أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأثنين، 18 حزيران 2012


أوباما سيعرض على بوتين تشكيل «سلطة انتقالية» لإنقاذ سورية

بيروت، دمشق، كاراكاس، واشنطن، لندن، نيويورك – «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب

واصلت القوات السورية أمس، على رغم عطلة الاسراء والمعراج، قصف احياء متمردة على النظام في حمص. في وقت تستعد القوى العظمى لاجراء محادثات خلال قمة العشرين في المكسيك تتناول انهاء النزاع في سورية. وذكر ان الرئيس باراك أوباما سيعرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العمل معاً بهدف تسهيل تشكيل «سلطة انتقالية» في سورية تخلف النظام الحالي وتسهل للشعب السوري اختيار مستقبله.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» في بيان، ان احياء الخالدية وغيره في حمص «تتعرض للقصف منذ الصباح من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء»، محذراً من مجزرة قد يتعرض لها ما يصل الى الف شخص يفتقدون العلاج والطعام منذ نحو اسبوع. وفي وقت ارتفع عدد من قتلوا الى اكثر من 28 شخصاً في مختلف انحاء سورية اضافة الى عشرات المصابين، يستمر الاضراب في عدد من احياء مدينة حلب «تضامنا مع الريف الحلبي»، وفق ما قاله ناشطون افادوا عن «كتابات ثورية تشجيعية على الجدران وابواب المحال التجارية، ومنشورات ورقية تم رميها في الشوارع تحرض على الاضراب وتنادي بخروج تظاهرات».

وستأخذ الأزمة السورية حيزاً رئيسياً في محادثات سيُجريها في المكسيك اليوم، على هامش قمة مجموعة العشرين، الرئيسان الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، وعلى المستوى نفسه الذي ستناله أزمات «النووي الايراني» و»المسألة الافغانية» والاستقرار في اوروبا نتيجة ازمة الديون وقضية الدرع الصاروخية. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤولين أميركيين قولهم «ان أوباما مهتم جداً بالتعاون مع روسيا لمنع توسع الاشتباكات في سورية الى خارج الحدود وكي لا تمتد الحرب الأهلية الى دول الجوار».

واشارت الوكالة الى ان اي «عون» سيقدمه الرئيس الروسي للرئيس الأميركي لـ»ضبط» ما يجري في سورية يجب ان «يُقابل بثمن». ونقلت عن نائب مستشار الأمن القومي قوله «ان سورية على رأس نقاط الخلاف بين السياستين اللتين يعتمدهما اوباما وبوتين» و»ان النقطة الأساس تكمن في ما اذا كانت الولايات المتحدة تستطيع ان تُقنع روسيا بالعمل لإزاحة الاسد ما قد يمهد لحل الأزمة او خفض حدتها».

وتعتقد الادارة الأميركية بان بالامكان الحفاظ على مصالح روسيا في سوريا وشرق المتوسط حتى مع تشكيل «سلطة انتقالية» لحكم سورية بعد نظام الأسد المستمر منذ 40 عاماً تقريباً، على رغم ان موسكو «قالت لا لهذا الحل» حتى الآن.

ومع أن الملف السوري ليس على جدول الاعمال الرسمي للقمة الا ان الديبلوماسيين الاميركيين والاوروبيين شددوا على ان الملف من المواضيع الرئيسية التي «ستناقش وستتابع بدرجة من العناية» في الاجتماعات الثنائية بين الزعماء. وسيشارك في مناقشة الملف الرئيس الصيني هو جياونتاو والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اضافة الى ممثل المملكة العربية السعودية كما قد تكون رئيسة البرازيل «حلقة وصل» مع الحكومة السورية.

وفي الجانب الأمني، استمر القصف والحصار على حمص في ظل استمرار الاشتباكات والعمليات العسكرية التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في مناطق مختلفة، وسط «عطلة المراقبين الدوليين» الذين تمركزوا في فنادقهم في دمشق بعد تعليق عملهم في البلاد بسبب تصعيد العنف ومطالبة المعارضة السورية بحماية دولية مسلحة.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان حي الخالدية في حمص «لا يزال يشهد مع أحياء أخرى في المدينة سقوط قذائف مدفعية وصواريخ وإطلاق نار من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء منذ أيام». وقال الناشط «أبو بلال» من حمص القديمة في اتصال مع وكالة «فرانس برس» عبر «سكايب» صباحاً، إن «القصف لم يتوقف علينا. والحصار خانق». وأضاف: «إذا دخلت القوات النظامية الأحياء المحاصرة، فستتم إبادة الأشخاص العالقين فيها».

وقال المرصد إن بلدات الأتارب وأبين وكفر كرمين في محافظة حلب تعرضت لقصف من القوات النظامية التي «تحاول اقتحام الريف الغربي»، وتستخدم في القصف «راجمات الصواريخ والمدفعية».

ودارت اشتباكات عنيفة فجراً، وفق المرصد السوري، بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في بلدة المليحة في ريف دمشق. وقتل شخص في بلدة مسرابا في ريف العاصمة في إطلاق نار.

كما قتل مواطن في إطلاق رصاص في مدينة دوما التي تشهد قصفاً عليها واشتباكات في محيطها منذ أيام. في محافظة اللاذقية (غرب)، تعرضت قرى عدة في جبل الأكراد للقصف من القوات النظامية السورية.

وأمس دعا رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا «مجموعة اصدقاء سورية» الى التحرك بمفردها لانقاذ المدنيين في سورية في حال عجز مجلس الامن عن اتخاذ اي قرار بسبب الفيتو.

وقال سيدا، في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول، «نطالب بقوة مجلس الامن بأن يتخذ قراراً حاسماً عن طريق الشرعية الدولية، لكن في حال جوبهنا بفيتو كما لا نتمنى ولا نرغب، فحينئذ سنتوجه الى مجموعة اصدقاء سورية لكي تتحرك عاجلا»، معتبرا ان «المسألة لا تنتظر موعد الاجتماع المقبل في باريس» للمجموعة المذكورة.

وكانت باريس اعلنت ان اجتماع مجموعة «اصدقاء سوريا» سيعقد في السادس من تموز (يوليو) في باريس. وبرر الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو الدعوة الى الاجتماع «بالتفاقم المقلق للوضع في سورية».

واضاف سيدا ان النظام السوري «الذي لم يمتلك الشرعية قط مصمم على متابعة جرائمه وسط مناخ دولي لم يرتق بعد الى المستوى المطلوب».

وقال: «نطالب الاشقاء العرب عبر الجامعة العربية خصوصاً الاخوة في الخليج العربي، ونطالب المجتمع الدولي وسائر الاصدقاء ضمن مجموعة اصدقاء سورية باتخاذ موقف حاسم لان الايام الحالية مفصلية في تاريخ الثورة السورية والنظام مصمم على بث روح الفوضى والدمار ويقتل السوريين من دون اي احساس بالمسؤولية».

خبير أمريكي: بقاء الأسد يفهم منه أن مبارك أخطأ عندما رفض إطلاق النار على شعبه

تل أبيب- (د ب أ): كشف الخبير السياسي النائب السابق لمستشار الأمن القومي الأمريكي إيليوت أبرامز عن تردد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اتخاذ أي قرار بشأن سورية بسبب الانتخابات المقبلة، ولكنه أوضح أنه ربما يضطر إلى التدخل بسبب تزايد معدلات العنف.

ونقلت صحيفة (جيروزاليم بوست) عن أبرامز القول إن على الولايات المتحدة تسليح المعارضة السورية سواء أكان هذا بصورة سرية أو معلنة، مشيرا إلى أنه بينما الحاجة الإنسانية لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد واضحة فإن الأهمية الاستراتيجية لا تقل وضوحا أو قوة.

وقال أبرامز الذي يزور إسرائيل للمشاركة في مؤتمر يعقد غدا الأثنين حول العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية: “لابد أن تخسر إيران وروسيا وحزب الله”.

وأضاف: “بقاء الأسد في السلطة سيبعث برسالة خاطئة تماما لكل طاغية في المنطقة وهي أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك أخطأ عندما رفض إطلاق النار على شعبه ، لأنه لو كان فعل هذا، لظل في السلطة مثل الأسد”.

وقال الخبير الجمهوري إن إدارة أوباما تبدو مترددة في اتخاذ أي موقف بشأن سورية الآن قبل الانتخابات المقررة في تشرين ثان/ نوفمبر المقبل لأن أن أي تحرك سيتناقض مع محورأساسي لحملة أوباما وهو أن “موجة الحروب في انحسار”.

ورأى أن الأزمة السورية أثبتت خطأ الافتراض الذي ظل مقبولا على نطاق واسع منذ عامين وهو أن تركيا هي القوة الصاعدة المسيطرة في المنطقة، وقال إن عجز تركيا عن فعل أي شيء تجاه أزمة جارتها سورية أثبت أنها تفتقر القدرة على القيادة.

الخارجية السورية تعتبر قرار الجامعة العربية وقف بث قنواتها سياسيا غير مسبوق

المجلس الوطني يدعو ‘مجموعة اصدقاء سورية’ الى التحرك بمفردها امام عجز مجلس الامن

بيروت ـ دمشق ـ القاهرة ـ وكالات: قتل 45 شخصا في اعمال عنف في سورية الاحد، في وقت استمر القصف والحصار المفروض من قوات النظام على احياء في مدينة حمص في وسط البلاد، فيما دعا المجلس الوطني السوري المجتمع الدولي الأحد إلى ‘اتخاذ موقف حاسم’ بعدما علقت الأمم المتحدة عمل بعثة المراقبين السبت بسبب تفاقم العنف في سورية.

وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري إن هذه الأيام حاسمة في تاريخ الثورة السورية، متهما حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بأنها مصممة على مواصلة نشر روح الفوضى والخراب في سورية.

وذكر سيدا بعد اجتماع مع جماعات معارضة في إسطنبول إن المجلس الوطني السوري سيدعو ‘مجموعة أصدقاء سورية’ التي يدعمها الغرب إلى أن تتخذ إجراء إذا تمت عرقلة محاولات التوصل لاتفاق دولي بسبب استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي.

وقال سيدا في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول ‘نطالب بقوة مجلس الامن بان يتخذ قرارا حاسما عن طريق الشرعية الدولية، لكن في حال جوبهنا بفيتو كما لا نتمنى ولا نرغب، فحينئذ سنتوجه الى مجموعة اصدقاء سورية لكي تتحرك عاجلا’ معتبرا ان ‘المسألة لا تنتظر موعد الاجتماع المقبل في باريس’ للمجموعة المذكورة.

وكانت باريس اعلنت ان اجتماع مجموعة ‘اصدقاء سورية’ سيعقد في السادس من تموز (يوليو) في باريس. وبرر الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو الدعوة الى الاجتماع ‘بالتفاقم المقلق للوضع في سورية’.

وسبق ان استخدمت روسيا والصين مرتين الفيتو لمنع صدور قرارين يدينان النظام السوري بسبب قمعه الشديد لحركة الاحتجاج في سورية.

واضاف سيدا ان النظام السوري ‘الذي لم يمتلك الشرعية قط مصمم على متابعة جرائمه وسط مناخ دولي لم يرتق بعد الى المستوى المطلوب’.

وقال رئيس المجلس الوطني ‘نطالب الاشقاء العرب عبر الجامعة العربية خاصة الاخوة في الخليج العربي، ونطالب المجتمع الدولي وسائر الاصدقاء ضمن مجموعة اصدقاء سوريا باتخاذ موقف حاسم لان الايام الحالية مفصلية في تاريخ الثورة السورية والنظام مصمم على بث روح الفوضى والدمار ويقتل السوريين من دون اي احساس بالمسؤولية’.

وكان روبرت مود رئيس بعثة المراقبين قد أعلن السبت تعليق دوريات البعثة حتى إشعار آخر، وأن قرار التعليق ستتم مراجعته بصورة يومية.

ومن جهتها أكدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي المعارضة من الداخل السوري ان ‘النظام يتحمل المسؤولية عن المسار الدموي الخطير الذي دفع البلاد إليه دفعا كونه قرر سياساته الإجرامية لمواجهة الثورة الشعبية منذ يومها الأول’.

وقالت الهيئة في بيان أرسلته لوكالة الأنباء الألمانية ‘تصاعد العنف من جانب النظام وما انتجه من العنف المضاد وانتشار المجازر وجرائم القتل وتصاعد الشحن الطائفي البغيض لخدمة اهداف سياسية ‘قذرة’ اهمها اجهاض الثورة وتغيير صورتها لتصير فتنة وقتالا مسلحا يدمرالبلاد.

الى ذلك قالت وزارة الخارجية السورية، الأحد، إن قرار مجلس جامعة الدول العربية وقف بث القنوات الفضائية السورية ‘سياسي وغير مسبوق’.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن رسالة وجهتها الخارجية السورية إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والجمعية العامة، أن ‘القرار الذي أصدره مجلس جامعة الدول العربية بالطلب من إدارتي ‘عربسات’ و’نايلسات’ وقف بث القنوات الفضائية السورية يعد قراراً سياسياً غير مسبوق يتناقض بشكل فاضح مع مبادئ حرية الإعلام ووثيقة تنظيم البث الفضائي العربي’.

واعتبرت الخارجية السورية أن هذا القرار ‘يشكل انتهاكاً فاضحاً لمبادئ العمل الإعلامي، وتناقضاً مع حرية الوصول إلى المعلومات، إضافة إلى أنه يشكّل تناقضاً فعلياً مع البند السادس من خطة المبعوث الدولي إلى سورية كوفي عنان’.

يذكر أن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري أصدر في دورته غير العادية التي عُقدت في العاصمة القطرية بداية شهر حزيران (يونيو) الجاري، قراراً يطلب فيه من إدارة القمر الصناعي العربي ‘عربسات’ والشركة المصرية للأقمار الصناعية ‘نايلسات’ إتخاذ ما يلزم لوقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية.

ميدانيا، اوضح ناشطون ان القصف على عدد من احياء حمص تواصل الاحد. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيا قتل في حي الخالدية صباحا نتيجة القصف، كما قتل مدني آخر في احد احياء حمص القديمة برصاص قناص، وقتل معارض مسلح في حي كرم شمشم في المدينة اثر اشتباكات مع القوات النظامية.

واظهر شريط فيديو نشره ناشطون على شبكة الانترنت سحبا كثيفة من الدخان ترتفع من حي جورة الشياح في حمص، فيما يؤكد صوت مسجل على الشريط انها ‘منازل تحترق جراء القصف’، بينما يمكن في شريط فيديو آخر سماع اصوات اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي الخالدية.

وبدت الشوارع مقفرة في الحيين، وسط ركام ودمار كبير في الابنية التي تحمل آثار فجوات كبيرة، الى جانب سيارات محترقة او محطمة في الطريق.

كما قتل، بحسب المرصد، ستة مواطنين في قصف واطلاق نار من القوات النظامية على مدينتي تلبيسة والرستن في ريف حمص.

صحيفة: أقمار صناعية بريطانية وأمريكية تلتقط صوراً لتحركات القوات السورية وتمررها لقادة المعارضة

لندن ـ يو بي آي: كشفت صحيفة ‘ديلي ستار صندي’ الأحد أن أقماراً صناعية بريطانية وأمريكية تلتقط صوراً لتحركات القوات السورية وتمررها لقادة المعارضة السورية من خلال جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).

وقالت الصحيفة إن الأقمار الصناعية البريطانية والأمريكية ‘تتنصت على قوات الرئيس بشار الأسد لإنقاذ أرواح الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، وتلتقط خططها ثم تقوم بتمريرها إلى قادة المعارضة من خلال عملاء (أم آي 6) و(سي آي إيه) تسللوا إلى سورية’.

وأضافت أن المعلومات ساعدت قوات المعارضة على إجلاء المدنيين من المستشفيات وغيرها من الأهداف قبل تعرضها لهجوم من القوات الحكومية، في إطار عملية قرصنة جديدة كانت جزءاً من نظام منسق على المستوى العالمي تم إنشاؤه لمراقبة الكتلة الشيوعية خلال الحرب الباردة.

وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز أمن التنصت البريطاني المعروف باسم ‘مركز قيادة الاتصالات الحكومية’ ووكالة الأمن القومي الأمريكية، يتحكمان بعملية القرصنة على تحركات القوات السورية بواسطة أقمار صناعية متطورة قادرة على التعرف على القادة والقوات من خلال الاتصالات.

ونسبت إلى مصدر عسكري بريطاني وصفته بالبارز قوله ‘نحن نعرف من هم الرجال المذنبون ولن يكون هناك مفر أمامهم، ونستطيع من خلال تقنيات التعرف على الأصوات تحديد القادة العسكريين في نظام الأسد الذين يصدرون الأوامر، والذين يشملون ضباطا من جميع الرتب يأمرون الدبابات بفتح النار، وسيواجه بعضهم في نهاية المطاف المحاكمة كمجرمي حرب’.

وكشف المصدر عن أن ‘مناقشات تجري حالياً حول إقامة منطقة حظر الطيران في سورية على غرار المنطقة التي تم فرضها في العراق، لوقف الهجمات’.

وقالت ‘ديلي ستار صندي’ إن متحدثاً باسم وزارة الخارجية البريطانية أكد ‘أن كل الاجراءات لا تزال على الطاولة، وسنتخذ أي خيار من شأنه أن يوقف سفك الدماء’.

وكانت الصحيفة نفسها ذكرت مطلع حزيران (يونيو) الحالي أن مسؤولي الدفاع البريطانيين وضعوا خططاً سرية لإقامة ملاذات آمنة في سورية، وقالت ‘إن وحدات من القوات الخاصة البريطانية وعملاء جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6) انتشرت في سورية وعلى استعداد لمساعدة المتمردين في حال اندلاع حرب أهلية فيها، وهي مزودة بأجهزة كمبيوتر واتصالات تعمل بالأقمار الصناعية قادرة على إرسال صور وتفاصيل عن اللاجئين وقوات النظام السوري حسب تطور الموقف’.

متى سيسقط الاسد؟

الخلاف الذي لا يزال يدور بين الخبراء، في مسألة اذا كان ما يجري الان في سوريا هو حرب أهلية بكل معنى الكلمة أم نزاع دموي لا يزال لا يمكن وصفه بالحرب الاهلية الكاملة يبدو منقطعا عن الواقع على الارض. فما معنى مواصلة الجدال مثل رجال الدين المسيحيين اولئك الذين يترددون كم شيطان يمكن أن يحمل رأس الدبوس، بينما كل يوم تنشر صور جديدة لاطفال مذبوحين؟

الصورة الداخلية في سوريا بعيدة عن أن تكون واضحة والتقديرات عن طول النفس المتبقي للرئيس بشار الاسد تبدو أقل فأقل قطعا. الحقيقة هي كما يعترف اليوم الاكاديميون وضباط الاستخبارات على حد سواء، هي أنه يصعب اكثر فأكثر المعرفة.

بالمقابل، كلما احتدمت الازمة في سوريا، تكاثرت السيناريوهات المقلقة عن آثارها على الدول المجاورة. القلق رقم 1 لاجهزة الاستخبارات الغربية تتعلق بالمخزونات الهائلة من السلاح الكيماوي والبيولوجي التي جمعها جهاز الامن السوري في عهد حكم سلالة الاسد.

الانصات الاسرائيلي يتركز بما في ذلك استنادا الى حروقات الماضي، على قناة التعاون التي بين سوريا وحزب الله، ولكن التخوف الغربي يختلف في جوهره. الخطر الفوري يحدق من منظمات سنية متطرفة، تعمل بالهام من القاعدة (الاستخبارات الاسرائيلية درجت على وصفها كمنظمات ‘الجهاد العالمي’).

في الغرب الصقت بها مؤخرا اسما جديدا، في السياق السوري: القوة الثالثة. والمقصود هو أن هذه المنظمات الجهادية، مع أن عدوها الواضح هو الاسد، تعمل بشكل مستقل، دون التعلق بقوى المعارضة السورية الرائدة. هدفها المباشر هو ارتكاب مجازر دون تمييز ضد الاقلية العلوية، طائفة الرئيس، ولكن هذه المنظمات كفيلة ايضا بان تكون أهدافا فرعية. احدها هو استخدام مخزونات السلاح الكيماوي في النظام، مثلا، في عمليات في دول اخرى.

الانتباه الاستخباري ارتفع درجة قبل بضعة أسابيع بعد أن نشر أيمن الظواهري، خليفة اسامة بن لادن نداء علنيا لنشطائه للمبادرة الى أعمال ‘جهاد شخصي’ ضد العلويين في سوريا. في العقود الثلاثة الاخيرة وجهت نداءات مشابهة لمتطرفين مسلمين للتطوع في افغانستان (ضد الروس ولاحقا ضد الامريكيين)، في حروب البلقان، في الشيشان وفي العراق. والتفكير في أن خلية كهذه تنفذ اختطافا موضعيا، لمواد مثل جراثيم انتراكس او غاز في أكس، تقض مضاجع خبراء الاستخبارات. في بعض الحالات لا حاجة الى تركيب المادة الفتاكة على رأس متفجر واطلاق صاروخ (وهي مهمات تحتاج الى خبرات مركبة). برميل من مثل هذه المواد أيضا في الايدي غير السليمة يكفي لالحاق ضرر ذي مغزى. في اسرائيل كما اسلفنا قلقون ايضا من امكانية النقل المرتب: الاسد، تحت ضغط مشتد من الداخل ومن الخارج، سيختار النقل المقصود للسلاح الكيماوي، الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات أو الصواريخ الباليستية بعيدة المدى الى حزب الله نفس ما فعله الرئيس العراقي صدام حسين الذي نقل طائراته القتالية الى ايران عشية حرب الخليج الاولى (في اسرائيل لا يزال يوجد من يدعي بان صدام نقل ايضا السلاح غير التقليدي الذي كان يزعم انه في حوزته الى بشار الاسد، عشية الهجوم الامريكي الثاني في 2003). في ضوء هذا التخوف يجري الابقاء على جاهزة عملياتية اسرائيلية في حالة أن تكون حاجة للهجوم من الجو على قوافل سلاح بين سوريا ولبنان.

سيناريو آخر ينبع من تعقد الوضع في سوريا، الذي له صلة باسرائيل، ولا يعتبر في هذه المرحلة واقعيا على نحو خاص. والمقصود هو الامكانية التي ألمح بها رئيس الاركان بيني غانتس في كلمته امام الكنيست قبل بضعة اشهر: فرار جماعي للاجئين من سوريا الى اسرائيل عبر الحدود في هضبة الجولان. في الجيش الاسرائيلي توجد خطة استعداد لمثل هذا السيناريو، ولكن الانطباع هو أن اللاجئين يدور الحديث عن سُنة، ولكن اذا ما انقلبت الامور، فان هؤلاء قد يصبحون علويين يفرون نجاة لحياتهم لن يختاروا اسرائيل كملجأ مفضل.

اذا كانت هناك امكانية كامنة لوصول لاجئين الى اسرائيل، يخيل أنها تتعلق اساسا بالدروز الذين لهم أقرباء كثيرون في الجولان وفي الجليل. لتركيا والاردن توجد أسباب اكثر للاستعداد لاستيعاب جموع اللاجئين، من كل الطوائف في سوريا. في الاردن مثلا، تجمع قرابة 100 الف لاجىء سوري في غضون اقل من سنة ونصف. الاردنيون يمتنعون عن الاعلان عنهم كلاجئين، والسوريون، معظمهم من ابناء الاغلبية السنية الذين فروا من وجه قتل قوات الاسد، دخلوا الى الدولة مع تأشيرة سائح.

وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اتهمت روسيا بتوريد مروحات قتالية لنظام الاسد، في تصريحات اصدرتها في واشنطن يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي. وهكذا، ادعت كلينتون، بان روسيا تدفع نحو التصعيد في الحرب الجارية في الدولة. وليس هذا توريدا أول أو استثناء في الاشهر الاخيرة.

الحلف الامني بين روسيا ودمشق وثيق وحرج من ناحية الصناعة العسكرية الروسية ويمكن التخمين بانه سيستمر حتى سقوط الاسد. ومع ذلك، يخيل أن الروس الذين اتخذوا في البداية خطا رسميا يرفض التدخل في ما يجري في سوريا، اصبحوا الان لاعبا مركزيا في ما يحصل هناك. روسيا تمنح حصانة دبلوماسية لسوريا، كي تمنع كل قرار معاد ضد دمشق في مجلس الامن في الامم المتحدة، وفي نفس الوقت تتأكد من ان تتمكن قوات الاسد من مواصلة ضرب المعارضة باسلحة اضافية.

هذه السياسة تجر ردود فعل معادية جدا ضد موسكو من جانب معارضي نظام الاسد، في سوريا وفي العالم العربي. في صفحة الفيس بوك لاحدى منظمات المعارضة السورية زعم ان ‘روسيا هي العدو الحقيقي للشعب السوري’.

في الخلفية عرضت صورة وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف، يتصبب دما من وجهه. الى جانب الدور الفاعل لايران وحزب الله في مساعدة النظام، يبدو ان روسيا والصين شريكتان الان عن وعي بالمذبحة اليومية في ارجاء سوريا.

الاعمال الفظيعة تتكاثر فقط والجيش السوري لا يتردد في اسخدام الوسائل. والمرة تلو الاخرى تصل من سوريا صور القصف من الجو او المدفعية على أحياء سكنية: في الرستن، في حمص، في اللاذقية، في معرة النعمان، في ادلب، في درعا والقائمة لا تزال طويلة.

معظم السلاح الذي استخدم في الاعمال الفظيعة هو سلاح روسي. ولا تزال، دول الناتو ولا سيما الولايات المتحدة ترفض بشدة تسليح المعارضة. ولديها مبررات منطقية: من الصعب أن نعرف الى أين سيصل السلاح الذي ينقل الى ميليشيات مسلحة، والتي ينقص بعضها قيادة بينما اخرى ترتبط بمنظمات اسلامية متطرفة. اهمال الغرب الذي يرفض الصدام مع بشار الاسد يمنح الرئيس السوري يدا حرة لمواصلة افعاله.

الانباء السيئة من ناحية معارضي النظام لا تنحصر بالمساعدة الروسية للرئيس. فمعظم الجيش السوري لا يزال مواليا لبشار وينفذ اوامره في قصف الاحياء المدنية المكتظة. حجم الفرار من صفوفه ليس حرجا بعد. في قسم الانباء الطيبة للمعارضة، ليس لبشار اليوم سيطرة حقيقية في الدولة ومناطق واسعة تخرج بالتدريج من قبضته.

المظاهرات انتشرت منذ الان الى المدن الكبرى، دمشق وحلب، رغم مساعي النظام منع الظاهرة. مسألة الزمن تبقى كما اسلفنا، مفتوحة: الاسد على ما يبدو سيسقط في النهاية. السؤال هو كم من المواطنين السوريين الاخرين سيموتون، سيجرحون او سيفقدون منازلهم حتى يحصل هذا.

الحسم

سنة ونصف في ما لا يزال يتردد خبراء عرب اذا كانوا سيعرفونه بالربيع العربي، الصورة الاجمالية في الشرق الاوسط مشوهة. في ليبيا تأجلت الانتخابات لشهر على خلفية انعدام الاستقرار والسفير البريطاني نجا من محاولة اغتيال بنار صاروخ مضاد للدبابات اصيب به بجراح خطيرة اثنان من حراسه. مصر تستعد للجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، التي في نهايتها سيحظى المنتصر بالمتعة المشكوك فيها للتصدي للازمة الاقتصادية والدستورية غير المسبوقة في الدولة.

هذه الايام تجري الجولة الثانية. نتائج اولية ستصدر في ليل اليوم الثاني. في ضوء الجلبة حول قرار المحكمة بحق الرئيس السابق حسني مبارك ونتائج الانتخابات للبرلمان، سيكون رهانا معقولا التقدير بان مرشح الاخوان المسلمين، محمد مرسي، سينتصر (على فرض أن قوات الامن لن تخاطر بتزييف فظ جدا لنتائج الانتخابات). ولكن يخيل انه اذا كان يمكن أن نتعلم شيئا ما مما جرى في مصر في السنة والنصف الاخيرة، فهو أن من الافضل الا نراهن.

انتصار مرسي قد يغير وجه مصر. رئيس اسلامي وبرلمان تسيطر عليه الحركات الاسلامية سيحاولان قيادة البلد نحو تشريع ديني متعاظم. صحيح، من ناحية اسرائيل التخوف ليس فوريا ومشكوك جدا أن يسارع الاخوان المسلمون الى الغاء اتفاقات السلام معها. ولكن مع ذلك يبدو أن من يحتاج الى ان يتخوف أكثر هم المواطنون العلمانيون والاقليات غير المسلمين في مصر.

مظاهرات الاحتجاج العنيفة للمنظمات الاسلامية المتطرفة هذا اسبوع في تونس، احتجاجا على معرض فنون عرضت فيه صورة امرأة عارية الى جانب رسم لمدينة مكة المقدسة، تطرح افكارا عن مستقبل الحركة العلمانية في الدولة. في تونس، كما يجدر بالذكر، انتصر في الانتخابات للبرلمان حزب اسلامي معتدل. بالمقابل من المتوقع أن يثير انتصار احمد شفيق، رجل النظام القديم، على مرسي في الانتخابات في مصر موجة من المظاهرات والاضطرابات التي يصعب معرفة كيف ستنتهي. في كل الاحوال، سنعرف قريبا اذا كانت مصر ستصحو من نشوة 25 يناير 2011: هل الرئيس القادم سيكون مقرب مبارك أم كبديل ممثل الحركة التي لم تكن على الاطلاق جزء من الاحتجاج عندما بدأ هذا.

النهاية معروفة

في الوقت الذي يمكن فيه تقريبا الاحساس بارتعاد الدول المجاورة حولنا، القيادة هنا مشغولة البال بصعوبة حقيقية تنبع من موجة الهجرة من افريقيا السوداء، والتي يضخمها جزء من وسائل الاعلام والنواب من الهوامش المجنونة من اليمين، وكأن لب الامر هو خطر فوري على سلامة بنات اسرائيل وعذريتهن. ولكن اذا ما كشف مراقب الدولة في تقريره الذي نشر أول امس عن قضية الاسطول التركي الى غزة يمكن أن نتعرف على شيء ما عن جودة اتخاذ القرارات في القيادة الاسرائيلية، يخيل أنه لا يوجد سبب خاص يدعو الى التفاؤل في قضية المهاجرين ايضا.

تقرير الاسطول يظهر في بعض فصوله كتكرار لعهد حرب لبنان الثانية. فالسيطرة على مرمرة، كما يفهم منه عكست الرقابة الهزيلة للحكومة على السلوك العملياتي للجيش. تبادل الحديث بين الوزير دان مريدور ورئيس الاركان في حينه غابي اشكنازي في جلسة السباعية الوحيدة التي كرست للاسطول، وهذا ايضا بشكل عاجل وسريع مثير للحفيظة. مريدور وضع الاصبع على المسألة الجوهرية: خطر نشوء عنق زجاجة يبقي مقاتلي الكوماندو البحرية في حالة دون عدديا على نحو عسير في اثناء السيطرة. ‘هل سيكون لديك ما يكفي من الرجال؟’ سأل مريدور واشكنازي أجاب بارتياح: ‘لن يكون في البداية… إذن سيكون بالتدريج’. والوزراء يكتفون بذلك، بعضهم انطلاقا من ثقة زائدة بقدرة الجيش وبعضهم الاخر بسبب الرغبة في ابقاء المشكلة (والمسؤولية) في يد هيئة الاركان.

النهاية معروفة: لم يكن ما يكفي من رجال البحرية على دكة مرمة في المرحلة الاولى. اولئك الذين نزلوا الى هناك هوجموا بشكل عنيف جدا بحيث اضطروا الى أن يقتلوا تسعة نشطاء أتراك وأدوا الى تفاقم الازمة مع تركيا، التي لم تحل حتى الان.

اشكنازي، بالطبع كان خبيرا وضالعا بلا قياس اكثر من سلفه، دان حلوتس، في مثل هذه الامور. مثله ايضا وزير الدفاع ايهود باراك بالقياس الى عمير يرتس. ولا يزال، يخيل أن اوجه الشبه عديدة بين القضيتين. في قصة الاسطول القيادة السياسية منقطعة عن الواقع العملياتي، القيادة العسكرية العليا غير عالمة بما فيه الكفاية بحجم الامكانية الكامنة للخلل (اشكنازي، بشكل غير نموذجي على الاطلاق، لم يكن في مقر القيادة عندما بدأت العملية. اللواء يوآف غالنت، في الماضي قائد الوحدة البحرية، ابعد عن مداولات الاستعداد للعملية).

كل المعالجة للاسطول، قال هذا الاسبوع شخص كان في موقف طيب للنظر في قرارات القيادة الاسرائيلية في القضية، يذكر بمجموعة تعبين متنازعين يجرون انفسهم بصعوبة نحو الهدف. هنا أيضا يكمن درس ذو صلة بالمعالجة الاسرائيلية للتهديد النووي الايراني. رئيس المخابرات السابق، يوفال ديسكن، ادعى بان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ‘مسيحانيين’ في ما يتعلق بايران. ولكن يخيل أن هذا الادعاء ينبغي ان يثير قلقا اقل بكثير ممن يمكن ان تثيره امكانية أن تظهر القيادة الاسرائيلية نزعة هواة مشابهة في الموضوع الايراني ايضا.

هآرتس 17/6/2012

الاسد لن يخرج وسيفعل عكس مبارك.. العلويون ليسوا جزءا من الحل وكلما طال امد الحرب تصلب موقفهم

قال لمسؤول في منظمة يهودية امريكية انه ان خرج فستذبح طائفته.. والتعهد بعدم ضرب ايران وتطمينات حول الدرع الصاروخي قد تغير موقف روسيا

لندن ـ ‘القدس العربي’: سيطرت مسألة تعليق المراقبين الدوليين عملهم في سورية، ومسألة تسليح المعارضة والنظام على النقاش، فالغرب يستخدم استمرار وصول الاسلحة الروسية الى سورية كورقة للضغط على موسكو، وما زالت الاخيرة ترسل رسائل متضاربة حول موقفها لكنها لم تغيره بعد.

في الوقت نفسه تتواصل المعارك ويسقط الضحايا من المدنيين، وفي العشرة ايام الاخيرة وحدها زادات وتيرة العنف بشكل غير مسبوق. وظل السوريون الذين سقط منهم حتى الآن ما يقرب 15 الف قتيل يطالبون بالتدخل الخارجي كي ينهي نظام الاسد، ولكن القضية السورية لم تعد حربا محلية بل حربا اهلية بالوكالة بين اطراف اقليمية ودولية، فمن جهة ظلت روسيا على دعمها للنظام رغم الضغوط التي تمارس عليها، ومن ناحية اخرى اكتفت امريكا وحلفاؤها في اوروبا بالتهديد واستمرار فرض العقوبات، اضافة لغض الطرف عن عمليات تسليح المعارضة التي تقوم بها دول عربية خاصة ان صحيفة ‘ديلي تلغراف’ كشفت عن لقاء مسؤولين في الجيش الحر مع مسؤولين امريكيين لمناقشة السماح بشحنات من الاسلحة تتضمن صواريخ.

لن يخرج طوعا

ولن تزيد هذه الاسلحة الا من اشتعال الحرب الاهلية التي تتخذ بشكل متزايد شكل الحرب الطائفية، ومعها تتزايد عزلة الرئيس السوري ونظامه الا من مثلث ايران ـ روسيا والصين الذي يراه البعض اخر محورا يقف ضد الامبراطورية الامريكية. وبقاء الاسد وان ظل مرتبطا بالتجادلات الدولية ومصالح الدول الاخرى فالكثيرون يرون انه حتى لو تخلت عنه روسيا والصين فلن يتخلى عن السلطة ولن يخرج طوعا من البلاد لخشيته على الطائفة التي ينتمي اليها.

فقد قال مالكوم هوينلين، نائب مدير مؤتمر الرؤساء لكبرى الجمعيات اليهودية الامريكية ان فكرة الخروج من سورية طرحت لكن الاسد رفضها، حيث قال له في اجتماع وجها لوجه استمر 3 ساعات انه ان خرج فطائفته ستذبح، حسبما نقلت عنه ‘واشنطن بوست’ فيما قال ديفيد ليتش الاستاذ في جامعة ترينتي ومؤلف كتاب عن الرئيس السوري ان الاخير مصمم على فعل عكس ما فعله حسني مبارك وهذا يعني القتال حتى النهاية للدفاع عن الطائفة ولانه كما قال ونقلت عن رجل دين امريكي التقى الاسد العام الماضي، يرى في الحفاظ على البلد او الحكم قدرا ومن اجل ذلك لا بد من قطع رؤوس. ويضيف ليتش ان الاسد يرى مستقبل سورية مرتبطا به.

اين الطائفة

وفي ضوء هذا لا تزال الاسئلة تطرح حول موقف الطائفة من الوضع الحالي، فالتقارير في الاسابيع الماضية قالت انها منقسمة حول الوضع، والمجلس الوطني السوري يقول انه حاول ارسال رسائل لقادة العلويين يطمئنهم فيها ويؤكد لهم ان مصلحتهم ليست مع النظام. ويقول المجلس ان مشايخهم يلتزمون بالصمت ويتساءلون عن المستقبل والى اين يقودهم بشار، ويضيف المجلس ان رجالهم يريدون التعبير عن مواقفهم لكنهم بعيدون عن الاعلام. وبحسب علويين في الخارج قالوا ان ما يخيف عائلاتهم في القرى والبلدات العلوية هو الشبيحة الذين يقولون انهم من يرتكبون المجازر، ويقولون انهم لا يمثلون الطائفة التي لا تدافع عن ‘جرائم هؤلاء الوحوش’. ورغم كل ذلك لا تزال حتى الآن تقف متماسكة وراء النظام لاسباب عدة منها انه لا يمكن الفصل بينها وبين النظام.

ويقول تقرير نشرته صحيفة ‘اوبزيرفر’ البريطانية ان الطائفة مصممة على الدفاع عن الاسد حتى النهاية، حيث يعترف دبلوماسيون ان الطائفة العلوية في الوضع الحالي ليست جزءا. واشارت الصحيفة الى تصريحات رفعت العيد احد الشخصيات العلوية في لبنان قوله ان ما يفكر به الغرب من تحول الطائفة عن دعمها للنظام مجرد ‘امان’، واضاف عيد قائلا ان الدبلوماسيين الغربيين في بيروت يحضرون لزيارتهم واقناعهم بالتخلي عن الاسد ويعودون ‘خائبين’ قائلا ‘سنقاتل من اجل الاسد حتى النهاية’. وعليه يرى التحقيق انه كلما طال امد الانتفاضة التي اندلعت منذ العام الماضي كلما تمترست الطائفة الخائفة من المستقبل خلف النظام. وبحسب دبلوماسي بريطاني في بيروت فان ‘هذا على ما يبدو الخيار للقاعدة الصلبة للنظام من بين العلويين’، مضيفا انه تم ارسال رسائل لهم من ان مستقبلهم ليس مع نظام الاسد وعصابته، لكن من العدل القول ان الغالبية منهم يرون انهم مرتبطون على نحو ثابت بعائلة الاسد، مشيرا الى ان مصالح الطائفة مرتبطة بمصير النظام وهو الذي وضعها على الخريطة السياسية في البلاد بعد وصول حافظ الاسد للسلطة عام 1970 ونجح في انشاء اقوى دولة بوليسية في الشرق الاوسط زرع ابناء الطائفة في كل مؤسساتها خاصة العسكرية والامنية، واصبح من الصعب التمييز بين النظام والطائفة، مما يعقد عملية الفصل بينهما في الظرف الحالي، اضافة الى ان النظام يلعب على وتر التخويف من السنة الذين يمثلون غالبية السكان هي استراتيجية النظام من اجل الابقاء على الطائفة خلفه.

ويشير محللون ان النظام السوري اعتمد في نشأته على ابناء القرى الاميين في غالبيتهم وابتعد عن النخبة المتعلمة في المدن، مما يعني تأكيد ولاء الطبقة الريفية له، وحولها الى محور للدفاع عن النظام في ساعات الشدة.

هل يملك الاسد القرار؟

في الماضي كان حافظ الاسد هو من يمسك بزمام كل الامور. وعند وفاته ووصول ابنه بشار فانه وان ظل المسؤول الاول عن الدولة الامنية الا انه كان يواجه قوى اخرى من الطائفة في دمشق والتي تدافع وتحافظ على سلطتها من مثل ماهر شقيق الاسد، وآصف شوكت الذي نجا من محاولة اغتيال الشهر الماضي ورامي مخلوف حيث يقول توفيق دنيا العضو العلوي في المجلس الوطني ان هذه الجماعة هي ‘قاعدة تأثير النظام’، مشيرا الى الطبيعة التراتبية في التواصل بين المؤسسة والقاعدة الشعبية في قرى العلويين.

ومن هنا ظل الحديث يدور حول سلطة بشار فيما ان كان اسيرا للقصر الجمهوري ام القائد العام، ويقول سياسي لبناني ان الاسد لديه النزعة لخيانة اي شخص قريب منه اما لضعف في الاسد او لانه واحد من الشلة، مرجحا الاخير. مع ان شخصية الاسد وتركيبته تقترح هذا، والموقف نابع من تركيبة الاسد الشخصية التي تكونت تحت تأثير عائلته التي كانت تنظر الى نفسها على انها مهددة وان هناك مؤامرة ضدها جعلته محكوما بها. فتقرير ‘واشنطن بوست’ يقترح ان الاسد الف لعب دور الذي لا دور له في العائلة، فلم يتم تحضيره لان يحكم، واستدعاه والده من لندن التي كان يدرس فيها كي يؤمن استمرار العائلة بعد مقتل شقيقه باسل.

ادفعوا لروسيا الثمن

وبعيدا عن سياق العائلة فمن سيقرر مصير الاسد هي التحالفات والمصالح الدولية، فروسيا المصممة حتى الآن على عدم خسارة حليف، لا تريد ان تخدع كما خدعت من قبل وتخلت عن نظام العقيد معمر القذافي. وعليه فلا يمكن فهم الموقف الروسي من سورية والمنطقة بدون فصله عن مصالحها، ولكنه ايضا الموضوع متعلق بالعلاقة مع امريكا.

وبعيدا عن النقد المتواصل للنظام الروسي تحت قيادة فلاديمير بوتين الجديدة. فموسكو تشعر بالتهديد من نظام الدرع الصاروخي في اوروبا، وتبحث عن عضوية في منظمة التجارة العالمية عندما تنضم اليها في شهر آب (اغسطس) المقبل. وامريكا قادرة على تقديم عروض في كل هذا حسبما يقترح وهذا ما يطرحه تحليل في صحيفة ‘اندبندنت اون صندي’ كتبه بول فالي حيث قال ان على باراك اوباما ان يطرح هذا على بوتين عندما يلقاه اليوم في المكسيك في اجتماع مجموعة دول العشرين. واكثر من هذا على امريكا ان تتعهد بعدم اتخاذ عمل عسكري ضد ايران والقيام بضبط التصرفات الاسرائيلية تجاه تهديداتها المتكررة لضرب المنشآت النووية الايرانية، ويرى الكاتب ان بوتين رجل صعب ولكن التاريخ اثبت ان الصفقات مع رجال من امثاله هي التي تستمر.

صواريخ وقوارب

وفي غياب هذا العرض فالادارة الامريكية تواصل اتهام موسكو بارسال اسلحة لسورية، ففي الاسبوع الماضي اتهمت هيلاري كلينتون موسكو بارسال مروحيات الى دمشق وليتبين بعد ذلك انها مروحيات كانت في طريقها للعودة بعد صيانتها. ولا تزال روسيا مرتبطة بصفقة اسلحة لسورية حيث اكد مدير شركة ‘روسبورن اكسبورت’ وهي الشركة التي تقوم بادارة الصفقات الخارجية ان شركته ارسلت لسورية صواريخ قال انها تستخدم للدفاع وهي اجهزة جيدة ويمكن استخدامها للدفاع. وقال اناتولي ايسينك ان هذه الاسلحة ليست تهديدا ولكنها تمثل رسالة لكل من يريد الهجوم ان يفكر مرتين. وكان المدير هذا قد اكد الاسبوع الماضي ان روسيا لا ترسل الا اسلحة دفاعية للنظام السوري وانها راجعت جدول المواد التي ترسلها. وترى صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان الاسلحة وان كانت ليست متقدمة الا انها تزيد من كثافة غيوم الحرب الباردة، وسط انباء تتحدث عن تحضيرات روسية لارسال قوارب تستخدم لعمليات الانزال وفرقة صغيرة من جنود البحرية الى القاعدة العسكرية الروسية في مدينة طرطوس لتعزيز الحماية لها.

رسائل سياسية

ونقلت الصحيفة عن الكسندر غولتز المحلل العسكري المستقل قوله ان روسيا تستخدم هذه التصريحات كنوع من الردع ورسالة الى من يريد الهجوم على انه سيتعرض لخسائر. واضافت الى ان تعليقات ايسينك يمكن تفسيرها على انها تهديد للغرب ضد اي عمل عسكري كما قام في ليبيا.

ولم يخف المسؤول الروسي التحدث عن طبيعة الاسلحة التي ارسلت وهي صواريخ بانتسير ـ اس 1 الموجهة بالرادارات ونظام دبابات قادر على ضرب الطائرات، وصواريخ باك ـ ام 2 القادرة على ضرب الطائرات على ارتفاع 82 الف قدم، كما اشار الى من بين الاسلحة التي ارسلت صواريخ باستون البعيدة المدى والمضادة للسفن الحربية والقادرة على ضرب الهدف من مسافة 180 ميلا. وعلى الرغم من كل هذه التصريحات التي صدرت عن المسؤول الروسي الا ان المحللين تساءلوا عن قدرة النظام الدفاعي الروسي الذي ركبته في دول الشرق الاوسط وقدرته على الصمود امام القوة العسكرية الغربية، ومن هنا فان التصريحات هذه لا تحمل الا طابعا سياسيا، كما ان الدفاعات الجوية السورية تظل ناقصة خاصة صواريخ اس ـ 300 ذات المدى البعيد.

وقلل محلل روسي من قدرة سورية على الدفاع عن نفسها في حالة تدخل الناتو، مشيرا الى ان دمشق لم تكن قادرة على الدفاع عن نفسها عام 2007 عندما هاجمت اسرائيل منشآتها النووية، على الرغم من الميزانية السنوية (500 مليون دولار) التي تخصصها سورية لشراء الاسلحة الروسية.

دمشق قد تتسلم النسخة المطورة من المقاتلة الروسية الدفاعية ‘ميغ ـ 29’ هذا العام

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ قال خبراء سوريون لـ ‘القدس العربي’ ان دمشق ربما تتسلّم هذا العام النسخة المطوّرة من طائرة ميغ ـ 29 القتالية الدفاعية الروسية ورجح الخبراء أن تكون الصفقة المتعلقة بهذا النوع من الطائرات عالية القدرة قد تمت بين دمشق وموسكو، منوهين إلى أن هذه الطائرة هي ذاتها التي كانت الهند قد تسلمتها الهند من روسيا العام الماضي.

ومقاتلة ‘ميغ ـ 29’ الروسية المطورة مزودة برادار جديد وأسلحة وأجهزة جوية في غاية التطور، وهي تستطيع أن تحقق حالة دفاعية عالية للأجواء التي تدافع عنها ما يعني نقلة نوعية في القدرة الدفاعية الجوية السورية، وقد جرى تطوير هذه الطائرة من قبل خبراء الشركة الروسية الموحدة لصناعة الطائرات في العام 2011.

يأتي ذلك فيما كانت وكالة الأنباء الروسية ‘إيتار ـ تاس’ نقلت عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن عددا من البوارج الروسية تقف في حالة الاستعداد للتوجه نحو الشواطئ السورية.

وقال المصدر ان ‘البحر الأبيض المتوسط يقع في منطقة المسؤوليات لأسطول البحر الأسود الروسي، ولذلك ليس من المستبعد أن تتوجه سفنه الحربية إلى هناك لتنفيذ مهام تأمين قاعدة طرطوس لإمداد الأسطول الروسي التي تستأجرها روسيا من سورية’.

وقالت الوكالة ان ‘هناك عددا من السفن الحربية التابعة لأسطول البحر الأسود تقع في أهبة الاستعداد للإبحار، بما فيها سفن الإنزال مع وحدات المشاة البحرية الروسية’.

الأسد يلعب على وتر الخوف الطائفي ليحافظ على بقائه

لميس فرحات

بعد أكثر من 16 شهرًا على اندلاع الثورة الشعبية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، لا تزال الطائفة العلوية في البلاد محافظة على ولائها للنظام في قلب المعركة التي تهدف إلى إسقاطه.

لميس فرحات: من غير المرجح أن تبتعد الطائفة العلوية عن تأييدها للأسد، لأنها تشكل بيئة حاضنة لاستمراره. وهذا الموقف العلوي يغذيه اعتقاد بأن الأحداث التي وقعت في سوريا تشكل تهديداً وجودياً على العلويين، الذي عانوا تاريخاً طويلاً الاضطهاد والتمييز. وبدلاً من إعلان رفضهم لممارسات النظام، تزداد الطائفة العلوية في دعمها للأسد كلما ازداد الأخير تعنتاً.

هذه الحال ليست اتهاماً للطائفة العلوية، بل تحليل تقدمه صحيفة الـ “غارديان”، التي تعتبر أن ولاء العلويين للأسد نابع من ثقافة التخويف التي لطالما استخدمها من أجل ضمان التفاف أبناء طائفته حول النظام، ودعم ممارساته الوحشية بحق المعارضين.

عناصر من الجيش السوري داعمين للرئيس بشار الأسد

يقول ديبلوماسي بريطاني في بيروت إن “القوى المعارضة تقوم بتوجيه رسائل إلى العلويين في البلاد، ليعرفوا أن مستقبلهم يجب ألا يرتبط بالأسد وعصابته. لكن سيكون من الإنصاف أن نقول إن الغالبية العظمى منهم لا تزال ترى نفسها مرتبطة إلى الأبد بالزمرة الحاكمة”.

في الوقت الذي يتخبط فيه المجتمع الدولي حول كيفية إدارة أعمال العنف في سوريا، إضافة إلى تصاعد الأزمة مع تداعياتها الخطرة على المنطقة، تصبّ الجهود اليوم على محاولة إغراء العلويين بعيداً عن النظام، وهي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى سقوط دمشق في غضون ساعات.

من جهته، يعتبر المسؤول السياسي لـ “الحزب العربي الديمقراطي” رفعت علي عيد أن هذه المحاولات “هي مجرد تمنيات من جانب الغرب. ويقول زعيم الطائفة العلوية في لبنان إن “سفارات العالم تأتي إلينا منذ شهور عدة لتقنع العلويين بالتمرّد على الأسد، لكن خيبة الأمل تكون دائماً من نصيبهم”. “سنقاتل من أجل الأسد حتى النهاية”، يقول عيد مردداً ما يقوله الجزء الأكبر من الطائفة العلوية في لبنان وسوريا على حد سواء.

طوال 42 عاماً، اتخذ العلويون في سوريا مركز الصدارة في الشؤون الوطنية، وذلك بسبب الدعم الكبير الذي أمّنه لهم “عراب العصر الحديث للبلاد”، الرئيس السابق حافظ الأسد، الذي استولى على السلطة في عام 1970.

وعلى الرغم من أن هذه الأقلية تشكل 12 % فقط من سكان سوريا، إلا أنها بمثابة نواة السلطة الحاكمة، والتي كانت تتمتع بسلطة شبه مطلقة في البلاد. واعتبرت الـ “غارديان” أن الأسد يلعب على وتر هذه المخاوف، فأصبح العلويون في البلاد “أسرى” النظام، حتى باتت عملية خروجهم عنه مهمة مستحيلة، حتى لو أرادوا ذلك.

يقول الدكتور مصعب العزاوي، شخصية سورية معارضة، عاش في المنفى، ويدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “نظام حافظ الأسد شبيه بجهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية، إذ إنه يعتمد على ضباط من القرى، وليس في المدن، وكان هذا مبدأ عبد الناصر”. ويضيف أن الأسد غرس أيديولوجية في نظامه، تقول إن الطائفة العلوية تشكل “محور المقاومة والدفاع”.

من جهة أخرى، تحافظ إيران وسوريا وحزب الله على اتفاق أمني منذ العام 1982. ويبدو هذا جلياً في محاولة إيران دعم دمشق، إضافة إلى المحاولات التي تقوم بها روسيا لتعزيز مستقبل حليفتها.

وتعتمد العلاقات بين هذه الأنظمة على شخصيات من دائرة الأسد القريبة، فعلى الرغم من أن الأسد يحضر اجتماعات منتظمة مع قوات الأمن، ويقال على نطاق واسع إنه المؤثر الأول والأخير في القرارات المهمة، يعتقد البعض أن القوة الوازنة تعود إلى شقيقه الأصغر ماهر، وصهره آصف شوكت، وأبناء عمومه حافظ ورامي مخلوف.

“هؤلاء هم اللاعبون في السلطة”، يقول توفيق دنيا، وهو عضو العلوية للجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري”، مشيراً إلى أن النظام السوري هرمي للغاية، حتى إن المحافظات والمدن تتحدث مع السلطات العليا عن طريق ممثل أو اثنين. ويعتبر البعض أن الأسد لا يملك مجالاً للمناورة، أو إنه “سجين القصر الرئاسي”، لكن حتى أولئك الذين تعاملوا معه بشكل منتظم يجدون أنه من الصعب التأكد من ذلك.

“أنا أعرف الرجل، وأعلم أنه يخون كل من يتقرب منه”، وفقاً لأحد السياسيين اللبنانيين البارزين. وأضاف “لكن ما زلت لا أعرف ما إذا كان هذا بسبب ضعف، أو لأنه هو حقاً رجل شرير”.

ويعتبر دنيا أن النظام يوهم العلويين بأن لديهم الكثير ليخسروه إذا قفزوا عن سفينة الأسد، مضيفاً إن “النظام يعتمد على عامل الخوف، فأتى بالفلاحين إلى السلطة، واستخدم العلويين كأدوات، عبر إعطائهم الفتات من المال والمناصب في الجيش والشرطة، فنجح في تقسيم المجتمعات من الناحية الاستراتيجية”.

واعتبرت الصحيفة أن الحراك الديبلوماسي في إطار احتواء الأزمة السورية أصيب بالشلل، بينما يستمر نظام الأسد في مكافحة ما يسميه “مؤامرة جهادية مدعومة من الخارج”، الأمر الذي يرجّح أن الحرب الطاحنة التي تعبر الخطوط الطائفية ستهيمن على البلاد هذا الصيف، وربما لفترة أطول.

الجيش السوري الحر… مجموعات مسلحة تتضخم بالمدنيين

أ. ف. ب.

ينتقل الجيش السوري الحر كلما طال عمر “الثورة” في بلاده الى مجموعات اكثر تنظيما تتضخم بالمدنيين، لكنها لا تزال تفتقد الهيكلية والتنسيق والامكانات وغير قادرة بالتالي، بحسب مقاتلين وخبراء، على هزم النظام عسكريا.

بيروت: انضم الى الجيش السوريّ الحر خلال الاشهر الماضية عدد كبير من المتطوعين المدنيين الذين حملوا السلاح الى جانب عناصر امن وجيش منشقين ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، في وقت تشهد البلاد تصعيدا دمويا في اعمال العنف.

ويقول رياض قهوجي مدير مركز “اينغما” للدراسات العسكرية الذي يتخذ من دبي مقرا، “هناك مليون عنصر احتياطي للجيش السوري، وهم مدنيون مدربون عسكريا، وينضم العديد منهم الى الثورة الآن”.

ويقول ناصر نهار وهو قائد كتيبة في الجيش الحر في محيط بابا عمرو في حمص (وسط)، ان “غالبية المقاتلين ضد النظام اليوم باتوا من المدنيين”، مشيرا الى ان “الثوار ارادوا في البدء انتفاضة سلمية على نظام ديكتاتوري، الا انه تبين ان ذلك مستحيل”.

ولا توجد ارقام محددة لعديد الجيش السوري الحر في سوريا، لكنه يزداد عددا وتنظيما، بحسب قهوجي.

وتوالى خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة الاعلان عن انشاء مجالس عسكرية خاصة بكل منطقة بهدف ارساء اكبر قدر من التنسيق بين عناصر المجموعات المسلحة المناهضة للنظام التي تخضع كلها، من حيث المبدأ، لقيادة الجيش السوري الحر في الداخل.

عناصر من الجيش السوري الحرّ

واوضح العقيد الركن قاسم سعد الدين قائد المجلس العسكري في محافظة حمص والناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، اخيرا لوكالة فرانس برس ان القيادة المشتركة تنسق مع المجلس العسكري الاعلى الذي اعلن انشاؤه في الخارج في آذار/مارس برئاسة العميد المنشق مصطفى الشيخ.

وقال “نحن القوة الميدانية، وهم يعملون على دعمنا بالمال والسلاح”.

ويتولى العقيد رياض الاسعد المقيم في تركيا والذي كان من اوائل الضباط المنشقين عن الجيش السوري، قيادة الجيش الحر رسميا، الا ان القرارات على الارض تتخذ من المجموعات المعنية مباشرة.

واوضح سعد الدين ان “العمليات والهجوم والانسحاب امور ميدانية. القرار فيها يجب ان يتخذ بسرعة كبيرة، وهو يتم على مستوى مجلس كل محافظة”.

ويقول احمد الخطيب الناشط في مجال تشجيع الانشقاقات والتنسيق مع الجيش الحر لفرانس برس من دمشق في اتصال عبر سكايب “لا توجد قيادة موحدة للمجموعات، الا ان المجالس المختلفة تحاول حاليا اقامة اتصال في ما بينها”.

ويضيف “كلما ازداد التنسيق، كلما اصبح الجيش الحر اكثر فاعلية”.

ويقول قهوجي ان الجيش السوري الحر يتمتع ب”شعبية تتزايد يوما بعد يوم في اوساط الشعب السوري”.

ويضيف ان “مقاتلي الجيش الحر ليسوا مسلحين ومجهزين جيدا، لكن الناس يقدمون لهم الطعام والحماية. انهم يتحركون في محيط صديق”، على عكس الجيش النظامي الذي يعمل وسط محيط “عدائي تجاهه”.

ومصدر السلاح الاساسي للجيش الحر هو ما يغنمه المنشقون من مستودعات النظام والمقاتلون بعد مهاجمة حواجز امنية او مجموعات نظامية.

ويؤكد مقاتلون رفضوا الكشف عن اسمائهم انهم يحصلون على اسلحة وذخائر من عناصر وضباط في الجيش النظامي “يعطوننا اياها مقابل المال”.

وتفيد تقارير امنية عن عمليات تهريب اسلحة غير منظمة الى المقاتلين المعارضين في سوريا عبر الحدود اللبنانية.

الا ان كل هذا السلاح لا يقارن بسلاح القوات النظامية التي تملك الدبابات والاليات والراجمات والمروحيات القتالية. واذا كان الدعم الشعبي يرفع من معنويات الجيش الحر، الا ان المقاتلين المعارضين يقرون بعجزهم عن النيل من النظام عسكريا، اذا لم يتحسن تسليحهم.

ويقول ناصر نهار “كل يوم مقاومة هو انجاز، لكن جيش الاسد يبقى متفوقا. نحن لدينا سلاح خفيف، بينما هو يملك دبابات ومروحيات. لولا ذلك، كنا هزمناه منذ زمن”.

وتطور النزاع في سوريا الى العسكرة بعد حملة القمع الدامية التي قامت بها قوات النظام ضد الحركة الاحتجاجية التي بدأت في منتصف آذار/مارس 2011. وقتل في اعمال العنف منذ 15 شهرا حوالى 14500 شخص غالبيتهم من المدنيين.

وفي مواجهة الهجمات العسكرية وحملات القصف التي تقوم بها قوات النظام، يعتمد الجيش الحر على العمليات الخاطفة المحددة الاهداف التي اوقعت خلال الاسابيع الاخيرة، بالاضافة الى الاشتباكات العنيفة بين الجانبين، خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش النظامي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويقول العميد المتقاعد في الجيش اللبناني الياس حنا الذي يدرس العلوم الجيوسياسية في الجامعة الاميركية في بيروت “الهدف الاساسي للجيش الحر حاليا هو محاولة مضايقة القوات النظامية وملاحقتها حتى ارهاقها”، مشيرا الى ان ذلك يساعد على “تحطيم معنوياتها ويشجع الانشقاقات”.

الا انه يحذر من ان المقاتلين المعارضين لا يمكنهم الاستمرار في ذلك على المدى الطويل، مذكرا بانهم “جيش من دون قواعد ثابتة، محكوم عليه بالتنقل كل الوقت من مكان الى آخر”.

ويضيف “من دون قرار اقليمي واضح بامداد الجيش الحر بالامكانات التي يحتاج اليها، لا سيما قاعدة وطرق آمنة، لا يمكن للثوار ان ينتقلوا بالقتال الى مرحلة اكثر تقدما”.

وترفض الدول الغربية تسليح الجيش السوري الحر، الامر الذي تطالب به المعارضة ودول عربية مثل السعودية وقطر. كما لم تلق الدعوات الى اقامة منطقة عازلة على حدود سوريا آذانا صاغية.

ويقول نهار “الخيار الوحيد حاليا يكمن في المضي في عمليات الكر والفر. لا نحتاج الى الفوز، نريد فقط للجيش ان يخسر”.

قصف مستمر على حمص ومناطق في ريف دمشق

أ. ف. ب

بيروت: يستمر القصف العنيف صباح اليوم الاثنين على مدينة حمص المحاصرة في وسط سوريا من القوات النظامية، كما تتعرض مدينة قدسيا في ريف دمشق الى قصف عنيف واطلاق نار، غداة يوم شهد سقوط 67 قتيلا في مناطق مختلفة من البلاد.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان صباح اليوم مقتل اربعة اشخاص بينهم قائد كتيبة معارضة في “انفجار شديد” وقع في بلدة موحسن في محافظة دير الزور (شرق).

وذكر المرصد في بيان آخر “تجدد القصف واطلاق نار في مدينة حمص حيث سمعت اصوات انفجارات في حي الخالدية بالتزامن مع سماع اصوات اطلاق نار في احياء عدة في المدينة”.

وشهدت بعض المناطق في ريف دمشق ليلا وحتى الفجر اشتباكات عنيفة وقصفا استهدف خصوصا مدينتي قدسيا ودوما التي تتعرض لقصف منذ خمسة ايام.

وقال المرصد ان دوما تعرضت لقصف وشهدت مداخلها اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.

وذكرت لجان التنسيق المحلية ان مدينة قدسيا في ريف دمشق تعرضت الى “قصف عنيف” بالاسلحة الثقيلة، بالاضافة الى عمليات قنص، مشيرة الى “تصاعد اعمدة الدخان في سماء المدينة”.

وقال عضو لجان التنسيق في الزبداني في ريف دمشق فارس محمد في بريد الكتروني تلقته وكالة فرانس برس ان الجيش السوري “يفرض حصارا خانقا على منطقتي قدسيا والهامة في الريف”، موضحا ان القصف بدأ “اثر خروج تظاهرة مناهضة للنظام في مدينة قدسيا”.

وتحدث محمد عن “تعزيزات عسكرية ضخمة تصل الى حي المنصورة في مدينة قدسيا بهدف اقتحام المدينة بعد قصفها طوال الليل بقذائف الهاون والمدفعية”.

واشار الناشط محمد الدمشقي الى ان “اعداد الجرحى بالعشرات وهناك جرحى لا يمكن الوصول اليهم بسبب شدة القصف وانتشار القناصين واطلاق النار الكثيف نحو البيوت والمنازل”، بالاضافة الى عدد كبير من الحرائق “اندلعت في عدد من البيوت والمنشآت الصناعية الموجودة في قدسيا”.

كما تعرضت بلدات الضمير والهامة وداريا والزبداني في الريف الدمشقي ايضا الى قصف وسقوط قذائف هاون، بحسب اللجان.

في محافظة اللاذقية (غرب)، افاد المرصد السوري عن تعرض بلدات عدة في جبل الاكراد لقصف “استمر اكثر من سبع ساعات استخدمت فيه القوات النظامية الطائرات الحوامة وراجمات الصواريخ”، مشيرا الى “موجة نزوح في اتجاه قرى اخرى”.

في حلب (شمال)، تواصل “القصف العنيف” على بلدة الاتارب “بشكل عشوائي”، بحسب لجان التنسيق المحلية.

كما تعرضت مناطق في درعا (جنوب) الى قصف بقذائف الهاون، لا سيما طفس واللجاه وكفرشمس والحراك، بالاضافة الى نوى التي وصلتها تعزيزات عسكرية، بحسب ما ذكرت لجان التنسيق.

وكان يوم امس شهد مقتل 67 مواطنا بينهم 38 مدنيا و26 جنديا نظاميا بالاضافة الى ثلاثة مقاتلين معارضين.

                      تضارب حول استعداد الجيش الحر لنقل المعركة إلى طرطوس.. وموسكو تعلن جهازيتها لإجلاء رعاياها

مصدر في الأسطول الروسي ينفي اتجاه سفينة حربية إلى قاعدة في سوريا

موسكو: سامي عمارة بيروت: نذير رضا

بالتزامن مع تصريحات لمصادر عسكرية روسية حول استعداد القوات الجوية لتأمين القطع البحرية الحربية الروسية، في حال إرسالها إلى الشواطئ السورية لإجلاء الرعايا الروس المقيمين في سوريا إذا ما استلزم الأمر.. تواترت أنباء عن استعداد الجيش السوري الحر لنقل المعركة إلى ميناء طرطوس، والتي توجد بها أكبر قاعدة روسية بالبحر المتوسط، لكن نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي رأى أن «الحديث عن استعداد قيادتنا لبدء حملة عسكرية على مدينة طرطوس الساحلية، هو كلام غير مسؤول»، مؤكدا في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن هذه القضية «لا يمكن الحديث عنها أو تناولها»، من غير أن ينفي أو يؤكد صحة ما أشيع.

واعتبر الكردي أن «من أشاع هذا الخبر، يهدف من وراء نقله إلى معرفة النيات المستقبلية لاستراتيجية الجيش السوري الحر العسكرية»، من غير أن يستبعد فرضية أن «نقل الخبر جاء لمجرد الكلام».

وكان موقع «سوريا المستقبل» ذكر أن قيادة الجيش السوري الحر، من مقرها داخل الحدود التركية مع سوريا «تستعد لبدء حملتها العسكرية على مدينة طرطوس الساحلية الشمالية المحمية بآلاف الضباط والجنود السوريين والروس العاملين في سوريا ضمن 100 ألف روسي موزعين على مختلف المناطق الشمالية وعلى العاصمة دمشق، حيث ثقل الترسانتين العسكريتين السوريتين الصاروخية والكيماوية اللتين تعتقد دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وغربية مثل الولايات المتحدة وكندا أن نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد قد لا يتردد في استخدامهما ضد أي تدخل عسكري غربي – عربي في بلاده، وضد دول الجوار مثل لبنان وتركيا والأردن، إذا أدرك أنه لا محالة من سقوطه».

وأفاد الموقع نفسه بأن «أحد ضباط قيادة الجيش السوري الحر كشف عن أن خطط نقل المعركة إلى مدينة طرطوس ومينائها، حيث توجد القاعدة البحرية العسكرية الروسية الوحيدة في حوض المتوسط، وأنها لم تعد إلا مسألة وقت»، لافتا إلى أن «عناصر من الجيش الحر اتخذوا مواقعهم داخل هذه المدينة التي لم تبلغها الثورة بعد (بسبب تشديد حراستها لحماية القاعدة الروسية وأكثر من عشرين ألف خبير عسكري فيها) بانتظار صدور الأوامر إليهم لبدء الحملة العسكرية والتغييرات واستهداف الميناء الضخم الذي ترابض فيه أكثر من عشر قطع بحرية روسية، بينها فرقاطة لإطلاق الصواريخ وأخرى لزرع الألغام البحرية وثالثة سفينة إمدادات».

وإذ جدد الكردي تأكيده أن «هذا الكلام غير مسؤول بتاتا»، أكد أن الجيش السوري الحر «يعتمد أساليب مختلفة في تكتيكاته القتالية»، من غير أن يؤكد أن الجيش الحر بدل استراتيجيته العسكرية بعد معركة الحفة، وقرر القتال على نمط حرب العصابات. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الوضع في الحفة كان استثنائيا، إذ أجبرت هذه المدينة المحاصرة والمطوقة على القتال، وخيرت بين الموت والموت، حيث لم يكن هناك مجال لحرب العصابات، ولم يكن هناك سبيل إلا لمواجهة الجيش وجها لوجه». مشددا على أن الحفة، التي كان يقود معركتها بنفسه «كانت القوات النظامية مستعدة فيها لارتكاب أفظع مجزرة في تاريخ الثورة الثورية، وارتكاب إبادة جماعية بحق السكان». وأضاف أن «التكتيكات التي يتخذها الجيش الحر داخل المعارك، تبنى على مؤشرات عملية ونيات النظام»، موضحا أن «الاستراتيجيات تتبدل بغرض تجنيب المناطق المجازر الجماعية».

وتزامنت المعلومات عن استعداد الجيش الحر لنقل المعركة إلى طرطوس، مع خبر نقلته وكالة الأنباء الروسية «أيتار – تاس» عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أكد أن «عددا من البوارج الروسية تقف في حالة الاستعداد للتوجه نحو الشواطئ السورية».

وأوضح المصدر للوكالة نفسها، أن «البحر الأبيض المتوسط يقع في منطقة المسؤوليات لأسطول البحر الأسود الروسي، ولذلك ليس من المستبعد أن تتوجه سفنه الحربية إلى هناك لتنفيذ مهام تأمين قاعدة طرطوس لإمداد الأسطول الروسي التي تستأجرها روسيا من سوريا»، مشيرا إلى أن «هناك عددا من السفن الحربية التابعة لأسطول البحر الأسود تقع في أهبة الاستعداد للإبحار، بما فيها سفن الإنزال مع وحدات المشاة البحرية الروسية».

لكن مصادر عسكرية روسية نفت الأنباء التي تواردت حول احتمالات إبحار السفينة «نيكولاي فيلتشينكوف» التابعة لأسطول البحر الأسود في اتجاه ميناء طرطوس السوري وعلى متنها وحدة من مشاة البحرية بهدف تأمين المواقع العسكرية السورية التابعة لمركز الإمداد والصيانة الموجود هناك. ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن مصادر في البحرية الروسية قولها إن السفينة موجودة في ميناء سيفاستوبول مركز القاعدة البحرية الروسية في شبه جزيرة القرم منذ الثامن من يونيو (حزيران) وليست محملة بأي شحنات أو أي قوات من مشاة البحرية كما قيل، فضلا عن عدم صدور أي أوامر بالاستعداد للسفر إلى سوريا.

ومن اللافت أن هذه التصريحات صدرت بعد أن تناقلت وكالات الأنباء ما قاله الجنرال فلاديمير غرادوسوف، نائب القائد العام للقوات الجوية الروسية، حول استعداد القوات الجوية لتأمين القطع البحرية الحربية الروسية في حال إرسالها إلى الشواطئ السورية لإجلاء الرعايا الروس المقيمين في سوريا؛ إذا ما صدر القرار عن القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية.

وكانت وكالة «ريا نوفوستي» نقلت عن الجنرال غرادوسوف قوله إن «المنطق يقول إن الدولة مدعوة لحماية رعاياها»، وتأكيده أنه «على قناعة من أن روسيا لن تترك أبناءها، وستعمل على تأمين إجلائهم إلى الوطن في حال اقتضت الضرورة ذلك».

ومن المعروف أن سوريا تقطنها إحدى أكبر الجاليات الروسية في العالم العربي، وتتكون من الخبراء والعسكريين العاملين بموجب العقود والاتفاقيات الرسمية مع الدولة السورية، إلى جانب زوجات السوريين الذين كانوا تلقوا تعليمهم وتدريباتهم في روسيا والاتحاد السوفياتي السابق.

وكانت مصادر روسية سبق وكشفت في وقت سابق من هذا الشهر عن أن وزارة الدفاع الروسية بدأت في إعداد بعض الوحدات العسكرية بهدف إرسالها إلى الخارج؛ بما في ذلك إلى سوريا. ونقلت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» عن مصادر مطلعة في المؤسسة العسكرية قولها، إن «فرقة بيسكوف للمظلات رقم 76 مع اللواء 15 من بيسكوف، والذي يضم عددا من المقاتلين الشيشان الذين سبق وخدموا في كتيبتي القوات الخاصة التابعة للمخابرات العسكرية (الشرق والغرب)، تقوم باستعدادات مكثفة للمشاركة في عمليات قتالية».

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن فرقة بيسكوف للمظلات سبق وشاركت في مهمات لحفظ السلام في كل من كوسوفو والشيشان وجورجيا. وقالت إن القوات المدعومة بمقاتلين من الشيشان سبق وقامت بمهام تتعلق أيضا بحفظ السلام في لبنان في الفترة 2006 – 2007، بينما أبلت بلاء حسنا حين شاركت في الحرب ضد جورجيا في عام 2008.

وأشارت الصحيفة إلى وجود قوات خاصة من مشاة البحرية من أسطول البحر الأسود تجري أيضا استعداداتها للقيام بعمليات مماثلة في سوريا، مشيرة إلى انضمامها إلى القوام القتالي لسفينة الحراسة «سميتليفي»، التي سبق وزارت ميناء طرطوس في مايو (أيار) الماضي بعد انتهاء فترة دوريتها في مياه البحر المتوسط.

وكان كل من وزيري الدفاع أناتولي سيرديوكوف والخارجية سيرغي لافروف سبق وأدانا ما يثار عن احتمالات مشاركة قوات روسية في الأحداث الجارية في سوريا، مشيرين إلى «محاولات المعارضة التذرع بمثل هذه الأخبار غير الدقيقة، بهدف إحباط مهمة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا». وأكدت المصادر الرسمية أن القوات الروسية الموجودة في البحر المتوسط، والتي تستخدم مركز الصيانة والإمدادات التقنية في طرطوس لا علاقة لها بالأحداث الداخلية في سوريا، وأن ما تقوم به من نشاط يدخل في إطار مهامها الاستراتيجية في منطقة البحر المتوسط.

وكان إيغور يورغنس، مدير معهد التنمية المعاصرة الذي تأسس بمبادرة من الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف، طرح مبادرة تقضى بإيفاد قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة بلدان معاهدة الأمن الجماعي (التي تضم روسيا ومعظم بلدان الاتحاد السوفياتي السابق) لمساعدة أنان في تنفيذ خطته. وطالب يورغنس باتخاذ موقف أكثر مرونة في سوريا، معيدا إلى الأذهان قرار الأمم المتحدة حول «المسؤولية عن الحماية»، والذي ينص على «حق الأسرة الدولية في التدخل العسكري، باعتباره خطوة أخيرة في حال عجز الدولة عن حماية مواطنيها من الجرائم الموجهة ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم».

وتعليقا على اقتراح يورغنس حول إيفاد قوات حفظ السلام، قال نيكولاي بورديوجا الأمين العام لمنظمة بلدان معاهدة الأمن الجماعي، إن «اتفاقية استحداث القوات الجماعية للرد السريع التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي تقضي بإمكانية الفصل بين الأطراف. أما الوضع في سوريا فيقضي بتنفيذ عملية إرغام الأطراف على الجنوح إلى السلام، وقبل كل شيء بالنسبة إلى المقاتلين، أو بالأحرى أولئك الذين يحاولون معالجة المهام السياسية بحمل السلاح وليس في إطار دستور الدولة».

وأضاف قوله بجواز هذه المبادرة من الناحية النظرية، والتي وصفها بأنها «مبادرة مضيئة للسياسيين، لكن ليس لمن يزج به في هذا الجحيم ضمن قوات الرد السريع»، التي تضم ما يقرب من عشرين ألفا من خيرة العسكريين المدربين، مشيرا إلى أن المعارك تدور في سوريا باستخدام الأسلحة الثقيلة من قبل الجانبين.

وكان ديمتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، قد انتقد الدعوة إلى التدخل العسكري الخارجي في سوريا ومحاولات عدد من الأوساط الغربية استمالة روسيا والصين إلى الموافقة المتشددة لهذه الأوساط ضد سوريا. ونقلت عنه صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» قوله، إن «موقف روسيا إزاء الأحداث في سوريا معروف جيدا، وهو متوازن ومنطقي تماما. ومن العبث التعويل على تغييره تحت أي ضغوط».

«تململ» في صفوف الضباط الموالين للنظام السوري مع ازدياد الانشقاقات

قالوا إن الرتب الوسطى وجدت نفسها متورطة في حرب دامية ستنتهي بالضرورة لمصلحة الثوار

بيروت: «الشرق الأوسط»

بينما كشفت مصادر واسعة الاطلاع في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» عن انشقاق عشرات العمداء مؤخرا وتوجههم إلى تركيا، وسط تكتم مطلق خوفا من عمليات انتقامية بحق عائلاتهم وأقاربهم، كان آخرهم عميد من آل بري، وهو قائد لفوج مدفعية، أكد ناشطون سوريون مناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد أن حالة من «التململ والخوف» بدأت تنتشر في صفوف ضباط الجيش السوري النظامي، لافتين إلى «أن الكثير من ضباط الرتب المتوسطة في الجيش الموالي للأسد وجدوا أنفسهم – بعد سنة ونصف على اندلاع الثورة – متورطين بحرب دامية، ستنتهي بالضرورة لمصلحة الثوار بحكم الغلبة العددية، الأمر الذي دفعهم إلى إعادة حساباتهم وعدم التورط أكثر مع نظام الأسد».

ومن خلال علاقاته مع بعض العسكريين استطاع معين، وهو ناشط دمشقي يعمل سرا، رصد توجهات الكثير من الضباط حول ما يحدث في البلاد. ويقول الناشط المعارض: «معظم الضباط يشعرون أنهم (كبش محرقة) يضحي بهم نظام الأسد من أجل استمرار بقائه لأطول وقت ممكن»، ويضيف: «سمعت أحد الضباط، وهو ملازم أول يتحدر من إحدى قرى الساحل السوري وينتمي إلى الطائفة العلوية، يقول إنه في بداية الأزمة اعتقدنا أن النظام سينهيها خلال أيام.. وقفنا معه بقوة وسعينا بكل جهودنا لإعادة الاستقرار، لكن الذي اتضح لاحقا أن الأزمة ستطول والنظام لم ولن يستطيع فرض سيطرته كالسابق، هناك واقع جديد نحن نلمسه يوميا على الأرض، ولكن القيادة ترفض الاعتراف به».

ويجزم ناشطون معارضون بأن النظام السوري يعمد إلى انتقاء الضباط الذين يقودون العمليات ضد المدن والقرى المنتفضة، معتمدا على الولاء الطائفي والعائلي في عملية الاختيار، ويقول معين: «هناك حالة من عدم الثقة بدأت تتسرب إلى النواة العسكرية الضيقة داخل الجيش النظامي»، مضيفا: «هناك ضباط كانوا من أقرب المقربين للرئيس الراحل حافظ الأسد تم استبعادهم عن القرار بما يخص الأزمة الحالية، وآخرون تم تجميد نفوذهم وتقليص صلاحياتهم»، ويتابع: «حتى الضباط العلويون، الكثير منهم صار خارج دائرة ثقة النظام الحاكم».

ويشير الناشط إلى أن «الضباط التابعين للنظام صاروا يعرفون، بحكم عملهم الميداني، أن هنالك جيشا منظما يواجه النظام وليس عصابات كما يقول الإعلام السوري.. معظمهم يرى أن الجيش الحر صار خصما عسكريا فاعلا ضد الجيش النظامي يتمتع بقدرات قد تمكنه من الحسم في حال تم دعمه بالسلاح».

وتتقاطع الكثير من الأنباء حول أن الضباط والعسكريين المقربين من النظام يخضعون لمراقبة مشددة من قبل المخابرات العسكرية خشية قيامها بالانشقاق عن النظام السوري وهربهم خارج البلاد.

ويعزو الناشطون المعارضون هذا التململ في صفوف الضباط الموالين للنظام إلى أسباب عدة، أبرزها «انحسار قوة النظام الحاكم وخروج الكثير من المناطق عن سيطرته، مما أشعر هؤلاء الضباط بأن النظام آيل للسقوط، وبالتالي فإن التورط معه أكثر بمثابة الانتحار». والسبب الثاني وفقا للناشطين هو «الخوف من العواقب القانونية في حالة تورطهم في المزيد من المجازر والجرائم بحق المدنيين، وهو ما صدر بحقه أكثر من تحذير للعسكريين التابعين للأسد، آخرها منذ أيام عبر الخارجية الأميركية».

أما السبب الثالث وهو الأهم من وجهة نظر الناشطين، فسلسلة عمليات الاغتيال التي نفذتها مجموعات تابعة للجيش الحر في المدن والمحافظات السورية ضد ضباط وعسكريين يقودون حملات القمع والتدمير بحق السوريين. هذه العمليات أشعرت الضباط بأنهم سيحاسبون على أعمالهم، وهناك طرف على الأرض يقوم بذلك. ويلفت الناشطون إلى أن هؤلاء الضباط صاروا يشعرون بالخطر والخوف ويدركون أنه لا جدوى من الاستمرار في القتال، إلا أنهم لا يستطيعون التراجع أو الانسحاب بسبب المصير الذي قد يلاقونه من قبل النظام الحاكم، وهو قطعا التصفية.

يذكر أن النظام السوري يعتمد بشكل كبير في عمليات القمع ضد المناطق المنتفضة على عناصر الفرقتين الرابعة والخامسة، اللتين يقودهما العقيد ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد.

قوات الأمن تحاصر وتقصف الآلاف في حمص وريفها وناشطون يتحدثون عن «إبادة جماعية»

استهداف الرستن بأكثر من 300 قذيفة مدفعية.. واستغاثات بالأمم المتحدة لإجلاء الأهالي

بيروت: بولا أسطيح

بعد يوم من تعليق بعثة المراقبين الدوليين عملها في سوريا، ووسط استمرار التصعيد العسكري للقوات النظامية في سوريا، أعرب عدد من الناشطين عن تخوفهم من رفع النظام السوري وتيرة العنف والقتل باعتبار أنه لا يوجد من يراقب أعماله ميدانيا. وأفادت لجان التنسيق المحلية أمس بمقتل ما يزيد على 43 شخصا معظمهم في ريف دمشق وحمص، بالتزامن مع استمرار عملية الحصار التي تنتهجها قوات الأمن، بحسب الناشطين في حمص وريفها.

وفي هذا الإطار، قال عضو لجان التنسيق المحلية في حمص سليم قباني إن آلاف العائلات محاصرة في مدينة حمص وريفها، معربا عن تخوفه من «عمليات إبادة جماعية يسعى النظام لتنفيذها، كونه يقصف وبقوة وبكل أنواع الأسلحة هذه التجمعات السكنية حيث يستهدف المدنيين وبشكل مباشر».

وأوضح قباني أن 20 صاروخا سقطت على قلعة الحصن الأثرية، فيما أفاد لـ«الشرق الأوسط» عن استهداف الرستن بما يزيد على 300 قذيفة مدفعية، وقال: «يتم قصفنا بصواريخ لم نتمكن حتى الساعة من تحديد نوعيتها».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي الخالدية وأحياء أخرى في مدينة حمص «تتعرض للقصف منذ يوم السبت من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء»، لافتا إلى أن مدنيا قتل صباح أمس في الخالدية نتيجة القصف، فيما قتل مقاتل معارض في حي كرم شمشم في المدينة إثر اشتباكات مع القوات النظامية، ومقاتل آخر في أحد أحياء حمص القديمة برصاص قناص. وقال ناشطون إن مواطنين اثنين قتلا في قصف وإطلاق نار من القوات النظامية على تلبيسة في ريف حمص، وآخرين في قصف على مدينة الرستن.

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لفت في وقت سابق إلى أن القصف المستمر يحاصر أكثر من ألف عائلة في أحياء حمص، داعيا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى «التدخل الفوري» لوقف القصف و«إجلاء وحماية» العائلات والجرحى. بدوره، قال الناشط أبو بلال من حمص القديمة إن «القصف لم يتوقف علينا، والحصار خانق». وأضاف: «إذا دخلت القوات النظامية الأحياء المحاصرة، ستتم إبادة الأشخاص العالقين فيها». وتحدث أبو بلال عن أن «الأدوية تنفد، وهناك نقص كبير في الغذاء والماء»، مشيرا إلى أن عشرات الجرحى «سيموتون إذا لم يحصلوا على العلاج، ولا يمكننا إخراجهم من المدينة».

كما أشار ناشط آخر إلى أن هناك مئات الأشخاص العالقين والمصابين بإصابات خطيرة، وأضاف أن العالقين هناك يخشون ارتكاب القوات النظامية مجزرة بحال نجحت في اقتحام تلك الأحياء لفرض سيطرتها. وأوضح الناشط صعوبة التواصل عبر شبكة الإنترنت الفضائية والجوالات الدولية، قائلا إنه بمجرد تشغيل أي جهاز اتصال فضائي تنهمر القذائف مثل المطر على الموقع، وعبر عن مخاوفه من موت العالقين في الأحياء المحاصرة دون أن يتمكن أي أحد منهم من إبلاغ العالم الخارجي بما يجري.

وأظهر شريط فيديو نشره ناشطون على شبكة الإنترنت سحبا كثيفة من الدخان ترتفع من حي جورة الشياح في حمص، فيما يؤكد صوت مسجل على الشريط أنها «منازل تحترق جراء القصف»، بينما يمكن في شريط فيديو آخر سماع أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي الخالدية. وبدت الشوارع مقفرة في الحيين، وسط ركام ودمار كبير في الأبنية التي تحمل آثار فجوات كبيرة، إلى جانب سيارات محترقة أو محطمة في الطريق. وكان المجلس الوطني السوري حذر السبت الماضي من وقوع «مجزرة كبيرة» في حمص، مشيرا إلى أن المدينة محاصرة بثلاثين ألفا من «الجنود والشبيحة».

وفي القصير، تجدد القصف العنيف على المدينة والقرى المحيطة بها منذ ساعات الصباح الأولى، لا سيما قرى جوسية والنزارية والصالحية، وعاد ليتجدد بعد الظهر وليصل إلى أربع قذائف في الدقيقة الواحدة، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل وسقوط العديد من الجرحى في صفوف المدنيين.

وبالتزامن، أشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى سقوط قتلى أيضا في كل من حلب ودرعا وإدلب ودير الزور والرقة، مع تأكيدات باستخدام راجمات صواريخ ومدفعيات في محاولة لاقتحام القوات النظامية الريف الغربي في حلب.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن القصف العشوائي على بلدة دير العصافير في ريف دمشق أوقع أربعة قتلى و20 جريحا، إصابة بعضهم حرجة. وقال ناشطون إن مدن وقرى ريف دمشق شهدت أمس قصفا مدفعيا عنيفا وعمليات دهم واعتقال، حيث استمر قصف الجيش النظامي لبلدة المليحة القريبة أيضا من دير العصافير، كما تعرضت جموع من الشبان في زملكا لإطلاق النار من قبل قناصة، وسمع صوت انفجارات ضخمة في أحياء الميدان والزاهرة ونهر عيشة وكفرسوسة وعدة أحياء أخرى من العاصمة دمشق.

ودارت اشتباكات عنيفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بين القوات النظامية ومقاتلين من الجيش الحر في بلدة المليحة بريف دمشق. كما سُجل، وبحسب شهود عيان، سقوط قذائف ليلا على مدينة دوما التي تعرضت للقصف لأربعة أيام متوالية، وقتل شخص في بلدة مسرابا بريف العاصمة في إطلاق نار.

وأظهرت صور بثها ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت آثار الدمار التي خلفها قصف مدينة دوما. وكان ناشطون أفادوا أول من أمس بأن عشرين شخصا أعدموا رميا بالرصاص وذبحا بالسكاكين في سقبا بريف دمشق.

وفي حلب، التزم السكان يوم الأحد بالإضراب في عدد من أحياء المدينة «تضامنا مع الريف الحلبي»، بحسب ناشطين أفادوا أن هناك «كتابات ثورية تشجيعية على الجدران وأبواب المحال التجارية، ومنشورات ورقية تم رميها في الشوارع تحرض على الإضراب وتنادي بخروج مظاهرات». هذا، وكان قد أفيد باشتباكات ليل السبت – الأحد في ريف حلب، وقال المرصد إن بلدات الأتارب وابين وكفر كرمين في محافظة حلب تعرضت لقصف من القوات النظامية السورية التي «تحاول اقتحام الريف الغربي»، وتستخدم في القصف «راجمات الصواريخ والمدفعية»، معلنا مقتل مواطن فجرا في ابين.

وأفاد ناشطون من حلب أن القصف استمر ليلا على مدينة عندان التي تشهد منذ مدة على مداخلها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة معارضة، مشيرين إلى «انقطاع التيار الكهربائي وكل وسائل الاتصال مع العالم الخارجي» في عندان، بالإضافة إلى «تدمير خزانات المياه» و«استهداف أبراج الكهرباء والنقاط الطبية والإسعافية بالقصف المدفعي والصاروخي». وأعلنت «مدينة عندان مدينة منكوبة».

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «القصف العنيف» طال أيضا بلدة بابكة في محافظة حلب، مما أثار «حالة ذعر بين الأهالي وحركة نزوح».

وفي محافظة إدلب، أفاد ناشطون بانفجار سيارة مفخخة على طريق كفريا – إدلب، من دون أن ترد أنباء عن خسائر بشرية، فيما قُتل مواطن إثر إصابته برصاص قناص صباح أمس قرب قرية التمانعة في إدلب.

وفي محافظة اللاذقية، تعرضت قرى عدة في جبل الأكراد للقصف من القوات النظامية السورية، بحسب المرصد. وتحدثت مصادر في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» عن اشتباكات متقطعة بين مجموعات صغيرة من العناصر المنشقة وقوات الأمن، خاصة على الحواجز.

وفي محافظة دير الزور، أفاد المرصد بمقتل قائد كتيبة مقاتلة معارضة ومدني، وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وجيش النظام في محيط بلدة بقرص في دير الزور.

أما في محافظة حماه، فقتل، وبحسب ناشطين من المنطقة، ثلاثة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات مع مقاتلين معارضين فجر الأحد في سهل الغاب.

سيدا يدعو «مجموعة أصدقاء سوريا» إلى التحرك بمفردها أمام عجز مجلس الأمن

الجامعة العربية: عقد مؤتمر المعارضة السورية نهاية يونيو الجاري بالقاهرة

بيروت: «الشرق الأوسط» القاهرة: صلاح جمعة

دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا أمس «مجموعة أصدقاء سوريا» إلى التحرك بمفردها لإنقاذ المدنيين في سوريا، في حال عجز مجلس الأمن عن اتخاذ أي قرار بسبب الفيتو.. فيما طالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار حاسم من النظام السوري عن طريق الشرعية الدولية والمجتمع الدولي، مشددا على أنه «بعد تجميد عمل المراقبين الدوليين بات من الضروري وضع كل الاحتمالات على الطاولة، لأن النظام السوري لا يفهم إلا لغة القوة ويصر على ارتكاب الجرائم في حمص، ويقوم بقصف تلبيسة والقصير والكثير من المناطق، فيما تتعرض مدينة حلب وريفها لحملات شرسة من قبل قوات النظام، في حين تم ارتكاب مجزرة في جبل الأكراد».

وقال سيدا في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول: «نطالب بقوة مجلس الأمن لأن يتخذ قرارا حاسما عن طريق الشرعية الدولية، لكن في حال جوبهنا بفيتو – كما لا نتمنى ولا نرغب – فحينئذ سنتوجه إلى مجموعة أصدقاء سوريا لكي تتحرك عاجلا»، معتبرا أن «المسألة لا تحتمل انتظار موعد الاجتماع المقبل في باريس» للمجموعة المذكورة.

وكانت باريس أعلنت أن اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» سيعقد في السادس من يوليو (تموز) في باريس، وبرر الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الدعوة إلى الاجتماع «بالتفاقم المقلق للوضع في سوريا».

وخلال المؤتمر قال سيدا: «إن قرار تجميد عمل المراقبين، الدوليين في سوريا يؤكد أن المجتمع الدولي بات يقطع الأمل في النظام السوري.. الذي يعيش مراحله الأخيرة، التي تتمثل في تراجع سيطرته على المدن الكبرى كدمشق وحلب وغيرها»، لافتا إلى أن «النظام السوري يعيش حالة تآكل داخلي تتمثل في حالة الارتباك التي يعانيها».

واستغرب سيدا كيف أن المجازر باتت عادة مألوفة في الأيام الأخيرة في سوريا، مؤكدا أن هذا أمر يتنافى مع منطق العصر وقيمه التي لم يعد النظام السوري ينتمي إليها بأي شكل من الأشكال. وأضاف أن النظام الأسدي الذي لم يكن يمتلك الشرعية قط، مصمم على المتابعة في جرائمه وسط مناخ دولي لم يرتق بعد للمستوى المطلوب، منوها بأن النظام يعي أن كل تراخٍ دولي بمثابة إعطاء المزيد من الفرص لكي يتمكن من قتل المزيد من السوريين.

وقال رئيس المجلس الوطني: «نطالب الأشقاء العرب عبر الجامعة العربية، خاصة الإخوة في الخليج العربي، ونطالب المجتمع الدولي وسائر الأصدقاء ضمن مجموعة أصدقاء سوريا باتخاذ موقف حاسم، لأن الأيام الحالية مفصلية في تاريخ الثورة السورية، والنظام مصمم على بث روح الفوضى والدمار ويقتل السوريين من دون أي إحساس بالمسؤولية».

وتوجه سيدا بالتحية إلى شهداء الثورة السورية والجرحى والمعتقلين، وكل أبناء الشعب السوري في مخيمات اللاجئين بتركيا ولبنان والأردن وكردستان العراق، الذين استبسلوا في الدفاع عن حرية شعبهم وكرامته.

إلى ذلك، أعلنت جامعة الدول العربية أمس أن اللقاء التشاوري لأطراف المعارضة السورية الذي عقد على مدار يومين بإسطنبول خلص إلى التوافق على عقد مؤتمر المعارضة خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، تنفيذا لقرار مجلس الجامعة الوزاري في هذا الشأن.

وقال مسؤول بالجامعة أمس إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد للمؤتمر على أن تباشر أعمالها خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وجميع أطراف المعارضة السورية.

وتتولى اللجنة التحضيرية إعداد قائمة المشاركين وجدول الأعمال ومشاريع الوثائق المختلفة التي ستعرض على المؤتمر.

وقال بيان عن الجامعة إن اللقاء التشاوري تطرق أيضا إلى تطورات الأوضاع الخطيرة في سوريا، كما أكد المشاركون ضرورة الوفاء بالتزامات جميع أطراف المعارضة السورية تجاه الشعب السوري والمجتمع الدولي والعمل على تقريب وجهات نظرها وتوحيد مواقفها إزاء تحديات المرحلة الراهنة، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته فيما يتعلق بالمجازر المستمرة في المدن والأحياء السورية.

كما أكد المشاركون دعم المعارضة لأي مبادرة دولية تهدف إلى وقف القتل وحقن دماء الشعب السوري، وضمان رحيل بشار الأسد ونظامه، وبدء التفاوض على عملية سياسية تفضي إلى الانتقال السلمي للسلطة.

الجيش الحر: «تسلل الإرهابيين» ذريعة لمهاجمة المدن المحاصرة

قيادي لـ«الشرق الأوسط» : المقاتلون السوريون أصبحوا 300 ألف.. وعاتبون على الحكومة التركية

بيروت: نذير رضا

نفى مصدر قيادي في الجيش السوري الحر تسلل مقاتلين مسلحين عبر الحدود اللبنانية – السورية والحدود التركية – السورية إلى الداخل السوري، مؤكدا في حديث مع «الشرق الأوسط» أن «تلك الادعاءات عارية تماما من الصحة، ويتمسك بها النظام لتبريره قصف المناطق السورية الثائرة عليه».

وجاء تصريح المصدر عقب إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «الجهات المختصة أحبطت محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي اللبنانية في منطقة تلكلخ قرب قرية العرموطة»، كما أعلنت أن «قوات حرس الحدود تصدت ليلة أمس لمحاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة إلى داخل الأراضي السورية في موقع الزوف بريف إدلب».

وقال المصدر العسكري في الجيش الحر إن «النظام يتذرع بدخول إرهابيين إلى المناطق السورية، لشن حملاته العسكرية على المدن المحاصرة»، متسائلا: «إذا كان القصف على الحدود اللبنانية – السورية والحدود اللبنانية – التركية هادفا لإعاقة وصول مقاتلين، فلماذا يقصف حمص وحماه وريف دمشق ودير الزور وغيرها من المدن غير الحدودية؟».

وأشار إلى أن من يقوم ضد النظام في سوريا «هو الشعب، وليس الإرهابيين، لأنه لا وجود لإرهابيين هنا»، موضحا أن «الرقم الذي بلغته القوات المقاتلة ضد النظام والبالغ 300 ألف مقاتل، خير دليل على أن ما يجري في سوريا هو ثورة حقيقية، وليس مجموعات مسلحة؛ إذ تصنف على هذا النحو في العلوم العسكرية إذا كان عددها لا يتجاوز الألفي مقاتل من أصل 20 مليون مواطن».

وأبدى المصدر القيادي عتبه على الحكومة التركية التي لا تسمح بمرور أي عسكري إلى الأراضي السورية، قائلا: «نحن عاتبون على الحكومة التركية، كونها شددت الحصار على الحدود، ومنعت دخول أي مقاتل إلى الداخل السوري عبر أراضيها، مما زاد التضييق على السوريين الراغبين بالقتال في الداخل»، لافتا إلى أن «من دخل إلى الأراضي السورية عبر تركيا هم مسعفون لا يتجاوز عددهم أصابع اليد».

وإذ أشار إلى أن الحدود اللبنانية «قد تكون حصلت فيها بعض التجاوزات»، أكد أن ذلك يحصل في مختلف دول العالم، وقال: «ليست التجاوزات قاعدة؛ بل استثناءات»، لافتا إلى أن «البلد دخل في حالة من الفوضى، مما يسمح بحصول تجاوزات عبر الحدود»، مشددا على أن «الثورة عمت الأراضي السورية، وشملت 40 في المائة من الساحل السوري الذي يعتبر عقر النظام، مما يؤكد أن ما يجري ليس إرهابا؛ بل ثورة شعب على النظام».

وعلى الجانب الآخر من الحدود، وتحديدا على الجانب اللبناني، قالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات النظامية فرضت حصارا خانقا لمنع دخول مسلحين – أو حتى ناشطين في ميدان حقوق الإنسان – إلى الداخل السوري»، مؤكدة أن الحدود التي تمتد من عرسال في البقاع الشمالي إلى منطقة وادي خالد والبالغة 180 كيلومترا «أحكمت القوات السورية إغلاقها، ولم تسمح لدخول أحد إليها إلا عبر معبر عرسال الوحيد، فيما تجري بعض التجاوزات؛ حيث يتسلل بعض النازحين إلى الأراضي اللبنانية في المنطقة المتاخمة للبقاع في محيط بلدة أكروم، بمعرفة القوات السورية التي تسمح بذلك استثنائيا بغية تخفيف الضغط عنها، بما يتيح لها القصف العنيف بغياب المدنيين عن المنطقة».

وعن التسلل إلى الأراضي السورية، أكدت المصادر عينها أن «القوات النظامية لا تسمح بدخول قشة إلى الأراضي السورية»، مشيرة إلى أن «حرس الحدود يطلقون النار على الحيوانات العابرة إلى الداخل السوري، خوفا من أن تكون محملة بالسلاح والذخائر». وأضاف: «تلك الادعاءات اعتدنا عليها، فنحن أبناء القرى نعرف تفاصيل الأمور، ونشاهد بأم العين ما يحصل، لذلك لم تعد تلك المبررات لقصف المدن السورية الحدودية تمر علينا».

من جهة أخرى، تعد المنطقة الحدودية الشرقية اللبنانية «مقفلة تماما أمام عمليات العبور إلى الداخل السوري»، حيث «لم تسجَّل أية عملية تسلل إلى الداخل السوري منذ انطلاق الثورة السورية». وقالت مصادر ميدانية في البقاع الشرقي لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات النظامية تحكم السيطرة على قمم الجبال المطلة على منطقة بعلبك وصولا إلى منطقة رياق، وهي منطقة جرداء، تكشف كل من يحاول التسلل عبرها، خلافا لمنطقة وادي خالد الوعرة التي تكسوها النباتات والأشجار الحرجية».

وكانت وكالة «سانا» أفادت عن «إحباط الجهات السورية المختصة في حمص محاولات تسلل مجموعات إرهابية مسلحة من الأراضي اللبنانية إلى سوريا في عدة مواقع بريف حمص». وقالت الوكالة إن «الجهات المختصة تصدت لمجموعة إرهابية حاولت التسلل من لبنان إلى الأراضي السورية بالقرب من منطقة الجورة في ريف القصير، واشتبكت معها وتمكنت من قتل 6 وجرح 4 إرهابيين، بينما لاذ باقي أفراد المجموعة بالفرار إلى داخل الأراضي اللبنانية».

ونقلت «سانا» عن مصدر قوله إن «الجهات المختصة تصدت أيضا لمجموعات إرهابية مسلحة حاولت التسلل أيضا من لبنان إلى سوريا من مواقع حالات والعزيزية والعريضة في ريف تلكلخ، واشتبكت معها وأصابت عددا من أفرادها، بينما فر بقية الإرهابيين باتجاه الأراضي اللبنانية، حيث شوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقل المصابين منهم إلى الداخل اللبناني».

وذكرت الوكالة أن «قوات حرس الحدود تصدت ليلة (أول من) أمس لمحاولة تسلل (مجموعة إرهابية مسلحة) إلى داخل الأراضي السورية في موقع الزوف بريف إدلب» حيث «اشتبكت قوات حرس الحدود مع المجموعة الإرهابية وأوقعت في صفوفها عددا من القتلى والجرحى ولاذ الباقون بالفرار إلى داخل الأراضي التركية».

النظام السوري يعلن مقتل مهندس تفجيرات «جبهة النصرة».. والجيش الحر يعتبرها فبركات

المقدم الحمود لـ«الشرق الأوسط»: لا وجود لمقاتلي «القاعدة» في سوريا.. وفكرهم لا يتناسب معنا

بيروت: بولا أسطيح

نفى الناطق الإعلامي باسم الجيش السوري الحر، المقدم المظلي المنشق خالد الحمود ما أوردته وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري عن أن قوات الأمن السورية تمكنت من قتل القيادي المسؤول عن تخطيط التفجيرات بـ«جبهة النصرة» التابعة لمنظمة القاعدة، في ريف دمشق بعد اشتباك معه، مشددا على أنه لا وجود لمقاتلي «القاعدة» في سوريا، وأن فكر «(القاعدة) التكفيري والطائفي» لا يتناسب مع توجهات الثورة السورية بالأساس، التي ليس لها اتجاه ديني أو سياسي.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أعلنت أنه «وبعد التحري والمتابعة وبالتعاون مع الأهالي داهمت الجهات المختصة وكرا لإرهابيين في ريف دمشق واشتبكت معهم، فتمكنت من قتل الإرهابي وليد أحمد العايش، الذراع اليمنى لزعيم جبهة النصرة التابعة لـ(القاعدة)، الذي أشرف على تفخيخ جميع السيارات التي تم تفجيرها في دمشق».

وأوردت «سانا» أن الجهات المختصة ضبطت كذلك في وكر الإرهابيين كمية من الأسلحة والذخائر»، وأرفقت الخبر بصورة لمن قالت إنّه وليد أحمد عياش (26 عاما) سوري الجنسية وملقب بـ«أبو ياسر».

واعتبر المقدم الحمود أن «جبهة النصرة» هي مجموعة ابتكرها النظام لإيهام الغرب بأن «القاعدة» أصبحت في سوريا، وأنها قد تسيطر على الأسلحة الكيماوية، مما يهدد المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا علاقة لنا بأي من عناصر (القاعدة) الذين نلفظهم أصلا، لفكرهم التكفيري والطائفي، لأن اتجاهنا الوحيد تحرير سوريا بعيدا عن أي اتجاه ديني أو مذهبي».

وبينما نفى الحمود معرفة الجيش الحر بالقتيل الذي عرفت عنه «سانا» على أنه الذراع اليمنى لزعيم جبهة النصرة، أعرب عن تخوفه من أن تؤدي هذه الفبركات التي يتمادى بها النظام ويصدقها الغرب لتدخل غربي بري في سوريا، وإنشاء قواعد عسكرية غربية، وأضاف: «نحن نرفض هذا السيناريو رفضا قاطعا، إذ إننا نسعى للحرية وليس لنوع جديد من الاحتلال»، مذكرا بأن ما يطالب به الجيش الحر ضربات جوية لمفاصل النظام، وحظر جوي وإنشاء ممرات آمنة، وليس تدخلا عسكريا أجنبيا عبر البر.

ويأتي إعلان النظام السوري عن قتل أبو ياسر بعد يوم واحد من إعلانه أن «الجهات المختصة ألقت القبض على الإرهابي محمد حسام الصداقي من تنظيم القاعدة – جبهة النصرة، الذي كان سيفجر نفسه داخل جامع الرفاعي بدمشق، خلال صلاة الجمعة».

وقد خرجت جبهة النصرة «فجأة» إلى بؤرة الاهتمام الإعلامي في شهر مارس (آذار) الماضي حين تبنت في أشرطة فيديو وبيانات منشورة على مواقع إلكترونية أصولية عمليات تفجير في دمشق وحلب، أبرزها انفجاران استهدفا في 17 مارس مركزين أمنيين في دمشق وتسببا بمقتل 27 شخصا بحسب السلطات، وانفجار في 6 يناير (كانون الثاني) في دمشق أدى إلى مقتل 26 شخصا، وانفجار في حي الميدان في دمشق في 27 أبريل (نيسان) أودى بحياة 11 شخصا، بالإضافة إلى تفجيرين في حلب في 12 فبراير (شباط) قتل فيهما 28 شخصا.

كما تبنت «جبهة النصرة لأهل الشام» الإسلامية مؤخرا الانفجار الذي وقع في دير الزور في 21 مايو (أيار) الماضي، وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص.

وترفض قوى المعارضة السورية التعاطي مع المعلومات، التي تقول إن النظام السوري «يسوقها»، عن تسلل مجموعات تابعة لـ«القاعدة» إلى سوريا، وتنفيذ جبهة النصرة للتفجيرات في دمشق وحلب ودير الزور، وتضعها في خانة «الفبركات التي تهدف لحرف نظر المجتمع الدولي عن الجرائم والمجازر التي يتمادى النظام في اقترافها بحق الشعب السوري».

الأسد «المنبوذ» سيقاتل حتى النهاية

أحلام «ربيع دمشق» سبقت «الربيع العربي» بعقد من الزمان.. لكن اتضح أنها خدعة

بشار الأسد

واشنطن: مارك فيشر *

قبل أكثر من عقد على بدء الربيع العربي، كان هناك ربيع دمشق. فخلال الأشهر الأولى لتولي بشار الأسد الحكم في سوريا عام 2000، شهدت الساحة السورية موجة من حرية التعبير بعدما بعث بمؤشرات فسرت بنيته تخفيف القبضة الشمولية التي حكم بها والده. وشكل حينها معارضو النظام سبعون ناديا حواريا، وكانوا يلتقون بحرية وأصدروا مجلتين معارضتين.

لكن شهر العسل لم يدم طويلا فسرعان ما بدأت الحقبة الجديدة، التي شنت فيها قوات الأسد أعمالا انتقامية، اعتقل خلالها المعارضون، وتوقفت معها الإصلاحات الاقتصادية.

ويقول الناشط السوري محمد العبد الله، الذي شارك في الحوار قبل أن يجد نفسه وأخاه ووالده في السجن بعد عدة أشهر من رفع راية الإصلاح: «تأكدنا من أن الربيع لم يكن سوى وسيلة لدفع السوريين إلى قبول تحول السلطة من الأب إلى الابن. وبات جليا أنه لم يكن إصلاحيا». واليوم، تستخدم حكومة الأسد القوة الغاشمة في مواجهة انتفاضة شعبية، أسقطت مثيلاتها أنظمة في الشرق الأوسط خلال الثمانية عشر شهرا الماضية. وصرح الرئيس السوري، الذي بات منبوذا عالميا، جهرا وخفية أنه لن يهرب ولن يرضخ للضغوط الغربية، حيث يرى الأسد أن بقاءه هو الضمانة الوحيدة لحماية طائفته العلوية، التي تمثل 12 في المائة السوريين، من المذابح الجماعية التي يمكن أن يتعرضوا لها.

وقال القس باتريك هنري ريردون، راعي كنيسة كل القديسين الأرثوذوكسية الأنطاكية في شيكاغو، الذي التقى الأسد لمدة 90 دقيقة في ديسمبر (كانون الثاني): «هو يعلم تماما كيف ينظر إليه العالم. لكنه يرى في ذلك ضرورة ميتافيزيقية بأن عليه الحفاظ على وحدة بلاده، وأنه في سبيل القيام بذلك ينبغي عليه الإطاحة ببعض الرؤوس».

عندما تولى الأسد السلطة في أعقاب وفاة والده، حافظ الأسد الذي حكم سوريا ردحا من الزمن، كان هناك انطباع على نطاق واسع بأن الرئيس الجديد شخصية إصلاحية، قد يتبنى المعايير الغربية من الحداثة والانفتاح في حكم دولة عربية. فقد عاش في لندن وتزوج سيدة بريطانية المولد، وأيد استخدام تكنولوجيا الإعلام الحديثة، وكان محبا لأغنيات فيل كولينز وإيلو والبيتلز.

وعلى عكس شقيقة الأكبر باسل الأكثر صلابة، والذي توفي في حادث سيارة عام 1994، لم يتدرب بشار على الحكم، بل كان طبيبا وعالما وعلمانيا ومنفتحا على العالم في أسلوبه وبلاغته.

وفي كلمته أثناء أداء اليمين الدستورية كرئيس لسوريا، تحدث الأسد عما بدا للكثيرين دعوة للتغيير، فقال: «ينبغي أن نواجه أنفسنا ومجتمعنا بشجاعة، وأن نبدأ حوارا شجاعا، نكشف فيه عن نقاط ضعفنا».

لكن رد فعل الحكومة على ربيع دمشق أثبت أنه مؤشرا أكثر دقة على الكيفية التي سيكون عليها حكمه.. فبرغم تصريحاته حول بناء مجتمع أكثر ديمقراطية وحداثة، تبنى الأسد خطابا تبدو فيه سوريا وكأنها تتعرض لمؤامرات من المتطرفين الإسلاميين والولايات المتحدة وإسرائيل. وكانت الضغوط القوية التي تمارس عليه من الخارج خلال الخمسة عشر شهرا الماضية تقابل برفض أكثر قوة.

ويقول ديفيد ليش، المؤرخ في جامعة ترينيتي في سان أنطونيو ومؤلف كتاب عن الأسد: «إنه يعتقد أنه إذا ما تحولت سوريا إلى كوريا شمالية أخرى في الشرق الأوسط لعشر سنوات، فلا ضير في ذلك».

وعلى الرغم من نفي حكومته أي مسؤولية لها في عمليات القتل الجماعية للقرويين، ألقى الأسد كلمة أمام البرلمان السوري تعهد فيها بالدفاع بقوة ضد ما اعتبره تهديدا وجوديا لبلاده. وقال: «لا يحب إنسان عاقل الدماء، لكن عندما يدخل الجراحون إلى غرف العمليات، ويشقون جرحا، ينزف الجرح، ويقطع الجراح ويبتر، هل ندين الجراح لأن يديه ملطخة بالدماء أم هل نمتدحه على إنقاذه روح إنسان؟».

عندما تولى الأسد الرئاسة للمرة الأولى، بدا أشبه بنوع مختلف من الحكام العرب، ينأى بنفسه عن بعض زخارف السلطة الاستبدادية، وكسر التقاليد، فكان يصطحب زوجته إلى المطاعم في دمشق دون حراسة، حتى أنه كان يقود السيارة بنفسه.

ويضيف ليتش، الذي كان يتلقي بالرئيس السوري بصورة منتظمة على مدى العقد الماضي: «لكن الأسد سرعان ما بدأ في الاعتقاد أن مستقبل سوريا يرتبط بشكل كلي بمصيره الشخصي. فالسلطة مثيرة للشهوة، وعندما تحاط بالمتملقين تبدأ في تصديقهم».

وعلم الأسد أيضا أنه رغم وراثته منصبه عن والده، لكن سلطته تعتمد على رضا الجيش والقوات الأمنية، إضافة إلى طائفته العلوية، بحسب ليتش.. وكان ليتش شاهدا على تردد الأسد للمرة الأولى في مواجهة القوات الأمنية عندما تلقى الكاتب دعوة لزيارة الرئيس، حيث اعتقل في مطار دمشق وتم استجوابه لثلاث ساعات من قبل ضابط أمن كان يدير مسدسه حول أصبعه.

وعندما التقى ليتش بالأسد وأخبره بما جرى، عبر الرئيس عن فزعه، لكنه على الرغم من ذلك أوضح أنه لن يستطيع القيام بأي شيء حيال سوء المعاملة، فهو بحاجة إلى القوات الأمنية لإنجاز مهمات أخرى. وأكد أن «هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تكون عليها الأوضاع في سوريا».

رفض الأسد في تصريحاته فكرة أن تكون الثورة الحالية نتيجة لحالة الإحباط الذي أصاب الشباب الذي لا يرى مستقبلا في دولة لا تقدم سوى عدد محدود من الوظائف، ومحسوبية متأصلة فيها حتى النخاع، وعوضا عن ذلك ألقى الأسد باللائمة على القوى الاستعمارية ووسائل الإعلام الأجنبية والفتنة الداخلية. ويؤكد عبد الله، الذي سجن في الفترة من عام 2005 وحتى 2006 لمعارضته نظام الأسد، والذي يعمل الآن في المركز السوري للدراسات الاستراتيجية والسياسية في واشنطن، على أن ذلك كله من قبيل الدعاية الإعلامية وأن الأسد لا يؤمن بكلمة منه. وأشار إلى أن الأسد يعتمد على وسائل – ربما كانت ذات جدوى إبان عهد والده – لكنه لا يمكن أن ينجح الآن في عصر فيديو الإنترنت والقنوات الفضائية.

فقد صرح هذا الشهر، بأن «وحشا» فقط هو من يأمر بارتكاب مثل هذه المذابح التي يؤكد المتمردون أنها ارتكبت من قبل الميليشيات الموالية للحكومة. بطبيعة الحال، لا يرى الأسد نفسه وحشا، لكنه كزعيم يدافع عن عائلته وطائفته ورؤيته لسوريا كحصن ضد الإسلاميين المتشددين، بحسب إيال زيسر، الباحث في التاريخ السوري في جامعة تل أبيب في إسرائيل.

ويقول زيسر: «ليس للأسد خيار، فهو يرى ما حدث للقادة الآخرين. وهو ليس بمفرده، فكل ما يملكه هو الجيش والعلويون، أشخاص مستعدون للقتال لا من أجله، بل للنجاة بأنفسهم». ربما يكون الرحيل عن سوريا احتمال فكر فيه الأسد ورفضه، فيقول مالكوم هونلين، نائب الرئيس التنفيذي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى، الذي أمضى أكثر من ثلاث ساعات في محادثات مباشرة مع الرئيس الأسد خلال زيارة له لسوريا العام الماضي: «قال لي إنه وعائلته قادرون على النجاة بأنفسهم لكن العلويين سيتعرضون لمذابح، إضافة إلى الأقليات الأخرى، ومن ثم لا يمكنه ترك سوريا». لكن ذلك لا يعني أن الأسد يقف بمعزل عن المعلومات. فهو يرسل بانتظام رسائل إلى عائلته ويحتفظ بالكثير من روابط المواقع الإلكترونية الشيقة بحسب رسائل البريد الإلكتروني التي سربها معارض سوري لصحيفة «الغارديان» البريطانية.

وتقول إحدى رسائل الأسد إلى زوجته، تحمل كلمات أغنية لبلاك شيلتون: «أنا صداع متنقل.. خربت حياتي.. مؤخرا لست الشخص الذي أُريد أن أكون».. وحملت رسائل البريد هذه الكثير منها تفاصيل بشأن الجولات الشرائية لأسماء الأسد، وترتيبات شحن أثاث من لندن، وأجهزة لخفق العجين من موقع أمازون وأحدث أفلام هاري بوتر على أسطوانات «دي في دي» من لبنان. (وقالت صحيفة «الغارديان» إنها تحققت من مصداقية رسائل البريد الإلكتروني من الأشخاص الذي شكلوا الطرف الثاني من المراسلات مع الأسد وزوجته).

ويرى عالما النفس السياسي جيرولد بوست وروثي برتسيس من جامعة واشنطن، أن الأسد واحد من قادة العالم الذين يصفونهم بأنهم «أبناء الخيار الثاني، الذين تحولوا إلى زعماء عن طريق المصادفة». فالأسد في سوريا وبنيامين نتنياهو وراجيف غاندي في الهند وجون كنيدي في الولايات المتحدة، كان على كل منهم التأقلم مع الوصول غير المتوقع إلى السلطة بعد وفاة شقيق كان يفترض به لعب هذا الدور.

والأسد، الذي نشأ متوقعا تولى أخوه باسل الحكم في أعقاب والده، ظل بعيدا عن الأضواء وشخصية خجولة حتى عام 1994، عندما توفي أخوه في حادث سيارة. ولعل ذلك يوضح السبب في تصريحه لباربرا والترز، من شبكة «إيه بي سي»، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» في ديسمبر (كانون الأول): «أنه لا يسيطر على القوات المسلحة السورية». وقالت «واشنطن بوست»: «ليس هذا ما تفاوض عليه. فقد انتزعه والده من عمله الطبي. لكنه لا يرغب في مشاهدة ذرية الأسد تموت تحت ناظريه.. لذلك فهو يعيش هذا الانفصال المتنافر، كما لو أنه لا يستطيع أن يتحمل حقيقة ما يدور حوله».

وأشار ليتش إلى أن الكثيرين في الغرب نظروا إلى الأسد كشخصية إصلاحية محتملة لأنه قضى ببساطة 18 شهرا في بريطانيا، لكن «هذه الرؤية أهملت جوانب أخرى في شخصيته، والتي تشكلت في ظل والده.. إنه يعتقد حقا أن هناك مؤامرة تحاك ضدهم، أكثر مما يمكننا في الغرب أن نفهمه».

ولا يعتقد أي ممن التقوا الأسد خلال الأعوام القليلة الماضية أنه سيترك سوريا طواعية، إلا لو خسر كل شيء.. ويضيف ليتش: «إنه مصمم على القيام بكل شيء عكس ما فعله (الرئيس المصري السابق) حسني مبارك، وهو ما يعني القتال حتى الرمق الأخير».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

                      توقع إسناد أغلب حقائب الحكومة السورية الجديدة لـ«البعثيين»

عضو بالمجلس الوطني السوري: حكومة «صورية»

بيروت: كارولين عاكوم

كشفت مصادر سياسية سورية مطلعة أن «البعثيين سيحتلون في الغالب (أكثرية) المناصب الوزارية في حكومة رياض حجاب المرتقبة، وخصوصا الحقائب السيادية كالخارجية والداخلية والدفاع والإعلام». ورجّحت المصادر بحسب وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أن «تصدر تشكيلة الجهاز التنفيذي الجديدة خلال أيام قليلة، وربما خلال النصف الأول من الأسبوع المقبل».

وتوقعت هذه الأوساط أن «يكلّف فيصل مقداد بوزارة الخارجية وأن يُرفّع المعلم إلى منصب أعلى ليكون إما نائبا لرئيس الوزراء أو نائبا لرئيس الجمهورية، كما توقعت أن يبقى وزير الإعلام في منصبه وكذلك وزير الدفاع».

وحول التأخر في تشكيل الوزارة لفتت المصادر إلى أنه «ربما كان هذا التأخير بسبب عدم الاختيار النهائي للمنهج الجديد لتشكيل الوزارة في سوريا، وعدم الرغبة في اتباع المنهج القديم نفسه، ومن غير المستبعد أن يتم اختيار بعض الوزراء من الأحزاب التي رُخصت مؤخرا»، وهي أحزاب تُسمى نظريا أحزاب «معارضة»، بينما هي عمليا «قريبة جدا» من النظام.

وتعليقا على هذه المعلومات، قال مروان حجو الرفاعي، أمين سر المكتب القانوني وعضو الأمانة العامة في المجلس الوطني، لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الحكومة التي جاءت نتيجة انتخابات صورية، لا تعبر عن إرادة الشعب ولا عن الواقع. وهي على صورة الحكومات السابقة، بل أكثر ضعفا، ولن يكون باستطاعتها – في ظلّ الوضع الاقتصادي والأمني الحالي – القيام بأي شيء. هي باختصار جسد ميت»، مضيفا: «في القانون الدولي، تعتبر كل دولة تمارس القتل خارج نطاق القانون تصبح عصابات مسلحة، وبالتالي كيف يمكن أن ننتظر إصلاحا من نظام كهذا، رفض حين كان الإصلاح متاحا له في عام 2005 الموافقة على اقتراحات تعديل الدستور خلال اجتماع القيادة القطرية لحزب البعث، ومارس بعدها أسوأ حملات الاعتقال والملاحقة.. وإذا به خلال الثورة يرفع حالة الطوارئ على وقع القصف والدبابات التي تملأ الشوارع».

من جهته، يعتبر عضو المجلس الوطني السوري، أديب الشيشكلي، أن هذا الأمر ليس بالأمر الجديد أو المستغرب. ورأى الشيشكلي أن تلك الأحزاب التي تدعي المعارضة في الداخل السوري، والتي نجح أعضاء منها في الانتخابات النيابية، تنضوي كلها تحت مظلة حزب البعث. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا هو النظام الذي يدعي الإصلاح، وإذا به يأتي بحكومة صورة طبق الأصل عن سابقاتها. من يريد أن يبدأ بالإصلاح، فليوقف القتل ويطلق سراح المعتقلين ويمنح لشعبه حرية التظاهر»، مضيفا: «يبدو أن رسالة الشعب لم تصل بعد إلى الرئيس، هو في مكان وشعبه في مكان آخر، أو أنه لا يريد أن يفهم ما يطالب به شعبه».

أوباما وبوتين يناقشان أزمة سوريا اليوم

                                            قال مسؤول روسي رفيع إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيناقشان اليوم الاثنين آفاق “التسوية السلمية” في سوريا بما يسمح للسوريين بتحديد مستقبلهم “بطريقة ديمقراطية”. في حين حملت هيئة التنسيق الوطنية النظام مسؤولية “المسار الدموي الخطير” الذي آلت إليه البلاد. أما المجلس الوطني السوري فطالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف حاسم بمقتضى الفصل السابع لحماية المدنيين.

وبحسب يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، فإن أوباما وبوتين سيناقشان مآلات الأوضاع في سوريا على هامش قمة مجموعة العشرين، التي تجتمع اليوم وغدا في لوس جابوس بالمكسيك.

وأشار أوشاكوف إلى أنه “لا يوجد خلاف كبير” بين البلدين إزاء المسألة السورية. وأضاف “نريد أن يعم السلام في سوريا، وأن يختار المواطنون مستقبلهم بطريقة ديمقراطية”.

في غضون ذلك، حملت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة من الداخل السوري النظامَ “المسؤولية عن المسار الدموي الخطير الذي دفع البلاد إليه دفعا”، كما حملته المسؤولية عن تصاعد العنف وانتشار المجازر وجرائم القتل، وتصاعد الشحن الطائفي البغيض “لخدمة أهداف سياسية قذرة أهمها إجهاض الثورة وتغيير صورتها”.

بيان تاريخي

ودافعت الهيئة -في بيان وصفته وكالة الأنباء الألمانية بالتاريخي- عن المواطنين الذين “حملوا السلاح للدفاع عن أرواحهم وعائلاتهم وبيوتهم ضد الانتهاكات والاعتداءات الوحشية التي تمارسها أجهزة النظام وشبيحته المجرمون”.

كما دافعت الهيئة -التي تبنت أحيانا مواقف وصفت بأنها مهادنة للنظام- عن “الجيش السوري الحر الذي يتألف من أبناء الشعب العسكريين الشرفاء الذين رفضوا أوامر إطلاق النار على أبناء شعبهم العزل”.

وفي هذه الأثناء طالب المجلس الوطني السوري مجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف حاسم بمقتضى الفصل السابع لحماية المدنيين في سوريا.

وقال رئيس المجلس عبد الباسط سيدا -في مؤتمر صحفي بإسطنبول- إنه في حال استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) لعرقلة أي قرار أممي، فسيتوجه المجلس الوطني إلى مجموعة أصدقاء سوريا لاتخاذ خطوات قوية لحماية الشعب السوري، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من طلب اللجوء للفصل السابع هو حماية السوريين من القتل المنهجي الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد بحقهم.

ويتيح الفصل السابع استخدام القوة لإلزام الأطراف المعنية بتنفيذ أي قرار دولي صادر بموجبه.

وشدد على أن هناك سعيا حثيثا من كافة الأطراف العربية والدولية لضمان عدم انفلات الوضع في سوريا، وحذر من عواقب كارثية إذا بقيت الأمور على حالها.

ولفت سيدا إلى أن مدينة حمص والمدن التي تحيط بها مثل الرستن والقصير وتلبيسة تعيش وضعا مأساويا بسبب هجمات جيش النظام، وأكد الحاجة الماسة لتقديم مواد إغاثة بشكل فوري لها.

وقف المراقبة

وكان رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة الجنرال روبرت مود أعلن السبت أن العنف المتزايد دفع مراقبي المنظمة الدولية إلى تعليق مهمتهم، في أوضح مؤشر على فشل خطة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان.

ووصف البيت الأبيض -على لسان المتحدث باسمه تومي فيتور- الإعلان عن تعليق مهمة المراقبين الأميين في سوريا بأنه “لحظة حرجة”، وقال إن الولايات المتحدة تتشاور مع حلفاء دوليين بشأن “الخطوات القادمة” في الأزمة السورية.

أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فرأى أن قرار تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين “يعيد النظر جديا” في قدرة هذه البعثة على الاستمرار في عملها.

واعتبر أن تدهور الوضع تسببت فيه ممارسات نظام الأسد، داعيا في الوقت نفسه “المعارضة المسلحة في سوريا إلى التوقف عن العنف”.

ودعت تركيا من جهتها مجلس الأمن إلى اتخاذ “إجراء جديد” يحول دون “تفاقم المأساة الإنسانية” في سوريا.

قتلى بسوريا ودعوة أممية لإجلاء المحاصرين

                                            دعت الأمم المتحدة كافة الأطراف المتنازعة في سوريا إلى السماح بإجلاء السكان المحاصرين والجرحى من حمص، فيما استمر القصف والحصار المفروض من الجيش النظامي على أحياء هذه المدينة، في وقت تحدث فيه ناشطون عن سقوط 51 قتيلا في قصف عنيف وعمليات عسكرية لهذه القوات في أنحاء متفرقة من البلاد.

وقال رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال روبرت مود في بيان إن “على أطراف النزاع أن تعيد التفكير في موقفها وتسمح للنساء والأطفال والمسنين والجرحى بمغادرة أماكن النزاع دون أية شروط مسبقة، وأن تضمن كذلك سلامتهم”، مشددا على أن ذلك يتطلب إرادة من الطرفين لاحترام وحماية حياة السوريين.

ودعا مود الأطراف المتنازعة “للقيام بعمل فوري لتخفيف آلام السوريين المحاصرين في أعمال العنف”، معربا عن استعداد بعثة المراقبين للإشراف على إخراجهم من مناطق النزاع فور اتخاذ الأطراف المتنازعة قرارا بذلك.

يأتي ذلك في وقت انتقلت فيه مجموعة من بعثة المراقبين الدوليين الأحد من دمشق إلى مدنية حمص، في عملية تبديل روتينية داخل الفريق، رغم تعليقهم السبت للمهمة التي يقومون بها بسبب العنف المتصاعد في البلاد.

الوضع الميداني

ميدانيا قال ناشطون إن 60 شخصاً قتلوا في قصف عنيف وعمليات عسكرية لقوات النظام، معظمهم في حمص وريف دمشق ودير الزور.

وبحسب الهيئة العامة للثورة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن 20 من القتلى سقطوا في حمص، وسقط 14 في دمشق وريفها، وخمسة في دير الزور، وأربعة في حلب، وثلاثة في إدلب، واثنان في درعا، وقتيل واحد في كل من اللاذقية والرقة.

وقال ناشطون إن قوات النظام أعدمت خمسة أشخاص بالرصاص لدى اقتحامها ضاحية النصر بمدينة حماة، وخمسة آخرين في قرية زهرة العاصي بريف حماة.

وتحدثت شبكة شام الإخبارية عن إطلاق نار كثيف من قبل قوات الجيش السوري بمحيط السجن المركزي في حي القصور بحماة، وسط انتشار القناصة على أسطح المباني وحملة مداهمة وكسر للمحلات بالحي.

من جهتها أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بقصف طيران مروحي لقريتيْ عكو وطعومة في ريف اللاذقية.

قصف متواصل

وأوضح ناشطون أن القصف تواصل الأحد على عدد من أحياء حمص. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدنيا قتل في حي الخالدية صباحا نتيجة القصف، كما قتل مدني آخر في أحد أحياء حمص القديمة برصاص قناص، وقتل معارض مسلح في حي كرم شمشم في المدينة إثر اشتباكات مع القوات النظامية.

وأظهر شريط فيديو نشره ناشطون على شبكة الإنترنت سحبا كثيفة من الدخان ترتفع من حي جورة الشياح في حمص، فيما يؤكد صوت مسجل على الشريط أنها “منازل تحترق جراء القصف”، وفي شريط فيديو آخر يمكن سماع أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي الخالدية.

وبدت الشوارع مقفرة في الحيين، وسط ركام ودمار كبير في الأبنية التي تحمل آثار فجوات كبيرة، إلى جانب سيارات محترقة أو محطمة في الطريق.

كما قتل -بحسب المرصد- ستة مواطنين في قصف وإطلاق نار من القوات النظامية على مدينتيْ تلبيسة والرستن في ريف حمص.

وقال الناشط نضال الحاكم من مدينة الرستن لوكالة الصحافة الفرنسية إن معظم سكان الرستن “هربوا منها” إلى قرى مجاورة، وإن “الكهرباء والماء مقطوعتان” عن المدينة. وأشار إلى أن بعض القتلى الذين سقطوا في القصف “لم يتم دفنهم، لأن المدافن مستهدفة بالقصف أيضا”.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في بيان بتعرض مدينة القصير في محافظة حمص والقرى المجاورة لها للقصف أيضا الأحد.

قصف واستغاثة

وفي محافظة حلب شمال البلاد، قتل ثلاثة مواطنين جراء القصف على بلدتيْ أبين وعندان التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها، وتواجه بمقاومة من الجيش الحر.

وفي ريف دمشق، قتل مواطنان في مدينة دوما إثر إصابتهما بإطلاق رصاص. وتعرضت دوما لقصف مركز خلال الأيام الماضية، وأطلق أهلها نداءات استغاثة للحصول على أدوية وعلاجات ومواد غذائية.

كما قتل شخص في بلدة مسرابا بريف العاصمة في إطلاق نار، وآخر في كفربطنا.

وذكر المرصد -نقلا عن ناشطين- أن “قوات الأمن قامت برمي فتى يبلغ من العمر 17 عاما من الطابق الخامس بعد دهم منزله في مدينة داريا، مما أدى إلى مقتله”.

وكانت اشتباكات عنيفة دارت فجرا بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في بلدة المليحة في ريف دمشق.

وقتل شاب بإطلاق نار في حي نهر عيشة في دمشق بعد منتصف ليل السبت الأحد.

وفي محافظة إدلب شمال غرب البلاد، قتل مواطن إثر إصابته برصاص قناص صباحا قرب قرية التمانعة.

وفي محافظة اللاذقية غرب البلاد، تعرضت قرى عدة في جبل الأكراد للقصف من القوات النظامية السورية، بحسب المرصد.

وفي محافظة دير الزور شرق البلاد قتل خمسة أشخاص، أحدهم قائد كتيبة للثوار في اشتباكات، والأربعة آخرون جراء استهداف قوات النظام لموكب تشييع في بلدة البوليل، بحسب المرصد.

وأفادت لجان التنسيق المحلية باشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وجيش النظام في محيط بلدة بقرص في دير الزور.

وقتل 16 على الأقل من عناصر القوات النظامية إثر اشتباكات بمحافظة درعا، واستهداف قافلة عسكرية بريف دير الزور، واشتباكات واستهداف آليات عسكرية في محافظة حمص، واشتباكات في ريف حلب الشمالي، واشتباكات في ريف اللاذقية. بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

مقال: كيف نستميل روسيا ضد سوريا؟

                                            قدم الكاتب بول فاليلي من صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي جملة من الخطوات التي يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تلجأ إليها لاستمالة روسيا إلى صف المجتمع الدولي الذي بات سخطه إزاء مجازر سوريا لا يكفي لوقف العنف.

فقد قال في مقاله إن جثث الأطفال وجز رقاب أطفال المدارس، وفرم الأيدي والأرجل والأعضاء الأخرى كانت كافية لإثارة سخط المجتمع الدولي، ولكنه سخط لم يرق إلى المستوى المطلوب.

والأدلة الدامغة على ارتكاب نظام الرئيس بشار الأسد لأكثر من 23 مجزرة بلغت مستويات دفعت منظمة العفو الدولية إلى اتهام سوريا بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.

لكن الكاتب يقول إن تلك الإدانة لم تحدث أي فرق، بل على العكس كانت حافزا للأسد ليعقد عزمه على التخلص من خصومه في أسرع وقت ممكن.

خيوط متشابكة

ويرى فاليلي أن الوضع في سوريا غدا نسيجا محبوكا بشكل مرعب من بعض الخيوط التي وصفها بأنها الأكثر إثارة للقلق، أهمها الرغبة الأميركية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط لحماية إمداداتها النفطية التي يعتمد عليها اقتصادها.

الخيط الثاني يتمثل في روسيا والصين وإيران التي تشكل المحور الوحيد الفاعل في مقاومة القوة العظمى الوحيدة في العالم.

والخيط الثالث هو عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات إسرائيل التي يطلب من كل رئيس أميركي أن يعاملها باحترام، نظرا لنفوذ الناخب اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية.

أما الخيط الرابع الذي يزيد الأمر تعقيدا في الوضع السوري فهو الصدع بين السنة والشيعة، ولا سيما أن معظم سكان سوريا البالغ عددهم نحو 22 مليونا، هم من السنة، ولكنهم يخضعون لحكم الأقلية العلوية التابعة للشيعة.

ورغم أن معظم الدول العربية الحليفة للغرب هي من الطائفة السنية مثل الأردن ومصر ودول الخليج العربي، فإن ما يزيد تعقيد هذه المسألة هو أن تنظيم القاعدة ينحدر من هذه الطائفة، لذلك فإن الغرب يخشى من أن يحل “جهاديون متعصبون” محل النظام السوري.

وهنا يشير الكاتب إلى أن ثمة خطرا حقيقيا من أن يتحول العنف في سوريا إلى حرب طائفية شاملة، وهو ما قد ينتشر في العالم العربي، حسب تعبيره.

الخطوات

وبعد حديثه عن تشابك الخيوط، يرى كاتب المقال أن الخيط الذي يمكن تطويعه هو موسكو رغم ما يقال عن الإصرار الروسي على دعم الرئيس بشار الأسد.

ويوضح أن الكرملين مصمم على أن لا يفقد سوريا باعتبارها مركز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، وسوقا لاستثمارات روسية تصل إلى 20 مليار دولار، كما أن سوريا توفر القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا في البحر المتوسط.

فالمطلوب -والكلام للكاتب- هو إبرام اتفاق مع موسكو لإزالة الأسد على الطريقة اليمنية، والاحتفاظ بعناصر إصلاحية من داخل النظام للحفاظ على المصالح الإستراتيجية لروسيا.

وبدلا من التلويح بالعصا، يتعين على الرئيس الأميركي باراك أوباما تدلية الجزرة، بحيث يبرم مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة العشرين يوم غد صفقات جيدة.

ويتابع فاليلي قائلا إن على أوباما أن يخفف من حدة انتقادات الرأي العام للحكم السياسي المستبد في روسيا، ويقدم طمأنة مؤكدة بأن النظام الصاروخي الأميركي لا يستهدف موسكو.

وفوق ذلك كله، يتعهد أوباما بأن واشنطن لن تقوم بأي عمل عسكري ضد إيران، وأنها ستكبح إسرائيل عن القيام بهجمات جوية، ولا سيما أن التهديدات الاقتصادية والسياسية الناجمة عن الفوضى التي قد تقع على الحدود الروسية الإيرانية تفوق أي تهديد قد يقع في دمشق.

المصدر:إندبندنت

الجيش السوري يقتحم قطنا ويحرق المنازل ويرهب السكان

قذائف الهاون تدفع سكان ريف دمشق لقضاء الليل في الأقبية والملاجئ

العربية.نت – بيروت- محمد زيد مستو

يتعرض ريف دمشق إلى أعنف حملة عسكرية منذ بداية الثورة في سوريا قبل أكثر من عام ونصف، حيث اقتحمت قوات الجيش السوري يوم السبت 16 حزيران الجاري مدينة قطنا، وسط إطلاق الرصاص الكثيف من أسلحة خفيفة ومتوسطة لإرهاب السكان، تلاه انتشار أمني كثيف وتمركز دبابتين في مدخل المدينة ومنع الدخول والخروج منها وإليها.

وكعادة الجيش السوري في اقتحاماته للمدن، شنت قواته مع الشبيحة حملة اقتحام ودهم واعتقال بقوام أكثر من 20 سيارة مختلفة، وأكثر من 250 عنصرا وجنديا، كما علمت “العربية نت”، بالإضافة إلى تمركز القناصة على أسطح المنازل وتحليق مروحي في سمائها.

اعتقال رجل ستيني واختطاف فتاة

اعتقلت قوات النظام في مدينة قطنا ما يقارب 22 شابا، ثمانية منهم من عائلة “الشيخ”، بالإضافة إلى رجل ستيني “نديم شحادة” اقتادته من منزله رغم صحته المتعبة وعمره الكبير نسبياً، كما اختطفت فتاة كانت مارة في الشارع، وأجبرتها على الصعود لسيارة تبدو مدنية.

حرق منازل

أحرقت قوات الجيش والشبيحة عدداً من المنازل والمحلات، بالإضافة لعمليات السلب والنهب الممنهجة التي تتم دائماً بالتزامن مع عمليات الدهم والاعتقال.

فتم إحراق ما لا يقل عن 15 منزلا، وقصف 20 منزلا آخر، بالإضافة لقتل الحيوانات التي يربيها ويعتاش منها الأهالي.

وبقيت جدران المدينة مليئة بعبارات إسقاط النظام على الجدران وتوزيع المناشير والقصاصات الثورية والنشاط في المجال الإعلامي لنصرة الثورة.

ولا تزال قطنا تعيش حالة من الترهيب من خلال احتلالها تقريباً من قبل قوات الجيش، والمحافظة على تجول عناصر الأمن والشبيحة في شوارع المدينة، فتموضعت 7 حواجز عسكرية نظامية طوقت المدينة بالكامل، بالإضافة لأكثر من 10 حواجز خاصة بمناطق مساكن الجيش المحيطة بقطنا.

يذكر أن حملات الاقتحام المستمرة والأسبوعية تقريباً على المدينة قتلت حوالي 20 شخصاً من أهل المدينة، بينهم طفلان هما أنس الشيخ 10 سنوات وأخته نور الشيخ سنة ونصف، قتلا في يوم واحد أثناء وقوفهما على شرفة منزلهما.

كما يقدر عدد المفقودين والمعتقلين في المدينة منذ بداية الثورة بالعشرات، معظمهم من طلاب الجامعة والمدنيين.

وأحصى سكان قدسيا في ريف دمشق ليلة أمس والساعات الأولى من صباح اليوم، سقوط أكثر من 25 قذيفة هاون على المنازل، بدأت بعد منتصف الليل واستمرت حتى ساعات الفجر، ما أدى إلى وقوع العديد من الجرحى واحتراق منازل، إضافة إلى تعرض أبنية أخرى للتهدم الجزئي.

وعاش الأهالي ليلة من الذعر جراء القذائف المتهاوية من الأحياء المحيطة والمناصرة للرئيس السوري بشار الأسد، جراء أصوات الانفجارات الضخمة التي لم يعتد سكان تلك المناطق على سماعها، وأمضوا ليلتهم داخل الأقبية والمنازل المنخفضة والملاجئ، فيما استنفر النشطاء لإحصاء عدد القذائف والأضرار البشرية والمادية التي ألحقتها، لنقلها إلى وسائل الإعلام.

وسمعت في المدينة أصوات صراخ وبكاء الأطفال طوال الليل، فيما زاد من معاناة الأهالي في إسعاف الجرحى أو النزوح إلى مناطق أخرى آمنة حصار المدينة وانتشار القناصة الذين حاولوا إطلاق النار على كل متحرك.

وبدا واضحا حسب شهود عيان أكدوا في اتصالهم مع “العربية.نت”، أن القصف كان عشوائيا وامتد إلى حي الهامة المجاور الذي شهد بدوره سقوط أكثر من 4 قذائف.

وتزامنا مع ذلك كانت مدينة الضمير أيضا تتعرض لقصف مماثل بمعدل قذيفة واحدة كل ساعة استمر تساقطها حتى ساعات الفجر الأولى، ما دفع الأهالي للتوجه إلى الملاجئ فيما نزح آخرون لمناطق أكثر أمنا.

واستطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية توثيق نحو 100 قتيل سقطوا منذ الأسبوع الماضي في مناطق ريف دمشق بينهم نساء وأطفال، فيما تعرض الكثير من الأحياء السكنية للهدم.

مود يطالب بإجلاء المدنيين من حمص

77 قتيلا بسوريا ومود يقدم تقريره

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

طالب رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود الأطراف المتحاربة في البلاد بالسماح بإجلاء النساء والأطفال والمسنين والمرضى المعرضين للخطر من مدينة حمص المحاصرة وغيرها من مناطق القتال.

وقال مود إن المراقبين حاولوا خلال الأسابيع الماضية إخراج المدنيين والجرحى من مدينة حمص، ولكنهم فشلوا لأن القوات الحكومية والمعارضة المسلحة غير مستعدين لوقف إطلاق النار.

وأضاف في بيان له: “يجب على الطرفين إعادة النظر في موقفهما والسماح للنساء والأطفال والمسنين والمصابين بمغادرة مناطق النزاع دون أي شروط مسبقة، مع ضمان سلامتهم”، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة حاولت دون نجاح إخراج المدنيين من خط النار خلال الأسبوع الماضي.

“هذا يتطلب رغبة من الجانبين باحترام وحماية حياة الشعب السوري”، وفقاً لما نقلته وكالة الأسوشيتد برس عن مود.

يذكر أن مراقبي الأمم المتحدة حاولوا الأسبوع الماضي إخراج أكثر من 1000 أسرة وعشرات الجرحى المحاصرين في حمص، بعد قصف شديد لمناطق يسيطر عليها عناصر المعارضة المسلحة الأسبوع الماضي.

وهذا الهجوم هو جزء من حملة واسعة تشنها قوات حكومية سورية لاستعادة السيطرة على القرى والمدن التي سيطر عليها المعارضون وقوات الجيش السوري الحر في أنحاء البلاد.

وقالت الأمم المتحدة السبت إن 300 مراقب في سوريا علقوا جميع أعمالهم بسبب مخاوف على سلامتهم حيث تشتد عمليات القتال. لكن المراقبين قالوا إنهم سيبقون في العاصمة دمشق.

وقال مسؤول أممي، رفض الكشف عن هويته لأنه غير مخول التحدث لوسائل الإعلام، للأسوشيتد برس في وقت سابق الأحد إن فريقاً من المراقبين غادر دمشق متجهاً إلى حمص، على أمل إجلاء المدنيين، غير أن الخطة لم تنشر خوفاً من تأثير نشرها على سير المهمة.

الأمم المتحدة تدرس أمن سوريا الغذائي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت وزارة الزراعة السورية أنه تم تشكيل لجنة من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي ووزارة الزراعة لتقييم حالة الأمن الغذائي في سوريا في ظل الظروف التي تشهدها البلاد خلال الفترة الأخيرة.

وقالت الوزارة في بيان لها الأحد إن تشكيل اللجنة يهدف إلى الوصول لفهم أفضل لحالة الأمن الغذائي وتقديم المساعدات الممكنة من قبل المنظمتين التابعتين للأمم المتحدة لتحسين واقع الأمن الغذائي في البلاد وفقا لما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية “كونا”.

وكانت منظمة (فاو) حذرت في مارس الماضي من تردي حالة الأمن الغذائي في سوريا وتداعياتها الوخيمة على الطبقات الضعيفة مبينة أن مليار و400 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي جراء استمرار القلاقل المدنية وارتفاع التضخم وأسعار الغذاء.

وأشارت الوزارة إلى أن الفاو اتخذت الإجراءات اللازمة بدعوة الخبير النيبالي رجيندرا أريال كرئيس لفريق العمل من قبلها والخبيرة اللبنانية هيلين جريش من قبل برنامج الأغذية العالمي مع عدد من الخبراء.

وأضافت أن اللجان باشرت عملها بعقد عدة لقاءات ووضع استبيان لتقييم احتياجات الأمن الغذائي من خلال جولات ميدانية وتنفيذ زيارات ميدانية إلى جميع المحافظات وستنهي اللجان عملها خلال أسبوع.

وتتحدث تقارير عن وضع إنساني صعب في عدة مدن سورية مع استمرار أعمال عنف وعمليات عسكرية تسببت في نقص بالمواد الأساسية والطبية إضافة إلى انقطاع الكهرباء والماء ومواد التدفئة كما أدت هذه الأحداث إلى حركة نزوح داخلية وخارجية.

وكانت الأمم المتحدة قالت في مارس الماضي إنها تعد مخزونات غذائية لنحو مليون ونصف المليون شخص في سوريا محرومين من السلع الأساسية بعد نحو عام من الأحداث فيها.

يذكر أن الاقتصاد السوري تأثر في الآونة الأخيرة بالأحداث التي تتعرض لها سوريا من احتجاجات اندلعت في عدة مدن سورية منذ 15 مارس من العام الماضي.

الناطق باسم هيئة التنسيق لـ آكي: تعليق عمل المراقبين إعلان وفاة لخطة أنان

روما (16 حزيران/ يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبر رئيس المكتب الإعلامي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة أن الإعلان عن تعليق عمل المراقبين الدوليين هو “إعلان وفاة” لخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان، وحمّل النظام المسؤولية عن ذلك، وحذّر من مخاطر “حرب شاملة” يشنها النظام السوري على شعبه

وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود قد أعلن اليوم (السبت) عن تعليق عمل بعثة المراقبة بسبب تصاعد العنف في سورية خلال الأيام العشرة الأخيرة، وقال إن المراقبين لن يقوموا بدوريات وسيبقون في مواقعهم حتى إشعار آخر

وحول هذا القرار قال منذر خدام، الناطق باسم هيئة التنسيق المعارضة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن تعليق عمل المراقبين الدوليين يعني عملياً شهادة وفاة لخطة كوفي أنان، ونحن في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي في سورية نحمّل النظام المسؤولية الكبرى عن ذلك لإصراره على المضي إلى النهاية بخياره العسكري وامتناعه عن فتح مسار سياسي حقيقي” وفق قوله

وحول المخاطر المحتلمة في المرحلة المقبلة قال خدام “ثمة مخاطر جدية من حرب شاملة يشنها النظام على شعبه وقد بدأت بوادرها واضحة في جميع مناطق سورية، لقد قلنا أكثر من مرة أن فشل خطة كوفي أنان تعني فتح الباب على كل الاحتمالات الكارثية” حسب رأيه

وأضاف “نأسف لهذا الإجراء ونأمل أن يراجع مجلس الأمن مهمة المراقبين وأن يمكنهم بكل الوسائل الضرورية لإيقاف العنف في سورية تمهيداً للشروع في تطبيق بقية بنود الخطة” وفق قوله

رغم مرور نحو شهرين على بدء مهمة فريق المراقبين الدوليين في سورية، إلا أن المعارضة الأوضاع لم تتحسن، بل ازدادت سوءاً، وتقول المعارضة السورية إن القوات الأمنية السورية تمارس العنف تحت أعين المراقبين، وتذهب المعارضة السورية إلى أبعد من ذلك وتقول إن خطة أنان أصبحت بمثابة غطاء دولي يغطي جرائم النظام ويشرعنها، وتؤكد على أن مقدمات الحرب الأهلية بدأت فعلاً في سورية تحت بصر المجتمع الدولي

عملياً، لم تحدد خطة أنان سقفاً زمنياً محدداً لسحب القوات الأمنية والجيش من المدن، كما لم تهدد بأي عقوبات بحق النظام السوري في حال لم يستجب لبنود الخطة، كما لم تضع جدولاً زمنياً لإطلاق سراح المعتقلين

بنظر الجميع حتى الآن مازالت خطة أنان أفضل طريقة لإحراز تقدم نحو إيجاد حل للأزمة السورية، وحتى المعارضة السورية التي أعلنت فشل الخطة، أعلنت التزامها بها من منطلق الالتزام بالعمل السلمي والترحيب بأي جهد يساعد على لجم عنف النظام وكان يأمل الجميع أن تحرز تقدماً في البندين الأولين، وقف العنف وسحب الجيش من المدن، لتنطلق إلى البنود الأخرى ومن ضمنها إطلاق المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي وتنتهي بحوار بين المعارضة والنظام على مرحلة انتقالية

سوريا متهمة بتصعيد العنف بعد تعليق عمل بعثة المراقبة

عمان (رويترز) – قال نشطاء من المعارضة إن الجيش السوري كثف قصفه للأحياء التي يقطنها السنة في مدينة حمص يوم الأحد مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا وإصابة المئات بعد ساعات من تعليق مراقبي الأمم المتحدة مهمتهم.

وكان قرار المراقبين يوم السبت أوضح علامة حتى الان على ان خطة السلام التي توسط فيها المبعوث الدولي كوفي عنان انهارت بعد الانتهاكات المتكررة لقوات الأسد والمعارضين الذين يدعمون انتفاضة تقودها السنة في جميع انحاء البلاد.

وسيجري الرئيس الأمريكي باراك اوباما محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في المكسيك الاثنين لكن لتوقعات محدودة في ان يتمكنا من احراز تقدم فيما يتعلق بالصراع في سوريا الذي اتخذ ابعادا طائفية.

وقامت روسيا والصين بحماية الأسد من أي اجراء في الامم المتحدة من جانب الغرب يتجاوز الإدانة الشفهية للعنف وهو موقف يقول خصوم الأسد انه يطلق يده لمواصلة حملته الدموية ضد المحتجين.

وقال المعارض أبو عماد لرويترز عبر الهاتف من حمص بؤرة الثورة المستمرة منذ 15 شهرا والتي تبعد نحو 140 كيلومترا شمالي العاصمة السورية دمشق “نحو 85 بالمئة من حمص يتعرض الآن لقصف أو اطلاق لقذائف مورتر ونيران أسلحة آلية ثقيلة.”

وأضاف “عشرات المصابين لا يتلقون العلاج لأن كل المستشفيات أصبحت الآن تحت سيطرة الشبيحة” في اشارة إلى الميليشات الموالية للأسد. وتابع “القتلى هم المحظوظون.”

وقال ناشط اخر من المعارضة يدعى محمد الحمصي “منذ توقف عمل المراقبين أمس نشهد تصعيدا واضحا.”

وقال الجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الامم المتحدة يوم السبت ان العنف المتزايد دفع مراقبيه إلى تعليق مهمتهم المتمثلة في الاشراف على وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 ابريل نيسان لكنه يتعرض منذ ذلك الحين لانتهاكات على نطاق واسع. وانحى الجنرال النرويجي باللائمة على قوات الأسد ومقاتلي المعارضة.

وتتعرض حمص التي كان يقطنها مليون شخص عندما اندلعت الثورة لقصف متواصل من الجيش منذ مارس اذار عندما اجتاحت قوات الأسد حيا للمعارضة كان سكانه من اوائل من حملوا السلاح.

ويتحصن مقاتلو الجيش السوري الحر المعارض وسط المدنيين الذين لا يزالون في حمص بعد ان فر منها مئات الالاف خلال العام الماضي.

وقالت مصادر بالمعارضة ان قوات الاسد صعدت ايضا استخدام المدفعية الثقيلة في المناطق الواقعة على اطراف دمشق والتي كانت في طليعة الانتفاضة ضد حكم بشار ووالده الراحل حافظ الأسد المستمر منذ 42 عاما.

واضافت المصادر ان قوات الحرس الجمهوري هاجمت ضاحية دوما بدمشق بالدبابات والصواريخ مما ادى الى قتل ستة اشخاص واصابة 75 في هجوم استهدف اعادة السيطرة على المنطقة.

وقال ناشط قال انه اسمه محمد عبر الهاتف من دوما ان “عدة دبابات تقدمت في شارع شكري القوتلي .. ويحاول الجيش السوري الحر صدها.”

ومن بين الحوادث الاخرى قتل 20 شخصا عندما استخدم الجيش نيران المدفعية الثقيلة ضد بلدات وقرى متمردة في محافظة حلب المجاورة لتركيا وفي محافظتي ادلب وحماة المجاورتين.

وقالت المصادر انه في مدينة حلب نفسها نظمت الانشطة التجارية اضرابا احتجاجا على حملة الاسد واغلقت متاجر كثيرة.

وأدى تصعيد في العنف خلال الشهر الماضي بما في ذلك مذبحتين قتلا خلالهما 200 من الرجال والنساء والاطفال السنة في قرى قرب حمص ومدينة حماة الشمالية الغربية إلى ادانات دولية واسعة ضد الأسد.

وتتهم المعارضة بشكل متزايد الأسد بشن حملة عسكرية للتطهير العرقي في حمص لاخلاء المدينة والمنطقة الريفية المحيطة بها والتي تقطنها اغلبية من السنة.

وقال الأسد مرارا انه يقاوم ما وصفه بمؤامرة خارجية لتقسيم سوريا لم تترك له اي خيار آخر سوى استخدام القوة ضد “الارهابيين”.

وينتمي الأسد للطائفة العلوية الشيعية ويحظي بحماية روسيا ودعمها إضافة الى إيران التي تعتبر سوريا خط الامداد لحزب الله الشيعي في لبنان.

وتقول الامم المتحدة ان القوات السورية قتلت عشرة الاف شخص في الحملة ضد الاحتجاجات الرافضة لحكم الأسد والتي اندلعت في مارس اذار العام الماضي مستلهمة انتفاضات في انحاء العالم العربي اطاحت باربعة زعماء مستبدين.

وتقول حكومة الأسد ان متشددين اسلاميين مدعومين من الخارج قتلوا ما لا يقل عن 2600 من قوات الجيش والشرطة السورية.

وتقول واشنطن انها تتشاور مع قوى عالمية اخرى بشأن “الخطوات القادمة” في الأزمة السورية لكنها تقر بصعوبة اي تدخل عسكري للمساعدة في الإطاحة بالأسد على غرار ما حدث في ليبيا وقد يدمر النسيج العرقي والطائفي بالبلاد.

وأشارت الصين بالفعل إلى تشككها ازاء مقترح فرنسي لفرض خطة السلام التي طرحها عنان لسوريا قائلة انها تعارض اي نهج “يميل نحو العقوبات والضغوط”.

(اعداد احمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

من خالد يعقوب عويس

سوريا.. ثورة وطنية أم جهاد عالمي؟

                                            إلياس تملالي

رشيد وهبي، شاب إسباني ينحدر من سبتة، أصبح الأسبوع الماضي أول إسباني يُقتل في سوريا، حيث ذهب لقتال قوات بشار الأسد مع ثلاثة إسبان آخرين على الأقل، حسب صحيفتيْ إلباييس وإلموندو الإسبانيتين.

ليس تقريرا إلباييس وإلموندو عن المقاتلين الأجانب في سوريا حالتين معزولتين، فقد سبقتهما تقارير لصحف أخر كالقبس الكويتية (عن مقاتلين كويتيين) ودير شبيغل الألمانية (عن شبكات لبنانية تنظم عبور المتطوعين) والخبر الجزائرية (عن مقاتلين فرنسيين من أصول عربية).

لم يقتصر التواتر في الموضوع على التقارير الإعلامية، فقد أوحى تحريم عضو في “هيئة العلماء” في السعودية القتال بسوريا دون إذن السلطات بوجود سعوديين في هذا البلد. كما أقر وزير الخارجية الليبية عاشور بن خيال سابقا بوجود مقاتلين ليبيين هناك، وإن نفى علاقة سلطات ليبيا بهم، في حين تحدثت واشنطن عن بصمات القاعدة بعد تفجيرات هزت سوريا، التي دعا أيمن الظواهري قبل أسابيع إلى “الجهاد” فيها.

سوريون بالأساس

قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد نفى بشدة قبل أسبوع وجود أجانب يقاتلون مع التنظيم، واعتبر في لقاء مع وكالة الأنباء الفرنسية هذا الحديث جزءا من حملة النظام لتشويه المعارضة.

لكنه في لقاء هاتفي مع الجزيرة نت أقر بأن سوريين كانوا يقيمون في دول أخرى، ويحملون جنسياتها عادوا إلى بلدهم الأصلي للقتال، وإن شدد على أن الجيش الحر يعتبرهم سوريين بالأساس.

الأسعد أقر أيضا باحتمال وجود أجانب أو جماعات أجنبية تقاتل خارج عباءة الجيش الحر، لكن القاعدة “التي تشكل قلقا لكل السوريين لا وجود لها.. لأنها لا تملك الحاضنة الشعبية التي يحتاجها أي تنظيم للعمل”، ومن يتحركون باسمها -يضيف- إنما هم مساجين أفرج عنهم النظام لخدمة أهدافه.

التلويح بقضية المقاتلين الأجانب سلاح أساسي في حملة النظام السوري الإعلامية القائلة بوجود مؤامرة أجنبية تشارك فيها دول غربية وعربية وتركيا.

خطر على الثورة

لكن المجلس الوطني السوري -الذي يعتبر الجيش الحر ذراعه المسلحة- أقر هو نفسه بوجود خطر يشكله المقاتلون الأجانب، وذلك في بيان بمناسبة انعقاد مؤتمر لـ”أصدقاء الشعب السوري” احتضنته تونس في فبراير/شباط الماضي.

خصص المجلس حينها فقرة كاملة لقضية تدفق المقاتلين والسلاح، دعت لرفض “محاولات استغلال الانتفاضة من قبل الجهاديين الأجانب والمقاتلين الطائفيين”، وطلب “مساعدة دول الجوار على حماية حدودها البرية مع سوريا لوقف تدفق المقاتلين الأجانب غير المرغوب فيهم”.

الخلاف على قضية المقاتلين الأجانب ليس بين النظام والمعارضة فقط، بل موجود حتى بين أطياف المعارضة.

رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر هيثم مناع يتحدث عن معلومات مؤكدة تفيد بأن من نفذ بعض التفجيرات عناصر أجنبية “يقاتلون باسم محاربة الرافضة والعلويين”.

هجمات طائفية

يتحدث مناع في لقاء هاتفي مع الجزيرة نت عن أكثر من مائتي جهادي دخلوا سوريا عبر تركيا “التي تساهم في عبورهم وتوفير الأوراق الثبوتية اللازمة، ليقاتلوا في سوريا حيث لا يتورعون في استهداف المسيحيين والعلويين”، مذكرا بأن العبرة ليست في العدد، فـ”18 شخصا استهدفوا برجيْ التجارة العالمية، وغيروا تاريخ القرن العشرين كله”.

يستند مناع -كما يقول- إلى شهادات حقوقيين على الأرض وتسجيلات لهؤلاء الجهاديين، وتقارير وسائل إعلام دولية كالقبس الكويتية “التي لا أعتقد أنها في خدمة بشار الأسد”.

“المجلس الوطني نفسه أقر بوجود هؤلاء الأجانب”، يقول مناع، وما كان له أن يفعل في رأيه لولا أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون طالبت بذلك، بعد أن قدمت أدلة عن وجود مقاتلين أجانب، “لا ينتمون بالضرورة للقاعدة التي باتت مجرد ختم يستعمله من يشاء”.

ألا يخشى مناع من أن يوفر حجة للنظام السوري عندما يلتقي معه في الحديث عن “جهاديين في سوريا”؟

“لا”، يجيب مناع، فـ”من يلتقون فعليا مع النظام هم هؤلاء الجهاديون الأجانب الذين يجعلون الناس تشعر بالحاجة لحل أمني عسكري يخلصهم منها”.

تحالف مؤقت

يتحدث خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية في باريس كريم بيطار عن بضع مئات من الجهاديين السنّة بدؤوا في الظهور “عندما أخذت القضية السورية تتدوّل أكثر، وأخذ مصير الشعب السوري يثير سخط الجماهير العربية”.

يقول بيطار في لقاء مع الجزيرة نت إن هؤلاء الجهاديين استغلوا الفراغ الأمني ليتوغلوا بسوريا ويشنوا هجمات من شأنها إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، مشبها الوضع في هذا البلد بعراق ما بعد الغزو الأميركي في 2003.

لكن عكس العراق، لم تتعد أعداد “الجهاديين” الذين تدفقوا على سوريا -وفق تقديرات عدد من المحللين والمعارضين- بضع مئات، وذلك بعد نحو 17 شهرا من بدء الثورة.

يقول بيطار إن سلطة القاعدة المعنوية تضعضعت بعد قتل قائدها أسامة بن لادن، كما أن الشعب السوري يتحد في رفض هؤلاء الجهاديين الذين يصعب تحديد بلدانهم، وإن كان من المرجح -حسبه- أن يكون بينهم من قاتل في العراق، وآخرون من ليبيا، يأتمرون بإمرة عبد الحكيم بلحاج.

حتى الآن لم تسجل صدامات بين هؤلاء الجهاديين وبين تنظيمات أخرى تقاتل النظام السوري ولا تلتقي مع القاعدة أيديولوجيا.

يقول بيطار إن الهدف الأساسي الآن لمختلف التنظيمات المعارضة هو إسقاط النظام، لكن المعركة إن طالت فقد تعني احتمال اندلاع معارك ضمن الفريق الواحد.

لعنة “الموت تحت التعذيب” تلاحق شباب اللاذقية

حسن الأزهري.. قتل في دمشق ومنعوا والده من دفنه في بلده

دمشق – جفرا بهاء

لم يعد للحزن مكان في سوريا، وأثبت العنف عدم جدواه بخصوص كسر الإرادة السورية، وتبدو الحرية هدفاً يستحق من وجهة نظر السوريين كل تلك الدماء والأرواح.

ولا فاتحة تقرأ بجانب القبور، إذ إن القبور أصبحت ترفاً بالنسبة للسوريين، فلا الأم ستروي التراب الذي ضم جثة ابنها بدموعها، ولا الأب سيقسم على قبر ولده بأخذ ثأره ممن قتله لأنه طلب الحرية.

آخر مرة شوهد فيها حسن الأزهري حياً كانت في آذار الماضي قبل أن تعتقله قوات الأمن من الشارع مع مجموعة من أصدقائه، بتهمة “ناشط”.

قبل عدة أيام تم إبلاغ والده بضرورة السفر إلى دمشق لأمر طارئ، وفي أحد الفروع الأمنية تم الكشف عن مجموعة من الجثث أمامه ليتعرف هو على ولده.

انتهت الحكاية هنا، فلا الوالد استطاع أن يأخذ ابنه معه إلى اللاذقية، حتى ولو كان جثة هامدة مشوهة من كثرة التعذيب، تكاد ملامحها تغيب من المعاملة التي بدا واضحاً أنه عانى منها.

تم دفن حسن في أحد المقابر في دمشق دون ضجيج ، خوفاً من تحول تشييعه في بلده إلى مظاهرة عارمة كما يحدث دائماً، وفور عودة الأب إلى البيت وجد الأمن بانتظاره مطوقاً منزله، بالإضافة لإجباره كما ألزم الكثيرين قبله بطبع نعي لأولادهم أو أزواجهم طبيعي دون ذكر كلمة “شهيد” التي يطلقها السوريون على كل من قتل على يد الأمن أو الجيش.

يقول شاب من اللاذقية لـ”العربية نت” وهو أحد أصدقاء حسن، “تبدو لعنة الموت تحت التعذيب تلاحق شباب اللاذقية، ولا تزال اللاذقية غائبة عن الإعلام بسبب الوحشية التي يمارسها النظام السوري في حمص وريف دمشق وحماة”.

الكثير من شباب اللاذقية ماتوا تحت التعذيب وعادوا إلى أهلهم جثثا هامدة مشوهة الملامح، غائبة التفاصيل.

الشباب السوريون ومعظمهم طلاب جامعيون تخسرهم بلدهم كل يوم فيذهبون ضحية الرصاص الأسدي وسادية نظامه.

الحظ في سوريا يتلخص بإمكانية دفن الأب والأم لابنهما، وإن كان الحظ في أعلى درجاته وتجلياته فسيودعان صورة ابنهما بملامحه التي عرفاه فيها، وبوجه نظروا إليه لسنوات وهم يحلمون برؤيته رجلاً وأباً ولكنهم وبمساعدة الجيش السوري واروه تحت التراب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى