أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 16 شباط 2016

 

 

 

تقهقر المعارضة أمام الأكراد في ريف حلب

موسكو، لندن، نيويورك، دمشق، بيروت، أنقرة، برلين – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تقهقرت فصائل معارضة سورية أمام تحالف من المقاتلين الأكراد والعرب قرب الحدود التركية. وسيطرت «قوات سورية الديموقراطية» أمس على مدينة تل رفعت المعقل الرئيسي للمعارضة السورية في ريف حلب بدعم من الطيران الروسي، ما وضع المعارضة بين قوات النظام والأكراد و «داعش»، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين أنقرة وموسكو ودعوة واشنطن الطرفين إلى التهدئة، في وقت قتل وجرح مدنيون بغارات لطائرات يعتقد أنها روسية على مستشفيات بينها اثنان في ريف إدلب يتبعان منظمة «أطباء بلا حدود». وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن مجموعة العمل الخاصة بوقف العمليات العدائية ستجتمع في جنيف خلال أيام. (للمزيد)

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بإن «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم «وحدات حماية الشعب» الكردي ومقاتلين عرباً، سيطرت على نحو 70 في المئة من بلدة تل رفعت الواقعة بين مدينة حلب ومدينة أعزاز قرب حدود تركيا، بعد أيام من محاولة القوات الحكومية السورية السيطرة على هذه البلدة التي هي معقل للمعارضة في ريف حلب.

وتشن القوات السورية هجوماً كبيراً مدعوماً بقصف روسي وقوات تدعمها إيران ضد فصائل المعارضة، جعل الجيش السوري على بعد 25 كيلومتراً من الحدود التركية. واستغلت «قوات سورية الديموقراطية» الوضع وسيطرت على أراض من المعارضة، موسّعة نطاق وجودها على الحدود. ويأتي هذا التقدم في ريف حلب الشمالي بعد تقدم للجيش النظامي في المنطقة نفسها، ما وضع الفصائل المقاتلة في «طوق كماشة» قوات النظام والأكراد من الجنوب والغرب وعناصر تنظيم «داعش» من الشرق، كما باتت المعارضة شبه محاصرة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب. وأفيد بأن 9 فصائل مقاتلة بينها «حركة أحرار الشام»، توحدت تحت قيادة القائد السابق لهذه الحركة هاشم الشيخ (أبو جابر)، لصد هجمات النظام والأكراد في ريف حلب.

واتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو خلال زيارته كييف أمس، روسيا بالتصرف في سورية كأنها «منظمة إرهابية»، متوعداً برد قوي. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره الأوكراني أرسيني ياتسينيوك: «إذا واصلت روسيا التصرف كأنها منظمة إرهابية ترغم المدنيين على الفرار، فسنوجه إليها رداً حاسماً جداً». وأكد: «لن نسمح بسقوط أعزاز، ولا بتقدم الميليشيات الكردية نحو غرب الفرات أو شرق عفرين»، مع استمرار قصف المدفعية التركية لليوم الثالث في قصف مواقع كردية.

في المقابل، أعربت روسيا، التي تدعم قاذفاتها عمليات المقاتلين الأكراد، عن «قلقها الشديد حيال الأعمال العدوانية للسلطات التركية»، معتبرة أن أنقرة تعتمد «خطاً استفزازياً يشكل خطراً على السلام والأمن ويتجاوز حدود الشرق الأوسط».

وحضت الولايات المتحدة من جهتها، روسيا وتركيا على تجنب أي تصعيد في سورية. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية: «من المهم أن يتحاور الروس والأتراك مباشرة وأن يتخذوا إجراءات لتجنب التصعيد». وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في مقابلة مع صحيفة «شتوتغارتر تسايتونغ» الألمانية: «في ظل الوضع الراهن سيكون من المفيد وجود منطقة هناك لا ينفذ فيها أي من الأطراف المتحاربة هجمات جوية، وبالتالي منطقة حظر طيران بشكل ما».

إلى ذلك، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» عن مقتل سبعة مدنيين وفقدان ثمانية موظفين «يرجح أن يكونوا أمواتاً»، في قصف جوي دمر أحد المستشفيات التي تدعمها في ريف إدلب الجنوبي (شمال غرب) من دون أن تحدد الجهة المسؤولة. لكن «المرصد» تحدث عن قصف جوي يعتقد أنه روسي، فيما أوضح نشطاء معارضون أن عدد القتلى بلغ 17 مدنياً. كما قتل عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، في قصف جوي روسي في محيط مستشفى في مدينة أعزاز وقرية كلجبرين القريبة منها، وفق «المرصد».

وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الدول إلى التقيد «بالالتزامات التي حددت في اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسورية في ميونيخ وترجمتها إلى أفعال»، في تعليق على قصف مراكز طبية. وقال الناطق باسم الأمين العام فرحان حق، إن الهجمات بالصواريخ «أدت إلى مقتل ٥٠ مدنياً بمن فيهم أطفال، وجرح آخرين». وأضاف نقلاً عن الأمين العام بان كي مون، أن هذه الاعتداءات هي «انتهاكات فاضحة للقوانين الدولية وهي تؤدي إلى تعميق الأزمة وتقويض نظام الرعاية الطبية» في سورية.

وفي دمشق، أعلن مصدر حكومي سوري أن الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا وصل مساء إلى دمشق على أن يلتقي اليوم وزير الخارجية وليد المعلم لـ «مناقشة استئناف المفاوضات في 25 الشهر الجاري ووقف إطلاق النار، والمساعدة الإنسانية إلى البلدات المحاصرة».

 

على رغم القصف التركي … قوات مدعومة من الأكراد تقترب من الحدود التركية السورية

أنقرة، كييف – رويترز

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الإثنين) إن تحالف «قوات سورية الديموقراطية» المدعوم من الأكراد، سيطر من بلدة تل رفعت الواقعة بين مدينتي حلب وأعزاز قرب حدود تركيا، على رغم القصف التركي، فيما صرّح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في وقت سابق، بأن «أنقرة لن تسمح بسقوط بلدة أعزاز في شمال سورية في أيدي وحدات حماية الشعب الكردية، وستواجه أقسى رد فعل إذا ما حاولت الاقتراب من البلدة مجدداً».

وتشن قوات الحكومة السورية هجوماً كبيراً مدعوماً بقصف روسي وقوات تدعمها إيران ضد فصائل المعارضة، جعل الجيش السوري على بعد 25 كيلومتراً من الحدود التركية.

واستغلت قوات يدعمها الأكراد الوضع وسيطرت على أراض من المعارضة السورية موسعة نطاق وجودها على الحدود.

وقال داود أوغلو للصحافيين على متن طائرته في طريقه إلى أوكرانيا في وقت سابق اليوم، إن «القصف التركي لوحدات حماية الشعب الكردية خلال مطلع الأسبوع حال دون سيطرتها على أعزاز وبلدة تل رفعت إلى الجنوب».

وتابع أن «عناصر وحدات حماية الشعب أجبرت على التقهقر من المناطق المحيطة في أعزاز. وإذا ما اقتربوا من جديد فسيواجهون بأقسى رد فعل، ولن نسمح بسقوطها».

وأضاف داود أوغلو أن «تركيا ستجعل قاعدة منغ الجوية السورية غير قابلة للاستعمال، ما لم ينسحب مقاتلو وحدات حماية الشعب من المنطقة التي انتزعوا السيطرة عليها من مقاتلي المعارضة السورية». وحذرهم من التحرك إلى شرق منطقة عفرين التي يسيطرون عليها أو إلى الضفة الغربية من نهر الفرات.

وعبرت تركيا عن صدمتها من التصريحات الأخيرة لوزارة الخارجية الأميركية التي وضعت تركيا ووحدات «حماية الشعب الكردية» في سلة واحدة، في إشارة إلى تصريحات الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي الذي حضّ تركيا وأكراد سورية على التركيز على مواجهة «التهديد المشترك» الذي يمثله تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، المسيطر على أجزاء كبيرة من سورية.

وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية التركية تانغو بلجيج اليوم، بأن «تركيا لن تطلب الإذن للتصدي لأي منظمات إرهابية»، مضيفاً أنه «نقل احتجاج أنقرة على تصريحات كيربي إلى السلطات الأميركية».

ويمثّل دعم واشنطن وحدات «حماية الشعب الكردية» نقطة خلاف مع أنقرة التي تعتبرها جماعة إرهابية تابعة لحزب «العمال الكردستاني» المحظور.

وذكر مسؤول أمني تركي أن «سبعة صواريخ روسية استهدفت مستشفى في بلدة أعزاز اليوم، وعدد القتلى المدنيين قد يتجاوز 14 قتيلاً».

وقالت «جمعية الأطباء المستقلين»، وهي منظمة سورية غير حكومية تدير المستشفى في باب السلامة قرب الحدود التركية، إن «30 على الأقل أصيبوا في الهجمات».

وأوضح مسعف واثنان من السكان إن «14 مدنياً على الأقل قتلوا حين سقطت صواريخ على مستشفى للأطفال ومدرسة ومواقع أخرى في مدينة أعزاز السورية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب حدود تركيا». وذكروا أن «خمسة صواريخ على الأقل أصابت المستشفى الواقع في وسط المدينة ومدرسة قريبة يحتمي بها لاجئون فروا من هجوم كبير للجيش السوري».

وقال أحد السكان إن «مأوى للاجئين إلى الجنوب من أعزاز أصابته أيضاً قنابل أسقطتها طائرات يعتقد أنها روسية».

وحضت الولايات المتحدة اليوم روسيا وتركيا على تجنب أي تصعيد في شأن سورية. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية إن «من المهم أن يتحاور الروس والأتراك مباشرة وأن يتخذوا إجراءات لتجنب التصعيد».

واتهمت روسيا تركيا بمساعدة «جماعات متطرفة جديدة ومرتزقة مسلحين على التسلل إلى سورية، لتقديم العون لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وغيره من الجماعات الإرهابية».

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن «موسكو تعرب عن بالغ قلقها من الأعمال العدائية التي تقوم بها السلطات التركية في ما يخص الدولة المجاورة».

وقال بلجيج إن «قوات الأمن استهدفت مواقع لمقاتلين أكراد في سورية لليوم الثالث على التوالي، بعد هجوم على موقع أمني حدودي صباح اليوم»، مضيفاً: «اليوم تعرض موقعنا الأمني الحدودي في منطقة خطاي على الحدود السورية إلى الهجوم. وتم الرد بإطلاق أعيرة نارية».

ووجدت واشنطن نفسها في موقف حرج في الملف السوري، إذ إنها حليفة أنقرة ضمن التحالف الدولي المناهض للمتطرفين، لكنها تدعم في الوقت نفسه أكراد سورية الذين يقصف الجيش التركي مواقعهم في الشمال السوري.

وتعد الولايات المتحدة شريكة مبدئياً لروسيا في إطار العملية الديبلوماسية الهادفة إلى إيجاد حل للنزاع، وتجلى ذلك الخميس الماضي، عبر الاتفاق الذي أُعلن من ميونيخ حول احتمال “وقف الأعمال العدائية والالتزام بهدنة انسانية”.

لكن الأميركيين يطالبون منذ عشرة أيام الروس بوقف ضرباتهم في شمال سورية، والتي تُشن إسناداً لهجوم القوات الحكومية على منطقة حلب.

 

أنقرة توحّد ملفي الأكراد

أنقرة – يوسف الشريف

بدا القصف التركي على مطار منغ العسكري في ريف حلب الشمالي ومحيط مدينة أعزاز، تأكيداً واضحاً على جدية أنقرة وتحفزها للتعامل مع حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات الحماية الكردية في سورية، التي خرقت التعهدات الأميركية المقدمة إلى أنقرة بأن هذه القوات لن تتقدم غرب نهر الفرات ولن تقترب من خط جرابلس- أعزاز.

وتزامن القصف التركي على شمال سورية مع انتهاء عملية كانت الأشرس للجيش التركي في ناحية جيزرة في شرناق ذات الغالبية الكردية جنوب شرقي تركيا استمرت لأسابيع، وخلفت عشرات القتلى بينهم مدنيون ما زال الخلاف قائماً حول المسؤول الحقيقي عن مقتلهم. ويبدو أن الرئيس رجب طيب أردوغان مُصر على تقديم التعامل العسكري على جميع الدعوات المطالبة بالعودة إلى طاولة الحوار مجدداً مع حزب العمال الكردستاني من أجل حل سلمي للقضية الكردية في تركيا، يمهد لتحسين العلاقة بين أنقرة وأكراد سورية مستقبلاً.

ويبدو أن بقاء الملف الكردي مفتوحاً على العمل السياسي، وإن أدمى تركيا، يوفر غطاء سياسياً وشعبياً يحتاجه أردوغان في حال اتخذ قرار شن عملية برية في سورية ضمن التحالف الدولي ضد «داعش»، أو لفك الحصار عن المعارضة السورية «المعتدلة»، وهي عملية يرفضها الشارع التركي وأحزاب المعارضة التي طالبت الحكومة بالعودة إلى البرلمان للبحث في خطوة مثل هذه. ودفع الضغط الشعبي والحزبي وزير الدفاع عصمت يلماز إلى القول في البرلمان «إنه لا توجد خطة أو قرار في شأن عملية برية في سورية حتى الآن».

وعلى العكس من الرفض الشعبي «لتورط» تركيا برياً في «الحرب السورية»، فإن الحكومة تلقى ما تريده من دعم لعمليات عسكرية تستهدف قوات الحماية الكردية التي لا تشكك غالبية الأتراك في أنها الامتداد لحزب العمال الكردستاني التركي، وعليه يصعب على كثير من المحللين الفصل بين الهدف من أي عملية عسكرية تركية في شمال سورية، والتأكيد بأنها كانت ضد طموحات الأكراد أم أنها كانت لدعم بعض الجماعات المعارضة المسلحة هناك.

في المقابل فإن موقف الجيش التركي لا يزال غامضاً، فبينما يسرب الجيش من وقت لآخر رفضه أي عملية برية في سورية من دون قرار من مجلس الأمن واتفاق روسي- أميركي، فإن قيادات عسكرية تشير إلى ارتياحها لعودة الجيش الى قيادة الصراع مع حزب العمال الكردستاني وتسليمه الدفة في عدد من المناطق، وقدرته على استعراض قدراته حتى خارج حدود تركيا ولو بالقصف المدفعي، ويبدو أقرب إلى الموافقة على عمليات خاطفة لقواته الخاصة ضد قوات الحماية الكردية إن تطلب الأمر ذلك.

ولعل هذه الظروف المتمثلة في ضغط السياسة الداخلية وموقف الجيش، تدفع الحكومة إلى تقديم تبريرات لا تبدو مقنعة دائماً حول «مستقبل الملف الكردي بعد العمليات الحربية»، فلا أفق واضحاً عند الحديث عن هذا الأمر، كما أن حديث الحكومة الأخير عن «خطورة سيطرة أكراد سورية على مطار منغ واحتمال استخدامه ضد تركيا» ذهب مفعوله مع أول سؤال للمعارضة عن «احتمال امتلاك الأكراد في سورية سلاح طيران». بينما يحذر البعض من استغلال الملف الكردي لتمرير السياسات تجاه سورية، ويعتبرونه نوعاً من المجازفة التي عبر عنها زعيم حزب الحركة القومية دولت باهشلي قائلاً «أخشى أن أحلام التدخل العسكري في سورية تنتهي بخسارتنا جزءاً من أرضنا».

 

موسكو وأنقرة تتبادلان الاتهامات في شأن سورية

موسكو، اسطنبول – رويترز، أ ف ب

قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم (الثلثاء)، إن تركيا تعهدت بأنها لن تسمح بسقوط بلدة أعزاز السورية في يد مقاتلين أكراد لأنها “تقع في خط أمداد تستخدمه أنقرة لدعم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية في تصريحات رسمية: “بعض شركائنا ناشدنا حرفياً بعدم المساس بممر هو أقصر قليلاً من 100 كيلومتر على الحدود السورية التركية حول أعزاز”، مشيرة إلى أن واشنطن وحلفاءها أيضاً ينفذون عمليات في سورية.

وأضافت: “من الواضح أن هذا يهدف إلى ضمان استمرار وصول إمدادات يومية لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية من السلاح والذخيرة والغذاء من تركيا عبر هذه المنطقة، وأيضاً السماح لها بأن تكون ممراً للإرهابيين”.

ووجهت أنقرة اتهاماً الى موسكو بارتكاب “جريمة حرب” في سورية، ووصف رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الضربات التي تشنها روسيا دعماً للنظام السوري بـ “الهمجية والغاشمة”.

وقال داود أوغلو في كلمته الأسبوعية أمام نواب حزبه إنه “منذ أيلول (سبتمبر) الماضي تقصف هذه الطائرات الهمجية والغاشمة والوحشية سورية، من دون أي تمييز”.

ورفض الكرملين الاتهام التركي “بقوة”، وقال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للصحافيين: “نرفض في شكل قاطع مثل هذه التصريحات، وكل مرة يعجز من يدلون بها عن إثبات اتهاماتهم”.

وكانت تركيا أعلنت اليوم تأييدها التدخل العسكري البري في سورية، لكن بمشاركة حلفائها، مجدِّدة انتقادها الغارات الروسية.

وقال مسؤول تركي كبير رفض ذكر اسمه للصحافيين: “نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين، لأنه من المستحيل وقف المعارك في سورية من دون عملية على الأرض”، مؤكداً في الوقت ذاته أن “أنقرة لا تريد عملية أحادية الجانب، ولن تشن هجوماً وحدها. وسنناقش هذا مع حلفائنا”.

وفي وقت لاحق، قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مقابلة مع “رويترز” إن بلاده والسعودية وبعض الحلفاء الأوروبيين يرغبون في شن عملية برية في سورية، لكن لا يوجد إجماع في التحالف ولم تتم مناقشة استراتيجية في هذا الخصوص بشكل جدي.

وأضاف أوغلو في أنقرة ان “بعض الدول مثلنا والسعودية وكذلك بعض الدول الأخرى في غرب أوروبا تقول إن من الضروري شن عملية برية. لكن توقع هذا من السعودية وتركيا وقطر فقط فهذا أمر غير صائب وليس واقعياً.

وتابع: “إذا جرت مثل هذه العملية فيجب أن تتم بشكل مشترك على غرار الضربات الجوية (للتحالف)”.

وتمضى قائلاً: “لم يجر التحالف نقاشا جادافي في خصوص هذه العملية البرية. هناك معارضون وهناك من لا يرغبون في المشاركة لكنهم عبروا عن رغبة في أن تقوم تركيا أو دولة أخرى بذلك”.

 

توسك: القصف الروسي يترك «أملا ضئيلاً» في إحلال السلام بسورية

أثينا – أ ف ب

اعتبر رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك اليوم (الثلثاء) في أثينا أن القصف الروسي يترك «أملاً ضئيلاً» في إحلال السلام بسورية.

وبعد لقائه رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس عبّر عن أمله في عودة السلام إلى سورية وحلّ أزمة الهجرة، وقال توسك إن القصف الروسي «يترك أملاً ضئيلاً، لقد تعزز نظام الأسد، والمعارضة المعتدلة أُضعفت، والاتحاد الاوروبي غارق بموجات جديدة من اللاجئين».

وقال توسك، إن استبعاد اليونان من منطقة شينغن، التي يتم الانتقال بداخلها من دون تأشيرات دخول، لن يحل أزمة المهاجرين التي تختبر تماسك أوروبا إلى أقصى حد.

وأضاف، إن أوروبا تحتاج لتحسين حماية حدودها الخارجية. ويتطلب ذلك أن تبذل اليونان مزيداً من الجهود وأن تحصل كذلك على مزيد من الدعم من شركائها في الاتحاد الأوروبي.

 

هولندا تعلن قصف أهداف لـ«داعش» في سورية للمرة الأولى

لاهاي – أ ف ب

أعلنت وزارة الدفاع الهولندية اليوم (الثلثاء)، ان طائرات حربية هولندية من طراز “اف 16” أغارات على أهداف لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سورية للمرة الأولى منذ انضمام هولندا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد المتشددين في سورية والعراق.

وأفادت الوزارة في تقريرها الأسبوعي حول عملياتها الذي نشرته على موقعها الالكتروني بان “طائرات اف 16 الهولندية نفذت حوالى 10 مهمات فوق العراق وشرق سورية”.

وهي وفقاً التقرير الأهداف الأولى التي تضربها الطائرات الحربية في سورية منذ ان أعلنت هولندا المشاركة في العمليات في العراق، الشهر الماضي توسيع عملياتها لتشمل الأراضي السورية استجابة لطلب الولايات المتحدة وفرنسا. ومنذ تشرين الأول (اكتوبر) 2014 كانت مشاركة هولندا في التحالف العسكري بقيادة واشنطن تقتصر على العراق، وأرسلت أربع طائرات “أف 16” دعماً للعمليات البرية للجيش العراقي.

وأوضحت الوزارة ان الضربات في سورية استهدفت “مواقع قتالية وتجهيزات عسكرية وأهدافاً استراتيجية لتنظيم داعش الارهابي”، من دون تحديد أي تاريخ أو مكان لهذا القصف.

 

قتلى في ريف إدلب في قصف روسي «مقصود» على مستشفى لـ«أطباء بلا حدود»

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

قتل سبعة مدنيين في غارة جوية استهدفت مستشفى مدعوماً من منظمة «أطباء بلا حدود» جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب شمال غربي سورية، الأمر الذي اعتبرته المنظمة هجوماً «مقصوداً» على موقع طبي، بالتزامن مع مقتل عشرة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، في قصف جوي روسي في محيط مستشفى في مدينة أعزاز وقرية كلجبرين في ريف حلب.

وقالت «أطباء بلا حدود» إن الغارة الجوية التي استهدفت مستشفى مدعوماً منها في معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي «أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص، ولا يزال ثمانية في عداد المفقودين». وأفادت صفحة «المعرة اليوم» على موقع «فايسبوك» أمس، بأن «12 شخصاً في مدينة معرة النعمان قضوا بعد 6 غارات لطيران العدوان الروسي و (الطيران السوري) على مستشفيي أطباء بلا حدود والمستشفى الوطني في معرة النعمان، بالإضافة إلى عدد من الضحايا مجهولي الهوية لم يتم التعرف إليهم حتى اللحظة».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان أورد في وقت سابق مقتل تسعة مدنيين، بينهم طفل وممرض، وإصابة العشرات في غارة يُعتقد أنها روسية على مستشفى مدعوم من «أطباء بلا حدود» جنوب معرة النعمان. وأوضحت المنظمة في بيان، أن المستشفى الذي يضم 30 سريراً و54 عاملاً وغرفة طوارئ وأخرى للمعاينات، «دمر في غارة جوية»، من دون تحديد الجهة المسؤولة.

وقال رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» إلى سورية ماسيميليانو ريبودانغو: «إنه هجوم مقصود (…) يمنع نحو 40 ألف نسمة من الوصول إلى الخدمات الطبية في منطقة النزاع هذه». وتدعم منظمة «أطباء بلا حدود» هذا المستشفى منذ أيلول (سبتمبر) 2015، وتؤمن له المعدات الطبية وتدفع التكاليف الضرورية لعمله.

وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مستشفى تدعمه منظمة «أطباء بلا حدود» لقصف جوي في سورية. وأعلنت المنظمة في 9 شباط (فبراير) مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين في قصف جوي لمستشفى تدعمه في بلدة طفس في محافظة درعا بجنوب البلاد.

وتدعم منظمة «أطباء بلا حدود» 153 مستشفى ميدانياً ومراكز صحية أخرى في مختلف أنحاء سورية.

وقال «المرصد» أيضاً: «استشهد 4 أشخاص على الأقل وأصيب آخرون بجراح، جراء قصف للطائرات الحربية على مناطق في بلدة أبو الضهور بريف إدلب الشرقي، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات خطرة، ووجود معلومات أولية عن شهيدين آخرين».

ومنذ نهاية أيلول، تنفذ روسيا حملة جوية مساندة لقوات النظام السوري، تقول إنها تستهدف تنظيم «داعش» ومجموعات «إرهابية» أخرى. لكن دول الغرب والفصائل المعارضة تتهمها باستهداف مجموعات مقاتلة يصنف بعضها في إطار «المعتدلة» أكثر من تركيزها على الجهاديين.

وفي ريف حلب الشمالي، أفاد «المرصد السوري» بمقتل عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال الإثنين، في قصف جوي روسي في محيط مستشفى في مدينة أعزاز وقرية كلجبرين القريبة منها.

من جهة أخرى، قال «الائتلاف الوطني السوري» في بيان إنه «يدين الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الروسي صباح اليوم (أمس) في الشمال السوري، باستهداف مستشفى منظمة أطباء بلا حدود، على الطريق الدولي إلى معرة النعمان بريف إدلب. الغارات الجوية استهدفت المستشفى بشكل مباشر ومتكرر أفضى، وفق أول الإحصاءات، إلى سقوط شهداء في صفوف المدنيين». وتابع: «جريمة اليوم ليست أول جريمة ترتكبها روسيا وتبرهن من خلالها على طبيعة بنك الأهداف الذي تستهدفه مقاتلاتها الحربية، من أحياء مدنية ومراكز طبية ومدارس ودور عبادة، كما لن تكون هذه الجريمة الأخيرة، ما دام المجتمع الدولي يستمر في مراقبة الانتهاكات التي تمارسها روسيا ونظام الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له، من دون أن يتحمل مسؤولياته تجاهها».

وإذ حمل «الائتلاف» موسكو مسؤولية تلك الجرائم، حذر من أن «زهد المجتمع الدولي سيمثل دافعاً رئيساً في استمرار السلوك الروسي، ومحرضاً إضافياً في انتقال الكارثة التي تسبب بها نظام الأسد إلى مستويات أشد سوءاً وأبعد مدى، الأمر الذي لن ينعكس سلبياً على مسار العملية السياسية فحسب، وإنما على تمدد الإرهاب الذي باتت موسكو تؤمن له الغطاء الأمثل للتوسع في الجغرافية السورية». وطالب «فريق العمل» الذي تشكل بناء على اتفاق ميونيخ، بـ «النظر العاجل في ما تستمر القوات الروسية في ارتكابه من جرائم بحق السوريين، وما يمثله ذلك من تهديد لفرص تحقيق أي تقدم على طريق التسوية السياسية»، مؤكداً أن «عدم إظهار الجدية الكافية من طرف المجتمع الدولي تجاه استمرار هذه الخروقات يمثل شراكة مع روسيا في تضييع ما تم تحقيقه في ميونيخ».

في غضون ذلك، شهد ريف حلب الشرقي استمراراً للمعارك العنيفة بين قوات النظام وعناصر تنظيم «داعش»، وسط معلومات عن نجاح النظام في السيطرة على قرية أبوضنة وتلتها ومنطقة السين وكذلك على قرية الطيبة ومزارعها قرب منطقة كويرس شرقي. وبوصول قوات النظام إلى قرية الطيبة تصبح في مواجهة مباشرة مع تنظيم «داعش» المتمركز في المحطة الحرارية الضخمة شرق حلب.

وفي محافظة اللاذقية (غرب)، قال «المرصد» إن «معارك الكر والفر» تواصلت بين «غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس» وبين «الفرقة الأولى الساحلية» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «أنصار الشام» و «الفرقة الثانية الساحلية» و «الحزب الإسلامي التركستاني» و «جبهة النصرة» وفصائل أخرى في عدة محاور بجبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، مضيفاً أن أربعة من قوات النظام بينهم ضابط برتبة مقدم قُتلوا في المعارك التي أسفرت في النهاية عن تقدم النظام وسيطرته على مواقع جديدة.

وفي وسط البلاد، ذكر «المرصد» أن الفصائل الإسلامية استهدفت بقذائف هاون تمركزات لقوات النظام في محيط الفرقة 26 بريف حمص الشمالي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينما جددت الطائرات الحربية قصفها لمناطق في الساحة العامة والحي الشمالي وأماكن أخرى بمدينة تدمر بريف حمص الشرقي، والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وأحصى المرصد وقوع عشرات الغارات منذ صباح أمس.

أما في محافظة حماة المجاورة، أشار «المرصد» إلى اشتباكات بين قوات النظام وبين تنظيم «داعش» في منطقة طريق أثريا- الرقة بالريف الشمالي الشرقي، ما أدى إلى مقتل عنصر في التنظيم من قرية لطمين بريف حماة. وأفيد أن قوات النظام سيطرت على تلال جديدة في المنطقة الواقعة أقصى شمال شرقي حماة، في إطار محاولتها الوصول إلى الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.

 

الغارات الروسيّة تهزّ اتفاق ميونيخ والقصف التركي لا يوقف الأكراد

المصدر: (و ص ف، رويترز)

تصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة بين روسيا وتركيا أمس، فنددت موسكو بـ”الاعمال العدوانية” التركية في شمال سوريا، بينما هددت أنقرة بـ”رد حاسم جداً”، وسط تواصل الاشتباكات العنيفة على مقربة من الحدود بين سوريا وتركيا، وتصاعد الاستنكارات لتعرض مواقع مدنية للقصف . وسقط نحو 50 قتيلاً في غارات جوية روسية استهدفت مستشفيات في شمال سوريا، الامر الذي انتقدته واشنطن. وسيطر تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” الذي يشكل الاكراد عموده الفقري على نحو 70 في المئة من تل رفعت وبذلك انترع أراضي قريبة من الحدود التركية واتجه شرقاً إلى أراض خاضعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وأعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له وقائد عسكري في المعارضة المسلحة أن مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية يتحركون حالياً نحو الشرق وليس الشمال وذلك في اتجاه الجبهة مع مقاتلي “داعش” شرق أعزاز.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “قوات سوريا الديموقراطية” باتت على مسافة ستة كيلومترات من أراض يسيطر عليها “داعش” جنوب شرق تل رفعت.

 

دعوة أميركية للتهدئة

وسعت واشنطن الى استدراك الوضع فحضت روسيا وتركيا على تجنب أي تصعيد. واعتبر ناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ان “من المهم ان يتحاور الروس والاتراك مباشرة وان يتخذوا اجراءات لتجنب التصعيد”.

كما انتقدت الولايات المتحدة عمليات القصف في شمال سوريا التي تستهدف مستشفيات تشرف على احدها منظمة “اطباء بلا حدود”، والتي يقوم بها النظام السوري وحليفه الروسي.

وأصدرت وزارة الخارجية بيانا شديد اللهجة هاجمت فيه “وحشية نظام الاسد” كما “شككت في ارادة و/أو قدرة روسيا على المساعدة في وقفه”.

الى ذلك، ندد البيت الأبيض “بأشد العبارات” بتكثيف القصف في شمال سوريا وقال إنه يتعارض مع الالتزامات التي قدمت في ميونيخ الجمعة.

 

50 قتيلاً في مستشفيين

وفي السياق نفسه وفي اطار التنديد بتعرض المدنيين للقصف، أعلنت الأمم المتحدة ان اطلاق صواريخ أدى الى “مقتل نحو 50 مدنياً بينهم أطفال اضافة الى العديد من الجرحى” في خمس مؤسسات طبية “على الاقل” ومدرستين في حلب وادلب بشمال سوريا.

وقال مساعد الناطق باسم الامم المتحدة فرحان حق ان الامين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون يعتبر هذه الهجمات بمثابة “انتهاكات فاضحة للقانون الدولي”.

وأعرب المدير التنفيذي لصندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسيف” انطوني لايك في بيان عن “استيائه من المعلومات عن غارات استهدفت اربع مؤسسات طبية في سوريا منها اثنتان يدعمهما اليونيسيف”. وأوضح ان أطفالاً قتلوا في احدى المؤسستين وتم اجلاء عشرات المدنيين. وقال إن غارتين استهدفتا مدينة اعزاز التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب حلب، فيما استهدفت الغارتان الأخريان مستشفى في مدينة ادلب أصيب أربع مرات.

واتهم السفير السوري في روسيا رياض حداد في مقابلة مع شبكة التلفزيون الروسية الرسمية “روسيا 24″ الطيران الاميركي بـ”تدمير” مستشفى “أطباء بلا حدود” في منطقة ادلب ، رافضا بذلك اتهامات واشنطن للنظام السوري وحليفه الروسي بأنها وراء هذا القصف.

 

دو ميستورا في دمشق

وأمام هذا التوتر، وصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا الى دمشق، على ان يلتقي اليوم وزير الخارجية وليد المعلم.

وقال مسؤول في الحكومة السورية إن المحادثات ستنصب على متابعة اجتماع ميونيخ الذي اتفقت فيه القوى الكبرى على وقف الأعمال القتالية للسماح بتقديم المساعدات الإنسانية في سوريا. وأضاف أن المحادثات ستشمل أيضاً مناقشة معادوة محادثات السلام المقررة في جنيف في 25 شباط الجاري بما في ذلك “مسائل إجرائية”.

 

الاسد

وفي لقاء مع نقابة المحامين بدمشق، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد ان “وقف إطلاق النار لا يعني توقف كل طرف عن استخدام السلاح”. ورأى أن “من الصعب” إرساء وقف النار في سوريا خلال أسبوع كما اقترحت الدول الكبرى. وقال إن “مكافحة الإرهاب هي الأساس والمصالحات أيضاً وهي تسير بهدوء وثبات”. وأضاف: “لا يمكن أن يكون وقف النار بلا هدف، يحتاج الأمر إلى أسس بهدف الوصول إلى مصالحات أو تسويات”. وشدد على ان “أي عملية انتقال يجب أن تكون خاضعة للدستور الحالي ولا يتوقف العمل به إلا إذا توصلنا الى دستور جديد”.

 

ميركل

وفي موقف مفاجىء، اعربت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل عن تأييدها لاقامة منطقة حظر طيران في سوريا كما تطالب تركيا منذ مدة طويلة. وقالت في مقابلة صحافية: “سيكون مفيداً اقامة منطقة لا يقصفها أي من المتناحرين – نوع من منطقة حظر طيران”.

 

مناورات تركية – سعودية

وبعد تكرار الكلام عن امكان تدخل بري في سوريا لتركيا والمملكة العربية السعودية، اعلنت رئاسة الاركان التركية في بيان عن مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين انطلقت الاثنين لخمسة أيام في منطقة قونية بوسط تركيا في اطار الاستعدادات لتكثيف العمليات ضد “داعش”.

 

التصعيد الروسي – التركي يتفاعل واتفاق ميونيخ “يهتز” أنقرة قلقة حيال الفراغ وتأمل في حل رئاسي توافقي

ريتا صفير

مع اعتبار المسؤولين الاتراك ان الاتفاق بين القوى الكبرى في ميونيخ على وقف الاعمال العدائية في سوريا يشكل “خطوة مهمة” من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية والتوصل الى حل، تبقى الانظار شاخصة الى الترجمة العملية لهذا الاتفاق ولاسيما لجهة مدى التزام اطراف الصراع وقف الضربات والامتناع عن استهداف المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة، تلبية للمناشدات الاممية المتاليية في هذا الشأن.

اذا كان الاهتمام يتركز على التطورات الميدانية في حلب، في ضوء تمكّن القوى الموالية للنظام السوري و”داعميها” من قطع الطريق الشمالية بين المدينة والحدود التركية، يبدو التصعيد الروسي، معطوفا على اتهامات موسكو لانقرة بمساعدة الجهاديين على التسلل الى سوريا، والتنسيق بين قوى النظام و”حزب الاتحاد الديموقراطي” الكردي، محط متابعة انطلاقا من معطيات عدة. لعل اهمها احتمال ان تؤدي التطورات الميدانية الى تبديل “التوازن الاستراتيجي” على الحدود، الامر الذي عكسه تجديد المسؤولين الاتراك رفضهم سقوط اعزاز، على وقع تنديدهم بالهجوم على موقع امني في هاتاي، على الحدود مع سوريا.

تزامناً مع مطالبة دمشق مجلس الامن “بضرورة وضع حد لجرائم النظام التركي”، تنفي مصادر ديبلوماسية تركية ما يروّج عن امكان ارسال قوات برية الى سوريا، وآخرها ما صدر عن الرئيس السوري بشار الاسد في هذا الاطار. وهي تدحض بذلك المعلومات التي تحدثت عن استعداد 150 ألف جندي للتدخل في البلاد بهدف مكافحة تنظيم “داعش”، اضافة الى تعيين السعوديين والأتراك قيادة للقوات المشتركة تتولى التدخل في سوريا من الشمال عبر تركيا. الا ان هذا النفي يتزامن مع تنديد تركي بالقصف الروسي على حلب والذي يتسبب بمأساة انسانية متجددة من احدث تجلياتها، موجة اللجوء الاخيرة والتي عكسها تدفق 40 الف طالب لجوء على الحدود، تزامنا مع اقامة السلطات التركية 9 مخيمات داخل سوريا.

وردا على المطالبات الغربية المتزايدة لانقرة بضبط حدودها والتي رد عليها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتهديده باغراق اوروبا بالمهاجرين، تذكّر المصادر بوجود 911 كيلومترا مربعا كحدود مشتركة مع سوريا، مؤكدة “مواصلة الجهود لضبطها في مواجهة تسرب المقاتلين وبينهم “داعش”، والمجتمع الدولي ممتن لهذه العملية”.

على المسار السياسي، يكرر الاتراك دعمهم مساعي الموفد الاممي ستافان دو ميستورا والهادفة الى اعادة احياء “لقاءات جنيف”. وهم يجددون في هذا الصدد، حض اطراف المعارضة على المشاركة في هذه المفاوضات، مع تمسكهم بالشروط التي يضعها هؤلاء الاطراف ولاسيما لجهة توفير الدعم الانساني للمدنيين ورفع الحصار ووقف الاعتداءات على المعارضة المعتدلة. وعن مشاركة الاكراد في المفاوضات، تذكّر المصادر الديبلوماسية التركية بتصنيف انقرة “حزب الاتحاد الديموقراطي” مجموعة ارهابية، مجددة التأكيد ان الحزب المذكور يتلقى تعليمات من “حزب العمال الكردستاني”. غير ان الملاحظات التي تسوقها المصادر في هذا الشأن، لا تثنيها عن تكرار دعمها قرار الامم المتحدة 2254، والذي يتضمن -على قولها- “خريطة طريق” تحفظ وحدة الاراضي السورية، من دون بشار الاسد، وفي ظل نظام تعددي يحتضن المجموعات الدينية على اختلافها.

في اي حال، ومن الزاوية السورية ايضا، يقارب الاتراك الاوضاع في لبنان باعتبار ان “ازمة اللجوء مرتبطة بالامن القومي للبلدين”، على قول المصادر الديبلوماسية التركية. ووقت تبدو حركة الاتصالات التي يقودها الرئيس سعد الحريري بعد عودته الى بيروت موضع متابعة، يجدد الاتراك قلق بلادهم حيال الفراغ في سدة الرئاسة آملين في “التوصل الى حل في اقرب وقت ممكن على قاعدة التوافق المشترك بين كل الافرقاء السياسيين”. ولا تنكر المصادر نفسها تأثير التشنج الاقليمي بين الرياض وطهران على الاستحقاق الرئاسي، الا انها تكرر في المقابل انه “يعود الى اللبنانيين انتخاب رئيس للجمهورية”، متمنية “توفير النصاب في هذا الشأن وعدم النظر الى الخارج”. وفي طيات الموقف التركي حيال لبنان ثوابت، تبدأ من دعم الحياد و”اعلان بعبدا” واعادة تفعيل المؤسسات ولا سيما منها الحكومة، وتمر على مساندة الحوار بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” وقد لا تنتهي بتجديد الاستعداد للتدخل للتوفيق بين الاطراف اللبنانيين، على غرار الجهود التي بذلتها انقرة عام 2008.

 

بريطانيا وفرنسا تشجبان دور روسيا في سوريا بعد “جرائم حرب

لندن ـ باريس ـ  رويترز – انتقدت بريطانيا وفرنسا دور روسيا في الحرب السورية وقالتا إنه ينبغي على موسكو وقف الصراع بدلا من تأجيجه وذلك بعدما قتل العشرات من المدنيين في ضربات بصواريخ يوم الاثنين.

وقالت الأمم المتحدة إن نحو 50 مدنيا قتلوا عندما ضربت صواريخ خمس منشآت طبية على الأقل ومدرستين في مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا واصفة الضربات بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وألقى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو باللوم على روسيا في واحد من الهجمات على الأقل حيث قتل مدنيون وأطفال في مدرسة ومستشفى في بلدة اعزاز ووصف الهجوم بأنه “جريمة حرب صريحة.”

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان “الغارات الجوية المزمعة على مستشفيات في شمال سوريا في الأيام الأخيرة قد ترقى إلى جرائم حرب وينبغي التحقيق فيها.”

وأضاف البيان “أفزعني استمرار نظام الأسد ومن يدعمه في قصف المدنيين الأبرياء رغم الاتفاق الخميس الماضي على وقف الأعمال العدائية.. ينبغي على روسيا أن توضح (موقفها) نفسها وتظهر بتصرفاتها أنها ملتزمة بإنهاء الصراع وليس تأجيجه.”

ونقلت وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قوله إن أسطول بحر قزوين لا يملك قدرات ضرب مستشفى في محافظة إدلب السورية. وتقول روسيا إنها تستهدف منظمات إرهابية وحلفائها

وأبلغ وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان مارك إيرو الذي اتهم الحكومة السورية وداعميها يوم الاثنين بارتكاب جرائم حرب نواب البرلمان أن الأمر العاجل هو حماية المدنيين.

وقال “ينبغي وقف كل القصف. غير مقبول استهداف المستشفيات والمدارس. هذه التصرفات انتهاك سافر للقانون الدولي.”

كانت القوى الدولية اتفقت في الأسبوع الماضي خلال اجتماعها في ميونيخ علي السعي إلى “وقف الأعمال العدائية” خلال أسبوع واتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا بضرب جماعات معارضة وطنية ضمن حملتها.

وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن الاتهامات “غير صحيحة.”

وشدد وزير الخارجية الفرنسي على ضرورة احترام اتفاق ميونيخ.

وقال “بالطبع تحدثنا مع روسيا لكن لدينا طلبات وما نطلبه اليوم هو احترام الالتزامات المأخوذة في ميونيخ. لقد وافقت روسيا مثل غيرها من الشركاء على إنهاء الاقتتال ووقف القصف والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.”

 

دي ميستورا يعلن ارسال قافلة مساعدات الاربعاء الى مناطق محاصرة في سوريا

دمشق ـ أ ف ب ـ اعلن موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء من دمشق ان المنظمة الدولية سترسل الاربعاء مساعدات انسانية الى مناطق محاصرة في البلاد.

وقال دي ميستورا لصحافيين اثر لقاء ثان جمعه في دمشق بوزير الخارجية وليد المعلم بعد الظهر، “ناقشنا مسألة ذات أولوية بالنسبة الينا في هذه اللحظة، وهي قضية وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، (…) من جانب أي من الأطراف”.

وتابع “كما تعلمون جيدا يتم الوصول إلى هذه المناطق من خلال القوافل التي ينظمها فريق الأمم المتحدة بشكل منتظم، بالتعاون مع منسق الشؤون الإنسانية” في سوريا، مضيفا “من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية الى كل السوريين، أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية، وخصوصا الآن بعد مرور وقت طويل” على عدم تلقي هذه المناطق المساعدات التي تحتاجها.

وقال “غدا سوف نختبر ذلك، وسوف نكون قادرين على التحدث أكثر حول هذا الموضوع″.

وقال مصدر في الهلال الاحمر السوري لوكالة فرانس برس ان المناطق التي سترسل اليها المساعدات غدا هي الفوعة وكفريا، المحاصرتين من الفصائل الاسلامية، في محافظة ادلب (شمال غرب)، ومضايا والزبداني المحاصرتين من الجيش السوري في ريف دمشق.

واشار الى امكانية ارسال مساعدات ايضا الى معضمية الشام المحاصرة من الجيش السوري في الغوطة الغربية قرب دمشق.

وكان دي ميستورا وصل الى دمشق في زيارة مفاجئة، وبحث في لقائه الاول الصباحي مع المعلم كيفية “ايصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة دون عائق”.

واوضح دي ميستورا ان هذه المناطق ليست المحاصرة “فقط من الحكومة ولكن أيضا من الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الاسلامية”.

وتصل قوافل المساعدات بشكل غير منتظم الى عدد من المناطق المحاصرة، لكن منظمات الاغاثة الدولية تؤكد انها غير كافية.

ويشكل ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة عملية معقدة، إذ يتم احيانا الغاء الموافقة على دخول القوافل في الدقائق الاخيرة بسبب تراجع الاطراف المعنية عن موافقتها وتجدد اندلاع المعارك.

كما تناول البحث خلال زيارة دي ميستورا سبل تنفيذ اتفاق ميونيخ الذي توصلت اليه الدول الكبرى منذ ايام.

واتفقت الدول الكبرى، وبينها واشنطن وموسكو وايران والسعودية، الجمعة في ميونيخ على “وقف للاعمال العدائية” خلال اسبوع في سوريا، والاسراع في تقديم المساعدة الى المدنيين المحاصرين.

وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري الى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الاطراف المتنازعة، اذ يعيش حاليا وفق الامم المتحدة 486700 شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري او الفصائل المقاتلة او تنظيم الدولة الاسلامية، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق “يصعب الوصول” اليها 4,6 ملايين.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان المعلم “جدد تأكيد موقف الحكومة السورية بشأن مواصلة الالتزام بحوار سوري سوري بقيادة سورية ودون شروط مسبقة وان الشعب السوري وحده صاحب القرار في تقرير مستقبله”.

ودعت الامم المتحدة الى جولة محادثات بين وفدين من الحكومة والمعارضة السوريتين في الاسبوع الاول من شباط/فبراير، من دون ان تنجح في ان تطلق مفاوضات جدية حول تسوية سياسية ومرحلة انتقالية في سوريا.

وأصرت المعارضة السورية على وقف القصف وادخال المساعدات الانسانية الى المحاصرين قبل العودة الى جولة اخرى من المحادثات حددت في 25 شباط/فبراير الحالي.

الا ان المعلم اكد، بحسب سانا، استمرار الحكومة بايصال المساعدات الانسانية “انطلاقا من مسؤوليتها تجاه مواطنيها”، مشيرا الى ان “هذه الجهود لا علاقة لها اطلاقا باجتماعات جنيف”.

 

روسيا تتهم تركيا بتقدم إمدادات لتنظيم الدولة عن طريق أعزاز

موسكو- (رويترز): قالت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء إن تركيا تعهدت بأنها لن تسمح بسقوط بلدة أعزاز السورية في يد مقاتلين أكراد لأنها تقع على خط أمداد تستخدمه أنقرة لدعم تنظيم الدولة الإسلامية.

واتهمت تركيا روسيا الاثنين بارتكاب “جريمة حرب واضحة” بعد مقتل عشرات في هجمات صاروخية وحذرت وحدات حماية الشعب الكردية من أنها ستواجه “أعنف رد” إذا ما حاولت السيطرة على أعزاز الواقعة قرب الحدود التركية.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في تصريحات رسمية “بعض شركائنا ناشدنا حرفيا بعدم المساس بممر هو أقصر قليلا من مئة كيلومتر على الحدود السورية التركية حول أعزاز″ مشيرة إلى أن واشنطن وحلفاءها أيضا ينفذون عمليات في سوريا.

وقالت “من الواضح أن هذا يهدف إلى ضمان استمرار وصول إمدادات يومية لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية من السلاح والذخيرة والغذاء من تركيا عبر هذه المنطقة وأيضا السماح لها بأن تكون ممرا للإرهابيين.”

وفي وقت سابق الثلاثاء نفى الكرملين بشدة اتهامات تركيا بأن قذيفة روسية أصابت عدة منشآت طبية ومدارس في شمال سوريا قائلة إن ذلك لا أساس له من الصحة.

 

إرهابي من “بي كا كا” متورط بقتل شرطيين أتراك يعترف بتلقيه تدريبات في “القامشلي” السورية

شانلي أورفة- الأناضول: اعترف الإرهابي “أردال د” أحد أعضاء منظمة “بي كا كا” الإرهابية، الذي قتل شرطيين تركيين في 28 أغسطس/ آب الماضي، في ولاية شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا، أنه تلقى تدريبات لمدة ثلاثة أشهر على عمليات الاغتيال في مدينة القامشلي، بمحافظة الحسكة السورية، الواقعة تحت سيطرة مقاتلي “حزب الاتحاد الديمقراطي” الذراع السوري لمنظمة “بي كا كا”.

ووفق معلومات حصل عليها مراسل (الأناضول)، فإن أردال اعترف باغتيال الشرطيين التركيين “طانجو صاكاريا” و”فاتح كيلبي”، أمام إحدى المستشفيات التركية بشانلي أروفة أغسطس الماضي.

وأضاف أردال أنه جاء إلى قضاء “سوروج” الحدودية مع سوريا، وقام بجولة استكشافية بهدف تنفيذ عملية ثانية، على مبنى مديرية أمن القضاء، قبل أن تلقي قوات الأمن القبض عليه، مؤكداً أن خطة الهجوم كانت ستنفذ بسيارة مفخخة قام مقاتلو “حزب الاتحاد الديمقراطي” بتجهيزها في بلدة عين العرب(كوباني) السورية.

جدير بالذكر، أن شرطيين تركيين استشهدا في 28 أغسطس/ آب الماضي، جراء إطلاق النار عليهما أمام مستشفى حكومي في ولاية شانلي أورفة، وأطلقت قوات الأمن حملة للبحث عن منفذ الهجوم، حيث ألقي القبض على “أردال.د” في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، إلى جانب عدد من الأشخاص الآخرين.

 

سوريا: مجازر في قصف روسي وتركيا تؤكد أنها لن تسمح بسقوط مدينة اعزاز

واشنطن تطالب أنقرة وموسكو بوقف التصعيد وميركل «تؤيد» منطقة حظر طيران

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» – من إسماعيل جمال: أعلنت الامم المتحدة الاثنين أن إطلاق صواريخ أدى إلى «مقتل نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال إضافة إلى العديد من الجرحى» في خمس مؤسسات طبية «على الاقل» ومدرستين في حلب وادلب بشمال سوريا.

وأضاف مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق ان الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يعتبر هذه الهجمات بمثابة «انتهاكات فاضحة للقانون الدولي».

واعتبر أن هذه الهجمات التي أصابت خصوصا مستشفى تدعمه منظمة اطباء بلا حدود «ترخي بظلالها على تعهدات مجموعة الدعم الدولية لسوريا» خلال اجتماع ميونيخ الأخير والتي تركزت على إرساء وقف للأعمال الحربية وإيصال المساعدات الإنسانية سريعا إلى المناطق المحاصرة.

وأكد المتحدث «وجوب ترجمة هذه التعهدات إلى أفعال».

ولم يحدد حق الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ، لكن المرصد السوري لحقوق الانسان رجح في وقت سابق أن تكون الصواريخ روسية.

من جهتها، أعلنت «أطباء بلا حدود» أن سبعة اشخاص على الاقل قتلوا وفقد ثمانية آخرون إثر تعرض مستشفى سوري تدعمه في منطقة معرة النعمان (280 كلم شمال دمشق) للقصف.

وفي بيان، أعرب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) انطوني لايك عن «استيائه للمعلومات عن ضربات استهدفت أربع مؤسسات طبية في سوريا منها اثنتان تدعمهما اليونيسيف».

وأوضح أن أطفالا قتلوا في إحدى المؤسستين المذكورتين وتم إجلاء عشرات المدنيين.

وأورد بيان اليونيسيف أن ضربتين اثنتين استهدفتا مدينة اعزاز التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب حلب فيما استهدفت الضربتان الأخريان مستشفى في مدينة ادلب اصيب اربع مرات.

وتحدث لايك أيضا عن معلومات حول هجمات على مدرستين في اعزاز اسفرت عن مقتل ستة اطفال.

وذكرت اليونيسيف بان ثلث المستشفيات وربع المدارس في سوريا لم تعد قادرة على العمل بسبب الاضرار الناتجة من النزاع المستمر منذ خمسة اعوام.

وحضت الولايات المتحدة أمس روسيا وتركيا على تجنب أي تصعيد بشأن سوريا بعدما تبادلت موسكو وأنقرة الاتهامات حول عملياتهما العسكرية في هذا البلد.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة فرانس برس «من المهم أن يتحاور الروس والأتراك مباشرة وأن يتخذوا إجراءات لتجنب التصعيد».

وبرغم القصف التركي، نجحت قوات سوريا الديمقراطية (تحالف لفصائل كردية وعربية) في السيطرة على حوإلى سبعين في المئة من مدينة تل رفعت، أبرز معاقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي، إلى جانب مارع إلى الشرق منها واعزاز شمالا والأقرب إلى الحدود التركية.

من جهته أعلن رئيس الحكومة التركي احمد داود اوغلو الاثنين أن بلاده لن تسمح بسقوط مدينة اعزاز السورية القريبة من الحدود التركية بأيدي مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية التي يستهدفها قصف مدفعي تركي منذ ثلاثة أيام.

وقال داود اوغلو لصحافيين في طائرة كانت تقله إلى اوكرانيا «لن نسمح بسقوط اعزاز، ولا بتقدم وحدات حماية الشعب الكردية نحو غرب الفرات او شرق (منطقة) عفرين».

وطالب رئيس الوزراء التركي المقاتلين الأكراد في سوريا بالانسحاب من مطار منغ الذي سيطروا عليه الأسبوع الماضي خلال تقدمهم نحو اعزاز في محافظة حلب التي تبعد أقل من عشرة كيلومترات عن الحدود التركية.

وتابع داود اوغلو «لا بد أن ينسحبوا من المطار، وإلا سنجعله غير صالح للاستخدام»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «ان تي في» للأنباء.

وقال إن «عناصر وحدات حماية الشعب أرغموا على الابتعاد من محيط اعزاز، وإذا ما اقتربوا مجددا، فسنتصرف بأشد الوسائل».

ووجه رئيس الوزراء التركي مجددا أصابع الاتهام إلى دور موسكو التي تشن منذ نهاية ايلول/سبتمبر عملية عسكرية دعما لدمشق فاتهمها باستخدام أكراد سوريا.

وقال إن «وحدات حماية الشعب هي حاليا وبصورة واضحة بيدق ضمن المساعي الروسية التوسعية في سوريا».

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مقابلة أجرتها معها صحيفة «شتوتغارتر تسايتونغ» الألمانية إنها تؤيد منطقة حظر طيران في سوريا.

وأضافت في المقابلة التي ستنشر اليوم الثلاثاء «في ظل الوضع الراهن سيكون من المفيد وجود منطقة هناك لا ينفذ فيها أي من الأطراف المتحاربة هجمات جوية – وبالتالي منطقة حظر طيران بشكل ما.»

وواصلت تركيا أمس الاثنين لليوم الثالث على التوالي قصف مواقع وحدات حماية الشعب انطلاقا من أراضيها. وتقول إنها ترد على إطلاق نار مصدره سوريا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية طانجو بيلغيج للصحافة التركية إن القصف جاء ردا على هجوم على مركز للشرطة التركية في محافظة هاتاي (جنوب).

ونفى وزير الدفاع التركي عصمت يلماز بشدة الاثنين اتهامات النظام السوري بأن الجيش التركي أرسل قوات إلى الأراضي السورية، مكررا أن بلاده لا تعتزم القيام بذلك.

 

في حلب تدور حرب عالمية مصغرة… والعالم يعيش أجواء الحرب العالمية الأولى نفسها

كيف أصبح الجنرال قاسم سليماني بطلاً شعبياً وملهماً للإيرانيين؟ أفلام عن الحاج… «سيلفي» وقصص بطولة

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: البعض يتحدث عن أجواء عالمية تشبه تلك التي سادت عشية الحرب العالمية الأولى حيث تحول صراع محلي وهامشي بين الدول الأوروبية إلى صراع عالمي.

وكان قرار الدولة العثمانية دخول الحرب إلى جانب دول المحور مصيرياً ومكلفاً حيث وضع المسمار الأخير في نعش الدولة التي تسيدت السياسة العالمية لخمسة قرون.

واقتسمت الدول المنتصرة إرثها حيث لا يزال شبح سقوط الدولة العلية والتقسيمات التي تبعته يلاحق المنطقة العربية للآن. والداعي للحديث هي أن عناصر حرب قادمة موجودة واللاعبون أنفسهم: روسيا وتركيا.

ولا يخفى على الجميع أن موسكو الأولى هي التي جرت الدولة العلية للحرب العالمية الأولى وتدخلها الحالي في سوريا لحماية نظام بشار الأسد ودعمهما للعناصر الكردية في سوريا تنذر باندلاع حرب عالمية جديدة أو طويلة كما عبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف في مؤتمر ميونيخ للأمن.

مرحلة خطيرة

فالحرب في سوريا ستدخل وشيكاً عامها السادس تتقدم نحو مرحلة خطيرة كما عبرت افتتاحية صحيفة «دايلي تلغراف» وقالت فيها «كانت الحرب الأهلية السورية مسلسلاً تراجيدياً ووحشياً على سكانه وفرضت جهوداً ضخمة ومعرقلة على الجيران الذين كان عليهم استيعاب الملايين.

ولكن التهديد الآن هو انتقال النزاع لمرحلة أخطر حيث ستجد الدول الكبرى نفسها في دوامة تواجه بعضها البعض، وبالتحديد التوتر التاريخي بين روسيا وتركيا والتي تفاقمت بسبب حمام الدم على أبوابها. فدعم فلاديمير بوتين لبشار الأسد أوحى إلى دمشق أن بإمكانها الانتصار بالحرب. وبدون شك كان هذا هو السبب الذي دفع روسيا لرعاية اتفاق وقف إطلاق للنار يسمح للنظام بتعزيز مكتسباته».

وفي المقابل لم يعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مهتماً بسلسلة الأحداث المحفوفة بالمخاطر وتخلى والحالة هذه عن قيادة المنطقة وسلمها لبوتين ووافق على المبادرة الروسية في ميونيخ. وترى الصحيفة أن فرص وقف الأعمال العدائية قليلة لسبب واحد وهو أن الجماعات المعارضة «الإرهابية» ليست مشمولة ضمن الإتفاق.

وهناك سبب آخر هو التقدم الذي تحرزه المجموعات الكردية من وراء الغطاء الجوي الروسي للهجوم على مدينة حلب مما أثار قلق تركيا التي لا تواجه مشاكل في استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين بل وتريد منع الأكراد من رسم دويلة على الحدود السورية مع تركيا. وتعتقد أن آمال وقف الحرب تلاشت منذ زمن خاصة بعد تصدير الإرهاب الإسلامي إلى أوروبا وتدفق ملايين اللاجئين إليها.

وترى الصحيفة أن المقارنة بين الوضع الحالي والأجواء التي شهدها العالم في الحرب العالمية الأولى ليست محاولة للتخويف، خاصة أن القوى الكبرى انجرت إلى حرب بدأت هامشية لكل دولة فيها مصالح متبادلة.

والصحيفة هنا تشير إلى كلام ميدفيدف، فتصريحاته وإن كانت للدفاع عن سوريا ورأى فيها الكثيرون محاولة لبث الذعر، لكن تاريخ العالم أظهر لنا كيف تتطور نزاعات في زوايا بعيدة من العالم إلى صراعات كبيرة.

دور روسيا

ولكن صحيفة «التايمز» تقول إن رئيس الوزراء الروسي حاول تغطية الدور الذي لعبته روسيا في مفاقمة الأزمة السورية، وأشارت إلى استهداف روسيا للجماعات المعادية لنظام الأسد ومحاولة تدميرها رغم مهزلة ادعائها أن موسكو تدخلت لمحاربة تنظيم «الدولة» في سوريا وبدلاً من ذلك «تحولت روسيا إلى قوات جوية لواحد من أكثر الديكتاتوريين القتلة في العصر الحديث».

كما أن النزاع على الحدود التركية قد يؤدي لرد فعل استفزازي من أنقرة مما يستدعي طلب الأخيرة المساعدة من دول حلف الناتو بناء على البند الخامس من ميثاق الناتو.

ووضع كهذا سيضع الناتو في مواجهة مع روسيا ويسبب معضلة للولايات المتحدة التي ستضطر للإختيار بين تركيا، حليفتها في الناتو وبين دعم الأكراد. أما الخطر الثالث الذي يتوفر عليه التدخل الروسي والقصف المستمر على حلب فهو خطر التدخل السعودي بشكل علني في الحرب السورية.

وتعتقد الصحيفة أن الحرب في سوريا لن تنتهي بشكل سريع بل على العكس فهي في تصعيد مستمر وبنتائج غير محمودة.

وتعتقد الصحيفة أن الوقت ليس وقت حل المسألة الكردية بالقوة. وعلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة التركيز على هزيمة تنظيم الدولة بدون تمزيق سوريا وتفتيتها لدويلات وإمارات.

وأي خيار غير هذا يعتبر بمثابة انتصار لتنظيم الدولة الإسلامية. وتنهي «التايمز» افتتاحيتها بالقول «من أجل ملايين اللاجئين والمشردين وعلى كل القوى الخارجية التركيز على هذه الأولويات» أي محاربة الجهاديين.

مركز الحرب

ولهذا السبب ترى ليز سلاي في صحيفة «واشنطن بوست» أن حربا ذات ملامح دولية تدور بين بساتين الزيتون وحقول القمح في شمالي حلب وقد تتوسع إلى حرب واسعة. ففي هذه المناطق تقوم الطائرات الروسية بالقصف من الجو، فيما تتقدم الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية المدعومة من المستشارين الإيرانيين على الأرض.

وفي مواجهتهم مجموعات من المقاتلين السوريين المعارضين لنظام الأسد والذين يلقون الدعم من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر.

وفي ظل هذه الحرب تحاول القوات الكردية الإستفادة من الفوضى وتوسيع مناطق نفوذها. وقام تنظيم الدولة الإسلامية بالسيطرة على بعض القرى.

وتشير الصحيفة إلى أن النزاع في تصعيد مستمر قبل بدء تطبيق مبادئ اتفاق ميونيخ الأسبوع المقبل.

ولم تشهد الحرب الأهلية السورية مرحلة خطيرة مثل الوقت الحالي، فهي ومنذ البداية كانت حربا بالوكالة تتصارع فيها قوى محلية وإقليمية تدعم كل دولة طرفاً فيها.

وبدا التعقيد الأهم في المعركة الدائرة على مدينة حلب التي تحولت كما تقول سلاي إلى حرب عالمية مصغرة. وتنقل عن سلمان الشيخ، المستشار السياسي حيث تقوم مجموعته «مجموعة الشيخ» بالتوسط في الحرب السورية «هناك دوامة من انعدام الأمن والتي لا يتم التحكم بها»، وأضاف «ما نشاهده حالة كلاسيكية معقدة لموازنة القوة التي قد تتطور إلى وضع خطير».

ويتركز القتال في الوقت الحالي في قلب مدينة حلب والفضاء المحيط بها والذي تتخلله القرى والبلدات التي يتم محوها بشكل مستمر جراء القصف الروسي. ويقول السكان إن كثافة الغارات الجوية زادت منذ الإعلان يوم الجمعة عن اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تحاول روسيا وحلفاؤها من النظام توسيع الإنجازات قبل بدء تطبيق الإتفاق. وتقول سلاي إن هزيمة المقاتلين قد يساعد الحكومة على تطويق وسحق المعارضة في معقلها في الجزء الشرقي من المدينة.

السيادة

وأبعد من تقرير مصير الحرب، فالحملة على حلب تؤكد كما تقول سلاي موقع روسيا كقوة متسيدة في قلب منطقة الشرق الأوسط. كما أن تقدم الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية يوسع من تأثير إيران في مناطق جديدة أبعد من المحور الشيعي، فهو يمتد الآن في مناطق السنة.

ومع أن الجيش السوري يزعم تحقيق مكاسب في الشمال إلا أن الخبراء وأشرطة الفيديو تظهر أن كل التقدم حققه حزب الله اللبناني ومقاتلين من منظمة بدر وحركة النجباء وغيرها من الميليشيات المدعومة من إيران. وأدى التقدم لعملية نزوح جماعي أفرغ ريف حلب من سكانه الذي توجهوا للشمال هرباً من القصف الجوي. ويحمل هؤلاء النازحون معهم قصصاً عن قرى دمرت بكاملها ومجتمعات سكانية شردت. ونقلت عن محمد النجار من بلدة المراعي قوله إن القصف لم يترك سوى نسبة 5% من بيوت البلدة.

وقال إن عائلته الممتدة خسرت 15 بيتاً منذ بداية الحملة على حلب قبل أسبوعين.

ويقول إميل هوكاييم، من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إن تشريد السكان من بيوتهم كان دائما جزءا من استراتيجية الحكومة السورية.

وقال إن «إخلاء المناطق من السكان الذي لا يأمل النظام في استعادة ولاء سكانها» هو خيار «أسهل وأرخص لاحتلالها بدلاً من محاولة كسب عقول وقلوب سكانها، وهم يقومون بتشريد السكان منها حتى لا يعود التمرد من جديد».

وبالنسبة لتركيا فمناطق خالية قريبة من حدودها ستعطي الأكراد الفرصة لملء الفراغ. وتستفيد قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي بتوسيع الجيب الكردي في هذه المناطق، وتقوم بتوسيع وجودها إلى شرقي عفرين.

ويهدف الأكراد بربط جيوب كردية ثلاثة تبلغ مساحتها نصف مساحة الحدود السورية مع تركيا. وأدى التوسع الكردي إلى حالة من التوتر بين أنقرة وواشنطن.

وتنظر تركيا لحزب الإتحاد الديمقراطي كجماعة إرهابية نظراً لارتباطاته مع حزب العمال الكردستاني (بي بي كي) والذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة كجماعة إرهابية. لكن الولايات المتحدة لا تتعامل مع الحماية الشعبية بهذه الطريقة وتتعاون معها بشكل مستمر في الحرب ضد تنظيم الدولة.

وتقوم الحماية بالتعاون مع قوات عربية بالتقدم نحو أعزاز التي تعتبر البوابة الأهم نحو تركيا. وقامت الأخيرة بقصف مواقع الأكراد في شمال تركيا. وتشير الصحيفة الى أن المزاج في تركيا لا يريد الإنجرار للحرب في سوريا إلا أن مخاطر التصعيد حقيقية.

وتنقل الصحيفة عن فيصل عيتاني من المجلس الأطلنطي في واشنطن والذي قال إن تركيا تتعرض لضغوط كبيرة «فهناك شبه دولة كردية ظهرت على حدودها فيما تم تدمير الجماعات التي تقوم بالدفاع عنها».

وفي ضوء هذه الظروف تحدثت السعودية عن خطط للمشاركة في الحرب. وقال عادل الجبير، وزير الخارجية إن بلاده سترسل قوات في حال قررت الولايات المتحدة إرسال قوات برية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

والسعودية تواجه تحديات في سوريا من ناحية تعرض حلفائها هناك لهجمات من الروس ولقلقها من التقدم الإيراني في الشمال، وطهران غير مهتمة بالمفاوضات في ميونيخ أو وقف إطلاق النار.

الحرس الثوري

ويرى كل من أمير توماج وماكسويل بيك من «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» الأمريكية أن الحرس الثوري الايراني المشارك في عملية حلب لا تهمه المفاوضات.

ففي مقال نشره الموقع الأمني «لونغ وور جورنال» قالا فيه إن حلفاء الأسد بمن فيهم الحرس الثوري الجمهوري الإسلامي والذي يلعب دوراً مركزياً في العمليات الجارية في شمال حلب، لا يبدو أنهم مهتمون بالتفاوض، فهؤلاء يعتقدون أن الزخم على الارض يجري لصالحهم. ففي اليوم الأول لمحادثات جنيف يوم 3 شباط/فبراير شن الجيش السوري وقوات الدفاع الشعبي الميليشيات الموالية للأسد وبغطاء من الطيران الروسي عملية عسكرية كبيرة في منطقة حلب الشمالية. واستطاعوا كسر الحسار المفروض على البلدتين التي يعيش فيهما شيعة في الغالب وهما كفر نبل والزهراء وسيطروا على المناطق المحيطة بهما وقطعوا خطوط الإمدادات للمقاتلين من تركيا وواصلوا التقدم حيث أحاطوا بمناطق المقاتلين المعارضين للنظام السوري في حلب.

ومنذ بداية العملية في 31 كانون الثاني/يناير أعلن الحرس الثوري الجمهوري عن سقوط 41 من مقاتليه، وهو رقم مرتفع. وهو معدل يقارن بالذي سجل في تشرين الأول/أكتوبر 2015 عندما قام الروس بشن غارات على منطقة حلب الجنوبية.

ومثل الذين قتلوا في تشرين الأول/أكتوبر فقد كان القتلى من الجنود النظاميين الذين تم نقلهم من أنحاء مختلفة من إيران. ويضمون عدداً من القادة البارزين من عمداء وعقداء وضباط بدرجة ملازم. وتحدث الإعلام الإيراني عن وجود عدد من الضباط والمقاتلين التابعين لفيلق القدس الذي ينشر عدد قتلاه بشكل مستمر.

ونقلت وكالة أنباء «رويترز» عن مسؤول غير أمني سوري قوله إن الجنرال قاسم سليماني، قائد الفيلق كان في المنطقة يشرف على العمليات. وكان سليماني الشخص الذي أقنع الكرملين بالتدخل في سوريا لإنقاذ نظام بشار الأسد. ويشرف سليماني على كل الميليشيات الشيعية الناشطة في سوريا.

ويقول الكاتبان إن قتلى الحرس الثوري جاؤوا من وحدة خوزستان والتي جاء أفرادها من المنطقة التي يتحدث سكانها العربية.

ويتم الإعتماد عليهم بسبب إتقانهم اللغة العربية وللتواصل مع القوات السورية الموالية للأسد. ويشير العدد الكبير من ضحايا الحرس الجمهوري إلى أن الجنود الإيرانيين يعملون بشكل منتظم في الميدان واندمجوا مع المقاتلين الشيعة الذي جاؤوا من دول ومناطق متفرقة ويعملون تحت قيادة سليماني.

وأصدرت وكالة أنباء «فارس» التابعة للحرس الثوري في 3 شباط/فبراير تسجيلاً صوتياً كاشفاً عن الدور الإيراني في فك الحصار عن القريتين المحاصرتين.

وكشف عن اتصال بين سكان من داخلهما والقوات المتقدمة نحوهما. وفيه تحدث رجلان عن وضع العمليات العسكرية.

وبعدها يتحول المتحدث من جانب القوات المتقدمة من العربية للحديث بالفارسية. وطلب الرجل الذي لم يذكر اسمه من «الإخوة والأخوات في نبل والزهراء الاستعداد» وقال «نحن قادمون، نحن قادمون، النصر لنا ببركة من النبي وآله».

ويعلق الكاتبان أن الرسالة كانت واضحة: «مع أن القريتين كان يحاصرهما مقاتلون سوريون إلا أن شرف تحريرهما يعود للحرس الثوري».

كما ورفع علم الجمهورية الإسلامية على مبنى في بلدة كفر نبل وحاول قادة الحرس الثوري توضيح دور ووجود الحرس الثوري في سوريا.

كما والتقى آية الله خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية بعائلات فقدت أبناءها واخوتها في العملية وأخبرها أن المشاركة في الحرب تبعد أعداء إيران عن حدودها. وعبر قائد الحرس الثوري، الجنرال محمد علي جعفري عن الرسالة نفسها في 11 شباط/فبراير.

ويقول الكاتبان إن تقدم قوات الأسد والكتيبة الدولية الشيعية التي يقودها سليماني في حلب وبدعم من الروس سيعطي الأسد موقفاً قوياً للتفاوض.

صورة بطل

وفي هذا السياق كتب سكوت باترسون في «كريستيان ساينس مونيتور» عن شخصية الجنرال سليماني الذي قال إنه كان رجل الظل وخاض لسنوات طويلة حروباً في لبنان وأفغانستان.

ولكنه أصبح اليوم «نجماً» رفع لمصاف «البطل الحي» وذلك عبر وسائل التواصل الإجتماعي التي تحتوي على عشر حسابات أنستغرام تقوم بنشر صوره «وسيلفي» له وهو على خطوط القتال في سوريا والعراق.

ورغم أن الجمهورية الإسلامية غالباً ما بنت صورة بطولية عن قتلاها وشهداء الثورة إلا أن حالة الإعجاب التي تحيط بسليماني مختلفة بشكل كبير. فقائد فيلق القدس ذو الشعر الأبيض لا يزال حياً وصعود نجمه مرتبط بالتوجه الوطني في إيران. ونقل باترسون عن محلل محافظ في مدينة قم قوله «البروباغندا في إيران تتغير وكل أمة تحتاج إلى بطل حي».

وقال إن «الأبطال الموتى لم تعد لهم فائدة، فنحن بحاجة إلى أبطال أحياء. ويحب الإيرانيون القادة العظام والقادة العسكريين في التاريخ». وقال «أعتقد أن قاسم سليماني هو الشخص المناسب لسياسة البروباغندا التي نروجها- الشخص المناسب في الوقت المناسب».

ويقول باترسون إن وجه سليماني أصبح معروفاً لدى الرأي العام بعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته على مناطق واسعة في العراق حزيران/يونيو 2014.

وانتشرت صوره وهو بين المقاتلين الإيرانيين بساحات المعارك بطريقة جنونية على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويرى إيرانيون أن صعوده يعود لأسباب عدة منها «حماية» بغداد من جهاديي تنظيم الدولة وإعادته لتفعيل عمل الميليشيات العراقية لحماية نظام الأسد.

ويشير بعض المحللين إلى فشله الأول لمنع الثورات الداخلية في العراق وسوريا وهو ما قاد إلى تورط عميق لإيران في هذين البلدين اليوم. ويرى سليماني أن إنهيار القوة الأمريكية في المنطقة سببه «التأثير الروحي» لإيران في المنطقة وتعزيز المقاومة للولايات المتحدة وإسرائيل.

ويرى مراقب مخضرم في طهران أن الإعجاب بسليماني «غير عادي» ويظهر أنه يمكن أن يكون لديك «بطل شعبي من غير المؤسسة الدينية». ويقول المراقب إن سليماني «صورته غير مشوهة».

ويعلق باترسون إنه أصبح مصدراً لفخر كل الإيرانيين من كل مسالك الحياة. وفي التظاهرات المؤيدة للنظام تحمل النساء حتى المستغربات ممن يضعن المكياج على وجوههن ويقسمن أن يكن «جنديات» لسليماني.

وفي مباراة للياقة الجسدية نظمت على شرفه قام رجال بعضلات مفتولة باستعراض قوتهم على خلفية صورة ضخمة له. كما تحكي بطولات سليماني في الثورة الإسلامية عبر قصص تنشر على وسائل التواصل الإجتماعي.

وتظهر كتاباته حول الحرب العراقية ـ الإيرانية نزعة دينية واضحة. وفي شريط فيديو عرضته القناة التلفزيونية الرسمية الشهر الماضي خاطب فيه المقاتلين الإيرانيين قائلاً إن «الله يحب من يقاتل في سبيله».

وعندما انتشرت شائعات عن مقتله في الشهر الماضي قال ضاحكاً «هذه (الشهادة) تسلقت الجبال وعبرت السهول من أجل أن أنالها». ويرى البعض أن عبادة شخصية سليماني خرجت عن حدها وهو ما دعا الحرس الثوري الشهر الماضي لمنع نشر صور له وهو على خطوط القتال. وعندما طلب منه مخرج أفلام شاب الإذن بعمل فيلم يستلهم بطولته قال الجنرال سليماني إنه ضد الفكرة ويشعر بالحرج من ذلك.

ولكنه على ما يبدو استسلم للمخرج إبراهيم هاتاميكيا مخرج أفلام الحروب. وهناك حرس يقومون بحراسة مهرجان طهران للأفلام حيث سيتم العرض الأول للفيلم ويقول المخرج «صنعت هذا الفيلم للتعبير عن حبي للحاج قاسم سليماني». وقال المخرج لموقع إيراني إنه «الارض التي يمشي عليها الجنرال سليماني».

 

ريف حلب الشمالي: أزمة النازحين إلى تفاقم ولا بارقة أمل في فتح تركيا لحدودها

مصطفى محمد

كلس ـ «القدس العربي»: آلاف من النازحين الذين تركوا مدنهم وقراهم في ريف حلب الشمالي، هرباً من غارات المقاتلات الروسية، ينتظرون العبور إلى الأراضي التركية أملاً بالنجاة، لكن إغلاق تركيا لحدودها صعد من حدة الغليان هنا، وصعّد من حضور الشعور بالخذلان الدولي والاقليمي لدى هؤلاء.

«نصبنا للآن 500 خيمة، والأعداد المقدرة في حرم المعبر لوحده حوالي 6000 شخص، هذا ما توفر لنا»، يضيف الموظف في منظمة الـ «ihh» الاغاثية التركية ماجد نجار، «المأساة هنا فوق طاقات الجميع، وإن لم يتدارك الأمر بالسرعة القصوى فقد يتحول الأمر إلى كارثة».

نجار أعرب لـ «القدس العربي»، عن صدمته من هول ما يجري، وقال: «عجزنا حتى عن توفير الخيام، فكيف سنقدم لكل هؤلاء الطعام والشراب، ناهيك عن توفير الخدمات الأخرى»، وزاد «يأتينا في كل يوم تقريباً حوالي 100 خيمة من تركيا، وهذا العدد لا يصلح لحل الأزمة التي تحتاج إلى حل جذري».

«على تركيا أن تكون واضحة فإما أن تعلن عجزها عن استيعابنا على الملأ، أو يجدر بها الصمت، وعدم المراوغة»، كان هذا رأي معلم المدرسة حسن العيسى، الذي قدم برفقة أطفاله الثلاثة وزوجته إلى المعبر منذ ثلاثة أيام، من مدينة مارع.

يصمت قليلاً، قبل أن يضيف بلهجة محلية «يكذبون علينا، ويتاجرون بنا ليكسبوا وليضغطوا على بعضهم»، وقبل أن ينهي حديثه لـ «القدس العربي» يضيف: «يجدر بنا السؤال عن سبب التلوث الإنساني الذي تصطبغ به البشرية جمعاء».

«الأزمة في تصاعد مستمر» بهذا بدأ مدير بوابة «باب السلامة» الحدودية ناظم حافظ، حديثه لـ «القدس العربي»، وأوضح «الطيران الروسي بدأ يصعد أكثر، وذلك من خلال قصف مدن لا زالت مكتظة بالسكان بصواريخ شديدة الانفجار تحملها مظلات، في مدينة مارع وتل رفعت، وهذا يدل على أن القادم أسوأ».

وخلال اتصال هاتفي أضاف «المؤشرات تدل على أن تركيا رغم مناشدات الاتحاد الأوروبي لن تفتح حدودها، بالتالي يجب تدارك الأمر، الأتراك تحدثوا عن مساعدة النازحين داخل الأراضي السورية، دون الحاجة إلى إدخالهم، ويجب عليهم أن يكونوا بقدر تصريحاتهم، على الأقل».

وتساءل حافظ «متى ستقتضي الضرورة، عندما يموت الأطفال من البرد»، وذلك رداً منه على تصريح كان قد أدلى به رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو خلال مؤتمر صحافي جمعه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في أنقرة قال فيه الأخير «إن تركيا ستسمح للنازحين بالدخول عندما تقتضي الضرورة».

إلى ذلك أفاد مصدر محلي من مدينة إعزاز المجاورة لمعبر باب السلامة الحدودي أن مساجد المدينة ومدارسها تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين، نافياً في الوقت ذاته تقديم الإغاثة لهم، لعجز المجلس المحلي في المدينة عن ذلك، كما قال.

يشار إلى أن أزمة النازحين في ريف حلب الشمالي بدأت مع إعلان قوات النظام المدعومة بالميلشيات الشيعية، وبالطائرات الروسية عن إطلاق عمليتها العسكرية، بهدف تطويق مدينة حلب، وفصلها عن الحدود التركية بشكل كامل، وتشير آخر التقديرات غير الرسمية إلى أن أعداد النازحين الذين يتواجدون في المنطقة الممتدة بين قرية إكدة ومعبر باب السلامة على الشريط الحدودي، تناهز الـ60 ألفاً، أغلبهم من الأطفال والنساء.

 

تركيا والأكراد على مسار الصدام

صحف عبرية

«تركيا ستكون صبورة حتى نقطة معينة، وبعدها تفعل ما يلزم»، هكذا هدد الرئيس التركي اردوغان الاسبوع الماضي، بعد أن احتلت قوات النظام السوري، بمساعدة سلاح الجو الروسي، اراض في منطقة محافظة حلب ونجحت في تطويق مدينة حلب كمرحلة اولى قبل احتلالها من ايدي الثوار.

تهدد الانعطافة في المعركة السورية تركا وتغيظ جدا اردوغان، الذي يخشى من أن يستغل الاكراد انهيار قوات المعارضة السورية لتثبيت سيطرتهم في المنطقة. وبالفعل، منذ نشوب الحرب في سوريا في ربيع 2011، نجحت الميليشيا الكردية السورية «وحدات حماية الشعب» (YPG) بالسيطرة على مناطق واسعة في شمال سوريا والاعلان من طرف واحد عن حكم ذاتي كردي على الاقليم الذي تحت سيطرتها في منطقة الحدود السورية ـ التركية. ومنذئذ، صعد النزاع بين الاكراد ومحافل المعارضة الاخرى من تعاونهم مع الاسد، الذي رأى فيهم قوة ميليشيا ناجعة للقضاء على قوات الدولة الإسلامية.

حتى لو نفى الاكراد في الماضي نيتهم لاقامة دولة كردية في شمال سوريا، فان حكمهم العملي واقامة منطقة الحكم الذاتي لهم على الحدود السورية ـ التركية يهدد تركيا. فالميليشيا الكردية تثبت بانها احدى المنظمات القوية والناجعة في سوريا، والتي لا تقف فقط في وجه منظمات المعارضة الاخرى بنجاح بل ويمكنها ايضا ان تسيطر على اراض اخرى وان توسع حكمها. ويخشى الاتراك من أن يوقظ الحكم الذاتي الكردي، الذي من شأنه أن يتسع كلما ضعفت قوات المعارضة، يوقظ الاقلية الكردية داخل تركيا، بحيث تتماثل مع الاكراد السوريين، وتمنح ريح اسناد للتنظيم السري الكردي ـ حزب العمال الكردستاني البي بي كيه، الذي يعمل داخل تركيا. وكما يذكر فان الحزب اعلن في تموز 2015 عن الغاء وقف النار مع النظام التركي وعن عودته إلى الإرهاب.

ونفذ التنظيم السري الكردي منذئذ عدة عمليات إرهابية صغيرة ضد قوات تركية في شرقي تركيا. وعليه فقد حذر اردوغان في الماضي عدة مرات من أنه لن يسمح باقامة حكم ذاتي كردي على الحدود مع سوريا.

ويأتي تصعيد الهجمات التركية على معاقل الاكراد وعلى بعض الاهداف السورية في منطقة الحدود مع تركيا، يأتي لدفع الاكراد إلى التراجع وكسر حكمهم الذاتي في المنطقة. كما سيحاول اردوغان استغلال الازمة الانسانية لاحياء فكرة اقامة منطقة فصل على الحدود التركية ـ السورية وهكذا يصفي الحكم الذاتي الكردي.

ان الرفض التركي لاستيعاب 60 الف لاجيء فروا من محافظة حلب في الايام الاخيرة، والالاف الذين من المتوقع ان يصلوا إلى الحدود التركية في الايام القادمة، يأتي لتحقيق هذا الهدف. كما أن تهديد اردوغان باغراق اوروبا باللاجئين السوريين قيل من اجل الضغط على القارة حتى توافق على اقامة منطقة فصل كهذه. اما الدول الغربية والولايات المتحدة، فهي حاليا غير معنية بقبول اقتراح اردوغان، ولكن وكما ثبت في الماضي فانها تترك سوريا للاعبين الاخرين الذين يديرونها وفقا لمصالحهم.

رونين اسحق

إسرائيل اليوم 15/2/2016

صحف عبرية

 

المدفعية التركية تقصف تل رفعت

الجيش السوري يسيطر على محطة حلب الحرارية

استعاد الجيش السوري، يوم الثلاثاء، محطة حلب الحرارية شرق مدينة حلب من ايدي تنظيم “داعش” الذي استولى عليها العام 2014. في حين قصفت المدفعية التركية مدينة تل رفعت، التي وقعت تحت سيطرة تحالف كردي عربي مساء الإثنين، بعد معارك عنيفة مع المسلحين شمال سوريا.

وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن قوات الجيش السوري تدعمها القوات الحليفة، استعادت السيطرة على المحطة الحرارية الواقعة بريف حلب الشرقي، وذلك بعد توقفها منذ نحو عامين عن العمل اثر سيطرة تنظيم “داعش” عليها.

وكان “داعش” استخدم المحطة معتقلاً بعد سيطرته عليها، وقد وصلت إليها قوات الجيش السوري بعد معارك عنيفة مع التنظيم الإرهابي، تمكنت خلالها من  السيطرة أيضاً على عدد كبير من القرى والمزارع.

إلى ذلك، استهدف القصف التركي لليوم الرابع على التوالي المقاتلين الأكراد وحلفائهم الذين يتقدمون منذ ايام في ريف حلب الشمالي بالقرب من الحدود التركية.

وقال “المرصد” إن المدفعية التركية “قصفت مدينة تل رفعت ومحيطها بعد ساعات على سيطرة قوات سوريا الديموقراطية عليها”.

وذكرت وسائل اعلام تركية، من جهتها، أن المدفعية التركية فتحت نيرانها على مواقع لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية، الفصيل الأهم في تحالف “قوات سوريا الديموقراطية”، في محيط مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي.

وأعزاز هي احدى المعقلين المتبقيين في أيدي المسلحين المدعومين من انقرة والرياض، بعد سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” على تل رفعت.

وتعد السيطرة على تل رفعت نكسة جديدة للمسلحين الذين منيوا بهزائم متتالية منذ بدأ الجيش السوري مدعوماً بغطاء جوي روسي بداية الشهر الحالي، هجوماً واسع النطاق على المناطق الواقعة تحت سيطرتها في ريف حلب الشمالي.

وفي هذا السياق، تجري “قوات سوريا الديموقراطية” مفاوضات تتيح لها الدخول من دون قتال الى مدينة مارع، ثاني اهم معقل للمسلحين في محافظة حلب.

وقال مدير “المرصد” رامي عبد الرحمن إن “وسطاء وأعيان يطلبون من الفصائل المقاتلة ان يسمحوا بدخول قوات سوريا الديموقراطية الى مارع من دون قتال”.

ولم يبق امام المسلحين في المدينة سوى طريق واحد من الجهة الشمالية الشرقية، وهو يصل الى مدينة اعزاز الأقرب الى الحدود التركية.

وأوضح مدير وكالة “شهبا برس” في حلب، والموجود في مارع  مأمون الخطيب، أن “مارع قريبة من الحصار التام”، مشيراً إلى أن المنفذ الوحيد المتبقي “غير آمن ويقع تحت نيران الاكراد وداعش”.

من جهة ثانية، أعاد الجيش السوري السيطرة على قريتي بلله وشلف في ريف اللاذقية الشمال الشرقي، بعدما كبد الجماعات المسلحة خسائر بالأفراد والعتاد.

ونقلت “وكالة الأنباء السورية” (سانا) عن مصدر عسكري قوله، إن “وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أعادت الأمن والاستقرار إلى قريتي بلله وشلف” شمال شرقي مدينة اللاذقية بنحو 52 كيلومتراً.

وأشار المصدر إلى أن وحدات الجيش “قضت على اخر البؤر والتحصينات الإرهابية في القريتين، وكبدت التنظيمات الإرهابية خسائر في الأفراد والعتاد قبل أن يفر العديد من أفرادها باتجاه الحدود السورية التركية”.

وبيَّن المصدر أن “وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري قامت بتفكيك العبوات الناسفة التي خلفها الارهابيون لإعاقة تقدم الجيش”.

(“موقع السفير”، “سانا”، أ ف ب)

 

دي ميستورا يطالب دمشق بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية

عامر عبد السلام

بحث موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، اليوم الثلاثاء، مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، سبل إدخال المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى المناطق المحاصرة في سورية.

وقدم المبعوث الدولي عرضاً حول اجتماع جنيف 3 الأخير، لوليد المعلم، وعرض أيضاً ما جرى في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونخ، والجهود لتطبيق ما صدر عنه، وبياني فيينا، وقرارات مجلس الأمن الدولي، وآخرها القرار 2254، وفقاً لوكالة الأنباء السورية.

وذكرت الوكالة السورية أن وزير خارجية النظام، قال إن “موقف النظام السوري بشأن مواصلة الالتزام بحوار سوري – سوري، لابد أن يكون بقيادة سورية، ومن دون شروط مسبقة”.

وأضاف المعلم أن “الشعب السوري وحده صاحب القرار في تقرير مستقبله”، وزعم أن “الحكومة السورية ووفدها الرسمي إلى جنيف، أثبتوا صدقية موقفهم وجديتهم في جهود حل الصراع السوري”، حسب الوكالة.

بدوره، لفت دي ميستورا، في تصريح للصحافيين، إلى أن اللقاء مع المعلم بحث قضية دخول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المحاصرة، مشيراً إلى أن “هذه المسألة المهمة تضمن حياة أفضل للسوريين، وكانت محور نقاش في مؤتمر ميونخ، حيث اتفقت القوى الكبرى هناك على دفع جميع أطراف الصراع في سورية إلى وقف الأعمال العدائية هذا الأسبوع”.

في سياق ميداني متصل، تصل قوافل المساعدات بشكل غير منتظم إلى عدد من المناطق المحاصرة، لكن منظمات الإغاثة الدولية تؤكد أن ذلك ليس كافياً، كذلك الناشطون الذين كشفت مجموعة منهم، لـ”العربي الجديد”، أن سيارات المساعدات لا تحتوي إلا القليل من المواد الغذائية والدوائية.

يذكر أنه من المقرر أن يبحث المبعوث الدولي، خلال اجتماعه بالمسؤولين السوريين، وقف إطلاق النار والتصعيد العسكري في شمال حلب، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى دير الزور والغوطة وإدلب.

 

داود أوغلو: مقاتلو “الكردستاني” أداة بيد روسيا

إسطنبول ــ باسم دباغ

اتّهم رئيس وزراء تركيا، أحمد داود أوغلو، يوم الثلاثاء، عناصر حزب “العمال الكردستاني”، بأنهم “أصبحوا مرتزقة لتنفيذ مخططات موسكو الإقليمية”، قائلاً “لقد أصبح الاتحاد الديمقراطي بعد توتر العلاقات بين موسكو وتركيا، أداة ومرتزقة لتنفيذ مخططات موسكو في المنطقة، ظناً منهم أنهم يعملون على إيذاء تركيا، ولكنهم قبل ذلك يؤذون أنفسهم”.

واعتبر داود أغلو، خلال كلمة له في الاجتماع الأسبوعي لكتلة “العدالة والتنمية” البرلمانية، أن “الاتحاد الديمقراطي وقواته العسكرية بالتأكيد لا يمثلون الأكراد، ولا يمثلون سورية، إنهم مرتزقة موسكو وعسكرها”.

من جهة ثانية، ندّد، بالهجمات العنيفة التي تشنها الطائرات الروسية “الهمجية” في سورية، محملاً موسكو مسؤولية القتلى المدنيين في سورية، منتقداً توجه النظام إلى مجلس الأمن بسبب ضربات المدفعية التركية ضد “الاتحاد الديمقراطي”.

وفي هذا السياق، قال داود أغلو إن “روسيا تستهدف المشافي والمدارس، وبعد ذلك تشكو تركيا إلى مجلس الأمن، وتدعو لاتخاذ موقف ضد تركيا، أي كلام هذا”.

كما انتقد داود أوغلو صمت أوروبا والحلفاء حيال غارات روسيا “الهمجية”، قائلاً “من لم يكن صوته حر لن يتكلم، ومن حقنا أن ننتظر من أصدقائنا الأوربيين، وحلفائنا ومن الولايات المتحدة الأميركية موقفاً واضحاً في هذا الشأن”.

وأكّد أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث في سورية، مضيفاً “إن العالم يستطيع أن ينسحب ويكتفي بمراقبة المجازر التي تحدث، ولكننا لن نفعل ذلك، ولو وقف في وجهنا كل دول العالم، وأيضاً التحالفات العالمية، لن نتوقف عن المطالبة بالحق”.

 

ميركل تؤيد منطقة حظر طيران في سورية

برلين ــ شادي عاكوم

أيدت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إقامة منطقة حظر جوي في سورية لحماية اللاجئين، قائلة “في الوضع الحالي سيكون من المفيد فرض منطقة حظر جوي في سورية، لا ينفذ فيها أي من الأطراف المتحاربة هجمات جوية”.

وأوضحت ميركل، في حوار مع صحيفة “شتوتغارتر تسايتونغ” الألمانية نشر، اليوم الثلاثاء، أن “الوضع أصبح أكثر تعقيداً مع تنفيذ الجيش الروسي لغارات جوية في محيط حلب”.

ويعتبر موقف ميركل بإقامة منطقة حظر جوي تطورا مهما، وذلك بعد أن كانت ترفض في السابق مطلباً تركيا بهذا الخصوص، علماً أنها ربطت موقفها الأخير بتأمين الحماية للمدنيين.

من جهة ثانية، دافعت ميركل عن موقفها واتباعها لسياسة الأبواب المفتوحة تجاه اللاجئين، قائلة “أنا على قناعة تامة بأن السياسة التي أنتهجها صحيحة لبلدنا ولأوروبا”.

وفي هذا السياق، عبرت المستشارة الألمانية عن أملها في نجاح سياستها إنما على مراحل، مناشدةً المجتمع الألماني بدعم اللاجئين والوقوف ضد المعادين للاجئين والأجانب؛ علماً أن تقارير صحافية ذكرت، اليوم، أنه واستناداً إلى مصادر حكومية، تتوقع السلطات الرسمية وصول حوالي 500 ألف لاجىء خلال العام الجاري.

وقالت ميركل أيضاً، إنّه يتعين على أوروبا أن تقرر ما الدور الذي تريد أن تلعبه في العالم، ومتسائلة عما إذا “كانت تريد أن تكون منعزلة أم وفية لمبادئها ومصالحها؟”.

وحذّرت دول أوروبا من إقامة سياج حدودي في مقدونيا لمنع وصول اللاجئين إلى دول أخرى داخل الاتحاد الأوروبي، ودون الأخذ بعين الاعتبار ما سيشكله هذا السياج من مأزق لليونان، معتبرةً أنه “سيكون تصرفا غير أوروبي ولن يحل مشاكلنا”.

 

سورية: غارات روسية بدرعا والوحدات الكردية تحاول التقدم بحلب

أحمد حمزة

ذكرت مصادر محلية في مدينة حلب، أن “وحدات حماية الشعب” الكردية ومجموعات أخرى تتحالف معها، حاولت اقتحام حيي الهلك وبستان الباشا، الواقعين في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة السورية من مدينة حلب، فيما سيطرت قوات النظام صباح اليوم الثلاثاء، على المحطة الحرارية الواقعة شمال السفيرة بريف حلب الشرقي، بعد انسحاب مسلحي “داعش” منها.

بعد ساعاتٍ من سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بغطاءٍ جوي روسي على بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، شنت هذه المجموعات التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، هجوماً على حيي الهلك وبستان الباشا، في مدينة حلب، واللذين تسيطر عليهما المعارضة السورية منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وذكرت مصادر محلية في حلب لـ”العربي الجديد”، أن “الاشتباكات تزامنت مع غارات روسية استهدفت فصائل المعارضة، التي تمكنت من أسر عددٍ من القوات المهاجمة لحيي الهلك وبستان الباشا، الواقعين شمال شرقي مدينة حلب.

إلى ذلك، تقدمت قوات النظام السوري بريف حلب الشرقي اليوم، وأحكمت سيطرتها على المحطة الحرارية، الواقعة على طريق حلب – الرقة، شمالي بلدة السيفرة بنحو عشرة كيلومترات، وذلك بعد انسحاب مسلحي “داعش” منها فجر اليوم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، مدعومة بقصف مكثف للطائرات الحربية والمروحية السورية والروسية، تمكنت من استعادة السيطرة على المحطة الحرارية الواقعة بريف حلب الشرقي، والتي تمكنت قوات النظام من الوصول إليها، بعد توقفها منذ نحو عامين عن العمل، عقب سيطرة التنظيم على المحطة الحرارية، كما كانت تعد معتقلاً للتنظيم”.

في سياق آخر، أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة، اليوم الثلاثاء، بدء معركة “وإن عدتم عدنا” في المناطق التي تلتقي فيها أرياف دمشق والقنيطرة شمالي محافظة درعا، بموازاة تكثيف المقاتلات الروسية غاراتها، على مناطق سيطرة المعارضة في المحافظة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.

وفي ريف المحافظة الشمالي، أعلنت فصائل عدّة، عبر بيانٍ مشترك بدء معركة “وإن عدتم عدنا”، والتي تهدف لتحرير عدة نقاط في “مثلث الموت وفي القنيطرة”.

والمقصود بمثلث الموت، هو المناطق التي تربط بين أرياف دمشق (الجنوبي الغربي) والقنيطرة (الشرقي) ودرعا(أقصى الريف الشمالي). وشهدت هذه المناطق معارك عنيفة في الربع الأول من السنة الماضية، إذ كان مئات المقاتلين العراقيين واللبنانيين والإيرانيين يقاتلون فصائل المعارضة هناك، بهدف السيطرة على تلك المساحات الاستراتيجية، والتي سميت بـ”مثلث الموت” لكثرة ما تكبدت القوات المهاجمة من قتلى في المعارك، التي درات قرب مناطق: كفرناسج، كفر شمس، دير ماكر، تل غرين، تلول فاطمة وغيرها.

ووقعت على البيان، فصائل عدّة مقاتلة في درعا، بينها “ألوية سيف الشام، جيش الأبابيل، ألوية الفرقان، المجلس العسكري في القنيطرة، ألوية مجاهدي حوران، جيش اليرموك، الفرقة 24 مشاة”.

بموازاة ذلك، أكّد الناشط الإعلامي أحمد المسالمة، لـ”العربي الجديد”، مقتل “ثلاثة مدنيين وسقوط عدد من الجرحى بينهم نساء وأطفال، بغارة جوية استهدفت مدينة جاسم”، مضيفاً أن هجمات مماثلة، “استهدفت مناطق: تل المال، الطيحة، كفرناسج، تل العلاقيات، تل عنتر، نوى، داعل، صيدا، بصرى الشام، المسيفرة” بريف درعا.

وبيّن الناشط الذي ينحدر من المحافظة، أن “مدفعية النظام والمليشيات المساندة له، تقصف منذ ساعات الصباح، مناطق صيدا، درعا البلد، عقربا، كفرناسج، انخل وغيرها”.

 

8 هجمات بالغازات السامة في سورية خلال 5 أشهر

لبنى سالم

وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، شن القوات الحكومية السورية 8 هجمات بالغازات السامة على مناطق سورية، منذ بداية أغسطس/آب 2015 حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول  الماضي.

وبيّن تقرير صادر عن الشبكة، اليوم الثلاثاء، أن الهجمات الكيمائية بلغت ذروتها في محافظة إدلب، تبعتها محافظة ريف دمشق وحماة، وبلغ عدد ضحايا هذه الهجمات 87 شخصاً، يتوزعون إلى 45 من مسلحي المعارضة، و7 من أسرى القوات الحكومية، و35 مدنياً، بينهم 19 طفلاً، و6 سيدات، إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 1867 شخصاً.

كما أشار التقرير إلى أن النظام السوري كان المستخدم الوحيد للأسلحة الكيميائية، إلى أن انضم إليه تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في 21 أغسطس/آب 2015، حين استخدم الغازات السامة ضد مدينة مارع في حلب.

وقال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبدالغني، إن “النظام السوري ارتكب حتى اليوم ما لا يقل عن 135 خرقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، ولم تتمكن روسيا من تنفيذ تعهدها أمام الولايات المتحدة في ردع النظام السوري عن استخدام الغازات السامة. الولايات المتحدة الأميركية أيضاً لم تفعل شيئاً، أمام تكرار استخدام الغازات السامة، وهو ما جعل الشعب السوري لا يثق في أي ضمان روسي لحل سياسي، أو وقف لإطلاق النار في سورية”.

 

داود أوغلو: تركيا دولة الأكراد..لكن عناصر “الاتحاد الديموقراطي” مرتزقة

قال مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة خالد جيفك، إن روسيا “دولة ترتكب جرائم”، ولا يحق لها “تقديم الدروس للآخرين”. كلام جيفك جاء رداً على انتقادات توجه بها مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة بيتر إليتشيف، إلى تركيا بسبب قصفها مواقع لمقاتلين أكراد في سوريا.

 

وقال المندوب التركي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي “إن البلد المسؤول عن ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي في سوريا ليست في موقع يمكنها من تقديم الدروس للآخرين”. وأكد جيفك أن بلاده ردّت على اعتداءات تعرضت لها، وطبّقت قواعد الاستباك. وأضاف “فقط قبل 24 ساعة، لقي العديد من المدنيين مصرعهم بينهم أطفال جراء غارات روسية على مدارس وهيئات صحية في سوريا، بينها مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود، كما أن غارات ذلك البلد العضو في مجلس الأمن (روسيا) على شمال وشمال غربي البلاد، تسببت بموجة نزوح كبيرة”.

 

في السياق، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن عناصر حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي “أصبحوا مرتزقة لتنفيذ مخططات موسكو الإقليمية خصوصاً بعد توتر العلاقات بين تركيا وروسيا، وبات إلحاق الضرر بتركيا من أولوياتهم”. وشدد داود أوغلو، خلال كلمة ألقاها أمام الكتلة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية”، في العاصمة أنقرة، على أن “الاتحاد الديموقراطي” و”وحدات حماية الشعب” لايمثلون الأكراد، ولا السوريين إطلاقاً. وأضاف “أتوجه بالدعوة للجميع، بالإبتعاد عن استغلال الأكراد، فالجمهورية التركية هي دولة الأكراد أيضا والحامية لهم”.

 

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تنفيذ طائراتها في سوريا “444 طلعة خلال أسبوع ودمرت قرابة 1600 موقعاً للإرهابيين”. واتهمت أنقرة بإرسال دفعات جديدة من السلاح إلى المقاتلين في حلب، بهدف مواجهة التقدم الذي يحرزه النظام السوري، والمليشيات المقاتلة معه. وأضافت “تدفق الإمدادات والتعزيزات عبر الحدود التركية للإرهابيين في ريفي حلب وإدلب مستمر”. وأشارت إلى أن “الجيش التركي يقصف مواقع الجيش السوري وفصائل المعارضة (القوات الكردية) بالمدفعية الثقيلة”. وتابعت “الجيش السوري والمعارضة الوطنية (المقاتلين الأكراد) حررت في فبراير أكثر من 70 بلدة من أيدي الإرهابيين”.

 

ومن المقرر أن يبحث مجلس الأمن الدولي، في جلسة مغلقة الثلاثاء، مسألة قصف الجيش التركي لمواقع مقاتلين أكراد في ريف حلب، بعدما طلبت روسيا ذلك. وقالت وكالة أنباء “الأناضول” إنه من المنتظر أن يقدم مسؤولون في إدارة الأمم المتحدة للشؤون السياسية عرضاً للمجلس حول الموضوع، كما أنه من المتوقع أن تطرح بلدان غربية خلال الجلسة موضوع استهداف روسيا لمدرسة ومستشفيات.

 

وكان وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، قد أثار خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي جان مارك ايرولت، الليلة الماضية، مسألة الدعوة الفرنسية لتركيا بوقف استهداف القوات التركية شمالي حلب. ونقلت “الأناضول” عن مصادر دبلوماسية تركية، إن أوغلو هنأ الوزير الفرنسي بتوليه منصبه بعد استقالة لوران فابيوس، وأعرب عن انزعاج تركيا “حيال البيان الذي أصدرته الخارجية الفرنسية نهاية الأسبوع المنصرم، بخصوص قصف تركيا مواقع الـPYD بشمال سوريا”.

 

اتهامات دولية لروسيا باستهداف المستشفيات والمدارس السورية

رفضت موسكو، الثلاثاء، اتهامات وجهت لها بقصفها لمستشفى في مدينة معرة النعمان، في ريف إدلب. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “إننا ننفي مثل هذه الاتهامات قطعيا ونرفضها، وذلك، خاصة، لعجز أولئك الذين يكررون هذه المزاعم، عن تقديم أي أدلة تثبت هذه الاتهامات عديمة الأساس”.

 

كلام بيسكوف جاء رداً على منظمات دولية، من بينها “أطباء بلا حدود”، قالت الليلة الماضية، إن مستشفى تدعمه في معرة النعمان تعرض إلى غارات، روسية أو سورية، وأدت إلى مقتل عدد من الأشخاص، بينهم طواقم طبية تتبع للمستشفى.

 

وتعقيباً على هذا الموضوع، قال بيسكوف إن على المنظمة أن تتحقق من معلوماتها، وألا تكتفي بنقل الخبر عند وروده، لأنها بحاجة إلى التحقق من تلك الأنباء من “المصدر الأول”. وأكد على ما قاله السفير السوري في موسكو رياض حداد، بإن المستشفى تعرض إلى غارة جوية من قبل طيران حربي أميركي.

 

وكانت “أطباء بلا حدود” قد أعلنت أن الغارة الجوية على المستشفى في معرة النعمان أدت إلى مقتل 7 أشخاص، بينهم 5 مرضى، وأحد أفراد الطاقم الطبي في المستشفى، إضافة إلى حارس. ولا يزال 8 من الأطباء في عداد المفقودين، ويعتقد أنهم دفنوا تحت الأنقاض.

 

ولم تكن “أطباء بلا حدود” المنظمة الوحيدة التي اتهمت روسيا باستهداف مؤسسات خدمية، ومدنية، في سوريا، إذ سبقتها في ذلك منظمة “اليونيسف”، التي أعلنت في وقت سابق الاثنين، أن الغارات الروسية استهدفت 4 مستشفيات، ومدرستين، في مدينة أعزاز، التي تشهد أعنف مواجهات وقصف روسي في ريف حلب.

 

إعلان منظمة “أطباء بلا حدود” دفع الولايات المتحدة الأميركية إلى إدانة القصف الروسي. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، في بيان ليل الاثنين، “تدين الولايات المتحدة الغارات الجوية، التي استهدفت الأبرياء داخل وحوالي مدينة حلب، اليوم، بما في ذلك مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود، وآخر للتوليد والأطفال في مدينة اعزاز”. وأشار كيربي إلى أن تلك الغارات يقف وراءها “نظام الأسد وداعميه”، واعتبر أن “استمرار هذه الهجمات من دون أي مبرر أو أي اعتبار للالتزامات الدولية بحماية أرواح الأبرياء”. وأضاف البيان، أن “النظام السوري وداعميه تجاهلوا الدعوات التي تمت الموافقة عليها بالإجماع، بما في ذلك التي وقعت في ميونخ، والمتمثلة بتفادي تنفيذ هجمات ضد الأبرياء، ما يلقي بظلال الشك على نوايا روسيا، أو قدرتها على المساعدة في وضع نهاية للوحشية المستمرة لنظام الأسد ضد شعبه”.

 

قوات النظام و”الوحدات الكردية” تكاد تحقق أهدافها شمالي حلب

خالد الخطيب

تمكنت “وحدات حماية الشعب” الكردية، الذراع العسكرية لحزب “الاتحاد الديموقراطي” والقوة الأبرز ضمن “قوات سوريا الديموقراطية”، من فرض سيطرتها على مدينة تل رفعت وريفها القريب، في قرى وبلدات كفر ناصح والشيخ هلال وكفر نايا والشيخ عيسى وتل كرمين، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد فصائل المعارضة المسلحة على مدى ثلاثة أيام.

 

تقدّم “وحدات الحماية” جاء بدعم جوي روسي، بعد قصف المناطق المستهدفة خلال الساعات الـ72 ساعة الماضية، بأكثر من 200 غارة جوية، كان أعنفها على مدينة تل رفعت المعقل الاستراتيجي للمعارضة، والتي لحقها دمار كبير، حوّلها إلى مدينة أشباح بعد أن هجرها جميع سكانها.

 

وهاجمت القوات المتحالفة في “سوريا الديموقراطية”، وتضم “جيش الثوار” و”وحدات الحماية”، مدينة تل رفعت وريفها الجنوبي، من أربعة محاور، منطلقين من الطريق الدولي حلب–غازي عنتاب باتجاه الشرق، ومهدوا خلال تقدمهم بقصف المباني والتحصينات التابعة للمعارضة والتي لم تتمكن المقاتلات الروسية من تدميرها. واشتبكت القوات المهاجمة، الإثنين، وجهاً لوجه مع المعارضة داخل مدينة تل رفعت، والتي اضطر مقاتلوها في المساء إلى الانسحاب خشية حصارهم ونفاذ ذخيرتهم، بعدما قتل منهم 30 مقاتلاً، وجرح 70 على الأقل.

 

وتزامنت العمليات العسكرية التي شنتها “وحدات الحماية” على تل رفعت ومحيطها مع عمليات موازية من قبل قوات النظام والمليشيات الشيعية، التي فرضت سيطرتها على قرى وبلدات مسقان وكفين وأحرص، بعدما مهدت لدخولها بقصف مكثف مدفعي وصاروخي، وبأكثر من عشرين غارة جوية روسية. وتلك البلدات ملاصقة للمواقع التي دخلتها “وحدات الحماية” من جهة الجنوب. وبذلك تشاطر الطرفان مواقع المعارضة بالقرب من مدينة مارع التي تقع في خط المواجهة الأول مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي يهددها الحصار في حال قطع طريقها الوحيد مع إعزاز والذي يمر من جبرين.

 

وأصبحت “وحدات الحماية” على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من بلدة جبرين، الطريق الوحيد للمعارضة بين مدينتي إعزاز ومارع، والذي رصدته نارياً بأسلحتها الرشاشة، وبواسطة المقاتلات الروسية التي استهدفته، الإثنين، بغارات جوية خلفت أكثر من عشرة قتلى، معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال.

 

ولم يتبقَ أمام “وحدات الحماية” الكثير لتحقق كامل سيطرتها على المناطق القريبة من الحدود السورية التركية، في الوقت الذي تعيش فيه المعارضة المسلحة في الشمال أسوأ خيباتها على الإطلاق منذ انطلاق الثورة، ولا تجد السبيل لإحداث تغيير فعلي على الأرض أو وقف تقدم القوى الطامعة في أرضها، ولا استفادت من الدور التركي الخجول والمتردد الذي ما زال يقتصر على المدفعية. الأمر الذي يزيد من إصرار “قوات سوريا الديموقراطية” لإكمال السيطرة على المناطق الحدودية شمالاً، مهما كلف ذلك من ثمن.

 

وتحاول “وحدات الحماية” و”جيش الثوار” تفعيل جبهاتهم في مدينة حلب أيضاً ضد فصائل المعارضة في الشيخ مقصود والهلك وبستان الباشا. وشهدت جبهات الهلك وبستان الباشا، فجر الثلاثاء، معارك عنيفة بين الطرفين، حاولت خلالها “سوريا الديموقراطية” التمدد في الحي بمساندة مدفعية وصاروخية أمنتها لها قوات النظام من ثكناتها في المهلب وكلية المدفعية.

 

قائد “فرقة السلطان مراد” العقيد أحمد العثمان، اعترف لـ”المدن”، بصعوبة موقف المعارضة في ريف حلب الشمالي، وتدهور الأوضاع الميدانية لصالح “وحدات الحماية” التي نجحت بمساعدة حلفائها من “جيش الثوار” والطيران الروسي وقوات النظام وحشد المليشيات الشيعية، في تحقيق تقدم سريع لم تكن تتوقعه المعارضة على الإطلاق. وباتت المعارضة اليوم مهددة بأن يتم حشرها على الشريط الحدودي، إذا ما بقيت الحال على ما هي عليه.

 

وأكد العقيد العثمان بأن المعارضة ستبذل قصارى جهدها للحؤول دون سقوط إعزاز، وهي تطمح لأن يكون التهديد والوعيد التركي في هذا الشأن أكثر جدية، وأن يتم دعم المعارضة بشكل جيد لتصمد أمام “الوحدات الكردية” وتحافظ على ما تبقى من أرض، والتي من المفترض أن تكون نقطة انطلاق لاستعادة ما خسرته في الأيام القليلة القادمة.

 

وأوضح العقيد العثمان بأن القصف المدفعي التركي لمواقع “الوحدات الكردية” العسكرية بهذه الوتيرة لن يغير من الواقع في شيء، ولن يكون له أي أثر إيجابي لصالح المعارضة التي تحتاج لدعم أكبر، إذا ما رغبت في شنّ هجوم معاكس تستعيد من خلاله مواقعها الاستراتيجية، على الأقل كمطار منغ وتل رفعت.

 

وتتأهب المعارضة فعلياً لمواجهة عنيفة بالقرب من إعزاز فيما لو فكرت “الوحدات الكردية” بفرض سيطرتها عليها وعلى كامل الشريط الحدودي، إلى الشمال والشرق، حتى خطوط التماس مع تنظيم “الدولة الإسلامية”. ولأجل ذلك أدخلت المعارضة عدداً من مقاتليها عبر الحدود التركية، قادمين من ريف حلب الغربي خلال الأيام الماضية، لتعزز من تواجدها في محيط أعزاز، وتمنع سقوطها باعتبارها ملجأ لأكثر من 300 ألف من المهجرين من حلب وريفها، وهم  يتوزعون على عشر مخيمات تقريباً وفي جوامع ومدارس إعزاز، وفي العراء بين أشجار الزيتون.

 

وعلى الجبهات الجنوبية من ريف حلب الشمالي، لا تقل المعركة ضراوة بين المعارضة من جهة وقوات النظام وحشد المليشيات الشيعية من جهة ثانية، والتي تسعى للسيطرة على مدينة عندان أبرز معاقل المعارضة في ضواحي حلب الشمالية. وأصبحت القوات المهاجمة على بعد كيلومترات من عندان بعد أن سيطرت على بلدة الطامورة والمقالع والتلال المحيطة، بالإضافة إلى بلدة الذوق، الاثنين، وذلك بمساعدة “وحدات الحماية” التي تشرف بشكل مباشر على منطقة المعارك من مواقعها في الجهة الغربية التي تتمتع بارتفاعها.

 

وتخطط قوات النظام للالتفاف على عندان، إذا لم تتمكن من السيطرة عليها خلال الساعات القادمة، وبدأت تمهد فعلياً للخطة البديلة، بقصف مدفعي وصاروخي، وجوي روسي عنيف، شملا كلاً من قرى وبلدات بابيص وياقد العدس وجمعية الهادي وبشانطرة وكفربسين وصولاً إلى المنصورة، وهي مناطق تحيط بعندان من جهة الغرب، ومنها يمر طريق المعارضة الوحيد القادم من الأحياء التي تسيطر عليها في مدينة حلب وضواحيها الشمالية؛ عندان وحريتان وبيانون وكفرحمرة وحيان.

 

وفي الوقت ذاته، لا تزال المعارضة المسلحة تتجهز لمعركتها التي لمحت لها، بتشكيل جديد أشبه بغرفة عمليات مشتركة، يرأسها شخص واحد، ومن المرجح أن يكون القائد السابق لـ”حركة أحرار الشام الإسلامية” هاشم الشيخ أبو جابر. وهي عبارة عن قوة ضاربة يزيد عدد مقاتليها عن 7 ألاف من مختلف فصائل حلب مجهزين بالسلاح والذخائر، وتكون مهمتهم العسكرية خوض معارك هجومية ضد قوات النظام والمليشيات، بينما يتفرغ باقي مقاتلي الفصائل العاملة في حلب للرباط وتأمين خطوط الإمداد للمقتحمين في القوة المزمع تشكيلها. وتعود هذه المبادرة إلى أواخر عام 2015 والتي تأخر الإعلان عنها لعدم موافقة كل الفصائل العسكرية عليها، وعدم عيشها الظرف الصعب الآني، والذي بات يهدد وجودها في حلب بشكل عام، ويجعلها أقرب للحصار من أي وقت مضى.

 

والفصائل المشاركة حتى الآن في التشكيل المتوقع الإعلان عنه خلال الساعات القادمة، هي “حركة نور الدين الزنكي” و”صقور الجبل” و”الفرقة 16″ و”اللواء 101″ و”الفوج الأول” و”حركة أحرار الشام” و”تجمع فاستقم” و”لواء السلطان مراد” و”لواء المنتصر بالله” و”لواء اليرموك” و”ثوار الشرقية”. ويتطلع الحلبيون لانخراط كل الفصائل العسكرية في هذا الجسم الوليد، الذي يعتبرونه عربة الخلاص الأخيرة، التي يمكن أن تؤدي دوراً يمنع حصار حلب والقضاء على المعارضة فيها.

 

قادة في الجيش الحر لـ”المدن”:سنستعيد الارض في شمالي حلب

غيث حمّور

يشهد ريف حلب الشمالي منذ مطلع شباط/فبراير، معارك عنيفة أسفرت عن تراجع فصائل الجيش السوري الحر، وسط تقدم قوات النظام والمليشيات الشيعية من جهة الجنوب، وتقدم “وحدات حماية الشعب” الكردية من جهة الغرب.

 

قائد العمليات في “الفرقة 13″ الرائد موسى أبو حمود، قال لـ”المدن”، إن لدى فصائل الجيش السوري الحر أكثر من 4 آلاف نقطة رباط في الريف الشمالي، وخسارة بعضها جاءت بعد كثافة النيران الروسية. فالطيران الروسي يقوم بمئات الطلعات يومياً، ويقصف بأطنان المتفجرات مواقع المعارضة المسلحة، لمؤازرة المليشيات الشيعية و”وحدات حماية الشعب”. وذلك ما يدفع الجيش الحرّ للتراجع من بعض النقاط حفاظاً على المقاتلين، والقيام بتحصينات جديدة في نقاط أبعد.

 

قائد “الفرقة 16 مشاة” العقيد حسن رجوب، أكد كلام الرائد أبو حمود، وقال لـ”المدن”، إن غزارة النيران الروسية دفعت الجيش الحر للتراجع عن بعض النقاط، وأضاف: “شهداؤنا يسقطون من القصف وليس من الاشتباكات، وهذا أمر مهم، فعلينا الحفاظ على أرواح مقاتلينا”.

وتابع رجوب، بأن هذه جولة لقوات النظام والمليشيات، و”لكن ستكون لدينا جولات أخرى، وسنستعيد الأرض، فنحن أصحاب حق، وصاحب الحق دائماً ما ينتصر”.

 

وأوضح الرائد أبو حمود: “قد نخسر نقاطاً أخرى، ولكن ذلك لا يعني أبداً أن بشار الأسد يمكن أن يفرض سيطرته على الأرض، فمقاومتنا مستمرة، وسنعود إلى حرب العصابات إذا اضطررنا، وسنكون في قلب حلب”. وأضاف أن الطيران الروسي اعتمد سياسة الأرض المحروقة للتقدم، ومع ذلك لم يتقدم بالشكل الذي يريده، وأكبر دليل على ذلك معركة الطامورة الأخيرة، التي احتاج فيها إلى 3 أيام للسيطرة على المنطقة، وخسرت المليشيات فيها عشرات المقاتلين. وقبلها أيضاً معركة رتيان، التي استغرقت 4 أيام، وخسرت فيها المليشيات أكثر من 40 عنصراً وعشرات الجرحى. بحسب الرائد أبو حمود، فقد خسرت المليشيات خلال معارك الريف الشمالي، أكثر من 600 مقاتل حتى الآن.

 

القائد الميداني في “جيش المجاهدين” النقيب أمين، قال لـ”المدن”: في معركة رتيان أحصينا ما يزيد على 2000 طلعة روسية، عدا عن آلاف القذائف المدفعية من نقاط قوات النظام في الراموسة والزهراء ونبل، ووصل عدد القذائف إلى 4 في الدقيقة الواحدة.

 

وكانت قوات النظام والمليشيات، قد سيطرت في 5 شباط/فبراير على بلدة رتيان، بدعم جوي روسي، ليتم فتح الطريق باتجاه بلدتي نبّل والزهراء، ثمّ سيطرت على قرية الطامورة في 13 شباط. في حين سيطرت “وحدات حماية الشعب” الكردية في 15 شباط على تل رفعت.

 

وقال العقيد رجوب: “أولاً يجب أن أشير إلى أننا لا نتعرض لغزو من النظام، فنظام الأسد غير موجود أبداً على جبهات الريف الشمالي الممتدة من الميّاسات إلى باشكوي ورتيان وصولاً إلى نبل والزهراء، ومن يقاتل هناك هم المليشيات الطائفية من أفغانستان وإيران والعراق ولبنان”. رجوب أكد أن المعارضة لم تفرض حصاراً على بلدتي نبل والزهراء، وأضاف: “لنتكلم بوضوح نحن ليس لدينا مشكلة مع أي طائفة في سوريا بمن فيهم الشيعة، فهم أهلنا وأبناء بلدنا وإخوتنا، مشكلتنا مع المليشيات المسلحة التي تقتل المدنيين وتعيث فساداً في الأرض”.

بدوره، الرائد أبو حمود، قال إن الحديث عن محاصرة القريتين عارٍ عن الصحة، وأضاف “كل شيء كان يدخل إلى القريتين، وكل ما ينشر عن الموضوع يدخل تحت بند التجييش الإعلامي”.

 

وعن سيطرة المقاتلين الأكراد، و”جيش الثوار” المنضوين في صفوف “قوات سوريا الديموقراطية”، على بلدة كشتعار ومطار منغ، في 11 شباط، قال الرائد أبو حمود، إن تراجع كتائب الجيش السوري الحر من مطار منغ جاء بعد غارات روسية غير مسبوقة على المنطقة، ومع ذلك كبّد الجيش الحر مقاتلي “قوات سوريا الديموقراطية” خسائر ضخمة قبل الانسحاب.

 

وكان تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” قد أعلن، الليلة الماضية “انضمام فصائل من الجيش الحر الى قوات سوريا الديموقراطية في مدينة تل رفعت، ورحبت قوات سوريا الديموقراطية بهذا الإنضمام”.

 

أبو حمود نفى صحّة تلك الأنباء، وقال “هذا الكلام عارٍ من الصحة، لم يبايع أحد جيش الثوار (أحد فصائل قوات سوريا الدموقراطية)، وفصائل الحر ومقاتلوه موجودون على نقاط رباطهم. الانسحاب جاء بعد الكثافة النارية للروس، وحربنا ضد النظام ومليشياته لن تتوقف، ومن بينهم بي كي كي وجيش الثوار المرتبطان عضوياً بالنظام وأجهزته الأمنية”.

 

وحول تأثير الحملة على الريف الشمالي لحلب على الحل السياسي المطروح دولياً، قال الرائد أبو حمود، إن ما يحدث حالياً لا يخدم الحل السياسي والحراك الدولي بشأن سوريا، لأن “الحملة الروسية المدعومة بالمليشيات الطائفية تسببت بسقوط عشرات الشهداء المدنيين وتدمير المنازل والممتلكات، واستمرار ذلك سيكون له عواقب وخيمة، ونحن لا نستطيع أن نفرض على الشعب شيئاً مع هذه الحملة الوحشية”.

 

العقيد رجوب، أكد بأن ما يصل من مساعدات إلى فصائل الجيش الحر، لا تتعدى كونها إغاثية وخدمية، من دون سلاح حقيقي، باستثناء “بعض الأسلحة الخفيفة التي تتلقاها بعض الفصائل، وهذا لا يسمن ولا يغني من جوع، فنحن بحاجة للسلاح النوعي، بحاجة لمضادات الطيران لإيقاف الطيران الذي يقتل المدنيين أولاً، ويستهدف قواتنا ثانياً”. وأضاف: “روسيا وإيران والصين وحزب الله دعموا النظام جهاراً ونهاراً بكل أنواع السلاح والرجال، إلا أن الثورة السورية للأسف الشديد انطلقت يتيمة استمرت يتيمة ولم يدعمها أحد ولم يُظهر أحد دعمها بشكل حقيقي”، في حين قال الرائد أبو حمود، إن الدعم غير كافٍ، ولو كان موجوداً لما تقدم النظام، و”من يريد أن يدعم الجيش الحر عليه بتزويده بمضادات الطيران”.

 

معارض سوري يزور إسرائيل للمرة الثانية

يحمل معه مشاريع منطقة آمنة ومستشفيات ميدانية

بهية مارديني

أكد المعارض السوري المستقل كمال اللبواني لـ”إيلاف” أنه يزور إسرائيل حاليًا، قائلًا “لكل من يريد أن يعرف فإننا نبذل كل جهد ممكن لوضع حدود  للهمجية الروسية وإلزامها باحترام اتفاقيات جنيف المتعلقة بحالة الحرب وحماية المدنيين الواقعين تحت الاحتلال”.

 

بهية مارديني: قال كمال اللبواني: “نتحرك دوليًا ومحليًا من أجل هذا”، في إشارة إلى أن زيارته إسرائيل تأتي ضمن جولة يقوم بها إلى دول عدة. وردًا على سؤال “هل الطريق إلى إخراج بشار الأسد من القصر الجمهوري يمرّ عبر إسرائيل”، أشار إلى أنه “يمرّ من ساحة الأمويين” من دون المزيد من التوضيح.

 

وكان اللبواني قد زار إسرائيل قبل عامين، ولم يقطع تواصله مع المسؤولين هناك، وقام بزيارة الكنيست في هذه الزيارة للمرة الأولى، وركز في اللقاءات على الدور الروسي في سوريا. ونتج من زيارة اللبواني العديد من ردود الفعل بين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، فمنهم من شتم وانتقد، ومنهم من وصف الزيارة “بالواقعية السياسية”.

 

حمل اللبواني في جعبته أفكارًا لمنطقة آمنة على الحدود السورية في الجنوب، والتقى الاثنين الوزير الإسرائيلي للشؤون الإقليمية إيوب قرا. وقالت الإذاعة الإسرائيلية، بحسب مصادر متطابقة، إنه بحث مع الوزير الإسرائيلي آخر المستجدات في الملف السوري، لاسيما على خلفية التدخل العسكري الجوي الروسي في سوريا.

 

أضافت أنه عرض على الحكومة الإسرائيلية “خطة لإقامة منطقة آمنة خالية من التنظيمات الإرهابية في الجنوب السوري، ولا سيما في قرية حضر الدرزية الواقعة في الجانب السوري من هضبة الجولان”.

 

وأشارت إلى أن اللبواني طلب من إسرائيل بأن تسمح بتزويد أهالي المنطقة الآمنة المقترحة بتسهيلات ميدانية عبر الحدود الإسرائيلية، بما في ذلك إقامة مستشفيات ميدانية داخل الأراضي السورية، بدلًا من نقلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية، كما هو معمول به اليوم.

 

بدوره، أكد إيوب أن إسرائيل لا تتدخل في الشأن السوري الداخلي، وأنها تركز على الجانب الإنساني في معالجة جرحى الحرب السورية، وقال إنه سينقل مبادرة اللبواني إلى رئيس الوزراء لدراستها. وأضاف: “أن العالم فشل في معالجة قضية اللاجئين السوريين، ولذلك علينا أن نتبنى العرض الذي طرحه اللبواني بمعالجة قضيتهم داخل الأراضي السورية”.

 

قائد في الجيش الحر: على المعارضة تشكيل جسم موحد

في حال أرادت العودة إلى المفاوضات

بهية مارديني

تمنّى قائد في الجيش السوري الحر من العاهل السعودي سرعة التدخل في سوريا أسوة باليمن، ومن جانب آخر اعتبر في حديث لـ”إيلاف” أن “عودة المعارضة إلى المفاوضات في 25 من الشهر الجاري مرهونة بقرارات عربية إقليمية، وطالبها بالإسراع في تشكيل جسم عسكري موحد تحت راية واحدة”.

 

بهية مارديني: أكد النقيب عمار الواوي، المتحدث باسم الفرقة 30 للجيش السوري الحر، أن “عودة المعارضة إلى المفاوضات مرتبطة بالقرار السعودي  والتركي القطري، ونوعية الدعم الذي ستقدمه إلى المعارضة على المستويين السياسي والعسكري”.

 

الوحدة للمواجهة

وأشار إلى “أن المعارضة اليوم أضعف من قبل على مستوى الأرض، بسبب تقدم قوات النظام، المدعومة بالمقاتلين الإيرانيين والطيران الروسي، إضافة إلى ذلك، التدخل الكردي، الذي يظهر أنه موازٍ للنظام، وخاصة في الريف الشمالي لحلب”.

 

وشدد الواوي على أنه “إذا أرادت المعارضة العودة إلى المفاوضات فعليها أن تسرع في تشكيل جسم عسكري موحد وراية واحدة، وتحقيق نصر على الأرض، سواء من جهة الجنوب أو من جهة الشمال”.

 

وقال إن هناك اليوم دعوة إلى “تشكيل هيئة الضباط الأحرار من مختلف الرتب والاختصاصات، لتكون نواة لتشكيل الجيش، وهذه الهيئة تتواصل مع الداخل ومع جميع الضباط في الداخل والخارج، سواء أكانوا في تركيا أو الأردن، لتوحيد كلمتهم، وليكونوا جاهزين في ظل تسارع الظروف وغياب كامل لوزارة الدفاع في الحكومة السورية الموقتة، التابعة للائتلاف الوطني السوري المعارض، وشلل كامل في هيئة الأركان”.

 

تناقض مبادئها

وتمنّى على المعارضة في حال عادت إلى المفاوضات “أن تضع الدول أمام مسؤولياتهم حول الضمانات التي قدموها إليها قبل خوض المفاوضات”. كما  قال إن “تأجيل التفاوض يبدو أنه بموافقة أميركية روسية ضمنية، لكي يقوم النظام بالسيطرة على المناطق المحررة، وبإجبار المعارضة على التفاوض والقبول بالشروط الروسية”.

 

ولفت إلى أنه اليوم “ظهر للعالم مخالفة الولايات المتحدة لمبادئها في الحرية والديمقراطية، وفشل مجلس الأمن خلال خمس سنوات من تحقيق أدنى مطلب، وهو وقف إطلاق النار، ووقف قصف المدنيين أو فك الحصار عن المناطق المحاصرة التي يموت الناس فيها جوعًا بسبب مطلب عالمي، هو الحرية”.

 

لكنه أعرب عن تفاؤله “بمنسق الهيئة العليا للمفاوضات الدكتور رياض حجاب وبرئيس الوفد المفاوض العميد أسعد الزعبي ومرافقيه، وتمنى لهم القدرة على تحقيق مطالب الشعب السوري سياسيًا”.

 

ننتظر الحسم

وتمنى الواوي من الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين “الإسراع في تقديم الدعم الجوي والعسكري، فقد كان حازمًا في معركة الحزم في اليمن”. وقال: “ينتظر الشعب السوري معركة الحسم في سوريا”.

 

وحذر من سقوط ريف حلب مناصفة بين النظام وممن أسماهم “الفصائل الانفصالية “من جهة وداعش من جهة أخرى، وبالتالي ستصبح حلب المدينة محاصرة، ويصبح حالها حال حمص القديمة سابقًا.

 

وأوضح “نعوّل كثيرًا على السعودية وقطر وتركيا”، كما تمنى أخيرًا “تقديم الدعم الفوري والمباشر، حرصًا على مئات آلاف المدنيين، الذين يسكنون بالعراء، وخوفًا من حدوث إبادة جماعية للمدنيين من قبل النظام المجرم وميليشياته الطائفية والقوى الانفصالية”.

 

حجاب: أي عملية سياسية تعني نهاية الأسد  

قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب، إن أي عملية سياسية في سوريا تعني نهاية بشار الأسد ونظامه.

 

وأضاف حجاب -في مقابلة مع الجزيرة ستبث كاملة ضمن حديث الثورة يوم الخميس المقبل- أن الأسد أجهض مؤتمر جنيف2 وقتل ثلاثمئة ألف سوري وهجَّر الملايين منهم، سعيا للبقاء في السلطة.

 

وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات إن الهيئة إن ذهبت إلى لقاء جنيف في 25 من الشهر الجاري، فإنها ستذهب للبت في مسألةٍ وحيدة، هي تشكيل هيئة انتقال سياسي كاملة الصلاحيات.

 

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال الاثنين إنه لا يوجد شيء اسمه الحل السياسي، بل هنالك مسار سياسي وحل للمشكلة، وأضاف أن حل المشكلة فيه مسار سياسي وآخر لما سماه مكافحة “الإرهاب”.

 

وأشار إلى أن دولا طرحت مصطلح الحل السياسي من أجل توفير الغطاء لعملائها من السوريين، وتقديمهم على أنهم مجموعة من السياسيين السلميين الذين يريدون الخلاص للشعب السوري من القمع واحتكار السلطة، على حد قوله.

 

وشدد الأسد على أن أي انتقال سياسي في البلاد يجب أن يتم من خلال الدستور السوري الحالي، مؤكدا أن اقتراح تشكيل “هيئة الحكم الانتقالي” يمثل خروجا عن الدستور الذي يجب -بحسب رأيه- أن لا يتوقف العمل به “إلا إذا توصلنا في حوار ما في بنية ما لاحقا، لدستور جديد يصوت عليه الشعب السوري”.

 

وقال في خطاب ألقاه أمام محامين سوريين في دمشق بثه التلفزيون الحكومي، “وقف إطلاق النار يعني بما يعنيه بالدرجة الأولى وقف تعزيز الإرهابيين لمواقعهم.. لا يسمح بنقل السلاح أو الذخيرة أو العتاد أو الإرهابيين… لا يسمح بتحسين المواقع وتعزيزها”.

 

وكانت القوى الدولية اتفقت في ميونيخ الجمعة الماضي على وقف ما سمي بـ”الأعمال القتالية”، ومن المقرر أن يبدأ تفعيل الاتفاق خلال أسبوع من تاريخه، لكن هجمات جيش النظام السوري مستمرة دون هوادة في مختلف أنحاء البلاد مدعومة بغارات جوية روسية.

 

اتفاق ميونيخ بشأن الأزمة السورية.. ألغام التفاصيل  

اتفاق ميونيخ توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا والقوى الإقليمية -فجر الجمعة 12 فبراير/شباط 2016 بعد أكثر من سبع ساعات من المفاوضات على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن والسياسات الدفاعية- لإحياء محادثات جنيف للسلام في سوريا ووقف نزوح المدنيين.

جاء الاتفاق في ثلاث صفحات صاغها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وناقش تفاصيله مع 17 وزير خارجية في مقدمتهم نظيره الروسي سيرغي لافروف، وممثل للأمين العام للأمم المتحدة، ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.

 

وتضمن اتفاق ميونيخ -الذي أعلنت الخارجية الأميركية أنه سيتم الالتزام ببنوده من خلال “فرقة عمل لوقف إطلاق النار” برعاية الأمم المتحدة وقيادة مشتركة من قبل روسيا والولايات المتحدة- خطة ثلاثية البنود تهدف إلى تحقيق ما يلي:

 

1- تخفيف حدة العنف تدريجيا بسوريا وصولا إلى “وقف المعارك” في كامل البلاد في غضون أسبوع، من خلال “وقف الأعمال العدائية” بهدنة عسكرية مدتها أسبوع بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة.

 

لكن الاتفاق لا يلزم روسيا بإيقاف هجماتها الجوية في سوريا، كما لا يستثني من وقف الاستهداف تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والتنظيمات المصنفة في “قائمة الإرهاب” لدى مجلس الأمن الدولي.

 

2- زيادة المساعدات الإنسانية الغذائية والأدوية وتسريع إيصالها بالسيارات أو بإلقائها جوا إلى السوريين في “المدن المحاصرة أو التي يصعب الوصول إليها”، خلال أسبوع من توقيع الاتفاق وبشكل متزامن. وسيوكل الإشراف على إدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين السوريين إلى “مجموعة عمل” أممية خاصة مكلفة بتقديم “تقارير أسبوعية” عن سير عملها.

 

3- مواصلة مباحثات جنيف 3 للحل السياسي، وتحقيق عملية الانتقال السياسي خلال ستة أشهر برقابة الأمم المتحدة، وتحضير مسودة دستور جديد، وإجراء انتخابات “عادلة وحرة” خلال 18 شهرا، وتشكيل هيئة حكم انتقالي طالب بها المجتمع الدولي منذ سنوات.

وقد أثار اتفاقُ ميونيخ ردودَ فعل تراوحت بين الترحيب المتحفظ والشكوك في إمكانية تطبيقه على أرض الواقع. إذ يرى الكثير من المراقبين أن ثمة تفاصيل رئيسية تتعلق ببنود الاتفاق بقيت من دون معالجة، مما سيعرقل تطبيقه ويفرغه من مضمونه.

 

ومن أبرز تلك العراقيل الغموض الذي يكتنف موعد بدء تطبيق الهدنة بالضبط، ومن سيضعها موضع التنفيذ، وما هي المناطق التي ستشملها الهدنة، ومَن الفصائلُ النشطة على الأرض التي ستقبل بها، وكيفية إيصال المساعدات بالسرعة المطلوبة.

 

ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن استثناء الهدنة لتنظيم الدولة وجبهة النصرة و”التنظيمات الإرهابية” يثير المخاوف من تكثيف روسيا هجماتها ضد كل فصائل المعارضة المسلحة في حلب مدعية أنها جزء من هذه التنظيمات المستثناة.

 

المعارضة ترفض تسريبات أميركية بشأن مصير الأسد  

فادي جابر

مع بداية الثورة السورية لم يكن أكثر المتشائمين يتوقعون أن يطول بقاء الرئيس السوري بشار الأسد أكثر من شهور معدودة، خاصة مع زخم التصريحات العالمية المطالبة برحيله.

 

لكن وبعد خمس سنوات من بدء الثورة التي انطلقت شرارتها في درعا بجنوب البلاد وما طرأ عليها من تطورات وتحول سوريا إلى ما يشبه ساحة صراع دولي انخفض سقف التصريحات الغربية المطالبة بسقوط النظام.

ويبدو أن أفضل سيناريوهات الحل الأميركي والذي كشفت عنه وثيقة سربتها وكالة أسوشيتد برس يتضمن بقاء الأسد حتى مارس/آذار 2017 أي بعد شهرين على تسليم الرئيس باراك أوباما مقاليد الحكم في بلاده للرئيس الأميركي الجديد.

 

ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الغضوي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما نجح في الهروب من مواجهة الأزمة السورية بترحيل الأمر إلى عام ٢٠١٧ وهو العام الذي سيتولى فيه رئيس جديد مقاليد الأمور في البيت الأبيض.

 

ومن وجهة نظر الغضوي فإن هذه الوثيقة لا قيمة لها في الصراع السوري، فهي عبارة عن مفردات مكررة لا توحي بنية حقيقية لحل الأزمة، وهي تتعلق بتوصيف الدور الأميركي حيال الأزمة السورية وليس بنواياه لحل الأزمة.

 

مقترح تمهيدي

بدورها، قللت الخارجية الأميركية من شأن الوثيقة ووصفتها على لسان متحدثها جون كيربي بأنها “مجرد مقترح تمهيدي على مستوى الموظفين وليست موقفا رسميا”.

 

أما المعارضة السورية فأكدت أنه لم تصلها أي تأكيدات أميركية بشأن الجدول الزمني، وأعلنت بشقيها السياسي والعسكري تمسكها برحيل الأسد بل ومحاكمته مع رموز نظامه، وضرورة ألا يفلتوا من العقاب.

 

وقال الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض للجزيرة نت يحيى مكتبي إن “الائتلاف سيكون له موقف في حال إبلاغه رسميا بما أشارت إليه الوثيقة، وذلك بعد دراسة الموضوع من قبل قيادة الائتلاف وبالتشاور مع الهيئة العليا للتفاوض”.

 

أما الدكتور رياض نعسان آغا من هيئة التفاوض العليا التي أنشئت بعد اجتماع المعارضة في الرياض فيرى أن الواقع لا يعطي أي مصداقية تجعل المعارضة تتعامل مع التسريبات الصحفية على أنها خطة أميركية، مشددا على أن دور الأسد ينتهي بنهاية التفاوض وبدء عمل هيئة الحكم الانتقالية.

 

هيئة انتقالية

وما يجب أن يسير عليه الأمر وفق المعارضة هو ما نصت عليه وثيقة فيينا 2 وقرار مجلس الأمن 2254 -اللذان وافقت عليهما مجموعة الدول الداعمة لسوريا وعلى رأسها الولايات المتحدة- وهو مفاوضات تستمر ستة أشهر يليها تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة بما فيها الجيش والأمن وإجراء انتخابات بعد 18 شهرا كما يقول الأمين العام للائتلاف يحيى مكتبي.

 

وفي جميع الأحوال فإن المعارضة بشقيها العسكري والسياسي ترى أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا في المرحلة الانتقالية كما جاء في بيان الرياض وفق ما صرح به للجزيرة نت الناطق الرسمي باسم جيش الإسلام -أحد أكبر فصائل المعارضة السورية المسلحة- النقيب إسلام علوش.

 

بل إن علوش ذهب إلى أنهم تحفظوا على بيان الرياض، وطالبوا بمحاسبة الأسد ورموز نظامه وليس فقط عدم مشاركته في المرحلة الانتقالية.

 

وبينما يتسارع الحراك السياسي لبدء مفاوضات جنيف 3 بين وفدي المعارضة والنظام والمتوقعة نهاية الشهر الحالي فإن مؤسس “تيار غد سوريا” المعارض السوري فؤاد حميرة يشدد على أنه لا بديل من الخيار العسكري لسقوط النظام، وأن المطلوب الآن تقديم دعم حقيقي للثوار بأسلحة نوعية ترجح كفة المعارضة وتضع حدا لطيران النظام.

 

القصف الروسي يضاعف مآسي اللاجئين بشمال سوريا  

أدت الغارات الروسية الكثيفة -خصوصا في محافظتي حلب وإدلب- إلى استمرار تدفق موجات نزوح جماعي كثيف نحو الشريط الحدودي مع تركيا، حيث يعيش النازحون في مخيمات عشوائية، وفي ظروف إنسانية صعبة.

وقال مراسل الجزيرة في ريف حلب أمير العباد إن الغارات الروسية لم تهدأ طوال اليوم، واستهدفت قرى ومدن وبلدات الريف الغربي والريف الشمالي لحلب وكذلك مدينة حلب نفسها، خاصة حيي الصاخور وبستان الباشا، وهو ما أدى إلى تزايد موجات اللجوء.

 

وأضاف أن عددا من السكان يحاولون الفرار من الريف الشمالي إلى مناطق يعتقدون أنها أكثر أمنا لكن الطائرات الروسية تلاحق التجمعات المدنية، محذرا من موجة نزوح قادمة من مختلف البلدات والقرى في ريف حلب.

 

وتحدث المراسل عن عشرات العائلات التي تفر من مدينة حلب خلال كامل نهار اليوم وهي تحمل ما تستطيع حمله من متاع بسيط تتجه إلى الريف الغربي ثم الحدود السورية التركية، وهو ما سيضاعف الضغط على مخيمات اللجوء هناك المكتظة أصلا.

 

وخلال لقائه بالعديد من النازحين أكد مراسل الجزيرة بريف حلب الشمالي معن خضر أن الآلاف فروا من القصف الروسي باتجاه مناطق تسيطر عليها المعارضة شمال حلب وشمال إدلب، مشيرا إلى أنهم أقاموا مخيمات عشوائية بشكل سريع تفتقر للمتطلبات الأساسية.

 

وقال المراسل إن الطائرات الروسية وسعت مناطق استهدافها في ريف حلب الغربي، مضيفا أنها قصفت بالقنابل العنقودية بلدات كفر حمرة وعندان وحيان.

 

من جهته، أكد مراسل الجزيرة المعتز بالله حسن -من الجانب التركي للحدود مع سوريا- لجوء أعداد كبيرة من السوريين للحدود قدرت بنحو ستين ألف شخص، وأضاف أن قصف أمس نتج عنه عشرات الجرحى قدموا إلى المستشفيات التركية الحدودية.

 

ووصفت تركيا الهجمات الروسية بأنها جريمة حرب، وحذرت مما وصفتها بعواقب وخيمة إذا لم تتوقف روسيا عن هذه الهجمات. كما أدانت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الغارات الجوية على حلب وإدلب.

وقالت واشنطن إن نظام بشار الأسد وداعميه لا يبالون بدعوات المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تؤكد ضرورة وقف الهجمات ضد المدنيين، وأوضحت أن هذا التطور يضع شكوكا بشأن قدرة روسيا على المساعدة في “وقف الوحشية المستمرة التي ينتهجها نظام الأسد ضد شعبه”.

 

أوغلو: روسيا تسعى لتغيير ديمغرافي بشمال سوريا  

اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو روسيا بالسعي لتغيير البنية الديمغرافية في شمال سوريا، بينما صرح مسؤول تركي بأن أنقرة ترغب في عمليات برية بسوريا، شرط أن تكون بالتنسيق مع الحلفاء.

 

وقال أوغلو في كلمة اليوم الثلاثاء أمام كتلة حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم في البرلمان التركي إن روسيا تسعى لتحقيق تغيير ديمغرافي عن طريق تمكين المجموعات الداعمة للنظام السوري من السيطرة على حلب.

 

وأدان بشدة الضربات الجوية “الهمجية والغاشمة والجبانة” التي تشنها الطائرات الروسية دعما للنظام السوري “بدون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين”.

 

ولفت إلى أن المقاتلات الروسية نفذت أمس الاثنين فقط مئتي طلعة جوية على بلدة إعزاز الصغيرة، وأكد أن روسيا تقوم بذلك في محاولة منها لاستهلاك مخزون قنابل منتهية الصلاحية، ووصف المخطط الروسي “بالددنيء” و”غير الإنساني”.

 

ورأى أوغلو أن التطورات في شمال سوريا تهدد الأمن القومي لبلاده، وأشار إلى أن “حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب لا يمثلان الأكراد ولا السوريين إطلاقا، بل هم مرتزقة لتنفيذ مخططات موسكو الإقليمية”.

 

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تقاتله منذ ثلاثين عاما. واستغلت الوحدات الوضع الميداني بعد تكثيف النظام السوري بدعم من روسيا حملته العسكرية على شمال سوريا، وسيطرت على أراض من مسلحي المعارضة السورية سعيا منها لتوسيع تواجدها على طول الحدود.

 

وأكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده “ستواصل الرد عند الضرورة وفي الوقت المناسب، من أجل حماية حدودها، ومنع حدوث تطهير إثني وعدم السماح  لتدفق مكثف للاجئين وحدوث مأساة إنسانية جديدة، ومنع إضعاف المعارضة التي تُعدّ الأمل الحقيقي لسوريا”.

 

تدخل بري

من جانب آخر، صرح مسؤول تركي بأن أنقرة ترغب في عمليات برية في سوريا، ولكنه رأى أن هذا لن يكون ممكنا بدون الحلفاء، بما فيهم الولايات المتحدة الأميركية.

 

وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم نشر اسمه ليتحدث بحرية أكبر- “تركيا لن تنفذ عملية برية من طرف واحد؛ نحن نبحث ذلك مع الحلفاء”. وأكد أنه “بدون العمليات البرية سيكون من المستحيل

وقف المعارك في سوريا”.

 

وردا على سؤال حول الأهداف التي قد تستهدفها عملية برية، أجاب المسؤول التركي “كل المجموعات الإرهابية في سوريا”، وأوضح أن هذه المجموعات تشمل تنظيم الدولة الإسلامية والنظام السوري والمقاتلين الأكراد الذين تعدّهم أنقرة أعداء لها.

 

تركيا تؤيد عملية برية في سوريا

المدفعية التركية ردت “بالمثل” على إطلاق نار من الأراضي السورية

اسطنبول – فرانس برس

أعلن مسؤول تركي كبير الثلاثاء، أن تركيا تؤيد تدخلا عسكريا بريا في سوريا لكن بمشاركة حلفائها معتبرة أن ذلك فقط من شأنه وقف النزاع في هذا البلد.

وقال هذا المسؤول رافضا الكشف عن اسمه للصحافيين “نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين. بدون عملية على الأرض من المستحيل وقف المعارك في سوريا”، مضيفا: “لن تكون هناك عملية عسكرية تركية أحادية الجانب في سوريا”.

وكانت السعودية أعلنت عبر المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، أن السعودية على استعداد للمشاركة في أي عملية برية ضمن التحالف الدولي في سوريا.

وفي سياق منفصل قالت مصادر عسكرية تركية اليوم الثلاثاء إن المدفعية التركية ردت “بالمثل” على إطلاق نار من سوريا وذلك في اليوم الرابع على التوالي في عمليات القصف التي يقوم بها الجيش التركي.

وحذرت تركيا مقاتلين أكرادا في شمال سوريا أمس الاثنين بأنهم سيواجهون “أعنف رد” إذا حاولوا السيطرة على بلدة سورية قرب الحدود التركية كما اتهمت أنقرة روسيا بشن هجوم صاروخي قتل 14 مدنيا على الأقل هناك.

 

دي ميستورا: قوافل الإغاثة اختبار للنظام السوري

جنيف – رويترز

أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، اليوم الثلاثاء، أن الحكومة السورية عليها التزام يتمثل في السماح للمنظمة الدولية بإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين وإن هذا سيكون محل اختبار غدا الأربعاء.

وقال ستافان دي ميستورا في بيان صدر في جنيف بعد اجتماعه الثاني اليوم مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق إنهما بحثا المسألة ذات الأولوية والمتعلقة بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة من قبل أطراف الصراع.

وأضاف دي ميستورا: “الدخول إلى هذه المناطق سيتم بقوافل ومن خلال تنسيق فريق الأمم المتحدة بالبلاد، ومن واجب الحكومة السورية الوصول إلى كل شخص أينما كان والسماح للأمم المتحدة بجلب المساعدات الانسانية، وسنختبر هذا غدا.”

 

المدنيون في سوريا.. بين نيران القذائف وصقيع النزوح

الغارات الروسية في حلب أصابت العديد من الأهداف المدنية حسب المنظمات الدولية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

مع ارتفاع وتيرة العنف في سوريا إلى حدود غير مسبوقة خلال الأيام الماضية جراء ضراوة الغارات التي يشنها الجيش الروسي على مواقع المعارضة المسلحة شمالي البلاد وجنوبها، يدفع المدنيون أثمانا باهظة في رحلتهم المستحيلة للبحث عن الأمان على التراب السوري.

مدينة حلب شمالي سوريا تحولت إلى ساحة حرب إقليمية، حيث تشن روسيا غارات عنيفة دعما للقوات الحكومية والقوات الكردية التي تحاول السيطرة على الشريط الحدودي مع تركيا، في حين تواجه تركيا التمدد الكردي بقصف مدفعي من أراضيها.

 

ومع ذلك القصف والقصف المضاد يحترق المدنيون بنيران الحرب، ويفرون بالآلاف تجاه الحدود التركية التي لا تزال مغلقة في وجوههم.

 

وقال “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية”، الثلاثاء، إن مئات العائلات نزحت من مدينة ‫‏اعزاز في ريف حلب الشمالي باتجاه الشريط الحدودي التركي بعد اشتداد القصف والمعارك بين فصائل المعارضة والوحدات الكردية .

 

وترفض تركيا إلى الآن فتح حدودها أمام الهاربين من المعارك في حلب بسبب الضغوط الأوروبية التي تطالبها بالسيطرة على موجة اللجوء إلى أوروبا. وعوضا عن ذلك يقدم الأتراك مساعدات لهؤلاء النازحين في مخيمات عشوائية لا تقي برد الشتاء القارس داخل الأرض السورية.

 

وتسعى دمشق وحلفاؤها إلى عزل حلب عن تركيا ومحاصرة المحافظة بشكل كامل. وتحذر الأمم المتحدة من أن فرض طوق على حلب سيجعل 300 ألف سوري محاصرون دون طرق لإيصال المساعدات الإنسانية.

 

معاناة المدنيين في سوريا لا تقتصر على الهاربين من الحرب، فالغارات الروسية ضربت كثيرا من الأهداف المدنية. وقد أصابت يوم الأحد صواريخ روسية مستشفى تابعا لمنظمة أطباء بلا حدود واقعا وسط مدينة إدلب ومدرسة قريبة يحتمي بها لاجئون فروا من هجوم الجيش السوري والميليشيات الموالية له.

 

أما في جنوب البلاد، فالوضع ليس بأفضل من الشمال إذ تتواصل المعارك بين القوات الحكومية مدعومة بميليشيات إيرانية ومسلحي المعارضة في بلدة مليحة العطش التي شهدت نزوح آلاف المدنيين هربا من الاشتباكات وقصف الجيش السوري والروسي.

 

وتواصلت المعارك، يوم الاثنين، بين جيش النظام مدعوماً بمقاتلين أجانب ومقاتلين معارضين في محيط بلدة بصر الحرير بريف درعا، فيما شهدت بلدة مليحة العطش هناك نزوح حوالي 3 آلاف هرباً من الاشتباكات والقصف.

 

وتدفع العمليات العسكرية، التي يخوضها الجيش السوري في درعا بدعم من الغارات الجوية الروسية، المدنيين إلى الهروب جنوبا باتجاه الأردن الذي أصبح يأوي مليون 600 ألف سوري، دفعوا المملكة إلى مناشدة المجتمع الدولي مساعدتها في تحمل أعباء هذا العدد الهائل من اللاجئين.

 

الهيئة العليا للمفاوضات “تُهمّش” دور وفد المعارضة السورية المُفاوض

روما (16 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر من الوفد المفاوض، التابع للهيئة العليا للمفاوضات، التي تُمثل المعارضة السورية على عدم وجود أي دور لأعضاء الوفد المفاوض في المرحلة الحالية، مشيرة إلى انعدام أي تأثير لهم مقابل الدور الأساسي الذي تضطلع به قيادة الهيئة العليا.

 

ونفت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية أن يكون لأعضاء الوفد المفاوض أي دور في القرار السياسي للهيئة، منذ أن أُعلن عن موعد انطلاق مؤتمر جنيف الثالث، وقالت إن قيادة الهيئة العليا للمفاوضات تُجمّد الوفد المفاوض، ولا تُشركه في المشاورات، وهو ما يلقى بعض الانتقاد الداخلي.

 

وفي نفس السياق، أكّدت هذه المصادر على أن الهيئة العليا باتت الآن هي الجهة السورية الوحيدة التي تُمثل المعارضة السورية مجتمعة، ما دفع جميع أعضاء الكتل السياسية التي تتشكل منها الهيئة لإهمال ارتباطهم بكتلهم السياسية الأصلية والتماهي مع الهيئة حتى لو تناقضت مواقف كتلهم، مشيرة بذلك بشكل خاص إلى أعضاء هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي وغالبية أعضاء ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية. وأوضحت أن تلك القوى السياسية لم تعد تمتلك التأثير من خلال أعضائها المفترضين على الهيئة العليا للمفاوضات، ما يُعطي الهيئة الحرية الكاملة في اتخاذ المواقف.

 

وتتشكل الهيئة العليا للمفاوضات من 32 عضواً، منهم 9 من الائتلاف و5 من هيئة التنسيق، و6 من المستقلين، و12 من القوى العسكرية المعارضة.

 

تركيا تقول إنها تفضل عملية برية في سوريا ولكن لا توافق بين الحلفاء

أنقرة (رويترز) – قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو لرويترز إن بلاده والسعودية وبعض الحلفاء الأوروبيين يرغبون في شن عملية برية في سوريا لكن لا يوجد إجماع في التحالف ولم تتم مناقشة استراتيجية بهذا الخصوص بشكل جدي.

 

وساهمت الضربات الجوية الروسية في تقدم الجيش السوري حتى مسافة تبعد نحو 25 كيلومترا من الحدود مع تركيا كما اكتسب المقاتلون الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة متمردين أراضي مما زاد الشعور بالحاجة لتحرك عاجل.

 

وقال تشاووش أوغلو إنه لا يمكن ترك مسألة أي عملية للقوى الإقليمية وحدها.

 

وقال الوزير التركي في مقابلة في أنقرة “بعض الدول مثلنا والسعودية وكذلك بعض الدول الأخرى في غرب أوروبا تقول إن من الضروري شن عملية برية.. لكن توقع هذا من السعودية وتركيا وقطر فقط فهذا أمر غير صائب وليس واقعيا.”

 

وأضاف “إذا جرت مثل هذه العملية فيجب أن تتم بشكل مشترك على غرار الضربات الجوية (للتحالف).”

 

وتستبعد واشنطن حتى الآن إرسال قوات برية أمريكية إلى سوريا باستثناء كمية قليلة من القوات الخاصة.

 

لكن دولا عربية سنية بقيادة السعودية والإمارات قالت إنها مستعدة لإرسال قوات برية في إطار قوات التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة الإسلامية شريطة تولي واشنطن القيادة.

 

وقال الوزير التركي إن بلاده أوضحت مرارا جدوى رسم استراتيجية أكثر شمولا في سوريا عن الضربات الجوية لكن التحالف بقيادة الولايات المتحدة لم يناقشها بشكل جاد.”

 

وأضاف قائلا “بالطبع ستكون هناك ضربات جوية لكن التطهير على الأرض مطلوب أيضا. أقول في كل اجتماع…إنه لا يمكن تدمير أو وقف داعش بالضربات الجوية وحدها.”

 

وتابع “لم يجر التحالف نقاشا جادا بخصوص هذه العملية البرية. هناك معارضون وهناك من لا يرغبون في المشاركة لكنهم عبروا عن رغبة في أن تقوم تركيا أو دولة أخرى بذلك.”

 

وقال تشاووش أوغلو إن تركيا أيدت استئناف المفاوضات للوصول إلى حل سياسي في سوريا إلا أنها لن تذهب إلى أي مكان حتى توقف الحكومة السورية القصف أولا.

 

ومن المقرر أن تُستأنف في جنيف يوم 25 فبراير شباط محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة وعلقت في وقت سابق الشهر الجاري.

 

وقال الوزير التركي “على المرء أن يكون واقعيا. لا يمكن أن تكون المفاوضات مثمرة بينما تسقط القنابل من السماء ويُذبح أناس تحت ضغط النظام أو يعانون من الجوع.”

 

كما قال إن أنقرة وواشنطن في حاجة لبذل جهد أكبر للتغلب على الخلافات بشأن دور قوات حماية الشعب الكردية السورية. وتعتبر تركيا الوحدات متمردين يحظون بدعم الحكومة السورية وموسكو وقصفت أنقرة مواقع تابعة لها في الأيام الأربعة الماضية.

 

وتعتبر واشنطن حزب الاتحاد الديمقراطي الذراع السياسية لوحدات حماية الشعب الكردية حليفا فعالا على الأرض في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وقال تشاووش أوغلو “ربما نفكر بشكل مختلف لكن يحتاج كلا الطرفين لبذل المزيد من الجهد لتبديد هذه الخلافات. أبلغنا أصدقاؤنا الأمريكيين صراحة أنهم يتفهمون ما لدينا من حساسيات.”

 

(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى