أحداث الأحد، 10 أذار 2013
سقوط لواء الدفاع الجوي في دير الزور
عمان، لندن، نيويورك، فيينا – «الحياة»، ا ف ب
سقط لواء الدفاع الجوي في دير الزور في ايدي المعارضة وأعلن الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون انه يدعم اجراء محادثات حول احتمال تقديم شكوى ضد الرئيس السوري بشار الاسد امام محكمة الجنائيات الدولية.
وقال بان في مقابلة مع مجلة «بروفايل» النمسوية، نشرت مقاطع منها امس ان «الخروقات الهائلة لحقوق الانسان في سورية يمكن ان تُعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية». كما حذر الدول الغربية من مخاطر تسليم سلاح الى المعارضة السورية. وقال «في حال وصلت اسلحة الى اطراف النزاع، فان هذا الامر لن يساهم سوى في اطالة المواجهة وايقاع المزيد من الضحايا».
وسيطر مقاتلو المعارضة امس على مقر «اللواء 113 – دفاع جوي» قرب دير الزور بالقرب من الحدود مع العراق. في حين قصفت قوات النظام الاحياء المحاصرة في حمص، وسط البلاد، ما أشعل حريقاً ضخماً في مصفاة النفط قرب المدينة.
وافادت مصادر المعارضة مساء أمس ان «كتائب احفاد الرسول» سيطرت على «اللواء 113» اثر انسحاب قوات نظامية بعد حصار استمر لنحو شهر. ويتبع ويضم هذا اللواء يضم صواريخ.
واشار «المرصد السوري لحقوق الانسان» الى ان الضباط الموجودين في المركز «فروا، وبقي فيه عدد محدود من العناصر الذين اما قتلوا او اسروا». في حين قالت مصادر معارضة ان معظم الصواريخ استعمل في الفترة الاخيرة، باعتبار ان بعضها كان من نوع «كوبرا» مضاد للطائرات، خشية وقوعه في ايدي المعارضة. وبثت المعارضة صوراً على «يوتيوب» لمقاتلين يدخلون الى مقر «لواء 113»، ويحتفلون فوق مدرعات، وسط حرائق اصابت معدات ثقيلة.
وافادت المعارضة ان اشتباكات تجري بين «الجيش الحر» وقوات النظام في مطار الطبقة العسكري ومقر الفرقة 17. وتحدثت عن سقوط عدد كبير من الضحايا في قرية البوحميد قرب الرقة، نتيجة القصف الجاري منذ سيطرة المعارضة على المدينة.
وحذرت المعارضة امس المدنيين من استخدام مطار حلب الدولي، بعدما اعلنت الحكومة السورية قُرب تشغيله. وجاء في بيان عن غرفة العمليات في حلب أن مطار المدينة المدني ومطار النيرب العسكري «منطقتان عسكريتان مغلقتان يُمنع دخولهما من دون إذن خطي من القيادة».
وفي إدلب تحدثت المعارضة عن استهداف طائرة حربية في سماء ريف إدلب، مؤكدة أنها قصفت مواقع لقوات النظام في وادي الضيف قرب معرة النعمان ومعمل القرميد قرب أريحا. وأفادت أنها «المرة الأولى منذ فترة» التي تحلّق فيها ثلاث طائرات عسكرية، إثنتان منها نفاثتان إضافة إلى مروحية، لتقصف قرب جبل الزاوية، بعد استهداف المعارضة دبابتين للنظام هناك.
الى ذلك رحب الامين العام للامم المتحدة بالافراج عن 21 مراقباً دولياً كان مقاتلون من المعارضة احتجزوهم في قرية جملة المحاذية لخط وقف اطلاق النار في هضبة الجولان، ودعا جميع السوريين الى احترام «حرية التحرك» لقوة الامم المتحدة العاملة في الجولان (اندوف). كما ابدى «امتنانه حيال جميع من ساهموا في عملية الافراج في شكل آمن».
وكانت الحكومة الأردنية اكدت مساء أمس ان المراقبين الـ 21 وصلوا إلى داخل حدودها. وقال الناطق باسمها الوزير سميح المعايطة لـ «الحياة» إن «المراقبين الذين كانوا محتجزين في سورية عبروا الحدود الأردنية مساء اليوم (أمس)». ورفض المعايطة إعطاء مزيد من التفاصيل، لكنه أوضح أن «القوات المسلحة الأردنية تسلمت هؤلاء من جهة المعارضة السورية».
واعلنت وزارة الخارجية السورية انها «فوجئت» بنقل المراقبين الى الاردن بدلاً من تسليمهم الى قيادة القوة الدولية، وبعثت رسالتين الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن، جاء فيهما ان «حكومة الجمهورية العربية السورية ابدت تعاوناً كاملاً مع قيادة اندوف عبر وقف كامل لاطلاق النار من جانب واحد حرصاً على ضمان امن وسلامة عناصر القوات الدولية».
من جهة اخرى نقلت وكالة انباء «فارس» الايرانية عن رئيس هيئة الأركان بالقوات المسلحة حسن فيروزابادي أن موقف الجيش الإيراني هو الدفاع عن سورية، «ولن يكون لنا أي تواجد عسكري فيها اطلاقاً».
كوابيس عدم التزام العراقيين الحياد في سورية
بغداد – مشرق عباس
«أي تورط عراقي في النزاع السوري بمثابة كارثة، تكاليفه أكبر من قدرة العراق على الاحتمال، ونتائجه أكثر سوءاً من كل الكوابيس السيئة». يردد العراقيون تلك الجمل في شكل دائم، ربما يحفظونها عن ظهر قلب وهم الذين اختبروا الحرب الأهلية وعرفوا أن السلم الاجتماعي في بلادهم أكثر هشاشة من أناشيدهم الوطنية، ومع هذا فإن الاندفاع نحو المزيد من الانزلاق إلى المتاهة السورية يبدو أحياناً كقدر لا فكاك منه.
المواجهات التي حدثت في الأيام الماضية على الحدود العراقية – السورية، والتي بدأت في معبر «اليعربية – ربيعة» في الموصل، وامتدت إلى صحراء الأنبار، وتداخلت فيها عناوين «الجيش العراقي – مجموعات مسلحة عراقية، والجيش السوري – مجموعات مسلحة سورية»، تطرح المزيد من التأويلات حول تورط العراق في سورية، بكامل الإرادة أو مستدرجاً على يد أطراف الأزمة نفسها.
وبصرف النظر عن الملابسات التي أثيرت حول أحداث الموصل والأنبار، وما سبقها من اتهامات للحكومة العراقية بدعم نظام بشار الأسد، وتصريحات عراقية مقابلة تحذر من أن سقوط هذا النظام سيقود إلى حروب أهلية في المنطقة، فإن هناك ما يمكن وصفه بالاتفاق العراقي الداخلي السنّي – الشيعي – الكردي، على أن التورط المباشر في الأزمة السورية لمصلحة أي من أطراف النزاع ستكون ارتداداته الداخلية أكبر من نتائجه الفعلية على الصعيد السوري.
لم يكن الالتزام بهذا الاتفاق مثالياً على أية حال، فسنّة العراق لم يترددوا في إعلان تأييد الثورة السورية ومطالبة الحكومة العراقية بدعمها، والحكومة التي تقودها أحزاب شيعية لم تنجح في تكريس موقف محايد من الأحداث فبدت في كثير من الأحيان مؤيدة للنظام ضد الثوار، والأكراد اهتموا في شكل خاص بطبيعة الصراع بين الأحزاب الكردية السورية.
عدم الانضباط في التزام الحياد لم يكن قراراً ذاتياً للمكونات العراقية، فالمخاوف الداخلية، والشكوك المتبادلة حول المستقبل، وطبيعة الصراع الإقليمي، وتأثير نخب سياسية ودينية مرتبطة بطريقة أو بأخرى بأطراف الصراع لم يترك مساحة الخيارات مفتوحة للعراقيين، والوضع السوري يمتلك جاذبية كبيرة لفرض التدخل على الأطراف العراقية.
لكن الاشتباكات الأخيرة تطرح نظرية أخرى، مفادها أن استدراجاً يتم لتدخل عراقي مباشر بصرف النظر لمصلحة من وضد من.
المفارقة أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ليس وحده من يأمل بتورط الجيش العراقي في الصراع السوري عبر ضرب المسلحين السوريين على طول الشريط الحدودي بين البلدين وإغلاق منافذ دعمهم عبر الحدود، بل إن أطراف المعارضة السورية المسلحة لا تقل رغبة بتحقق هذا السيناريو الذي يوسع مساحة الصراع على امتداد العمقين، ويمنح السكان السنّة في العراق مسوغات إضافية لفتح الحدود.
العمق الاستراتيجي
التوزيع الديموغرافي للسكان يطرح بدوره معطيات إضافية، فانتشار السكان السنّة على الجانبين يغذي باستمرار نظرية العمق الاستراتيجي لسنّة سورية في العراق والعكس، كما أن طبيعة التقسيم القبلي والعائلي والقومي بين بلدات زاخو وسنجار وربيعة والقائم العراقية، والقامشلي والحسكة والرقة ودير الزور والميادين والبوكمال السورية يجعل التورط العراقي في سورية أكثر كلفة، فالحدود أكثر رخاوة مما هي على الخريطة.
والحدود الديموغرافية والجغرافية والتاريخية الرخوة كانت امتنعت عن الاستجابة للمتغيرات السياسية بين البلدين، فنظاما صدام حسين وحافظ الأسد فشلا في ضبطها طوال عقود، مثلما فشلت القوات الأميركية وحكومة بشار الأسد في ذلك قبل سنوات، وتواجه حكومة نوري المالكي الفشل نفسه.
وعلى رغم أن السياق التاريخي والضرورات الاقتصادية كانت تتطلب على الدوام تحقيق تكامل عبر الحدود باستثمار هذا التداخل السكاني، فإن الواقع السياسي سار باستمرار إلى تكريس المزيد من الفصل والحظر، فأنتج في الجانبين نمطاً اجتماعياً واقتصادياً عميق الجذور لم يمتهن فقط تهريب البضائع والأسلحة والمواشي ونشر المنافذ والطرق غير الرسمية الوعرة، بل إنه دفع السكان إلى تحويل التزاوج وتوسيع الروابط العائلية على الجانبين إلى آلية دفاعية أمام القطيعة السياسية.
لجأ صدام حسين وحافظ الأسد طوال فترة القطيعة إلى «شيطنة وتخوين» بعضهما «قومياً وبعثياً» ولم يتورطا أبداً بإضفاء أية سمة طائفية للصراع، لكن الطائفية تفرض نفسها اليوم في سورية والعراق والمنطقة، وتترجم المجموعات المسلحة على حدود البلدين تلك السمة بالحديث عن سكان سنّة يفصل بينهم جيش شيعي، وتلك الترجمة تبدو مريبة إلى حد بعيد.
ويعلق قائد رفيع في الجيش العراقي قائلاً: «لن تتورط القيادة السياسية ببغداد بدفع الجيش إلى الصراع مع الجيش السوري الحر داخل الحدود السورية، وحتى لو صدر مثل هذا القرار فسترفضه قيادات الجيش العراقي، فالاعتبارات العملية لساحة أي معركة محتملة تفرض نفسها بمثل هذه الحال، وقواتنا قد تجد نفسها محاطة بالنيران من كل جانب».
ويضيف: «تعرضنا إلى هجمات عندما كان الجيش الحر يخوض معارك مع الجيش السوري النظامي قبل أيام، ومن وجهة نظرنا كعسكر فإن استمرار المعارك وحال الكر والفر الحالية يضاعف احتمال تصاعد الهجمات ضدنا، أما سيطرة أي من طرفي النزاع على الحدود في شكل كامل فإنه لا يقلقنا كثيراً، فعندها سيكون بمقدورنا التفاهم مع الطرف الآخر».
اتهام عراقي
تلك النظرة لا تتبناها القيادة السياسية في العراق والتي تعتقد أن سيطرة المقاتلين السوريين على الحدود ستعني تعرض الأمن العراقي إلى أخطار محدقة، وكرس تلك النظرية الاتهام العراقي لـ «متسللين من سورية» بمهاجمة قافلة للجيش العراقي كانت تضم حوالى 70 جندياً سورياً هربوا من معبر «ربيعة» في الموصل وحاولت القوات العراقية إعادتهم إلى بلدهم عبر معبر الوليد عندما هاجمتهم قوة مسلحة مخلفة حوالى 60 قتيلاً وجريحاً.
والتشديد العراقي على أن منفذي الهجوم هم «متسللون من سورية» وليسوا مسلحين من داخل العراق، وتحذير المسلحين السوريين من نقل معركتهم إلى داخل العراق، لم يقابله تأكيدات مماثلة من «الجيش السوري الحر» أو «جبهة النصرة» بتبني تلك العملية أو نفيها، ما يضفي المزيد من الغموض على ملابساتها، ويفتح الاحتمالات على مصراعيها حول أية احتكاكات مستقبلية.
النقطة التي تبدو أكثر غموضاً من سواها في العـــراق اليوم، هي أن الحكومة العراقية وكذلك الأطراف والقـــوى السنّية والكردية المتاخمة لسورية لم تسع إلى إبرام اتفاق لإغلاق الحدود أمام أية مساعدات عسكرية أو لوجيستية تمرر إلى النظام الســـوري أو معارضيه، وهو ما تتطلبه سياسة الحياد العراقية في هذه المرحلة الحساسة. ولا يفتح هذا الغــموض أبواب الاتهامات بتقديم الدعم إلى الأطراف السورية فقط، بل إنه يشير إلى اتفاق ضمني بعدم رغبة الأطراف العراقية نفسها الالتزام بمبدأ الحياد.
والمحصلة أن أحداً لا يستدرج العراقيين إلى الفخ السوري، فهم يسيرون إليه بإرادة كاملة، يستثمرون فيه، ويشاركون في تشكيل نتائجه، وبعبارة أخرى، فإن العراقيين يهربون من أزماتهم الداخلية الطاحنة إلى سورية، فيقرأون الحسم في سورية باعتباره حسماً في العراق، وعلى أساسه يحاولون تقدير إمكانات تعايشهم المستقبلي أو يندفعون إلى دعوات إعادة إنتاج الخرائط .
مناع: الجامعة العربية ليست في عمق الوضع السوري
موسكو – روسيا اليوم
اكد عضو هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي السورية المعارضة هيثم مناع لقناة “روسيا اليوم” ان “هناك توحل واضح في السياسة الاميركية فيما يتعلق بالحل التفاوضي”، مشيراً الى ان “الجامعة العربية ليست في عمق الوضع السوري”. وموضحاً أنه ” يجب على الاطراف الاقليمية ان تفهم ان الحل التفاوضي ووقف العنف ضرورة للجميع وليس للسوريين وحدهم“.
كومان لـ «الحياة»: تجميد عضوية سورية حتى انتهاء الأزمة
جدة – يزيد السحلي
كشف الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد كومان عن أجندة الدورة 30 لمجلس وزراء الداخلية العرب التي ستنعقد الثلثاء المقبل في الرياض، إذ ستناقش مواضيع تتعلق بجوانب الأمن العربي المشترك، إضافة إلى وجود أكثر من 30 بنداً مطروحاً على جدول أعمال المجلس. وأكد في حوار مع «الحياة» استمرار تجميد عضوية سورية بصورة موقتة وفق القرار الصادر عن مجلس الجامعة في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2011. ولفت إلى خسارة مجلس وزراء الداخلية العرب للأمير نايف بن عبدالعزيز (رحمه الله) الذي يعتبر «شخصية عظيمة بحجم أمة، قبل أن يكون رجل الأمن الأول، ليس على مستوى السعودية فحسب، بل على مستوى العالم العربي ككل».
وفي ما يأتي نص الحوار:
> ما أبرز المواضيع التي ستتم مناقشتها في الدورة المقبلة؟
– تقرير الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب عن أعمال الأمانة العامة بين دورتي المجلس 29 و30، وتقرير الأمير نايف بن عبدالعزيز (رحمه الله) لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عن أعمال الجامعة بين دورتي المجلس 29 و30، إلى جانب التقارير السنوية في شأن تنفيذ الخطط المرحلية في مجال التوعية الأمنية، ومكافحة الإرهاب، ومكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، والحماية المدنية، كما سيتم خلال هذه الدورة النظر في اعتماد التوصيات الصادرة عن المؤتمرات والاجتماعات الأمنية التخصصية التي نظمتها الأمانة العامة خلال عام 2012، إضافة إلى النظر في تقارير أعمال وتوصيات الاجتماعات المشتركة مع جامعة الدول العربية التي انعقدت خلال عام 2012، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب، وجرائم الاتجار بالبشر، والقرصنة البحرية، والمخدرات والمؤثرات العقلية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وهناك بنود تتعلق بإنشاء مكتب عربي لمكافحة الجريمة المنظمة، وتشكيل لجنة أمنية عربية عليا، ومشروع اتفاق أمني بين الدول العربية، ومشروع الاستراتيجية العربية للأمن الفكري، وهناك أيضاً موضوع يتعلق بدعم وزارة الداخلية الفلسطينية، إضافة إلى مواضيع إدارية ومالية مختلفة.
> الأمير نايف بن عبدالعزيز (رحمه الله) هو من أسس المجلس، وهذه أول دورة تفتقدونه فيها، فما هو حجم الخسارة برأيكم؟
– لا شك أننا في مجلس وزراء الداخلية العرب خسرنا شخصية عظيمة هي بحجم أمة قبل أن يكون رجل الأمن الأول، ليس على مستوى السعودية فحسب، بل على مستوى العالم العربي ككل، إذ كانت إسهاماته جلية في دعم مسيرة الأمن العربي المشترك وجهوده في تأسيس هذا المجلس وتطوير أمانته العامة ومكاتبها المتخصصة واضحة للعيان، لا يستطيع أحد إنكارها أو التقليل من شأنها، وسيظل هذا الإسهام عنوان شرف وافتخار لنا جميعاً، يجعلنا نشد من سواعدنا، ونبذل أقصى جهودنا، كي نواصل ما بدأه، وننجز ما أراده في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار لأوطاننا ومجتمعاتنا العربية على حد سواء.
وعزاؤنا أن روح المحبة والتوافق والإخاء التي بثها في المجلس تجذرت في مداولات أصحاب السمو ووزراء الداخلية العرب، وباتت تكتنف كل اللقاءات التي تعقد في نطاق أمانتهم العامة، وأن دعم التعاون الأمني العربي الذي كان يحرص عليه رحمه الله سيظل من أولويات وزارة الداخلية في السعودية بفضل تسلم المسؤولية من جانب رجل كفء تربى على يد الأمير الراحل، ونهل من معينه الصافي، ما يضمن استمرار السياسة الأمنية الرشيدة التي تنتهجها السعودية، ودوام النجاعة التي تتصدى بها للإجرام، وتواصل العناية التي توليها للعمل الأمني العربي المشترك.
> هل المجلس الوطني السوري سيكون من ضمن الحضور أم الجانب السوري للمجلس مجمد حتى تنتهي الأزمة السورية؟
– تعلمون أن مجلس وزراء الداخلية العرب هو إحدى منظمات العمل العربي المشترك التابعة لجامعة الدول العربية، ولذلك فإن أي قرارات صادرة عن مجلس الجامعة لا بد أن تلتزم كل المنظمات العربية المتخصصة بتنفيذها، وهو ما ينطبق على وضع عضوية سورية في المجلس الذي جاء بناء على قرار تجميد العضوية بصورة موقتة، الصادر عن مجلس الجامعة في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2011، وما نتمناه هو انتهاء هذه الأزمة العاصفة بالشقيقة سورية وشعبها ومقدراتها في أقرب وقت ممكن، ليعود الأمن والأمان إلى أهلها وشعبها، ناهيك عن عودتها إلى المشاركة بصورة فاعلة في منظمات العمل العربي المشترك كافة، ومنها مجلس وزراء الداخلية العرب.
> لا يزال الكثير من الدول العربية تعاني من الإرهاب، ما الاستراتيجية التي تتخذونها حيال هذا الأمر، إضافة إلى جرائم المخدرات وغسل الأموال والأمن الفكري؟
– تعد قضايا الإرهاب وغسل الأموال من القضايا المحورية التي يوليها مجلس وزراء الداخلية العرب اهتمامه الكبير والمستمر، لما لها من آثار وخيمة على الأمن والاستقرار في مجتمعاتنا العربية، ففي مجال الاتفاقات والاستراتيجيات والخطط المرحلية، توصل المجلس إلى جملة من الإنجازات في هذا المجال، منها: مدونة قواعد سلوك الأعضاء في مجلس وزراء الداخلية العرب لمكافحة الإرهاب التي تم إقرارها في 1996، والاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب وخططها المرحلية، إذ تم اعتماد هذه الاستراتيجية عام 1997، وتضمنت جملة من المنطلقات والمقومات والأهداف التي ترمي إلى تنسيق جهود مكافحة الإرهاب في الدول العربية، وتعزيز التعاون مع الأسرة الدولية في هذا المجال، بحيث يقوم المكتب العربي للشرطة الجنائية التابع للأمانة العامة بمتابعة تنفيذ الدول العربية لهذه الاستراتيجية وإعداد تقرير سنوي في هذا الشأن، يعرض على المجلس في دورته العادية، وهناك خطط مرحلية تقر كل ثلاثة أعوام لتنفيذها، ووصلنا حالياً إلى الخطة المرحلية الخامسة التي تم اعتمادها في عام 2010 التي حددت أهدافها بصورة أساسية في تحديث أساليب الأجهزة الأمنية المكلفة بمكافحة الإرهاب، وتعميق الوعي لدى المواطنين وهيئات المجتمع المدني للمشاركة الفعالة في الجهود المبذولة للوقاية من الإرهاب بأساليب عصرية ومهارات عالية … وبالنسبة إلى جرائم غسل الأموال فتم اعتماد الاتفاق العربي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب (كانون الأول / ديسمبر عام 2010 في القاهرة). أما في ما يتعلق بمسألة الأمن الفكري، فقد لاقى هذا الموضوع اهتمام مجلس وزراء الداخلية العرب الذي شكل لجنة من الدول الأعضاء لدرس مشروع استراتيجية عربية للأمن الفكري في ضوء ردود ومرئيات الدول الأعضاء، بناءً على المقترح المقدم من السعودية، لما للأمن الفكري من أهمية في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها مجتمعاتنا العربية، المتمثل في ظهور التيارات الفكرية المنحرفة والمتعصبة والمتطرفة، سواء كانت منطلقاتها دينية أم غير دينية.
الافراج عن جنود “اندوف” الـ21
ودمشق “فوجئت” بنقلهم الى الأردن
مرت مسألة احتجاز 21 مراقبا دوليا تابعين لقوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان “اندوف” ، على خير بعدم
افرجت المجموعة السورية المعارضة عنهم امس وتأكد وصولهم الى الاردن.
وقالت سفيرة الفيليبين في عمان اوليفيا بالال ان “المراقبين الفيليبينيين الذين يعملون في اطار قوات الامم المتحدة في الجولان والذين كانوا احتجزوا في سوريا، وصلوا الى الاردن “. واضافت ان “مراقبي الامم المتحدة وصلوا الى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية في عمان مساء اليوم (امس)”، مشيرة الى “انهم جميعا بخير وصحة جيدة”.واوضحت ان “التنسيق يجري حاليا مع الامم المتحدة للتعامل مع هذا الموضوع“.
ورحب الامين العام للامم المتحدة بان – كي مون بالافراج عن المراقبين ودعا جميع السوريين الى احترام “حرية التحرك” لدى طواقم الامم المتحدة. وابدى “امتنانه لجميع من ساهموا في عملية الافراج في شكل آمن”. وشدد على “حياد القبعات الزرق التابعين للامم المتحدة”، داعيا “جميع الاطراف الى احترام حرية تحرك قوة فض الاشتباك في الجولان وامن طواقمها، والى ضمان أمن المدنيين واحترامه“.
في دمشق، اعلنت وزارة الخارجية السورية انها “فوجئت” بنقل المراقبين الى الاردن بدلا من تسليمهم الى قيادة القوة الدولية، في رسالتين بعثت بهما الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن.
وقالت ان “حكومة الجمهورية العربية السورية ابدت تعاونا كاملا مع قيادة الاندوف عبر وقف كامل للنار من جانب واحد حرصا على ضمان امن وسلامة عناصر القوات الدولية”. واضافت انها “فوجئت بابلاغها بقيام المسلحين بنقل العناصر المحتجزين الى الاردن بدلا من اطلاقهم من دون قيد او شرط وتسليمهم الى قيادة القوة، الامر الذي من شأنه تشجيع المجموعات الارهابية المسلحة على تكرار هذا النوع من الحوادث“.
المعارضة تسيطر على مقر لواء في دير الزور وحمص تحت وطأة القصف الجوي
(و ص ف، ي ب أ، أ ش أ، ي ب أ)
عبر امس 21 من جنود قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك “اندوف” الذين احتجزهم مقاتلون من المعارضة السورية لمدة ثلاثة ايام في قرية في جنوب سوريا، الحدود الى الأردن.
أكد وزير الاعلام والاتصال وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية سميح المعايطة النبأ. وقال ان “مراقبي الامم المتحدة دخلوا الآن الى الاراضي الاردنية“.
وقالت سفيرة الفيليبين في عمان اوليفيا بالالا ان “المراقبين الفيليبينيين الذين يعملون في اطار قوات الامم المتحدة في الجولان والذين كانوا احتجزوا في سوريا، وصلوا الى الاردن “.
ونقل “لواء شهداء اليرموك” الجنود الفيليبينيين إلى الحدود على مسافة نحو 10 كيلومترات جنوب قرية جملة حيث كانوا موجودين منذ احتجازهم يوم الاربعاء.
وقال أبو محمود من “لواء شهداء اليرموك” الذي احتجز جنود القوة الدولية: “جميعهم موجودون الآن على الجانب الأردني من الحدود وهم في صحة جيدة”. واضاف انه عبر مع الجنود الى الأردن.
وفي دمشق اكد مختار لماني الذي يرأس مكتب الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي عبور الجنود إلى الاردن.
وفي البداية فوجئت الحكومة الاردنية في ما يبدو بوصول الجنود الدوليين اذ يعتقد بأنهم سيعادون بواسطة قافلة تابعة للامم المتحدة إلى دمشق.
وقال ناشط معارض ان القافلة تعطلت في وقت سابق في قرية شمال جملة.
وبعد احتجازهم وصفهم المعارضون المسلحون بأنهم “ضيوف”، وقالوا انهم سيفرجون عنهم بمجرد انسحاب القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد من محيط قرية جملة ووقف قصفها.
واتفق على وقف قصير لاطلاق النار صباح امس للسماح بعودة المخطوفين. وعلى رغم انتهاء مهلة الساعتين التي اتفق عليها قبل عودتهم، استمر الهدوء بما يكفي لاخراج المعارضة المسلحة هؤلاء الجنود واصطحابهم جنوبا نحو الاردن.
وقال الامين العام المساعد للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام ارفيه لادسو ان محاولة لانقاذ الجنود المحتجزين تعطلت بسبب القصف العنيف وتوقفت بعد حلول الظلام. واضاف بعد اطلاع مجلس الامن على الوضع ان قرية الجملة تتعرض لقصف عنيف من القوات المسلحة السورية.
لكن السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري اكد ان الجيش يستهدف مناطق خارج جملة قال انها مواقع تمركز للمعارضة المسلحة ولا يستهدف القرية نفسها. واضاف ان سوريا تعرف ما تفعله وتعرف مكان قوات حفظ السلام.
الوضع الميداني
ميدانياً، سيطر مقاتلون معارضون على مقر لواء للقوات النظامية في دير الزور، شرق سوريا، في حين قصفت هذه القوات الاحياء المحاصرة في مدينة حمص، وسط البلاد، مستخدمة الطيران.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان: “سيطر مقاتلون من كتائب مقاتلة على اللواء 113 عند اطراف مدينة دير الزور إثر انسحاب القوات النظامية من داخلها”، بعد حصار “استمر منذ ما يقارب الشهر” واشتباكات ادت الى سقوط عشرات المقاتلين.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان مقر اللواء الواقع الى الشمال من مدينة دير الزور “كبير ويضم صواريخ ووسائط دفاع جوي”. واشار الى ان الضباط الموجودين فيه “فروا، وبقي فيه عدد غير كبير من العناصر الذين اما قتلوا او اسروا”، من دون ان يحدد عدد هؤلاء.
واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع “يوتيوب”، مقاتلين معارضين يدوسون صورتين صغيرتين للرئيس السوري في مقر قالوا انه لـ”اللواء 113 صواريخ“.
ويظهر التسجيل ست شاحنات عسكرية محترقة ومدمرة في شكل شبه كامل.
ولا تزال غالبية احياء مدينة دير الزور تحت سيطرة القوات النظامية، في حين يسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق واسعة في ريف هذه المحافظة الواقعة على الحدود العراقية.
وفي المنطقة الواقعة بين دير الزور ومحافظة الرقة، قتل سبعة اشخاص على الاقل بينهم ثلاث نساء من”جراء قصف بالطيران الحربي تعرضت له منطقة جزرة ابو حميد“.
كما نفذ الطيران الحربي غارة جوية على مدينة الرقة التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون في شكل كامل الاربعاء.
في محافظة حمص، افاد المرصد عن “سقوط عشرات الجرحى إثر قصف بالطيران الحربي تعرض له حي الخالدية“.
في دمشق، يتعرض حي جوبر، شرق العاصمة، للقصف من القوات النظامية، في حين تدور اشتباكات في حي الحجر الاسود.
وفي محيط العاصمة، افاد المرصد ان الطيران الحربي اغار على بلدتي كفربطنا والمليحة، وادى القصف والاشتباكات في مدينة دوما الى مقتل عشرة اشخاص بينهم ثلاثة اولاد ومقاتلون معارضون.
وفي محافظة ادلب، قال المرصد ان ثلاثة اولاد من عائلة واحدة قتلوا من جراء قصف الطيران الحربي على قرية دير سيتا في ريف المحافظة.
اكراد سوريا: دولة فيديرالية تتخطى حرب المكوّنات الطائفية
وخشية من أن تفجّر المعارك الحالية صراعاً بين أطراف المعارضة
باريس – سمير تويني
يدعو الأكراد السوريون الى انشاء دولة فيديرالية، ويقول الأمين العام للحزب الديموقراطي الكردي في سوريا عبد الحكيم بشار “ان الدولة المركزية فشلت في سوريا، وأن الدولة الفيديرالية يمكنها تخطي الحرب الباردة بين المكونات الدينية والاتنية المختلفة”. وحذر من انه بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد “ستشهد سوريا ربما نزاعاً مسلحاً بين الطوائف الدينية والمجموعات الاتنية وستحتاج الى قوات دولية للفصل بين المقاتلين واحتواء الوضع، (لذا) يجب ان تتفق المعارضة على برنامج يحمي حقوق الأقليات إذا اردنا تجنب هذا السيناريو“.
بشار مناضل كردي ناشط في الحزب الديموقراطي الكردي السوري المقرب من الحزب الديموقراطي الكردي رئيس مسعود البارزاني الذي يرأس حكومة إقليم كردستان العراق، والذي تحت لوائه الفت الأحزاب الكردية داخل سوريا في تشرين الأول ٢٠١١ “المجلس الوطني الكردي” كأحد افرقاء المعارضة السورية. غير ان المجلس ليس عضوا في “الائتلاف الوطني السوري” الذي تألف في ١١ تشرين الثاني ٢٠١٢ في الدوحة. وقد حجز له مكان نائب رئيس داخل الائتلاف لا يرغب حتى الآن في احتلاله لانه يعتبر ان مطالبه لم تؤخذ في الاعتبار. كما ان المجلس الوطني الكردي يجب ان يأخذ في الاعتبار سياسة الحكم الذاتي التي ينادي بها حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي المنبثق من “حزب العمال الكردستاني” المسلح الذي يطالب بحقوق الأكراد في تركيا والذي يستخدم سوريا كقاعدة خلفية لنضاله.
وقد شارك بشار في ندوة عقدت آخر الأسبوع الماضي في المعهد الكردي في باريس شارك في تنظيمها مركز دراسات في جامعة كولومبيا وحضرها عدد من الخبراء الأميركيين المقربين من الإدارة الاميركية وسفيري الولايات المتحدة روبرت فورد وفرنسا اريك شوفالييه في سوريا وهدفها التعرف بشكل افضل الى مطالب الأقليات في سوريا. وستنظم لاحقا ندوات أخرى مع مسؤولين آخرين عن الأقليات داخل سوريا.
واعتبر بشار خلال ندوة صحافية عقدها في مركز الصحافة الأجنبية في باريس بدعوة من نادي الصحافة العربية “ان ما يجري في سوريا ثورة ضد ديكتاتورية بربرية فقدت كل أشكال الشرعية الديموقراطية ودخلت في قمع بربري ضد شعبها”. واضاف: “لم يكن الكفاح المسلح الذي تقوم به المعارضة السورية خيار سياسي بل ردة فعل على بربرية النظام“.
ويلاحظ متأسفاً “ان الكفاح المسلح اتخذ طابعا دينيا واتنيا، فمن جهة هناك المسلمون السنّة المعارضون، ومن جهة أخرى العلويون الذين يدافعون عن النظام”. وقال: “اليوم نحن أمام معضلة معقدة، فقد يشكل انتصار النظام نهاية للمطالب الديموقراطية المحقة، في حين أن انتصار المعارضة سيؤدي الى نظام ديموقراطي، ونخشى تثبيت ديكتاتورية من لون آخر. لذلك نحن في حاجة الى اتفاق سياسي يضع حداً للحرب، لكن احتمال التوصل الى اتفاق كهذا في الوقت الراهن غير ناضج“.
ويؤكد ان المجلس جزء من المعارضة “وان بشار الأسد جزء من المشكلة وليس من الحل، وان اي حوار يجب ان يؤدي الى تنحيه، ولكن يجب علينا ان نفهم ان بشار سيرفض حتى النهاية المطالبة بإسقاطه وإحالته على المحكمة الدولية، لان بإمكانه التراجع الى منطقته العلوية وتقسيم سوريا منطقتين“.
ويقول: “إذا استمر الوضع على ما هو سنشهد استمراراً للمعارك بين العلويين والسنة وصراعاً داخل المعارضة المعتدلة والمتطرفين الراديكاليين”. ويضيف: “بدأنا نشاهد في المناطق التي هي تحت سيطرتهم شوائب عدة. ان مقاتلي جبهة النصرة مقاتلون رهيبون والـ ٥٠٠٠ الى ٨٠٠٠ مقاتل والعديد منهم من خارج سوريا، لا يخشون الموت لأنهم مناضلون يبحثون عن الشهادة“.
ويحذر المعارضة من “أسوأ السيناريوات” ويدعوها الى إعادة النظر في مواقفها، ويلاحظ أنها منذ البداية “أخطأت إذ انها استنسخت نظام الأسد الذي راهن ولعب على مكونات شعبه، ولم تحاول ان تجمعهم في مشروع جامع يطمئنهم وتصرفت كحزب البعث الذي كان يدّعي انه يمتلك الحقيقة ويجب الموافقة على طروحاته”. ويوضح ان: “النتيجة هي ان العلويين والمسيحيين والدروز لا يزالون يدعمون النظام أو يقفون جانبا أو أنهم صامتون على رغم المجازر التي تشهدها سوريا، وموقفهم غير واضح بالنسبة الى الثورة لأنهم يخشون الاضطهاد بعد سقوط نظام الأسد، ولم تتمكن المعارضة من طمأنتهم”. ويلاحظ: “في الماضي كان هناك علويون معارضون من الحزب الشيوعي وداخل منظمات تقدمية. اما اليوم فإنهم جميعا الى جانب النظام لأنهم يخشون ما بعد سقوط الأسد“.
اما بالنسبة الى الأكراد “فقدمنا طموحاتنا بتشكيلنا المجلس الوطني الكردي. إننا نطالب بدولة لامركزية ودستور علماني وبالمساواة بين المرأة والرجل والاعتراف بحرية المعتنق لجميع الطوائف، وبفصل الدولة عن الدين، ونرفض المشاركة في دولة تعتبر الشريعة الإسلامية مصدر الحكم حيث تحرم المرأة حقوقها، ونطالب بالاعتراف لنا كأكراد في الدستور بهوية الشعب الكردي وإلغاء اي شكل من أشكال التمييز”. ويؤكد “ان الديموقراطية ممكنة في سوريا إذا احترمنا الأقليات لأنهم يمثلون ٤٥ في المئة من الشعب السوري. ولا يمكن العودة الى نظام مركزي نتيجته حتما حرب طائفية ستؤدي بدورها الى حرب إقليمية لان الرهانات ستتخطى الحدود”. ورأى انه “لسوء الحظ ان المجتمع الدولي والدول التي تشكل مجموعة أصدقاء الشعب السوري لا تعير الاهتمام الكافي لموضوع الأقليات داخل سوريا فيما الدولة الفيديرالية هي الحل اليوم“.
وأكد “ان مفتاح الحل اليوم هو طمأنة الأقليات وتقديم الضمانات الكافية لمستقبلهم والاستجابة لمخاوفهم وإقناعهم بأن سقوط النظام لمصلحتهم“.
وشرح: “لقد قدمت خلال مؤتمر الدوحة الأولويات، أولا: كيفية الوصول الى إسقاط النظام، ثانيا: ما هي البدائل الديمقراطية، ثالثا: كيف يمكن ضمان حقوق جميع مكونات الشعب السوري”. ولفت الى ان “الآخرين كانوا مهتمين بالبند الأول اي كيفية إسقاط النظام، ويمكن القول إننا متفقون على بندين هما إسقاط النظام والحق في المواطنة“.
وخلص الى ان “في ظل إمكان مفاوضات أميركية – روسية لحل الازمة السورية، ان روسيا تمتلك من بين اللاعبين الدوليين أوراقاً ضاغطة داخل سوريا. وأفهمت الاخرين أنها لن تتخلى عن سوريا حيث لديها العديد من الرهانات السياسية والديبلوماسية والاستراتيجية. كما أنها تريد المحافظة على اسرار تتعلق بأسلحة قدمتها الى سوريا وبالتعاون العسكري بين البلدين، وفي السياق يجب الاعتراف بدورها البارز“.
رغدة تتهم الجيش السوري الحر بخطف والدها ومساومتها على حياته
مي ألياس
إتهمت الفنانة السورية رغدة ما يعرف بـ “الجيش السوري الحر” بخطف والدها وإستغلاله لمساومتها لتغيير مواقفها السياسية وقالت في تصريحات خاصة لإيلاف بأنهم طلبوا منها فدية مالية.
بيروت: نشرت على صفحة ما يعرف بالجيش السوري الحر صورة لوالد الفنانة السورية رغدة المعروفة بموقفها المؤيد للجيش السوري ونظام الرئيس بشار الأسد منذ بداية ما سمي بالثورة السورية، وقد لف حول رقبته علم الإنتداب الذي يتخذه الجيش السوري الحر علماً بديلاً.
وكتبوا تحت الصورة:
تنفرد صفحة جيش الله السوري الحر بهذا الخبر
هذه الصورة لوالد الشبيحة الممثلة “رغدة” التي باعت البلد ومسقط رأسها “حريتان” بريف حلب وهي مهد ومنطلق الثورة في الشمال السوري، وقد إستنكر الحاج محمود كلام إبنته وإتهامها للثورة السورية بالعمالة الخارجية، وها هو يرفع العلم السوري الحر عالياً، ويقول سابقاً كنت أحب إبنتي رغدة ولكن اليوم أعشق الوطن وسوريا الحرة، وأدعي الله عز وجل أن يمد بعمري لأرى يوم النصر ويوم سقوط النظام.
وعلقت رغدة في تصريحات خاصة بإيلاف على الصورة وما كتب تحتها بالقول: ” والدي من مواليد 1923 وهو مريض ويعاني من ضعف شديد في الذاكرة منذ أكثر من أحد عشر عاماً، لذلك إكتفوا بنشر صورة له ولم ينشروا فيديو، لأنه إستحالة أن يكون قد قال ما قولوه إياه، أبي تم خطفه ويقومون بمساومتي عليه لتغيير موقفي … كما طلبوا مني فدية ورفضت أن أدفع … لأنني أرفض أن أخضع للإبتزاز يريدون قتله فليقتلوه على الأقل سيرتاح منهم ويكون شاهداً جديداً على إجرامهم“.
وكشفت رغدة بأنها تتلقى تهديدات بالقتل بشكل مستمر، ولكنها لم ولن تتخلى عن موقفها وهو ليس موقف تأييد لأشخاص بقدر ما هو موقف ضد قوى الظلام المتطرفة التي تختبيء تحت ستار الثورة، لم يصدقني أحد في البداية، واليوم تتكشف الأمور، ويعرف الناس أنني كنت على حق، ويظهر قبح وجه من إدعوا أنهم يقومون بثورة من أجل الديموقراطية، وثبت بالدليل القاطع أنهم مجرد قتلة ومرتزقة.
وأضافت رغدة بغضب سبق وأرسلوا لي فيديو لصديق من أعز أصدقائي يتم تقطيع أوصاله بينما هم يكبرون لقتله، هل هذا هو إسلامهم هل هذه هي ثورتهم؟
وتضيف: ” يخطفون أبي ويستغلون شيخوخته دون أي وازع من ضمير… وأؤكد لم يكسرني شيء في السابق ولن يكسرني شيء، نعم أنا مع أي جيش أو حكومة عربية حتى لو كانت ديكتاتورية ضد التيار الوهابي.
وأكدت بأن أرادة الحياة أكبر من أي أرهاب تتعرض له، وأنها مقبلة على العمل بشكل أكبر مما سبق، وأنها إتفقت مع دار الأوبرا على تقديم أمسية كل أول شهر تقدم فيها مونودراما بعنوان “سوق النخاسة” من تأليفها تلقي الضوء من خلالها على ما يحدث في المنطقة العربية. كما أكدت بأنها ستبدأ تصوير دورها في مسلسل بعنوان “الشك” من إخراج حسام الشاذلي في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، كما أنها بصدد الإتفاق على فيلم سينمائي.
وكانت رغدة قد كتبت مجموعة تعليقات على صورة والدها عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك قالت فيها:
أذكر يوماً بعيداً أبتي
حين أقمت ثورة في ديار الجامعة
وعاهدتك ألا أعيد الكرة الا ان عاد الغزاة
وها انا لم أخلف وعدي
في موعد عاد فيه أحفاد الغزاة
دعني أبتاه أمتع عيني الخضراوتين بأواخرهم
علم ذلهم
يلتف حول عنقك الأبي
يا أبي
دعني أدق آخر مسمار في نعوشهم أيها العجوز الرائع
فلا حصاد لعهرهم الا قش المواسم
إنفروا
وانفردوا أبناء الزنى
بإختطاف أبي انشراحاً
فما عهدت فيكم
ولا هجوت الا انبطاحاً
أبي لايقدر على رفع أصبعه
فكيف يحرك علماً سفاحاً
لم يكن مسقط رأسي إلا في اللاذقية مسقط رأس أمي تميمة الصبية
أيها الأغبياء ..
حريتان لم تمثل يوما ولم تمتثل لأزهاري ..
إلا بغية ..
على ملح فقرائها شوكا برياً
*****
نعم مندسة أنا في طين بلادي العصية
على أوغاد وحلكم المارق بضلوع أبية
يكسر عهركم يا أوغاد البرية
صورة أعادت رغدة نشرها اليوم من مهرجان شاركت فيه لدعم الجيش السوري قبل عام تقريباً … وعلقت عليها:
هذه تحيتي لخاطفيك
أجددها وألبسها هذا الصباح
ثوبا جديدا
نسيجه نشيدي حماة الديار
عليكم سلام
… ومنكم سلام
أبت أن تذل النفوس الكرام
من يردد معي شوكا في حلوقهم
عاهرة سأكون إن خنت أقداماً
تقتل سمكم في سندس صبيا
أيها الأوغاد وإن كنتم من نبت صلبي
لن أريحكم ولن تطالوا من شموخي
وإن طلتم أعناق بنييّي
قامتي قد تعلوا بني أمية ..
وماوية
وزنوبيا
قبلهما علموا الدنيا كيف هي ملكة الكون سوريا
****
من باعك يا أبي في حلب ،، من من أبنائك باع شيخوختك .. من ؟
أيهم كان شايلوك ، بكم كان رطل لحمها ، ياولاد الخنازييييييييييييييييييييييير
والله لو خطفتم حتى أبنائي ماتزحزحت عن موقفي ياولاد الخنازير ، والله لولو ابني الوحيد رفع سلاحه ياأنجاس في وجه حماة الديار لقتلته بنفسي .. افضحو ا أنفسكم أكثر مافضحتم . . دعونا نرى مسوخ وجوهكم أيها الميتون ..
******
أما آخر ما كتبت هذا الصباح فكان:
صباح الخير أبتاه .. صباح جيشنا العربي السوري ، الطقس بارد ياعمري .. وحلب ،، طقسها غائم وغائم أكثر هذا الصباح ؟ التحف غطاء ذكرياتنا سويا ، أو تدثر بايماني بوطني سوريا .. أبتاه ..قل سبحانك ربي ماكان أعذب ماءك بردى ، لولا أرداه خاطفوك وخائنوك قتيلا ، قل سبحانك ربي تخرج الحي من الميت وتبعث الميت من الحي ومن أفضل منك نبتله تبتيلا .. ردد ورائي ياأبا المعتز : أبداً لن تكون ابنتي لفحشكم .. سلسبيلا
http://www.elaph.com/Web/Entertainment/2013/3/798451.html
سلفيون يطردون دريد لحّام من منطقة لبنانية شمالية أثناء تصوير مسلسل
قامت مجموعة سلفية بالاعتداء مجدداً على الفنان العربي السوري الممثل دريد لحام، وحاولت منعه والفريق المرافق له من تصوير مشاهد لعمل تلفزيوني في مركز العزم الثقافي في الميناء في مدينة طرابلس في شمال لبنان.
بيروت: عمد عدد من الشبان إلى منع الفنان دريد لحام من تصوير مشاهد لعمل تلفزيوني في المنطقة المذكورة كما ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
إلى ذلك، ذكرت قناة الجديد اللبنانية أن “أفراد المجموعة عادوا واعتدوا اليوم على الفريق العامل مع الفنان لحام في تصوير مسلسل “سنعود بعد قليل” في المنطقة، حيث كان لحّام يصور أحد مشاهد المسلسل“.
وأضافت القناة “إن المدعو علي قمبر، يرافقه عشرة شبان ملتحون، عرّفوا عن أنفسهم أنهم من السلفيين، حضروا إلى موقع التصوير، وهددوا لحام، بعدما أوقف التصوير، بعدم دخول المنطقة“.
وكان الفنان لحام والفريق الفني المرافق له في تصوير أحد المسلسلات تعرّض في منتصف شباط/فبراير الماضي في منطقة القلمون في شمال لبنان لمحاولة اعتداء من قبل مجموعة سلفية.
وبحسب وكالة الأناضول، فقد تجمهر المحتجون أمام المبنى ومنعوا الفريق التقني من متابعة أعماله، وانصرف لحام من الموقع نزولًا عند رغبة المعترضين على وجوده. ويرجع غضب أولئك اللبنانيين على لحّام إلى تأييده رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتتجه الدراما السورية أخيرًا إلى تصوير أعمالها في لبنان، نتيجة الأعمال العسكرية في سوريا، ويعمل المنتجون على استئجار الفيلات والقصور المنتشرة في المناطق اللبنانية، لا سيما في العاصمة بيروت والمناطق الجبلية الشبيهة بنظيرتها السورية.
تشكل هذه الظاهرة دفعًا للاقتصاد اللبناني، إذ تصل أسعار إيجار العقارات إلى عشرات آلاف الدولارات أسبوعيًا، إضافة إلى الاستعانة بطواقم عمل لبنانية للتصوير.
وقد انتشرت مع اندلاع الثورة السورية ما وصفتها تقارير بـ”قوائم عار” تضم الفنانين والإعلاميين المؤيدين للنظام السوري، فضلًا عن حملات المقاطعة لأعمالهم وبرامجهم كنوع من الضغط الشعبي.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/798389.html
جورج صبرا: حزب الله متورط عسكريًا في سوريا
بيروت: رفض رئيس “المجلس الوطني السوري” جورج صبرا مقولة وجود تطرّف إسلامي في سوريا، مؤكدًا أن جميع البنادق هي بنادق الثورة، ودعا اللبنانيين إلى النأي عن النفس ومنع حزب الله من توريط لبنان.
دعا رئيس “المجلس الوطني السوري” جورج صبرا “الإخوة في لبنان شعباً وحكومة إلى المحافظة على سياسة النأي بالنفس، ومنع “حزب الله” من توريط لبنان، بعدما تأكد لنا أكثر فأكثر أنه متورّط عسكرياً على الأرض السورية“.
وأوضح لجريدة “الرأي” الكويتية أن “دعوة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية استمرار للموقف التركي الثابت والداعم لتطلعات الشعب السوري وأهدافه، وتعبّر عن الحاجات الحقيقية للسوريين في هذه المرحلة”، مشيراً إلى أن “أنقرة تحرص على الاستقرار في المنطقة، لأن استمرار النظام السوري في أعمال القتل والتخريب في أنحاء سورياكافة، ومحاولته إثارة الفتن الطائفية، ونقل أزمته إلى الخارج، يستدعي تجاوباً دولياً مع دعوة أوغلو“.
وتمنى صبرا أن “يكون المجتمع الدولي قد وصل إلى الاستنتاج الذي وصلت إليه تركيا في دعم الجيش الحر”، مشدداً على أن “كل المؤشرات تقول إن النظام هو الذي يغلق باب الحلول السياسية، وتالياً لا بد من دعم الشعب السوري، كي يتمكن من الدفاع عن نفسه“.
وأكد أن “تحرير الجيش السوري الحر لمنطقة الرقة له أهمية عالية، وهذا يعني أن محافظات الشمال الأخرى، كالحسكة ودير الزور وحلب، أصبحت جاهزة للتحرر في شكل كامل، ما يعني بالفعل أن أيام النظام أصبحت معدودة، وقريباً ستشرق الشمس على دمشق أيضاً”، مشيرًا إلى أن “تسليم الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا في جامعة الدول العربية قد يتم في الأسابيع المقبلة”، ومعتبراً “أن إنجاز هذه المسألة هو بمثابة الخطوة الإيجابية للشعب السوري وممثليه الحقيقيين“.
ورداً على ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في شأن رفض بلاده “أي شراكة في تغيير النظام”، وبأن موسكو “لن تطلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن السلطة”، اعتبر صبرا أن “السياسة الروسية متفردة في دعم الأسد والدفاع عن نظامه، وقد اتضح للجميع أنه ليس هناك في سوريا نظام، بل مجموعة تقوم بأعمال القتل والتخريب على المستويين الوطني والشعبي”، معربًا عن أسفه “لأن تستمر السياسة الروسية في صم آذانها عن تطلعات السوريين ونداء المجتمع الدولي“.
وتعليقاً على ما نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية حول “تدريب دول غربية متمردين سوريين في الأردن، في محاولة لتقوية العناصر العلمانية في المعارضة السورية في مواجهة التطرّف الإسلامي”، قال صبرا: “نحن لا نشارك الصحيفة هذا الرأي. وبالنسبة إلينا، جميع البنادق هي بنادق الثورة، وهي موجّهة نحو إسقاط النظام الاستبدادي لاستبداله بنظام ديمقراطي مدني يحقق المساواة والحرية لجميع المواطنين“.
وأوضح أن “مجتمعنا السوري متعدد، فهناك الإسلاميون والقوميون والعلمانيون والليبراليون، ومن الطبيعي أن تكون بيننا كل هذه الاتجاهات، ولدينا ما يكفي من الخبرة كي ننظم اختلافاتنا، ونتقدم نحو بناء السلطة الديمقراطية”، كاشفًا عن أن “الائتلاف الوطني السوري سيجتمع في الأيام المقبلة لاختيار الشخص المناسب كي يتولى رئاسة الحكومة الانتقالية“.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/798425.html
الائتلاف الوطني ينتخب «رئيس حكومة مؤقتة» الثلاثاء في إسطنبول
مصدر في الائتلاف: المنافسة تنحصر بين أسامة القاضي وأسعد مصطفى
بيروت: كارولين عاكوم
بعد تأجيل مرات عدّة لأسباب داخلية وخارجية، من المتوقع أن يعقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة اجتماعا في إسطنبول بعد غد الثلاثاء لانتخاب رئيس حكومة مؤقتة لإدارة المناطق المحرّرة. وقد جاء هذا القرار بعد اشتراط وزراء الخارجية العرب على الائتلاف أن يشكّل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في جامعة الدول العربية التي سبق لها أن علقت عضوية دمشق فيها في أكتوبر (تشرين الأول) 2011. وفي حين اعتبر أعضاء في المجلس الوطني أنّه ليس ضروريا أن يتم انتخاب رئيس حكومة في الاجتماع المزمع عقده في إسطنبول، أكّد مصدر في الائتلاف الوطني لـ«الشرق الأوسط» أنّ المعارضة متفقة على انتخاب رئيس الحكومة، وأن المرشحين هم، عضو المجلس الوطني والائتلاف سالم عبد العزيز المسلط ورئيس المكتب المالي والاقتصادي في المجلس الوطني السوري أسامة القاضي ووزير الزراعة السابق أسعد مصطفى، وذلك بعد انسحاب كل من رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون ورئيس الوزراء السابق رياض حجاب، الذي كان يعتبر المرشح الأبرز، وذلك إثر معارضة عدد من أعضاء الائتلاف لصلته السابقة بالنظام الحاكم، لافتا إلى أنّ المنافسة تنحصر بشكل رئيسي بين القاضي ومصطفى، لا سيما أن المسلط هو عضو في الائتلاف، وترشيحه يتطلب استقالته ومن ثم موافقة الهيئة العامة على هذه الاستقالة.
وقد أشار مدير المكتب القانوني في المجلس الوطني السوري وعضو الائتلاف، هشام مروة، إلى أنّ هناك 6 مرشحين قدمت أسماؤهم إلى اللجنة القانونية في الائتلاف، وهم غليون والمسلط والقاضي ومصطفى وحجاب، عضو المجلس الوطني غسان هيتو. مؤكدا أن العمل بين أفرقاء المعارضة يتم على الوصول إلى توافق على مرشح قبل إجراء الانتخابات. وفيما يتعلّق بشرط استقالة عضو الائتلاف سالم المسلط ومن ثم قبول استقالته كي يحق له الترشح، لفت مروة إلى أنّ الأمر يحل قانونيا إذا تم الاتفاق عليه.
وفيما يتعلّق بالمعلومات التي ترددت عن أنّ اجتماع إسطنبول سيؤدي إلى تنفيذ شرط الجامعة العربية بشأن تشكيل هيئة تنفيذية من دون أن يتم انتخاب رئيس حكومة، أوضح مروة الأمر مؤكدا أنّ هناك فرقا كبيرا بين الاثنين، مميزا بين «الحكومة» و«الهيئة التنفيذية» التي رحّب بها المجلس، وقال «الهيئة التنفيذية هي موضوع مستقل عن الحكومة، ولا أثر لأخرى على الثانية، وسيتم مناقشة الاثنين على جدول أعمال اجتماع إسطنبول، حيث سيعين الائتلاف هيئة تنفيذية مؤلفة من ممثلين له، على غرار أي موقع دبلوماسي، في الجامعة العربية وفي المنظمات التابعة له».
من جهته، رفض المرشح لمنصب رئاسة الحكومة أسامة القاضي، التعليق على الموضوع مكتفيا بالقول لـ«الشرق الأوسط» «لم أطلب الترشيح ولم أسع إليه، لا سيّما أنه تكليف ثقيل، كما أنني حاولت الانسحاب لكن الضغوط كانت كبيرة علي. وعلى الرغم من ذلك، أؤكّد أنه إذا وقع الاختيار علي سأبذل جهودي لأكون على قدر المسؤولية وقد أعددت خطّة اقتصادية سياسية اجتماعية عسكرية كاملة لهذا الهدف، كما أنني سأكون جنديا من جنود أي رئيس منتخب آخر، للعمل على تحقيق أهداف الثورة ومطالب الشعب وبالتالي بناء دولة ديمقراطية مدنية».
في المقابل، وفي حين أكّد المصدر أنه لا إشارات واضحة لغاية الآن حول هوية الرئيس المقبل، بانتظار فرز أصوات أعضاء الائتلاف الـ64 الذين سيختارون الشخصية التي يرونها مناسبة لتولي هذا المنصب، لفت مصدر في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ القاضي هو الأوفر حظا، إذ إنّ ترشيح مصطفى يواجه اعتراضا من قبل بعض أطراف في المعارضة، كتلك التي تعرض لها حجاب، على اعتبار أنّه «بعثي سابق» بينما يتميّز القاضي المعارض بتاريخ وخبرة اقتصادية وسياسية واسعة، لكن في الوقت عينه هناك أصوات أخرى ترى أنّ خبرة مصطفى السابقة في الحكومة قد تسهّل عليه تولي هذه المهمة.
كما ذكر أعضاء في «الائتلاف» لوكالة «رويترز» أن الاجتماع سيعقد لانتخاب «رئيس حكومة مؤقتة»، وأوضحوا أنه تم اتخاذ القرار بعدما سحب رئيس الحكومة المنشق رياض حجاب ترشحه. في حين أعلن المتحدث باسم «الائتلاف الوطني» وليد البني أن «مسألة تشكيل الحكومة واختيار رئيس لها هما، إضافة إلى مواضيع أخرى، على جدول أعمال الاجتماع الذي سيعقد الثلاثاء في إسطنبول»، موضحا أنه ليس من الضروري أن يسفر الاجتماع عن اختيار «رئيس للحكومة». كما قال الرئيس السابق لـ«المجلس الوطني السوري» برهان غليون «لا شيء محسوما بعد، والأمر سيطرح على النقاش».
وعن المعلومات التي تشير إلى رفض أميركي لتشكيل حكومة مؤقتة، اعتبر المصدر أنّ الولايات المتحدة الأميركية، فضّلت التريث بهذه الخطوة إثر إعلان رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب استعداده للتفاوض مع النظام بشروط معينة، إذ رأت أميركا حينها أن هناك أملا في التوصل إلى اتفاق ما، لكن وبعد تصعيد النظام العسكري بشكل فاضح، إضافة إلى عدم إقدامه على التجاوب مع المبادرة أو تنفيذ أي من هذه الشروط، أقلها الإفراج عن المعتقلين، أبدى المسؤولون الأميركيون مرونة تجاه هذا الأمر، بعدما باتوا مقتنعين باستحالة التوصل إلى حل سياسي.
من جهة أخرى، أعربت المستشارة السياسية للرئاسة السورية بثينة شعبان عن شكر سوريا للدول الناشئة المجتمعة في إطار دول مجموعة «بريكس»، على الدعم الذي قدمته وأتاح حسب شعبان، تجنب تدخل عسكري للدول الغربية في سوريا.
وقالت شعبان في تصريح صحافي أدلت به في نيودلهي «نشكر الله لأن هناك دولا مثل روسيا والصين والهند والبرازيل داخل مجموعة البريكس، فهي على الأقل تتصرف بعقلانية أمام ما يحدث على مستوى المجتمع الدولي، ولولا ذلك لكنا واجهنا ما حصل في ليبيا»، في إشارة إلى التدخل العسكري الغربي في ليبيا الذي أطاح بالزعيم معمر القذافي.
وأضافت شعبان «نحن ممتنون للموقف المتوازن لدول مجموعة البريكس وللدعم الذي تقدمه، إلا أنني أعتقد أن بإمكانها أن تكون أكثر فعالية للتوصل إلى حل في سوريا».
الأردن يتسلم المراقبين المختطفين لدى الجيش الحر
«لواء اليرموك» يتهم الأمم المتحدة بتقديم العون للنظام في حربه ضد المدنيين
عمان: محمد الدعمة بيروت: «الشرق الأوسط»
أكد وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة وصول 21 عسكريا من قوات حفظ السلام العاملة في الجولان إلى الأردن مساء أمس السبت عبر الحدود البرية مع سوريا.
وأضاف المعايطة لـ«الشرق الأوسط» أن الجنود بحالة صحية جيدة وأنهم نقلوا إلى أحد الفنادق في العاصمة عمان.
وقال المعايطة إن قوات حرس الحدود الأردنية تسلمت هؤلاء الجنود مساء أمس عن طريق الشريط الحدودي في المنطقة المتاخمة لوادي اليرموك عند سد الوحدة في الشمال الغربي.
وقال إن الجنود هم الآن في عهدة الأمم المتحدة ولم يدل الوزير بأي معلومات إضافية فيما إذا كان سيتم نقلهم إلى الفلبين أو إلى موقع الأمم المتحدة في الجولان.
من جانب آخر فالت مصادر مطلعة إن الجنود سيتم نقلهم إلى ألمانيا أو جنيف وهم بانتظار الأوامر من الأمم المتحدة في نيويورك.
كما أعلن عضو المجلس الوطني السوري المعارض، عماد الدين رشيد، أمس أن «جنود حفظ السلام في سوريا المختطفين من قبل (لواء شهداء اليرموك) قد تم تأمين وصولهم إلى الحدود الأردنية عبر وادي اليرموك حيث تسلمتهم استخبارات الجيش الأردني»، متوقعا «تسليمهم في وقت لاحق إلى سفارة بلدهم في الأردن». وأشار الرشيد المكلف من قبل المعارضة السورية بمتابعة هذا الملف، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إلى أن ما قامت به كتيبة «شهداء اليرموك» ليس «عملية خطف بل تأمين وحماية عناصر الأمم المتحدة من القصف النظامي الذي استهدف منطقتي جملة ومعربة بشكل عنيف». مؤكدا أن «عملية نقل المراقبين إلى الحدود الأردنية حصلت بشكل سري بواسطة عناصر من (لواء اليرموك) ذاته».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المراقبين «نقلوا من بلدة جملة حيث كانوا محتجزين في اتجاه وادي اليرموك على الحدود الأردنية».
من جهته، اتهم «لواء شهداء اليرموك» في بيان له، النظام السوري باستخدام آليات تابعة للأمم المتحدة لنقل عناصره ومهاجمة القرى المحيطة بمنطقة الجولان.
وقال اللواء في بيانه إن «قوات الفصل الدولية في مناطق الخطوط الشمالية حول مدينة القنيطرة قامت بنقل عناصر من ميليشيات النظام بسياراتها إلى المرتفعات القريبة، وقامت هذه الميليشيات بتصوير بعض المواقع في خطوط المقاومة، ثم ما لبثت أن قصفت هذه المواقع بعد يومين من الحادثة».
لافتا إلى تنقل سيارات قوات الفصل الدولية في أماكن المعارك والاشتباك مرات عدّة، وبعض المناطق المحاصرة، الأمر الذي يثير شبهة في اختيار المكان والزمان لتلك التحركات. مع السكوت المطبق لهذه القوات عن تجاوزات النظام في الإخلال باتفاق فض الاشتباك، بقصفه المنطقة بالمدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ، فضلا عن الطيران.
وطالب «اللواء» في بيانه الأمم المتحدة «بفتح تحقيق فوري في قيام بعض كتائب القوات الدولية بتقديم العون للنظام في حربه ضد المدنيين السوريين، بنقل جنوده أحيانا، وباستعماله سياراتهم أحيانا أخرى. وقد تم توثيق هذه التصرفات على الأرض».
صعوبة توزيع المساعدات «كارثة» في سوريا.. وسيطرة النظام عليها تساعده على الصمود
رغم إنفاق مئات الملايين من الدولارات على المعونات الإنسانية للسوريين
صوران (سوريا): ديفيد كيركباتريك*
تنفق الولايات المتحدة وغيرها من الجهات الدولية المانحة مئات الملايين من الدولارات على المعونات الإنسانية للسوريين المتضررين من الحرب الأهلية التي تعم المدن والبلدات السورية، ولكن تلك الأموال لم تجلب سوى الغضب والسخط على المناطق الشمالية التي يسيطر علها الثوار، حيث تذهب الغالبية العظمى من المعونات إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، بينما لا تشعر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بأي أثر للمساعدات المحدودة التي تتلقاها.
ويرى الثوار أن المساعدات الإنسانية تساعد الأسد على الصمود في حرب الاستنزاف التي تشهدها سوريا، حيث قال عمر بيلساني، وهو أحد قادة المعارضة في مدينة إدلب، خلال زيارة لإحدى البلدات السورية الواقعة على الحدود التركية: «المعونات باتت بمثابة سلاح في يد الأسد، كما أن المساعدات الغذائية تعد هي الورقة الرابحة في يد النظام».
وتتمثل العقبة الأكبر أمام وصول المعونات إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار في حقيقة أن الأمم المتحدة تطلب من وكالات الإغاثة التابعة لها عدم انتهاك قوانين الحكومة السورية – وهو ما يقلل من إمكانية وصول المعونات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة – ما دامت المنظمة الدولية ما زالت تعترف بحكومة الأسد. وتعد الوكالات التابعة للأمم المتحدة هي القناة الرئيسية للمعونات الدولية، بما في ذلك معظم المساعدات التي خصصتها الولايات المتحدة للمساعدة في حل الأزمة السورية خلال عامي 2012 و2013 والتي تصل قيمتها إلى 385 مليون دولار، وهو ما يعني أن السوريين المهجرين داخليا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية يتم الاعتناء بهم في المخيمات التي تديرها الأمم المتحدة ويقيمون في ملاجئ تحتوي على المرافق الأساسية، في الوقت الذي يعاني فيه كثيرون ممن فروا إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من نقص الطعام والوقود والأغطية والأدوية، ويكفي أن نعرف أن الأطباء الذين يعملون بإحدى العيادات الطبية هنا في إحدى المناطق الريفية الخاضعة للثوار إلى الشمال من مدينة حلب يقومون بطرد المئات من مرضاهم كل يوم في الساعة الرابعة مساء لعدم وجود وقود أو كهرباء.
وقال مدير العيادة، سعد باقور أبو يحيى وهو يرتدي معطفا شتويا ويفرك يديه طلبا للدفء، إن عدم وجود مساعدات أجنبية يعد «كارثة»، مضيفا: «نحن لا نحصل على أي شيء».
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد قامت بجهود أكبر من أي بلد آخر للالتفاف على قواعد الأمم المتحدة، فإن جهودها لا تزال غير معروفة لدى معظم السوريين، حيث تقدم واشنطن نحو 60 مليون دولار – قرابة 10 ملايين دولار في 2012 و50 مليون دولار في 2013 – عبر جماعات مستقلة غير ربحية من أجل إمداد المناطق المستقرة التي تسيطر عليها المعارضة بالدقيق وسلال الطعام والبطانيات والأدوية (قالت إحدى الجماعات إنها تقدم المعونات إلى معظم أنحاء مدينة حلب، ولكنها لم تتمكن بعد من الوصول إلى إدلب). وتصر الجماعات غير الربحية على إبقاء عملها وهويات المتبرعين الأميركيين طي الكتمان بهدف حماية موظفيها الذين ما زالوا يعملون في دمشق تحت إمرة الأسد.
وقال دبلوماسي أميركي رفض الكشف عن هويته: «المساعدات الإنسانية التي نقدمها، والتي وصلت إلى 385 مليون دولار حتى الآن، لها أثر كبير، ولكن لا نستطيع الحديث عنها».
وكانت النتيجة تزايد الشكوك والغضب تجاه الغرب في أوساط السوريين الذين تعمل واشنطن وحلفاؤها على مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم، وهو ما يشكل خيبة أمل وإحباط للأميركيين الذين كانوا يمنون النفس بنيل ثقة المعارضة السورية.
وخلال المقابلات الشخصية التي أجريت معهم، أصر عشرات السوريين الذين يعيشون في مناطق يسيطر عليها الثوار في محافظتي حلب وإدلب على أن بلداتهم لم تتلق مساعدات غربية وتذمروا من «الوعود الفارغة» التي يقطعها الغرب على نفسه، ولم يعترف سوى عدد قليل للغاية من المشاركين بصورة مباشرة في توزيع المساعدات بأن جماعات دولية غير ربحية قد زارت تلك البلدات في الآونة الأخيرة، كما أصر المطلعون على الاجتماعات على إبقاء أسماء جماعات الإغاثة طي الكتمان.
وحتى السوريون المشاركون بصورة مباشرة في الجهود الغربية قد عبروا عن إحباطهم، حيث قال غسان حتو الذي يدير ذراع تنسيق عمليات الإغاثة بالمجلس الوطني السوري المدعوم من الغرب: «نعتقد أنه من حقنا أن نعرف المكان الذي تذهب إليه هذه الأموال، ولكننا في كل مرة نسأل عن ذلك لا نحصل على أي إجابة». وقال حتو إن نحو 60 في المائة من الشعب السوري يعيش خارج نطاق سيطرة حكومة الأسد، وبالتالي خارج النطاق الذي تصل إليه المساعدات. وفي الحقيقة، لا يمكن بأي حال من الأحوال التأكد من تلك النسبة، ولكنها قد تكون ممكنة بسبب الكثافة السكانية الهائلة في الجزء الشمالي الذي يسيطر عليه الثوار.
ويقر مسؤولو الأمم المتحدة بتلك المشكلة، ولكنهم يشيرون إلى قلة البدائل المتاحة أمامهم بسبب اعتراف الأمم المتحدة بالحكومة السورية، وهو الوضع الصعب تغييره طالما ظلت روسيا تدعم الأسد. وقال جنز ليركي، وهو المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: «الحكومة، شئتم أم أبيتم، ما زالت هي الحكومة».
وثمة عقبات أخرى أمام وصول المساعدات للسوريين، حيث أغلقت الحكومة السورية أقصر الطرق وأكثرها أمنا أمام المنظمات التابعة للأمم المتحدة التي تريد الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار على الحدود التركية، حيث قال ليركي: «لم نحصل على موافقة الحكومة السورية، ولذا لا يمكننا في الأمم المتحدة القيام بذلك».
وقال ليركي إنه قد تم التحايل على هذا الحظر عن طريق عبور ثلاث قافلات إغاثة دولية على الأقل خطوط القتال للوصول إلى بعض المناطق في شمال سوريا، رغم ما تنطوي عليه الرحلة من مخاطر، مشيرا إلى أن ثمانية من العاملين في مجال الإغاثة الدولية قد لقوا حتفهم خلال الصراع السوري.
وقال ليركي إن نحو 45 في المائة من الـ1.7 مليون سوري الذين يتلقون مساعدات من برامج الأغذية التابعة للأمم المتحدة يعيشون في مناطق أقل ما يقال عنها إنها تحت سيطرة الثوار، إلا أن عمال إغاثة ومراقبين دوليين قد أشاروا إلى أن هذه الأرقام لا تعكس حجم الكارثة التي تعاني منها بعض المناطق السورية. وقال الدكتور ميغو تيرزيان، وهو المنسق السوري لمنظمة أطباء بلا حدود التي تدير مستشفيين في مواقع لم يكشف النقاب عن مكانها في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة: «هناك تناقض كبير للغاية». وطالبت الهيئة بضرورة مرور مزيد من المعونات عبر الحدود التركية.
وقال هشام محمد باكور (40 عاما)، وهو مدير مكتب المعونة في قرية صوران، إن الأمم المتحدة تخلت عن مبادئ الحيادية عندما سمحت للأسد بأن يستغل المعونات لخدمة أهدافه، مضيفا: «كإنسان، أعتقد أنه يجب تقديم المساعدات للمحتاجين أينما كانوا، وأعني بذلك الشعب وليس الحكومة».
وقال مسؤولون في الجماعات الغربية غير الربحية القليلة التي تعمل في مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الثوار، والذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتم، إن أعمال العنف تقف عائقا أيضا أمام إمداد المحتاجين بالمعونات والمساعدات.
وقال مسؤول في إحدى الجماعات التي تحصل على 20 مليون دولار من الولايات المتحدة: «الحقيقة هي أنه من الصعب وصول المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. نقدم المعونات الغذائية لـ410,000 شخص، ولكن هذا لا يمثل سوى نقطة في بحر. المعونات التي نقدمها لا تكفي والأزمة تزداد سواء كل يوم». (قال مسؤولون إن واشنطن تمول ثلاث منظمات غير ربحية، علاوة على منظمتين أخريين في الآونة الأخيرة).
وأشار عاملون في مجال الإغاثة إلى أن جهات مانحة أخرى، ولا سيما من البلدان العربية المعادية للأسد، تحول الأموال بصورة مباشرة عبر الكتائب العسكرية، التي تقوم كل منها بإدارة «ذراع إغاثة» خاص بها لتحقيق أهدافها السياسية.
وقال دكتور تيرزيان من منظمة «أطباء بلا حدود»: «نرى قدرا كبيرا من المال مقدما من دول الخليج، لكن في واقع الأمر أكثر المساعدات المالية التي تقدمها تلك الدول تذهب لتمويل القتال، ولا يتبقى سوى القليل للمساعدات الإنسانية». ويشير إلى أن هذا القدر الضئيل يقدم بدافع الدعاية الإعلامية فقط. وتشهد الحدود مع تركيا في مدينة كيليس، والتي يسيطر عليها الثوار، فروقا كبيرة صادمة. وخارج سوريا تدير الحكومة التركية مخيما كبيرا للاجئين أشبه بقرية نظيفة تضم أكواخا متقدمة يحتوي كل منها على التدفئة والكهرباء والأجهزة الكهربائية.
ويلتحق الأطفال اللاجئون بمدرسة ابتدائية رحيبة تضم أخصائيين في علاج اضطراب ما بعد الصدمة. ويستخدم السكان الغسالات ويحضرون دروسا في الكومبيوتر في مركز اجتماعي. إنهم يشترون البقالة من سوقين متنافستين دون دفع نقود من خلال بطاقات ائتمانية خاصة يتم التحقق منها بآلات مسح متطورة تعمل ببصمة الأصبع.
مع ذلك داخل الحدود نفسها هناك مخيم عشوائي أقذر من أي مخيم للاجئين في الأردن أو لبنان أو تركيا، حيث ينام الآلاف، نظرا لعدم وجود إحصاء دقيق، متكدسين في خيام ليس بها تدفئة أو كهرباء. إنهم يتكدسون مثل قطيع ماشية في ممرات معدنية يحملون آنية بلاستيكية للحصول على وجبات ضئيلة يتم تقديمها لهم مرتين يوميا، وأحيانا مرة واحدة، وأحيانا أخرى لا يتم تقديمها لهم على الإطلاق. المصدر الوحيد للمساعدات هو فريق صغير من إحدى المنظمات الإنسانية التركية، التي تعرف باسم «اي إتش إتش»، وهي أنشط منظمة دولية في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة.
ينزلق أطفال المخيم في قلب البرك الطينية لارتدائهم نعالا بلاستيكية ذات مقاس أكبر كثيرا من مقاسهم. وخلال زيارة مؤخرا اندفع عدد كبير من اللاجئين حول مخزن كان يوزع به العاملون في مجال المساعدات أحذية جديدة يحتاجها اللاجئون بشدة تبرعت بها شركات تركية.
ظهر عبد الرحمن حاجي، رجل ضخم يبلغ من العمر 29 عاما، ذو لحية كثيفة، وهو يمسك بزوج أحذية نسائي أحمر اللون مقاس 37 ذي كعب ارتفاعه 3 بوصات، ويتساءل: «من الذي سيرتدي حذاء ذا كعب عالٍ وسط هذا الطين؟». وصرخت امرأة ترتدي عباءة وحجابا، بينما تمسك بزوج حذاء آخر ذي كعب عالٍ وتتساءل: «هل نحن كلاب حتى تعطونا هذه الأشياء؟».
وعند إرخاء الليل ستاره، بدأت سحابات كثيفة من الدخان الأسود السام تتصاعد من مداخن معدنية وسط الخيام وتنتشر فوق المخيم. وقال اللاجئون، الذين يتوقون للحصول على وقود للتدفئة، إنهم أحرقوا الأحذية للحصول على الدفء، كما فعلوا بالمعاطف والفساتين الصيفية التي حصلوا عليها.
* خدمة «نيويورك تايمز»
قوات النظام تشن حرب إبادة على حمص والدول الكبرى تناقش خروج الرئيس السوري إلى الجزائر
الأمم المتحدة تؤيّد إحالة الأسد أمام “الجنائية الدولية“
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أنه يدعم إجراء محادثات حول احتمال تقديم شكوى ضد الرئيس السوري بشار الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية، لأن “الخروق الهائلة لحقوق الانسان في سوريا يمكن أن تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” حسب تعبيره.
وفيما تشهد مناطق شرق سوريا وجنوبها تقدماً للثوار، حيث استولوا شرقاً على اللواء 113 عند اطرف مدينة دير الزور، وجنوباً قطعوا الطريق الدولية دمشق عمان، كانت عاصمة الثورة السورية حمص تتعرض لحرب إبادة من قوات بشار الأسد التي تقصفها براً وجواً بشكل عنيف جداً.
سياسياً، كشفت مصادر ديبلوماسية أوروبية أن الدول الكبرى ومنها روسيا، تتهيأ لمناقشة اقتراح قدمته الجزائر بعلم إيران وبعض الدول العربية، يقضي بخروج بشار الأسد إلى بلد آخر يحتمل أن يكون الجزائر، من غير تقديمه
استقالته ولا إعلانه تنحيه، لتبدأ اثر ذلك فوراً مرحلة انتقالية بإشراف دولي.
ومن فيينا، اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه يدعم اجراء محادثات حول احتمال تقديم شكوى ضد الرئيس السوري امام المحكمة الجنائية الدولية، حسبما جاء في مقابلة له مع صحيفة نمسوية.
وقال بان كي مون حسب مقاطع من مقابلته التي تنشرها مجلة “بروفايل” النمسوية كاملة غداً، ان “مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي اعلنت ان هذه الحال يجب ان تعرض على المحكمة الجنائية الدولية، وأنا ادعم ايضا اجراء نقاش حول هذا الموضوع“.
واضاف ان “الخروق الهائلة لحقوق الانسان في سوريا يمكن ان تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية“.
كما حذر بان كي مون الدول الغربية من مخاطر تسليم سلاح الى المعارضة السورية. وقال “في حال وصلت اسلحة الى اطراف النزاع، فإن هذا الامر لن يساهم سوى في اطالة المواجهة وايقاع المزيد من الضحايا“.
وفي سياق آخر، رحب بان كي مون أمس بالافراج عن 21 مراقباً دولياً احتجزهم الاربعاء مقاتلون سوريون معارضون في هضبة الجولان، داعياً جميع السوريين الى احترام “حرية التحرك” لدى طواقم الامم المتحدة.
وفي بيان صدر بعيد نقل المراقبين الفيليبينيين الـ21 الى الاردن، ابدى بان “امتنانه حيال جميع من ساهموا في عملية الافراج في شكل آمن“.
والمراقبون الـ21 التابعون لقوة مراقبة فض الاشتباك في الجولان وصلوا بعد ظهر أمس سالمين الى الاردن.
وشدد بان كي مون على “حياد القبعات الزرق التابعين للامم المتحدة”، داعياً “جميع الاطراف الى احترام حرية تحرك قوة فض الاشتباك في الجولان وامن طواقمها. كما دعا الى ضمان امن المدنيين واحترامه“.
وكان لواء “شهداء اليرموك” نقل الجنود الفلبينيين إلى الحدود على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب قرية جملة حيث كانوا موجودين منذ احتجازهم يوم الاربعاء.
وفي العاصمة السورية اكد مختار لماني الذي يرأس مكتب مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي عبور الجنود إلى الاردن. قال “فوجئنا عندما رأينا في احدى القنوات العربية انهم وصلوا إلى الحدود الأردنية. اتصلنا فقالوا نعم نحن على الحدود الاردنية وفي طريقنا إلى الأردن. سألتهم ان كنت استطيع التحدث إلى أحد رجالنا فأعطوني واحداً أكد لي صدق الرواية“.
ومن باريس، قالت مصادر ديبلوماسية أوروبية إن فرصة خروج الرئيس السوري من سوريا إلى بلد آخر كبداية لحل يُنهي الأزمة الراهنة ما زالت مطروحة، وأشارت إلى أن أفكاراً طُرحت أخيراً على الولايات المتحدة وروسيا والصين بانتظار التفاوض والنقاش، تقضي بخروج الأسد مع عدد كبير من رموز نظامه.
وأوضحت المصادر رفيعة المستوى التي طلبت عدم ذكر اسمها لوكالة “آكي” الإيطالية للأنباء أن الخطة التي طُرحت على الدول الكبرى تستند إلى مغادرة الأسد ومعه المئات من كبار رموز نظامه إلى بلد آخر، من دون إعلان استقالته أو تنحيه، لتبدأ فوراً بعدها المرحلة الانتقالية برعاية وإشراف دولي.
وأشارت المصادر إلى أن دولاً عربية وإيران على علم بهذا الاقتراح، وقالت إن الجزائر هي الدولة المُقترحة لخروجه. وقالت “المهم بالأمر أن هذه الأفكار مطروحة على طاولة الدول الكبرى، وربما تحصل على موافقة روسيا مع بعض التعديل” حسب زعمها.
وهذا برأي هذه المصادر أن الأسد سيمكث في الجزائر من سنتين إلى ثلاث سنوات دون أن يُعلن عن استقالته رسمياً وأن الأمر متروك للحكومة الانتقالية لتقرر مراحل المرحلة المقبلة.
ويرى بعض المراقبين أن الولايات المتحدة وروسيا متفقتان على غالبية النقاط بشأن حل الأزمة السورية، لكن الخلاف مازال قائماً حول مصير الأسد ورموز نظامه وكبار مساعديه، حيث تصر دول غربية وعربية وقوى في المعارضة على ضرورة تنحيه وكبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، فيما ترفض روسيا هذا المبدأ وترى أن المفاوضات يجب أن تبدأ “بدون شروط” بين النظام الحاكم والمعارضة.
ميدانياً، سيطر مقاتلون معارضون أمس على مقر لواء للقوات النظامية في دير الزور شرق سوريا، في حين قصفت هذه القوات الاحياء المحاصرة في مدينة حمص، وسط البلاد، مستخدمة الطيران.
وقالت مصادر معارضة أمس “سيطر مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على اللواء 113 عند اطرف مدينة دير الزور إثر انسحاب القوات النظامية الى داخله”، وذلك بعد حصار “استمر منذ ما يقارب الشهر” واشتباكات ادت الى سقوط عشرات المقاتلين.
واوضح مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن ان مقر اللواء الواقع الى الشمال من مدينة دير الزور “كبير ويضم صواريخ ووسائط دفاع جوي”. واشار الى ان الضباط الموجودين فيه “فروا، وبقي فيه عدد غير كبير من العناصر الذين اما قتلوا او اسروا”، من دون ان يحدد عدد هؤلاء.
واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع “يوتيوب”، مقاتلين معارضين يدوسون على صورتين صغيرتين للرئيس السوري بشار الاسد في مقر قالوا انه لـ”اللواء 113 صواريخ“.
ويظهر التسجيل ست شاحنات عسكرية محترقة ومدمرة في شكل شبه كامل.
وما زالت غالبية احياء مدينة دير الزور تحت سيطرة القوات النظامية، في حين يسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق واسعة في ريف هذه المحافظة الواقعة على الحدود العراقية.
وفي المنطقة الواقعة بين دير الزور ومحافظة الرقة (شمال)، قتل سبعة اشخاص على الاقل بينهم ثلاث نساء “جراء قصف بالطيران الحربي تعرضت له منطقة جزرة ابو حميد”، بحسب المرصد.كما نفذ الطيران الحربي غارة جوية على مدينة الرقة التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون في شكل كامل الاربعاء، لتصبح اول مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام.
في محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن “سقوط عشرات الجرحى إثر قصف بالطيران الحربي تعرض له حي الخالدية”. ويتعرض الحي والاحياء المجاورة له في وسط حمص للقصف تزامناً مع اشتباكات على اطراف المدينة “في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على المنطقة” التي تعد معقلاً للمقاتلين المعارضين.
وتشن القوات النظامية منذ الرابع من آذار الجاري حملة واسعة على عدد من الاحياء الواقعة في وسط المدينة التي يعدها الناشطون المعارضون “عاصمة الثورة” المستمرة منذ نحو عامين ضد الاسد.
وفي دمشق، يتعرض حي جوبر، في شرق العاصمة، للقصف من القوات النظامية في حين تدور اشتباكات في حي الحجر الاسود (جنوب)، بحسب المرصد.
وفي محيط العاصمة، افاد المرصد ان الطيران الحربي اغار على بلدتي كفربطنا والمليحة، في حين ادى القصف والاشتباكات في مدينة دوما (شمال شرق) الى مقتل عشرة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال ومقاتلون معارضون، بحسب المرصد.
وتحاول القوات النظامية منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة على مناطق واسعة في محيط دمشق يتخذها المقاتلون المعارضون قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قال المرصد ان ثلاثة اطفال من عائلة واحدة قتلوا جراء قصف الطيران الحربي على قرية دير سيتا في ريف المحافظة.
وأعلنت كتائب مقاتلة معارضة جنوب سوريا قطعها طريق دمشق ـ عمّان الدولي وحذّرت من أنه أصبح وما حوله “منطقة عسكرية” حتى إشعار آخر.
وقالت ألوية وكتائب من الجيش السوري الحر ومن كتائب جبهة النصرة المحاصرين للواء 38 في قرية صيدا شرق محافظة درعا، أن الأوتوستراد الدولي دمشق ـ درعا أصبح منطقة عمليات مغلقة، وأهابت بالمدنيين عدم استخدامه أياً كانت الأسباب تحت خطر الاستهداف المباشر.
(ا ف ب، رويترز، آكي)
التحوّلات الاستراتيجية لدى ناشطي الثورة السورية
سـتـيفـانـي دارك تـايـلـور
بالنسبة لآية، بدأت الثورة السورية بشكل جدّي ليس مع أصدقائها ورفاقها في شوارع دمشق، بل وهي وحيدة ترتجف برداً وعارية في إحدى الزنزانات. هي المتخرّجة حديثاً من الجامعة، اعتُقلت مع زوجها في أوّل أيام الثورة- 25 آذار 2011- إلى جانب العديد من أصدقائها وزملائها السابقين.
خلال أيام اعتقالها الستة، التي كانت الأيام الأولى من سلسلة اعتقالات لاحقة، جرى تجريد آية من ثيابها، وعصب عينيها، وإرغامها على الاستماع لصرخات ألم زوجها وهم يضربونه، وحتى أنّها هي أيضاً ضُربت وأجبرت على تحمّل ساعات من الوضعيات المُجهدة.
لا تنفرد سوريا بممارسة أسوأ انواع المعاملة على الناشطين كتكتيك لقمعهم، هذا أمر مؤكّد. لكن في سياق ما سمّي بالربيع العربي، كانت قسوة وفظاعة الاعتقالات، والضرب، والقتل التي تعرّض لها الناشطون، والمتظاهرون، والشخصيات العامة، ومقاتلو المعارضة على يد نظام بشار الأسد، فريدة من نوعها.
ولأنّ النظام، كما تقول آية، “جعل من المستحيل النزول الى الشارع” مع هذه الرقابة الشبيهة بتعقّب الكاميرا، من دون التعرّض لخطر الموت العنيف، يقوم الناشطون اليوم باكتشاف سُبل أخرى ليعبّروا فيها عن مواجهتهم.
إحدى هذه السبل كانت المقاومة المسلّحة والمنظّمة. كما أنّ استخدام بشار الأسد للجيش بشكل وحشي لإخماد مظاهرات المعارضة أدّى إلى تشكيل هيئات منظّمة للمعارضة مثل “المجلس الوطني السوري” و”الجيش السوري الحر”. وعلى مستوى أصغر دفع تعذيب النظام وقتله للأفراد بأصدقاء هؤلاء وعائلاتهم إلى الحماسة لحمل السلاح. “العديد من زملائي انضموا في الأخير الى الجيش السوري الحر”، تقول نور، وهي ناشطة من دمشق تعيش حالياً في السويد، وترى أنه بعد تكثيف النظام لعمليات القصف والقنص في صيف 2012، التي أدت الى مقتل العديد من أصدقائها وزملائها، فإن قرار رفاقها الناشطين بترك الطريقة التقليدية في التظاهر بالشارع، كان خياراً صائباً.
بدورها تؤكّد آية على ذلك، وتذكر أنّ ناشطين بدأوا العمل مع الجيش السوري الحر لا سيّما في الأشهر الأربعة الأخيرة، مع زيادة النظام لاعتداءاته على المدنيين. وتصر على أنّ الناشطين يستمرون بمحاولة القيام بمظاهرات غير عنفية، حتى بعد أن جرى دفع أكثر الأخصام المعادين للنظام شراسة باتجاه الجيش السوري الحر بسبب الرصاص والغاز المسيّل للدموع اللذين يستعملهما النظام. فحتى الحملة السلمية الأخيرة تحت عنوان “أوقفوا القتل” غير الموالية لأحد، تقول آية، قابلها النظام بالاعتقالات والاعتداءات. وتقول آسفة “حاول الناس الحفاظ على مقاومة سلمية، لكن عندما آلت الأمور الى ذلك، لم يبق أمامنا سوى حمل السلاح“.
أما عمر، 32 عاماً، عالم الاقتصاد المتدرّب من دمشق والذي يتبع اليوم مجموعة “ثورة دوما” (وشعارها “نعيش أحراراً أو نموت بكرامة”) هو واحد من اولئك الناشطين الذين تحوّلوا من التظاهر في الشارع الى تنسيق جهودهم مع قوات مسلّحة مُعارِضة للنظام وتابعة لـ”الجيش السوري الحر”. وهو أخبرنا خلال دردشة معه عبر skype أنّه “في الأشهر الـ12 الأولى من ثورتنا، ما من أحد كان يفكّر باستخدام السلاح”. لكن بعد نحو سنتين من نداءات الناشطين السوريين “اليومية” للحصول على مساعدة والتي لم تلبِّها “شعوب العالم”، يعتقد عمر اليوم أنّ المقاومة المسلّحة هي “الطريقة الوحيدة لعودة السلام” في سوريا.
ناشطون آخرون ركّزوا جهودهم على المساعدة الإنسانية. فالعديد من المجموعات المؤيّدة للجيش السوري الحر تعمل أيضاً على تأمين الطعام، والمأوى، والمساعدة الطبية للنازحين والجرحى على الجانبين في الداخل. إذ قالت لي نور إنّ “معظم الناشطين المناهضين للنظام يتوجهون اليوم نحو المساعدة الإنسانية”. ففي كانون الثاني الماضي، عادت هي نفسها من أوروبا الى سوريا للمشاركة في بعثة طبية تأسيسية لاستخدام المستشفيات الميدانية في منطقة حلب. وآية كذلك، كثيراً ما تعود من منزلها الحالي في لبنان الى سوريا لتوصيل معدات طبية للمستشفيات النقالة حصلت عليها في بيروت أو أرسلها أصدقاء لها يعيشون في الخارج، ولتقديم المساعدة حيثما تستطيع.
تتخّذ المساعدة الإنسانية أشكالاً عدة: بالإضافة الى المواد الأساسية الضرورية للبقاء على قيد الحياة، يأخذ بعض الناشطين على عاتقهم مسألة رفع المعنويات. فالجماعة اللاطائفية الداعية للاعنف “تجمّع نبض” تنظّم مناسبات معيّنة تسعى الى التخفيف من بعض صدمات الحرب لدى المواطنين العاديين. وفي عيد الميلاد الفائت، تنكّر بعض أعضائها بزي سانتا ووزعوا الهدايا على أطفال مسيحيين في حمص ودمشق، وقد غطّوا وجوههم جيّداً بلحى بيضاء لتخبئة هوياتهم.
ولعلّ توفير نور للدعم المالي والمعنوي لبلدها الأم مع مواطنين من الخارج دليل على اندفاع وحماس العديد من الأثرياء السوريين المنفيين. وتصف العديد من المصادر التي اتصلت بها شبكات النشطاء من مختلف البلدان التي أنشئت منذ بداية الثورة، المؤلفة من لاجئين – ناشطين وغير ناشطين- ومن بقوا في البلد، وهدفها توفير المساعدة للنازحين والجرحى. وفي ضوء ما اعتبره البعض رداً دولياً غير كافٍ نهائياً على الحرب في سوريا وأزمة النازحين التي نجمت عنها، تنتظم هذه المجموعات على المستوى الأساسي، بعيداً عن التنظيمات الإدارية الخاصة بمنظمات المساعدة الدولية.
وفي حين يوصف الجيش السوري الحر بأنه تنظيم مناهض للأسد، فهو هيئة متعدّدة الأقطاب ومعقّدة. وبالنسبة للعديد من المجموعات المنضوية تحت لوائه، يُعتبر توفير المساعدة للسوريين من كافة الانتماءات أهم من دعم الجهد في الحرب. ورغم أنّ المستشفيات النقالة التي زارتها نور في كانون الثاني الماضي ساهمت في إنشائها مجموعات تابعة للجيش السوري الحر، فقد أكدّت لي أنّ الجرحى الذين يعالجون فيها “لا يسألون الى أي جهة ينتمون عندما يقصدون هذه المستشفيات، إطلاقاً!”.
وبالفعل، يصف عمر العنف الذي تمارسه مجموعته ضد النظام كنقيض للعنف المدمّر، بل هو [برأيه] السبيل الوحيد “لبناء بلد”. وهو يقول بكل فخر إنّ مجموعته تعلّم مقاتلي الجيش السوري الحر قيمة النزاهة، وتحلّي غير المقاتلين بالحياد، وتفادي تدمير منازل الناس. وهو يهدف الى تعليم جنود الجيش السوري الحر أن يكونوا كل ما هو نقيض للنظام.
ومع اضطرار الناشطين السوريين الى تحويل استراتيجياتهم، يبدو أنّ تركيزهم يبقى على بناء مستقبل معاً، عوض تمزيق البلد في محاولة للتعلّق بالماضي.
تمّ تغيير بعض الأسماء الواردة في هذه المقالة.
مي بعقليني ويارا حيد ساهمتا في هذه المقالة.
هذا المقال هو ترجمة للنص الأصلي الإنكليزي
المناع: الحوار غير ممكن مع نظام الأسد
دمشق تطالب بإدانة أممية للمسلحين
قال عضو هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة هيثم المناع إن ظروف إطلاق الحوار بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة لم تتوفر بعد، وأكد أن مسألة بقاء أو رحيل الأسد لن تكون لها أهمية على الإطلاق “إذا تشكلت في سوريا جمهورية برلمانية“.
وقال المناع لدى وصوله إلى موسكو مساء أمس السبت “لم يتم خلق ظروف لإطلاق الحوار بين الحكومة والمعارضة بعد، من المستحيل الآن إحراز أي تقدم نحو وقف العنف والبحث عن حل سياسي يؤدي إلى تشكيل سلطة انتقالية“.
وأوضح المناع أنهم أتوا إلى موسكو بأفكار جديدة بشأن حل سياسي محتمل، وقال إنه سيلتقي غدا الاثنين كبار مسؤولي وزارة الخارجية الروسية وعلى رأسهم الوزير سيرغي لافروف لبحث آخر تطورات الوضع في سوريا.
وتضم هيئة التنسيق عددا من معارضي الداخل بشكل خاص، وهي لا تنضوي في إطار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية -التشكيل الأوسع للمعارضة الذي يحظى باعتراف واسع في العالم- بخلاف هيئة التنسيق الوطنية التي يعتزم ممثلون عنها عقد لقاء مع قيادة وزارة الخارجية الروسية، في موسكو في 11 مارس/آذار الجاري.
وكانت موسكو -التي تقيم علاقات وثيقة مع نظام دمشق الذي تزوده بالأسلحة- قد حثت في الأسابيع الأخيرة المعارضة والنظام على الدخول في حوار لإنهاء الحرب التي أودت بحياة أكثر من سبعين ألف شخص في عامين بحسب الأمم المتحدة.
وللمرة الأولى أبدت دمشق في نهاية فبراير/شباط استعدادها للحوار مع المعارضة المسلحة إلا أن المعارضة السياسية ترى أن أي حوار يجب أن يسفر عن رحيل الأسد.
والجمعة أعرب لافروف في حديث تلفزيوني عن اقتناعه بأن بشار الأسد لن يترك السلطة مكررا أن موسكو لا تنوي “على الإطلاق” أن تطلب منه ذلك، وأكد “ليس نحن من يقرر من يكون رئيس سوريا. السوريون هم الذين يقررون ذلك“.
شكوى سورية
من ناحية أخرى، طالبت سوريا الأمم المتحدة بإدانة ما وصفته بـ”اعتداءات المجموعات المسلحة” على السكان المدنيين في منطقة فصل القوات وعلى عناصر قوات الأمم المتحدة.
جاء ذلك في رسالتين متطابقتين وجهتهما الخارجية السورية أمس السبت إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بشأن احتجاز مجموعة مسلحة 21 عنصرا من أفراد الوحدة الفلبينية العاملة في إطار قوات الأمم المتحدة لفصل القوات “الأندوف” في قرية جملة القريبة من منطقة فصل القوات في هضبة الجولان السورية المحتلة.
وقالت الخارجية في رسالتيها “إن مجموعة إرهابية مسلحة احتجزت بتاريخ 6 مارس/آذار الجاري 21 عنصرا من أفراد الوحدة الفلبينية العاملة في إطار قوات الأمم المتحدة لفصل القوات (الأندوف)، وأضافت أن الحكومة السورية أبدت تعاونا كاملا مع قيادة الأندوف عبر وقف كامل لإطلاق النار من جانب واحد حرصا على ضمان أمن وسلامة عناصر القوات الدولية.
وأوضحت أنها فوجئت بإبلاغها بقيام المسلحين بنقل العناصر المحتجزين إلى الأردن بدلا من إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط وتسليمهم إلى قيادة القوة، الأمر الذي من شأنه تشجيع “المجموعات المسلحة” على تكرار هذا النوع من الحوادث.
وطالبت الخارجية السورية الأمم المتحدة بإدانة اعتداءات هذه المجموعات على السكان المدنيين في منطقة الفصل وعلى عناصر قوات الأمم المتحدة، مؤكدة ضرورة العمل على إخراج المجموعات “الإرهابية” بشكل فوري من المنطقة ومنع تسللهم إليها وتحميل الدول الداعمة لها المسؤولية عن نشاطاتها.
قصف عنيف على أحياء محاصرة في حمص
هجمات للثوار بدمشق وتقدم بدير الزور
أفاد المركز الإعلامي السوري بأن قوات النظام أطلقت صاروخ سكود صباح اليوم من منطقة القطيفية في ريف دمشق باتجاه مناطق الشمال. وبينما هاجم الثوار حواجز لقوات النظام في العاصمة دمشق فجر اليوم، واص الجيش الحر تقدمه في المنطقة الشرقية حيث سيطرت عناصره على مقر اللواء 113 في ريف دير الزور. كما استسلم أكثر من مائة جندي من قوات النظام من الفرقة 17 في مدينة الرقة، في يوم دام جديد أوقع 85 قتيلا في أنحاء سوريا.
وفي دمشق أفاد ناشطون بأن الجيش الحر هاجم فجر اليوم حاجزا لقوات النظام في ساحة شمدين بحي ركن الدين وسط العاصمة السورية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.
في هذه الأثناء تعرض حي جوبر في شرق دمشق لقصف القوات النظامية، بينما تدور اشتباكات في حي الحجر الأسود. أما في محيط العاصمة، فقد أغار الطيران الحربي على بلدتيْ كفربطنا والمليحة، وأدى القصف والاشتباكات في مدينة دوما إلى مقتل عشرة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال.
ومن جهة أخرى، قال قادة في الجيش الحر إن الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة للألوية العسكرية التي تقاتل في جبهة جوبر، خطوة مهمة. وكان الجيش السوري النظامي قد قصف السبت أحياء جوبر ومناطق في الغوطة الشرقية، رداً على استمرار الجيش الحر في تقدمه صوب ساحة العباسيين.
تقدم الثوار شرقا
في غضون ذلك واصل الجيش الحر تقدمه في المنطقة الشرقية حيث سيطرت عناصره على مقر اللواء 113 في ريف دير الزور وغنم أسلحة من اللواء، كما دمر بعض آليات الجيش السوري أثناء الاشتباكات. ويقول ناشطون إن وقوع اللواء بأيدي الجيش الحر يخفف وتيرة القصف الذي تتعرض له المدينة.
وسقط اللواء 113 دفاع جوي المعروف بلواء الصواريخ في أيدي عناصر الجيش الحر بعد حصار دام أكثر من أربعين يوماً، انشق خلاله العديد من جنود جيش النظام، وأسفرت الاشتباكات حوله عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الثوار، وفق ناشطين أشاروا أيضا إلى أن لهذا اللواء أهمية عسكرية لدى النظام لكونه لواء الصواريخ الرئيسي في منطقة دير الزور.
وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط اللواء، قبل أن تنسحب قوات النظام. كما اشتبك الجيش الحر مع رتل قوات النظام المنسحب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقر اللواء الواقع إلى الشمال من مدينة دير الزور “كبير ويضم صواريخ ووسائل دفاع جوي”. وأشار إلى أن الضباط الموجودين فيه “فروا، وبقي فيه عدد غير كبير من العناصر الذين إما قتلوا أو أسروا“.
وقد أظهرت لقطات مصورة على موقع “يوتيوب” مقاتلين معارضين يدوسون صورتين صغيرتين للرئيس السوري بشار الأسد في مقر اللواء 113 صواريخ. ويظهر التسجيل ست شاحنات عسكرية محترقة ومدمرة بشكل شبه كامل.
يأتي ذلك بينما لا تزال غالبية أحياء مدينة دير الزور تحت سيطرة القوات النظامية، في حين يسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق واسعة في ريف هذه المحافظة الواقعة على الحدود العراقية.
وفي الرقة المجاورة استسلم أكثر من مائة جندي من قوات النظام السوري من الفرقة 17 في مدينة الرقة التي سيطر عليها الجيش الحر، وفق ما أفاد به مراسل الجزيرة هناك السبت.
وقال نشطاء إن الجيش الحر سيطر مساء السبت على الفرقة 17 في الرقة التي كان النظام يرسل منها تعزيزات عسكرية ويقصف منها مناطق الرقة. وأضاف النشطاء أنه تبقى في الرقة مطار الطبقة واللواء 93 لم تتم السيطرة عليهما حتى الآن، متوقعين السيطرة عليهما خلال أيام قليلة لتكون الرقة بذلك أول محافظة يسيطر عليها الثوار بالكامل.
في الرقة أيضا أمّن الثوار الحماية لمؤسسات الدولة من متاحف وبنوك وغيرها. كما وجّه الجيش الحر دعوة إلى جميع الموظفين من أجل العودة إلى عملهم في المدينة، وفق مراسل الجزيرة ميلاد فضل.
قصف حمص
أما في حمص فقد كثفت قوات النظام قصفها لمدن وبلدات المحافظة، وأفاد الناشطون بسقوط عشرات الجرحى إثر قصف بالطيران الحربي تعرض له حي الخالدية، بالتزامن مع قصف واشتباكات على أطراف المدينة، في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على المنطقة التي تعد معقلا للثوار.
وفي محافظة إدلب، قتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة جراء قصف الطيران الحربي على قرية دير سيتا في ريف المحافظة.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 85 شخصا على الأقل -بينهم أربعة أطفال وسبع سيدات و21 مقاتلا من الجيش الحر- معظمهم في دمشق وريفها ودير الزور وحلب. يشار في هذا الصدد إلى تقديرات تتحدث عن مقتل 70 ألف شخص منذ بداية الثورة على نظام الأسد قبل عامين.
عن ظاهرة العهر المنتشرة بخجل في أوساط اللاجئين السوريين في الاردن
المشي بين الخيم البلاستيكية في أحد الزوايا المترامية الأطراف, في هذا المخيم الذي تعصف فيه الرمال و الملئ ياللاجئين السوريين, تشير امرأة مرتدية اشارب ابيض. ” تعال الى الداخل, ستقضي وقتاً ممتعاً” تقترح ندى ذات التسعة عشر عاماً, التي هربت من درعا المدينة التي تقع على الحدود الجنوبية الى الأردن منذ عدة شهور مضت. والدها رجل بلحية من خليط الملح و الفلفل ” اشارة للشيب” و يرتدي العقال التقليدي ذو اللونين الأبيض و الأحمر, يجلس في الخارج تحت الشمس الجارحة يراقب بصمت. ندى تسعر جسدها ب 7$ , قابل للتفاوض, و تقول انها تجني 70$ دولاراً في اليوم.
على مسافة عدة خيام منا, رجل سوري صغير حليق و نظيف المظهر, يقول انه كان يعمل حلاقاً في أدلب, يعرض زوجته. ” بامكانك الحصول عليها كل اليوم مقابل 70$ دولار” , واعداً. و يقول انه لم ترد لمخيلته أبداً أن يصل لوضع يبيع فيه زوجته, و لكنه يحتاج ان يرسل المال لأسرته في سوريا, يحتاج ان يرسل 200$ شهرياً.
كلما ازداد تدفق اللاجئيين الى الأردن بشكل كبير كلما تزايد يأسهم, وقالت الامم المتحدة مع سوريا التي تمزقها الحرب الأهلية واقتصادها المتضرر بشدة، ومع بلوغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين فروا منها ويسعون للحصول على المساعدات للمليون، هذا الأسبوع. أكثر من 418،000 من اللاجئين في الأردن، والذي سجل حوالي 50،000 من الوافدين الجدد في شهر شباط الماضي لوحده، أعلى تدفق حتى الآن.
. عشرات من النساء السوريات الذين فروا إلى الأردن يتجهون إلى الدعارة، بعضهن قسرياً أو بُعنَ للعمل فيها، حتى من قبل أسرهن بعض اللاجئات عرضة بشكل كبير للاستغلال من جانب القوادين أو المهربين، خاصة أن عدداً كبيرا فروا دون أزواجهن – في بعض الأحيان مع أطفالهم – و مصادر دخلهن ضئيلة أو معدومة.
احدى عاهر تحدثت اليهن وكالة اسوشييتد برس في المخيم, و في بلدة حدودية و ثلاث مدن أردنية طلبن عدم الكشف عن هوياتهن. بسبب العار والخوف من الملاحقة من قبل الشرطة في الأردن. الدعارة في الأردن غير قانونية و العقوبة عليها تصل إلى ثلاث سنوات في السجن، و ان وجد النساء أو الرجال الأجانب مذنبين فمن الممكن ترحيلهم.
الغالبية العظمى من ال11 امرأة يقلن انهن اتجهن الى الدعارة بسبب الحاجة الماسة للمال.
من المستحيل أن أحدد عدد اللاجئات السوريات العاملات الآن في الدعارة في الأردن، ولكن وجودهن لا مفر منه. فقد فاق عدد النساء السوريات عدد العاملات الأخرات من أي بلد آخر في بيوت الدعارة، وفي بضع الحالات، تقريبا كل العاهرات كن السورية. القوادين يقولون إن لديهم عدد أكبر من النساء السوريات من النساء من جنسيات أخرى.
تدفق السوريات لوحظ من قبل المنافسين, فقد اشتكت امرأة اردنية عمرها 37 عاماً و تدير سبعة بيوت للدعارة في شمال الأردن بأنهن باتوا يأخذن العمل.
” الرجال يفضلون المرأة السورية لأنهم يفضلون الشقراء, البيضاء, من بينهن. و فرص تسبيبهم لمشاكل للرجال الأردنيين شبه معدومة, كأبتزاز المتزوجين منهم , وتقول سياستي هي أما أن اصادقهم بحيث يريدون العمل معي, او التخلص منهن بأخبار الشرطة عنهن“
الشرطة الأردنية يقولون أيضا أن عشرات النساء السوريات الآن يعملن في الدعارة. في يوم واحد من الشهر الماضي اعتقلوا 11 امرأة، ثمانية منهم سوريات، في مقهى في اربد بتهمة “السلوك الغير لائق في مكان عام“.
على الرغم من أن التقاليد قوية ضد الجنس خارج إطار الزواج، و لكن الدعارة تحدث في العالم العربي، كما في مناطق أخرى، لكنه يتم بصورة مخفية أكثر بينما قد تكون هناك مناطق معروفة لهذه الأنشطة في بعض المدن، لكن مناطق ممارسة مثل هذه الأنشطة علنياً هي مناطق نادرة، وبعض العاهرات يقمن حتى بارتداء النقاب لإخفاء أنشطتهن. ويمكن إجراء الترتيبات عن طريق الهاتف، و يستخدم في بعض الأحيان الزواج القصير الأمد أو العرفي كغطاء لممارسة الدعارة أو الاتجار بالجنس.
اتهامات الدعارة داخل معسكر الزعتري ذات حساسية خاصة، حيث يسكن فيه نحو 120،000 لاجئ، و يتم تمويله من قبل الأمم المتحدة و يستضيفه الأردن، و الأردن دولة محافظة إلى حد كبير و بلد مسلم. المخيم يعطي اللاجئين الخيام أو الملاجئ سابقة التجهيز واللوازم و المواد الغذائية الأساسية المقننة، ولكن الظروف في الصحراء قاتمة وأموال المساعدات تنفد.
“لم نرى أي دليل على ممارسة البغاء في المخيم، ولكن سمعنا شائعات عن ذلك”، قال أندرو هاربر، رئيس لجنة الأمم المتحدة للاجئين في الأردن. “ونظرا لضعف المرأة، و ازدياد عدد سكان المخيم المتزايد ونقص الموارد، فأنا لست مندهشاً أن البعض قد يختار مثل هذه الأعمال.”
سكان المخيم يشتكون من أن المراحيض غير المضاءة في الليل تصبح بيوت دعارة، و يقول عمال الاغاثة انه يولد عشرات من الأطفال دون وثائق لآبائهم، ربما بسبب الدعارة. محمد أبو زريق (50 عاما) حارس في المخيم من درعا، يقول إلى جانب الدعارة، فان بعض النساء تبعن في المخيم بشكلٍ صريح.
“جاري باع ابنته مقابل 2،000 دولار لرجل سعودي في عمره،” كما يقول.
الشرطة الاردنية تحرس البوابات و لكن نادرا ما تقوم بدوريات في الداخل، لذلك هناك خطر ضئيل للمومسات والعملاء، و أحيانا لاجئين آخرين. وليس من الواضح ما إذا كانت الشرطة أنفسهم يتعاملون مع المومسات أو يرتبوا لقاءات معهن خارج المخيم، حوالي 300 لاجئ قاموا بأعمال شغب قبل أسبوعين بسبب شائعات تقول أن الحراس الأردنيين قاموا بالتحرش الجنسي باللاجئات الشرطة الاردنية لم تستجب لطلبات أسوشيتيد برس الخطية والشفهية للتعليق.
غسان جاموس وهو متحدث باسم الجيش السوري الحر في شمال الأردن، يقر بأن البغاء موجود في المخيم، كما هو الحال في أي مدينة عدد سكانها كبير، لكنه يقول انه ليس على نطاق واسع. على الرغم من أن كل الأدلة تدل على العكس من ذلك، فإن الاعتقاد لا يزال بأن البغاء هو اختيار المرأة، حتى في ظل الظروف الصعبة.
“أنا أصر على أن المرأة السورية في الزعتري وغيرها يمارسن الدعارة لأنهن ترغبن في ذلك أو اعتدن على ذلك، وليس من أجل المال، أو من أجل أسرهم الفقيرة،” يقول جاموس.
سمر، 24 عاما من العاصمة السورية دمشق، تروي قصة مختلفة.
تم إنهاء خدمتها من عملها في متجر لبيع الملابس بسبب تراجع الأعمال، كما تقول، وجاءت إلى الأردن باحثةً عن فرص عملٍ أفضل. ولكنها لم تستطع العثور على ما وصفته “وظيفة لائقة” كمشغلة هاتف أو موظفة استقبال في فندق أو نادلة.
الآن تمشي في شارع المدينة الرئيسي في مدينة إربد بشمال الأردن عند غروب الشمس مع اربع فتيات سوريات لالتقاط الرجال. نوعيات الزبائن تتراوح من المراهقين على الأقدام لكبار السن من الرجال في سيارات السيدان الأنيقة، مع بعض لوحات من السعودية رخصة و الخليج العربي، الذين يدورون على الفتيات قبل أن يتابعوا طريقهم.
واضافت “انه عمل خطير، وأنا أخاطر بحياتي، ولكن ماذا أستطيع أن أفعل؟” ترثي سمر، امرأة سمراء ذات عيون خضراء ترتدي سروالاً جلدياً ضيقاً، و قميصاً أبيضاً و تضع المجوهرات الفضية المقلدة. “والديا مرضاء و لا يستطيعون العمل، و أنا الأكبر من بين سبعة أطفال و علي العمل لأرسل لهم المال في سوريا.”
50% من الشعب السوري يعيش الأن تحت خط الفقر, مقارنةً ب 11.3% في السنوات السابقة وفق تقرير اعده معهد بروكينغز. حيث ارتفعت اسعار المواد الغذائية 60% في العام السابق و انخفض الانتاج الزراعي 80% و لا سيما في المناطق الحدودية المتاخمة للأردن. هذا الوضع يفرض ضرائبه و ضحاياه و منهم فتاة عمرها 18 سنة جاءت من حمص الى مخيم الزعتري خلال الصيف الماضي و نظراً لسوء الوضع قام والدها بتزويجها لشاب اردني عمره 22 عاماً كان يتردد بشكل مستمر الى مخيم الزعتري لقاء استلام مبلغ $1,000 دولار و قام بزجها باستلامها و اخذها معه خارج المخيم ليسلمها لبيت للدعارة تعمل به 20 فتاة و امرأة سورية في أربد يديره قواداً يطلق على نفسه اسم فرعون.
و عاد اهل الفتاة الى سوريا الشهر الماضي تاركين ابنتهم خلفهم في الأردن. ” الأن لا يوجد لي أحد ألجئ اليه” تقول الفتاة الصغيرة بصوتٍ ناعم , انها ليست اكثر من فتاة تدير وجهها و لا تجيب عندما تسأل عن الدعارة. وكالة اسوشييتد برس لا اسم ضحايا الاعتداء الجنسي.
زوجها، الذي يعرف عن نفسه باسم علي، إنه يقر و هو يبتسم بأنه أجبرها على ممارسة الجنس معه ومع الآخرين، من أجل المال. انه يقول مبتسماً ” ليس عندي ما اخسره, بالنتيجة سأطلقها و غالباً سينتهي بها الأمر أن تعود لمنزلها“
المقال كتابة: جمال حلبي من وكالة اسوشييتد برس
من مخيم الزعتري في الأردن بتاريخ 8-3-2013
ترجمة المهندس هادي البحرة
بان كي مون يدعم مناقشة إحالة الأسد الى الجنائية الدولية
قال إن الخروقات الهائلة لحقوق الانسان في سوريا يمكن أن تعتبر جرائم حرب
فيينا – فرانس برس
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه يدعم إجراء محادثات حول احتمال تقديم شكوى ضد الرئيس السوري بشار الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية، حسب ما جاء في مقابلة له مع صحيفة نمساوية.
وقال بان كي مون إن “مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي أعلنت أن هذه الحالة يجب أن تعرض على المحكمة الجنائية الدولية، وأنا أدعم أيضاً إجراء نقاش حول هذا الموضوع”. وأضاف قائلاً إن “الخروقات الهائلة لحقوق الانسان في سوريا يمكن أن تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية“.
كما حذر بان كي مون الدول الغربية من مخاطر تسليم سلاح الى المعارضة السورية. وقال “في حال وصلت أسلحة إلى أطراف النزاع، فإن هذا الأمر لن يساهم سوى في إطالة المواجهة وايقاع المزيد من الضحايا“.
يذكر أن أكثر من 70 ألف قتيل وقعوا في سوريا منذ بداية الثورة السورية، ناهيك عن نحو مليون لاجىء وملايين النازحين داخل سوريا.
ناصر جودة: المراقبون الدوليون في الأردن
المراقبون الدوليون يصلون الأردن
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة السبت وصول فريق مراقبي الأمم المتحدة الذين كانوا محتجزين في سوريا إلى الأراضي الأردنية. وقال إنهم جميعاً بخير، مؤكداً أنه طمأن الأمين العام للأمم المتحدة على أوضاعهم.
أكد وزير الإعلام الأردني والناطق باسم الحكومة سميح المعايطة أيضاً وصول مراقبي الأمم المتحدة الذين كانوا محتجزين في سوريا إلى الأراضي الأردنية. وقال المعايطة، السبت، إن “مراقبي الأمم المتحدة دخلوا الآن إلى الأراضي الأردنية“.
وأوضح أن السلطات الأردنية استخدمت كافة علاقاتها وأجرت اتصالات مكثفة مع كل الأطراف في الأراضي السورية لغايات تأمين وصول محتجزي أفراد الأمم المتحدة إلى الديار الأردنية بسلام .
وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحفي حضره رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة الفريق الأول مشعل الزين ومنسقة الأمم المتحدة في الأردن والسفيرة الفليبنية في عمان أن تامين الأردن لأفراد قوات حفظ السلام هو دليل على قوة الجيش الأردني وحنكته.
من جانبها، قالت سفيرة الفلبين في عمان أوليفيا بالالا إن “المراقبين الفلبينيين الذين يعملون مع قوات الأمم المتحدة في الجولان، والذين كانوا محتجزين في سوريا، وصلوا إلى الأردن اليوم السبت”. وأضافت: “أتوجه إلى الحدود الأردنية الآن للقائهم والاطمئنان عليهم“.
جودة: المراقبون بخير
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إنه أتصل هاتفياً بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بأمر من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لطمأنته على أوضاع أفراد الأمم المتحدة الذين أفرج عنهم بعد احتجازهم في هضبة الجولان.
وأضاف جودة أن كافة أفراد الأمم المتحدة وصلوا إلى الأردن بخير، مشيراً إلى أنه أجريت لهم فحوصات طبية للتأكد من سلامتهم.
وسلم رئيس هيئة الأركان الأردني فريق المراقبين الدوليين إلى منسقة الأمم المتحدة الموجودة في الأردن بحضور السفيرة الفليبينية بصفتها الممثلة الدبلوماسية عن جنسية المحتجزين قبل بدء المؤتمر الصحفي.
محاولات فاشلة
وفي وقت سابق، السبت، قال أحد القادة الميدانيين بكتيبة شهداء اليرموك، التي تختطف المراقبين الدوليين، لـ”سكاي نيوز عربية”: “نحن على الحدود الأردنية تمهيدا لتسليم مراقبي الأمم المتحدة الـ21 للحكومة هناك لإنهاء الأمور ونقلهم إلى مكان آمن“.
وأكد أبو أحمد أن “جميع المراقبين الدوليين بخير وبصحة جيدة”، مبينا “فشل 3 محاولات لتسليمهم نتيجة قصف القوات الحكومية بالطيران المروحي والمدفعي لمكان التسليم“.
وكان رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة، هيرفيه لادسو، قال إن جنود حفظ السلام محتجزين في 4 منازل في قرية الجملة قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وحاول موكب سيارات تابع للأمم المتحدة، الجمعة، الدخول إلى قرية جملة في هضبة الجولان لتسلم المراقبين المحتجزين إلا أن قصفا عنيفا قام به الجيش السوري لمحيط هذه المنطقة أجبر الموكب على الانسحاب من دون إنجاز مهمته.
وأعلنت الأمم المتحدة عزمها على القيام بمحاولة ثانية السبت لاستعادة المراقبين.
وكان لواء شهداء اليرموك، الذي يحتجز المراقبين، طالب في البداية بانسحاب الجيش السوري من منطقة جملة على الجانب السوري من خط وقف إطلاق النار، قبل أن يطالب بأن يوقف الجيش السوري القصف لإتاحة إطلاق سراحهم. قتلى واشتباكات في درعا
ميدانيا، وقعت اشتباكات بين القوات الحكومية وعدة كتائب مقاتلة في مدينة درعا ترافقت مع قصف للجيش السوري على عدة مناطق في المدينة وفي ريفها، في حين أفادتالشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل 113 شخصا في مختلف محافظات سورية، معظمهم في دمشق وريفها و دير الزور.
وفي حلب، تعرضت المناطق المحيطة بمطار منغ العسكري للقصف من الطائرات الحربية التي تحاول استهداف مناطق تمركز الكتائب المقاتلة التي تحاصر المطار وتحاول السيطرة عليه منذ أشهر، حسب المرصد. أما في مدينة الرقة، تعرضت منطقة جزرة البوحميد للقصف من قبل القوات الحكومية.
مصادر دبلوماسية: مسألة خروج الأسد مع رموز النظام إلى الجزائر على طاولة الدول الكبرى
باريس (9 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن فرصة خروج الرئيس السوري بشار الأسد من سورية إلى بلد آخر كبداية لحل يُنهي الأزمة الراهنة مازال مطروحاً، وأشارت إلى أن أفكاراً طُرحت مؤخراً على الولايات المتحدة وروسيا والصين بانتظار التفاوض والنقاش تقضي بخروج الأسد مع عدد كبير من رموز نظامه
وأوضحت المصادر رفيعة المستوى التي طلبت عدم ذكر اسمها لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الخطة التي طُرحت على الدول الكبرى تستند إلى مغادرة الأسد ومعه المئات من كبار رموز نظامه إلى بلد آخر، دون إعلان عن استقالته أو تنحيه، لتبدأ فوراً بعدها المرحلة الانتقالية برعاية وإشراف دولي.
وأشارت المصادر إلى أن دولاً عربية وإيران على علم بهذا الاقتراح، وقالت إن الجزائر هي الدولة المُقترحة لخروجه. وقالت “المهم بالأمر أن هذه الأفكار مطروحة على طاولة الدول الكبرى، وربما تحصل على موافقة روسيا مع بعض التعديل” حسب زعمها
وهذا برأي هذه المصادر أنه الأسد سيمكث في الجزائر من سنتين إلى ثلاثة سنوات دون أن يُعلن عن استقالته رسمياً وأن الأمر متروك للحكومة الانتقالية لتقرر مراحل المرحلة المقبلة
ويرى بعض المراقبين أن الولايات المتحدة وروسيا متفقتان على غالبية النقاط بشأن حل الأزمة السورية، لكن الخلاف مازال قائماً حول مصير الأسد ورموز نظامه وكبار مساعديه، حيث تصر دوا غربية وعربية وقوى بالمعارضة على ضرورة تنحيه وكبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، فيما ترفض روسيا هذا المبدأ وترى أن المفاوضات يجب أن تبدأ “بدون شروط” بين النظام الحاكم والمعارضة
السوري الحر يقطع طريق دمشق ـ عمّان الدولي ويعلنه منطقة عسكرية
روما (9 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلنت كتائب مقاتلة معارضة جنوب سورية عن قطعها طريق دمشق ـ عمّان الدولي وحذّرت من أنه أصبح وما حوله “منطقة عسكرية” حتى إشعار آخر
وقالت ألوية وكتائب من الجيش السوري الحر ومن كتائب جبهة النصرة المحاصرين للواء 38 في قرية صيدا شرق محافظة درعا، أن الأوتوستراد الدولي دمشق ـ درعا أصبح منطقة عمليات مغلقة، وأهابت بالمدنيين عدم استخدامه أيا كانت الأسباب تحت خطر الاستهداف المباشر
يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم به هذه الكتائب بمحاصرة اللواء 38 في صيدا قرب الحدود الأردنية واحتلال أبنية وأجزاء كبيرة منه، مستخدمة دبابات ومدفعية ثقيلة ومضادات طيران
ومازالت الاشتباكات مستمرة لليوم الثاني على التوالي بين مقاتلين من عدة كتائب والقوات النظامية في محيط اللواء وداخل بعض أجزائه، فيما يؤكد ناشطون أن القوات النظامية تحاول إرسال تعزيزات عسكرية للواء 38 من مدينة إزرع الواقعة منتصف الطريق الدولي بين دمشق ودرعا وخاصة اللواء 12 لكنها تلقى مقاومة عنيفة من كتائب المعارضة المسلحة ترابط على طول الطريق الدولي وتحاول منع مرور أي أرتال عسكرية باتجاه صيدا
ومازالت تتعرض صيدا ومحيط اللواء 38 فيها والقرى المجاورة لها كالنعيمة وأم المياذن والطيبة لقصف من قبل القوات النظامية من درعا ومن معسكرات منتشرة في أنحاء المحافظة
ويشارك في عملية احتلال اللواء 38 عدة ألوية تابعة للجيش الحر كلواء فلوجة حوران، لواء اليرموك، لواء محمد بن عبد الله، لواء الحق، لواء مغاوير حوران، لواء أحمد الخلف، لواء المهاجرين والأنصار، كتيبة فرسان الزيدي، كتيبة درع حوران، وكتائب من جبهة النصرة
عبور جنود الامم المتحدة المحتجزين في سوريا إلى الاردن
عمان (رويترز) – قال معارضون ومسؤول بالأمم المتحدة في دمشق ان 21 من جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة الذين احتجزهم مقاتلون من المعارضة السورية لمدة ثلاثة ايام بقرية في جنوب سوريا عبروا الحدود الى الأردن يوم السبت.
ونقل لواء شهداء اليرموك الجنود الفلبينيين إلى الحدود على بعد حوالي 10 كيلومترات جنوب قرية جملة حيث كانوا موجودين منذ احتجازهم يوم الاربعاء.
وقال أبو محمود من لواء شهداء اليرموك الذي احتجز جنود حفظ السلام في قرية جملة يوم الأربعاء “جميعهم موجودون الآن على الجانب الأردني من الحدود وهم في صحة جيدة.”
واضاف انه عبر مع الجنود الى الأردن.
وفي العاصمة السورية اكد مختار لماني الذي يرأس مكتب مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي عبور الجنود إلى الاردن.
وفي البداية فوجئت الحكومة الاردنية فيما يبدو بوصول قوات حفظ السلام الذي كان من المعتقد انهم سيعادون بواسطة قافلة تابعة للامم المتحدة إلى دمشق.
وقال ناشط معارض ان القافلة تعطلت في وقت سابق يوم السبت في قرية شمال جملة.
واحتجز لواء شهداء اليرموك الجنود الذين ينتمون إلى قوة فض الاشتباك التابعة للامم المتحدة التي تراقب وقف اطلاق النار بين سوريا واسرائيل في هضبة الجولان منذ عام 1974.
وبعد احتجازهم وصفهم المعارضون المسلحون بانهم “ضيوف” وقالوا انهم سيفرجون عنهم بمجرد انسحاب القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد من محيط قرية جملة ووقف قصفها.
وتم الاتفاق على وقف قصير لاطلاق النار صباح يوم السبت للسماح بعودة قوات حفظ السلام. وعلى الرغم من انتهاء مهلة الساعتين التي تم الاتفاق عليها قبل عودتهم استمر الهدوء بما يكفي لاخراج المعارضة المسلحة لهم واصطحابهم جنوبا نحو الاردن.
وقال الامين العام المساعد للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو ان محاولة لانقاذ الجنود المحتجزين يوم الجمعة تعطلت بسبب القصف العنيف وتوقفت بعد حلول الظلام.
وامتدت اعمال العنف التي تشهدها سوريا منذ عامين إلى ما وراء خط وقف اطلاق النار في الجولان وعبر الحدود السورية مع لبنان والعراق وتركيا مما يهدد المنطقة بأسرها. وبدأ الصراع باحتجاجات سلمية لكنه تحول إلى العنف عندما امر الاسد بحملة امنية ضارية لاخماد الاحتجاجات.
وقال لادسو للصحفيين بعد اطلاع مجلس الامن الدولي على الوضع ان قرية الجملة تتعرض لقصف مكثف من قبل القوات المسلحة السورية.
وقال السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري ان الجيش يستهدف مناطق خارج جملة حيث قال انها مواقع تركز للمعارضة المسلحة ولا يستهدف القرية نفسها. وقال ان سوريا تعرف ما تفعله وتعرف مكان قوات حفظ السلام.
من سليمان الخالدي
(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)
“الهيئة الشرعية” تستعرض: الشريعة الإسلامية لملء الفراغ شمال سورية
بيروت – ا ف ب
شكلت مجموعات اسلامية مقاتلة “الهيئة الشرعية للمنطقة الشرقية من سورية”، لتتولى ادارة شؤون الناس في هذه المناطق التي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منها، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وجاء في بيان موقع باسم الهيئة وزعه المرصد “الى اهالينا في المنطقة الشرقية، نحيطكم علما بأن الله جل وعلا قد امتن على غالب الكتائب الإسلامية بتشكيل “الهيئة الشرعية للمنطقة الشرقية”، والتي بدورها ستقوم بتسيير شؤون الناس وملء الفراغ الأمني وحل قضايا الناس العالقة“.
واوضح البيان ان “الهيئة ستتألف من مكاتب عدة يخصص بعضها للاصلاح وفض الخصومات”، والدعوة والارشاد، اضافة الى قوة شرطة.
واظهر شريط فيديو بثه المرصد على موقع “يوتيوب” موكباً من عشرات يجول في محافظة دير الزور (شرق)، في ما قيل انه “الاستعراض العسكري لشرطة الهيئة الشرعية“.
وضم الموكب عشرات السيارات منها رباعية الدفع، اضافة الى شاحنات صغيرة مزودة برشاشات، اضافة الى باصات. كما يظهر الشريط عددا من المقاتلين يرفعون على مبنى في مدينة الميادين، لافتة سوداء كتب عليها “الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية”، بينما يحمل عدد منهم اعلاماً كتب عليها “لا اله الا الله“.
واوضح المرصد ان من بين المجموعات التي شكلت الهيئة “جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة التي ادرجتها الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الارهابية، متحدثة عن ارتباطها بتنظيم القاعدة في العراق.
ولم تكن الجبهة معروفة قبل بدء النزاع السوري قبل عامين، لكنها اكتسبت دوراً متعاظماً على الارض، وتبنت عدداً من التفجيرات، التي استهدفت في غالبيتها مراكز عسكرية وامنية.
عودة الاشتباكات الى حي بابا عمرو في حمص
بيروت – ا ف ب
تدور اشتباكات عنيفة اليوم الاحد في حي بابا عمرو وسط مدينة حمص، بعد نحو عام من سيطرة القوات النظامية عليه وقيام الرئيس السوري بشار الاسد بزيارته، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “مقاتلين من الكتائب المقاتلة شنوا فجر اليوم هجوماً مفاجئاً على بابا عمرو، ودخلوا اليه وباتوا موجودين في كل ارجاء الحي” الذي سيطرت عليه القوات النظامية في الاول من آذار/مارس 2012“.
وتعرض الحي ذو الرمزية العالية في وسط المدينة التي يعدها الناشطون المعارضون “عاصمة الثورة” ضد النظام السوري، لقصف عنيف طوال اكثر من شهر مطلع العام 2012، قبل ان تفرض القوات النظامية سيطرتها عليه.
وفي اشارة الى اهمية الحي، قام الرئيس بشار الاسد في 27 آذار/مارس 2012 بجولة في الحي لتأكيد ان الحياة عادت الى طبيعتها فيه.
وادت المعارك واعمال القصف في الحي الى مقتل المئات بحسب المرصد السوري، بينما تم العثور في مراحل لاحقة على العديد من الجثث في احياء مختلفة، بينهم نازحون من بابا عمرو.
صحيفة: بريطانيا ارسلت اسلحة بقيمة 30 مليون دولاراً للمقاتلين السوريين
بريطانيا – يو بي أي
كشفت صحيفة “ديلي ستار صندي”، أن “بريطانيا أرسلت أسلحة قيمتها 20 مليون جنيه استرليني، أي ما يعادل 30 مليون دولار، إلى المتمردين السوريين“.
وقالت الصحيفة إن “الأسلحة تشمل بنادق هجومية، ومدافع رشاشة خفيفة، وقنابل يدوية، وصواريخ مضادة للدبابات، وقاذفات صاروخية وذخيرة، وجرى تخزينها في دول مجاورة لسورية، وتكفي لتسليح 1000 مقاتل من قوات المعارضة السورية“.
واضافت أن “هذا التطور يأتي مع اعلان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، الأربعاء الماضي أن بريطانيا ستزوّد قوى المعارضة السورية بمركبات مدرعة، ودروع واقية من الرصاص، ولن تستبعد أي خيار لإنقاد الأرواح في سورية“.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر حكومي وصفته بالمطلع، قوله “إن الأسلحة أُرسلت قبل أسابيع في اطار خطة وضعها كبار مسؤولو وزارة الدفاع البريطانية لنقل ما قيمته مليون جنيه استرليني من الأسلحة للمتمردين السوريين بمعدل يومي“.
واضاف المصدر أن “القرار المتعلق بتسليم هذه الأسلحة “سيتم اتخاذه في غضون الأسابيع الـ 6 المقبلة بعد بناء ترسانة سرية منها، وسيتم فتحها وشحنها إذا ما قرر الإتحاد الأوروبي رفع الحظر الذي يفرضه على الأسلحة إلى سورية“.
واشار إلى “أن بعض الأسلحة البريطانية تم بالفعل تسليمها للمتمردين السوريين عبر السعودية وقطر، واللتين اشترتا كميات كبيرة من الأسلحة“.
وكان هيغ، اعلن في بيان أمام مجلس العموم (البرلمان) الأسبوع الماضي أن بريطانيا “ستقدم المزيد من المعدات غير الفتاكة للمتمردين السوريين وتعمل على أن تكون أكثر فعالية وقد تشمل مركبات رباعية الدفع ومعدات للحماية الشخصية، بما في ذلك الدروع الواقية للجسد، وتكنولوجيا للمساعدة في جمع الأدلة عند وقوع هجوم بالأسلحة الكيماوية، ومعدات لعمليات البحث والإنقاذ، والامدادات الطبيبة، ومولدات الكهرباء، ومعدات تنقية المياه“.
واضاف أن سياسة المملكة المتحدة حيال سوريا واضحة “وتملي علينا أن نكون مستعدين لبذل المزيد في مثل هذه الحالة من القتل والمعاناة.. ولا نستبعد أية اجراء لانقاذ الأرواح“.