أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 13 تشرين الثاني 2011

 الجامعة تمنح سورية 4 أيام قبل تعليق مشاركتها

القاهرة – محمد الشاذلي

لندن، القاهرة، نيقوسيا، نيويورك، باريس، واشنطن – «الحياة»، ا ف ب – اتخذ مجلس وزراء الخارجية العرب قراراً امس بشأن الازمة السورية، يمكن وصفه بـ «التاريخي»، اذ انه جاء اعلى بكثير مما كان متوقعاً من الجامعة. اذ صوَّت وزراء الخارجية بغالبية 18 دولة لمصلحة قرار تعليق مشاركة وفود سورية في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتباراً من الأربعاء المقبل، وإلى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية، ودعوة الدول العربية إلى سحب سفرائها من دمشق بشكل سيادي كما طالبوا الجيش السوري بعدم القيام باعمال عنف وقتل بحق المدنيين.

وفور اعلان القرارات العربية، حاول متظاهرون مؤيدون للحكم في دمشق اقتحام مباني سفارتي قطر والسعودية في العاصمة السورية. وألقت قوات حفظ النظام قنابل مسيلة للدموع، لتفريق مئات المحتجين. ونشب الى مصدر ديبلوماسي سعودي إن «قوات حفظ النظام منعت المحتجين من الوصول الى مبنى السفارة، واستخدمت في ذلك قنابل الغاز التي لم نعد نستطع الرؤية من آثارها».

ورشق المتظاهرون الذين قدموا من السفارة القطرية، السفارة السعودية بالحجارة، وحاولوا الدخول الى مبناها في حي أبو رمانة، مرددين شعارات ضد الجامعة العربية وقطر والسعودية. وكان مئات تظاهروا أمام السفارة القطرية، وتمكن بعضهم من الصعود الى سطح مبناها ورفعوا العلم السوري عليه.

واستمرت امس الاحتجاجات والمواجهات في المدن السورية، وقتل فيها نحو 17 شخصاً، بينهم تسعة من عناصر قوات الامن. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انهم قتلوا في هجوم قام به منشقون عن الجيش على الارجح، واستهدف حافلة كانت تنقلهم الى ادلب. واوضح ان منشقا من المهاجمين قتل ايضا في الحادث نفسه.

وفي مدينة حمص قتل اربعة اشخاص بينهم امرأة باطلاق نار من قوى الامن، كما قتل شخص في بلدة جاسم في محافظة درعا برصاص قوى الامن. واشار المرصد السوري الى انشقاق ما بين 50 و60 جندياً عن الجيش في ادلب.

وكان الوزراء لجأوا للتصويت بعد خلافات على مشروع القرار المقدَّم من اللجنة الوزارية العربية المكلفة حل الأزمة السورية. وبعد نحو ساعة من الجلسة المغلقة للاجتماع تم تعليقه بطلب من رئيس اللجنة الذي عقد مع أعضائها، وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر وسلطنة عمان والأمين العام للجامعة نبيل العربي، اجتماعاً تشاورياً. وتوصل الاجتماع إلى صيغة التعليق وإعطاء مهلة أربعة أيام وإرجاء العقوبات الاقتصادية. واتفق أعضاء اللجنة على اللجوء إلى التصويت إذا لم يتحصل توافق الآراء. وبحسب النظام الداخلي لمجلس الجامعة فإن قرار التجميد أو الفصل يستلزم غالبية الثلثين مع عدم تصويت الدولة موضوع النزاع. وعند التصويت رفض القرار كل من لبنان واليمن فيما تمثلت المفاجأة في موافقة الجزائر (عضو اللجنة الوزارية) على الرغم من شكوك المعارضة السورية واتهاماتها. وشكلت موافقة السودان مفاجأة أخرى، كما امتنع العراق عن التصويت بعد مداولات لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع حكومته حول التحفظ أو الرفض، وجاء القرار بالامتناع عن التصويت ليشكل مفاجأة ثالثة.

ورصد حاضرون للاجتماع اتهامات علنية وجهها رئيس وفد سورية مندوبها الدائم لدى الجامعة السفير يوسف أحمد لكل من رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي، بأنهما مطية لأميركا وإسرائيل وينفذان مؤامرة ضد سورية. وحمّل العربي مسؤولية القرار.

وفي المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع، قال حمد بن جاسم: «أترفع عن الرد عن مثل هذه الألفاظ النابية، فقد تربيت على ألا أرد على أحد بهذه الطريقة، وأقول له الله يسامحه». وأكد أن هدف الجامعة مصلحة سورية «لأنها عزيزة علينا، ولسنا وكلاء لأحد». وشدد على حرص الجامعة على أن يكون حل الأزمة عربياً خالصاً. وقال «إن أي حديث عن فرض حظر جوي على سورية أو المطالبة بتدخل أجنبي أمر لم يتم تداوله أبداً خلال الاجتماع». ورفض انتقادات سورية لدول الخليج ودولة قطر بالتحديد بالتصعيد ضدها. وقال: «لا توجد رغبة خليجية، ونحن نعمل تحت مظلة الجامعة»، مشيراً إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط الأربعاء المقبل على هامش اجتماع وزاري عربي – تركي.

من جانبه، أعرب العربي عن الأمل بأن يتم وقف العنف في الايام الأربعة المقبلة. وعن عدم صدور القرار بالتوافق قال العربي: «إننا نتحرك في إطار الأغلبية، لأنه لو لزم الاجماع لما صدر قرار من الجامعة».

في موازاة ذلك، قال السفير السوري لدى الجامعة، في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة، ان القرار الذي صدر «لا يعني سورية لا من قريب ولا من بعيد ولا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به». وشن هجوماً على دول مجلس التعاون الخليجي. وقال: «إن هذه الدول تجتمع قبل اجتماعات الجامعة، وتأتي والقرار معها». وقال: «ان الجامعة تحولت الى مطية لتنفيذ الاجندات الخارجية واستجلاب التدخل الاجنبي». واضاف «إنه لو أصاب سورية أي شر فسيطول كل دول الجوار». وبرر الانشقاقات في الجيش السوري بأنها كانت تحدث في الأيام الطبيعية من كل عام.

وفي ردود الفعل على القرار، اشار الرئيس الاميركي باراك اوباما الى «العزلة الديبلوماسية المتصاعدة» لنظام الرئيس بشار الاسد. ورحب بقرار الجامعة تعليق مشاركة سورية في اعمالها. ودعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاسرة الدولية «لتسمع رسالة الجامعة العربية والتحرك فورا في جميع المنظمات الدولية لايقاف العنف وحماية المدنيين لاتاحة البدء بانتقال سياسي في سورية. وقال جوبيه: «ازاء عناد بشار الاسد برفضه التزامه وعوده للجامعة العربية قررت العقوبات الاقتصادية والسياسية ودعوة المعارضة السورية الى القاهرة كي تعمل على انتقال سياسي».

وفي لندن اشاد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بـ «حزم» الجامعة العربية وقال ان قرارها يعكس «الاحباط الذي يشعر به اعضاؤها من تعنت الرئيس الاسد».

وقال مايكل مان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون:»ندعم كليا القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية والتي تظهر تزايد عزلة النظام السوري». واضاف: «اننا نحيي عرض الجامعة العربية وقف اعمال العنف واجراء الاصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري منذ اشهر».

وفي الامم المتحدة بدأت الاستعدادات على مستوى مجلس الأمن والجمعية العامة للتحرك في شأن التطورات المتعلقة بسورية، بناء على تنسيق مع دول عربية. وستبدأ المباحثات غداً الإثنين بين دول أعضاء في مجلس الأمن ودول عربية بهدف التحرك في اللجنة الثالثة للجمعية العامة لبحث مشروع قرار يدين انتهاكات حقوق الإنسان في سورية.

وأكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسركي أن بان كي مون على «اطلاع على التطورات». وأوضح مساعده فرحان حق لـ «الحياة» أن بان «كان على اتصال دائم عبر الهاتف في الأيام الأخيرة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وأنهما على اتصال دائم ومستمر في ما يتعلق بالتطوات في سورية».

وتنطلق المشاورات غداً للنظر في كيفية إعادة البحث في الشأن السوري في مجلس الأمن، بعدما عطل الفيتو المزدوج الروسي والصيني آخر تحرك في المجلس، والذي تمثل في مشروع قرار أوروبي يدان قمع السلطات السورية المدنيين.

وتتداول الدول الأوروبية مشروع قرار في اللجنة الثالثة المعنية بقضايا حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة يتضمن بحسب ديبلوماسيين فقرتين مختصرتين تنصان على «الترحيب بقرار مجلس حقوق الإنسان» الذي دان في نيسان (ابريل) الماضي السلطات السورية على ما أسماه عمليات القتل الجماعي واعتقال المتظاهرين تعسفاً، و»الدعم لمبادرة جامعة الدول العربية» في شأن سورية.

وتوقع ديبلوماسيون عرب في الأمم المتحدة أن تؤيد دول عربية مشروع القرار عند طرحه على التصويت «لا بل يمكن أن تشارك دول عربية في رعايته». وأضافت المصادر أن مشروع القرار سيخضع الى «إعادة صياغة» في ضوء قرار جامعة الدول العربية «لرفع مستوى لغته وقوتها بما يتوافق مع الموقف العربي».

وأكد ديبلوماسيون أوروبيون أن دولاً عربية «ستشارك في رعاية مشروع القرار في حال فشل المبادرة العربية مع سورية». وألمح بعضهم الى أن قطر وليبيا قد تكونان من بين هذ الدول العربية. وأكدت المصادر أن «الدول الأوروبية تحرص جداً على مشاركة دول عربية في رعاية مشروع القرار في الجمعية العامة لكي تكون قيادة التحرك مشتركة مع الدول العربية».

بحث حماية السوريين ودمشق تدعو لقمة

دعت سوريا لعقد قمة عربية طارئة لبحث الأزمة فيها، وذلك عقب قرار الجامعة العربية تعليق عضويتها، ورحبت بزيارة وفد عربي يشرف على تنفيذ دمشق لالتزاماتها، في حين قال الأمين العام للجامعة نبيل العربي إنه يجري بحث طرق وآليات لحماية المدنيين السوريين، وسط دعوات من الغرب والمعارضة إلى زيادة الضغط على السلطات بدمشق.

وقالت دمشق التي انتقدت بشدة قرار الجامعة العربية، إنه نظرا لأن تداعيات الأزمة السورية يمكن أن تمس الأمن القومي وتلحق ضررا فادحا بالعمل العربي المشترك فإن القيادة السورية تقترح الدعوة العاجلة إلى قمة عربية طارئة، وترحب بقدوم اللجنة الوزارية إلى سوريا قبل السادس عشر من الشهر الجاري.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عمّا سمته مصدرا رسميا ترحيب دمشق بقدوم اللجنة الوزارية العربية إلى سوريا قبل  السادس عشر من الشهر الجاري واصطحاب من تراه ملائما من مراقبين وخبراء مدنيين وعسكريين من دول اللجنة ومن وسائل إعلام عربية للاطلاع المباشر على ما يجري على الأرض والإشراف على تنفيذ المبادرة العربية بالتعاون مع الحكومة والسلطات السورية المعنية.

وكان وزراء الخارجية العرب قد قرروا أمس في القاهرة تعليق مشاركة وفود سورية في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتبارا من 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري إلى حين قيام سوريا بالتنفيذ الكامل لتعهداتها، وتوفير الحماية للمدنيين السوريين من خلال الاتصال بين المنظمات العربية والدولية المعنية.

قرار تاريخي

ووصف الأمين العام للجامعة نبيل العربي القرار بأنه “تاريخي” وتحدث عن إجراءاتٍ لحماية مدنيي سوريا من غير الخوض في محتواها.

وفي إشارة لتطور محتمل باتجاه تدويل الأزمة في سوريا قال العربي خلال وجوده بالعاصمة الليبية طرابلس “لا عيب في التوجه إلى مجلس الأمن لأنه المنظمة الوحيدة القادرة على فرض هذه الإجراءات” لحماية المدنيين.

ولوحت الجامعة بـ”الاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية” لـ”توفير الحماية للمدنيين”، وإذا فشل التحرك فستلجأ إلى “الاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بما فيها الأمم المتحدة”.

وكان قرار الجامعة قد دعا الدول العربية إلى سحب سفرائها -وهو ما قالت الجزائر إنها لن تفعله رغم تأييدها القرار- والتلويح بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض الذي دُعي إلى زيارة الجامعة خلال ثلاثة أيام لبحث “المرحلة الانتقالية المقبلة”.

ولم تعترض على القرار إلا سوريا واليمن ولبنان، وامتنع العراق عن التصويت.

في غضون ذلك قال التلفزيون السوري اليوم إن الملايين تظاهروا في العاصمة السورية ومدن كاللاذقية وحمص للتنديد بالقرار، الذي تبعته أمس هجمات نفذتها حشود غاضبة على سفارتي قطر والسعودية في دمشق وقنصليتيْ فرنسا وتركيا في اللاذقية.

وأعلنت تركيا اليوم سحب دبلوماسييها غير الضروريين وعائلاتهم، وحمّلت السعوديةُ سوريا مسؤولية الخلل الأمني الذي سمح بمهاجمة سفارتها،  في حين تحدث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني عن هجمات تخرق الأعراف الدبلوماسية.

زيادة بالضغط

ورحبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بقرار الجامعة العربية الذي اعتبرته زيادة في الضغط على نظام بشار الأسد، وتحدثت ألمانيا عن أنه “إشارة مهمة إلى هؤلاء الشركاء في مجلس الأمن الذين يعارضون صدور قرار بالإجماع” في تلميح إلى دول كروسيا والصين.

ولقي تعليق عضوية سوريا ترحيب المجلس الوطني المعارض الذي توقع رئيسه برهان غليون أن يؤدي إلى زيادة حصار النظام داخليا وخارجيا، وأعلنت الهيئة العامة للثورة خطوات تصعيدية تشمل الدعوة إلى عصيان مدني.

كما رحب به رئيس هيئة التنسيق الوطني للتغيير في المهجر هيثم مناع، في حين أبدى معارضون في الداخل (بينهم رئيس تيار بناء الدولة لؤي حسين) خشية من تدويل تام للأزمة.

واعتبره نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام خطوة إيجابية لكنها تبقى “عرجاء” لأنها تمنح النظام حسب قوله مهلة إضافية.

وقال لصحيفة الشروق الجزائرية إن على التكتل العربي رفع قراراته إلى مجلس الأمن كما حدث مع ليبيا، وتوقع للأسد مصيرَ معمر القذافي، وانتقد رافضي التدخل العسكري لأنهم لا يقدمون كما قال بديلا لإسقاط النظام.

سوريا تنسحب من الألعاب العربية بقطر

احتجاجا على قرار تعليق عضويتها

أعلنت اللجنة الأولمبية السورية والاتحاد الرياضي العام اليوم انسحاب سوريا من دورة الألعاب الرياضية العربية التي ستقام في الدوحة الشهر المقبل، احتجاجاً على قرار الجامعة العربية تعليق عضويتها بالجامعة.

وكانت الجامعة العربية أقرت أمس السبت تعليق مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم 16 من الشهر الجاري، إلى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية.

وتقام فعاليات دورة الألعاب العربية الثانية عشرة التي تقام كل أربع سنوات، والمعروفة رسمياً بدورة الألعاب العربية “الدوحة 2011″، من 9 إلى 23 ديسمبر/كانون الأول المقبل. بمشاركة أكثر من ستة آلاف رياضي في مختلف الألعاب، من 22 دولة عربية.

يشار إلى أن احتجاجات شعبية تهز منذ قرابة ثمانية أشهر معظم أنحاء سوريا مطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد ونظامه، وقع فيها -حسب إحصائيات الأمم المتحدة- أكثر من3500 قتيل.

مظاهرات حاشدة بسوريا تأييدا للنظام

تجمع مئات الآلاف من السوريين اليوم الأحد في دمشق ومدن سورية أخرى للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد ورفضهم قرار الجامعة العربية الأخير.

وتوافدت حشود كبيرة منذ الصباح إلى ساحتي السبع بحرات والأمويين بدمشق، حاملين الأعلام السورية وصورا للرئيس السوري ولافتات تندد بقرار الجامعة.

وكانت الجامعة العربية قررت أمس تعليق عضوية سوريا لعدم تنفيذها خطة الجامعة التي كانت وافقت عليها وتقضي بوقف القمع المسلح للمظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي بدأت قبل ثمانية أشهر وفتح حوار مع المعارضين وإطلاق سراح المعتقلين.

وبث التلفزيون السوري الرسمي بشكل مباشر لقطات لمظاهرات تجري في عدة مدن سورية منها حلب (شمال) واللاذقية الساحلية (غرب) ودير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق).

وبينت اللقطات متظاهري اللاذقية وهم يرفعون لافتة كتب عليها “القرار لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد” فيما كتب متظاهرو الحسكة “هذه قرارات أميركية وصهيونية للنيل من إرادة الشعب”.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن “عشرات الآلاف من أبناء الرقة (شمال) يحتشدون في ساحة السيد الرئيس أمام مبنى المحافظة استنكارا لقرار جامعة الدول العربية الجائر بحق سوريا وشعبها، مرددين الهتافات وحاملين اللافتات التي تدعو إلى الدفاع عن عزة سوريا وكرامة أبنائها”.

استهداف السفارات

وكان متظاهرون غاضبون قد قاموا، عقب إعلان قرار الجامعة العربية أمس، باقتحام مبنى السفارة السعودية في حي أبو رمانة القريب من مباني الرئاسة السورية بدمشق.

كما اقتحم متظاهرون آخرون سياج السفارة القطرية بدمشق وصعدوا إلى سطح المبنى ونزعوا علم قطر ليرفعوا مكانه العلم السوري.

وقد استنكرت دول مجلس التعاون الاعتداء على السفارتين، وحمّلت السلطات السورية مسؤولية الحفاظ عليهما.

وهاجم متظاهرون في اللاذقية -التي تبعد 330 كيلومترا شمالي دمشق- القنصليتين الفرنسية والتركية.

سياسيون سوريون ينتقدون الجامعة

انتقد عدد من السياسيين والمعارضين السوريين قرارات الجامعة العربية الأخيرة بشأن سوريا، واعتبروا القرارات التي صدرت أمس بداية لانتقال القضية السورية إلى طريق التدويل وإعلان حرب على سوريا.

حيث قال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في سوريا علي حيدر إن قرارات الجامعة هي بمثابة إعلان حرب على سوريا، وهي خطوة أولى نحو أخذ سوريا إلى مجلس الأمن عبر الجامعة العربية.

واعتبر حيدر قرارات الجامعة انقلابا على أجواء التفاهم التي سادت ليلة اجتماع وزراء الخارجية العرب عندما رحبت سوريا بوفود ومراقبين من الجامعة العربية، قائلا “لقد شهد اليوم انقلابا لعبت قطر والسعودية دوراً بارزاً فيه”.

وكان رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، رئيس وزراء ووزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، تعليق مشاركة وفد سوريا وجميع الوفود السورية في المجالس والهيئات التابعة للجامعة اعتباراً من 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى حين التزام الحكومة السورية ببنود المبادرة العربية الرامية لوقف العنف في سوريا.

من جانبه، قال رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين إن قرارات الجامعة بمجملها تأخذ الوضع السوري إلى التدويل، والهدف منها إزاحة الملف السوري عن كاهل الجامعة، وإن الجامعة تقاعست عن دورها الفعّال واكتفت بإصدار البيانات.

وأضاف حسين أن دعوة المعارضة لعقد اجتماع خلال 3 أيام غير ممكن، نظراً لاختلاف وجهات النظر بين تلك القوى، مشيرا إلى أن الجامعة سوف تكتفي بعقد اجتماع مع المجلس الوطني السوري.

وكانت الجامعة العربية قد دعت في قرارها الجيش السوري إلى عدم التورط في الاعتداء على الشعب السوري، ولوحت بتوقيع عقوبات سياسية واقتصادية على الحكومة السورية، كما دعت الدول العربية إلى سحب سفرائها من دمشق، مع التأكيد أن ذلك الطلب هو قرار سيادي لكل دولة.

مبادرات إيجابية

بدوره، اتهم المحلل السياسي السوري شريف شحادة، رئيس الوزراء القطري بالسعي إلى تصعيد الأزمة السورية لا حلها، لافتا إلى أن المبادرات الإيجابية التي تقدمت بها سوريا -على حد تعبيره- هي ما أزعجت قطر، التي اتهمها بالعمل على تنفيذ طلبات أميركية تحت مظلة الجامعة العربية.

وأكد شحادة أن القرارات الصادرة عن الجامعة هي اعتداء على سوريا، وأشار إلى أنها لم تلتزم بالمطلب السوري الذي دعا إلى وقف التحريض الإعلامي على سوريا، وشدد على أن الجامعة العربية -بهذه القرارات ضد سوريا- تعمل على التصعيد وهذا لا يخدم أحدا بل سيولد انفجارا لن يُستثنى منه أحد في المنطقة، على حد قوله.

في المقابل، رحّب المعارض السوري حسين العودات بقرارات الجامعة العربية، واعتبرها بداية لحل الأزمة السورية، وأنها إيجابية بالنسبة للمحتجين والمتظاهرين وقوى المعارضة، وربما تساعد على وضع الأزمة السورية في طريق الحل، بعدما أصبح النظام السوري في موقف حرج جدا، بعد أن أغلق الباب أمام كل الحلول وذهب إلى الحل الأمني وجر عليه مثل هذه القرارات.

وأضاف أنه كان بإمكان النظام التراجع عن الحل الأمني، وأن ينظّم مؤتمرا وطنيا يصل إلى نتائج معقولة، معتبراً أن قرارات الجامعة وضعت الأزمة السورية على الطريق الصحيح للوصول إلى الحل.

هل توقف الجامعة العنف في سوريا؟

 تساءلت مجلة تايم الأميركية عما إذا كان بمقدور جامعة الدول العربية وقف العنف في سوريا، وقالت إن الجامعة تبدو هذه المرة تريد أن تحول الأقوال إلى أفعال، فهي شددت الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشارت تايم إلى الإعلان الذي تلاه رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وفد اللجنة المعنية بالملف السوري، والمتمثل في تعليق مشاركة جميع أشكال الوفود السورية في اجتماعات ونشاطات جامعة الدول العربية اعتبارا من 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وذلك عندما تعقد الجامعة اجتماعها في الرباط بالمغرب.

وأما تنفيذ تعليق مشاركة الوفود السورية بالجامعة فيبدأ بعد انقضاء مهلة أربعة أيام -اعتبارا من البارحة- وذلك في حال لم تقم دمشق بتنفيذ جميع البنود الواردة في مبادرة الجامعة التي سبق أن قبل بها النظام السوري قبل أسبوعين دون أن ينفذ منها شيئا على أرض الواقع.

جرائم الأسد

ونصت ورقة مبادرة جامعة الدول العربية بحق سوريا على ضرورة وقف النظام أعمال العنف، والإفراج عن المعتقلين في الأحداث، وسحب المسلحين وكل المظاهر المسلحة من المدن، وكذلك السماح لمنظمات الجامعة العربية ووسائل الإعلام الدولية بدخول سوريا، والتنقل بكل حرية لرصد ما يدور فيها.

كما نصت الورقة على أنه مع إحراز تقدم على صعيد تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها، تباشر اللجنة الوزارية العربية حوارا مع الحكومة والمعارضة السوريتين في غضون أسبوعين للإعداد لمؤتمر وطني، لكن النظام السوري لم ينفذ من ذلك شيئا، بل إنه -على العكس من ذلك- صعد من هجماته العسكرية المتمثلة في قصفه المدن والقرى السورية بالمدافع الثقيلة، وزاد من تقتيله للمدنيين العزل وتعذيبهم.

وأشارت تايم إلى تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش الذي يتهم الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وضد المدنيين العزل في البلاد، وبأن نظامه قتل في مدينة حمص وحدها أكثر من مائة مواطن سوري، وأنه قام بتعذيب الكثيرين.

وفي حين نسبت تايم إلى رئيس الوزراء القطري قوله إن جامعة الدول العربية ستفرض عقوبات سياسية واقتصادية ضد سوريا وتدعو لسحب السفراء العرب من دمشق، قالت إن سوريا -بعد قرار الجامعة العربية البارحة- تكون قد فقدت الغطاء السياسي من العالم العربي.

خطوة صلبة

وأوضحت أن 19 دولة عربية صوتت لصالح القرار المتمثل في تعليق مشاركة الوفود السورية في أنشطة الجامعة العربية، وأن ثلاث دول صوتت ضد القرار، وهي سوريا نفسها ولبنان واليمن، فيما امتنع العراق عن التصويت.

وفي حين أشارت تايم إلى ما يصفه مراقبون بالنفوذ الإيراني المؤثر في قرار بغداد، أضافت أنه يبدو أن جار سوريا الضعيف -لبنان- قد عاد إلى القبضة السورية بالرغم من ثورته ضد “الاحتلال السوري” في عام 2005، وهو الذي استمر 29 عاما.

ووصفت تايم خطوة جامعة الدول العربية الأخيرة بأنها أقوى مما كان متوقعا، وأنها تشكل خطوة صلبة على أرض الواقع، في ظل العنف الذي يواجهه الشعب السوري الثائر ضد نظام الأسد منذ ما يزيد على ثمانية أشهر، والساعي للوصول بالبلاد إلى حياة ديمقراطية.

كما أشارت إلى تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، والمتمثلة في قوله إن الجامعة فقدت صبرها إزاء أفاعيل الأسد، موضحا أن الجامعة طلبت من الرئيس السوري وقف العنف ضد المدنيين في سوريا منذ أكثر من أربعة أشهر، لكن دون جدوى، فلعل الأسد يوقف العنف الآن في غضون أربعة أيام، في إشارة للمهلة الأخيرة التي قررتها الجامعة بحق النظام السوري كي ينفذ كل المتطلبات التي سبق أن وردت في مبادرة الجامعة.

ألفاظ نابية

وفي حين أشارت تايم إلى الألفاظ النابية التي تلفظ بها الموفد السوري إلى جامعة الدول العربية يوسف الأحمد بحق حمد بن جاسم ونبيل العربي، تساءلت إذا ما كان المجتمع الدولي سيتحرك بقوة وحزم ضد نظام الأسد بعد الخطوة العربية الأخيرة، وخاصة الصين وروسيا.

 كما أشارت إلى أن المهلة التي يقدمها العرب هذه الأيام غدت قصيرة، وأنه صار مطلوبا من النظام السوري البعثي -الذي تمسّك بالسلطة لخمسة عقود- تنفيذ ما يطلب منه تنفيذه فقط في أربعة أيام.

أجواء تصعيد بعد تعليق عضوية سوريا

قررت جامعة الدول العربية أمس تعليق عضوية سوريا فيها بدءا من الأربعاء المقبل لرفضها الالتزام بمبادرتها الرامية إلى وقف قمعها للمحتجين، ولوحت بمزيد من الخطوات التصعيدية ضد دمشق. ورحبت المعارضة السورية بهذا التطور ودعت إلى تصعيد الثورة، بينما قابلته دمشق بتصعيد كلامي وميداني مواز أوقع أكثر من عشرين قتيلا أمس.

واتخذ قرار تعليق مشاركة الوفود السورية في أنشطة الجامعة العربية ومنظماتها خلال اجتماع طارئ لوزارء الخارجية العرب بأغلبية ساحقة، إذ لم تعترض عليه سوى سوريا واليمن ولبنان، فيما امتنع العراق عن التصويت.

ويشمل القرار -الذي يسري بدءا من الأربعاء المقبل تاريخ اجتماع وزراء الخارجية العرب مجددا في الرباط- دعوة الدول العربية إلى سحب سفرائها من دمشق على أن تترك الحرية في ذلك لكل دولة عضو. وقد بادرت الجزائر إلى القول إنها لن تسحب سفيرها من سوريا، فيما أعلن وزير الخارجية المصري محمد عمرو كامل رفض بلاده التدخل الخارجي في سوريا.

كما يشمل التلويح بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي دُعي إلى زيارة الجامعة في غضون ثلاثة أيام لبحث “المرحلة الانتقالية المقبلة”.

وقرر الوزراء العرب كذلك “توفير الحماية للمدنيين السوريين، وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية”. وفي حال عدم توقف أعمال العنف والقتل يقوم الأمين العام للجامعة نبيل العربي بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بما فيها الأمم المتحدة”، حسب ما جاء في القرار.

=ودعا الوزراء الجيش السوري إلى الكف عن استهداف المدنيين، وكشفوا عن توقيع عقوبات سياسية واقتصادية -لم يكشف عن مضمونها- على الحكومة السورية.

برهان غليون قال إن دولا أوروبية مستعدة لسحب سفرائها من دمشق

وأثار القرار العربي ترحيب قسم كبير من المعارضة السورية، ممثلا في المجلس الوطني السوري ومظاهرات مؤيدة في سوريا.

ودعا الناطق باسم المجلس الوطني السوري برهان غليون الشعب السوري إلى “تصعيد الثورة” لتعجيل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال غليون للجزيرة إن وزراء خارجية دول أوروبية أبلغوه نية بلدانهم سحب سفرائها من دمشق، لإجبار النظام السوري على وقف أعمال القتل ضد الشعب.

كما توقع غليون أن يؤدي قرار الجامعة إلى اشتعال الثورة السورية وزيادة حصار النظام داخليا وخارجيا تمهيدا لإسقاطه نهائيا، حسب قوله. وبشكل متزامن، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن خطوات تصعيدية تشمل الدعوة إلى عصيان مدني، ودعت مجددا الدول العربية لسحب سفرائها من سوريا.

كما رحب بالقرار رئيس هيئة التنسيق الوطني للتغيير في المهجر هيثم مناع، وقال للجزيرة إن هيئة التنسيق ترفض الحوار مع النظام، فيما أبدى معارضون في الداخل -بينهم رئيس تيار بناء الدولية السورية لؤي حسين- خشيتهم من تدويل تام للأزمة في بلادهم.

وعلى الأرض، تظاهر آلاف السوريين حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية داخل سوريا وفي عواصم عربية منها القاهرة وعمان مرحبين بقرار الجامعة العربية.

وبث ناشطون صورا على الإنترنت لمظاهرات في محافظات بينها إدلب وحمص وحماة ودير الزور والحسكة ابتهاجا بقرار الجامعة العربية.

ترحيب دولي

كما أثار قرار الجامعة العربية ترحيبا غربيا. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما -الذي بحث اليوم المسألة السورية مع نظيره الروسي ديمتري مدفيدف في قمة أبيك- قد قال أمس إن القرار يزيد العزلة الدبلوماسية للنظام السوري.

ورحبت فرنسا وألمانيا وبريطانيا بدورها بالقرار العربي، وقالت إن من شأنه زيادة الضغط على نظام الأسد. وقال وزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيله إن القرار “إشارة مهمة إلى هؤلاء الشركاء في مجلس الأمن الذين يعارضون صدور قرار بالإجماع بشأن سوريا”.

وقالت بريطانيا بدورها إن القرار يبعث رسالة واضحة إلى الأسد ونظامه، بينما وصفه أمين عام الأمم المتحدة بالقوي والشجاع. كما رحبت به منظمة العفو الدولية، وقالت إنه ينبغي أن يدفع مجلس الأمن إلى التحرك.

وفي مقابل الترحيب الحار من المعارضة السورية ومن الدول الغربية، استقبلت دمشق القرار العربي بغضب شديد، وهاجم مندوب سوريا لدى الجامعة العربية يوسف أحمد أمس دولا عربية اعتبرها المسؤولة عن صدور القرار، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي.

واعتبر أحمد في مؤتمر صحفي بالقاهرة أن القرار مُملى من الغرب، قائلا إنه غير قانوني ومخالف للميثاق والنظام الداخلي للجامعة ولا يساوي الحبر الذي كتب به. ورأى المندوب السوري أن مثل هذا القرار لا يجوز اتخاذه إلا بالإجماع في قمة للزعماء العرب.

وكان المندوب ذاته قد أكد في اجتماع وزراء الخارجية أن دمشق تلتزم بتنفيذ جميع بنود خطة العمل العربية، وجدد التزام بلاده واستمرارها في تنفيذ جميع بنود خطة العمل العربية بشأن الوضع فيها. من جهته، أعلن رئيس الحكومة السورية عادل سفر مساء أمس عزم بلاده “استكمال عملية الإصلاح”.

وتُرجم الغضب الرسمي السوري إلى هجمات شنها مئات من الموالين للنظام على مقرات دبلوماسية أجنبية، بينها سفارتا السعودية وقطر بدمشق، وقنصليتي فرنسا وتركيا باللاذقية.

قتلى بسوريا

وعلى الأرض، قتل أمس 24 شخصا معظمهم في حمص بنيران الأمن والجيش السوريين.

وقال ناشطون إن 13 شخصا قتلوا في حمص و11 آخرين في محافظات إدلب ودرعا وريف دمشق واللاذقية.

وتحدث الناشطون عن قصف استهدف أمس والليلة الماضية مناطق وأحياء في حمص وحماة.

وسُجل انشقاق جديد لعسكريين في حي بابا عمرو بحمص، فيما لقي تسعة جنود نظاميين مصرعهم في عملية للمنشقين بإدلب وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

مراحل تنفيذ قرارات الجامعة بشأن سوريا

أثارت القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية بشأن الأوضاع في سوريا تساؤلات حول آليات تنفيذها، لما قررته من تعليق لمشاركة الوفود السورية في أنشطة الجامعة العربية، ودعوتها إلى سحب السفراء العرب من دمشق، ومطالبة الجيش السوري بعدم التورط بأعمال العنف ضد المدنيين، وكذا التلميح بالاعتراف بالمجلس الوطني.

لذا وضعت الجامعة العربية ترتيبا متصاعدا لمراحل تنفيذ قراراتها التي صدرت بموافقة 18 دولة، واعتراض ثلاث هي سوريا ولبنان واليمن، وامتناع العراق عن التصويت.

1- فمن المفترض -حسب القرار- أن تتم دعوة جميع أطراف المعارضة للاجتماع خلال ثلاثة أيام من صدور القرار، للاتفاق على رؤية محددة للمرحلة الانتقالية المقبلة.

2- وفي حال استمرار العنف في سوريا، يتولى الأمين العام للجامعة العربية الاتصال الفوري بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والأمم المتحدة، بالتنسيق مع المعارضة السورية لوضع تصور بالإجراءات المناسبة.

3- وحسب البيان، فإن الأمين العام للجامعة العربية سوف يعرض تصورا للأوضاع الجارية في سوريا على المجلس الوزاري للجامعة العربية، الذي سينعقد في الرباط في السادس عشر من الشهر الجاري.

4- وإذا لم تلتزم سوريا بالمبادرة العربية، يصدر المجلس الوزاري للجامعة العربية قرارا بتفعيل كافة العقوبات المتخذة ضد سوريا.

5- في حال عدم تحسن الأوضاع السورية، تعقد الجامعة العربية على المستوى الوزاري اجتماعا مع كافة أطراف المعارضة السورية.

6- وتكون المرحلة الأخيرة عبارة عن اجتماعات مفتوحة للاطلاع على آخر المستجدات في حينها.

الجامعة أسقطت الحصانة عن الأسد

* أوباما يرحّب ويؤكد العمل على مزيد من الضغط على سوريا

* دمشق تحذر من أن الشر إذا أصابها لن تنجو منه دول الخليج

القاهرة – جمال فهمي

أنزلق نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشدة نحو هوة عزلة عربية رسمية قد تشرع الأبواب أمام “تدويل” الأزمة التي تتفاقم وتضرب بنيان الحكم في دمشق منذ ثمانية أشهر. فبعد اجتماع استثنائي عقده مجلس وزراء الخارجية العرب أمس في مقر جامعة الدول العربية، ووسط سيل من الشتائم والاتهامات القاسية خص بها مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة يوسف احمد كلاًّ من رئيس الدورة الحالية للمجلس رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والامين العام للجامعة نبيل العربي، خرج الاثنان من قاعة الاجتماع ليعلنا أمام حشود الصحافيين أن الوزراء العرب قرروا الرد على عدم تنفيذ حكومة الأسد بنود المبادرة العربية لحل الأزمة بتجميد مشاركة وفدها الرسمي في اجتماعات الجامعة ومنظماتها المختلفة ابتداء من الأربعاء المقبل.

 كما لوح القرار الذي صدر بغالبية كبيرة (18 من أصل 21) بالاعتراف بالمعارضة ممثلاً للشعب السوري، إذ أشار بيان الوزراء إلى دعوة “جميع اطراف” هذه المعارضة الى الاجتماع في مقر الجامعة خلال ثلاثة ايام “للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا”، موضحا أن مجلس الجامعة “سينظر في نتائج اعمال هذا الاجتماع ويقرر ما يراه مناسبا في شأن الاعتراف بالمعارضة السورية”.

وقرر المجلس العمل على توفير الحماية للمدنيين السوريين وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية، وهدد بأنه “في حال عدم توقف اعمال العنف والقتل” فإن الامين العام للجامعة “سيجري اتصالات بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان بما فيها الامم المتحدة وسيجري مشاورات مع اطياف المعارضة السورية لوضع تصور في شأن الاجراءات المناسبة لوقف هذا النزيف وعرضها على مجلس الجامعة” في اجتماعه المقرر عقده الخميس المقبل.

وأشار القرار الى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على الحكومة السورية لم يذكر منها سوى دعوة الدول الاعضاء في الجامعة الى سحب سفرائها من دمشق “مع اعتباره قرارا سياديا (اختياريا) لكل دولة”.

وناشد الوزراء العرب “الجيش العربي السوري عدم التورط في اعمال العنف والقتل ضد المدنيين”، ووعدوا بـ “اللقاء مع كل أطراف المعارضة السورية” بعد ان يتوصل هؤلاء الى اتفاق.

واوضح الامين العام للجامعة في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء القطري ان دولتين فقط اعترضتا على القرار هما لبنان واليمن، بينما امتنع العراق عن التصويت. أما سوريا فليس لها حق المشاركة في الاقتراع على قرار يخصها وفقا لميثاق الجامعة.

وعقد المندوب السوري مؤتمرا صحافيا في مقر السفارة السورية في القاهرة أعلن فيه رفض دمشق لقرار الجامعة العربية، واصفاً اياه بأنه “غير قانوني ولا يساوي الحبر الذي كتب به”. كما كرر الهجوم العنيف على رئيس الوزراء القطري وقال انه أدار الاجتماع بطريقة جعلته “مسرحية هزلية”، واتهم الأمين العام للجامعة العربية بأنه “فقد حياده ولم يعد أمينا على العمل العربي المشترك عندما جعل من نفسه في تصريحات عدة طرفا في الازمة السورية وهاجم” حكومة دمشق. وحمل احمد بشدة على من سماهم “بعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي”، متهما اياهم بأنهم صاروا يفرضون “هيمنة” على الجامعة ويأتون الى اجتماعاتها بقرارات وتوجهات معدة سلفا ومرتبطة بـ”أجندات ومخططات أجنبية تسعى لتفتيت المنطقة”، مكررا التحذير من أنه “إذا أصاب الشر سوريا فلن تنجو منه دول الجوار في منطقة الخليج وغيرها” .

ولم يسلم موقف القاهرة من نقد مبطن وجهه احمد الى مصر من دون أن يسميها ناعيا عليها “تخليها عن دورها القيادي في العمل العربي لدول صغيرة وأطراف تعمل لخدمة أهداف القوى الكبرى في المنطقة” ، ومذكرا إياها بـ”تاريخ النضال المشترك من أجل قضايا الأمة”.

أوباما

 وبعد الاتحاد الاوروبي، رحب الرئيس الاميركي باراك اوباما بقرار الجامعة العربية.

وقال في بيان اصدره البيت الابيض: “احيّي القرارات المهمة التي اتخذتها الجامعة العربية اليوم ومن بينها تعليق عضوية سوريا ودراسة فرض عقوبات اقتصادية عليها” بعد “اخفاق النظام السوري الفاضح في الالتزام بتعهداته” بوقف قمع تظاهرات المعارضة وانتهاكات حقوق الانسان. واضاف ان “الولايات المتحدة تنضم الى الجامعة العربية في دعم الشعب السوري الذي يواصل المطالبة باحترام حقوقه العالمية في مواجهة العنف اللاإنساني للنظام”. واكد: “سنتابع العمل مع اصدقائنا وحلفائنا للضغط على نظام الاسد ودعم الشعب السوري في الوقت الذي يطالب بما يستحقه من كرامة وانتقال الى الديموقراطية”.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه  المجتمع الدولي الى التحرك “لدى جميع الهيئات الدولية المناسبة” بما يتعلق بالازمة في سوريا، في اشارة ضمنية خصوصا الى مجلس الامن، اثر قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا.

كيريل في سوريا واليوم يلتقي الأسد:

أتيت إلى هذه الأرض بفرح عظيم

وصف بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إغناطيوس الرابع هزيم زيارة بطريرك موسكو وعموم الروسيا كيريل لسوريا أمس بأنها زيارة ذات معنى قوي في هذه الظروف.

وقال في كلمة له أمام حشد موالٍ للرئيس بشار الأسد هتف بحياته في مقر البطريركية بدمشق القديمة أن هذه الزيارة هي “زيارة محبة وسلام”، إضافة الى معانيها القوية في الظروف الراهنة وهي زيارة ذات بعد روحي وكنسي. وأضاف انها “ذات دلالات كبيرة خاصة من أجل السلام”.

أما البطريرك كيريل، الذي كان محاطاً بلفيف من رجال الدين المسيحيين وعدد من ديبلوماسيي السفارة الروسية في دمشق، فعبر عن شعوره قائلاً: “شعوري هو مزيج من الفرح والسعادة لوصولي الى هذه الأرض التاريخية التي مشى عليها الرسول بولس”.

وأضاف “نحن في هذا المكان الذي كان مقر المجمع المسكوني المقدس قبل ألفي سنة، ولا يزال المسيحيون هنا ينطقون باسم الرب يسوع والسيدة العذراء… إننا نرى أمام أنظارنا اليوم تاريخ الكنيسة الإنطاكية العريقة وقد حصل الكثير من التاريخ المتنوع في هذه المنطقة ولهذه الكنيسة ولهذا الشعب السوري العظيم، حصل الكثير من الحقب التي مرت على هذه المنطقة، كانت تحمل في طياتها التنوع لمختلف مناحي الحياة”.

وتأتي زيارة البطريرك الروسي، وهي الثالثة له لسوريا منذ اعتلائه السدة البطريركية، تحت شعار “زيارة السلام” وهي ستشمل ايضاً لبنان، وسيلتقي مسؤولين سوريين في مقدمهم الرئيس بشار الأسد ظهر اليوم الأحد، كما يلتقي رؤساء روحيين مسيحيين ومسلمين. وقال كيريل أيضاً: “كنت أريد أن أزور سوريا دوماً لأعانق هنا أخوتي المسلمين والمسيحيين، وقد قال لي البعض إن هذا الوقت ليس مناسباً لزيارة سوريا، لم أفهم هذه الكلمات منهم، فما أقوم به أنا الآن هو زيارة كنيستي المشرقية في الشرق، كلهم هنا أخوتي، نحن شركاء في جسد المسيح ككنيستين مشرقيتين، ليس بيننا حدود، وهذه وصية المحبة ليس لها حدود”.

ورأى انه “ليس هناك وقت جيد ومناسب لزيارة ووقت غير مناسب. لقد أتيت إلى هذه الأرض بفرح عظيم. نحن تجمعنا علاقات طيبة مع الشعب السوري، لقد سمعت عبارات المحبة من جميع أطيافه. نحن نكن الاحترام لكل الشعب السوري، ويمكنني القول أيضاً، أننا كشعب روسي وشعب سوري جسر واحد نحو المحبة ونطلب من الله أن يجمعنا مع إخواننا في الإسلام في المحبة لأن هذه الشعوب في هذه المنطقة العريقة تملك الديانات التقليدية العريقة. لقد تشاركنا عبر التاريخ في الحزن والفرح وصلاتنا اليوم هي أن تزدهر سوريا ويعمّ الخير وتزدهر العلاقة بين مسلميها ومسيحييها”.

وتستمر زيارة البطريرك كيريل لسوريا يومين ينتقل بعدها إلى لبنان.

وكانت مصادر معنية، سورية وغربية، رأت أن هذه الزيارة يمكن وصفها بأنها زيارة “داعمة” للحوار بين الأفرقاء المختلفين سياسياً في الأزمة الراهنة التي تعيشها سوريا.

دمشق – جوني عبو

روسيا تواصل تزويد سوريا بالسلاح والأسد يثمن موقفها

أ. ف. ب.

موسكو: تواصل روسيا احترام عقود شحنات الاسلحة الى سوريا بسبب غياب اي قرار دولي يمنعها من ذلك، كما ذكرت وكالة انترفاكس الاحد نقلا عن مسؤول كبير في القطاع خلال معرض الطيران في دبي.

واعلن مساعد مدير المكتب الفدرالي الروسي للتعاون العسكري التقني فياتشيسلاف دزيركالن “بما انه لا وجود لاي قيود على شحنات الاسلحة الى سوريا، فان روسيا تحترم كل تعهداتها التعاقدية حيال هذا البلد”، بحسب الوكالة.

وكانت روسيا، حليفة سوريا منذ العهد السوفياتي، اعلنت في اب/اغسطس مواصلة شحنات الاسلحة الى هذا البلد على الرغم من دعوات وجهتها لها خصوصا وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للوقوف في “الجانب السليم من التاريخ”.

وتطالب الدول الغربية برحيل الرئيس السوري بشار الاسد بسبب القمع الذي اوقع بحسب الامم المتحدة اكثر من 3500 قتيل منذ 15 اذار/مارس في سوريا.

وفي مطلع تشرين الاول/اكتوبر، دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف للمرة الاولى الرئيس السوري الى الموافقة على اجراء اصلاحات او الاستقالة.

لكن روسيا تعارض اي قرار من مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات على سوريا مشددة على ضرورة الحوار وملقية بجزء من المسؤولية في اعمال العنف على المعارضة السورية بالذات. وقالت مرارا انها ترفض اي تدخل في الشؤون السورية وخصوصا التدخل العسكري.

السعودية تستنكر إقتحام سفارتها في دمشق

إيلاف

الرياض، الوكالات: استنكرت الرياض “بشدة” السبت اقتحام متظاهرين موالين للنظام السوري مبنى سفارتها في دمشق والعبث بمحتوياته، و”عدم قيام القوات السورية بالاجراءات الكفيلة لمنعهم”، محملة دمشق مسؤولية حماية رعاياها مصالحها في سوريا، كما افاد مصدر رسمي.

ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية انه مساء السبت “قامت مجموعة من المتظاهرين بالتجمهر أمام مبنى سفارة المملكة العربية السعودية في دمشق ورشقها بالحجارة، ثم أعقبوا ذلك باقتحام المبنى، ولم تقم القوات السورية بالاجراءات الكفيلة لمنعهم”.

واضاف المصدر ان المتظاهرين “قاموا بالعبث بمحتويات السفارة والبقاء لفترة إلى أن تدخلت قوات الأمن السورية وأخرجتهم”. واكد المصدر ان حكومة المملكة و”اذ تستنكر بشدة هذا الحادث، فإنها تحمل السلطات السورية المسؤولية عن أمن وحماية كافة المصالح السعودية ومنسوبيها في سوريا بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية”.

واقتحم متظاهرون سوريون مقر السفارة السعودية في العاصمة السورية دمشق، ووفقاً لمراسل قناة الإخبارية السعودية فإن عددا من السوريين اقتحموا السفارة وعبثوا بمحتوياتها وحطموا بعض مقتنياتها. وقال مراسل الإخبارية إن قوات مكافحة الشغب السورية وصلت لتفريقهم بعد اقتحامها، فيما ألقت أكثر من 5 قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى ابتعادهم عن مبنى السفارة. وأضاف بأن المتظاهرين توجهوا بعد ذلك إلى السفارة التركية القريبة من مكان السفارة السعودية، لكنهم لم يتمكنوا من اقتحامها.

هذا وقال سكان إن حشوداً مسلحة بعصي وسكاكين هاجمت السفارة السعودية في العاصمة السورية دمشق والقنصليتين الفرنسية والتركية في مدينة اللاذقية يوم السبت.

واضافوا ان مئات الرجال الذين كانوا يرددون هتافات تأييد للرئيس السوري بشار الاسد ضربوا حارسا واقتحموا مبنى السفارة السعودية في أبو رمانة الذي يبعد ثلاث بنايات عن مكاتب الاسد في واحدة من اكثر المناطق التي تفرض فيها اجراءات امنية في العاصمة السورية.

وقال سكان في هذا الحي إن الحشد كان يهتف “بالروح والدم نفديك يا بشار”. وقال السكان إن هجمات مماثلة وقعت في اللاذقية التي تبعد 330 كيلومترا شمالي دمشق على ساحل البحر المتوسط حيث استهدفت حشود غاضبة القنصليتين الفرنسية والتركية.

وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بان فرنسا ليس لديها سوى قنصلية شرفية في اللاذقية وأنه ليس لديه علم بتعرضها لهجوم. ونقل عن السفير الفرنسي في سوريا قوله في ساعة متأخرة مساء السبت انه ليس لديه علم بوقوع اي هجمات على المصالح الدبلوماسية الفرنسية او المصالح الاخرى في سوريا.

وأكد دبلوماسي رفيع في دمشق وقوع هذه الهجمات. وقال الدبلوماسي”لقد الحقوا اضررا بالسفارة السعودية. لا تتوفر لدينا الصورة الكاملة من اللاذقية ولكن الهجمات هناك كانت سيئة على ما يبدو”.

ونظمت تظاهرات موالية للنظام في العديد من مناطق سوريا ولا سيما في دمشق امام سفارة قطر وكذلك في طرطوس (غرب) وحلب (شمال) للتنديد بقرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية.

ووقعت هذه الهجمات بعد ساعات من تعليق الجامعة العربية عضوية سوريا لعدم تنفيذها وعدا بوقف قمعها المسلح للمظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي بدأت قبل ثمانية اشهر وفتح حوار مع المعارضين.

وكانت جامعة الدول العربية في اجتماعها اليوم السبت علقت عضوية سوريا بعد فشلها الالتزام بالمبادرة العربية، وردت سوريا بأن هذا القرار لا يتوافق وميثاق الجامعة.

الزياني يدين “الاعتداء” على سفارتي السعودية وقطر

كما ادان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الاحد “الاعتداء” على سفارتي السعودية وقطر في سوريا السبت وطالب دمشق بحماية البعثات الدبلوماسية.

وقال الزياني “ان هذا الاعتداء يمثل انتهاكا للاعراف الدبلوماسية الدولية المتعلقة بالبعثات الدبلوماسية”.

وطالب الامين العام “السلطات السورية باتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية والعاملين فيه ومحاسبة المعتدين حتى لا تتكرر مثل هذه الاعمال المرفوضة حسب ما تقتضيه الاتفاقيات والمعاهدات الدولية”.

11 قتيلا في سوريا التي دعت لعقد قمة عربية طارئة لمعالجة الازمة فيها

أ. ف. ب.

دمشق: قتل 11 مدنيا برصاص الامن الاحد في سوريا التي دعت الى عقد قمة عربية طارئة لمعالجة الازمة السورية و”تداعياتها السلبية” على الوضع العربي، غداة قرار عربي قضى بتعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية.

وياتي ذلك فيما شهدت عدة مدن سورية تجمعات لمئات الاف السوريين الذين خرجوا للتنديد بقرار الجامعة العربية معربين عن تاييدهم للرئيس السوري بشار الاسد، فيما رحب المجلس الوطني المعارض بقرار الجامعة معتبرا انه “خطوة في الطريق الصحيح”.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ان 11 مدنيا قتلوا برصاص الامن السوري الاحد بينهم ستة في مدينة حماة (وسط) وثلاثة في حمص (وسط) وفتى في دير الزور (شرق) ومواطن في ريف ادلب (شنال غرب).

واشار المرصد الى تظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت 20 الف شخص خرجت اثناء تشييع الفتى الذي قتل في دير الزور.

واكد المرصد “مقتل اثنين من عناصر الامن وجرح اخر اثر هجوم نفذه مسلحون يعتقد انهم منشقون على دورية امنية في سوق مدينة القصير (ريف حمص)” مشيرا الى “انباء مؤكدة عن فرار خمسة جنود من احد المراكز العسكرية في القصير”.

ومساء الاحد اعلن المرصد ان “مسلحين يعتقد انهم من المنشقين عن الجيش دمروا آلية عسكرية من نوع شيلكا في مدينة القصير”.

كما اعلن المرصد ان “21 شخصا اصيبوا بجروح بعضهم بحالة حرجة اثر اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن على متظاهرين في قرية كفرشمس في محافظة درعا لتفريقهم”.

وفي دمشق اعلن المرصد ان “قوات الامن فرقت تظاهرة خرجت مساء الاحد في حي برزة واعتقلت خمسة اشخاص”

وفي الرقة “دارات اشتباكات بالاسلحة البيضاء بين الاجهزة الامنية السورية ومتظاهرين قرب مسجد علي بن ابي طالب اسفرت عن جرح ثلاثة متظاهرين وعنصري امن واعتقال أكثر من عشرة متظاهرين”.

واشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد في بيان بالقرار الذي اتخذته السبت الجامعة العربية، واصفا اياه بالقرار “القوي والشجاع”.

ودعا البيان السلطات السورية الى “التجاوب مع نداء الجامعة العربية الذي طلب منها الوقف الفوري للعنف الذي يمارس من قبل الجيش ضد المدنيين، والتطبيق الكامل والسريع لبرنامج العمل” الذي صدر عن الجامعة العربية ودعا بشكل خاص الى وقف اعمال العنف وسحب المظاهر المسلحة من المدن.

كما رحب الامين العام ايضا ب”الرغبة التي ابدتها الجامعة العربية لتقديم حماية للمدنيين مبديا استعداده لتقديم الدعم المناسب في حال طلب منه ذلك”.

استدعاء السفير السوري في فرنسا

واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاحد استدعاء السفير السوري في فرنسا مشيرة الى ان قنصليتي فرنسا الفخرية في اللاذقية شمال غرب سوريا وفي حلب (شمال) تعرضتا لهجمات مساء السبت وليل السبت الاحد.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية في بيان ان “محاولات الاعتداء على قنصلية فرنسا الفخرية في اللاذقية والقنصلية الفرنسية في حلب من قبل مجموعات متظاهرين منظمة وبدون رد فعل من قوات الامن غير مقبولة”.

واضاف ان “سفير سوريا في فرنسا استدعي الى مقر الخارجية للتذكير بالتزامات سوريا الدولية”.

كما استدعت تركيا القائم بالاعمال السوري الى وزارة الخارجية في انقرة بسبب الهجمات على بعثاتها الدبلوماسية، كما اعلنت وزارة الخارجية.

قالت الوزارة في بيان “استدعت تركيا القائم بالاعمال السوري الى الوزارة” للاحتجاج على التظاهرات العنيفة السبت ضد بعثات دبلوماسية تركية في سوريا.

واضافت ان “تركيا تدين بشدة الهجمات” على سفارتها في دمشق وقنصليتها في حلب وقنصليتها الفخرية في اللاذقية.

وكان الاف السوريين هاجموا السفارة وقنصليات تركيا في سوريا مساء السبت احتجاجا على الدعم الذي قدمته انقرة لقرار الجامعة العربية تعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها، كما افادت وكالة انباء الاناضول التركية موضحة ان هذه التحركات لم توقع ضحايا. ودعت تركيا الاحد المجموعة الدولية الى التحرك ب”صوت واحد” ازاء الوضع في سوريا كما اعلنت الخارجية التركية.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان ان “موقف الحكومة السورية (…) يكشف ضرورة قيام المجموعة الدولية بالتحرك بصوت واحد ازاء التطورات الخطيرة في سوريا”.

واضافت الوزارة ان تركيا تدعم قرار الجامعة العربية تعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها الى حين وفائها بالتزامها تطبيق المبادرة العربية للخروج من الازمة والتي تنص على وقف اعمال العنف التي اوقعت اكثر من 3500 قتيل منذ منتصف اذار/مارس بحسب الامم المتحدة.

وتركيا التي كانت حليفة اقتصادية وسياسية لسوريا قبل اندلاع الاضطرابات في البلاد، دانت بشدة اعمال القمع في هذا البلد واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه قطع الاتصالات مع نظام دمشق.

دمشق تدعو لقمة طارئة

ودعت سوريا الاحد الى عقد قمة عربية طارئة لمعالجة الازمة السورية و”تداعياتها السلبية” على الوضع العربي حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول “نظرا لان تداعيات الازمة السورية يمكن ان تمس الامن القومي وتلحق ضررا فادحا بالعمل العربي المشترك فان القيادة السورية تقترح الدعوة العاجلة لعقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الازمة السورية والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي”.

فيما اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال زيارة الى طرابلس الاحد ان الجامعة “بصدد اعداد الية لتوفير حماية للشعب السوري”.

واضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل “المطلوب الان من الجامعة العربية هو توفير الية لحماية المدنيين” بدون اعطاء المزيد من التوضيحات.

وتابع العربي ان “الجامعة العربية قامت بدور كبير جدا في ليبيا ودخلت مرحلة جديدة عندما اتخذت قرارها بطلب التدخل من مجلس الامن لحماية المدنيين”.

وحول الاسباب التي دفعت بالجامعة الى الذهاب لمجلس الامن اوضح العربي ان “الجامعة العربية ليس لها الامكانيات للتدخل لحماية المدنيين واذن من الطبيعي ان تتوجه الى الامم المتحدة المنظمة الوحيدة في العالم القادرة على التدخل”.

وكانت الجامعة العربية طلبت في 12 اذار/مارس من مجلس الامن الدولي حماية المدنيين في ليبيا.

وبعد خمسة ايام على هذا الطلب تبنى مجلس الامن قرارا فرض فيه منطقة حظر جوي واجاز استخدام القوة لحماية المدنيين ما اتاح بعد 48 ساعة من ذلك التاريخ، حصول التدخل العسكري الدولي الذي تولى حلف شمال الاطلسي قيادته في نهاية اذار/مارس.

الجزائر: بالامكان رفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية قبل 16 تشرين الثاني/نوفمبر

فيما اعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الاحد ان الجامعة العربية يمكن ان ترفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية قبل السادس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، موضحا ان الجزائر لن تسحب سفيرها في دمشق.

وقال مدلسي في مؤتمر صحافي عقده مع نطيره المصري محمد كامل عمرو “تعليق عضوية سوريا مؤقت ويمكن رفعه في اقرب وقت ممكن” مضيفا “ولما لا قبل السادس عشر من هذا الشهر بما ان هناك اجتماعا مقررا في الرباط في هذا التاريخ”.

وأكد بذلك وزير الخارجية الجزائري انباء صحافية كانت اشارت الى اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط الاربعاء المقبل على هامش المنتدى العربي التركي.

واضاف الوزير الجزائري “نحن نأمل ان تتجاوب الحكومة السورية مع هذا الأمل العربي الكبير في ان يتوقف العنف في سوريا بصفة سريعة وسريعة جدا حتى نعمل من أجل حل سوري عربي”.

ومن جهته اكد وزير الخارجية المصري ان الهدف الاساسي للمبادرة العربية هو “تجنب التدخل الاجنبي في سوريا”.

وقال “هدفنا واحد هو ان مبادرة الجامعة العربية ما زالت حية وما زالت اساس الحل في سوريا، وهدف الجزائر وهدف مصر هو تجنب التدخل الاجنبي في سوريا تحت اي مسمى وتحت اي غطاء”.

وكشف مدلسي ان الجزائر رفضت المسودة الاولى للقرار وكانت “ستنسحب من اللجنة الوزارية العربية” لو تم اعتمادها.

واوضح “كان هناك نقاش ساخن قبل الخروج بهذه الورقة التي تعبر عن وجهة نظر اللجنة وليس وجهة نظر مصر او الجزائر”.

وبخصوص بند القرار المتعلق بسحب السفراء العرب من سوريا، اكد مدلسي أن الجزائر اتخذت قرارها “ولن تسحب سفيرها من دمشق”.

وقال “اصبح اليوم اكثر من اي وقت مضى مهما بالنسبة لنا تقوية العلاقات مع الحكومة السورية لتطبيق الخطة العربية”.

معارضون سوريون يعقدون اجتماعا في فيينا

إلى ذلك عقد نحو 80 معارضا سوريا اجتماعا في فيينا نهاية الاسبوع الجاري برعاية اتحاد السوريين المقيمين في الخارج، وبحضور اعضاء من المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة كما اعلن ناطق باسم الاتحاد.

وقال المتحدث عامر الخطيب ممثل الجالية السورية في النمسا ان اعضاء المجلس الثلاثة الذين حضروا الى فيينا هم محمود كيلاني وبدر جاموس وعبد الباسط سيدا.

وكان اعلن في العاشر من ايلول/سبتمبر الماضي في فيينا انشاء اتحاد السوريين في الخارج الذي حدد هدفا له “اسقاط النظام السوري واقامة ديموقراطية حزبية تعددية”. ويدعو هذا الاتحاد الى عدم اللجوء الى العنف ويعارض التدخل العسكري في سوريا.

ودعا المشاركون في الاجتماع “ساسة وقادة العالم العربي الى الوقوف الى جانب الشعب السوري” مشددين على دعمهم المجلس الوطني السوري الذي اعتبروه “الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري”.

وقال عامر الخطيب انه “مع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية السبت، تحقق احد مطالبنا”.

واتى المعارضون الى فيينا من 15 بلدا منها النمسا والمانيا ورومانيا واسبانيا وروسيا وسويسرا واليونان.

اسلاميو الاردن يدعون الحكومة الى سحب السفير الاردني من دمشق

من جهة أخرى دعا حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة في الاردن الاحد الحكومة الاردنية الى سحب سفيرها من دمشق، معتبرا ان “النظام السوري فقد عقله وبات يعد ساعاته الاخيرة”.

وقال رئيس مجلس شورى الحزب علي ابو السكر في بيان نشر على الموقع الالكتروني لجماعة الاخوان ان “سحب السفير الاردني من دمشق يتناغم مع رغبة اغلبية الأردنيين، وبذلك فلا مناص للحكومة من اتخاذ مثل هذه الخطوة ان كانت بالفعل تمثل ارادة الاردنيين”.

واضاف “يجب ان يكون الاردن في مقدمة الركب”، مشيرا الى ان “النظام السوري فقد عقله، وبات يعد ساعاته الاخيرة، وبذلك من مصلحة الاردن دعم الشعب السوري”.

وبحسب ابو السكر فان “الاردن مطالب بموقف مبدئي يتوافق مع حق الشعوب بالحرية والكرامة، كما انه معني بموقف مبادر ،اذ ان الشعب الاردني تربطه بشقيقه السوري عدد من الروابط الى جانب كونه جار ملاصق، وبذلك فلا يقبل ان تقف الحكومة الى جانب النظام السوري على حساب شعبه الذي يذبح”.

ورأى ان “المصلحة الاردنية تتجسد في الوقوف الى جانب الشعب السوري الذي يتعرض لابادة جماعية”، مشيرا الى ان “الشعب السوري هو الباقي والنظام الى زوال”.

مسؤول اميركي يزور الاردن لبحث العقوبات على سوريا

قالت السفارة الاميركية في بيان ان مساعد وزير الخزانة الاميركي دانييل غلاسر يصل عمان الاحد لاطلاع المسؤولين الاردنيين على العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على النظام السوري.

واوضح البيان ان غلاسر “سيطلع المسؤولين الأردنيين حول العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي على النظام السوري”.

واضاف ان المسؤول الاميركي سيناقش “محاولات محتملة من الحكومة السورية لتجنب هذه العقوبات، وذلك من خلال القطاع المصرفي الاردني”.

واشار البيان الى ان غلاسر سيلتقي ايضا كبار العاملين في القطاع المصرفي “للتأكيد على أهمية جهود الاردن المتواصلة للحفاظ على شفافية، وسلامة قطاع مالي منظم”.

وتأتي زيارة مساعد وزير الخزانة الى عمان في ختام جولة شملت روسيا ولبنان.

وبحسب البيان، اكد غلاسر في بيروت مجددا على السلطات المسؤولة “ضرورة حماية القطاع المالي اللبناني من محاولات سورية للتهرب من العقوبات المالية المفروضة من الولايات المتحدة والإتحاد الاوروبي”.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اولى العقوبات الاقتصادية ضد النظام السوري وقياداته في نيسان/ابريل الماضي وقد زاد الطرفان من شدة هذه الاجراءات منذ ذلك الوقت.

واعتبرت الادارة الاميركية الثلاثاء الماضي ان النظام السوري بدأ يشعر بتأثير العقوبات التي فرضتها عليه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لمعاقبته على قمعه الدموي.

السوريون يتظاهرون احتفالاً بقرار الجامعة العربيّة

دمشق: خرج الناشطون السوريون في تظاهرات مسائية أمس السبت إحتفالاً بقرار جامعة الدول العربية تعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها ونشاطاتها.

وقرر وزراء الخارجية العرب تعليق عضوية الحكومة السورية في الجامعة العربية، ودعوا الى سحب السفراء العرب من دمشق، كما اعترفوا ضمنا بالمعارضة السورية ودعوها الى اجتماع لبحث “المرحلة الانتقالية المقبلة”.

وسارع السفير السوري لدى جامعة الدول العربية يوسف احمد الى وصف القرار بانه “غير قانوني ومخالف لميثاقها ونظامها الداخلي”، معتبرا انه “ينعي العمل العربي المشترك واعلان فاضح بان ادارته تخضع لاجندات اميركية غربية”.

واكد القرار الذي تلاه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع “تعليق مشاركة وفد حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع المنظمات والاجهزة التابعة لها اعتبارا من 16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري الى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الازمة السورية التي اعتمدها المجلس الوزاري للجامعة في الثاني من الشهر الجاري”.

وطالب القرار “الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق”، لكنه اعتبر ذلك “قرارا سياديا لكل دولة”، كما اتفق الوزراء على “توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية” على الحكومة السورية.

العرب فتحوا الباب أمام تكثيف الضغوط ضد الأسد لتعميق عزلته وحصاره

تعليق عضوية سوريا خطوة غير متوقعة تُمهد لتصعيد دولي

لميس فرحات من بيروت

تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، ودعوة قادة المعارضة إلى الاجتماع لاتخاذ القرارات من أجل توحيد الرؤى حول الفترة الانتقالية المقبلة، يقدم مؤشراً واضحاً على أن الدول العربية تتخذ موقفاً مطابقاً لموقف إدارة الرئيس الأميركي في ما يتعلق بضرورة تنحي الأسد، وأن العرب باتوا ينظرون إلى ما بعد سقوط النظام في سوريا.

دمشق: ركزت الصحف الغربية على تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، حيث أجمعت هذه على أن الخطوة أتت نتيجة لتعنّت نظام الأسد، ولتخوف العرب من نشوب حرب أهلية في سوريا، الأمر الذي قد يهدد أمن المنطقة بأسرها.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ”واشنطن بوست” أن موافقة الجامعة العربية على تعليق عضوية سوريا في الجامعة واتخاذ حزمة من الإجراءات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تمثل انتكاسة لهذا النظام، الذي ظل واثقاً بأن القوى الإقليمية والدولية لن تجرؤ على اتخاذ إجراءات قوية ضد دمشق، لما قد يحمله سقوطه من زعزعة الاستقرار في دولة ذات طابع استراتيجي مهم في المنطقة، كما فتحت القرارات العربية الباب أمام تصعيد الضغوط الدولية ضد نظام الأسد، وعملت على تعميق عزلته وحصاره.

ورأت أن دعوة الجامعة قادة المعارضة السورية إلى الاجتماع خلال الأيام الثلاثة التالية لاتخاذ هذه القرارات من أجل توحيد الرؤى حول الفترة الانتقالية المقبلة، إنما تقدم مؤشراً واضحاً على أن الدول العربية تتخذ موقفاً مطابقاً لموقف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في ما يتعلق بضرورة تنحّي الأسد عن منصبه.

 وكانت جامعة الدول العربية علقت عضوية دمشق، وهددت بفرض عقوبات عليها ومناشدة تدخل منظمة الأمم المتحدة، في حال عدم توقف النظام السوري عن ممارسة العنف ضد المدنيين، ووضع حد لما تشهده البلاد من اضطرابات استمرت منذ شهر آذار/مارس الماضي، وسقط خلالها ما لا يقلّ عن 3500 قتيل وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة.

 ووصفت الـ”واشنطن بوست” هذه الإجراءات، التي اتخذتها الجامعة بشأن سوريا بـ”غير المتوقعة”، معتبرة أنها تشير إلى أن الدول العربية قد دخلت بالفعل في مرحلة التخطيط إلى ما بعد سقوط الأسد، وهو ما سيؤدي إلى زيادة الضغط على القوى المعارضة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد دمشق، مثل روسيا والصين وتركيا، كما سيؤدي إلى المساعدة في تأمين الإجماع الدولي بشأن الموقف إزاء سوريا على النحو الذي تسعى واشنطن إلى تحقيقه.

وتطرقت الصحيفة إلى الإشادة التي حازها التحرك العربي من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما، والذي وصفه بأنه دليل على زيادة عزلة نظام ينتهك حقوق الإنسان بشكل ممنهج.

وقالت الصحيفة إن القرار الذي تم تبنيه خلال اجتماع طارئ في القاهرة يمثل مشهدًا نادراً للتكاتف العربي ضد قوة إقليمية عربية، حيث لم يسبق للجامعة العربية أن اتخذت قرارًا بتعليق عضوية إحدى الدول الأعضاء سوى مرتين، عندما تم تعليق عضوية مصر بين عامي 1979 و1989 على خلفية توقيع القاهرة لمعاهدة السلام مع إسرائيل، وكذلك عند تعليق عضوية ليبيا في آذار/مارس الماضي على خلفية ممارسة نظام الزعيم الليبي السابق معمّر القذافي العنف ضد المدنيين على نحو مماثل لما يحدث في سوريا حالياً.

 في ما يتعلق بقرار الجامعة العربية بشأن بدء سريان تعليق عضوية سوريا يوم الأربعاء المقبل، قالت الصحيفة إن الجامعة منحت دمشق مخرجاً، يمكنها من خلاله تنفيذ الخطة العربية، التي طالبت النظام السوري بسحب قواته من المدن ووقف الاعتداء على المتظاهرين، ومن ثم التفاوض مع المعارضة حول إيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية، لكن رغم ما سبق فإن الجامعة تلتزم بما أقرّته أمس بإعلانها عقد اجتماع خلال الأيام المقبلة لمناقشة العقوبات التي ستفرضها على سوريا.

ورأت الصحيفة أن تركيا، التي نددت مراراً وتكرارًا بالعنف الذي يمارسه نظام الأسد، لم تتخذ أي خطوات ملموسة ضده، لكن قيام الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا سوف يشجعها على فرض عقوبات اقتصادية، أسوة ببقية دول المنطقة، الأمر الذي يمكن أن يكون له تأثير كبير على اقتصاد سوريا.

ومن المعروف أن الأسد يعتمد على دعم إيران، وكذلك الدولة اللبنانية التي يسيطر على حكومتها “حزب الله”، ما يجعل القوى العالمية تتردد في التدخل العسكري في سوريا خوفاً من أن تهبّ إيران ولبنان إلى الدفاع عن حليفهما، فيتسببان في نشوب حرب إقليمية في المنطقة بأسرها.

ونقلت الصحيفة عن محللين من واشنطن قولهم إنهم لا يستبعدون احتمال حدوث تدخل عسكري دولي في سوريا، في ظل المؤشرات الواضحة، التي تشير إلى أن الثورة السورية باتت مسلحة، حيث يتدافع السوريون لشراء الأسلحة من أجل حماية أنفسهم وعائلاتهم، إضافة إلى المنشقين عن الجيش السوري، الذين يفرّون بأسلحتهم.

“في الوقت الراهن، لا يزال هناك تردد، لكن إذا تحولت هذه المؤشرات إلى صراع كامل، ستكون للعرب والأتراك والولايات المتحدة قرارات أخرى”، يقول أندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

كما نقلت الصحيفة عن شكيب الجابري، ناشط سياسي من بيروت، قوله: “تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية لن ينهي الصراع”، مشيراً إلى أن هذه الخطوة من قبل الدول العربية جاءت فقط لأن سوريا بدأت تظهر بوادر حرب أهلية.

من جهتها، نقلت صحيفة الـ”نيويورك تايمز” عن محللين قولهم إن هذه الخطوة تمهّد بالتأكيد إلى مرحلة من التدخل الدولي الأكثر قوة، بما في ذلك فرض عقوبات أوسع نطاقاً، من دون المصادقة عليها على الفور.

ويأتي قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية والتلويح بفرض عقوبات ضدها في وقت صعب من الناحية الاقتصادية بالنسبة إلى سوريا، إذ يقول مسؤولون في أميركا وأوروبا وتركيا إن الاقتصاد هو نقطة الضعف الرئيسة في نظام الأسد.

ورأت الصحيفة أن بعض شخصيات المعارضة داخل سوريا قلقة من تداعيات قرار الجامعة العربية، فنقلت عن لؤي حسين، وهو منشق بارز في دمشق، قوله إن تعليق عضوية سوريا لن يكون له تأثير يذكر على قيادة السيد الرئيس الأسد نفسه.

وأضاف: “كلما ازداد الضغط من الخارج، كلما سيلجأ النظام إلى مزيد من العنف في الداخل”، مشيراً إلى أن التعليق لا يقدم أي نتيجة إيجابية، فنظام الأسد يريد أن يسيطر في سوريا، ولا يهتم لتعليق عضويته في جامعة الدول العربية”.

اعتبروا قرار الجامعة العربية مؤامرة… وخبير يصفه بـحبل إنقاذ

معارضون يدعون إلى التدخل العسكري لـ”حماية السوريين من الإبادة”

صبري حسنين من القاهرة

شنّ معارضون سوريون في القاهرة هجوماً شرساً علي الجامعة العربية عقب إصدارها قرارًا بتعليق عضوية سوريا، ودعوة الدول العربية إلى سحب سفرائها من دمشق، معتبرين أن القرار لم يرق إلى طموحات الشعب السوري، الذي يتعرّض للقتل بوحشية منذ ثمانية أشهر.

هل يؤدي رفع الغطاء العربي عن سوريا إلى تدخل دولي؟ القاهرة: قال معارضون سوريون في القاهرة تعليقًا على قرار الجامعة العربية تعليق عضوية دمشق في الجامعة وسحب السفراء، إن ما يحدث مؤامرة جديدة على الشعب السوري، تهدف إلى تركيعه وإطالة عمر النظام.

وطالبوا بضرورة إحالة ملف نظام بشار الأسد إلى مجلس الأمن، وفرض حظر طيران، أو التدخل العسكري مباشرة لإنقاذ السوريين ممّا وصفوه بـ”عمليات إبادة جماعية”. فيما قال محلل سياسي إن الجامعة العربية قدمت أقصى ما يمكن أن تقدمه وفقاً لميثاقها، بل إنها أحدثت إنقلاباً على ذلك الميثاق.

هدية لنظام الأسد

ووفقاً للمعارض السوري في القاهرة مأمون الحمصي فإن قرار الجامعة العربية “خطوة إلى الوراء”. وقال لـ”إيلاف” إن القرار لم يكن على مستوى الحدث، الذي إندلع قبل ثمانية أشهر، مشيراً إلى أن الجامعة العربية اتخذت قراراً بتعليق عضوية سوريا، ومنح الأنظمة العربية الحرية في سحب سفرائها أو لا، وذلك بعد سقوط 20 ألف شهيد وتقطيع 400 طفل، وإغتصاب مئات النساء، وإعتقال 15 ألف شخص.

وأضاف: إنه ثمن بخس جداً لدماء الضحايا، وهدية جديدة لنظام بشار الأسد، ومهلة جديدة لاستمرار الإبادة.

وأشار الحمصي إلى أن الشعب السوري إتخذ قراره بإسقاط النظام، ولن يتراجع عنه قيد أنملة، وعلى الجامعة العربية أن تتحمّل مسؤوليتها التاريخية تجاهه، وألا تستمر في حماية النظام، وتقدّم له فرصة تلو الأخرى، وهدية تلو الهدية.

حمل السلاح

وقال الحمصي إن الشباب السوري ليس أمامه سوى حمل السلاح ومواجهة القمع، مشيراً إلى أن الشباب السوري والمتضامنين معه من شباب مصر واليمن وليبيا كانوا يتظاهرون أمام الجامعة العربية، ويهتفون لسقوط بشار، ويطالبون بتزويدهم بالسلاح للجهاد ضد نظام بشار الأسد وحماية الشعب الأعزل.

وأضاف أن النظام السوري لم يمارس الإرهاب ضد شعبه فقط، بل يمارسه ضد الدول العربية والغربية أيضاً، موضحاً أن شبيحته وقوى الأمن التابعة له هاجمت سفاراتها وقنصلياتها، وصار يهدد دول الخليج، ويهدد بإشعال المنطقة.

تدخل عسكري أو حظر جوي

ودعا الحمصي إلى ضرورة تدخل مجلس الأمن وفرض الحظر الجوي أو التدخل العسكري مباشرة لحماية الشعب السوري من الإبادة.

لكن الدعوة إلى التدخل العسكري في سوريا ينظر إليها بإعتبارها نوعًا من الخيانة، ودعوة إلى الغزو الأجنبي؟. سؤال من “إيلاف” إلى الحمصي، الذي يرد عليه قائلاً: إنها كلمة حق يراد بها الباطل، إنها كلمة يراد بها إستمرار النظام في إبادة الشعب السوري، إن هذا النظام قتل 20 ألف شخص، وإعتقل 15 ألفاً، وقتل وقطع 400 طفل، وإغتصب مئات النساء السوريات العفيفات، وسوف يبيد الشعب كله، إنّ ما يحدث نوع من الكيل بمكيالين.

فكيف يتم حماية الشعب الليبي، ولا يقوم المجتمعان العربي والدولي بالأمر نفسه مع الشعب السوري، لولا التدخل الأجنبي في ليبيا، لوصل عدد القتلى إلى أكثر من مائة ألف، إن التدخل حقن دماء الليبيين، والمطلوب حقن دماء السوريين.

واتهم الحمصي المجلس الوطني السوري وباقي فصائل المعارضة، التي رضيت بالجلوس مع النظام، بالمتاجرة بدماء الشعب السوري، من أجل تقاسم السلطة مع النظام، مشيراً إلى أن الشعب اتخذ قراره بإسقاطه، ولن يرضى بغير ذلك بديلاً.

مؤامرة ضد الشعب السوري

ووصف المعارض السوري في القاهرة أحمد رياض غنام القرار بأنه “في ظاهره الرحمة، وفي باطنه العذاب”. وقال لـ”إيلاف” إن قرار الجامعة العربية ليس في مصلحة الشعب السوري، كما يبدو في ظاهره للكثيرين، مشيراً إلى أنه يمنح النظام فرصة جديدة للقمع والقتل، لأنه يعلق مشاركة مندوب سوريا في إجتماعات الجامعة إلى حين تنفيذ المبادرة العربية. ووصف المباردة بأنها “مؤامرة ضد الشعب السوري”.

وكشف غنام عما أعتبره مؤامرة جديدة، وقال إن هناك مؤامرة تدبّر ضد الشعب السوري لمصلحة النظام الحالي، وأوضح أن خيوط المؤامرة سوف تبدأ بعد ثلاثة أيام عندما يتم دمج المجلس الوطني الإنتقالي المعارض مع الهيئة التنسيقية للثورة، وعقد إجتماع معهما في مقر الجامعة العربية في القاهرة، مشيراً إلى أنها محاولة لـ”تدجين المعارضة” مقابل الأموال والمناصب، لاسيما أنها سوف تعقد إجتماعاً تالياً في العاصمة القطرية الدوحة مع عزمي بشارة وأمير قطر.

حرب أهلية

ونبّه غنام إلى خطة أخرى يعدّها نظام بشار الأسد في حالة فشل تلك المؤامرة، موضحاً أن الأسد يخطط لإشعال حرب أهلية في سوريا، من خلال نشر السلاح بأيدي الشبيحة وبعض الطوائف، وبعض التنظيمات الفلسطينية التي تعمل لمصلحته.

وقال غنام إن لديه معلموات تفيد بوجود حالة إستفنار من جانب عناصر حزب الله في سوريا ولبنان، والتنظيمات الفلسطينية الموالية لبشار، وأعرب غنام عن خوفه من تلك الخطة الأخيرة، لاسيما أن بودار الحرب الأهلية بدأت تلوح في الأفق على أرض الواقع في سوريا.

اتفق غنام مع الحمصي على ضرورة التدخل العسكري المحدود من جانب الأمم المتحدة لحماية الشعب السوري، وإحباط مخطط بشار الأسد لإغراق سوريا والمنطقة في حرب أهلية طاحنة.

قرار لمصلحة الثورة

جاءت قراءة الدكتور أسامة نو الدين الخبير في الشؤون الإقليمية مختلفة عن قراءة المعارضة السورية لقرار الجامعة العربية. وقال لـ”إيلاف” إن القرار “جيد جداً”، مشيراً إلى أنه يشكل دعماً واضحاً للثورة السورية، ويضيف المزيد من الضغوط إلى نظام الأسد.

وأوضح نور الدين أن القرار يزيد من عزلة النظام، فبعد العزلة الدولية يتعرّض لعزلة عربية، وسوف تكون له إنعكاسات دولية شديدة، فقد أصبح فاقداً للشرعية على كل المستويات الشبعية والدولية والعربية.

حبل إنقاذ للجامعة العربية

حسب وجهة نظر نور الدين، فإن القرار يشكل حبل الإنقاذ للجامعة العربية، مشيراً إلى أنه لو لم تتخذ هذا الموقف، لانتهى دورها في المنطقة، ودعا إلى ضرورة استثمار ذلك الموقف من أجل تطوير أسلوب عمل الجامعة في التعامل مع الأزمات المشابهة، ليكون لها دور فاعل في القضايا العربية، وألا تترك مجالاً للتدخل الخارجي.

وانتقد نور الدين موقف المعارضة السورية من القرار، وقال إن القرار يمثل تحولاً كبيراً في طريقة عمل جامعة الدول العربية، وخروجا عن ميثاقها، وأوضح أن القرار أتخذ بالغالبية، رغم أن الميثاق ينصّ على أن أية قرارات لا يتم اتخاذها إلا بالإجماع.

ونبّه إلى أن الجامعة تركت مسألة سحب السفراء إختيارية، لأن قرارتها غير ملزمة للدول الأعضاء. داعياً إلى عدم تحميل الجامعة العربية فوق طاقتها، لاسيما أن القرار يعتبر الأول من نوعه، والأشد حزماً في تاريخها.

وطالب نور الدين المعارضة السورية بضرورة الإستفادة من القرار، على طريقة “خذ وفاوض”، من أجل الحصول على المزيد من المكاسب، وحقن دماء الشعب السوري. معتبراً أن الدعوة إلى التدخل العسكري ليست في محلها، بل يجب أن يسقط الشعب النظام بنفسه، حتى لا يضطر إلى دفع فاتورة باهظة للغرب في ما بعد.

اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث الوضع السوري الأربعاء المقبل

يشارك فيه أوغلو وسيبحث إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين

كشف مصدر ديبلوماسي سعودي عن أن اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب سيعقد يوم الأربعاء المقبل في العاصمة المغربية، وستكون على جدول أعماله التطورات في السياق السوري، والبحث في الخطوات المقبلة للضغط على نظام الأسد إذا لم يوقف قمعه للمحتجين.

سلطان عبدالله وبهية مارديني: قال مصدر ديبلوماسي سعودي إن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً لهم لمتابعة تطورات الوضع على الساحة السورية يوم الأربعاء المقبل في العاصمة المغربية الرباط على هامش الدورة الرابعة للمنتدى العربي التركي.

وقرر وزراء الخارجية العرب أمس السبت تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية إلى حين قيامها بتنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة السورية، كما دعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق.

وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، الذي يترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، هذا القرار في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع.

ودعت الجامعة العربية الجيش السوري إلى وقف قمع المظاهرات، مهددة بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على نظام الأسد.

وأكد بن جاسم أن الدول العربية لم تكن متخاذلة أو متأخرة في اتخاذ قراراتها، موضحاً أنه كان لا بدّ من حدوث إجماع عربي، لأهمية سوريا بالنسبة إلى العالم العربي والمجتمع الدولي.

ومضى يقول: “ندعو جميع أطراف المعارضة السورية إلى اجتماع في مقر الجامعة العربية خلال ثلاثة أيام، للإتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا”، لافتًا إلى أن تعليق عضوية النظام سيسري اعتبارًا من 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. واتخذ القرار بموافقة 18 دولة، واعتراض سوريا لبنان واليمن، وامتناع العراق.

وقال المصدر في تصريح لـ” إيلاف” إن الوزراء العرب سيبحثون خلال الاجتماع الآلية المناسبة لفرض عقوبات سياسية واقتصادية على سوريا، في حال استمرار رفض دمشق الاستجابة، وتنفيذ كل بنود المبادرة العربية، إلى جانب بحث إمكانية إجراء اتصالات مع عواصم عالمية مؤثرة من أجل المساهمة في الضغط على النظام الحاكم في سوريا، ودفعه إلى وقف آلة القتل والتدمير بحق المواطنين السوريين.

وأكدت مصادر دبلوماسية لـ”ايلاف” أن اجتماع وزراء الخارجية العرب سيشارك فيه وزير الخارجية التركي داوود أوغلو، وسيبحث إعلان منطقة عازلة تفرضها تركيا لحماية المدنيين في سوريا، وأشارت المصادر إلى أنه مما يبدو حاليًا فسيكون هناك إجماع من الوزراء العرب المجتمعين في المغرب لفرض المنطقة العازلة.

وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أنه يجري النقاش حاليًا حول مساحة المنطقة العازلة، حيث إن هناك دولاً غربية تريد توسيعها، فيما تريدها تركيا على أضيق نطاق، إلا أنه يخدم ما وجدت من أجله، وهو حماية المدنيين السوريين.

وحسب المعلومات، فإن تركيا تريد هذه المنطققة أن تكون 5 كم، بينما تريد الولايات المتحدة الأميركية أن تكون مساحتها 50 كم، فيما يعتقد أنه مقدمة لتدخل عسكري، يمكن من خلاله استخدام هذه المنطقة لضرب مواقع في سوريا.

وتعتبر هذه الاجتماعات والمناقشات الدائرة حاليًا هي الغطاء العربي والدولي، الذي طالب به وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، الاثنين الماضي، حيث قال إن بلاده مستعدة لفرض “منطقة عازلة لحماية المدنيين على  طول الحدود السورية، ولديها الاستعدادات والقدرات لفرض المنطقة العازلة”، وأردف “لكننا نحتاج غطاء عربيًا ودوليًا”.

تعتبر هذه الخطوة الثانية لرفع الغطاء العربي والدولي عن نظام بشار الأسد، إلا أنها خطوة سريعة بعد تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية السبت، ودعوة الدول العربية إلى سحب السفراء من دمشق، بعد عدم تنفيذ النظام السوري شروط المبادرة العربية.

وكان المسؤولون الأتراك نفوا في شهر آب/أغسطس الماضي صحة التقارير التي تتحدث عن وضع أنقرة خططاً لفرض منطقة عازلة على الحدود مع سوريا، فيما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر تركية إن “أنقرة التي أرجأت إعلان العقوبات إفساحًا في المجال أمام الجهود العربية، قد تعلن عن مجموعة منها بعد إعلان فشل المساعي العربية”.

وكان من المقرر أن يقوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بزيارة مخيمات اللاجئين السوريين، خلال الشهر الماضي، يعلن خلالها عن مجموعة إجراءات لحماية المدنيين السوريين، لكنه أرجأ الزيارة.

وأوضحت المصادر أن “اتصالات أدت إلى إرجاء هذه المواقف، لإفساح المجال أمام المبادرة العربية، والنظر إلى ما ستؤول إليه”، غير أن المصادر أشارت إلى أنه “مع تأجيج الموقف وتعثر المبادرة قد تعمد تركيا إلى إعادة طرح موضوع (العقوبات)”.

وكشفت المصادر أن “تركيا تقوم بدورها باتصالات مع الدول المترددة في مجلس الأمن، وتحديدًا مع البرازيل وجنوب أفريقيا، اللتين تجمعهما بتركيا علاقات وثيقة، من أجل إقناعهما باتخاذ موقف مختلف”.

ولفتت المصادر التركية إلى أن أنقرة تقوم بالفعل بنوع من العقوبات على النظام، سواء عبر منعها الكامل لدخول أي نوع من الأسلحة إلى سوريا، حيث أوقفت سابقًا 3 شحنات من إيران، إضافة إلى عملية “تدقيق” في بعض الحوالات المصرفية، التي تذهب إلى رجال أعمال موالين للنظام، من أجل الضغط عليهم، ومنعهم من دعمه.

وكان الرئيس التركي عبد الله غول حذر عبر الفايننشال تايمز من استخدام سوريا المسلحين الأكراد ضد بلاده، موضحًا أنه عندما نتحدث إلى إيران، نبلغها دائماً بأننا لسنا ضد النظام السوري، نتيجة الضغوط المفروضة علينا، بل من أجل الشعب السوري.

ولفت إلى أن “سوريا استضافت في وقت سابق أعضاء من حزب العمال الكردستاني، الذي حظرته الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وتركيا، واعتبرته منظمة إرهابية”، وحثّها على “عدم القيام بذلك مرة أخرى”.

وأضاف الرئيس التركي “أود أن اقترح بقوة، وأتوقع أن سوريا لن تدخل في لعبة خطرة كهذه، على الرغم من أنني لا اعتقد أنها ستفعل ذلك، لكننا لا نزال نتابع عن كثب هذه المسألة”.

على صعيد آخر، أعرب المغرب أمس عن الأمل في أن يسفر منتدى التعاون العربي-التركي، الذي ستحتضن الرباط دورته الرابعة، عن اتخاذ إجراءات ملموسة في إطار خطة العمل الثلاثية في الفترة (2012 – 2015) التي تندرج في استراتيجية العمل التي تمت المصادقة عليه في ديسمبر 2009 في دمشق.

جاء ذلك في بيان أصدرته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية أوضحت فيه أن المنتدى، الذي سينعقد يومي 15 و 16 نوفمبر الجاري، سيقوم بتقويم مستوى التعاون بين البلدان العربية وتركيا، عقب التوصيات الأخيرة المصادق عليها خلال الدورة الثالثة، التي احتضنتها إسطنبول في 2010، والتي تهتم على وجه الخصوص بتشجيع الاستثمارات وتطوير التعاون في قطاعات النقل والسياحة.

وأضاف البيان أن دورة الرباط لمنتدى التعاون العربي-التركي، التي سيشارك في رئاستها كل من وزير الشؤون الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري ونظيره التركي أحمد داود أوغلو والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ستشهد مشاركة وزراء الخارجية العرب وممثلين عن الجامعة العربية وتركيا.

يذكر أن منتدى التعاون العربي-التركي، الذي أنشئ في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 في إسطنبول تنفيذًا للاتفاق الذي وقعه وزير الخارجية التركي السابق والأمين العام للجامعة العربية وقتها، يسعى إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية وتركيا في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والتربوية والعلمية والاجتماعية، إضافة إلى مسألة الحوار بين الحضارات.

المجلس الوطني السوري يرحّب بقرار الجامعة العربية

من جانبه، رحّب المجلس الوطني السوري، الذي يضم أطياف عدة من المعارضة السورية الأحد بقرار الجامعة العربية، معتبرًا أنها “خطوة في الاتجاه الصحيح”. وأكد المجلس في بيان “ترحيبه بالقرارات التي أصدرها المجلس الوزاري العربي”، ومؤكدًا أنها تمثل إدانة واضحة للنظام السوري، الذي أمعن في عمليات القتل والتدمير”.

وحثّ بيان المجلس على تنفيذ القرارات، التي اتخذتها الجامعة، فورًا “لمنع النظام من استغلالها في قتل مزيد من المدنيين والمتظاهرين”. وقرر وزراء الخارجية العرب السبت تعليق مشاركة وفد سوريا في اجتماعات في الجامعة العربية، ودعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق.

وأعرب المجلس الوطني عن “جاهزيته للتفاوض حول الفترة الانتقالية ضمن نطاق الجامعة، بما يضمن تنحّي بشار الأسد، وانتقال السلطة إلى حكومة ديموقراطية تعبّر عن الشعب السوري، ولا تضم أيًا من مكونات النظام ممن تلوثت أيديهم بالدماء”.

والمجلس الوطني السوري، الذي أطلق رسميًا في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، ضم للمرة الأولى تيارات سياسية متعددة، لا سيما لجان التنسيق المحلية، التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الأخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا، وكذلك أحزابًا كردية وآشورية.

صفعة عربية لنظام الأسد

تعليق عضوية سوريا في الجامعة.. والوزراء سيجتمعون مع المجلس الانتقالي للاتفاق على صيغة المرحلة الانتقالية > مهلة 4 أيام يدخل القرار بعدها حيز التنفيذ

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين

وعبد الستار حتيتة

لندن: ثائر عباس

بعد أشهر من التلكؤ والتردد، وجه العرب أمس صفعة للنظام السوري بإعلان تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية، وإمهال النظام 4 أيام لوقف العنف ضد المدنيين، قد تمهد الطريق أمام تدخل دولي لتوفير الحماية للمدنيين السوريين، وفي حال عدم توقف أعمال العنف والقتل يقوم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بما فيها الأمم المتحدة، بالتشاور مع أطياف المعارضة السورية، لوضع تصور بالإجراءات المناسبة لوقف هذا النزيف، وعرضها على مجلس الجامعة الوزاري للبت فيها، في اجتماعه المقرر يوم الأربعاء المقبل في الرباط.

كما دعت الجامعة الدول الأعضاء إلى سحب سفرائها من دمشق، مهددة في الوقت نفسه بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض, كما دعت المجلس المعارض إلى الاجتماع خلال ثلاثة أيام للاتفاق على صيغة لمرحلة انتقالية في سوريا. وقررت أيضا فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على الحكومة السورية. وقالت الجامعة إن قرار تعليق عضوية سوريا سيسري اعتبارا من 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. واعترض على قرار الجامعة أمس كل من لبنان واليمن، وامتنع العراق عن التصويت.

وبينما رفضت دمشق القرار العربي واعتبرته «غير قانوني», هاجم موالون للنظام السوري مساء أمس مبنى السفارة القطرية في دمشق واقتحموا لاحقا مبنى السفارة السعودية احتجاجا على قرار الجامعة العربية.

من جهته, لاقى المجلس الوطني السوري قرارات الجامعة العربية بكثير من الإيجابية والحماس، حيث أعلن أعضاؤه انطلاق العد العكسي لبدء مرحلة انتقالية جديدة في سوريا بعد وضع حد لحكم بشار الأسد.

وفور الإعلان عن قرار الجامعة العربية خرجت مظاهرات في الشوارع في بعض بؤر التظاهر، لا سيما في مدينة حمص، للترحيب بهذه القرارات، والتي قوبلت بإطلاق نار كثيف من قوات الأمن السورية لتفريقها.

إلى ذلك, رحبت واشنطن وباريس ولندن بالقرار العربي وسط دعوات لإحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي.

من ناحيته, قال مسؤول تركي لـ«الشرق الأوسط» إن المبادرة العربية «أتت في وقتها», مشيرا إلى أنها«كانت الفرصة الأخيرة» لهذا النظام، «ولا بد الآن من موقف دولي متمم».

عشاء المعارضة السورية مع اللجنة العربية حسم الموقف من نظام الأسد

بسمة قضماني لـ «الشرق الأوسط»: الجامعة استجابت لمطالب المجلس الوطني

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: عبد الستار حتيتة

كشفت مصادر عربية مطلعة، أن أعضاء من المعارضة السورية التقوا أعضاء اللجنة الوزارية العربية المكلفة بحل الأزمة السورية على عشاء، الليلة قبل الماضية، قبل ساعات من الاجتماع الوزاري العربي الذي اتخذ قرارات من شأنها زيادة عزلة نظام الرئيس بشار الأسد، والتصعيد ضد دمشق إلى مراحل قد تسمح لاحقا بتدخل دولي لوقف نزيف الدماء الذي تمارسه قوات الأمن والجيش السوري ضد المعارضين طيلة نحو ثمانية أشهر.

وأضافت المصادر أن المعارضة السورية شرحت في عشاء الليلة قبل الماضية تطورات الواقع على الأرض السورية، وقدمت مطالبها للجامعة العربية بعد أن شرحتها لأعضاء اللجنة الوزارية التي يرأسها رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وأن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل شارك في الاجتماع. وتتكون اللجنة من وزراء خارجية دول قطر والسودان والجزائر وسلطنة عمان، وأشارت المصادر إلى أن حضور الفيصل، الذي جاء رغم أن بلاده ليست عضوا في اللجنة، كان وفقا لقرار تأسيس اللجنة الذي يسمح لأي دولة بالانضمام إليها.

وقالت بسمة قضماني، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري والمتحدثة باسم المجلس، والتي شاركت في لقاء اللجنة الوزارية الليلة قبل الماضية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، إنه بعد صدور قرار مجلس الجامعة العربية فإنه ينبغي على الجامعة أن تضع أمام النظام السوري وأمام المجتمع الدولي خطة عملية «تؤدي إلى نهاية هذا النظام»، بما في ذلك الاستعانة بالمجتمع الدولي، إذا كان الإطار العربي لا يكفي.

وعن اعتقاد البعض بأن أعضاء في المجلس الوطني كان لهم دور في خروج هذا القرار من الجامعة العربية، قالت قضماني «نحن نزعم ذلك، وأن كل المطالب التي وضعناها في مطالبنا للجامعة العربية هي المطالب التي أقرتها الجامعة أمس». وأضافت أن الجامعة «استمعت لنا مرة واثنتين وثلاثا وأربعا.. ثلاث مرات مع الأمين العام للجامعة، ثم جلسة مع اللجنة الوزارية العربية، وكان هذا اللقاء مقنعا بالنسبة لهم.. هذا ما قيل لنا، ونحن نعتبر أنهم لبوا طلباتنا واستجابوا لرؤيتنا». وعن اللقاء مع اللجنة الوزارية قالت إنه كان على عشاء الليلة قبل الماضية، وكان ممثلا فيه كل أعضاء اللجنة الوزارية.. وزراء الخارجية الأربعة، والشيخ حمد رئيس اللجنة، ومعهم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي. وعما إذا كانت هناك أمور محددة تمت الاستجابة لها في قرار الجامعة العربية أمس، قالت قضماني إن «اللجنة أرادت أن تسمع من المجلس الوطني السوري، في لقاء الليلة قبل الماضية، ما هو الوضع على الأرض، ونحن شرحناه من ناحية الثمن الذي يدفعه الشعب السوري والتضحيات، ومن ناحية أعداد الضحايا، والتعذيب الذي يحدث، وغيرها من الممارسات القمعية التي يقوم بها النظام على الأرض».

وأضافت أن «هذا الشيء ربما لم يكن أعضاء اللجنة واعين له بالكامل أو بالصورة بكاملها.. دار جزء من اللقاء حول الوضع على أرض الواقع، ثم شرحنا أن هناك تطورات ربما تأخذنا في اتجاه نزاع أهلي طائفي، أو تسلح للحراك الثوري، لأن هناك عناصر تنادي بذلك، وهناك تحريض من النظام على ذلك، ونحن أبدينا أيضا قلقنا من ذلك.. نحن نرى أن هذا ليس حراكا يطالب بالديمقراطية فقط، وإنما إنقاذ لبلد بحاله، وتجنيب للعالم العربي كله للانزلاق نحو المجهول».

وأعربت قضماني عن اعتقادها أن الخوف من انزلاق العالم العربي نحو المجهول بسبب موقف نظام الأسد «عامل أساسي في موقف الجامعة العربية»، وأضافت أن «اللجنة الوزارية سألت في لقاء الليلة قبل الماضية عما هي مطالبنا».. فعبرنا عنها في المطالب التي هي تجميد عضوية سوريا، ثم اتخاذ عقوبات، وتوفير الحماية للمدنيين بكل الوسائل التي تراها الجامعة».

وعن دعوة الجامعة العربية للمنظمات العربية المعنية بتوفير الحماية للمدنيين، وعما إذا كانت مثل هذه الدعوة كفيلة بتحقيق ذلك قبل اللجوء لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، قالت قضماني إنه توجد منظمات عربية يمكن أن تقوم بدور مراقبين لا تقل عن منظمات ثانية لأنها نزيهة ومهنية وقادرة على أن تلعب هذا الدور. وأضاف أن المطلوب نزول مراقبين على الأرض لمراقبة سحب قوى الأمن والسماح للسوريين بالتظاهر السلمي.

وعن الحالة السورية الحالية بعد صدور قرار الجامعة العربية أمس، وعما إذا كان النظام السوري يمكن أن يستجيب لمطالب الجامعة العربية بعد الضغوط الأخيرة على النظام، قالت قضماني «أعتقد أن المسار أصبح واضحا، والآن أصبحنا أمام وضع تصور لما هي آليات انتقال الحكم من هذا النظام إلى نظام ديمقراطي بشكل سلمي. لا يكفي أن يسحب النظام قوى الأمن ويعتبر أنه يمكن أن يقوم بإصلاحات، لا نرى أن هناك إمكانية للقيام بإصلاحات تحت راية هذا النظام أو قيادته، والآن نعتبر أن قرار الجامعة العربية خطوة داعمة لإسقاط هذا النظام وانتقال السلطة».

وعن الموقف في حال عدم تحقق ذلك في المدى الذي حددته الجامعة العربية، وعن إمكانية انتقال الملف السوري إلى الأمم المتحدة، وبالتالي يكون هناك تدخل دولي مثل الحالة الليبية، قالت قضماني «نحن نرى أنه أصبح الآن من الأفضل بالنسبة لنا ومن الأساس ومن استراتيجيتنا المفضلة أو اتجاهنا المفضل، أن نتحرك يدا بيد مع الجامعة العربية، وإذا كان الإطار العربي لا يكفي، فستستعين الجامعة العربية بالمجتمع الدولي، وبالوسائل المتوافرة لدى المجتمع الدولي».

وأضافت أن وجود القوى الدولية في الصورة ضروري، ودعمها للموقف العربي ضروري «لكن تحركنا في هذا الإطار العربي كان أساسيا، ونحن الآن نرى أنه أصبح ممكنا.. هذه هي الشرعية التي كنا نسعى إليها، إنها شرعية عربية يرتاح لها الشعب السوري وترتاح لها الفئات التي ما زالت متخوفة أو مترددة، حيث سترى أن هذا النظام انعزل تماما، وأنه ليست هناك فقط معارضة تطالب بنهايته، لكن هناك أيضا توجها عربيا نحو ذلك. هذا ما ارتحنا له اليوم، واعتبرناه خطوة إيجابية».

وحول وجود تخوف لدى البعض من أن تؤدي قرارات الجامعة العربية لمزيد من الردود القاسية من جانب نظام الأسد ضد المعارضين السوريين، قالت السيدة قضماني «لا نتمنى ذلك، لأن سقوط الضحايا الذين نراهم كل يوم لم يعد مقبولا استمراره إنسانيا قبل أن يكون عربيا، ونأمل ألا يتم ذلك»، ولكن إذا قام النظام بتشديد قبضته على المعارضين «فنحن نرى أن النظام يسرع في التوجه نحو نهايته. وعلى الجامعة أن تضع أمام النظام وأمام المجتمع الدولي خطة أو استراتيجية أو خطوات عملية تؤدي إلى نهاية هذا النظام، وهذا التصور يجب أن يكون مرسوما بتفاصيله العملية، في حال عدم استجابة النظام لقرارات الجامعة».

نص قرار مجلس الجامعة العربية بشأن سوريا

جريدة الشرق الاوسط

جاء في قرار الجامعة العربية لتعليق عضوية سوريا أمس، ما يلي: إن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في جلسته المستأنفة للدورة غير العادية بتاريخ 12/ 11/ 2011 بمقر الأمانة العامة، وبعد اطلاعه على تقييم اللجنة العربية الوزارية لما آلت إليه الأوضاع في سوريا، وبعد استماعه إلى تقرير الأمين العام، ومداخلة رئيس وفد الجمهورية العربية السورية، ومداولات السادة الوزراء ورؤساء الوفود، ونظرا لعدم التزام الحكومة السورية بالتنفيذ الكامل والفوري لمبادرة جامعة الدول العربية التي اعتمدها مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في اجتماعه الذي عقد يوم 2/ 11/ 2011، يقرر:

1 – تعليق مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم 16/ 11/ 2011 وإلى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية، والتي اعتمدها المجلس في اجتماعه بتاريخ 2/ 11/ 2011.

2 – توفير الحماية للمدنيين السوريين، وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية، وفي حال عدم توقف أعمال العنف والقتل يقوم الأمين العام بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بما فيها الأمم المتحدة، وبالتشاور مع أطياف المعارضة السورية لوضع تصور بالإجراءات المناسبة لوقف هذا النزيف وعرضها على مجلس الجامعة الوزاري للبت فيها في اجتماعه المقرر يوم 16/ 11/ 2011.

3 – دعوة الجيش العربي السوري إلى عدم التورط في أعمال العنف والقتل ضد المدنيين.

4 – توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الحكومة السورية.

5 – دعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق، مع اعتبار ذلك قرارا سياديا لكل دولة.

6 – دعوة جميع أطراف المعارضة السورية للاجتماع في مقر الجامعة العربية خلال ثلاثة أيام للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا، على أن ينظر المجلس في نتائج أعمال هذا الاجتماع ويقرر ما يراه مناسبا بشأن الاعتراف بالمعارضة السورية.

7 – عقد اجتماع على المستوى الوزاري مع كافة أطراف المعارضة السورية بعد توصلهم إلى الاتفاق كما جاء في «سادسا».

8 – إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف.

– الجمهورية اللبنانية والجمهورية اليمنية: اعتراض.

– جمهورية العراق: امتناع.

المندوب السوري يشتبك مع الشيخ حمد والعربي وكرتي.. ويشتم الجامعة العربية

يوسف الأحمد استخدم ألفاظا نابية احتجاجا على تعليق عضوية بلاده.. ورفض الاعتراف بالقرار

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين

اشتبك المندوب السوري لدى الجامعة العربية، يوسف الأحمد، مستخدما ألفاظا نابية، مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم، رئيس اللجنة الوزارية المعنية بحل الأزمة السورية، ومع الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي، وأيضا مع وزير الخارجية السوداني علي كرتي. وقال الأحمد في جدل مع كرتي: «طظ في الجامعة العربية»، وذلك احتجاجا على تعليق عضوية بلاده، أمس، في الجامعة التي اتهمها بالعمالة. وقال الشيخ حمد لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على شتائم الأحمد: «الله يسامحه لأن هدفنا مساعدة سوريا وتجنيبها المخاطر»، معربا عن أمله في أن تسود الحكمة وعدم التطرق إلى التصرفات العصبية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الجلسة الثانية المغلقة لاجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا، أمس، شهدت أجواء عدائية من مندوب سوريا، يوسف الأحمد، تجاه كل من رئيس الجلسة والأمين العام للجامعة، كما اشتبك مع وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، خارج الاجتماع في بهو الجامعة العربية، قائلا: «حتى السودان ونحن الذين ندافع عنه.. هذا عار على السودان وعلى الجامعة العربية». وكان يقف مع السفير السوداني وزير خارجية مصر، محمد كامل عمرو، وبعض أعضاء الوفود العربية الذين أخذوا في تهدئة الأحمد.

وأضافت المصادر أن الأحمد تابع قائلا: «طظ في الجامعة العربية.. كلها عملاء»، وأنه استكمل حديثه بشتائم نابية. وقالت المصادر إن الأحمد شعر بالغضب بعد أن علم أن الاتجاه في الجامعة العربية مع تعليق عضوية بلاده ودعوة المعارضة السورية لمرحلة انتقالية، حيث صدر قرار الجامعة بحق نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بموافقة 18 دولة عربية، واعتراض دولتين هما لبنان واليمن، وامتناع دولة هي العراق.

ولم يكتف الأحمد بالشتائم التي أطلقتها خلال الاجتماع وفي البهو، بل استكمل شتائمه في مؤتمر صحافي عقده بعد مؤتمر الشيخ حمد والعربي، نقله تلفزيون «المنار»، ووصف فيه قرار الجامعة بأنه «باطل ومخالف لميثاق الجامعة»، مشيرا إلى أن فصل الدولة من الجامعة العربية أو تعليق عضويتها يستلزم الإجماع.

وزعم الأحمد أن «الأمين العام طلب من الإدارة القانونية في الجامعة العربية دراسة كيفية إصدار قرار التعليق، وأكدت الدراسة أنه لا يجوز تعليق العضوية من دون الإجماع وفقا للفقرة الثانية من المادة 18 من ميثاق جامعة الدول العربية». وحذر السفير السوري من أنه إذا أصيبت سوريا «بشر فسيكون هذا شرا مستطيرا على جميع دول الجوار العربي»، محذرا من أن «دول الخليج لن تكون بمنأى عن هذا الشر»، قائلا إن قرار تعليق عضوية سوريا «لا نعترف به ولا يهمنا في شيء». وأضاف: «هناك أطراف عربية وضعت نفسها لخدمة المخطط الإسرائيلي – الأميركي وهي تقوم بتنفيذه».

وقال إن القرار الذي اتخذته الجامعة «مسرحية هزلية» والبيان الذي صدر بشأنه «معد سلفا من قبل مجلس التعاون الخليجي الذي أصبح مكتبا سياسيا للجامعة العربية يجتمع قبل يوم من اجتماع مجلس الجامعة ويحضر القرارات التي يريدون اتخاذها ويحاولون فرضها بشكل أو بآخر من خلال علاقاتهم مع الآخرين». وقال أيضا: «إن الغرب، خصوصا أميركا، يدفع باتجاه تفتيت العالم العربي، وبخاصة سوريا، لأهداف واضحة ومعروفة»، مشيرا إلى أن «الرئيس السوداني كان مطلوبا للمحاكمة الجنائية الدولية ولكن عندما تم تقسيم السودان أصبحنا لا نسمع عن هذا القرار».

وقبل اتخاذ قرار تعليق سوريا، ألقى الأحمد كلمة اضطر بعدها مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لتعليق أعمال جلسته المغلقة الأولى بناء على طلب الشيخ حمد، رئيس الاجتماع، وذلك لإعطاء فرصة لعقد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا على هامش الاجتماع للتشاور حول الصيغة الجديدة لمشروع القرار.

وقال مصدر مسؤول من داخل الاجتماع، إن اجتماع اللجنة الوزارية كان مخصصا لمناقشة كيفية التعامل مع رفض بعض الدول العربية مقترحا بتجميد عضوية سوريا ومنظماتها في الجامعة، مضيفا أنه كان هناك اتجاه قوي داخل اللجنة الوزارية في اجتماعها يوم أول من أمس، الجمعة، بطرح موضوع تجميد عضوية سوريا للنقاش، إلا أن رفض بعض الدول العربية المركزية طرح موضوع التجميد في الوقت الراهن، وإعطاء فرصة للحكومة السورية لتنفيذ ما تعهدت به، دعا رئيس الاجتماع لعقد اجتماع عاجل للجنة على هامش اجتماعات المجلس لتدارس كيفية الخروج من هذا المأزق.

وأوضح المصدر أن المندوب السوري لدى الجامعة أكد في مداخلة خلال الاجتماع المغلق الأول التزام بلاده بتنفيذ بنود خطة العمل العربية لحل الأزمة في سوريا، وزعم أنه تم سحب المظاهر المسلحة من الشوارع، وأن سوريا «تتعرض لحملة إعلامية مضللة تتزعمها قنوات تعمل لصالح أطراف خارجية وينبغي إتاحة الفرصة أمام بعثة للجامعة العربية لزيارة سوريا والاطلاع على الوضع هناك».

وأضافت المصادر أن مندوب سوريا، ورغم استمرار أعمال القتل بحق المدنيين، أعرب أيضا عن استغرابه للدعوة لهذا الاجتماع الوزاري رغم وجود اجتماع سابق للجنة الوزارية على مستوى المندوبين مطلع الشهر الحالي، وهناك مهلة 10 أيام للحكومة السورية لتنفيذ المبادرة، متسائلا: «لماذا التعجل؟».

وجاء في مداخلة الأحمد في الجلسة المغلقة قوله في لهجة وصفتها المصادر بأنها لم يكن لها أي علاقة بما يحدث على الأرض السورية من قتل يومي: «مضت أيام عشرة منذ إصدار هذا المجلس قراره بتاريخ 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 حول تطورات الأوضاع في سوريا مرفقا بخطة العمل التي وافقت عليها حكومة بلادي بعد اجتماعات مطولة وجادة مع اللجنة الوزارية العربية، ولا بد أن أشير أولا إلى المناخات السلبية والعدائية وعمليات التحريض السياسي السافر وتسعير الحملة الإعلامية التي حاولت دول وأطراف خارجية خلقها منذ صدور هذا القرار وخطة العمل العربية، وذلك بهدف تأجيج الأوضاع في الداخل وتحريض بعض جهات المعارضة في الخارج، والجماعات الإرهابية المسلحة في الداخل، على عدم التجاوب مع جهود ومبادرات التهدئة، وإفشال أي دور عربي إيجابي يسعى إلى التهدئة في سوريا وإلى خلق مناخ سلمي آمن على الأرض، تمهيدا لإجراء حوار وطني تطالب به الأغلبية من الشعب السوري بجميع أطيافه».

وأضاف الأحمد، وفقا للمصادر التي أشارت إلى أنه لم يكن يقدم جديدا، أنه «يؤكد من جديد التزام بلاده بتنفيذ خطة العمل العربية بشكل جدي»، وقال: «إن النية السورية جادة ومستمرة في تنفيذ جميع بنودها، وقد قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ هذه البنود رغم محاولة جهات مسلحة في الداخل مرتبطة بدول وأطراف في الخارج لإجهاض الخطة منذ اليوم الأول».

وتابعت المصادر أن المندوب السوري عرض إجراءات اتخذتها الحكومة السورية قال إنها عملية في إطار الالتزام بخطة العمل العربية، لكن هذه الإجراءات كانت تكذبها التقارير اليومية التي تأتي من سوريا عن تعقد الأوضاع هناك واستمرار النظام في الاعتداء على المدنيين، مشيرة إلى أن الأحمد تحدث عن هذه الإجراءات المزعومة، وهي، وفقا لما قاله الأحمد في الجلسة المغلقة الأولى: «إخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة، واستبدال قوات حفظ النظام بعناصر الجيش داخل المدن والحواجز، مع التأكيد على أن بقايا العناصر والجماعات المسلحة لا تزال مستمرة في استخدام سلاح ثقيل ومتطور يتم إلى الآن تهريبه عبر حدود الدول المجاورة، وذلك لارتكاب أعمال القتل والترويع والتخريب داخل المدن وأطرافها وفي الأحياء السكنية».

وأضاف الأحمد، وفقا للمصادر، أن «سوريا سحبت رسميا مختلف المظاهر العسكرية والآليات إلى خارج المدن، وأن وسائل الإعلام تحرض ضد سوريا حول استخدام الجيش لآليات عسكرية وأسلحة ثقيلة في عمليات داخل المدن». وأشار إلى أن الحكومة السورية أصدرت «قرارا بالعفو العام عن كل من يسلم سلاحه ممن لم يرتكب جرما، وما زال هذا القرار ساريا حتى اليوم»، وانتقد الأحمد «التحريض الأميركي الذي نصح المسلحين بعدم تسليم أسلحتهم ووصف الموقف الأميركي بالخطير الذي يشكل مؤشرا فاضحا على حجم التدخل الأميركي في الشأن السوري».

وأضافت المصادر أن لغة الأحمد لم تكن تعكس واقع المأساة السورية، وأنه مع ذلك شدد في كلمته على «أهمية الحل السلمي الذي يعيد الأمن والاستقرار للبلاد ويفتح المجال أمام حوار وطني يكفل تحقيق المطالب المشروعة للشعب السوري والتوصل إلى رؤية وطنية موحدة بدعم عربي لدعم سوريا». كما أضاف الأحمد أن بلاده أصدرت قرارا بإطلاق سراح معتقلين بسبب الأحداث الراهنة شملت 553 معتقلا، مشيرا إلى أن وزارة الإعلام قامت بإصدار كثير من التصاريح لممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية من أجل الدخول إلى سوريا وتغطية حقيقة الأوضاع على الأرض.

وأضاف الأحمد أن الحكومة السورية «مستمرة في تقديم معلومات وتقارير إلى الأمانة العامة للجامعة واللجنة الوزارية عن الأعمال الإرهابية والمسلحة، لا سيما التي تحدث في حمص وأطرافها».

وبشأن الحديث عن بعثة الجامعة العربية، أعلن الأحمد عن ترحيب بلاده واستعدادها للتعاون التام مع البعثة التي تشكلها الجامعة، مضيفا أن بلاده «سوف تقدم كل التسهيلات والضمانات التي تكفل أمن وحرية تنقل هذه البعثة في الأراضي السورية للوقوف على حقيقة التزام سوريا ببنود خطة العمل العربية والاطلاع على الأدلة القاطعة حول جرائم الجماعات الإرهابية المسلحة ضد المدنين والعسكريين والممتلكات العامة والخاصة ودور بعض جهات الداخل والخارج المنصبة على إفشال الخطة العربية وقطع الطريق أمام أي حل سلمي وآمن للأزمة».

ثم تحدث المندوب السوري عن ملاحظات ومطالب سورية تتصل في مجملها بمضامين خطة العمل العربية ومتطلبات وعوامل إنجاحها منها قوله محاولة أطراف خارجية إفشال الحل العربي ومحاولة إظهار المنظمة الإقليمية بالعجز عن ممارسة دور إيجابي فاعل في الأزمة السورية. وأشار إلى ما سماه «التحريض الأميركي العلني والسافر للمسلحين داخل سوريا والتحريض لمقاطعة سياسية واقتصادية ضد سوريا»، وطالب الأحمد الاجتماع العربي بإصدار بيان رسمي أو اللجنة الوزارية المعنية برفض دعوات التحريض لاستخدام السلاح والعنف في سوريا والتأكيد على استمرار خطة العمل العربية.

كما أبدى المندوب السوري استغراب بلاده من التصريحات التي وردت على لسان الأمين العام للجامعة، والتي قال إنه تحدث فيها عن عدم التزام سوريا بالمبادرة «في الوقت الذي تجاهل فيه المواقف التحريضية الخطيرة التي صدرت عن الولايات المتحدة وفرنسا ضد خطة العمل العربية»، كما هاجم الأحمد من سماهم «ممثلي مجلس إسطنبول»، حيث أوضح أنهم رفضوا بشكل قاطع خطة العمل العربية ومقترح الحوار الوطني من أجل رسم مستقبل جديد لسوريا تتطلع إليه الأغلبية الساحقة من السورين، على حد قوله.

قال إن من صاغوا القرار ضد بلاده «سيحاسبون أشد حساب»

الأحمد: قطر تلعب دورا أكبر من حجمها

جريدة الشرق الاوسط

شن سفير سوريا ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، يوسف الأحمد، هجوما عنيفا على الدول العربية التي شاركت في قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة، وخص منها دولة قطر التي قال إنها تريد أن تلعب دورا أكبر منها، لكنها والجامعة سيواجهان عاصفة ليست ببعيدة.

وفي تعليقات صحافية له أمس وصف الأحمد قرار تعليق عضوية بلاده في الجامعة العربية بأنه لا يساوي الحبر الذي كتب به، وأن الذين صاغوا هذا القرار سيحاسبون أشد حساب. وقال الأحمد إن حمد بن جاسم آل ثاني، ، أنهى جلسة أمس بطريقة سخيفة وسافرة، لأن دولته (قطر) بمساعدة دول عربية أخرى تنفذ أجندات أميركية، خصوصا بعد انسحاب الولايات المتحدة من العراق. وأضاف الأحمد متحديا بقوله إن ما يصيب سوريا من شر سيطال الجميع ولن ينجو منه أحد، خاصة دول الخليج.

أبرز قرارات «تعليق العضوية» التي اتخذتها الجامعة العربية

جريدة الشرق الاوسط

وفقا لميثاق جامعة الدول العربية، فإن الدول الأعضاء تفقد عضويتها في ثلاث حالات، إما الانسحاب، ويشترط إبلاغ مجلس الجامعة قبل سنة من تنفيذه، أو زوال الشخصية القانونية الدولية لأي سبب، مثل الاندماج في دولة أخرى، وأخيرا الفصل أو تعليق العضوية نتيجة عدم تنفيذ التزامات العضوية التي حددها الميثاق، ويشترط في ذلك أن يكون القرار بإجماع الأعضاء، أما فقدان الدولة لسيادتها عن طريق العدوان، كما حدث بعد اجتياح العراق للكويت عام 1990، فإنه لم يؤثر على استمرار عضوية الكويت في الجامعة، وفيما يلي أبرز قرارات مجلس الجامعة العربية بشأن عضوية الدول فيها:

* فبراير (شباط) عام 1958: فقدت مصر وسوريا عضويتهما بالجامعة إثر الوحدة بينهما وتكوين «الجمهورية العربية المتحدة»، وذلك لزوال الشخصية القانونية للدولتين بعد اندماجهما.

* نوفمبر (تشرين الثاني) 1979: أصدر مجلس جامعة الدول العربية قرارا بتعليق عضوية مصر ونقل مقر الجامعة العربية إلى تونس وتولي التونسي الشاذلي القليبي منصب الأمين العام، إثر قيام الرئيس المصري الراحل أنور السادات بزيارة إسرائيل وتوقيع معاهدة السلام معها، كما قررت غالبية الدول العربية مقاطعة مصر، قبل أن تعود مرة أخرى في نهاية الثمانينات.

* عام 1990: تقرر تعليق عضوية الجمهورية اليمنية بعد الاتحاد بين اليمن الشمالي والجنوبي، وتم تغييرها إلى «الجمهورية العربية اليمنية المتحدة».

* 23 فبراير 2011: قرر مجلس جامعة الدول العربية تعليق عضوية الجماهيرية الليبية وعدم مشاركتها اجتماعات مجلس الجامعة وفي جميع المنظمات التابعة لها، لحين قيام السلطات الليبية بتحقيق أمن الشعب الليبي واستقراره والالتزام بقرارات الجامعة، وفي 25 أغسطس (آب) وافقت الدول العربية على الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ممثلا للجماهيرية الليبية وتسلم مقعدها في الجامعة.

* 12 نوفمبر 2011: قررت الجامعة العربية تعليق مشاركة وفود سوريا في اجتماعاتها حتى قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها، وتوفير الحماية للمدنيين السوريين، كما قررت فرض عقوبات سياسية واقتصادية، ودعت لسحب السفراء العرب من دمشق.

*وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»

مصدر مطلع: قرار سوريا يؤكد الحل العربي.. بينما القرار الليبي فوض المجتمع الدولي التدخل

توقعات بأن يكون القرار نهاية للنظام السوري وبداية لتلبية مطالب الشعب

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين

أفاد مصدر مطلع في الجامعة العربية بأن هناك فرقا كبيرا بين قرار الجامعة الخاص بمعالجة الملف السوري الذي صدر أمس، وقرار الجامعة الخاص بالملف الليبي الذي صدر مع بداية الثورة في ليبيا التي اندلعت يوم السابع عشر من فبراير (شباط) الماضي، بنقل الملف الليبي إلى الأمم المتحدة، التي كلفت حلف الناتو فرض حظر طيران وحماية المدنيين في ليبيا.

وأوضح المصدر أن القرار الخاص بالوضع السوري استند إلى وقائع وتقارير من عدة جهات محايدة تؤكد حقيقة ما آلت إليه الأوضاع في سوريا، بعد الاطلاع على تقييم اللجنة الوزارية العربية ومطالبها من النظام السوري التي صدرت في قرار سابق مطلع هذا الشهر، ولم يتم الامتثال لها. وأضاف أنه بعد الاستماع إلى تقرير الأمين العام ومداخلة رئيس الوفد السوري ومداولات الوزراء ورؤساء الوفد، بدا رئيس الوفد السوري يتمسك بمواقف بلاده، ويزعم أنها التزمت بكل مطالب الجامعة. وأضاف المصدر أن مندوب سوريا بدأ يتهم الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، بأنهما رأس مطية وجسر للتدخل الخارجي. وأضاف أنه عند هذه النقطة بدأ تعليق الاجتماع، وذهبت اللجنة الوزارية لاجتماع منفرد، واتفقت على القرار الذي كان مفاجأ لرئيس الوفد السوري، وحتى بعض الوزراء الذين علقوا بأن الاجتماع كان يلفه الغموض، في إشارة إلى مناورة من قبل اللجنة للضغط على نظام الأسد، إما الالتزام وإما الانفتاح على المعارضة والعمل على ترتيب أولويات المرحلة الانتقالية. ورأى المصدر أن قرار مجلس الجامعة بشأن سوريا يختلف عن قرارات ليبيا ويتفق مع ميثاق الجامعة، ويؤكد الحل العربي ويمنع التدخل الخارجي، مشيرا إلى ما أكده الشيخ حمد من أن أي حديث عن فرض حظر جوي على سوريا أو المطالبة بتدخل أجنبي أمر لم يتم تداوله أبدا خلال الاجتماع، واصفا ما يتردد في هذا الشأن بأنه تفسيرات إعلامية، الهدف منها خلط الأوراق. وعلى الرغم من اختلاف القرار بشأن سوريا عن القرار الخاص بليبيا، فإن البعض يتوقع أن يكون قرار أمس نهاية للنظام السوري وبداية لتلبية مطالب الشعب السوري والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية من منطلق أن التدخل العسكري يدمر الدولة والشعب وليس النظام. كما أخذ القرار بشأن سوريا بعين الاعتبار تحذيرات المعارضة من الدخول في مرحلة التسلح وانتقال الثورة السورية إلى حرب أهلية ومن ثم الدخول في فوضى تدمر كل أنحاء سوريا، بينما يرى البعض أن الحل العربي قبل يوم 16 الشهر الحالي يمكن أن يؤدي إلى تخفيف الضغط عن نظام الأسد في حال التزامه بمطالب الجامعة العربية وعدم التصعيد بتجميد العضوية في مرحلة لاحقة، والعمل على الانتقال السلمي للسلطة وإعطاء الشعب السوري الحق في اختيار من يمثله ويحكمه بطريقة ديمقراطية. والامتثال لقرارات مجلس الجامعة أمس غير مؤكد، سواء من حيث استجابة النظام السوري له، أو استجابة بعض الدول الأعضاء في الجامعة المدعوة لسحب سفرائها من دمشق. وقال العزاوي الذي امتنعت بلاده عن التصويت على قرار تعليق عضوية سوريا: «لا أعتقد أننا سنسحب سفيرنا من سوريا، حيث إن نص قرار مجلس الجامعة يقول إنها مسألة ترجع لكل دولة». وبالنسبة لما يقال عن عدم فعالية الجهات الحقوقية العربية في توفير الحماية للمدنيين السوريين، وفقا لما جاء في نصر قرار أمس، أوضح المصدر أن المقصود هو اتخاذ كل ما يمكن لمنع التصعيد في الأمم المتحدة، حيث إن القرار يتضمن أيضا أنه في حال عدم توقف أعمال العنف والقتل يقوم الأمين العام بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بما فيها الأمم المتحدة، وبالتشاور مع أطياف المعارضة السورية، لوضع تصور للإجراءات المناسبة لوقف هذا النزيف وعرضها على مجلس الجامعة الوزاري للبت فيها في اجتماعه المقرر يوم الأربعاء المقبل.

النظام السوري يواصل قتل مواطنيه ويدعو لقمة عربية لبحث الأمن القومي

دمشق-أعلن نشطاء مقتل ما لا يقل عن 22 شخصا في سورية اليوم الأحد في حملات قمع لقوات الأمن استهدفت محتجين، في حين دعت سورية إلى عقد قمة عربية عاجلة لمناقشة الاضطرابات التي تشهدها منذ شهور.

وياتي ذلك فيما شهدت عدة مدن سورية تجمعات لمئات الاف السوريين الذين خرجوا للتنديد بقرار الجامعة العربية معربين عن تاييدهم للرئيس السوري بشار الاسد، فيما رحب المجلس الوطني المعارض بقرار الجامعة معتبرا انه “خطوة في الطريق الصحيح”.

متظاهر يحمل لافتة تسخر من الاسد

وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة إن 12 شخصا قتلوا في محافظة حماة بوسط سورية حينما فتحت قوات الحكومة النار على محتجين، كانوا يطلقون هتافات ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وبحسب اللجان، قتل عشرة آخرون في مدينة حمص بوسط البلاد وفي محافظة درعا الجنوبية ومحافظة دير الزور الشرقية.

من جهة أخرى، دعت سورية اليوم الأحد بصورة عاجلة إلى عقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الأزمة السورية والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي.

كما أعلنت سورية ترحيبها بقدوم اللجنة الوزارية العربية إلى سورية قبل السادس عشر من الشهر الجاري واصطحاب من تراه ملائما من مراقبين وخبراء مدنيين وعسكريين من دول اللجنة ومن وسائل إعلام عربية للاطلاع المباشر على ما يجري على الأرض والإشراف على تنفيذ المبادرة العربية بالتعاون مع الحكومة والسلطات السورية المعنية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ان 11 مدنيا قتلوا برصاص الامن السوري الاحد بينهم ستة في مدينة حماة (وسط) وثلاثة في حمص (وسط) وفتى في دير الزور (شرق) ومواطن في ريف ادلب (شنال غرب). واشار المرصد الى تظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت 20 الف شخص خرجت اثناء تشييع الفتى الذي قتل في دير الزور.

واكد المرصد “مقتل اثنين من عناصر الامن وجرح اخر اثر هجوم نفذه مسلحون يعتقد انهم منشقون على دورية امنية في سوق مدينة القصير (ريف حمص)” مشيرا الى “انباء مؤكدة عن فرار خمسة جنود من احد المراكز العسكرية في القصير”.

واشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد في بيان بالقرار الذي اتخذته السبت الجامعة العربية، واصفا اياه بالقرار “القوي والشجاع”.

ودعا البيان السلطات السورية الى “التجاوب مع نداء الجامعة العربية الذي طلب منها الوقف الفوري للعنف الذي يمارس من قبل الجيش ضد المدنيين، والتطبيق الكامل والسريع لبرنامج العمل” الذي صدر عن الجامعة العربية ودعا بشكل خاص الى وقف اعمال العنف وسحب المظاهر المسلحة من المدن.

كما رحب الامين العام ايضا ب”الرغبة التي ابدتها الجامعة العربية لتقديم حماية للمدنيين مبديا استعداده لتقديم الدعم المناسب في حال طلب منه ذلك”.

واعرب الرئيس السوري بشار الاسد الاحد خلال استقباله بطريرك الكنيسة الارثوذكسية في روسيا كيريلوس “عن تقديره للبطريرك وللشعب وللقيادة الروسية لوقوفها الى جانب الشعب السوري” حسب ما ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة تأكيد الرئيس السوري على “اهمية العلاقة التاريخية بين البلدين الصديقين”. من جهته، اعرب البطريرك كيريلوس عن امله “بأن يتجاوز الشعب السوري الازمة التي تمر بها البلاد وان تظل سوريا بلد المحبة والسلام” حسب ما نقلت عنه سانا.

ودعت سوريا لعقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الازمة فيها والنظر في “تداعياتها السلبية” على الوضع العربي “نظرا لان تداعيات الازمة السورية يمكن ان تمس الامن القومي وتلحق ضررا فادحا بالعمل العربي المشترك” بحسب تصريح لمصدر مسؤول نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا). واضافت الوكالة ان المصدر اعرب عن ترحيب القيادة “بقدوم اللجنة الوزارية العربية الى سوريا قبل السادس عشر من الشهر الجاري”. واكد المصدر ان سوريا التي وافقت في 2 تشرين الثاني/نوفمبر على خطة العمل العربية “لا تزال ترى فيها اطارا مناسبا لمعالجة الازمة السورية بعيدا عن اي تدخل خارجي”.

وفي القاهرة قال مندوب سوريا الدائم لدي الجامعة العربية يوسف احمد للصحافيين الاحد انه سيتقدم بطلب عقد قمة عربية رسميا الاحد او الاثنين.

من جهته قال مصدر رسمي في الجامعة العربية ان “سوريا لم تتقدم بأي طلب حتى الان”.

وكان وزراء الخارجية العرب قرروا السبت تعليق مشاركة وفد سوريا في اجتماعات الجامعة العربية، ودعوا الى سحب السفراء العرب من دمشق.

كما اعترفوا ضمنا بالمعارضة السورية ودعوها الى اجتماع في مقر الجامعة لبحث “المرحلة الانتقالية المقبلة”.

واعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال زيارة الى طرابلس الاحد ان الجامعة “بصدد اعداد الية لتوفير حماية للشعب السوري”.

واضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل “المطلوب الان من الجامعة العربية هو توفير الية لحماية المدنيين” بدون اعطاء المزيد من التوضيحات.

واصدر المجلس الوطني السوري الذي يضم عدة اطياف من المعارضة السورية الاحد بيانا رحب فيه بقرار الجامعة العربية معتبرا انها “خطوة في الاتجاه الصحيح (…) وتمثل ادانة واضحة للنظام السوري الذي امعن في عمليات القتل والتدمير”. وحث بيان المجلس على تنفيذ القرارات التي اتخذتها الجامعة فورا “لمنع النظام من استغلالها في قتل مزيد من المدنيين والمتظاهرين”.

الا ان الحكومة العراقية انتقدت الاحد بشدة قرار الجامعة العربية بتعليق مشاركة سوريا في نشاطاتها واجتماعاتها، معتبرة انه “امر غير مقبول” واكدت انه لم يتخذ قرار ازاء دول لديها ازمات اكبر من الازمة السورية. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ في تصريح لقناة “العراقية” الرسمية ان القرار “جاء بطريقة غير مقبولة وهذا الامر لم يتخذ ازاء دول اخرى لديها ازمات اكبر من الازمة السورية”.

فيما اعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الاحد في مؤتمر صحافي عقده مع نطيره المصري محمد كامل عمرو ان “تعليق عضوية سوريا مؤقت ويمكن رفعه في اقرب وقت ممكن” مضيفا “ولما لا قبل السادس عشر من هذا الشهر بما ان هناك اجتماعا مقررا في الرباط في هذا التاريخ”.

وأكد بذلك وزير الخارجية الجزائري انباء صحافية كانت اشارت الى اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط الاربعاء المقبل على هامش المنتدى العربي التركي.

من جهه، وصف رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري ب”المعيب” قيام لبنان بالتصويت ضد الاجراءات التي اتخذتها جامعة الدول العربية ضد النظام السوري.

الى ذلك، تجمع مئات الآلاف من السوريين الاحد في دمشق ومدن سورية عدة للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الاسد ورفضهم لقرار الجامعة العربية.

وبث التلفزيون السوري الرسمي بشكل مباشر لقطات لتظاهرات جرت في عدة مدن سورية منها حلب (شمال) واللاذقية الساحلية (غرب) ودير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق).

وكتب على الشريط الاخباري “الشعب السوري يملأ ساحات الوطن ويعلن رفضه لقرار الجامعة العربية”.

كما اشارت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الى مسيرات مناهضة لقرار الجامعة جرت في السويداء (جنوب) ودرعا (جنوب) وطرطوس (غرب) والرقة (شمال) وحماة وريفها (وسط) “استنكارا لقرار الجامعة العربية بحق سوريا وللتعبير عن اصرارهم على التصدى لكل من يريد شرا بهذا الوطن الحر المقاوم”.

وعنونت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة الصادرة الاحد “السوريون يرفضون قرار +العبرية+”.

ودوليا، اعلنت روسيا مواصلتها احترام عقود شحنات الاسلحة الى سوريا بسبب غياب اي قرار دولي يمنعها من ذلك، كما ذكرت وكالة انترفاكس الاحد نقلا عن مسؤول كبير في القطاع خلال معرض الطيران في دبي.

واعلن مساعد مدير المكتب الفدرالي الروسي للتعاون العسكري التقني فياتشيسلاف دزيركالن “بما انه لا وجود لاي قيود على شحنات الاسلحة الى سوريا، فان روسيا تحترم كل تعهداتها التعاقدية حيال هذا البلد”، بحسب الوكالة.

من جهتها، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاحد استدعاء السفيرة السورية في فرنسا مشيرة الى ان قنصليتي فرنسا الفخرية في اللاذقية شمال غرب سوريا وفي حلب (شمال) تعرضتا لهجمات مساء السبت وليل السبت الاحد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية في بيان ان “محاولات الاعتداء على قنصلية فرنسا الفخرية في اللاذقية والقنصلية الفرنسية في حلب من قبل مجموعات متظاهرين منظمة وبدون رد فعل من قوات الامن غير مقبولة وفرنسا تدينها بشدة”.

كما استدعت تركيا الاحد القائم بالاعمال السوري الى وزارة الخارجية في انقرة بسبب الهجمات على بعثاتها الدبلوماسية، كما اعلنت وزارة الخارجية.

وقررت اجلاء عائلات دبلوماسييها وموظفيها غير الاساسيين من سوريا كما افادت وكالة انباء الاناضول.

وقالت مصادر دبلوماسية للوكالة ان هذا القرار اتخذ لاسباب امنية اثر التظاهرات العنيفة التي استهدفت عدة مبان دبلوماسية تركية في سوريا مساء السبت.

ودعت انقرة عبر وزارة الخارجية ايضا الاحد المجموعة الدولية الى التحرك ب”صوت واحد” ازاء الوضع في سوريا.

كما ادان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الاحد “الاعتداء” على سفارتي السعودية وقطر في سوريا السبت وطالب دمشق بحماية البعثات الدبلوماسية.

كما استنكرت الرياض “بشدة” السبت اقتحام متظاهرين موالين مبنى سفارتها في دمشق والعبث بمحتوياته، و”عدم قيام القوات السورية بالاجراءات الكفيلة لمنعهم”، محملة دمشق مسؤولية حماية رعاياها مصالحها في سوريا، كما افاد مصدر رسمي.

ومن جهة ثانية، اعربت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه “عن قلقها البالغ إزاء المعلومات التي تردها من العديد من المواطنين السوريين عن قيام السلطات السورية باعتقال أفراد وأقارب الناشطين كرهائن للضغط على الناشطين لتسليم أنفسهم”.

ونقلت الرابطة عن معظم المفرج عنهم في الفترة الأخيرة “أن العديد من الموقوفين داخل مراكز التوقيف والاحتجاز التابعة للمخابرات السورية هم موقوفون كرهائن ومن بينهم أطفال ونساء في ظروف إنسانية صعبة للغاية”.

وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس الماضي اسفر قمعها عن سقوط 3500 قتيل، وفقا لاخر حصيلة نشرتها الامم المتحدة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر.

وتتهم السلطات السورية “عصابات ارهابية مسلحة” بافتعال اعمال العنف في البلاد.

ا ف ب – د ب ا

اللاذقاني: لا أحد يريد التدخل العسكري في سوريا.. والتظاهرات المؤيدة للنظام إجبارية

أكّد عضو المجلس الوطني السوري عبد الرحمن اللاذقاني أن “لا أحد سواء في المعارضة السورية أو في الجامعة العربية قال بالتدخل العسكري في سوريا”، ساخراً من “بعض المسؤولين الذين يتحدثون عن هذا التدخل وكأن الجيوش الغربية وغيرها واقفة على الحدود السورية وتنتظر إشارة منها لتبدأ هجومها”. وقال: “لا أحد يريد التدخل في سوريا فاميركا تلملم نفسها بصعوبة من العراق وأفغانستان والإتحاد الأوروبي غارق في مشاكله المادية ولا أحد جاهز للتدخل العسكري، ولهذا مطلبنا يقتصر على جماية المدنيين وهذا مطلب شرعي لأن الدماء كثيرة وأعداد القتلى تجاوزوا الآلاف”.

اللاذقاني، وفي حديث لمحطة “الجديد”، أوضح: “إن حماية ماية المدنيين تتم عبر حظر الطيران فوق سوريا وإقامة منطقتين عازلتين في تركيا و الأردن وخلق ما يشبه الجيب الآمن المشابه لكردستان العراق”، لافتاً إلى أن “الحديث عن المنطقة العازلة بات واضحاً خصوصاً مع سحب تركيا لمعظم دبلوماسييها من دمشق”. وأضاف في السياق عينه: “إن حماية المدنيين تتم أيضاً عبر مطالبة اللجان الحقوقية والعلمية بأن تكون موجودة داخل سوريا وتنقل الصورة وتلزم النظام السوري بالكف عن ممارساته حيال شعبه وهذه الامور تمت تجربتها في رواندا وأوغندا وساراييفو حيث كان هناك كما في سوريا نظاماً يستبيح مدنييه”.

وأضاف اللاذقاني: “هناك بشر يموتون ويجب حمايتهم قبل فتح أفق أي حوار. يجب أن يتوقف الدم ولكن النظام لا يريد أن يبادر إلى وقف الدم ولا يستجيب إلى أي طلب”، معتبراً في سياق منفصل أن “التظاهرات المؤيدة للنظام هي منظمة ومفبركة واجبارية وجميع المشاركين فيها هم من موظفي الدولة المهددون بالفصل من وظائفهم إذا لم يشاركوا بهذه التظاهرات”، مؤكداً في المقابل أن “كل المطالب التي تبنّاها المجلس الوطني السوري نبعت اولاً من الثوار وكل الكلام عن أجندات خارجية هي محاولات من النظام ورجاله ليبرروا قمعهم لكن ورقة التوت سقطت وإعتراف الجامعة بالمجلس الوطني السوري هو أكبر إثبات على صدق أهدافنا فهناك شعب يريد الحرية والكرامة وسيصل إليها مهما كانت الأكاذيب التي تُسوّق عكس ذلك”.

وختم اللاذقاني رداً على سؤال: “إذا سقط نظام الأسد فلا تفكير بالوصاية على لبنان فنحن نعرف لبنان حراً سيداً ونريده حراً سيداً لإذ أن حرية سوريا هي جزء من حرية لبنان”.

سوريا في مواجهة “العمل العربي المشترك

إلياس تملالي

عودت الجامعة العربية المراقبين على البطء في اتخاذ القرارات، وإن اتخذت هذه القرارات، فإنها تكون أقرب إلى توليفة تحاول إرضاء الجميع، لكنها أمس ولثاني مرة في عشرة أشهر، تتخذ قرارات حاسمة وبسرعة، هذه المرة ضد نظام يصف نفسه بمعقل للعروبة ومدافع عن “العمل العربي المشترك”، ويجد اليوم هذا “العمل العربي المشترك” يتحرك ضده.

الجامعة قررت تعليق عضوية سوريا بحجة عدم احترامها لمبادرة عربية لإنهاء الأزمة، وقد بدا نظام بشار الأسد متفاجئا لخطوة صوت لصالحها 18 بلدا، بما فيها بلدان كالجزائر وقفت سابقا ضد طلب تعليق عضوية ليبيا وفرض حظر جوي فيها.

يقول بول سالم مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط متحدثا عن الأنظمة العربية “يريدون جميعا أن يبدوا ديمقراطيين و.. مدافعين عن شعوبهم لأنهم هم أنفسهم مأزومون في الداخل”.

ضغوط عربية

إضافة إلى تعليق العضوية (الذي يسري الأربعاء إن لم تنفذ المبادرة)، لوحت الجامعة بالاعتراف بالمعارضة ممثلا شرعيا للشعب السوري (كما حدث مع المجلس الانتقالي الليبي)، وتحدث وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن عقوبات محتملة لم يحدد ماهيتها.

بل إن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تحدث عن آليات لحماية المدنيين يبحثها التكتل، ولم يستبعد التحرك أمميا لتجسيدها إن عجزت الجامعة عن ذلك.

يقول جوزيف بهوت خبير شؤون سوريا في جامعة العلوم السياسية في باريس “للمرة الأولى تفقد سوريا غطاءها العربي”، ويصف قرار الجامعة بـ”شيء جديد ومفاجئ بالنظر إلى طريقة عمل النظام العربي”.

حتى الآن بدا نظام الأسد -الذي يواجه احتجاجات تدخل شهرها التاسع- متماسكا رغم ضغط دولي متزايد (شمل عقوبات تكاد تشل قطاع النفط)، فالانشقاقات العسكرية على كثرتها لم تشمل كبار الضباط، أما الجسم الدبلوماسي فما زال عصيا على الاختراق.

ولا يخفي النظام تعويله على الحليفين الروسي والصيني اللذين أحبطا مشاريع قرارات ضده في مجلس الأمن، لخشيتهما تكرار سيناريو التدخل في ليبيا.

يقول فيليب لوثر خبير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو “بعدما اتخذت الجامعة العربية عملا حاسما، جاء الدور على مجلس الأمن ليضطلع بمسؤولياته ويقدم ردا دوليا فعالا”، لكن سيبقى حينها معرفة “ما إذا كانت الدول التي أعاقت التحرك الدولي الفعال ضد سوريا -خاصة روسيا والصين- ستفهم درجة عزلتها” الآن.

السيناريو الليبي

ورغم أن السيناريو السياسي يشبه كثيرا السيناريو الليبي (تعليق عضوية فحوار مع المعارضة وتلويح بالاعتراف بها، ثم بحث لآليات حماية المدنيين) فإن السيناريو العسكري (إن كان هناك سيناريو عسكري) لا يمكن إلا أن يكون مختلفا.

فعكس ليبيا تقع سوريا في قلب الصراع في الشرق الأوسط (على حدود إسرائيل ولبنان وتركيا والعراق والأردن)، وترتبط بعلاقات وثيقة بإيران، التي أخذت مع ذلك تتجه -مع تطور الأوضاع- لاتخاذ موقف وسطي، فوصفت قبل بضعة أسابيع مثلا مطالب الشعب السوري بالمشروعة.

كما يرتبط نظام الأسد بجماعات تعدها واشنطن معادية كحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله الذي دخل في حرب ضد إسرائيل قبل خمس سنوات.

وقبل اتخاذ القرار العربي بيوم فقط، حذر حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله (الذي لا يخفي دعم النظام السوري لحركته) من أن أي حرب على سوريا أو إيران ستتدحرج على الشرق الأوسط كله.

التدخل العسكري

وإذا كان الحظر الجوي أثبت فعاليته في ليبيا في مواجهة كتائب معمر القذافي، فإن أي تدخل دولي  في سوريا سيجد نفسه أمام جيش منظم.

كما أن روسيا والصين ستكونان حذرتين جدا في التعامل مع أي مشروع قرار أممي قد يمهد للتدخل، بالنظر إلى التأويلات التي أعطيت للقرارات المتعلقة بليبيا، حيث انتهى الأمر بتدخل مباشر لحلف شمال الأطلسي.

ومثلما كان الحال في ليبيا، تلعب دول إسلامية مثل تركيا دورا رئيسيا في التحرك الدولي ضد نظام الأسد.

وقد راجت تكهنات الصيف الماضي عن استعداد تركيا لإنشاء منطقة عازلة داخل سوريا، نفتها حكومة رجب طيب أردوغان في حينها.

ويرى المحلل السياسي التركي سميح إديز أن هذا الخيار ليس “عمليا”، مستبعدا في الوقت نفسه مشاركة تركيا في أي عمل عسكري ضد سوريا (إلا إن هوجمت) لأنه ضد مصلحتها، وما تريده ليس إسقاط نظام الأسد، بل احتواء أزمة تخشى انتقالها إلى أراضيها خاصة أن للبلدين حدودا طولها 800 كلم.

وقال للجزيرة نت إن التكهنات بإقامة منطقة عازلة راجت عندما كانت تركيا تعد نفسها لتدفق نحو مليون لاجئ سوري، لكن العدد لم يتجاوز 15 ألفا في أحسن الأحوال.

ويرى إديز أن تركيا تلعب بالأساس الورقة السياسية لتدفع الأسد نحو تنازلات أكبر، فبادرت لاحتضان المعارضة وتنظيمها، وهي الآن تستفيد من قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا لأنه يصب في خانة الضغط السياسي.

الجزيرة نت

26 قتيلا بسوريا بعد تعليق عضويتها

قتل 26 شخصا اليوم في أنحاء مختلفة من سوريا بعد قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا فيها، في وقت أكدت روسيا أنها تواصل تسليم شحنات الأسلحة التي تعاقدت عليها مع سوريا لغياب أي قرار دولي يمنعها من ذلك.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن من بين القتلى الذين سقطوا اليوم 12 قتيلا سقطوا في حماة (وسط) عقب رفض الأهالي الخروج في مظاهرات مؤيدة للرئيس بشار الأسد وتصدي قوات الأمن لمظاهرة كانت تهتف برحيل النظام.

وأشارت إلى أن ستة قتلى سقطوا في حمص (وسط)، وثلاثة في درعا (جنوب) وقتيلين بكل من دير الزور (شرق) وكناكر في ريف دمشق.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل اثنين من عناصر الأمن وجرح ثالث في هجوم نفذه مسلحون يعتقد أنهم منشقون عن الجيش على دورية أمنية في القصير بحمص،  مشيرا إلى أنباء مؤكدة عن فرار خمسة جنود من أحد المراكز العسكرية في القصير.

وفي طفس بمحافظة درعا أفاد ناشطون بأن قوات الأمن مدعومة بوحدات من الجيش اقتحمت المدينة على خلفية انشقاقات واشتباكات مع عناصر من الجيش الحر.

وأفاد ناشطون بأن قوات كبيرة من الأمن وممن يوصفون بالشبيحة اقتحمت البلدة بعد اشتباكات بين عناصر منشقة عن الجيش وقوات الأمن السورية. فيما أكد ناشطون أن قوات الأمن نفذت حملة اعتقالات ومداهمات للبيوت وقامت بتخريب ممتلكات المواطنين في زملكا بريف دمشق.

وفي الرستن بمحافظة حمص أفاد ناشطون بوقوع انفجار ضخم أعقبه إطلاق نار كثيف قرب مبنى الميتم الإسلامي الذي تتمركز فيه قوات الأمن.

وقال المرصد إن مظاهرات خرجت في مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة ردا على مسيرات التأييد وترحيبا بقرار الجامعة العربية بتعليق مشاركة سوريا باجتماعات الجامعة العربية.

روسيا قالت إنها تواصل توريد السلاح لسوريا لغياب قرار يمنعها من ذلك

 من جانب آخر نقلت وكالة إنترفاكس عن مسؤول روسي أن موسكو تواصل احترام عقود شحنات الأسلحة إلى سوريا بسبب غياب أي قرار دولي يمنعها من ذلك.

وقال فياتشيسلاف دزيركالن -مساعد مدير المكتب الفدرالي الروسي للتعاون العسكري التقني- “بما أنه لا وجود لأي قيود على شحنات الأسلحة إلى سوريا، فإن روسيا تحترم كل تعهداتها التعاقدية حيال هذا البلد”، بحسب الوكالة.

وكانت روسيا، حليفة سوريا منذ العهد السوفياتي، أعلنت في أغسطس/آب مواصلة شحنات الأسلحة إلى هذا البلد على الرغم من دعوات وجهتها لها خصوصا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للوقوف في “الجانب السليم من التاريخ”.

وتعارض روسيا أي قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على سوريا، وألقت بجزء من المسؤولية في أعمال العنف على المعارضة السورية. وقالت مرارا إنها ترفض أي تدخل في الشؤون السورية وخصوصا التدخل العسكري.

البراك: على الجامعة العربية التوجه مباشرة لمجلس الأمن حقناً لدماء السوريين

دعا دول التعاون الخليجي إلى طرد سفراء سوريا

دبي – العربية.نت

دعا النائب في مجلس الأمة الكويتي مسلم البراك في حديثه لـ”العربية”, مساء اليوم الأحد, الجامعة العربية إلى التوجه مباشرة إلى مجلس الأمن, قصد إنشاء آلية فعالة لحماية المدنيين العزل في سوريا, بدل ذهابها للمنظمات العالمية حقنا لدماء السوريين, وربحاً للوقت الذي يستغله النظام في قتل أبناء شعبه وهتك أعراضهم على حد وصفه.

واعتبر أن دعوة دمشق اليوم لعقد قمة عربية طارئة محاولة فاشلة من نظام الأسد لربح الوقت موجهاً في ذات الوقت اللائمة على الحكومة العراقية بعد امتناعها عن التصويت على قرار تعليق عضوية سوريا مؤكدا أن هذا القرار هدفه إرضاء إيران.

وأثنى البراك على دعوة الجامعة العربية لأعضائها إلى سحب سفراء دمشق من بلدانهم داعيا إياهم إلى الالتزام بهذا القرار.

وشدد على ضرورة أن تبادر بلدان مجلس التعاون الخليجي إلى طرد السفراء السوريين ردا لكرامتهم بعد الاتهامات التي وجهها المندوب السوري خلال اجتماع الجامعة العربية إلى حكومات وشعوب هذه الدول بتنفيذ أجندات أمريكية وغربية.

وأوضح أن قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية دمشق أعاد ثقة الشعوب العربية في هذا الكيان العربي بعد أن كادت الجامعة أن تفقد بريقها ودورها الفعال طوال السنوات الماضية.

ووصف القرار بانتصار تاريخي للشعوب العربية ومنها الشعب العربي السوري خاصة وأنه تضمن على حد قوله دعوة مباشرة للجيش السوري بعدم المشاركة في قتل المتظاهرين العزل.

سقوط 26 قتيلاً.. والنظام يرغم المحتجين على التظاهر تأييداً للأسد

باريس وتركيا تطلبان توضيحات بعد الاعتداء على بعثتيهما

دبي – العربية.نت

أفادت لجان التنسيق السورية أن 26 شخصاً قتلوا الأحد برصاص الأمن في مدن سورية عدة بينهم 9 في حماة.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن النظام أرغم الموظفين في كافة القطاعات والمواطنين على المشاركة في التظاهرات المؤيدة للرئيس الأسد، وترديد الشعارات التي تؤيد بقاءه في السلطة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقراً له أن 9 أشخاص قتلوا إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في مدينة حماة بعد مشاركتهم في مظاهرة مناهضة للنظام السوري ردا على المظاهرة المنددة بقرار الجامعة بتعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها.

وفي ريف إدلب، “استشهد مواطن من أهالي قرية سرجة بإطلاق رصاص من قبل قوات عسكرية على مفرق قرية حيش”.

وأشار المرصد إلى “اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد أنهم منشقون في قرية ابديتا إثر تفجير عبوة ناسفة عند حاجز للجيش السوري النظامي جانب مدرسة عند مفرق بلدة البارة في ابلين”.

سياسيا, استدعت باريس السفير السوري بعد الهجوم على مصالح فرنسية في دمشق كما اتخذت تركيا الخطوة ذاتها باستدعاء القائم بالأعمال السورية في أنقرة بعد مهاجمة بعثاتها في سوريا.

وأفادت وكالة الأناضول أن تركيا بدأت في إجلاء عائلات دبلوماسييها وموظفيها غير الأساسيين من سوريا.

وتزامنت هذه الأحداث الأمنية مع صدور قرار عن الجامعة العربية السبت قضى بتعليق عضوية سوريا في الجامعة خرج إثره آلاف السوريين للتظاهر تنديدا به في عدد من المدن السورية.

وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف آذار/مارس الماضي أسفر قمعها عن سقوط 3500 قتيل، وفقا لآخر حصيلة نشرتها الأمم المتحدة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر.

ترحيب أوروبي وأمريكي كبير بقرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا

بريطانيا: القرار يكشف عن مدى إحباط العرب من نظام الأسد

دبي – العربية.نت

أكّد “الاتحاد الأوروبي” دعمه التام لقرار “جامعة الدول العربية” تعليق عضويّة سوريا إلى أن يلتزم الرئيس بشار الأسد بتنفيذ خطة العمل التي عرضتها عليه الجامعة لوقف العنف ضد المحتجين، وفق ما صرّح مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.

مان، وفي تصريح لوكالة “فرانس برس”، قال: “إننا نحيي عرض الجامعة العربية وقف أعمال العنف وإجراء الإصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري منذ أشهر”.

وأشاد وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ السبت بـ”حزم” الجامعة العربية، وقال في بيان إن قرار تعليق عضوية سوريا “إلى أن يوقف النظام السوري قمع المدنيين ويحترم تعهداته، يظهر الإحباط الذي يشعر به أعضاء الجامعة العربية حيال تعنت الرئيس الاسد”.

وأضاف: “في الوقت الذي يحتدم فيه العنف في شوارع سوريا فإننا نشاطرهم هذا الإحباط مع باقي أعضاء المجتمع الدولي”، وأكد أن لندن “تدعم جهود الجامعة العربية من أجل وقف المجازر ضد الشعب السوري”، مشدداً على أن هذا “العنف المستمر يجب أن يتوقف”.

من جانبه، حيّا الرئيس الأمريكي الجامعة العربية لقرارها تعليق عضوية سوريا، وقال في بيان أصدره البيت الأبيض “أحيي القرارات المهمة التي اتخذتها الجامعة العربية اليوم، ومن بينها تعليق عضوية سوريا”، في المنظمة بعد “إخفاق النظام السوري الفاضح في الالتزام بتعهداته”، بوقف قمع تظاهرات المعارضة وانتهاكات حقوق الإنسان، مشيراً إلى وصول الأزمة إلى “مرحلة مهمة تكشف العزلة الدبلوماسية المتصاعدة” لنظام بشار الأسد.

وصدر بيان عن المجلس الوطني السوري المعارض وجه فيه “التحية والشكر إلى كافة الدول العربية التي أكدت وقوفها إلى جانب شعبنا، وإلى اللجنة الوزارية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء في قطر، ويعبر عن تقديره لمشاركة المملكة العربية السعودية برئاسة الأمير سعود الفيصل”.

وشدد المجلس على أن “القرارات التي اتخذتها الجامعة يجب أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ الفوري لمنع النظام من استغلالها في قتل مزيد من المدنيين والمتظاهرين”.

وقرر وزراء الخارجية العرب السبت تعليق عضوية الحكومة السورية في الجامعة العربية، ودعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق، كما اعترفوا ضمناً بالمعارضة السورية ودعوها إلى اجتماع في مقر الجامعة لبحث “المرحلة الانتقالية المقبلة”.

وحسب الأمم المتحدة أوقعت عمليات قمع حركة الاحتجاج في سوريا أكثر من 3500 قتيل منذ منتصف مارس/آذار الماضي.

دمشق تدعو لعقد قمة عربية طارئة لمعالجة الأزمة السورية

مؤتمر في الرباط لبحث إقامة منطقة عازلة على حدود سوريا مع تركيا

دبي – العربية

دعا مصدر سوري مسؤول اليوم الأحد, الى عقد قمة عربية طارئة لمعالجة الازمة السورية والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي.

ورحب المصدر بقدوم اللجنة العربية الوزارية الى سوريا قبل السادس عشر من الشهر الجاري مشيرا الى ان دمشق لاتزال تر في خطة العمل العربية التي تم الاتفاق عليها اطارا مناسبا لمعالجة الازمة السورية بعيدا عن اي تدخل خارجي.

وطالب المصدر الامانة العامة للجامعة وفي مقدمتها الامين العام للجامعة بالتحرك السريع لوضع هذه المقترحات موضع التنفيذ.

إلى ذلك, بدأ الحديث عن تحركات دولية ومشاورات في مجلس الأمن والجمعية العمومية للتحرك بشأن التطورات المتعلقة بالأزمة، بناء على تنسيق مع دول عربية، بحسب تقرير لقناة “العربية”.

وهذه المباحثات من المتوقع أن تبدأ يوم غد بين دول أعضاء في مجلس الأمن ودول عربية بهدف التحرك في الجلسة الثالثة للجمعية العمومية لبحث مشروع قرار يدين انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وكذلك النظر في كيفية إعادة البحث في الشأن السوري في مجلس الأمن، بعدما عطل الفيتو المزدوج الروسي والصيني آخر تحرك في المجلس، والذي تمثل في مشروع قرار أوروبي يدين قمع السلطات السورية للمدنيين.

تنسيق عربي تركي

وفي تطور آخر، أكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار القربي عزم وزراء الخارجية العرب على عقد اجتماع يحضُره وزيرالخارجية التركي أحمد داود أوغلو في العاصمة المغربية الرباط خلال أسبوع.

وأوضح القربي أن الاجتماع سيبحث في إقامة منطقة عازلة آمنة على الحدود التركية السورية، مضيفا أن الاتراك يريدونها بعمق خمسة كيومترات، فيما تقترح المعارضة السورية أن تكون بعمق ثلاثين كيلومترا.

الدباغ يعترض على التجميد

وإلى ذلك، انتقد علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية الطريقة التي صوتت بها الجامعة العربية على القرار بشأن سوريا، ووصفها بانها غيرُ مقبولة وتتصف بسياسة الكيل بمكيالين

وأضاف الدباغ أن بلاده كانت أول من دعت الى ان تكون الجامعةُ العربية هي بيت العرب الذي تُحَل فيه المشاكل، وألا يتم تدويل الوضع في سوريا وعدم السماح بالتدخلات الخارجية، مؤكدا أن العراق اعترض على موضوع تجميد عضوية سوريا في الجامعة لأنه يؤدي إلى فقدان قناة الاتصال مع الحكومة السورية، وبالتالي يُفقد القرار العربي قيمته.

مصر ترفض التدخل الأجنبي في سوريا

وإلى ذلك، أكد محمد عمرو وزير الخارجية المصري على رفض مصر التام لأي تدخل أجنبي في الشأن السوري تحت أي مسمي من المسميات، مشدداً على أن وحدة سوريا تمثل أولوية مطلقة يجب الحفاظ عليها في كافة الظروف.

وأشار عمرو إلى أن موقف مصر من الأزمة السورية كان ولازال يستند إلى المطالبة بوقف كافة مظاهر العنف وتوفير الحماية للمدنيين والخروج من الأزمة عبر الحوار بين كافة الأطراف، موضحا أن هذه هي ذاتها عناصر المبادرة العربية التي قبلتها الحكومة السورية.

وناشد وزير الخارجية، المسؤولين في سوريا التجاوب مع المساعي العربية وتنفيذ عناصر المبادرة بما يؤدي إلى وقف تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية.

المؤتمر السوري للتغيير يرحب بقرار الجامعة

ومن جانبه، رحب المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا)، بقرار جامعة الدول العربية، القاضي بتعليق مشاركة وفود سوريا، “في ظل النظام اللاشرعي الذي يحكمها”، في جامعة الدول العربية.

وذكر المؤتمر أن “تعليق العضوية يستهدف النظام الحاكم، لا سوريا التي يتعرض شعبها الأعزل إلا من كرامته، إلى واحدة من أبشع حملات القتل في التاريخ الحديث”.

وأثنى على ما تضمنه القرار من “توفير الحماية للمدنيين السوريين”، وهو أمر بات حتمياً منذ بداية الثورة الشعبية السلمية العارمة في سوريا، بعد أن تأكد الأشقاء العرب ومعهم العالم أجمع، بأن نظام بشار الأسد، لم يوفر آلة واحدة من آلات القتل إلا واستخدمها ضد شعبه.

كما أشاد بالتحرك الفوري للاتصال بالمنظمات العربية المعنية بهذا الشأن، بما في ذلك الاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، في مرحلة تتبع رفض النظام السوري وقف القتل.

وثمّن المؤتمر السوري للتغيير، دعوة جامعة الدول العربية لجميع أطراف المعارضة، للاجتماع في مقر الجامعة، وأعلن “المؤتمر” بهذا الصدد، مشاركته في هذا الاجتماع، بغية الوصول إلى رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا. ويشدد “المؤتمر” في هذا المجال، على قناعته بحتمية توحيد الرؤية والجهود للمعارضة السورية، من أجل تحقيق الهدف الرئيسي، وهو زوال النظام غير الشرعي في سوريا بكل رموزه، بما في ذلك بشار الأسد، الذي يرفض منذ بداية الثورة كل المطالب العربية والدولية بوقف قتل شعبه الأعزل.

وشدد المؤتمر السوري للتغيير، على ضرورة تسريع توقيع العقوبات الاقتصادية والسياسية العربية على نظام الأسد، بصورة لا تنال من الشعب السوري، بما في ذلك قيام الدول العربية الشقيقة بسحب سفرائها المعتمدين في دمشق.

واعتبر المؤتمر السوري للتغيير، أن دعوة جامعة الدول العربية للجيش السوري بعدم التورط في أعمال العنف وقتل المدنيين، تؤكد مرة أخرى حرص الأشقاء العرب على الحفاظ على المؤسسات الوطنية السورية، التي تحولت على مدى أربعة عقود إلى مؤسسات خاصة بالنظام وأعوانه.

يذكر أن المؤتمر السوري للتغيير، عُقد في أنطاليا بتركيا في الفترة الواقعة ما بين 31 أيار/ مايو و3 حزيران/ يونيو، بمشاركة أغلب القوى والأحزاب السياسية والشعبية، فضلاً عن مشاركة عدد كبير من الشخصيات الوطنية السورية المستقلة. وبلغ عدد المشاركين 420 شخصاً، انتخبوا في نهاية المؤتمر، هيئة استشارية مكونة من 31 شخصاً، تم تفويضها بالعمل على الوقوف إلى جانب الثورة الشعبية العارمة في سوريا ودعمها. وكانت الهيئة الاستشارية قد انتخبت بدورها مكتبها التنفيذي المكون من 10 أعضاء. وقد طالب المؤتمر السوري للتغيير في بيانه الختامي، باستقالة رئيس النظام السوري بشار الأسد من كل مناصبه، ونقل السلطات وفق الأطر الدستورية، إلى أن يتم تشكيل مجلس انتقالي، يقوم بوضع دستور جديد، والتحضير لانتخابات حرة تقود إلى قيام دولة ديمقراطية مدنية في البلاد.

أمين الجامعة العربية يدعو إلى فرض حماية دولية للمدنيين في سورية

دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى فرض حماية دولية للمدنيين في سورية، معللا ذلك بعدم تمتع الجامعة بالإمكانيات الكافية للقيام بذلك وحدها.

يأتي ذلك عقب إصدار الجامعة العربية قرارا بتعليق عضوية سورية فيها بدءا من الأربعاء “ما لم تنفذ بنود المبادرة العربية بشأن الأوضاع هناك”.

ووصف العربي ـ الذي كان يتحدث من العاصمة الليبية طرابلس ـ القرار بأنه “تاريخي”، مضيفا أن جامعته تدرس الآليات التي يمكنها تطبيقها لحماية المدنيين السوريين”.

وقال إنه “ليس من الخطأ أن نذهب إلى مجلس الأمن الدولي، فهو المنظمة الوحيدة القادرة على فرض مثل هذه الإجراءات”.

ويقول جون لين مراسل بي بي سي إن هدف الجامعة العربية الآن هو عزل سورية.

دعوة سوريّة

وقد دعت سورية صباح الأحد إلى عقد قمة عربية طارئة مخصصة “لمعالجة الازمة السورية والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي”، ورحبت بقدوم اللجنة الوزارية العربية قبل ال16 من الجاري موعد تنفيذ قرار تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية “سنا” عن مسؤول سوري قوله إن “هذه الدعوة تأتي بصرف النظر عن الدخول في جدل عقيم حول ميثاقية وقانونية قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، ومدى تلازم القرار مع أهداف ومبادئ ميثاق الجامعة”.

وكانت سورية قد شهدت منذ صدور القرار مساء السبت عددا من التظاهرات المؤيدة وكذلك المعارضة للقرار الذي صدر عن اجتماع لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة بالعاصمة المصرية.

وقال ناشطون الأحد إن قوات الأمن السورية “قتلت بالرصاص أربعة أشخاص هتفوا ضد الرئيس السوري بشار الأسد أثناء تظاهرة نظمتها السلطات في مدينة حماة للتعبير عن الغضب الشعبي ضد قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سورية فيها”، حسبما أفادت وكالة رويترز للأنباء.

ونقلت الوكالة عن ناشط قوله إن “قوات الأمن كانت تتقدم الموظفين الحكوميين والطلبة متجهة إلى ميدان “العاصي” الرئيسي بالمدينة حين انشقت مجموعات عنهم وأخذت في الهتاف “الشعب يريد إسقاط النظام”، وإن قوات الأمن لاحقتهم بعد فرارهم إلى أزقة جانبية وقتلت 4 منهم”.

“التدخل الأجنبي”

من جهته صرح وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بأن بلاده ترفض رفضا تاما أي “تدخل أجنبي في الشأن السوري تحت أي مسمي من المسميات”.

وشدد عمرو على أن وحدة سوريا تمثل أولوية مطلقة يجب الحفاظ عليها في كافة الظروف مشيرا إلى أن موقف مصر من الأزمة السورية كان ولازال “يستند إلى المطالبة بوقف كافة مظاهر العنف وتوفير الحماية للمدنيين والخروج من الأزمة عبر الحوار بين كافة الأطراف”.

وناشد الوزير المصري دمشق “التجاوب مع المبادرة العربية لحل الأزمة بما يؤدى إلى وقف تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية”.

ويقول مراسل بي بي سي في دمشق إن تظاهرات دعا اليها مؤيدو الحكومة في المحافظات السورية قد خرجت صباح اليوم الاحد للتنديد بقرار الجامعة العربية تعليق عضوية سورية فيها لحين تنفيذ بنود المبادرة العربية بشأن الأوضاع هناك.

وكانت تظاهرات قد خرجت في عدة مدن سورية عقب صدور القرار مساء امس السبت وشن بعضهم هجمات على سفارات كل من السعودية وقطر وتركيا ورشقوا هذه السفارات بالحجارة.

فيما خرجت تظاهرات للمعارضة السورية في كل من إدلب وريفها وريف درعا ودير الزور وريفها والقامشلي، تعبيرا عن الفرح في مناطق سورية بصدور قرار الجامعة العربية.

ردود دبلوماسية

وقد انضمت فرنسا للدول المنددة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، واستدعت خارجيتها السفير السوري في باريس للمطالبة بتوضيح حول هجمات مناصري الأسد على بعثتها الدبلوماسية وغيرها من البعثات الدبلوماسية في سورية.

كما أرسلت الخارجية التركية رسالة احتجاجية للخارجية السورية وطالبتها بحماية بعثاتها الدبلوماسية وبالتحقيق والكشف عن المتسببن في مهاجمة تلك البعثات الدبلوماسية “التركية وغيرها”، كما قامت بإرسال طائرة خاصة لإعادة حوالي 60 شخصا من أفراد طاقم البعثات وعائلات الدبلوماسيين الأتراك في سورية.

وأفادت أنباء باستدعاء دمشق القائم بأعمال السفارة السورية في أنقرة. ويذكر أن دمشق لم تعين سفيرا جديدا في أنقرة بعد انتهاء المدة الزمنية لسفيرها السابق نضال قبلان قبل نحو 5 أشهر.

وحول امكانية اعتراف أنقرة بالمجلس الوطني السوري المعارض قال المتحدث باسم الخارجية التركي سلجوق اونال لبي بي سي “ان الاعتراف مسألة قانونية قبل اي شي”.

وأضاف أونال أنه “على الرغم من كل التطورات المتلاحقة فان هناكحكومة قائمة في دمشق حتي الآن، وستعلن أنقرة موقفها في حينه وفق الظروف والتطورات المستقبلية”.

وعن امكانية سحب السفير التركي في دمشق قال اونال “إن ذلك ليس واردا الآن”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

اجتماع لوزراء الخارجية العرب الرباط لبحث الأزمة السورية

اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بيلاني الاحد ان اجتماعا استثنائيا لوزراء الخارجية العرب سيعقد الاربعاء في

الرباط للبحث في الملف السوري.

وقال المتحدث الجزائري “قررنا عقد اجتماع لوزراء خارجية الجامعة العربية في السادس عشر من نوفمبر تشرين الثاني في الرباط حول سوريا على هامش اعمال منتدى تركيا-البلدان العربية” الذي ينعقد في العاصمة المغربية.

وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي المح الى هذا الاجتماع في مؤتمر صحافي عقده الاحد مع نظيره المصري محمد كامل عمرو عندما قال ان “تعليق عضوية سوريا مؤقت ويمكن رفعه في اقرب وقت ممكن” وذلك في اشارة الى تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، وأضاف “ولم لا قبل السادس عشر من هذا الشهر بما ان هناك اجتماعا مقررا في الرباط في هذا التاريخ”.

وقال المتحدث الجزائري إن وزراء الخارجية العرب اتفقوا خلال اجتماعهم في القاهرة في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني على “اعطاء سوريا مهلة 15 يوما لتطبيق الخطة العربية” التي تضمنت بشكل اساسي وقف اعمال العنف وسحب المظاهر المسلحة من المدن والافراج عن جميع المعتقلين السياسيين.

وكانت الجامعة العربية اعلنت السبت ان قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة يسري مفعوله ابتداء من الاربعاء في السادس عشر من الشهر الحالي.

واضاف بيلاني أنه “في حال راى الوزراء العرب ان الحكومة السورية لم تباشر بعد بتنفيذ الخطة العربية” فسيطبقون تعليق الوجود السوري في الجامعة العربية

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

سوريا تدعو لعقد قمة عربية طارئة لالغاء قرار تعليق عضويتها

عمان (رويترز) – دعت سوريا يوم الاحد لعقد قمة طارئة لرؤساء الدول الاعضاء بالجامعة العربية في محاولة على ما يبدو لالغاء قرار الجامعة تعليق عضوية سوريا بسبب حملتها الدموية لقمع الاحتجاجات.

ولكن بعد يوم من تعليق الجامعة العربية لعضوية سوريا واعلانها بانها ستفرض عقوبات على دمشق قال الامين العام للجامعة نبيل العربي ان مسؤولين من الجامعة التي تضم 22 عضوا سيلتقون بممثلين عن المعارضة السورية مما يمثل ضربة اخرى لدمشق.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري ان الهدف من القمة المقترحة هو مناقشة “التداعيات السلبية على الوضع العربي.”

ويبدأ سريان تعليق عضوية سوريا في 16 نوفمبر تشرين الثاني الجاري. ودعوة سوريا لعقد قمة طارئة هي محاولة على ما يبدو لتجنب ذلك القرار.

وكان قرار الجامعة العربية تعليق عضوية ليبيا قد ساهم في اقناع مجلس الامن التابع للامم المتحدة بدعم حملة جوية لحلف شمال الاطلسي ساعدت الثوار في نهاية المطاف في الاطاحة بمعمر القذافي.

وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 3500 شخص قتلوا في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية والتي بدأت في مارس اذار.

وتنحي سوريا باللائمة في الاضطرابات على مجموعات “ارهابية” ومتشددين اسلاميين مدعومين من الخارج. وتقول ان أكثر من 1100 من قوات الجيش والشرطة قتلوا.

وقال نشطاء ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص ثمانية اشخاص رددوا هتافات مناهضة للرئيس بشار الاسد خلال مظاهرة مؤيدة له نظمتها السلطات في مدينة حماة يوم الاحد لاظهار الغضب الشعبي من قرار جامعة الدول العربية.

وقال أحد النشطاء في حماة الواقعة على بعد 240 كيلومترا شمالي دمشق “قوات الامن قادت الموظفين والطلبة الى ساحة العاصي حين انفصلت مجموعات وبدأت تهتف قائلة (الشعب يريد اسقاط النظام). فروا الى الازقة لكن تمت ملاحقتهم وقتل أربعة.”

ويظهر تسجيل مصور نشر على الانترنت مجموعة من الشبان الذين انفصلوا عن المظاهرة وهم يهرولون في شارع سعيا للاحتماء وسط دوي اصوات الاسلحة الالية.

وردد بعضهم هتافات مناهضة للرئيس السوري.

ومنعت السلطات السورية معظم وسائل الاعلام الاجنبية من دخول البلاد مما يجعل من الصعب التأكد من صحة التقارير.

وقال التلفزيون السوري ان ملايين السوريين نددوا بقرار الجامعة في مظاهرات عمت ارجاء البلاد وعرض لقطات لحشود يرفعون الاعلام السورية وصورا للاسد في دمشق ومدن الرقة واللاذقية وطرطوس.

وقالت فرنسا وتركيا والسعودية ان حشودا مؤيدة للحكومة السورية هاجمت مقار بعثاتها الدبلوماسية خلال الليل.

وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية يوم الاحد ان حشدا يضم نحو الف شخص هاجموا السفارة التركية لدى دمشق مساء يوم السبت ورشقوها بالحجارة والزجاجات قبل ان تتدخل الشرطة السورية لفض الاحتجاج.

وكانت تركيا التي سعت طويلا لتوثيق العلاقات بالاسد قد ضاقت ذرعا بسبب عدم قيام الحكومة السورية بوقف العنف او تنفيذ الاصلاحات التي وعدت بها. وتستضيف تركيا حاليا المعارضة السورية ومنحت اللجوء للجنود السوريين المنشقين.

ومن المقرر ان يلتقي وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو باعضاء من المعارضة السورية في انقرة في وقت لاحق يوم الاحد في مؤشر دبلوماسي واضح على تزايد الاستياء تجاه دمشق.

وطالبت تركيا دمشق بضمان حماية دبلوماسييها في سوريا وبالقبض على المسؤولين عن الهجمات على السفارة ومحاكمتهم. وحذرت انقرة ايضا مواطنيها من السفر الى سوريا. وهددت تركيا بفرض عقوبات على سوريا منذ اوائل اكتوبر تشرين الاول لكنها لم تنفذ ذلك حتى الان.

كما هاجمت مجموعة اخرى من انصار الاسد مسلحة بالهراوات والمدى السفارة السعودية في دمشق.

وقال سكان ان مئات الرجال الذين كانوا يرددون هتافات تأييد للاسد ضربوا حارسا واقتحموا مبنى السفارة السعودية في منطقة ابو رمانة التي تبعد ثلاث بنايات عن مكاتب الاسد في واحدة من اكثر المناطق التي تحظى باجراءات أمنية مشددة في العاصمة السورية.

واضاف السكان ان الحشد كان يهتف “بالروح بالدم نفديك يا بشار.”

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان ان مجموعة من المتظاهرين ” قامت بالتجمهر أمام مبنى سفارة المملكة العربية السعودية في دمشق ورشقها بالحجارة ثم أعقبوا ذلك باقتحام المبنى ولم تقم القوات السورية بالاجراءات الكفيلة لمنعهم حيث قاموا بالعبث بمحتويات السفارة والبقاء لفترة الى أن تدخلت قوات الامن السورية وأخرجتهم.”

وقالت فرنسا انها تدين بشدة “التدمير المنظم لسفارة المملكة العربية السعودية في دمشق” . كما تدين الهجمات على قنصليتها الشرفية في اللاذقية ومكاتب دبلوماسية في حلب.

وأضافت ان الهجمات نفذتها مجموعات من المتظاهرين وان قوات الامن لم تتدخل.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان”هذه الهجمات تمثل محاولة لترهيب المجتمع الدولي بعد القرارات الشجاعة التي اتخذتها الجامعة العربية ردا على استمرار اعمال القمع في سوريا.”

وكانت السعودية القلقة من النفوذ المتزايد في المنطقة لايران اكبر داعم لسوريا واحدة من الدول العربية التي قادت الجهود لاتخاذ اجراءات اشد صرامة ضد دمشق.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني ان الجامعة العربية تعتزم ايضا فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على دمشق وطالب الدول الاعضاء بسحب سفرائها من سوريا.

وعقد مسؤول كبير بوزارة الخزانة الامريكية محادثات يوم الاحد مع مسؤولين أردنيين كبار ومسؤولين تنفيذيين بالقطاع المصرفي بشأن جهود لتطبيق عقوبات اقتصادية على سوريا.

ووسع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة مؤخرا نطاق العقوبات على سوريا لممارسة ضغط على دمشق حتى توقف الحملة العنيفة على المتظاهرين.

وكان دانييل جليزر مساعد وزير الخزانة الامريكي قد وصل الى عمان بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ومحافظ البنك المركزي رياض سلامة في بيروت.

وقال بيان للسفارة الامريكية ان المسؤول الامريكي أكد على “حاجة السلطات لحماية القطاع المصرفي اللبناني من المحاولات السورية التملص من العقوبات.”

والبنوك اللبنانية والاردنية الكبيرة لها عدة فروع في سوريا افتتحت خلال السنوات الست الماضية عندما رفعت سوريا القيود على الحصص الاجنبية في القطاع المصرفي.

من خالد يعقوب عويس

وزير خارجية تركيا يجتمع مع المعارضة السورية يوم الاحد

اسطنبول (رويترز) – قالت وزارة الخارجية التركية ان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو سيجتمع مع عدد من أعضاء المعارضة السورية في أنقرة يوم الاحد بعد أن هاجم محتجون البعثات الدبلوماسية التركية في سوريا يوم السبت.

وتابعت الوزارة انها حذرت مواطنيها من السفر الى سوريا لغير الضرورة بسبب الاضطرابات الناجمة عن حملة القمع المسلحة ضد المظاهرات المطالبة بالديمقراطية منذ ثمانية أشهر.

ايران: تحرك الجامعة العربية بشأن سوريا غير مفيد

طهران (رويترز) – قالت ايران يوم الاحد ان قرار جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا غير مفيد ويصب في مصلحة دول اجنبية في وقت يتعين فيه اعطاء فرصة لاصلاحات الرئيس بشار الاسد.

ونقل التلفزيون الايراني الحكومي عن رامين مهمانباراست المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية قوله ان “بيان الجامعة العربية بشان التطورات في سوريا لن يكون فقط غير مفيد في حل المشكلة لكنه سيعقد القضية.”

وترتبط ايران بعلاقات وثيقة مع سوريا وتدعم الدولتان حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني. وفي حين أيدت طهران انتفاضات “الربيع العربي” التي أطاحت بزعماء سنة ما زالت تدعم الاسد المنتمي الى الاقلية الشيعية العلوية في سوريا.

وقال مهمانباراست ان “صدور بيان الجامعة العربية جاء في وقت تحاول فيه قوى اجنبية التدخل في الشؤون الداخلية السورية” داعيا الى الحوار والتحرك “بالتوازي مع الحفاظ على السلام والاستقرار.”

واضاف “الارض ممهدة للنجاح في الاصلاحات التي يطبقها رئيس سوريا وشعبها.”

ودعت سوريا الى اجتماع قمة طاريء لرؤساء الدول الاعضاء بالجامعة العربية في محاولة على ما يبدو لاجهاض قرار التعليق.

هاربة من حمص إلى عمان إلى الإسكندرية ..تروي “مأساة” نجاتها

عمان نت – عطاف الروضان

ليست صدفة سارة أن تتعطل السيارة التي تقلك منتصف الليل على طريق صحراوي وأنت هارب أصلا من جحيم ملاحقة أمنية، لكنها بالتأكيد كانت صدفة الخلاص بالنسبة لأم آدم، وهي سيدة مصرية الجنسية والمتزوجة من مواطن سوري، إذ استطاعت أخيرا العبور برفقة طفليها بعد معاناة كبيرة للأراضي الأردنية.

فبعد عدة كليومترات من نقطة حدود جابر على الحدود الأردنية السورية في محافظة المفرق تفاجأت أم آدم ومن يرافقها بتعطل سيارة السفريات التي استقلوها من دمشق على الطريق الدولي “عمان-دمشق” بعد منتصف الليل بقليل على مدخل إحدى البلدات على جانب الطريق.

بعد قراراها مغادرة سوريا على عجل بعد ما تيقن لها خطورة البقاء هناك، كان تعطل السيارة بداية الخلاص لأم آدم من رحلة عذاب عاشتها مع طفليها لعدة أيام، كما تقول” فقد لجأ السائق إلى أحد أهالي بلدة ثغرة الجب الواقعة على الطريق الدولي، وطلب منه إذا كان بالإمكان توصيل ركاب السيارة إلى عمان فهو سيعود إلى دمشق.

لم يتأخر أحمد البدارين بالاستجابة وأوصلها مع الركاب الآخرين إلى عمان، وبعد أن تفرق الركاب كل بوجهته، لاحظ أن أم آدم واقفة بلا حراك ممسكة بارتباك وقلق بيد أطفالها، فعرف أنها لا تعرف أحدا في العاصمة ولاتملك أي مال، فعرض عليها أن يعيدها معه لتقضي ليلتها لدى سيدة مصرية مقيمة في بلدة ثغرة الجب.

تروي الثلاثينية أم آدم قصة هروبها المريرة من الأراضي السورية بدءا من مدينة حمص التي وصفتها بـ”المنكوبة” وتقول” خرجنا من حمص على عجل خوفا مما قد نتعرض له بعد دخول الجيش إليها، لم نكن وحدنا فعشرات العائلات نزحت هاربة بعد أن تناهي لمسامعهم نية السلطات السورية باقتحام المدينة ”.

تقول أم آدم: “أرسل لنا زوجي خبرا عبر وسيط وبشكل سري بأن اخرجو فورا من حمص فالجيش يتحرك لمحاصرتها، وعرفنا بأنه يجب علينا بالفعل الخروج حالا دون أن نحمل شيئا، سوى بعض الأطعمة الخفيفة للأطفال، ولم يحدد زوجي لأي منا أي اتجاه يسلك فهو نفسه لا يعلم كما قيل لنا، فتوجهت أنا وطفلي مع عدد من الأشخاص إلى دمشق ”

واختارت أم آدم أن تعود إلى مصر عبر الأردن، فليس هناك خيار آخر متاح كما تقول، فالأوضاع في سوريا تزداد اشتعالا وخاصة في مدينة حمص التي كانت تقيم فيها و طفليها “فتاة في السادسة، وولد في الثامنة”، مع عائلة زوجها الذي لم تره منذ اشتعال الأحداث في سوريا آذار الماضي.

تشرح أم آدم تفاصيل رحلتها المؤلمة ”قطعنا أنا وأطفالي الطريق إلى دمشق مع عشرات الأشخاص مشيا على الأقدام لمدة ثلاثة أيام مرعبة عبر الأحراش والبساتين بعيدا عن الشارع العام خوفا من الاعتقال أو القتل وكانت تصلنا من بعيد أصوات رصاص وانفجارات وآليات الجيش الثقيلة.. إنها حرب حقيقة ”

وتتابع أم آدم”وصلنا إلى دمشق وتفرق كل منا باتجاه، قصدت الجامع الأموي بحثا عن مأوى مؤقت وطعام لأطفالي، لكنني لم أوفق بأي منهما فمجرد أن حل الظلام طالب القائمون على المسجد هناك الزوار بمغادرة المسجد، فلم أجد أمامي خيارا إلا استكمال رحلة هروبي التي أشد ما آلمني خلالها ما تعرض له أطفالي من رعب وخوف ومعاناة”.

“كانت لحظات الاستجواب والتحقيق من الجانب السوري على الحدود الأردنية السورية هي الأقسى التي تعرضت لها أم آدم وتحديدا عن سبب مغادرتها لسوريا الآن، ولكن بالنهاية أنقذتها العناية الآلهية ”كما تقول لتعبر هي وطفليها بالنهاية إلى “طريق الخلاص”.

تقول أم آدم ”كم قطعت هذا الطريق الدولي أثناء سفري من وإلى مصر خلال سنوات زواجي العشر، لكنني لم أتصور أن يكون القاطنون في إحدى البلدات على جانبيه منقذين لي في أحلك لحظات حياتي سوادا، ووسط الهروب من قمع وتنكيل السلطات السورية ضد الثائرين والمطالبين بالحرية هناك” وتؤكد ”كل شيئ مباح ومستباح ”.

ينقل أفراد العائلة الذين استقبلوا أم آدم واستضافوها في منزلهم حالتها لدى وصولها” كان منظرها وأطفالها يدمي القلب، كأنها خرجت للتو من كهف، فلم يأكلو طعاما منذ أيام، “فقد دفعهم الجوع إلى تناول الحشائش وألأعشاب”، ويتملكهم الرعب لدى أي حركة أو رؤية شخص غريب”.

تؤكد أم آدم ”لقد أزالت إقامتي في هذه البلدة الأردنية لمدة أسبوع عن كاهلي التفكير بكل الأحداث المؤلمة التي واجهتها مع طفلي وعشرات الأبرياء أثناء هروبنا من الأحداث في سوريا، فلا يمكن لأي فضائية أو وسيلة إعلام أن تصف بشكل حقيقي حجم المعاناة والرعب هناك خاصة على الأطفال”.

أم آدم وصلت بالفعل إلى مدينة الإسكندرية بعد مساعدة الأهالي المعنوية والمادية، ولكن السؤال يظل حول مصير طفليها، فبعد ثلاثة أشهر سيكون من الضروري أن يغادروا مصر لعدم وجود إقامة..فجنسيتهما سورية، فالظلم مستمر سواء على من بقوا في الداخل أو على من استاطعوا الهروب والنجاة بحياتهم، على حد وصفها.

عبد الحليم خدّام للشروق: لابد من رفع القضية إلى مجلس الأمن

وصف نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدّام قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، بالخطوة الايجابية “لكنها عرجاء لأنها تمنح بشار الأسد مهلة جديدة للبقاء في الحكم”.

وطالب الرجل الثاني في النظام السوري في زمن مضى أنه ينبغي على الجامعة العربية أن تتبع نفس الخطوات الني اتبعتها مع لييبا في مارس المنقضي، مؤكدا أنها اتخذت قرار التجميد وهي تعرف أن الرئيس الأسد لن يلجأ إلى أي تغييرات.

وأضاف خدام في اتصال مع الشروق اليومي أن الجامعة رفعت القرارات إلى مجلس حقوق الإنسان “وهو عاجز عن اتخاذ قرارات إلزامية”، واصفا لجوء الجامعة العربية إليه بالهروب من مواجهة الحقيقة، “لأنه ينبغي عليها أن ترفع القرارات إلى مجلس الأمن وتتخذ نفس الخطوات التي اتبعت مع ليبيا في شهر مارس المنصرم”.

وأكد خدام أن سوريا لا يمكن أن تعرف نفس النتيجة الليبية، ولن تعاني كما تعاني ليبيا اليوم “فليبيا تعاني من تعدّد الاتجاهات السياسية والأطراف الراغبة في الحكم وليس من التدخل الأجنبي”، معلّلا “لو لم يتدخل الغرب في ليبيا لقضى العقيد القذافي على كافة الليبيين”.

وذكر رجل النظام السوري سابقا أن مصير بشار الأسد لن يختلف عن مصير العقيد معمر القذافي، مطالبا بوصفه الأمين العام للهيئة العامة لدعم الثورة السورية بالتدخل الأجنبي، لأن الحكومة السورية حسبه باتت حكومة احتلال ولا تعكس البعد الوطني، بدليل الآلاف من القتلى والمعتقلين والمفقودين.

وعن المبادرة العربية، أضاف أنها لم تكن بالاتجاه الذي يريده الشعب السوري، ولم تتبن قضيته المركزية، وهي إسقاط النظام، بل على العكس تعطي الفرصة للرئيس بشار الأسد للاستمرار في السلطة.

وأضاف المتحدث “ما كان ينبغي للجامعة العربية أن تسير نحو هذه المبادرة في وجود الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين، فضلا عن البيوت التي تهدمت”، وجدّد خدام مطلب الشارع السوري بإسقاط النظام الحالي بكل مؤسساته، مفصّلا “نحن لا نطالب بإسقاط الدولة، بل بالنظام السياسي الذي استولى عليها”.

وعلّق عن موقف بعض الدول العربية من الحكومة السورية، ودعمها لمنح فرصة أخرى للطرف الرسمي في سوريا، أكد خدام أنها لا تملك حماية هذا النظام من السقوط، لأنه فقد شرعيته، كما لا يمكن لهذه الدول أن توقف الثورة السورية”.

وبشأن الجزائر التي عارضت منذ البداية تجميد عضوية سوريا، قال خدام، “أعتقد أن هذا الموقف لا ينسجم مع مواقف الشعب السوري والجزائري في عهد الثورة المجيدة وكفاحه إلى جانبه في كل مراحله، كما لا ينسجم مع تاريخ الثورة الجزائرية”.

وقال خدّام “إن من يرفضون التدخل العسكري في سوريا عليهم أن يجدوا البديل لإسقاط نظام يستخدم الآلة العسكرية الهائلة ضدّ شعب أعزل لا يملك إلا حنجرته”، وعلّل طلب التدخل الأجنبي بأن الحكومة الحالية غير وطنية لذا لابد من التدخل الأجنبي لحماية المدنيين في سوريا.

وعن حلفاء سوريا في المنطقة أكد المتحدث “أن ايران وضعت كل ثقلها في سوريا ولكنها لن تستطيع وضع ثقل أكثر من ذلك، فقد أرسلت الأسلحة والمستشارين الحربيين، أما حزب الله فلا يستطيع التدخل لأنه يعرف أن أي تورّط مع سوريا ستكون له ردود أفعال سلبية على الحزب”.

وانتقد خدّام المجلس الوطني السوري، معتبرا إياه تشكل بأحادية لا تحترم تنوّع المعارضة السورية، ومن أجل ذلك تم إنشاء الهيئة العامة لدعم الثورة السورية منذ أيام، لتكون بديلا عن هذا المجلس وحتى تجمع المعارضة التي همّشها المجلس.

المصدر:صحيفة  الشروق

الاتحاد الأوروبي يدعم القرار العربي بشأن سورية

اكد الاتحاد الاوروبي امس دعمه التام لقرار جامعة الدول العربية تعليق عضوية سوريا الى ان يلتزم الرئيس بشار الاسد بتنفيذ خطة العمل التي عرضتها عليه هذه المنظمة العربية لوقف العنف ضد المحتجين.

وقال متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون»ندعم كليا القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية والتي تظهر تزايد عزلة النظام السوري».

واضاف مايكل مان المتحدث باسم اشتون «اننا نحيي عرض الجامعة العربية وقف اعمال العنف واجراء الاصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري منذ اشهر».

المصدر:أ ف ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى