأن الشعب السوري سوف يتمكن من تقرير مصيره»، وأضافت كلينتون: «ناقشت الأوضاع في المنطقة مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو والوضع في إيران، وأطلعني على أن تركيا ستخفض استهلاكها للنفط من إيران»، وشددت على أن «الديكتاتور في سوريا الذي يقمع شعبه من المهم أن يتذكر أن الشعوب التي تتعرض للقمع ممكن أن تتحول نحو الإصلاح». وقالت كلينتون: «لم يمض أسبوع على تقديم الأسد وعده إلى أنان، وسوف نستمع إليه في مجلس الأمن غدا، ولا نريد أن نحكم مسبقا على مهمته، وهو ذهب إلى موسكو وبكين وطهران وسمع عددا من الآراء المختلفة»، معتبرة أنه «لا بد من نهاية زمنية لمهمة أنان، وعلى الأسد أن يدرك أنه فقد شرعيته، ورهانه على قمع المعارضة خاطئ، فهي تزداد زخما وهي مستمرة في المطالبة بالحرية، والضغط على الأسد والمحيطين به يزداد وسوف يزداد أكثر».

وأردفت: «التقيت بالمعارضة السورية اليوم (أمس) والمسؤولون الذين هم معي يلتقون بهم بشكل دائم، واليوم أصبحت المعارضة تكتسب زخما كبيرا وأصبحت أكثر تمثيلا وشمولية للسوريين، والتقيت اليوم (أمس) بشابة هربت من حمص وشعرنا بالاستياء مما حصل معها ومع غيرها وهي أصبحت جزءا من المجلس الوطني السوري، وقد أصبح كل من يهرب من سوريا ينضم للمجلس الوطني، وقاعدته تتوسع، ونحن اليوم ندعم المجلس الوطني في مجالات عدة في التواصل، وغيرنا سيدعم المقاتلين، والتعامل مع المجلس يتم على أساس أنه يمثل المظلة للمعارضة السورية».

وإذ شددت على أن «الدور الإيراني في سوريا مقلق جدا»، قالت كلينتون: «هناك ثلاثة أمور تقلق الدول المجاورة لإيران منها البرنامج النووي، والتدخل الإيراني في دول الجوار، وهذا يتجسد بدورها في سوريا مباشرة أو عبر الوساطة، بالإضافة إلى أن في إيران نظاما يصدر الإرهاب، بينما الشعب الإيراني هو صاحب حضارة ولا يجب أن يعيش في ظل هذا النظام».

ورحبت كلينتون بقرار تركيا تقليص استيرادها من النفط الإيراني. وقالت كلينتون للصحافة في ختام مؤتمر «أصدقاء سوريا» في إسطنبول إن «إعلان تركيا عن تقليص وارداتها من النفط الإيراني بنسبة ملحوظة مرحب به. إننا نرحب بالطبع بهذا الإعلان».

وأعلنت الشركة النفطية التركية الرئيسية «توبراس» الجمعة عن تقليص وارداتها من النفط الإيراني بنسبة 20 في المائة.

وردا على سؤال حول قرار جماعة الإخوان المسلمين في مصر تقديم مرشح للرئاسة، قالت كلينتون إن الولايات المتحدة ستتابع الانتخابات المصرية عن كثب، لكنها حثت الأطراف السياسية هناك (في مصر) على عدم التمييز ضد المرأة والأقليات والخصوم السياسيين.

وأضافت كلينتون قائلة «نريد أن نرى مصر تمضي قدما في عملية انتقال ديمقراطي، وهو ما يعني عدم التمييز ضد الأقليات الدينية والمرأة والخصوم السياسيين».

————–

ناشطون يطالبون «أصدقاء سوريا» بطرد السفراء بعد الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا

انتقادا لـ«إعطاء الأسد مهلا إضافية».. وتذكيرا لأوغلو بأن عمر «الثورة السورية» تجاوز العام

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

تفاوتت آراء الناشطين السوريين تعليقا على صدور البيان الختامي لـ«مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» الذي انعقد أمس في مدينة إسطنبول، والذي طالب الموفد الأممي إلى سوريا كوفي أنان بـ«تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها عودة إلى مجلس الأمن الدولي إذا استمرت عمليات القتل»، كما اعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض «ممثلا شرعيا لجميع السوريين والمظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه».

وانتقد ناشطون كثر ما اعتبروه بمثابة إعطاء «مهل جديدة» لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولم يعولوا كثيرا على مضمون البيان الختامي، تحديدا لناحية الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، مطالبين باستكمال هذه الخطوة بطرد السفراء السوريين – الممثلين لنظام الأسد – من الدول المشاركة في مؤتمر «أصدقاء سوريا».

وغصت صفحات المعارضة السورية بعشرات التعليقات على مضمون البيان الختامي، وتحديدا صفحة «الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد 2011»، وذلك بعد يومين على انطلاق مظاهرات حاشدة في مدن سورية عدة يوم الجمعة الماضي تحت عنوان «خذلنا المسلمون والعرب لكن الله معنا».

ودعا ناشط يطلق على نفسه اسم «نصير الأحرار»: «بعض الإخوة يطالبون بطرد السفراء استكمالا لخطوة الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للشعب السوري. وعلينا الانتباه إلى الفارق بين الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للشعب، والاعتراف به كممثل وحيد للشعب». وأضاف: «الأولى لا تنفي الاعتراف بالنظام، أما الثانية فتعني إسقاط الشرعية عن النظام، والفرق كبير»، لافتا إلى أن «الاعتراف بالمجلس كممثل لا ينفي وجود ممثلين آخرين تعترف بهم الدول المعنية وعلى رأسهم النظام».

وقال ناشط يدعى نرسيس حريري: «صامدون، هم أعطوا بشار المهل الطويلة لقمع الثورة ولكن صمودنا قلب الطاولة عليهم، لا يوجد أمامهم إلا الاعتراف بالمجلس لأن الشعب السوري الثائر هو من اختاره وانتظروا المزيد من التنازلات لمصلحة الثورة».

وتوجه أحد الناشطين إلى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بالقول: «لن ننتظر أن يحدث للشعب السوري ما حدث للشعب البوسني من مذابح»، وكتب أحمد الدسوقي: «يبدو أنه علينا الانتظار إلى شهر مايو (أيار) حتى عقد المؤتمر في باريس، لنرى بعض التقدم بالقرارات، ويبدو أنه على شعبنا العظيم تقديم المزيد من الشهداء ومزيد من الجرحى والمعتقلين والمشردين».

وقال عبد الله محيي الدين: «لم أسمع ما سمعت حتى الآن من أوغلو إلا سنتضامن.. سنحاول.. سنساعد.. سندعم.. والوضع في سوريا خطير وعلينا التصرف بشكل حاسم دون أي تأخير»، وتابع: «الله أعلم.. إبر تخدير جديدة ستصلنا قريبا».

وانتقد ناشط آخر يطلق على نفسه اسم «واحد حر» قول أوغلو إن «الوضع في سوريا خطير جدا وعلينا التصرف بشكل حاسم من دون أي تأخير»، مذكرا بأن «الثورة مستمرة منذ أكثر ممن عام والقتل (شغال) والذبح والتهجير..». وأضاف: «إن شاء الله تكون فعلا هذه المرة الأخيرة وأن تتصرفوا بشكل حاسم ومن دون تأخير كما قلت».

ودعا رامي الزين «المتشائمين الذين يقولون إن عدم الاعتراف بالمجلس كممثل وحيد أمر غير مهم، نقول لا ينبغي الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا وحيدا للشعب السوري لأنه ليس كذلك؛ مع وجود كل هذه التيارات المعارضة التي سيستفزها أن يكون وحيدا وستزيد مناحراتها معه»، لافتا إلى أن «المجلس هو أحد الممثلين وخطوة الاعتراف به ممثلا شرعيا خطوة جيدة ربما تشجع بقية أطياف المعارضة على تقريب موقفهم من المجلس الوطني»، وختم: «في جميع الأحوال، فإن السوريين في الداخل سيكملون ثورتهم مهما كانت نتائج المؤتمر ولكن يجب أن لا ننكر أن النتائج تحمل تحسنا ملموسا».

وسأل أحد الناشطين: «كيف بمن رفع يديه إلى السماء ليقول (ما لنا غيرك يا الله)، أن يعود يستجدي الدعم من العباد؟».

وقال هيان كيالي: «إذا اعترفوا فعلا بالمجلس الوطني، فليطردوا السفراء السوريين من عندهم ويسلموا السفارات للمجلس الوطني»، فيما كتبت ناشطة تطلق على نفسها اسم «شقائق النعمان»: «لم يعد يهمنا من اعترف، المهم أن يسقط النظام».

من جهة أخرى، رأى فصيل من قوى المعارضة السورية في الداخل أن لا حاجة لمؤتمر «أصدقاء سوريا»، إلا بعد فشل مهمة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية. قال تيار بناء الدولة السورية إنه «لا بد للدول التي رحبت بمبادرة السيد كوفي أنان من أن تجسد هذا الموقف بشكل عملي، من خلال تقديم كل الدعم الذي يطلبه أنان وفريقه، وقد تجسد مثل هذا الدعم في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 12 مارس (آذار)، والذي عكس توافقا دوليا أوليا يحتاجه أي حل للأزمة السورية».

وأضاف التيار في بيان له «أمام هذا التوافق الدولي الأولي، الذي يحتاج إلى توطيد إذا ما صدقت السلطة السورية بتنفيذ تعهداتها للسيد أنان، لا نجد أي دور لمؤتمر أصدقاء سوريا، يمكنه أن يخدم السوريين بأي شكل من الأشكال. ففكرة تشكيل مجموعة أصدقاء سوريا، التي قامت بذريعة عدم التوافق في مجلس الأمن لا تستدعي انعقاد هذا المؤتمر قبل فشل مهمة السيد كوفي أنان».

وتابع البيان «من هنا، وبغض النظر عن نوايا كل طرف مشارك في هذا المؤتمر، فإننا نرفض رفضا باتا أن يتخذ المؤتمرون أي قرار من شأنه أن يصادر إرادة السوريين داخل سوريا، باختيارهم الوسائل النضالية التي يختارونها في صراعهم لإسقاط النظام الاستبدادي، أو يصادر إرادتهم باختيار ممثليهم بشكل حر وديمقراطي».

وأضاف «لا نقبل بأي شكل من الأشكال أن تتعدى مساعدة المجتمع الدولي لنضال شعبنا السوري في تحقيق حريته من الاستبداد وبناء دولته الديمقراطية ذات السيادة الوطنية الكاملة، أن تتعدى تأمين المناخات المناسبة لتحقيق إرادته على أرضه وداخل حدوده».

ورفض التيار العنف قائلا «وبهذا، فإننا نرفض رفضا مطلقا أي قرار من شأنه تأجيج الصراع العنفي، مثل تسليح جهات مناوئة للسلطة، أو التعدي تحت أي اسم على الأراضي السورية بطرق عسكرية، أو تعيين سلطات بديلة للسلطة الحالية تحت اسم ممثل شرعي للشعب السوري».

—————-

غليون: قرارات المؤتمر تعني أن النظام أصبح غير شرعي

تمويل رواتب الجيش الحر عبر المجلس الوطني الذي يتلقى مساعدات ومساهمات من دول عدة

إسطنبول: «الشرق الأوسط»

أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عقد في إسطنبول الأحد يشكل «خطوة ثانية» بعد مؤتمر أصدقاء سوريا الأول الذي عقد في تونس، على طريق مساعدة الشعب السوري في تحقيق هدفه في التخلص من نظام الرئيس بشار الأسد الذي قال إنه أصبح «غير شرعي».

وقال غليون في مؤتمر صحافي عقده بعد بضع ساعات من انتهاء الاجتماع الذي ضم ممثلين عن 83 دولة، إن «المؤتمر يشكل خطوة ثانية على طريق تأمين مواكبة كفاح الشعب السوري ومساعدته لتمكينه من الانتصار». وأضاف أن «معاناة الشعب السوري لا توصف، ولا ننتظر من أي اجتماع أن يكون على مستوى تطلعات الشعب السوري» مشيرا إلى أن «الرهان هو على الشعب، والشعب وحده قادر على تأمين الوسائل لتحرير بلده من الطغمة الحاكمة الغاشمة». وأكد في الوقت نفسه «عدم الاستهانة بأهمية الدعم الدولي». وقال غليون إن اعتراف مجموعة أصدقاء سوريا بالمجلس الوطني «ممثلا شرعيا» للشعب السوري و«محاورا رئيسيا» للمجتمع الدولي، يعني أن «النظام أصبح غير شرعي، وأن السلطة القائمة في سوريا أصبحت لا شرعية، وأن من حق الشعب مقاومة هذه السلطة اللاشرعية المغتصبة».

من جهة ثانية، أعلن غليون ردا على سؤال عن الجهة التي ستقوم بتأمين رواتب عناصر الجيش الحر، وهو الأمر الذي أعلنه في كلمته أمام المؤتمر، أن «التمويل سيتم من ميزانية المجلس الوطني الذي يتلقي مساعدات ومساهمات من دول عدة، يستخدمها في أنشطته العسكرية وغير العسكرية».

كما أعلن أن اعتراف مجموعة الأصدقاء «بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه أمر مهم، وكل دولة يمكنها أن تترجم هذا المبدأ بالطريقة التي تراها مناسبة».

وجاء في البيان النهائي لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي صدر في إسطنبول أمس أن «مجموعة الأصدقاء تعبر عن دعمها للتدابير المشروعة التي يقوم بها الشعب السوري من أجل حماية نفسه».

وشدد غليون على «ضرورة إيجاد آليات عملية وسريعة لوقف القتل» في سوريا، معتبرا أن المهلة التي ستعطى لمهمة الموفد الدولي الخاص كوفي أنان «يجب أن لا تتعدى بضعة أيام». وقال: «الجميع يعلم أن النظام لم يحقق شيئا على الأرض» من الوعود التي أعطاها لأنان، مضيفا: «نعتقد أنه خلال أسبوع ينبغي أن نذهب إلى مجلس الأمن لنضع حدا لمراوحة النظام».

وأكد البيان الختامي لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري «الدعم الكامل لتطبيق» خطة أنان، مطالبا بـ«تحديد جدول زمني لخطواتها المقبلة».

“مؤتمر أصدقاء سوريا”: دعم خطة أنان ووقف العنف فوراً

والاعتراف بتمثيل “المجلس الوطني”

أجمع المشاركون في مؤتمر “اصدقاء سوريا” في اسطنبول، على دعم خدمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، وسط دعوات الى تحرك دولي فوري وعملي لوقف القمع. وقد حضر المؤتمر ممثلون عن 71 دولة.

افتتح المؤتمر وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو بكلمة مختصرة قدم فيها خطباء الإفتتاح، هما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

وقد اعترف مؤتمر “اصدقاء سوريا” بـ”المجلس الوطني السوري” المعارض “ممثلا شرعيا” للسوريين، على ما افادت وكالة انباء “الاناضول” نقلا عن البيان الختامي للمؤتمر. وتأتي هذه الخطوة استجابة لطلب المجلس الوطني السوري المعارض للرئيس بشار الاسد.

أردوغان

رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان دعا لانقاذ الشعب السوري من محنته ، وقال: “يجب ان ننحي المصالح والقلق ونعلي قيمة الضمير الانساني”. وأضاف في كلمته أمام المؤتمر”أصدقاء سوريا” أن “سوريا الجديدة سيبنيها السوريون وسيختارون حكومتهم الديموقراطية”.

وناشد رئيس الوزراء التركي المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته لوقف الدبابات من قصف النساء والاطفال، مشددا على ضرورة أن يتحلى المجتمع الدولي بالتزامه الاخلاقي.

وأكد أردوغان أن هناك مأساة كبيرة في سوريا تتطلب ضرورة تقديم العون وعلى المجتمع الدولي ان يحقق آلية فعالة ويكون حازما وملزما في مساعدة الشعب السوري.

وقال: “لن نقبل بعد الان التلاعب بالوقت من جانب النظام السوري ويجب ان نطالب بتوقيتات محددة وآلية فعالية لوقف القصف والة القتل في سوريا.. يجب ان نرى الاقوال تتحول الى افعال”.

وتابع قائلا: “إن حكومتنا على مدى تسع سنوات كان لديها علاقات وثيقة مع دمشق والآن نمد ايدينا لاصدقائنا في سوريا لنرفع العوائق من امام الحريات ونرى نهاية للفوضى والصعوبات في سوريا”.

وشدد على انه “يجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم الكامل للشعب السوري وان تركيا تقدم دعمها لخطة كوفي انان، ويجب ألا نقف مكتوفي الايدي امام ما يحدث في سوريا بسبب المصالح الجيو استراتيجية”.

وقال: “إن النظام السوري قدم لنا وعودا مسبقة وللمجتمع الدولي ايضا ولكن لم يف بكافة وعوده وانه يحاول استغلال خطة انان لكسب الوقت”. وأضاف اردوغان “ان النظام السوري لم يتعاون معنا وعلى مجلس الامن الدولي التحرك السريع لوقف المذابح في سوريا”، مؤكدا أنه “يجب على المجتمع الدولي وضع آليات سريعة لمساعدة الشعب السوري”.

وأشار اردوغان إلى أن “المجتمع الدولي لم ينجح في امتحانه في سوريا فنحن قبل كل شيء ممثلون للضمير الانساني ويجب أن نبعث برسالة واضحة وقوية الى نظام الاسد مفادها: أن بقاءكم في الحكم غير ممكن بعد الان، لانكم تظلمون شعبكم”.

واعتبر اردوغان أن “المجلس الوطني السوري يمثل الشعب السوري بالشكل الصحيح والجيد، ولا يمكن ترك الشعب السوري وحده ونحن نرغب ونعمل لوقف الدماء والنظام السوري غير عادل ويجب عليه الموافقة على مطالب شعبه ونحن واثقون بأن الشعب السوري هو الاول والاخير الذي سيحدد مصيره”.

العربي

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في كلمته أمام المؤتمر: “يجب على المجتمعين العمل على استصدار قرار من مجلس الامن الدولي فورا لوقف القتل في سوريا”. وأضاف: “ليس من المقبول ان نجتمع هنا في اسطنبول ثم قبل ذلك في تونس ثم بعد ذلك في فرنسا من دون التوصل لنتائج ملموسة لوقف العنف في سوريا”.

ودعا المعارضة إلى توحيد صفوفها “لتلبية طموحات وامال الشعب السوري”، مؤكدا أن “الجامعة ستواصل مشاوراتها لمتابعة إقامة نظام هيكلي جامع يضم المجلس الوطني السوري وكافة اطياف المعارضة”.

وتابع: “هناك نقطة تتعلق بضمائرنا واخلاقيتنا التي يجب ان تتمثل في التعامل مع تلك الازمة.. ولابد ان نتمسك بان يكون الحل سوريا بامتياز بعيدا عن اي تدخل خارجي وذلك وفقا لجدول زمني بدون اي مماطلة”. وأضاف قائلا “حان الوقت لان يتصدى المجتمع الدولي بشجاعة للازمة حفاظا على امن المنطقة واستقرارها”.

غليون

رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون طالب “مؤتمر اصدقاء الشعب السوري” بالاعتراف بالمجلس الوطني “ممثلا شرعيا وحيدا” للشعب السوري، واعلن “تخصيص رواتب ثابتة” لعناصر الجيش السوري الحر.

وقال غليون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر “نجاهر امامكم بان شعبنا لن يتعب ومستمر في كفاحه مقدما نموذجا اسطوريا في الصمود في ثورات الربيع العربي”.

وطالب المجتمع الدولي بـ”تحمل مسؤولياته” وبـ”موقف عملي جاد”.

وتابع “نريد دعم الجيش السوري الحر لتأمين حماية المدنيين. نريد الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. نريد التزاما دوليا باعادة اعمار سوريا بعد سقوط النظام المحتم”.

وقال غليون “سوف يتكفل المجلس بتخصيص رواتب ثابتة لجميع الضباط والجنود والمقاومين الفاعلين في الجيش السوري الحر”.

وقال مصدر مشارك في المؤتمر رفض الافصاح عن هويته للصحافيين ان تمويل الرواتب لعناصر الجيش الحر “سيتم من ثلاث او اربع دول خليجية”، مضيفا “سيتم دفع ملايين الدولارات شهريا” من اجل تحقيق ذلك.

واشار الى ان المعارضة السياسية السورية تخطت تشرذمها من خلال البرنامج الذي اتفقت عليه خلال هذا الاسبوع لبناء سوريا الجديدة.

وقال غليون ان برنامج المجلس يشمل الاقرار بـ”الهوية القومية لاكراد سوريا واعتبار القضية الكردية من صلب القضية السورية الاساسية”.

ويأتي ذلك بعد انسحاب عدد من اعضاء المجلس الوطني الاكراد الثلاثاء الماضي من اجتماع للمعارضة السورية في اسطنبول، احتجاجا على عدم اقرار مسألة القومية الكردية في ميثاق المجلس.

وعدد غليون عناوين خطة “حكومة سوريا الجديدة” الانتقالية بعد سقوط النظام، وابرزها “تلتزم الحكومة الموقتة بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة تنبثق عنها جمعية تأسيسية”.

كما اشار الى ان سوريا الجديدة ستكون “جمهورية ديموقراطية” تقوم على “سيادة حكم القانون الذي يساوي بين المواطنين” وستعمل على “حماية الافراد والجماعات وتحقيق مصالحة وطنية شاملة”.

كما “ستأخذ الحكومة الجديدة مكانها بين الدول وستبقى دائما في صف القانون الدولي”.

المملكة العربية السعودية

اما وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل فقد أكد أن الشعب السوري يتطلع أن يكون مؤتمر أصدقاء الشعب السوري نقطة تحول في التعاطي مع المشكلة السورية على أساس الجمع بين السعي للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري وتوفير الحد الأدنى من وسائل الدفاع المشروع لمن هم هدف لآلة التقتيل وأدوات القمع التي يمارسها النظام السوري، مشيرا الى ان الاجتماعات كانت تعقد طيلة السنة الأخيرة في حين تزداد وتتفاقم الجرائم ضد الانسانية في سوريا.

وقال الفيصل: “لقد مر علينا عام كامل ونحن نحضر الاجتماع تلو الاجتماع ونراوح مكاننا في حين تزداد وتتفاقم الجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري، إن اجتماعاتنا المتتالية مع الأسف لم تخرج حتى الآن بنتائج عملية توفر للشعب السوري الحماية التي يحتاج إليها، فإذا كان استخدام الفيتو في مجلس الأمن قد أعطى النظام السوري رخصة لمواصلة حملة التقتيل والإبادة ضد شعبه، فإن مبادرة الجامعة العربية الموضحة لسبل الحل السلمي قد قوبلت بإصرار النظام السوري على انتهاج الحل الأمني القمعي غير عابئ بالكلفة الإنسانية والسياسية لهذا النهج(…) إن تعيين مبعوث دولي في شخص معروف عنه حكمته ودرايته لا يكفي ما لم نوفر لهذا المبعوث مرجعية قوية في شكل قرار من مجلس الأمن يعكس مسؤوليات هذا المجلس في حفظ السلم والأمن الدوليين ويكون مستنداً إلى قرارات الجامعة العربية عبر إلزام النظام السوري بالوقف السريع والشامل لكافة أعمال العنف وإيصال المساعدات الإنسانية وضمان حرية الحراك السلمي، عندها فقط يمكننا التطلع بجدية إلى حلول توافقية تحقق وتنظم الانتقال السلمي للسلطة”.

قطر

وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم ان “اساليب النظام السوري في شراء الوقت يجب الا تنطلي على احد.. ويجب على الحكومة السورية ان توقف القتل ضد شعبها مع ضرورة الانصياع لقوانين المجتمع الدولي”.

وأكد أن “العمل المضني الذي يقوم به أنان بشأن الأزمة السورية يجب ان يحدد له وقت واضح إذ من غير المقبول الاستمرار في عمليات القتل والقمع في الوقت الذي يتحدث فيه النظام مع المبعوث المشترك للسلام”.

وقال “إن اساليب النظام السوري في شراء الوقت يجب ان لا تنطلي على احد”، ولفت الى ان طول أمد الازمة السورية ليس في مصلحة سوريا ولا مصلحة دول المنطقة ولا المجتمع الدولي”.

وتابع أن “فاعلية جهود الإغاثة الإنسانية للشعب السوري رغم دعم المجتمع الدولي لها ما تزال معطلة بسبب سياسات النظام، لذا ينبغي لنا تكثيف الجهود وتدارس كل الاحتمالات لتقديم الاغاثة الإنسانية للشعب السوري. فدقة المرحلة الراهنة، والظرف المأساوي المتفاقم الذي يمر به الشعب السوري الشقيق يدعونا إلى تكثيف الجهود لمساعدته في سعيه لتحقيق أهدافه المشروعة وترجمة أقوالنا إلى أفعال على أرض الواقع فلا يصح ان نتكلم”.

مصر

وزير خارجية مصر محمد عمرو دعا للاجتماع عاجلا في مقر الجامعة العربية في القاهرة “للاتفاق على رؤية موحدة وبينها لإعلان موقف موحد وخريطة لحل الأزمة السورية يتوحد الجميع حولها”، مؤكدا أن “شرعية المعارضة السورية لن تتحقق إلا بتوحيد صفوفها”.

وشدد على ان “أمن سوريا هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي، والتزام مصر تجاه الخروج من الأزمة السورية هو ضرورة استراتيجية بمثل ما هو واجب أخلاقي يمليه التضامن القومي مع شركاء العروبة والمصير في سوريا الشقيقة”.

وأكد الوزير “ضرورة الوقف الفوري وغير المشروط للقتل والعنف ضد المدنيين، مع الحفاظ على الوحدة والسلامة الإقليمية للدولة السورية، وعلى وحدة الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته”.

كلينتون

وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعلنت ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يضيف وعودا الى “لائحة الوعود التي يخل بها”، كما جاء في مقتطفات من خطابها امام مؤتمر اصدقاء الشعب السوري في اسطنبول وزعتها وزارة الخارجية الاميركية.

وقالت كلينتون ان الاسد وعد بتنفيذ خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان الا انه عمل على شن هجمات جديدة على مدن سورية ومنع تسليم المساعدات. واضافت “مضى نحو اسبوع واستنتجنا ان النظام يضيف وعودا الى لائحة الوعود الطويلة التي يخل بها”. ودعت الى تشديد العقوبات والى دعم جهود المعارضة لقيام رؤية ديموقراطية وتعددية لسوريا المستقبلية.

واعلنت كلينتون عن مساعدة انسانية لسوريا بقيمة 12 مليون دولار، ما يرفع قيمة المساعدات الاميركية لسوريا خلال الازمة الى 25 مليون دولار.

بريطانيا

وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ وجه تحذيرا للاسد في تعليقات للصحافيين قبيل الانضمام الى مؤتمر “اصدقاء سوريا”. وقال هيغ: “قال نظام الاسد انه قبل خطة عنان لكنه لم يفعل شيئا حيالها. القتال مستمر. زيادة الدعم المالي للمعارضة سيكون احد عواقب لعب نظام الاسد بالوقت في تنفيذ مقترحات عنان”. واضاف: “احدى رسائل هذا المؤتمر انه سيكون من المهم تنفيذ خطة عنان وان الفترة الزمنية لتحقيق ذلك ليست مفتوحة.. ينبغي (لمؤتمر) “اصدقاء سوريا” العودة الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة او زيادة التمويل للمعارضة السورية”.

وتابع: “ينبغي لنظام الاسد ان يعمل ولا يكتفي بمجرد القول. هذا لا يعني اننا اليوم سنضع موعدا نهائيا لكن ذلك يعتمد على ما يفعلونه على الارض”.

واعلنت بريطانيا مضاعفة مساعداتها غير العسكرية للمعارضة السورية في الايام الاخيرة وهو اسلوب تتبناه بالفعل الولايات المتحدة وتقول تركيا انها ستتبعه.

وقال هيغ ان المشاركين في اجتماع اسطنبول يناقشون شكل التمويل الذي يجب ان تحصل عليه المعارضة مضيفا انه لم يتقرر بعد ما اذا كان “تمويلا ائتمانيا” مثلما اقترحت بعض الحكومات.

واشار الوزير البريطاني الى جهود المجلس الوطني السوري ليصبح حركة اكثر انفتاحا وأشمل قائلا ان “اداءه تحسن في الايام الاخيرة”.

فرنسا

وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه شدد على ضرورة “تحديد مهلة في الزمن” للنظام السوري لتطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان.

وقال للصحافيين على هامش المؤتمر: “هناك خطر مراوحة الآن. نرى جيدا ان خطة النظام هي كسب الوقت، لذلك لا بد، اذا اتفقنا كلنا على الامر، ان نحدد مهلة في الزمن” لتطبيق الخطة.

وذكر جوبيه بان انان سيكون في نيويورك لتقديم تقريره حول مهمته في شأن سوريا الاثنين الى مجلس الامن، مشيرا الى انه يتوقع من انان “ان يحدد رؤيته لسير المهمة”. واضاف “الا ان هذه المهمة يجب الا تطول الى ما لا نهاية، يجب ان يكون لها أجل قريب، واذا لم تؤد الى نتيجة ايجابية لا بد من العودة الى مجلس الامن لبحث كل الخيارات المطروحة”.

وقال جوبيه “في الحقيقة، بشار الاسد يحاول كسب الوقت ولا يطبق التعهدات التي التزم بها. المجازر تتواصل ولدينا شهادات من شخصيات سورية عدة فرت من البلاد” في هذا الشأن.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي ان الدول الصديقة لسوريا ستنشئ مجموعة عمل تعمل على فرض عقوبات يتم تبنيها ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال “من المقرر انشاء مجموعة عمل من اجل العقوبات ستجتمع في باريس خلال 15 يوما”، مضيفا ان “الهدف تنسيق العقوبات الاميركية والاوروبية وعقوبات جامعة الدول العربية واقناع مجموع اصدقاء سوريا الموجودين هنا بتطبيق هذه العقوبات التي يجب تشديدها ايضا”.

كما اعلن جوبيه ان “مؤتمر اصدقاء الشعب السوري” سيعترف بالمجلس الوطني السوري بصفته “المحاور الرئيسي” عن سوريا.

وقال “سيرد في البيان النهائي ان المجلس الوطني السوري هو المحاور الرئيسي وسندعو مجموع قوى المعارضة الى التوحد تحت مظلته”.

واشار الى ان المعارضين السوريين احرزوا “تقدما كبيرا” عبر الاقرار الثلاثاء بان المجلس الوطني السوري هو “الممثل الشرعي” للشعب السوري وعبر اعتماد وثيقة تؤكد تمسكهم بالديموقراطية واحترام الاقليات.

(أ ش أ، قنا، بنا، أف ب، رويترز)

————-

طلب من أنان “جدولاً زمنياً” واعترف بـ”المجلس الوطني”.. و”قرارات سرية” للتنفيذ في حال فشل المبعوث الدولي

مؤتمر اسطنبول: بدء العد العكسي لسقوط الأسد

اسطنبول ـ

جورج بكاسيني

خرج المشاركون في مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” الذي اختتم أعماله أمس في اسطنبول بانطباع مفاده أن العد العكسي لسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد بدأ، مستندين الى معطيين: الأول يتمثل بما سمّاه بعضهم “قرارات سرية” اتخذت في كواليس المؤتمر بين مجموعة من الدول المشاركة رفض كشف النقاب عنها، غير أن هذا البعض تحدث عن “بضعة أيام” تفصل عن موعد بدء تنفيذ هذه القرارات، فيما ألمح رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون بعد انتهاء المؤتمر الى أن “ليس كل ما يُتفق عليه في مثل هذه الاجتماعات يُدرج في البيانات الختامية”. والثاني تضمُّنُ البيان الختامي للمؤتمر إشارات توحي باحتمال العودة الى مجلس الأمن في حال فشل مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان حيث طلب المؤتمرون من الأخير الذي دعموا خطته “تحديد جدول زمني للخطوات الممكنة بما في ذلك العودة الى مجلس الأمن إذا استمر القتل”، ملمّحين الى أن المجموعة ستواصل جهودها من خلال العمل على “تحضير إجراءات إضافية مناسبة لحماية الشعب السوري”.

وفيما نقلت مصادر ديبلوماسية في المؤتمر عن نائب أنان، ناصر القدوة، تأكيده في لقاءات خاصة ان إحاطة المبعوث الدولي العربي اليوم أمام مجلس الأمن حول نتائج مهمته في سوريا ستكون “مفصلية”، تحدثت أوساط سورية معارضة لـ”المستقبل” عن احتمال إعلان أنان فشل خطته المؤلفة من ست نقاط، ما يفتح الباب أمام إمكانية انعقاد جلسة لمجلس الأمن خلال أيام واتخاذ قرار بوقف إطلاق النار فوراً تحت طائلة الفصل السابع، في محاولة من المجتمع الدولي لتجنّب تكرار مأساة كوسوفو التي تطلبت ثلاث سنوات قبل الحسم، وهو الأمر الذي ركّز عليه وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو في مؤتمره الصحافي بعد انتهاء المؤتمر، حيث ذكّر بـ”بطء” المجتمع الدولي في التعاطي مع أزمة كوسوفو مما أدى الى وقوع 250 ألف قتيل، الأمرالذي يتطلب كما قال “التحرك بشكل حاسم وصارم وبدون تباطؤ، وعدم إعطاء مبادرة أنان وقتاً إضافياً للنظام السوري”، موضحاً أن مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” ستتابع تقرير أنان غداً (اليوم) وبعدها سنُجري مشاورات ونتخذ القرار الملائم”.

ومن جهته أوضح غليون بعد انتهاء المؤتمر أنه “لا بد من آليات عملية وسريعة لوقف القتل، وأنه لا يمكن منح أنان وقتاً طويلاً يمكّن النظام من المزيد من القتل الإضافي وإنما بضعة أيام فقط قبل العودة الى مجلس الأمن”. وأوضح أن “اعتراف المجموعة بالمجلس الوطني كممثل شرعي للسوريين يعني أن النظام أصبح غير شرعي وأن من حق الشعب أن يقاومه”. جاء ذلك بعد أن اعترفت “مجموعة الأصدقاء” التي ضمّت 83 دولة ومنظمة بالمجلس الوطني السوري “كممثل شرعي لكل السوريين ومظلة تضم مجموعة المعارضة السورية، وتدعم جهود المجلس لبناء سوريا ديمقراطية، وتعتبره المحاور القيادي للمجتمع الدولي باسم المعارضة”.

وكان عدد من ممثلي الدول المشاركة في المؤتمر تحدث خلال الجلستين العلنية والمغلقة، حيث حضّ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان في كلمته مجلس الامن الدولي على تحمل مسؤولياته، وقال “إن فوّت مجلس الامن مرة جديدة فرصة تاريخية، فلن يكون هناك من خيار امام الاسرة الدولية سوى دعم حق الشعب السوري في الدفاع المشروع عن نفسه”، منددا بـ”إعدام جماعي” تقوم به قوات النظام بحق السوريين.

وأكد اردوغان ان بلاده لا يمكن ان تدعم “اي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة”، مضيفا ان السوريين “الذين عانوا من تسلط الاسد الاب يعانون اليوم من تسلط الابن”.

وأكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن العمل المضني الذي يقوم به أنان يجب ان يحدَّد له وقت واضح إذ من غير المقبول الاستمرار في عمليات القتل والقمع في الوقت الذي يتحدث فيه أنان مع النظام.

وقال الشيخ حمد في كلمته التي ألقاها أمس امام المؤتمر، إن “اساليب النظام السوري في شراء الوقت يجب ان لا تنطلي على احد”، ولفت الى ان طول أمد الازمة السورية ليس في مصلحة سوريا ولا مصلحة دول المنطقة ولا المجتمع الدولي.

وفي الجلسة الافتتاحية، دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى ضرورة العمل لإصدار قرار من مجلس الأمن بحسب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لوقف العنف فورا في سوريا. وطالب المؤتمرين بالدعوة لإصدار قرار ملزم من مجلس الامن تحت الفصل السابع يقضي بوقف جميع أعمال العنف فورا بشكل متزامن من الجميع”، مضيفا أن “عنصر الوقت له الآن أولوية كبرى”.

أما في الجلسة المغلقة، فقد دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي التقت أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني على هامش المؤتمر الى حل سياسي للأزمة السورية، مجددة الحديث عن ضرورة مراعاة الأقليات، كما أعلنت مساهمة بلادها بمبلغ 12 مليون دولار للشعب السوري، فيما دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الى “حد أدنى من تسليح الجيش السوري الحر لإلزام النظام بالقبول بالمبادرات السياسية”. أما نظيره الفرنسي آلان جوبيه فأكد أن بلاده ستفرض عقوبات جديدة على أفراد من النظام داعياً الى إجراءات سريعة وعملية، كما تحدث وزير خارجية البوسنة سفين الكالاج الذي أمل في عدم تكرار مأساة بلاده في سوريا. أما وزير خارجية الكويت الشيخ الصباح الخالد الحمد الصباح فأعلن مساهمة بلاده بخمسين مليون دولار لمساعدة السوريين عبر أجهزة الأمم المتحدة المختصة. وأدلى معارضون سوريون من بابا عمرو وحلب بالاضافة الى طبيب متطوع حضر من حمص بشهادات عن الواقعَين الانساني والاجتماعي في هذه المناطق كان لها تأثير ملحوظ على المشاركين في المؤتمر.

————–

مطالبات بجدولة خطة عنان ووضع سوريا تحت الفصل السابع

“مؤتمر أصدقاء سوريا” يعترف بـ “المجلس الوطني”

التقى البيان الختامي للمؤتمر الثاني لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري”، الذي عقد في تركيا أمس، وترأس وفد الدولة فيه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وكلمات المتحدثين العرب والغربيين، على الدعوة لوضع جدول زمني لتنفيذ خطة المبعوث الدولي والعربي الخاص إلى سوريا كوفي عنان، والتلويح بتوجه وشيك إلى مجلس الأمن الدولي، بينما دعا أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي إلى وضع الأزمة تحت الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة، واعترف المؤتمر بالمجلس الوطني السوري المعارض ممثلاً ومحاوراً شرعياً مع المجتمع الدولي، فيما أعلن الأخير أن دولاً تدعم صرف رواتب لمقاتلي “الجيش السوري الحر” . بالتزامن مع استمرار العنف في أنحاء مختلفة من سوريا، وحصده عشرات الأرواح .

وجاء في نص البيان الختامي للمؤتمر إن “مجموعة الأصدقاء تجدد تأكيد أهمية التطبيق الكامل من النظام السوري” لمقررات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وخطة عنان، وأضاف “إلا أن مجموعة الأصدقاء تعبر عن أسفها لاستمرار أعمال النظام السوري نفسها رغم إعلانه الموافقة على خطة النقاط الست” . واعتبر أن ذلك “يبرز كنموذج جديد على عدم صدق النظام”، وأن “الفرصة المتاحة لتنفيذ التعهدات التي قام بها للموفد المشترك ليست مفتوحة بلا نهاية” . ودعا عنان إلى “تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها العودة إلى مجلس الأمن الدولي” . واعترف المؤتمر بالمجلس الوطني السوري “ممثلاً شرعياً لجميع السوريين والمظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه” . وأكد “دعمه لنشاطات المجلس من أجل سوريا ديمقراطية”، واعتبره “محاوراً رئيسياً للمعارضة مع المجتمع الدولي” . وأعلن البيان أن المؤتمر المقبل سيعقد في فرنسا .

ودعا أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي لإصدار قرار ملزم عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع، يقضي بوقف جميع أعمال العنف فورا بشكل متزامن من الجميع” .

وطالب رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض برهان غليون “مؤتمر أصدقاء الشعب السوري” بالاعتراف بالمجلس الوطني “ممثلاً شرعياً وحيداً” للشعب السوري، وأعلن “تخصيص رواتب ثابتة” لعناصر “الجيش السوري الحر” .

على الأرض، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة أصدرها أمس، أن 40 شخصاً بينهم 15 من القوات السورية، قتلوا خلال أعمال عنف متفرقة في عدد من المدن . (وكالات)

تلويح غربي بمجلس الأمن ومطالبة عربية بوضع الأزمة تحت “البند السابع”

“أصدقاء سوريا” يطالب بجدول زمني لخطة عنان ويعترف بـ “الوطني”

أكد البيان الختامي ل”مؤتمر أصدقاء الشعب السوري” الذي انعقد في اسطنبول أمس، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الذي يرأس وفد الدولة، “الدعم الكامل لتطبيق” خطة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي عنان، مطالباً ب”تحديد جدول زمني لخطواتها المقبلة” .

وجاء في نص البيان إن “مجموعة الأصدقاء تجدد تأكيد أهمية التطبيق الكامل من النظام السوري” لمقررات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وخطة عنان، المؤلفة من ست نقاط . وأضاف “إلا أن مجموعة الأصدقاء تعبر عن أسفها لاستمرار أعمال النظام السوري نفسها رغم إعلانه الموافقة على خطة النقاط الست . فمنذ الإعلان عن الموافقة في 27 مارس/آذار، لم يتوقف العنف الذي يقوم به النظام، ومنذ ذلك التاريخ، فقد كثيرون حياتهم” . واعتبر أن ذلك “يبرز كنموذج جديد على عدم صدق النظام”، مؤكداً أن “الحكم سيكون على أفعال النظام لا على وعوده” . وأن “الفرصة المتاحة لتنفيذ التعهدات التي قام بها للموفد المشترك ليست مفتوحة بلا نهاية” .

ودعت المجموعة عنان إلى “تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها العودة إلى مجلس الأمن الدولي إذا استمرت عمليات القتل” . كما دعت كل أعضائها إلى تحمل مسؤولياتهم . واعترف المؤتمر بالمجلس الوطني السوري المعارض “ممثلاً شرعياً لجميع السوريين والمظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه” . وأكدت “دعمها لنشاطات المجلس من أجل سوريا ديمقراطية”، واعتبرته “محاوراً رئيسياً للمعارضة مع المجتمع الدولي” . وأعلن البيان أن المؤتمر المقبل سيعقد في فرنسا .

وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء المؤتمر أن “83 دولة” شاركت، ما يدل على “اهتمام متزايد” بالقضية السورية . وقال إن المؤتمرين استمعوا خلال اجتماعهم إلى شهادات من أشخاص قدموا من أحياء بابا عمرو في حمص (وسط)، ومن محافظة حلب (شمال) ومن مناطق أخرى، وأضاف “ما سمعناه يشير إلى أن الوضع على الأرض مؤلم أكثر مما تصوره وسائل الإعلام العالمية” .

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أكد في كلمته خلال الاجتماع استمرار الجهود الدولية لتسوية الأزمة منذ انعقاد الاجتماع الأول في تونس، إضافة إلى جهود عنان والجامعة العربية، مشيراً إلى استمرار عمليات القتل في سوريا، وداعياً إلى العمل على الإنهاء الفوري لأعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا . وقال “ينبغي علينا تكثيف الجهود وتدارس كل الاحتمالات لتقديم الدعم للشعب السوري وترجمة الأقوال إلى أفعال، فلا يصح أن نتكلم إلا بعد أن نتأكد من أننا سننفذ لمناصرة هذا الشعب في إطار تطبيق النقاط الست الأولى لمبادرة الأمم المتحدة والجامعة العربية مع ضرورة التفكير بإرسال قوات دولية عربية أممية لحفظ السلام وإقامة أراض آمنة للشعب السوري، واتخاذ التدابير اللازمة من أجل إيصال المساعدات والإمدادات الإنسانية والطبية للمحاصرين، مع دعوة المجلس الوطني السوري للاستمرار في جهود توحيد الأطياف المعارضة الأخرى كافة، من أجل تحقيق النجاح” .

وشدد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه على ضرورة تحديد مهلة للنظام السوري لتطبيق خطة عنان . وقال للصحافيين على هامش المؤتمر “هناك خطر مراوحة الآن . نرى جيدا أن خطة النظام كسب الوقت، لذلك لا بد، إذا اتفقنا كلنا على الأمر، أن نحدد مهلة في الزمن” لتطبيق الخطة . وأشار إلى أنه يتوقع من عنان “أن يحدد رؤيته لسير المهمة” . وأضاف “إلا أن هذه المهمة لا يجب أن تطول إلى ما لا نهاية، يجب أن يكون لها أجل قريب، وإذا لم تؤد إلى نتيجة إيجابية لا بد من العودة إلى مجلس الأمن لبحث كل الخيارات المطروحة” .

وتابع جوبيه “بشار الأسد يحاول كسب الوقت ولا يطبق التعهدات التي التزم بها . المجازر تتواصل ولدينا شهادات من شخصيات سورية عدة فرت من البلاد” . وأعلن أن الدول الصديقة لسوريا ستنشئ مجموعة عمل تعمل على فرض عقوبات . و”من المقرر إنشاء مجموعة عمل من أجل العقوبات ستجتمع في باريس خلال 15 يوماً” .

ودعا أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي لإصدار قرار ملزم عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع، يقضي بوقف جميع أعمال العنف فوراً بشكل متزامن من الجميع . وقال في افتتاح أعمال المؤتمر إن “عنصر الوقت له الآن أولوية كبرى” .

وقالت بريطانيا إن تلكؤ الأسد في تنفيذ خطة عنان سيؤدي إلى مزيد من الضغط عليه في مجلس الأمن، وربما زيادة تمويل الحكومات الأجنبية للمعارضة السورية . ووجه وزير الخارجية وليام هيغ تحذيراً للأسد قبيل الانضمام إلى المؤتمر . وقال “قال نظام الأسد إنه قبل خطة عنان لكنه لم يفعل شيئاً حيالها . القتال مستمر، زيادة الدعم المالي للمعارضة ستكون إحدى عواقب لعب نظام الأسد بالوقت في تنفيذ مقترحات عنان” . وأضاف “إحدى رسائل هذا المؤتمر أنه سيكون من المهم تنفيذ خطة عنان وأن الفترة الزمنية لتحقيق ذلك ليست مفتوحة، ينبغي العودة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو زيادة التمويل للمعارضة” .

وقال هيغ إن المشاركين في اجتماع اسطنبول يناقشون شكل التمويل الذي يجب أن تحصل عليه المعارضة، مضيفا أنه لم يتقرر بعد ما إذا كان “تمويلاً ائتمانياً مثلما اقترحت بعض الحكومات” .

وأكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله تأييده للحل الدبلوماسي للأزمة في سوريا . وقال إن مثل هذا الحل وحده هو القابل للتطبيق على المدى الطويل . وأضاف “لا نريد أن تصبح دوامة العنف أكبر”، وأكد أهمية وضع جدول زمني لمثل هذا الحل الدبلوماسي، لكنه أعرب عن معارضته للمدد الزمنية التي يمكن أن تكون ذات أثر عكسي . وشدد على أن المعيار الوحيد لتقييم النظام السوري يتمثل في الأفعال وليس الأقوال، مشيراً إلى أن العنف “أمر لا يمكن احتماله” .

ودعا وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت المجتمع الدولي إلى تبني موقف موحد من الأزمة . وقال “إذا لم نتوحد فإننا سنقوض مبادرة عنان” . ودعا المعارضة إلى العمل على تبني وجهات نظر مشتركة، وأن تضم كل المجموعات .

من جهته، دعا وزير الخارجية المصري محمد عمرو المعارضة السورية للاجتماع عاجلاً في مقر الجامعة العربية في القاهرة، للاتفاق على رؤية موحدة، مؤكداً أن شرعية المعارضة لن تتحقق إلا بتوحيد صفوفها . وصرح المتحدث الرسمي باسم الخارجية عمرو رشدي بأن عمرو أكد أمام اجتماع أصدقاء سوريا أن مصر لم تشارك لتسجيل مواقف دعائية أو حتى أخلاقية، وإنما حضرت بهدف وحيد هو التوصل إلى صيغ عملية وواقعية للإيقاف الفوري لنزيف الدماء وتهيئة المناخ لتحقيق الانتقال السلمي في البلاد وحقن دماء المدنيين الأبرياء . وأضاف أن وزير الخارجية حدد 4 شروط لتهيئة المناخ اللازم لحل الأزمة، إعلان الدعم الكامل لتطبيق خطة عنان بما يؤدي لوقف العنف واستعادة الطابع السلمي لحراك الشعب السوري، والتحرك فوراً لبدء العملية السلمية، ومطالبة الجامعة العربية باستضافة اجتماع عاجل للمعارضة لتوحيد صفوفها والاتفاق على رؤية موحدة للتعامل مع الأزمة بما يكسبها الشرعية .

ودعا أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات وتدابير حاسمة وعاجلة لوقف آلة القتل والأعمال اللاإنسانية التي يقوم بها النظام السوري، والوقوف مع الشعب السوري ومساعدته للخروج من هذا الوضع المأساوي المتدهور، وحث المعارضة السورية على توحيد صفوفها لتمثيل الشعب بجميع أطيافه وتوجهاته . وقال في كلمته إن دول مجلس التعاون تأمل أن تتجاوب الحكومة السورية مع المساعي العربية والدولية لوقف نزيف الدماء الزكية وإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق وآلامه . وأضاف أن دول مجلس التعاون رحبت ودعمت ولا تزال مهمة عنان .

وأعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح تبرع دولة الكويت بمبلغ مليون دولار لإغاثة ومساعدة اللاجئين السوريين . وقال في كلمته إن “الكويت تؤكد دعمها الكامل وتأييدها للمساعي التي يبذلها المبعوث المشترك” . وأعرب عن الأمل في استجابة كاملة من النظام السوري لما ورد في خطة عنان لإنهاء حال القتل والعنف . وأشار إلى أن الأزمة دخلت عامها الثاني مخلفة آلاف القتلى والجرحى والنازحين رغم الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية لحمل النظام السوري على إيقاف مسلسل العنف، معرباً عن الأسف لعدم استجابة النظام للمطالب العربية والدولية في هذا الإطار .      (وكالات)

هيلاري: يخطئ الأسد إذا اعتقد أن بإمكانه هزيمة المعارضة

رأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد “يخطئ” إذا اعتقد أنه قادر على هزيمة المعارضة السورية . وقالت في مؤتمر صحفي في اسطنبول على هامش أعمال مؤتمر “أصدقاء سوريا”، “إذا واصل الأسد ما يفعل في عدم وقف العنف، فلا يرجح على الإطلاق أن يوافق” على تطبيق خطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان، التي سبق أن أعلن الموافقة عليها .

وأضافت “هناك مؤشر واضح إلى أنه يريد الانتظار ليرى إن كان تمكن من قمع المعارضة بالكامل” . وتابعت “أعتقد أنه يخطئ في اعتقاده ذلك، إن قراءتي للوضع هي أن المعارضة تزداد قوة وليس العكس” .

وكانت كلينتون سعت إلى تشديد العقوبات على سوريا ومحاسبة مسؤوليها، خلال مشاركتها في المؤتمر . وقالت في خطابها أمامه الذي وزعته الخارجية الأمريكية، إن الأسد يعود عن التزامه تطبيق خطة لحل الأزمة طرحها عنان . وأضافت “مضى نحو أسبوع واستنتجنا أن النظام يضيف وعوداً إلى لائحة الوعود الطويلة التي يخل بها” . ودعت إلى تشديد العقوبات والى دعم جهود المعارضة لقيام رؤية ديمقراطية وتعددية لسوريا المستقبلية . وأعلنت عن مساعدة إنسانية لسوريا بقيمة 12 مليون دولار، وأكدت أن واشنطن سترسل مساعدات أخرى على غرار معدات الاتصال لمساعدة “الناشطين على تنظيم صفوفهم وتجنب هجمات النظام والاتصال بالعالم” .

وقالت إن بلادها “ستدرب سوريين يعملون على توثيق الفظائع، والتعرف إلى المنفذين والحفاظ على الأدلة من أجل تحقيقات ومحاكمات مقبلة” . وأضافت “كفوا عن قتل مواطنيكم وإلا ستواجهون عواقب خطرة” . ودعت إلى تكثيف الضغط الناتج عن عقوبات فرضتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية وكندا والدول العربية وتركيا . ورحبت بموافقة المؤتمر على “تشكيل مجموعة عمل بشأن العقوبات لتنسيق وتوسيع نطاق عقوبات كل بلد وتعزيز تطبيقها” . وأكدت “علينا معاً أن نزيد من عزلة النظام ونقطع تمويله ونحد من قدرته على شن الحرب على شعبه” . وقالت إنها مع نظرائها الخليجيين الذين اجتمعوا معها في الرياض السبت، يحثّون عنان على وضع “جدول زمني للخطوات المقبلة” في حال عدم وقف الأسد سفك الدماء ونفذ خطة الحل .

وحثت كلينتون أعضاء الحكومة السورية على وقف العمليات التي تستهدف المدنيين وإلا سيواجهون “عواقب وخيمة” .

وقالت “رسالتنا يجب أن تكون واضحة لمن يعطون الأوامر ومن ينفذونها، توقفوا عن قتل مواطنيكم وإلا ستواجهون عواقب وخيمة” .      (وكالات)

تباين مواقف المعارضين من “أصدقاء سوريا”

طالبت المعارضة السورية مجموعة الاتصال الخاصة بسورية بصياغة تهديداتهم للنظام السوري “بصورة أكثر مصداقية” مما هي عليه الآن . وجاء في بيان للمجلس الوطني السوري قبل ساعات من بدء مؤتمر “أصدقاء سوريا” في اسطنبول، “عليكم أن تظهروا لهم أنهم لن يفلتوا من دون عقاب، كما عليكم أن تظهروا للناس الذين يعيشون في جحيم الهجمات أنهم لن يتركوا لهذا المصير” . وناشد المؤتمر إمداد المعارضين بوسائل مساعدة تكنولوجية حتى يتمكنوا من الاتصال، كما ناشد المؤتمر تقديم مساعدات إنسانية عبر “مناطق آمنة” للمتضررين من أعمال العنف .

وقالت المتحدثة باسم المجلس بسمة قضماني إن “الإمداد بالسلاح ليس خيارنا المفضل، فنحن نعرف أن الأمر ينطوي على مخاطر تصعيد تؤدي إلى حرب أهلية، لكننا لا يمكن أن نصبر على المذابح التي ترتكب بحق شعبنا” . وأضافت، أن القرار في النهاية في يد المجتمع الدولي .

ورأى تيار بناء الدولة السورية المعارض في الداخل، أن لا حاجة إلى مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري”، إلا بعد فشل مهمة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية . وقال إنه “لابد للدول التي رحبت بمبادرة كوفي عنان من أن تجسد هذا الموقف بشكل عملي من خلال تقديم كل الدعم الذي يطلبه عنان وفريقه، وقد تجسد مثل هذا الدعم بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 21-3-،2012 الذي عكس توافقاً دولياً أولياً يحتاج إليه أي حل للأزمة السورية” . وأضاف في بيان “نرفض رفضاً باتاً أن يتخذ المؤتمرون أي قرار من شأنه أن يصادر إرادة السوريين باختيارهم الوسائل النضالية في صراعهم لإسقاط النظام الاستبدادي، أو يصادر إرادتهم باختيار ممثليهم بشكل حر وديمقراطي” . وتابع “لا نقبل بأي شكل من الأشكال أن تتعدى مساعدة المجتمع الدولي لنضال شعبنا السوري في تحقيق حريته من الاستبداد وبناء دولته الديمقراطية ذات السيادة الكاملة، أن تتعدى تأمين المناخات المناسبة لتحقيق إرادته على أرضه وداخل حدوده” .

ورفض التيار العنف قائلاً “وبهذا، فإننا نرفض رفضاً مطلقاً أي قرار من شأنه تأجيج الصراع العنفي، مثل تسليح جهات مناوئة للسلطة، أو التعدي تحت أي مسمى على الأراضي السورية بطرق عسكرية، أو تعيين سلطات بديلة تحت مسمى ممثل شرعي للشعب السوري” . وطالب مؤتمر أصدقاء الشعب السوري ب”الدعم الجاد لمهمة عنان، وتقديم كل الدعم الإنساني للاجئين السوريين، لا أن تكتفي بتصويرهم، وأن تفتح حدودها للاجئين السياسيين” .          (وكالات)

ناشطة سورية تناشد واشنطن مساعدة المعارضين

ناشدت ناشطة سورية شابة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أمس، دعم المعارضين السوريين، وروت لها بعضا من أعمال العنف التي شهدتها في حمص .

وقالت ميديا داغستاني بعد لقائها كلينتون في اسطنبول مع عدد من قادة المعارضة السورية “أخبرت الوزيرة كلينتون أن النظام يواصل قصف حمص بهدف إخلائها من السكان، وأن مئات المدنيين يقتلون أو يصابون كل أسبوع” . وأضافت “أخبرتها أن الناس في حمص لا يجدون سبيلا للهرب لأن الأحياء التي يفرون إليها تتعرض بدورها للقصف، نحتاج دعما للجيش السوري الحر لأن القوة وحدها هي التي توقف أعمال القتل” . وطلبت تبني قضية اثنين من زملائها اعتقلتهما قوات الأمن السورية، هما نورا الجيزاوي وعلي عثمان اللذان اعتقلا بعد نشرهما صورا للأحداث خلال هجوم شنته القوات السورية على حي بابا عمرو في حمص .

وقالت إن نورا اعتقلت قرب دمشق قبل أربعة أيام بينما اعتقل عثمان في حلب (شمال) . وشارك رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون، وعماد الدين رشيد وهو إسلامي معتدل في الاجتماع مع كلينتون . (رويترز)

الجيش السوري الحر: نرحب بخطة عنان ولا وقف لعملياتنا قبل توقف القصف

أعلنت القيادة المشتركة “للجيش السوري الحر”، أمس، ترحيبها بخطة المبعوث الدولي كوفي عنان، مشددة على مواصلة القتال إلى أن تكف القوات النظامية عن قصف المدن . وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة في الداخل العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين، “نحن مع مبادرة الأمم المتحدة والجامعة العربية” . وأضاف “عندما يتوقف القصف على المدن وتنسحب الدبابات، نوقف القتال” .

وأوضح سعد الدين أن العمليات التي يقوم بها عناصر الجيش الحر “هي عمليات خاطفة، كر وفر ومهاجمة للحواجز الأمنية والشبيحة، وأحيانا نرصد القوات العسكرية التي تكون في طريقها لمهاجمة المدن والقرى ونستهدفها في الطريق” .

في تركيا، انتقد أمين سر المجلس العسكري للمعارضة النقيب عمار الواوي عدم تبني مؤتمر أصدقاء سوريا تسليح الجيش الحر . وقال “نريد من الحكام وقف القتل الفوري وليس اتخاذ قرارت سياسية تهدف إلى إطالة عمر النظام الذي يراوغ على الخطط والقرارات”، مضيفاً “هذا النظام لا يسقط إلا بالسلاح” . ووجه الشكر لمواقف تركيا والسعودية وقطر، مضيفاً “لكن حتى الآن لا تجاوب من المجتمع الدولي مع هذه الفكرة” . (أ .ف .ب)

إيطاليا تدعو المعارضة السوريّة للتماسك.. والأردن يشدّد على ضرورة دعم مهمة أنان

دعا وزير الخارجية الإيطالي جوليو ترزي قوى المعارضة السورية إلى “التماسك”، مشددًا على “ضرورة أن يكون لجميع قوى المعارضة السياسية (في سوريا) جدول أعمال مشتركاً وبطريقة متماسكة”.

الوزير الإيطالي، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان، أضاف: “مجلس الأمن الدولي في رأيي يجب أن يكون له عنصر إلحاح واضح حيال الوضع في سوريا، وأن يضع جدولاً زمنيًا من أجل تجنّب إعطاء (الرئيس السوري بشار) الأسد المزيد من الوقت من دون أن يتوقّف العنف”.

وأوضح ترزي، الذي وصل الى الأردن أمس الأحد في زيارة رسمية للمملكة تستغرق ثلاثة أيام برفقة الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو إنه “يجب أن يتوقف العنف الرهيب” في سوريا. وقال: “هناك دفعة قوية جدًا من جانب المجتمع الدولي لعزل نظام الأسد”، مشيرًا الى أن “ما يحدث في سوريا أمر غير مقبول تمامًا”.

من جانبه، قال جودة: “نحن بحاجة لدعم مهمة السيد (مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا) كوفي أنان، ونحن في الأردن نريد التوصّل إلى حل سياسي لهذه المشكلة، ولقد قلنا ذلك بوضوح”.

(أ.ف.ب.)

———-

فرنسا: للإفراج عن مسؤول المركز الصحافي للمعارضة في حمص

أعلن مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان ندال أن فرنسا تدعو إلى الافراج فورًا عن الصحافي السوري علي عثمان الذي كان مسؤولاً عن مركز صحافي للمعارضة في حي بابا عمرو في حمص، معتبرةً أن “حالته الصحية تثير قلقًا” وتعتبر حياته في “خطر”.

ندال، وفي حديث إلى الصحافيين، قال: “فرنسا تدين بشدة هذا الإعتقال، وعلى السلطات السورية احترام حرية الصحافة وحرية ممارسة الصحافيين مهنتهم”. وأضاف: “بهذا الاعتقال يبرهن النظام السوري مرةً أخرى أنه لا يحترم التزاماته، أن خطة (مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا) كوفي أنان التي زعم النظام أنه وافق عليها، تنص على إفساح المجال أمام دخول آمن للصحافة ووسائل الإعلام الدولية إلى الأراضي السورية”.

(أ.ف.ب.)

—————

المرصد السوري: النظام السوري يعتمد سياسة “المنازل المحروقة

‎إتهم مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن القوات السورية النظامية باعتماد “سياسة المنازل المحروقة” في المناطق التي تشهد احتجاجات وانشقاقات، مشيرًا، في حديث لوكالة “فرانس برس”، إلى أنّ المرصد سجّل “حالات حرق منازل لناشطين في الحراك الثوري أو لعناصر في المجموعات المسلحة المنشقة في درعا وحمص وريف حماة وجبل الزاوية في ريف إدلب”.

وفي هذا الإطار، إستبعد عبد الرحمن أن تكون هذه التصرفات فرديّة “لأنّها يوميّة وفي المناطق التي يجري اقتحامها كافة”، موضحًا أنّ حالات حرق المنازل المسجّلة لدى المرصد “بدأت قبل نحو ثلاثة أشهر، وارتفعت وتيرتها في شهري شباط وآذار”. كما لفت عبد لرحمن إلى أنّ “هذه العمليات تترافق في كثير من الأحيان مع نهب محتويات المنازل وتحطيم محتويات المحال التجاريّة التي يملكها ناشطون”، مضيفًا: “في بعض المناطق لم تسلم حتى الحيوانات العائدة لأصحاب هذه المنازل من الاستهداف والقتل”.

وفي هذا السياق، اعتبر عبد الرحمن أنّ هذه الانتهاكات “تعد نوعًا من أنواع العقاب الجماعي يقوم به النظام في المناطق التي تشهد احتجاجات”، مؤكدًا أنّها “ترقى لتكون جرائم ضد الإنسانيّة”.

(أ.ف.ب.)

———–

موسكو تنتقد مؤتمر اسطنبول..والأسد ينتظر “ضمانات” من أنان

“المجلس الوطني” إنتزع إقرارًا دوليًا بتمثيله “كل السوريين”..والنظام يرى “مرحلة جديدة مفصلية”

مع استمرار المجتمع الدولي على الدوران في دوامة عجزه الطوعي عن إيقاف النزيف السوري، لم يجد “أصدقاء الشعب السوري” بدًّا من التقدم خطوة باتجاه مقاربة ملف الأزمة السورية، فبادروا في مؤتمرهم الثاني باسطنبول إلى الإقرار بالمجلس الوطني السوري “ممثلاً شرعيًا لجميع السوريين” والمظلة الجامعة لسائر مكونات المعارضة السورية و”المحاور الرئيسي” باسمها أمام المجتمع الدولي، مطالبين في المقابل بـ”تحديد جدول زمني” لتنفيذ النظام السوري موجبات خطة الموفد الدولي العربي كوفي أنان على قاعدة أنّ “الحكم سيكون على أفعال هذا النظام لا على وعوده.. والفرصة المتاحة لتنفيذ تعهداته أمام أنان ليست مفتوحة إلى ما لا نهاية”.

وبانتظار دورته التالية في فرنسا، وإن لم ترتقِ مقررات مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” في اسطنبول إلى طموحات المعارضة السورية في “دعم وتسليح الجيش السوري الحر” لتمكينه من الدفاع عن النفس في ومواجهة آلة النظام العسكرية والأمنية، غير أنّ رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون رأى أن ما خلص إليه مؤتمر اسطنبول شكّل “خطوة ثانية” بعد المؤتمر الأول في تونس، على طريق “مساعدة الشعب السوري في تحقيق هدفه في التخلص من نظام بشار الأسد”، الذي لفت إلى أنه أصبح “غير شرعي وسلطته غير شرعية، من حق الشعب السوري مقاومتها” وذلك بعد اعتراف ممثلين عن 83 دولة بالمجلس الوطني “ممثلاً شرعيًا” للشعب السوري و”محاورًا رئيسيًا” مع المجتمع الدولي.

أما على الضفة الدولية المؤيدة للنظام السوري، وفي حين كانت السلطات الروسية تعتقل 55 شخصًا من ناشطي المعارضة وتغلق المداخل المؤدية إلى “الساحة الحمراء” قرب مقر الرئاسة في موسكو منعًا لتظاهر معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. أصدرت وزارة الخاجية الروسية بيانًا إنتقدت فيه مقررات مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” التي رأت فيها “نوايا تتناقض بشكل لا جدل فيه مع أهداف تسوية سلمية للنزاع” في سوريا، معربةً في هذا السياق عن أسفها للطابع “الأحادي” للاجتماع في اسطنبول ربطًا بعدم تمثل النظام السوري فيه، مع تجديد تأكيد موسكو على “أولوية تطبيق خطة الموفد الأممي العربي كوفي أنان لوقف العنف” في سوريا.

وعلى صعيد موقف النظام السوري، أكد مصدر مقرّب من مركز القرار في دمشق لـ”NOW Lebanon” أنّ “القيادة الروسية تعلم أنّ الخطوات التي تطالب سوريا بتنفيذها، منها ما يمكن تنفيذه ومنها ما لا يمكن تنفيذه”، مشددًا في الوقت عينه على أنه “بغض النظر عن ذلك سيبقى الموقف الروسي ثابت تجاه سوريا، وخصوصًا لناحية رفض موسكو أية مبادرة لحل الأزمة السورية خارج إطار التفاوض مع القيادة السورية”.

وإذ رأى أنّ “روسيا تساعد على إزالة العراقيل التي تعترض الحل تحت سقف الدولة السورية، وهي قد عملت في هذا الإطار على إسقاط المبادرة العربية”، أوضح المصدر المقرب من مركز القرار في دمشق أنّ “موسكو تعمل على إنضاج التسوية على “نار هادئة”، وقد تمكنت من وضع “خطوط حمر” أمام إنتاج أي مقاربة دولية للأزمة لا ترتكز على محاورة القيادة السورية”، معربًا عن اعتقاده في ضوء ذلك بأنّ “سوريا دخلت مرحلة جديدة تجاوزت من خلالها مرحلة الخطر بعدما أثبت النظام قوّته على الأرض”.

إلا أنّ المصدر نفسه الذي أقرّ بأنّ هذه المرحلة الجديدة هي “مرحلة مفصلية” في سوريا، لفت في المقابل إلى أنّ موافقة القيادة السورية على خطة الموفد الدولي العربي كوفي أنان، إنما أتت في ظل “أجواء ساعدت موسكو على بلورتها، فكان أن تبلّغ أنان هذه الموافقة من سوريا بتشجيع روسي من منطلق رغبة موسكو في إعطاء أنان “أوراق في يده” تمكّنه من الإستمرار في العمل على إيجاد حل سياسي مع الحكومة السورية يقطع الطريق على محاولات فرض مشاريع أحادية في مقاربة الأزمة السورية”، مشيرًا إلى أنّ “سوريا شددت أمام أنان على عدم إمكانية إطلاق حوار سياسي لحل الأزمة في ظل استمرار وجود المسلحين في عدد من المناطق السورية، وطالبت بالعمل على إقناع المسلحين بتسليم سلاحهم للحكومة السورية أو حتى للمراقبين الدوليين في مقابل تعهد القيادة السورية بإصدار عفو عام يشمل هؤلاء”.

وردًا على سؤال، أكد المصدر المقرب من مركز القرار في العاصمة السورية أنّ “دمشق ترفض أن يُشكّل عمل المراقبين في سوريا “خطوط تماس” أو حدودًا فاصلة بين القوات النظامية والجهات المسلحة”، موضحًا أنّ “القيادة السورية أبدت، في استيضاحاتها الموجهة إلى أنان، تمسّكها بحق بسط سيادتها على كامل الأراضي السورية، وسألت عن الجهة الضامنة لعدم استحواذ المسلحين على المناطق التي يقوم الجيش السوري بالإنسحاب منها، فكان جواب أنان أنه يتفهم دواعي هذه الإستفسارت وسيعمل على تأمين تطمينات وضمانات دولية في سبيل تنفيذ خطته، وعلى هذا الأساس أعلنت سوريا موافقتها على هذه الخطة لكي تكون بمثابة “إعلان حسن نوايا” بانتظار ما سيحمله أنان من ضمانات خلال زيارته المقبلة إلى دمشق”.

——–

عشرات القتلى واقتحامات بسوريا

أفادت لجان التنسيق المحلية بأن ما لا يقل عن ثلاثين شخصا قتلوا اليوم، معظمهم في إدلب وحمص وريف حلب. وقال ناشطون إن اشتباكات مسلحة دارت بين الجيش النظامي وعناصر من الجيش الحر في مدينة دير الزور، في حين استمر قصف أحياء حمص ومناطق في إدلب ودرعا وريف العاصمة دمشق.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن خمسة قتلى سقطوا في دير بعلبة بحمص بالإضافة إلى عدد من الجرحى، وأضافت الهيئة أن قصفا عنيفا على مدينة القصير في حمص أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى بينهم طفل إضافة لعدد من الجرحى. كما استمر القصف على حي الخالدية وسط انفجارات عنيفة هزت الحي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة مقتل أربعة مدنيين وخمسة منشقين وجندي في ريف إدلب في حين قتل جنديان في انخل ومدني في حلب.

وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة نور الدين العبدو في إدلب لوكالة الصحافة الفرنسية إن “القوات النظامية قصفت اليوم قريتي دير سنبل وفركية بأكثر من ثلاثين قذيفة واقتحمت قرية المغارة بالدبابات وعربات الجند ونفذت حملة مداهمات وتفتيش وإحراق للمنازل واعتقال عدد من الشبان”.

وأضاف “أطلقت القوات النظامية نيرانها بكثافة على المنازل في بلدة حاس بشكل عشوائي وعنيف، ونفذت فيها حملة اعتقالات واسعة وهدمت وأحرقت أكثر من 12 منزلا”.

ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في الأحراش قبالة خربة الجوز التابعة لمدينة جسر الشغور، وذلك لدى محاولة القوات النظامية اقتحام مناطق يتحصن بها المنشقون، وفقا للمرصد.

وبدأ الجيش السوري حملته العسكرية على مناطق محافظة إدلب مطلع مارس/آذار الماضي بعد سيطرته على حي بابا عمرو في مدينة حمص.

مدينة داعل (الجزيرة)

اقتحام داعل

وفي ريف درعا، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن القوات النظامية نفذت عمليات دهم وتخريب لعشرات المنازل تابعة لنشطاء في داعل، وسط عمليات اعتقال واسعة.

وقال ناشطون إن عشرات القذائف انهمرت على مدينة داعل، في وقت توجد فيه قوات مدعومة بما لا يقل عن خمسين دبابة حاليا على مشارف المدينة تمهيدا -على ما يبدو- لاقتحامها.

وكانت مدينة داعل شهدت الأسبوع الماضي قتالا عنيفا بين المعارضين والقوات الحكومية.

وفي مدينتيْ الزبداني وحرستا بمحافظة ريف دمشق، دوت طلقات أسلحة آلية في ساعة مبكرة من صباح اليوم، في الوقت الذي اشتبكت فيه عناصر من الجيش السوري الحر مع وحدات من الجيش النظامي.

قتل المارة

وفي المقابل، أصيب اليوم عنصران من قوات حفظ النظام السورية في انفجار عبوة ناسفة أمام مركز شرطة المرجة بوسط العاصمة السورية دمشق.

وقال مصدر سوري مطلع ليونايتد برس إن عبوة ناسفة انفجرت أمام مركز شرطة المرجة، مما أدى إلى إصابة العنصرين بجروح، وتضرر سيارات ومحلات تجارية في المنطقة.

وفي السياق، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه تم إلقاء القبض على “عدد من المسلحين”، وضبط “كمية كبيرة من الأسلحة المختلفة” في مدينة دوما بريف دمشق.

ومن جهتها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 275 حالة استخدم فيها رصاص القناصين لقتل المارة دون تفريق بين طفل أو كهل أو امرأة أو عاجز.

وأشارت الشبكة إلى ارتفاع معدل الإصابات برصاص القناصين خلال الأشهر الخمسة الماضية ارتفاعا كبيرا، ولم يعد المتظاهرون هدف القناصين الوحيد، فسائقو سيارات الأجرة التي يفترض أن تجول في الشوارع أصبحوا كذلك هدفا، وكل شيء يتحرك في شوارع مدينة حمص أصبح هدفاً لقناصي النظام.

————-

روسيا: أصدقاء سوريا لا يخدم التهدئة

قالت روسيا إن خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان تخضع لتقييم مجلس الأمن وليس لاجتماع أصدقاء الشعب السوري الذي انعقد أمس، مشيرة إلى أن مخرجات المؤتمر تتناقض ووقف العنف بسوريا، قبل ساعات من تقديم أنان بيانا أمام المجلس بشأن الخطة.

وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن كوفي أنان يحمل تفويضا من الأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس الأمن هو الذي يقيم سير الخطة وتنفيذ المقترحات الواردة فيها.

ومن جهتها اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري يتناقض مع مطلب الوصول إلى وقف للعنف الدائر في سوريا.

وأضافت في بيان أن أي وعد أو نية لتقديم دعم عسكري مباشر للمعارضة السورية المسلحة يتعارض مع أهداف التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع في سوريا.

وبدورها نقلت قناة “روسيا اليوم” عن نائبة مدير دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن المؤتمر تضمن تصريحات تتعارض مع أهداف التسوية السلمية للأزمة في سوريا ومن بينها الإعلان عن نوايا لتقديم دعم مباشر للمعارضة السورية المسلحة بما في ذلك دعم عسكري ولوجيستي.

وأعربت زاخاروفا عن قناعتها بأن الاتجاه الرئيسي في الجهود الرامية إلى تسوية النزاع في سوريا يتمثل في تنفيذ خطة المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا كوفي أنان، مشددة على أن الهدف الأهم في الوقت الراهن هو وقف إطلاق النار وأعمال العنف في سوريا مهما كان مصدرها، وبدء حوار شامل بين السوريين لإيجاد حلول مقبولة للجميع، وليس التحريض على نزاع داخلي في صفوفهم.

سير الخطة

ومن المقرر أن يطلع أنان اليوم مجلس الأمن على سير خطته، وما إذا كان هناك أي تقدم بشأن مقترحاته لوقف العنف التي قبلتها دمشق ولكن لم تنفذها بعد.

ويقول دبلوماسيون في المجلس إنه إذا أشار المبعوث إلى حدوث تقدم فإنه يمكن بدء العمل بشأن قرار لإرسال ما بين 200 و250 مراقبا من المنظمة الدولية إلى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار.

مؤتمر أصدقاء سوريا طالب بوضع جدول زمني لخطة وقف العنف بسوريا (الفرنسية) وكانت الدول المشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري -الذي يضم 83 دولة بينها بلدان غربية وعربية- حذرت الرئيس السوري بشار الأسد من تأخير قبول خطة أنان لوقف حملته على الاحتجاجات ضده المستمرة منذ أكثر من عام، ودعت المبعوث الأممي والعربي إلى وضع جدول زمني لتحديد الخطوات المقبلة بما في ذلك العودة إلى مجلس الأمن إذا استمرت عمليات القتل.

ولم تشر مجموعة أصدقاء سوريا إلى دعم أو تسليح الجيش السوري الحر، لكنها قالت إنها ستواصل العمل بشأن تدابير إضافية لحماية الشعب السوري.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمام المؤتمر إن حكومتها تقدم “معدات اتصالات لتسمح للنشطاء بتنظيم أنفسهم وتجنب هجمات النظام والاتصال بالعالم الخارجي”، مضيفة أن بلادها تبحث مع شركائها الدوليين أفضل طرق لتوسيع هذا الدعم.

استمرار القتل

وبدوره قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إنه من غير المعقول الاستمرار في الحديث عن السلام في ظل عمليات القتل التي يقوم بها النظام السوري، مضيفا أن ألاعيب النظام السوري في شراء الوقت ينبغي ألا تنطلي على أحد.

وطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المجتمع الدولي بوضع آليات واضحة وصريحة لدعم الشعب السوري، وقال إن الأسرة الدولية لن يكون أمامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم إنْ لم يتحرك مجلس الأمن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا.

ورحب المؤتمرون بوثيقة العهد الوطني لسوريا التي صدرت عن اجتماع المعارضة الأخير في إسطنبول. ودعا المؤتمر إلى مواصلة سحب السفراء من سوريا وتخفيض التمثيل الدبلوماسي وحرمان النظام السوري من الحصول على وسائل القمع خاصة التزود بالسلاح.

كما دعا لتشكيل مجموعتي عمل، واحدة لتفعيل العقوبات المفروضة على النظام تستضيف فرنسا أول اجتماع لها الشهر الجاري، وأخرى ترأسها ألمانيا والإمارات لدعم الاقتصاد السوري.

وفيما يتصل بالجانب الإنساني طالب المؤتمر بالسماح لكافة منظمات الإغاثة الإنسانية بدخول سوريا وإقامة هدنة إنسانية لتوصيل المساعدات.

——————

رئيس الصليب الأحمر يزور سوريا

يصل رئيس اللجنة الدولية  للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرجر اليوم الاثنين إلى سوريا في زيارة  تستغرق يومين يستهلها بإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين السوريين، ومن بينهم وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ووزير الداخلية اللواء محمد الشعار ووزير الصحة الدكتور وائل الحلقي.

وذكر بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن المباحثات تركز على الوضع من الناحية الإنسانية في المناطق المتضررة من الاضطرابات، وعلى جهود اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى والجرحى والنازحين.

وصرح كيلنبرجر “أنا مصمم على أن أرى اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري يوسعان حضورهما ونطاق أنشطتهما للاستجابة لاحتياجات المستضعفين. وستكون هذه المسألة عنصرا رئيسيا في المباحثات التي سأجريها مع المسؤولين السوريين”.

وشدد على أنه سيثير موضوعين مهمين آخرين هما “مسألة زيارة جميع أماكن الاحتجاز، فزيارات الأشخاص المحتجزين تظل تشكل أولوية بالنسبة إلينا وسأناقش أيضا التدابير العملية لتنفيذ مبادرتنا المتمثلة في وقف القتال مدة ساعتين يوميا”.

وأكد أن وقف العمليات العدائية يوميا أساسي لإجلاء الجرحى وإيصال المساعدات إذا ومتى احتدم القتال.

وحسب البيان، سيزور كيلنبرجر “مناطق متضررة من القتال كي يقف على الوضع مباشرة ويشاهد بأم عينه العمل الذي تنجزه كل من اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري على الأرض”.

وكان رئيس اللجنة الدولية التقى الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته دمشق في سبتمبر/ أيلول الماضي، كما قام بزيارة موسكو في 19 مارس/ آذار الماضي لطلب دعم من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول موضوع الهدنة الإنسانية.

—————-

الفاتيكان في مؤتمر استانبول: الحوار وليس العنف في سوريا

الفاتيكان (2 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال المراقب الفاتيكاني لدى جامعة الدول العربية المونسنيور مايكل فيتزجيرالد “أجدد نداء البابا بندكتس السادس عشر للشعب السوري لإعطاء الأولوية لمسيرة المصالحة والحوار والالتزام بالسلام” حسب قوله

وفي بيان له من استانبول المتواجد فيها منذ أمس الأحد للمشاركة في المؤتمر الثاني لمجموعة أصدقاء سوريا، أضاف المونسنيور فيتزجيرالد الذي يشغل منصب القاصد الرسولي في القاهرة أيضا، إن هناك “زيادة عشوائية لإعمال العنف”، مسلطا الضوء على “الاستخدام العشوائي القوة والذي لم يستثن المناطق الآهلة بالسكان، مما تسبب بخسائر في الأرواح بين المدنيين”، مشددا على أن “ما يجب تجنبه بأي ثمن هو منطق العنف الذي يولد مزيدا من العنف” وفق تأكيده

ووفقا للمراقب الفاتيكاني لدى جامعة الدول العربية، فإنه “لا يمكن إغفال أهمية الالتزام الذي يجب تكريسه للمساعدات الإنسانية”، فـ”يجب تأمين الوصول الفوري وغير المحدود لجميع الأشخاص المحتاجين”، مشيرا في هذا السياق إلى أن “القيام بذلك يتطلب التعاون مع المنظمات الإنسانية على الصعيدين المحلي والدولي”، مؤكدا أن “السوريين يتقاسمون القيم المشتركة ذاتها في الكرامة والعدالة بغض النظر عن العقيدة أو العرق”، ومن المهم أن “أن لا يغفل الشعب السوري عن هذا التراث في محاولة تلبية التطلعات المشروعة لمختلف فئات الشعب” حسب قوله

وخلص المونسنيور فيتزجيرالد إلى القول إنه “في هذا السياق يجب على احترام جميع أماكن العبادة أن يمتلك أهمية كبيرة”، منوها بأن “سوريا لا تقل عن أي دولة أخرى من ناحية كونها عضوا في الأسرة الدولية”، وختم بالقول “وبالتالي فلدى المجتمع الدولي الحق بالقلق من ناحية السلام والاستقرار في المنطقة” على حد تعبيره

—————-

مصادر الأمم المتحدة تقول إن عنان حدد العاشر من الجاري لإيقاف العنف في سوريا

كشف دبلوماسي في منظمة الأمم المتحدة أن المبعوث الدولي كوفي عنان قد حدد العاشر من شهر أبريل/نيسان الجاري كموعد نهائي للامتثال لبنود خطته ذات النقاط الست، والتي تدعو لوضع حد لأعمال العنف في سوريا.

وقد جاء كلام عنان خلال جلسة استماع لمجلس الأمن الدولي الاثنين استمع خلالها لعرض قدمه المبعوث المشترك للأمم المتحدة وللجامعة العربية إلى سوريا حول التقدم الذي أحرزته خطة السلام التي اقترحها على القيادة السورية قبل أيام.

ونقل الدبلوماسي عن عنان قوله إنه مستعد لإعطاء حكومة الرئيس السوري بشار الأسد قليلا من الوقت لإيقاف العنف في البلاد.

وقال الدبلوماسي إنه استمع إلى العرض الذي قدمه عنان أمام مجلس الأمن حول الوضع في سوريا، لكنه طلب عدم الكشف عن هويته “لأن الجلسة كانت مغلقة”.

وقبيل انعقاد الجلسة، أدلى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروغ، بتصريحات قال فيها “إن خطة عنان ستخضع لتقييم مجلس الأمن وليس لمجموعة أصدقاء سوريا”.

ونُقل عن لافروف، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في يريفان عاصمة أرمينيا، قوله: “كوفي عنان يحمل تفويضا من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي سيقيِّم من يجب عليه تنفيذ مقترحاته وكيفية ذلك.”

مراقبون دوليون

على صعيد آخر، أكدت مصادر دبلوماسية لمراسل بي بي سي في دمشق، عساف عبود، أن وفداً من الأمم المتحدة سيزور سوريا في غضون اليومين المقبلين لبحث سبل تطبيق خطة عنان.

وقالت المصادر إن “الأمانة العامة للأمم المتحدة أبلغت سوريا أن وفداً من إدارة عمليات حفظ السلام سيصل إلى دمشق خلال الـ 48 ساعة المقبلة للبحث في البروتوكول الناظم لعمل المراقبين الدوليين في سوريا.”

وأوضحت المصادر أن الوفد سيبحث مع السلطات السورية آلية عمل المراقبين وعددهم، كما سيتم تأسيس فريق عمل للتواصل معهم وتوفير كل ما يلزم من أجل إنجاح مهمتهم تمهيداً لتوقيع بروتوكول تعاون بين الجانبين، والبدء عملياً في تنفيذ خطة عنان.

يُذكر أن مصادر في الأمانة العامة للأمم المتحدة كانت قد تحدثت في وقت سابق عن إرسال مراقبين غير مسلحين إلى سورية يتراوح عددهم ما بين 50 و200 مراقب.

“أصدقاء سوريا”

وكان لقاء مجموعة “أصدقاء سوريا”، الذي عقد في اسطنبول الأحد وشاركت فيه 83 دولة، قد أصدر بيانا قال فيه “إن الفرصة المتاحة أمام الرئيس السوري بشار الأسد لتنفيذ الالتزامات التي اتفق عليها مع أنان ليست مفتوحة الى أجل غير مسمى”.

ودعا المشاركون في المؤتمر إلى وضع جدول زمني لتنفيذ خطة عنان لتسوية الأزمة السورية سياسيا.

إلا أن السعودية وقطر أعلنتا خلال المؤتمر أنهما ستدفعان رواتب لعناصر “الجيش السوري الحر” الذي يقاتل الجيش النظامي وقوى الأمن السورية في الداخل.

وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن عنان سوف يطلع مجلس الأمن أيضا على النتائج التي أفضى إليها مؤتمر”أصدقاء سوريا” في اسطنبول الأحد.

قنبلة صوتية

أمنيا، قالت قناة الإخبارية التلفزيونية السورية إن قنبلة صوتية انفجرت الاثنين في مركز العاصمة دمشق، ما سبب إصابات وأضرارا مادية.

وقالت القناة إن “القنبلة انفجرت بالقرب من فندق كندا، ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح طفيفة، ووقوع أضرار مادية في عدد من المحال التجارية في المنطقة”.

كما أفاد شاهد عيان بأن “عبوة ناسفة انفجرت صباح الاثنين في حي المرجة، في مركز العاصمة السورية، ما أسفر عن سقوط جرحى.

وقال شاهد عيان آخر إن “عبوة انفجرت بالقرب من مقسم شرطة المرجة”، مضيفا أنه شاهد “سيارات الإسعاف وهي تهرع إلى مكان الانفجار”.

حملة عسكرية

من ناحية أخرى، قال ناشطون معارضون للنظام السوري إن قوات الجيش النظامي تواصل حملة عسكرية وأمنية على قرى جبل الزاوية في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد، مشيرين إلى أن عددا من الأشخاص قتل وجرح آخرون.

وقال نور الدين العبدو، عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب لوكالة فرانس برس للأنباء إن القوات النظامية قصفت الاثنين “قريتي دير سنبل وفريكة في القسم الشرقي من جبل الزاوية بأكثر من ثلاثين قذيفة”.

وأضاف: “لقد اقتحمت القوات النظامية قرية المغارة في جبل الزاوية بالدبابات وعربات الجنود ونفذت حملة مداهمات وتفتيش وإحراق للمنازل واعتقال عدد من الشبان”.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره العاصمة البريطانية لندن، إن قصف القوات النظامية لقريتي حاس ودير سنبل أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 11 بجروح.

وأضاف أن القوات السورية “أحرقت منازل ثمانية مواطنين متوارين عن الأنظار واعتقلت العشرات” في حاس.

وتقول تقديرات المرصد المذكور إن أعمال العنف المستمرة منذ أكثر من عام في سوريا أسفرت حتى الآن عن مقتل 10108 شخصا، منهم 7306 مدنيين و2802 عسكريا، من بينهم 554 منشقا.

تعزيزات أمنية

من جانبها، ذكرت صحيفة الوطن، المقربة من الحكومة السورية، في عددها الصادر الاثنين أن القوات النظامية السورية عززت تواجدها في المنطقة الواقعة بين مدينتي دركوش وسلقين في محافظة إدلب المحاذية للحدود مع تركيا، حيث نشرت عددا كبيرا من عناصر حرس الحدود والهجانة.

ونقلت الصحيفة عن “مصدر مسؤول” قوله “إن هذه التعزيزات تهدف إلى ضبط الحدود ووقف عمليات التسلل والتهريب على طول الشريط الحدودي.”

وقال إن معظم حالات تسلل المجموعات المسلحة والتهريب من الأراضي التركية إلى سوريا تحولت من منطقة جسر الشغور إلى منطقة حارم نتيجة الملاحقة الأمنية المشددة للمجموعات المسلحة هناك، خصوصا في بلدتي الجانودية وعين البيضا الحدوديتين.”

في غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية في دمشق إن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاكوب كيلنبرغر، سيقوم بزيارة لسوريا الثلاثاء يلتقي خلالها وزراء الخارجية والداخلية والصحة في الحكومة السورية.

وقالت المصادر أيضا إن كلينبرغر سيلتقي أيضا رئيس الهلال الأحمر السوري، عبد الرحمن العطار، مشيرة إلى أن الزيارة تأتي في سياق التواصل مع الحكومة السورية حول الأوضاع الإنسانية في المناطق التي شهدت أعمال عنف، بالإضافة إلى بحث آليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

دول الخليج تدفع رواتب للمقاتلين المعارضين للنظام السوري

يهدف التمويل كذلك الى تشجيع انشقاق القوات السورية عن الجيش الرسمي

اعلن المجلس الوطني السوري المعارض ان المقاتلين ضد حكومة الرئيس السوري بشار الاسد سيحصلون على رواتب شهرية.

كما ستدفع اموال للجنود الذين ينشقون عن الجيش الرسمي، حسب ما اعلن المجلس خلال قمة “اصدقاء الشعب السوري” في تركيا.

وقالت وفود المؤتمر ان دول الخليج الغنية ستوفر ملايين الدولارات شهريا للمجلس الوطني السوري المعارض.

وكان اجتماع اسطنبول اعترف بالمجلس الوطني “ممثلا شرعيا” للسوريين.

وقال رئيس المجلس الوطني برهان غليون امام المؤتمر: “سيتولى المجلس الوطني السوري دفع رواتب ثابتة لكل الضباط والجنود وكل من ينتمون للجيش السوري الحر”.

ويقول مراسل بي بي سي في اسطنبول جوناثان هيد ان قرار دفع رواتب للمقاتلين المعارضين خطوة هامة من جانب المجلس الوطني السوري في اطار الاعتراف بالدور الذي تلعبه العمليات المسلحة ضد النظام في الحملة للاطاحة بالرئيس الاسد.

وقالت واحدة من قيادات المجلس الوطني في مقابلة مع بي بي سي انها تأمل في ان تساعد زيادة الاموال المدفوعة في توحيد اجنحة الجيش السوري الحر في قوة قتالية مشتركة وتشجع المزيد من الجنود على الانشقاق عن الحكومة.

وكانت بعض الدول في المؤتمر، خاصة السعودية، تدفع باتجاه مزيد من تسليح وتمويل المعارضة السورية، الا ان دولا اخرى، كامريكا وتركيا، تخشى من ان يؤدي ذلك الى حرب اهلية واسعة النطاق.

ولن يسعد قرار تولي المجلس الوطني مسؤولية كل التمويل كل جماعات المعارضة، ولا حتى يسعدهم الاعتراف بالمجلس كممثل شرعي.

———–

عنان يطلب من مجلس الامن اقرار مهلة بشأن خطة السلام في سوريا

الامم المتحدة (رويترز) – قال مبعوثون يوم الاثنين ان كوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية طلب من مجلس الامن الدولي دعم إقرار مُهلة لسوريا تنتهي في العاشر من ابريل نيسان لتطبيق خطته للسلام جزئيا على أن يأتي الوقف الكامل لاطلاق النار في غضون 48 ساعة من المهلة.

وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة لرويترز مشترطين عدم الكشف عن أسمائهم ان عنان أبلغ مجلس الأمن في جلسة مُغلقة أن سوريا وافقت على فكرة تحديد هذه المهلة التي ستتضمن وقف نقل قوات الى المراكز السكنية وسحب الأسلحة الثقيلة وبدء سحب القوات.

(اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

———-

استمرار العنف في سوريا رغم تعهد الاسد بوقف اطلاق النار

بيروت (رويترز) – قصفت القوات السورية أهدافا للمعارضة في مدينة حمص يوم الاثنين على الرغم وعد الرئيس بشار الاسد للمبعوث الدولي للسلام كوفي عنان بوقف اطلاق النار وسحب الدبابات والمدفعية.

ومن المقرر أن يبلغ عنان مجلس الامن الدولي في نيويورك في وقت لاحق يوم الاثنين بما اذا كان قد شاهد اي تقدم نحو تنفيذ خطته للسلام التي ناقشها مع الاسد في دمشق في العاشر من مارس اذار.

وقال الناشط المعارض وليد فارس من داخل حمص “ما اشبه الليلة بالبارحة او اليوم السابق لها… قصف وقتل.”

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان 70 شخصا قتلوا يوم الاحد بينهم 12 مدنيا من جراء القصف ونيران القناصة في حمص.

وأضاف أن 19 جنديا و12 من مقاتلي المعارضة قتلوا في الاشتباكات.

وتابع أن خمسة قتلوا يوم الاثنين في محافظة حمص بوسط البلاد. وقال ان قنبلة انفجرت في كشك في حلب ثاني اكبر مدن بسوريا مما أسفر عن مقتل صاحبه وهو مؤيد للاسد. وقتل اثنان على الاقل وأصيب ثمانية حين قصف الجيش قرى في محافظة ادلب بشمال البلاد والمتاخمة لتركيا.

وقال مسؤولون أتراك ان اللاجئين يعبرون الحدود بمعدل نحو 400 يوميا. ولجأ اكثر من 40 الف سوري لدول مجاورة منذ تفجرت الاضطرابات العام الماضي وفقا لارقام الامم المتحدة.

وتتعرض المناطق الموالية للمعارضة في حمص لهجوم من القوات الحكومية منذ اوائل فبراير شباط ما جعل المدينة رمزا للانتفاضة كما حفز هذا الجهود الدولية لوقف اراقة الدماء.

وطلب عنان من الاسد الاسبوع الماضي وقف العمليات العسكرية فورا وقال مقاتلو الجيش السوري الحر انهم سيوقفون اطلاق النار اذا سحبت الحكومة الاسلحة الثقيلة من المدن.

لكن الاسد قال ان عليه الحفاظ على الامن في المناطق الحضرية.

وقال فارس “يبدو أن الحكومة فهمت خطة كوفي عنان بالعكس… طلب عنان سحب الدبابات وهم يأتون بالمزيد. طلب وقف القصف فزادوا القصف.”

وتقول الامم المتحدة ان قوات الجيش والامن السورية قتلت ما يزيد عن تسعة الاف شخص على مدى الاشهر الاثني عشر الماضية. وتقول دمشق ان المتمردين قتلوا ثلاثة الاف من أفراد الجيش والشرطة.

وينحي الاسد باللائمة في الاضطرابات على “ارهابيين” مدعومين من الخارج وطرح برنامجا اصلاحيا رفضه المعارضون له في الداخل والخارج.

وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء اليوم أن خطط اجراء الانتخابات في السابع من مايو ايار ستمضي قدما وان السوريين سيتمكنون خلالها من اختيار من يرونه مناسبا ليمثلهم.

ومن غير المرجح أن يوقف هذا الجهود الدولية لازاحة الاسد.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في اسطنبول يوم الاحد ان حكومة الاسد لديها قائمة طويلة من الوعود التي حنثت بها وستواجه عواقب وخيمة اذا لم تتوقف عن استهداف المدنيين.

وأضافت أن الولايات المتحدة ستمد المعارضة بأجهزة اتصالات وتبحث توسيع نطاق الدعم مع حلفائها.

غير أن واشنطن لم تظهر استعدادا يذكر لتسليح المعارضين وتدعم خطة عنان في الوقت الحالي.

واذا تعثرت خطة عنان فقد تشمل الخطوات التالية من جانب المجتمع الدولي العودة الى مجلس الامن لاصدار قرار صارم وزيادة الضغط على حليفتي الاسد روسيا والصين لتشديد موقفيهما من دمشق.

ويقول دبلوماسيون انه اذا أشار عنان الامين العام السابق للامم المتحدة والحاصل على جائزة نوبل الى احراز تقدم فمن الممكن أن يبدأ العمل على اعداد مشروع قرار لارسال ما بين 200 و250 مراقبا غير مسلح من الامم المتحدة الى سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار في نهاية المطاف.

وحضر وزراء من الولايات المتحدة واوروبا ودول عربية اجتماع اصدقاء سوريا في اسطنبول يوم الاحد وقالوا انه لم يعد امام الاسد الكثير من الوقت لتنفيذ ما وعد به عنان ويشمل ذلك وقف اطلاق النار وسحب القوات من المدن والسماح بدخول المساعدات الانسانية.

وتركوا لعنان تحديد جدول زمني او طبيعة الاجراء الذي سيتخذ اذا استمر العنف.

وغابت روسيا والصين عن الاجتماع مما يعبر عن انقسام رد الفعل الدولي على الازمة السورية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاثنين ان خطة عنان ينبغي أن تخضع لتقييم مجلس الامن وليس “أصدقاء سوريا”.

ونقلت عنه وكالة انترفاكس للانباء قوله “مجلس الامن سيقيم من يجب عليه تنفيذ مقترحاته وكيفية ذلك.”

ولم يتطرق اجتماع اسطنبول الى تسليح الجيش السوري الحر المعارض وهو ما تدعو اليه بعض دول الخليج.

واعترف الاجتماع بالمجلس الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا لكل السوريين لكنه لم يمنحه اعترافا كاملا مما يعكس غياب وحدة المعارضة التي تضم نشطاء مدنيين ومعارضين مسلحين وسياسيين يعيشون في المنفى.

وعلى الرغم من حذر القوى الغربية من التدخل العسكري دق وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ناقوس الخطر حين قارن الوضع بالبوسنة في التسعينات. وقال “في حالة البوسنة كان المجتمع الدولي بطيئا جدا وبالتالي فقدنا الكثير من الناس… في حالة سوريا يجب أن نتحرك دون ابطاء.”

من اريكا سولومون ودومينيك ايفانز

(اعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

————————

“أصدقاء” سوريا يحذرون الاسد من تأخير خطة وقف العنف

اسطنبول (رويترز) – حذرت دول غربية وعربية الرئيس السوري بشار الاسد من تأخير قبول خطة لوقف حملة دموية مستمرة منذ عام ودعت مبعوث السلام كوفي عنان الى تحديد جدول زمني للقيام بتحركات اذا استمر العنف .

وسيطلع عنان مجلس الامن الدولي يوم الاثنين بشأن مااذا كان يتوقع احراز اي تقدم نحو تنفيذ مقترحاته التي قبلتها دمشق ولكن لم تنفذها بعد.

وقالت مجموعة “أصدقاء سوريا” التي تضم 83 دولة بعد اجتماعها في اسطنبول يوم الاحد ان الاسد لا يملك فرصة مفتوحة للوفاء بالتزاماته لعنان الذي يسعي الى التوصل لوقف لاطلاق النار وسحب القوات من المدن وحرية وصول المساعدات الانسانية.

ولم تشر مجموعة أصدقاء سوريا الى دعم أو تسليح الجيش السوري الحر وهو ما تدعو اليه بعض دول الخليج العربية لكنها قالت انها “ستواصل العمل بشأن تدابير اضافية لحماية الشعب السوري “.

ومن المرجح أن تفسر دول الخليج المتشددة العبارة على أنها تصريح بتقديم الاموال ان لم يكن بتسليح الجيش السوري الحر في حين ستفسرها الولايات المتحدة واخرون على أنها تسمح بتقديم معدات “غير فتاكة” للمعارضة المسلحة.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امام المؤتمر ان حكومتها تقدم “معدات اتصالات لتسمح للنشطاء بتنظيم انفسهم وتجنب هجمات النظام والاتصال بالعالم الخارجي” مضيفة “نبحث مع شركائنا الدوليين أفضل طرق توسيع هذا الدعم.”

وحضر وزراء من الولايات المتحدة واوروبا ودول عربية اجتماع اسطنبول ولكن عضوي مجلس الامن الدولي الصين وروسيا وايران حليفة سوريا كانوا ابرز الغائبين مما يعكس عدم توحد الاستجابة الدولية للازمة السورية.

وقال بيان اصدره ممثلو 83 دولة في اسطنبول “سيتم الحكم على النظام من خلال أفعاله وليس وعوده”.

ودعا البيان عنان الى وضع جدول زمني للخطوات المقبلة بما في ذلك العودة الى مجلس الامن الدولي اذا استمرت عمليات القتل.

واحتدم العنف بلا توقف على الرغم من وساطة عنان.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 70 شخصا على الاقل في شتى انحاء سوريا الاحد من بينهم 12 مدنيا قتلوا في قصف استهدف أحياء للمعارضة بحمص.

وقتل 19 جنديا و12 من المسلحين المعارضين في اشتباكات.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع “لن نسمح للنظام السوري باساءة استخدام فرصة أخرى وهي الفرصة الاخيرة للوضع في سوريا.”

واعترفت مجموعة “أصدقاء سوريا” بالمجلس الوطني السوري المعارض باعتباره ممثلا شرعيا لجميع السوريين وأشارت اليه باعتباره المحاور الرئيسي للمعارضة مع المجتمع الدولي في صياغة لم تصل الى حد الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني الذي يعوقه الشقاق المزمن في صفوفه.

وانتقدت كلينتون الاسد لعدم التحرك بشان خطة عنان للسلام.

وقالت “مر نحو أسبوع.. وعلينا أن نخلص الى أن النظام يضيف الى قائمة طويلة من عدم الوفاء بالتعهدات.”

واضافت في مؤتمر صحفي في وقت لاحق “لا وقت لانتحال الاعذار أو التأخير… هذه لحظة الحقيقة.”

وتشعر القوى الغربية بالقلق من التدخل العسكري في سوريا لكن داود اوغلو دق ناقوس الخطر بتشبيه الوضع هناك بمحنة البوسنة في التسعينات.

وقال “في حالة البوسنة كذلك تباطأ المجتمع الدولي أكثر مما يلزم… ولذلك قتل الكثير من الناس” مضيفا “في حالة سوريا ينبغي على المجتمع الدولي ألا يتأخر كما حدث في البوسنة. علينا أن نتحرك دون ابطاء.”

وقال كريس فيليبس خبير شؤون الشرق الاوسط بجامعة لندن ان اجتماع اسطنبول لم يثمر شيئا يذكر.

وقال “انه شيء اخر مثير للسخرية من المجتمع الدولي يعكس حقيقة أنهم مكتوفو الايدي” مستشهدا بالانقسامات حول تسليح المعارضة بين الغرب وصقور الجامعة العربية مثل قطر والسعودية.

واضاف “ليس لديهم سوى قدر ضئيل للغاية من النفوذ يمكنهم استخدامه للتأثير على نظام الاسد” مشيرا الى أن تأييد المجموعة لخطة عنان أسقطت فعليا المطالب العربية والغربية السابقة بتنحي الاسد.

وسيطلع عنان مجلس الامن في الساعة 1400 بتوقيت جرينتش الاثنين على احدث ما توصلت اليه جهوده لتهدئة الصراع الذي تقول الامم المتحدة ان قوات الامن السورية قتلت خلاله تسعة الاف شخص في حين تقول دمشق ان المعارضة المسلحة قتلت فيه ثلاثة الاف من الجنود ورجال الشرطة.

واذا تعثرت خطة عنان فان الخطوات التالية قد تشمل العودة الى مجلس الامن لاصدار قرار ملزم مع زيادة الضغط على حليفتي الاسد روسيا والصين اللتين تؤيدان مهمة عنان لاتخاذ موقف متشدد مع دمشق.

ويقول دبلوماسيون في المجلس انه اذا اشار الامين العام السابق للامم المتحدة الى حدوث تقدم فانه يمكن بدء العمل بشان قرار لارسال ما بين 200 و250 مراقبا غير مسلحين من المنظمة الدولية الى سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار.

(اعداد أحمد صبحي للنشرة العربية)

من دومنيك ايفانز

سوريا تلغي قيود السفر على الرجال في سن التجنيد

بيروت (رويترز) – قال مسؤولون لبنانيون وسكان سوريون يوم الاثنين ان السلطات السورية ألغت قرارا يجبر جميع الذكور البالغين ممن تقل أعمارهم عن 42 عاما على الحصول على إذن قبل السفر خارج البلاد.

وقال أحد سكان دمشق ان إلغاء القرار جاء بعد انتقادات شعبية.

ولم تعلن وسائل الاعلام الحكومية السورية عن القيود التي فرضت قبل نحو أسبوع ولا عن رفعها. وقال أفراد من حرس الحدود ان القيود استمرت 24 ساعة.

ويستخدم الرئيس بشار الاسد الجيش لسحق الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ 12 عاما لكن هناك تقارير عن زيادة حالات الانشقاق عن الجيش وحمل المدنيين للسلاح ضد الجيش.

وتقول الامم المتحدة ان أكثر من تسعة آلاف شخص قتلوا في الحملة في حين تنحي السلطات السورية باللائمة في العنف على “ارهابيين” مدعومين من الخارج وتقول ان ثلاثة آلاف من قوات الشرطة والجيش قتلوا.

(اعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

———————-

أمريكا تنضم لجهود تجهيز المعارضة السورية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — حفلت الصحف الدولية، الاثنين، بطائفة متنوعة من أبرز التطورات العالمية والإقليمية على رأسها مؤتمر “أصدقاء سوريا” وتحرك المجتمع الدولي نحو دعم معارضي النظام السوري، فضلا عن تحذيرات من تسونامي يهدد اليابان حال وقوع هزة أرضية مدمرة، ومنفذ “مجزرة” النرويج خطط لاغتيال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما.

انترناشونال هيرالد تريبيون

تحركت الولايات المتحدة، والعديد من الدول الأخرى، خطوة صوب التدخل المباشر في القتال الدائر في سوريا، من خلال مؤتمر “أصدقاء سوريا” باسطنبول، حيث تعهدت الدول العربية بتقديم 100 مليون دولار لمقاتلي المعارضة، الذين وافقت إدارة الرئيس، باراك أوباما، على تقديم أجهزة اتصالات لهم لمساعدتهم على ترتيب وتنظيم صفوفهم وللإفلات من رقابة الجيش السوري، وفق ما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر شاركت في الاجتماع.

وتعكس الخطوة إجماعا متناميا، بين المشاركين في المؤتمر على الأقل، على فشل جهود الوساطة التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة للسلام، كوفي عنان، في وقف العنف الذي يدخل عامه الثاني في سوريا في سوريا، ما قد يفرض بالتالي الحاجة لتحركات أكثر قوة وفعالية.

فمع روسيا والصين، اللتان تقفان بالمرصاد في مجلس الأمن الدولي لأي تدابير قد تفتح المجال أمام عمل عسكري، لم تجد الدول المناهضة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، مناصاً سوى السعي إلى دعم المعارضة السورية المحاصرة من خلال وسائل تدخل تحت بند المساعدات الإنسانية وسط ضبابية تعريف مسميات الدعم.

تايمز أوف إنديا

————-

تباين أمريكي حول مدى تماسك بطانة نظام الأسد

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — تفاوتت وجهات النظر الأمريكية حيال مدى تماسك النظام السوري ومدى ولاء الدوائر المقربة من الرئيس السوري، بشار الأسد، له، مع دخول الأزمة هناك عامها الثاني، وفي ظل عقوبات دولية فرضت لحثهم على التخلي عن نظام يسحق بلا هوادة انتفاضة شعبية مناهضة له.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في مقابلة مع CNN، إن العقوبات بدأت “توتي أكلها”، إلا أنها دعت المزيد من الدول للمشاركة في تطبيقها.

وعلقت بالقول حول العقوبات: “ظهر تأثيرها.. ورغم ذلك هناك حاجة لتطبق المزيد من الدول المزيد من العقوبات.. لقد بدأت في إيقاظ الناس.”

واستطردت: “أنهم ينظرون حولهم ويتساءلون.. “لبقية حياتي هل سأتمكن وربما من الذهاب إلى إيران فقط… لا تبدو هذه كفكرة صائبة.”

وكان الغرب قد فرض حزمة عقوبات على عدد من المسؤولين في النظام السوري تشمل تجميد أرصدتهم بالخارج ومنع سفرهم، واستهدفت آخر تلك التدابير العقابية زوجة الأسد، أسماء، ووالدته وشقيقته، في محاولة لتصعيد الضغوط لإنهاء حملة قمع دموية أطلقها لاجتثاث تحركات مناوئة له.

ومن جانبه، لا يتفق رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، النائب مايك روجرز، وتصريحات وزيرة الخارجية ببدء تداعي نظام الأسد وتخلي المقربون عنه.

ونفى روجز، في مقابلة مع الشبكة، بثت الأحد، أي مؤشرات تؤيد فرضية “انهيار” الدوائر الداخلية للأسد، مضيفاً:  “حققوا الكثير من النصر بدعم من قوى خارجية مثل إيران وروسيا.. مازالت الغلبة لهم، وهم على يقين من ذلك.”

وقال عضو مجلس النواب الجمهوري في رد على سؤال بشأن موقف النظام السوري على إجماع دولي ضده: “لا يعتقدون ذلك، يعتقدون بأنهم يحققون النصر.. وهذا ما نعتقده نحن بدورنا، عبر معلومات استخباراتية تم جمعها.”

وتشهد سوريا منذ مارس/آذار العام الماضي انتفاضة شعبية تدعو للديمقراطية تصدى لها النظام بحملة قمع دموية لم تفلح الجهود الدبلوماسية أو العقوبات في وقف نزيف الذي راح ضحيته ما يزيد عن 9 آلاف شخص، وفق تقديرات دولية.

ورغم انشقاق المئات من الجنود عن المؤسسة العسكرية الرسمية وانضمامهم للمطالب الانتفاضة الشعبية، إلا أن معاون وزير النفط السوري والثروة المعدنية، عبده حسام الدين، الذي أعلن، وبحسب شريط فيديو مزعوم نشر مطلع الشهر الفائت، انشقاقه، يعتبر أعلى مسؤول مدني يعلن تخليه عن نظام الأسد منذ بدء التحركات الشعبية التي تدخل عامها الثاني.

————

هيئة التنسيق الوطنية ومكتب تفيذي جديد : الجيش السوري الحر ظاهرة من ظواهر الثورة

عقدت هيئة التنسيق الوطنية مؤتمرا صحفيا اليوم في دمشق, بعد الانتهاء من أعمال المجلس المركزي للهيئة لعقد مؤتمره يوم أمس السبت، وعقد المجلس المركزي للهيئة اجتماعا اقر “نظاماً داخلياً جديداً، وبرنامجاً سياسياً متكاملاً للمرحلة المقبلة”، كما تم انتخاب مكتب تنفيذي جديد وقيادة جديدة للهيئة. وتم انتخاب (مجلس حكماء) للهيئة يضم عدداً من المعارضين المخضرمين.

وافتتح المنسق العام لهيئة التنسيق المؤتمر الصحفي بالتذكير على انه وبعد” مرور أكثر من عام على انطلاقة ثورة الحرية والكرامة, وقدرتها على الصمود والاستمرار, رغم كل ما تعرضت له من حملات قمع شديد نجم عنها استشهاد ما يزيد عن عشرة آلاف شهيد, وعشرات آلاف الجرحى والمعتقلين والمفقودين, وما أصاب بلدات كثيرة وأحياء عديدة من الدمار والحصار, ومن تعطل للدورة الاقتصادية, الأمر الذي دفع الى تشريد أكثر من مليون ونصف المليون مواطن”.

وأضاف المنسق العام للهيئة” الهيئة استطاعت أن تثبت حضورها السياسي كجبهة متماسكة وواعية للأوضاع التي تحيط بها, وللخط السياسي الذي قررته مؤسساتها , ومع ذلك ظهر الكثير من الشوائب التي يعود بعضها لأسباب موضوعية خارجية وبعضها الآخر لأخطاء في الممارسة الناجمة أصلاً عن تركيز عمل الهيئة في مكتبها التنفيذي وعدم تفعيل المكاتب الاختصاصية , وعدم الاستعانة بخبرات مجمل أعضاء الهيئة , وتغليب المبادرات الفردية في بعض الأحيان على قواعد العمل الجماعي”.

وعن موقف من الجيش السوري الحر. قال رجاء الناصر امين سر الهيئة القيادي” أكد مجلس الهيئة أن الجيش الحر ظاهرة من ظواهر الثورة السورية ونتاج رد فعل على الحل العسكري الأمني الذي انتهجه النظام في مواجهة الحراك الشعبي السلمي, وتحتاج هذه الظاهرة الى تعاطي موضوعي معها”.

وفي رده على الموقف من النظام الحاكم واحتمالية الحوار معه. قال المنسق العام للهيئة” أكدنا موقفنا الثابت بالعمل على إسقاط النظام الراهن بكل مرتكزاته ورموزه” وشدد المعارض حسن عبد العظيم” رفض أي تدخل عسكري أجنبي من أي جهة كانت”.

ودعا البيان الختامي للمجلس المركزي الثاني لهيئة التنسيق الوطنية” الحفاظ على سلمية الثورة ورفض أي محاولة لعسكرتها والتأكيد على أن جميع أعمال العنف والقتل والاعتقال والتهجير والاعتداء على ممتلكات المواطنين والممتلكات العامة من قبل النظام وأجهزته ومن أي طرف كان هي أفعال جرمية يجب محاسبة مرتكبيها وفق القانون”.

واضاف البيان الختامي” أكد المجلس المركزي للهيئة دعمه لحل سياسي للأزمة السورية بما فيها مبادرة كوفي عنان التي يمكن أن يتأسس عليها مخرج يحقن الدماء ويفتح الطريق لتحقيق أهداف الثورة بشكل سلمي , مؤكداً من أن أي حل سياسي يجب ان ينطلق من القواعد: ضرورة خلق مناخ ملائم يمهد للحل السياسي يرتكز على ايقاف العنف وسحب الجيش الى خارج المدن , واطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ونشطاء الثورة , وايقاف الاعتقال السياسي ,والسماح بالتظاهر السلمي دون أي قيد ومحاسبة كل من ارتكب جرائم بحق المدنيين , والغاء القوانين التي تحمي العناصر الأمنية من المحاسبة”.

وعن الموقف من القضية الكردية, قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية في المؤتمر الصحفي” تم مناقشة القضية الكردية وتم الاتفاق على العمل على أيجاد حلّ ديمقراطي عادل وفق ما جاء في وثيقة تأسيس الهيئة وعهد الكرامة والتي نصت على: أيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في إطار وحدة البلاد أرضاً وشعباً، والعمل معاً لإقراره دستورياً، وهذا لا يتناقض البتة مع كون سورية جزءاً لا يتجزأ من الوطن العربي” وفقاً لما ورد في الوثيقة السياسية التأسيسية لهيئة التنسيق الوطني”.

وعن الموقف من وحدة المعارضة شدد البيان الختامي” وأكد المجلس على ضرورة استمرار المساعي لوحدة قوى المعارضة الديمقراطية وقوى الحراك الشعبي الثوري , وان تتم عملية التوحيد أو التنسيق على برنامج وطني واضح , كما أكد على أهمية اتخاذ زمام المبادرة للعمل على عقد مؤتمر وطني عريض لقوى المعارضة وفق الثوابت الوطنية المقررة في وثائق الهيئة ومقررات مؤسساتها”.

جدير ذكره ان المعارض وعضو المكتب التنفيذي للهيئة حسين العودات اعتذر من حضور اجتماعات المجلس المركزي, وبدوره أكد المنسق العام للهيئة” انه ولأسباب صحية اعتذر حسين العودات المشاركة في اجتماعات الهيئة” وتم انتخاب مكتب تنفيذي جديد للهيئة

1) أكرم الأكرمي .

2) أحمد العسراوي .

3) بسام العيسمي .

4) بسام الملك .

5) حسن عبد العظيم .

6) رجاء الناصر .

7) صالح محمد مسلم .

  طارق أبو الحسن .

9) عارف دليلة .

10) عبد العزيز الخير .

11) عبد المجيد منجونة .

12) غسان حنفي .

13) كفاح علي ديب .

14) محمد سيد رصاص

15) محمد سعيد يوسف .

16) محمد العمار .

17) منصور الأتاسي .

18) محمود مرعي .

19) منذر خدام .

20) منير البيطار.

21) ميس كريدي .

22) هيثم مناع .

23) يشوع كورية .

احتياط الشباب احتياط المستقلين

1) ناصر حمو . 1) رياض درار .

2) نظام السراج . 2) محمود سليمان .

————

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى