أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأثنين، 23 نيسان، 2012

أنان يطالب دمشق بـ«وقف نهائي» لاستخدام الأسلحة الثقيلة

دمشق، بيروت، القاهرة، جنيف – «الحياة»، أ ف ب، أ ب، رويترز

وجه المبعوث الاممي -العربي للازمة السورية كوفي انان انتقادا شديد اللهجة إلى السلطات السورية أمس، ودعاها إلى التوقف «نهائيا» عن استخدام الاسلحة الثقيلة، و»القيام كما تعهدت بسحب هذه الاسلحة ووحداتها المسلحة من المناطق السكنية»، معتبرا ان تعزيز بعثة المراقبين «لحظة حاسمة بالنسبة لاستقرار البلاد». وبينما كان مراقبو الامم المتحدة يجولون على انحاء حماة وحمص والرستن للوقوف على الأوضاع الانسانية والامنية في هذه المدن، نشرت قوات الامن السورية الدبابات حول دوما في ريف دمشق، وقصفتها بالمدفعية الثقيلة قبل ان تقوم بإقتحامها. وسلط القصف على دوما الضوء على الحاجة إلى مزيد من المراقبين على الأرض، وذلك بعد يوم واحد من تصويت مجلس الأمن بالاجماع على قرار يقضي بزيادة عدد المراقبين إلى 300، أملا في انقاذ خطة انان المتعثرة حتى الان.

ومع استمرار عمليات الجيش السوري في مناطق عدة واستخدام الدبابات والمدفعية، دعا انان دمشق الى التوقف «نهائياً» عن استخدام الاسلحة الثقيلة، معتبراً الحوار السياسي «قضية ذات ضرورة قصوى». ورحب انان بقرار ارسال 300 مراقب الى سورية. وقال: «إنها لحظة حاسمة الآن بالنسبة لاستقرار البلاد». كما دعا دمشق الى التنفيذ «الكامل» لخطته المؤلفة من ست نقاط لحل الأزمة، وذلك في إشارة إلى الجوانب السياسية من الخطة. وقال «ان عمل البعثة من شأنه ان يساعد على توفير الظروف الملائمة لإطلاق العملية السياسية» والاستجابة بذلك لـ «التطلعات المشروعة للشعب السوري». وناشد «جميع القوات، أكانت حكومية او من المعارضة او أخرى، إلقاء السلاح والعمل مع مراقبي الأمم المتحدة لترسيخ الوقف الهش للعنف بشتى أشكاله».

وجاءت دعوة انان، فيما اعلنت الخارجية المصرية في بيان ان الوزير محمد كامل عمرو سيستقبل اليوم في القاهرة برهان غليون رئيس «المجلس الوطني السوري»، في اطار «جهود مصر لحث المعارضة السورية على توحيد صفوفها والانتظام فى كيان واحد يطرح رؤية متفق عليها في بشأن مستقبل سورية». واوضح البيان ان الوزير سيلتقي «بكل أطياف المعارضة السورية لاستكشاف سبل حل الازمة ووقف العنف وحقن الدماء في سورية».

وكان الهدوء خيم على حمص وريفها صباحا، بحسب ما افاد ناشطون سوريون. وقال مسؤول في الأمم المتحدة، إن اثنين من المراقبين سيبقيان في حمص «تلبية لرغبة السكان».

وأظهر شريط بثه ناشطون على الانترنت احد سكان حي الخالدية في حمص وهو يتحدث الى المراقبين بالإنكليزية: «من فضلكم ابقوا معنا، إن هذا مهم جداً»، مضيفاً: «إن القصف يتوقف عندما تكونون هنا».

وفي مقطع آخر يقول الملازم اول المنشق عبد الرزاق طلاس، احد قادة «كتيبة الفاروق» التي قاتلت القوات النظامية في بابا عمرو، للمراقبين: «لقد دخلتم الى سورية لوقف القتل… إن خرجتم الآن من حمص سيتابع (النظام) عملياته العسكرية، انهم يستخدمون الدبابات والصواريخ وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ… إننا نطلب منكم البقاء، اثنان منكم على الأقل».

واعتبر الناطق باسم «الهيئة العامة للثورة السورية» في حمص هادي العبد الله، ان الهدوء الذي شهدته حمص «سببه وجود المراقبين»، مبدياً تخوفه من ان «العنف سيتجدد عندما يغادر المراقبون».

وبالاضافة إلى حمص، زار فريق المراقبين الرستن في ريف حمص وحماة.

وأظهر مقطع فيديو بُثَّ على الانترنت، قائد فريق المراقبين العقيد المغربي احمد حميش إلى جانب قائد المجلس العسكري المنشق في حمص العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين، يتجولان في شوارع الرستن وسط صيحات وهتافات: «ما منركع الا لله» اطلقها متجمعون في المكان.

وقال العقيد سعد الدين، وهو ايضا الناطق باسم «المجلس العسكري الموحد» التابع لـ «الجيش السوري الحر» في الداخل، في اتصال مع وكالة «فرانس برس»، إن «السكان تجمعوا حول المراقبين وكل منهم يريد ان يوصل لهم اسماء الضحايا والمعتقلين». واضاف: «يبدو ان حاجز القوات النظامية الموجود في المدخل الشمالي للرستن لم يَرُقْ له تجمع الناس حول المراقبين فأطلق الرصاص المتفجر من بعيد».

وفي حماة، أفاد عضو «المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة» ابو غازي الحموي، أن المراقبين وصلوا الى حماة، واتجهوا الى ساحة العاصي. وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان «فريقاً من المراقبين الدوليين يزور حماة ويلتقي محافظ المدينة» انس ناعم. وقال ناشط محلي في حماة يدعى مصعب إن المدينة تعتبر «الاكثر هدوءا منذ سريان وقف اطلاق النار».

وأضاف «اننا لم نعد نر الدبابات لقد اخفوها داخل المباني الحكومية. لكن القوات لا تزال موجودة. الهدنة لها تأثير ولكن ليس الى الحد الذي يمكننا فيها التظاهر بحرية».

لكن مع انتشار المراقبين في حمص وريفها وحماة، تعرضت دوما في ريف دمشق لعمليات امنية واسعة وقصف واقتحامات. وافاد «مجلس قيادة الثورة» في ريف دمشق ان القوات النظامية اقتحمت دوما «بعدد من الدبابات… وتحت غطاء ناري ومدفعي كثيف جدا». واظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت سحب الدخان في سماء المدينة واصوات اطلاق نيران ثقيلة واصوات تكبير من المساجد.

ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن الناشط محمد سعيد المقيم في دوما «ان بعثة مراقبي الامم المتحدة نكتة كبيرة… القصف يتوقف والدبابات تنسحب عندما يقوم المراقبون بزيارة مكان ما… وعندما يغادرون يعود القصف مجددا».

وتحدث سكان وناشطون عن سقوط ما لا يقل عن 20 شخصا بين مدني وعسكري في اعمال عنف متفرقة.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بسقوط قتيلين في دوما، احدهما برصاص قناصة والاخر باطلاق نار عشوائي، وبمقتل اربعة جنود نظاميين على الاقل في تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند مدرعة في محيط دوما. وفي ريف دمشق ايضا، قتل مواطن برصاص حاجز امني بعد منتصف الليل في قرية حتيتة التركمان. وفي ريف ادلب، قتل ثلاثة مواطنين في قرية الرامي بجبل الزاوية بنيران القوات النظامية. وفي بانياس قتل عنصر امن واصيب ثلاثة بجراح جراء اطلاق نار على دورية امنية، وذلك في اول عملية من نوعها في المدينة.

واعلنت فنلندا امس ان عشرة عسكريين فنلنديين سيتوجهون إلى سورية في اطار بعثة الـ 300 مراقبا. وقال وزير الخارجية الفنلندي اركي تيومويا كما نقلت عنه الاذاعة العامة إن «ما مجموعه عشرة مراقبين فنلنديين سيغادرون» الى سورية. وتوقعت الاذاعة ان ينتشر هؤلاء في سورية في الرابع من ايار.

واوضح اللفتنانت كولونيل يوكا هونكانن قائد مجموعة مراقبي الهدنة في الشرق الاوسط، ان اثنين من المراقبين العشرة الذين يشاركون حاليا في مجموعة مراقبة الهدنة في مرتفعات الجولان سيتوجهان الاسبوع المقبل الى دمشق.

ولفت اللفتنانت كولونيل رولف كولبرغ المكلف تدريب المراقبين الفنلنديين إلى ان «لديهم جميعا خبرة في الشرق الاوسط»، موضحا انه لا يملك معلومات حتى الان عن تزويد الامم المتحدة للمراقبين بناقلات جند.

أنان يحضّ على التزام الهدنة للانتقال إلى “العملية السياسية

مراقبان دوليان يحافظان على هدوء نسبي لحمص واقتحام دوما

    (و ص ف، رويترز، أ ب)

غداة تبني مجلس الامن القرار 2043 الذي أجاز نشر 300 مراقب دولي في سوريا للاشراف على وقف النار الذي تنص عليه خطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان،  اقتحم جنود سوريون مدينة دوما في شرق دمشق، بينما قصف المتمردون قافلة عسكرية في حلب بشمال البلاد. ومع استمرار الخروقات للهدنة، حض انان الجانبين على العمل مع فريق مراقبي وقف النار الموسع التابع للامم المتحدة.

 وقال في بيان: “يجب ان تكف الحكومة خصوصاً عن استخدام الاسلحة الثقيلة، وان تسحب كما تعهدت مثل هذه الاسلحة والوحدات المسلحة من المراكز السكنية”.  واضاف إن “عمل البعثة يجب أن يساعد على تهيئة الظروف، التي تؤدي إلى بدء عملية سياسية مطلوبة بشدة يمكن أن تعالج بواعث القلق والتطلعات المشروعة للشعب السوري”.

 وزارت مجموعة من المراقبين مدينة حماه في وسط سوريا وبلدة الرستن القريبة منها. واظهرت مشاهد فيديو على الانترنت قال ناشطون انها التقطت في الرستن، المراقبين وهم يسيرون في البلدة مع مقاتلين معارضين.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان ما لا يقل عن 12 شخصا قتلوا بينهم ستة في محافظة حمص.

 ولليوم الثاني، ظلت حمص هادئة نسبياً في ظل زيارة خمسة مراقبين لها السبت. وصرح الناطق باسم المراقبين نيراج سينغ، بان اثنين من المراقبين بقيا في المدينة بينما عاد الثلاثة الاخرون الى دمشق.

 وفي القاهرة قالت الناطقة باسم “المجلس الوطني السوري” المعارض بسمة قضماني ان ثمة حاجة الى بعثة مراقبين اكبر للاشراف على وقف النار.

17 قتيلاً بينهم 3 في حمص على رغم بقاء مراقبين فيها

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

مع تواصل الخروقات لوقف النار على رغم وجود المراقبين في عدد من المناطق السورية، وجه المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان انتقادا شديد اللهجة الى السلطات السورية التي دعاها الى الكف “نهائيا” عن استخدام الاسلحة الثقيلة. وتحدث ناشطون عن مقتل 17 شخصاً في هجمات للقوات السورية وتفجيرات. وبقي مراقبان دوليان في حمص بناء على طلب من سكانها.

غداة قرار مجلس الامن الرقم 2043 الذي وافق بموجبه على نشر 300 مراقب في سوريا، رحب انان في بيان بهذا القرار، وطالب “الحكومة السورية خصوصاً بالكف عن استخدام الاسلحة الثقيلة وبسحب هذه الاسلحة ووحداتها المسلحة كما تعهدت من المناطق السكنية”. كما دعا دمشق الى التنفيذ “الكامل” لخطته المؤلفة من ست نقاط لحل الازمة في سوريا.

وقال: “انها لحظة حاسمة الان بالنسبة الى استقرار البلاد… اناشد جميع القوات، أكانت حكومية أم من المعارضة أم اخرى، القاء السلاح والعمل مع مراقبي الامم المتحدة لترسيخ الوقف الهش للعنف بشتى اشكاله”. وشدد على “ضرورة ان تضع الحكومة السورية حدا للعنف وانتهاكات حقوق الانسان”، وخصوصاً ان تسحب اسلحتها الثقيلة من المدن السورية.

وأدت الخروقات لوقف النار الى سقوط 17 قتيلا أمس بينهم 12 مدنياً. ولم يطل الهدوء الذي كان عم مدينة حمص منذ صباح السبت قبيل وصول عدد من المراقبين الدوليين اليها، اذ تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل ثلاثة مدنيين في احيائها بنيران القوات النظامية، على رغم وجود مراقبين اثنين فيها. وأضاف ان ثلاثة اشخاص قتلوا في مدينة تلبيسة بريف حمص.

وكان الهدوء خيم على حمص وريفها صباح الاحد، كما افاد ناشطون في المدينة والريف غداة زيارة المراقبين الدوليين لاحياء هذه المدينة التي شهدت اعنف عمليات القصف والاشتباكات في الاشهر الأخيرة.

وواصل فريق المراقبين جولته في المناطق السورية، ووصل الى مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ اشهر والتي ينشط فيها عدد كبير من عناصر “الجيش السوري الحر”.

واظهر شريط فيديو بث على الانترنت قائد فريق المراقبين العقيد احمد حميش الى جانب قائد “المجلس العسكري للجيش السوري الحر” في محافظة حمص العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين يتجولان في شوارع الرستن، وسط صيحات وهتافات مثل “ما منركع الا لله” و”الشعب يريد اسقاط النظام” و”الشعب يريد اعدام الرئيس” اطلقها متجمعون في المكان.

وافاد عضو “المكتب الاعلامي للثورة في حماه” ابو غازي الحموي ان فريق المراقبين انتقل بعد ذلك الى حماه التي وصل اليها في الساعات الاولى من بعد الظهر. وقد توجه الى ساحة العاصي.

وأوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان فريق المراقبين التقى محافظ المدينة.

وقال: “مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق” ان القوات النظامية اقتحمت دوما  على مسافة عشرة كيلومترات شمال دمشق  “بـعدد من الدبابات تحت غطاء ناري ومدفعي كثيف جدا”. وأعلن المرصد السوري سقوط قتيلين في المدينة احدهما برصاص قناصة والاخر باطلاق نار عشوائي، ومقتل اربعة جنود نظاميين على الاقل في تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند مدرعة في محيط المدينة.

وقال المرصد انه في ريف دمشق ايضاً، قتل مواطن برصاص حاجز امني بعد منتصف ليل السبت – الاحد في قرية حتيتة التركمان. وفي ريف ادلب، قتل ثلاثة مواطنين في قرية الرامي بجبل الزاوية بنيران القوات النظامية.

أما “سانا”، فأفادت ان “مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة اليوم (الاحد) قطاراً محملا بالقمح المستخدم لتصنيع مادة الخبز في المنطقة الواقعة بين محمبل وبشمارون مما أدى الى اصابة طاقم القطار واضرار مادية كبيرة”. وأضافت ان “مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة حافلة على طريق الرقة – حلب تنقل عددا من الضباط وصف الضباط من احدى الوحدات العسكرية مما ادى الى استشهاد أحد العناصر واصابة 42 آخرين بجروح”.

ووجه القضاء العسكري السوري تهمة “حيازة منشورات محظورة” بقصد توزيعها الى ثمانية ناشطين بينهم رزان غزاوي اوقفوا مع الناشط والاعلامي مازن درويش في المركز السوري للاعلام وحرية التعبير في 16 شباط.

سياسياً، اعلنت وزارة الخارجية المصرية بياناً جاء فيه ان الوزير محمد كامل عمرو سيستقبل اليوم في القاهرة رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض برهان غليون. وقالت ان اللقاء يندرج في اطار “جهود مصر لحث المعارضة السورية على توحيد صفوفها والانتظام فى كيان واحد يطرح رؤية متفق عليها في ما بينهم في شأن مستقبل سوريا”.

ورحبت الناطقة باسم “المجلس الوطني السوري” بسمة قضماني عقب لقائها الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة بقرار نشر 300 مراقب في سوريا وطالبت بزيادة عددهم الى ثلاثة آلاف. وشددت على ضرورة تنفيذ البنود الاولى من خطة انان “قبل أن نتحدث عن البند السادس وهو المفاوضات السياسية التي طرحتها الخطة”.

واشنطن تلوح بعدم التمديد للبعثة… ودمشق تطالب بوقف تسليح المعارضة

مجلس الأمن يسمح بإرسال 300 مراقب إلى سوريا

تبنى مجلس الأمن الدولي، أمس الأول، بإجماع أعضائه، قراراً يتيح إرسال 300 مراقب لوقف إطلاق النار في سوريا لمدة 3 أشهر، لكن أعضاءه لا يزالون منقسمين حول فرص النجاح في ضمان انتشار سريع لهذه البعثة، فيما هددت واشنطن، التي تترأس مجلس الأمن لهذا الشهر، بعدم تمديد الانتشار الميداني للمراقبين غير المسلحين إلى ما بعد «الفترة الأولية التي تستمر 90 يوماً»، كما نص القرار 2043، فيما شددت دمشق على «ضرورة أن تلتزم الأطراف العربية والإقليمية والدولية بوقف تمويل وتسليح وتدريب المجموعات المسلحة».

وقامت روسيا بإعداد القرار، وتولت فرنسا والصين وباكستان والمغرب وألمانيا رعايته بمعزل عن بريطانيا والولايات المتحدة.

وقالت مندوبة الولايات المتــحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، التي تترأس بلادها مجلس الأمن لهذا الشــهر، «لقد نفد صبرنا»، مذكرة «بقائمة الوعود الطويلة الــتي أخلّ بها» النظام الســوري. وأضافت «لا يجوز لأحد أن يعتبر أن موافقــة الولايات المتحدة على تمديد المهمة بعد 90 يوماً هو أمر مسلم به».

أما مندوب روسيا فيتالي تشوركين فرأى أن تشاؤم رايس بشأن بعثة المراقبة «غير مفيد». وأضاف أن «إطلاق تكهنات سلبية يبدو في بعض الأحيان كنبوءة يود البعض أن تتحقق، نود أن نفكر بايجابية تجاه الوضع الراهن». واعتبر أن المراقبين يستطيعون «ممارسة تأثير يساهم في الاستقرار».

وأمل تشوركين في أن يتحلى المراقبون «بالشجاعة والمهنية وان ينتقدوا الحكومة وأيضاً المعارضة» السورية. واعتبر أن «لهذا القرار أهمية أساسية للمضي قدماً في عملية التسوية السياسية في سوريا». وقال إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعث برسالة إلى انان ليبلغه بان دمشق سحبت الأسلحة الثقيلة والقوات من المدن.

واعتبر مندوب فرنسا جيرار ارو، من جهته، «قد نجدد مهمتهم (المراقبون) إذا كانت ذات فائدة». وركز على الضمانات التي يجب أن يحصل عليها فريق المراقبين، خصوصا «استخدام وسائل نقل جوي لا يمكن في أي حال من الأحوال الاستغناء عنها».

أما المندوب البريطاني مارك ليال غرانت فقال إن «بعثة (مراقبين) تستطيع العمل بفاعلية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الأرض، وذلك عبر إنقاذ حياة أشخاص وتحضير انتقال (سياسي) في الوقت ذاته».

وقال المندوب السوري لدى المجلس بشار الجعفري «منذ بدء الأزمة كانت الحكومة السورية منفتحة على أي مبادرات أو جهود صادقة وحيادية لمساعدتها في الخروج من الأزمة الحالية، التي تستهدف سوريا دولة وشعباً، مع الحفاظ على سيادتها ومن دون المساس بقرارها الوطني المستقل وضمان أمنها واستقرارها، حيث أبدت سوريا تعاوناً والتزاماً كبيرين مع جهود أنان، انطلاقا من حرصها على التوصل إلى حل سياسي سلمي بقيادة سورية للأزمة في البلاد».

وأشار الجعفري إلى أن «الحكومة السورية أبلغت السبت أنان بتنفيذها البند الثاني من خطته وكل الفقرات الفرعية لهذا البند»، موضحاً أن «قوات الشرطة وحفظ النظام ستضطلع بمهمة الحفاظ على الأمن والقانون والنظام وستتحلى بأقصى درجات ضبط النفس، وستبقى جاهزة شأنها في ذلك شأن أي حكومة أو دولة في العالم لتنفيذ واجباتها في الردّ على المجموعات الإرهابية المسلحة، إذا استمرت بالاعتداء على المواطنين والقوات الحكومية والممتلكات العامة والخاصة وواصلت خرق الالتزام بوقف العنف».

وقال الجعفري إن «لسوريا مصلحة حقيقية في نجاح عمل بعثة المراقبين، انطلاقاً من حرصها على أمن الوطن واستقراره وسلامته وسلامة مواطنيه، مع تأكيد ضرورة أن يؤدي المراقبون عملهم على أسس من الموضوعية والحيادية والمهنية عند تنفيذ تفويضهم. وقد ردت بعض الأطراف على هذا الالتزام الواضح من قبل الحكومة السورية بالقيام بحملة تشكيك هستيرية كشفت النقاب بشكل جلي عن وجود سوء نوايا لديهم من حيث المبدأ إزاء سوريا الوطن والشعب، وأبرزت إحباطهم الشديد من ظهور بوادر لعودة الاستقرار والهدوء إلى ربوع سوريا».

ورأى الجعفري إن «تأييد الحكومة السورية لمهمة أنان لا يكفي وحده لإنجاحها إذ لا بد من أن تلتزم الأطراف الأخرى العربية والإقليمية والدولية قولاً وفعلاً بوقف تمويل وتسليح وتدريب المجموعات المسلحة والامتناع عن تشجيعها على المضي في أعمالها الإرهابية، وكذلك التوقف عن تحريض المعارضة السورية على رفض أي مبادرة للحوار الوطني الشامل».

ردود

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية إلى أن «تؤمن سريعاً الظروف الضرورية لانتشار بعثة» المراقبين الـ300 التي نص عليها القرار الدولي 2043.

وقال، في بيان، إن «الانتشار سيتم في اقرب فرصة وسيبقى رهناً بالتقييم (الذي يجريه الأمين العام) للتطورات على الأرض، ومن بينها تعزيز» وقف إطلاق النار. وشدّد على «ضرورة أن تضع الحكومة السورية حداً للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان»، خصوصاً ان تسحب أسلحتها الثقيلة من المدن السورية. وأمل في التوصل إلى «اتفاق سريع (مع دمشق) حول وسائل النقل الجوية الملائمة» للمراقبين، و«التعاون الكامل بين الجميع لإفساح المجال أمام البعثة لإنجاز مهمتها».

وسارعت وزارة الخارجية الروسية إلى إصدار بيان دعت فيه الحكومة السورية والمعارضة إلى وقف أعمال العنف والتعاون مع بعثة المراقبين. وجددت دعوتها إلى حوار بين السوريين لإقامة «نظام في سوريا يكون تعددياً وديموقراطياً»، مؤكدة رفض موسكو لأي حل «مفروض من الخارج».

واعتبر المتحدث باسم «المجلس الوطني السوري» المعارض جورج صبرا ان هذا القرار «هو مطلب الشعب السوري والشباب السوري الثائر الذي يتظاهر يومياً في شوارع البلاد». واضاف «ننتظر ان يزداد هذا العدد بحيث يصبح أكثر فعالية» معتبرا ان «300 مراقب عدد غير كاف في بلد مثل سوريا تعم الثورة جميع المدن والقرى فيه».

ورحبت «القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل» بالقرار. وقال المتحدث باسمها العقيد الركن قاسم سعد الدين إن القرار «خطوة جيدة نتمنى ان تثمر النجاح ووقف القتل والتدمير من جانب النظام»، مضيفاً «نحن ملتزمون بوقف إطلاق النار، وحماية المدنيين تقع على عاتق المجتمع الدولي».

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

تبني زيادة عديد المراقبين يتزامن مع تصاعد الهجمات ضد القوات الأمنية

أنان: الظروف تتهيأ لبدء عملية سياسية في سوريا

أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان، أمس، إن قرار مجلس الأمن الدولي نشر 300 عنصر لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا يمثل «لحظة حاسمة لاستقرار البلاد»، معتبراً أن «عمل البعثة يجب أن يساعد على تهيئة الظروف التي تؤدي إلى بدء عملية سياسية مطلوبة بشدة يمكن أن تعالج بواعث القلق والتطلعات المشروعة للشعب السوري».

في هذا الوقت، تواصلت الخروقات لوقف إطلاق النار، على الرغم من وجود المراقبين في عدد من المناطق السورية. وقتل خلال اليومين الماضيين، 28 شخصاً، بينهم عدد كبير من العسكريين، وفجرت «مجموعات إرهابية» سكة قطار محمل بالقمح في إدلب غداة تفجير أنبوب نفط في محافظة دير الزور.

وكان مجلس الأمن، تبنى أمس الأول، بإجماع أعضائه، القرار الرقم 2043 الذي يتيح إرسال 300 مراقب لوقف إطلاق النار في سوريا لمدة 3 أشهر. ويتوقع ارتفاع عدد المراقبين من ثمانية حالياً إلى 30 خلال أيام.

وقامت روسيا بإعداد القرار، وتولت فرنسا والصين وباكستان والمغرب وألمانيا رعايته بمعزل عن بريطانيا والولايات المتحدة. ووفق القرار، على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يحدد ما إذا كان «تعزيز» وقف إطلاق النار يتيح انتشار المراقبين الذين سيكونون تحت حماية القوات السورية. وأشار إلى أن وقف العنف من جانب الحكومة والمعارضة «غير كامل بشكل واضح»، وحذر من أن مجلس الأمن قد يتخذ «خطوات أخرى» في حالة عدم الالتزام بشروطه.

ويحث القرار سوريا على التوصل إلى اتفاق مع الأمم المتحدة حول «الوسائل الملائمة للنقل الجوي» ويدين الحكومة بسبب «الانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان». وطلب المجلس من بان كي مون ان يرفع إليه تقريراً خلال 15 يوماً، ثم كل 15 يوماً حول تطبيق القرار، وأن يبلغه «فوراً» في حال قام النظام السوري او المعارضة بعرقلة مهمة البعثة. وإضافة الى العسكريين الـ300، ستضم البعثة

«مكونات مدنية» اي عدداً غير محدد من الخبراء في مجالات مختلفة.

وكانت واشنطن وموسكو تبادلتا الانتقادات امس الاول. وقالت المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس، بعد اصدار القرار إن «صبرنا نفد. يجب ألا يستنتج احد ان الولايات المتحدة ستوافق على تمديد المهمة بعد تسعين يوما»، ملوحة ضمنياً بأنها قد تستخدم حق النقض «الفيتو». ورد المندوب الروسي فيتالي تشوركين بالقول ان ملاحظات رايس «غير مفيدة». وأضاف إن «إطلاق تكهنات سلبية يشبه احيانا إطلاق نبوءة يريد البعض ان تؤخذ على محمل الجد». وتابع «لنحاول الاستمرار» في استراتيجية ايجابية «بدلاً من إطلاق التهديدات والتوقعات السلبية». وأمل في أن يتحلى المراقبون «بالشجاعة والمهنية وأن ينتقدوا الحكومة وأيضاً المعارضة» السورية على السواء. (تفاصيل صفحة 13)

أنان

ودعا أنان، في بيان في جنيف، إلى التنفيذ «الكامل» لخطته المؤلفة من ست نقاط لحل الأزمة في سوريا. وقال «إنها لحظة حاسمة الآن بالنسبة لاستقرار البلاد»، مضيفاً «أناشد جميع القوات، أكانت حكومية او من المعارضة او اخرى، إلقاء السلاح والعمل مع مراقبي الامم المتحدة لترسيخ الوقف الهش للعنف بشتى اشكاله».

واعتبر انان، الذي يتوقع ان يقدم ملخصاً امام مجلس الأمن غداً، أن «عمل البعثة يجب أن يساعد على تهيئة الظروف التي تؤدي إلى بدء عملية سياسية مطلوبة بشدة يمكن أن تعالج بواعث القلق والتطلعات المشروعة للشعب السوري». وقال «أدعو الحكومة والمعارضة وكل أبناء سوريا إلى الاستعداد للانخراط في مثل هذه العملية باعتبار أن لها أولوية قصوى».

وأعلنت فنلندا ان عشرة عسكريين فنلنديين سيصلون في الرابع من أيار المقبل الى سوريا في إطار بعثة من 300 مراقب. وقال وزير الخارجية الفنلندي اركي تيومويا، كما نقلت عنه الاذاعة العامة، ان «ما مجموعه عشرة مراقبين فنلنديين سيغادرون» الى سوريا.

العربي

واستبعد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن يكون مصير بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا كمصير البعثة التي كانت الجامعة العربية قد أرسلتها إلى هناك، معرباً عن تطلعه أن يؤدي وجود البعثة الأممية إلى وقف إطلاق النار.

وقال العربي، في القاهرة، إن «بعثة جامعة الدول العربية أجهضت لأسباب مختلفة، ولم يكن لديهم العدد والعتاد الكافي، كما أن الجامعة العربية ليس لديها خبرة في هذه المواضيع، أما الأمم المتحدة فلديها خبرة وعدد وعتاد، كما أنه سيكون لديها انتقال بالجو وهذه أمور مهمة، ونتطلع إلى أن يؤدي وجود المراقبين الدوليين الى وقف إطلاق نار». وأعلن انه سيكون هناك مشاركة عربية في البعثة.

وعما اذا ناقش مع «المجلس الوطني السوري» التدخل العسكري في سوريا، قال العربي إن «هذا الموضوع يجب أن يكون خارج الجامعة العربية». وأضاف «تحدثنا مع وفد المجلس الوطني السوري حول وقف إطلاق النار من جهة والمسار السياسي»، مشيراً إلى أن «المسار السياسي لم يبدأ بعد والتركيز الآن على إرسال عدد كاف من المراقبين لضمان وقف العنف والقتل».

وحول ما قالته المتحدثة باسم المجلس بسمة قضماني من اعتراف للجامعة العربية بالمجلس، قال العربي إن «الجامعة العربية لا تعترف بأحد، والمجلس الوطني السوري هو مظلة لكل الفئات، ونحن نتعامل معه لأن هناك قرارات من مجلس الجامعة العربية بالتعامل مع المجلس، أما الاعتراف فيكون من الدول وليس من الجامعة العربية».

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن الوزير محمد كامل عمرو سيستقبل في القاهرة اليوم رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون. وأضافت أن اللقاء يندرج في اطار «جهود مصر لحث المعارضة السورية على توحيد صفوفها والانتظام فى كيان واحد يطرح رؤية متفق عليها في ما بينهم بشأن مستقبل سوريا».

المراقبون في حماه

وتابع فريق المراقبين امس جولته في المناطق السورية، وزار مدينة حماه والرستن في ريفها. وأظهر مقطع فيديو بث على شبكة الانترنت قائد فريق المراقبين العقيد المغربي احمد حميش إلى جانب من وصف بأنه «قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في محافظة حمص» قاسم سعد الدين يتجولان في شوارع الرستن.

وقال سعد الدين في اتصال مع وكالة «فرانس برس» ان «السكان تجمعوا حول المراقبين وكل منهم يريد ان يوصل لهم اسماء الضحايا والمعتقلين». وأضاف «يبـدو ان حاجز القوات النظامية الموجود في المدخل الشـمالي للرستن لم يرق له تجمع الناس حول المراقبين فأطلق الرصاص المتفجر من بعيد».

وقال المسؤول في طليعة بعثة المراقبين نيراج سينغ امس إن اثنين من مجموعة مراقبين دوليين زارت مدينة حمص، بقيا فيها «تلبية لرغبة السكان». وأوضح «لقد كانت زيارة طويلة التقى جنود حفظ السلام خلالها السلطات المحلية وجميع الاطراف وتكلموا الى الناس وقاموا بجولة في المدينة وتوقفوا في عدد من المناطق». وأشار الى وجود «ثمانية مراقبين في سوريا التي من المنتظر ان يصلها ايضاً مراقبان آخران الاثنين».

ميدانيات

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومعارضون، في بيانات، قتل 17 شخصاً، بينهم 12 مدنياً، في حمص وتلبيسة في ريفها وريف ادلب ودوما في ريف دمشق، كما قتل أربعة جنود نظاميين في تفجير عبوة بناقلة جند مدرعة في محيط المدينة وواحد في بانياس». وكان المرصد قال، امس الاول، ان «تسعة من المنشقين قتلوا على ايدي القوات الحكومية في محافظة حلب».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان «مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت بعبوة حافلة على طريق الرقة – حلب تقل عددا من الضباط وصف الضباط ما ادى الى استشهاد أحد العناصر وإصابة 42». وأشارت الى «تفكيك عبوتين ناسفتين زنة كل منهما 50 كيلوغراماً بالقرب من مكان استهداف الحافلة معدتين للتفجير عن بعد». وأضافت «استهدفت مجموعة إرهابية بعبوة قطاراً محملاً بالقمح المستخدم لتصنيع مادة الخبز في المنطقة الواقعة بين محمبل وبشمارون في ادلب ما أدى الى إصابة طاقم القطار وأضرار مادية كبيرة».

وذكرت الوكالة ان «مجموعة إرهابية اغتالت عنصرين من قوات النظام في دير الزور والبوكمال. وخطفت مجموعة أستاذاً في جامعة البعث ومدرسين وسائقهما في ريف حماه، واغتالت موظفين اثنين في فرع لمركز البحوث العلمية» في المدينة.

وكانت «سانا» ذكرت امس الاول ان جماعة «إرهابية مسلحة فجرت انبوب نفط في محافظة دير الزور». وكانت ذكرت ان «السلطات افرجت عن 30 موقوفاً «تورطوا بالاحداث الاخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين». ونقلت إذاعة «شام إف إم» عن مسؤول عسكري سوري نفيه ما بثته قناة «الجزيرة» امس الاول عن حدوث انفجار فى مطار المزة العسكري.

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

برهان غليون: الايرانيون يعتبرون أن المعركة في دمشق معركتهم

القاهرة- (ا ف ب): قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون عقب اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد عمرو الاثنين في القاهرة إن الدعم الايراني والغطاء الروسي هما اللذان مكنا النظام السوري من الاستمرار في العنف، مؤكدا أن “الايرانيين يعتبرون المعركة في دمشق معركتهم”.

وصرح غليون للصحافيين انه “لولا الدعم الايراني ولولا الغطاء السياسي الروسي لما تجرأ نظام الأسد على التمادي في هذا العنف الذي لم يحدث في التاريخ”.

واضاف ان “الايرانيين يعتقدون ان المعركة في دمشق هي معركتهم قبل ان تكون معركة الاسد”.

وتابع ان طهران “تدافع عن مشروع ايران لكي تكون قوة اقليمية كبيرة وسوريا هي التي تقدم لها هذه المنصة لتكون قوة اقليمية كبيرة”.

واعرب عن أمله في أن يراجع الايرانيون مواقفهم “حتى يضمنوا مصالحهم في سوريا المستقبل”.

واكد غليون انه ناقش مع وزير الخارجية المصري “العلاقات بين مصر الشقيقة والمجلس الوطني والثورة السورية، ومبادرة (موفد الامم المتحدة والجامعة العربية) كوفى انان”.

واوضح ان “الآراء كانت متفقة على دعم مبادرة انان واعطائها الفرص حتى تنجح ونستطيع أن نصل لطريق آمن لاخراج سوريا من الأزمة الراهنة وتحقيق مطالب الشعب السوري والثورة السورية”.

وقال غليون ايضا “نريد أن يشعر الشعب السوري الذي يعيش الآن محنة حقيقة، ان العالم العربي، ومصر في مقدمته، يحتضن ثورته، واذا فشلت أي خطة فان العالم العربي ومصر بخاصة ستكون الى جانبه ولن تتركه وحيدا أمام طغيان النظام”، معتبرا ان “هذا أمر مهم للغاية على المستوى السياسي وعلى المستوى المعنوي بالنسبة للمجلس الوطني وللشعب السوري”.

واضاف انه ناقش مع محمد عمرو “توحيد المعارضة في الداخل والخارج، وتم الاتفاق على مشروع المجلس الوطني من أجل الاعداد للقاء تشاوري يجمع جميع ممثلي المعارضة السورية والمجتمع المدني من أجل نقاش حول اعادة هيكلة المجلس وتوسيعه بحيث يعكس كل أطياف المعارضة والثورة في سوريا”.

ناشطون سوريون يحذرون من دفع المعارضين المحبطين نحو التطرّف

واشنطن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أن هناك أدلة متزايدة على أن”متطرفين إسلاميين” يسعون لأن يقودوا عسكرياً ما بدأ على شكل انتفاضة غير أيديولوجية في سوريا تهدف إلى تأمين قدر أكبر من الحرية السياسية، ونقلت عن ناشطين وجود خطر حقيقي بأن يدفع هذا الوضع بالمعارضين المحبطين نحو التطرّف.

ونقلت الصحيفة عن ناشطين وجنود متمردين داخل سوريا أن عدداً قليلاً لكن متزايداً من “المتطرفين الإسلاميين” الذين ينتمون إلى حركات “جهادية” عالمية يصلون منذ الأسابيع الأخيرة إلى معاقل المعارضة ويحاولون حشد تأييد السكان الساخطين.

كما نقلت عن دبلوماسيين غربيين أنهم تعقبوا تقاطراً ثابتاً من الجهاديين الذين يتدفقون إلى سوريا من العراق، واعتقلت الحكومة الأردنية الأسبوع الماضي ما لا يقل عن 4 متشددين أردنيين مشتبه بهم بمحاولة التسلل إلى سوريا للانضمام إلى الثوار.

وقال الناشطون السوريون والمسؤولون الغربيون إنه يبدوا أن المسلحين يحرزون تقدما بسيطاً في تجنيد أنصار لهم داخل صفوف حركة الاحتجاج التي لا تزال علمانية إلى حد كبير، وهدفها الموحّد هو الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

لكن الناشطين والمحللين حذروا من أنه في حال فشل خطة الأمم المتحدة لإنهاء “القمع الدموي” من قبل الحكومة السورية، وفي حال عدم ترجمة وعود المساعدة الغربية والعربية “للجيش السوري الحر” المنشق الى أفعال ، فسيكون هناك خطر حقيقي من أن يُدفع عناصر المعارضة المحبطين باتجاه التطرّف، مضيفين بعداً خطيرة لثورة تهدد بزعزعة الاستقرار في قوس واسع من الأراضي في الشرق الأوسط.

وقال القيادي في ا(لجيش السوري الحر) عبد الله العودي في مقابلة أجرتها معه الصحيفة في تركيا إن “العالم لا يقوم بشيء، فاتحاً الباب أمام الجهاديين”، مضيفاً أنه رفض عدداً من عروض المساعدة من مجموعات مسلحة على شكل أسلحة وأموال، وأنه متخوف من أن ينمو تأثير “المتطرفين”.

وقال “هذا ليس سبباً للمجتمع الدولي لأن يصمت بشأن سوريا، بل ينبغي أن يكون سبباً لهم ليقوموا بشيء”.

وذكر مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون غربيون في المنطقة، رفضوا الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية الموضوع، إن لديهم عدداً من المؤشرات على أن مجموعات شبيهة بتنظيم “القاعدة” تحاول “حقن” نفسها في الثورة السورية، رغم تأكيدهم على أن تأثير المتطرفين الإسلاميين محدود.

وعبّر الدبلوماسيون الغربيون عن اقتناعهم بأن ناشطين مرتبطين بالقاعدة شنوا سلسلة من التفجيرات في دمشق وحلب بين كانون الأول/ديسمبر وآذار/مارس الفائتين.

13قتيلا بينهم 6 مدنيين في اعمال عنف في سورية.. وعنان يدعو دمشق للتوقف ‘نهائيا’ عن استخدام اسلحة ثقيلة

المراقبون الدوليون يزورون مدينة حماه ويلتقون محافظها.. السلطات السورية تتهم مجموعة ‘ارهابية’ باستهداف قطار بعبوة ناسفة في محافظة إدلب

بيروت ـ دمشق ـ القاهرة ـ وكالات: قتل 13 شخصا الاحد في اعمال عنف في عدد من المدن السورية، بينهم ستة في حمص التي استقر فيها مراقبان دوليان. أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة سورية معارضة تتخذ من بريطانيا مقرا لها أن قوات الامن السورية قتلت ستة مدنيين في محافظة حمص الواقعة بوسط البلاد.

وأضاف المرصد السوري لحقوق الانسان أن ثلاثة أشخاص أخرين قتلوا في قرية الرامي في محافظة ادلب الشمالية.

وأشار المرصد إلي أن اربعة من جنود الجيش قتلوا في هجوم تفجيري استهدف ناقلة جنود في ضواحي العاصمة السورية دمشق .

وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق في بيان ان القوات النظامية ‘اقتحمت دوما منذ ساعات الصباح الاولى بعدد من الدبابات (..) تحت غطاء ناري ومدفعي كثيف جدا’.

واظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت سحب الدخان في سماء المدينة واصوات اطلاق نيران ثقيلة واصوات تكبير من المساجد.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بسقوط قتيلين في المدينة الاحد احدهما برصاص قناصة والاخر باطلاق نار عشوائي.

كما قتل اربعة جنود نظاميين على الاقل في تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند مدرعة في محيط المدينة.

وقال عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق محمد السعيد لوكالة فرانس برس ان القوات النظامية ‘تدخل بشكل يومي الى المدينة لكن الاقتحام اليوم هو الاشد’.

واعتبر السعيد ان الهدف من اقتحام المدينة هو ‘تأديبها بعد التظاهرات الحاشدة التي خرجت فيها ولانها مركز احتجاجات الريف الدمشقي’.

وتشهد مدينة دوما باستمرار تظاهرات حاشدة تطالب باسقاط النظام، كان آخرها تظاهرة ضخمة يوم الجمعة، في ما اطلق عليه الناشطون اسم ‘جمعة سننتصر ويهزم الاسد’.

وتقع دوما على بعد حوالي عشرة كيلومترات من العاصمة دمشق، ويبلغ عدد سكانها نحو مئة الف نسمة.

واستولى المنشقون على المدينة في 21 كانون الثاني (يناير) لفترة وجيزة بعد قتال عنيف مع قوات الامن قبل ان ينسحبوا ويستعيد الجيش السيطرة عليها بعد ذلك.

ومنذ ذلك الوقت شهدت المدينة اقتحامات متعددة واشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين.

وفي ريف دمشق ايضا، قتل مواطن برصاص حاجز امني بعد منتصف الليل في قرية حتيتة التركمان، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة مواطنين في قرية الرامي بجبل الزاوية بنيران القوات النظامية، بحسب المرصد.وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) من جهتها ان ‘مجموعة’ارهابية’مسلحة استهدفت بعبوة’ناسفة’ (الاحد)’قطارا’محملا بالقمح المستخدم لتصنيع’مادة الخبز في المنطقة’الواقعة’بين محمبل’وبشمارون’ما’أدى’الى’اصابة’طاقم’القطار’واضرار مادية’كبيرة’.

ونقلت الوكالة عن مدير’عام’المؤسسة العامة’للسكة’الحديد’جورج’مقعبري ان ‘الاضرار تقدر’بعشرات الملايين’ من الليرات السورية (60 ليرة تعادل دولارا واحدا بحسب السعر الرسمي)’. وقال مقعبري ان ‘تضرر سكة’القطار’ادى ايضا الى’توقف’حركة’نقل الوقود’الى’حلب’.

واضاف ان ‘الاضرار الناجمة’عن’الاعمال’الارهابية’والتخريبية’التي طالت الخطوط الحديدية تجاوزت حتى تاريخه مليار و700’مليون’ليرة (28,4 مليون دولار)’.

وفي بانياس (غرب) قتل عنصر امن واصيب ثلاثة بجراح جراء اطلاق نار على دورية امنية ليل السبت الاحد بحسب المرصد الذي اشار الى ان ‘هذه الحادثة هي الاولى من نوعها منذ قرابة العام’ في بانياس.

وفي حمص (وسط) اكد ناشطون لفرانس برس ان الهدوء ما زال يخيم على المدينة وريفها صباح امس في ظل وجود مراقبين فيها.

وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله في اتصال مع فرانس برس ‘وقف اطلاق النار من جانب قوات النظام سببه وجود المراقبين كما بات معلوما’.

وابدى العبد الله تخوفه من ان ‘العنف سيتجدد عندما يغادر المراقبون’. وزار فريق من المراقبين الدوليين في سورية، الأحد، محافظة حماه والتقى محافظها، ثم اتجه الى عدد من الأحياء الساخنة في المدينة.

وقال مصدر محلي في محافظة حماه ليونايتد برس إنترناشونال إن ‘4 مراقبين زاروا مدينة حماه والتقوا محافظها أنس ناعم’.

وأوضح المصدر أن ‘المحافظ قدّم للمراقبين شرحاً لما تعرضت له المحافظة من أعمال تخريب وقتل على يد المجموعات المسلحة’.

وأضاف أن ‘المراقبين وبعد لقائهم محافظ المدينة، قاموا بزيارة أحياء الحاضر والأربعين وجنوب الملعب، حيث التقوا بعض الناشطين’.

وكان فريق المراقبين الدوليين زار أمس مدينة حمص، وقال الناطق باسم المراقبين الدوليين ميراج سينغث، إن ‘المراقبين زاروا بعض أحياء مدينة حمص، والتقوا جميع الأطراف في المدينة’.

وفي شمال البلاد، ذكرت وكالة سانا ان ‘مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة حافلة على طريق الرقة-حلب تقل عددا من الضباط وصف الضباط من احدى الوحدات العسكرية ما ادى الى استشهاد أحد العناصر واصابة 42 اخرين بجروح’.

واشارت الوكالة الى ‘تفكيك عبوتين ناسفتين زنة كل منهما خمسين كيلوغراما بالقرب من مكان استهداف الحافلة معدتين للتفجير عن بعد’.

واقتحم جنود سوريون مدينة في شرق دمشق الاحد وقصف المتمردون قافلة عسكرية في شمال البلاد فيما حث الوسيط الدولي للامم المتحدة كوفي عنان الجانبين على العمل مع فريق مراقبي وقف اطلاق النار الموسع التابع للامم المتحدة.

وتم نشر عدد محدود من المراقبين العسكريين غير المسلحين بالفعل في الأسبوع الماضي في إطار فريق طليعي والاشراف على هدنة لمدة عشرة ايام أدت للحد من اعمال العنف لكنها لم توقف إراقة الدماء نهائيا.

ووافق مجلس الأمن الدولي السبت على نشر 300 مراقب عسكري أعزل في سورية في اطار خطة عنان لوقف اعمال القتل واطلاق الحوار السياسي بين الرئيس بشار الاسد ومعارضين يسعون لاسقاطه.

وقال عنان إن قرار مجلس الامن يمثل ‘لحظة حاسمة لاستقرار البلاد’ بعد أكثر من عام من الاضطرابات التي أدت الى مقتل أكثر من تسعة الاف شخص.

ودعا الامين العام السابق للامم المتحدة كلا من قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة لإلقاء السلاح والعمل مع المراقبين العزل لدعم الوقف الهش لاطلاق النار.

وقال عنان ‘يجب ان تكف الحكومة عن استخدام الاسلحة الثقيلة بشكل خاص وان تسحب كما تعهدت مثل هذه الاسلحة والوحدات المسلحة من المراكز السكنية’

ويقول معارضو الرئيس الاسد ان قواته واصلت قصف معاقل المعارضة في إنتهاك للهدنة في حين تقول السلطات ان ‘مجموعات ارهابية مسلحة’ واصلت حملة التفجيرات ضد اهداف حكومية.

سوزان رايس: مهمة المراقبين في سورية قد لا تستمر اكثر من تسعين يوما

نيويورك (الامم المتحدة) ـ ا ف ب: حذرت الولايات المتحدة من انها قد لا توافق على تمديد مهمة بعثة مراقبين الامم المتحدة في سورية بعد الاشهر الثلاثة الاولى ودعت الى ممارسة مزيد من الضغوط الدولية على الرئيس بشار الاسد.

وقالت السفيرة الامريكية في الامم المتحدة سوزان رايس لوكالة فرانس برس السبت انه على الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون الآن اصدار ‘حكم دقيق’ حول الظروف في سورية قبل ارسال 300 مراقب غير مسلحين الى هذا البلد.

وابلغت رايس مجلس الامن الدولي بعد تبني القرار حول ارسال بعثة مراقبي وقف اطلاق الى سورية ان ‘صبرنا نفد. يجب الا يستنتج احد ان الولايات المتحدة ستوافق على تمديد المهمة بعد تسعين يوما’.

وبموجب القرار رقم 2043 الذي تبناه مجلس الامن الدولي، سيتم نشر المراقبين العسكريين غير المسلحين لفترة 300 يوم اولا اذا قرر بان كي مون ان الوضع آمن لارسالهم.

وقالت رايس ‘اذا لم يكن هناك وقف دائم للعنف واذا لم يتمتع فريق الامم المتحدة بحرية تحرك كاملة واذا لم يسجل تقدم سريع وواضح في الجوانب الاخرى من خطة النقاط الست عندها، علينا ان نخلص الى ان هذه المهمة لم تعد مفيدة’.

وتشير رايس بذلك الى خطة الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية لسورية كوفي انان.

وبصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، يمكن للولايات المتحدة استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار ينص على تمديد مهمة بعثة الامم المتحدة للمراقبة في سورية.

وقالت رايس ان ‘ارسال 300 او حتى ثلاثة آلاف مراقب غير مسلحين لا يمكنه بحد ذاته وقف نظام الاسد عن مواصلة حملة العنف الهمجية التي يشنها’.

واضافت ان ‘ما يمكن ان يوقف هذا الهيجان القاتل هو مواصلة وتكثيف الضغط الخارجي على نظام الاسد’.

واكد السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو ايضا انه ‘ليس هناك تمديد آلي’ لعمل البعثة. واضاف ان مهمة هذه البعثة يجب الا تمدد ‘الا اذا كنا نعتقد انها مفيدة’.

وشككت الولايات المتحدة وحلفاؤها في جدوى هذه البعثة واتهمت الاسد بانه ضرب عرض الحائط، الاتفاقات التي ابرمت مع كوفي انان لوقف العنف وسحب القوات من المدن السورية.

وصوتت الولايات المتحدة لمصلحة القرار. لكن رايس قالت ‘نحن ندرك المخاطر بدقة وندرك اكثر السجل الطويل لنظام الاسد في الوعود التي اخل بها وخيبة الامل والاستخفاف بابسط المعايير الانسانية’.

ورأى سفير روسيا في الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان ملاحظات رايس ‘غير مفيدة’. وقال للصحافيين ان ‘اطلاق تكهنات سلبية يشبه احيانا اطلاق نبوءة يريد البعض ان تؤخذ على محمل الجد’.

واضاف ‘لنحاول الاستمرار’ في استراتيجية ايجابية ‘بدلا من اطلاق التهديدات والتوقعات السلبية’.

وردا على سؤال لفرانس برس عما اذا كانت تعتقد انه من الضروري ارسال مراقبين الى سورية، قالت رايس ‘نعتقد انه على الامين العام (بان كي مون) ان يقيم بعناية ما اذا كانت الظروف ملائمة’.

واضافت ‘اعطيناه السلطة بالتأكيد لينشر (البعثة) بسرعة وكما يراه مناسبا والقرار ينص بوضوح على ان عليه ان يأخذ في الاعتبار كل الظروف على الارض وما اذا تحقق تقدم في وقف’ اطلاق النار.

وتابعت رايس ان الولايات المتحدة ترى ان ‘طريقة التعامل مع البعثة الاولية (التي تضم ثلاثين مراقبا) ومدى حرية الحركة التي منحت لها ومدى الحرية التي تمنحها لها الحكومة السورية للقيام بالتزاماتها وقف العنف ستشكل عناصر مهمة في تقييمنا لفاعلية المهمة’.

وتابعت السفيرة الامريكية ‘لا يجوز لاحد ان يعتبر ان موافقة الولايات المتحدة على تمديد المهمة بعد تسعين يوما هو امر مسلم به’.

في سورية حرب دينية لا أهلية

صحف عبرية

عُرض الصراع في سوريا الى اليوم على أنه شأن سوري داخلي متردد بين حرب أهلية أو انتفاضة شعبية، لا تُعنى الدول المجاورة بالتدخل فيه. بيد ان الواقع الذي أخذ ينشأ يغير هذا الصراع من الأساس.

الحديث عن صراع سني شيعي ضخم يتم التعبير عنه على الارض السورية، لكن جميع الأطراف المسلمة تقريبا مشاركة فيه سواء أأرادت أم لم تُرد. وهو صراع عمره نحو من 1300 سنة كان نائما في مئات سني الدولة العثمانية السنية وفي 100 سنة قومية جديدة في المنطقة أخذ يتبين أكثر فأكثر أنها نوع من ظاهرة متكلفة. ان 85 في المائة من المسلمين سنيون ونحوا من 15 في المائة فقط شيعة، وفي العقد الأخير إثر سقوط السنيين في العراق ارتفع الشيعة وأرادوا ان يُعرفوا الشرق الاوسط والآن يعود السنيون ويطلبون مكانهم الطبيعي.

في هذه الازمة الكبيرة يقوم الطرفان مستعدين للمجابهة الكبيرة التي ستنشأ بعد، ففي الجانب السني تركيا والسعودية وقطر والاكراد (الذين ربما يحظون بذلك بتأييد السنيين لدولتهم المستقلة التي أخذت تقترب) وكل دول الخليج الفارسي العربية. وفي المقابل، في الجانب الشيعي ايران والعراق وسوريا (العلويون الذين يُمسكون بزمام السلطة في سوريا يعتبرون امتدادا للشيعة) وحزب الله.

ان أكثر العناصر الشيعية السنية صارت موجودة في وضع تصعيد. فتركيا مثلا في مواجهة العراق (اتهم نوري المالكي، رئيس الحكومة الشيعي للعراق، اردوغان بأنه يعمل عن بواعث ‘طائفية’، أي بواعث سنية) أو تركيا في مواجهة ايران. ولهذا فان تحارب هذه العناصر بالفعل مسألة وقت. وما أُسمي تهكما ‘الربيع العربي’ هو اذا عودة السنيين الى أعلى وانخفاض الشيعة، كما كان ارتفاع دين الاسلام حاكما سياسيا على حساب القومية المتراجعة. والدين على حساب الدولة. ان الصراع السوري أصبح منذ زمن دوليا واقليميا لأنه انفجر هناك الصراع الاسلامي الداخلي في حين أصبح الشرق الاوسط أكثر تدينا ولهذا زادت أهمية الشقاق السني الشيعي.

من المهم ان نذكر أن هذا المُعرّف الديني يتجاوز الهويات العرقية أو القومية، وهكذا يجد العرب أنفسهم في صف واحد مع الاتراك ويجد عرب آخرون في المقابل أنفسهم مع الفُرس. ويرى الطرفان هذه المواجهة مصيرية لمستقبلهم، ويمكن الآن أن نفهم ان ايران التي تسعى الى قوة ذرية تعنى بها لمواجهة السنيين الذين تراهم تهديدا لوجودها. وهي تستعمل اسرائيل ذريعة لصرف الانتباه الى الخارج، لكنها تفكر بالفعل في السنيين وفي الاختلاف الاسلامي الداخلي. وفي مقابل ذلك نشأ عند السنيين العرب تشويه شيطاني لصورة الفرس وحلفائهم وهو ما يعني ان هذا الصراع أخذ يصبح طويلا وقاسيا.

ان أصداءه موجودة في كل مكان في الشرق الاوسط: في البحرين حيث أخذ الصراع السني الشيعي يشوش على سباق للسيارات؛ وعند حزب الله الذي خسر عالمه في العالم العربي بسبب تأييده الأعمى للاسد؛ أو في العراق الذي يتفكك بسبب التوتر السني الشيعي. والأقلية السنية في العراق تستعد هي نفسها لكيان سياسي سني مستقل داخل العراق يسمونه صلاح الدين الى جانب دولة كردية (سنية) مستقلة.

ضاع الفلسطينيون في هذا الصراع الذي يمزقهم بين المعسكرين. فحماس والجهاد يؤيدان الجانب الشيعي (وإن تكن أجزاء من حماس انتقلت الى المعسكر السني في تحدي)، في حين تقوم السلطة الفلسطينية في الجانب السني.

من السهل ان نفهم الآن كم هو هامشي الصراع المختلق مع اسرائيل الذي عمره أقل من 100 سنة في مقابل الصراع القابل للانفجار بين السنيين والشيعة المستمر منذ القرن السابع للميلاد. ليس أمامنا صراع سوري داخلي كما يعتقد فريق في اسرائيل بل فوضى دينية عامة في الشرق الاوسط ما تزال كلها أمامنا ولا تتعلق باسرائيل ألبتة، وهذا جيد.

يديعوت 22/4/2012

أنان يدعو دمشق إلى التوقف «نهائياً» عن استخدام الأسلحـــة الثقيلة

اقتحم جنود سوريون مدينة دوما، أمس، وقصف المتمردون قافلة عسكرية في شمال البلاد، فيما حثّ الوسيط الدولي للأمم المتحدة، كوفي أنان، الجانبين على العمل مع فريق مراقبي وقف إطلاق النار الموسّع التابع للأمم المتحدة

وصف الوسيط الدولي للأمم المتحدة، كوفي أنان، قرار مجلس الأمن بنشر 300 مراقب في سوريا بأنه يمثل «لحظة حاسمة لاستقرار البلاد». ودعا كلاً من قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة إلى إلقاء السلاح والعمل مع المراقبين العزل لدعم الوقف الهش لإطلاق النار. وقال أنان «يجب أن تكف الحكومة عن استخدام الأسلحة الثقيلة بشكل خاص، وأن تسحب كما تعهدت مثل هذه الأسلحة والوحدات المسلحة من المراكز السكنية».

ويقول معارضو الرئيس السوري، بشار الأسد، إن قواته واصلت قصف معاقل المعارضة في انتهاك للهدنة، فيما تقول السلطات إن «مجموعات إرهابية مسلحة» واصلت حملة التفجيرات ضد أهداف حكومية. وقال نشطاء إن جنوداً سوريين مدعومين بالدبابات قتلوا ستة أشخاص على الأقل أمس الأحد. وأضافوا إن الجنود، تدعمهم الدبابات، اقتحموا بلدة دوما شرق دمشق، فيما فتحت قوات الأمن النار في إدلب في شمال البلاد.

وأظهرت لقطات فيديو على الإنترنت، قال ناشطون إنها في دوما، الدخان يتصاعد من المباني الرمادية وأصوات إطلاق نار كثيف في الخلفية. وأظهر مقطع الجنود وهم يرتدون خوذات وسترات واقية من الرصاص بالقرب من دبابة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن أربعة جنود قتلوا إثر تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند مدرعة في مدينة دوما.

ولم تشر وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الى القتال في دوما، لكنها قالت إن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة حافلة على طريق الرقة _ حلب، تقلّ عدداً من الضباط وصف الضباط من إحدى الوحدات العسكرية، ما أدى الى استشهاد أحد العناصر وإصابة 42 آخرين من الضباط وصف الضباط». كما قالت الوكالة السورية إن «مجموعة إرهابية مسلحة» أخرى استهدفت بعبوة ناسفة قطاراً لشحن القمح المستخدم لصنع الخبز في إدلب.

وتجول مراقبو الأمم المتحدة في وسط مدينة حمص يوم السبت، حيث ساد الهدوء في الأحياء التي شهدت على مدى أسابيع عمليات عسكرية واسعة النطاق. وذكر المسؤول في طليعة بعثة المراقبين، نيراج سينغ، «بقي اثنان من المراقبين الدوليين منذ مساء السبت في حمص، التي زارها المراقبون يوم أمس». وأوضح سينغ «لقد كانت زيارة طويلة، التقى جنود حفظ السلام خلالها السلطات المحلية وجميع الأطراف وتكلموا مع الناس وقاموا بجولة في المدينة وتوقفوا في عدد من المناطق». وأشار المسؤول الى وجود «ثمانية مراقبين في سوريا، ومن المنتظر أن يصلها أيضاً مراقبان آخران الاثنين».

وبيّن شريط بثه ناشطون على الإنترنت عدداً من جنود حفظ السلام، بينهم رئيس الفريق العقيد أحمد حميش، وهم يتحدثون مع السكان في غرفة خلال زيارتهم لمدينة حمص. وأظهر مقطع الفيديو أحد سكان حي الخالدية وهو يتحدث الى المراقبين بالإنكليزية «من فضلكم ابقوا معنا، إن هذا مهم جداً»، مضيفاً «إن القصف يتوقف عندما تكونون هنا».

وفي مقطع آخر للاجتماع نفسه، يقول الملازم أول المنشق عبد الرزاق طلاس، أحد قادة كتيبة الفاروق التي قاتلت القوات النظامية في بابا عمرو، للمراقبين «لقد دخلتم الى سوريا لوقف القتل (..) إننا في الجيش الحر مسؤولون عن حماية المواطنين، ونضمن لكم سواء جاء مراقبان أو عشرة أن يكونوا في عهدتنا لا يصابون بأذى ولا يحدق بهم أي خطر على حياتهم». ويؤكد طلاس للمراقبين «إن خرجتم الآن من حمص فسيتابع (النظام) عملياته العسكرية». ويضيف «إننا نطلب منكم البقاء، اثنان منكم على الأقل».

ووصل فريق المراقبين الى الرستن في ريف حمص قبل الظهر، بحسب ما أفاد ناشطون في المدينة. وأظهر مقطع فيديو، بث على الإنترنت، قائد فريق المراقبين الى جانب قائد المجلس العسكري في محافظة حمص، العقيد الركن الطيار المنشق قاسم سعد الدين، يتجولان في شوارع هذه المدينة الخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ أشهر.

وقال العقيد سعد الدين، وهو أيضاً المتحدث باسم المجلس العسكري الموحد للجيش السوري الحر في الداخل، إن «السكان تجمعوا حول المراقبين، وكل منهم يريد أن يوصل لهم أسماء الضحايا والمعتقلين». وأضاف «يبدو أن حاجز القوات النظامية الموجود في المدخل الشمالي للرستن لم يرُقْه تجمع الناس حول المراقبين فأطلق الرصاص». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «فريقاً من المراقبين الدوليين يزور حماه ويلتقي محافظ المدينة (أنس ناعم)»، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

ووصف وزراء غربيون وعرب، اجتمعوا في باريس الأسبوع الماضي، بعثة المراقبة بأنها «الفرصة الأخيرة» للسلام في سوريا. وقالت الولايات المتحدة إنه إذا لم تسمح دمشق بعملية رصد كافية، فإن مجلس الأمن يجب أن يعمل من أجل فرض عقوبات على سوريا.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان أمس، أن الوزير محمد كامل عمرو سيستقبل اليوم في القاهرة رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون.

وأفادت الوزارة بأن اللقاء يندرج في إطار «جهود مصر لحث المعارضة السورية على توحيد صفوفها والانتظام فى كيان واحد يطرح رؤية متفقاً عليها في ما بينهم بشأن مستقبل سوريا». وأضافت الوزارة إن عمرو تباحث مع مسؤولين آخرين في المعارضة مثل ميشال كيلو وقادة المنبر الديموقراطي السوري وهيثم مناع ممثل هيئة التنسيق السورية.

وفي عمان، قال رئيس بعثة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن، أندرو هاربر، الأحد إن «الأردن بحاجة الى دعم ومساندة دول الجوار والدول الصديقة في موضوع إيوائه اللاجئين السوريين». وأضاف إن «المفوضية تعمل مع الجهات الدولية المختلفة لتنسيق عملية دعم الأردن لاستضافته اللاجئين».

(سانا، ا ف ب، يو بي آي، رويترز)

عقوبات أوروبية إضافيّة على سوريا

أعلن مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد تبنى عقوبات جديدة ضد سوريا، اليوم، بسبب «استمرار العنف في البلاد على الرغم من إعلان وقف لإطلاق النار منذ عشرة أيام».

وستمثل الإجراءات الجديدة، التي أعلنها الوزراء الذين يمثلون حكومات الاتحاد الأوروبي، قيوداً على الصادرات إلى سوريا من نوعين للبضائع، وهما السلع الكمالية وبضائع يمكن استخدامها في القمع.

ميدانياً، يبدأ فريق المراقبين الدوليين في سوريا أسبوعه الثاني بزيارة مناطق قريبة من العاصمة، بحسب ما افاد المسؤول في الوفد، نيراج سينغ.

وقال سينغ إن «فريق القبعات الزرق سيزور اليوم مناطق قريبة من دمشق»، مشيراً إلى أن الفريق «يتابع مهمته ويقوم بزيارات يومية ويتواصل مع جميع الاطراف من اجل التحضير لمهمة بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا»، التي أقرها مجلس الأمن الدولي، السبت الماضي، والتي يفترض ان يبلغ عدد افرادها 300.

وكان فريق طليعة المراقبين قد زار، أمس، مناطق في محافظتي حماه وحمص في وسط البلاد.

من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، الأميركية، أن هناك أدلة متزايدة على أن «متطرفين إسلاميين» يسعون لقيادة عسكرية لما بدأ على شكل انتفاضة غير أيديولوجية في سوريا، تهدف إلى تأمين قدر أكبر من الحرية السياسية، ونقلت عن ناشطين وجود خطر حقيقي بأن يدفع هذا الوضع بالمعارضين المحبطين نحو التطرّف.

ونقلت الصحيفة عن ناشطين وجنود متمردين داخل سوريا أن عدداً قليلاً لكن متزايداً من «المتطرفين الإسلاميين الذين ينتمون إلى حركات جهادية عالمية يصلون منذ الأسابيع الأخيرة إلى معاقل المعارضة ويحاولون حشد تأييد السكان الساخطين».

وذكرت الصحيفة أن دبلوماسيين غربيين أكدوا أنهم تعقبوا تقاطراً ثابتاً من الجهاديين الذين يتدفقون إلى سوريا من العراق، واعتقلت الحكومة الأردنية الأسبوع الماضي ما لا يقل عن 4 متشددين أردنيين مشتبه فيهم بمحاولة التسلل إلى سوريا للانضمام إلى الثوار.

وقال الناشطون السوريون والمسؤولون الغربيون إنه يبدو أن المسلحين يحرزون تقدما بسيطاً في تجنيد أنصار لهم داخل صفوف حركة الاحتجاج التي لا تزال علمانية إلى حد كبير، وهدفها الموحّد هو إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد.

لكن الناشطين والمحللين حذروا من أنه في حال فشل خطة الأمم المتحدة لإنهاء «القمع الدموي» من قبل الحكومة السورية، وفي حال عدم ترجمة وعود المساعدة الغربية والعربية «للجيش السوري الحر» المنشق إلى أفعال، فسيكون هناك خطر حقيقي من أن يُدفع عناصر المعارضة المحبطون باتجاه التطرّف، مضيفين بعداً خطيراً لثورة تهدد بزعزعة الاستقرار في قوس واسع من الأراضي في الشرق الأوسط.

وفي السياق، أعلن القيادي في «الجيش السوري الحر»، عبد الله العودي، في مقابلة أجرتها معه الصحيفة في تركيا، أن «العالم لا يقوم بشيء، فاتحاً الباب أمام الجهاديين»، مضيفاً أنه رفض عدداً من عروض المساعدة من مجموعات مسلحة على شكل أسلحة وأموال، وأنه متخوف من أن ينمو تأثير «المتطرفين».

وأكد العودي أن «هذا ليس سبباً للمجتمع الدولي لأن يصمت بشأن سوريا، بل ينبغي أن يكون سبباً لهم ليقوموا بشيء».

وذكر مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون غربيون في المنطقة، رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن لديهم عدداً من المؤشرات على أن مجموعات شبيهة بتنظيم «القاعدة» تحاول «حقن» نفسها في الثورة السورية، على الرغم من تأكيدهم أن تأثير المتطرفين الإسلاميين محدود.

وعبّر الدبلوماسيون الغربيون عن اقتناعهم بأن ناشطين مرتبطين بالقاعدة شنوا سلسلة من التفجيرات في دمشق وحلب بين كانون الأول/ديسمبر وآذار/مارس الماضيين.

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

بعد تحذير أميركي من أن نشر المراقبين لن يوقف حملة العنف

النظام السوري يواصل عملياته وانفجارات قوية تهز مدينة حمص

هزت انفجارات ضاحيتي “بابا عمرو” و”الانشاءات” في مدينة حمص فجر الاثنين، بعد قرار مجلس الأمن نشر مراقبين دوليين هناك، ووسط تحذير من الولايات المتحدة الأميركية بأن خطوة مجلس الأمن لن تكون كافية لوقف حملة العنف.

دمشق: هزت انفجارات قوية أعقبها إطلاق نار مدينة “حمص” فجر الاثنين، في موجة عنف جديدة في سوريا، بعدما قرر مجلس الأمن الدولي، إرسال 300 مراقب إلى هناك، وسط تحذير أميركي من أن نشر المزيد من المراقبين الدوليين لن يمنع وحده النظام السوري من شن حملته من العنف الوحشي ضد شعبه.

وأفادت “لجان التنسيق المحلية في سوريا”، وهي هيئة معارضة تقوم برصد الأوضاع الميدانية، أن الانفجارات وقعت في ضاحيتي “بابا عمرو” و”الإنشاءات.”

كما أشارت إلى تقارير عن إطلاق كثيف للرصاص في ضاحية “الخالدية” في حمص، في استمرار لحملة قصف مركز من قبل قوات النظام السوري على المدينة، التي كانت قد أمضت “يوماً هادئاً” السبت هو الأول لها منذ أكثر من شهرين، بسبب وجود بعثة المراقبة الدولية فيها.

هذا وقرر الاتحاد الاوروبي الاثنين فرض عقوبات جديدة على النظام السوري من خلال حظر صادرات المواد الفاخرة اليها والحد من صادرات المواد التي يمكن أن تستخدم لقمع المتظاهرين، بحسب دبلوماسيين. وقد تم التوصل الى اتفاق لصدور هذا القرار في الاسبوع الماضي اثناء اجتماع لسفراء الدول السبع والعشرين.

وقال مصدر دبلوماسي إن هذه الحزمة الجديدة من العقوبات، الرابعة عشرة منذ حوالى السنة، “سيتم تطبيقها”، موضحًا أنها “تشمل المواد الفاخرة والمواد التي يمكن استخدامها للقمع”. وسيتعين على الاتحاد الاوروبي تحديد نطاق تطبيق الإجراء المتعلق بالمواد الفاخرة.

واعتبر دبلوماسي آخر، رفض الكشف عن هويته، أن الاتحاد الاوروبي يستهدف بذلك “بشكل رمزي للغاية” نمط حياة الرئيس بشار الاسد وزوجته، بعدما تناقلت الصحف أخيرًا اخبارًا عن إقبال أسماء على شراء المنتجات الفاخرة.

واوضح الدبلوماسي أن الهدف من العقوبات هو “افهام الاسد وزوجته والمقربين منهما وايضًا اعضاء النظام أن الأحداث في سوريا ستؤدي ايضًا الى عواقب على نمط حياتهم”. الا انه أقر في الوقت نفسه بسهولة الالتفاف على هذا النوع من العقوبات وبأنها “رمزية بشكل اساسي”.

اما القيود المتعلقة بالمعدات التي يمكن استخدامها في القمع فهي تأتي لتكمل قوائم سارية المفعول منذ فرض حظر على الاسلحة. وتشمل ايضًا المنتجات التي يمكن استخدامها لتصنيع مثل هذه المعدات. وستحظر بعض المنتجات، فيما ستتطلب أخرى تصريحًا بها حالة بحالة.

وكان الوزراء الأوروبيون شددوا قبل شهر اثناء اجتماعهم الاخير الخناق حول الرئيس السوري من خلال فرض عقوبات على زوجته اسماء وعلى ثلاثة افراد آخرين من عائلته بينهم والدته. وفي الإجمال، تستهدف العقوبات الاوروبية 126 شخصًا و41 شركة. وتستهدف العقوبات خصوصًا المصرف المركزي وتجارة المعادن الثمينة والشحن الجوي. وقد عبّرت روسيا مسبقًا عن معارضتها للعقوبات الاوروبية الجديدة على سوريا واعتبرتها “غير مقبولة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش “إن أي نظام عقوبات لم يؤدِ مطلقًا الى حل اوضاع متأزمة، بل على العكس فإن الوضع يزداد خطورة مع العقوبات”.

الى ذلك يفكر الاتحاد الاوروبي بتقديم وسائل لوجستية لبعثة المراقبين الـ300 التي تعتزم الامم المتحدة ارسالها الى سوريا لتعزيز مهمة الفريق التمهيدي الحالي الذي يفترض أن يضم ثلاثين عضوًا في الايام المقبلة بحسب مصادر دبلوماسية.

وكانت مجموعة من المراقبين الدوليين قد وصلت،السبت، إلى مدينة حمص المحاصرة والتي تتعرض للقصف منذ أسابيع، واجتمع الوفد مع المحافظ، كما أجرى لقاءات مع ناشطين في الشوارع، بعد أن كانت السلطات السورية قد رفضت طلباً سابقاً له بزيارة المنطقة.

والأحد، أشارت المعارضة السورية إلى مقتل 19 شخصاً في أعمال عنف خرقت إعلان وقف إطلاق النار الهش.

ويشار إلى أن مجلس الأمن الدولي قرر، السبت، إنشاء بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة في سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار لفترة مبدئية مدتها 90 يومًا، وإرسال ما يصل في بداية الأمر إلى 300 مراقب عسكري أممي غير مسلح وعنصر مدني لمراقبته.

ومن جانبها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، إن نشر المزيد من المراقبين لن يمنع وحده نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، من شن حملته من العنف الوحشي ضد الشعب السوري.

وأضافت، أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، أن تكثيف الضغوط الخارجية على نظام الأسد هو الذي سيتمكن من وقف تلك الحملة.

وشددت رايس على ضرورة مساءلة الحكومة السورية على عدم تحقيق تقدم على الأرض خلال الفترة المقبلة.

وحذرت قائلة إن: “الولايات المتحدة تؤيد بشدة التطبيق الكامل لخطة المبعوث المشترك ذات النقاط الست، ولكن يجب ألا تكون هناك شكوك بأننا وحلفاءنا والآخرين في هذا المكان نخطط ونستعد إلى اتخاذ الأفعال التي ستكون ضرورية منا جميعًا إذا استمر نظام الأسد في ذبح الشعب السوري.”

وكان كوفي انان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا، قد دعا دمشق الى التوقف “نهائيًا” عن استخدام اسلحة ثقيلة، كما صرح المتحدث باسمه الاحد. وقال المتحدث احمد فوزي الذي قرأ بيانًا له إن انان يرحب بالقرار بشأن بعثة المراقبة الدولية ويعتبر “أن على الحكومة السورية أن تتوقف نهائيًا عن استخدام اسلحة ثقيلة وأن تسحبها من المناطق السكانية”.

وكان اصيب ثلاثة اشخاص باطلاق نار خلال مشاركتهم مساء الاحد في تظاهرة سيارة معارضة للنظام السوري في مدينة طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.

واوضح مصدر أن “تلاسنًا وقع بين سائق سيارة وعدد من المشاركين في الموكب في منطقة ابو سمرا شرق المدينة تطور الى تضارب بالايدي (..) قبل ان يسحب السائق سلاحه الحربي ويطلق النار ما اسفر عن سقوط ثلاثة جرحى اصاباتهم متوسطة”.

واضاف المصدر أن “القوى الامنية القت القبض على السائق”.

وتشهد مدينة طرابلس ذات الغالبية السنية، توترات مستمرة على خلفية الاحداث في سوريا، تطور بعضها الى اشتباكات مسلحة بين منطقتي باب التبانة ذات الكثافة السنية، ومنطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية.

وزير الداخلية السوري: دمشق ستخرج من الأزمة “اقوى” مما كانت

أ. ف. ب.

دمشق: اكد وزير الداخلية السوري محمد الشعار الاثنين ان بلاده ستستعيد امنها واستقرارها وستخرج “اقوى” من الازمة التي تتعرض لها منذ اكثر من 14 شهرا.

واعلن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد من جهته ان الحوار الوطني هو السبيل “الوحيد” للخروج من الازمة في سوريا، مجددا التزام بلاده “التام” بخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن وزير الداخلية قوله خلال لقائه مع ضباط ودورات طلاب الضباط في كلية الشهيد باسل الأسد للعلوم الشرطية ان “سوريا ستستعيد حالة الأمن والاستقرار وتخرج من الأزمة أقوى مما كانت”.

واشار الشعار الى ان ذلك سيتم “بفضل وعي شعبها وتمسكه بوحدته الوطنية والتفافه حول قيادة الرئيس بشار الأسد”.

وشدد الوزير السوري “على الجاهزية الدائمة والعمل الدؤوب لمنع ايادي الاجرام من العبث بامن الوطن والمواطن”، بحسب الوكالة.

وتنسب السلطات السورية الاضطرابات التي تشهدها البلاد واسفرت عن مقتل اكثر من احد عشر الف شخص منذ منتصف اذار/مارس 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الى “مجموعات ارهابية مسلحة” تتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار “مؤامرة” يدعمها الخارج.

واعتبر وزير الداخلية ان بلاده تتعرض لمؤامرة وحملات تحريضية “تقودها جهات خارجية للنيل من أمن واستقرار سوريا نتيجة مواقفها الوطنية والقومية ورفضها للاملاءات وسياسة الهيمنة والضغوط ودعمها للمقاومة”.

واكد المقداد من جهته، بحسب ما نقلت عنه سانا ايضا، خلال لقائه نظيره الفليبيني رافائيل اي سيغوس، ان “الحوار الوطني هو السبيل الوحيد للخروج من الازمة”.

وجدد “التزام الحكومة السورية التام بخطة مبعوث الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والتي لم تلتزم بها المجموعات الارهابية المسلحة والدول الداعمة لها حتى الان”، على قوله.

وتدعو خطة انان التي وافقت عليها سوريا والمجموعات المعارضة الى وقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة، وسحب الجيش والاليات من المدن، والسماح بالتظاهر السلمي، واطلاق المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، والبدء بحوار حول مرحلة انتقالية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت دخلت مهمة طليعة المراقبين الدوليين في سوريا التي تستند الى خطة انان الاثنين اسبوعها الثاني، وبعد اثني عشر يوما من بدء تطبيق وقف اطلاق النار الذي يشهد خروقات يومية.

وقتل في اعمال عنف في سوريا اليوم 34 شخصا، 28 منهم في مدينة حماة في اطلاق نار من اسلحة خفيفة ورشاشة مصدره القوات النظامية، بحسب المرصد السوري.

واشنطن تستهدف مزودي دمشق وطهران بالوسائل التكنولوجية

أ. ف. ب.

واشنطن: أعلن البيت الابيض الاثنين ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اذن بفرض عقوبات على الجهات التي تزود سوريا وإيران بالوسائل التكنولوجية الرامية الى تسهيل انتهاكات حقوق الانسان في سوريا وإيران.

وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان “هذه الاداة الجديدة من العقوبات تسمح لنا بمعاقبة ليس فقط الحكومات القمعية بل المؤسسات التي تسمح لها بالحصول على التكنولوجيا المستخدمة لقمع (الشعوب)، والمرتزقة الذين ينتجون او يشغلون انظمة تستخدم في المراقبة واقتفاء الاثار واستهداف اشخاص بغرض قتلهم وتعذيبهم او ارتكاب غير ذلك من الانتهاكات”.

واضاف المصدر نفسه ان اوباما وقع الاحد مرسوما “يجيز عقوبات ويحظر اصدار تأشيرات (اميركية) بحق الذين يرتكبون او يسهلون الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان بواسطة تكنولوجيا الاعلام المرتبطة بالفظاعات التي يمارسها النظامان السوري والإيراني. ويتوقع ان يلقي اوباما كلمة في هذا الشأن خلال زيارة لنصب المحرقة قبل ظهر الاثنين في واشنطن.

من جانب آخر، زار اعضاء في فريق المراقبين الدوليين المكلفين بالتحقق من وقف اطلاق النار في سوريا الاثنين ريف دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد، ومدينة حلب في الشمال، بحسب مصادر مختلفة.

وبث ناشطون مناهضون للنظام اشرطة فيديو عدة على الانترنت لتظاهرة حاشدة لاقت اربعة مراقبين بدوا وهم يسيرون بصمت بين الناس في مدينة دوما في ريف دمشق بقبعاتهم الزرقاء، بينما الحشد يهتف “الشعب يريد اسقاط النظام” و”الشعب يريد اعدام الرئيس”، و”الشعب يريد تسليح الجيش الحر”.

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان فريق المراقبين استمع الى “آراء المواطنين” في دوما. وكان مسؤول في وفد المراقبين المصغر نيراج سينغ ذكر في وقت سابق ان المراقبين زاروا ايضا مدينة الزبداني في ريف دمشق. وذكر ناشطون ان المراقبين قاموا بزيارة سريعة الى الزبداني لم تتجاوز نصف الساعة و”رفضوا مرافقة الناشطين الى مكان خبأ فيه النظام الدبابات خارج المدينة”.

وقال المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها ابو عمر لوكالة فرانس برس “ان المراقبين ينسقون مع النظام. يقررون زيارة دوما التي كانت تتعرض امس لاقتحام وقصف، فيسحب النظام آلياته قبل وصولهم. يسيرون في الشارع العام، لا يشاهدون شيئا، ويرفضون مرافقة الناشطين الى اي مكان فيه اطلاق نار او منزل مدمر او شهيد”.

ويضيف “نحن نعرف اين الدبابة واين المدارس واين الحاجز. مهمتهم فاشلة لانهم لا ينسقون مع الناس على الارض”. واوضح الناشط ابو خالد من الزبداني ان “الناشطين ارادوا اصطحاب المراقبين على بعد اقل من كيلومتر على طرف المدينة لرؤية الدبابات التي كانت تقصف المدينة، لكنهم رفضوا متحججين بارتباطات اخرى”.

واكد فارس محمد من لجان التنسيق المحلية ان هناك دبابات “خبأها النظام في تلال خارج المدينة”. وتبعد الزبداني 45 كلم شمال غرب دمشق ويتمركز فيها عدد كبير من عناصر الجيش الحر، وقد تعرضت خلال الاسابيع الماضية الى قصف عنيف من القوات السورية، ما ادى الى سقوط ضحايا وتهدم جزئي لبعض منازلها ونزوح عدد من سكانها الى المناطق المجاورة.

وكان سينغ افاد في وقت سابق ان “فريق القبعات الزرق سيزور مناطق قريبة من دمشق”، مشيرا الى ان المراقبين “يتابعون مهمتهم ويقومون بزيارات يومية ويتواصلون مع جميع الاطراف من اجل التحضير لمهمة بعثة مراقبي الامم المتحدة” التي اقرها مجلس الامن الدولي في نهاية الاسبوع والتي يفترض ان يبلغ عدد افرادها 300.

كما اوردت سانا ان “وفد المراقبين الدوليين زار حي الوعر في مدينة حمص (وسط) والتقى الاهالي”. ويمكث مراقبان من فريق الثمانية مراقبين في حمص منذ السبت بناء على طلب السكان. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان “مراقبين وصلوا الى مدينة الباب في ريف حلب، مشيرا الى ان الزيارة تزامنت مع “حملة مداهمات واعتقالات نفذتها القوات السورية في المدينة”.

وكان فريق طليعة المراقبين زار يوم امس مناطق في محافظتي حماة وحمص في وسط البلاد. واصدر مجلس الامن بالاجماع السبت القرار 2043 الذي نص على ارسال 300 مراقب “سريعا” الى سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار و”لفترة اولية تمتد تسعين يوما”. وعلى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان يحدد ما اذا كان “تعزيز” وقف النار يتيح هذا الانتشار.

ويفترض ان يصل عدد افراد فريق المراقبين المصغر الاثنين الى عشرة، على ان يكتمل خلال الايام المقبلة ويبلغ الثلاثين، بحسب قرار سابق لمجلس الامن. وتستند قرارات مجلس الامن حول نشر المراقبين الى خطة موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان لحل الازمة في سوريا.

وتدعو خطة انان الى وقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة، وسحب الجيش والاليات من المدن، والسماح بالتظاهر السلمي، واطلاق المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، والبدء بحوار حول مرحلة انتقالية.

مصر تطالب بتوحيد المعارضة السورية

غليون: الإيرانيون يعتبرون المعركة معركتهم

قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون عقب اجتماع مع وزير الخارجية محمد عمرو امس في القاهرة إن الدعم الإيراني والغطاء الروسي هما اللذان مكنا النظام السوري من الاستمرار في العنف، مؤكدا أن “الإيرانيين يعتبرون المعركة في دمشق معركتهم”. وصرح غليون للصحفيين انه “لولا الدعم الإيراني ولولا الغطاء السياسي الروسي لما تجرأ نظام الرئيس السوري بشار الأسد على التمادي في هذا العنف الذي لم يحدث في التاريخ” مضيفا ان “الإيرانيين يعتقدون ان المعركة في دمشق هي معركتهم قبل ان تكون معركة الأسد”. وتابع ان طهران “تدافع عن مشروع ايران لكي تكون قوة إقليمية كبيرة وسوريا هي التي تقدم لها هذه المنصة لتكون قوة إقليمية كبيرة”.

واعرب عن أمله في ان يراجع الايرانيون مواقفهم “حتى يضمنوا مصالحهم في سوريا المستقبل”. واكد غليون انه ناقش مع وزير الخارجية المصري “العلاقات بين مصر الشقيقة والمجلس الوطني والثورة السورية، ومبادرة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان”. وأوضح أن “الآراء كانت متفقة على دعم مبادرة عنان واعطائها الفرص حتى تنجح ونستطيع أن نصل لطريق آمن لإخراج سوريا من الأزمة الراهنة وتحقيق مطالب الشعب السوري والثورة السورية”.

وقال “نريد أن يشعر الشعب السوري الذي يعيش الآن محنة حقيقة بأن العالم العربي، ومصر في مقدمته، يحتضن ثورته واذا فشلت أي خطة فإن العالم العربي ومصر بخاصة ستكون الى جانبه ولن تتركه وحيدا أمام طغيان النظام”، معتبرا أن “هذا أمر مهم للغاية على المستوى السياسي وعلى المستوى المعنوي بالنسبة للمجلس الوطني وللشعب السوري”.

وأضاف غليون انه ناقش مع محمد عمرو “توحيد المعارضة في الداخل والخارج، وتم الاتفاق على مشروع المجلس الوطني من أجل الإعداد للقاء تشاوري يجمع جميع ممثلي المعارضة السورية والمجتمع المدني من أجل نقاش حول اعادة هيكلة المجلس وتوسيعه بحيث يعكس كل أطياف المعارضة والثورة في سوريا”. وقال غليون إن المجلس الوطني السوري لديه الآن مكتب في مصر و”لكنه سيتخذ صورة اكثر رسمية” قريبا. واكد أن المجلس الوطني السوري يسعى “من اجل وضع القوى المسلحة داخل سوريا تحت إشرافه السياسي وتوحيدها تحت قيادة عسكرية وعدم السماح بوجود ميليشيات متنازعة”.

من جانبه، اكد الوزير المصري أن “ما يسعى الجميع لتحقيقه الآن لا يخرج في مضمونه عن المحاور التي طرحتها مصر لحل الأزمة منذ أغسطس الماضي والمتمثلة في رفض التدخل الأجنبي واستبعاد الحل الأمني أو العسكري للأزمة ووقف العنف وحقن الدماء وبدء حوار جدي بين الحكومة والمعارضة السورية حول مستقبل البلاد وآلية الإصلاحات”. وشدد على “ضرورة تقييم المواقف والمقترحات بحسب قابليتها للتطبيق على أرض الواقع وليس بعلو النبرات أو نارية التعبيرات المستخدمة”.

واكد محمد عمرو “حتمية قيام المعارضة السورية بتوحيد صفوفها والانتظام في كيان واحد يقدم رؤية موحدة للعالم الخارجي بشأن مستقبل سوريا”، مشيرا إلى أن “هذا بحد ذاته سيبعث برسالة طمأنة لجميع الأطراف الإقليمية والدولية بشأن إمكانية الحوار مع المعارضة والتعامل معها باعتبارها معبرة عن آمال الشعب السوري”.

من جهة اخرى، اعلن سفير الكويت لدى الجامعة العربية محمد الغنيم أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعددا من وزراء الخارجية العرب اجروا “مشاورات هاتفيه مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية للتنسيق بشأن القضايا المطروحة” على الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد الخميس المقبل في القاهرة.

العربي: المعارضة لم تطالب بالتدخل العسكري.. والاعتراف بـ«الوطني السوري» يأتي من الدول لا الجامعة

قضماني دعت للانضمام إلى المجلس.. ومؤتمر «البحر الميت» ينادي بالوحدة

القاهرة: سوسن أبو حسين عمان: محمد الدعمه

في الوقت الذي دعت فيه 60 شخصية سورية معارضة إلى توحيد صفوفها على برنامج مشترك في مؤتمر عقد في منتجع البحر الميت بالأردن، نفى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس، ما يتردد عن أن المعارضة السورية تطالب بالتدخل العسكري، وقال عقب لقاء له مع وفد من المعارضة إننا التقينا وفدا من المجلس الوطني السوري وتباحثنا في الموقف الحالي، فيما يتعلق بوقف إطلاق النار وإيفاد المراقبين و(مسألة) العدة والعتاد للمراقبين الذين أوفدتهم الأمم المتحدة، والمسار السياسي الذي سوف يقوم به المبعوث المشترك كوفي أنان.

وشدد العربي على أن المجلس الوطني السوري لم يطلب منه التدخل العسكري، مشيرا إلى أن من يطلب التدخل العسكري يبحث عن طريق غير طريق الجامعة العربية، وأكد أن كل ما تحدث به مع وفد المجلس الوطني هو وقف إطلاق النار من جهة، وبدء مسار سياسي يؤدي إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري من جهة أخرى.

وردا على ما صرحت به الدكتورة بسمة قضماني، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، من أن الجامعة اعترفت بالمجلس كممثل شرعي للسوريين، قال العربي إن الجامعة العربية لم تعترف بأحد، والمجلس الوطني السوري مظلة كل الفئات ونحن نتعامل معه على هذا الأساس، بناء على القرارات، أما مسألة الاعتراف فتأتي من الدول ولا تأتي من جامعة الدول العربية.

وعن الخروقات المستمرة من النظام السوري لخطة أنان، وعن إمكانية الحل، قال العربي إن خطة أنان لم تبدأ بعد والمسار السياسي لم يبدأ بعد، والذي يحاول أن يقوم به أنان هو إيفاد عدد كاف من المراقبين للتحقق، والإشراف على أنه لا يوجد استخدام عنف ولا يوجد قتل ولا نزف دماء، ثم يبدأ أنان في المسار السياسي.

وعن استنساخ المراقبين الدوليين مثل المراقبين العرب، واحتمال أن تسفر أعمالها عن النتائج السابقة نفسها، قال: لا طبعا لسبب بسيط وهو أن مهمة المراقبين العرب أجهضت في منتصف مشوارها ولم تستمر لأسباب مختلفة متعلقة بأوضاع مختلفة، ومن البداية لم يكن لدى المراقبين العرب العدد ولا العتاد الكافي، أما الأمم المتحدة فهي متخصصة في هذا الموضوع، والجامعة العربية لم تتعرض لهذا الموضوع، وليست لديها خبرة في هذه المواضيع.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة لديها الخبرة ولديها العتاد والعدد، وسيكون لديها (إمكانية) الانتقال من مكان إلى آخر عن طريق الجو، و«هذه أمور هامة، ووجود المراقبين الدوليين (سوف) يؤدي إلى وقف إطلاق النار».

والتقى العربي الوفد السوري المعارض قبل أيام من الاجتماع الوزاري العربي الذي يعقد بالجامعة العربية نهاية الأسبوع الجاري، من أجل التشاور حول إمكانية مساهمة مهمة أنان في وقف إطلاق النار وإيجاد المناخ المناسب لإطلاق العملية السياسية.

واستغرق اللقاء نحو ساعتين. وعلقت الدكتورة قضماني للصحافيين على نتائج الاجتماع قائلة إنه كان تشاوريا، خاصة بعد قرار مجلس الأمن الذي صدر بالإجماع لإيفاد مراقبين عسكريين إلى سوريا. وأضافت أنها رحبت بهذا القرار.. «كما وعدنا بإعطاء فرص نجاح مهمة المبعوث المشترك كوفي أنان».

وطالبت المعارضة السورية خلال لقائها مع العربي بضرورة تنفيذ بنود إنقاذ الشعب السوري، وعلى رأسها وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين، وإيصال المساعدات الإنسانية، والسماح للمتظاهرين السلميين بالتعبير عن مطالبهم.

ودعت قضماني كل قوى المعارضة السورية للانضمام إلى المجلس الوطني السوري باعتباره إطارا وطنيا يتفق فيه على كل ما يهم الوطن السوري الجديد.

وحول إمكانية نجاح المراقبين في مهمتهم، أوضحت قضماني أن العدد غير كاف، وأن المطلوب هو 3000 مراقب وليس 300 مراقب، خاصة في ظل مراوغة النظام السوري، كما طالبت بضرورة وجود مراقبين جويين، وتزويد فرق المراقبة بكل الإمكانيات التي تساعدهم على تنفيذ مهمة المبعوث المشترك بنجاح.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أوضح عبد الباسط سيدا، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، أن وفد المجلس السوري تناول مع الدكتور العربي عددا من المواضيع، منها مبادرة أنان والجهود المبذولة لتنفيذها، والإعداد للاجتماع التحضيري للمعارضة.

وقال سيدا: اتفقنا على موعد مقترح ربما يكون في منتصف الشهر المقبل. وحول أسباب تأجيل اجتماع المعارضة من شهر أبريل (نيسان) الجاري إلى منتصف شهر مايو (أيار) المقبل، أوضح سيدا أن الأسباب تتعلق بأمور تقنية وأخرى بانتظار نتائج تحققها مهمة كوفي أنان، وبعض الجهود التي تجري حاليا حول تصورنا لهيكلة المجلس الوطني وانخراط كل القوى المعارضة في صفوفه.

وعما إذا كانت المعارضة ستشارك في الاجتماع الوزاري العربي المقبل، أفاد عبد الباسط سيدا بأن وفدا من المجلس الوطني السوري سوف يحضر في الجامعة خلال هذا الاجتماع لتقييم التطورات والنتائج.

على صعيد متصل يلتقي محمد عمرو، وزير الخارجية المصري، اليوم (الاثنين) بوفد من المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون. ويضم الوفد عددا من قيادات المجلس من بينهم قضماني، وسيدا، وأحمد رمضان.

وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن لقاء الوزير عمرو بقيادات المجلس الوطني يأتي في إطار جهود مصر لحث المعارضة السورية على توحيد صفوفها والانتظام في كيان واحد يطرح رؤية متفق عليها فيما بينهم بشأن مستقبل سوريا. وأضاف أن اجتماع الوزير المصري بوفد المجلس المقرر له اليوم (الاثنين) يعد استمرارا للقاءاته بكل أطياف المعارضة السورية «لاستكشاف سبل حل الأزمة ووقف العنف وحقن الدماء في سوريا الشقيقة».

وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى تكثيف التحركات المصرية بشأن الأزمة السورية في الآونة الأخيرة، حيث سبق لوزير الخارجية الالتقاء بالسيد هيثم مناع ممثل هيئة التنسيق السورية، والتقى في القاهرة بالسيد ميشيل كيلو وقيادات المنبر الديمقراطي السوري، كما شارك وزير الخارجية الأسبوع الماضي فقط في اجتماعين دوليين حول الأزمة، وهما اجتماع لجنة المبادرة العربية في الدوحة واجتماع أصدقاء سوريا في باريس.

إلى ذلك، دعت 60 شخصية سورية معارضة إلى توحيد صفوفها على برنامج مشترك، محذرة من الأخطار والتهديدات التي تحيط بالثورة السورية التي في رأيهم تشكل فرصة تاريخية نادرة للخلاص من الديكتاتورية والفساد والاستبداد.

وأكدت هذه الشخصيات، في ختام مؤتمر «المواطنة والدولة المدنية الديمقراطية نحو توافق وطني حول دستور جديد لسوريا»، الذي عقد في منتجع البحر الميت بالأردن بدعوة من مركز القدس للدراسات السياسية وتنسيق مع المعهد الوطني الأميركي الديمقراطي، على وجوب محاربة «محاولات تطييف الثورة ومذهبتها»، مشددين على أهمية دعم الثورة والحفاظ على طابعها الشعبي – السلمي، وتفادي محاولات النظام و«بعض الجهات المتطرفة» حرف الثورة عن مسارها وأهدافها، وعدم الانجرار إلى مربعات العنف والاقتتال الأهلي.

وقال بيان لمركز القدس أمس إن ستين شخصية مثلت مختلف ألوان الطيف السياسي ومجموعات المعارضات وتياراتها، ومختلف المكونات الاجتماعية (القومية والدينية) السورية، قد ناقشت على مدى يومين محاور «أي نظام سياسي لسوريا المستقبل؟».. «الدين والدولة».. «حقوق الأفراد والجماعات».. «أسئلة الهوية والمواطنة والاندماج».. كما خصصت جلسة ختامية للبحث في عدد من المقترحات والتوصيات وملامح خريطة طريق للمستقبل، كما طرحت في المؤتمر أفكار ومداخلات كثيرة، تناولت «سبل التغيير في سوريا.. الفرص والتحديات» و«ملامح مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية».. موضحا أن المؤتمر شهد نقاشات مستفيضة اتسمت بالعمق والصراحة والجرأة في مناقشة «علاقة الدين بالدولة»، و«ووضع الأقليات في النظام السياسي السوري الجديد»، و«طبيعة نظام الحكم المناسب لسوريا». وعلى هامش المؤتمر، وقع 24 مشاركا على ما سموه «إعلان البحر الميت»، الذي تضمن دعوة لوحدة المعارضة وتعظيم «مشتركاتها» والرهان على الشعب وقواه في الداخل بوصفها «الحامل الوطني» للثورة، والحفاظ على سلمية الحراك والطابع المجتمعي الشامل، ورفض التدخل العسكري و«ضبط السلاح وإخضاعه للمرجعية السياسية» للمعارضة الموحدة، محذرا من انفراد أي طرف بأية تسوية منفردة مع النظام.. ولقد عبر البيان عن الدعم لخطة كوفي أنان ودعوة الجامعة العربية لاستئناف مبادرة توحيد المعارضة.

القضاء السوري يوجه تهمة حيازة «منشورات محظورة» بحق 8 ناشطين

النظام اعتقل ناشطة «مسيحية» بحجة الانتماء لـ«السلفية الجهادية»

المدونة السورية رزان غزاوي

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

وجه القضاء العسكري السوري أمس تهمة «حيازة منشورات محظورة» بقصد توزيعها بحق ثمانية ناشطين بينهم المدونة السورية رزان غزاوي، حيث أوقفوا مع الناشط والإعلامي مازن درويش في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في 16 فبراير (شباط) الماضي.

وقال مدير المركز السوري للدراسات والبحوث القانونية أنور البني، لوكالة الصحافة الفرنسية «قررت النيابة العامة العسكرية إيقاف ناشطين بعد أن استجوبتهم ووجهت لهم تهمة حيازة منشورات محظورة بقصد توزيعها». وأشار البني إلى أن «الناشطين هم هنادي زحلوط ويارا بدر ورزان غزاوي وثناء الزيتاني وميادة خليل وبسام الأحمد وجوان فرسو وايهم غزول».

وأوضح الحقوقي أن الناشطين «هم جزء من المجموعة التي اعتقلت بتاريخ 16 فبراير من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير»، مشيرا إلى أن «مصير الآخرين لا يزال مجهولا ومنهم رئيس المركز مازن درويش».

اعتبر البني أن «ما يجري من اعتقال وإحالة إلى القضاء بتهم معدة سلفا وجاهزة للناشطين السلميين يؤكد أن الحراك هو حراك سلمي، وأن السلطات تسعى بكل جهدها لإخماد هذا الحراك السلمي ووأده وقمع حرية التعبير والرأي وكل ما من شأنه فضح الانتهاكات التي تجري في سوريا من قبل السلطات».

وأدان مدير المركز «هذه الإجراءات والاعتقالات»، مطالبا بـ«إطلاق سراحهم فورا مع الآلاف من النشطاء السلميين المعتقلين ووقف حملة القمع والقتل والاعتقال وسحب جميع المظاهر العسكرية المسلحة من المدن».

والمركز الذي يرأسه درويش، هو المنظمة الوحيدة في سوريا المتخصصة في متابعة وسائل الإعلام والإنترنت، وله صفة عضو استشاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة.

وساهم المركز سابقا بدور كبير في شجب قرارات أصدرتها وزارة الإعلام، فانتقد على سبيل المثال الحظر المفروض على توزيع عدد كبير من الصحف والمجلات في سوريا، وفقا لمنظمة «مراسلون بلا حدود». وتابع المركز نشاطاته دون ترخيص، رغم إغلاقه من قبل السلطة منذ أربع سنوات.

وفي سياق ذي صلة، قال ناشطون سوريون إن المحققين وجهوا للناشطة المسيحية يارا ميشيل شماس، الملقبة بـ«ياسمينة سوريا»، تهمة الانتماء إلى «السلفية الجهادية».

وتعد يارا البالغة من العمر 21 عاما من الشابات السوريات اللواتي دعمن الثورة السورية منذ اندلاعها، فتنقلت في أكثر المناطق تمردا على نظام الأسد، مثل الخالدية، والبياضة، والرستن، معلنة انضمامها إلى الحراك الثوري. وتتحدر الفتاة من منطقة وادي النصارى ذات الغالبية المسيحية وتحمل شهادة في تقنية الحاسوب. وقد عملت مع مجموعة من الشباب على دعم التوجه العلماني المدني في الحراك الشعبي المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد. ويشير ناشطون إلى أن «عناصر من الأمن السوري قامت مساء السابع من مارس (آذار) الماضي باقتحام مقهى نينار في حي باب شرقي وسط دمشق حيث كانت يارا تجلس مع أصدقائها، واعتقلوا الفتاة مع مجموعة من زملائها». وأضاف الناشطون أن «يارا اعتقلت مع أربع بنات وأربعة شباب أطلق سراحهم جميعا، بينما هي بقيت وراء القضبان».

ويرى الناشطون أن سبب الاستمرار في اعتقال يارا الشماس في الوقت الذي تم فيه الإفراج عن زملائها يعود إلى كونها ابنة المعارض والحقوقي المعروف ميشيل الشماس، إذ يعتبر شماس من أبرز المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا، وقد برز دوره الحقوقي في الدفاع عن السجناء السياسيين السوريين خلال محاكمتهم في محاكم أمن الدولة، أو المحاكم الأخرى، كما أنه كاتب ناشط على شبكة الإنترنت وتركز كتاباته على مناقشة القوانين السورية وإبراز المواد والفقرات التي تنتهك حقوق الإنسان والحريات العامة.

وقد قال الشماس لأكثر من وسيلة إعلامية إنه قد تمت إحالة ابنته إلى القضاء العسكري في مدينة حمص «دون أن يتمكن من معرفة التهم المنسوبة إليها»، مضيفا «ترحيل ابنتي إلى النيابة العسكرية في حمص إجراء مخالف لروح القانون في الوقت الذي اعتقلت فيه الفتاة في مدينة دمشق».. بينما قال ناشطون من المتابعين لقضية يارا إن المحقق وجه لها تهمة الانتماء إلى «السلفية الجهادية».

وقام الشماس بمناسبة مرور «عيد الفصح» الذي احتفل فيه المسيحيون السوريون في 13 أبريل (نيسان) الجاري، بتوجيه رسالة إلى الرأي العام نشرت في أكثر من صحيفة عربية وعلى معظم مواقع المعارضة السورية، قال فيها: «يأتي العيد مثقلا بمعاناة عشرات الآلاف من المعتقلين والمعتقلات الذين يدفعون في كل لحظة وساعة ويوم ضريبة كبيرة من أجل نيل حريتهم وحريتنا جميعا.. ومن بينهم ابنتنا يارا التي ما زالت محتجزة تعسفيا في (فرع فلسطين)، خلافا لشرعة حقوق الإنسان وخلافا حتى للدستور السوري الجديد، منذ أربعين يوما».

يذكر أن الكثير من الصفحات على موقع «فيس بوك» قد أنشأها ناشطون معارضون لدعم قضية الفتاة المعتقلة، كما خصصت المعارضة السورية يوم الثلاثاء 17 من الشهر الجاري للتذكير بقضية يارا الشماس، مطلقين عليها لقب «ياسمينة سوريا».

ويتذكر السوريون قصة مشابهة حدثت في ثمانينات القرن الماضي، حين احتدم الصراع بين النظام في سوريا وجماعة الإخوان المسلمين بجناحها المسلح، حيث كان المخرج السينمائي مصطفى خليفة عائدا إلى بلده بعد أن أنهى دراسته في باريس فاعتقله أحد أجهزة الأمن آنذاك في مطار دمشق بتهمة انتمائه إلى تنظيم الإخوان.. رغم كونه مسيحيا. وسجل المخرج السوري، الذي دفع ثمن اتهامه 13 عاما في أكثر سجون النظام قسوة، شهادته في كتاب سماه «القوقعة».

الكردي لـ«الشرق الأوسط» : نلمس جدية في تعاطيهم ونقدر جهودهم.. والانشقاقات تحصل يوميا في سوريا

بيروت: ليال أبو رحال

بينما ظهر عدد من المراقبين الدوليين أثناء تجولهم في مدينة حمص برفقة قيادات وعناصر من «الجيش السوري الحر»، أمس، في مقاطع فيديو مصورة، أشارت تقارير إخبارية إلى مقتل ثلاثة مدنيين في أحياء من حمص، إلى جانب إصابة مدنيين في حماه، لدى إطلاق قوات الأمن النار لتفريق مظاهرات بعد انصراف المراقبين.

وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون سوريون، أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي و«يوتيوب» على شبكة الإنترنت صور عدد من المراقبين الدوليين وهم يسيرون جنبا إلى جنب مع قيادات وعناصر من «الجيش السوري الحر»، أو يستمعون لشروح منهم عن طبيعة العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام السوري ضد المدنيين، وتحديدا في مدينة حمص، التي شهدت أمس هدوءا نسبيا لليوم الثاني على التوالي، مع بقاء اثنين من المرقبين الدوليين فيها، غداة الزيارة التي قام بها وفد المراقبين الدوليين إلى المدينة، أول من أمس.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أمس بمقتل ثلاثة مدنيين في مدينة حمص، «في أحياء الخالدية والغوطة والمخيم»، على الرغم من وجود المراقبين في المدينة منذ السبت.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المسؤول في طليعة بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، نيراج سينغ، قوله إن «اثنين من المراقبين الدوليين بقيا منذ مساء السبت في حمص»، موضحا أن «الزيارة كانت طويلة والتقى جنود حفظ السلام خلالها السلطات المحلية وجميع الأطراف وتكلموا إلى الناس، وقاموا بجولة في المدينة، وتوقفوا في عدد من المناطق».

وخرجت مظاهرات صباحية عدة في أكثر من منطقة في حضور المراقبين الدوليين، لا سيما في حمص والرستن وحماه، كما شهدت بلدة معرة حرمة في ريف إدلب مظاهرة صباحية لمطالبة المراقبين بزيارة إدلب.

وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» مقاطع فيديو لعناصر من «الجيش الحر» بلباسهم العسكري، يرافقون وفد المراقبين في حمص أمس، وخلفهم المتظاهرون الذين هتفوا «الشعب يريد إسقاط النظام»، وكذلك «الشعب يريد إعدام الرئيس».

وفي مقطع فيديو ثان التقط، أول من أمس، بدا الملازم أول في «الجيش الحر»، عبد الرزاق طلاس، وهو يتحدث إلى وفد المراقبين في مكان مغلق، متعهدا لهم بضمان «الجيش الحر» لحمايتهم أيا كان عددهم. كما أطلع طلاس المراقبين على ما يقوم به النظام السوري ضد المدنيين، قائلا: «أنتم موجودون هنا ونحن نُقتل.. أنتم تعطون فرصة للنظام ليتابع عمله العسكري واجتياحه. نحن صامدون لكنه لا يجتاحنا بعساكر بل بدبابات وقذائف هاون وراجمات صاروخية.. نطالب ببقاء اثنين منكم على الأقل ليتوقف القتل».

وتعليقا على التعاون مع بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، أكد نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش الحر التزم بوقف إطلاق النار، طالما أن النظام لا يقوم بالاعتداء على المدنيين في الأماكن التي يوجدون فيها»، معتبرا أن «من واجب الجيش الحر اليوم التعاون مع المراقبين الدوليين والعمل على حمايتهم، وهذا ما يقوم به عناصرنا في الأماكن التي يصلون إليها».

وأعرب الكردي عن «تقديرنا للجهود التي يقوم بها المراقبون من أجل كشف الحقائق، وإن كنا في الوقت ذاته نشكك في إمكانية توصلهم إلى الحقيقة كاملة، في ظل محاولات النظام السوري الدائمة للتعمية على الحقائق والالتفاف حولها».

وقال الكردي إن ثمة فرقا بين مهمة مراقبي جامعة الدول العربية برئاسة الفريق محمد الدابي والمراقبين الدوليين «انطلاقا من أن قدرة فريق الأمم المتحدة هي أكبر، باعتبار أن تفويض مجلس الأمن أقوى من تفويض الجامعة العربية من جهة، ولأن النظام السوري بات يدرك أن المجتمع الدولي لم يعد يحتمل تجاوزاته والتفافه من جهة أخرى».

وأعرب عن اعتقاده بأن «النظام السوري يحاول أن يظهر بأنه متعاون»، قائلا: «لمسنا جدية من الفريق الدولي في التعاطي مع الأزمة السورية».

وكانت مظاهرات عدة خرجت أمس في حضور المراقبين الدوليين، في المناطق التي دخلوا إليها أمس، وتحديدا في الرستن، حيث خرج أبناء المدينة في مظاهرة سلمية، بوجود المراقبين الدوليين، مؤكدين إصرارهم على مطلبهم بإسقاط النظام السوري.

وفي قرية الحواش في ريف حماه، انتظم المتظاهرون في حلقات وصفوف متراصة تزامنا مع زيارة المراقبين لمدينة حماه، مطلقين الهتافات المؤكدة على سلمية تحركاتهم. وذيل الناشطون الفيديو بعبارة: «هل سيؤثر ذلك في اللجنة الأممية وتقاريرها؟».

وفي حماه، خرجت مظاهرة حاشدة في أحياء المرابط والأربعين، بالتزامن مع وصول المراقبين الدوليين إليها. وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين في حي الأربعين، فور مغادرة المراقبين، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وبث ناشطون مقاطع فيديو أظهرت تحليقا للطيران المروحي في الجو، قالوا إنه حصل في سماء حماه بوجود المراقبين الدوليين.

من جهة أخرى، وتعليقا على تداول أنباء عن انشقاقات عسكرية عن الجيش النظامي حصلت في اليومين الأخيرين، قال الكردي إن «هناك انشقاقات جماعية وفردية تحصل يوميا وباستمرار، ولا يتم الإعلان عنها دائما»، مذكرا بأن «النظام السوري لجأ منذ بدء الأزمة إلى سحب البطاقات المجندين العسكرية كافة ومنع الإجازات».

دوما تحت القصف.. وأنان: الأسد أمام لحظة حاسمة

20 قتيلا حصيلة 24 ساعة.. والمراقبون زاروا الرستن وحماه * العربي: الاعتراف بـ«الوطني السوري» يأتي من الدول لا من الجامعة

واشنطن: محمد علي صالح ـ القاهرة: سوسن أبو حسين عمان: محمد الدعمة ـ بيروت: ليال أبو رحال

واصل النظام السوري تجاهله لالتزاماته امام المجتمع الدولي شأن وقف اطلاق النار، وسحب آلياته العسكرية من المدن، حيث قام امس بقصف مدفعي على مدينة دوما بريف دمشق. وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إن قوات الأمن السورية اقتحمت، أمس، مدينة دوما، منذ ساعات الصباح الأولى من محاور عدة، «تحت غطاء ناري ومدفعي كثيف جدا». وقال العضو في المجلس المذكور آنفا محمد السعيد، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «القوات النظامية تدخل بشكل يومي إلى المدينة، لكن الاقتحام اليوم (أمس) هو الأشد»، معتبرا أن الهدف من اقتحام دوما هو «تأديبها بعد المظاهرات الحاشدة التي خرجت فيها، ولأنها مركز احتجاجات الريف الدمشقي».

وفي حصيلة أولية لأحداث أمس، ذكر ناشطون أن عشرين شخصا قتلوا، برصاص الأمن السوري، معظمهم في ريف دمشق وإدلب. يأتي ذلك في وقت تجول فيه مراقبون دوليون امس في حمص، وزاروا حماه والرستن.

في السياق ذاته حذر مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان نظام الرئيس بشار الأسد من التمادي قائلا ان النظام: امام «لحظة حاسمة الآن بالنسبة لاستقرار البلاد».

ورحب أنان، في بيان له، أمس، بقرار مجلس الأمن إرسال مراقبين جدد إلى سوريا، مطالبا «الحكومة السورية بشكل خاص بالتوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة، والقيام (كما تعهدت) بسحب هذه الأسلحة ووحداتها المسلحة من المناطق السكنية». كما دعا أنان دمشق إلى التنفيذ «الكامل» لخطته المؤلفة من ست نقاط لحل الأزمة في سوريا.

من جهته، قال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس، إن المجلس الوطني السوري لم يطلب منه التدخل العسكري، موضحا أن الاعتراف بالمجلس ممثلا شرعيا للسوريين يجب أن يأتي من الدول، وليس من جامعة الدول العربية.

عقوبات أوروبية وأميركية وغليون بالقاهرة

                                   تبنى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم عقوبات جديدة ضد سوريا “لاستمرارها في قمع مواطنيها” بعد أكثر من عام من المظاهرات المستمرة لحمل الرئيس بشار الأسد على التنحي. في السياق التقى وزير الخارجية المصري وفدا من المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون.

وستفرض الإجراءات الأوروبية الجديدة قيودا على الصادرات إلى سوريا من سلع كمالية أو بضائع “يمكن استخدامها في القمع”.

في غضون ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الجهات التي تزود سوريا وإيران بالوسائل التكنولوجية الرامية إلى تسهيل انتهاكات حقوق الإنسان في كلا البلدين.

وقال الرئيس باراك أوباما “وقعت مرسوما يجيز عقوبات جديدة ضد الحكومتين السورية والإيرانية ومن يزودهما بوسائل تكنولوجية بهدف المراقبة واقتفاء الأثر واللجوء إلى العنف ضد المواطنين”.

وأضاف “هذه الوسائل التكنولوجية يجب أن تستخدم لإسماع صوت المواطنين وليس لقمعهم”.

ودافع أوباما عن المرسوم الجديد، الذي وقعه أمس الأحد، بأنه “إجراء جديد يمكن أن نتخذه لنقترب من اليوم الذي سيأتي لا محالة، يوم نهاية نظام (بشار) الأسد الذي قمع الشعب السوري بوحشية”.

من جهة أخرى التقى وزير الخارجية المصري محمد عمرو وفدا من المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون لبحث مستجدات الوضع بسوريا في ظل مهمة بعثة المراقبين الدوليين.

وقال بيان للخارجية المصرية إن الوزير عمرو أكد للوفد السوري موقف مصر بشأن رفض التدخل الأجنبي واستبعاد الحل الأمني أو العسكري للأزمة، ومطالبتها بوقف العنف وبدء حوار جدي بين الحكومة والمعارضة السورية.

وفي غضون ذلك قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو إن العنف في سوريا لم يتوقف رغم إعلان النظام السوري التزامه وقف إطلاق النار. وأكد باسكو أهمية التزام النظام السوري بخطة كوفي أنان بسحب آلياته وقواته من المناطق الآهلة.

80 قتيلا بسوريا وتأكيد أممي بتواصل القتل

                                   قالت لجان التنسيق المحلية السورية إن 80 شخصا قتلوا اليوم وجرح العشرات برصاص الأمن السوري في مناطق متفرقة من البلاد معظمهم في حماة، في وقت أكد فيه مسؤول أممي استمرار القتل رغم إعلان النظام السوري التزامه بوقف إطلاق النار الذي بدأ  قبل 11 يوما.

قد ذكرت لجان التنسيق المحلية أن 80 شخصا قتلوا اليوم في سوريا، كما قالت الهيئة العامة للثورة السورية أن 37 شخصا سقطوا في حمص في حماة نتيجة القصف الشديد على حي مشاع الأربعين، بينهم أربعة مجندين وشخصان تحت التعذيب وأربعة أطفال وست نساء. وأشارت الهيئة إلى مقتل 17 شخصا في بلدة جرجناز بريف إدلب، بينهم مجند منشق وست نساء وطفلان نتيجة سقوط قذيفة على منزل في الحي الشرقي من البلدة.

وأوضحت أن خمسة أشخاص قتلوا في درعا بينهم مجند وطفل، وقتل شخصان في دير الزور أحدهما مجند، وقتل ثلاثة أشخاص في حمص، وواحد في كل من ريف دمشق والحسكة.

وفي حلب قال ناشطون إن قوى الأمن فرقت بالقوة مظاهرة طلابية في جامعة حلب، كما شنت حملة اعتقالات واسعة في حي القصور باللاذقية، وفي مدينتي الأتارب بريف حلب والحراك بدرعا.

وفي حمص كشفت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية اتساع مساحة الدمار في المدينة إلى ما نسبته 54% من بِنيتها العُمرانية.

والُتقطت هذه الصور في فترتين مختلفتين: الأولى كانت في صيف العام الماضي، أي قبل بلوغ المواجهات حد استخدام المدفعية، والثانية بعد أسابيع من إعلان النظام السوري انتصاره على ما يسميها المجموعات المسلحة في حي بابا عمرو بحمص.

في غضون ذلك خرجت مظاهرات في مدن وقرى سورية عدة، طالب المشاركون فيها بدعم الجيش الحر، وتدخل المجتمع الدولي لوقف أعمال القتل التي يتعرض لها السوريون. وردد المشاركون في المظاهرات عبارات تدعو إلى سقوط النظام ومحاكمة المسؤولين عن أعمال العنف التي تستهدف المدنيين.

تأكيد أممي

وفي نيويورك قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو إن العنف في سوريا لم يتوقف رغم إعلان النظام السوري التزامه بوقف إطلاق النار.

وقال باسكو أمام مجلس الأمن الدولي خلال مناقشة مفتوحة عن الشرق الأوسط “لا يزال وقف العنف المسلح غير تام”.

وأضاف أن “عددا كبيرا من الأرواح أزهق، وانتهاكات حقوق الإنسان ما زالت ترتكب دون محاسبة أحد، ونحن نأمل أن يساعد نشر مراقبين في وقف القتل وتعزيز الهدوء”.

وتابع باسكو “من الضروري أن تنفذ حكومة سوريا بصورة تامة وفورية التزاماتها بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة وسحب القوات العسكرية من المراكز السكانية”. وأضاف أن “الإجراءات التي اتخذتها السلطات السورية حتى الآن بما في ذلك الإفراج عمن اعتقلوا تعسفيا واحترام حق التظاهر السلمي، غير كافية بوضوح”.

جولة المراقبين

في هذه الأثناء جال فريق المراقبين الدوليين في سوريا اليوم الاثنين على عدة مناطق في ريف دمشق، حيث التقى الجهات الرسمية ومواطنين وناشطين، بينما انضم إلى الفريق ثلاثة مراقبين جدد وصلوا في وقت سابق ليرتفع العدد إلى 11 مراقباً.

وقال المتحدث باسم بعثة المراقبين نيراج سينغ في تصريح للصحفيين مساء الاثنين إن فريق المراقبين زار مناطق الزبداني ودوما وحرستا، حيث التقى جميع الأطراف واستمع إليهم.

وشدد سينغ على أهمية عمل البعثة بغض النظر عن الصعوبات التي تواجه مهمتها، وأوضح أن ثلاثة مراقبين جدد انضموا إلى البعثة بحيث أصبح عددهم 11 مراقباً، ومن المنتظر أن يكتمل عدد أفراد الفريق الثلاثين خلال الأسبوع الجاري. كما تم تبديل المراقبين اللذين كانا يرابطان في مدينة حمص بآخرين.

وكان آلاف الناشطين قد استقبلوا في مدينة دوما بريف دمشق طليعة المراقبين الدوليين المكلفين بالتحقق من وقف إطلاق النار، ونظموا مظاهرة تطالب بتنحي النظام، مشيرين إلى أنه تم تشييع ثلاثة قتلى لدى وصول فريق المراقبين.

يشار إلى أن فريق المراقبين الدوليين الذي بدأ مهمته في سوريا الأسبوع الماضي، زار محافظات درعا وحمص وحماة.

يذكر أن مجلس الأمن تبنى بالإجماع قرارا يوم السبت الماضي يفوض بنشر مجموعة أولية سيصل قوامها إلى 300 مراقب عسكري غير مسلح في سوريا لمدة ثلاثة أشهر لمراقبة هدنة هشة بدأ تنفيذها يوم 12 أبريل/نيسان الجاري.

مجزرة جديدة بحي الأربعين في حماة تظهر رعب النظام

المدينة التي هتف فيها نصف مليون ضد الأسد تحت القصف

دمشق-جفرا بهاء

يقع حي الأربعين في مدينة حماة مرة أخرى تحت نيران النظام السوري الغاضبة، ليرتكب الجيش السوري ومدفعياته مجزرة راح ضحيتها 38 قتيلاً في ذلك الحي وحده خلال ساعات اليوم.

كما حاصرت قوات النظام السوري مدارس حماة منذ صباح اليوم، ومنعت الطلاب من الدخول إلى المدارس واعتقلت بعضهم.

وإن كانت مجازر النظام السوري لا تصنف تحت أسباب معقولة يمكن أن يفكر بها المراقب، فإن استهدافها اليوم لحي الأربعين في حماة يمكن أن يفسر بشك السلطات بوجود الثوار السوريين هناك، خصوصاً أن من يعرف جغرافياً حماة سيدرك أن صغر حجم الحي، وشعبيته الواضحة، وتداخل أبنيته تجعل من اقتحامه مهمة شبه مستحيلة، ما يجعل استخدام الجيش للقصف المدفعي هو الحل شبه الوحيد.

ويبدو أن حماة التي تحملت أكبر كذبة لنظام البعث وحكم العسكرة، تعود اليوم من جديد إلى مخيلة كل سوري غاب عنه التاريخ قبل 30 عاماً، ولكنه عاد دفعة واحدة وبكل تفاصيله إلى أذهان الطرفين القاتل والمقتول، المُغتصِب والمُغتَصب.

وإن أدمن النظام تدجين الشعب، في المدارس والجامعات، فإن فشله في ذلك يبدو بأوضح تجلياته بخوفه من طلاب مدارس حماة.

وإن لم يخجل من اعتقال الأطفال، فإنه بالتأكيد تلقى أكبر صفعاته عندما اكتشف أن ما حدث قبل 30 عاماً في حماة لن تبقى طي النسيان والكتمان.

جثث متفحمة

هناك في حي الأربعين 5 جثث لا يمكن التعرف عليها بسبب احتراقها الكامل، والحي كله يغصّ بجثث ضحايا نظام اليوم.

ومن المؤكد أن لحظة الهول والتشرذم التي جعلت سوريا تصمت عن مجزرة حماة 1982، لا يمكن أن تتكرر اليوم.

قبل 30 عاماً استطاع النظام أن يقضي على أي محاولة للغضب الشعبي، ولكن ما يميز اليوم عن الأمس أن الشعب السوري أسقط نظرية (قمع تمرد مسلح في حماة)، ورفع الصوت دفاعاً عن حماة بكل المدن السورية بعد أن كان ولما يزيد على30 عاماً مجرد الهمس عن حماة جريمة تنهي صاحبها في ظلام سجن قد لا يخرج منه.

وإن كان الجيل الجديد من الشباب السوري لم يعلم سابقاً أنه تم سحب كل الكتب والصور والمقالات والبطاقات البريدية التي تحمل صور الكيلانية (منطقة تم مسحها بالكامل 1982 بعد أن وثقت من الأمم المتحدة كتراث معماري إنساني)، فإنه الآن أصبح يعرف تفاصيل ما حدث وقتها، وباتت معلومة أن بعض الفرق في الجيش العربي السوري قام وقتها بالتعاون مع سرايا الدفاع وجهاز المخابرات وميليشيات مسلحة بقصف البيوت والجوامع والكنائس والمستشفيات لمدة عشرين يوماً معلومة معروفة للجميع، وتم تداول أخبار الإعدامات الميدانية للمدنيين العزل من كل الأعمار والأجناس والأديان التي تمت حينها، عدا عن حالات الاغتصاب والسرقة والتعذيب.

قبل 30 عاماً تم مسح أحياء كاملة من حماة، وسقط الإنسان والحجر أمام حكم العسكر، ولكن ذلك لم يعد ممكناً اليوم أمام أنهار الدم التي سارت في كل مدن سوريا وخصوصاً حماة الجرح السوري القديم الحديث.

مملكة الصمت

صمتت حماة “مملكة الصمت” عقوداً، وحول النظام الأسدي على مدى 40 عاماً من حكمه الشعب إلى هتيف ضد عدو خارجي مغتصب لأرضه، كرد فعل غير واعٍ على أي عملية اغتصاب، متناسياً تحت القهر والإذلال الاغتصاب الحقيقي الذي جرى في الغرف الرئيسة للبيت الداخلي.

صمت الحمويون الناجون وفي عيونهم دمعة، وفي قلبهم جرح كبير من دمار شاهدوه، واغتصاب حضروه، ووحشية لم يتوقعوها، وهاجر أغلبهم خارج البلاد لينسى غضبه، بينما ارتدى البقية الأسود حداداً على أولاد لم يعرفوا إن كانوا بحكم الميتين أو المعتقلين، ونساء لم يعرفوا أهم أرامل أم زوجات معتقلين.

ولكن حماة اليوم أفقدت النظام صوابه، وأنزلت نصف مليون سوري إلى الشارع يهتفون ضد نظام الرئيس بشار الأسد، ورفعت أطول علم سوري في الثورة السورية، وقالت أخيراً “لا”، وأعلنت أنها لن تصمت كما صمتت قبل 30 عاماً.

الاتحاد الأوروبي يحرم الأسد من المنتجات الفاخرة

أصدر قائمة عقوبات جديدة تهدف لإرسال رسالة رمزية للنظام السوري

العربية.نت

قرر الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين فرض عقوبات جديدة على النظام السوري من خلال حظر صادرات المواد الفاخرة إلى سوريا، والحد من صادرات المواد التي يمكن أن تستخدم لقمع المتظاهرين، حسبما أفاد دبلوماسي لوكالة “فرانس برس”.

وصدر القرار بفرض العقوبات خلال اجتماع لسفراء الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قبل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد في لوكسمبورغ.

وسيتعين على الاتحاد الأوروبي تحديد نطاق تطبيق الإجراء المتعلق بالمواد الفاخرة.

واعتبر دبلوماسي آخر رفض الكشف عن هويته أن الاتحاد الأوروبي يستهدف بذلك “بشكل رمزي للغاية” نمط حياة الرئيس بشار الأسد وزوجته، بعد أن تناقلت الصحف مؤخرا أخباراً عن شراء أسماء لمنتجات فاخرة.

وأوضح الدبلوماسي أن الهدف من العقوبات هو “إفهام الأسد وزوجته والمقربين منهما، وأيضا أعضاء النظام أن الأحداث في سوريا ستؤدي إلى عواقب على نمط حياتهم”. إلا أنه أقر في الوقت نفسه بسهولة الالتفاف حول هذا النوع من العقوبات، وبأنها “رمزية بشكل أساسي”.ويريد الاتحاد الأوروبي حظر معدات ومواد أخرى يمكن أن تستخدم لغايات قمعية ضد المعارضة في الداخل، أو يمكن أن تستخدم لتصنيع مثل هذه المعدات. بعض هذه المواد سيتم حظرها، بينما سيتطلب القسم الآخر تصريحاً خاصاً.

وهي المجموعة الرابعة عشرة من العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي ضد النظام السوري.

كما تشمل العقوبات توسيع “القائمة السوداء” لكبار المسؤولين والقادة العسكريين السوريين الذين يحملهم الاتحاد الأوروبي مسؤولية قمع التظاهرات المناهضة للنظام.

واتفق القادة الأوروبيون على إدراج 12 اسماً جديداً على القائمة، التي تشمل حالياً 162 شخصاً، وضمنهم الرئيس الأسد، على أن تشمل العقوبات الموسعة على وجه الخصوص قرينته أسماء الأسد وأمه أنيسة مخلوف.

طهران: دعم جهود أنان وضرورة التعامل بحكمة مع الملف السوري

تونس (23 نيسان /أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

جدد وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي الاثنين دعم بلاده لمبادرة وجهود موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية، كوفي أنان كما دعا دول الجوار والمجتمع الدولي الى التعامل “بحكمة” مع القضية السورية

وقال صالحي للصحفيين عقب لقائه نظيره التونسي رفيق عبد السلام “موضوع سورية حساس و يجب أن يحل بشكل سوري سوري بدون أي تدخل أجنبي” مؤكدا ان طهران مع “إعطاء الفرصة للنظام السوري لإنجاح خطط الإصلاح وأيضا مع دعم مبادرة أنان ومع إيقاف العنف والقتل من كلا الطرفين”،حسب تعبيره

من جهة ثانية أعرب صالحي عن أمله في ان “يدخل الطرفان ،النظام والمعارضة في مفوضات من اجل حل سوري سوري لهذا الملف و بدون أي تدخل أجنبي او تسليح”،حسب قوله

هذا و دعا صالحي دول الجوار والمجتمع الدولي الى التعامل مع الملف السوري “بصورة حكيمة حتى لا تنفلت الأمور ولأن الفراغ سيؤثر على المنطقة برمتها”،حسب تعبيره

هذا وطالب صالحي بمنح الرئيس السوري ونظامه “الفرصة الكافية” لتلبية المتطلبات المشروعة للشعب و المتمثلة ،حسب قوله في التعددية الحزبية و الانتخابات الحرة و الدستور الجديد منوها الى انه “توجد معارضة في سورية و الحكومة أعلنت استعدادهما للتفاوض معها ولكن في اطار منطقي و اجواء ملائمة”،حسب تعبيره

ويأتي كلام صالحي في وقت اعلنت فيه الامم المتحدة نشر 300 مراقب في سوريا بداية من الاسبوع المقبل

يذكر ان صالحي بدا الاثنين زيارة لتونس بيومين التقى خلالها نظيره التونسي ورئيس الحكومة ورئيس المجلس التأسيسي على ان يلتقي غدا فعاليات حزبية ومن المجتمع الأهلي قبل أن يجتمع مع وزير الصناعة التونسي على أن يجتمع مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي مساء غد الثلاثاء

الأمم المتحدة تتهم سوريا بعدم تطبيق خطة السلام بالكامل وعشرات القتلى في حماه

اتهم مسؤول رفيع في الأمم المتحدة السلطات السورية بعدم تطبيق خطة المبعوث الأممي كوفي عنان بشكل كامل، بينما اعلن ناشطون معارضون عن سقوط تسعة قتلى في حماه برصاص القوات الحكومية.

وقال مساعد الأمين العام للشؤون السياسية لين باسكو إن الحكومة السورية لا تزال تستخدم الاسلحة الثقيلة وأنها فشلت في التطبيق الكامل للنقاط الست التي اشتملت عليها خطة السلام الدولية التي وافقت عليها دمشق.

وأضاف باسكو خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أن وقف إطلاق النار لا يزال غير مكتمل وأن “انتهاكات لحقوق الإنسان لا تزال ترتكب مع الإفلات من العقاب”.

وتابع قائلا “نحن في لحظة محورية بالنسبة إلى سوريا”.

استجابة غير كافية

وطالب باسكو بسحب الجنود والاسلحة من المدن والبلدات.

يذكر أن آلاف السوريين المعارضين قتلوا على يد القوات الحكومية خلال أكثر من عام من الانتفاضة التي تطالب بتغيير النظام الحاكم في البلاد.

ووصف باسكو استجابة دمشق إلى عناصر خطة السلام، التي تشتمل على إطلاق سراح الأسرى والسماح بالمظاهرات السلمية، بأنها “غير كافية على الإطلاق”.

وأعرب عن أمل الأمم المتحدة في أن يؤدي نشر المزيد من المراقبين في سوريا إلى المساعدة على إنهاء أعمال القتل وخلق الظروف المواتية لبدء “عملية سياسية ذات مصداقية”.

عشرات القتلى

على صعيد التطورات الميدانية، قتلت القوات السورية المدججة بالاسلحة الثقيلة عشرات المواطنين في مدينة حماه وسط البلاد، حسبما أعلن ناشطون معارضون.

ويأتي الإعلان عن هذه الأنباء بعد يوم واحد من استقبال أهل حماه لوفد الأمم المتحدة الذي أرسل لمراقبة الأوضاع في المدينة.

وتلقى أحداث الاثنين، وهي الأعنف في حماه منذ أشهر، بمخاوف جديدة بشان عمل فريق الأمم المتحدة تتمثل في لجوء القوات السورية إلى الانتقام من المعارضين الذين يشعرون بقدر من القوة عقب وصول المراقبين إلى مناطقهم.

مقتل ضابطين

وقال المرصد السوري المعارض، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إن جنود القوات الحكومية فتحوا نيران اسلحتهم الرشاشة على مواطني حماه، وأن عدد الضحايا بلغ حوالي 29 قتيلا.

وذكرت تقارير أخرى أن القوات الحكومية قصفت حماه وأطلقت النار على المواطنين في الشوارع.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ذكرت في وقت سابق أن ضابطين قتلا في حماه على يد من وصفته بالمجموعات الإرهابية.

وأضافت الوكالة أن “المجموعات الإرهابية” قتلت شخصين آخرين في مدينتي درعا والصنمين.

الحدود الأردنية

في هذه الاثناء، قالت وكالة إغاثة اردنية إن القوات السورية هاجمت عشرات اللاجئين الذين كانوا يحاولون الفرار من سوريا إلى الأراضي الأردنية يوم السبت.

وقال محمد أحمد إياد المتحدث باسم وكالة الكتاب والسنة الخيرية إن عشرات السوريين نقلوا إلى المستشفى عقب عبور الحدود إلى الأراضي الأردنية.

وأضاف إياد أن اللاجئين بدت عليهم آثار حروق وجروح وطلقات نارية.

وتحدث اللاجئون عن أشخاص آخرين كانوا يحاولون العبور معهم، لكن القوات السورية استطاعت القبض عليهم، بمن فيهم 50 امرأة.

عقوبات أوروبية جديدة على النظام السوري وبعثة المراقبين تواصل جولاتها

أعلن مصدر دبلوماسي أن الاتحاد الأوروبي فرض الاثنين عقوبات جديدة على النظام السوري وذلك في الوقت الذي تواصل بعثة المراقبين الدوليين جولتها في عدد من المدن السورية وسط تقارير عن سقوط قتلى جراء هجمات للجيش على مناطق أخرى وفقا لنشطاء.

وتشمل العقوبات حظر تصدير المواد الفاخرة و المواد التي يمكن ان تستخدم لقمع المتظاهرين.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسي قوله إن الاتحاد الاوروبي يستهدف بهذه “العقوبات الرمزية” نمط حياة الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته.

وكانت وسائل إعلام قد تناقلت أخبارا عن إقبال أسماء الأسد على شراء المنتجات الفاخرة.

وأوضح الدبلوماسي ان الهدف من العقوبات بعث “رسالة إلى الأسد وزوجته والمقربين منهما أن الاحداث في سوريا ستؤدي إلى عواقب على نمط حياتهم”.

وصدر القرار بفرض العقوبات خلال اجتماع لسفراء الدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي قبل اجتماع لوزراء الخارجية في لوكسمبورغ.

حمص

من ناحية أخرى، قالت لجان التنسيق المحلية السورية المعارضة إن مدينة داعل في درعا تتعرض إلى اطلاق نار كثيف واقتحام بالدبابات.

أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فقال إن “حصيلة القتلى الذي سقطوا الأحد برصاص الأمن والجيش بلغت ستة عشر شخصا”.

وأَضافت لجان التنسيق إن مدينة حمص هزها دوي انفجارات.

وكانت المدينة قد شهدت بعضا من الهدوء على مدار اليومين الماضيين نظرا لتواجد المراقبين الدوليين فيها.

وزارت طليعة بعثة المراقبين حمص يوم السبت وظل اثنان من المراقبين في المدينة يوم الأحد.

كما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا أن بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة زارت مدينة حماة وسط البلاد.

مزحة

ويقول ناشطون معارضون إن ” بعثة الأمم المتحدة مجرد مزحة” واتهموا قوات الحكومة بمواصلة عملياتها العسكرية في المناطق التي لا يتواجد فيها المراقبون.

ووردت تقارير عن اقتحام الجيش بلدة دوما شرقي العاصمة دمشق تحت غطاء مجفعي كثيف.

وأظهرت مقاطع فيديو بثت على شبكة الانترنت، قالت المعارضة إنها التقطت في دوما، سحبا من الدخان ترتفع من مباني البلدة.

ونقلت وكالة اسوشييتدبرس عن أحد نشطاء دوما قوله إن ” القصف يتوقف وتختفي الدبابات عندما يزور المراقبون مكانا ما، وعندما يغادرون يتواصل القصف”.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن أربعة جنود على الأقل قتلوا لدى سقوط قنبلة على مركبتهم خارج بلدة دوما.

لكن وكالة الأنباء الحكومية سانا لم تذكر أي تقارير عن نشوب قتال في دوما، لكنها ذكرت أن ضابطا واحدا على الأقل قتل في انفجار قنبلة في قافلة عسكرية بمدينة حلب شمالي البلاد.

دعوة

وكان المبعوث الدولي كوفي عنان قد دعا القوات الحكومية والمعارضة بإلقاء السلاح والتعاون مع المراقبين الدوليين لدعم اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ من عشرة أيام.

وقال عنان إنه يجب ” على الحكومة الكف عن استخدام الاسلحة الثقيلة وان تسحب كما تعهدت مثل هذه الاسلحة والوحدات المسلحة من المراكز السكنية وان تنفذ بالكامل التزاماتها بموجب الخطة المؤلفة من ست نقاط”.

كما رحب عنان بقرار مجلس الأمن الدولي بإرسال 300 مراقب إلى سوريا تخضع مهمتم لتقييم الأمين العام للأمم المتحدة.

نشطاء: مقتل 20 في قصف لمدينة حماة السورية

بيروت (رويترز) – قال نشطاء ان القوات السورية قصفت حي الاربعين في مدينة حماة يوم الاثنين وفتحت النار على السكان مما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الاقل.

وجاء القصف بعد يوم واحد من قيام مراقبين تابعين للامم المتحدة بزيارة حماة في اطار متابعتهم لوقف اطلاق النار الذي بدأ قبل 11 يوما.

وقال نشط من المنطقة يدعى مصعب لرويترز في مكالمة هاتفية “بدأ الامر في الصباح بالدبابات والمدفعية.. كانت هناك منازل تحترق… دخلت قوات الجيش وأطلقت النار على الناس في الشارع.”

وأضاف أن 20 شخصا على الاقل قتلوا وأصيب 60 ويمكن أن يكون هناك اخرون محاصرون تحت ركام المباني المنهارة.

ولم يرد على الفور تعقيب من السلطات السورية التي تقول انها ملتزمة باتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه مع الوسيط الدولي كوفي عنان في 12 ابريل نيسان لكنها تحتفظ بحق الرد على ما تقول انه استمرار للهجمات من “المجموعات المسلحة”.

وقال رامي أبو عدنان وهو نشط يعيش قرب منطقة في حماة مجاورة لحي الاربعين ان بامكانه أن يرى عامودا كثيفا من الدخان المتصاعد من الاربعين الذي تعرض للقصف.

وقال “كان هناك قصف في وقت سابق ثم حضرت قوات الامن وبدأت في اطلاق النار واحراق المنازل.”

 (اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

بدعوة من مركز القدس للدراسات السياسية/ عمان، التأم على الشاطئ الشرفي للبحر الميت” خلال الفترة من 18 – 19 نيسان/أبريل 2012، مؤتمر “المواطنة والدولة المدنية الديمقراطية….نحو توافق وطني حول دستور جديد لسوريا”…بمشاركة ستين شخصية، مثلت مختلف ألوان الطيف السياسي ومجموعات المعارضات وتياراتها، فضلاً عن ممثلين لمختلف المكونات الاجتماعية (القومية والدينية) السورية.

    وعلى مدى يومين كاملين، وعلى امتداد سبع جلسات عمل مطوّلة، ناقش المشاركون في المؤتمر، عناوين من نوع: “أي نظام سياسي لسوريا المستقبل؟”..”الدين والدولة”…حقوق الأفراد والجماعات…أسئلة الهوية والمواطنة والإندماج”…كما خصصت جلسة ختامية للبحث في عدد من المقترحات والتوصيات وملامح خريطة طريق للمستقبل، كما طرحت في المؤتمر أفكار ومداخلات عديدة، تناولت “سبل التغيير في سوريا..الفرص والتحديات” و”ملامح مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية”.

    ولقد شهدت قاعة المؤتمر وردهاته، نقاشات مستفيضة بين المشاركين، اتسمت بالعمق والصراحة والجرأة (والحدة أحياناً) في تناول الموضوعات قيد البحث، بما فيها أكثرها دقة وحساسية، مثل “علاقة الدين بالدولة” و”ووضع الأقليات في النظام السياسي السوري الجديد”، و”طبيعة نظام الحكم المناسب لسوريا”، حيث أشاد المشاركون بفكرة عقد المؤتمر الذي جمع حول مائدة واحد، ولأول مرة، وبدعوة من هيئة بحثية مستقلة، ممثلين عن مختلف أطياف المعارضة في الداخل والخارج، مشددين على أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات.

    وإذ ثمّن المشاركون الكفاح الباسل للشعب السوري والتضحيات الجسيمة التي قدمها أبناؤه وبناته، رأوا أن الثورة السورية تشكل فرصة تاريخية نادرة للخلاص من الديكتاتورية والفساد والاستبداد، وحذروا من الأخطار والتهديدات التي تحيط بها، حيث برز التأكيد على وجوب محاربة “محاولات تطييف الثورة ومذهبتها”، مشددين على أهمية دعم الثورة والحفاظ على طابعها الشعبي – السلمي، وتفادي محاولات النظام و”بعض الجهات المتطرفة” حرف الثورة عن مسارها وأهدافها، وعدم الانجرار إلى مربعات العنف والاقتتال الأهلي.

    ودعا كثيرٌ من المشاركين المعارضة بمختلف تياراتها وتلاوينها، للإرتقاء إلى مستوى التضحيات العظيمة التي قدمها الشعب السوري، ونبذ الخلافات فيما بينها، والسعي لتوحيد صفوفها حول الأهداف الكبرى لثورة الشعب السوري، من دون أن يعني ذلك، “نفي التعدد والتنوع”، كما شدد مشاركون على ضرورة أن يتحلى خطاب المعارضة بالحكمة والتبصر والاعتدال، وبما يحفظ وحدة سوريا الترابية والشعبية، ويحول دون انهيار الدولة السورية، والتفريق بين الدولة والسلطة الديكتاتورية.

    في الوقت الذي أجمع فيه المشاركون على أن سوريا المستقبل، ستحظى بدولة مدنية – ديمقراطية، دولة المؤسسات والقانون، دولة المواطنة المستاوية التي تحفظ حقوق الأفراد والجماعات القومية والدينية…وفي الوقت الذي أجمع فيه المشاركون على أن الدولة السورية لن تكون دولة دينية أو عسكرية، دولة تحترم المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وتخضع لقواعد التعددية والتداول السلمي للسلطة، جرى نقاش مستفيض حول طبيعة النظام السياسي الملائم لسوريا، حيث طُرحت أفكار ترجح النظام “البرلماني” على النظام “الرئاسي” تفادياً لإعادة إنتاج الديكتاتورية، نظام يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات واستقلالها، وتدعيم دور الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، وتعزيز مكانة المرأة ومشاركتها في النظام السياسي المقبل.

    وجرى بحث عميق في مسألة العلاقة بين “مدنية” الدولة و”علمانيتها” حيث طرح ممثلون لتيارات يسارية وقومية وعلمانية وليبرالية، الحاجة للتأكيد على “علمانية” الدولة وفصل الدين عن السياسة، باعتبار أن مصطلح “الدولة المدنية” فضفاض ويحمل أكثر من تفسير، وهو ما لم يجد قبولاً عند بعض المشاركين من ذوي الخلفيات الإسلامية، الذين شددوا على أهمية “الإسلام دينٌ ودولة”، وأن دمشق عاصمة الخلافة الأموية وأن سوريا في بعدها الثقافي والروحي، لا يمكن أن تتخلى هويتها العربية الإسلامية من دون افتئات على حقوق بقية المكونات الدينية والقومية…وجادل مشاركون في مفهوم “حياديه الدولة ” حيث ذهبوا للقول بأن هوية الدولة يجب أن تكون “حيادية”، محذرين من أن النص على “دين الدولة أو رئيسها” يشكل تمييزاً بحق مكونات أصيلة وتاريخية من مكونات الشعب السوري.

    وفي موضوع العلاقة بين الشريعة والتشريع، جرى نقاش واسع بين من يريد الشريعة “مصدراً رئيساً” ومن يريده “مصدراً من بين مصادر”، إلى جانب “العرف الراسخ” و”العقد الاجتماعي”، على أن تنظم حقوق الطوائف والمكونات الأخرى وفقا لمرجعياتها الدينية، وطالب مشاركون باعتماد “قانون مدني” يتيح لكل من يرغب في إدارة “أحواله المدنية” وفقاً له.

    وأجمع المشاركون في المؤتمر، على أهميه رفع الظلم الذي تعرض لها الأكراد في سوريا من قبل النظام طوال سنوات وعقود، وشددوا على أن ظلماً مماثلاً كان وقع على بقية مكونات الشعب السوري، وشددوا على أن “لا حل كردياً” للمسألة الكردية، بل “الحل الديمقراطي” الذي يكفل مصالح مختلف الفئات والجماعات والأفراد، بما في ذلك الحقوق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وقد شدد مشاركون “أكراد سورييون” على وجوب أن تتخطى المعارضة العبارات الفضافضة عند الحديث عن حقوقهم ومستقبلهم.

    وطالب مشاركون (بعض ممثلي الحركات الكردية)، بالعودة إلى الإسم الرسمي لسوريا قبل قيام “دولة الوحدة مع مصر”، أي أن تحمل اسم الجمهورية السورية بدل الجمهورية العربية السورية، الأمر الذي رفضه كثيرٌ من المشاركين، الذي حذروا من مخاطر “هيمنة الأقلية على الأكثرية”، مشيرين إلى كون السوريين العرب، يشكلون أكثر من أربعة أخماس الشعب السوري.

    وفي الحديث عن “النظام الأنسب لسوريا”، رفض مشاركون أية أطروحات من نوع “الفيدرالية” أو “تقرير المصير”، باعتبارهما تهديداً لوحدة سوريا، و”نزوعاً” إنفصالياً وتقسيمياً لا يمكن القبول به….وطالبوا عوضاً عن ذلك، بالأخذ بمبدأ “اللامركزية الإدارية” على غرار ما يحصل في كثير من الدول والمجتمعات الديمقراطية.

    وأجمع المشاركون على وجوب التركيز في مرحلة الانتقال للديمقراطية على المُشتركات والجوامع، وتأجيل البحث في القضايا موضع الخلاف والمثيرة للحساسيات القومية والدينية، وطالبوا مختلف المكونات الاجتماعية بعدم استغلال “اللحظة الراهنة” لطرح مطالب يصعب القبول بها، وشددوا على وجوب تعزيز الشراكة في الثورة، وتجنب منطق الرهان على اختلافات المعارضة أو اللعب في المنطقة الرمادية بين السلطة والمعارضة، ما عدّه البعض “إبتزازاً” مكلفاً للثورة ولأصحابه، يتعين تلافيه.

    ومن أجل طمأنة مختلف مكونات الشعب السوري، أجمع المشاركون على وجوب توجيه التطمينات والضمانات لمختلف هذه المكونات وتفادي لغة “الانقسام والتوتير” والتصدي لـ”الفتاوى” التي تثير مخاوف مكونات عديدة، والحفاظ على وحدة الشعب والثورة وسوريا المستقبل…وحذر المشاركون من “قنوات الشحن الطائفي” التي تعمل على تفتيت البلاد والعباد، ودعوا للتصدي لها ومقاطتها ونشر الوعي بخطورتها.

    وعلى هامش المؤتمر، وقع 24 مشاركاً على ما أسموه “إعلان البحر الميت”، والذي تضمن دعوة لوحدة المعارضة وتعظيم “مُشتركاتها” والرهان على الشعب وقواه في الداخل بوصفها “الحامل الوطني” للثورة، والحفاظ على سلمية الحراك وطابع المجتمعي الشامل، ورفض التدخل العسكري و”ضبط السلاح وإخضاعه للمرجعية السياسية” للمعارضة الموحدة، محذراً من انفراد أي طرف بأية تسوية منفردة مع النظام…ولقد عبر البيان على الدعم لخطة كوفي عنان ودعوة الجامعة العربية لاستئناف مبادرة توحيد المعارضة (مرفق نص البيان والأسماء الموقعة عليه).

    وفي جلسة التوصيات والمقترحات، طالب المشاركون بتنظيم سلسلة من الأنشطة الاستكمالية في مواضيع “المصالحة والعدالة الانتقالية”، و”دعم توجه الأحزاب لبناء برامج وطنية تدعم وحدة الشعب السوري بمختلف مكوناته”، وتخصيص مؤتمر وطني سوري لمناقشة المسألة الكردية (ومسألة الأقليات في سوريا)، فضلا عن العديد من التوصيات والمقترحات التي تتناول دعم الحركات الشبابية والنسائية والتأهيل والتدريب وبناء القدرات.

    يذكر أن عدداً كبيراً من المشاركين في المؤتمر يمثلون قوى وتيارات وأحزاب سياسية سورية رئيسية معارضة، ويشغلون مواقع قياديه فيها، مثل: المجلس الوطني السوري، هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، إعلان دمشق، تيار بناء الدولة السورية، المنبر الديمقراطي، جماعة الإخوان المسلمين، لجان إحياء الربيع الكردي، المنظمة الآثورية الديمقراطية، إئتلاف القوى العلمانية الديمقراطية السورية، الكتلة الوطنية الديمقراطية، التيار الوطني السوري، حزب الوحدة الديمقراطي الكردي….فضلا عن عدد من المستقلين وممثلي التنسيقيات ومؤسسات مجتمع مدني وناشطين في الحراكات الشبابية والشعبية.

    وكان مركز القدس للدراسات السياسية/ عمان، نظم مؤتمراً بعنوان “سوريا في إقليم متغير” في الفترة من 21 – 22 كانون أول/ ديسمبر 2011، بمشاركة 30 شخصية سورية معارضة وحضور ممثلين عن تركيا ولبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر والسعودية وإيران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى