أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 12 تشرين الأول 2015

بوتين مع تسوية سياسية في سورية وضد «الحرب الدينية»

الرياض – ياسر الشاذلي ؛ موسكو – رائد جبر ؛ لندن – «الحياة» رويترز، أ ف ب

جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد ان موسكو لن تتورط في «حرب دينية» ولن ترسل قوات برية الى سورية، وقال في مقابلة مع قناة «روسيا 1» حول احتمال نشر جنود في سورية: «لسنا في وارد القيام بهذا الأمر وأصدقاؤنا السوريون يعلمون ذلك»، موضحاً ان الهدف من التدخل العسكري هو «الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية وتوفير الظروف لتنفيذ تسوية سياسية».

وفي موسكو التقى أمس ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس بوتين ونقل إليه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأكد ولي ولي العهد حرص السعودية على تحقيق تطلعات الشعب السوري، وموقفها الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي، وفقاً لمقررات مؤتمر جنيف-1، وبما يكفل إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري من مآسٍ على يد النظام، وتلافي استمرار تداعيات هذه الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وكشفت مصادر روسية مطلعة لـ «الحياة» أن الأمير محمد بن سلمان، بحث خلال لقائه بوتين العلاقات السعودية – الروسية، إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية والدولية. وأشارت المصادر إلى أن «ولي ولي العهد شدد خلال اللقاء على تمسك السعودية برحيل بشار الأسد، ودعم المعارضة السورية المعتدلة».

وأوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن «المملكة أعربت عن بالغ قلقها من العمليات العسكرية الجوية التي تشنها القوات الروسية في سورية»، مضيفاً أن «الجانب الروسي قدم شرحاً يفيد بأن هذا التدخل هو بغرض مكافحة تنظيم داعش الإرهابي». وأكد الجبير أن «السعودية ستواصل عملها مع روسيا من أجل الحفاظ على وحدة سورية».

فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع الجبير، أن «موسكو والرياض أعربتا عن وجود أرضية ملائمة للتعاون، بما فيها التعاون العسكري». وأضاف لافروف أن «بوتين أعرب للأمير محمد بن سلمان عن تفهمه لقلق الرياض إزاء الوضع في سورية».

وكان بوتين بحث قبل لقائه الأمير محمد بن سلمان مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً في ضوء الجهود الروسية – الإماراتية في مكافحة الإرهاب الدولي»، إضافة إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية الملحة.

وترأس بوتين أمس اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، وهو الهيئة التي تتخذ القرارات الحاسمة في البلاد استهله بالتأكيد على الأهمية التي توليها روسيا لجهود «مكافحة الإرهاب». واعتبر ان روسيا لا تخوض «سباق تسلح» مع الدول الغربية رغم استعراض القوة الذي يقوم به الجيش الروسي الذي دمر للمرة الأولى اهدافاً مستخدماً صواريخ من بحر قزوين الى سورية عابرة مسافة اكثر من 1500 كيلومتر.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها قصفت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 64 هدفاً «إرهابياً» في محافظات حماة واللاذقية وإدلب والرقة. وأكدت موسكو أنها دمرت 53 موقعاً، مشيرة إلى أن مقاتلات «سوخوي-24» أغارت على موقع كبير محصن لـ «داعش» شرق ريف حلب و «دمرته بالكامل». وحقق الجيش النظامي السوري تقدماً على جبهات عدة في عمليته البرية الواسعة ضد الفصائل الإسلامية المقاتلة في ريف حماة الشمالي باتجاه الطريق الدولي دمشق – حلب وفي تلال ريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي وفي ريف إدلب الجنوبي. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أن «قوات النظام تتقدم على جبهة محور سهل الغاب (جنوب إدلب)، إحدى أهداف العملية البرية حالياً، وهو عبارة عن مثلث يصل حماة باللاذقية وإدلب، ويقود حزب الله العمليات فيه». وفي إطار العملية البرية ذاتها، قال مصدر عسكري ميداني: «يستكمل الجيش السوري عملياته في ريف اللاذقية الشمالي ويحكم سيطرته على قرية كفردلبة».

وقالت هيئة الأركان العامة في الجيش التركي في بيان امس إن «ثلاث طائرات كانت بين 12 طائرة حربية من طراز إف-16 تقوم بأعمال الدورية عند الحدود عندما تداخلت معها أنظمة صاروخية متمركزة في سورية لمدة دقيقتين. وتعرضت للطائرات التركية لمدة 35 ثانية، طائرتان من طراز سوخوي-22 وسوخوي-24».

وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان المعسكر التدريبي التابع لـ «داعش» الذي استهدفته المقاتلات الفرنسية ليل الخميس – الجمعة كان يؤوي «فرنسيين وناطقين بالفرنسية». وقالت: «استهدفنا معسكراً تدريبياً كان يضم مقاتلين اجانب من داعش، أنشئ لمهاجمتنا في فرنسا»، مشيرة الى مفهوم الدفاع عن النفس الذي تدخلت فرنسا على اساسه في سورية.

 

السعودية للروس: تدخلكم في سورية مرفوض … وموسكو:نتفهم قلق الرياض

الرياض – ياسر الشاذلي { موسكو – رائد جبر

< لم تمنع الأعراف الدبلوماسية المسؤولين السعوديين من التعبير أمام مضيفيهم الروس أمس، عن رفض الرياض العمليات العسكرية التي تنفذها موسكو في سورية، وهو الموقف الذي نقله ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أمس، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما نقل وزير الخارجية السعودي المرافق عادل الجبير، في لقاء جمعهما في منتجع سوشي على البحر الأسود. وفي المقابل، أبدى بوتين تفهمه للموقف السعودي المعارض، بحسب ما نقل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وعلى رغم ذلك كشف الجبير عن قواسم مشتركة يتفق عليها الطرفان، تشمل الملف السوري، إذ أكد أن «السعودية ستواصل عملها مع روسيا في عملية سياسية انتقالية، تفضي إلى إزالة بشار من السلطة». (للمزيد).

ونقل الأمير محمد بن سلمان إلى بوتين تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وبحث الجانبان أبرز المستجدات الدولية والإقليمية، وتطورات الأوضاع على الساحة السورية، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية. وأكد ولي ولي العهد السعودي خلال الاجتماع حرص السعودية على تحقيق تطلعات الشعب السوري، وموقفها الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي، وفقاً لمقررات مؤتمر جنيف-1، وبما يكفل إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري من مآسٍ على يد النظام السوري، وتلافي استمرار تداعيات هذه الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة.

حضر الاجتماع من الجانب السعودي وزير الخارجية عادل الجبير، ووزير الصحة المهندس خالد الفالح، والمستشار بالديوان الملكي أحمد الخطيب، والمستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع فهد العيسى. وحضره من الجانب الروسي وزراء الخارجية سيرغي لافروف، والدفاع سيرغي شايغو، والطاقة الكسندر أوشاكوف، ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، ورئيس الصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل ديميتروف.

وكشفت مصادر مطلعة لـ«الحياة» أن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان شدد خلال لقائه الرئيس الروسي بوتين على تمسك السعودية برحيل بشار الأسد، ودعم المعارضة السورية المعتدلة. وأضافت أن السعودية أعربت للجانب الروسي عن خشيتها من أن «يقود التدخل العسكري الروسي في سورية إلى حرب طائفية (قد) تدخل موسكو طرفاً فيها». وأكدت أن «الرياض كشفت لموسكو أن عملياتها الجوية ستسهم بطريقة أو أخرى في التفاف المتطرفين والإرهابيين على هدف واحد، هو مقاومة العمليات العسكرية الروسية، وهو ما يدعم هذه الجماعات ويقويها، إضافة إلى حصادها غضب واستعداء المسلمين السنة في المنطقة والعالم أجمع». ودعت السعودية روسيا خلال اللقاء – بحسب المصادر – «إلى الانضمام إلى التحالف الدولي القائم لمحاربة الإرهاب في سورية، وعدم العمل بمعزل عن هذا التحالف»، مشددة على أن «الحل السلمي الوحيد في سورية هو الالتزام بمقررات مؤتمر جنيف-1 الصادر بالإجماع في 30 حزيران (يونيو) 2012، ومن دون رئيس النظام الحالي». وأشارت المصادر إلى أن «السعودية أعربت عن معارضتها للهجمات العسكرية الروسية في سورية»، موضحة أن «ولي ولي العهد بادر إلى لقاء الرئيس الروسي لتبادل وجهات النظر حول الأزمة السورية في اجتماع مباشر، بدلاً من الاكتفاء بالبيانات عن بعد». وكشفت أن «السعودية حرصت خلال اللقاء على تأكيدها أنها لم ولن تغير موقفها في مساندة الشعب السوري والانحياز إليه ضد نظام دمشق الجائر، الذي تسبب في سقوط وتشريد ملايين السوريين».

وأوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن «المملكة أعربت عن بالغ قلقها من العمليات العسكرية الجوية التي تشنها القوات الروسية في سورية، وعن رفضها هذه العمليات». وأضاف أن «الجانب الروسي قدم شرحاً يفيد بأن هذا التدخل تم بغرض مكافحة تنظيم داعش الإرهابي». وأكد الجبير أن «السعودية ستواصل عملها مع روسيا في عملية سياسية انتقالية تفضي إلى إزالة بشار من السلطة».

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس أن وزير الخارجية السعودي قال: إن السعودية ترغب في البحث عن أسس مشتركة مع روسيا للحفاظ على سورية موحدة. وأضاف أن السعودية ترغب في تشكيل حكومة انتقالية في سورية، ستقود في نهاية المطاف إلى رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة. وقال الجبير إن لديه مخاوف في شأن العملية الروسية في سورية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن الرئيس بوتين ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان ناقشا الخطوات الكفيلة بضمان عملية سلمية في سورية.

وأعلن وزير الخارجية الروسي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية المملكة أمس، أن «موسكو والرياض أعربتا عن وجود أرضية ملائمة للتعاون، بما في ذلك التعاون العسكري». وقال: «أعربت الأطراف عن وجود إمكانات جيدة للتعاون في مجالات عدة، بما فيها الاقتصاد، والاستثمار، والمجال العسكري – التقني. وستكون هناك وسائل لتنفيذ هذه الخطط»، مضيفاً أن «بوتين أعرب للأمير محمد بن سلمان عن تفهمه قلق الرياض إزاء الوضع في سورية». وكان بوتين بحث، قبل لقائه ولي ولي العهد السعودي أمس، مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، «التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً في ضوء الجهود الروسية – الإماراتية لمكافحة الإرهاب الدولي»، إضافة إلى القضايا الدولية والإقليمية الملحة.

 

محمد بن سلمان يلتقي الرئيس الروسي

سوتشي (روسيا) – «الحياة»، رويترز

أكد ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزير في لقائه اليوم (الأحد) مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي بروسيا، موقف السعودية الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي وفقاً لقرارات “مؤتمر جنيف 1″، وبما يكفل إنهاء ما يتعرض له السوريون من مآسٍ على يد النظام السوري، وتلافي استمرار تداعيات الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة.

ونقل الأمير محمد تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى بوتين، وبحثا أبرز المستجدات الدولية والإقليمية إضافة إلى سورية.

وقال وزيرا خارجية روسيا والسعودية، إن البلدين “سيزيدان التعاون في شأن سورية ومحاربة الإرهاب”. وعبر الجبير عن أمله بـ “إجراء مزيد من المحادثات الأسبوع المقبل”. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد الاجتماع بين الرئيس الروسي وولي ولي العهد السعودي، إن “روسيا مستعدة للعمل مع الجيش السعودي في شأن سورية”.

 

عشرات المقاتلين التونسيين إلى ليبيا فراراً من الضربات الروسية في سورية

تونس – محمد ياسين الجلاصي

أعلنت السلطات التونسية انتقال مئات المقاتلين التونسيين في صفوف تنظيم «داعش» في سورية الى الأراضي الليبية منذ بدء الضربات الجوية الروسية هناك.

وقال وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني إن التهديد الأمني الذي تعاني منه تونس، آت من الجنوب الشرقي للبلاد ويتمثل في «فلتان الحدود الليبية – التونسية من الجانب الليبي وغياب بنى الدولة الليبية وهيمنة الفوضى».

وأضاف ان التهديد الثاني يتمثل في المرتفعات الجبلية غرب البلاد قرب الحدود التونسية – الجزائرية حيث تتواجد مجموعات مسلحة موالية لـ «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، مشدداً على أن سلطات بلاده تضع حماية الحدود من الإرهاب والتهريب على رأس الأولويات الأمنية.

وقال وزير الدفاع إن «الحلول الأمنية ليست كفيلة وحدها بمعالجة الاإرهاب»، معتبراً أن تونس تواجه تحدي استمرار المسيرة الديموقراطية التي من اجلها كوفئت بجائزة نوبل للسلام قبل يومين.

وذكرت تقارير امنية تونسية ان 250 مقاتلاً تونسياً في صفوف «داعش» في سورية انتقلوا الى الأراضي الليبية منذ بدء الضربات الروسية. ويشارك خمسة آلاف تونسي في المعارك التي تخوضها مجموعات مسلحة ضد النظام السوري منذ 2011.

وشدّدت تونس إجراءاتها الإمنية بخاصة على الحدود الجنوبية مع ليبيا غداة الهجومين المسلحين اللذين استهدفا متحف باردو في العاصمة التونسية ومنتجعاً سياحياً في مدينة سوسة الساحلية، ما اسفر عن مقتل عشرات السياح الأجانب في اكثر الهجمات دموية في تاريخ البلاد.

في غضون ذلك، اعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان ان التحقيقات بينت استخدام سلاحين من عيار 9 مليمتر في محاولة لاغتيال النائب رضا شرف الدين قبل ايام.

ولم توجت السلطات التونسية الاتهام إلى أي جهة كما جرت العادة، وتحدث خبراء عن أن محاولة اغتيال النائب المنتمي الى «نداء تونس» لا تعدو كونها «تصفية حسابات بين جهات مالية وسياسية». وكان رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أشار في وقت سابق الى ان محاولة اغتيال شرف الدين مفتوحة على كل الاحتمالات.

وتعرض شرف الدين وهو رجل اعمال اصبح نائباً الى محاولة اغتيال الخميس، اذ اطلق مسلحان اثنان نحو ثلاثين رصاصة باتجاه سيارته من دون ان يتعرض الى إصابات.

ويذكر ان السلطات التونسية تتهم تنظيم «انصار الشريعة» السلفي الجهادي المحظور باغتيال المعارض اليساري شكري بلعــيد والنائب القومي محمد البراهمي في 2013، فيما اعلنت حسابات على مواقع الانترنت مقربة من «داعش» مسؤولية التنظيم عن هجومي باردو وسوسة هذا العام.

 

بريطانيا تتحدث عن «مرونة» إزاء توقيت وطريقة رحيل الأسد

لوكسمبورغ – رويترز

قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند اليوم (الإثنين) إن بلاده متمسكة برأيها حول عدم السماح لبشار الأسد بالاستمرار رئيساً لسورية لكنها «مرنة» إزاء توقيت وطريقة رحيله.

ويعمل ديبلوماسيون على الوصول إلى حل وسط بين الدول التي تريد رحيل الأسد فوراً، وتلك المستعدة لقبول انتقال يتسم بالمرونة، وذلك قبيل اجتماع عادي يعقده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ اليوم.

وقال هاموند لدى وصوله الاجتماع: «لا يمكننا العمل مع الأسد على أنه حل طويل الأمد بالنسبة لمستقبل سورية، لكن يمكننا أن نُبدي مرونة في شأن طريقة رحيله أو إزاء توقيت رحيله».

 

ألمانيا تتوقع استقبال أكثر من مليون لاجىء هذا العام

برلين، أثينا، سيدني – رويترز، أ ف ب

قال نائب المستشارة الألمانية أنغيلا مركل امس، إن أكثر من مليون لاجئ سـيأتون إلى ألمانيا هذا العـام، فـــيما أظهر استطلاع للرأي أن نصف الألمان تقريـباً يرون أن مركل تتعــامـــل مـــع تدفق طالبي اللجوء على بلادهم بطريقة سيئة.

وتواجه السلطات الألمانية صعوبات لاستيعاب زهاء عشرة آلاف طالب لجوء يصلون يومياً. ولا تزال التوقعات الرسمية للحكومة الألمانية تنحصر في 800 ألف طالب لجوء في 2015، فيما تشير وسائل اعلام الى ان 1.5 مليون شخص قد يصلون إلى ألمانيا.

وقال زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية خلال مناسبة للحزب الديموقراطي الاشتراكي في مدينة ماينتس: «سوف تستقبل ألمانيا أكثر من مليون لاجئ هذا العام.» وأضاف أن من المهم إيجاد الظروف المناسبة لضمان قدرة ألمانيا على مواجهة التحدي.

وتزيد تقارير عن اشتباكات عنيفة في مراكز ايواء اللاجئين والأعباء التي تتحملها المجتمعات المحلية، من شكوك الألمان تجاه تدفق اللاجئين، كما أنها تحد من تأييد المحافظين بزعامة مركل وأحدثت تشققات في صفوفهم.

وأظهر استطلاع رأي أجراه مركز «أمنيد» لمصلحة صحيفة «بيلد» أن تأييد الكتلة المحافظة الحاكمة يبلغ 38 في المئة، أي أقل بنقطتين مئويتين عما كان عليه الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى تأييد للكتلة منذ آخر انتخابات اتحادية قبل عامين.

 

سوق للبشر

من جهة أخرى، قال وزير الهجرة اليوناني يانيس موزالاس إن على الاتحاد الأوروبي منع الدول الأعضاء من انتقاء من تقبله من اللاجئين في إطار برنامجه لإعادة التوطين وإلا سيتحول الأمر إلى سوق مخزية للبشر.

وكان الاتحاد الأوروبي أقرّ خطة لتوزيع 160 الف لاجئ معظمهم من السوريين والإريتريين على دول الاتحاد ومجموعها 28 دولة، من أجل التعامل مع أسوأ أزمة مهاجرين في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

ونقلت أول مجموعة من طالبي اللجوء الإريتريين تضم 19 فرداً من إيطاليا إلى السويد يوم الجمعة.

وأبدت بعض الدول مثل سلوفاكيا وقبرص تفضيلها للاجئين المسيحيين وأعلنت هنغاريا إن تدفق عدد كبير من المهاجرين المسلمين يهدد «القيم المسيحية» لأوروبا.

وقال موزالاس في مقابلة إن اليونان تواجه مشاكل في تحديد أي من اللاجئين ترسلهم لأي دول، لأن البلاد التي تستقبلهم وضعت معايير وصفها بأنها «عرقية». ورفض تحديد الدول التي يقصدها.

وتابع لـ «رويترز» قائلاً إن «الآراء مثل نريد عشرة مسيحيين أو 75 مسلماً أو نريدهم طوال القامة وشقراً وأصحاب عيون زرقاء ولهم ثلاثة أطفال، مهينة لشخصية وحرية اللاجئين. يجب أن تكون أوروبا ضد ذلك في شكل قاطع».

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن من المقرر نقل مجموعة من اللاجئين السوريين من اليونان إلى لوكسمبورغ تطبيقاً لبرنامج الاتحاد الأوروبي بحلول 18 الجاري. وهذه هي أول مجموعة يعاد توطينها رسمياً من اليونان.

وحض موزالاس الاتحاد الأوروبي على فرض حصص صارمة «وإلا سيتحول إلى سوق للبشر وهو أمر ليس من حق أوروبا».

 

احتجاز أطفال

في أستراليا، تظاهر آلاف من الأستراليين الأحد تنديداً بسياسة بلادهم المتشددة حيال الهجرة، في حين اشار اطباء الى احتجاز غير انساني للأطفال داخل مراكز ايواء اللاجئين.

وهتف آلاف المتظاهرين في سيدني وميلبورن ومدن اخرى «حرروا اللاجئين». وتأتي التظاهرات تلبية لدعوة اطلقتها جمعيات للمطالبة بإغلاق مخيمات في بابوا غينيا الجديدة او منطقة المحيط الهادئ.

كما انها تأتي بعد ايام من تأكيد الحكومة انها تجري محادثات مع مانيلا لإرسال مهاجرين يحاولون دخول استراليا الى الفيليبين.

وتبنت كانبيرا في السنوات الأخيرة سياسة صارمة للغاية، اثارت انتقادات شديدة من قبل منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان. وكانت الحكومة الأسترالية أعلنت الشهر الماضي أنها ستستضيف 12 الف لاجىء إضافي من سورية والعراق.

 

السعودية أبلغت بوتين قلقها من الغارات الروسية في سوريا غارة عراقية قتلت 8 من قادة “داعش” ومصير البغدادي مجهول

المصدر: (و ص ف، رويترز)

يواصل الجيش السوري يدعمه “حزب الله” وسلاح الجو الروسي تقدمه في محافظات عدة بوسط سوريا وشمالها الغربي، فيما اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان في أبرز محاولة من موسكو حتى الان للتواصل مع أعداء الرئيس السوري بشار الأسد منذ انضمام روسيا الى الصراع بشن غارات جوية. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بوتين “تفهم” القلق السعودي من الغارات الروسية. وجدّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تمسك بلاده برحيل الاسد.

 

وفي ظل التطورات السورية المتسارعة ميدانياً وسياسياً، اعلنت السلطات العراقية استهداف موكب زعيم تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) أبو بكر البغدادي لدى توجهه الى اجتماع في منطقة الكرابلة على الحدود العراقية – السورية، لكن مصيره لا يزال مجهولاً.

وجاء بيان لخلية الاعلام الحربي العراقية: “تمكنت طائرات القوة الجوية من قصف موكب المجرم الارهابي أبو بكر البغدادي اثناء تحركه الى منطقة الكرابلة لحضور إجتماع لقيادات تنظيم داعش”. واشار الى ان العملية جرت “وفق معلومات استخبارية دقيقة من خلية الصقور وبالتنسيق المباشر مع قيادة العمليات المشتركة”. وأكد “قصف مكان الاجتماع وقتل وجرح العديد من قيادات التنظيم”، موضحاً ان “وضع المجرم البغدادي لا يزال مجهولاً اذ تم نقله محمولا”.

وأفاد سكان ومصادر طبية عراقية أن ثمانية قادة بارزين في “داعش” قتلوا في الغارة الجوية، لكن البغدادي ليس بينهم كما يبدو.

 

العمليات

واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان طائراتها قصفت خلال الساعات الـ 24 الأخيرة 63 هدفاً “ارهابياً” في محافظات حماة واللاذقية وادلب والرقة، وانها دمرت 53 موقعاً يستخدمها “الارهابيون” فضلاً عن مركز قيادة وأربعة معسكرات تدريب وسبعة مستودعات للذخيرة.

وأحرز الجيش السوري تقدماً على جبهات عدة في عمليته البرية الواسعة ضد الفصائل الاسلامية المقاتلة في ريف حماه الشمالي في اتجاه الطريق الدولي دمشق – حلب وفي تلال ريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي وفي ريف ادلب الجنوبي.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، إن الجيش السوري و”حزب الله” اللبناني المتحالف معه استعادا السيطرة على بلدة تل سكيك في محافظة إدلب بعد قصف روسي مكثف. وبذلك تصير القوات السورية أقرب إلى مواقع يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على طول الطريق السريع الذي يربط المدن الرئيسية في سوريا. ويسيطر على المنطقة تحالف للمعارضة لا يشمل “داعش”.

واوردت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام السوري: “أن الجيش واصل قلب الطاولة على التنظيمات المسلحة في أرياف حماه وإدلب واللاذقية حيث اقترب من حدود مدينة خان شيخون”.

وفي ريف حماه الشمالي، قال مصدر عسكري إن “الجيش السوري يوسع نطاق عملياته البرية حول مدينة مورك شرقاً ومعان شمالا” ولا تزال الاشتباكات مستمرة في مناطق عدة تحت التغطية الجوية الروسية.

وعلى جبهة أخرى، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن “قوات النظام تتقدم في جبهة محور سهل الغاب (جنوب ادلب)، أحد اهداف العملية البرية حاليا، وهو عبارة عن مثلث يصل حماه باللاذقية وادلب، ويقود حزب الله العمليات فيه”.

ورأى قائد المكتب العسكري لـ”الجبهة الشامية” المعارضة التي تنشط في محافظة حماه في الأساس المقدم أبو حامد أن “المعركة القريبة المقبلة ستكون طاحنة… الروس يتبعون سياسة الأرض المحروقة وضرب الأهداف بشكل دقيق ومركز. هي معركة وجود إما وجود وإما لا وجود لذلك سيكون هناك استبسال. وندافع عن قضية ومعتقد في وجه المغتصب الروسي”.

وأعلن الجيش التركي في بيان إن مقاتلات سورية وأنظمة صاروخية تعرضت مجدداً لطائراته الحربية من طراز “ف – 16” قرب الحدود التركية – السورية السبت.

وأوضح إن ثلاث طائرات كانت بين 12 طائرة حربية من طراز “ف – 16” تقوم بأعمال الدورية عند الحدود عندما تداخلت معها أنظمة صاروخية متمركزة في سوريا مدة دقيقتين. وأضاف أن الطائرات تعرضت لها أيضا مدة 35 ثانية طائرتان من طراز “سوخوي – 22″ و”سوخوي – 24”.

 

المعارضة السورية

وتلقي التطورات العسكرية بثقلها على المواقف السياسية، إذ اعلن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” مقاطعته المحادثات التي اقترحها المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا في تموز.

وينص اقتراح المبعوث الاممي على تشكيل مجموعات عمل تضم ممثلين للمعارضة والنظام لمناقشة قضايا تشمل حماية المدنيين واعادة الاعمار.

وقال الائتلاف الوطني في بيان: “قررت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عدم المشاركة في مجموعات العمل التشاورية، وهي تعتبر أن التزام بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ووقف العدوان الروسي أساس لاستئناف عملية التفاوض”.

وانتقد الائتلاف اقتراح دو ميستورا، معتبراً ان “جهود الوساطة الاممية… لم تبن على أسس واضحة تضمن انتقالاً سلمياً للسلطة وانشاء هيئة حاكمة انتقالية واكتفت بمعالجات جزئية مثل وقف موقت لاطلاق النار أو عقد لقاءات تشاورية بدون تحرك جدي ومسؤول بوقف قصف النظام مدناً سورية بالصواريخ والبراميل المتفجرة”. وخلص إلى “أن العدوان الروسي بما يمثله من خرق للقانون الدولي ودعم لنظام أوغل في قتل المدنيين وارتكب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية، يعكس تنصل روسيا من التزاماتها كعضو دائم في مجلس الأمن وطرف راع لبيان جنيف ومؤتمر جنيف-2، ويقوّض فرص نجاح أي تسوية سياسية”.

 

حرب بوتين «لا سنية ولا شيعية».. ولا «خلافة إرهابية»

الروس للسعوديين: هذه أولوياتنا السورية

ركز السعوديون على نقطة في المحادثات التي أجراها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة سوتشي، واستقبال الرئيس فلاديمير بوتين له، وهي محاولة الحصول على تطمينات من الروس بأن «عاصفة السوخوي» في سوريا، لا تعني قيام تحالف روسي مع إيران. أما القيادة الروسية فيبدو أنها اغتنمت فرصة وجود الضيف السعودي، لتؤكد على أولوياتها السورية كالتالي: أولا منع «افتراس سوريا» وقيام «خلافة إرهابية» فيها، وثانيا الحوار وانطلاق مصالحة وطنية، ثم إطلاق عملية سياسية.

ولإعلان هذه الأولويات أهمية في أنها تأتي من المضيف الروسي نفسه الذي يقود حملة عسكرية باغتت الخصوم الدوليين والإقليميين لدمشق، وثانيا لأنه جرى إبلاغها إلى ولي ولي العهد السعودي بمثل هذا الوضوح، فيما للرياض كما هو معلن ما يصل إلى حد العداء تجاه دمشق. ولأن موسكو كما أبلغت محمد بن نايف، تريد في ما بعد ضرب الإرهاب، المساعدة في إطلاق الحوار وتأمل أن تقوم السعودية، وغيرها من الدول، بممارسة نفوذها لتسهيل ذلك.

وبدا أن ترتيب الأولويات الروسية في سوريا أمام الزائر السعودي، جاء بعدما تحدث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على هامش زيارة محمد بن سلمان، عن أن المملكة لا تزال متمسكة برحيل الرئيس السوري بشار الاسد، وهي نقطة خلاف واضحة ما بين موسكو والرياض. ومهما يكن، فإن الزيارة فتحت الباب أمام تفاهمات بين الطرفين، أقله في الاتفاق على منع أقامة «خلافة إرهابية» في سوريا، وهو المبدأ الاول الذي أعلنه بوتين نفسه في مستهل حملته العسكرية.

وفي أول اجتماع من نوعه منذ انطلاق العملية الجوية الروسية في سوريا في 30 أيلول الماضي، التقى بوتين، على هامش سباق جائزة روسيا الكبرى ضمن بطولة «فورمولا 1» في سوتشي محمد بن سلمان، يرافقه الجبير، فيما حضر عن الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو.

كما بحث بوتين الأزمة السورية مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان. وذكر الكرملين ان اللقاء تناول التطورات في الشرق الأوسط، وخاصة في ضوء الجهود الروسية والإماراتية المبذولة في مكافحة الإرهاب الدولي.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية ـ «واس» عن الأمير محمد تأكيده، خلال الاجتماع، «حرص المملكة العربية السعودية على تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق، وموقفها الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي وفقا لمقررات مؤتمر جنيف 1، بما يكفل إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من مآسٍ على يد النظام السوري، وتلافي استمرار تداعيات هذه الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة».

وقال لافروف، والى جانبه الجبير، إن «بوتين والأمير محمد أكدا تطابق أهداف موسكو والرياض في ما يتعلق بالأزمة السورية»، موضحاً أنه تم خلال اللقاء «التركيز على مناقشة تطورات الأزمة السورية، وأن الطرفين بحثا خلالها المقترحات المتعلقة بتنفيذ بيان جنيف».

وقال لافروف: «نحن في تعاون وثيق مع السعودية منذ أعوام حول مشكلة الأزمة السورية. واليوم، كرر الرئيس بوتين تفهمنا لقلق السعودية». وأضاف ان «الجانبين أكدا أن لدى السعودية وروسيا أهدافا مماثلة بالنسبة إلى سوريا. قبل كل شيء، المطلوب عدم السماح لخلافة إرهابية بالسيطرة على البلاد».

وحول العلاقات الثنائية بين روسيا والسعودية، قال لافروف إن «الطرفين أكدا خلال محادثاتهما وجود فرص جيدة للتعاون الثنائي، بما في ذلك المجال العسكري التقني».

وأكد لافروف استعداد موسكو لتعاون اكبر مع الرياض «لتبديد أي شك في أن الأهداف التي يضربها الطيران الروسي هي فعلا منشآت لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ومجموعات إرهابية أخرى».

وقال: «بعد محادثات اليوم، بتنا نفهم في شكل أفضل كيفية توجهنا إلى تسوية سياسية»، داعيا الدول المعنية بالنزاع إلى استخدام نفوذها لدى أطرافه لتسهيل الحوار. وأضاف: «الهدف الثاني الذي نتقاسمه مع أصدقائنا السعوديين، هو بأن تشهد سوريا مصالحة وطنية وانطلاق العملية السياسية». وأضاف: «لقد ناقش الرئيس الروسي وولي ولي العهد السعودي الخطوات اللازمة للبدء بهذه العملية السياسية، أي الانتقال إلى التحول العملي لتنفيذ اتفاق جنيف»، فيما أعرب الجبير عن أمله باستكمال المناقشات حول سوريا الأسبوع المقبل.

وقال الجبير إن «الجانب السعودي أعرب لموسكو عن قلقه إزاء العملية الجوية التي تخوضها روسيا في أجواء سوريا، فيما شرحت موسكو أن هدفها الرئيسي في سوريا هو محاربة تنظيم داعش». وأضاف: «لقد عبرنا عن قلقنا من انه قد ينظر إلى هذه العمليات على أنها تحالف بين إيران وروسيا، ولكن الأصدقاء الروس شرحوا لنا ان هدفهم هو محاربة داعش والإرهاب».

وأضاف: «الرياض في نظرتها إلى سبل حل الأزمة السورية لا تزال متمسكة برحيل الرئيس السوري ودعم المعارضة السورية المعتدلة». وأعلن أن «المملكة ستواصل العمل مع روسيا في بلورة موقف موحد على أساس بيان جنيف، من أجل الحفاظ على وحدة الدولة السورية».

بوتين

واعتبر بوتين، في مقابلة مع قناة «روسيا 1» بثت أمس، رداً على سؤال عن إطلاق صواريخ من بحر قزوين إلى سوريا، أن الاستخبارات الأميركية لا تعرف كل شيء، ولا يتعين عليها ذلك.

وأكد أن موسكو لا تريد التدخل في النزاع الديني في سوريا، وهي لا تفرق بين الشيعة والسنة. وقال: «نحن في سوريا، ولا بأي حال نريد التدخل في أي نزاع ديني مهما كان». وأضاف، تعليقاً على الرأي القائل بأن روسيا في سوريا تقف في الحرب إلى جانب الشيعة ضد السنة، «هذه فرضية وطرح خاطئ»، مضيفاً: «نحن لا نضع فوارق بين الشيعة والسنة».

ودافع بوتين عن دخول بلاده في الحرب السورية، معتبراً أنها ستساعد في الجهود التي تبذل للتوصل إلى حل سياسي للازمة. وقال: «عندما يكون هناك مجموعة من الإرهابيين على مقربة من العاصمة، اعتقد انه سيكون هناك القليل من الرغبة لدى الحكومة السورية من اجل التفاوض، والأرجح أنها تشعر أنها محاصرة في عاصمتها». وأوضح أن الهدف من التدخل العسكري هو «الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية وتوفير الظروف لتنفيذ تسوية سياسية».

وكرر بوتين التأكيد أن روسيا لن ترسل قوات برية لتقاتل إلى جانب القوات السورية، موضحاً أن موعد انتهاء العملية العسكرية لسلاح الجو الروسي في سوريا محدد بانتهاء عمليات تقدم الجيش السوري على الأرض. وقال: «الولايات المتحدة خططت لتدريب 12 ألف شخص ضمن برنامج تدريب ما يسمى بالجيش الحر، وخفضت العدد في ما بعد إلى 6 آلاف، ولكنها دربت في نهاية المطاف 60 شخصا لم يحارب منهم ضد داعش سوى 4 أو 5 أشخاص، وأنفقت على ذلك 500 مليون دولار، وقد كان من الأفضل لو أعطتنا هذه الملايين الـ500 لكنا استخدمناها على نحو أفضل من وجهة نظر مكافحة الإرهاب الدولي». وأضاف ان «خطر قيام الإرهابيين بعمليات إرهابية في روسيا موجود حتى قبل القيام بعمليات عسكرية في سوريا، ولو سمحنا بافتراس سوريا لكان وصل إلى بلادنا آلاف من أولئك الذين يتراكضون اليوم وبنادق كلاشنيكوف بأيديهم».

في هذا الوقت، واصل الجيش السوري، وسط غطاء جوي روسي تقدمه في محافظات اللاذقية وادلب وحماه، مجبراً قادة المسلحين على الدعوة إلى النفير العام، وحقق الجيش السوري تقدماً على جبهات عدة في عمليته البرية الواسعة ضد الفصائل الإسلامية المقاتلة في ريف حماه الشمالي باتجاه الطريق الدولي دمشق – حلب وفي تلال ريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي وفي ريف ادلب الجنوبي.

وقد أثارت سيطرة الجيش السوري على عدد من القرى إرباكاً واسعاً في صفوف الجماعات المسلحة (تفاصيل صفحة 10).

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن طائرات «السوخوي» ضربت 63 هدفاً في محافظات اللاذقية وحماه وادلب وحلب والرقة ودمشق في الساعات الـ24 الأخيرة، وأنها دمرت 53 موقعا يستخدمها الإرهابيون، فضلا عن مركز قيادة وأربعة معسكرات تدريب وسبعة مستودعات ذخائر.

وأشارت إلى تقدم في المباحثات مع البنتاغون لتفادي أي حادث بين الطائرات الروسية وتلك التابعة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، موضحة أن مسؤولين عسكريين روساً عقدوا مؤتمراً عبر دائرة تلفزيونية مع نظرائهم الأميركيين، أمس الأول، لبحث تأمين الطلعات الجوية فوق سوريا.

وقدمت وزارة الخارجية الروسية للملحق العسكري لدى السفارة البريطانية في موسكو طلب إيضاح بشأن تصريحات لمصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع البريطانية نشرت في وسائل إعلام بريطانية عن أوامر صدرت للقوات الجوية البريطانية، باستخدام الأسلحة ضد الطيران الروسي في حالة وجد تهديد.

وأعلن الجيش التركي أن مقاتلات سورية وأنظمة صاروخية تعرضت لطائراته الحربية من طراز «إف 16» قرب الحدود السورية أمس الأول. وأوضحت هيئة الأركان التركية، في بيان، إن «ثلاث طائرات كانت بين 12 طائرة حربية من طراز إف 16 تقوم بأعمال الدورية عند الحدود عندما تداخلت معها أنظمة صاروخية متمركزة في سوريا لمدة دقيقتين». وأضافت أن «الطائرات تعرضت لها أيضا لمدة 35 ثانية طائرتان من طراز سوخوي-22 وسوخوي-24».

وكانت تركيا أعلنت أن مقاتلة روسية انتهكت مجالها الجوي وأن مقاتلة من طراز «ميغ 29» وأنظمة صاروخية متمركزة في سوريا تعرضت أيضا لدوريات سلاحها الجوي، في تطور وصفه حلف شمال الأطلسي بأنه «في غاية الخطورة وغير مقبول».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

«معركة مورك» أولى خسائر القوات الروسية أمام المعارضة السورية المسلحة

أليمار لاذقاني

اللاذقية ـ «القدس العربي»: في سهل الغاب وفي مورك بالتحديد حاولت قوات سهيل الحسن التقدم باتجاه المدينة لإعادة السيطرة عليها، ذلك بعد تمهيد للطيران الروسي استمر ثلاثة أيام نفذ خلالها ما لا يقل عن 20 غارة جوية، كما دعمت المروحيات الروسية الهجوم البري بنيران كثيفة، وبعد توغل كبير في المدينة، اعتقد سهيل حسن أن قوات المعارضة قد انسحقت إثر الضربات الروسية فاندفع مع عدد كبير من قواته في المدينة، وهناك كانت مصيدة لقواته حيث خسر ما لا يقل عن مئة عنصر من قواته واضطر للانسحاب السريع من المدينة.

تعتبر هذه المعركة من أولى المعارك التي يخسرها جيش الأسد بعد دخول القوة الجوية الروسية في المعارك، وقد تركت أثرا سلبيا في نفوس الموالين الذين اعتقدوا ومنذ فترة قريبة أن المعركة ستحسم لصالحهم بعد مجيء الطائرات الروسية، ما جعل اليأس يتسرب إلى نفوسهم من جديد نتيجة الضربات الموجعة التي يدفعون أبناءهم ثمنا لها، بحسب ما قال مقاتل من المعارضة المسلحة شارك في المعركة .

في جنازة جندي من قوات النظام من الذين قتلوا في مورك يقول المشيعون: لا فرق كبير بين ضربات الروس وضربات الجيش النظامي، فكلاهما لا يستطيع أن يحسم على الأرض، ولا شيء سيثني المعارضين عن هدفهم حتى لو دخلت القوات البرية، الأفضل لنا ولروسيا أن ننسى مناطق المعارضة، ونحاول أن نحافظ على ما تبقى من مناطقنا، لأن فاتورة الدم أصبحت عالية ولا قدرة لنا على احتمال المزيد.

ومن الجدير بالذكر أن معظم عناصر سهيل حسن كانوا قد تركوا القتال مع جيش نظام بشار الأسد، ومن بينهم شاب ترك القتال ضد قوات المعارضة المسلحة، وبقي في قريته قرابة خمسة شهور، لكن ضغط الحياة الاقتصادية، وإحساسه بالشلل التام عن تقديم مقومات الحياة لأسرته جعله ينصاع للمغريات التي يقدمها سهيل براتب شهري يصل إلى 50 ألف ليرة سورية، بالإضافة إلى إعفائه من كل ما يترتب عليه جراء تخلفه عن القتال في جيش نظام الأسد.

 

الجيش: أنظمة صواريخ مقرها سوريا تعرضت لأربع مقاتلات تركية إف-16

أنقرة – (رويترز) – قال الجيش التركي في بيان الاثنين إن أنظمة صواريخ مقرها سوريا تعرضت لأربع مقاتلات تركية إف-16 قرب الحدود بين البلدين أمس وإن وحداته ردت “الرد اللازم”.

 

ولم يحدد الجيش ماهية الرد لكن هذه المرة الأولى التي يشير فيها إلى “الرد” بعد تعرض مقاتلاته لمثل هذه الأحداث على مدى أسبوع تقريبا.

 

المرصد: الجيش السوري يخوض اشتباكات عنيفة مدعوما بطائرات روسية

بيروت – (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري ومقاتلين حلفاء له أحرزوا مزيدا من التقدم الاثنين مدعومين بطائرات روسية ضمن هجومهم على مقاتلي المعارضة في أعنف اشتباكات منذ نحو أسبوع.

 

وذكر المرصد أن الطائرات الروسية نفذت 30 غارة على الأقل على بلدة كفرنبودة بمحافظة حماة في غرب سوريا بينما سقطت مئات القذائف على المنطقة. وأضاف المرصد “تمكنت قوات النظام من التقدم والسيطرة على الحي الجنوبي من كفرنبودة.”

 

وخلال الأيام القليلة الماضية استعادت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على مناطق قريبة من معقل الحكومة في الساحل الغربي من البلاد بفضل التدخل الروسي الذي قلب دفة الأمور بعد التقدم الذي أحرزه مقاتلو المعارضة هذا العام.

 

وتقول موسكو إن حملتها الجوية تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية لكن معظم الضربات أصابت جماعات معارضة مناوئة تقاتل الأسد وبعضها يحظى بدعم من الولايات المتحدة.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن القوات الموالية للحكومة وبينها مقاتلون من جماعة حزب الله اللبنانية سيطروا اليوم على الجزء الجنوبي من كفرنبودة.

 

وأضاف أن القتال والقصف والغارات الجوية أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المسلحين.

 

وقال عبد الرحمن إن هذه كانت أشرس معارك في ريف حماة الشمالي منذ بدأت قبل أيام عمليات مشتركة بين سلاح الجو الروسي والقوات البرية السورية.

 

وبدأت روسيا ضرباتها الجوية في الثلاثين من سبتمبر أيلول مما أثار قلق التحالف الذي تقوده واشنطن ويشن غارات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

 

«الائتلاف» يقاطع محادثات الأمم المتحدة والسعودية تبلغ روسيا مخاوفها من سياستها في سوريا

موسكو تستفسر من لندن حول تقارير عن قرارها قصف مقاتلاتها إذا تعرّض طيّاروها لإطلاق نار

عواصم ـ وكالات ـ لندن ـ «القدس العربي»: التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء أمس الأحد، ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود لبحث تداعيات الأزمة السورية.

وقال وزيرا خارجية روسيا والسعودية أمس الأحد إن البلدين سيزيدان التعاون بشأن سوريا ومحاربة الإرهاب. وعبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن أمله في إجراء المزيد من المحادثات الأسبوع المقبل.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن روسيا مستعدة للعمل مع الجيش السعودي بشأن سوريا.

وقال الجبير الذي ظهر إلى جانب نظيره إن الرياض لديها مخاوف بشأن سياسة روسيا. وقال لافروف إن موسكو تتفهم مخاوف السعودية، وإن الدولتين تتفقان على هدف منع إقامة خلافة إرهابية في سوريا.

من جانبه أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الأحد مقاطعته للمحادثات التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا بسبب انتقادها للمقترح والضربات الروسية في سوريا.

وأفاد بيان الائتلاف»قررت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عدم المشاركة في مجموعات العمل التشاورية، وتعتبر أن الالتزام ببيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ووقف العدوان الروسي أساس لاستئناف عملية التفاوض».

وفي وقت سابق من الأحد بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأزمة السورية مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائهما في مدينة سوتشي. وتناول اللقاء التطورات في الشرق الأوسط، وخاصة في ضوء الجهود الروسية والإماراتية المبذولة في مكافحة الإرهاب الدولي، بحسب»روسيا اليوم».

من جانبه جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد، أمس، أن موسكو لن ترسل قوات برية لتقاتل إلى جانب القوات النظامية في سوريا حيث بدأت روسيا منذ نهاية أيلول/ سبتمبر حملة غارات جوية مكثفة.

وردا على سؤال لقناة (روسيا 1) حول احتمال نشر جنود روس في سوريا، قال بوتين «لسنا في وارد القيام بهذا الأمر وأصدقاؤنا السوريون يعلمون ذلك».

ومن جانب آخر، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن بوتين قوله الأحد إن روسيا لا تريد التورط في حرب دينية في سوريا.

وأضافت الوكالة نقلا عن مقابلة يبثها تلفزيون «فار ايست» الروسي قول بوتين إن موسكو لا ترى فرقا بين الجماعات السنية والشيعية.

وأفاد تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» بأنه تم استخدام نوع حديث من القنابل العنقودية روسية الصنع في غارات جوية على سوريا للمرة الأولى.

وأوضحت المنظمة، ومقرها نيويورك، أن القنابل وهي من النوع المصمم لتدمير المركبات المدرعة، تم استخدامها في غارة وقعت الأسبوع الماضي على جنوب غرب حلب.

وقال نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في المنظمة «من المثير للقلق أن نوعا آخر من الذخائر العنقودية يتم استخدامه في سوريا، ما يعني أنها ستتسبب في ضرر للمدنيين لسنوات مقبلة».

وذكرت المنظمة أنها لا تستطيع تحديد ما إذا كانت القنابل العنقودية المستخدمة في حلب قد أسقطتها القوات السورية أم الروسية.

جاء ذلك فيما ذكرت وكالة أنباء انترفاكس أن روسيا طلبت من الملحق العسكري البريطاني في موسكو توضيح تقارير إعلامية تفيد بأنه تم السماح للطيارين البريطانيين بمهاجمة المقاتلات الروسية إذا تعرضوا لإطلاق النار أثناء القيام بطلعات فوق العراق.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الملحق البريطاني قوله إنه سيقدم ردا رسميا في المستقبل القريب.

 

هل حان الوقت لوضع الخطوط الحمراء أمام بوتين وخلق منطقة حظر جوي في الشمال؟

وصول دفعات من سيارات «سوف» و«بيك اب» الجديدة دليل على فشل سياسة تجفيف أموال تنظيم «الدولة»

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: بات من الواضح أن «تنظيم الدولة» في العراق والشام يستفيد من الغارات التي يقوم بها الطيران الروسي ضد المعارضة السورية لبشار الأسد.

فقد حقق في الأيام الماضية تقدما مهما في محافظة حلب وسيطر على عدد من القرى التي كانت خاضعة للتنظيمات المعارضة للنظام.

ويعد هذا أهم إنجاز له قرب المدينة التي كانت تعد قبل الثورة عصب سوريا الاقتصادي. فمع مواصلة الطيران الروسي ضرباته الجوية وجدت الكثير من فصائل المعارضة التي استطاعت إخراج المقاتلين التابعين لـ»تنظيم الدولة» من قرى حلب نفسها ملاحقة من الطائرات وبدون حماية تذكر من الأمريكيين.

ونقلت صحيفة «أوبزيرفر» عن متحدث باسم « تجمع العزة» الذي يلقى دعما من دول الخليج والدول الغربية قوله «يقوم الطيران الروسي بضرب «الجيش الحر» ويعبد الطريق لـ»داعش» كي يسيطر على المناطق الاستراتيجية في حلب»، وأضاف «الحقيقة هي أن الروس يدعمون داعش»، مع أن الحملة الجوية في سوريا والتي أعلن عنها الكرملين الروسي جاءت تحت غطاء مكافحة الإرهاب.

ولكن المعارضة السورية تقول إن حجم الغارات التي تعرضت لها مواقعهم والتي لا تقارن مع الغارات على «تنظيم الدولة» تهدف إلى تشتيت صفوفهم من أجل وضع العالم أمام خيار: إما الأسد أو «داعش». وركز الطيران الروسي ضرباته على محافظة حماة التي كان يقترب منها المقاتلون باتجاه المناطق الغربية التابعة للنظام.

ولم يستطع الأخير في هجومه البري المدعوم من الطيران الروسي تحقيق تقدم ذي بال لأن المقاتلين استخدموا صواريخ «تي أو دبليو» المضادة للدبابات.

ولكن الهجمات الجوية على حلب استهدفت الجماعات التي أثبتت فعالية في مواجهة الجهاديين.

ويقول ناشط عارف بالأوضاع في الشمال «من الناحية المعنوية فضرب الروس لمواقع الجيش الحر يعني أنهم لا يريدون قتال داعش بل حماية نظام بشار الأسد».

وكانت جماعات المعارضة قد تعاونت عام 2014 على طرد الجهاديين من منطقة حلب وإدلب بخسارة 1.500 من مقاتليها.

ونقل التقرير عن أحد المسؤولين في «جيش الفتح» قوله «دخلت روسيا تحت غطاء ضرب داعش ولكنها لم توجه له أية غارة».

ويتساءل المقاتلون عن عدم تدخل الأمريكيين والروس لضرب الجهاديين الذين أرسلوا عرباتهم وبشكل مفتوح باتجاه حلب. وتحدث المسؤول ساخرا أن «الروس وداعش ربما يعملون من داخل غرفة عمليات واحدة».

 

إمداد وليس تدريبا

 

وتزامنت مكاسب التنظيم في محافظة حلب مع إعلان الولايات المتحدة إلغاء برنامج تدريب المعارضة السورية الذي رصدت له 500 مليون دولار وانتهى بالفشل الذريع حيث انشق عدد من منسوبيه إلى «جبهة النصرة» التي سلموا أسلحتهم لها.

وفي شهادة أمام الكونغرس لقائد القيادة المركزية الأمريكية اعترف فيها أن حفنة قليلة من الذين دربهم الأمريكيون يقاتلون داخل البلاد.

وعلق إيان بلاك يوم السبت في صحيفة «الغارديان» إن «تعليق» البرنامج هو علامة أخرى عن التشتت والفشل في السياسة الغربية تجاه سوريا.

وعزز وقف البرنامج الحديث عن خطط الإدارة التي تسربت عن نيتها دعم جماعات مختارة داخل سوريا (أكراد وقبائل سنية) كي تتقدم جنوبا نحو مدينة الرقة عاصمة ما يطلق عليها «الخلافة».

وينهي قرار الإدارة كما يقول بلاك فصلا محرجا لأهم ملمح من ملامح الدعم الأمريكي للمعارضة السورية.

ورغم حديث البنتاغون عن مساعدة جماعات معينة إلا أن المعارضة السورية تشك في وصول سلاح ذا معنى خاصة أن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا عن «أسلحة أساسية» وليست «نوعية» مثل الصواريخ المحمولة على الكتف «مانبادز» المضادة للطائرات.

ونقل بلاك عن دبلوماسيين عرب قولهم إن السعودية وحلفاءها من دول الخليج تبحث عن طرق لتسليح القوى المعادية للأسد، خاصة بعد التدخل الروسي. ونقل عن مصدر قطري بارز قوله «لا يمكننا الاعتماد على الأمريكيين».

وبحسب دبلوماسيين عرب فالولايات المتحدة في اتصال مع «جيش الفتح» للبحث عن شركاء يمكن التعاون معهم.

وأكد مسؤول أمريكي أنه سيتم وقف عمليات التجنيد لبرنامج التدريب في الأردن وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.

وسيتم التركيز على مركز واحد في تركيا، صغير الحجم، يتلقى فيه قادة ميدانيين موثوق بهم الخبرات العملياتية لاستدعاء الغارات الجوية. وغير ذلك فستركز السياسة الحالية على «القدرات المحلية على الأرض» من الأكراد والعرب.

ويؤكد القرار الأمريكي نحو المعارضة المنظور حول الإدارة الأمريكية واستعدادها لقتال تنظيم الدولة من دون الأسد الذي تتسامح معه من أجل التوصل لحل سياسي. وهو ما بدا في المواقف البريطانية ودول أوروبية أخرى حول دور للأسد في العملية الانتقالية.

 

اعتراف

 

وكتب في هذا السياق بول ماكليري في مجلة «فورين بوليسي»أن إعلان الإدارة عن وقف برنامج تدريب المعارضة اعتراف بالواقع على الأرض.

ففي الكونغرس يعرف البرنامج بـ «النكتة» و»الفشل» و»الكارثة الكبيرة» و»الآن أصبح لدينا اسم آخر له: ميت» وقال إن إعلان البنتاغون يوم الجمعة «ما هو إلا اعتراف صريح بأن واشنطن فشلت فشلا ذريعا في بحثها عن حلفاء وسط فوضى الحرب الطاحنة والمتعددة الأطراف.

وقال إن البرنامج حتى الربيع الماضي كان «مركز استراتيجية الإدارة لمحاربة تنظيم الدولة» مشيرا إلى أنه عانى منذ البداية من مشاكل انتهت باعتراف الإدارة أن ما بين 4-5 مقاتلين يشاركون في قتال الجهاديين.

وهو أقل من الطموح الذي أعلن عنه، أي تدريب 5.000 مقاتل كل عام. وكتب ماكليري ساخرا أن الاستراتيجية الآن انتقلت من التدريب إلى تقديم الأسلح والإمدادات لفصائل معينة حيث نقل عن كريستين وورماث، مساعدة وزير الدفاع لشؤون السياسة قولها «نعمل مع هذه الجماعات منذ شهور».

واكتشفت الإدارة أن «البناء والعمل مع الجماعات التي تقاتل حاليا «تنظيم الدولة» وتقديم الدعم لها» ولم تعلق على طبيعة الأسلحة إلا أنها قالت ستكون «نوعية» وتشتمل على صواريخ أرض – جو.

ونقل عن المبعوث الخاص للتحالف الدولي المضاد لتنظيم الدولة بريت ماكغيرك قوله إن «هذا وضع معقد، فكل جزء من الخريطة مختلف ويحتاج لأسلحة مختلفة في مرحلة معينة».

 

أمر مالي

 

ولا يعتبر فشل الإدارة بتدريب المعارضة المسلحة الوحيد، فقد فشلت في وقف تدفق المال للتنظيم، وشريط الفيديو الذي يظهر مقاتلين تابعين لـ»تنظيم الدولة» وهو يتقاسمون سيارات جديدة من نوع «أس يو أف» وبيك اب في سوريا والعراق وليبيا دليل واضح على فشل الجهود الدولية لتجفيف منابع التنظيم المالية.

ويتزامن هذا مع نهاية برنامج إدارة باراك أوباما لتدريب المعارضة السورية بالفشل وهو ما يدعو لاتخاذ الجهود اللازمة لخنق قدرة التنظيم على جمع المال والحصول على الإمدادات. وترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن المال يعتبر «كعب أخيل» للمنظمة الساعية لإقامة «خلافة إسلامية» على أراضي كل من العراق وسوريا. فعلى خلاف دول مثل إيران تعرضت لعقوبات دولية فـ»تنظيم الدولة» ليس دولة بالمعنى الحقيقي، ولا تقيم والحالة هذه علاقات اقتصادية مع دول الجوار المحيطة بها وتعتمد في بناء ميزانيتها على المناطق الخاضعة تحت سيطرتها والمصادر التي تجني منها المال غير معروفة بشكل كامل، وهذا يعني تحديا كبيرا كما يقول المسؤولون الأمريكيون.

وتشير الصحيفة لجهود وزارة الخزانة الأمريكية التي تقود الجهود لتشويش عملية تدفق المال للجهاديين ومنعهم من استخدام النظام المالي العالمي لنقل وتحويل ودائع مالية وفرض عقوبات مالية على قادتهم.

وأعلنت المالية عن جائزة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تقود لوقف بيع النفط والقطع الأثرية بطريقة غير شرعية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يحققون تقدما في حربهم ضد التنظيم وقدراته المالية «ولكن منظر قافلة السيارات الجديدة يعتبر علامة مثيرة للقلق، خاصة أن شركة تويوتا أكدت أن لديها سياسة عدم بيع منتجاتها لزبون قد يقوم بتعديل عملها لأغراض إرهابية».

ويأتي الحديث عن مالية التنظيم بعد عام من شهادة ديفيد كوهين، مساعد وزير المالية لشؤون الإرهاب في حينه أمام الكونغرس وقال فيه إن «تنظيم الدولة» لم تعد له الميزانية لمواجهة احتياجاته.

ومع ذلك فلا يزال التنظيم يحكم الملايين في سوريا والعراق ويجذب إليه آلافا من المتطوعين الأوروبيين وأماكن أخرى.

ويخوض التنظيم حربا ضد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وهو ما يكلفه الكثير من المال، كما يقدم الخدمات للسكان حتى يشتري رضاها ويوفر الرواتب للعاملين المدنيين في مؤسساته حيث يتلقى الموظف راتبا معدله 500 دولار في الشهر.

ويناقش المسؤولون الأمريكيون أن «تنظيم الدولة» يحصل على ملايين الدولارات من داخل الأراضي التابعة له من ابتزاز المدنيين ورجال الأعمال، وبالتالي فمن الصعوبة على المسؤولين الأمريكيين خنق ميزانيته.

وتقول الصحيفة إن التنظيم لا يزال يحصل على 40 مليون دولار من بيع النفط السوري والعراقي.

فهو يوزع النفط الخام عبر وسطاء في البلدين لزبائن من بينهم النظام السوري، أما النفط النقي فيتم بيعه للمستهلك المحلي.

وبالإضافة للنفط يقوم التنظيم بالسطو على البنوك واختطاف رهائن والتجارة بالبشر وبيع الأثار القديمة ولا يزال بعض المتبرعين الخاصين في دول الخليج يرسلون له المال.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهن إن السبب في استمرار تجارة النفط هي اعتماد التنظيم على المصافي التي تقام في البيوت بعد أن نجح التحالف الأمريكي باستهداف المصافي المتحركة.

ويقول خبراء إن المخاوف من حرمان المواطنين من الوقود الكافي لحياتهم اليومية وتعقيد مهام إعمار البلاد وبناء اقتصادها عامل في عدم شن غارات شاملة على منشآت النفط.

وكان كوهين قد تحدث في تشرين الثاني/نوفمبر 2014 عن أهمية العمل مع السلطات التركية وحكومة إقليم كردسـتان لوقف نشاطات التهريب عبر الحدود.

ولكن الأمريكيين يعتقدون الآن أن هذه الجهود لا تكفي. وتركز الإدارة الآن على منع التنظيم من استخدام البنوك والتبادل المالي لشراء السلاح والإمدادات الأخرى.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم نجحوا في قطع البنوك داخل مناطق الدولة عن المؤسسات المالية داخل العراق والنظام المالي العالمي.

ولن يتمكن التنظيم من إنشاء فروع مالية له في الخارج لسهولة اكتشافها. وعليه تبدو أهمية قطع العصب المالي للتنظيم الوحشي، فالخيار العسكري هو ملمح واحد من الحرب عليه. وحتى في هذا الخيار يبدو أن إدارة أوباما تخلت عنه لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

دعهم يفعلون

 

وهو ما تراه صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها خطأ فادحا. فتحت عنوان «لا تعطوا الضوء الأخضر لبوتين» جاء فيه «يبدو رد الرئيس أوباما على الحملة العسكرية في سوريا وبشكل متزايد «دعهم يسيطرون عليها».

فقد تنسم أوباما منصة المحاضرات وأخذ يحاضر على بوتين محذرا إياه من الخطأ الذي يرتكبه وسيؤدي به إلى «مستنقع» الحرب السورية، وفي الوقت نفسه أكد له وبشكل علني أن الولايات المتحدة لن تتخذ خطوات لمواجهة الهجوم الذي شنه الرئيس الروسي على المعارضة السورية، حيث تلقت بعض فصائلها مساعدة أمريكية.

وتشير الصحيفة إلى تصريحات أوباما التي أكد فيها إنه لن يحول سوريا إلى ساحة حرب بالوكالة.

وتراه الصحيفة «خطا أخضر لموسكو لسحق أي بديل في سوريا عن نظام الأسد و»تنظيم الدولة».

وأشارت لاعتراف أوباما بفشل برنامج تدريب المعارضة قائلة إن «البيت الأبيض تجاهل النقاد الكثر خارج الكونغرس والذين تنبأوا بنتائج برنامج التدريب منذ بدايته».

وقارنت رد أوباما الحالي على التدخل الروسي بتدخل موسكو في أوكرانيا حيث توقع فشل بوتين. ولكن الأخير لا يزال بعد 20 شهرا يسيطر على القرم وجزء من أوكرانيا وأقنع الأوروبيين بتسوية إن تمت فستؤثر على الحكومة المنتخبة في كييف.

وترى الصحيفة أن تصـريحـات أوبـاما حـول فشل التدخل الروسي في سوريا، صحيـحة من حيث المبدأ لكنها تعني عددا من المخاطر بعضها كارثي على المدى القريب، من ناحـية تقوية تنظيم الـدولة وقـتل أية فرصة لحل الأزمة السورية.

وهي وإن رحبت بقرار الرئيس دعم المقاتلين الأكراد والقبائل العربية شرق سوريا التي يأمل بالتقدم نحو الرقة، إلا أنها ترى في رفض أوباما دعم القوى المؤيدة للغرب التي تضربها روسيا فهو يعني قبولا فعليا للتحالف الذي يدعو إليه بوتين. أي تعاون الولايات المتحدة معه لمحاربة كل القوى التي تقاتل نظام الأسد. ما يعني دفع القوى المعتدلة في المعارضة لأحضان «تنظيم الدولة» ودعم جهود بوتين لإعادة القوة الروسية إلى منطقة الشرق الأوسط على حساب الولايات المتحدة.

ولا بد والحالة هذه من زيادة الدعم للمعارضة السورية التي تحتاج لصواريخ مضادة للدبابات، ولمنطقة آمنة في شمال سوريا بالتعاون مع تركيا، حيث توفر الحماية للمدنيين و»بدلا من إلقاء المحاضرات، يجب وضع خطوط حمراء أمام بوتين ومن دونها سيتسمر في تصعيد عدوانه».

 

نصيحة لأوباما

 

ولدى دينيس روس، المسؤول السابق في إدارة أوباما والزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بمقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» وجهة نظر متقاربة، حيث دعا إلى التوقف عن لعب لعبة روسيا وإيران في سوريا.

وقال روس إن موقف أوباما من الحرب الأهلية هناك منسجم ولم يتغير. فالرئيس لا يريد الانجرار لحرب جديدة، مشيرا لتأثير الحرب العراقية الشديد عليه «فقد انتخب لإخراجنا من حروب الشرق الأوسط وليس لإعادتنا إليها، فهو لا يريد التدخل في «حرب أهلية في دولة أخرى».

ويعتقد روس أن مدخل الإدارة ظل مشروطا بثمن التورط لا ثمن عدم التحرك. حتى لو أدت الحرب إلى كارثة إنسانية، مهاجرين وهددت استقرار الجيران.

ويضيف ان تحدي أوباما من يرون أن إيران تنتصر في سوريا ليس جديدا. ففي آذار/مارس 2014 قال «ما يثير دهشتي دائما الفكرة التي تقول إن إيران انتصرت في سوريا. فهو صديقهم الوحيد في العالم العربي وهو الآن أنقاض ويكلفهم أيضا المليارات من الدولارات. فهم يخسرون أكثر من أي شخص آخر.

والروس أيضا يرون صديقهم الوحيد في الشرق الأوسط وسط الأنقاض وفاقدا لشرعيته». وبعد عام لم يتغير موقف أوباما حيث حذر في الأسبوع الماضي من مستنقع سوريا. ويرى روس أن الروس والإيرانيين لا يحاولون إخضاع السوريين بقدر ما يرغبون بالحفاظ على دويلة صغيرة تحت قيادة الأسد يحافظون من خلالها على مصالحهم ولعب دور الوسيط في آية تسوية سياسية مقبلة.

ويقول روس إن الرئيس الروسي يعرف كيف يملأ الفراغ فيما يجيد الإيرانيون إدارة الحروب بالوكالة والمحافظة على سوريا كمعبر لأسلحتهم نحو لبنان. ويشير هنا إلى زيارة قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني لموسكو.

وتعبر عن اعتراف من بوتين وسليماني بأهمية التدخل العسكري من أجل دعم موقف الأسد الضعيف ووقف تقدم «تنظيم الدولة» في الشمال والجنوب.

ووجد الاثنان منافع إضافية من زيادة التدخل العسكري في هذه المرحلة من الحرب. فبالنسبة لسليماني والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي فالتدخل يؤكد على أيديولوجية المقاومة في مرحلة ما بعد توقيع الإتفاق النووي مع الولايات المتحدة.

أما بالنسبة لروسيا، فالتدخل سيتم في الوقت الذي تنشغل فيه إدارة أوباما ببيع الاتفاق النووي للكونغرس بالإضافة لوضع روسيا مرة أخرى في مركز الاهتمام الدولي.

ويقول إن الروس والإيرانيين لا يعتقدون أنهم يخسرون المنطقة، وهو نفس اعتقاد المصريين والسعوديين والإماراتيين والقطريين. فقد لا يحبون ما يقوم الروس بعمله ولكنهم يرون أهمية في التعامل معهم.

ومن هنا يتساءل روس إن كانت سياسة أوباما صحيحة؟ مجيبا أن التركيز على «تنظيم الدولة» وهو ما تخطط الإدارة لعمله يعني المضي في لعبة الإيرانيين والروس الذين سيواصلون ضرب جماعات المعارضة.

وما تقوم به واشنطن في النهاية أنها تتعاون معهم على ضرب السنة. وبالنتيجة قتل أي أمل لظهور كتلة سنية تواجه الجهاديين.

ويعلق روس أن على الرئيس الانتباه لخطورة الإجراءات غير الشاملة في التعامل مع الأزمة. وعليه يقترح الكاتب على الرئيس حلا يعطيه نفوذا على الروس: «إذهب إلى الأتراك والسعوديين والقطريين والأوربيين وقل لهم إن الوقت قد حان لإنشاء منطقة آمنة على الحدود التركية- السورية» وهو ما تطالب به تركيا ودول الخليج منذ وقت وتحتاجه أوروبا لوقف تدفق اللاجئين. و»اشرح لهم أننا سنقوم بدورنا لحماية منطقة الحظر الجوي، فقط إن شارك الطيران الاوروبي، ووافقت تركيا على حماية المنطقة على الأرض لمنع تسلل تنظيم الدولة ووافقت السعودية وقطر على توفير البنى التحتية للاجئين والمعسكرات لتدريب المعارضة» وفي حالة نفذ هذا المشروع فسيقول أوباما لبوتين بلغة هادئة «لا تقترب من المنطقة الآمنة».

ويختم بالقول «إن أردنا أن نؤثر على تصرفات الروس والإيرانيين في سوريا فعلينا أن نبدأ بلعب القواعد التي يفهمونها».

 

الشبكة السورية: 104 مدنيين ضحايا الضربات الروسية على سورية

اسطنبول ــ سما الرحبي

وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، مقتل 104 مدنيين بينهم 25 طفلاً و15 امرأة، منذ بدء روسيا ضرباتها الجوية في سورية الأربعاء 30 سبتمبر/أيلول الماضي.

وذكرت الشبكة، في تقريرها الذي نشرته اليوم الإثنين، وحمل عنوان “شمس الشعب السوري لن تشرق من موسكو”، أنّها وثقت 23 هجمة روسية، لافتًة إلى أن الهجمات حصلت في المناطق المدنية والعسكرية الخاضعة للمعارضة السورية، والمناطق المدنية الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

من جهته، أوضح رئيس “الشبكة السورية”، فضل عبد الغني، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن “معدي التقرير، استطاعوا التمييز بين القوة التدميرية لهجمات القوات الروسية وبين الهجمات السابقة التي خبرناها للقوات الحكومية”، مبيناً أن “الهجمات الجديدة تختلف في صوت الطائرة والقوة التدميرية ونوع وصوت السلاح”، مشيراً إلى أن “صعوبات عديدة واجهت فريق الشبكة السورية من ناحية إضافة العديد من الحوادث ضمن التقرير، من أبرزها أن النظام السوري يمتلك ذخائر وأسلحة روسية الصنع”.

وبيّن عبد الغني، أن “النظام الروسي متورط منذ بداية الانتفاضة الشعبية في مختلف أنواع الجرائم التي ارتكبها النظام السوري، كونه داعما رئيسيا له ومزوده بالسلاح أيضاً، حتى بعدما ثبت لدى لجنة التحقيق الدولية ولدى غيرها أن النظام السوري يستخدم الأسلحة والمعدات في ارتكاب أفعال ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب”.

وأضاف “في الأيام الأخيرة يقوم النظام الروسي بنفسه وبشكل مباشر بارتكاب أفعال ترقى إلى جرائم حرب، وبغض النظر عن طلب النظام السوري من النظام الروسي التدخل، فيجب ألا يخرق هذا التدخل القانون الدولي الإنساني الذي يحكم النزاع المسلح. والنظام الروسي انضم بشكل مباشر إلى طرف من أطراف النزاع في سورية، وهو بموجب هذا التقرير متهم من قبلنا بارتكاب أفعال ترقى إلى جرائم حرب”.

إلى ذلك، أشار تقرير الشبكة، إلى أن 15 هجمة استهدفت مناطق مدنية خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلّحة، بينما استهدفت 5 هجمات مناطق مدنية تخضع لسيطرة “داعش”، بينما قصفت 3 هجمات فقط مناطق عسكرية تابعة لفصائل المعارضة المسلّحة.

وبحسب التقرير، فإن ذلك يشكل دعماً كبيراً لتنظيم “داعش” ويوجه له رسالة مباشرة بالتمدد والسيطرة على جميع المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وهو عكس الهدف المزعوم للنظام الروسي.

توصيات

 

وأوصى التقرير بأن على القوات الروسية احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي العرفي، كما أن عليها أن تتحمل مسؤولية الانتهاكات التي تقع منذ بدء هجماتها، وأن تتحمل التبعات المترتبة عن هذه الانتهاكات كافة.

 

كما أشار التقرير إلى أن عمليات القصف العشوائي غير المتناسب، تعتبر خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، وإن استهداف فصائل المعارضة المسلحة التي تحارب تنظيم “داعش” يشكل دعماً كبيراً لهذا التنظيم.

وأخيراً، أكّدت الشبكة ضرورة حماية المدنيين من توحش النظام السوري والمليشيات المتطرفة المتحالفة معه، وفرض حظر جوي على الطائرات التي تلقي عشرات القنابل البرميلية يومياً.

 

رباعية الصراع في حلب تؤجل الحسم

رامي سويد

تسود حالة من الترقب على جبهات القتال بين فصائل المعارضة السورية المسلّحة وقوات النظام في مدينة حلب، تتخلّلها اشتباكات ومناوشات متقطعة بين الطرفين، في الوقت التي تزيد فيه حدة التوتر بين فصائل المعارضة وقوات “حماية الشعب” الكردية التي تسيطر على حي الشيخ مقصود شمال مدينة حلب. ويأتي ذلك، في الوقت الذي يواصل فيه تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) محاولاته الهادفة إلى إحراز المزيد من التقدم شمال حلب، وتصدّيه لمحاولات النظام للتقدم على حسابه شرق المدينة.

وتحشد الأطراف الأربعة، (المعارضة والنظام والقوات الكردية والتنظيم) عناصرها على جبهات التماس مع الأطراف الأخرى، بشكل رسّخ حالة من توازن الرعب المتبادل الذي منع أحدهم من حسم المعركة على حساب الآخر. في ظلّ هذا الوضع الميداني المعقّد في حلب وريفها، تبدو فصائل المعارضة في وضع لا تحسد عليه، خصوصاً مع خوضها حرباً مفتوحة منذ أكثر من أربع سنوات ونصف مع قوات النظام وخوضها حرباً مماثلة مع “داعش” منذ أقل من سنتين، وزيادة التوتر بينها وبين قوات “حماية الشعب” الكردية في الفترة الأخيرة، الذي نتج عنه اشتباكات وعمليات قصف متبادلة بين الطرفين شمال مدينة حلب.

وتسيطر فصائل المعارضة، حتى الآن، على أهم مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، على الرغم من قضم “داعش” في الأشهر الأخيرة، مناطق استراتيجية ونقاطاً هامة من المعارضة في المنطقة، حتى باتت سيطرة الأخيرة تقتصر على مدن وبلدات أعزاز، ومارع، وتل رفعت، وحيان، وبيانون، ورتيان وأريافها، في الوقت الذي يبسط فيه التنظيم سيطرته على المنطقة الممتدة من بلدة أخترين حتى أطراف مدينة مارع الشرقية وعلى منطقة مدرسة المشاة العسكرية ومحيطها شمال مدينة حلب.

وتسيطر قوات النظام على المدينة الصناعية وبلدات باشكوي، وسيفات، وحندرات، وبلدتي نبل والزهراء شمال حلب أيضاً. فيما تسيطر القوات الكردية على مدينة عفرين وريفها شمال غرب حلب، ما يجعل مناطق المعارضة في ريف حلب الشمالي في خطر، نظراً لموقعها في الوسط بين مناطق سيطرة “داعش” شرقاً، ومناطق سيطرة القوات الكردية غرباً ومناطق سيطرة النظام غرباً وجنوباً.

وتؤكد مصادر مقربة من “الجبهة الشامية”، (أكبر فصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي) أن “فصائل المعارضة رصدت في الأيام الأخيرة، تعزيزات جديدة لقوات النظام في مناطق سيطرتها في بلدات باشكوي، وحندارت، وسيفات، شملت مئات العناصر وعشرات الآليات المدرعة والمزودة برشاشات متوسطة وثقيلة، في ما يبدو أنه تحضير لهجوم جديد على مناطق رتيان، وحيان، وبيانون التي تسيطر عليها المعارضة بهدف السيطرة عليها لفتح خط إمداد لقوات النظام والمليشيات الموالية لها المحاصرة في بلدتي نبل والزهراء، ما يعني، في حال تمّ ذلك، فصل المعارضة في ريف حلب الشمالي عن عناصرها في حلب بشكل نهائي”. في غضون ذلك، يحاول التنظيم إحراز مزيد من التقدم في المنطقة، لتحقيق الهدف ذاته، في فصل مناطق المعارضة في ريف حلب الشمالي عن مناطقها في حلب.

ويوضح الناشط الميداني حسن الحلبي، لـ”العربي الجديد”، أنّ “المعارضة تصدت لهجوم جديد شنّته داعش على بلدة تل جبين، بعدما سيطر الأخير على بلدات تل قراح وتل سوسين، أخيراً، تزامن مع هجوم داعش الأخير، عبر تفجير سيارة مفخخة في تل جبين، أسفر عن مقتل ستة مدنيين وإصابة آخرين”.

ونجحت طائرات التحالف الدولي باستهداف سيارة مفخخة أخرى للتنظيم، قبل أن تصل إلى مناطق المعارضة لتنفجر في مناطق سيطرة “داعش”. ويواصل التنظيم على الرغم من ذلك هجماته أيضاً على بلدة أحرص والمناطق المحيطة بها، وشمل هجومه تفجير سيارة مفخخة، أمس الأحد، أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المعارضة، بحسب الحلبي.

ويجري كل ذلك، في الوقت الذي تشهد فيه جبهات القتال في مدينة حلب هدوءاً نسبياً وحالة من المراوحة منذ فترة طويلة، باستثناء مناوشات متقطعة بين المعارضة وقوات النظام على جبهة جامع الرسول الأعظم وحي الزهراء غرب حلب، وعلى جبهات صلاح الدين وكرم الطراب جنوب المدينة.

وأوقف النزاع الذي اندلع، أخيراً، بين القوات الكردية والمعارضة، خطط الأخيرة الهادفة إلى إكمال السيطرة على حلب، إذ هدّد وجود القوات الكردية في حي الشيخ مقصود شمال حلب، أوتوستراد الكاستلو، الذي يعتبر خط الإمداد الوحيد الذي يصل مناطق سيطرة المعارضة في حلب بمناطق سيطرتها في ريفها.

أما في ريف حلب الشرقي الذي تتقاسم قوات النظام و”داعش” السيطرة عليه، تتواصل الاشتباكات بين قوات الطرفين في محيط منطقة تل ريمان وبلدتي الصبحية والصالحية، والمحطة الحرارية في ريف حلب الشرقي في محاولة من قوات النظام للتقدم في المنطقة، لفك الحصار عن مطار كويرس العسكري المحاصر من قبل عناصر التنظيم.

وتسود مناطق ريف حلب الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة بالكامل، حالة من الهدوء، يعكّرها التحليق المستمر للطيران الروسي، الذي نفّذ حتى الآن، نحو أربع غارات جوية على مناطق في مدينة دارة عزة، استهدفت مناطق سكنية، وتسببت بمقتل أكثر من خمسة مدنيين بينهم أطفال. أما مناطق ريف حلب الجنوبي، فتشهد هي الأخرى هدوءاً كلياً، في ظل سيطرة المعارضة عليها، وعدم وجودها على لائحة أولويات قوات النظام حالياً.

 

سورية: إخفاق حملة ريف حماة يفتح جبهة اللاذقية

أنس الكردي

خمسة أيام مرت على إخفاق حملة النظام السوري، بغطاء روسي جوي، في معركة ريف حماة، ليصدر قرار دمشق وموسكو بفتح جبهة ريف اللاذقية التي باتت متصلة بالأولى.

تواصل قوات النظام السوري مدعومة بغطاء جوي روسي لليوم الخامس على التوالي، محاولاتها السيطرة على ريف حماة الشمالي بهدف تأمين المحافظة وإقامة خط دفاعي قوي للنظام يفصل من خلاله قوات المعارضة في الشمال عن وسط سورية وغربها ويمنعها من التقدم مستقبلاً.

يجري ذلك بالتوازي مع حملة تشمل ريف اللاذقية الشمالي، بهدف السيطرة على بلدة سلمى، المعقل الرئيسي لقوات المعارضة في جبل الأكراد، وتلال جب الأحمر الاستراتيجية، والتي تكشف مناطق شاسعة من سهل الغاب بسبب ارتفاعها، لتعمل قوات النظام بعدها على استعادة ريف اللاذقية بشكل كامل، وضمان الساحل بشكل جذري، مثلما تأمل أن يحصل.

في ريف حماة، تأتي محاولات قوات النظام الأخيرة رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بها، من سقوط عشرات القتلى والجرحى، إلى خسارة أربع طائرات، وتدمير أكثر من سبع وثلاثين دبابة ومدرعة حسب إحصائيات المعارضة، في ظل استخدام صواريخ التاو المضادة للدروع.

ويجري حالياً التركيز على الجبهة الشرقية من ريف حماة، التي قد تحقق للنظام ضمان السيطرة على الريف الشمالي الغربي، والدخول إلى مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وبالتالي فرض حصار مطبق على مناطق ريف حماة الشمالي القريبة من الغرب ممثلة بكفرزيتا واللطامنة والزكاة وكفرنبودة ولطمين والصياد وتل الحماميات، من أجل إنشاء خط دفاع أول عن سهل الغاب من الجهة الشرقية للسهل. كل ذلك بعد إدراك النظام صعوبة السيطرة على ريف حماة الشمالي، من خلال فتح جبهات عدة في وقت واحد من الشرق والغرب والجنوب.

وسيطر النظام بادئ الأمر على عطشان، وهي قرية تابعة لناحية صوران، وتقع على بعد 45 كيلومتراً، شمال مدينة حماة، و13 كليومتراً عن مدينة مورك، والهدف كان السيطرة على تل سكيك، وقد تمكن من ذلك بفعل الغارات الجوية الروسية الكثيفة على مناطق تمركز فصائل المعارضة، وتلة سكيك تقع قريباً من الأوتوستراد الذي يصل حماة بحلب في الشمال وحمص في الجنوب وتطل على غالبية الريف الجنوبي، فيما يتبقى للنظام قرية أم حارتين التي أضحت محاصرة من جميع الجهات.

وأفاد حسام سرحان، قائد لواء “صقور السنة” التابع لـ”حركة أحرار الشام الإسلامية” لـ “العربي الجديد” بأن “هذه النقاط مفصلية بين حماة وإدلب، والسيطرة عليها هي بمثابة التأمين على مورك والامتداد باتجاه خزانات خان شيخون، والتمهيد للسيطرة على مدينة خان شيخون، والتوسع باتجاه الشمال والغرب نحو بلدتي كفرنبودة، والهبيط”، مشيراً إلى أن “همم الثوار عالية بعد وصول عدد من مضادات الدروع الى الجبهة، والدعوة الى النفير العام”، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن قوات النظام “تتبع سياسة الارض المحروقة، وخصوصاً الصواريخ العنقودية، والتمشيط بالطيران المروحي”.

من جانبه، قال مدير “مركز حماة الإعلامي” يزن شهداوي لـ”العربي الجديد” إن “المركز أحصى أكثر من أربعين غارة جوية روسية على قرى وبلدات ريف حماة الشمالي الشرقي لتسهيل تقدم النظام بريّاً إلى مناطق المعارضة”، مبيّناً أنه “بدون الطيران الروسي من الصعب أن تسيطر قوات النظام على مواقع سيطرة المعارضة”.

خطة لاستعادة ريف اللاذقية

في سياق موازٍ، يبدو أن ما يجري في ريف حماة الشمالي، لا يمكن فصله عما يحدث في الساحل السوري، في ظل التحضيرات العسكرية والحشود التي توافدت في المواقع التي تحيط بمناطق سيطرة قوات المعارضة في ريف اللاذقية. وكشف عضو الهيئة العامة في الساحل مجدي أبو ريان قبل عشرين يوماً لـ “العربي الجديد”، بعد لجوء ضابط منشق إليه، كان أحد المسؤولين عن فوج المدفعية في لواء درع الساحل، في منطقة صلنفة بريف اللاذقية، عن تحضيرات النظام لمعركة كبيرة من محورين: الأول يبدأ بالسيطرة على مدينة سلمى في جبل الأكراد، والثاني، وهو الأهم، ستحاول من خلاله قوات النظام السيطرة على تلال جب الأحمر، لأن ذلك سيضمن لها السيطرة على التلال الكاشفة على سهل الغاب وجبل الأكراد، وسيساعدها على استعادة بقية المناطق.

وبدأت قوات النظام قبل يومين، إثر وصول الحشود العسكرية التي تتضمن آليات ودبابات وجنودا إلى محيط قمة النبي يونس وجبل الأكراد، المعركة التي يبدو أنها ستشكل موقعة كبرى لاستعادة السيطرة على ريف اللاذقية، خصوصاً أن العدد الأكبر للقوات الروسية بحسب ما قال مصدر من داخل النظام اشترط عدم ذكر اسمه لـ “العربي الجديد”، هو في مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين حيث يبلغ عدد القوات الروسية فيها ألفي عنصر روسي، على حد تعبيره.

ويبدو من خلال سير المعارك أن قوات النظام تضغط باتجاه بلدة سلمى في الشمال، المعقل الأبرز لقوات المعارضة، بهدف السيطرة على المحور الاستراتيجي الأهم في الشرق وهو تلال جب الأحمر.

ورغم نجاح قوات النظام في تحقيق تقدّم في محيط بلدة سلمى عبر السيطرة على قرية كفردلبة التي تبعد 2 كيلومتر عن البلدة، إلا أن نجاحها في السيطرة على تلال جب الأحمر لم تدم طويلاً، فسرعان ما استعادت قوات المعارضة هذه التلال، وسط تواصل معارك الكر والفر.

وأوضح الناشط الإعلامي أحمد اللاذقاني بأن “قرية كفردلبة المتاخمة لمصيف سلمى كانت قبل المعركة الحالية تعتبر خط نار بين الطرفين، تقدمت قوات النظام إلى هذه القرية وسط غطاء جوي مكثف من الطيران الحربي والمروحي الروسي بالإضافة لقصف مكثف بالمدافع والصواريخ”، مضيفاً أنه “إلى الآن هناك تمركز لقوات النظام في مبانٍ عدة بقرية كفردلبة والثوار يحاولون اقتحام هذه المباني وسط اشتباكات عنيفة جداً تكاد لا تتوقف طيلة الايام الثلاثة الماضية”.

وقال اللاذقاني لـ”العربي الجديد” إن “مصيف سلمى هي معركة شبه وهمية، لتستطيع قوات النظام السيطرة على نقاط أكبر على محور الجب الأحمر المطل على منطقة سهل الغاب”.

وسيحاول النظام في حال سيطرته على تلال جب الأحمر، فتح الطريق باتجاه بلدة السرمانية في سهل الغاب. وبالتالي حماية المعقل العسكري الأبرز للنظام المتمثل بقرية بمعسكر جورين، ومنع فصائل المعارضة من الوصول إليه. كذلك يعني ذلك أن النظام يستطيع فتح معركة في مدينة جسر الشغور، فضلاً عن تحول هذه التلال لمركز للقصف على معظم مناطق سهل الغاب وجبل الأكراد.

ويبدو أن الخطة لن تغلق فصولها عند جبل الأكراد، إذ يشير المحلل العسكري أحمد رحال لـ “العربي الجديد” إلى أن “الخطة أكبر مما نتصور، والهجوم على سلمى وجب الأحمر هدفه استعادة السيطرة على ريف اللاذقية”. ورغم التكتم العسكري في أوساط قيادات المعارضة في الساحل، إلا أن مصادر رفيعة في الفرقة الساحلية الأولى، (التشكيل الأقوى حالياً في ريف اللاذقية التابع للجيش الحر)، قالت لـ”العربي الجديد” إن “المعارك تجري في صالح المعارضة، رغم وجود عدد كبير من المصابين في صفوفنا”.

 

حلب : من سيء الى أسوأ

خالد الخطيب

سيطرت قوات النظام ومليشيات “لواء القدس الفلسطيني” و”الدفاع الوطني”، ليل الأحد، على المنطقة الحرة وبلدة كفرتونة والمزارع المحيطة بتلة عنتر، إلى الشمال الغربي من سجن حلب المركزي، وعلى بلدة سيفات شمالي مدينة حلب.

 

وجاء تقدم قوات النظام المفاجئ على خلفية انسحاب قوات المعارضة من مواقعها بعد تقدم تنظيم “الدولة الإسلامية”، وسيطرته على كلية المشاة وبلدات تل قراح وتل سوسين وفافين ومعمل الإسمنت، بينما بقي سجن الأحداث وبلدة الأحداث ومبنى البحوث الزراعية، مجهولة المصير، بعد انسحاب المعارضة منها، وهي تقع في المنطقة الفاصلة بين كلية المشاة جنوباً وسجن حلب المركزي شمالاً الذي تسيطر عليه قوات النظام.

 

عضو المكتب الإعلامي في “الجبهة الشامية” ماجد عبدالنور، أكد لـ”المدن” أن المواقع التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً، تُعد من أكثر المواقع تحصيناً، وهي تطل بشكل مباشر على مواقع المعارضة في الغرب. وأضاف عبدالنور أن التقدم الأخير لقوات النظام جاء بالتنسيق المباشر مع تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي بات يسيطر على مواقع محاذية تماماً لمواقع سيطرة النظام شمالي حلب. وهي خطوط تماس يسودها الوئام والتفاهم المشترك، ولا تطلق منها أي رصاصة من قبل الطرفين.

 

وأشار عبدالنور إلى أن المعارضة تفترض أن التنظيم سلّم سجن الأحداث والبحوث الزراعية، إلى قوات النظام، بحكم قرب تلك المواقع من المنطقة الحرة، التي لا تبعد عنها سوى مئات الأمتار إلى الجنوب.

 

لا يبدو موقف المعارضة العسكري في أحسن حالاته في ريف حلب الشمالي، بل هو من سيء إلى أسوأ، ومن فشل إلى أخر؛ حيث لم تتمكن المعارضة من الحفاظ على بلدة تل سوسين لأكثر من يوم واحد، وهي إلى الغرب من كلية المشاة، ليحكم التنظيم قبضته عليها ليل الأحد، بعدما فجّر سيارة مفخخة أودت بحياة العشرات من قوات المعارضة. كما سيطر التنظيم على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي تركتها قوات المعارضة المنسحبة غرباً، باتجاه بلدة تل جبين.

 

ويحدث ذلك، في ظل استعداد المعارضة الحلبية، لهجوم محتمل لقوات النظام والمليشيات الأجنبية المساندة لها، باتجاه بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، مروراً ببلدات حردتنين ورتيان وبيانون وحيان. وخاصة بعد توافر الظروف الملائمة لأي تحرك من قبل قوات النظام، التي تدرك مدى انشغال المعارضة على جبهات التنظيم. وتؤمن المواقع الاستراتيجية المتقدمة التي سيطرت عليها قوات النظام، في المنطقة الحرة ومحيط تلة عنتر، رأس حربة عريض باتجاه مواقع المعارضة، ما يتيح لها خيارات واسعة في التقدم والسيطرة.

 

ولعل التطور الأبرز الذي تخشاه المعارضة هو تقدم قوات النظام باتجاه معمل الإسمنت الذي يقع إلى الشمال من المنطقة الحرة، بمسافة كيلومتر واحد. ويقع المعمل على تلة مرتفعة، يتمتع من يسيطر عليها بتغطية نيرانية كبيرة ويشرف من خلاله على الطريق الوحيد للمعارضة الذي يصل مناطق سيطرتها في الشمال بمحيط مدينة حلب.

 

عضو المكتب الإعلامي في “جيش المجاهدين” عبدالفتاح الحسين، أكد لـ”المدن”، أن النظام والتنظيم على تنسيق مباشر خلال عملياتهم المشتركة شمالي حلب. وتجلى ذلك في القصف الجوي والأرضي لمواقع المعارضة من قبل النظام، بينما كان التنظيم يتقدم. ولم يستبعد الحسين أن يكون هجوم التنظيم كتمهيد لقوات النظام التي تحشد قوات إضافية في المدينة الصناعية وحندرات وباشكوي.

 

وأشار الحسين إلى أن النظام بدأ ينتهج الأسلوب العسكري الذي يعتمده التنظيم، حيث يقوم بإشغال أكثر من جبهة لينقض أخيراً على أضعفها وأقلها تحصيناً. وبدا ذلك واضحاً في التعزيزات الكبيرة التي دفع بها النظام على مختلف جبهات حلب وريفها من الجنوب والشمال، ومحاولات التسلل المتزامنة في جبل عزان جنوبي حلب وفي دوير الزيتون شمالها، والاشتباكات العنيفة في قلب المدينة القديمة، والقصف المركز بغاز الكلور على جمعية الزهراء غربي المدينة. كل ذلك أثر بشكل فعلي على معنويات المعارضة التي تشتت جهودها فعلياً، ولم تعد قادرة على المبادرة لتكتفي فقط بالتصدي للهجمات وتوقع ما هو أسوأ.

 

من المؤكد أن الأيام القليلة القادمة تحمل في طياتها تطورات مهمة في حلب، في ظل التحركات العسكرية الجدية من قبل النظام والتنظيم، لاستكمال السيطرة على ما تبقى من مواقع للمعارضة المسلحة، وهي التي تشهد انقساماً كبيراً في صفوفها، ولا تجمعها أي رؤية موحدة إزاء كل التحديات التي تعترضها.

 

ويضاف إلى قائمة القوى المعادية التي أثقلت كاهل المعارضة في حلب: “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي بدأت بقطع طريق الكاستيلو الذي يصل المدينة بريفيها الغربي والشمالي، بشكل متكرر في وجه قوات المعارضة. ولم تعد “الوحدات” تأبه بكل تحذيرات المعارضة ومناشداتها، كما لا تزال تفتح معبرها الذي يصل مناطق سيطرتها في الشيخ مقصود بمناطق سيطرة قوات النظام في مدينة حلب.

 

وفي السياق، شهدت جبهات ريف حلب الجنوبي اشتباكات عنيفة تخللها قصف بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات النظام المتمركزة في جبل عزان لكل القرى والبلدات المحيطة. كما استهدفت قوات النظام جمعية الزهراء بالمدفعية المحملة بغاز الكلور، وتسبب القصف بوقوع حالات اختناق في صفوف المعارضة. وشمالاً قصفت قوات النظام كلاً من بيانون وحيان وعالم السحر والكاستيلو بالمدفعية والصواريخ، كما نفذ طيران قوات النظام غارات على مواقع المعارضة شمالي حلب وفي ريف حلب الجنوبي. كما شنّ الطيران الروسي غارات بالصواريخ الموجهة على القرى والبلدات المحيط بمطار كويرس العسكري، وبالقرب من معامل الدفاع.

 

تسليح ثوار سوريا: ما هو الدرس الذي تعلمته واشنطن؟

حسين عبد الحسين

إذا كان القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” عذرا أعلنته موسكو لدعم الرئيس السوري بشار الأسد وشنّ حرب ضد معارضيه، فالحرب نفسها ضد “داعش” هي العذر الذي تتخذه واشنطن لدعم معارضي الأسد ودعم صمودهم في وجه نظام الأسد وروسيا.

 

أما الفارق بين التدخلين الروسي والأميركي، فيكمن في انه في وقت تعتقد موسكو أن بإمكانها وحليفها الأسد حسم الصراع عسكريا وتحقيق النصر المؤكد، لا تعتقد واشنطن – ربما بسبب تجربة حرب العراق – انه لا يمكن لأي طرف في سوريا، لا الأسد وبوتين ولا المعارضة وحلفاءها الدوليين، اكتساح الآخر، بل ان الحل يأتي عندما يتأكد الطرفان ان الحسم متعذر، وان المخرج الوحيد هو التسوية السياسية. حتى القضاء على “داعش”، من وجهة النظر الأميركية، متعذر قبل تحقيق تسوية تسمح للسوريين بالوقوف متحدين ضد هذا التنظيم.

 

تسليح أميركا للمعرضين السوريين، باستثناء “جبهة النصرة”، هو اعتراف متأخر من الرئيس باراك أوباما بفشل سياسته السابقة المتمسكة بعدم تسليح المعارضة، وعلى تجنيد افراد لتشكيل قوة سورية خفيفة تقف في وجه “داعش” وتستعيد بعض المناطق منه. اما الاعتراف بالفشل، فجاء على لسان نائب المبعوث الى التحالف الدولي للحرب ضد “داعش” بريت ماكغيرك، الذي قال: “اعتقد اننا تعلمنا، على مدى السنة الماضية، اننا كلما كنّا مستعدين للتكيف، وكلما سعينا لاقتناص الفرص عندما تلوح لنا، كلما أمكننا ان نكون فعّالين أكثر”.

 

تصريح المسؤول الأميركي جاء اثناء حوار مع صحافيين في العاصمة الأميركية شارك فيه نائب مستشارة الامن القومي بن رودز، ومساعدة وزير الدفاع كريستين وارموث، وهو تصريح يظهر ان القيمين على السياسة الخارجية في إدارة أوباما هم من حديثي العهد ممن يتعلمون عن طريق التجربة، فماكغيرك، الذي سبق ان عمل ديبلوماسياً في العراق وهو سيخلف الجنرال جون آلن كمبعوث رئاسي الى التحالف ضد “داعش”، لا يبدو انه استمع الى تصريحات رئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي في الكونغرس، قبل عام، حول خطته للحرب لاستعادة الموصل. وقتذاك، قال ديمبسي إن تجنيد قوات سنية من عشائر غربي العراق هو حجر الأساس في خطة الحرب، وان الفشل في ذلك “سيعيدنا الى سبّورة الرسم”.

 

ولو كانت إدارة أوباما استمعت لما قاله رئيس اركان جيشها، لما أطل ماكغيرك للحديث عما تعلمته الإدارة على مدى العام الماضي، ولما قالت وارموث، في اللقاء نفسه، “اننا نسعى للبناء على ما اثبت فعاليته، وان نتعلم من الأمور الصعبة التي واجهتنا”.

 

في لقاء واحد، كرر المسؤولون الثلاثة الحديث عن درس “تعلموه” في سوريا، ومفاده ان لا جدوى لأي خطة لا تقترن بحلفاء من المقاتلين المحليين على الأرض. وضرب المسؤولون الاميركيون مثال القتال الكردي ضد “داعش” في كوباني، ونجاح القوات الكردية والعربية – المسلمة والمسيحية – في استعادة الأراضي السورية شرق الفرات من سيطرة التنظيم.

 

هكذا، تحاول واشنطن، حسب رودز ووارموث وماكغيرك، تسليح قادة الفصائل السورية ممن عملت معهم أميركا وحلفاها على مدى الأعوام الماضية.

 

السلاح الأميركي سيكون “هجومياً”، حسب وارموث، لكنه لن يتضمن صواريخ “مانباد” المحمولة على الكتف والمضادة للطائرات. لكن أميركا لن تمنع بالضرورة آخرين من تزويد الثوار بـ”مانباد”. كذلك، ستمنح أميركا غطاء جوياً لهذه الفصائل في قتالها ضد “داعش”.

 

وعلى الرغم من تكرار المسؤولين الاميركيين الثلاثة ان تفويض الكونغرس ينحصر بتمويل “تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة” ضد “داعش”، الا ان رودز “بق البحصة” بقوله “ان أحد الأسباب لدعم تشكيلات مختلفة من المعارضة في سوريا هو قتال داعش، لكن سبباً آخر هو التأكيد ان هناك فصائل معارضة ذات مصداقية في البلاد يمكنها ان تكون جزء من الانتقال الذي يؤدي لاستقرار أكبر”.

 

لقد أراد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التدخل عسكرياً في سوريا الى جانب الأسد لحسم القتال ضد المعارضة، وهو تدخل يبدو انه دفع أوباما الى دعم المعارضة لمنع الحسم الذي يسعى اليه بوتين والأسد. ربما كان أوباما لا يمانع ان يحسم الإيرانيون المعركة ويدخلون في تحالف أميركا، وتالياً في تسوية حول سوريا، لكن دخول بوتين خلط الأوراق، بما في ذلك أوراق أوباما وادارته تجاه سوريا وثوارها.

 

سجانو سوريا: ابنكم “مش عنا

ميساء نقشبندي

يدق الباب موظفان يدعيان أنهما من “طابو” دمشق، ويريدان معاينة المنزل. يمر أحدهما بالغرف ويطلب دفتر العائلة. يسأل عن كل فرد وعمله، في حين يأخذ الآخر اللاسلكي ليتكلم خارجاً، ثم يعود، فينتظران. يأتي بعد قليل ثلاثة عناصر، ليطلبوا من ريم الساكنة الوحيدة في المنزل، بأن تدلهم على غرفة أختها الصغرى المحامية رزان. تدرك ريم حينها أنهم من المخابرات السورية. يدخلون غرفة رزان، فيقلبونها رأساً على عقب، ويصطحبون معهم أوراقاً وكتباً وكمبيوتراً وأقراص تخزين ويذهبون. ريم لم تستفسر عن هوية العناصر أو الفرع الذي يعملون فيه، وتستهجن أسئلة أهلها اللاحقة وهي باكية. فمن دخل بيتها من عناصر “الطابو” المزعوم، هم من طلبوا هويتها، وما كان لها أن تفكر بالمثل.

حقوق للسخرية

 

يتصرف عناصر الأمن في سوريا، وكأن حياة السوريين مُلك لهم. يحق لهم السؤال عن أي شيء. فالخصوصية كلمة مضحكة أمامهم، وكأنك أمام متنمر يحشر أنفه في دقائق أمورك، ويستهجن أشد الاستهجان أن تنكر عليه هذا التصرف أو حتى أن تستغربه. في الشارع أو على الحاجز، عند الدوائر الحكومية أو في فروع الأمن الكثيرة في البلد، الانتهاك هو الأساس والاكتفاء بقضية التحقيق هو مكرمة مستبعدة الحدوث.

 

داليا رسامة في الثلاثين من العمر، احتفظت على حاسوبها الشخصي، بصور حميمة مع زوجها السابق. اعتقلت مرة في فرع “أمن الدولة” في حي كفرسوسة في دمشق، في العام 2011، وهناك رأت صورها مطبوعة، يتبادلها عناصر الأمن، مع أن سبب اعتقالها كان التظاهر، وما من داعٍ في نظرها للتطفل على ملفاتها الشخصية، فكيف بطباعتها وتداولها! لكن عنصراً كاد يهوي بكفه على وجهها أعادها إلى الواقع. اعتقلت مرة أخرى من قبل فرع “الأمن السياسي” عام 2013، ليأتي ملفها السابق، وأول ما يطالع الضابط أمامها، هو تلك الصور.

لا يمكنك السؤال

 

من ذا الذي يستطيع السؤال عن مكان معتقل، أو أي تفصيل يتعلق بقضيته؟ لا يحق للمحامين أو العائلة ذلك، ورغم حدوث صدف نادرة استطاع فيها الأهل الحصول على جواب أو اتصال، إلا أن الحال العامة أنه لا يحق لأحد أن يعرف.

 

مخالفة القوانين الدولية ليست أمراً يؤخذ بعين الاعتبار، واخفاء أكثر من 65 ألف مواطن قسرياً ليس جرماً في سوريا. وبهذا تكون العصابات التي تخطف لفدية، أكثر عطفاً بالنسبة لأهل الضحية.

 

المهندسة الشابة ابنة حي الميدان الدمشقي راما، خُطفت قبل ثلاثة أعوام، وأطلق سراحها من قبل عصابة، قد تكون من عناصر الأمن المتكسبين، مقابل مليوني ليرة. لكنها اليوم معتقلة لدى النظام، منذ أكثر من عامين ولا خبر عنها. “جرم” راما غالباً هو تأمين إبر الأتروبين التي تستعمل لعلاج آثار غاز السارين، المحرم استخدامه دولياً.

 

والدة راما ترى أن العصابة التي خطفت ابنتها في المرة الأولى، كانت رحيمة معهم، فقد اتصلت بهم على الأقل، وفاوضتهم على فدية.

الكذب

 

تسأل على باب فرع الأمن عن إبنك الذي علمت أنه محتجز لديهم، فيجيبونك بأنه ليس عندهم. يخرج من شاركه الزنزانة ويوصل لك سلامه وإشتياقه من ذلك الفرع الأمني. فتذهب في اليوم التالي راجياً إيصال بعض الثياب له، فتسمع الإجابة ذاتها: “مش عنا”. تذهب وتستلم هويته بعد عام، وتتجرأ في فجيعة أن تسأل كيف قتل، فيكون الجواب جاهزاً لوالد نبيل الذي اعتقل من حاجز القدم: “مش عنا”. فـ”العصابات المسلحة” أغرب من كل خيال، وكذلك قدرة عناصر الأمن على الكذب.

فضح الأمر لن يفيدك

 

يجرب الناشطون وسائلهم المعتادة، ويحاول الإعلاميون لعب دورهم أمام حالات الاعتقال وتحديداً للشخصيات العامة، لكن ذلك وللأسف قد يزيد الطين بلة للمعتقل أمام محققه. أن تجد من ينادي بحريتك ويستطيع الجهر بذلك، هو “جرم” إضافي وتأكيد لتورطك غالباً. فمن ذا الذي يرفض سطوة الدولة أو يسائلها، إلا متحدٍ حاقد؟

 

حتى أمام باقي الموقوفات في سجن عدرا، كان ممنوعاً على الكاتبة الصحافية هنادي، أن تذكر تهمتها. قال لها مدير السجن: “فلتقولي لهم دعارة.. قتل.. سرقة.. ليس هناك سجين سياسي، حتى وإن كانت تهمتك نشر رأي سياسي”.

 

أدوات الاحتيال

 

يلجأ ذوو الموقوف وأصدقاؤه لأي وسيلة قد تخرجه من سجنه، وإن كانت الاستفادة من فساد أجهزة الدولة الأمنية. يحاولون رشوة أي عنصر يأتي بخبر أو يوصل رسالة أو غرضاً. وحتماً سيبعون منزلاً أو قطعة أرض لدفع مئات الآلاف أو ملايين الليرات، لضابط أو قاض يعفو عن معتقلهم الذي قد يكون، وكثيراً ما يكون، بريئاً لا علاقة له بما اعتقل لأجله.

 

خرج عمران ليأتي ببعض الأغراض من بيته، في منطقة الدخانية في العاصمة دمشق، ولم يعد. يأتي خبر بعد فترة من شخص التقى عمران في السجن، بأنه في فرع “الأمن العسكري 215” صاحب أعلى عدد وفيات تحت التعذيب، بمعدل سبعة معتقلين في اليوم، بحسب “مرصد توثيق الانتهاكات في سوريا”. معظم القتلى نتيجة الإهمال الصحي وقلة الطعام. مليون ونصف ليرة دفعها أهل عمران النازحين، لمن وعدهم بإخراجه. فاستلموا هويته من مشفى المزة العسكري بعد ستة أشهر، وأخبرهم الطبيب بأن لا جثّة للفقيد، ولا حجة ولا طريقة لاستعادة مدخرات حياتهم التي وضعوها لأجله.

 

الخطورة كهذه، والاحتمالات مفتوحة على مصراعيها. قد يعتقل أحد معارفك فيدلي باعترافات ضد كل من بادله السلام يوماً تحت الضرب والتهديد. وقد يموت دون أن تستطيع وداعه أو إيجاد أثر منه، وقد تنقطع بك سبل معرفة موته من حياته، وتمضي أيامك في انتظار فخوف فحزن فانتظار.

 

خمسة أجهزة أمنية لها عشرات الفروع والأقسام، تأكل حياة السوريين بدل تأمينها، وتسخر من قيم العالم المدني وقوانينه الدولية؛ “أمن الدولة” أو “المخابرات العامة”، “الأمن السياسي”، “العسكري” و”المخابرات الجوية” بالإضافة لـ”الأمن الجنائي”. لا تعني تلك الأجهزة الصكوك الدولية لحقوق الإنسان، رغم توقيع سوريا على معظمها؛ كـ”العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية” الموقع منذ العام 1969، و”اتفاقية مناهضة التعذيب” وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة عام 2004. تنكر الأجهزة ما تعلمه ضباطها في دورات في مراكز حقوقية داخل سوريا وخارجها، وما تلقنه عناصرها عن اتفاقيات مناهضة التعذيب، بعدما عمل “مركز جنيف” لسنوات بين ضباط الأمن.

 

خمسة أجهزة تواجه مئات التهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية حسب “منظمة العفو الدولية”، تسرب عنها خمس وخمسون ألف صورة لقتلى تحت التعذيب. صور تمثل خوف السوري ومقتله.

 

هل تخسر إيران درعها في الساحل؟

بشار جابر

شكل النظام السوري قوات “الدفاع الوطني” خلال السنة الأولى لقيام الثورة السورية، تجنباً لدفع كُتل الجيش السوري إلى الشوارع لمواجهة الحراك الثوري من جهة، وللحفاظ قدر ما أمكن على هيبة الجيش. فالانشقاقات العسكرية الفردية وصلت إلى حد الحرج، ما دفع النظام لضبط حركة الكُتل العسكرية، ريثما يُرتب تطور المعركة مع المنتفضين ضده. وفضّل النظام مواجهة المناطق المتمردة بمليشيات “الدفاع الوطني” التي يضمن ولاءها، دون أن يضع نفسه أمام امتحان قاس يتمثل بانشقاق كتل من الجيش، ما قد يتسبب فعلياً بهز الكيان البنيوي للنظام.

 

واعُتمد بناء “الدفاع الوطني” على المتطوعين الذين كان معظمهم من المرتزقة والمواليين المُخوفين التواقين لارتكاب جرائم حرب قد يسهل على النظام التبرؤ منها. بالمُجمل شُكلت مليشيات “الدفاع الوطني” لوأد الحراك الثوري وضرب فاعليه ومنظميه، والقيام بالدور القذر الذي لا يراد للجيش التورط فيه كلياً.

 

في العامين الأخيرين من عمر الحراك الثوري السوري، لم تستطع قوات “الدفاع الوطني” ترك بصمة عسكرية في المناطق السورية الثائرة. وفشل “الدفاع” في الحفاظ على أي منطقة عسكرية كان قد تواجد فيها، وعُرف لدى المواليين قبل المعارضين، بأنه تنظيم ينشط في عمليات السرقة والنهب، ولم يقدم للنظام أو لمواليه أي خدمة جدية، وذلك على الرغم من محاولات القنوات الإعلامية للنظام تبييض صفحة “الدفاع الوطني” وزجه إعلامياً في أي انتصار تحققه قوات النظام في المناطق المختلفة. إلا أن الواقع انتصر على الفرض، وأصبح “الدفاع الوطني” حتى في الصفحات الإعلامية الموالية للنظام، بمثابة تنظيم للسرقة والفساد، يُلقب بجيش “التعفيش”، لأنه سرق مناطق الموالين قبل وصوله إلى مناطق المعارضة.

 

أثناء تدهور النظام في العام الأخير أمام قوات المعارضة، تدخلت إيران في الساحل السوري مباشرة؛ وبعدما كان دورها تدريب وتمويل عناصر “الدفاع الوطني” انتقل للتدخل في الساحل إدارياً. إيران خلال الأعوام الفائتة التزمت مع كُل أصحاب المليشيات إضافة لـ”الدفاع الوطني” بعمليات التدريب العسكري، والدعم المالي، كمليشيات “صقور الصحراء” و”أيمن جابر”. إلا أن كُل هذا الدعم لم يجدِ شيئاً، ما دفع إيران للتدخل في أعمال الإدارة على الأرض، وارسال مقاتلين إيرانيين. وشكلت إيران فرقة عمومية لضم كل الميليشيات تحت “لواء درع الساحل”، والذي اقتسمت إدارته مع قائد الفرقة الرابعة ماهر الأسد. والتزمت إيران دفع الرواتب وتنظيم توزيع السلاح والتدريب لـ”درع الساحل”.

 

خلال الشهور الأخيرة من هذا العام، لم تُقصر إيران أبداً في دعم “درع الساحل”، لا بل ساهمت في القبض على المجندين الهاربين من خدمة الاحتياط أو التجنيد الإلزامي. واستطاع عناصر “درع الساحل” القبض على الآلاف من الفارين، وتسليمهم لقيادة “الأمن العسكري” في اللاذقية وطرطوس، تمهيداً لإرسالهم لجبهات القتال. التزام إيران بدفع رواتب العناصر أدى إلى حركة تمرد كبيرة، فإيران اشترطت لإعطاء الرواتب والسلاح تواجد العناصر تحت الخدمة دائماً، خلافاً لقيادات “الدفاع الوطني” الذين يحجبون الكثير من العناصر مقابل الرشى وعمليات الفساد. وكثير من العلويين والمسيحيين في الساحل السوري، يفضلون انضمام أولادهم إلى “الدفاع الوطني” بدلاً من الجيش، ويدفعون لقاء ذلك رشوة لقيادات “الدفاع الوطني”.

 

لكن القيادات الإيرانية المتمركزة في فندق “الميريديان” باللاذقية نظمت إلكترونياً عملية الضم لقوات “الدفاع الوطني” و”درع الساحل”، وطلبت الكشف عن كُل عمليات الفساد التي نفذها قادة “الدفاع الوطني” السوريين. وعلى رأس عمليات الفساد، تسجيل وهمي لاسماء غير موجودة فعلياً على الجبهات أو في الاجتماعات الدورية؛ أي أنهم لا يقاتلون ويقبضون رواتب يقوم الإيرانيون بدفعها. ما جعل الاستنفار الإيراني إدارياً، مُكلفاً للجهات السورية. وسارعت القيادة الإيرانية إلى تسليم مقاتلي “الدفاع الوطني” المطلوبين للخدمة الإلزامية، إلى الثكنات العسكرية. وجندت إيران مقاتلين لـ”درع الساحل” غير مطلوبين ولا فارين من الجيش، كالتزام لدعم الجيش، فإيران تُريد تأسيس “درع الساحل” من المستقلين وغير المُلزمين بالقتال مع جيش النظام. هذا ما جعل عناصر “الدفاع الوطني” في حالة عصيان ومستعدين للتنازل عن رواتبهم، شرط الحفاظ على انتمائهم لـ”الدفاع الوطني” وعدم الذهاب إلى الجيش الذي يُرسلهم بدوره إلى مواقع القتال فور وصولهم وانهائهم للدورة العسكرية الأولى.

 

ما قامت به إيران، جعل المنضويين تحت لواء “الدفاع الوطني” يفرون، ليهربوا من القتال أو الجيش. وتم إصدار قرارات فصل بالآلاف، أغلبهم علويون. وما تبقى من “الدفاع الوطني” كافٍ لقيادة العمليات التي تُريدها إيران. وتلتزم إيران بدفع الرواتب والتعويضات وتأمين نوع من التدريبات عالي المستوى.

 

التدخل الروسي أدخل طارئاً مستحدثاً على الإدارة الإيرانية؛ فما أن دخلت روسيا بقواتها إلى اللاذقية، واستلامها لقيادة الجبهات الساخنة، حتى توقفت إيران عن دعم مقاتلي “درع الساحل”، وأوقفت رواتبهم، وإدارة عمليات القتال في المناطق التي يتولاها “الدرع”. يبدو أن هذا التوقف مرهون بمعرفة إيران تفاصيل الاتفاق الروسي-السوري، ومدى حجم التدخل التي تحتاجه القوات الروسية لحماية المنطقة الساحلية. فالروس يتسلمون المعركة من كل الأطراف التي تقاتل مع النظام، كما جرى في صلنفة. كما أن طبيعة التدخل العسكري الروسي قد تطيح بالدور الإيراني، فما رصده الروس للمعركة، يفوق قدرة إيران لوجستياً وعملياتياً.

 

المقاتلات الجوية والمدافع الحديثة وأجهزة الرصد الروسية حجّمت القدرات الإيرانية المُقدمة للنظام. ولا يبدو انسحاب إيران من التزاماتها المادية، ضمن عملية تنسيق مع النظام؛ فأكثر من أربعين ألف مقاتل متفرغ للقتال في اللاذقية وريفها، أصبحوا بلا رواتب. وهذا حرج لنظام يقبض على مواليه الفارين من القتال، ويضعهم في شاحنات أسوة بالعبيد ليدفعهم للذود عنه.

 

ويُعتقد بأن قراراً بإلغاء “الدفاع الوطني” و”درع الساحل” قد يصدر قريباً، ويضمّ تلك القوات إلى الجيش.

 

يبدو أن إيران باتت اليوم في خلاف مع النظام والتدخل الروسي، ولا يبدو واضحاً حدود الغضب الإيراني خاصة أن مشروع إيران في الساحل، يمتد لما هو أعمق من الأوراق اللوجستية السياسية لدولة عظمى كروسيا، فالإيرانيون أصحاب مشروع بطيء، يكمن أولاً في حماية ظهر “حزب الله” في سوريا، ومحاولة إضفاء التشيع على المنطقة العلوية، كشرط لغلبة دين القوات المنتصرة. روسيا تقصم ظهر إيران في الريادة، بانتظار ما قد تخسره إيران على حساب الدب الروسي. تمرد إيران على الروس ليس ببعيد، وكل هذا على حساب النظام.

 

سوريا بعد التدخل الروسي.. رهانات التوغّل البريّ

نذير رضا

خلط التدخل العسكري الروسي في سوريا، الأوراق السياسية والميدانية مجددًا، وانسحبت تداعياته على الدور الذي لعبته الولايات المتحدة الأميركية في سوريا منذ بدء الصراع، وسط مؤشرات على إعادة الصراع إلى ما قبل 25 مارس (آذار) 2015، ومخاوف من تمكين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد من استعادة حضورها في مناطق استراتيجية، كانت قد خسرتها بشكل دراماتيكي إثر انهيارات متتالية في الشمال والشمال الغربي. وحسب مصدر معارض فإن المعارضة السورية «استبقت خطط الهجمات المعاكسة باجتماعات شاركت فيها الفصائل الفاعلة، وتوصلت إلى أن خيارات المواجهة قرار وجودي، على قاعدة أننا واجهنا النظام بكل آلاته وانتصرنا عليه، كما واجهنا تدخلا من قبل حزب الله، ولن يردعنا التدخل الروسي عن المواجهة».

 

يقرأ راصدو التدخل الروسي في سوريا أنه يرمي إلى إصابة أكثر من عصفور بحجر واحد. فهو من جهة، يمهّد للقوات النظامية السورية وحلفائها، مثل حزب الله اللبناني وميليشيات حليفة لها، «لاستعادة قدرتها على التقاط الأنفاس في الميدان»، كما يقول معارضون في شمال سوريا. ومن جهة أخرى، «يسعى لتثبيت نفوذه في المنطقة، مقابل انحسار الدور الأميركي، وإحجام تركيا عن المبادرة، بفعل الحسابات الداخلية لحزب العدالة والتنمية، عشية الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية». وهذا، فضلاً عن أن موسكو «تستثمر في الميدان قبل إخراج رئيسها فلاديمير بوتين مبادرة جديدة للحل السياسي من جيبه، يكشف عنها بعد فترة وجيزة من الضغط العسكري لصالح النظام».

 

وسط تلك المؤشرات والحسابات السياسية، يتشارك الطرفان، النظام والمعارضة، الرهان على الحسابات الميدانية، لتغيير الواقع: فالنظام وحلفاؤه – بدعم روسي – يسعون لفرض شروط جديدة على أي طاولة متوقعة للمفاوضات، بينما تراهن المعارضة على إطلاق خصمها معركة برية، لكسره، ما دامت «مقوّمات الرد على القصف الجوي مفقودة، بغياب منظومات دفاع جوي لدينا».

 

* عنصر المباغتة

 

لم يغيّر التدخل الروسي، منذ أسبوع، الخريطة الميدانية على الأرض. إذ ما زالت قوات المعارضة تحتفظ بمواقعها في شمال ووسط سوريا، فضلاً عن أن بعض كتائبها، ما زالت قادرة على خوض الاشتباكات في ريفي محافظتي إدلب وحماه. وجلّ ما تحقق «ارتباك في صفوفنا»، كما قال مصدر معارض لـ«الشرق الأوسط»، مضيفًا: «الضربات المفاجئة، دفعتنا للتريث، وإخلاء المواقع بهدف إعادة تموضع، وتنفيذ انتشار جديد، يحول دون ضربنا، وهو ما قلص هجماتنا، نظرًا لعجزنا عن صد الهجمات الجوية».

 

ولا يعتبر هذا «الارتباك» مفاجئًا. فالخبير العسكري السوري عبد الناصر العايد شرح لـ«الشرق الأوسط» أن تجميد المعارك «هو أمر طبيعي في حالات مشابهة»، موضحًا: «حين تُشنّ الهجمات الأولى، ستؤثر حكمًا على عنصر المباغتة، كما أنه يتطلب وقتًا كي تتكيف القوات على الأرض مع طبيعة الهجمات». وأضاف العايد «المقرات والأسلحة هي هدف الطائرات الروسية اليوم، لذلك نمرّ بمرحلة حرص، وهذه ليست علامة على أن الطائرات الروسية قد حققت أهدافا كبيرة، لأننا ننتظر الميدان، كما أن النظام وحلفاءه، لا يستطيعون تحقيق أي إنجاز من غير توغّل برّي، ذلك أن الضربات لا يمكن أن تحسم شيئا أو تؤثر على تموضع قوات المعارضة».

 

العايد قال إنه «إذا كانت هناك أي مقارنة مع وضع عين العرب (كوباني) إثر الضربات الأميركية ضد (داعش)، فإن المقارنة هنا غير صحيحة، لأن عين العرب حدث صغير. المقارنة مع شمال سوريا، تصح مع الموصل أو الرمادي أو تكريت، لأن عدد الأهداف كبير جدًا، وكل مقاتل وعربة، هي هدف كبير». وإذ أكد أنه لا يمكن الحديث عن أربعين أو خمسين طائرة بوصفها تدخلاً حاسما، يلفت إلى أنها «عملية دعم وإسناد ستفقد أهميتها لحظة التلاحم الميداني حيث يفقد الطيران دوره».

 

لا تتخطى أهداف الطائرات الروسية المقرات العسكرية ومواقع مفترضة لقوات المعارضة، أخلتها منذ الضربة الأولى، حسب مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط». فالمستهدفون في شمال سوريا، «هم المدنيون في المقام الأول الذين تجاوز عددهم الخمسين، إضافة إلى عدد قليل من مقاتلي المعارضة»، وذلك «إثر صواريخ استراتيجية تقذفها الطائرات الروسية من خلال معدل يفوق العشر طلعات جوية يوميًا». وأوضح عبد الرحمن أن كل طلعة جوية «تشارك فيها 6 مقاتلات حربية وقاذفات استراتيجية، وترمي كل منها أربع صواريخ على الأقل». وذكر أن الصواريخ «تشبه حاويات القنابل العنقودية، لكن كل قنبلة ضمن الصاروخ، لها مفعول قوي يعيق الحركة ويدمر مساحات شاسعة».

 

* المنطقة المستهدفة بالغارات

 

تمتد الغارات في وسط وشمال سوريا، على شعاع يزيد على مائة كيلومتر، يبدأ من آخر نقاط سيطرة النظام في سهل الغاب ومرتفعات الساحل، وعمق يصل إلى ستين كيلومترًا في شمال حمص، وهي مناطق خاضعة بمجملها لسيطرة قوات المعارضة. وتُضاف إليها أهداف قريبة من مطارات استراتيجية في محافظة حماه وريفي محافظتي إدلب وحلب. ويجمع الخبراء على أن تلك الأهداف الروسية، تسعى إلى تحقيق غرضين: الأول يتمثل في إبعاد نيران قوات المعارضة عن مواقع النفوذ الروسي في الساحل، على ضوء امتلاك قوات المعارضة صواريخ «غراد» معدّلة يبلغ مداها أربعين كيلومترًا.. إلى جانب «خطط مرسومة لدى الروس، لإبعاد قوات المعارضة عن مطارات استراتيجية في العمق السوري»، كما يقول عبد الرحمن، مضيفًا أن موسكو «تنوي تطويرها واستخدامها كقواعد متقدّمة لخطوط الإمداد، مع تطوير عملياتها، وذلك لتوفير الوقت على طائرات لشن هجمات مواكبة لهجمات برّية متوقعة يشنها النظام وحلفاؤه في ريفي حماه وإدلب، وقرب مدينة حلب». وتابع عبد الرحمن أن تلك المطارات هي مطارا كويرس والنيرب في حلب، ومطار حماه، إضافة إلى مطارات ريف محافظة حمص الشرقي.

 

ويبدو أن خطة المطارات ستتوسّع إلى ريف دمشق، بحسب عبد الرحمن، مستشهدًا بحملة القصف الجوي المكثفة منذ أسبوع على مدينة داريا، بريف دمشق المُحاذية لمطار المزّة العسكري، بالبراميل المتفجرة. هذا، وأفاد إسماعيل الداراني، عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق، لـ«الشرق الأوسط» عن أن الطيران المروحي النظامي أسقط خلال 45 يومًا 1150 برميلا متفجرًا على داريا، وذلك منذ سيطرة قوات المعارضة على كتل بنائية محاذية لمطار المزّة العسكري.

 

حسب عبد الناصر العايد وأوساط معارضة فإن الخطة المتوقعة للتوغّل في سوريا لم تتضح حتى الآن، وسط غارات تنفذ منذ 7 أيام. وشرح العايد «لا يستطيع الطيران الحربي الروسي أن يعطي النظام قدرة على الحسم، لأن التدخل الجوي غير مؤثر في الحروب. إذا كان يريد أن يحقق فارقًا عسكريًا في الميدان، فليس أمامه إلا توغّل المشاة، ولكن يبدو أن الروسي لن يقوم بها، وهو لن يقاتل في الأرض إلا بقوات حليفة وفق خطة عسكرية واضحة، وستكون هذه القوات من حزب الله وإيران، بينما يحاول هو تدمير خطوط الإمداد والبنية المادية للمعارضة، قبل اقتحامها».

 

وشدد العايد على أن القصف الجوي في سوريا «لا يستطيع قلب الموازين بين ليلة وضحاها»، لافتًا إلى أنه «كلما طال أمد المعركة، ستتلاشى الخيارات، وتزداد المراوحة». وأردف «إذا تمكنّا – أي المعارضة – من استيعاب الهجمة خلال شهر، وأعدنا الصراع إلى شكله القديم، أي المواجهات والالتحام، فإن محاولاته ستجهض في الميدان».

 

* رهان المعارضة

 

وحقًا تراهن قوات المعارضة السورية على تدخل برّي روسي، لبدء عملياتها. غير أن تحقيق الإنجازات، مرتبط بالحصول على تسليح استراتيجي. ووفق العايد «إذا تمرّدت الدول المناهضة لهذا التدخل الروسي، على الحظر الأميركي المفروض على تقديم أسلحة للثوار، فإنها ستقلب موازين المعركة، وهذا أمر محتمل».

 

والاحتمال نفسه يتردد على ألسنة عدد كبير من المعارضين والمطلعين على الشأن السوري، قائلين إن أمر وصول أسلحة «موعودون بها»، بات وشيكًا. فالقيادي المعارض في الشمال محمد الشامس قال لـ«الشرق الأوسط» في حوار معه «أبلغنا من منافذ دولية أن الحصول على صواريخ مضادة للطائرات، هو أمر محال، لكن إمكانية رفدنا بصواريخ مضادة للدروع وصواريخ (تاو) محتملة جدًا، وذلك تعزيزًا للقدرات العسكرية الردعية الموجودة لدى الفصائل، التي استخدمتها في معارك واسعة في السابق». وأردف أن «أكثر من مائتي صاروخ مضاد للدروع، كانت موجودة بيد فصائل جيش الفتح خلال معاركها في إدلب وجسر الشغور وسهل الغاب».

 

بدوره، أشار إسماعيل الداراني إلى أن فصائل المعارضة في الشمال، موعودة بالحصول على دفاعات أرضية وصواريخ مضادة للدروع، إضافة إلى صواريخ أرض – أرض من نوع «غراد» محدث، لافتًا إلى أن تجربة «أحرار الشام» التي أطلقت 55 صاروخ «غراد» باتجاه الساحل الأسبوع الماضي «كانت بمثابة اختبار للقدرة على رمي ألف صاروخ باتجاه الساحل خلال يومين». وأوضح أن التحرك العسكري وتطوير القدرات «لا يقتصر على الشمال، نظرًا إلى أن الجبهة المؤثرة هي جبهة الجنوب، لتماسها مع دمشق، وستطلق عمليات واسعة، بعد الحصول على أسلحة نوعية». وإذ تحدث عن أن 12 قرية تسكنها غالبية علوية في سهل الغاب «لا تزال تحت سيطرة المقاتلين المعارضين»، أقر بأن «الأمور ستتغير، والتغيّر سيكون لصالحنا».

 

* المواجهة «قرار وجودي»

 

هذا، وتستبق قوات المعارضة التوغل البري المحتمل للنظام وحلفائه، بخطط عسكرية. إذ أبلغ محمد الشامي، القيادي المعارض المقرب من «حركة أحرار الشام الإسلامية» في الشمال «الشرق الأوسط» خلال اتصال معه أن قوات المعارضة في الشمال، «استبقت خطط الهجمات المعاكسة باجتماعات شاركت فيها الفصائل الفاعلة، بينها (جبهة النصرة) و(أحرار الشام) و(جيش الفتح) و(جيش الإسلام)، وتوصلت إلى أن خيارات المواجهة قرار وجودي، على قاعدة أننا واجهنا النظام بكل آلاته وانتصرنا عليه، كما واجهنا تدخلا من قبل حزب الله، ولن يردعنا التدخل الروسي عن المواجهة».

 

واستطرد الشامي «هناك خبراء لدينا وضعوا الخطط، وأعطينا تعليمات للفصائل بضرورة تنفيذ إعادة تموضع وتغيير سياسة الانتشار في المرحلة الحالية، بهدف النفاذ من القصف الروسي، وذلك بعد استهداف مقرين لفصيلين في حمص». وتابع قائلا إن مستودعات الذخيرة «جرى نقلها كحل مبدئي، لكننا ما زلنا موجودين على الأرض، ونواصل عملنا». كما أشار إلى أنه «خلال 48 ساعة، هناك مفاجأة ضخمة جارٍ تحضيرها عبر حركة أحرار الشام وجيش الفتح».

 

* «الكمون الاستراتيجي»

 

والواقع أن خيار المواجهة، أوصى به خبراء وقياديون عسكريون معارضون، بينهم الأكاديمي السوري الدكتور بشير زين العابدين، في دراسة أعدّها الاثنين لصالح «مركز عمران للدراسات». وللتعامل مع مخاطر الحشد الروسي وعملياته المرتقبة، أوصى زين العابدين بأن تبادر المعارضة إلى «تبني سياسة (الكمون الاستراتيجي) الذي يتمثل في امتصاص الضربات المبدئية، واستيعاب عنصر المفاجأة من خلال رصد التحركات واستقراء نمط العمليات المعادية، وتجنب استدراجها في مواجهات غير متكافئة في هذه الفترة الحاسمة». يضاف إلى ذلك «تنفيذ استراتيجية إعادة التموضع لتشتيت إحداثيات غرفة العمليات المشتركة ببغداد»، وإنشاء «غرفة عمليات سورية مشتركة»، حيث تمثل عملية إغلاق غرفة العمليات المشتركة في الأردن (الموك) فرصة سانحة لإنشاء غرفة عمليات سورية تعزز مفاهيم الأمن الوطني، وتمنح فصائل المعارضة ما تحتاجه من شخصية اعتبارية في المعادلة الإقليمية، وذلك من خلال تبني استراتيجيات «إدارة الأزمة»، واتباع وسائل احترافية لتبادل المعلومات، ورسم الخطط، وتقدير الموارد المطلوبة، وتوظيف مصادر القوة الكامنة بمختلف أبعادها، ووضع ذلك في إطار قالب تطبيقي يستوعب التحولات الإقليمية والدولية وآليات توظيفها في إفشال خطة التدخل الخارجي.

 

كذلك أوصى زين العابدين «بإعداد خطة للمحافظة على (المكتسبات الاستراتيجية) عبر تحديد الأولويات، وتنفيذ عمليات الإخلاء، وتنسيق خطط الكرّ والفرّ، وإعادة التشكل في إطار المحافظة على البؤر الاستراتيجية التي اكتسبتها المعارضة، ومن ثَم التوسّع في مناطق (الخاصرة الرخوة) التي لا تصل إليها ميليشيات المرتزقة ولا تطالها عمليات القصف الجوي». وذلك فضلاً عن «التركيز على العمليات النوعية والضربات الموضعية في المناطق الآمنة للنظام من خلال شن عمليات نوعية تطال النظام في مقراته الآمنة وتستثمر مشاعر السخط في صفوف خزانه البشري وخاصة في قلب العاصمة ومحيطها، فضلا عن محافظتي اللاذقية وطرطوس».

 

* البعد السياسي للتدخل

 

الواقع أن التدخل الروسي، لا يحمل مؤشرات عسكرية حصرًا. فثمة بعد سياسيّ، سوري ودولي، للانخراط الروسي المباشر في الحرب السورية.

 

على الصعيد السوري، يتوقع المعارضون أن هناك «خطة حل» أو مقترحات لحل سياسي لدى فلاديمير بوتين، يكشف عنها بعد العمل العسكري. وحسب رأي العايد «يبدو أن هناك في جيب بوتين مبادرة وخطة حل، سيقوي موقف حليفه قبل عرضها للتفاوض»، معتبرًا أنه «غالبًا لا يتمتع بدور الرعاية والإقدام لتنفيذها حتى الآن، وليس واضحًا حتى الآن حدود تدخله، وبعدها يعرض الخطة»، ولفت العايد إلى أن القيادة الروسية «بانتظار أن تنتهي من المرحلة العسكرية الأولى، ويعرض فكرته وتصوره، وهو الهدف الذي يأتي لأجله».

 

أما على الصعيد الدولي، فإن خطوة روسيا تأتي في لحظة «تراخٍ أميركي»، كما يقول معارضون، إذ كثف الروس وجودهم العسكري في سوريا، «بعد سحب حلف الأطلسي بطارية صواريخ باتريوت موجودة في أضنة التركية»، كما ورد في دراسة «التدخل الروسي في سوريا: المخاطر والفرص الكامنة». وأشارت إلى أن الدفاعات الجوية المتطورة التي نصبها الروس في قاعدة «حميميم»، مثل صواريخ أرض – جو SA15 وSA22. لا يمكن أن تكون موجهة ضد تنظيم داعش المتطرف الذي لا يملك أي مقاتلات أو منظومات دفاع صاروخي، بل إن الهدف الفعلي من نصب هذه هو إنشاء «منطقة عزل جوي» في المنطقة بالتزامن مع سحب حلف شمال الأطلسي (ناتو) دفاعاته الصاروخية، ومبادرة واشنطن إلى سحب بطاريات صواريخ «باتريوت» من منطقة أضنة، بجنوب تركيا، تحت ذريعة تحديث هذه البطاريات، ومن ثم سحب حاملة الطائرات الوحيدة «ثيودور روزفلت» تاركة المجال الجوي لمنطقة شرقي المتوسط بأسره للطيران الروسي.

 

* «زهد» واشنطن

 

المدير التنفيذي لمركز «عمران للدراسات» الدكتور عمار القحف قال لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معه «من الواضح أن الدور الأميركي زاهد في الشرق الأوسط، والروس حاولوا استغلاله». وشدد على أن ما تسعى له موسكو «هو إعادة لنفوذها إلى المنطقة بشكل نوعي وجديد»، على قاعدة أنه «لا يصارع الوجود الأميركي، بل يثبّت دوره في بلد هو ضمن الحلف الروسي تاريخيًا».

 

وتابع القحف أن السياسية الأميركية اليوم «زاهدة، مقابل الموقف المتقدم لدول أخرى في الأزمة السورية، مثل دول الخليج العربي ودول غربية أخرى، كون واشنطن، لا تدعم ولا تعارض، بل تراقب، من غير أن تدخل إلى دائرة التأثير المباشر».

 

وهنا يرفض القحف القول إن الروس اليوم «ينافسون الوجود الإيراني ويحاولون تقويضه»، مؤكدًا أن الروس «لا يحاربون النفوذ الإيراني، بقدر ما هم يسيطرون على الجوّ، ويواكبون التحرك الإيراني على الأرض». كذلك رأى أن الروس اليوم «يضربون فعليًا كل من يحارب (داعش)، وليس معارضي الأسد، كون الفصائل التي يضربونها تحارب (داعش)، وهي مدعومة من الجهات الإقليمية والغرب، وعمليًا، يضعون أنفسهم في مواجهة غير مباشرة مع هذه الدول».

 

في المقابل لمس القحف «إشارات إيجابية في الوسط السياسي والعسكري السوري المعارض» على ضوء اتخاذ الفصائل، ما عدا المتطرفين، لأول مرة، موقفًا سياسيا يتطابق مع موقف الائتلاف الوطني، قائلا إنه «يتضمن نقلة نوعية بالعمل الجماعي، ويمثل بلوَرة لمستقبل إداري، كون أن جزءًا من الموقعين يمثلون فصائل الداخل ويمارسون دور الدولة البديلة». وأشار إلى «بوادر اتحاد نظرًا إلى أن هناك مفاصل تديرها المعارضة تساهم في توحيد الفصائل وتبني لتحالف سياسي قادم بدعم دول المنطقة، وتغيير موازين القوى على الأرض».

 

روسيا في سوريا: خلط أوراق عسكرية

توحد بندقية المعارضة

غاندي المهتار

هذه روسيا، شاءت أم أبت، تغوص في الرمال السورية من دون أن تدري، فها هي البنادق المعارضة تتوحد ضد الروس، معززة بتهديد سعودي علني بمد المعارضة بالسلاح النوعي. فهل يصل خلط الأوراق العسكرية إلى “صفر” سياسة؟

 

بيروت: تلقى الحلف الروسي-الايراني، بمشاركة حزب الله وما بقي من قوة لنظام بشار الأسد، أول صفعة له في ريف حماه، حين تصيد عناصر الجيش الحر بصواريخ تاو الأميركية 18 دبابة هي طليعة القوة المهاجمة التي حشدها الإيرانيون كي يستعيدوا –تحت مظلة الطيران الروسي الحديث – مواقع خسرها النظام تعد استراتيجية لحماية سوريا المفيدة، أي الساحل السوري العلوي ودرّته القاعدة الروسية في طرطوس.

 

كانت مجزرة الدبابات في ريف حماه كفيلة بأن تردّ التمدد الروسي-الإيراني على أعقابه، ولو موقتًا، ليعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مناوراته السياسية، بعدما أدرك – أو أقنعوه – ولو موقتًا أيضًا بأن سوريا هي فعلًا أفغانستان أخرى، وبأن الحذر واجب على الطريقة الأميركية بعدما أبى الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تتحول سوريا  الى فيتنام أخرى.

 

توحد الفصائل: 6 آلاف مقاتل

 

تصديقًا على ذلك، اُعلن مساء الجمعة عن تشكيل “جيش الشام” في أرياف إدلب وحماة وحلب، بقيادة محمد طلال بازرباشي الملقب بـ “أبو عبد الرحمن السوري”، القيادي البارز السابق في حركة أحرار الشام الإسلامية.

 

يضم جيش الشام عددًا من قادة حركة أحرار الشام والجيش السوري الحر، بالإضافة إلى مجموعات صغيرة لا تتبع لفصائل كبيرة، يُقدر عددها بنحو 6 آلاف مقاتل، وفقًا للقيادي أبو العباس الشامي، الذي يقول الناشطون إنه بمثابة الأب الروحي لجيش الشام.

 

وفي أول بيان، قال جيش الشام إن شعاره سيكون “ثورة على الطغاة والغلاة”، أي أن هدفه هو قتال النظام السوري وتنظيم داعش، معلنًا رفع علم الثورة السورية بدلًا من الرايات التي ترفعها بقية الفصائل. وفاجأ جيش الشام الجميع بتحريره قرية تل سوسين بريف حلب في اليوم الأول من إعلان تشكيله، وقال عبر حسابه الرسمي على تويتر: “جيش الشام في أولى معاركه يزف إليكم خبر تحرير تل سوسين بريف حلب من كلاب داعش، بالاشتراك مع أحرار الشام والجبهة الشامية وفيلق الشام”، وهذه أول ثمرة لتوحيد بندقية الفصائل المقاتلة، والتي يتوقع المراقبون أن يتسع نطاقها في خطوة فرضها “الغزو” الروسي للأراضي السورية المحررة.

 

وبذلك، ثمة خريطتان تبحثان في سوريا، سياسية بجانب أخرى عسكرية، تحاول موسكو فرضهما معًا بسطوة طائرات سوخوي الحديثة.

 

منشق يرفض

 

في هذا الاطار، نقلت وكالة آكي الإيطالية للأنباء عن مصادر مطلعة على اتصالات تتم بين مسؤولين روس وضباط منشقين على النظام السوري، تأكيدهم أن روسيا عرضت على أحد كبار الضباط استلام منصب وزير الدفاع في سوريا، لكنه رفض الأمر نهائيًا.

 

وقالت المصادر إن روسيا تناقش منذ نحو ثلاثة أشهر “تشاركية في إطار مجلس عسكري مشترك بين النظام والمعارضة”، لكنها تصطدم برفض كبار الضباط المنشقين وجود أي صلاحيات عسكرية أو أمنية بيد الأسد، وإن الضابط المنشق رفض المنصب العسكري الحكومي الرفيع ضمن “حكومة وحدة وطنية”، مشددًا على أن أي خطوة عسكرية مشتركة لا يمكن أن تتم طالما بقيت صلاحية عسكرية بيد الأسد أو كبار ضباطه، معربًا عن موافقته بالنيابة عمن يمثلهم على أن يضم المجلس العسكري موالين للنظام لم تتلطخ أيديهم بالدماء وتضمنهم روسيا، ليس بمقدورهم اتخاذ أي قرار عسكري أو أمني منفرد من دون موافقة ضباط المعارضة.

 

وأكدت هذه  المصادر، التي تحفظت على ذكر اسم الضابط المنشق، أن روسيا تناور للتهرب من هذه الشروط بلا جدوى، وأن ثمة توافقًا أوروبيًا أميركيًا على هذه الخطة وعلى الشخصيات التي ستمثل المعارضة السورية في المرحلة الانتقالية.

 

هذه الاتصالات الروسية تشمل، بحسب مصادر المعارضة، العميد مناف طلاس، أحد قيادات الحرس الجمهوري الذي كان مقربًا من الأسد قبل أن ينشق عام 2012 ويغادر سوريا. وطلاس لم ينضم إلى أي مجموعة معارضة منذ مغادرته سوريا، وهو يلتزم الصمت في شأن الاتصالات الجارية، وأبدى في اتصال مع “النهار” اللبنانية تفاؤله بالمستقبل، مكتفيًا بالقول إنه “ضمن المشروع الجديد لسوريا”. إلا أن أحدًا لم يؤكد إن كان طلاس هو نفسه من رفض العرض الروسي آنف الذكر.

 

إطمئنوا! لن يستخدمها

 

وفي إطار العروض الروسية المستمرة، وبحسب الرأي الكويتية، قال الصحافي الإسرائيلي إيهود يعاري إن روسيا عرضت على إسرائيل المشاركة في تحالفها الشرق أوسطي ضد داعش، ويضم إيران والعراق والأسد وحزب الله.

 

وتضيف الرأي: كتب يعاري في مطالعته أن الروس عرضوا على إسرائيل إدارة حقول الغاز في مياهها الإقليمية، وقدموا للإسرائيليين ضمانات عسكرية مفادها أن حزب الله، الذي يملك صواريخ أرض-بحر روسية من نوع ياخونت، يبلغ مداها 300 كيلومتر، لن يهاجم منشآت الغاز البحرية الإسرائيلية”.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن إيعاري يعمل حاليًا محللاً للقناة الثانية الإسرائيلية، كما يقدم المحاضرات حول العالم. وقد أجرى مقابلات مع قادة عرب كالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والملك الأردني الراحل حسين بن طلال، والرئيس المصري السابق حسني مبارك وعدد من رؤساء الوزراء الإسرائيليين والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، كما أجرى تغطيات صحافية من عواصم عربية، بينها بيروت.

 

موسكو-الرياض

 

وعلى المحور الجيوبوليتيكي، تلفت صحيفة فايننشال تايمز الأميركية إلى تزايد دعوات السنة للسعودية ودول الخليج بالتحرك دعمًا للمعارضة السورية التي تتعرض للغارات الروسية، غامزةً من قناة بيان رفعه 55 عالمًا سعوديًا دعوا فيه إلى الجهاد ضد الروس في سوريا، واتهموا فيه موسكو وإيران وحزب الله بدعم نظام الأسد في قتل الشعب السوري وتدميره.

 

وبحسب فايننشال تايمز، قال تيودر كاراسبيك، كبير مستشاري “غالف ستيت أنالاتيك”، وهي مؤسسة للاستشارات وتقدير المخاطر السياسية: “ستأتي كلمات السعودية بلا أفعال بشأن النشاطات الروسية في سوريا، فالرياض تحتاج إلى تركيز جهودها في حرب اليمن”، رغم تحذيرات وزير الخارجية السعودية من أن بلاده ستزود المعارضة السورية بسلاح نوعي.

 

الأكراد مع “دولتهم”

 

وبما أن الجميع قلب أوراقه وأظهرها، بقي أن يفهم موقف الأكراد. وفي هذا الاطار، نشر معهد واشنطن تقريرًا أعده فابريس بالونش، قال فيه إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا سيتعاون مع دمشق وموسكو في الشمال السوري، إذا استمرت تركيا والولايات المتحدة في منع توحيد الأكراد في دولة واحدة، “إذ أصبح واضحًا أن هدف موسكو في سوريا هو حماية الأسد، وتعزيز نفوذها على ساحل المتوسط، وهي تستطيع تحقيق هذين الهدفين حتى لو لم يتبقّ للأسد سوى الساحل العلوي. فعلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يدفع بجنوده إلى داخل البلد، وبالذات حلب، إذا أراد أن يحفظ مكانه وسط رقعة الشطرنج السورية، لأن خسارة الأسد كل حلب تضعف وضعه التفاوضي”، علمًا أن حلب هي بوابة مهمة للأكراد إلى تركيا وشمال سوريا.

 

يضيف بالونش: “يسيطر النظام على ثلث حلب، وتتصل المنطقة ببقية المناطق التي يسيطر عليها النظام بممر ضيق محاصر من الشرق من داعش، ومن الغرب من النصرة، وليكسب الأسد معركة حلب عليه أن يتحالف مع حزب الاتحاد الديمقراطي، الحريص بدوره على ربط الجيوب حول كوباني وعفرين، وفتح ممر للشيخ مقصود، أي الحي الكردي الحلبي”. وقد أبدى صالح مسلم، زعيم الحزب، رغبةً في إقامة تحالف مع الأسد وروسيا لتحقيق هذا الهدف.

 

وبحسب التقرير، أبلغت تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي رفضها أن يتمدد غربًا بعد كوباني، وأي هجوم كردي كهذا سيكون خرقًا للاتفاق مع أميركا، التي لا تريد أن يسيطر الحزب على جرابلس وأعزاز.

 

يضيف بالونش: “مستحيل ألا يستغل الأكراد السوريون هذه الفرصة، فكثير منهم يعتقد أنها فرصة تاريخية قد حانت لتوحيد المناطق الكردية”.

 

«أوباما»: علمنا بمخطط التدخل الروسي في سوريا .. و«تدريب المعارضة» محل شك منذ بدايته

قال الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، إن بلاده كانت لديها «معلومات استخباراتية جيدة»، عن أن روسيا تعتزم التدخل العسكري في سوريا، وذلك قبل اللقاء الذي جمعه بنظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة قبل ساعات من بدء الغارات الروسية.

 

ووفق موقع «إن بي سي نيوز»، أوضح «أوباما» في مقابلة مع شكبة «سي بي إس» الأمريكية، أجريت الثلاثاء الماضي وبثت أمس الأحد، واستمرت نحو 60 دقيقة: «كنا نعرف أن بوتين يخطط لتقديم مساعدات عسكرية لبشار الأسد لأن الروس كانوا يتخوفون من انهيار وشيك ومحتمل للنظام السوري».

 

وردا على سؤال عما إذا كان يعرف بخطة «بوتين» قبل لقائهما في الأمم المتحدة يوم 28 سبتمبر/أيلول الماضي، قال «أوباما»: «كانت لدينا معلومات استخباراتية جيدة جدا».

 

وتابع «أوباما» أن قيام روسيا بتلك الغارات على سوريا لا يؤشر إلى قوتها وإنما يدل على فشل استراتيجيتها تجاه القضية السورية ما جعلها تتدخل عسكريا.

 

ويتهم منتقدون لـ«أوباما»، الإدارة الأمريكية بأنها فشلت في منع روسيا من شن غارات على سوريا، وأنها لم تكن تعلم بتلك الغارات، وموقفها ضعيف أمام موسكو.

 

وتقول روسيا إن غاراتها الجوية في سوريا هي جزء من حملة للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية»، غير أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن «بوتين» يشن تلك الغارات لدعم رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، الذي تسعى الولايات المتحدة للإطاحة به.

 

يشار إلى أن السكرتير الصحفي للبيت الأبيض «جوش ارنست» رفض الأسبوع الماضي الإجابة على سؤال في مؤتمر صحفي حول علم الإدارة الأمريكية المسبق بالغارات التي شنتها روسيا على سوريا، مكفيا بالقول: «لم تكن هناك محادثات مباشرة حول هذه العمليات على مستوى قيادة البلدين قبل أن تبدأ روسيا تلك الغارات».

 

وفي سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي، خلال المقابلة ذاتها، إنه كانت لديه شكوك منذ البداية حول «فكرة إمكانية تأسيس جيش بالوكالة» في سوريا.

 

وأضاف أن غايته كانت «اختبار فكرة ما إذا كان بإمكاننا تدريب وتسليح معارضة معتدلة ترغب في محاربة داعش»، مضيفا: «ما علمناه هو التالي، التركيز على داعش صعب للغاية ما دام الأسد في الحكم»، بحسب «وكالة الأناضول للأنباء».

 

وردا على سؤال عن السبب في استمرار برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية رغم تلك الشكوك، أجاب «أوباما» أن المهم بالنسبة لإدارته «كان التأكد من كشف جميع الخيارات».

 

وعن سؤال حول من سيقضي على تنظيم «الدولة الإسلامية»، أفاد الرئيس الأمريكي بأن المجتمع الدولي سيتخلص من التنظيم، وستكون بلاده في الريادة، مضيفا: «لكننا لن نستطيع التخلص منهم (الدولة الإسلامية) ما دام الشعب السني المحلي في سوريا وبعض المناطق في العراق لا يعمل بالاشتراك معنا».

 

وأكد أن أولوية إدارته هي حفظ أمن الشعب الأمريكي، ودعم المعارضة المعتدلة في سوريا لإقناع روسيا وإيران بالضغط على «الأسد» في مسألة الحكومة الانتقالية.

 

وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت مؤخرا، أنها ستوقف برنامج «تدريب وتسليح» المعارضة السورية بشكل مؤقت، معربة عن أملها في إعادة البرنامج عندما تكون الظروف مهيأة.

 

الفيلم الوثائقي بثته فضائية «الجزيرة» القطرية مساء الأحد

«شريان الأسد السري»: تورط مصر والإمارات ولبنان في تزويد النظام السوري بالنفط

كشف الفيلم الوثائقي «شريان الأسد السري»، الذي بثته فضائية «الجزيرة» القطرية مساء الأحد، تورط شركات لها فروع إماراتية، وكذلك تورط موانئ مصرية في تزويد رئيس النظام السوري «بشار الأسد» بالنفط والغاز والمشتقات النفطية التي يستخدمها في قتل الشعب السوري.

 

ووفق الفيلم، فإن فرض العقوبات الغربية على «الأسد» في عامي 2011 و2012، أدت إلى انسحاب جميع الشركات الغربية لاسيما الأوروبية العاملة في مجال استخراج وتكرير وتصنيع النفط والغاز من سوريا، وهو ما جعل رئيس النظام السوري يتجه إلى دول عربية حليفة له بحثا عن شريان سري يمده بالحياة.

 

وتابع الفيلم أنه في 2013 تلقت حكومة النظام السوري واردات ضخمة من النفط الخام العراقي عبر ميناء مصري، وهو ما كشفه تحقيق صحفي لوكالة «رويترز».

 

ولفتت صحفية من الوكالة إلى أنه قبل إعداد هذا التحقيق كان المجتمع الدولي يعتقد أن النفط الإيراني هو فقط الذي يصل إلى النظام السوري عبر قناة السويس، ولكن وثائق للشحن والدفع، أظهرت أن ملايين البراميل من النفط الخام وصلت إلى نظام «الأسد» عبر شركات تجارية لبنانية ومصرية ولبنانية، على متن سفن إيرانية عبر ميناء البصرة العراقي، وسيدي كرير المصري بالبحر المتوسط.

 

وأضافت الصحفية أن السفن الإيرانية كانت تشحن النفط العراقي من ميناء سيدي كرير المصري.

 

وفي عام 2014، قال بيان لوزارة الخزانة الأمريكية، إن شركة «بان جيتش» ومقرها إمارة الشارقة زودت «الأسد» بمنتجات نفطية منها وقود طائرات، مرجحا استخدامها في أغراض عسكرية، وفق الفيلم.

 

وكشف الفيلم أن هناك شركات أخرى مقرها لإمارات كانت تزود «الأسد» بالنفط، مشيرا إلى أن أعضاء بالحكومة اللبنانية كانوا يمررون قرارات من أجل تزويد رئيس النظام السوري بالوقود.

 

وتزامنا مع بدء عرض الفيلم دشن ناشطون هاشتاج ؟«#شريان_الأسد_السري»، عبروا خلاله عن سخطهم من الأنظمة العربية المهادنة للنظام السوري والتي باعت شعب سوريا من أجل الكراسي، على حد وصفهم.

 

وليست هذه المرة الأولى التي يكشف فيها عن تورط أنظمة دول عربية في مساعدة «بشار الأسد»، ففي أغسطس/آب الماضي، أكد موقع «روتر» الإسرائيلي أن «نظام الأسد قام بقصف مدينة الزبداني، المحاصرة من قوات الأسد وحزب الله، بصواريخ (أرض – أرض) مصرية الصنع من نوع غراد». (طالع المزيد)

 

وهو ما أكده ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما تداولوا صورا لصواريخ مصرية المنشأ، مؤكدين استخدام النظام السوري لها في قصف مدينة الزبداني بريف دمشق.

 

وتشهد العلاقات المشتركة بين النظام الحاكم حاليا في مصر بقيادة «عبدالفتاح السيسي»، ونظام «الأسد»، تقاربا كبيرا، وهو ما أكده وزير خارجية النظام السوري «وليد المعلم»، في اكثر من مناسبة.

 

«جيروزاليم بوست»: مخاوف روسيا التقليدية من السُنّة تدفعها لدعم التحالف الشيعي

يسعى العالم السني إلى تسريع هجومه المضاد في وجه التدخل الروسي في سوريا. ومع محدودية الخيارات، فمن المرجح أن يقدم السنة المزيد من الموارد للمتمردين الإسلاميين الذي يقفون في وجه قوات النظام السوري.

 

معركة الثأر الدموي بين السنة والشيعة في سوريا سوف يتم تعميقها بسبب الهجمات الروسية. في الأيام الأخيرة، دعا عشرات من رجال الدين الإسلامي السعوديين العالم الإسلامي إلى « تقديم الدعم المادي والمعنوي والسياسي والعسكري للجهاد» ودعم الحرب المقدسة ضد الحكومة السورية ومؤيديها الإيرانيين والروسيين.

 

ويقارن بيان رجال الدين حول الدور الروسي اليوم بموقفهم إزاء التدخل السوفيتي في أفغانستان عام 1980. الأمر الذي دفع إلى ظهور الجهاد الدولي والانسحاب النهائي للقوات السوفيتية في نهاية المطاف.

 

الإعلامي السعودي البارز «جمال خاشقجي» الذي يرأس قناة إخبارية يملكها أحد الأمراء السعوديين نشر مقالا في الأسبوع الماضي على موقع قناة العربية الإخبارية وصحيفة الحياة اللندنية أشار خلاله إلى أن «المملكة العربية السعودية لن تحتمل النصر الإيراني في سوريا»، وحدد «خاشقجي» اثنين من الخطوط العريضة أمام السعوديين: أولا، تعزيز الدعم للمعارضة الإسلامية، باستثناء «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة. ثانيا، استخدام الدبلوماسية لخلق دعم دولي لموقفها ضد التحالف (الشيعي) الإيراني الروسي في سوريا.

 

الروس لا يدعمون فقط التحالف الشيعي الذي تقوده إيران والذي يتضمن نظام الرئيس السوري «بشار الأسد»، ولكنهم أيضا يدعمون الأقليات غير السنية الأخرى في المنطقة التي تشعر بأنها مهددة من قبل موجة الصعود السني في أعقاب الربيع العربي.

 

قامت صحيفة «المونيتور» في وقت سابق من هذا الشهر بإجراء مقابلة مع أحد الزعماء الأكراد السوريين الذي أظهر ارتياحا للتدخل العسكري الروسي في سوريا.

 

وقال «صالح مسلم»، الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي، أن روسيا «سوف تمنع التدخل التركي، ليس للدفاع عنا (أي الأكراد)، ولكن دفاعا عن الحدود السورية».

 

معركة وجودية مع الإسلام السني

«أرولد رود»، وهو زميل بارز في معهد «جاتستون» ومقره في نيويورك، والمستشار السابق في وزارة الدفاع قال لـ«جيروزاليم بوست» يوم الأربعاء أن الروس يعتقدون أنهم في معركة وجودية مع الإسلام السني. وقال إن «بوتين» قد أخبر العديد من الزعماء الأجانب أن يعتبر نفسه حاميا للثقافة الروسية.

 

«ثلث عدد سكان روسيا هم من المسلمين» وفقا لـ«رود». وبعضهم مقيمين بصورة غير قانونية. الروس لديهم معدل المواليد أقل من معدل المواليد المسلمين في البلاد والذي يتراجع أيضا ولكن بمعدل أبطأ من الروس. واحدة من طرق روسيا في التعامل مع هذا الأمر هي تشجيع مسلميها من الاتحاد السوفيتي السابق الذين يهاجرون إلى روسيا على التحول إلى المذهب الشيعي وهو ما قد يشيع فتنة بين المسلمين والروس.

 

معظم السكان المسلمين الروس هم من أصل تركي، وكذلك المسلمين الأيغور في الصين، العلويون السوريون، وإيران و«حزب الله»، والأكراد والأقليات الأخرى في الشرق الأوسط، بما فيها إسرائيل، «كلها تسبح في بحر السنة».

 

يلاحظ «رود» أيضا الغالبية العظمى من الأكراد هم من السنة ولكنهم لا يزالون ينظرون إلى العرب السنة والأتراك كتهديد لهم.

 

وفي هذا السياق، كما وضح «رود»، يمكننا أن نفهم تعاون روسيا مع الائتلاف الشيعي بقيادة إيران.

 

منطقة «الأسد» العلوية حول معقله في اللاذقية هي المنطقة التي اختارها الروس لبناء قاعدتهم العسكرية في سوريا. هناك بعض السنة في المنطقة الساحلية، التي هي وطن العلويين التقليدي. لا يمانع الروس ولا العلويون إذا ذهب هؤلاء السنة إلى أماكن أخرى تاركين هذه المنطقة حصرا للعلويين. «هذا يعني أن الروس لديهم الآن حليف استراتيجي ضد العدو المشترك، أي السنة».

 

الأكثر من ذلك، فإن التوغل الجوي الروسي في المجال التركي يوم السبت كان يحوم حول محافظة هاتاي، وهي محافظة تركية علوية إلى حد كبير، حيث يقطن بها أقارب العلويين السوريين.

 

تتنازع كل من تركيا وسوريا منذ فترة طويلة على هذه المحافظة. «كان هذا تحذيرا واضحا من روسيا لتركيا  بعدم التدخل مع الأهداف العسكرية الروسية في سوريا».

 

خيارات سعودية محدودة

وفيما يتعلق بالموقف السعودي، أشار «رود» إلى قيامهم بتعزيز الجهاد في الخارج في مقابل الحصول على دعم من المؤسسة الدينية في البلاد. في حين أن السعوديين مولوا الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان خلال حقبة الثمانينيات، فإن الفارق الآن هو أن هناك المزيد من الجماعات الجهادية، ويبدو أن السعوديين قلقين من أن يصبحوا هم أنفسهم هدفا لأنشطتها.

 

في عام 1979، قامت عائلة آل سعود بعقد اتفاق مع المؤسسة الدينية الوهابية مفاده أن تقوم العائلة المالكة بتمويل الجهاد خارج البلاد مقابل عدم تشجيع الجهاد ضد النظام السعودي داخل البلاد. ولكن الجهاديين عادوا الآن ليطاردوهم. وتخشى السعودية حال انتصار الجماعات السنية الأصولية في سوريا من أنها قد تستخدم سوريا حينئذ كقاعدة لتهديد النظام السعودي. وأضاف «رود»: «هذا هو السبب في أن السعوديين يقومون بدعم من يصفونهم بالمعارضة السنية المعتدلة في سوريا».

 

«روسيا الآن تهاجم المعارضة السنية المعتدلة المدعومة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة .. يبدو الأمر كتحذير للمملكة العربية السعودية بعدم التدخل في الشؤون الروسية».

 

وردا على سؤال حول إذا ما كانت الجماهير السنية، التي يفوق عدد كبير من قوات التحالف الإيرانية الشيعية في سوريا، من شأنها أن تطيح في النهاية بـ«نظام الأسد»، أجاب «رود» أن القوة هي ما يهم في النهاية وأن «الروس ليس لديهم مشكلة في قصف المدنيين والقيام بأي شيء ضروري لتحقيق أهدافهم». «بوتين لا يعبأ كثيرا بردود الأفعال والانتقادات الدولية مثل إسرائيل».

 

وبالتالي، يشكك «رود» في أن النظام السوري العلوي سوف ينهار في أي وقت قريب وأن روسيا سوف تمنع ذلك من الحدوث. «قد يكون الأسد قد صار ورقة مستهلكة ولكن ليس النظام العلوي. وهذا هو واحد من أهم الأسباب التي تدعو الروس لدعم العلويين».

 

«ديفيد أندرو واينبرغ»، المتخصص في شؤون الخليج وزميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قال في تصريحات لنا أن هناك حاجة ماسة لامتلاك نظرة مستقبلية. «منذ فترة شهرين فقط كان الكثير من المراقبين يتوقعون أن المملكة العربية السعودية سوف تندفع في استجلاب الأسلحة من روسيا بدلا من الاستمرار في الاعتماد على الحماية الأمريكية».

 

« وفي حين أن نجل الملك السعودي تعهد بحزمة جديدة من الاستثمارات في روسيا، فإن زيارة العاهل السعودي المنتظرة لروسيا لم تحدث أبدا». يتوقع المحللون الآن اتجاها معاكسا بالكلية وهو أن المملكة العربية السعودية سوف تصعد بشكل كبير في مواجهة روسيا من أجل إسقاط «الأسد».

 

«إسقاط النظام في دمشق صار أكثر صعوبة على الرياض». ووفقا لـ«واينبرغ» فإن الرياض ليست مستعدة لمواجهة روسيا مباشرة بهذا الشكل. أما بالنسبة لرجال الدين السعوديين الذين دعوا لدعم الجهاد في سوريا في مواجهة العدوان الروسي هناك، قال «واينبرغ» أن الداعية الأبرز على هذه القائمة هو «ناصر العمر» وهو ليس مسؤولا رسميا في الدولة وهو مجرد شخصية بارزة تقتات على الفتات من قبول الدولة.

 

والتقى «العمر» أيضا الشهر الماضي مع «عبد المجيد الزنداني»، أحد معلمي «أسامة بن لادن»، والذي وقعت عليه عقوبات من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة بتهمة تمويل تنظيم القاعدة.

 

ووقع «العمر» في وقت سابق على عريضة تأييد المجاهدين في ائتلاف الجبهة الإسلامية في سوريا ضد «المشروع الأمريكي الصهيوني والمشروع الصفوي الرافضي».

 

«عيران سيغال»، وهو باحث في مركز غزري لدراسات إيران والخليج في جامعة حيفا قال في تصريحات له أن السعوديين يبدون وكأنهم قد صاروا محاصرين.

 

«بعد أن فشلت في إقناع الولايات المتحدة بالتدخل، تمكن السعوديون من إنشاء التحالف الذي كاد يطيح بحكم الأسد، ولكنهم الآن يواجهون الروس»، وفقا لـ«سيغال».

 

على الرغم من المحاولات الأخيرة، فإن السعوديين لم يكونوا قادرين على الفوز بتأييد الروس إلى جانبهم.

 

«في ظل عجز الميزانية المتزايد بسبب انخفاض أسعار النفط، سيكون على السعوديين أن يقرروا إذا ما كانوا على استعداد لاستثمار المزيد من الأموال في سوريا».

المصدر | جيروزاليم بوست

 

قاضي «جيش الفتح» يدعو للنفير العام لمواجهة التدخل الروسي في سوريا

أعلن «عبدالله المحيسني»، القاضي في «جيش الفتح» أمس الأحد، النفير العام في سوريا، داعيا بقية الفصائل المقاتلة والمواطنين القادرين على حمل السلاح، التوجه إلى ساحات القتال، بعد التدخل الروسي العسكري في سوريا.

 

ودعا «المحيسني» إلى التوجه نحو ريف حماة الشمالي وجبهة عطشان التي استعادها جيش النظام السوري أول أمس السبت، مطالبا الفصائل بالحفاظ على زمام المبادرة وضرب خطوط دفاع الجيش بالغوطة ودرعا والشمال السوري، وكذلك قطع طريق خناصر -خط الإمداد الوحيد لقوات الجيش نحو الشمال- قائلا: «إن معنويات المقاتلين مرتفعة، وهم بانتظار الأوامر».

 

إلى ذلك، وصلت عدة مؤازرات من قبل الفصائل الإسلامية إلى ريف حماة الشمالي لصد تقدم جيش النظام في المنطقة.

 

وتحدثت مصادر «جيش الفتح» عن أن مؤازرات كبيرة وصلت إلى ريف حماة الشمالي قادمة من مدينة إدلب وريفها من قبل «جبهة النصرة»، وحركة «أحرار الشام» الإسلامية و«جيش الفتح»، وذلك لصد تقدم جيش النظام نحو ريفها الشمالي، وتحسبا لأية عملية إنزال جوي قد تقوم بها قوات «الأسد» بالاشتراك مع سلاح الجو الروسي في الخطوط الخلفية للفصائل المسلحة.

 

وفي تطور العملية العسكرية لقوات النظام في ريف حماة الشمالي، سيطر جيش النظام، على عدة نقاط استراتيجية بريف حماة الشمالي، بعد خوضهم اشتباكات مع «جيش الفتح»، فيما نفذ الطيران الحربي للنظام عدة غارات جوية على مواقع الفصائل المسلحة بريفي حماة وإدلب شمالي سوريا.

 

كذلك شن الطيران الحربي المشترك بين روسيا ونظام «الأسد» عدة غارات جوية على مواقع الفصائل المسلحة في ريف حماة الشمالي وعدة مواقع بمحيط بلدة جسر الشغور، فيما استهدف الطيران المشترك الطريق الدولي الواصل بين مدينتي حماة وإدلب.

 

وفي ريف إدلب سجل انسحابات لمجموعات من المسلحين الذين يطوقون بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب الشمالي.

 

وقال مصدر عسكري سوري «للمرة الأولى انسحب عدد من الفصائل المسلحة التي تحاصر بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب لتغطي الفراغ الناتج عن انهيارات المسلحين في منطقة سهل الغاب».

 

بدوره، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن الحملة البرية التي تقودها القوات السورية شمال غرب البلاد تهدف بالدرجة الأولى إلى حماية مناطق سيطرة النظام في محافظتي حماة واللاذقية، لتشن قوات النظام بعد ذلك هجوما مضادا لاستعادة محافظة إدلب.

 

وتعقيبا على ما ذكره «المرصد»، أكد مصدر سوري عسكري أن هدف العملية في ريف حماة الشمالي هو فعلا استعادة مدينة إدلب على أن يتم ذلك قبل نهاية العام.

 

شريان الأسد السري.. سبب بقائه

لم يكن الروس ولا الإيرانيون وحلفاؤهم من حزب الله والمليشيات الطائفية من دول مختلفة هم فقط الذين أمدوا النظام السوري بالسلاح والرجال وغير ذلك من أسباب القوة لقمع وكبت تطلع مواطنيه إلى الحرية والكرامة.

لقد كان هناك شريان سري يرفد نظام بشار الأسد بأسباب البقاء، تمدد على مدار الأعوام الماضية عبر دول عربية مختلفة.

شاركت في هذا الشريان شركات وشخصيات نافذة ساعدت على تزويد هذا النظام وآلته العسكرية بالمشتقات النفطية، ومنها وقود الطائرات التي مكنته من الاستمرار في قصف معارضيه في مختلف مناطق سوريا.

حلقة 11/10/2015 التي حملت عنوان “شريان الأسد السري” هي وثائقي للجزيرة يكشف أبعاد ضلوع دول وشركات عربية في تزويد النظام السوري بالمشتقات النفطية رغم العقوبات الغربية والعربية.

ويشير إلياس وردة وزير الطاقة والثروة المعدنية السابق في حكومة الائتلاف السورية إلى أنهم كانوا على علم بالأنشطة السرية للنظام السوري قبل تشكيل الحكومة المؤقتة في نوفمبر/تشرين الثاني 2013.

ووصف وردة النظام السوري بالأخطبوط، كونه يمتلك شبكة علاقات واسعة ومعقدة مع دول عربية وأوروبية، لافتا إلى أن روسيا وإيران كان لهما دور كبير في تأمين إمدادات النفط له.

قرارات الحظر

وبشأن مدى احترام قرارات الحظر المفروض على النظام السوري، أشار أستاذ القانون الدولي أنطوان سعد إلى أن هناك دولا عربية تجاوزت الحصار النفطي والمالي بإرسال أسلحة ثقيلة مثل الدبابات لنظام الأسد.

وقال إن العراق لم يكتف بتزويد بشار الأسد بالنفط، بل أمده كذلك بالمقاتلين، وكشف أن الوزير اللبناني جبران باسيل أعطى أذونا رسمية بتوريد النفط إلى النظام السوري.

وأضاف أن القرارات التي صدرت عن الدول الغربية وواشنطن لم تكن لها تداعيات كبيرة على النظام، لافتا إلى أن النظام كان بإمكانه تأمين حتى السيولة النقدية لدفع رواتب المقاتلين والجنود.

بدوره، كشف ماركوس كايم الخبير في الشأن السوري ورئيس مجموعة الأبحاث الأمنية في المعهد الألماني للدراسات السياسية والأمنية أن مصر ولبنان والعراق شاركت في مد الأسد بالنفط.

ورأى كايم أن ذلك كان نتيجة سياسة واشنطن بالشرق الأوسط، التي أسهمت في التغطية على هذه الممارسات، واصفا السياسة الخارجية الأميركية بالمتناقضة.

وقال إن النظام العراقي الذي يعد حجر الأساس في سياسة واشنطن في الشرق الأوسط غض الطرف عن وصول النفط العراقي للأسد، مضيفا أن هناك شركات يونانية وفرنسية أسهمت في تهريب النفط للنظام السوري.

الإجراءات القانونية

وبشأن الإجراءات القانونية والقضائية لملاحقة المتعاونين مع النظام السوري، أعرب أنطون سعد عن اعتقاده بمحدودية تأثيرها لأن المجتمع الدولي لم يتعاط معها مثلما تعاطى مع قضايا أخرى.

وأضاف أن التناقض والتعارض في المواقف الغربية والعربية والأميركية يجعل سوريا حالة تقبل كل الاستحقاقات.

أما ماركوس كايم فرأى أن هناك غيابا لسياسة موحدة تجاه سوريا في الاتحاد الأوروبي، حيث إن هناك من الدول من يرى الأسد شريكا في المفاوضات، بينما هناك دول أخرى مثل فرنسا تطالب برحيله، وهو أمر يحول دون تحقيق الكثير في هذا الشأن.

وقال إنه على الدول الغربية تغيير طريقة تعاملها مع الشرق الأوسط.

بدوره، قال وردة إن الحكومة المؤقتة خاطبت الدول الغربية، وتحدثت إلى الدول العربية لتطبيق الحظر بشكل ذكي، لكن النظام بقي يستفيد من إمدادات النفط بسبب تعطيل روسيا مجلس الأمن.

وأضاف أن تنفيذ قرارات الحظر لم يلق التجاوب الكافي من الدول الغربية.

 

الائتلاف السوري: العدوان الروسي عزز مسار الحرب  

اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن “العدوان الروسي” عزز مسار الحرب في سوريا، وحوّل موسكو إلى طرف في قتل وتهجير السوريين وتدمير بلدهم بتخليها عن مساعي الحل السياسي وفق بيان جنيف.

وفي هذا السياق قال الرئيس السابق للمجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي إن الجيش الحر لن يقبل أي تواصل أو تنسيق مع روسيا بخصوص الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ودعا الائتلاف السوري في بيان له مساء أمس الأحد إلى مواجهة العدوان الروسي الخطير وتحالفاته ومبرراته وما يرافقه من “أكاذيب وتلفيقات حول قتال تنظيم الدولة”، معتبرا ذلك مهمة وطنية ينبغي الانخراط الكلي فيها.

 

وطالب الائتلاف دول أصدقاء الشعب السوري بتقديم كل الدعم السياسي والمادي والعسكري لمواجهة العدوان الروسي على سوريا وشعبها، كما طالب الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية بإدانة هذا العدوان، واعتبر أن روسيا انضمت إلى ما وصفه بالحلف غير المقدس مع النظام السوري وإيران وحزب الله والمليشيات العراقية.

 

كما أشار إلى أن عدوان روسيا الواسع على الشعب السوري تبدو تجلياته واضحة في عمليات قصف جوي وصاروخي، بالتزامن مع عمليات برية لقوات نظام بشار الأسد مع الإيرانيين، يشارك فيها ضباط وخبراء روس ضد الجيش السوري الحرّ، إضافة إلى بناء الروس قواعد بحرية وجوية وبرية في الأراضي السورية، تؤسس لتحول الوجود الروسي إلى ما وصفه باحتلال مباشر.

 

وقد كشف رئيس الائتلاف السوري خالد خوجة في مقابلة مع شبكة “سي.أن.أن” التركية يوم الجمعة الماضي إرسال روسيا ألفين من المقاتلين المرتزقة إلى سوريا، مشيرا إلى أن موسكو بصدد رفع الرقم إلى عشرين ألفاً.

 

وأوضح خوجة أن روسيا تهدف إلى تقوية الأسد ليجلس بقوة على طاولة المفاوضات، لافتاً إلى أن الحل السياسي لن يتحقق وأن روسيا باتت تحتل سوريا، كما أكد أن الائتلاف لن يجلس مع موسكو على طاولة المفاوضات.

 

وقد جدد الائتلاف إشارته في بيانه إلى أن السبب الرئيسي لعدوان روسيا على سوريا، ليس الحرب على ما تسميها جماعات التطرف والإرهاب وتنظيم الدولة خاصة، بل دعم نظام الأسد طبقاً لتصريحات واضحة أعلنها القادة الروس بعد بدء عملياتهم.

 

وفي هذا السياق قال العقيد العكيدي إن الجيش الحر لن يقبل أي تواصل أو تنسيق مع روسيا بخصوص الحرب على تنظيم الدولة، لأنها أصبحت طرفا مشاركا في قتل السوريين. وأوضح أن فصائل الجيش الحر قاتلت تنظيم الدولة منذ العام 2014 وليست بحاجة إلى شراكة الروس.

 

وأشار العكيدي في مقابلة مع الجزيرة إلى أن النظام على نقاط تماس طويلة مع تنظيم الدولة تمتد حتى 150 كلم، لكن تلك الجبهات هادئة ولا تشهد أي اشتباكات، مشيرا إلى أن التنظيم استغل القصف الروسي وغارات النظام ليتقدم في ريف حلب الشمالي.

 

روسيا.. “حراك” لحل سياسي للأزمة السورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تشهد روسيا “حراك” دبلوماسيا نشطا على صعيد الأزمة السورية، وإن لم يكن واضحا حتى الآن إن يقصد منه التوصل إلى حل سياسي للأزمة مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد أم رحيله، سواء الفوري أو اللاحق.

فقد كشفت وسائل إعلام روسية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام روسية، نقلا عن المكتب الصحفي لوزارة الخارجية الروسية الذي لم يوضح مكان عقد الاجتماع.

 

والاثنين، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، عند وصوله للمشاركة في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، إن الاتحاد الأوروبي مستعد للتحلي بالمرونة إزاء توقيت وطريقة رحيل الأسد عن السلطة.

 

من جهتها، عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني عن قلقها إزاء التدخل العسكري الروسي في سوريا الذي يؤمن دعما عسكريا وسياسيا لبشار الأسد، وقالت إنه “يغير قواعد اللعبة”، وفقا لما ذكرته وكالة فرانس برس.

 

وتأتي هذه التطورات فيما توسع موسكو من نشاطها على صعيد الأزمة السورية، دبلوماسيا وعسكريا.

 

فعلى الصعيد الدبلوماسي، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الأحد، الأزمة السورية مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وشددا على منع انتصار داعش في سوريا، ومنعها من تشكيل “خلافة إرهابية” على حد وصف لافروف.

 

ووصفت رويترز اللقاء بأنه “أقوى محاولة من موسكو حتى الآن للتواصل مع أعداء الرئيس السوري بشار الأسد منذ انضمام روسيا للصراع بتنفيذ غارات جوية”.

 

وأضاف لافروف “يمكنني أن أقول إن هناك تفاهما بين الجانبين على أن اجتماع اليوم (الأحد) يمكن أن يعزز التعاون بيننا”، غير أنه أقر صراحة بوجود “مخاوف” لدى السعودية بشأن أهداف موسكو.

 

كذلك قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الرياض عبرت عن مخاوفها من أن تعتبر العمليات الروسية في سوريا تحالفا بين إيران وروسيا، لكنه قال إن “الأصدقاء” الروس أوضحوا للسعودية أن الهدف الرئيسي هو محاربة داعش والإرهاب.

 

وكان بوتن بحث الأزمة السورية أيضا مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

 

وفي الأثناء تواصل روسيا شن غارات جوية على أهداف تقول إنها لداعش والتنظيمات الإرهابية في سوريا.

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت الأحد ان طائراتها قصفت “63 هدفا إرهابيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في محافظات حماة واللاذقية وإدلب والرقة، بحسب ما ذكرت فرانس برس.

 

ووفقا للوكالة، فقد أكدت موسكو أنها دمرت 53 موقعا “للإرهابيين” بالإضافة إلى مركز للقيادة و4 معسكرات تدريب و7 مستودعات ذخائر.

 

أوباما: بوتين لا يقود في حرب سوريا.. والوضع معقد بوجود العديد من اللاعبين

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يقود حرب سوريا، مؤكدا أن الوضع معقد بوجود العديد من اللاعبين ولا يوجد حل سهل للأزمة.

 

ورد الرئيس الأمريكي على الادعاءات التي تقول إن التدخل العسكري الروسي في سوريا نوع من “التحدي” للزعامة الأمريكية في الشرق الأوسط، قائلا في مقابلة مع شبكة “سي.بي.اس نيوز” الإخبارية الأمريكية: “إذا كان طرح الاقتصاد أرضا وإرسال قوات لدعم حليف يعتبر قيادة، فنحن لدينا تعريف مختلف للقيادة”.

 

وأضاف أوباما في المقابلة التي بثت مساء الأحد: “الوضع في سوريا معقد بوجود الكثير من اللاعبين ولا يوجد حل سهل للأزمة”، وأقر أوباما بفشل برنامج تدريب قوات المعارضة السورية لمواجهة تنظيم “داعش”.

 

وردا على سؤال إذا كان لديه أي مؤشر على أن روسيا تستعد لشن غارات في سوريا خلال لقاء مع بوتين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال أوباما: “كان لدينا معلومات استخباراتية قوية، وعلمنا أنه يخطط لتقديم مساعدة عسكرية التي يحتاجها (الرئيس السوري بشار) الأسد لأنهم كانوا يشعرون بالقلق من احتمال سقوط النظام”.

 

روسيا تتجه لتنظيم بعض مليشيات النظام السوري ضمن الجيش وحل بعضها الآخر

روما (12 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر سياسية سورية لها صلات بالنظام في دمشق إن القيادة العسكرية الروسية في سورية طالبت من النظام السوري تفاصيل كاملة عن الميليشيات غير النظامية التي شكلها وقوائم بأسماء المنتسبين لها، وأرجحت أن يكون الهدف حل بعض هذه الميليشيات ودمج الأخرى إلى الجيش النظامي السوري.

 

وأكّدت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن “القيادة الروسية على دراية تفصيلية بهذه الميليشيات ومن الصعب أن يتهرب النظام أو يتلاعب بهذا الملف”. وقالت “اتّضح بشكل مؤكد أن روسيا على علم تفصيلي بقادة هذه الميليشيات وأسماء مموليها من رجال الأعمال المقربين من النظام، وعلى رأسها قوات الدفاع الوطني ولواء درع الساحل، وطالبت القيادة السورية تقديم قوائم عددية ومكانية تفصيلية عنها، وكذلك نسبة العسكريين فيها، ومن الواضح أن لديها قوائم ظل”.

 

وأشارت إلى أن روسيا لن تسمح بـ “فوضى الميليشيات في المنطق التي تعمل بها، وتعمل على تشكيل ألوية عسكرية غالباً ستضم إليها جزءاً من هذه الميليشيات تحت قيادة عسكرية من الجيش السوري، وستطلب بحل جزء آخر منها وسحب السلاح منه”.

 

وذكرت أن روسيا لا ترى مانعاً من استعانة النظام السوري بمقاتلي حزب لله حالياً، لكنها قريباً ستطلب خروجه من سورية في إطار خطة لإبعاد كل الميليشيات الأجنبية المدعومة إيرانياً، وأبدت تحفظات تجاه ما التغيير الديمغرافي الذي يسعى حزب الله لإحداثه في الزبداني والرستن قبل انسحاب المتوقع.

 

هاموند: لا تعامل مع الأسد ولكن مرونة حول توقيت وطريقة رحيله

بروكسل (12 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعا وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، إلى ضرورة أن تعلن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي موقفاً واضحاً وموحداً تجاه العقدة الأهم، بالنسبة للأوروبيين، في الملف السوري، وهي مسألة مصير الرئيس بشار الأسد

 

واشار هاموند في تصريحات له لدى وصوله إلى مقر انعقاد مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد، في لوكسمبورغ الاثنين، إلى عدم وجود إمكانية للتعامل مع الأسد للبحث عن حل على المدى الطويل للأزمة السورية، “لكن يمكننا إظهار المرونة بالنسبة لتوقيت وآليات رحيله”، حسب تعبيره

 

وإستطرد هاموند قائلاً “إذا تعاملنا مع الأسد، فنحن نرمي بالمعارضة المعتدلة مباشرة في أحضان ما يسمى بتنظيم (الدولة الاسلامية)، وهذا عكس ما نريده”، حسب قوله

 

كما أكد على ضرورة إظهار الوضوح نفسه بالنسبة للضربات العسكرية الروسية، حيث يتعين، برأيه، الاعلان عن إدانة هذه الضربات التي استهدفت المعارضة السورية المعتدلة

 

وبمقارنة تصريحات هاموند مع نظيراتها الصادرة عن نظرائه الأوروبيين، وبالأخص مع كلام الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني، يتضح عمق المأزق، إذ يتعين إيجاد صيغة مشتركة حول النقاط الأساسية منها طرق التخاطب مع روسيا وحل إشكالية دور الأسد

 

فورين بوليسي: لماذا على بوتين وقف هجمات الأسد بالقنابل البرميلية؟

فورين بوليسي: ترجمة هيومن رايتس

تثير خطة فلاديمير بوتين لإنقاذ بشار الأسد الكثير من الأسباب التي تدعو إلى القلق. تدعم روسيا شخصا – ونظام حكم – تشن قواته هجمات عشوائية وعمدية على المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. أدى القصف الجوي وحده إلى مقتل نحو 20,000 مدني، وهو سبب رئيسي في فرار 4 ملايين سوري من بلدهم.

 

هناك، بلا شك، أسباب مُعقدة وراء تحرك بوتين. ربما كان يتصرف على هذا النحو جُزئياً لترى الجماهير في وطنه –وفي الغرب- أن روسيا لاعب مهم على الصعيد الدولي. وربما كان تعقيد المشهد للإدارة الأمريكية يروق له كذلك. لكن ما يفوق كل هذا أن بوتين يبدو على قناعة فعلية أن دعمه للأسد هو أفضل السُبل لكبح جماح الجماعة التي تسمي نفسها الدولة الإسلامية، وغيرها من الجماعات المُتطرفة. ومع هذا، في الوقت الذي تعمل فيه القوات الروسية في سوريا، هناك بعض الدوافع الهامة التي تجعل بوتين يُدرك أن الحد من هجمات القوات السورية ضد المدنيين أمر جوهري من أجل تحقيق أهدافه.

 

اتسم موقف الكرملين بلا مُبالاة تثير القلق إزاء تلك المذبحة. في فبراير/شباط 2014، دعمت روسيا بالفعل قراراً لمجلس الأمن التابع للأمم المُتحدة يُطالب، من بين مطالب أخرى، بإنهاء الهجمات العشوائية على المناطق المأهولة بالسكان “مثل استخدام القنابل البرميلية”. لكن هذا المطلب لم يدخل حيّز التنفيذ على الإطلاق. في الوقت الراهن، تهدد روسيا باستخدام حق الفيتو ضد مشروع قرار فرنسي بشأن استخدام القنابل البرميلية، يخوّل الأمم المتحدة إجراء مُراقبة دقيقة، ويُهدد بفرض عقوبات حال استمرار الهجمات.

 

ويصبح مثل هذا التعنُت أكثر صعوبة من الناحية السياسية، في الوقت الذي تحلّق فيه الطائرات الروسية جنباً إلى جنب مع الطائرات المروحية والطائرات النفاثة التابعة للأسد أثناء قيامها بإلقاء القنابل البرميلية ومُهاجمة المدنيين. ساند بوتين الأسد لوقت طويل عن طريق إرسال الأسلحة إليه واستخدام حق الفيتو ضد قرارات مجلس الأمن الحاسمة. إلا أن إرسال القاذفات –والآن، إرسال قوات يُفترض أنها “تطوعية”-  للقتال ضد أعداء الأسد، يصل بالدفاع عنه إلى مستوى جديد تماماً. ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة الآن هو أن الطائرات الروسية نفسها بدأت في قتل المدنيين السوريين.

 

وعلاوة على ذلك، الروس، الذين يشاركون في جرائم الحرب السورية، قد يتعرضون هم أنفسهم للمُساءلة الجنائية. رغم أن روسيا منعت الوصول إلى المحكمة الجنائية الدولية، ما زال هناك المحاكم الوطنية. وليس من المُستبعد أن تنشئ إحدى الهيئات الدولية محكمة للالتفاف على حق الفيتو الروسي في مجلس الأمن.

 

ومع قياس نجاح التدخل الروسي الآن عن طريق قدرته على دعم الحكومة السورية، لدى بوتين سبب عملي للغاية لوقف هذه الهجمات على المدنيين: الكراهية التي تنجم عن هذه الهجمات هي أفضل أداة تجنيد بالنسبة للمُتمردين. الحد من الخطر الذي يُمثله المُتطرفون الإسلاميون على روسيا هو سبب ظاهري آخر للتدخل الروسي في سوريا. ولكن إذا اعتُبرت روسيا داعمة للفظائع المُرتكبة بحق المدنيين، قد تتحول الكراهية الحالية المُوجهة ضد الأسد صوب روسيا في وقت قريب.

 

وبالإضافة إلى هذا، يُمثل القصف العشوائي عاملاً رئيسياً من عوامل فرار اللاجئين السوريين. في الحروب التي تدور وفق اتفاقيات جنيف، يُطلق المُقاتلون النار على المقاتلين، في حين يستطيع المدنيون الحصول على قدر من الأمان بعيداً عن خطوط المواجهة. إلا أن الكثير من السوريين لا يستطيعون العثور على مكان آمن في بلدهم جراء قصف الأسد المدن والبلدات في عُمق المناطق التي تسيطر عليها المُعارضة. الفرار خيارهم الوحيد هرباً من مواجهة قطع الرأس علناً ومن التشدد الذي تفرضه الدولة الإسلامية قسراً، أو المُخاطرة بتعرضهم للتعذيب والإعدام في سجون الأسد.

 

ربما يأمل بوتين أن يؤدي تدفق لاجئين جُدد إلى انقسام الاتحاد الأوروبي، وتحويل الانتباه عن مُمارسات روسيا في أوكرانيا. وفي الوقت الذي قد يقبل فيه الأسد رئاسة شعب يتناقص عدد سكانه بسرعة، فإن الهجرة الجماعية لملايين السوريين – من بينهم الكثير من المواطنين الأكثر تعليماً- قد يؤدي إلى إعاقة الدولة لجيل أو أكثر. وبمجرد فرار اللاجئين من مثل تلك النزاعات طويلة الأمد، لا يعودون عادة إلا بعد فترة تُقدر بـ 17 عاماً، بحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين. يُهدد هذا بتقويض أُسس الدولة السورية، التي تتفق كل من روسيا والغرب بشأن أهمية بقائها لتحاشي المزيد من الفوضى القائمة. لا يرغب أحد في تكرار الكارثة التي وقعت في أعقاب قيام جورج بوش بتدمير هياكل الدولة العراقية. وبالفعل، فالخوف من أن يؤدي رحيل الأسد على نحو مُفاجئ إلى توجيه ضربة نفسية قاصمة للدولة السورية هو أحد الأسباب التي تدفع روسيا إلى التمسك به.

 

سيؤثر تدفق اللاجئين كذلك على قدرة سوريا على إعادة بناء اقتصاد قابل للنمو عندما تضع الحرب أوزارها في نهاية المطاف. ولأن روسيا ستكون مسؤولة عن دعم ذلك الاقتصاد أكثر من أي وقت مضى، قد يكون إنهاء الهجمات ضد المدنيين، التي تدفعهم إلى الفرار، هو السبيل الوحيد أمام موسكو لتتجنب تركها وحدها في تحمل أعباء ثقيلة للغاية. من الصعب على روسيا تحمل عبء الاقتصاد السوري المُنهار نهائياً، وهي التي تعاني بالفعل جراء عقوبات ذات صلة بأوكرانيا، وانخفاض أسعار النفط، والتكاليف العسكرية الراهنة التي يخشى الكثير من الروس أن تتحول إلى مُستنقع جديد أشبه بمُستنقع أفغانستان.

 

لذلك، أجل، هناك كل الأسباب التي تدعو للخوف من وقوع الأسوأ جراء الدعم العسكري الذي يقدمه بوتين لحاكم متوحش مثل الأسد. وبعيداً عن الدعاية، حتى بوتين لا يمكنه الإفلات من الحقيقة. على الحكومات الغربية التي تتعامل معه أن الضغط عليه حتى يُدرك أن من مصلحته –ومن مصلحة الشعب السوري على حد سواء- وقف الهجمات العشوائية على المدنيين. الآن، وقد جعل فلاديمير بوتين من نفسه مُنقذ بشار الأسد، فعليه الإصرار على أن الثمن هو إنهاء الحرب التي يشنها الأسد على المدنيين السوريين.

 

الفشل الأوروبي في سوريا ‏

خطار ابو دياب

بعد اتخاذ فلاديمير بوتين قراره في التحكم بالملف السوري، وإزاء الاندفاع القيصري المتجدد، تبدو الأجوبة الأوروبية عالية ‏النبرة سياسيا وعاجزة عمليا في غياب أي استراتيجية منسقة مع واشنطن. ‏

 

وصل الأمر بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للتحذير من “حرب شاملة” في سوريا في حال لم تتحرك أوروبا في مواجهة ‏الوضع في المنطقة” . وتابع هولاند: “إذا سمحنا بتفاقم المواجهات بين الشيعة والسنة، لا تظنوا أننا سنكون بمنأى عنها . ‏ستكون هناك حرب شاملة يمكن أن تطال أراضينا بالذات “. من جهته،اعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن ‏اسفه لأن ” روسيا لا تميز بين تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات المعارضة السورية المشروعة. وعليه فهي تساعد الاسد ‏وتزيد من تعقيد الوضع”. أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فقد أشارت إلى أنه “يتعين على أوروبا تهيئة سياسة خارجية ‏وتنموية أقوى لحل النزاعات ومكافحة أسباب اللجوء”. ووصفت ميركل أزمة اللجوء بأنها “اختبار ذو بعد تاريخي” لأنه لا ‏يمكن فصل أوروبا عن الأحداث العالمية .‏

 

في مواجهة الجوار الملتهب للقارة القديمة، لا يكفي توصيف هؤلاء القادة للواقع الخطر، لأن هناك من يدفع الاثمان نتيجة بطء ‏أوروبا في فهم عواقب الكوارث التي يشهدها الشرق الأوسط أو أفريقيا. ‏

 

ومما لا شك فيه يعتبر الفشل الأوروبي والغربي في حل النزاع السوري من المؤشرات على زمن الاضطراب الاستراتيجي ‏وتراجع باريس ولندن في المشرق بالقياس لدورهما في صياغة الحدود عند انهيار الإمبراطورية العثمانية. ‏

لقد فجرت الحرب السورية كل الحدود ، لدرجة أن أوروبا لن تستطيع عزل نفسها وحمايتها من النتائج المترتبة في ملفات ‏اللجوء والإرهاب واحتمال تغيير الخرائط والكيانات . لا ينفع تلاوة فعل الندامة حيال عدم قدرة كل الغرب على إيقاف الحرب ‏قبل تحولها الى حريق هائل، لأن الاندفاعة الروسية خلقت واقعا جديدا وتحديا اكبر لمصداقية واشنطن وما تبقى من هيبة ودور ‏لبعض أوروبا . ‏

 

سترتسم انطلاقا من المشرق ملامح توازنات عالمية جديدة ، وبقاء أوروبا خارج دائرة الفعل سيكون له ارتدادات سلبية آنية ‏ومستقبلية.‏

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى