أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأثنين، 30نيسان 2012

رئيس المراقبين يطلب مساعدة السوريين لوقف إطلاق النار

دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب – حض رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سورية الجنرال النروجي روبرت مود كل الأطراف في سورية طالباً مساعدتهم لوقف العنف من أجل إنجاح خطة كوفي انان.

وشدد مود، الذي تولى أمس مهماته رئيساً للبعثة الدولية المنوط بها مراقبة التزام كل الأطراف تنفيذ خطة انان، على أنه من دون التزامهم بنود خطة انان لن يتحقق شيء على الأرض، وقال: «لا يمكن المراقبين ان يحلوا كل المشاكل وحدهم».

وتزامن وصول مود إلى دمشق مع تحذير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر من أن خطة انان «في خطر»، قائلاً: «من الاهمية بمكان اذاً ان يتم تطوير البعثة سريعاً». وعلى رغم مواصلة المراقبين زيارتهم لعدد من المدن ومن بينها اللاذقية وأحياء في حمص ضمنها حي الخالدية «قلب الاحتجاجات» في المدينة، واصل الجيش السوري عملياته الأمنية ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 17 شخصاً.

ولدى وصوله لتسلم مهماته، دعا مود السوريين إلى «مساعدة» البعثة الدولية، قائلاً في تصريحات للصحافيين في مطار دمشق «أدعو الجميع الى وقف العنف ومساعدتنا على وقف العنف المسلح من كل الجهات… من أجل إنجاح خطة كوفي انان». وأضاف: «سنعمل على ان توضع خطة انان المؤلفة من ست نقاط التي وافقت عليها الحكومة السورية موضع التنفيذ». وتابع: «لتنفيذ ذلك، لدينا الآن 30 مراقباً على الارض، ونأمل بأن يتضاعف العدد في الأيام المقبلة … وان يصل سريعاً الى ثلاثمئة».

وشدد مود «سنعمل مع كل الاطراف على تنفيذ الخطة»، مضيفاً: «لا يمكن المراقبين ان يحلوا كل المشاكل وحدهم، على كل الاطراف ان يوقفوا العنف وان يعطوا (العملية) فرصة». وعن بطء عملية انتشار المراقبين، قال رئيس البعثة إنه ليس هناك بطء، بل «ان استقدام مراقبين من مناطق بعيدة في افريقيا… وآسيا، امر معقد» يتطلب وقتاً. وتعارض سورية نشر مراقبين من دول تعتبرها منحازة للمعارضين في ذلك البلد، وبينهم مراقبون من بعض الدول الاوروبية واميركا ودول بالشرق الأوسط.

وكان الناطق باسم بعثة المراقبين الدوليين في سورية نيراج سينغ قال أمس إن مود «سيتسلم قيادة فريق المراقبين على الفور». وأشار سينغ الى ان أعضاء بعثة المراقبين في حمص وسط سورية ودرعا جنوباً وادلب شمالاً «يواصلون عملياتهم وجولاتهم في المناطق الموجودين فيها»، مضيفاً ان الفريق الموجود في دمشق يعمل من اجل تحضير الارضية للبعثة الموسعة. وزاد ان الفريق يرسل ملاحظاته عن الوضع الى كوفي انان.

وفي دليل اضافي على صعوبة مهمة مود، قال ناشطون إن الجيش واصل عملياته في مناطق عدة وان ما لا يقل عن 17 شخصاً قتلوا امس في اطلاق نار وقصف.

ووفق النشطاء سقط القتلى في دير الزور وحمص ودمشق وريف دمشق وحماة وإدلب ودرعا، كما قتل أربعة جنود سوريين في انفجار وقع في مركز عسكري بريف حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ودخل المراقبون الدوليون أمس حي الخالدية ابرز معاقل المعارضة و «قلب الاحتجاجات» في المدينة، للوقوف على الوضع الانساني والأمني في الحي الذي يعتبر اكثر الأحياء التي تعرضت لقصف القوات السورية خلال الاشهر الماضية.

ويقول ناشطون إن ما لا يقل عن 50 في المئة من مباني الحي دمرت بسبب القصف المتواصل. وفيما لم يدل المراقبون بتصريحات من الخالدية، قال ناشطون إن الفريق الدولي جال في الحي ووقف على حجم الدمار في شوارع عدة «تحولت إلى اطلال» بسبب شدة القصف خلال الاشهر الماضية.

وإضافة إلى حي الخالدية، زار المراقبون مدينة اللاذقية بعد ساعات من تسجيل اشتـــــــباكات فيها بين السلطات والمعارضة.

وقال نيراج سينغ إن «البعثة الدولية زارت مدينة طرطوس بعدما زارت أولاً حمص وحماة في إطار مهمتها، وأجرت لقاءات مع جميع الأطراف في إطار التهيئة لوصول بعثة المراقبين الموسعة (المؤلفة من 300 مراقب عسكري غير مسلحين)».

وقال مصدر محلي في طرطوس إن «5 من المراقبين الدوليين وصلوا الى المدينة والتقوا المحافظ لمدة ساعة بعيداً من وسائل الإعلام».

وأضاف أنه «لدى وصول وفد المراقبين الى مبنى المحافظة تجمّع المئات من أبناء المدينة، وأشار الى أن «المراقبين اكتفوا بإلقاء التحية ولم يتحدثوا مع أحد».

في موازاة ذلك، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن إلقاء قوات الامن القنابل المسيلة للدموع على متظاهرين في حي الميدان بدمشق. وأظهرت مقاطع فيديو على الانترنت قوات الامن السوري تحمل المسدسات والسيوف في مناطق حي الميدان في دمشق لتخويف المتظاهرين ومنع تشييع عدد ممن قتلوا خلال الايام الماضية.

وقالت الهيئة إن الجيش السوري قصف قرى في منطقة القصير بريف حمص وان مروحيات الجيش قصفت ايضاً قرية سوحة وعقيربات في حماة، كما اقتحمت قوات النظام حي الأربعين في حماة وشنت حملة اعتقالات، وقصفت قرى عندان وخان طومان في ريف حلب. وفي حمص أفاد ناشطون بأن قوات النظام قصفت قريتي جوسية والنزارية التابعتين لبلدة القصير.

وفي إدلب تحدث ناشطون عن اقتحام قوات النظام قرية عين لاروز في جبل الزاوية وعن إطلاق نار كثيف في بلدة أريحا. وفي ريف دمشق قال ناشطون إن بلدة زملكا شهدت إطلاق نار كثيفاً وإن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات في دوما.

مود في سوريا يدعو “الجميع” إلى وقف العنف

تراجع القصف لحمص في وجود المراقبين

    (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ، ي ب أ)

دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الميجر جنرال النروجي روبرت مود لدى وصوله الى دمشق أمس، جميع الاطراف في سوريا الى وقف العنف من اجل انجاح خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان، وقت قتل ثمانية اشخاص في اعمال عنف في البلاد.

وصرّح مود للصحافيين في مطار دمشق: “أدعو الجميع الى وقف العنف ومساعدتنا على وقف العنف المسلح من كل الجهات … من اجل انجاح خطة كوفي انان”. واضاف: “سنعمل على ان توضع خطة انان المؤلفة من ست نقاط والتي وافقت عليها الحكومة السورية موضع التنفيذ”. واوضح انه “لتنفيذ ذلك، لدينا الآن ثلاثون مراقباً على الارض، ونأمل في أن يتضاعف هذا العدد خلال الايام المقبلة … وان يصل سريعا الى ثلاثمئة”. واعتبر انه “لا يمكن المراقبين ان يحلوا كل المشاكل وحدهم، على جميع الاطراف ان يوقفوا العنف وان يعطوا (العملية) فرصة”.

وسئل عن بطء عملية انتشار المراقبين، فأجاب انه ليس هناك بطء، بل “ان استقدام مراقبين من مناطق بعيدة في افريقيا وآسيا، امر معقد” يتطلب وقتا.

وينص قرار مجلس الامن الرقم 2043  على نشر 300 مراقب غير مسلح في سوريا للتحقق من وقف اعمال العنف. وحددت مهمة هؤلاء بثلاثة اشهر.

الى ذلك، قال الناطق باسم طليعة المراقبين نيراج سينغ  ان عملية انتشار المراقبين “تتحرك باقصى سرعة ممكنة”، والامر يشكل “اولوية قصوى بالنسبة الى الامم المتحدة”.

ميدانياً، أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان فريقاً من المراقبين زار حي الخالدية في حمص.

وقال الناشط في حمص كرم ابو ربيع  متحدثا بواسطة خدمة اتصال عبر الانترنت إن العنف تراجع الى حد كبير منذ ان نشر المراقبون فريقا يتألف من شخصين في المدينة الاسبوع الماضي. وأضاف :”لا تزال هناك انتهاكات لكن القصف واطلاق قذائف الهاون توقف… صممنا على بقاء المراقبين في حمص لأننا نعرف ان الهجمات ستتواصل اذا غادروها”.

وعلى رغم الهدوء النسبي، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له، ان شخصين قتلا بالرصاص على ايدي قناصة في حمص وان اثنين اخرين قتلا بنيران قوى الامن قرب حماه ومدينة دير الزور في شرق البلاد.

وقال ان اربعة جنود سوريين قتلوا في انفجار حصل في مركز عسكري بريف حلب في شمال سوريا. وقتل مواطن واصيب ثلاثة آخرون بجروح في سهل الغاب بمحافظة حماه، “اثر اطلاق رصاص عشوائي من القوات النظامية السورية عليهم بينما كانوا في مزرعة في قرية الصالحية”.

من جهة أخرى، أكد  رئيس اللجنة العليا للانتخابات في سوريا  المستشار خلف العزاوي، استكمال التحضيرات لانتخابات مجلس الشعب التي من المقرر اجراؤها في 7 ايار. وقال إن هذه التحضيرات محددة بالقانون كما كرس الدستور المبادىء والأسس التي تقوم عليها عمليات الاقتراع والديموقراطية وانتخابات مجلس الشعب والمجالس المحلية.

تبني تفجير انتحاري

في غضون ذلك، اعلنت مجموعة متطرفة تطلق على نفسها “جبهة النصرة” مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي حصل الجمعة في دمشق، وذلك عبر موقع اسلامي يستخدمه  تنظيم “القاعدة”، كما نقل   مركز سايت الاميركي لرصد المواقع الاسلامية.

وجاء في البيان الذي أورده موقع “شموخ الاسلام” ان التفجير الانتحاري لم ينفذ قرب مسجد بل في مكان قريب من تجمع لقوى الامن السورية، وقد نفذه المدعو ابو عمر الشامي، لافتا الى ان هذا الانتحاري لم يفجر نفسه الا بعدما تأكد ان رجال الشرطة المستهدفين ناهز عددهم 150.

وسبق لـ”جبهة النصرة”  ان تبنت تفجيرات انتحارية في سوريا، بينها تفجيران في 12 شباط في حلب وهجوم في 6 كانون الثاني في دمشق.

واكدت صحيفتا “تشرين” و”الثورة” السوريتان ان تنظيم “القاعدة” دخل سوريا وبات “يقود الارهاب” الذي تنفذه مجموعات مسلحة بتمويل من دول عربية واحتضان من الغرب.

الصليب الاحمر

واعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر في حديث نشرته صحيفة “در تسونتاغ” السويسرية ان خطة انان لحل الازمة في سوريا “في خطر”. وقال: “اعلق آمالا كبيرة على خطة انان بنقاطها الست والتي تشمل بعثة الامم المتحدة المكلفة مراقبة وقف النار”، ولكن “ادرك تماما، ويا للاسف، ان هذه الخطة في خطر. ومن الاهمية بمكان اذاً ان يتم تطوير البعثة سريعا”. وطالب “جميع الاطراف المعنيين بالعنف باحترام القانون واظهار حس انساني”.

الأمن القومي التركي

¶ في أنقرة،  يبحث مجلس الأمن القومي التركي في اجتماعه  اليوم  في مواضيع عدة بينها الجهود الدولية التي يبذلها أنان لحل الأزمة السورية، فضلا عن الأوضاع الجارية على الشريط الحدودي التركي – السوري.

وسيعقد المجلس اجتماعه الدوري في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس عبدالله غول وفي  حضور رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ورئيس الأركان وقادة القوات المسلحة والأعضاء الدائمين في المجلس.

«جبهة النصرة» تتبنى التفجير الأخير .. وموسكو وبكين تستنكران

دمشـق: مهمـة المـراقبـيـن تنتـظر فـرصـتـها

دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال النروجي روبرت مود، في دمشق أمس، جميع الأطراف إلى وقف العنف من اجل إنجاح خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، موضحا أنه «لا يمكن للمراقبين أن يحلّوا كل المشاكل وحدهم، على جميع الأطراف أن يوقفوا العنف وأن يعطوا (العملية) فرصة».

وفي الوقت الذي كانت الانتهاكات للتهدئة تتواصل، تبنّت مجموعة إسلامية متشددة تطلق على نفسها اسم «جبهة النصرة» مسؤولية التفجير الانتحاري الذي وقع الجمعة الماضي في دمشق. وقالت، في بيان نشر على موقع «شموخ الإسلام» على الانترنت، الذي يستخدمه تنظيم القاعدة، إن التفجير الانتحاري لم ينفّذ قرب مسجد بل في مكان قريب من تجمّع لقوات الأمن السورية.

وأضافت إن التفجير نفّذه المدعو أبو عمر الشامي، لافتة إلى أن هذا الانتحاري لم يفجّر نفسه الا بعدما تأكد أن عناصر الشرطة المستهدفين ناهز عددهم 150.

وذكر مركز «سايت» الأميركي أن «جبهة النصرة» سبق أن تبنت تفجيرات انتحارية في سوريا، بينها تفجيران في 12 شباط الماضي في حلب وهجوم في السادس من كانون الثاني في دمشق.

المراقبون

وقال مود، في مطار دمشق، «أدعو الجميع إلى وقف العنف ومساعدتنا على وقف العنف المسلّح من جميع الجهات من أجل إنجاح خطة كوفي انان». وأضاف «سنعمل على أن توضع خطة انان المؤلفة من ست نقاط، والتي وافقت عليها الحكومة السورية موضع التنفيذ». وتابع «لتنفيذ ذلك، لدينا الآن 30 مراقبا على الأرض، ونأمل بأن يتضاعف هذا العدد خلال الأيام المقبلة، وأن يصل سريعا إلى 300». وتابع «لا يمكن للمراقبين أن يحلّوا جميع المشاكل وحدهم، على مختلف الأطراف أن يوقفوا العنف وان يعطوا (العملية) فرصة».

وقال مود «سنكون 300 فقط لكننا نستطيع أن نحدث تأثيرا». وقال «لا يمكن لثلاثين مراقبا غير مسلّح أو 300 مراقب أعزل أو حتى ألف مراقب أعزل حلّ جميع المشكلات… أطالب الجميع بمساعدتنا والتعاون معنا في هذه المهمة الجسيمة التي تنتظرنا».

وعن بطء عملية انتشار المراقبين، شدّد مود على انه ليس هناك بطء بل «إن استقدام مراقبين من مناطق بعيدة في أفريقيا وآسيا، هو أمر معقّد» ويتطلب وقتا.

وينص الاتفاق الموقّع بين الحكومة السورية والأمم المتحدة حول آلية عمل المراقبين على أن توافق دمشق على الدول التي سيُستقدم منها عناصر البعثة الدولية. وأبلغ مسؤول في الأمم المتحدة مجلس الأمن الأسبوع الماضي رفض دمشق أي مراقب ينتمي إلى دولة من مجموعة «أصدقاء سوريا».

وكان المتحدث باسم طليعة المراقبين نيراج سينغ أكد أن عملية انتشار المراقبين «تتحرك بأقصى سرعة ممكنة» والأمر يشكل «أولوية قصوى بالنسبة إلى الأمم المتحدة». وشدد على «أهمية الوقف الكامل لأعمال العنف من كل الأطراف»، مضيفا «هذه هي الأولوية الأولى الملحّة التي نسعى إلى التحقق منها ودعمها». وأشار إلى أن مهمة المراقبين لا تزال في بدايتها، و«من المهم جدا أن نركز على إحراز التقدم الذي ينص عليه قرار مجلس الأمن».

واستقر اثنان من طليعة المراقبين في كل من حماه وحمص وادلب ودرعا. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مراقبي الأمم المتحدة تفقدوا حي الخالدية في حمص. وأشارت إلى أن وفدا من المراقبين الدوليين زار محافظة طرطوس أمس الأول، حيث التقى المحافظ عاطف النداف وعددا من الفعاليات الشعبية والشبابية بالمحافظة. وأضافت «طالبت الفعاليات التي احتشدت أمام مبنى المحافظة ورددت الهتافات والشعارات التي تؤكد على الوحدة الوطنية، أعضاء الوفد بالكشف عن حقيقة التحريض الذي تمارسه بعض القنوات الإعلامية المشتركة في سفك الدم السوري، مؤكدين أنهم مستعدون للتضحية بدمائهم وأرواحهم فداء للوطن».

وتابعت الوكالة «كما قام وفد المراقبين الدوليين أمس (الأول)، بجولات في مدينة حماه وريفها، حيث زار الوفد منطقة مشاع الطيار التي انفجرت فيها عبوة خلال إعدادها من قبل إرهابيين. وزار الوفد أيضا أحياء الشيخ عنبر وكازو إضافة إلى بلدة كفربهم في ريف المحافظة».

الصليب الأحمر

واعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر في حديث نشرته صحيفة «دير تسونتاغ» السويسرية، أن خطة انان لحل الأزمة في سوريا «في خطر». وقال «أعلق آمالا كبيرة على خطة انان بنقاطها الست، والتي تشمل بعثة الأمم المتحدة المكلّفة مراقبة وقف إطلاق النار»، مضيفا «للأسف، أدرك تماما أن هذه الخطة في خطر. ومن الأهمية بمكان أن يتم تطوير البعثة سريعا». وطالب «كل الأطراف المعنيين بالعنف باحترام القانون وإظهار حس إنساني».

وزار رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثلاث مرات سوريا، منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار العام 2011، وكان آخرها بداية نيسان الحالي. وأشار كيلنبرغر إلى أن الصليب الأحمر الدولي تمكن بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري من توزيع مواد غذائية ومساعدات إنسانية على نحو 300 ألف شخص في البلاد.

دمشق

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، وصف تصريحات المسؤولين الأتراك حول مسؤولية حلف شمال الأطلسي في حماية حدودهم والتلويح بإقامة «منطقة آمنة» للاجئين السوريين، بأنها «استفزازية، وتهدف إلى تأزيم الوضع في سوريا، وضرب العلاقات الثنائية بشكل ممنهج، وهي تتنافى في الوقت ذاته مع خطة انان». وأضاف «ستبقى سوريا متمسكة بأفضل العلاقات مع الشعب التركي الصديق، وأبوابها مفتوحة للمواطنين الأتراك الذين يؤمنون بعلاقات حسن الجوار والتاريخ المشترك للشعبين الصديقين، لأن ما تجمعه الجغرافيا والتاريخ أقوى من الأحقاد الشخصية». (تفاصيل صفحة 14)

وكانت وكالة «الأناضول» نقلت عن وزير الاقتصاد التركي علي باباجان قوله، في بوسطن أمس الأول، إن تركيا «تدعم الحلول السياسية في سوريا، وضد التدخل الخارجي». وشدد على «ضرورة عدم قيام أي دولة بتسليح المعارضة»، مؤكدا انه «لا يوجد لدى تركيا مثل هذا التوجه».

وأكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات السورية المستشار خلف العزاوي، في مقابلة مع التلفزيون السوري بثت أمس، «استكمال التحضيرات لانتخابات مجلس الشعب التي ستجري في السابع من أيار المقبل»، موضحا أن «هذه التحضيرات محددة بالقانون رقم 101 لعام 2011 كما كرّس الدستور المبادئ والأسس التي تقوم عليها عمليات الاقتراع والديموقراطية وانتخابات مجلس الشعب والمجالس المحلية».

وأضاف العزاوي إنه «تم تحديد مراكز الاقتراع من قبل اللجان القضائية الفرعية في المحافظات، بحيث تغطي جميع الأمكنة التي يصل إليها المواطن بسهولة، علما أن لجنة الاقتراع تتكون من رئيس وعضوين على أن يكون رئيس المركز جامعيا ما أمكن». وأشار إلى أن «القانون والدستور يضمنان نزاهة العملية الانتخابية عبر تشكيل لجان قضائية مستقلة غير قابلة للعزل، ولا تتبع لأي جهة في الدولة، مدتها أربع سنوات، وهي مؤلفة من قضاة محكمة النقض التي تشرف باستمرار على أعمال اللجان الفرعية إشرافا كاملا، أما لجان الترشيح فهي تستقبل طلبات الترشيح ويتألف كل منها من رئيس وعضوين».

إلى ذلك، وافقت جامعة الدول العربية على مشاركة «المجلس الكردي السوري» في اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية، المقرر عقده في 16 أيار المقبل في القاهرة برعاية مشتركة بين الأمانة العامة للجامعة والأمم المتحدة.

وأوضح عضو لجنة العلاقات الخارجية في «المجلس الوطني الكردي» طلال إبراهيم باشا، بعد اجتماعه مع المسؤول عن ملف المعارضة في الجامعة العربية طلال الأمين في القاهرة، أن أربعة من أعضاء المجلس، هم خير الدين مراد وكامران حاجو ومصطفى إسماعيل وطلال إبراهيم باشا، سيشاركون في اجتماع المعارضة.

روسيا والصين

واعتبرت موسكو أمس الأول، أن على سوريا التصدي لـ«لإرهابيين بحزم». وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «نحن مقتنعون بوجوب التصدي بحزم للإرهابيين الذين يتحركون في سوريا، وعلى جميع الفاعلين داخل (البلاد) وخارجها أن يمنعوهم من الحصول على الدعم الذي يريدونه».

وأضافت «نحن قلقون خصوصا لمحاولات المعارضة السورية العنيدة العمل على مزيد تدهور الوضع في البلاد والحث على العنف الذي يتسبب بقتل مدنيين أبرياء». وأضاف «الهدف واضح وهو تدمير فرص التوصل إلى حل في سوريا يستند إلى خطة انان التي بدأ تطبيقها». وحثت كل القوى داخل سوريا وخارجها على «التصدي للإرهابيين بشكل حاسم» والتأكد من عدم حصولهم على الدعم.

وأعلن نائب وزير الخارجية الصيني تشينغ قوه بينغ، في موسكو، أن مواقف الصين وروسيا متطابقة بالكامل بشأن الأزمة في سوريا والبرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وقال تشينغ، الذي كان يرافق نائب رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ خلال زيارة إلى موسكو، إن «بكين تعارض حل القضية السورية عن طريق القوة. ونحن نعارض بشكل قاطع التدخل الخارجي في شؤون سوريا بغرض تغيير النظام. وإلا سيتكرر هناك السيناريو الليبي». وأشار الى ان «الصين على قناعة بأن كافة مشاكل سوريا يجب ان يحلّها الشعب السوري بنفسه، إلا أنه ينبغي على الحكومة أن تأخذ بعين الاعتبار مطالب الشعب باجراء الاصلاحات». وأكد أن بكين «معنية بوقف اراقة الدماء في سوريا وحل القضية عن طريق سلمي».

ميدانيات

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان أمس، «قتل أربعة جنود سوريين في انفجار وقع في مركز عسكري في ريف حلب»، فيما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنه «خلال عملية نقل صناديق ذخيرة إلى داخل مستودع تابع لإدارة التسليح في منطقة خان طومان التي تبعد 20 كيلومترا جنوب حلب، سقط أحد الصناديق ما أدى إلى انفجاره واستشهاد أربعة من العناصر الذين كانوا ينقلون الصندوق إلى داخل المستودع».

وأضاف المرصد «قتل 4 مواطنين في إطلاق نار في محافظة حماه وحمص ودير الزور». وكان المرصد قال، في بيانات أمس الأول، «قتل 10 مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في اشتباكات مع القوات النظامية في ريف دمشق. ووقعت اشتباكات بين منشقين والقوات النظامية بالقرب من القصر الرئاسي في اللاذقية، وأخرى في الطريق بين بلدتي كنصفرة وكفرعويد في جبل الزاوية في محافظة ادلب». وأشار إلى «مقتل 22 مدنيا في ريف دمشق وادلب وحماه وحلب والرقة».

وللمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات، ذكرت «سانا» أمس الأول أن «وحدة عسكرية متمركزة قبالة البحر شمال اللاذقية تصدت لمحاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من البحر، واشتبكت معها وأجبرتها على الفرار، بعد مقتل وجرح عدد من أفراد الوحدة العسكرية والمجموعة». وأشارت إلى أن مقر الوحدة العسكرية يبعد عن الحدود مع تركيا مسافة 30 كلم. وأضافت أن «مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت قوات حفظ النظام في منطقة عفرين (ريف حلب)، وحصل اشتباك أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر وإرهابيين اثنين».

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

أكثر من عشرين قتيلا في انفجارات استهدفت مقار أمنية في ادلب بسوريا

بيروت- (ا ف ب): سقط اكثر من عشرين قتيلا في انفجارات استهدفت مقار أمنية في ادلب في شمال غرب سوريا الاثنين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وجاء في بيان المرصد “قتل اكثر من عشرين شخصا غالبيتهم من عناصر الامن في انفجارات شديدة هزت مدينة ادلب واستهدفت مقار أمنية”.

واكدت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها وقوع “تفجيرين ارهابيين في ساحة هنانو وشارع الكارلتون في ادلب”، مشيرة إلى “انباء عن سقوط ضحايا”.

وقال المرصد في بيان آخر “هز انفجار شديد ضاحية قدسيا (قرب دمشق) تبين انه ناجم عن انفجار سيارة قرب فرع الديماس للاسكان والمعلومات الاولية تشير إلى سقوط ضحايا”.

وكانت اطلقت ليلا قذيفة (ار بي جي) على المصرف المركزي السوري في دمشق، بحسب ما افاد الاعلام السوري الذي اشار إلى أن العمل من تنفيذ “مجموعة ارهابية مسلحة”، وانه تسبب ب”اضرار مادية”.

كما استهدفت “مجموعة ارهابية مسلحة”، بحسب سانا، ليلا بقذيفة ار بي جي دورية لشرطة النجدة امام مستشفى ابن النفيس في منطقة ركن الدين في دمشق، ما ادى الى اصابة اربعة عناصر من الدورية بجروح.

وقتل الاحد أربعة جنود سوريين في انفجار وقع في مركز عسكري في ريف حلب (شمال)، بحسب المرصد.

وتتهم السلطات “مجموعات ارهابية مسلحة” بافتعال التفجيرات التي تتكرر في مناطق مختلفة من سوريا، بينما تؤكد المعارضة انها من صنع النظام.

وتأتي هذه التفجيرات في ظل وجود فريق من المراقبين الدوليين في سوريا للتحقق من وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من نيسان/ ابريل، لكنه يسجل خروقات يومية اوقعت حتى الآن مئات القتلى.

أشكنازي وداغان: سقوط الأسد جيد لإسرائيل ويجب إقامة نظام سني بسورية

تل أبيب- (يو بي اي): قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي ورئيس الموساد السابق مائير داغان إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيكون جيدا بالنسبة لإسرائيل وأنه يجب إقامة سني في سورية.

وكشف أشكنازي أن مدير المخابرات المصرية السابق عمر سليمان توقع خلال زيارة لإسرائيل قبل شهرين من اندلاع ثورة 25 يناير أنه قد يصبح رئيسا لمصر هو أو جمال مبارك.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أشكنازي قوله في خطاب أمام مؤتمر صحيفة (جيروزاليم بوست) المنعقد في نيويورك الأحد إن “العالم منح الأسد تصريحا بالقتل وإذا سقط الأسد فإن هذا سيكون جيدا بالنسبة لإسرائيل”.

وأضاف أن “أي نظام سيقوم في سورية سيكون أفضل بالنسبة لإسرائيل ولن يكون مرتبطا بحزب الله وإيران مثل النظام الحالي”.

وقال داغان الذي تحدث في المؤتمر نفسه إنه يجب الإطاحة بالأسد و”يجب إيجاد طريق لإقامة نظام سني مكانه بدعم من السعودية ودول الخليج، ومن شأن تطور كهذا أن يضعف القوة العسكرية والسياسية لحزب الله ومكانة إيران في المنطقة”.

وقال أشكنازي إن طبيعة الحرب تغيرت “ولم يعد يقف فيلق مقابل فيلق، وإنما العدو يختبئ خلف المدنيين” وأنه “من دون الاستهانة بحماس وحزب الله إلا أنهما غير قادرين على احتلال النقب والجليل”.

وتطرق أشكنازي إلى “الربيع العربي” قائلا إنه “ليس ربيعا وإنما عاصفة إسلامية” معترفا بأن إسرائيل لم تتوقع “هذه العاصفة”.

وفيما يتعلق بإيران، عبر أشكنازي عن تأييده للعقوبات ضدها وقال إن على إسرائيل أن تشكل تهديدا عسكريا على إيران لكن “ما زال هناك وقت لوقف (تطوير البرنامج النووي في) إيران، والهجوم ليس مطلوبا الآن ويفضل في المرحلة الأولى أن يتم عرقلة البرنامج النووي بواسطة الدبلوماسية”.

واضاف “رغم ذلك على إسرائيل أن تكون لديها قدرة ذاتية ولن تتمكن من السماح لنفسها بواقع تحت مظلة نووية، والعقوبات على إيران يجب أن تكون شديدة لكن من الجائز أن هذا أقل مما ينبغي الآن ومتأخر ولذلك يجب وضع الخيار العسكري على الطاولة”.

وكشف أشكنازي أن مدير المخابرات المصرية السابق عمر سليمان زار إسرائيل قبل شهرين من خلع الرئيس المصري السابق حسني مبارك وعبر عن توقعه بأنه هو أو جمال مبارك يمكن انتخاب أحدهما رئيسا لمصر.

وحسب أشكنازي فإنه عندما سأل المسؤولون الإسرائيليون عن سبب تأكده من نتيجة كهذه قال سليمان إن “الأمر المهم هو من يعدّ الأصوات”.

ومن جانبه وصف داغان النظام الإيراني بأنه “نظام ذكي وفنان في الديبلوماسية ويتقدم بمثابرة نحو تحقيق أهدافه النووية” ورأى أنه يحظر طرح المشكلة النووية الإيرانية على أنها “صراع بين إسرائيل وإيران” وأن المشكلة الإيرانية “يجب حلها بواسطة المجتمع الدولي”.

وأوضح داغان، الذي انتقد في الماضي أداء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك في الموضوع الإيراني، أنه لا يوجد خلاف بينه وبين الحكومة الإسرائيلية حول خطورة الموضوع الإيراني وإنما الخلاف هو حول الطريقة المناسبة لمعالجتها، وقال إنه إذا لم يتم حل القضية فإنه سيبدأ سباق تسلح نووي “في كل العالم وليس في الشرق الأوسط فقط”.

وتطرق داغان إلى القضية الفلسطينية وقال إنه يجب العمل بسرعة من أجل حلها لأنه لهذه القضية “تأثير هدام” على علاقات إسرائيل مع العالم الغربي.

وقبل بدء المؤتمر في نيويورك قال داغان إن الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يوفال ديسكين، الذي انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك، عبر عن الحقيقة التي بداخله، فيما انتقد رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت نتنياهو.

ونقل موقع (يديعوت أحرونوت) الالكتروني عن داغان قوله في مؤتمر تعقده صحيفة (جيروزاليم بوست) في فندق ماريون بنيويورك إن ديسكين “هو شاب جيد وجدي وهو يقول الحقيقة التي بداخله”.

ويشارك داغان في المؤتمر إلى جانب أولمرت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي.

وقال ديسكين يوم الجمعة الماضي إنه لا يثق بقدرة نتنياهو وباراك على قيادة حرب ضد إيران وأن مهاجمة إيران سيمنح شرعية لإيران بتسريع برنامجها النووي.

وكان داغان نفسه قال قبل شهور إن هجوما عسكريا إسرائيليا ضد إيران هو “أغبى فكرة سمعتها” ووجه انتقادات إلى نتنياهو وباراك.

وانتقد نية حزب الليكود الحاكم تسريع سن “قانون داغان” الذي يهدف إلى فرض قيود على تصريحات يطلقها قادة أجهزة أمنية. وقال في هذا السياق “قانون داغان؟ ما هذا؟ من هذا؟ لم أسمع بذلك، هل يريدون حقا سن قانون على اسمي؟”.

وأضاف “لا أحد يقول لي ماذا أقول ومع من بإمكاني أن أتحدث، والنقاش العام هو الأساس لدولة ديمقراطية، وإذا بدؤوا بكم الأفواه فإن هذا سيبدأ برؤساء الموساد وينتهي بالمواطنين”.

ومن جانبه وجه أولمرت انتقادات إلى نتنياهو على خلفية خلافاته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وقال “لسنا ملزمين بأن نتخاصم مع رئيس الولايات المتحدة، ولسنا ملزمين بإهانته إذا كان بالإمكان الامتناع عن ذلك”.

واضاف أولمرت “يجب احترامه، فهو رئيس أكبر دولة عظمى على وجه الكرة الأرضية وهو صديق لإسرائيل أيضا، سواء الرئيس الحالي أو الرئيس السابق، فدعونا نحترمهم بدلا من التخاصم معهم ونحاول التوصل إلى تفاهمات”.

مجموعة متطرفة تتبنى تفجيرا انتحاريا في دمشق

دبي ـ ا ف ب: اعلنت مجموعة متطرفة تسمي نفسها ‘جبهة النصرة’ مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي وقع الجمعة في دمشق، وذلك عبر موقع اسلامي عادة ما يستخدمه تنظيم القاعدة، وفق ما نقل الاحد مركز سايت الامريكي لرصد المواقع الاسلامية.

واورد البيان الذي نشر على موقع ‘شموخ الاسلام’ ان التفجير الانتحاري لم ينفذ قرب مسجد بل في مكان قريب من تجمع لقوات الامن السورية.

واضاف ان التفجير نفذه المدعو ابو عمر الشامي، لافتا الى ان هذا الانتحاري لم يفجر نفسه الا بعدما تأكد ان عناصر الشرطة المستهدفين ناهز عددهم 150.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري ان 11 شخصا قتلوا واصيب 28 اخرون في هذا التفجير الذي وقع في حي الميدان بوسط دمشق.

واكدت صحيفتان سوريتان الاحد ان تنظيم القاعدة دخل سورية وبات ‘يقود الارهاب’ الذي تنفذه مجموعات مسلحة بتمويل من دول عربية واحتضان من الغرب.

واورد مركز سايت ان ‘جبهة النصرة’ سبق ان تبنت تفجيرات انتحارية في سورية، بينها تفجيران في 12 شباط (فبراير) الماضي في حلب وهجوم في السادس من كانون الثاني (يناير) في دمشق.

رئيس بعثة المراقبين يدعو كل الاطراف في سورية الى وقف العنف لانجاح خطة عنان ورئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر يعتبرها ‘في خطر

مقتل اربعة جنود سوريين في انفجار في ريف حلب غداة مقتل 32 شخصا في اعمال عنف

بيروت ـ دمشق ـ القاهرة ـ جنيف ـ وكالات: قتل اربعة جنود سوريين في انفجار وقع الاحد في مركز عسكري في ريف حلب في شمال سورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان ‘قتل ما لا يقل عن اربعة جنود من القوات النظامية السورية اثر انفجار وقع داخل احد المراكز العسكرية في الريف الجنوبي لمحافظة حلب’.

واستهدفت عمليات تفجير عدة خلال الاشهر الاخيرة مراكز امنية وعسكرية، خصوصا في دمشق وحلب.

من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري ان مواطنا قتل واصيب ثلاثة آخرون بجروح في سهل الغاب في محافظة حماة (وسط) ‘اثر اطلاق رصاص عشوائي من القوات النظامية السورية عليهم عندما كانوا في مزرعة في قرية الصالحية’.

وكان قتل 32 شخصا في اعمال عنف في سورية السبت.

ومن جهته دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية الجنرال النرويجي روبرت مود لدى وصوله الى دمشق الاحد كل الاطراف في سورية الى وقف العنف من اجل انجاح خطة الموفد الدولي كوفي عنان.

وقال مود للصحافيين في مطار دمشق ‘أدعو الجميع الى وقف العنف ومساعدتنا على وقف العنف المسلح من كل الجهات (…) من اجل انجاح خطة كوفي عنان’.

واضاف ‘سنعمل على ان توضع خطة عنان المؤلفة من ست نقاط كما وافقت عليها الحكومة السورية موضع التنفيذ’.

وتابع ‘لتنفيذ ذلك، لدينا الآن ثلاثون مراقبا على الارض، ونأمل بأن يتضاعف هذا العدد خلال الايام المقبلة’.

وقال مود ‘سنعمل مع كل الاطراف على تنفيذ الخطة’.

وينص القرار 2043 الصادر عن مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي على نشر 300 مراقب غير مسلح في سورية للتحقق من وقف اعمال العنف. وحددت مهمة هؤلاء بثلاثة اشهر.

وسقط 362 قتيلا في سورية، بحسب منظمة العفو الدولية، منذ وصول طلائع المراقبين قبل اسبوعين.

وبدأ تطبيق وقف اطلاق النار في سورية، بموجب خطة عنان، في الثاني عشر من نيسان (ابريل). الا انه يسجل خروقات يومية.

وأبلغ نيراج سينغ الصحافيين ان مود سيصل الى مطار دمشق الساعة 14.30 من بعد الظهر (11.30 ت غ).

وستكون مهمة مراقبة وقف اعمال العنف التي فوض بها مجلس الامن الدولي ثلاثمئة مراقب يفترض ان ينتشروا تباعا في سورية، صعبة في ظل استمرار الخروقات المتمثلة باشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة وعمليات اطلاق النار والتفجيرات المتنقلة، رغم مرور اكثر من اسبوعين على وقف اطلاق النار. وقد حصدت اعمال العنف الاحد سبعة قتلى والسبت 32.

وشدد سينغ الاحد على ‘اهمية الوقف الكامل لاعمال العنف من كل الاطراف’، مضيفا ‘هذه هي الاولوية الاولى الملحة التي نسعى الى التحقق منها ودعمها’.

وكان قرار سابق أقر ارسال فريق من ثلاثين مراقبا بدا عمله قبل اسبوعين، الا ان عدده لم يصل بعد الى عشرين مراقبا يتحدرون من دول توافق عليها السلطات السورية.

رغم ذلك، قال سينغ ان ‘الامور تتحرك باقصى سرعة ممكنة’، مشيرا الى ان الامر يتعلق ‘باولوية قصوى بالنسبة الى الامم المتحدة، وان كل الجهود تبذل من اجل نشر الاشخاص بالسرعة الممكنة’.

واستقر اثنان من المراقبين في كل من حماة (وسط) وحمص (وسط) وادلب (شمال رغب) ودرعا (جنوب) وكلها مناطق شهدت خلال الاشهر الاخيرة سخونة بالغة في اعمال العنف وعمليات عسكرية واسعة لقوات النظام وتفجيرات مختلفة تنسبها السلطات الى ‘مجموعات ارهابية مسلحة’.

وقتل الاحد اربعة جنود سوريين في انفجار وقع في مركز عسكري في ريف حلب في شمال سورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقتل مواطن واصيب ثلاثة آخرون بجروح في سهل الغاب في محافظة حماة، ‘اثر اطلاق رصاص عشوائي من القوات النظامية السورية عليهم عندما كانوا في مزرعة في قرية الصالحية’.

كما قتل مواطنان ‘اثر اصابتهما برصاص قناصة في حي جورة الشياح في حمص.

وتنص خطة عنان على وقف اعمال العنف وسحب الآليات العسكرية من الشوارع واطلاق المعتلقين والسماح بحرية الاعلام ودخول المساعدات الانسانية وبدء حوار حول عملية سياسية.

ويتبادل المعارضون والسلطات الاتهامات بوقف اطلاق النار.

في بودابست، ذكر متحدث باسم الحكومة الاحد ان المجريين الاثنين اللذين اعلنت السلطات المجرية امس الاول انهم خطفا من مكاتب شركة يعملان فيها في جنوب شرق سورية على قيد الحياة، وان ‘وزارة الخارجية والقنصلية المجرية في دمشق ومركز مكافحة الارهاب المجري يعملون معا ليلا نهارا من اجل انهاء مسالة الخطف بطريقة سلمية في اسرع وقت ممكن’.

الى ذلك اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر في حديث نشرته الاحد صحيفة دير تسونتاغ السويسرية ان خطة كوفي عنان لحل الازمة في سورية ‘في خطر’.

وقال كيلنبرغر ‘اعلق امالا كبيرة على خطة عنان بنقاطها الست والتي تشمل بعثة الامم المتحدة المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار’.

واضاف ‘ويا للاسف، ادرك تماما ان هذه الخطة في خطر. من الاهمية بمكان اذا ان يتم تطوير البعثة سريعا’.

وطالب ‘كل الاطراف المعنيين بالعنف باحترام القانون واظهار حس انساني’.

ومذذاك، تمكن الصليب الاحمر الدولي بالتعاون مع الهلال الاحمر السوري من توزيع مواد غذائية ومساعدات انسانية على نحو 300 الف شخص في البلاد، وفق كيلنبرغر.

وخلال زيارته الاخيرة في بداية نيسان (ابريل)، توجه المسؤول الانساني مجددا الى دمشق تحضيرا لزيادة قدرات المنظمة على الارض، سواء لجهة الكوادر الدولية او الامكانات اللوجستية.

 الحرية في سورية باعتبارها حلا

صحف عبرية

ستتحرر سوريا في نهاية الامر. وحينما تتحرر سوريا فلن يُقتل فيها عشرات المواطنين (والمئات احيانا) كل يوم.

وحينما تتحرر سوريا لن تمتلىء السجون فيها بعشرات آلاف السجناء ولن يغتصب جنودها نساءها ولن تتحول المستشفيات فيها الى مواقع تعذيب. وحينما تتحرر سوريا لن تُرهب أقلية علوية سائر السكان ولن يكون الدم السوري مشاعا. وحينما تتحرر سوريا سيصبح لبنان ايضا دولة أفضل لا رهينة لحزب الله. ولن يحدث هذا بعد اسبوع أو شهر، لكنه سيحدث، ولن يحدث بسبب رد العالم بل سيحدث برغم عدم رده.

وستتحرر ايران في نهاية الامر. وحينما تتحرر لن تنفق أكثر مواردها على تطوير سلاح ابادة جماعية. وحينما تتحرر ايران لن تضطهد شعبها وتُجيعه ولن تُرجم النساء فيها حتى الموت. وحينما تتحرر ايران ستكون فيها انتخابات حرة ولن يتم تزوير نتائجها لمنع التحرير. فالشعب الايراني يستحق نظاما مختلفا وسيحصل على نظام مختلف. ولن يحدث هذا بعد اسبوع أو شهر، لكنه سيحدث. ولن يحدث بسبب رد العالم بل سيحدث برغم عدم رده.

ان القدرة الذرية الايرانية في حد ذاتها ليست خطرا على اسرائيل وعلى سلام العالم. فالمشكلة هي النظام الايراني. فلدول كثيرة قدرة ذرية منها عسكرية لكنها ليست خطرا. فلا يمكن منع التقدم والتقنية الحالية عن شعب مجتهد ومُبدع ومتعطش الى العلم. ولا يمكن ان تُرجع عقارب الساعة الى الوراء. ولا يمكن قصف ايران وجعلها ترجع الى العصر الحجري.

كما لا يمكن ان تُمحى انجازات السينما الايرانية التي كانت جائزة الاوسكار الاخيرة واحدة منها فقط، لا يمكن ايضا محو التقنية والعلم الايرانيين. لكن لا يمكن ايضا محو طموح الايرانيين الى حقوق الانسان والى النماء الاقتصادي، ولا يمكن ان تُمحى شجاعة مواطنين جائعين وطلبة جامعات غاضبين يهتفون بالموت لاحمدي نجاد ويُعرضون أنفسهم لخطر الموت. ان الانقضاض على سيارة رئيس ايران قبل اسبوعين ونصف يشهد على عمق القطيعة بين الشعب والنظام الذي فقد في حزيران 2009 الشرعية إثر تزوير الانتخابات وقمع دامٍ لمظاهرات غير عنيفة دعت الى انتخابات جديدة والى ديمقراطية.

ان الصمت المُحيِّر لزعماء في العالم آنذاك أحل دم مواطني ايران الذين يشتهون الحرية. فبدل ان يؤيدهم العالم الغربي ويقطع كل صلة بنظام فقد شرعيته ويدعو الى انتخابات جديدة عادلة، شجع الاضطهاد وأحدث انطباع ان الحرية حق محدود لا يجري على الشرق الاوسط.

ان التفاوض الحالي بين ممثلي ايران والقوى العظمى الذي يتناول اليورانيوم، لكن لا يتناول حقوق الانسان، يهب لنظام آيات الله الشرعية مرة اخرى وهو خيانة اخرى للشعب الايراني الذي ضاق ذرعا بحكامه. وكان يكفي ان ننظر الى كاثرين آشتون، وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، ملتفة بشال يبلغ الى ذقنها، تنحني أمام وزير الخارجية الايراني مع بدء المحادثات في اسطنبول كي ندرك قدر انجاز الوفد الايراني. وتشهد تسريبات الأنباء عن الاتفاق الذي أخذ يبلور هي ايضا على عجلة انقاذ لنظام الحكم وتخلي عن الشعب.

يجب على اسرائيل والعالم الغربي تأييد الشعب السوري والشعب الايراني في كفاحهما ضد مستبدين قتلة مضطهدين. فالذي يتجاهل معاناة الغير ويريد انقاذ نفسه فقط يجلب الفناء على نفسه في نهاية الامر ايضا. وحينما تتحرر ايران لن يكون سؤال هل عندها برنامج ذري سؤالا وجوديا، فحل المشكلة الذرية الايرانية ليس التدمير بل الحرية.

هآرتس 29/4/2012

الخلافات والشكوك في صفوف المعارضة تهدد الانتفاضة السورية

انطاكيا (تركيا) ـ من اريكا سولومون ـ (رويترز) – يتجمع المقاتل المعارض مصطفى وجماعته المكونة بالكامل من الرجال في مكان على مقهى تركي قرب الحدود السورية وهم يلبسون الجينز الممزق وينفثون دخان سجائرهم في صمت وهم يحدقون في عربة تبيع المثلجات.

ويقع ميدان قتالهم عبر الحدود في سوريا حيث يقاتلون من اجل اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد. لكنهم كالعديد من مقاتلي المعارضة في شمال سوريا يحتاجون بشدة للسلاح والمال يبحثون عن مانحين جدد في تركيا.

ويقول مصطفى الذي يبلغ من العمر 25 عاما “عندما يتعلق الامر بالحصول على السلاح تعلم كل جماعة انها يجب ان تعتمد على نفسها… انها معركة من اجل الحصول على الموارد.”

وتقاتل جماعة مصطفى اسميا تحت لواء الجيش السوري الحر لكن الجيش السوري الحر لا يتمتع بالاعتراف الدولي ولا تموله الدول بشكل مباشر مما يجعله مجرد لواء تتجمع تحته جماعات تتنافس بشراسة من اجل الحصول على التمويل الشحيح.

وقد تبلغ شراسة المنافسة حد توجيه سلاحهم الى بعضهم البعض.

وقال مصطفى القادم من محافظة ادلب الشمالية الغربية التي تقع على الحدود مع تركيا وهي احد مراكز الانتفاضة ضد الاسد “كل واحد بحاجة للسلاح. هناك توتر. هناك غضب ونعم يحدث احيانا قتال اذا بدا ان المقاتلين في بلدة ما لم يحصلوا على حصة عادلة من السلاح.”

ويشترك غياب الثقة هذا مع المصالح المتضاربة للاطراف الخارجية في اضفاء المزيد من الانقسام على حركة المعارضة المسلحة.

ويقول مقاتلون معارضون ان العثور على مانح يعني في العادة استخدام الاتصالات الشخصية. ويبحث المقاتلون عن اقارب او اصدقاء مغتربين ليكونوا حلقة وصل مع رجال اعمال او جماعات سورية في الخارج.

لكن بمجرد وصولهم إلى افراد مانحين يبدأ المقاتلون التفاوض وغالبا ما يكون المقابل للحصول على السلاح ايديولوجيا.

ويقول كثيرون ان الجماعات الاسلامية التي تتراوح بين السلفيين المتشددين وجماعة الاخوان المسلمين في المنفى تمول فرقا عديدة تشترك معها في افكارها الدينية. وحسب شهادة مقاتلين يوجد لجماعة الاخوان المسلمين ممثلون في انطاكيا مستعدون للقاء المقاتلين الراغبين في المشاركة.

ويحاول سياسيون يساريون وغيرهم من معارضي الاسلاميين مواجهة هذا النفوذ عن طريق تمويل جماعات مسلحة منافسة.

وقال ناشط طلب عدم الكشف عن هويته “هذه الجماعات تشكل ميلشياتها الخاصة وهم يشبهون زعماء الميليشيات. هذا يشق صف الشعب… انهم لا يفكرون في الاستراتيجيات العسكرية انما يفكرون في السياسة.”

ومع ترنح خطة السلام التي تدعمها الامم المتحدة يرجح ان تزيد السعودية وقطر – الخصمان الاقليميان لايران الحليف الرئيسي لسوريا – من دعوتهما لتسليح المعارضة.

وتخشى القوى الغربية التورط عسكريا في مكان جديد في الشرق الاوسط وتقول حتى الان ان تسليح المعارضة لن يكون فكرة جيدة لكنها تقترح دعمها بتقديم مساعدات غير فتاكة.

لكن حتى اذا تغير ذلك فلا يعرف بوضوح كيف ستوجه المساعدات لجماعات المعارضة المتنافسة التي تفوقها تسليحا بكثير قوات الاسد المزودة بالمدافع والدبابات دون اتفاق حتى على استراتيجية عسكرية.

وانفصل عدد من الجماعات رسميا عن الجيش السوري الحر لتكوين جماعات اخرى مثل جيش التحرير السوري والجيش الوطني والحركة البديلة وهي جماعات يصعب تقييم هويتها الحقيقية ومدى نفوذها مع الحظر الذي تفرضه الحكومة السورية على الصحفيين.

وتعهد الجيش السوري الحر باحترام وقف اطلاق النار الهش الذي تدعمه الامم المتحدة والذي دخل حيز التنفيذ في 16 ابريل نيسان اذا التزمت القوات الحكومية به. لكن جيش التحرير السوري يقول انه سيواصل القتال.

وقال هيثم قضيماتي المتحدث باسم جيش التحرير السوري لرويترز ان الجيش لا يقبل وقف اطلاق النار وان هناك تراجعا في العمليات سببه فقط نقص السلاح لا الالتزام بوقف اطلاق النار.

ويقول مقاتلون ان المانحين – الذين يمكن ان يكونوا مجرد واجهة لدول خليجية مثل السعودية وقطر – قدموا ملايين الدولارات للجماعات المعارضة المسلحة التي يفضلونها. ويعتقد كثيرون ان السلفيين والاخوان المسلمين يحصلون على نصيب الاسد من هذه الاموال.

واتهم قائد للمقاتلين يدعى ابو شحام (60 عاما) من مدينة حماة بوسط سوريا الاخوان المسلمين بالانسحاب من ميدان القتال لتبقى قوية في مواجهة الجماعات الاخرى لاحقا.

وتساءل “الاخوان المسلمون يضخون المال للوحدات المقاتلة لكن رجالهم لا يقاتلون مثلنا. وهم في العادة اول من ينسحب. لماذا؟

“انهم لا يفكرون في هذه المرحلة من المعركة. انهم مهتمون بما يأتي لاحقا. يريدون ان يدخروا انفسهم للصراع بعد سقوط الاسد ليخرجوا اكثر قوة.”

وقال المحلل جوزيف هوليداي من معهد دراسات الحرب في الولايات المتحدة ان القوى الأجنبية اذا لم تشارك مع المعارضة السورية المسلحة بشكل منظم فمن الممكن ان تؤدي الصراعات بين الجماعات المعارضة إلى فوضى.

وقال “اذا لم نعترف بالمعارضة المسلحة فأي شخص يمكنه ان يفتح محلا في تركيا ليبدأ في تمويل الجماعات المتعارضة… لن نعرف من يسلح من واخشى ان تكون الفرصة قد فاتت عندما يقرر الغرب التدخل.”

ويخشى بعض المعارضين المسلحين من ان يقوم الاصوليون الاسلاميون باشعال التوتر بين الاغلبية السنية التي تقود الانتفاضة والاقليات العلوية والشيعية والمسيحية.

وقال احد مقاتلي المعارضة بعد ان طلب عدم الكشف عن هويته “هناك كثير من الجهاديين الذين يريدون المجئ من الخارج وهذه حقيقة… عندها لن يكون الحديث عن قتال سوريا من اجل الحرية وانما عن حرب طائفية.”

ويقول قضيماتي ان المشكلة هي ان نظام الاسد استغرق 40 عاما في بناء عدم الثقة بين السوريين وان هدم الوحدة جزء من استراتيجية النظام.

ويقول بعض من مقاتلي الجيش السوري الحر انهم يتفادون كبار ضباط الجيش الحر خوفا من ان تكون صفوفهم مخترقة.

وادى هذا المناخ المتشكك الى اجواء يكثر فيها القتل بدافع الحذر.

وقال ابو شحام “هناك الكثير من الجماعات التي تعمل وحدها ميدانيا وليست كلها من الطيبين… بعضهم لصوص ومجرمون يستغلون الاضطرابات. لذا فنحن نطاردهم ونقتلهم. ليست لدينا مشكلة في اطلاق النار على هؤلاء الناس.”

وانتقد امجد الحميد الذي يقود وحدة مقاتلة معارضة في محافظة حمص تزعم انها تتلقى تمويلا من الحركة البديلة الشهر الماضي قادة عدة جماعات اخرى.

وقال امام حشد في تصوير بالفيديو نشر على يوتيوب بتاريخ 17 مارس آذار ان هناك مسلحين بين المدنيين يمثلون عبئا على الثورة. ووصف هؤلاء بأنهم لصوص وانه من غير المسموح لأحد ان يغتصب النساء والا لما كان هناك فارق بينه وبين قوات الاسد.

وفي اليوم التالي قتل الحميد برصاص مجهولين.

ولم تلق جماعة الحميد باللائمة على القوات الحكومية وانما اتهمت جماعات معارضة اخرى بقتله وتوعدت بالانتقام منها.

ويتبنى بعض مقاتلي المعارضة شعار الجيش السوري الحر فقط من اجل الحصول على فرصة تمويل افضل.

وقال محمود المقاتل من محافظة ادلب “شعرنا اننا مضطرون للتحالف مع الجيش السوري الحر لأنه الاكثر شهرة. واذا تم الاعتراف به فسوف نحصل على دعم اجنبي.”

وفي مخيم للاجئين في تركيا يجلس محمود ورفاقه المتأهبون امام رجل سوري في المنفى يعرض عليهم الكمبيوتر المحمول الخاص به ويتحدث معهم عن الاستراتيجية العسكرية.

ورفض الرجل الحديث عمن ارسله او المقابل الذي يريده. لكنه المح إلى وجود اسلحة في العرض الذي يقدمه مازحا وهو يقول “جئت لمساعدة الشباب في شراء فاكهتهم.”

القضاء السوري يفرج بكفالة عن الناشطة يارا شماس

أ. ف. ب.

دمشق: أفرج القضاء السوري الاثنين عن الناشطة يارا شماس على ان تتم محاكمتها وهي طليقة بتهمة الانتماء الى جمعية سرية بالاضافة الى ثماني تهم اخرى تصل عقوبتها الى الاعدام.

وقال مدير المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية انور البني لوكالة فرانس برس “قرر قاضي التحقيق في حمص اخلاء سبيل يارا شماس مقابل كفالة ومحاكمتها طليقة”. واوضح المحامي البني ان القضاء السوري “سيصدر قرارا لاحقا يتعلق بالتهم الموجهة اليها ومحاكمتها امام محكمة الجنايات او باعلان براءتها منها واسقاط الدعوة”.

وكان قاضي التحقيق في حمص (وسط) استجوب شماس (ابنة الحقوقي ميشيل شماس)، ووجهت اليها تهمة نشر انباء كاذبة والانتماء الى جمعية سرية بالاضافة الى ثماني تهم اخرى. تقرر توقيفها لمصلحة الملف.

وكانت منظمة مراسلون بلا حدود اعربت الجمعة عن قلقها ازاء مصير يارا شماس التي تواجه اتهامات تصل عقوبتها الى الاعدام، بحسب ما جاء في بيان للمنظمة التي طالبت السلطات السورية بالافراج عن الصحافيين والناشطين، بحسب ما تنص عليه خطة المبعوث الدولي كوفي انان لحل الازمة السورية.

واوضحت المنظمة ان هذه التهمة هي “اثارة الحرب الاهلية أو الاقتتال الطائفي بتسليح السوريين أو بحملهم على التسلح بعضهم ضد البعض الاخر”. واعتقلت عناصر من الامن السوري 12 شابا وشابة، بينهم يارا شماس ومجموعة من اصدقائها، اثناء وجودهم في مقهى نينيار الواقع في حي باب شرقي في دمشق مساء السابع من اذار/مارس.

واعربت منظمة مراسلون بلا حدود الجمعة عن قلقها ازاء مصير يارا شماس في ضوء الاتهامات الموجهة لها والتي “قد تواجه بسبب احداها عقوبة الاعدام”، لا سيما تهمة “اثارة الحرب الاهلية أو الاقتتال الطائفي بتسليح السوريين أو بحملهم على التسلح بعضهم ضد البعض الاخر”.

انفجارات دموية في سوريا في ظل توسع بعثة المراقبين

أ. ف. ب.

بيروت: وقع انفجار بعد ظهر الاثنين في مدينة ادلب في شمال غرب سوريا تسبب بسقوط جرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك بعد انفجارين صباحيين تسببا بمقتل عشرين شخصا بحسب المرصد، وتسعة بحسب الإعلام السوري الرسمي.

وقال المرصد في بيان صدر قرابة الرابعة والنصف بعد الظهر (13,30 ت غ) ان “انفجارا هز حي الجامعة في مدينة ادلب قبل نحو ساعة واسفر عن سقوط جرحى”. وكان المرصد ذكر ان انفجارين وقعا صباحا استهدفا مركزا للمخابرات العسكرية في مدينة ادلب وآخر للمخابرات الجوية، واسفرا عن سقوط عشرين قتيلا، غالبيتهم من عناصر الامن.

وذكر الإعلام السوري من جهته ان الانفجارين نتجا من عمليتين انتحاريتين استهدفتا منطقتين سكنيتين في شارع الكارلتون وحي هنونو، وتسببا بسقوط تسعة قتلى ومئة جريح غالبيتهم من المدنيين.

من جهة ثانية، قال المرصد ان مواطنا قتل الاثنين “اثر اصابته برصاص قناصة في قرية موحسن في محافظة دير الزور” (شرق). كما قتل مواطن آخر في قرية الفرحانية في محافظة حمص (وسط) اثر “اطلاق رصاص عشوائي من احد الحواجز العسكرية”.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” من جهتها ان “انتحاريين فجرا نفسيهما بسيارتين مفخختين في ساحة هنانو وشارع الكارلتون في ادلب، ما اسفر عن استشهاد ثمانية من المدنيين وقوات حفظ النظام”.

كما اشارت الى جرح حوالى مئة شخص، معظمهم من المدنيين. وقالت الوكالة ان الانفجارين وقعا في “منطقتين سكنيتين مكتظتين، ما ادى الى اضرار بالغة بالمباني وخلفا حفرتين كبيرتين جدا”.

وذكرت سانا ان عضوين من المراقبين الدوليين “اطلعا على اثار التفجيرين”. ويوجد في ادلب بشكل ثابت مراقبان من فريق المراقبين الدوليين المكلفين التحقق من وقف اطلاق النار.

وبث التلفزيون الرسمي السوري صورا عن مواقع التفجيرين يظهر فيها عدد من الاشخاص وقد تجمعوا حول ابنية متضررة وركام في الشارع. وقال احدهم للتلفزيون وبدا عائدا من مستشفى حيث تم تضميد وجهه اثر اصابته بجروح انه كان لا يزال نائما مع اولاده في منزله عندما “سمعنا صوت انفجار هز البناء”.

واضاف “بيتي اصبح دمارا. هذه هي نهاية الحرية التي ينشدونها”. وظهرت في الصور اشلاء بشرية وبقع دماء. وقالت فتاة صغيرة وهي تبكي “دمروا لنا بيتنا”، بينما صرخ آخر “انهم ارهابيون … الله يخرب ديارك يا قطر ويا آل سعود”.

وفي صور التقطها تلفزيون “الاخبارية” السوري ، تجمع عدد من الاشخاص الغاضبين في موقع احد الانفجارين وهم يصرخون “اي حرية؟ هذه هي الحرية”. وهتفوا “الله سوريا، بشار وبس”. من جهة ثانية، ذكر المرصد ان “انفجارا شديدا هز ضاحية قدسيا (قرب دمشق) تبين انه ناجم عن انفجار سيارة”.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الانفجار استهدف سيارة عسكرية، وان عددا من السكان الذين يقطنون في المكان اصيبوا بجروح. وكانت اطلقت ليلا قذيفة “ار بي جي” على المصرف المركزي السوري في دمشق، بحسب ما افاد الاعلام السوري الذي اشار الى ان العمل من تنفيذ “مجموعة ارهابية مسلحة”، وانه تسبب ب”اضرار مادية”.

كما استهدفت “مجموعة ارهابية مسلحة”، بحسب سانا، ليلا بقذيفة ار بي جي دورية لشرطة النجدة امام مستشفى ابن النفيس في منطقة ركن الدين في دمشق، ما ادى الى اصابة اربعة عناصر من الدورية بجروح.

واشارت لجان التنسيق المحلية في بيان صباحا الى ان مباني حكومية عدة شهدت في الساعات الأولى من فجر اليوم “سلسلة انفجارات مشبوهة استهدفت (…) مبنى الاذاعة والتلفزيون وأحد المراكز الأمنية في حي ركن الدين، ومبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات” في العاصمة. وقتل الاحد اربعة جنود سوريين في انفجار وقع في مركز عسكري في ريف حلب (شمال)، بحسب المرصد.

وتبنت مجموعة متطرفة تسمي نفسها “جبهة النصرة” مسؤولية عملية انتحارية وقعت الجمعة في دمشق، وذلك في بيان نشر على موقع الكتروني اسلامي. وقالت ان التفجير نفذ في مكان قريب من تجمع لقوات الامن السورية.

وكان الاعلام السوري ذكر ان الانفجار وقع قرب مسجد في حي الميدان في العاصمة وتسبب بقتل 11 شخصا. وتتهم السلطات “مجموعات ارهابية مسلحة” بافتعال التفجيرات التي تتكرر في مناطق مختلفة من سوريا بهدف عرقلة خطة موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية لحل الازمة السورية، بينما تؤكد المعارضة انها من صنع النظام.

وقال المجلس الوطني السوري في بيان صدر الاثنين ان “ما حدث الليلة (الماضية) من تفجيرات هو لعبة دموية اضافية من الاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة يسعى من ورائها لتبرير نشر كتائبه في كل مكان من عاصمتنا، وإرهاب الشعب لمنعه من التظاهر السلمي، متمسكا مرة أخرى بحجة خيالية مفادها أن دمشق تحت مرمى الارهابيين”.

ودان المجلس “التفجيرات التي وقعت في دمشق”، نافيا اي صلة للجيش السوري الحر وقوى الثورة السورية بها. واعتبر المجلس الوطني ان “النظام الأسدي يحاول وبشتى الوسائل تضليل وتشتيت بعثة المراقبين من أجل منعها من القيام بعملها”، مطالبا ب”لجنة تحقيق دولية لكشف من يقف وراء هذه التفجيرات”.

واتهمت لجان التنسيق بدورها النظام بـ “تكثيف محاولاته اليائسة بالادعاء بأنه مستهدف من عصابات إرهابية مزعومة”، محملة اياه مع “اجهزته الأمنية المسؤولية كاملة عن هذه التفجيرات وما نتج عنها”. وناشدت “المنظمات العربية والدولية سرعة التحرك الفاعل لوقف جرائم النظام”.

وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال النروجي روبرت مود دعا لدى وصوله الاحد الى دمشق كل الاطراف في سوريا الى وقف العنف من اجل انجاح خطة انان.

وقال ان عملية انتشار المراقبين ستستكمل تباعا بحسب ما ينص عليه قرار مجلس الامن الذي اقر بعثة من 300 مراقب غير مسلح مدة مهمتهم تسعون يوما. وبدأ تطبيق وقف اطلاق النار في سوريا، بموجب خطة انان، في الثاني عشر من نيسان/ابريل. الا انه يسجل خروقات يومية اوقعت مئات القتلى.

الجنرال النرويجي: الحل في سوريا ليس بيدنا وحدنا

بيروت: بولا أسطيح لندن: أحمد الغمراوي

قال الجنرال النرويجي روبرت مود، رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، لدى وصوله إلى مطار العاصمة دمشق أمس أن فريقه لا يمكنه وحده حل كل المشكلات في سوريا.

وأضاف «مهما كان عددنا لا نستطيع أن ننجز شيئا؛ وعلى الجميع أن يساعدنا لأجل وقف العنف».. وذلك في حين أظهر شريط مصور لرئيس الفريق الطليعي العقيد المغربي أحمد حميش يقول فيه لمواطنين في أحد مساجد مدينة حمص: «اللي فات مات.. ومن استشهد رحمه الله».

وأظهر المقطع الذي تم تصويره لحميش، أنه يبدو غير مهتم بما ينقله له المواطنون هناك، بل يظهره فقط مهتما بالإلحاح في مساعدته على وقف إطلاق النار، رغم محاولات المواطنين الحثيثة لحرف الحوار نحو تنبيهه إلى ما فعله بهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه غير مأمون الجانب.. لكنه كان يرد: «الماضي اللي فات مات، وما تهدم تأتي إيد تبنيه، ومن استشهد رحمه الله».

من جهته، اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاكوب كيلنبرغر، أمس، أن خطة المبعوث العربي الأممي، كوفي أنان، لحل الأزمة في سوريا، «في خطر». وقال في حديث صحافي: «أعلق آمالا كبيرة على خطة أنان بنقاطها الست، التي تشمل بعثة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار»، وأضاف: «ويا للأسف، أدرك تماما أن هذه الخطة في خطر. من الأهمية بمكان إذن أن يتم تطوير البعثة سريعا».

ميدانيا، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن أن القوات النظامية قصفت بلدة الأتارب بريف حلب، حيث سقطت قذائف على منازل الأهالي. كما قصفت بلدات في دير الزور وريف إدلب، فيما اقتحمت مدينتي دوما وحرستا بريف دمشق. وتحدث ناشطون عن مقتل 23 بينهم 4 جنود سوريين في انفجار صندوق للذخيرة في مركز عسكري بريف حلب في شمال سوريا.

رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر: خطة أنان لحل الأزمة السورية «في خطر»

لندن: «الشرق الأوسط»

اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاكوب كيلنبرغر، أمس، أن خطة المبعوث العربي الأممي، كوفي أنان، لحل الأزمة في سوريا، «في خطر».

وقال كيلنبرغر في حديث نشرته صحيفة «دير تسونتاغ» السويسرية: «أعلق آمالا كبيرة على خطة أنان بنقاطها الست، التي تشمل بعثة الأمم المتحدة المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار»، وأضاف: «ويا للأسف، أدرك تماما أن هذه الخطة في خطر. من الأهمية بمكان إذن أن يتم تطوير البعثة سريعا»، وطالب «كل الأطراف المعنيين بالعنف باحترام القانون وإظهار حس إنساني».

ومنذ بداية الحركة الاحتجاجية في سوريا، في مارس (آذار) 2011، توجه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثلاث مرات إلى سوريا، والتقى الرئيس بشار الأسد في سبتمبر (أيلول) الماضي، وتعود زيارته الأولى لدمشق إلى يونيو (حزيران) 2011.

ومنذ ذاك الحين، تمكن الصليب الأحمر الدولي بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري من توزيع مواد غذائية ومساعدات إنسانية على نحو 300 ألف شخص في البلاد، وفق كيلنبرغر. وخلال زيارته الأخيرة في بداية أبريل (نيسان) الحالي، توجه المسؤول الإنساني مجددا إلى دمشق تحضيرا لزيادة قدرات المنظمة على الأرض، سواء لجهة الكوادر الدولية أو الإمكانات اللوجيستية.

ومنذ مارس 2011، يقمع النظام السوري حركة احتجاجية غير مسبوقة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أعمال العنف أسفرت عن أكثر من 11 ألف قتيل، ودفعت عشرات الآلاف من السوريين للنزوح إلى بلدان مجاورة.

رئيس بعثة المراقبين النرويجي يصل إلى سوريا.. ويؤكد «لا يمكن لنا حل المشاكل وحدنا»

الإعلام الرسمي شكك في عملهم.. والمعارضة تدرس مبادرة بديلة

بيروت: بولا أسطيح

أعلن الجنرال النرويجي روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا أن البعثة ستبني على ما قام به أعضاء وفد الطليعة المقدمة، وستعمل على تطبيق خطة المبعوث العربي الأممي كوفي أنان ببنودها الستة المتفق عليها مع الجمهورية العربية السورية، مطالبا جميع الأطراف في سوريا بمساعدة فريق المراقبين لإنجاح مهمتهم، وقال: «مهما كان عددنا لا نستطيع أن ننجز شيئا؛ وعلى الجميع أن يساعدنا لأجل وقف العنف في سوريا».

وأضاف الجنرال مود، في تصريح صحافي لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي لتسلم مهامه في قيادة فريق المراقبين: «نود أن تكون لدينا جهود مشتركة لتحقيق الحياة الرغيدة للشعب السوري من خلال تحقيق وقف العنف، وسنعمل مع كل الفرقاء في الأزمة السورية لتحقيق ذلك»، وتابع قائلا إنه «للوصول إلى النجاح أدعو الجميع إلى أن يتوقف عن العنف، ونحن مع بعضنا البعض سنحقق ذلك بالتعاون المشترك»، داعيا الجميع لمساعدة البعثة في تحقيق مهمتها.

ويذكر أن المؤتمر الصحافي شهد حضور عدد من الصحافيين الغربيين، وبينهم مراسلو بعض وسائل الإعلام البريطانية مثل «سكاي نيوز» و«اي تي في»، وهو تطور لافت بعد وصول المراقبين الدوليين، حيث كانت السلطات السورية تحظر عمل المراسلين والصحافيين الأجانب على أراضيها لفترة طويلة.

وقال مود: «لا يمكن للمراقبين أن يحلوا كل المشكلات وحدهم، على كل الأطراف أن يوقفوا العنف وأن يعطوا (العملية) فرصة».

وأكد مود أن فريقه سيعمل «على ما أنجزته طليعة فريق المراقبين الدوليين في سوريا»، مشيرا إلى وجود 30 مراقبا على الأرض حتى الآن، وموضحا أن هذا العدد سيزداد في الأيام المقبلة بهدف العمل مع جميع الأطراف لتنفيذ خطة أنان ببنودها الستة.

وينتشر في سوريا 30 مراقبا عسكريا يتبعون بعثة الأمم المتحدة، ومن المقرر أن يصل عددهم إلى 300 مراقب سيشكلون فريق الأمم المتحدة. وسيتولى مود رئاسة الفريق وبحث انتشاره في المدن السورية المختلفة، حيث ينتشر حاليا 15 مراقبا في كل من حمص وحماه بوسط سوريا، وإدلب شمالا، ودرعا جنوبا. ويتولى الفريق الأممي مهمة التأكد من الالتزام بخطة أنان، التي بدأ تنفيذها في 12 أبريل (نيسان) الحالي لوضع حد للعنف وسحب القوات من المدن والإفراج عن المعتقلين السياسيين وبدء الحوار بين الحكومة والمعارضة، بالإضافة إلى نقاط أخرى.

وردا على سؤال عن بطء عملية انتشار المراقبين، قال مود «ليس هناك بطء، بل إن استقدام مراقبين من مناطق بعيدة في أفريقيا وآسيا، هو أمر معقد يتطلب وقتا».

وينص الاتفاق الموقع بين الحكومة السورية والأمم المتحدة حول آلية عمل المراقبين على أن توافق دمشق على الدول التي سيستقدم منها عناصر البعثة الدولية. وأبلغ مسؤول في الأمم المتحدة مجلس الأمن الأسبوع الماضي رفض دمشق أي مراقب ينتمي إلى دولة من مجموعة «أصدقاء الشعب السوري».

وبالتزامن، أكد المتحدث باسم بعثة المراقبين الدوليين الموجودين في سوريا نيراج سينغ، أن «أعضاء بعثة المراقبين في حمص ودرعا وإدلب يواصلون عملياتهم وجولاتهم في المناطق الموجودين فيها»، مضيفا أن «الفريق الموجود في دمشق يعمل من أجل تحضير الأرضية للبعثة الموسعة القادمة».

وأوضح سينغ في تصريح للصحافيين بمقر إقامته أمس أن الفريق «يرسل ملاحظاته عن الوضع إلى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا كوفي أنان».

موضحا أن «مهمة المراقبين لا تزال في بدايتها، ومن المهم جدا أن نركز على إحراز التقدم الذي ينص عليه قرار مجلس الأمن».

وحول بطء عملية إرسال المراقبين وانتشارهم، قال سينغ، إن «الأمور تتحرك بأقصى سرعة ممكنة»، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق «بأولوية قصوى بالنسبة إلى الأمم المتحدة، وأن كل الجهود تبذل من أجل نشر الأشخاص بالسرعة الممكنة».

وتابعت وسائل الإعلام السورية الرسمية هجومها على فريق المراقبين وبثت قناة «الإخبارية» السورية تقارير عن جولات المراقبين في المحافظات، وأكدت في أحد تقاريرها أن فريق المراقبين «رفض الاستماع لشهادات أهالي طرطوس، بينما يستمع الفريق للمسلحين». ويشار إلى فريق المراقبين يقوم بزيارة كافة المناطق السورية الهادئة منها والمنكوبة، وتعد مدينة طرطوس من المناطق الهادئة، كما تعد كذلك مدينة كفربهم في محافظة حماه ومدن زيدل وفيروزة التي زارها فريق المراقبين بصحبة وسائل الإعلام الرسمي.

وبدوره، علق عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني على صول رئيس البعثة إلى دمشق قائلا «الشعب السوري كفر بالمبادرات والمراقبين، هو يريد أن يرى تطبيقات على أرض الواقع؛ لم يلحظ شيئا منها بعد، في ظل إصرار النظام السوري على تصفية الأهالي وتدمير ما تبقى من سوريا».

واعتبر سرميني أن الموقف الروسي الأخير، الذي يدعو النظام السوري وبشكل واضح وصريح لاستخدام الحل العسكري لمواجهة ما سماه الإرهابيين، دليل واضح وصريح لرفض هذا النظام وحلفائه لاعتماد أي حل سلمي، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عدم تطبيق أي من بنود مبادرة أنان في اليومين الماضيين أثبت فشلها؛ على الرغم من عدم إعلان ذلك رسميا بعد».

ولفت سرميني إلى أن الشعب السوري ينتظر اليوم الخطوة القادمة المتمثلة بالتوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار تحت البند السابع. وأضاف: «نحن حريصون على تطبيق مهمة أنان حتى آخر لحظة، ولكننا لا نعتقد أن الجنرال مود يحمل عصا سحرية لم يستخدمها من قبل المجتمع الدولي».

وكشف سرميني عن أن المجلس الوطني السوري يدرس اليوم البدائل لمهمة أنان مع قوى الحراك الثوري، متحدثا عن أن المجلس يطلق قريبا مبادرة حقيقية تعلن عجز المجتمع الدولي عن التعاطي مع المسألة السورية وتعطي الحل المطلوب لها.

ميدانيا، نفى أبو غازي الحموي، عضو مجلس ثوار حماه أن يكون الناشطون أو الأهالي في المنطقة التقوا المراقبين في اليومين الماضيين، على الرغم من الإعلان عن استقرار اثنين منهم في حماه. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نرى المراقبين إلا وقت المصائب.. هم لم يجولوا في الأحياء أو الساحات منذ يوم الخميس الماضي حين زاروا شارع العلمين القريب من ساحة العاصي».

وأوضح الحموي أن المراقبين موجودون حاليا في أحد الفنادق في المنطقة بغياب أي وسيلة للتواصل معهم. وأضاف: «حتى الساعة لم يطلبوا التواصل مع أي من فعاليات المنطقة، ولم يحاولوا معاينة الأضرار أو المصابين».

وعمّا إذا كان أهالي حماه لا يزالون يعولون على مهمة أنان والمراقبين، قال الحموي: «نحن نتمنى أن يسقط النظام سلميا فلا يطلق الرصاص علينا ونصل إلى القصر الجمهوري من دون عناء، لكن النظام أثبت أنه نظام ينتهج القتل سبيلا لقمع الثورة».

حميش لمواطنين في حمص: «اللي فات مات.. ومن استشهد رحمه الله»

محلل سياسي: كل ما يهم المراقبين هو وقف النار حتى يتخلصوا من عبئهم الثقيل

لندن: أحمد الغمراوي

أظهر مقطع فيديو تم تصويره لقائد فريق المراقبين الدوليين العقيد المغربي أحمد حميش، أثناء زيارته لأحد المساجد في حمص، أن فريق المراقبين يهتم في المقام الأول والأخير بتنفيذ وقف إطلاق النار، إلى درجة أن حميش طلب من الموجودين خلال المقطع – الذي لا يتجاوز الدقيقتين – مساعدته على وقف إطلاق النار نحو 5 مرات، رغم محاولاتهم الحثيثة لحرف الحوار نحو تنبيهه إلى ما فعله بهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه غير مأمون الجانب.. لكنه كان يرد: «الماضي اللي فات مات، وما تهدم تأتي إيد تبنيه، ومن استشهد رحمه الله».

وظهر حميش بالمقطع أثناء حديثه مع بعض السوريين بداخل مسجد خالد بمحافظة حمص، بحسب تعليق الناشطين على المقطع، وهو ما يؤكده شكل المعمار الداخلي والأبسطة المفروشة إضافة إلى صدى الصوت الواضح والمميز للمساجد أو الكنائس. وبدا في المقطع بضعة سوريين يتحلقون حول حميش، بينما يواجهه من يبدو كإمام المسجد، والذي كان جالسا على كرسي متحرك لكونه قعيدا.

ويبدو في المقطع، الذي ربما تم تصويره في منتصف حديث دائر، أن الإمام كان يشرح لحميش ما فعله النظام بأهالي المنطقة. وقال الإمام: «أرجوكم أن تذهبوا إلى حي البياضة، قرب البريد.. بس (فقط) انظروا إلى هناك، انظروا إلى الإجرام الذي يتعاطاه هذا الرجل (الأسد) مع شعبه».

-وبعد أن يقول له العقيد حميش «إن شاء الله»، يوضح للإمام: «يا حاج المسألة الآن هي وقف إطلاق النار.. (هذا) هو الهدف الأول. يعني الماضي اللي فات مات.. اللي مضى مرحلة أخرى». فيقاطعه الشيخ قائلا: «لم يقف النار إلى الآن.. »، لكن حميش يستكمل كلامه: «ولهذا، نحن نطلب من الشباب هنا، نطلب من الإخوان هنا، ونطلب من الجيش (هناك).. يعني بنحاول التهدئة.. لأن ما هدم، تيجي أيادي تبنيه إن شاء الله.. ومن استشهد، رحمه الله».

ويقاطعه الشيخ ثانية: «كل هذا (مفهوم).. لكن نحن نرجو فقط الاطلاع على الحقيقة لا أكثر ولا أقل.. ما بدنا (لا نريد) شيء، ما بدنا لا عمار ولا أكل ولا شرب.. بدنا بس حريتنا». فيتابع حميش مرة أخرى: «المهم الآن هو وقف إطلاق النار وتفادي (إزهاق) أرواح المدنيين».. فيرد الشيخ في نبرة من لا يجد سامعا منصتا: «أخذ الله بأيديكم إلى ما فيه الخير»، ثم يستدرك: «هذه الصورة بأمانتكم وبرقابكم أن تنقلوها إلى العالم». فيضيف حميش: «نحن نطلب منكم أن تعينونا وأن تطلبوا من الشباب.. »، فيقاطعه الشيخ هذه المرة، وقد فهم مغزاه: «سيدي.. نحن الضحية، نحن المظلومون، نحن المهجرون.. عندما هجر الناس من حي العشيرة وكرم الزيتون والعباسية أتوا إلينا!».

فيقول حميش: «يا شيخ نحن ننظر للأمام.. ما فات إن شاء الله يتم إصلاحه.. ننظر للأمام لكي يقف هذا (إطلاق النار)»، فيرد الإمام: «توكلنا على الله.. إن شاء الله.. الله يزيدكم».. ثم يضيف حميش: «ونفسي.. » قبل أن يلتفت إلى المصور مطالبا بإنهاء التصوير ليكمل حديثه من دون تسجيل، فينتهي المقطع.

وعلق أحد المتابعين على المقطع قائلا: «راح الدابي وأتى حميش، عيش يا سوري على الإجرام عيش.. يريدوننا أن ننسى ما فات من إجرام وسفك للدماء والقتل من قبل النظام الفاشي؟!».. بينما رأى المحلل السياسي الدكتور محمود عبد العزيز أن المراقبين «كالممسك بكرة نار، ويريدون التخلص منها بأي وسيلة».

وأضاف عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: «المراقبون يأملون بشتى الطرق أن يتحقق وقف إطلاق النار على الأرض حتى ولو لفترة قصيرة للغاية، لكي ينهوا مهمتهم في سوريا. وهم يعلمون تماما أن أملهم في النجاح، وكذلك خطة المبعوث (العربي – الدولي كوفي) أنان، ضئيل للغاية». وتابع أن «ما نراه من تفاصيل صغيرة في تحركات المراقبين يشير إلى أن ثقتهم في المعارضة، سواء الجيش الحر أو حتى رجل الشارع في سوريا، أكبر كثيرا من ثقتهم في النظام السوري. ولذلك فإن حميش يتحدث مع الشارع السوري بأريحية أكبر، طالبا دعمه في وقف إطلاق النار، بينما لا يضع آمالا مساوية في أن يلتزم النظام بذلك».

النظام السوري يتوسع في اعتقال المثقفين

ناشطون لـ«الشرق الأوسط»: الأسد يسعى لقطع ألسنة ذوي المصداقية لدى الشعب

لندن: «الشرق الأوسط»

بعد نحو شهر من الاستهداف المكثف للناشطين السوريين من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سواء عبر التوقيف أو الاعتقال، غير النظام بوصلته مؤخرا لتشمل استهداف المثقفين من المعارضين له، أو حتى أولائك الذين لا يعلنون ولاءهم بشكل علني، بحسب عدد من الناشطين، والذين قالوا إن ذلك يأتي على خلفية «أن الأسد يسعى لقطع ألسنة من شأنها أن تصل إلى آذان السوريين البسطاء».

وبحسب تقارير إخبارية، قامت قوات الأمن السورية باعتقال الناقد المسرحي عماد حورية من مكان عمله في المكتبة العمومية بفندق الشام، وأشار شهود عيان على مواقع للمعارضة السورية إلى أن الاعتقال تم عبر دورية من الأمن العسكري، وليس الأمن العادي التابع لجهاز الشرطة، مما يعني أن جهة الاعتقال على الأرجح هي جهاز المخابرات.

وقال ناشط دمشقي لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم ذكر اسمه، إن الأسبوع الماضي شهد اعتقال عدد من المثقفين والناشطين السوريين من بينهم الدكتور جلال نوفل والمفكر سلامة كيلة، وأن «هناك مخاوف من وقوعهم تحت طائلة التعذيب الجسدي».

وقال الدمشقي إن «نظام الأسد بعد أن يئس من قمع الناشطين السوريين عبر حملات الاعتقال، سعى مؤخرا لاستهداف أكثر الفئات التي يخشاها في الواقع، وهي فئة المثقفين وأصحاب الرأي، كونهم ذوي صوت مسموع بالداخل السوري.. بل إنهم أكثر من أي منا – كناشطين – قدرة على توصيل الفكر المعارض نظرا للمصداقية الشديدة التي يتمتعون بها لدى الرأي العام، بينما يمكن اتهام أي ناشط منا بالعمالة أو بتلقي التمويل من أجل تخريب البلد، كما يدعي النظام الفاسد».

وأكد الدمشقي أن «عددا من المثقفين والفنانين السوريين يتلقون تهديدات مباشرة بضرورة إعلان الولاء للنظام، وإلا استحقوا مصير قاشوش أو فرزات»، في إشارة إلى المطرب إبراهيم قاشوش الذي قطع شبيحة الأسد عنقه على خلفية غنائه أغنية «ياللا أرحل يا بشار» التي أصبحت إحدى أيقونات المظاهرات ضد النظام، أو الرسام علي فرزات الذي قام الشبيحة باختطافه وتحطيم كفه لرسمه عددا من الرسومات التي تنتقد النظام.

من جهته، أدان المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية هذا الاعتقال على صفحته بموقع «فيس بوك»، وجاء فيه «إننا في المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية ندين هذا الاعتقال، ونؤكد أن حرية الفكر والتعبير هي المقصودة مباشرة من عمليات اعتقال الأدباء والمفكرين. كما أن القيم الإنسانية وتدميرها هو المقصود من اعتقال الأطباء والعاملين في مجال الإغاثة». وتابع: «نطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين والتوقف عن استهداف الفكر وحرية التعبير والقيم الإنسانية».

وتأتي تلك الحملات بينما لا تزال الدوائر الدولية والمحلية السورية مؤرقة حيال الأوضاع الحقوقية والإنسانية لعشرات النشطاء والحقوقيين السوريين، الذين تم اعتقالهم أو توجيه اتهامات قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، وآخرهم الناشطة يارا ميشال شماس.

وأعربت منظمة «مراسلون بلا حدود»، أول من أمس، عن قلقها إزاء مصير شماس، كما أبدت «رابطة الصحافيين السوريين» قلقها البالغ حيال ظروف الاعتقال التعسفي لرئيس «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» مازن درويش وزملائه المعتقلين حسين غرير وهاني زيتاتي ومنصور حميد وعبد الرحمن الحمادة. ودعت «السلطات السورية إلى الإفراج الفوري عن درويش ورفاقه»، مطالبة «المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصليب الأحمر الدولي، بالتدخل لزيارة المعتقلين والكشف عن مصيرهم والاطمئنان عن أوضاعهم»، وذلك على خلفية «ورود أنباء عن استخدام التعذيب على نطاق واسع وممنهج على درويش ورفاقه المعتقلين في فرع المخابرات الجوية في دمشق».

كل الأطراف تتعاطف مع الشعب السوري.. وتتبرأ من السفينة المحملة بالأسلحة

ليبيا تنفي رسميا علمها بالشحنة.. وقوى 14 آذار: لا صلة لنا بـ«لطف الله 2»

بيروت: بولا أسطيح القاهرة: خالد محمود

بينما نفى مصدر قيادي في تيار المستقبل صلة التيار أو قوى 14 آذار أو حتى أهل طرابلس بسفينة «لطف الله 2» المحملة بالأسلحة والتي صادر الجيش اللبناني حمولتها، يوم أول من أمس، بعد أن اقتادها إلى القاعدة البحرية التابعة له في مرفأ بيروت، نفى مسؤول ليبي رفيع المستوى علم المجلس الانتقالي في ليبيا أو حكومته المؤقتة بالشحنة، التي وجد بينها قذائف صاروخية وذخائر من أعيرة ثقيلة.

وقال المسؤول الليبي، الذي طلب عدم تعريفه، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة طرابلس: «أستطيع أن أؤكد أنه لا توجد أي علاقة للسلطات في ليبيا بأي صورة رسمية مع هذه الشحنة». لكن المسؤول لم يستبعد إمكانية قيام بعض من وصفهم بالثوار، المتحمسين والغاضبين لمشاهد القتل اليومي التي يتعرض لها الشعب السوري على يد نظام الرئيس بشار الأسد، بتسليح المعارضة السورية.

وأضاف: «لدينا قرار رسمي بعدم إرسال أسلحة أو مقاتلين إلى سوريا، على الرغم من استيائنا مما يجري هناك، لكننا في وضع لا يسمح لنا بتقديم مثل هذا الدعم للمناوئين لنظام الأسد». وتابع: «ربما تجري محاولات من أشخاص متحمسين أو من هذا القبيل، لكن لا علاقة لنا رسميا بهذا الموضوع, موقفنا واضح».

على الجانب الآخر، نفى مصدر قيادي في تيار المستقبل صلة التيار أو قوى 14 آذار أو حتى أهل طرابلس بسفينة «لطف الله 2» المحملة بالأسلحة والتي صادر الجيش اللبناني حمولتها يوم أول من أمس بعد أن اقتادها إلى القاعدة البحرية التابعة له في مرفأ بيروت.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «نحن بالمبدأ نرفض دخول أي سلاح غير شرعي إلى لبنان، سواء كان سلاحا لحزب الله أو غيره، مع أننا نعلن تأييدنا لحق الشعب السوري بالدفاع عن نفسه بوجه نظام الأسد الذي يمعن بقتله»، مؤكدا أن تيار المستقبل وقوى 14 آذار لا تتدخل لا من قريب ولا من بعيد بمسألة تسليح الشعب السوري. وإذ نفت المصادر علمها بإمكانية أن يكون قد جهز أي مستودع لاستقبال حمولة السفينة في طرابلس أو غيرها من مناطق الشمال اللبناني، دعت الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة لكشف كل الوقائع للرأي العام اللبناني.

بدوره، علق عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر على ضبط الباخرة المحملة بالأسلحة قائلا: «نحن ننتظر التحقيق ولا نستبق الأمور. إن الطرابلسيين غير متورطين لا في مسائل الأسلحة ولا في غيرها فيما يجري في سوريا، وإن مشاعر أهل طرابلس هي مع الشعب السوري ومع ما يريده هذا الشعب لنفسه».

وكانت وسائل إعلام قوى 8 آذار خصصت حيزا كبيرا من اهتمامها لمسألة الباخرة، ونقلت قناة «المنار» التابعة لحزب الله عن مصادر عسكرية قولها إن «حمولة الأسلحة التي ضبطت في السفينة (لطف الله 2) كان قد جرى تجهيز مستودع في شمال لبنان من قبل المهربين لتخزينها تمهيدا لتهريبها إلى داخل سوريا»، وأشارت المصادر عينها إلى أن «حجم الأسلحة المضبوطة قدر بـ150 طنا من مختلف الأنواع».

من جهتها نقلت قناة «OTV» عن مسؤول عسكري تأكيده أن «اختيار مرفأ سلعاتا لم يكن وليد صدفة، بل جاء تفاديا لوقوع أضرار بشرية؛ لأن المرفأ لا يشهد حركة كبيرة». وأشار المسؤول إلى أن «من مول الباخرة سوري، ومن كانوا مفترضا أن يتسلموها سوريان من أصحاب السوابق على صعيد تهريب الأسلحة، وقد تم القبض عليهما في السابق».

ونقلت القناة عن مراقبين تأكيدهم أن «إسرائيل سهلت العملية لدعم المعارضة السورية في الداخل»، مشيرة إلى أن «هناك لبنانيين وسوريين بين طاقم الباخرة الذي ألقى الجيش القبض عليه».

قصف في ريفي حلب وإدلب ومداهمات بالجملة

بيروت: بولا أسطيح

ترافق وصول رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى سوريا، الذي تعهد بتطبيق خطة كوفي أنان، ببنودها الستة، مع استمرار العملية الأمنية التي تنفذها القوات السورية في مجمل المناطق السورية على وتيرتها. وفي هذا السياق، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن القوات النظامية قصفت بلدة الأتارب بريف حلب، حيث سقطت قذائف على منازل الأهالي. كما قصفت بلدات في دير الزور وريف إدلب، فيما اقتحمت مدينتي دوما وحرستا بريف دمشق. وتحدث ناشطون عن نزوح ما تبقى من أهالي بلدة الأتارب باتجاه القرى المجاورة تحت القصف. وقد شنت قوات الأمن والجيش، وبحسب الناشطين، حملة دهم واعتقالات واسعة منذ فجر يوم أمس في دير الزور، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إنه «ومنذ ساعات الصباح الأولى، بدأت قوات الأمن والجيش السورية حملة دهم واعتقالات في عدة أحياء بدير الزور، منها حي العمال والقورية والبوكمال، وذلك بحثا عن نشطاء وعناصر من الجيش الحر».في هذا الوقت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل أربعة جنود سوريين في انفجار وقع يوم أمس (الأحد)، في مركز عسكري بريف حلب في شمال سوريا. بدورها ردّت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» مقتل العسكريين لانفجار صندوق من الذخيرة، أثناء نقله إلى داخل مستودع تابع لإدارة التسليح في منطقة خان طومان 20 كلم جنوب حلب. وقالت «سانا» نقلا عن مصدر عسكري: «سقط أحد الصناديق مما أدى إلى انفجاره واستشهاد أربعة من العناصر الذين كانوا ينقلون الصندوق إلى داخل المستودع».

وبالتزامن، ذكر المرصد السوري أن مواطنا قتل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في سهل الغاب بمحافظة حماه: «إثر إطلاق رصاص عشوائي من القوات النظامية السورية عليهم عندما كانوا في مزرعة في قرية الصالحية».. بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن 18 شخصا قتلوا على الأقل برصاص قوات الأمن والجيش النظامي، بينهم طفل وامرأة ومجندان منشقان في حماه وحمص. وأضافت لجان التنسيق أن القصف المروحي الذي تعرضت له قرية (حمادي عمر) التابعة للمنطقة السلمية، في ريف حماه، أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، كما تعرضت بلدة عقيريات في ريف حماه لقصف مدفعي عنيف.

وأفادت لجان التنسيق عن تعرض منطقة الأتارب في حلب لقصف هو الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية ضدها، متحدثة عن وصول ثلاث دبابات جديدة إلى المدينة، وقالت إن قوة أمنية كبيرة اقتحمت يوم أمس سقبا (في ريف دمشق) منفذة حملة اعتقالات في المنطقة. وفي حمص، قال ناشطون إنّه تم بالأمس قصف منطقة القصير المتاخمة للحدود اللبنانية، وأفادوا بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة مترافقة مع أعداد كبيرة من قوات الأمن إلى حي جوبر، مما يوحي دائما، بحسب الناشطين، بأن عملية عسكرية جديدة تتحضر في المنطقة. وقالت الهيئة العامة للثورة إن مدينة القصير تعرضت يوم أمس لقصف وإطلاق نار كثيف بالأسلحة الثقيلة من حواجز الأمن والجيش عشوائيا على المدينة ومنطقة البساتين المحيطة بها.

وقالت مصادر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «كتائب الفاروق القصير والكتيبة الخضراء تصدت لمحاولة اقتحام البساتين عند جسر الدف على نهر العاصي، وقد تراجعت قوات النظام التي حاولت اقتحام منطقة البساتين، بعدد كبير من المدرعات والآليات العسكرية»، وأضافت المصادر أنه تم استهداف «سيارة تابعة للأمن وحافلة تقل عناصر أمن وشبيحة عند حاجز المشتل جنوب القصير، كما تم إعطاب عدد من الآليات العسكرية».

كما حذر ناشطون من قيام قوات الأمن التابعة للنظام من حملة مداهمات واعتقالات في حي بابا عمر لاعتقال الناشطين الموجودين هناك، وقالوا إن قتيلين سقطا يوم أمس في حي جورة الشياح برصاص قوات الأمن.

وفي غضون ذلك، ظهر فيديو مصور على موقع «يوتيوب» يعلن فيه مجموعة من الضباط والجنود، بقيادة من عرف نفسه باسم الرائد إياد محمد دفسون، عن تشكيل كتيبة سعد بن معاذ في ريف حمص الشمالي، قائلا: «نتعهد أمام الله وأمام الشعب السوري الحر، أن ندافع عن أرواح وأعراض أهلنا ضد هذا النظام الفاسد الفاجر الفاشي.. عاشت سوريا حرة أبية.. والله أكبر». ومن حماه، تحدث أحد أعضاء مجلس الثورة لـ«الشرق الأوسط» عن اقتحام حي مشاع الأربعين يوم أمس بالتزامن مع تنفيذ قوات الأمن لحملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من الناشطين.

من جهة أخرى، أفادت وكالة «سانا» بأن «مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت فجر يوم أمس قوات حفظ النظام في منطقة عفرين (ريف حلب)»، وحصل اشتباك أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر و«إرهابيين» اثنين. ومساء السبت الأحد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «مواطنين اثنين استشهدا إثر إصابتهما بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة مسرابا بريف دمشق، بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية». ولفت أيضا إلى أن «اشتباكات عنيفة تدور عند أطراف بلدة مسرابا بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة».

وتحدث المرصد أيضا عن «استشهاد مواطنين اثنين في بلدة بنش في محافظة إدلب، إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات النظامية السورية». وأشار إلى «العثور اليوم على جثمان شهيد من قرية افس (في المحافظة نفسها) بعد أيام من اختفائه، بينما سلم جثمان شهيد آخر من مدينة معرة النعمان إلى ذويه بعد نحو شهرين من الاعتقال، فضلا عن استشهاد مواطن آخر من قرية نحلة متأثرا بجروح أصيب بها قبل أيام».

وفي جديد المظاهرات، قالت لجان التنسيق المحلية إن مظاهرة حاشدة خرجت من شارع الميدان في دمشق من أمام جامع غزوة بدر عند كورنيش الزاهرة القديمة، حيث تم قطع الطرق بالمواد المشتعلة، متحدثة عن مظاهرة مماثلة خرجت في حمص وبالتحديد في حي الملعب بمشاركة نسائية تندد بالتواطؤ الدولي مع النظام.

سيناريوهات التدخل العسكري في سوريا.. بين الممكن والمستبعد

مصادر فرنسية: انسداد باب «مجلس الأمن» سيدفع نحو التدخل بعيدا عنه

باريس: ميشال أبو نجم

يوم الخميس الماضي، هدد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يخص سوريا تحت الفصل السابع. وأعطى جوبيه المبعوث الخاص الدولي – العربي كوفي أنان مهلة حتى 5 مايو (أيار) المقبل ليقول إذا ما كانت خطته ذات النقاط الست انتهت إلى الفشل أم لا.

ورأى كثيرون في كلام الوزير الفرنسي، وقبله في كلام نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، دعوة لتدخل عسكري في سوريا في إطار قرار من مجلس الأمن أو حتى خارجه على غرار ما حصل في كوسوفو عام 1999 وقبلها في البوسنة عام 1995.

غير أن مصادر فرنسية رسمية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» استبعدت أن يكون المقصود من كلام جوبيه التدخل العسكري، رغم إشارته إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وبحسب هذه المصادر، فإن الفصل السابع «يتضمن مجموعة من التدابير القسرية التي يتعين على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تنفيذها، منها العقوبات الاقتصادية والمالية ومنع تصدير السلاح للبلد المعني، والحصار الاقتصادي الكامل والعزلة الدبلوماسية (قطع العلاقات)، وأخيرا التدخل العسكري». وتجيز إحدى مواد الفصل السابع اللجوء إلى القوة العسكرية في حال «وجود تهديد للسلام أو وضع حد لحالة السلام أو ارتكاب اعتداء» من بلد ضد آخر، الأمر الذي استخدم في موضوع العراق بعد غزوه الكويت.

وتؤكد المصادر الفرنسية أن تمرير قرار يجيز اللجوء إلى القوة العسكرية في سوريا «بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلا»؛ بسبب المعارضة الروسية. وتريد موسكو تحاشي تكرار «السيناريو الليبي» عندما امتنعت روسيا (والصين) عن التصويت على مشروع القرار رقم 1973 الذي أجاز اللجوء إلى «كل الوسائل» لحماية المدنيين الليبيين. وكانت النتيجة – وفق رؤية موسكو – أن الغرب استخدمه للتخلص من نظام القذافي.. لذا، تعتبر المصادر الفرنسية أن الجانب الروسي «لن يمرر أية فقرة من أي مشروع قرار يمكن أن تفضي إلى نتيجة مماثلة لما حدث في ليبيا».

ووفق تلك النتيجة، فإن المصادر الفرنسية ترى أن «أقصى» ما يمكن توقعه من مجلس الأمن هو قرار يدين النظام السوري ويفرض عقوبات اقتصادية على دمشق، وبالتالي، فإن التفسيرات التي أعطيت لكلام الوزير جوبيه «مبالغ فيها». غير أنها في المقابل، لا تستبعد أن يسعى الغربيون إلى قرار يتوكأ على تدهور الوضع الإنساني للمطالبة بإقامة «ممرات إنسانية» أو حتى مناطق عازلة. وإذا ما أقيمت هذه المناطق تحت الفصل السابع، أي من غير طلب موافقة السلطات السورية، فعندها تطرح الحاجة إلى توفير الحماية العسكرية لها. وبذلك يعود الوضع إلى المربع الأول؛ أي الحاجة إلى موافقة روسية على إرسال قوات إلى سوريا وإن كانت لأغراض الحماية الإنسانية.

وتستند المصادر الفرنسية على عناصر «إضافية» لاستبعاد التدخل العسكري، أولها «المرحلة الانتقالية» التي تجتازها فرنسا الغارقة في حملتها الانتخابية الرئاسية، والتي ستتبعها في شهر يونيو (حزيران) المقبل الانتخابات التشريعية، مشيرين إلى أنه خلال الفترة الممتدة حتى أواخر يونيو المقبل لن تكون باريس مؤهلة لاتخاذ أية مبادرة «عسكرية» في سوريا، خصوصا إذا كان الفائز في الانتخابات المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي يبدو أنه الأوفر حظا حتى الآن. وبأي حال، فإن الأخير ربط أي مشاركة فرنسية بقرار من مجلس الأمن الذي هو الموقف الرسمي الفرنسي.

وتعتبر باريس أن قرار الحرب في سوريا «أكثر تعقيدا» مما كان عليه في ليبيا لأسباب جيواستراتيجية على علاقة بالنزاع العربي – الإسرائيلي، وبسبب التركيبة الديموغرافية السورية، وللتداخل بين الملفين السوري والإيراني بشقيهما النووي والإقليمي خليجيا وشرق أوسطيا. ولا يتوقع أحد أن تعمد الدول الغربية إلى «نسف» الاجتماع المقبل بين مجموعة الست (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) وإيران المقرر ببغداد في 22 و23 مايو (أيار) المقبل، خصوصا أنها «المرة الأولى» التي تبدي فيها طهران استعدادا حقيقيا للتفاوض الجدي حول برنامجها النووي.

ويمثل انقسام المعارضة السورية على نفسها وافتقارها لـ«قاعدة انطلاق»، كما كان الوضع في بنغازي، عاملا إضافيا يفاقم من صعوبة العمل العسكري. كما أن ما يصح على فرنسا بشأن «المرحلة الانتقالية» يصح أيضا على الولايات المتحدة الأميركية؛ إذ مع انتهاء معركة تحديد المرشح الجمهوري لمواجهة الرئيس أوباما، سيركز الأخير على معركة التجديد وسيكون من الصعب عليه فتح جبهة عسكرية إضافية بينما هو يسعى لإخراج القوات الأميركية من أفغانستان بعد أن أخرجها من العراق.

كل هذه العوامل تدفع المصادر الفرنسية باتجاه اعتبار التلويح بالعمل العسكري على أنه «مناورة دبلوماسية سياسية» هدفها «زيادة الضغط النفسي والتلاعب بأعصاب» القيادة السورية، وإفهامها أن «كل الخيارات موجودة على الطاولة»، وفق التعبير الدبلوماسي الأميركي المعروف، بغرض حمل دمشق على تنفيذ خطة أنان بجدية والتخلي عن تكتيكها الثابت، وهو كسب الوقت واستمرار العمل بالخيار الأمني.

غير أنها ترى أن هذه الاعتبارات لا تعني أن الخيار العسكري في سوريا غير وارد بتاتا. ومن السيناريوهات الممكنة أن مزيدا من تدهور الوضع يتبع إخفاق مهمة أنان وحصول مجازر على نطاق أوسع، أو بروز تهديد بحرب أهلية على نطاق واسع، من شأنها أن تدفع الأسرة الدولية إلى التفكير بعملية عسكرية خارج إطار الأمم المتحدة واقتداء بما قام به الحلف الأطلسي في البوسنة وكوسوفو.

ومن هذه الزاوية، فإن تركيا مرشحة للعب الدور الأول؛ وهي لم تستبعد دعوة «الأطلسي» إلى تفعيل البند الخامس من ميثاقه، الذي ينص على «تضامن» البلدان الأطلسية مع العضو الذي يتعرض لاعتداء خارجي، في إشارة منها إلى الاشتباك «الصغير» الذي حدث على حدودها قبل أسابيع والذي اعتبرته أنقره «اعتداء» على حدودها.

كتيبة «الرجل البخاخ» تملأ جدران دمشق بالكتابات المعارضة

يحاربون الأسد بالكلمة في عقر داره.. والنظام يحظر بيع الدهانات

بيروت: «الشرق الأوسط»

بعد أن اتخذت الثورة في سوريا طابعا مسلّحا تجلى بعمل الجيش السوري الحر، ارتبطت كلمة كتيبة في أذهان السوريين بمجموعة من الجنود الذين انشقوا عن الجيش النظامي والتحقوا بالثورة. لكن مجموعة من الشبان الدمشقيين المؤيدين للحراك الثوري أعطوا هذه الكلمة معنى آخر حين أنشأوا «كتيبة الرجل البخاخ» المتخصصة بكتابة الشعارات المعارضة للنظام السوري على جدران العاصمة دمشق وفي أحيائها المختلفة، شعارات من قبيل «يلعن روحك يا حافظ»، «الشعب يريد إسقاط النظام»، «ارحل»، «يسقط الأسد»، «الجيش السوري الحر قادم»، «سنة حلوة ثورة..».

وتتركز نشاطات المجموعة في أحياء دمشق القديمة، في الميدان وباب سريجة والشوريكة، إضافة إلى الشوارع والأزقة التي تحيط بالجامع الأموي. ويعود سبب اختيار هذه الأحياء إلى «ضيق المساحة فيها وعدم قدرة قوات الأمن على الوجود داخل شوارعها لوقت طويل»، كما يقول أحد أعضاء المجموعة. ويضيف: «عملنا يهدف إلى فضح ممارسات النظام وقمعه العنيف ضد مدن وقرى سوريا، والتعبير عن رغبة الناس التي يكبحها الأمن والمتمثلة بدعوة هذا النظام المجرم إلى الرحيل عن البلاد».

ويشير عضو كتيبة الرجل البخاخ إلى أن «هذا الأسلوب قد اعتمده الكثير من الناشطين في سوريا منذ بداية الثورة من أجل التعبير عن رغبة الشعب بالتغيير، لكننا في المجموعة نحاول أن نوحد صفوفنا وننظم عملنا، فحين يقوم شخص واحد بهذه المهمة من السهولة أن يقع بيد أجهزة الأمن، أما إذا كنا مجموعة يصبح أمر اعتقالنا صعبا». ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن عملهم لا يقتصر على الكتابة على جدران الأحياء، وإنما يشمل أيضا توزيع المنشورات المعارضة، ورميها في كل مكان. ويضيف: «في يوم واحد ملأنا جميع الشوارع المحيطة بالجامع الأموي بالكتابات المنددة بالأسد والمطالبة برحيله».

أسلوب الكتابة على الجدران الذي استخدم خلال اندلاع جميع حركات الاحتجاج في العالم، لا سيما الثورات العربية الراهنة، يُستخدم في سوريا من قبل ناشطين معارضين بحذر شديد، خوفا من التعرض للاعتقال والتعذيب، وربما التصفية، في مراكز الأمن. ويقول ناشطون إن «قوات الأمن قتلت محمد راتب النمر الذي اشتهر بكتابة شعارات معادية للنظام الحاكم على الكثير من جدران مدينة حمص»، ويضيفون: «كما اختفى الطالب الجامعي أحمد الخانيجي، خريج كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، في ظروف غامضة من منطقة (باب شرقي) بتاريخ الثامن من الشهر الحالي، بعد أن شاهده الناس مطاردا من قبل أفراد من الشبيحة يحملون سكاكين وعصيا».

ويكشف أحد الناشطين من دمشق أن أجهزة الأمن السورية قامت وبعد اعتماد الكثير من الناشطين هذا الأسلوب للتعبير عن معارضته للنظام الحاكم، بإعطاء أوامر صارمة لجميع محلات بيع الدهانات ومواد «البخ» بعدم بيعها، إلا في حال التحقق من الأوراق الثبوتية للمشتري.

يُذكر أن شرارة الثورة في سوريا قد اندلعت بعد قيام مجموعة من الأطفال في مدينة درعا بكتابة شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» على جدار مدرستهم، مما استدعى اعتقال الأطفال من قبل أجهزة الأمن وتعذيبهم، وخروج مظاهرات شعبية تطالب بإطلاق سراحهم تطورت بسبب قمع النظام، إلى شعارات تطالب برحيل الرئيس.

المجلس الوطني الكردي سيشارك في مؤتمر المعارضة في القاهرة

وفد من المجلس يتوجه الى واشنطن بدعوة من كلينتون

القاهرة: صلاح جمعة أربيل: شيرزاد شيخاني

وافقت الجامعة العربية أمس على مشاركة المجلس الكردي السوري في اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية المقرر عقده في القاهرة منتصف الشهر المقبل برعاية مشتركة بين الأمانة العامة للجامعة العربية والأمم المتحدة بواقع أربعة من أعضاء المجلس في لجنة العلاقات الخارجية، وهم خير الدين مراد، وكامران حاجو، ومصطفى إسماعيل، وطلال إبراهيم باشا، وقال باشا إن المجلس يسعى جاهدا لتوحيد صفوف المعارضة السورية قبل الاجتماع.

وصرح إبراهيم باشا، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني الكردي، عقب لقائه مع مستشار الأمين العام للجامعة العربية طلال الأمين، المسؤول عن ملف المعارضة السورية لدى الجامعة العربية، بأن الاجتماع كان إيجابيا.

وقال إبراهيم باشا إن المجلس الوطني الكردي طالب الجامعة العربية بضرورة مشاركة المجلس في اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية، وذلك للسعي للتوصل مع باقي أطراف المعارضة على صيغة توافقية تضمن الحل العادل لقضية الشعب الكردي في سوريا. وشدد على ضرورة وجود خطة عمل واضحة للمعارضة تحمي البلاد من الدخول في مرحلة انتقالية (ما بعد سقوط النظام) مظلمة وغير واضحة المعالم، كما «أشرت إلى وجوب حل المسائل المتعلقة بالأقليات الإثنية والدينية على أسس توافقية وبناء على القوانين والمواثيق الدولية مما سيجنبنا بالتأكيد ظهور نظام ديكتاتوري جديد».

ويذكر ان وفدا من المجلس الوطني الكردي السوري سيتوجه إلى واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة في زيارة رسمية، بناء على دعوة من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، تعقبها زيارة مماثلة لوفد آخر إلى روسيا للقاء وزير خارجيتها سيرجي لافروف.

وقال عبد الباقي اليوسف، عضو المكتب السياسي لحزب اليكيتي الكردي، وهو أحد أعضاء الوفد المتوجه إلى واشنطن: «تلقينا دعوة رسمية من الخارجية الأميركية باسم المجلس الوطني الكردي السوري، وسنركز في مباحثاتنا مع مسؤولي الوزارة على أهم المواضيع المتعلقة بمستقبل سوريا. وسننقل إليهم موقف الأحزاب والقوى الكردية من التطورات الحالية، وسنطرح رؤية الأكراد لشكل الدولة المستقبلية بسوريا وكيفية حل القضية الكردية فيها».

«المستقبل» يتهم حزب الله بمنع المساعدات عن اللاجئين السوريين

ميقاتي يريد تنظيم مسألة اللاجئين لعدم استغلالها على حساب الأمن

بيروت: «الشرق الأوسط»

اتهم تيار «المستقبل» اللبناني حزب الله بمنع وصول المساعدات إلى النازحين السوريين في البقاع، بينما دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى «علاقة منظمة لمسألة اللاجئين مع عودة الاستقرار إلى سوريا، لأنه لا يجوز أن يستمر التعاطي مع هذا الموضوع على حساب الأمن في لبنان تحت عنوان حقوق الإنسان».

وأكد ميقاتي أن المسؤولين الذين التقاهم في بلجيكا والاتحاد الأوروبي «يتفهمون الموقف اللبناني من الأحداث في سوريا»، وقال: «نحن مع وقف إراقة الدماء في سوريا، وهذا هو أيضا الموقف الخارجي، حيث هناك دعم كبير لخطة كوفي أنان المؤلفة من ست نقاط ولمساعدته في تطبيق هذه الخطة. لقد عبر فخامة الرئيس ميشال سليمان في القمة العربية ببغداد عن دعم لبنان للخطة، وهذا الموقف ليس خروجا عن سياسة النأي بالنفس، بل ينطلق من أهمية دعم أي عمل لوقف إراقة الدماء وإعادة الاستقرار إلى سوريا».

وعن الموقف الذي سمعه بشأن موضوع النازحين السوريين إلى لبنان، قال: «لقد عبروا لنا عن تقديرهم لجهود الحكومة اللبنانية لإغاثة النازحين، وطلبوا في الوقت ذاته أن يشمل الاهتمام أيضا النازحين إلى منطقة البقاع، باعتبار أن قرار الحكومة اللبنانية نص على الاهتمام بالنازحين إلى شمال لبنان. من جانبنا قلنا للمسؤولين الذين التقيناهم إنه مع عودة الاستقرار إلى سوريا يجب وضع علاقة منظمة لمسألة اللاجئين، لأنه لا يجوز أن يستمر التعاطي مع هذا الموضوع على حساب الأمن في لبنان، تحت عنوان حقوق الإنسان.. أمن لبنان وسيادته هما أولويتان لا يمكننا التنازل عنهما، من هنا شددنا على ضرورة تنظيم هذه المسألة ووضع رؤية مستقبلية للتعاطي مع هذا الموضوع».

وفي المقابل، رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري، أن «الحكومة مقصرة، وهي تمتنع عن مساعدة النازحين في البقاع، فلقد ضاقت بأعينهم مساعدة هؤلاء النازحين»، مشيرا إلى أن حزب الله في منطقة البقاع «منع مساعدة النازحين»، وأضاف: «أقل واجب أن نبادل السوريين الذين استقبلونا في حرب يوليو (تموز) 2006 باستقبالهم في لبنان، والقدر أراد أن يقول لهذا النظام الذي قام بما قام به بحق رفيق الحريري من تهديد وابتزاز، إنه بالمرصاد، وإرادة الشعوب بالمرصاد».

أكثر من 8 قتلى بانفجارين في إدلب

هز انفجاران بسيارتين مفخختين، صباح اليوم، محافظة إدلب، ما أدى إلى سقوط ثمانية قتلى وحوالى مئة جريح، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، فيما التقى نائب وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، اليوم، قائد فريق المراقبين الدوليين الميجر جنرال روبرت مود.

ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «انتحاريين فجرا نفسيهما بسيارتين مفخختين في ساحة هنانو وشارع الكارلتون في إدلب، ما أسفر عن استشهاد ثمانية من المدنيين وقوات حفظ النظام»، مشيراً إلى جرح حوالى مئة شخص، معظمهم من المدنيين.

وقالت الوكالة إن الانفجارين وقعا في «منطقتين سكنيتين مكتظتين، ما أدى الى أضرار بالغة بالمباني وخلّفا حفرتين كبيرتين جداً»، مشيرةً إلى عضوين من المراقبين الدوليين «اطلعا على آثار التفجيرين».

في المقابل، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من عشرين شخصاً قتلوا جراء الانفجارين اللذين استهدفا مركزاً للمخابرات الجوية وآخر للمخابرات العسكرية في إدلب، «غالبيتهم من عناصر الأمن قتلوا».

من جهة أخرى، أفرج القضاء السوري، اليوم، عن الناشطة يارا شماس، على أن تتم محاكمتها وهي طليقة بتهمة الانتماء الى جمعية سرية، بالإضافة الى ثماني تهم أخرى تصل عقوبتها الى الإعدام، بحسب ما أكد مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني.

سياسياً، التقى نائب وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، اليوم، قائد فريق المراقبين الدوليين الميجر جنرال روبرت مود، وذلك بحضور مدير إدارة الإعلام في الوزارة، وقائد فريق طليعة المراقبين، العقيد المغربي أحمد حميش، إضافة إلى المتحدث باسم المراقبين نيراج سينغ اللذين رافقا مود.

وكان الميجر جنرال روبرت مود قد وصل الى دمشق، بعد ظهر أمس، وناشد جميع الأطراف السورية وقف العنف والمساعدة في إنجاح مهمة المراقبين الدوليين، من خلال تنفيذ بنود خطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان.

وكانت الحكومة السورية ورئيس وفد المراقبين الدوليين قد وقّعا، في 19 نيسان/ أبريل الجاري، اتفاقاً أولياً لتنظيم عمل وفد المراقبين في سوريا، الذي سيتابع تنفيذ وقف إطلاق النار ويشرف عليه بموجب خطة أنان.

(أ ف ب، يو بي آي، سانا)

قوات النظام ترتكب مجزرة في حماة ومود يدعو إلى وقف العنف

الصليب الأحمر: خطة أنان في خطر

                                            فيما يتواصل سقوط الشهداء برصاص قوات بشار الأسد كان آخرهم أمس 42 شهيداً منهم 14 سقطوا في مجزرة ارتكبها نظام الرئيس السوري في ريف حماة، حذر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي جاكوب كيلنبرغ بعد التصعيد العنيف الذي يقوم به النظام السوري، من أن خطة المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي أنان في خطر، فيما طالب رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال النروجي روبرت مود كل الأطراف لدى وصوله الى دمشق، بوقف العنف والمساعدة على إنجاح خطة مجلس الأمن المؤلفة من ست نقاط.

فقد دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال النروجي روبرت مود لدى وصوله أمس الى دمشق كل الاطراف في سوريا الى وقف العنف من اجل إنجاح خطة كوفي انان.

وقال مود للصحافيين في مطار دمشق “أدعو الجميع الى وقف العنف ومساعدتنا على وقف العنف المسلح من كل الجهات(..) من اجل انجاح خطة كوفي انان”، وأضاف “سنعمل على ان توضع خطة انان المؤلفة من ست نقاط والتي وافقت عليها الحكومة السورية موضع التنفيذ”.

وتابع “لتنفيذ ذلك لدينا الآن ثلاثون مراقبا على الارض، ونأمل ان يتضاعف هذا العدد خلال الايام المقبلة(..) وأن يصل سريعا الى ثلاثمئة”. وقال مود “لا يمكن للمراقبين ان يحلوا كل المشاكل وحدهم، على كل الاطراف ان يوقفوا العنف وأن يعطوا (العملية) فرصة”.

ورداً على سؤال عن بطء عملية انتشار المراقبين، قال مود انه ليس هناك بطء، بل “ان استقدام مراقبين من مناطق بعيدة في افريقيا.. وآسيا، امر معقد” يتطلب وقتا.

وينص الاتفاق الموقع بين الحكومة السورية والامم المتحدة حول آلية عمل المراقبين على ان توافق دمشق على الدول التي سيستقدم منها عناصر البعثة الدولية. وأبلغ مسؤول في الامم المتحدة مجلس الامن الاسبوع الماضي رفض دمشق اي مراقب ينتمي الى دولة من مجموعة “اصدقاء الشعب السوري”.

وبدأ تطبيق وقف اطلاق النار في سوريا بموجب خطة انان، في الثاني عشر من نيسان (ابريل) الجاري، الا انه يسجل خروقات يومية، ويتبادل المعارضون والسلطات الاتهامات بخرقه.

وكان المتحدث باسم طليعة المراقبين نيراج سينغ أكد صباح أمس أن عملية انتشار المراقبين “تتحرك بأقصى سرعة ممكنة”، والأمر يشكل “اولوية قصوى بالنسبة الى الامم المتحدة”.

وأكد أحمد فوزي الناطق الرسمي باسم كوفي أنان أمس، أن “بديل خطة أنان سيكون أمراً فظيعاً، فبرأي أنان أن البديل سيضع الشعب السوري بخطر أكبر من الآن، فقد تندلع حرب أهلية في هذا البلد، وهذا ما لن يؤثر فقط في سوريا بل في موازين القوى في المنطقة وربما عالمياً”.

وفي اتصال مع قناة “الجديد” نقله موقع “ناو ليبانون” الالكتروني قال فوزي أمس: “إن النظام السوري يتعاون إلى درجة معينة، وهناك تحركات منه لتطبيق الخطة لكنها أحياناً تحركات رمزية..، ونحن ننتظر من الطرف الأقوى وهو الحكومة التفكير في كل النتائج بعمق قبل السقوط إلى الهاوية”.وأضاف أن “كل الحلول مليئة بالمخاطر وبالشكوك”، مشدداً على “أهمية حرية الحركة للمراقبين للقيام بعملهم على أكمل وجه”.

وفي جنيف قال كيلنبرغر في حديث نشرته امس صحيفة “دير تسونتاغ” السويسرية: “أعلّق آمالاً كبيرة على خطة انان بنقاطها الست التي تشمل بعثة الامم المتحدة المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار”. وأضاف “للاسف، ادرك تماماً ان هذه الخطة في خطر. من الاهمية بمكان اذاً ان يتم تطوير البعثة سريعاً”.

وطالب “كل الاطراف المعنيين بالعنف باحترام القانون وإظهار حس انساني”. وأسف شيخ الأزهر أحمد الطيب أمس لاستمرار شلال الدم على ارض سوريا وما يتعرض له المواطن السوري، منتقداً الأمة الاسلامية والضمير العالمي لعدم القيام بدور فعال لوقف تلك الاوضاع والمشاهد التي تقشعر لها الأبدان.

وقال الطيب “لو كان هذا الدم لحيوانات لانتفض الضمير العالمي”.

وتواصلت أمس عمليات القصف والقنص والاعتقالات التي تمارسها قوات الأسد ضد المواطنين في مختلف المناطق التي شهدت تظاهرات برغم كل عمليات القمع.

وقتل 42 شخصاً بقذائف ورصاص قوات الاسد منهم 14 شهيداً في ريف حماة حسب بيان الهيئة العامة للثورة السورية أمس.

واليوم تقام صلاة الغائب بعد صلاة الظهر بدعوة من النشطاء، حداداً على شهداء دمشق وريفها خصوصاً وعلى شهداء سوريا عموماً، وفق ما نشرت صفحة “يوم الغضب السوري” على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”.

وقتل أمس اربعة جنود سوريين في انفجار وقع في مركز عسكري في ريف حلب في شمال سوريا حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، كذلك قتل ثلاثة جنود من قوات النظام “في اشتباكات في قرية بداما قرب جسر الشغور في محافظة ادلب بين قوات النظام ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة” وفق المرصد.

وقتل مواطن وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في سهل الغاب في محافظة حماة “اثر اطلاق رصاص عشوائي من قوات النظام عليهم عندما كانوا في مزرعة في قرية الصالحية”.

كما قتل مواطنان اثر اصابتهما برصاص قناصة في حي جورة الشياح في حمص وسقط ثالث برصاص الجيش بمدينة القصير ورابع برصاص قوات النظام بمدينة القريتين في محافظة حمص. وقتل مواطن اثر اصابته بإطلاق رصاص خلال “حملة مداهمات نفذتها قوات النظام في حي الجورة في مدينة دير الزور (شرق) بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية”.

وفي محافظة دير الزور، نقل المرصد عن نشطاء ان “طفلا استشهد في مدينة القورية اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل حاجز امني في المدينة”. وفي ريف دمشق، “استشهد مواطن من حي كفرسوسة بدمشق اثر اطلاق الرصاص على سيارته من قبل قوات النظام في مدينة داريا” بحسب المصدر نفسه.

(أ ف ب، يو بي أي، ا ش ا، “صفحة يوم الغضب السوري”)

نورس غزّاوي .. الشهيد الذي لم يكبر بعد

                                            فادي الداهوك

مع انطلاق شرارة الثورة السورية في درعا البلد، لم يمتنع النّظام السوري عن قتل أي شخص خرجَ يطالب بحقوقه. قد تكون قصّة استشهاد الطفل حمزة الخطيب الذي عادَ إلى أهله جثّة معذّبة من أبشع الجرائم التي يمكن أن توثّق في كتبِ التاريخ، إلاّ أن النّظام السوري لم يكتفِ بقَتلِ حمزة فكانَ تامر الشرعي صديق حمزة شهيداً معذّباً وقصّة موتٍ آخر لم ينتهِ عند هاجر الخطيب ولا عند طفلِ الميدان الدمشقي ابراهيم شيبان أو الطفل وليد، شهيد خبزِ الحريّة في تلبيسة.

عشرات القصص والصور والمقاطع كانت تظهر أهالي أطفال سوريا الشهداء وهم يتهمون النّظام بقتل أطفالهم وأقلُ ما كانَوا يقولونه في مقاطع الفيديو المنشورة “الله لا يوفقك يا بشّار، هاد مسلح ؟ هاد إرهابي؟”. لكن آلة النّظام الإعلامية والعاملين فيها ظلّوا يسوقون لرواية النّظام عن الإمارات السلفيّة والعصابات الإرهابية المسلّحة التي يقوم أعضاؤها بتفجير بيوتهم وقتل أهلهم بدوافع لها علاقة بالمؤامرة.

منذُ انطلاق الثورة وإلى أجلٍ لا يمكن لأشهر العرّافين التنبؤ به سيبقى النّظام مستمّراً في حصد أرواح السّوريين على اعتبار أن الثورة بالنسبة للنّظام هي معركة وجود بين بشّار الأسد والشّعب السوري.

الخميس الفائت 26 نيسان (ابريل) وفي درعا البلد استشهد الطّفل نورس غزّاوي قبل أن يتجاوز أعوامه العشرة ليرتفع عدد الأطفال الشهداء إلى 967 طفلاً منهم 71 طفلاً استشهدوا منذُ البداية الرسمية لمبادرة أنان حسب لجان التنسيق المحلية.

إصرار النّظام على القتل والتهجير أوجد معادلة قاسية في سوريا فكانَ أوّل ما فعله النّظام أن غيّر ملامح الطفولة ومسارها حين خرجَ الأطفال في التظاهرات مثلهم مثلَ الكبار الأمر الذي جعل آلة النّظام العسكرية ترى فيهم ندّاً لا بدّ من القضاء عليه فحين خرجَ أصغرُ الأطفال إلى الشّارع وهو يعرفُ حقوقه جيداً أكثر من كلّ من يتحدّث باسم النّظام كانَ بزعمهم و في سجلات تحقيقاتهم مخرّباً يستحق السجن والتعذيب والموت في كثيرٍ من الأحيان.

الطفل نورس غزّاوي خرج مع سكان البيوت في حارته، طالب بالحريّة وإسقاط النّظام، وصلَ إلى لجنة المراقبين الدوليين التي زارت درعا البلد فرفعَ أمام موكبهم علمَ الاستقلال مطمئنّاً من أن قوّات الأمن لن تعتقله بحضور اللجنة، لكن قنّاصاً اعتاد القتل أرداه بطلقة واحدة أخافت المراقبين وأجبرتهم على الهرب وظلّ طفل درعا البلد ينزفُ ويرى كلّ شيء حوله عدا أمّه التي ضمّته أخيراً جسداً لا يتحرّك.

في تشييع نورس، خرجت الجموع تزّف الشهيد في عرسٍ اعتاد السوريون إقامته كلّما أطلقت باتجاههم رصاصة. صحيحٌ أن جعبة النّظام من الرّصاص لم تفرغ إلاّ أن الشعب السوري لم يستشهد كلّه ولو ذهبَ أحدٌ إلى درعا وسأل أهلها عن موعد النّصر ومدى قدرتهم على تقديم المزيد من التضحيات سيكون جوابهم كما قالوا لغيره “لن نركع ما دام فينا طفلٌ يرضع”.

أما الإعلام السوري فسيبقى كما وصفه الأديب السوري الراحل ممدوح عدوان “يكذبُ حتى في درجات الحرارة” والإثبات على هذا الكلام كانَ واضحاً أمام الجميع ومنذُ اليوم الأول لانطلاق الثورة، عندما تعامل إعلام النّظام مع الثورة على أنها مشكلة بين سوريا ومحطّات تلفزيونية مغرضة.

مقتل 32 شخصاً السبت بينهم 22 مدنياً سقطوا برصاص قوات الأسد

الأمم المتحدة تشدد على أهمية وقف العنف بكل أشكاله في سوريا

شدد المتحدث باسم طليعة المراقبين الدوليين الموجودين في سوريا امس على اهمية الوقف الكامل لكل اشكال العنف من كل الاطراف في البلاد، مشيرا الى ان هذا الامر يشكل اولوية بالنسبة الى الامم المتحدة.

وشدد على “اهمية الوقف الكامل لاعمال العنف من كل الاطراف”، مضيفا “هذه هي الاولوية الاولى الملحة التي نسعى الى التحقق منها ودعمها”.

وقال ردا على سؤال حول تقييم عمل المراقبين حتى الآن، ان الفريق “يرسل ملاحظاته الى موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص الى سوريا كوفي انان والى الامم المتحدة”، مذكرا بان القرار 2043 الصادر عن مجلس الامن والذي اقر مهمة بعثة المراقبين الثلاثمئة ينص على تقديم تقرير الى مجلس الامن كل 15 يوما لفترة التسعين يوما التي اقرها مجلس الامن للمهمة.

وقال سينغ ان اعضاء طليعة المراقبين في حمص ودرعا وادلب “يواصلون عملياتهم وجولاتهم في المناطق التي هم موجودون فيها”، مضيفا ان الفريق الموجود في دمشق سيواصل ايضا اليوم “نشاطه من اجل تحضير الارضية للبعثة الموسعة القادمة”.

واشار الى ان مهمة المراقبين لا تزال في بدايتها، و”من المهم جدا ان نركز على احراز التقدم الذي ينص عليه قرار مجلس الامن”.

ونص القرار 2043 الصادر عن مجلس الامن الدولي بنشر بعثة من ثلاثمئة مراقب في سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من نيسان (ابريل)، استنادا الى خطة الموفد الدولي الخاص انان لايجاد حل للازمة السورية.

وكان قرار سابق أقر ارسال فريق من ثلاثين مراقبا بدا عمله قبل اسبوعين، الا ان عدده لم يصل بعد الى عشرين مراقبا يتحدرون من دول توافق عليها السلطات السورية.

رغم ذلك، قال سينغ ان “الامور تتحرك باقصى سرعة ممكنة”، مشيرا الى ان الامر يتعلق “باولوية قصوى بالنسبة الى الامم المتحدة، وان كل الجهود تبذل من اجل نشر الاشخاص بالسرعة الممكنة”.

واستقر اثنان من المراقبين في كل من حماة (وسط) وحمص (وسط) وادلب (شمال رغب) ودرعا (جنوب) وكلها مناطق شهدت خلال الاشهر الاخيرة سخونة بالغة في اعمال العنف وعمليات عسكرية واسعة لقوات النظام وتفجيرات مختلفة تنسبها السلطات الى “مجموعات ارهابية مسلحة”.

وقتل 32 شخصا في سوريا السبت في اعمال عنف، هم 22 مدنيا وعشرة منشقين.

وقتل المدنيون في عمليات اطلاق نار متفرقة، ثمانية منهم في حماة (وسط)، واثنان في حمص (وسط)، وثلاثة في ادلب (شمال غرب) قرب الحدود التركية، واربعة في حلب (شمال)، واربعة في ريف دمشق، وواحد في الرقة (شمال شرق).

وقتل المنشقون في اشتباكات في ريف دمشق. كما افاد المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في ادلب وفي اللاذقية (غرب).

وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) من جهتها، ان “وحدة عسكرية متمركزة قبالة البحر شمال اللاذقية تصدت لمحاولة تسلل مجموعة ارهابية مسلحة من البحر” واشتبكت معها و”اجبرتها على الفرار” بعد مقتل وجرح عدد من افراد الوحدة العسكرية والمجموعة السبت.

وذكرت في خبر آخر ان “مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت قوات حفظ النظام في منطقة عفرين (ريف حلب)”، وحصل اشتباك اسفر عن مقتل ثلاثة عناصر و”ارهابيين” اثنين.

(أ ف ب)

قتلى بانفجارات تهز “مخابرات” إدلب

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عشرة أشخاص قتلوا اليوم برصاص الأمن بعموم سوريا، في حين قتل عشرون آخرون معظمهم من رجال الأمن في انفجارين وقعا صباح اليوم بمدينة إدلب، بينما أكد ناشطون أن انفجارا ثالثا وقع في المدينة عصر اليوم قرب مقر الجيش الشعبي وأسفر عن سقوط جرحى.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانفجارين اللذين وقعا صباح اليوم استهدفا مركزاً للمخابرات الجوية وآخر للمخابرات العسكرية.

لكن الوكالة السورية للأنباء قالت إنهما نجما عن تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين بساحة هنانو وفي شارع كارلتون بوسط المدينة، وأسقطا ثمانية قتلى من المدنيين والأمن، وألقت باللوم فيهما على من وصفتهم بالإرهابيين.

في الأثناء ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن “مجموعة إرهابية مسلحة” استهدفت فجر اليوم مبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات في دمشق بقذيفة آر بي جي، والأضرار مادية بسيطة.

وعرض التلفزيون السوري مشاهد لمبنى المصرف المركزي تظهر أضرارا طفيفة لحقت بأحد أعمدة الواجهة الأمامية للمبنى.

من جهة ثانية أشار الإعلام السوري إلى هجوم آخر بقذيفة آر بي جي شنته “مجموعة إرهابية مسلحة” استهدف دورية للشرطة في منطقة ركن الدين في دمشق، مما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من الدورية بجروح.

بدورها أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن انفجارا هز منطقة السبع بحرات، وأن الأمن السوري كان قد انتشر بكثافة في المنطقة ذاتها طيلة الساعات الماضية التي سبقت الانفجار.

دهم واعتقالات

من جهتهم، بث ناشطون على الإنترنت مقاطع مصورة من مضايا بريف دمشق تظهر آثار اقتحام وتكسير ونهب للمنازل بعد مداهمات لقوات الأمن والجيش النظامي.

وفي دمشق قامت فرق من الشبيحة وقوات الأمن بمداهمة واقتحام بعض المنازل بحي القابون بحثاً عن ناشطين، والقيام بتكسير المحال التجارية المشاركة بالإضراب، وتهديم الجدران المكتوب عليها عبارات مناوئة للنظام، وفي حي جوبر قامت قوات الأمن بإطلاق النار على عدد من المتظاهرين هناك.

وفي كفر سوسة بدمشق أطلقت عناصر الأمن الرصاص الكثيف والقنابل المدمعة على المشيعين، مع حملة اعتقالات عشوائية ضمت أطفالا.

وفي حمص نزح أهالي قرية السعن إلى مدينة تلبيسة وقرية الزعفرانة هرباً من القصف العنيف الذي تتعرض له البلدة من قبل جيش النظام. كما حاصرت قوات الأمن كلية الهندسة الكهربائية بـحلب لفض اعتصام للطلاب هناك.

استهداف متزلجين

من جهة ثانية، قالت مصادر أمنية لبنانية إن جنودا سوريين أطلقوا النار على مجموعة من المتزلجين تضم سويسريا وثلاثة لبنانيين على الحدود الجبلية بين سوريا ولبنان اليوم مما أسفر عن إصابة أحدهم.

وأضافت المصادر أن الأربعة كانوا يتزلجون عند جبل حرمون في شرق لبنان عندما أصيب أحد اللبنانيين ويدعى أنطوان حاج بالرصاص في كتفه.

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه “بمجرد أن تعرضوا لإطلاق النار من الموقع التابع للجيش السوري بدأ المتزلجون في الصراخ بوقف إطلاق النار”.

ودخل الجيش السوري لبنان فترات قصيرة من قبل، وفتح النار على أشخاص اشتبه بأنهم يهربون الأسلحة إلى داخل سوريا عبر الحدود بين البلدين.

الصليب الأحمر: مهمة أنان في خطر

مبعوث لافروف يبحث الأزمة السورية بمصر

                                            يبحث المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع المسؤولين المصريين تطورات الأزمة السورية. وفي حين التقى اليوم الاثنين نائب وزير الخارجية السوري قائد فريق المراقبين الدوليين اللواء روبرت مود، اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان “في خطر”.

ووصل سيرغي فيرجناند المبعوث الخاص للافروف قادما من موسكو في زيارة لمصر تستغرق يومين في إطار جولة بالمنطقة. ويجري المبعوث الروسي خلال زيارته مباحثات مع عدد من المسؤولين المصريين وجامعة الدول العربية تتناول آخر تطورات الأزمة السورية على ضوء نشر  المراقبين الدوليين.

في غضون ذلك التقى فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري بقائد فريق المراقبين الدوليين في سوريا اللواء روبرت مود بحضور قائد فريق طليعة المراقبين العقيد المغربي أحمد حميش والمتحدث باسم المراقبين نيراج سينغ.

وكان مود ناشد أمس جميع الأطراف السورية وقف العنف والمساعدة في إنجاح مهمة المراقبين الدوليين، من خلال تنفيذ بنود خطة أنان.

من جهته اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر في حديث نشرته أمس الأحد صحيفة “دير تسونتاغ” السويسرية أن خطة أنان لحل الأزمة في سوريا “في خطر”.

وقال إنه يعلق آمالا كبيرة على خطة أنان بنقاطها الست لكنه يدرك تماما أن هذه الخطة في خطر، وإنه من الأهمية بمكان أن يتم تطوير البعثة سريعا. وطالب كل الأطراف المعنيين بالعنف باحترام القانون و”إظهار حس إنساني”.

الإفراج عن ناشطة

في بودابست، ذكر متحدث باسم الحكومة أمس الأحد أن المجرييْن اللذين أعلن أمس أنهما خطفا من مكاتب شركة يعملان فيها في جنوب شرق سوريا على قيد الحياة، وأن وزارة الخارجية والقنصلية المجرية في دمشق ومركز مكافحة “الإرهاب” المجري “يعملون معا ليلا ونهارا من أجل إنهاء مسألة الخطف بطريقة سلمية في أسرع وقت ممكن”.

في هذه الأثناء أفرج القضاء السوري اليوم عن الناشطة يارا شماس، على أن تتم محاكمتها وهي طليقة بتهمة الانتماء إلى جمعية سرية إضافة إلى ثماني تهم أخرى تصل عقوبتها إلى الإعدام.

وقال مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني لوكالة فرانس برس إن قاضي التحقيق في حمص قرر إخلاء سبيل شماس مقابل كفالة، ومحاكمتها طليقة.

وأوضح المحامي البني أن القضاء السوري سيصدر قرارا لاحقا يتعلق بالتهم الموجهة إليها ومحاكمتها أمام محكمة الجنايات، أو بإعلان براءتها منها وإسقاط الدعوة.

وكان قاضي التحقيق في حمص استجوب شماس (ابنة الحقوقي ميشيل شماس) ووُجهت إليها تهمة نشر أنباء كاذبة والانتماء إلى جمعية سرية.

-واعتقلت عناصر من الأمن السوري 12 شابا وشابة، بينهم يارا شماس ومجموعة من أصدقائها، أثناء وجودهم في مقهى بحي باب شرقي في دمشق في السابع من مارس/ آذار.

استهداف البنك المركزي في دمشق وتفجيران بإدلب

الجنرال النرويجي المكلف بالإشراف على وقف إطلاق النار في سوريا وصل لمساندة المراقبين

العربية.نت

أعلن التلفزيون الرسمي السوري اليوم الاثنين أن هجوماً بقذائف “آر بي جي” استهدف مبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات وسط العاصمة دمشق، مضيفاً أن الهجومَ أسفر عن أضرار مادية فقط، وقد تحدث ناشطون في دمشق عن سماع أصوات عدة انفجارات وإطلاق نار.

في الوقت نفسه، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط أكثر من 20 قتيلا جراء انفجارين هزا محافظ إدلب صباح اليوم.

وقالت لجان تنسيق الثورة السورية إن عدد القتلى وصل أمس إلى 29 في مختلف المدن السورية، معظمهم في حمص.

ومن جهة ثانية، وصل الجنرال النرويجي المكلف بالإشراف على وقف إطلاق النار في سوريا توسطت فيه الأمم المتحدة إلى دمشق أمس الأحد لتعزيز بعثة المراقبين.

ويقول نشطاء إن البعثة ساهمت بالفعل في تهدئة العنف في مدينة حمص معقل الانتفاضة المستمرة منذ 13 شهرا.

وأقر الجنرال روبرت مود بمدى صعوبة المهمة التي تنتظر البعثة المقرر أن يصل عدد أفرادها إلى 300 مراقب، انتشر منهم حتى الآن 30 فقط، لكنه أبدى ثقته في قدرة البعثة على إحراز تقدم.

وقال مود للصحفيين لدى وصوله إلى العاصمة السورية سنكون 300 فقط، لكننا نستطيع أن نحدث تأثيرا. ونقلت تصريحاته إلى رويترز في بيروت.

وقال لا يمكن لثلاثين مراقبا غير مسلح أو 300 مراقب غير مسلح أو حتى ألف مراقب غير مسلح حل جميع المشكلات.. أطالب الجميع بمساعدتنا والتعاون معنا في هذه المهمة الجسيمة التي تنتظرنا.

وتقول الأمم المتحدة إن قوات الرئيس بشار الأسد قتلت 9000 شخص خلال الانتفاضة التي تعد الأحدث في سلسلة انتفاضات الربيع العربي ضد حكم استبداي.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” إن مراقبي الأمم المتحدة تفقدوا الأحد حي الخالدية في حمص، وهو الحي الذي تعرض لقصف القوات الحكومية لعدة أسابيع قبل بدء سريان وقف إطلاق النار في 12 ابريل/نيسان.

وقال ناشط في مدينة حمص بوسط البلاد متحدثا بواسطة خدمة اتصال عبر الانترنت أن العنف تراجع بشكل كبير منذ أن نشر المراقبون فريقا يتألف من شخصين في المدينة الأسبوع الماضي.

وأضاف الناشط كرم أبو ربيع قائلا، لا تزال هناك انتهاكات، لكن القصف وإطلاق قذائف الهاون توقف.. صممنا على بقاء المراقبين في حمص لأننا نعرف أن الهجمات ستتواصل اذا غادروا.

وتابع أن وجود المراقبين أتاح يوم السبت الفرصة للسكان لانتشال ثلاث جثث من الشارع، وهو أمر كان ينطوي في السابق على خطورة بالغة بسبب رصاص القناصة.

وساعدت حالة الهدوء أيضا المواطنين على إزالة القمامة التي تراكمت في الشوارع.

وقال أبو ربيع إن هناك مخاطر من انتشار الأمراض بسبب القمامة التي تركت حتى الآن في الشوارع.

ورغم الهدوء النسبي قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن 39 شخصا على الأقل قتلوا في شتى أنحاء سوريا أمس الأحد، من بينهم مدنيون وأفراد أمن ومعارضون.

وأضافت أن 23 مدنيا قتلوا معظمهم برصاص قوات الأمن في قرية واحدة في محافظة حماة بوسط سوريا.

وقتل ستة مقاتلين معارضين بالإضافة الى سبعة من أفراد الأمن منهم أربعة قتلوا عندما انفجرت فيهم ذخيرة كانوا يتعاملون معها.

هيئة التنسيق: خطة أنان “فشلت” والمجتمع الدولي “يخدع نفسه

روما (30 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب مسؤول قيادي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية عن قناعته بفشل خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، واتهم النظام السوري بمحاولة “تقسيط المبادرة وعدم التعامل معها كحزمة واحدة

وقال القيادي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “من الواضح أن مبادرة أنان فشلت منذ الأسبوع الأول، حيث رفضت السلطة عملياً سحب القوات العسكرية والأسلحة الثقيلة من المدن والقرى وإيقاف القصف والعنف، وحاولت أن تقسّط المبادرة إلى أقسام يرتبط كل منها بالآخر ولا تأخذها كحزمة واحدة”، حسب تعبيره

ونوه بأن “المبادرة حزمة متكاملة، تبدأ بوقف العنف، وسحب الجيش، من أجل إطلاق سراح المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي، ولتأمين حماية المدنيين ومساعدتهم إنسانياً، وكل ذلك من أجل إيجاد مناخ ملائم لبدء حوار بهدف الوصول إلى نظام سياسي ديمقراطي تعددي تداولي” حسب تأكيده.

وأضاف “إن الجهات ذات العلاقة (مجلس الأمن، الجامعة العربية، روسيا والصين، الإدارة الأمريكية، أوروبا.. وغيرها) تدرك تعذّر نجاح المبادرة ضمن الظروف القائمة، ولكنها، كما يبدو، تخدع نفسها وتخدع غيرها لكسب الوقت وبانتظار إيجاد شروط مناسبة لها”

وختم المعارض السوري “إن الجميع يدركون فشل المبادرة، ولكنهم يسكتون عن إعلان ذلك”.، على حد وصفه

ويشار إلى أن نحو شهر ونصف مرّ على موافقة سورية على خطة أنان ذات البنود الستة والتي يأمل المجتمع الدولي أن تساهم في تخفيف حدة سفك الدماء في سورية، ومرّ كذلك نحو أسبوعين على وصول طليعة بعثة المراقبين الدوليين وسط اتهمات “بعدم التزام النظام السوري” بأول بند من البنود الستة التي نصت عليها الخطة. ونشرت إحصائيات تؤكد سقوط نحو خمسمائة قتيل مدني في سورية منذ بدء عمل البعثة الأممية إضافة إلى نزوح الآلاف إلى دول الجوار

وفيما تؤكد الحكومة السورية والسلطات المعنية على أنها سحبت القوات العسكرية من المدن واتهمت المعارضة المسلحة ومعها مجموعات إرهابية باستهداف العسكريين، جزمت المعارضة السورية أن النظام لم ولن يلتزم بوقف إطلاق النار، وأوضحت أن خطة أنان لم تُجبر السلطات على سحب آلياتها الثقيلة من الأحياء المدنية كما لم توقف سقوط المدنيين بين قتلى وجرحى ومعتقلين، واتهمت النظام السوري بأنه يحاول كسب الوقت

وزاد عدد المراقبين من ستة بداية الأمر إلى نحو 30 نهاية الشهر الجاري، ومطلع الأسبوع الجاري وصل الجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سورية، وشدد فور وصوله على أن البعثة ستعمل مع كافة الأطراف على تطبيق مهمة أنان بنقاطها الست كاملة، وأشار إلى أن عدد المراقبين سيرتفع قريباً إلى 300 مراقب

سوريا: قتلى وجرحى في انفجارين استهدفا مقرات أمنية في ادلب

أفادت الأنباء الواردة من سوريا بمقتل عشرين شخصا على الأقل في انفجارين استهدفا مقرات أمنية وسط مدينة ادلب شمال غربي البلاد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن ” قنبلتين انفجرتا بالقرب من مقرين أحدهما للاستخبارات العسكرية والآخر مقر الاستخبارات التابعة لسلاح الجو السوري”.

وأضاف المرصد أن معظم القتلى من قوات الأمن.

أما وسائل الإعلام الرسمية فقد أعلنت حصيلة أخرى للانفجارين وقال التلفزيون السوري إن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب عدد آخر بينهم مدنيون وعسكريون.

وكانت وكالة الأنباء السورية ( سانا) قد تحدثت في وقت سباق عن انفجار قنبلتين في منطقتين بوسط مدينة ادلب قرب الحدود التركية وأنحت باللائمة في ذلك على من وصفتهم بالارهابيين.

وقالت الوكالة إن “تفجيرين ارهابيين وقعا في ساحة هنانو وشارع كارلتون في ادلب وهناك انباء عن ضحايا”.

تضاربت حصيلة قتلى الانفجارين اللذين استهدفا مقرات أمنية في ادلب

ويقول مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود إن وتيرة أعمال العنف تصاعدت منذ ليل الأحد إذ شهدت البلاد سلسلة من الهجمات أبرزها الهجوم الذي استهدف مبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات في العاصمة دمشق.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن الهجوم وقع بعد منتصف ليل الاثنين وشنه ثلاثة مسلحين كانوا يستقلون سيارة وقد لاذوا جميعهم بالفرار.

واتهمت السلطات مجموعات ارهابية مسلحة بالوقوف خلف العملية.

كما استهدفت دورية لشرطة النجدة بقذيفة ار بي جي قرب مشفى ابن النفيس بركن الدين بدمشق ما أدى إلى إصابة أربعة من عناصرها وردت الدورية بإطلاق النار حسب المصادر الرسمية.

كما استهدفت عبوة ناسفة خطا لنقل النفط تابعا لشركة الفرات للنفط بين قريتي محكان والقورية بمحافظة دير الزور ما أدى إلى عطب الصمام وتسرب كمية من النفط.

وذكر مصدر مسؤول في وزارة النفط أن خط النفط المستهدف ينقل النفط الخام من حقل العمر التابع لشركة الفرات التي أوقفت ضخ النفط بعد الانفجار.

إلا أن المسؤول أكد عدم تأثر العملية الانتاجية بهذا الانفجار لأن الشركة لديها خطوط أنابيب بديلة.

المراقبون

من ناحية أخرى، ارتفع عدد مراقبى بعثة الأمم المتحدة في سوريا إلى 20 بعد انضمام 5 مراقبين من مصر وبنغلاديش.

ومن المتوقع أن يصل عدد المراقبين إلى ثلاثين بعد يوم واحد من وصول رئيس فريق المراقبين الجنرال روبرت مود إلى دمشق.

وكان مود قد دعا كل الأطراف في سوريا إلى وقف العنف من اجل انجاح خطة المبعوث الدولي كوفي عنان.

وقال مود “أدعو الجميع الى وقف العنف ومساعدتنا على وقف العنف المسلح من كل الجهات من أجل انجاح خطة كوفي عنان”.

وأضاف “سنعمل على ان توضع خطة عنان المؤلفة من ست نقاط، والتي وافقت عليها الحكومة السورية، موضع التنفيذ”.

وأوضح مود “سنعمل مع كل الاطراف على تنفيذ الخطة”، مضيفا “لا يمكن للمراقبين ان يحلوا كل المشكلات وحدهم وعلى كل الأطراف وقف العنف”.

قتلى وجرحى في تفجيرين استهدفا قوات الامن في ادلب

بيروت (رويترز) – قالت وسائل اعلام حكومية ان تسعة على الاقل منهم أفراد في الجيش السوري قتلوا وأصيب نحو 100 يوم الاثنين في ادلب في تفجيرين استهدفا مبنيين تابعين لاجهزة الامن في ادلب.

وهدم تفجير مزدوج واجهتي مبنيين قريبين وخلف حفرا في الطريق وفقا للقطات عرضها التلفزيون الحكومي وأظهرت أناسا في المدينة الواقعة بشمال غرب البلاد ينددون بمقاتلي المعارضة الذين يستهدفون الاطاحة بالرئيس بشار الاسد. وهذا هو أحدث هجوم يمثل انتهاكا لهدنة هشة توسط فيها الوسيط الدولي كوفي عنان.

وقال التلفزيون الرسمي ان التفجيرين انتحاريان.

وقال ناشط بارز في مجال حقوق الانسان انهما استهدفا فيما يبدو المقر المحلي للمخابرات الجوية والجيش وهما اثنان من أجهزة الامن العديدة التي ساعدت على استمرار حكم عائلة الاسد لاربعة عقود.

وقال الناشط بالمرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان عدد القتلى يتجاوز العشرين. وتمنع سوريا معظم الصحفيين المستقلين مما يحول دون التحقق من هذه الارقام.

وقال التلفزيون الرسمي ان مراقبين من فريق الامم المتحدة الذي أرسل للاشراف على الهدنة التي بدأت منذ 18 يوما يزورون الموقع في ادلب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي انه يجري اطلاع الجنرال النرويجي روبرت مود رئيس بعثة المراقبين على الانتهاكات التي ترتكبها المعارضة المسلحة.

وبثت وسائل اعلام رسمية لقطات لسيارات سويت بالارض وجثث تمت تغطيتها. وقال رجل يقف وسط الانقاض انه كان نائما في الفراش هو وزوجته ثم وقع انفجار مدو هز المنزل كله وأيقظ الجميع وأضاف أنه ركض هو زوجته واولاده الى الخارج.

وقالت امرأة ان احدى القنبلتين زرعتها مجموعة من الرجال ركضوا قبل انفجارها بقليل. غير أن التلفزيون الرسمي أنحى باللائمة في التفجيرين فيما بعد على مهاجمين انتحاريين.

وتقول الامم المتحدة ان قوات الامن قتلت تسعة الاف شخص في الانتفاضة التي بدأت باحتجاجات سلمية حاشدة بوحي من الانتفاضات التي اجتاحت دولا عربية اخرى غير أنها تزداد دموية بسبب تمرد مسلح.

وتقول دمشق ان “مجموعات ارهابية مسلحة” قتلت 2600 من افراد قوات الامن واتهمت الامم المتحدة بغض الطرف عن “الاعمال الارهابية” التي يرتكبها من يقاتلون للاطاحة بالاسد.

وعلى الرغم من أن مقاتلي المعارضة ليسوا قوة موحدة فان تكتيكاتهم في العموم تتحول فيما يبدو من الكمائن محدودة النطاق التي تستهدف نقاط التفتيش والدوريات العسكرية الى الهجمات ذات التأثير الكبير على البنية التحتية ورموز حكومة الاسد.

وقال مقاتل من المعارضة زعم أنه يقود وحدة ميليشيا “بدأنا نزداد براعة بشأن الاساليب ونستخدم القنابل لان الناس فقراء جدا وليس لدينا ما يكفي من البنادق. لا نضاهي الجيش. وبالتالي نحاول التركيز على الاساليب التي نستطيع القتال بها.”

وتابع قائلا لرويترز في لبنان المجاور “مقاتلو المعارضة يزدادون براعة في تصنيع القنابل فكما تعلم الحاجة ام الاختراع.”

وقتل مسلحون يوم السبت في قوارب مطاطية عدة اشخاص في هجوم على وحدة عسكرية قرب ميناء اللاذقية وأطلق مسلحون قذائف صاروخية على البنك المركزي في دمشق امس مما ألحق به أضرارا طفيفة.

وأعلنت يوم الاحد جماعة اسلامية تطلق على نفسها اسم جبهة النصرة لاهل الشام مسؤوليتها عن تفجير انتحاري أدى الى مقتل ما لا يقل عن تسعة اشخاص في العاصمة السورية دمشق يوم الجمعة.

واحتجزت السلطات في بيروت يوم الجمعة سفينة تحمل شحنة كبيرة من الاسلحة قادمة من ليبيا وشملت قذائف صاروخية وذخيرة من العيار الثقيل كان من الممكن تهريبها الى سوريا.

ويتوافد مراقبو وقف اطلاق النار تدريجيا على سوريا اذ وصل 30 من جملة 300 وهو العدد المقرر للبعثة الى البلاد.

وأقر الجنرال روبرت مود رئيس البعثة غير المسلحة بمدى صعوبة المهمة التي تنتظرها لكنه أكد ثقته في أنها ستحرز تقدما.

وقال مود للصحفيين لدى وصوله الى العاصمة السورية “سنكون 300 فقط لكننا نستطيع ان نحدث تأثيرا”. ونقلت تصريحاته الى رويترز في بيروت.

وقال “لا يمكن لثلاثين مراقبا غير مسلح أو 300 مراقب غير مسلح أو حتى الف مراقب غير مسلح حل جميع المشكلات.”

وقال ناشط في مدينة حمص بوسط البلاد متحدثا عبر موقع سكايب للاتصال عبر الانترنت ان العنف تراجع بشكل كبير منذ ان نشر المراقبون فريقا يتألف من شخصين في المدينة الاسبوع الماضي.

وأضاف الناشط كرم ابو ربيع قائلا “لا تزال هناك انتهاكات لكن القصف واطلاق قذائف الهاون توقف… صممنا على بقاء المراقبين في حمص لاننا نعرف ان الهجمات ستتواصل اذا غادروا.”

وتابع ان وجود المراقبين اتاح يوم السبت الفرصة للسكان لانتشال ثلاث جثث من الشارع وهو امر كان ينطوي في السابق على خطورة بالغة بسبب رصاص القناصة.

وساعدت حالة الهدوء ايضا المواطنين على ازالة القمامة التي تراكمت في الشوارع.

ورغم الهدوء النسبي قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان 39 شخصا على الاقل قتلوا في مناطق متفرقة من سوريا يوم الاحد من بينهم مدنيون وافراد امن ومعارضون.

(اعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير دينا عفيفي)

من اوليفر هولمز

وصول رئيس بعثة المراقبين الدوليين الى دمشق وهجوم على البنك المركزي

بيروت (رويترز) – وصل الجنرال النرويجي المكلف بالاشراف على وقف هش لاطلاق النار في سوريا توسطت فيه الامم المتحدة الى دمشق يوم الاحد لتعزيز بعثة مراقبين يقول نشطاء انها ساهمت بالفعل في تهدئة العنف في مدينة حمص معقل الانتفاضة المستمرة منذ 13 شهرا.

وفي دمشق اعلن التلفزيون الرسمي السوري ان “مجموعة ارهابية مسلحة” اطلقت قذائف صاروخية على مبنى البنك المركزي في دمشق وهاجمت ايضا دورية شرطة في العاصمة مما ادى الى اصابة اربعة رجال شرطة. وتحدث ناشطون في دمشق عن سماع اصوات عدة انفجارات واطلاق نار.

وأقر الجنرال روبرت مود بمدى صعوبة المهمة التي تنتظر البعثة المقرر ان يصل عدد أفرادها الى 300 مراقب انتشر منهم حتى الان 30 فقط لكنه ابدى ثقته في قدرة البعثة على احراز تقدم.

وقال مود للصحفيين لدى وصوله الى العاصمة السورية “سنكون 300 فقط لكننا نستطيع ان نحدث تأثيرا”. ونقلت تصريحاته الى رويترز في بيروت.

وقال “لا يمكن لثلاثين مراقبا غير مسلح أو 300 مراقب غير مسلح أو حتى الف مراقب غير مسلح حل جميع المشكلات..اطالب الجميع بمساعدتنا والتعاون معنا في هذه المهمة الجسيمة التي تنتظرنا.”

وتقول الامم المتحدة ان قوات الرئيس بشار الاسد قتلت 9000 شخص خلال الانتفاضة التي تعد الاحدث في سلسلة انتفاضات الربيع العربي ضد حكم استبداي.

وتقول دمشق ان 2600 من الجنود وأفراد الشرطة قتلوا على ايدي رجال ميليشيا مناهضين للاسد واتهمت الامم المتحدة بغض الطرف عن الاعمال “الارهابية” التي ترتكب ضد قوات الامن.

وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان مراقبي الامم المتحدة تفقدوا الاحد حي الخالدية في حمص وهو الحي الذي تعرض لقصف القوات الحكومية لعدة أسابيع قبل بدء سريان وقف اطلاق النار في 12 ابريل نيسان.

وقال ناشط في مدينة حمص بوسط البلاد متحدثا بواسطة خدمة اتصال عبر الانترنت ان العنف تراجع بشكل كبير منذ ان نشر المراقبون فريقا يتألف من شخصين في المدينة الاسبوع الماضي.

وأضاف الناشط كرم ابو ربيع قائلا “لا تزال هناك انتهاكات لكن القصف واطلاق قذائف الهاون توقف… صممنا على بقاء المراقبين في حمص لاننا نعرف ان الهجمات ستتواصل اذا غادروا.”

وتابع ان وجود المراقبين اتاح يوم السبت الفرصة للسكان لانتشال ثلاث جثث من الشارع وهو امر كان ينطوي في السابق على خطورة بالغة بسبب رصاص القناصة.

وساعدت حالة الهدوء ايضا المواطنين على ازالة القمامة التي تراكمت في الشوارع.

وقال ابو ربيع ان هناك مخاطر من انتشار الامراض بسبب القمامة التي تركت حتى الان في الشوارع.

ورغم الهدوء النسبي قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان 39 شخصا على الاقل قتلوا في شتى انحاء سوريا يوم الاحد من بينهم مدنيون وافراد امن ومعارضون.

واضافت ان 23 مدنيا قتلوا معظمهم برصاص قوات الامن في قرية واحدة في محافظة حماة بوسط سوريا. وقتل ستة مقاتلين معارضين بالاضافة الى سبعة من افراد الامن منهم اربعة قتلوا عندما انفجرت فيهم ذخيرة كانوا يتعاملون معها.

وأعلنت يوم الاحد جماعة اسلامية تطلق على نفسها اسم جبهة النصرة لاهل الشام مسؤوليتها عن تفجير انتحاري أدى الى مقتل ما لا يقل عن تسعة اشخاص في العاصمة السورية دمشق يوم الجمعة.

وتبادل الجانبان الاتهامات بخرق وقف اطلاق النار الذي توسط فيه كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا.

وبموجب الاتفاق يتعين على الاسد سحب دباباته وقواته الى الثكنات. وتقول دمشق ان هذا حدث بالفعل رغم ان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون عارض ذلك قائلا انه “يشعر بانزعاج بالغ من الانباء التي تتحدث عن استمرار العنف”.

وقال بان في ساعة متأخرة مساء الاحد خلال زيارة لميانمار ان “المشكلة هي مااذا كانت الحكومة السورية ستوافق على ان ننشر افرادنا.”

واردف بان قائلا ان السفير السوري لدى الامم المتحدة وعد بتعاون غير مشروط . ولكن بان قال ان من الصعب “اعطاء مصداقية كاملة لوعدهم لانهم لا يحافظون على وعودهم.”

وبالاضافة الى حمص اقامت الامم المتحدة مركزا دائما للمراقبة في مدن ادلب وحماه ودرعا.

وشجع وجود المراقبين الاف المحتجين على استئناف المظاهرات بعد اسابيع من الحملة العسكرية لكن نشطاء يقولون ان قوات الاسد تصدت لهم مجددا.

وقال اثنان من النشطاء ان قوات الامن نفذت حملة مداهمات من منزل الى منزل في ضاحية عربين في دمشق يوم السبت والقت القبض على زعماء المتظاهرين الذين رحبوا بالمراقبين قبل اسبوع.

(اعداد أحمد صبحي للنشرة العربية)

من دومينيك ايفانز

سوريا: عشرات القتلى والجرحى بسلسلة تفجيرات بإدلب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– هزت سلسلة انفجارات مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، الاثنين، أسفرت عن سقوط 20 قتيلاً على الأقل، ونحو مائة جريح آخرين، في الوقت الذي أقر فيه رئيس بعثة المراقبين الدوليين، الجنرال روبرت مود، بصعوبة مهمة فريقه في مراقبة كل ما يجري بسوريا.

وبينما ذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا”، في وقت سابق، أن انتحاريين فجرا نفسيهما بسيارتين مفخختين صباح الاثنين، الأولى في ساحة “هنانو”، والثانية في شارع “الكارلتون” بإدلب، ما أسفر عن “استشهاد ثمانية من المدنيين وقوات حفظ النظام”، فقد رفع التلفزيون الرسمي حصيلة الضحايا إلى تسعة قتلى، بينما ذكرت مصادر بالمعارضة أن الحصيلة تتجاوز 20 قتيلاً.

وأضافت “سانا” أن التفجيرين وقعا في منطقتين سكنيتين مكتظتين، ما أدى إلى أضرار بالغة بالمباني، وخلفا حفرتين كبيرتين جداً”، وأشارت إلى أن عضوين من وفد المراقبين الدوليين اطلعا على آثار التفجيرين “الإرهابيين”، والأضرار التي لحقت بالمباني السكنية في المنطقتين.

من جانبها، ذكرت لجان التنسيق المحلية، إحدى جماعات المعارضة في سوريا، أن أحد الانفجارين استهدف منشأة أمنية، وأضافت أن مدينة إدلب تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات الموالية لنظام الرئيس، بشار الأسد، دون أن تتوفر على الفور ما إذا كان القصف قد أسفر عن سقوط ضحايا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن انفجاراً ثالثاً وقع في مدينة إدلب، مساء الاثنين، دون أن يتضح ما إذا كان قد أسفر عن سقوط مزيد من الضحايا، وأشار إلى أن تقارير أولية رجحت أن يكون الانفجار ناجماً عن عبوة ناسفة زرعت على أحد جانبي الطريق.

كما دوت أصوات إطلاق نار وانفجارات في عدة أنحاء من العاصمة دمشق، في وقت مبكر من صباح الاثنين، بحسب ما أفادت مصادر بالمعارضة ووسائل الإعلام الرسمية، فيما اتهم كل طرف الآخر بالمسؤولية عن تجدد أعمال العنف.

وذكر التلفزيون السوري أن “مجموعة إرهابية مسلحة” هاجمت المصرف المركزي، ودورية أمنية في دمشق، بقذائف “أر بي جي”، فيما نقلت “سانا” أن الهجوم على المصرف المركزي اقتصر على أضرار مادية بسيطة، بينما أصيب أربعة من عناصر الأمن، في هجوم آخر على دورية شرطة.

كما اتهم نظام الأسد، مسلحي المعارضة، الذين تسميهم دمشق بـ”المجموعات الإرهابية المسلحة”، بالوقوف وراء تفجير خط لنقل النفط بين قريتي “محطان” و”القورية” بمحافظة دير الزور، مما أدى إلى وقف ضخ النفط بالخط وتسرب كمية منه.

وقال التلفزيون السوري إن الهجمات “انتهاك” واضح لخطة المبعوث الدولي المشترك، كوفي عنان، ذات الست نقاط والتي تهدف لوقف العنف بسوريا.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة المعلومات الميدانية بشكل مستقل، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

وفي الأثناء، أقر رئيس المراقبين الدوليين في سوريا، الجنرال النرويجي روبرت مود، بصعوبة المهمة التي تنتظر فريقه، الذي انتشر منهم حتى اللحظة 30 مراقباً، منوهاً: “عشرة أو 30، أو 300 أو حتى ألف مراقب عسكري غير مسلحين، ليس لديهم القدرة لحل كافة المشاكل.”

ووصلت طليعة المراقبين الدوليين إلى سوريا منذ حوالي أسبوعين، بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي، وزاروا بعض المحافظات السورية، على أن يصل المزيد منهم في الأيام القريبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى