أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 07 كانون الأول 2011

 واشنطن تنسّق خطواتها مع المعارضة… وتدهور «جنوني» في حمص

القاهرة – محمد الشاذلي

انقرة، جنيف بيروت – «الحياة»، ا ب، رويترز – عقدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس اجتماعاً في جنيف مع سبعة من وجوه المعارضة السورية، بينهم رئيس «المجلس الوطني» السوري برهان غيلون وهيثم المالح وبسمة قضماني. وفي ما بدا انه عملية ترتيب لمرحلة ما بعد حكم الرئيس بشار الاسد، دعت كلينتون قادة المعارضة الى ضمان «عملية انتقالية ديموقراطية تتضمن اكثر من رحيل النظام. وهذا يعني وضع سورية على طريق القانون وحماية حقوق كل المواطنين، ايا كانت طائفتهم او عرقهم او جنسهم». وكانت كلينتون التقت للمرة الأولى أعضاء في المعارضة السورية في واشنطن في 2 آب (أغسطس) الماضي.

وتزامن هذا اللقاء مع عودة السفير الاميركي روبرت فورد الى دمشق امس بعد ستة اسابيع من سحبه «بسبب تهديدات لسلامته»، كما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية في حينه. وكان فورد غادر سورية في 24 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي مع تصاعد الحملة الحكومية ضد المحتجين. وردت سورية باستدعاء سفيرها في واشنطن عماد مصطفى.

وقال مسؤول اميركي امس ان فورد أكمل مشاوراته في واشنطن وسيعود إلى دمشق هذا المساء (امس). وكان السفير الفرنسي اريك شوفالييه عاد هو ايضاً الى العاصمة السورية اول من امس الاثنين.

من ناحية اخرى استمرت امس المشاورات التي يجريها الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بشأن الرد الذي أرسله وزير الخارجية السوري وليد المعلم على دعوة الجامعة لدمشق لتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين. وأكد السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لـ «الحياة» أن المشاورات ما زالت جارية ولم يتم التوصل إلى أمر محدد، وقال إن هناك خيارين: إما تفويض الأمين العام بالرد على رسالة المعلم الاخيرة أو عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية.

وقالت مصادر مطلعة في القاهرة إن العربي ركز في اتصالاته على عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية واجتماع آخر للجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية. وتوقع المصدر عقد الاجتماعين بداية الأسبوع المقبل في القاهرة.

وكشف مصدر ديبلوماسى عربي في القاهرة أن الأمين العام للجامعة أرسل نص رسالة المعلم إلى وزراء الخارجية العرب مع طلب إبداء الرأي، لكنه (العربي) في المشاورات الهاتفية مع عدد منهم اقترح عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري. وأوضح المصدر أن مجمل الردود كانت مستاءة من الموقف السوري الجديد، واعتبرته محاولة لكسب الوقت، وشدد بعض الوزراء على ضرورة التحرك العربي الفوري لأن صدقية الجامعة باتت على المحك. واقترح بعض الدول الأعضاء قيام العربي بصوغ رسالة رداً على رسالة المعلم يبلغه فيها برفض ما جاء فيها وتحذيره من عواقب عدم توقيع بروتوكول بعثة المراقبين في مقر الجامعة ومن دون شروط إذا ارادت سورية الإبقاء على فرص الحل العربي للأزمة. وأكد المصدر أن الرد جاهز فعلياً، لكن الأمين العام يفضل أن يأتي الرد في اطار قرار اللجنة العربية المعنية بالشأن السوري والمجلس الوزاري العربي.

في هذه الاثناء بلغ العنف في مدينة حمص في الايام الاخيرة مستوى غير مسبوق منذ بدء الانتفاضة، وقتل في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة اكثر من خمسين شخصاً في اعمال قتل اخذت طابعاً طائفياً في الاحياء المختلطة من هذه المدينة.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية ذكرت ان 31 قتيلا سقطوا امس برصاص الأمن غالبيتهم في حمص. ومن بين القتلى الـ21 في حمص خمسة من عائلة واحدة. ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان ان 34 جثة القيت في شوارع حمص ليل اول من امس الاثنين، وذلك بعد موجة من اعمال الخطف المتبادل. وقال احد سكان المدينة لوكالة «اسوشييتد برس»: التدهور الذي حصل جنوني. كانت هناك اعمال خطف وقتل بطريقة مجنونة. والناس يخافون ان يخرجوا من بيوتهم».

وفي انقرة، نفت وزارة الخارجية التركية حصول عمليات تسلل لمسلحين من حدودها الى الاراضي السورية. وقالت انها تتابع الموقف عن كثب. وجاء ذلك بعدما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) امس ان قوات حرس الحدود في موقع عين البيضا بمحافظة ادلب احبطت محاولة تسلل لمجموعة من هؤلاء من الاراضي التركية كانت تضم 35 شخصاً ومنعتهم من دخول سورية.

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو نفى في مناسبات سابقة تسلل مسلحين من بلاده الى سورية في عدة مناسبات، كان آخرها الاسبوع الماضي في جدة خلال حضوره الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي حيث رد على اتهامات نظيره السوري بأن السلاح والمسلحين يأتون من تركيا. وقال داود أوغلو ان الحكومة التركية تضبط كل متر من الحدود مع سورية. وطلب المعلم حينها تسجيل هذا التصريح في المحضر الرسمي للجلسة.

ونفت تركيا مرارا تقديم الدعم اللوجستي أو تدريب أو تسليح المنشقين من الجيش السوري أو المعارضة السورية، لكن مسؤولين اتراك قالوا أن عمليات تهريب للسلاح قد تقع عبر الحدود بين اي بلدين. وضمن سياستها للضغط على دمشق ترفض أنقرة الرد أو التعليق على اتهامات سورية رسمية وعبر وسائل اعلامية شبه رسمية كما حدث الاسبوع الماضي عندما تناقلت وسائل اعلامية سورية انباء عن وصول مجموعة من المقاتلين الليبيين الى تركيا من اجل التسلل الى سورية، وأن خفر السواحل السوري تصدى لمجموعة منهم واعتقل عددا آخر خلال محاولة فاشلة لهم للتسلل الى سورية بحرا من السواحل التركية.

عودة سفيري امريكا وفرنسا لدمشق.. وواشنطن تطالب بحماية الدبلوماسيين

سورية: مقتل اكثر من مئة خلال يومين ودعوات لتدخل أجنبي

كلينتون تدعو المعارضة لحماية الاقليات في حالة الاطاحة بالاسد

بيروت ـ دمشق ـ جنيف ـ باريس ـ وكالات: صعدت القوات السورية الثلاثاء حملة القمع التي تشنها ضد المنشقين حيث قتلت ما لا يقل عن مئة شخص خلال 48 ساعة، في الوقت الذي اجرى فيه رموز من المعارضة مباحثات جديدة مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في سويسرا لدعوة واشنطن للتدخل لوقف حمام الدم.

وقالت لجان التنسيق المحلية التي تقوم بتوثيق الاحتجاجات وحصيلة الضحايا في سورية عبر شبكة الإنترنت إن 31 شخصا قتلوا امـــس معظمهم في محافظة حمص المضطربة وسط البلاد. ووفق نشطاء في بيروت، قتل أكثر من 78 شخصا في حمص وحدها منذ الاثنين. وقالت لجان التنسيق والمرصد السوري لحقوق الانسان ان مواجهات عنيفة تدور بين مجموعة من المنشقين عن الجيش والجيش النظامي الذي يحاول مهاجمة داعل في محافظة درعا.

وقال المرصد ان ‘اشتباكات عنيفة تدور الآن بين مجموعات منشقة وقوات الامن النظامية التي تحاول اقتحام بلدة داعل’. واضاف ان ‘قوات الامن السورية تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في محيط البلدة’.

وتابع المرصد ان قوات الامن تقوم ‘باحراق الدراجات النارية وتكسير المحال التجارية في محيط البلدة واطلاق رصاص عشوائي وقنابل صوتية لارهاب الاهالي وقطعت الاتصالات الارضية والخليوية عن البلدة’ منذ فجر الثلاثاء.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات الأمن أحبطت الثلاثاء محاولة تسلل قامت بها ‘جماعة إرهابية مسلحة’ عبر الحدود التركية إلى داخل الأراضي السورية بالقرب من محافظة ادلب.

ومن ناحية اخرى، كشف المعارض السوري المقيم في لندن بسام جعارة عن أن سبعة من رموز المعارضة اجروا مباحثات الثلاثاء مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في سويسرا.

وقال جعارة في تصريحات لقناة العربية إن مسؤولي المعارضة السورية التقوا كلينتون لتجديد دعوتهم للتدخل الأجنبي في سورية لإنهاء حمام الدم الذي يؤدي إلى مقتل العشرات كل يوم. ومن بين المشاركين في الاجتماع برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الذي يضم 140 من رموز المعارضة.

ومن جهتها دعت كلينتون الى ضمان حماية الاقليات والمجموعات العرقية والنساء في سورية ما بعد الاسد، وذلك في ختام لقاء في جنيف مع المعارضين السوريين.

وقالت كلينتون ان ‘عملية انتقالية ديمقراطية تتضمن اكثر من رحيل نظام (الرئيس السوري بشار الاسد). هذا يعني وضع سورية على طريق القانون وحماية الحقوق العالمية لكل المواطنين ايا كانت طائفتهم او عرقهم او جنسهم’.

وقالت للاعضاء السبعة في المجلس الوطني السوري الذين التقت بهم وبينهم رئيسه برهان غليون ‘اني اولي اهتماما كبيرا بالعمل الذي تقومون به حول طريقة قيادة عملية انتقالية ديمقراطية’.

وفي خطوة بدت منسقة تقررت عودة السفيرين الامريكي والفرنسي في سورية الى العاصمة السورية، وطالبت الادارة الامريكية النظام السوري حماية الدبلوماسيين الاجانب في سورية.

وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الامريكية في بيان اعلن فيه عودة السفير روبرت فورد الى دمشق ‘نعتقد ان وجوده في سورية هو من اكثر الطرق فعالية لتوجيه رسالة بأن الولايات المتحدة تقف مع الشعب السوري’.

واضاف ان مهام فورد ستشتمل على ‘توفير تقارير موثوقة حول الوضع على الارض، والحوار مع جميع اطياف المجتمع السوري حول كيفية انهاء سفك الدماء والتوصل الى انتقال سياسي سلمي’.

وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الامريكية يرافق كلينتون في رحلتها في اوروبا، ان فورد يعود الى دمشق مساء الثلاثاء.

وكان فورد غادر فجأة نهاية تشرين الاول (أكتوبر) دمشق بسبب ‘تهديدات جدية’. وردت دمشق باستدعاء سفيرها في واشنطن.

في الوقت نفسه عاد السفير الفرنسي في سورية اريك شوفالييه الى دمشق الاثنين بعدما كان استدعي للتشاور في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) اثر اعمال عنف استهدفت المصالح الفرنسية في هذا البلد.

الى ذلك لم تعط الجامعة العربية جوابها بعد على التعديلات التي ادخلتها السلطات السورية على البروتوكول الذي ينظم عمل المراقبين المفترض ارسالهم الى سورية، واكد النظام السوري الاثنين استعداده لان يقبل بشروط، قدوم مراقبين من الجامعة العربية للتحقيق قي العنف على الارض.

مقتل31 مدنيا معظمهم في حمص والجامعة العربية تدرس شروط دمشق

مواجهات عنيفة بين مجموعة من المنشقين والجيش النظامي الذي يحاول مهاجمة داعل في محافظة درعا

دمشق ـ نيقوسيا ـ القاهرة ـ وكالات: تواصل الثلاثاء قمع الحركة الاحتجاجية في سورية الذي اسفر عن سقوط اكثر من مئة قتيل منذ السبت حسب ناشطين، حيث قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 31 قتيلا سقطوا الثلاثاء برصاص الأمن السوري أغلبهم في حمص

وأوضحت الهيئة أن من بين القتلى 21 في حمص بينهم خمسة من عائلة واحدة، وواحدا في كل من حماة وإدلب.

وأفاد ناشطون بأن القصف ما زال مستمراً على الحي الجنوبي في دير بعلبة. وقد هزّ أكثر من 12 انفجارا الحي، مترافقة مع إطلاق نار كثيف من الحواجز المحيطة به. كما تدور اشتباكات عنيفة قرب مستوصف العباسية بين ‘الجيش الحر’ والجيش النظامي.

وفي إدلب وتحديدا في كفر تخاريم دخلت أكثر من 17 سيارة محملّة بالجنود ونصبت حواجز أمنية. كما انتشر قناصة بشكل كثيف في البلدة، ووصلت سيارات محملة بالذخيرة.

وفي ريف دمشق اقتحم عناصر الأمن والشبيحة مدعومين بالحرس الجمهوري مدينة حرستا، وشنّوا عمليات اعتقال ودهم عشوائية. كما أقاموا حواجز مؤقتة في الشوارع الفرعية والرئيسية، ونصبوا الرشاشات على أطرافها، بينما اعتلى قنّاصة أبنية فيها.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الثلاثاء ان قوات حرس الحدود السورية في محافظة ادلب احبطت الاثنين محاولة تسلل ‘مجموعة ارهابية مسلحة’ الى داخل الاراضي السورية عبر موقع قرية عين البيضا.

وقالت المصادر ان القوات السورية ‘أصابت عددا من عناصر (المجموعة)، بينما لاذ البقية بالفرار باتجاه الاراضي التركية’، بحسب الوكالة.

ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بالمطلعة في ادلب ان ‘قوات حرس الحدود اشتبكت مع مجموعة ارهابية مسلحة مكونة من نحو 35 مسلحا ومنعتها من الدخول للاراضي السورية’.

من جهة ثانية قال المرصد السوري لحقوق الانسان ولجان التنسيق المحلية ان مواجهات عنيفة تدور بين مجموعة من المنشقين عن الجيش والجيش النظامي الذي يحاول مهاجمة داعل في محافظة درعا.

وقال المرصد ان ‘اشتباكات عنيفة تدور الآن بين مجموعات منشقة وقوات الامن النظامية التي تحاول اقتحام بلدة داعل’. واضاف ان ‘قوات الامن السورية تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في محيط البلدة’.

وتابع المرصد ان قوات الامن تقوم ‘باحراق الدراجات النارية وتكسير المحال التجارية في محيط البلدة واطلاق رصاص عشوائي وقنابل صوتية لارهاب الاهالي وقطعت الاتصالات الارضية والخليوية عن البلدة’ منذ فجر امس الثلاثاء.

وفي هذا الاطار، رأى محلل طلب عدم الكشف عن اسمه ان المناورات العسكرية السورية التي جرت الاثنين هي رسالة من النظام يحذر فيها من ‘اي نية بالتدخل عسكريا في سورية عبر اظهار انه مستعد لاعلان حرب اقليمية’.

وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية قالت ان المناورات تهدف الى ‘اختبار قدرة سلاح الصواريخ وجاهزيته في التصدي لأي عدوان قد يفكر به العدو’، موضحة ان الصواريخ ‘اصابت اهدافها بدقة وحققت نتائج نوعية متميزة’.

تزامن ذلك مع قيام الجامعة العربية بدرس الشروط التي وضعتها السلطات السورية لارسال مراقبين الى هذا البلد.

واكد النظام السوري الاثنين استعداده لان يقبل بشروط، قدوم مراقبين من الجامعة العربية للتحقيق قي العنف على الارض ومحاولة وقف القمع الذي اسفر عن مقتل اكثر من اربعة آلاف شخص منذ آذار (مارس) حسب الامم المتحدة.

وكان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي اعلن الاثنين ان دمشق ‘طلبت تعديلات طفيفة لا تمس بجوهر البروتوكول’ الذي يفترض ان ينظم عمل المراقبين في الاراضي السورية.

واعطت الجامعة العربية سورية مهلا مرات عدة للتوقيع على هذا البروتوكول في غياب اي اجراءات من قبل النظام لتطبيق خطة للخروج من الازمة كان قد وافق عليها ‘بدون شروط’ مطلع الشهر الماضي.

وتنص هذه الخطة التي اقرت في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على ‘وقف كافة اعمال العنف من اي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين والافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة واخلاء المدن والاحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة’.

كما تقضي ‘بفتح المجال امام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الاعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع انحاء سورية للاطلاع على حقيقة الاوضاع ورصد ما يدور فيها من احداث’.

اللاجئون السوريون في تركيا يعيشون خائفين من شبكات الأسد

يايلاداغ- (ا ف ب): يعيش آلاف السوريين الذين لجأوا إلى تركيا منذ ستة اشهر بعدما اقتحم الجيش قراهم، خائفين من نظام دمشق وعملائه وينددون بعمليات تواطؤ مع “شبكات الاسد” حتى في الادارة التركية.

وأمام مخيم ريهانلي للاجئين (جنوب)، يبدو الوضع متوترا. فعشرات الشبان السوريين يقطعون الطريق المؤدي إلى بلادهم التي تبعد بضعة كيلومترات، مثيرين غضب السائقين الذين منعوا من متابعة طريقهم وغضب سكان القرية المجاورة.

وقال تركي وهو يمسك بيده قضيب حديد “لا نريدهم هنا، لا يتسببون الا في المشاكل. هم جميعا من حزب العمال الكردستاني” الكردي المتمرد.

ولا تكتسب هذه التهمة المتعلقة بأبناء قرى عرب أي مصداقية، لكنها كافية لتأجيج المشاعر.

وطفح الكيل ايضا على الجانب الاخر. وقال شاب ملتح أمام مجموعة من عناصر الدرك يلبسون زي مكافحة الشغب، “اذا لم تكن تركيا قادرة على حمايتنا، فلترسلنا إلى بلد آخر”.

وسبب الغضب هو كما يؤكد المتظاهرون تسليم السلطات التركية نظيراتها السورية لاجئين وصلا حديثا الى تركيا.

وتوجه الرجلان مساء السبت إلى مركز الدرك في رايهانلي لتسجيل اسميهما، كما قال عصام حاج محمود شقيق الاول وقريب الثاني. ومساء الأحد انتشر خبر تسليمهما إلى السلطات السورية.

واضاف “قالا انهما هربا من سوريا خوفا من قتلهما. لكن كتب في المحضر انهما جاءا الى هنا بحثا عن عمل. هذه اكاذيب ومن يقول ذلك كاذب. اخي كان يعيش في الجبال منذ ثلاثة اشهر”.

ويؤكد الدرك انهم طردوا سوريين. وقال احد القادة الذي ابتعد قبل أن يسأله احد عن هويته “انها ليست مسألة لاجئين. جاءوا إلى هنا بطريقة غير شرعية بحثا عن عمل”.

واعرب المجلس الوطني السوري عن استيائه لتسليم الشرطة التركية هذين المواطنين “مما يجعل حياتهما في خطر”، كما قال.

واعلن المجلس انه شكل “لجنة لمتابعة ملف القضية مع السلطات التركية والتحقيق في الظروف التي ادت الى تسليم عمر حاج محمود وعزام محمود الشيخ”.

ودعا المجلس الذي يتابع التحقيق الى الاسراع في “اعلان نتائجه وتوضيح التفاصيل المتعلقة بالقضية، واتخاذ الاجراءات العقابية بحق الجهات المسؤولة عن ذلك”.

ودعا المجلس الى “اعادة تقويم اوضاع اللاجئين السوريين واتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث”. وحث السلطات التركية على “بذل جهودها لاستعادة الشابين والتدخل لدى منظمات حقوق الانسان لمنع تعرضهما للتعذيب او خطر التصفية”.

وقال حسن احد اعضاء المجلس الاعلى للثورة السورية، احدى مجموعات المعارضة السورية، الذي قام بزيارة المنطقة ان الحادث خطير.

واكد هذا المعارض ان “احد الرجلين كان جنديا في الجيش السوري (…) وباعادته الى سوريا تحكمون عليه بالتعذيب وربما بالموت”.

الا ان المعارض لا يتحدث عن عمل متعمد من الحكومة التركية التي اعلنت صراحة تأييدها تنحي الرئيس السوري بشار الاسد واكدت استعدادها لاستضافة جميع اللاجئين السوريين. وقال “انها مسألة فردية”.

انها مشكلة افراد وليست مشكلة معزولة، كما يعتبر محمد ناجي يونسو، (42 عاما) وهو نجار هرب من جسر الشغور (شمال غرب) ويقول انه نجا قبل يومين من عملية تسليم في سوريا بعد اتهامه بالتهريب وبقي موقوفا عشر ساعات.

وقال هذا الرجل في مخيم يايلاداغ “ليس لدينا اي مشكلة مع الحكومة التركية، وليس لدينا اي شك حيالها. لكننا نعتقد ان بعض الاشخاص (على المستوى المحلي) لديهم اتصالات مع الدولة السورية”.

ويروي هذا النجار ايضا قضية العقيد السوري المنشق حسين هرموش الذي التقته في حزيران/ يونيو وكالة فرانس برس على الحدود التركية، وبث “اعترافاته” بعد اشهر التلفزيون السوري بعد عودته الى البلاد في ظروف غامضة.

ويقول اللاجئون إن عملاء للنظام السوري خطفوا بالتأكيد هذا العقيد لدى خروجه من مخيم التينوزو. وقد الهبت هذه القضية المشاعر في المخيمات.

وقال حسن مصري (42 عاما) استاذ اللغة العربية في جسر الشغور ان “الخطر يأتي من شبكات الاسد وعلاقاتها مع شبكات مافياوية هنا وجواسيسها. ونخشى ان يخطفنا هؤلاء الاشخاص”.

الرئيس الاسد يجري مقابلة مع تلفزيون امريكي حول الازمة في بلاده

واشنطن ـ اف ب: اجرى الرئيس السوري بشار الاسد مقابلة مع شبكة اي بي سي التلفزيونية الامريكية في مسعى نادر لتوضيح موقف نظامه للمشاهدين الغربيين وسط حملة القمع التي يشنها نظامه ضد المناهضين له، حسب ما افاد تلفزيون اي بي سي.

وقالت الشبكة التلفزيونية ان المذيعة التلفزيونية الشهيرة باربرا والترز توجهت الى دمشق للتحدث مع الاسد الذي اجرى بذلك اول مقابلة تلفزيونية مع الاعلام الامريكي منذ اطلاق حملة القمع منذ تسعة اشهر والتي ادت الى مقتل نحو 4000 شخص بحسب الامم المتحدة.

وقالت شبكة ايه بي سي انها ستبث المقابلة الاربعاء، مشيرة الى ان والترز وجهت الى الرئيس الاسد اسئلة حول تقرير الامم المتحدة الاخير الذي تحدث عن مقتل وتعذيب مدنيين من بينهم اطفال.

كما سألت والترز الاسد عن ‘حملة القمع العنيفة التي يشنها على المتظاهرين، وتاثير العقوبات الاقتصادية على بلاده وحظر السفر، والدعوات لتنحي الرئيس، وما اذا كان سيسمح لمراقبي الجامعة العربية بدخول البلاد، وللصحافة الغربية بالدخول الحر وغير المقيد الى سورية’، بحسب الشبكة.

وتتعرض سورية لضغوط دولية شديدة في الوقت الذي يحاول الاسد القضاء على اسوأ تهديد تشهده عائلته التي تحكم البلاد منذ اربعة عقود.

وتعرف المذيعة باربرا والترز (82 عاما) بمقابلاتها مع عدد من الشخصيات العالمية المهمة.

الأسد يؤكد عدم مسؤوليته عن أعمال العنف التي ترتكبها قواته

واشنطن- (ا ف ب): أكد الرئيس السوري بشار الأسد انه ليس مسؤولا عن اعمال العنف التي ترتكبها قواته والتي تتهمها الامم المتحدة بانها تمارس القمع السياسي الذي اوقع أكثر من أربعة الاف قتيل خلال تسعة اشهر، بحسب صحافي أمريكي.

واجرى الأسد مقابلة استثنائية مع شبكة (اي بي سي) التلفزيونية الأمريكية لتوضيح موقف نظامه للمشاهدين الغربيين وسط حملة القمع التي يشنها نظامه ضد المناهضين له، حسب ما افاد تلفزيون “اي بي سي” الذي سيبث المقابلة الاربعاء. ولم تكشف المحطة عن مضمون المقابلة ولكن صحافيا في (اي بي سي) كشف مقتطفات من اقوال الأسد خلال لقاء مع الصحافيين في وزارة الخارجية.

وقال الصحافي إن الاسد قال ردا على سؤال حول القمع “انا رئيس. لست مالك البلاد، اذن هي ليست قواتي”.

واضاف “هناك فرق بين انتهاج سياسة القمع المتعمد وبعض وجود اخطاء يرتكبها بعض المسؤولين. هناك فرق كبير”.

وردا على هذا التصريح، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر إن الأسد الذي تدعوه واشنطن إلى التخلي عن السلطة، فوت فرصا عديدة لوضع حد لاعمال العنف.

واضاف “أرى انه من السخف أن يلجأ إلى الاستخفاف بالآخرين وان يتجرأ على القول بانه لا يمارس السلطة في بلاده”.

وتابع “هو لا يقوم بأي شيء آخر غير قمع حركة معارضة سلمية بطريقة وحشية”.

واعلنت شبكة (اي بي سي) أن المذيعة التلفزيونية الشهيرة باربرا والترز توجهت إلى دمشق حيث استقبلها الأسد واجرى بذلك أول مقابلة تلفزيونية مع الاعلام الامريكي منذ بدء حملة القمع قبل تسعة اشهر والتي أدت الى مقتل نحو 4000 شخص بحسب الامم المتحدة.

وقالت الشبكة إن والترز وجهت إلى الرئيس الأسد اسئلة حول تقرير الامم المتحدة الاخير الذي تحدث عن مقتل وتعذيب مدنيين من بينهم اطفال.

كما سألت والترز الاسد عن “حملة القمع العنيفة التي يشنها على المتظاهرين، وتاثير العقوبات الاقتصادية على بلاده وحظر السفر، والدعوات لتنحي الرئيس، وما اذا كان سيسمح لمراقبي الجامعة العربية بدخول البلاد، وللصحافة الغربية بالدخول الحر وغير المقيد الى سوريا”، بحسب الشبكة.

وتتعرض سوريا لضغوط دولية شديدة في الوقت الذي يحاول الاسد القضاء على اسوأ تهديد تشهده عائلته التي تحكم البلاد منذ اربعة عقود.

وتعرف المذيعة باربرا والترز (82 عاما) بمقابلاتها مع عدد من الشخصيات العالمية المهمة.

الأسد يقلل من أهمية العقوبات على سوريا ويقول إنه لم يصدر أوامر بقتل المتظاهرين

نفى الرئيس السوري بشار الأسد أن يكون قد أصدر اوامر بقتل محتجين، وقال انه “لا يفعل سوى شخص مجنون” ذلك، مشككًا في محصلة الأمم المتحدة التي تورد أكثر من أربعة آلاف قتيل للعنف، وأضاف أن أغلب الضحايا من المؤيدين للحكومة. وسأل: “من قال إن الامم المتحدة مؤسسة تحظى بمصداقية؟”.

الأسد، وفي مقابلةٍ تلفزيونية أميركية مع قناة “إيه بي سي نيوز”، قلّل من أهمية العقوبات الدولية، مؤكدًا أن سوريا أطلقت إصلاحات ديمقراطية. وقال إنه ليس مسؤولاً عن إراقة الدماء التي جرت على مدار تسعة أشهر، مشيرًا إلى أنها تجاوزرات نفذها أفراد وليس نظامه.

ونقلت “إيه بي سي” عن الأسد قوله: “نحن لا نقتل شعبنا، وليس من حكومة في العالم تقتل شعبها، إلا إذا كانت تحت قيادة شخص مجنون”. وقال إنه “لم يصدر أمر للقتل أو للوحشية”.

وأكد الأسد أن حكومته تمضي قدمًا في إصلاحات، ولكنه قال: “لم نقل أبدًا إننا بلد ديمقراطي”. وأضاف: “يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، والكثير من النضوج حتى الوصول الى ديمقراطية كاملة”، مؤكدًا أن التهديدات لا تقلقه، وتابع: “خضعنا لعقوبات على مدار الأعوام الثلاثين أو الـ35 الماضية،  وليس هذا شيئًا جديدًا”.

(أ.ف.ب.)

بعد ان يسقط الاسد

صحف عبرية

يجمل بنا ألا نحبس أنفاسنا في ضوء البيان السوري أمس بالموافقة على طلب الجامعة العربية السماح لمراقبين عرب بالوصول الى أراضيها. الناطق بلسان وزارة الخارجية السورية، جهاد المقدسي، أعلن في مؤتمر صحفي بان ‘سوريا ردت بالايجاب على البروتوكول العربي’، وسارع الى ان يضيف بان لسورية شروطا اخرى على موافقتها السماح لنحو 500 مراقب من الجامعة العربية العمل في أراضيها. هذه الشروط وصفها الامين العام للجامعة العربية ‘كشروط جديدة لم تسمع بها الجامعة حتى الان’.

وتتضمن هذه الشروط مطالبة سورية بالحصول مسبقا على قائمة المراقبين وجنسياتهم، تعريف تعبير ‘العنف’ الذي سيعمل المراقبون على فحصه في سوريا، وايضاح جوهر وطريقة عمل المراقبين. كما تطالب سورية من الجامعة العربية بالغاء العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا الاسبوع الماضي وتعليق عضويتها في المنظمة فور التوقيع على البروتوكول وكذا ارسال رسالة الى الامين العام للامم المتحدة أملى صيغتها وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وحسب هذه الرسالة، تشير الجامعة الى أنه ‘تحققت نتائج ايجابية جراء التوقيع على الاتفاق’، وان ‘الامين العام للامم المتحدة مطالب بان يوزع هذه الرسالة على أعضاء الامم المتحدة كوثيقة رسمية’.

ولا يوضح جواب سورية اذا كانت تعتزم فقط السماح للمراقبين العرب بالوصول الى اراضيها او أنها مستعدة لان تتبنى ايضا المطالب التي يتضمنها البروتوكول العربي. وحسب هذه المطالب، على سوريا أن تكف فورا عن العنف، تخرج قوات الجيش من المدن، السماح لوسائل الاعلام الاجنبية بتغطية ما يجري في الدولة والشروع في حوار وطني على المرحلة القادمة.

هكذا نجحت سوريا في أن تعرض نفسها كمن هي مستعدة لقبول تعليمات الجامعة وفي نفس الوقت تعيد دحرجة الحسم في موضوع استمرار النشاط ضدها الى بوابة الجامعة العربية. وذلك لان البيان السوري مصوغ بشكل من شأنه أن يدخل الجامعة في خلاف عميق حول التفسير.

وزراء خارجية الجامعة العربية يتعين عليهم الان أن يترددوا في ما اذا كانوا سيرون في البيان أمس كموافقة وقبول شروط سوريا الجسيمة أم يرفضوا شروطها التي من شأن قبولها ان يفرغ عمل المراقبين من مضمونه، التوجه الى الامم المتحدة بطلب اقامة منطقة حرة من الطيران في سوريا، وهكذا شق الطريق نحو التدخل العسكري. وحسب مصادر تركية، تنتظر الولايات المتحدة حسم الجامعة التي بيدها القرار اذا كانت ستطلب من الاسرة الدولية اقامة منطقة حرة من الطيران أو معبر حيادي محمي في سوريا. دون طلب عربي من الامم المتحدة يمهد التربة لتدخل عسكري، تمتنع حاليا دول الغرب عن المبادرة الى عمل عسكري.

وفي هذه الاثناء، الى أن تحسم الجامعة العربية، يواصل المواطنون السوريون التعرض للقتل بنار قوات الامن. نشطاء في الدولة افادوا أمس بان ستين جثة على الاقل نقلت الى المستشفيات في مدينة حمص، والتقدير هو أن حتى الان وصل عدد القتلى الى 4 الاف نسمة.

من لا ينتظر نتائج النقاش في الجامعة العربية هما الولايات المتحدة وتركيا، اللتان تواصلان تخطيط المرحلة القادمة على فرض أن نظام الاسد سينهار.

نائب الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي التقى يوم السبت برئيس الوزراء التركي اردوغان، روى للصحفيين بان الحوار التركي ـ الامريكي يرمي الى فحص سبل العمل المشتركة لمساعدة حركات الثورة في سوريا بعد أن تسقط نظام الاسد. وقدر بايدن بان سقوط نظام الاسد لن يؤدي بالضرورة الى تدهور اقليمي او حرب طائفية (بين السنة والشيعة). ولكن مصادر تركية أفادت ‘هآرتس’ بانه حسب تقدير تركيا يجب بداية بلورة قيادة معارضة موحدة منعا لحرب أهلية وضمان نقل مرتب للحكم.

تركيا، التي أصبحت دولة محور تعتمد عليها الاستراتيجية الامريكية في المنطقة، تعمل بنشاط لمساعدة المعارضة المدنية والعسكرية السورية، ولكنها ليست بالضرورة كلب الحراسة للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط. هكذا مثلا، خلافا لاتفاق مع الولايات المتحدة في موضوع سوريا، تعتقد تركيا بانه لا يجب فرض مزيد من العقوبات على ايران، وذلك ضمن امور اخرى لان تركيا تعتمد على استيراد النفط والغاز من ايران.

هآرتس 6/12/2012

هيثم مناع يحمل ‘المجلس الوطني السوري’ مسؤولية عدم الاتفاق على اجتماع لتوحيد صفوف المعارضة

احمد المصري

لندن ـ ‘القدس العربي’: هاجم المحامي هيثم مناع منسق ‘هيئة التنسيق من أجل التغيير الديموقراطي’، ‘المجلس الوطني السوري’ بقيادة برهان غليون، وقال ان المجلس جسم بلا رأس وان ‘هناك مشاكل ذاتيه وتدخل تركي في قرارته’ مما ادى الى عدم الاتفاق على اجتماع لتوحيد صفوف المعارضة.

وقال مناع في اتصال هاتفي مع ‘القدس العربي’ ان ‘مشكلتنا الاساسية بالفعل ان المجلس الوطني جسم بلا رأس، وكل اتجاه داخل هذا المجلس له توجه مختلف عن الاخر، وهناك صقور وحمائم داخل المجلس، لقد اعطينا الاولية لوحدة المعارضة على اساس وطني ديمقراطي، الا ان اعضاء المجلس الوطني انشغلوا مؤخرا بتصريحات ومعارك جانبية، همها الوحيد اعتراف الجامعة العربية والعالم بالمجلس الوطني، او الحديث عن مرحلة ما بعد اسقاط النظام وتحديد العلاقات الخارجية لسورية، (في اشارة الى تصريحات برهان غليون لصحيفة وول ستريت جورنال التي قال فيها ان سورية بعد الانتفاضة الحالية ستعيد النظر بعلاقاتها العسكرية مع ايران وحزب الله وانها ستحتفظ بعلاقات دبلوماسية واقتصادية فقط مع ايران) عوضا عن التركيز على اسقاط النظام بحد ذاته، ونحن في هيئة التنسيق نعتبر انفسنا ثورة مقاومة وليس ممانعة’.

وحول اسباب عدم انعقاد المؤتمر السوري العام حتى الان اضاف مناع ‘هناك مشاكل ذاتيه وتدخل تركي في قرارت المجلس الوطني، ولم يتمكنوا من توحيد الاصوات حول الاساسيات، وللاسف الشعب السوري يدفع الثمن، لقد غابوا عن الاجتماعات منذ 12 يوم، هم غير جديين’.

وقال مناع ‘ اقترحنا ان تكون الهيئة المنظمة للمؤتمر الوطني 4 و4 اضافة الى عناصر من الكتلة الكردية وعناصر وطنية، ثم تقترح 100 الى 150 شخص للمؤتمر السوري العام، وعرض الاخوة في تونس استضافة المؤتمر، ونحن موافقون على تونس ونعتبر عقده في اسطنبول او حتى باريس غير مطروح لدينا لانها اطراف غير محايدة’. وقال أحد المشاركين في اجتماعات القاهرة بين أعضاء من ‘المجلس الوطني’ و’هيئة التنسيق’ إنه لم يتم التقدم خطوة واحدة نحو الاتفاق على لجنة تحضيرية لمؤتمر وطني سوري يوحد المعارضة، وتستند إليه الجامعة العربية في تقرير مراحل العملية الانتقالية.

وقال معارض سوري إن الاتفاق الوحيد الذي أمكن التوصل إليه هو وقف الحملات الإعلامية بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق، ومنع رفع اللافتات المعادية لكلا الطرفين في التظاهرات، وتنظيم لقاءات على كل المستويات.

وبحسب معارضين في هيئة التنسيق فإن الهيئة سمّت ست شخصيات لتمثيلها في اللجنة التحضيرية المشتركة لإنشاء المؤتمر السوري. وضمت لائحة هيئة التنسيق هيثم مناع، وعبد العزيز الخير، ورجاء الناصر، وحسين العودات، وصالح مسلم، ومحمود مرعي. ولم يتقدم المجلس الوطني بالأسماء المطلوبة.

ويقول معارض من هيئة التنسيق إن الوقت الذي حددته الجامعة العربية لإنشاء المؤتمر السوري يشارف على الانتهاء في الأسبوع المقبل، وأبدى تشاؤمه من إمكانية التوصل في الأيام المقبلة إلى اتفاق مع المجلس الوطني ‘لأنه غير قادر على اتخاذ قرارات واضحة يفرضها على أجنحته المتعددة’.

وكانت محاولات فشلت لعقد لقاء تشاوري لقوى وجماعات المعارضة السورية في القاهرة، والذي كان مقررا في مقر نقابة الصحافيين المصريين.

وكان هذا اللقاء قد تحدد من أجل بلورة موقف موحد بشأن التعامل مع الأزمة السورية خلال المرحلة المقبلة، وموقف المعارضة منها. وفي هذا الصدد لفت محمد مأمون الحمصي (الناشط السياسي والمعارض السوري المقيم بالقاهرة) الى أن رئيس مؤتمر الانقاذ الوطني السوري هيثم المالح صاحب الدعوة لعقد هذا اللقاء أجرى العديد من اللقاءات والاتصالات على مدى اليومين الماضيين مع مختلف رموز المعارضة السورية تمهيدا لعقد اللقاء، إلا أن الخلافات الشخصية والأجندات الخاصة لكل تيار وجماعة معارضة حالت دون الوصول الى نقطة التقاء وهو ما تسبب فى عدم عقد اللقاء.

ونوه الحمصي الى أن هذه الخلافات كانت تجاه بعض القضايا من بينها طلب فرض حظر جوي على سورية والتدخل الخارجي لحماية المدنيين وكذا وضع المجلس الوطني السوري المعارض، الذى تأسس فى اسطنبول وكذلك شكل العلاقات مع كل من تركيا وايران خلال المرحلة القادمة. وكان وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ قال لمحادثيه السوريين إنه كان يفضل لقاء وفد موحد للمعارضة السورية، وحثهم على توحيد صفوفهم لكي يحصلوا على اعتراف دولي بهم، وان المهمة ‘العاجلة للمعارضة السورية هي توحيد صفوفها’.

وسأل الوزير البريطاني الوفد عن لقاء أجراه معارض سوري مع دبلوماسيين إيرانيين، وطلب توضيحات عن اللقاءات معهم، وأجيب بأنها اقتصرت على لقاء واحد لم يتكرر منذ ثلاثة أشهر، وأن المعارضة السورية رفضت عرضين للقاء دبلوماسيين إيرانيين.

وفد ‘هيئة التنسيق’ الذي ضم هيثم مناع وخلف الداهود عبر عن رفضه لأي تدخل عسكري في سورية بكل أشكاله. وقال الداهود، للدبلوماسيين البريطانيين، إن أي تدخل تركي سيؤدي إلى شق الثورة السورية، ودخول الأكراد طرفا في القتال ضد أي عملية عسكرية تركية في الشمال السوري.

ويظهر وصول وفدين منفصلين إلى الخارجية البريطانية إخفاق المعارضة السورية في التوصل إلى صيغة عمل تنظيمي مشترك، والتقدم بتصور موحد للمرحلة الانتقالية، كما طالبتها بذلك الجامعة العربية منذ 15 يوما.

حركة حماس تدرس مغادرة دمشق.. الدوحة احد الخيارات.. وايران تهدد بانهاء التحالف

قادتها في الضفة يؤكدون تراجع العلاقة مع دمشق

لندن ـ ‘القدس العربي’: ذكرت مصادر صحافية بريطانية ان حركة حماس تفكر في الانتقال من دمشق، حيث بدأت الحركة في اعادة التفكير في تحالفها مع الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال مصدر اجنبي مقيم في المنطقة ان واحدا من الخيارات امامها هي الدوحة – عاصمة قطر. فيما قال رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي السابق ميكائيل هيرتزوغ ان هناك ادلة واضحة من ان حماس تبحث عن بديل. واضاف فيما نقلت عنه ‘ديلي تلغراف’ ان قادة حماس ادركوا انه لم يعد بالامكان استمرار العلاقات في ضوء الاحداث’.

وفي الوقت الذي يواجه فيه النظام السوري انتفاضة عامة في البلاد ادت الى مقتل اكثر من اربعة الاف شخص منذ بدايتها في شهر اذار (مارس) الماضي فان الحركة ظلت على الحياد، لكن استمرارها جعل المكتب السياسي للحركة يناقش الخيارات المتوفرة له ويعيد النظر في تحالفه مع النظام السوري الذي وفر لها الحماية بحسب المصادر الصحافية هذه. فالحركة تخشى ان عزلة النظام وعلاقتها به قد تؤثر عليها. وتقول صحيفة ‘ديلي تلغراف’ التي نشرت تقريرا لمراسلها في القدس ان وضع حماس اصبح اكثر تعقيدا بسبب الاوضاع المضطربة في ايران، الحليف الاخر لحماس، فقد تعرضت طهران لعقوبات اقتصادية دولية وهناك صراع اجنحة داخل النظام الحاكم في الجمهورية الاسلامية.

وتقول الصحيفة ان ايران قد هددت حركة حماس بقطع الدعم المالي والعسكري في حال قررت الانتقال من دمشق. واستند التقرير الى مسؤولين كبار في حركة حماس الذين اكدوا لها ان العلاقات بين حماس والنظام السوري تزداد بشكل مستمر. وقال مصدر ان ‘العلاقة بين سورية وحماس قد تأثرت كثيرا في الاحداث الاخيرة، وهي سيئة منذ مدة لكن التدخل الايراني جديد’.

واضاف المصدر ان نفوذ ايران اضعف الآن منه في وقت مضى وان الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 تعتمد بنسبة 30 بالمئة من ميزانيتها على الدعم الخارجي وجزء قليل من هذا الدعم يأتي من ايران. ويعتقد ان معظم الدعم الايراني يأتي على شكل اسلحة، مشيرة الى سفينة المانية كانت تبحر من سورية الى مصر اكتشف انها محملة بخمسين طنا من الاسلحة بما فيها صواريخ مضادة للسفن وذخائر وكلاشينكوف وبنادق. ومصدر هذه الشحنة من ايران لان التعليمات المكتوبة على صناديق الذخائر كانت مكتوبة بالفارسية. ويعتقد ان اعتماد حماس على ايران جاء بسبب تدفق السلاح من مصدر آخر وهو ليبيا عبر مهربي السلاح في ايران، اذ ادى فتح مخازن الاسلحة التي تركها النظام ونهبها من قبل ميليشيات المقاتلين الليبيين ومن تجار اسلحة الى بيعها في السوق السوداء، وقبل اشهر ذكرت تقارير امريكية ان بعض السلاح الليبي وصل الى غزة عبر مصر.

ونقل المصدر عن سمير عواد المحاضر في جامعة بيرزيت قوله ان حماس قررت مبدئيا مغادرة دمشق، مضيفا انها تحضر نفسها للخروج حتى وان فقدت الدعم الايراني. وقال ان ‘زواجهما هو زواج مصلحة ويبدو ان العلاقة لم تعد مجدية’ خاصة ان العلاقة مع ايران الآن مضرة اكثر من نفعها. ويعتقد عواد ان حماس تحاول وفي ضوء الربيع العربي ان تبعد نفسها عن النظام القديم في المنطقة، وموضعة نفسها ضمن القوى الجديدة الصاعدة في المنطقة، خاصة الاخوان المسلمين في مصر. فقد لعبت الحكومة الانتقالية في مصر دورا مهما في اكمال المصالحة بين حركتي فتح وحماس وكذا في اتمام صفقة اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط. وبحسب خبير اسرائيلي فحماس ترى ان تحالفها مع النظام الجديد في مصر اهم من تحالفها مع ايران. فالقاهرة ينظر اليها على انها القوة التي يمكن ان تحل محل ايران.

وقلل الباحث من اهمية التهديدات الايرانية التي قال انها لا تملك مصداقية. كما ان جماعة الاخوان المسلمين وعدت بفتح معبر رفح ان انتخبت، مما يعني تسهيل حركة كوادر وقيادات الحركة من والى غزة والتي لا تزال متماسكة على الرغم من سنوات الحصار الدولي. ومع ان الحركة نفت ما قيل سابقا عن هذا الموضوع واكد المتحدثون باسمها ان العلاقة بين الحركة والنظام السوري ممتازة الا ان هناك اشارات عن مغادرة قادة الصف الثاني للحركة سورية. وكانت الحركة قد اغضبت النظام السوري لرفضها تنظيم تظاهرات مؤيدة للرئيس.

ولا بد من التنويه ايضا الى ان هناك حديثا عن انتقال الحركة الى الاردن خاصة بعد اتصالات بين الطرفين، لكن هناك مخاوف من كلا الجانبين. وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد تعرض لمحاولة اغتيال في العاصمة الاردنية عمان عام 1997.

قيادي في حماس ينفي لـ ‘القدس العربي’ مغادرة قياداتها دمشق أو التفكير ببديل لسورية

كامل صقر:

دمشق ـ ‘القدس العربي’ قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس ان الأخبار التي تتحدث عن مغادرة قياديين من حماس للعاصمة السورية دمشق هي معلومات عارية عن الصحة ولا تمت للواقع بصلة.

وأضاف الرشق في تصريح لـ ‘القدس العربي’: أنا أؤكد عدم مغادرة أي من قيادات

الحركة من سورية، وأضاف: جميع قيادات حماس وأعضاء والمكتب السياسي موجودين في سورية ومكاتب الحركة تعمل بصورة طبيعية ولا نية لدى حماس لإغلاق مكاتبها بدمشق أو البحث عن بديل جغرافي خارج سورية، كما أوضح الرشق أن عائلات القياديين ما زالت في سورية.

وزاد الرشق بالقول: نحن نأسف لمحاولات بعض الجهات لتوظيف تفسير تنقلات بعض قادة حماس التي تقضيها ظروف ومصالح العمل لبعض الكوادر على أنه قرار بمغادرة لسورية، وأضاف أيضاً: نحن لا نترك سورية في محنتها.

وتتخذ حركة حماس من العاصمة السورية دمشق مقراً لمكتبها السياسي وقيادتها السياسية منذ أكثر من عقدين، ويتوزع قادتها على مستوى مقار مكاتبهم وسكنهم داخل العاصمة دمشق بين أحياء الفيلات الغربية ومشروع دمر ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، ويحظى رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل بحماية أمنية مشددة جرى تكثيفها بعد اندلاع الأحداث السورية.

ونقلت وكالات أنباء عن مصادر دبلوماسية ان العشرات من نشطاء حركة حماس عادوا بهدوء من دمشق إلى قطاع غزة مع إقدام الحركة الإسلامية على خفض وجودها في سورية، وقال مصدر مخابرات إقليمي إن مغادرة ناشطي حماس لسورية تسارع بعد تعليق الجامعة العربية لعضوية سورية الشهر الماضي.

وذكر دبلوماسيون أن عشرات من نشطاء حماس وعائلاتهم الذين يعيشون في سورية منذ التسعينيات وآخرين يعيشون في سورية منذ سنوات قد عادوا إلى غزة عبر مصر في الأسابيع الأخيرة.

خروج “ناعم” لحركة حماس من سوريا

عبدالاله مجيد من لندن

أمرت حركة حماس برحيل جميع كوادرها في مقر الحركة في دمشق بحلول الاسبوع المقبل إثر ضغوط من تركيا وقطر، وفقا لما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول في حركة حماس.

ويرى مراقبون ان افتراق حركة حماس مع الرئيس السوري بشار الأسد يوجه ضربة جديدة لنظامه بعدما استضافت دمشق الحركة منذ إخراجها من الاردن في اواخر التسعينات.

كما ان رحيل حماس عن سوريا يبعد الحركة عن ايران حليفة الأسد التي مدت حماس بالمال والتدريب والسلاح.  ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المسؤول في حماس ان طهران حثت الحركة على ألا تنتقل الى مكان آخر.

واضاف المسؤول ان حماس ستفتح مكاتب جديدة في القاهرة وقطر للاستعاضة عن نشاطها في سوريا.  وفي الوقت نفسه من المقرر ان يلتقي رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل العاهل الاردني الملك عبد الله لبحث رفع مستوى وجود حماس في المملكة.

وقال الخبير بشؤون ايران ماير جاويد انفار المقيم في اسرائيل ان من المتوقع ان يخفف انتقال حماس من سوريا الى مصر “من غلواء” مواقفها ويحد من قدرة طهران على التهديد بمواجهات مع اسرائيل واصفا قرار حماس الانتقال من سوريا بأنه “انتكاسة استراتيجية كبيرة” مُنيت بها ايران.

وسعى مسؤولو حماس طيلة الأشهر الماضية الى الإيحاء بأن الحركة تقف موقف الحياد بين النظام السوري والمعارضة.  ولكن التقدم الذي تحقق مؤخرا في تقارب حماس مع مصر والاردن شجع قادتها على تسريع المغادرة بعد أشهر من التحضيرات الهادئة في عملية سماها عناصر حماس “خروجا ناعما” ، بحسب وول ستريت جورنال.

وقال المسؤول في حماس ان 90 في المئة من الكوادر سيوزَّعون على مدن المنطقة مع إبقاء وجود رمزي في دمشق.  وتابع المسؤول ان حركة حماس قامت خلال الأشهر الأخيرة بتصفية اعمالها في سوريا ، بما في ذلك استثمارات تجارية وعقارات وودائع مصرفية.

وكانت انقرة والدوحة انتقدتا قادة حماس بعد قرار الجامعة العربية فرض عقوبات على دمشق.   ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول أمني كبير في حماس انتقل من دمشق الى غزة قوله “ان قطر وتركيا حثتانا على مغادرة سوريا فورا وقالتا “ألا تستحون؟  كفى ، وعليكم ان تخرجوا”.

من جهة أخرى نقلت صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن عضو المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري نفيه الأنباء التي تحدثت عن وجود قرار بمغادرة دمشق واصفا علاقات الحركة مع دمشق بـ”الممتازة”.

وكان مراقبون ربطوا موافقة حماس في تشرين الأول/اكتوبر على تبادل الأسرى مع اسرائيل وعلى القمة الفلسطينية مع الرئيس محمود عباس في تشرين الثاني/نوفمبر برغبة الحركة في تحسين صورتها لدى الحكومة المصرية استباقا للرحيل عن سوريا.

ويرى محللون ان حماس موضع ترحيب أكبر في القاهرة بعد سقوط الرئيس حسني مبارك ثم في ظل البرلمان الجديد الذي من المتوقع ان تسيطر عليه حركة الاخوان المسلمين والأحزاب الاسلامية الاخرى.

والى جانب الضغوط الخارجية فان وجود حماس في سوريا يتعارض مع موقف قواعدها في الأراضي الفلسطينية وموقف الاسلاميين في سوريا نفسها حيث يقود فرع حركة الاخوان المسلمين احدى المجموعات الرئيسية التي تقارع النظام.

يضاف الى ذلك ان أئمة المساجد المنتمين الى حماس في قطاع غزة يحمِّلون بانتظام في خطبة الجمعة نظام الأسد مسؤولية قتل اكثر من 4000 شخص في الانتفاضة ويبشرون بسقوط النظام.

وحين وصل السجناء الفلسطينيون من عناصر حماس الذين ابعدتهم اسرائيل من الأراضي الفلسطينية في اطار اتفاق تبادل الأسرى الى دمشق في تشرين الثاني/نوفمبر فانهم شكروا الشعب السوري دون ان يأتوا على ذكر النظام.  وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر ابو سعدة ان لهذا الموقف مغزاه.  ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن ابو سعدة قوله “انها اشارة الى ان حماس ليست راضية.  ويبدو لي ان حماس في موقف سيء جدا بإبقاء مقرها في دمشق”.

في هذه الأثناء قام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بزيارات متكررة الى القاهرة ومن المتوقع ان يتولى نائبه موسى ابو مرزوق مسؤولية مكتبها في العاصمة المصرية ، كما قال غيرشون باسكن الناشط الاسرائيلي من اجل السلام الذي كان ينقل رسائل الى حماس خلال المفاوضات حول اتفاق  تبادل الأسرى.

ميدفيديف: استقرار سوريا ضروري دون تدخل خارجي

وكالة الأنباء الكويتية – كونا

  موسكو: اكد الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ضرورة ضمان الاستقرار في سوريا من دون تدخل خارجي.

وقال ميدفيديف اثناء مراسم تسلم اوراق اعتماد السفراء الاجانب في قصر الكرملين اليوم ان المهمة الاساسية تكمن حاليا في ضمان استقرار الوضع في سوريا من دون تدخل خارجي ووقف العنف وبدء الحوار الوطني.

ووصف ميدفيديف العلاقات بين موسكو ودمشق بانها “صداقة واعجاب متبادل” قائلا “ان هذه الاسس اضافة الى حرصنا على عدم التلاعب في تطبيق القانون الدولي تحدد موقف بلادنا حيال التطورات المعقدة التي تجري حاليا في سوريا

الجامعة العربية ستبلغ دمشق برفض الشروط السورية

بهية مارديني من القاهرة

أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة أنّ الجامعة العربية ستبلغ دمشق برفض الشروط السورية الأخيرة بتوقيع البروتوكول الخاص بارسال بعثة المراقبين العرب الى سوريا وأنّ الأيام القادمة ستكون أشد حزما. وتكلّم ناشطون سوريون في الخارج عن مظاهرات تندد بتصرفات الجامعة العربية.

القاهرة: كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ”إيلاف” أن “عددا من الدول العربية اعتبروا الرسالة  السورية مجحفة وفيها شروط تصل إلى حد ليّ ذراع الجامعة”، واعتبرت “أن النظام السوري يستهلك الوقت ولا يريد الحل”.

وقال مأمون كويفاتية لـ”ايلاف” وهو رئيس اللجنة الاعلامية لتنسيقية الثورة السورية في مصر أن التظاهرات أمام الجامعة العربية لم تهدأ بعد الاعلان عن مشاورات تجري بعد أن اقترح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، وآخر للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية لبحث الموضوع .

وحول تصريحات أمين عام الجامعة العربية بخصوص دراسة طلبات النظام السوري، قال أن أبناء الجالية السورية تلقوا ببالغ القلق والخشية ما توارد على لسان الأمين العام للجامعة العربية .

وأكد “انطلقت الجموع السورية الغاضبة الثلاثاء أمام الجامعة العربية ، لتُعبر عن استنكارها الشديد لمثل هكذا تشاور، بما اعتبروه بمثابة مهلة جديدة من قبل الجامعة ومماطة من جهة النظام”، وقال “لقد رددوا شعارات وهتافات تُدين السيد نبيل العربي والجامعة العربية، وكل الوزراء المُشتركين في عمليات المماطلة والتسويف، وبما اعتبروه استهانة بدماء وأشلاء الشعب السوري الذي قُتل منه منذ موافقة نظام الإجرام الأسدي على شروط الجامعة – منذ مايربو عن الخمسين يوماً وشماعة البروتوكول منذ عشرين يوم- مايقارب الألف شخصاً” .

ولفت كويفاتية الى “تدخل أمن الجامعة العربية للحيلولة دون وصول أبناء الجالية السورية الى الباب الرئيسي، ولكن كانت حالة الاندفاع أكبر من أن تتم السيطرة عليها، مما اضطر الجامعة لإغلاق أبوابها، فيا بقي المحتجون يهتفون ويُنددون بتواطئ الجامعة العربية ومشاركتها لنظام الإجرام في قتل شعبنا السوري، عبر ترددها ومماطلتها في اتخاذ القرار الحاسم، بحق عصابات آل الأسد وشبيحتهم، وعلى رأسهم القاتل بشار الأسد”.

وأشار الى “لقاء تشاوري عقده وفد الجالية السورية في القاهرة مع مستشار الأمين العام  للجامعة العربية، والذي أكد ان لاتراجع عن العقوبات، وان الأيام القادمة ستكون أشد حزما”.

ونقل كويفاتية عن مصادر مطلعة في الجامعة العربية، تأكيداتها ان اللجنة الوزارية تتجه إلى إبلاغ سوريا برفض الشروط السورية وأن عددا من الدول العربية اعتبروا الرسالة السورية مجحفة.

وقال “من هنا جاء اصرارنا على الجامعة العربية، ورجاءنا لها، بنقل الملف السوري الى المجتمع الدولي الذي نتكفل فيه بتحريك الموقف للحماية الدولية والحظر الجوي”، وأكد “ان شعبنا لايريد أن تكون الجامعة العربية عقبة في وجه طموحات شعبنا السوري العظيم”.

 من جانب آخر قال الناشط محمد دقوري لـ”ايلاف” أن المئات من أبناء الجالية السورية “المقيمين في المانيا ساروا كرداً وعرباً يوم السبت الماضي ضمن مسيرة حاشدة في شوارع برلين رغم رداءة الجو والبرد القارس وهطول الأمطار، وذلك تنديداً واستنكاراً للجرائم والمجازر التي يرتكبها اللانظام السوري وشبيحته ضد شعبنا الأعزل في سوريا والذي وصل عدد شهدائه حتى هذا اليوم الى أكثر من خمسة آلاف شهيد وأكثر من مئة ألف جريح ومعتقل ومفقود وآلاف المهاجرين الى الدول المجاورة والذين يعيشون في ظروف قاسية جداً “.

وأكد “على هتافات المتظاهرين بشعارات تنادي بإسقاط النظام ورحيل بشار الأسد”، وأضاف” ندد المتظاهرون بحزب الله اللبناني وإيران لمساعدتهما النظام السوري على قتل شعبه، رافعين الأعلام السورية والكوردية وأعلام الإستقلال وأعلام لبنان.”.

و شارك في التظاهرة عدد من أبناء الجالية العربية المتواجدة في برلين تأييداً لمطالب الشعب السوري و تنديداً بمجازر اللانظام السوري بحقه.

في غضون ذلك اختصر المحامي والناشط الحقوقي حبيب عيسى مايجري في سوريا بالقول أن الشعب السوري” يتعرض لابتزاز لا سابق له يخيرّه بين الاستمرار في الرضوخ التام للاستبداد، وبين الفوضى والاحتراب الأهلي”، ورأى “أن الشعب السوري يرفض الخيارين معاً، وأنه ينشد الحرية والمواطنة والعدالة والمساواة، ويسمو على الأحقاد والفتن، للخروج من الدائرة المفرغة ويُسقط الخيارين معاً”، مبررا في سلسلة مشروعه السياسي الأسبوعي حديث الثلاثاء “أنّ الاستبداد هو الذي ينتج الفتن والاحتراب الأهلي، والفتن هي الحامل الموضوعي للاستبداد، والفتن والاستبداد معاً يؤديان إلى الارتهان للقوى المعادية من الخارج، ويشرًع أبواب الوطن للعدوان والاحتلال والتبعية ” .

اجتماع جنيف يبحث «تحييد» قوة الأسد.. و«فرق موت» في حمص

عودة السفراء الغربيين المنسحبين والبيت الأبيض يطلب حمايتهم > العربي لـ «الشرق الأوسط» العقوبات سارية والتشاور مستمر حول الشروط الجديدة لدمشق

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: عبد الستار حتيتة بيروت: ليال أبو رحال

قالت مصادر المجلس الوطني السوري المعارض إن وفده الذي التقى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في جنيف أمس تحدث معها عن ضرورة صدور قرار من مجلس الأمن من أجل حماية المدنيين من آلة القتل التي يتبعها نظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وتابعت المصادر لـ «الشرق الأوسط» أن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون وعددا آخر من أعضاء المجلس شاركوا في الاجتماع، وقالت إن أحد المحاور التي تم التركيز عليها هي إيجاد آلية من مجلس الأمن لـ«تحييد قوة الأسد» التي يستخدمها في القتل اليومي للمعارضين السوريين والشعب السوري.

من جهتها دعت كلينتون أمس إلى ضمان حماية الأقليات والمجموعات العرقية والنساء في سوريا ما بعد نظام الأسد.

في غضون ذلك، أعادت أميركا وفرنسا وألمانيا، أمس، سفراءها إلى دمشق. وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، في بيان: «نعتقد أن وجوده (السفير روبرت فورد) في ذلك البلد هو من أكثر الطرق فعالية لتوجيه رسالة بأن الولايات المتحدة تقف مع الشعب السوري». وطالب البيت الأبيض لاحقا دمشق، بحماية السفراء.

في القاهرة أكد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن التشاور بشأن شروط دمشق الجديدة للتوقيع على بروتوكول المراقبين، ما زال جاريا. ورد على اتهامات المعارضة السورية بـ «المماطلة» في التعامل مع النظام من خلال منحه المهل، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «لا توجد أي مهل نهائيا.. العقوبات الاقتصادية سارية».

وجاء ذلك في ظل استمرار توتر الأوضاع في مدينة حمص وتقارير عن ظهور فرق موت لتنفيذ حملة اعدامات. ووصل عدد القتلى خلال الايام الثلاثة الأخيرة إلى أكثر من 100 قتيل بمعدل نحو 40 قتيلا يوميا.

تصاعد العنف في حمص واستقدام تعزيزات عسكرية إلى المدينة

مظاهرة حاشدة في جامعة حلب.. وحملة اعتقالات في المدينة الجامعية

جريدة الشرق الاوسط

في ظل استمرار توتر الأوضاع الأمنية في مدينة حمص، ومع تضارب الأنباء حول وقوع أحداث عنف طائفي، قالت مصادر محلية، إن تعزيزات عسكرية من الفرقة الرابعة في الجيش السوري، والتي يشرف عليها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، وصلت أمس إلى مدينة حمص، وقدر عدد الجنود بالمئات يتقدمهم رتل دبابات ومدرعات استعدادا لعملية عسكرية واسعة هناك.

وتواردت أنباء متضاربة حول حقيقة ما تشهده حمص من أحداث خلال اليومين الماضيين، وبينما تصر المصادر القريبة من النظام على أن ما يجري هو عنف طائفي تقوم به مجموعات إرهابية مسلحة، نفى ناشطون في حمص أن تكون حوادث القتل التي تجري لها طابع طائفي وأكدوا أن قوات الأمن والشبيحة هي التي قامت بعمليات اختطاف عشوائي للعشرات من عدة مناطق وتم إعدامهم في أحد الأحياء الموالية للنظام بهدف تأجيج الطائفية في حمص.

وقالت صحيفة «الوطن» السورية، إن مدينة حمص شهدت أول من أمس اشتباكا مع مسلحين هاجموا بعض حواجز الجيش والأمن في بعض أحيائها، مما أسفر عن «مقتل أربعة من المسلحين»، وإن عددا من المدنيين والعسكريين قتلوا على «يد مجموعات مسلحة، في حين عثر على أكثر من 40 جثة لمخطوفين في المدينة». ونفى مصدر مسؤول في محافظة حمص بشكل قطعي ما تناقلته وسائل الإعلام عن إصابة مسجد خالد بن الوليد بثلاث قذائف من الجيش العربي السوري، مؤكدا أنه خبر كاذب، وفق تصريحه الذي بثته وكالة الأنباء السورية (سانا).

ونقلت صحيفة «الوطن» عن مصدر في قيادة الشرطة بحمص قوله، إن «مسلحين بحي وادي السايح أقدموا على إقامة الحواجز وقطعوا الطرقات وأطلقوا النار على السيارات العابرة والمواطنين المارين، مما أسفر عن استشهاد 9 مواطنين وإصابة عدد آخر منهم، على حين قام آخرون بإطلاق النار على عنصر أمن برتبة مساعد كان برفقة زوجته بالقرب من جامع الصحابي خالد بن الوليد في حي الخالدية مما أدى لاستشهاده».

وقالت «الوطن» إن 38 جثة وصلت إلى المستشفى الوطني معظمها مجهولة الهوية ومصابة بطلقات نارية وبعضها معرضة للتعذيب والتنكيل.

وتضاربت الأنباء حول هوية تلك الجثث وأعداد المخطوفين وأسباب القتل وحتى الجهة التي قوم بذلك.

من جانبه، أعلن الجيش الحر في حمص عن قتل الضابط العقيد الطيار قصي مصطفى في حي كرم الشامي أثناء تصدي الجيش الحر لقوات الأمن والجيش السوري. وشهدت عدة أحياء في حمص يوم أمس تصعيدا أمنيا، حيث تم إغلاق بعض الأحياء بشكل تام بعد عدة أيام من الحصار وقطع الماء والكهرباء كحيي البياضة والخالدية. ومن المتوقع قيام قوات الجيش بعملية كبيرة في تلك الأحياء.

إلى ذلك، ذكرت «سانا» أيضا أن قوات حرس الحدود السورية في محافظة إدلب أحبطت أول من أمس محاولة تسلل «مجموعة إرهابية مسلحة» إلى داخل الأراضي السورية عبر موقع قرية عين البيضا. ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بالمطلعة في إدلب، أن «قوات حرس الحدود اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة مكونة من نحو 35 مسلحا ومنعتها من الدخول للأراضي السورية». وقالت المصادر، إن القوات السورية «أصابت عددا من عناصر (المجموعة)، بينما لاذ البقية بالفرار باتجاه الأراضي التركية»، بحسب الوكالة. وأضافت المصادر أنه «سمع صوت سيارات من الجانب التركي بادرت لنقل المصابين من أفراد المجموعة الإرهابية المسلحة»، مؤكدة أنه «لم تحدث أي إصابات أو خسائر في وحدات حرس الحدود». من جانب آخر، نفذ نحو مائتي طالب في جامعة دمشق كلية الهندسة الكهربائية اعتصاما صامتا في حرم الكلية حدادا على أرواح شهداء الثورة. وفي حي الميدان خرجت مظاهرة يوم أمس عند الخامسة مساء طالبت الجامعة العربية بالوقوف إلى جانب «الشعب السوري المظلوم»، بحسب ما قاله ناشطون في دمشق.

وفي حلب، شمال البلاد، والتي لا تزال هادئة نسبيا وتحت سيطرة أمنية شديدة، قالت لجان التنسيق المحلية، إن طالبا في كلية الهندسة الزراعية لقي حتفه بعد تعرضه للضرب المبرح من قبل الشبيحة داخل الحرم الجامعي على خلفية مظاهرة خرجت في الكلية، والتي تمت محاصرتها، مما دفع الطلاب في الكليات الأخرى للتظاهر احتجاجا والتوجه إلى هناك لفك الحصار عن زملائهم. وخرجت مظاهرة من أمام كلية العلوم باتجاه كلية الاقتصاد في جامعة حلب وتم تفريقها بالرصاص الحي، والذي أسفر عن إصابة العشرات من الطلاب، كما قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة اقتحموا المدينة الجامعة في حلب وشنت حملة اعتقالات واسعة، أسفرت عن جرح العشرات. وقال أحد الطلاب المشاركين على صفحته في موقع «فيس بوك»، إن جامعة حلب شهدت أمس «كرنفالا ثوريا مميزا، حيث يعد الأول من نوعه في تاريخ حراك أحرار جامعة حلب». وجرى ذلك رغم الكثافة الأمنية غير المسبوقة في الحرم الجامعي، ومن أمام المكتبة المركزية انطلقت المظاهرة ثم توجهت إلى كلية العلوم، ومنها إلى كلية الاقتصاد وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي باتخاذ خطوات لوقف ارتكاب المجازر بحق المدنيين في سوريا. وطالبوا الدول العربية بوقف مهل القتل العربية والإسراع بتنفيذ مطالب الشعب السوري وفرض منطقة عازلة. وقام الأمن والشبيحة وحشد من الطلاب المؤيدين بالهجوم على المتظاهرين، واعتدوا عليهم بالضرب الوحشي.

ضابط سوري منشق لـ «الشرق الأوسط»: 3 عمليات انشقاق نوعية.. وثمة مفاجأة قريبا

أكد اختراق «الجيش السوري الحر» للمخابرات الجوية الأكثر ولاء لرأس النظام

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

تنامت في الآونة الأخيرة حركة الانشقاقات في صفوف الجيش السوري وقوات الأمن، وهو ما رفع من وتيرة الاشتباكات المسلحة في عدد من المحافظات، لا سيما في منطقة إدلب القريبة من الحدود التركية. وتوقف المراقبون لمسار الأحداث في سوريا عند انشقاق عدد من عناصر المخابرات الجوية، وهو ما اعتبروه تحولا مفاجئا في تفكير بعض عناصر هذا الجهاز الأكثر ولاء لرأس النظام السوري.

وبينما بقي انشقاق 12 عنصرا من مفرزة تابعة للمخابرات الجوية يوم الأحد الماضي يخضع للتفسيرات، أعلن ضابط منشق عن الجيش السوري النظامي أن «الانشقاق حصل بالفعل من قبل عدد من عناصر المخابرات الجوية فجر الأحد الماضي». وأكد الضابط، الذي رفض ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن «انشقاق هؤلاء العناصر هو عملية نوعية أُعدت إعدادا متقنا مع الجيش السوري الحر، وأن قيادة الجيش الحر كانت على علم بموعد بهذا الانشقاق ونسقت مسبقا مع هؤلاء العناصر، لتأمين المؤازرة اللوجيستية لهم ومساعدتهم جغرافيا على الوصول آمنين إلى معسكر الجيش الحر». وقال: «خلافا لما يزعمه إعلام النظام السوري من أن الجيش الحر أو إرهابيين ينفذون هجمات على مراكز المخابرات، فإن أي عمل مسلح لم يأت من قبلنا، إنما كانت هناك اشتباكات بين المنشقين وزملائهم داخل المفرزة في المخابرات الجوية، ومزاعم النظام هي محاولة للتعمية على عمليات الانشقاق المتواصلة التي تفاجئه في كل يوم».

وكشف الضابط المذكور عن أنه «في أسبوع واحد حصلت 3 عمليات انشقاق نوعية، الأولى يوم الأربعاء الماضي، بحيث انشق نحو مائة عنصر بينهم 3 ضباط برتب عالية من كتيبة حفظ النظام في إدلب، تبعها انشقاق عدد قليل من عناصر مفرزة للمخابرات الجوية في المنطقة نفسها، بعد أن اخترقناها مسبقا، وقد اكتشفنا أن هذه المفرزة كانت مكلفة بأعمال أمنية منها استهداف قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، والثالثة التي حصلت الأحد الماضي في مفرزة المخابرات الجوية في إدلب»، مشيرا إلى أن «العمليتين الأولى والثانية نجحتا من دون أي صدام أو إطلاق رصاصة واحدة»، واعدا بـ«مفاجأة كبيرة سيكشف عنها في الأيام المقبلة على هذا الصعيد». واعتبر الضابط المذكور أن أسباب هذه الانشقاقات تتلخص بثلاثة أمور:

أولا: توافر قناعة مطلقة لدى أكثرية جنود الجيش السوري الموجودين في المناطق الساخنة، بأن المعلومات التي تصدر عن رئاسة الأركان في جيش (الرئيس السوري بشار) الأسد، عن أن الاشتباكات تحصل مع إرهابيين هي معلومات كاذبة، بعد تأكدهم من أن المعارك تخاض ضد عناصر من الجيش السوري الحر والمنشقين الذين يلتحقون به، بدليل أن هناك أكثر من 1100 ضابط زج النظام بهم في السجون وجرت تصفية البعض منهم إثر اعتقالهم، بعد معلومات للأمن السوري عن محاولة انشقاقهم وتعاطف البعض منهم مع المتظاهرين.

ثانيا: إن زج النظام السوري لأجهزة الأمن في دوامة المواجهة من الشعب السوري ومع المنشقين عن الجيش، أدى إلى انخفاض الروح المعنوية بشكل هائل لدى كل الأجهزة الأمنية، بدليل أن النظام، في محاولة منه لرفع هذه الروح المعنوية، لجأ إلى إيصال الدعم اللوجيستي لهذه الأجهزة عبر الحوامات (طائرات الهليكوبتر)، كما أن عناصر الأمن والشبيحة باتوا يرفضون التجول بسيارات عادية خوفا على حياتهم، وبالتالي جرى توفير السيارات المصفحة لهم في محاولة لرفع معنوياتهم المنهارة.

ثالثا: اعتقاد هؤلاء العناصر (المنشقين) أن الشعب السوري بالتعاون مع الجيش الحر الذي طور قدراته سيسقط هذا النظام لا محالة، حتى لو تخلى عنه العالم كله، إلا أن فاتورة الدماء ستكون أكبر والوقت أطول.

وختم الضابط المنشق بالقول: «أجزم بأن عمليات الجيش السوري الحر لم تستهدف أيا من جنود الجيش السوري؛ لأن هؤلاء زملاؤنا ورفاقنا، وهم يتعاطفون مع أهلهم وينسقون معنا بشكل دوري، إنما عملياتنا تستهدف حصريا جماعة بشار الأسد الذين يرتكبون المجازر بحق أهلنا الأبرياء في سوريا، وهم من الشبيحة والأمن العسكري والأمن الجوي الذين يمعنون في القتل والإجرام».

الثورة السورية تشهد أيامها الأكثر دموية.. ومقتل نحو 100 شخص خلال يومين

معارض لـ «الشرق الأوسط»: الواقع الدموي مرتبط بمواقف الجامعة العربية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

في وقت كانت الجامعة العربية تنتظر فيه ردّ النظام على طلب المبادرة بشأن السماح لدخول مراقبين إلى سوريا التي انتظرت دقائق المهملة الأخيرة قبل أن ترسل موافقتها المشروطة، كان حمام الدمّ السوري لا يزال مستمرا بل شهد في اليومين الأخيرين تزايدا ملحوظا في عمليات قمع المظاهرات وسقوط المزيد من القتلى الذين وصل عددهم في الأيام الثلاثة الأخيرة إلى أكثر من 100 قتيل بمعدل نحو 40 قتيلا يوميا. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أنّ عدد القتلى يوم الأحد الماضي قد وصل إلى 40 قتيلا، فيما وصل العدد يوم الاثنين إلى 50 قتيلا ويوم أمس الثلاثاء أعلن بعد الظهر عن وصول القتلى إلى 23 قتيلا، بينهم 9 جثث وجدت محروقة في حمص. وفي هذا الإطار، قال هوزان إبراهيم عضو المجلس الوطني السوري وممثل لجان التنسيق المحلية فيه إنّ هذا الواقع الدموي مرتبط بمواقف الجامعة العربية ورسالة واضحة إليها من النظام السوري. وقال إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات القمع التي يقوم بها النظام في الأيام الأخيرة غير مسبوقة، ولا يزال الجيش السوري والشبيحة يمعنون في قتل المدنيين وإثارة النعرات الطائفية». ويضيف «مع العلم أن أكثر هذه العمليات يرتكز في حمص التي أصبحت شوكة في عين النظام وشبيحته، بعدما أثبتوا عدم قدرتهم على السيطرة عليها وعلى أهلها المحاصرين منذ أكثر من 3 أشهر». وفي حين اعتبر إبراهيم أنّ القضية أصبحت بالنسبة إلى أهل حمص تحديا يواجه من خلاله النظام السوري، أشار إلى أنّه ورغم تزايد عدد القتلى في حمص فإن «النظام لا يزال عاجزا عن الحدّ من المظاهرات لا سيّما في وجود الجيش السوري الحرّ الذي يدعم الأهالي ويدافع عنهم». من جهة أخرى يلفت إبراهيم إلى أنّ «عدد القتلى المتزايد في الأيام الأخير يعود إلى خروج المظاهرات في مناطق لم تكن تشارك قبل ذلك في تحرّكات الثورة مثل بعض مناطق حلب وريف حلب ودمشق، إضافة إلى أنّ المظاهرات لم تتوقّف بدورها في معظم المناطق السورية التي لا يزال أهلها رأس حربة الثورة منذ اليوم الأوّل لاندلاعها».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أنّ يوم الأحد الماضي كان من أكثر الأيام دموية في أيام الثورة السورية، ولفت المرصد إلى أنّ الشهداء الذين بلغ عددهم 50 قتيلا سقطوا برصاص الأمن. وقد علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من ناشط معارض في حي الزهراء الموالي للنظام أنه شاهد في ساحة الحي مساء الاثنين 34 جثة لمواطنين من أحياء ثائرة على النظام اختطفتهم مجموعات الشبيحة يوم الاثنين. كما سقط في حي دير بعلبة 4 أشخاص برصاص الأمن على حاجز للأمن أمام مبنى كلية البتروكيميا ثلاثة منهم من عائلة واحدة. وفي اليوم نفسه، أطلق الأمن النار على مشيعين في جنازتين، مما تسبب بسقوط أكثر من 20 جريحا. أما في حي البياضة فقد قتل شاب برصاص قناص كما قتل شاب آخر في حي جورة الشياح أثناء تشييع جنازة لأحد الشهداء. أما في حي الخالدية فقد أسفر القصف المتواصل عن سقوط قتيلين في الحي وأصيب أكثر من 9 أشخاص بينهم طفل بترت يده. وفي حي كرم الزيتون قامت سيارات للأمن باستهداف منازل المواطنين هناك مما تسبب في مقتل شخصين، وفي حي النازحين المجاور لحي كرم الزيتون قتل شاب من حي الوعر حيث قتل برصاص الأمن في حاجز على طريق حمص طرطوس. كذلك، اقتحمت 6 مصفحات حي الغوطة في حمص وقصفت الحي مما تسبب في سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وفي ريف حمص وتحديدا في بلدة تلدو التي تعرّضّت للقصف مما تسبب بسقوط قتيلين على الأقل وجرح العشرات هناك.

وعن عمليات يوم الأحد الماضي، فقد أعلن المرصد أيضا عن سقوط 40 قتيلا بينهم خمسة جنود منشقين و35 مدنيا. وفي توزيع هؤلاء المناطقي، كان لحمص التي قتل فيها 26 بين مدني وعسكري منشق، الحصّة الأكبر. كما قتل ثلاثة مواطنين في قرية عز الدين قرب مدينة الرستن وفي محافظة دير الزور قتل مواطن مدني وعنصر أمن برصاص الأمن، وفي محافظة إدلب قتل خمسة مدنيين من بلدات وقرى كفرومة وسنجا كما قتل جنديان منشقان خلال اشتباكات قرب معرة النعمان وقتل جندي منشق من مدينة أريحا.

«فرق موت» تجوب حمص.. والعثور على عشرات الجثث خلال أيام

ناشط من المدينة: التفسير قد يكمن في دائرة من أعمال القتل الانتقامية التلقائية

جريدة الشرق الاوسط

تعمل فرق موت غامضة في مدينة حمص السورية المضطربة، حسب روايات من ناشطين معارضين للحكومة، بحسب تقرير لوكالة رويترز. ويقول ناشطون وسكان إن أشخاصا قتلوا في اليومين الماضيين في ظروف غامضة أكثر من الذين قتلتهم قوات الأمن الحكومية التي تطلق النار في الشوارع. لكن لا يعرف الكثير على وجه اليقين بشأن من يقف وراء أعمال القتل هذه التي تستهدف فيما يبدو مؤيدي الحكومة ومعارضيها.

ومع زيادة الأكمنة وهجمات القنابل من جانب المنشقين على الجيش الذين شكلوا «الجيش السوري الحر» فإن ظهور ميليشيا غير نظامية عقّد ما بدأ في مارس (آذار) كانتفاضة شعبية ضد الرئيس بشار الأسد.

ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن سوريا قريبة من «حرب أهلية»، وهناك مخاوف أيضا من أن الانقسامات الطائفية يمكن أن تعمق الصراع مثلما حدث في السنوات الماضية في العراق.

ولا تقدم التقارير المتاحة سوى تفسير جزئي بشأن من وراء خطف وقتل أكثر من 60 سوريا ألقيت جثثهم الاثنين في مكانين منفصلين في حمص. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا عن شاهد في حمص قوله يوم الاثنين إنه رأى جثث 34 شخصا «كانوا قد خطفوا على يد شبيحة في وقت سابق اليوم من الحي الذي يشهد مظاهرات ضد النظام».

ومنذ الشهور الأولى للانتفاضة يوجه الاتهام إلى الشبيحة بارتكاب أعمال خطف واغتيالات وإطلاق رصاص من سيارات مسرعة في عدد من المدن والبلدات الأكثر انقساما في سوريا. وقال ناشط آخر مناهض للحكومة في حمص تحدث بشرط عدم نشر اسمه إنه تم جمع 32 جثة على الأقل من مواقع مختلفة ونقلت إلى المستشفى الحكومي في المدينة أول من أمس الاثنين شملت معارضين ومؤيدين للأسد. وقال ناشط يعرف باسم شادي إن التفسير قد يكمن في دائرة من أعمال القتل الانتقامية التلقائية وليست بالضرورة فعل جماعات منظمة أو جماعات متواطئة مع الدولة وإنما تعكس تقاليد الثأر المحلية التي فاقمتها الانقسامات الدينية. وقال شادي لـ«رويترز»: «على سبيل المثال العائلات في منطقة ما تسترد جثث القتلى من أقاربهم». وأضاف «ربما يجلس الغالبية في المنزل ويحزنون. لكن كل ما يحتاج إليه الأمر هو أن يذهب شخص ويقول.. أريد الثأر.. ولذلك وفجأة تجد هذه الحالات التي يؤخذ فيها بعض الأشخاص ويقتلون».

وأضاف «ثم يعود بضعة أشخاص من منطقة أخرى ويفعلون نفس الشيء مع أناس من المنطقة التي يعتقدون أن الشبيحة أتوا منها».

وتقول حكومة الأسد إن الاضطرابات العنيفة تثيرها جماعات مسلحة منظمة وممولة من الخارج. وانشق عدة آلاف من أفراد القوات المسلحة وانضموا إلى المتمردين في الأشهر القليلة الماضية. وفي تقرير تلفزيوني دولي نادر من داخل حمص قال مراسل لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية أمس الثلاثاء إن الأسد «يستخدم الميليشا لمهاجمة» معارضيه والمحتجين ضده.

وقال جندي من الجيش السوري الحر لشبكة «سكاي» إن ميليشيا الشبيحة لا يهمها من تقتل وكل ما يريدونه هو أن يروا الدماء مضيفا أنهم يقتلون المسنين والأطفال والعجائز.

وكان الجندي يرتدي زيا مموها ويحمل سلاحا آليا وصور في موقع به سواتر من أكياس الرمل قالت شبكة «سكاي» إنها تبعد 100 متر فقط عن قوات حكومية في إحدى ضواحي حمص.

وقال مراسل «سكاي نيوز» ستيوارت رامزي «يوجد مشاعر بأن الأجواء مثل أحداث سراييفو حقيقية بشأن هذا الوضع». وأضاف أن تسعة أشخاص قتلوا في أسبوع واحد بنيران قناصة عند مفترق طرق في ضاحية متربة بالمدينة «ولم يكن أي منهم مسلحا».

وأظهر تقريره سوريين يركضون في أرض مفتوحة من ملجأ في بناية إلى ملجأ آخر في مشاهد تذكر بحصار سراييفو في حرب البوسنة في التسعينات. وقال التقرير إن نيران القناصة والأسلحة الآلية منتشرة ليلا ونهارا.

لكن الأمر الغامض هو أعمال الخطف ومن وراء هذه الأعمال. وقال رجل آخر يقيم في حمص لـ«رويترز» عبر الهاتف «الجميع يتحدثون بشأن أعمال خطف وقتل وقعت. الشائعات منتشرة في كل مكان. ما هو عدد من قتلوا.. وما هو عدد من خطفوا.. ولماذا خطفوا». وأضاف «لا أحد يعرف حقا لأن الجميع جالسون في منازلهم. من يدري ما هي الحقيقة..».

ومثل معظم الناشطين المعارضين للحكومة نفى شادي أن تكون الانتفاضة تتحول إلى حرب طائفية. وقال «لست واثقا من أنه يمكن حتى القول إنها معارك واضحة بين مؤيدين ومناهضين للأسد». وأضاف «إنه الغضب والثأر». وفي حين أنه من المستحيل معرفة من هم وراء كل عملية قتل تشير تقارير من الجانبين إلى شيء واحد واضح وهو أن الجيش السوري الحر يكبد القوات الحكومية أعدادا متزايدة من القتلى والجرحى.

كلينتون بعد لقائها المعارضة السورية: الانتقال للديمقراطية يتضمن أكثر من رحيل الأسد

البنتاغون ينفي وجود حشود عسكرية قرب سوريا ويعلن عودة حاملة الطائرات «بوش»

جريدة الشرق الاوسط

جنيف – لندن: «الشرق الأوسط» واشنطن: محمد علي صالح

دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إلى ضمان حماية الأقليات والمجموعات العرقية والنساء في سوريا ما بعد الأسد، وذلك في ختام لقاء في جنيف مع معارضين سوريين. وقالت كلينتون إن «عملية انتقالية ديمقراطية تتضمن أكثر من رحيل نظام (الرئيس السوري بشار الأسد). هذا يعني وضع سوريا على طريق القانون وحماية الحقوق العالمية لكل المواطنين أيا كانت طائفتهم أو عرقهم أو جنسهم». وأضافت أن المعارضة تدرك أن الأقليات السورية بحاجة لطمأنتها إلى أنها ستكون أفضل حالا «في ظل نظام من التسامح والحرية».

وجاء كلام كلينتون هذا خلال لقائها للمرة الأولى ممثلين عن المجلس الوطني السوري الذي أنشئ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ويضم غالبية تيارات المعارضة في سوريا. وقالت للأعضاء السبعة في المجلس الوطني السوري الذين التقت بهم وبينهم رئيسه برهان غليون: «إنني أولي اهتماما كبيرا للعمل الذي تقومون به حول طريقة قيادة عملية انتقالية ديمقراطية».

إلى ذلك، قال مسؤول أميركي إن واشنطن اتصلت بالخارجية السورية للسؤال حول مصير رزان غزاوي، المدونة الأميركية – السورية، التي كانت اعتقلت قبل أيام. وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إنها اعتقلت على الحدود بين سوريا والأردن، وإن دبلوماسيين أميركيين في دمشق يجرون اتصالات مع الخارجية السورية للاجتماع بها، بحكم أنها مواطنة أميركية. وقال تونر إن الخارجية السورية درجت، مؤخرا، على عدم إطلاع السفارة الأميركية هناك في حالة اعتقال أميركي أو أميركية. ولهذا، بادرت السفارة الأميركية في دمشق بالاستفسار.

من جهة أخرى، رغم أخبار عن حشود بحرية أميركية بالقرب من سوريا، واحتمالات توترات بسبب إبحار سفن عسكرية روسية إلى المنطقة، فإن البنتاغون قلل من ذلك، وقال إن حاملة الطائرات «جورج إتش بوش» التي قيل إنها قرب سوريا، ستعود يوم السبت إلى قاعدتها في نورفولك (ولاية فرجينيا).

وقال متحدث باسم البنتاغون لـ«الشرق الأوسط» إن «بوش» كانت قضت سبعة أشهر في البحر الأبيض المتوسط وفي الخليج، وستعود معها سفن مرافقة؛ حاملات صواريخ ومدمرات، منها: «تراكستون» و«متشار» و«إنزيو» و«غيتسبيرغ»، وإن «بوش» وحدها فيها أكثر من ستة آلاف جندي.

وقال مراقبون في واشنطن إن عودة هذه السفن الكثيرة إلى موانئها الأميركية يتزامن مع إنهاء الاحتلال الأميركي للعراق مع نهاية هذا الشهر. وكان كثير من هذه السفن اشترك في العمليات العسكرية في العراق، ثم في مراقبة التطورات. ويتوقع أن ينتهز الرئيس باراك أوباما هذه التحركات العسكرية للتركيز على تنفيذ وعده خلال الحملة الانتخابية بإنهاء الاحتلال الأميركي للعراق. ويتوقع أن يزور الجنود العائدين الذين تتوقع عودتهم قبل عيد الميلاد.

واشنطن وباريس وبرلين تعيد سفراءها إلى دمشق.. ومصادر فرنسية لـ «الشرق الأوسط»: لم نتخلَّ عن مبدأ الاعتراف بالمعارضة

الخارجية الأميركية: نعتقد أن وجوده هناك من أكثر الطرق فعالية لتوجيه رسالة بأننا نقف مع الشعب السوري

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم واشنطن – لندن: «الشرق الأوسط»

أعلنت كل من الولايات المتحدة وفرنسا، أمس، إعادة سفيريها إلى دمشق، كما أفادت تقارير بعودة السفير الألماني أندرياس راينيكه إلى دمشق أيضا في اليومين الماضيين.

وقالت واشنطن إنها ستعيد سفيرها روبرت فورد إلى سوريا، وذلك بعد عودته المفاجئة إلى بلاده في أكتوبر (تشرين الأول) نتيجة تعرضه لتهديدات. وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، في بيان: «نعتقد أن وجوده (فورد) في ذلك البلد هو من أكثر الطرق فعالية لتوجيه رسالة بأن الولايات المتحدة تقف مع الشعب السوري». وأضاف أن مهام فورد ستشتمل على «توفير تقارير موثوقة حول الوضع على الأرض والحوار مع جميع أطياف المجتمع السوري حول كيفية إنهاء سفك الدماء والتوصل إلى انتقال سياسي سلمي». كان فورد قد غادر فجأة نهاية أكتوبر دمشق بسبب «تهديدات جدية»، وردت دمشق باستدعاء سفيرها في واشنطن. وجاء ذلك بعد انتقادات شديدة وجهها أنصار النظام في دمشق لفورد واتهموه بإشعال العنف في البلاد.

من جهتها، أعادت فرنسا سفيرها إريك شوفاليه إلى العاصمة السورية بعد أن كانت قد استدعته أواسط الشهر الماضي من أجل «التشاور» بعد أعمال استفزازية حصلت ضد المصالح الدبلوماسية والقنصلية الفرنسية في دمشق وحلب واللاذقية. واكتفى الناطق المساعد باسم الخارجية رومان نادال لدى إذاعته الخبر بعد ظهر أمس بالقول إن شوفاليه عاد إلى مقر عمله «بعد استكمال المشاورات التي استدعي من أجلها» من دمشق. وأضاف نادال أن عودة السفير لا تعني أن أسباب القلق قد تلاشت، بل بالعكس. لكن وجوده «الميداني» يؤكد وقوف باريس إلى جانب الشعب السوري.

وترافقت عودة السفير شوفاليه إلى دمشق يوم الاثنين مع عودة السفير الأميركي روبرت فورد أمس، مما قد يوحي بوجود تنسيق بين باريس وواشنطن. غير أن مصادر دبلوماسية فرنسية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن العاصمتين «لم تنسقا عودة سفيريهما ولا توقيتها على الرغم من أن المشاورات كانت دائمة بين الجانبين ومع أطراف أخرى حول الوضع في سوريا».

وبحسب هذه المصادر، فإن عودة شوفاليه كانت «طبيعية وضرورية». وهي طبيعية، من جهة لأن العلاقات بين باريس ودمشق لم تقطع؛ حيث إن السفارة الفرنسية ما زالت مفتوحة في دمشق، كما أن السفارة السورية لم تغلق في باريس وسفيرة سوريا لمياء شكور موجودة في العاصمة الفرنسية. لكن هذا الأمر لا يعني، وفقا المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أن باريس تخلت عن أي مشروع للاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي وصفه وزير الخارجية ألان جوبيه عقب لقائه قبل أيام وفدا يضم رئيسه برهان غليون وعددا من أعضائه، بأنه «محاور شرعي». وتعتبر باريس أن المشروع قائم وأن هذه الخطوة «ستتم في الوقت المناسب». غير أن عبور هذه الخطوة يعني بالضرورة قطع العلاقات مع النظام السوري وسحب السفراء وإغلاق الممثليات، مما يتناقض تماما مع إعادة السفير إلى مقر عمله. وفي الحد الأدنى، يمكن النظر إلى عودة السفير الفرنسي على أنها دليل على أن باريس لا تنوي، على الأقل في القريب العاجل، قطع «شعرة معاوية» مع النظام السوري. وفي أي حال، تؤكد هذه المصادر أن المعارضة «لم تطلب منها بعدُ، بشكل رسمي، الاعتراف بها»، علما بأن باريس ليس من الوارد قيامها بهذه الخطوة طالما لم توحد المعارضة صفوفها أو تبني على الأقل برنامجا سياسيا مشتركا تنخرط فيه أغلبية إن لم تكن جميع مكوناتها.

من جهة أخرى، تعتبر فرنسا أن عودة السفير «ضرورية»؛ لأن وجوده بمثابة «عين لحكومته على ما يجري هناك» ووسيلة للتواصل مع جميع أطياف الشعب السوري و«شهادة» على ما يجري ميدانيا.

كانت الحكومة السورية قد احتجت، أكثر من مرة، على تنقلات السفير الفرنسي (وكذلك الأميركي)، بل إن متظاهرين اعتبرتهم باريس يعملون بوحي النظام لم يترددوا في رشقه بالبيض عقب لقائه بطريرك الأرثوذكس في أحد أحياء دمشق القديمة قبل أشهر. وخلال الصيف، نجح متظاهرون في تسلق سور السفارة، ما دفع رجال الأمن الفرنسيين إلى إطلاق النار بالهواء لمنعهم من إلحاق الأذى بالممثلية الدبلوماسية. وأكثر من مرة، طالبت باريس النظام السوري باحترام مضمون معاهدة فيينا للحماية الدبلوماسية والقنصلية، الأمر الذي طلبه مجلس الأمن الدولي بقوة الشهر الماضي بعد تعرض عدد من السفارات والمصالح القنصلية الأجنبية لاعتداءات.

وردا على سؤال يتناول «الضمانات» التي تكون قد حصلت عليها باريس بخصوص سفيرها وسفارتها، قالت المصادر الفرنسية إن عودة السفير «لم تكن لتتم إن لم نكن مطمئنين لسلامته وسلامة السفارة»، مضيفة أن السلطات الفرنسية ستبقى «متيقظة» إزاء الوضع الأمني.

وفي أي حال، ترى باريس أن عودة سفيرها «لا تعني أبدا» أن موقفها من النظام السوري قد تغير، بل إنها ما زالت تسعى في المحافل الدولية والأوروبية وعبر اتصالاتها الثنائية للتنديد بالقمع السوري الذي تصفه بـ«الهمجي» الذي أوقع حتى الآن، وفق الأمم المتحدة، ما يقارب الـ4000 قتيل.

وتطالب باريس بوقف القمع، وهي تعتبر الرئيس السوري «فاقدا للشرعية، وبالتالي عليه الرحيل» كما أنها تعتبر ما يحصل «جرائم ضد الإنسانية» وتدعو لإقامة «ممرات إنسانية» داخل الأراضي السورية.

قضماني: «الوطني السوري» تحدث مع كلينتون عن قرار أممي لـ«تحييد قوة الأسد» ضد معارضيه

شاركت في اجتماع جنيف وقالت لـ «الشرق الأوسط»: نتحرك ضمن إطار عربي وإقليمي

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: عبد الستار حتيتة

قالت مصادر المجلس الوطني السوري المعارض إن وفده الذي التقى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس في العاصمة السويسرية جنيف تحدث معها عن ضرورة صدور قرار من مجلس الأمن من أجل حماية المدنيين من آلة القتل التي يتبعها نظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وتابعت المصادر أن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون وعددا آخر من أعضاء المجلس شاركوا في الاجتماع، قائلة إن أحد المحاور التي تم التركيز عليها هي إيجاد آلية من مجلس الأمن لـ«تحييد قوة الأسد» التي يستخدمها في القتل اليومي للمعارضين السوريين والشعب السوري المنتفض منذ أكثر من 8 أشهر ضد حكمه.

وشاركت بسمة قضماني، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المتحدثة باسم المجلس في اجتماع جنيف أمس، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن وفد المجلس الذي حضر الاجتماع «أخبر السيدة كلينتون أنه يتحرك ضمن الإطار العربي والإقليمي»، وأضافت: نحن ركزنا على حماية المدنيين وكيف يمكن التغلب على الاعتراض، أو على العقبات للوصول إلى قرار من مجلس الأمن يدين النظام السوري ويفرض عليه عقوبات ويصل إلى صيغة لحماية المدنيين».

وحسب الأمم المتحدة فإن أكثر من 4 آلاف شخص قتلوا منذ بداية الاحتجاجات في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي ضد نظام الأسد. وأوضحت قضماني أن المقصود بـ«حماية المدنيين» ليس اللجوء إلى «عمل عسكري»، ولكن بـ«العمل على تحييد قدرات النظام السوري في القمع والاستمرار في القتل».

وحول موقف كلينتون مما دار في الاجتماع أوضحت قضماني أن وزيرة الخارجية الأميركية قالت لوفد المجلس الوطني السوري إن «أمامكم تحديات كبيرة جدا، وأنتم تمكنتم من إنشاء معارضة منظمة ممثلة للحراك الثوري»، وقالت قضماني إن وفد المجلس الوطني السوري أخبرها بـ«أننا نتحرك في ضمن الإطار العربي والإقليمي».

ويعتبر لقاء الأمس بين المعارضين السوريين والسيدة كلينتون هو الثاني من نوعه، بعد اللقاء الأول الذي جرى في واشنطن مطلع شهر أغسطس (آب) الماضي. ووفقا لمصادر أخرى من المعارضة السورية التي شاركت في اجتماع أمس، فإن الولايات المتحدة تولي اهتماما خاصا بوضع الأقليات السورية في مرحلة ما بعد حكم بشار الأسد.

وقالت هذه المصادر إن وجهة النظر الأميركية ترى أن المعارضة يتوجب عليها طمأنة الأقليات التي تخشى من مرحلة ما بعد الأسد، وإن طمأنتها بترسيخ حكم مدني مبني على دولة قانون، من شأنه أن يزيد من رصيد المعارضة في الشارع السوري وإسقاط مزاعم النظام الحالي بأن حماية الأقليات مرهون باستمرار النظام.

يأتي هذا في وقت يتهم فيه عدد آخر من المعارضين السوريين جامعة الدول العربية بالمماطلة في فرض عقوبات صارمة على نظام الأسد، وقيام عدد من أبناء الجالية السورية في القاهرة أمس بتنظيم مظاهرة أمام مقر الجامعة نددوا فيها بنهج الجامعة العربية في التعاطي مع ملف الأزمة السورية، وشددوا على ضرورة محاكمة الرئيس السوري، والمطالبة بفرض حظر جوي على سوريا حماية للمدنيين.

وفي هذا السياق قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن طلال الأمين مستشار الأمين العام للجامعة التقى أمس بعدد من رموز المعارضة السورية بالقاهرة، وذلك لإبلاغ الجامعة العربية رفض المعارضة قيام الجامعة بإعطاء مهل جديدة للنظام السوري، مؤكدين أن هذه المهل تؤدي لمزيد من قتل المدنيين من أبناء الشعب. ومن بين رموز المعارضة التقى طلال الأمين بمؤمن كويفاتية رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية دعم الثورة السورية بالقاهرة، والناشط السوري معتز شقلة.

العربي لـ «الشرق الأوسط»: لا نعطي مهلا للأسد.. والعقوبات العربية سارية

قال إنه رفض طلبا أوروبيا بالذهاب إلى مجلس الأمن وإن التفاوض حول الشروط السورية الجديدة لا يزال جاريا

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: عبد الستار حتيتة

قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس لـ«الشرق الأوسط» إنه رفض طلبا أوروبيا بالذهاب بملف سوريا لمجلس الأمن حين التقى مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل مطلع هذا الشهر، رافضا الاتهامات التي يوجهها بعض المعارضين السوريين والمراقبين بأن الجامعة تعطي المزيد من المُهَل لنظام بشار الأسد بينما آلة القتل اليومي ضد الشعب السوري مستمرة، مشددا على أنه لم يعط أي مُهل لدمشق، لكنه قال إن التشاور بشأن شروطها الجديدة للتوقيع على بروتوكول إيفاد بعثة الجامعة العربية، ما زال جاريا مع وزراء الخارجية العربية.

وأضاف الدكتور العربي عن آخر التطورات بين الجامعة وسوريا والحديث الملتبس حول التعديلات في بعض الإجراءات الخاصة بالعقوبات التي فرضتها الجامعة، واتهامها من جانب معارضين سوريين بأنها تعطي مزيدا من المهل للنظام السوري: «لا توجد أي مهل نهائيا.. العقوبات الاقتصادية أو الإجراءات الاقتصادية التي قررها المجلس العربي الوزاري يوم 27 الشهر الماضي سارية».

وأضاف بخصوص وجود اعتقاد لدى المعارضين وبعض المراقبين بوجود حالة عامة تقول إن الجامعة العربية تماطل مع النظام السوري: «ما معنى تماطل.. الجامعة العربية قالت للنظام السوري تفضل ووقع بروتوكول لإيفاد بعثة الجامعة العربية، وفي كل مرة يأتون بشروط جديدة، ولم أرد على الشروط الأخيرة لأنني أتشاور مع الوزراء (العرب)».

وعن موعد الرد على الشروط الجديدة، قال العربي: «لا أستطيع أن أقول.. من المحتمل غدا (اليوم)، لكن لا أستطيع أن أقول، لأنني ما زلت أتحدث مع باقي وزراء (الخارجية العرب)».

وحول اجتماع جنيف أمس بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووفد المجلس الوطني السوري، وهو الاجتماع الذي تطرق إلى بحث إزالة العقبات أمام مجلس الأمن لـ«تحييد قوة نظام الأسد»، قال العربي: «أنا لا أتحدث في هذا الموضوع، وإنما أتحدث عن الشأن العربي وفي إطار الجامعة العربية وما تقوم به.. أما أن تذهب المعارضة إلى مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان أو أي مكان آخر، فنحن غير مسؤولين عن ذلك.. نحن نعمل في إطار القرارات التي صدرت (من الجامعة العربية) وتنص صراحة على رغبة الدول العربية، التي تصوت في اجتماعات الجامعة وهي التي تقرر، أن القرار هو إبقاء الأمر داخل إطار الجامعة العربية».

وأضاف أن «مجلس وزراء الخارجية العرب قرر يوم 27 تطبيق إجراءات مقاطعة اقتصادية في مجالات معينة ونشرت في حينها، وهذا ما زال ساريا». وأوضح بالنسبة للعقوبات السياسية الخاصة بسحب السفراء العرب من دمشق: «القرار صدر بهذا الشأن لكن سحب السفراء قرار سيادي متروك لكل دولة».

وعما إذا كان يرى أن مثل هذه الإجراءات قادرة على وقف ما يسمى «آلة القتل اليومية للشعب السوري»، أوضح العربي: «نرجو أن تؤدي قرارات الجامعة إلى إعادة (النظام السوري) النظر في كل هذه السياسات».

وعما إذا كان يتخوف، بصفته الأمين العام للجامعة العربية، من أن يكون هناك تصعيد في الفترة المقبلة حتى من جانب المجتمع الدولي، قال إن ذلك يتوقف على ما تقوم به سوريا.

وتحدث الدكتور العربي عن رفضه طلبا أوروبيا بالذهاب بملف سوريا لمجلس الأمن، موضحا بقوله: «تناولت الغداء في بروكسل يوم 1 ديسمبر (كانون الأول) الحالي مع 27 وزير خارجية للاتحاد الأوروبي، وأكدت لهم أننا نعمل في الإطار العربي، وطلبوا مني حتى الذهاب إلى مجلس الأمن ورفضت، وقلت لهم إننا نعمل حاليا في إطار الجامعة العربية لمحاولة حل هذه الأزمة».

وأضاف أنه يلتقي مع كل المعارضة السورية، وأنه سيكون هناك اجتماع معهم في وقت قريب جدا، و«نحن في انتظار برهان غليون (رئيس المجلس الوطني السوري) وبسمة قضماني (عضو المكتب التنفيذي بالمجلس) ليحددا لنا متى يرغبان في اجتماع تحضيري للمعارضة كلها».

العربي يقترح اجتماعاً عاجلاً لمجلس الجامعة ودمشق تواصل القمع وتتحدث عن إحباط تسلل من تركيا

كلينتون تناقش مع معارضين سوريين مرحلة ما بعد الأسد

ناقشت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد مع وفد من المعارضة السورية في جنيف امس بالتوازي مع إعلان واشنطن اعادة السفير روبرت فورد الى دمشق، فيما لم يستبعد رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض برهان غليون في مقابلة مع محطة “سي أن أن” الأميركية، امكانية استخدام القوة لحماية المدنيين السوريين، وكرر في مقابلة مع قناة “سي أن أن” التلفزيونية الأميركية تحذير إيران و”حزب الله” اللبناني من أنهما يخاطران بعلاقاتهما المستقبلية مع سوريا من خلال دعمهما المستمر لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي التطورات السياسية ايضا، اقتراح من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة لبحث الموقف من الرد السوري على مسألة توقيع البروتوكول، وسط رجحان كفة رفض الشروط التي وضعتها دمشق لتوقيع البروتوكول.

أمنيا، كان لافتا ايضا اعلان السلطات السورية عن احباط ما قالت انه محاولة تسلل مجموعة “إرهابية مسلحة” من تركيا، في إشارة جديدة الى التردي الكبير في العلاقات بين انقر ودمشق، فيما كانت آلة قتل النظام تحصد مزيدا من ارواح السوريين، حيث تحدثت “لجان التنسيق المحلية” عن سقوط اكثر من 30 شهيدا حتى ساعات المساء الأولى أمس.

وزيرة الخارجية الاميركية قالت امس ان السوريين ينبغي الا يكتفوا بابعاد الرئيس بشار الاسد وانما عليهم ان يمضوا قدما ايضا في اتجاه حكم القانون. جاء ذلك خلال لقاء في جنيف باعضاء من المعارضة السورية، برئاسة برهان غليون، تناول مرحلة ما بعد سقوط الأسد، حيث خاطبتهم قائلة: “يتضمن الانتقال الديمقراطي اكثر من ازالة نظام الاسد. انه يعني وضع سوريا على طريق حكم القانون وحماية الحقوق العالمية لكل المواطنين بغض النظر عن الطائفة او العرق او النوع.” واضافت ان المعارضة تدرك ان الاقليات السورية بحاجة لطمأنتها الى انها ستكون افضل حالا “في ظل نظام من التسامح والحرية”.

وأمس عاد أمس الى دمشق السفير الاميركي روبرت فورد الى دمشق مساء امس، بعدما كان غادرها تشرين الاول (اكتوبر). وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية ان “السفير روبرت فورد اكمل مشاوراته في واشنطن وسيعود الى دمشق”.

وكان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان اكد الشهر الماضي عودة فورد الى دمشق بعد سحبه الشهر الماضي لاسباب امنية

كما عاد الى دمشق السفير الفرنسي اريك شوفالييه، الذي كان استدعي للتشاور في تشرين الثاني الماضي.

في غضون ذلك، قال برهان غليون في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” أمس، “إن التدخل الإنساني الدولي قد يكون مطلوباً لحماية السوريين من فرض السيطرة المستمر حتى وإن اضطررنا لاستخدام بعض القوة”. وأضاف ان “مسألة التدخل العسكري الأجنبي مسألة خطيرة وحساسة ولا بد أن تؤخذ على محمل الجد”. لكنه رأى انه “للأسف هذا النظام يدفع الشعب لطلب التدخل العسكري الأجنبي، والبعض يطالبون بتدخل عسكري أجنبي من دون معرفة العواقب”.

وقال إن إيران “تشارك في قمع الشعب السوري”، من خلال دعمها للأسد، الذي عمل نظام أسرته، على مدى نحو 40 عاماً، كحليف طويل الأمد لإيران.

وأعرب عن أمله في أن “يدرك الإيرانيون أهمية عدم الإضرار بالعلاقات السورية ـ الإيرانية، من خلال الدفاع عن نظام بات من الواضح ان شعبه يرفضه، بل أصبح نظاماً لتعذيب شعبه”.

وقال غليون إن على طهران أن تفهم ان “هذه هي الفرصة الأخيرة لتجنب مصير لا نرغبه للعلاقات السورية ـ الإيرانية”.

وبالنسبة لـ”حزب الله”، قال غليون إن “الشعب السوري وقف يوماً ما إلى جانب حزب الله بشكل كامل، ولكنهم اليوم متفاجئون من أن حزب الله لم يرد الجميل ويدعم نضال الشعب السوري من أجل الحرية”.

في القاهرة، صرح مصدر ديبلوماسى عربى لوكالة أنباء الشرق الاوسط أمس بأن أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي أقترح عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية واخر للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية وذلك لتقويم الموقف السورى الجديد من بروتوكول بعثة مراقبى الجامعة الى دمشق. وأضافت أنه أبلغ اقتراحه الى الدول العربية المعنية بالأزمة السورية ومن بينها دولة قطر لكونها رئيسا للجنة الوزارية المعنية بسوريا ورئيسا للدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية.

وأكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، أن المشاورات مازالت جارية بين العربي ووزراء الخارجية العرب بشأن عقد الاجتماع العاجل أو بلورة رد من الأمين العام على رسالة وليد المعلم وزير الخارجية السوري الأخيرة بشأن وثيقة بروتوكول بعثة المراقبين العرب إلى سوريا.

وقال تصريحات للصحافيين في القاهرة امس “إن كلا من الخيارين مطروح ، فربما يكون هناك رد مبدئي بتفويض الأمين العام بالرد على رسالة وزير الخارجية السوري”. وأضاف ” ما طرح في الرسالة السورية بها أمور لا يمكن للأمين العام أن يبت فيها ، ولا بد من وزراء الخارجية أن يبتوا فيها”.

وتساءل لماذا التركيز على مجرد وثيقة البروتوكول ، وقال: “إن البروتوكول عبارة عن آلية من الآليات لتنفيذ المبادرة العربية لعدد من الجوانب الأخرى، في حين أرى أن الكل يركز فقط على البروتوكول الذي يسمح للمراقبين العرب بالانتقال إلى سوريا لمعاينة الواقع ورصد التفاصيل وكتابة التقارير”.

وكان الأمين العام للجامعة تلقى رسالة أول من أمس من وزير الخارجية السورى وليد المعلم اشترط فيها أن يتم التوقيع على البروتوكول المتعلق ببعثة مراقبي الجامعة في دمشق استنادا لخطة العمل العربية التي اتفق عليها في الدوحة في 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إضافة إلى الاستفتسارات والايضاحات التي طلبتها الحكومة السورية من الأمين العام للجامعة وردوده عليها.

الى ذلك، أعلنت الجامعة امس أن أمينها العام سيقوم بجولة عربية إبتداء من غد تشمل العراق وقطر والكويت.

وقال مصدر مسؤول في الجامعة أن الأمين العام سوف يستهل جولته بزيارة العراق في أول زيارة له كأمين عام لجامعة الدول العربية لاجراء محادثات مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي وذلك للتشاور حول تطورات الأوضاع في المنطقة خاصة في سوريا والعراق وما تشهده عدد من الدول العربية من حراك شعبي بالاضافة الى الاطلاع على استعدادات العراق لاستضافة القمة العربية المقبلة في مارس 2012. وأضاف المصدر أن الأمين العام سوف يتوجه يوم الجمعة إلى الدوحة لحضور افتتاح الدورة الرياضية العربية في دورتها الثانية عشرة والتي يفتتحها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وبمشاركة عدد من المسؤولين العرب. ومن المنتظر أن يلتقي مع أمير قطر وكبار المسؤولين للتشاور حول الأوضاع العربية خصوصا في سوريا، باعتبار قطر الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية، على أن يتوجه مساء السبت الى دولة الكويت في زيارة لها تستمر ثلاثة أيام للقاء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وكبار المسئولين للتشاور حول تطورات الأوضاع في المنطقة وخصوصا في سوريا واليمن وما تشهده عدد من الدول العربية من تطورات.

في عمان قال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الذي كان يتحدث امس امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاعيان ان “الاردن مع الاجماع العربي ومع حل الوضع في سوريا في اطار البيت العربي وبما يضمن أمن وأمان ووحدة وسلامة سوريا وشعبها”. واكد موقف الاردن بـ”عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية التي هي جار مهم للاردن وأمنها يهمنا”.

وفيما يتعلق بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا، قال جوده ان “الاردن له مصالح مع سوريا اقتصادية وقضايا عديدة منها الحدود والمياه ووجود آلاف الطلبة الاردنيين في سوريا، لذا كان طلب الاردن أن يكون هناك استثناءات لدول الجوار فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية وتم تسجيل هذه الملاحظة لدى الجامعة العربية التي أخذت بها في توصياتها”.

الأزمة السورية كانت مدار بحث بين الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على هامش فعاليات المؤتمر الدولي لدعم أفغانستان المنعقد في مدينة بون الألمانية.

وذكرت هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية “تي آر تي” أن كلا الجانبين تناولا خلال محادثاتهما المرحلة الانتقالية التى تمر بها أفغانستان بالإضافة إلى الوضع في منطقة الشرق الاوسط وبخاصة الأزمة السياسية فى سوريا.

في غضون ذلك، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” الامس ان قوات حرس الحدود السورية في محافظة ادلب احبطت الاثنين محاولة تسلل “مجموعة ارهابية مسلحة” الى داخل الاراضي السورية عبر موقع قرية عين البيضا.

ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بالمطلعة في ادلب ان “قوات حرس الحدود اشتبكت مع مجموعة ارهابية مسلحة مكونة من نحو 35 مسلحا ومنعتها من الدخول للاراضي السورية”.

وقالت المصادر ان القوات السورية “أصابت عددا من عناصر (المجموعة)، بينما لاذ البقية بالفرار باتجاه الاراضي التركية”، بحسب الوكالة. واضافت المصادر انه “سمع صوت سيارات من الجانب التركي بادرت لنقل المصابين من أفراد المجموعة الارهابية المسلحة”، مؤكدة انه “لم تحدث اي اصابات او خسائر في وحدات حرس الحدود”.

وواصلت السلطات السورية تواصل امس قمع الحركة الاحتجاجية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ولجان التنسيق المحلية ان مواجهات عنيفة تدور بين مجموعة من المنشقين عن الجيش والجيش النظامي الذي يحاول مهاجمة داعل في محافظة درعا.

وقال المرصد ان اشتباكات دارت “بين مجموعات منشقة وقوات الامن النظامية التي تحاول اقتحام بلدة داعل”. واضاف ان “قوات الامن السورية تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في محيط البلدة”.

وتابع المرصد ان قوات الامن تقوم “باحراق الدراجات النارية وتكسير المحال التجارية في محيط البلدة واطلاق رصاص عشوائي وقنابل صوتية لارهاب الاهالي وقطعت الاتصالات الارضية والخليوية عن البلدة” منذ فجر اليوم امس.

وقالت “لجان التنسيق المحلية” على صفحتها على موقع “فيسبوك” امس ان “عدد شهداء سوريا” بلغ حتى قرابة السادسة من مساء امس “واحد وثلاثون شهيدا (…) ثلاثون شهيدا في حمص بينهم طفل وشهيد في حلب”. واشارت الى خروج تظاهرات في مدن وبلدات وقرى محافظات حلب وحمص وريف دمشق وإدلب والقامشلي وحماة ودرعا ودير الزور.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ، “المستقبل”)

مصادر في “الناتو” لـ “الخليج”: لن نتدخل في سوريا

بروكسل – إبراهيم مرعي:

نفى مسؤولون عسكريون وسياسيون في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في تصريحات ل “الخليج”، أن تكون لدى الحلف أية نية للتدخل في سوريا، وأكدوا عدم وجود أية خطط للقيام بذلك . وقال مسؤول عسكري في الحلف، في تصريح طلب فيه عدم تحديد هويته، رداً على سؤال حول احتمال قيام تركيا بعمل عسكري ضد سوريا، إن تركيا دولة عضو في “الناتو” ومجاورة لسوريا . وأشار إلى أن أنقرة لم تتشاور حتى الآن مع الحلف بهذا الخصوص وفي إطار المادة الخامسة من ميثاق الحلف .

وأكد المسؤول أن ليس للحلف أي تفويض بالعمل ضد سوريا، أضاف “أكرر القول إن “الناتو” لن يتحرك إلا وفق تفويض محدد، لأن الحلف ليس شرطياً دولياً”، لكنه لم يستبعد أن يكون للحلف دور في المستقبل .

وذكر مسؤول آخر، رداً على سؤال حول ما إذا أقامت تركيا منطقة عازلة على الحدود مع سوريا التي قد تراه اعتداء عليها، وتقوم حرب بين البلدين وموقف حلف الأطلسي من ذلك، أن حلف الأطلسي منظمة دولية، ولا يتخذ قراراته إلا بالإجماع، ولكل دولة من الدول الأعضاء أن تتبع السياسة التي ترغب فيها، لكن ذلك لا يشمل كل دول الحلف بالضرورة .

وقال “أود أن أعلن بأن الناتو ليس لديه أية خطط للتدخل في سوريا، ولا توجد دولة من دول الحلف تريد أن تتدخل في سوريا” .

أضاف “أود أن أوضح أن أية دولة عضو في الحلف يمكن أن تقوم بعمل عسكري، وليس لها طلب الإذن بذلك من الحلف . أما إذا تعرضت إحدى دول الحلف إلى هجوم، عندها الحلف مطالب بالتدخل . فالمادة الخامسة من ميثاق الحلف تتحدث عن تعرض دولة من دول الحلف إلى هجوم وليس عن مشاركة في صراع، وحتى إذا تعرضت هذه الدولة إلى هجوم فإنها تحتاج إلى إجماع من جانب كل دول الحلف” .

وقال: “مرة أخرى، نعود إلى الميثاق التأسيسي للحلف، وأكرر بأن لا نية لدينا للعمل ضد سوريا” .

وتحدث مسؤول بارز في الحلف عن مستقبل العلاقات مع دول شمال إفريقيا التي تشهد صعوداً للتيارات الإسلامية وتولي بعضها السلطة، فقال: إن دول الحلف تتابع التطورات هناك، ولا تتدخل في شؤون هذه الدول وخيارات شعوبها .

أضاف، إن الأحزاب الإسلامية التي فازت في الانتخابات وعدت باحترام الديمقراطية والتعددية، ونحن نتابع التزاماتها، إلا أننا نتعامل مع الأمر بحذر .

هذه المواقف أعلنت عشية مؤتمر وزراء خارجية حلف الأطلسي الذي يعقد اليوم (الأربعاء)، في بروكسل، لمناقشة العديد من القضايا الدولية، ومن بينها القضايا التي ستناقشها قمة الأطلسي في شيكاغو بالولايات المتحدة خلال شهر مايو/ أيار المقبل، إضافة إلى الوضع في أفغانستان ومقاومة الإرهاب والعلاقة مع دول الجوار المتوسطي ودول مبادرة اسطنبول باراك يرى سقوط النظام “مسألة أسابيع أو أشهر

هيلاري: على السوريين ألا يكتفوا بإبعاد الأسد

قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أمس، إن السوريين ينبغي ألا يكتفوا بإبعاد الرئيس بشار الأسد، وإنما عليهم أن يمضوا قدماً أيضاً في اتجاه حكم القانون . وأضافت كلينتون في مستهل اجتماع مع أعضاء بالمعارضة السورية في جنيف “يتضمن الانتقال الديمقراطي أكثر من إزالة نظام الأسد . إنه يعني وضع سوريا على طريق حكم القانون وحماية الحقوق العالمية لكل المواطنين بغض النظر عن الطائفة أو العرق أو النوع” .

وتابعت، إن المعارضة تدرك أن الأقليات السورية بحاجة إلى طمأنتها إلى أنها ستكون أفضل حالاً “في ظل نظام من التسامح والحرية” .

وكان مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قال إن كلينتون ستلتقي سبعة معارضين في جنيف، ولم يكشف تفاصيل عن الأسماء أو جدول أعمال المحادثات .

من جهة أخرى، صرح وزير الحرب “الإسرائيلي” إيهود باراك بعد تدريب لجيش الاحتلال على هضبة الجولان المحتلة، بأن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد مسألة “أسابيع أو أشهر” .

وقال باراك في بيان لوزارته إن “عائلة الأسد تفقد سلطتها والأسد محكوم بالسقوط . لا أعرف ما إذا كان ذلك سيستغرق بضعة أسابيع أو بضعة أشهر، لكن لم يعد هناك أمل لهذه العائلة” . وأضاف “سقوط الأسد سيشكل ضربة قاسية للمحور المتشدد وسيضعف حزب الله” . وتابع “لا شك أن عائلة الأسد وبشار الأسد أصبحا في نهاية الطريق . نحن مستعدون ولا أعتقد أن هناك سبباً جدياً ليستهدفنا (الأسد) لكن الجيش “الإسرائيلي” مستعد وقوي، لكنني لا أعتقد أنه تهديد فوري” .    (وكالات)

سقوط 34 شخصا برصاص الأمن أمس

الأسد ينفي مسؤوليته عن القتل

قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه ليس مسؤولا عن أعمال العنف التي ترتكبها قواته والتي تتهمها الأمم المتحدة بأنها تمارس القمع السياسي مما أوقع “أكثر من أربعة آلاف قتيل خلال تسعة أشهر” حسب المنظمة الدولية. وقد ارتفع عدد قتلى أمس برصاص الأمن السوري إلى 34 معظمهم في حمص.

جاء ذلك خلال مقابلة استثنائية للأسد مع شبكة “أي بي سي” التلفزيونية الأميركية لتوضيح موقف نظامه للمشاهدين الغربيين وسط حملة القمع التي يشنها نظامه ضد المناهضين له، حسب ما أفادت الشبكة التي ستبث المقابلة الأربعاء.

ولم تكشف الشبكة عن مضمون المقابلة ولكن صحفيا يعمل لديها كشف مقتطفات من أقوال الرئيس السوري. وأوضح أن الأسد قال ردا على سؤال بشأن القمع “أنا رئيس. لست مالك البلاد، إذن هي ليست قواتي”.

وردا على هذا التصريح، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر إن الأسد الذي تدعوه واشنطن إلى التخلي عن السلطة، فوت فرصا عديدة لوضع حد لأعمال العنف.

وأضاف قائلا “أرى أنه من السخف أن يلجأ إلى الاستخفاف بالآخرين وأن يتجرأ على القول بأنه لا يمارس السلطة في بلاده” معتبرا أنه لا يقوم بأي شيء آخر غير قمع حركة معارضة سلمية بطريقة وحشية.

وقد أعلنت شبكة “أي بي سي” أن المذيعة التلفزيونية الشهيرة باربرا والترز توجهت إلى دمشق حيث استقبلها الأسد وأجرى بذلك أول مقابلة تلفزيونية مع الإعلام الأميركي منذ بدء الاحتجاجات وحملة القمع قبل تسعة أشهر والتي أدت إلى مقتل نحو أربعة آلاف شخص بحسب الأمم المتحدة.

وقالت الشبكة إن والترز وجهت إلى الأسد أسئلة بشأن تقرير الأمم المتحدة الأخير الذي تحدث عن مقتل وتعذيب مدنيين من بينهم أطفال.

كما سألت والترز الأسد عن “حملة القمع العنيفة التي يشنها على المتظاهرين، وتأثير العقوبات الاقتصادية على بلاده وحظر السفر، والدعوات لتنحي الرئيس، وما إذا كان سيسمح لمراقبي الجامعة العربية بدخول البلاد، وللصحافة الغربية بالدخول الحر وغير المقيد إلى سوريا”، بحسب الشبكة.

وتتعرض سوريا لضغوط دولية شديدة في الوقت الذي يحاول الأسد القضاء على أسوأ تهديد تشهده عائلته التي تحكم البلاد منذ أربعة عقود.

سقوط 34 قتيلا

وتأتي المقابلة في وقت قالت فيه لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عدد قتلى أمس برصاص الأمن السوري ارتفع إلى 34 معظمهم في حمص، كما أفاد ناشطون بأن قوات الجيش قصفت بكثافة الحي الجنوبي في دير بعلبة بمدينة حمص، وبأن اشتباكات دارت بين الجيش وعناصر من “الجيش السوري الحر” المؤيد للثورة قرب مستوصف العباسية.

وفي خان شيخون أفاد المرصد السوري بأن مصابين سقطوا في اشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين عنه على الطريق الدولي المؤدي إلى تركيا.

وفي حماة أفاد ناشطون بأن قوات الأمن اقتحمت بلدة مورك وحي باب قبلي وسط إطلاق نار كثيف وقامت بحملة اعتقالات واسعة.

وفي حلب أفاد ناشطون بأن قوات الأمن اقتحمت كلية الهندسة واعتقلت عددا من الطلاب والطالبات على خلفية مظاهرة نادت برحيل النظام.

وفي ريف دمشق أفاد ناشطون بأن قوات الأمن والشبيحة مدعومة بقوات من الحرس الجمهوري اقتحمت مدينتي حرستا وكفر بطنا ونفذت حملة اعتقالات عشوائية.

ورغم الحملة الأمنية العنيفة فقد استمرت المظاهرات المطالبة بالحرية وإسقاط النظام.

عودة السفيرين الأميركي والفرنسي لدمشق

وزاري عربي وكلينتون تلتقي المعارضة

اقترح الأمين العام لـ جامعة الدول العربية نبيل العربي عقد اجتماع لمجلس الجامعة وآخر للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية لتقييم موقف دمشق الجديد من بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة، في حين أعلنت واشنطن عودة سفيرها إلى دمشق، وطالبت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون السوريين بتحكيم القانون وعدم الاكتفاء بإبعاد الرئيس بشار الأسد.

 ففي القاهرة اقترح العربي عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، واجتماع آخر للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، لتقييم الموقف السوري الجديد من بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة إلى دمشق.

وقال مصدر دبلوماسي عربي لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، اليوم الثلاثاء، إن العربي أبلغ اقتراحه إلى الدول العربية المعنية بالأزمة السورية ومن بينها قطر لكونها رئيسة اللجنة الوزارية المعنية بسوريا ورئيسة اللدورة الحالية لمجلس الجامعة.

وكان العربي تلقى أمس الاثنين رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم اشترط فيها “أن يتم التوقيع على البروتوكول المتعلق ببعثة مراقبي الجامعة في دمشق، استنادا إلى خطة العمل العربية التي اتفق عليها بالدوحة في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إضافة إلى الاستفسارات والإيضاحات التي طلبتها الحكومة السورية من الأمين العام للجامعة وردوده عليها”.

وطلب المعلم اعتبار كل القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية، في ظل غياب سوريا، ومن بينها تعليق عضويتها بالجامعة والعقوبات التي أصدرتها اللجنة الوزارية المعنية بسوريا والمجالس الوزارية العربية الأخرى بحق سوريا، لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجامعة والحكومة السورية.

وتضمنت الرسالة أن يقوم العربي بإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون برسالة خطية تتضمن الاتفاق والنتائج الإيجابية التي تم التوصل إليها بعد التوقيع على مشروع البروتوكول، والطلب منه توزيع الرسالة كوثيقة على رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي وعلى الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.

وينص البروتوكول على وقف كافة أعمال العنف من أي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين، والإفراج عن المعتقلين بسبب المظاهرات التي تطالب منذ أشهر بإسقاط النظام، وإخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة.

كما ينص على فتح المجال أمام منظمات الجامعة العربية المعنية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا للاطلاع على حقيقة الأوضاع، ورصد ما يدور فيها من أحداث.

عودة السفير الأميركي

وفي جنيف قال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية إن سفير الولايات المتحدة لدى سوريا سيعود إلى دمشق في وقت لاحق اليوم الثلاثاء بعد ستة أسابيع من سحبه بسبب تهديدات لسلامته.

وأضاف المسؤول الأميركي للصحفيين “أكمل السفير روبرت فورد مشاوراته في واشنطن وسيعود إلى دمشق هذا المساء”.

وكان ذلك المسؤول يتحدث في جنيف قبيل اجتماع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع زعماء بالمعارضة السورية هناك.

وكان فورد غادر سوريا يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مع تصاعد حملة حكومية ضد المحتجين واتساع تمرد مسلح ضد الرئيس بشار الأسد، ودفع ذلك سوريا إلى الرد بالمثل واستدعاء سفيرها من واشنطن.

وكان من المقرر أن يعود السفير بحلول 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي الذي يوافق عطلة عيد الشكر بالولايات المتحدة لكن الخارجية أجلت عودته، وأشارت إلى استمرار الحملة ضد المحتجين وقرارات دول أخرى بسحب مبعوثيها ومسألة ما إذا كان باستطاعته التنقل والعمل بفاعلية في سوريا.

وأغضب فورد دمشق بتأييده الصريح للمظاهرات المناهضة للأسد، وهاجم مؤيدون للأسد السفارة الأميركية وموكب فورد.

ودعت الولايات المتحدة الأسد أكثر من مرة للتنحي بسبب الأسلوب الذي تتبعه حكومته في التصدي للاحتجاجات التي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن مقتل أربعة آلاف شخص بينهم 307 أطفال.

وفي تطور مماثل أعلنت الخارجية الفرنسية اليوم الثلاثاء أن سفيرها لدى دمشق إريك شوفالييه عاد إلى مقر عمله بالعاصمة السورية بعد أن كان قد تم استدعاؤه إلى باريس منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد الاعتداء على السفارة الفرنسية بدمشق.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رومين نادال نائب المتحدث باسم الخارجية قوله “إن السفير عاد إلى دمشق أمس الاثنين لممارسة مهام عمله بعد انتهاء المشاورات التي استدعي من أجلها إلى باريس”.

كلينتون والمعارضة

من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم الثلاثاء إن السوريين ينبغي ألا يكتفوا بإبعاد الرئيس بشار الأسد، وإنما عليهم أن يمضوا قدما أيضا في اتجاه حكم القانون.

وأضافت في مستهل اجتماع مع أعضاء بالمعارضة السورية في جنيف “يتضمن الانتقال الديمقراطي أكثر من إزالة نظام الأسد، إنه يعني وضع سوريا على طريق حكم القانون وحماية الحقوق العالمية لكل المواطنين بغض النظر عن الطائفة أو العرق أو النوع”.

وقالت إن المعارضة تدرك أن الأقليات السورية بحاجة لطمأنتها إلى أنها ستكون أفضل حالا في ظل نظام من التسامح والحرية.

باراك والأسد

على صعيد متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك اليوم الثلاثاء إن نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا محكوم عليه بالسقوط خلال أسابيع أو أشهر.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن باراك، وصفه خلال جولة في هضبة الجولان، التمرين العسكري الذي أجراه الجيش السوري نهاية الأسبوع بـ “استعراض للعضلات يدل على شعور النظام السوري بقلق وضائقة وليس على الشعور بالأمن”.

وقال إن عائلة الأسد تفقد سيطرتها، وإن مصير الرئيس السوري محكوم عليه بالسقوط سواء كان ذلك خلال أسابيع أو أشهر. واعتبر أن سقوط نظام الأسد سيشكل ضربة قاسية لما وصفه بالمحور المتطرف ولحزب الله في لبنان.

نصر الله ينتقد المعارضة السورية

انتقد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله -في خطاب ألقاه في ذكرى عاشوراء اليوم- المعارضة السورية، معتبرا أنها “تقدم أوراق اعتماد” إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، ومجددا دعمه النظام السوري برئاسة بشار الأسد.

وقال نصر الله -الذي كان فاجأ مناصريه بظهور علني هو الأول منذ 2008- في نهاية مسيرة عاشورائية حاشدة ضمت عشرات الألوف في الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل أن يتوجه إليهم عبر شاشة عملاقة، “منذ اللحظة الأولى، موقفنا واضح قلنا نحن مع الإصلاح في سوريا ونقف إلى جانب نظام مقاوم”.

وأضاف “ما يسمى بالمجلس الوطني السوري الذي تشكل في إسطنبول وبعض الدول العربية والغربية تعتبره محاورا رسميا” لسوريا يقدم بمواقفه “أوراق اعتماد للأميركي والإسرائيلي”.

وأشار إلى أن ما نقل عن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون قبل أيام من أن المعارضة “ستقطع علاقاتها مع إيران وحزب الله وحركة حماس” في حال وصولها إلى السلطة هي “أوراق اعتماد للأميركي والإسرائيلي، لأن عدو حزب الله هو صديق أميركا وإسرائيل”.

وتابع إن “المطلوب في سوريا ليس إصلاحا وتعددية، المطلوب نظام استسلام عربي، نظام توقيع عربي على بياض لأميركا وإسرائيل. هذه هي الحقيقة”.

وقال نصر الله في إشارة إلى الانسحاب الأميركي من العراق إن “هناك من يريد أن يدمر سوريا وأن يستعيض عن هزيمته في العراق وعن خسارته الإستراتيجية الكبرى المحتملة جدا في مصر لتغيير الوضع في سوريا”.

وشن نصر الله خلال الخطاب حملة عنيفة على الولايات المتحدة الأميركية واعتبرها العدو الرئيسي للمنطقة، وأشار إلى أن إسرائيل هي أداتها وليست حليفتها، مؤكدا أن المقاومة تزداد قوة وتسليحا وازديادا في عديدها.

وقال “علينا أن لا نخطئ بين العدو والصديق، العدو هو الإدارة الأميركية وأداتها في المنطقة إسرائيل”.

وطالب العرب والمسلمين بألا يغتروا بالإدارة الأميركية لأنها المسؤولة عن احتجاز الآلاف من الفلسطينيين في السجون وتعذيبهم وهي المسؤولة عن احتلال أرضنا.

وأضاف أنه في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما تحولت المخابرات الأميركية إلى مخبر عند إسرائيل وفي خدمة أمن إسرائيل.

التأهب الأكبر

وقال الإدارة الأميركية، أياً كان رئيسها، والعدو الإسرائيلي هما الناهب الأكبر لخيراتنا والمطلوب من شعوبنا أن تعي دائما هذه الحقيقة، منبهاً إلى أن التهديد الحقيقي لهذه الأمة ولكل شعوبها هو المشروع الأميركي الإسرائيلي.

وتعهّد الأمين العام لحزب الله بالتمسك بالمقاومة في وجه إسرائيل معلنا أنها تزداد عددا وتسليحا.

وقال انتهى الزمن الذي نساوم فيه على كرامتنا وعزتنا وحضورنا وشرفنا ووطننا أيا يكن الثمن. نحن قوة يجهلها العدو وسيبقى يجهلها وستكون مفاجئة بحضورها القوي في أية مواجهة.

وأضاف سنتمسك بمقاومتنا، يوما بعد يوم نزداد عددا ونزداد تسليحا.

وقال من يحاول نزع الترسانة الصاروخية لحزب الله يقدم خدمة كبيرة لإسرائيل ويقوم بإنجار ما عجزت إسرائيل على فعله خلال 33 يوما (حرب إسرائيل على المقاومة عام 2006) وهذا لن يتحقق.

وأضاف إذا كان هناك من يراهن أن سلاحنا يصدأ (عم يصدي) نقول له إن سلاحنا يتجدد.

وتابع “نحب أن نبلغ رسالة ليست جديدة ولكنها واضحة لكل الذين يتآمرون أو ينتظرون تغييرات، هذه المقاومة ستبقى وستستمر ولن تتمكن منها كل مؤامراتكم النفسية والسياسية والإعلامية”.

جاءت جحافل

وقال “أبشر من يهددون من وراء البحار والمحيطات أنه جاءت من وراء المحيطات بوارج وجحافل ودمرت عند شواطئ بيروت”.

وبشأن ما يجري في مصر قال نصر الله كلنا ننتظر تحولا في مصر يبعث الأمل، لأن أي تبدل سيضع إسرائيل في مأزق وجودي وتاريخي، واعتبر أن التحولات في مصر كبيرة اهتزت لها إسرائيل. وتحدث عنها (وزير الدفاع إيهود) باراك بقلق.

وحذر نصر الله من التهويد المتواصل للقدس المحتلة، وقال إن العدو يسعى لهدم المسجد الأقصى ويجب أن نحذره من الإقدام على هذه الحماقة.

آلاف اللاجئين السوريين في تركيا ينددون بعمليات تواطؤ مع “شبكات الأسد

أنقرة سلمت دمشق لاجئين اثنين أحدهما عسكري

العربية.نت

يعيش آلاف السوريين الذين لجأوا إلى تركيا منذ ستة أشهر بعدما اقتحم الجيش قراهم، خائفين من نظام دمشق وعملائه وينددون بعمليات تواطؤ مع “شبكات الأسد” حتى في الإدارة التركية.

وأمام مخيم ريهانلي للاجئين (جنوب)، يبدو الوضع متوترا. فعشرات الشبان السوريين يقطعون الطريق المؤدي إلى بلادهم التي تبعد بضعة كيلومترات، مثيرين غضب السائقين الذين منعوا من متابعة طريقهم، وغضب سكان القرية المجاورة، بحسب تقرير لوكالة “فرانس برس” اليوم الأربعاء.

وقال تركي وهو يمسك بيده قضيب حديد: “لا نريدهم هنا، لا يتسببون إلا في المشاكل. هم جميعا من حزب العمال الكردستاني” الكردي المتمرد.

وطفح الكيل أيضا على الجانب الآخر. وقال شاب ملتح أمام مجموعة من عناصر الدرك يلبسون زي مكافحة الشغب: “إذا لم تكن تركيا قادرة على حمايتنا، فلترسلنا إلى بلد آخر”.

ويؤكد المتظاهرون أن سبب الغضب هم تسليم السلطات التركية نظيراتها السورية لاجئين وصلا حديثا إلى تركيا.

وتوجه الرجلان مساء السبت إلى مركز الدرك في رايهانلي لتسجيل اسميهما، كما قال عصام حاج محمود شقيق الأول وقريب الثاني. ومساء الأحد انتشر خبر تسليمهما إلى السلطات السورية.

ويؤكد الدرك أنهم طردوا سوريين. وقال أحد القادة: “إنها ليست مسألة لاجئين. جاءوا إلى هنا بطريقة غير شرعية بحثا عن عمل”.

وأعرب المجلس الوطني السوري عن استيائه لتسليم الشرطة التركية هذين المواطنين “مما يجعل حياتهما في خطر”.

وأعلن المجلس أنه شكّل “لجنة لمتابعة ملف القضية مع السلطات التركية والتحقيق في الظروف التي أدت إلى تسليم عمر حاج محمود وعزام محمود الشيخ”.

ودعا المجلس إلى “إعادة تقويم أوضاع اللاجئين السوريين واتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث”، وحث السلطات التركية على “بذل جهودها لاستعادة الشابين والتدخل لدى منظمات حقوق الإنسان لمنع تعرضهما للتعذيب أو خطر التصفية”.

وقال حسن أحد أعضاء المجلس الأعلى للثورة السورية، إحدى مجموعات المعارضة السورية، الذي قام بزيارة المنطقة، إن الحادث خطير، وأحد الرجلين كان جنديا في الجيش السوري… وبإعادته إلى سوريا تحكمون عليه بالتعذيب وربما بالموت”.

إلا أن المعارض لا يتحدث عن عمل متعمد من الحكومة التركية التي أعلنت صراحة تأييدها تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وأكدت استعدادها لاستضافة جميع اللاجئين السوريين. وقال “غنها مسألة فردية”.

“العربية.نت” تكشف سر الموافقة السورية المشروطة على بروتوكول المراقبين

عودة سفراء واشنطن وباريس لمتابعة تنفيذ البروتوكول

لندن – العربية.نت

كشفت مصادر دبلوماسية لـ”العربية.نت” أن الضغوط الروسية على دمشق كانت وراء الموافقة السورية المشروطة على بروتوكول الجامعة العربية المقترح لنشر المراقبين في سوريا.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن الضغوط جاءت من موسكو لدرجة مشاركة موسكو حتى في صياغة الرد السوري على الجامعة العربية، مما يفسح لدمشق مجالا للمناورة مع العواصم العربية والدولية.

وفسرت المصادر الغربية لـ”العربية نت” موقف روسيا بانه يعكس محاولة موسكو أن توازن بين مصالحها الإقليمية وسمعتها الدولية، خاصة بعد صدور تقرير اللجنة الدولية عن انتهاكات النظام لحقوق الإنسان.

كما كشفت المصادر أن موسكو لازالت ترى في الرئيس السوري حليفا جديا لها في منطقة الشرق الاوسط ، وتعتقد أن سقوط هذا النظام سيقود إلى خروج روسيا تماماً من المنطقة، نفوذا او سوق سلاح .

وأشارت المصادر إلى أن موسكو تعمدت تسريب هذا الدور بصورة مباشرة، ولأول مرة، وأن تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف تصب في هذا السياق.

وعلمت العربية.نت أن روسيا وسوريا أقامتا ما يمكن تسميته بـ”خلية أزمة”، وان الخط الساخن بين موسكو ودمشق لا يتوقف، إضافة إلى أن القيادة الروسية تعمل دائماً مع أطراف عربية وإقليمية من أجل التوصل ألى أمرين؛ الأول هو تكوين حائط سد للنظام السوري، اما الثاني فهو إقناع دمشق بتقديم بعض التنازلات الجدية ولكن شريطة ان لا تكون شرعية النظام او رحيله جزء من أية صفقة.

وعلمت العربية.نت، من مصادر موثوقة ان موسكو تراهن على توصل دمشق والجامعة العربية الى توافق حول ملف المراقبين، وان الولايات المتحدة وأوروبا كانتا في جو الاتصالات السورية الروسية، وعزت المصادر القرار الثلاثي بين واشنطن ولندن وباريس بعودة سفرائهم الى دمشق كي لا يكونوا بعيدين عن الحدث، في حال بدأ “المراقبون” نشاطهم في سوريا.

الجامعة العربية تدرس شروط دمشق.. وكلينتون تدعو لحماية حقوق الاقليات بسوريا

سقوط أكثر من 45 قتيلا

العربية.نت

لم تعط الجامعة العربية جوابها بعد على التعديلات التي ادخلتها السلطات السورية على البروتوكول الذي ينظم عمل المراقبين المفترض ارسالهم الى سوريا، في حين استقبلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وفدا سوريا معارضا برئاسة برهان غليون واكدت امامه حرصها على ضرورة حماية الاقليات في سوريا ما بعد الاسد.

واكد النظام السوري يوم الأثنين الماضي استعداده لان يقبل بشروط، قدوم مراقبين من الجامعة العربية للتحقيق قي العنف على الارض ومحاولة وقف القمع الذي اسفر عن مقتل اكثر من اربعة آلاف شخص منذ مارس/آذار حسب الامم المتحدة.

وكان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي اعلن الاثنين ان دمشق “طلبت تعديلات طفيفة لا تمس بجوهر البروتوكول” الذي يفترض ان ينظم عمل المراقبين في الاراضي السورية.

واعطت الجامعة العربية سوريا مهلا مرات عدة للتوقيع على هذا البروتوكول في غياب اي اجراءات من قبل النظام لتطبيق خطة للخروج من الازمة كان قد وافق عليها “بدون شروط” مطلع الشهر الماضي. ولم تعط الجامعة جوابها بعد على التعديلات السورية.

وتنص هذه الخطة التي اقرت في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على “وقف كافة اعمال العنف من اي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين والافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة واخلاء المدن والاحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة”.

كما تقضي “بفتح المجال امام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الاعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع انحاء سوريا للاطلاع على حقيقة الاوضاع ورصد ما يدور فيها من احداث”.

عودة السفير الأمريكي

دبلوماسيا خطت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس الثلاثاء خطوة اضافية نحو دعم المجلس الوطني السوري المعارض حيث استقبلت وفدا منه في جنيف ودعته الى ضمان حماية الاقليات والمجموعات العرقية والنساء في سوريا ما بعد الاسد.

وقالت كلينتون ان “عملية انتقالية ديموقراطية تتضمن اكثر من رحيل نظام (الرئيس السوري بشار الاسد). هذا يعني وضع سوريا على طريق القانون وحماية الحقوق العالمية لكل المواطنين ايا كانت طائفتهم او عرقهم او جنسهم”.

وقالت للاعضاء السبعة في المجلس الوطني السوري الذين التقت بهم وبينهم رئيسه برهان غليون “اني اولي اهتماما كبيرا للعمل الذي تقومون به حول طريقة قيادة عملية انتقالية ديموقراطية”.

وفي خطوة بدت منسقة تقررت عودة السفيرين الاميركي والفرنسي في سوريا الى العاصمة السورية.

وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الاميركية في بيان اعلن فيه عودة السفير روبرت فورد الى دمشق “نعتقد ان وجوده في سوريا هو من اكثر الطرق فعالية لتوجيه رسالة بان الولايات المتحدة تقف مع الشعب السوري”.

واضاف ان مهام فورد ستشتمل على “توفير تقارير موثوقة حول الوضع على الارض، والحوار مع جميع اطياف المجتمع السوري حول كيفية انهاء سفك الدماء والتوصل الى انتقال سياسي سلمي”.

وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية يرافق الوزيرة هيلاري كلينتون في رحلتها في اوروبا، ان فورد سيعود الى دمشق مساء الثلاثاء.

وكان فورد غادر فجأة نهاية تشرين الاول/أكتوبر دمشق بسبب “تهديدات جدية”. وردت دمشق باستدعاء سفيرها في واشنطن.

في الوقت نفسه عاد السفير الفرنسي في سوريا اريك شوفالييه الى دمشق الاثنين بعدما كان استدعي للتشاور في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر اثر اعمال عنف استهدفت المصالح الفرنسية في هذا البلد.

سقوط 45 قتيلا برصاص الأمن

ميدانيا، قالت الهيئة العامة للثورة السورية أن نحو 45 شخصا قتلوا برصاص قوى الأمن وميلشيات الشبيحة، مشيرة إلى أن معظم الضحايا سقطوا في مدينة حمص

من جهتها ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الثلاثاء ان قوات حرس الحدود السورية في محافظة ادلب احبطت الاثنين محاولة تسلل “مجموعة ارهابية مسلحة” الى داخل الاراضي السورية عبر موقع قرية عين البيضا.

وقالت المصادر ان القوات السورية “أصابت عددا من عناصر (المجموعة)، بينما لاذ البقية بالفرار باتجاه الاراضي التركية”، بحسب الوكالة.

ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بالمطلعة في ادلب ان “قوات حرس الحدود اشتبكت مع مجموعة ارهابية مسلحة مكونة من نحو 35 مسلحا ومنعتها من الدخول الى الاراضي السورية”.

وفي سياق متصل، رأى محلل طلب عدم الكشف عن اسمه ان المناورات العسكرية السورية التي جرت الاثنين هي رسالة من النظام يحذر فيها من “اي نية بالتدخل عسكريا في سوريا عبر اظهار انه مستعد لاعلان حرب اقليمية”.

وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية قالت ان المناورات تهدف الى “اختبار قدرة سلاح الصواريخ وجاهزيته في التصدي لأي عدوان قد يفكر به العدو”، موضحة ان الصواريخ “اصابت اهدافها بدقة وحققت نتائج نوعية متميزة”.

من جهته، قال وزير الدفاع الاسرائيلي في بيان تعليقا على هذه المناورات “قد نكون شهدنا عرضا جديدا للقوة لكن هذا الحدث يدل على مخاوف ويأس اكثر من ثقة بالنفس”.

ورأى باراك ان سقوط الرئيس السوري لم يعد سوى مسألة “اسابيع او اشهر”. وقال باراك في بيان لوزارة الدفاع الاسرائيلية ان “عائلة الاسد تفقد سلطتها والاسد محكوم بالسقوط. لا اعرف ما اذا كان ذلك سيستغرق بضعة اسابيع او بضعة اشهر لكن لم يعد هناك امل لهذه العائلة”.

نصر الله يهاجم المعارضة

وبينما يواجه النظام السوري عزلة متزايدة على الساحة الدولية، انتقد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله المعارضة السورية، معتبرا انها “تقدم اوراق اعتماد” الى الولايات المتحدة واسرائيل، ومجددا دعمه للنظام السوري.

وقال نصرالله الذي كان فاجأ مناصريه بظهور علني هو الاول منذ 2008 في نهاية مسيرة عاشورائية حاشدة ضمن عشرات الالوف في الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل ان يتوجه اليهم عبر شاشة عملاقة، “منذ اللحظة الاولى، موقفنا واضح قلنا نحن مع الاصلاح في سوريا ونقف الى جانب نظام مقاوم”.

واضاف “ما يسمى بالمجلس الوطني السوري الذي تشكل في اسطنبول وبعض الدول العربية والغربية تعتبره محاورا رسميا” لسوريا يقدم بمواقفه “اوراق اعتماد للاميركي والاسرائيلي”.

واخيرا، اكد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان بلاده تؤيد “حل الوضع في سوريا في اطار البيت العربي”.

وفيما يتعلق بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا، قال جوده ان “الاردن له مصالح مع سوريا اقتصادية وقضايا عديدة منها الحدود والمياه ووجود آلاف الطلبة الاردنيين في سوريا”.

واضاف “لذا كان طلب الاردن أن يكون هناك استثناءات لدول الجوار فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية وتم تسجيل هذه الملاحظة لدى الجامعة العربية التي أخذت بها في توصياتها”.

محللون: المعارضة المسلحة ضد الأسد عنصر متزايد الأهمية في المعادلة السورية

اعتبروها ردة فعل حتمية على موقف النظام

واشنطن – أحمد الشيتي

في آخر دراسة لتطورات الوضع في سوريا، أكد جيفري وايت المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، أن حركة المعارضة المسلحة المتنامية ضد نظام الأسد تعد عنصراً متزايد الأهمية في المعادلة السورية. فالجيش السوري الحر هو الوجه الطبيعي لجماعة المعارضة المسلحة والتي ظهرت لمواجهة نظام الأسد.

وأضاف وايت: يبدو أن الجيش السوري الحر يكسب القوة والفعالية يوما بعد آخر، حيث إن دمشق تواجه الآن مقاومة سلمية بحته متمثلة بالاحتجاجات وأخرى مسلحة ولدت من رحم المؤسسة العسكرية السورية ظهرت لضرورة ملحة أيضا، وحتى الآن أثبت “الجيش السوري الحر” مرونته في وجه إجراءات النظام الرامية إلى قمعه بشتى الطرق.

أصول الانشقاق

في 29 يوليو/تموز تم الإعلان رسمياً عن تأسيس الجيش السوري الحر، ولكن يمكن تتبع أصوله إلى ما قبل ذلك. فقد جاء تشكيل الجماعة كرد فعل على وحشية النظام ضد الاحتجاجات الشعبية السلمية.

وقد زاد الانشقاق عن الجيش السوري عندما رفض جنود ووحدات صغيرة، الانصياع لأوامر إطلاق النار على المتظاهرين العُزَّل أو قرروا ببساطة التخلي عن النظام. ورغم عدم انضمام جميع هؤلاء الجنود إلى “الجيش السوري الحر” إلا أن العديد من التقارير الإعلامية تشير إلى تدفق مستمر للمنشقين إلى صفوف الجماعة.

وتؤكد الدراسة التي بررت وجود رد فعل عسكري متمثل بالمنشقين عن الجيش السوري بالقول: “كانت هذه القوة ومنذ فترة قصيرة تحت إمرة الحكومة السورية، لكنها انشقت عنه بعد أن استباح النظام السوري دماء السوريين. فالأمر يحمل على منطلقين: الأول لا يمكن للجيش السوري أن يصف المنشقين بالخونة، لأنهم كانوا يعملون تحت لواء واحد في الأمس القريب. والآخر أن أعداد المنشقين تتزايد يوما بعد آخر وبشكل يوفر لهم تبريرا سليما بأنهم ما انشقوا إلا بعدما اتضحت لهم معالم النظام السوري عن كثب”.

وتذكر الدراسة أيضا أن من بين المنشقين أفراد من جميع الرُتب، من المجند وحتى العميد، وكذلك من مجموعة متنوعة وواسعة من الوحدات والتنظيمات القتالية التي تشمل أركان النظام الرئيسي، مثل “الحرس الجمهوري” والهيئات الاستخباراتية.

وقد انشقت بعض الوحدات الصغيرة إضافة إلى العديد من الانشقاقات بحجم الكتيبة قد تم الإعلان عنها وإن لم يتم تأكيد ذلك، وفي بعض الحالات على الأقل أخذ المنشقون أسلحتهم معهم، وفي معظم الحالات يبدو أنهم قد انضموا إلى عناصر محلية من “الجيش السوري الحر”.

الهيكل التنظيمي

وتعمق الدراسة من النظر في موضوع الانشقاقات حيث تذكر: مما يسهل عملية الانشقاق وإنشاء وحدة “الجيش السوري الحر” هي الحقيقة بأن الأفراد المذكورين ينتقلون من جيش نظامي إلى قوة شبه عسكرية جيدة التنظيم إلى حد ما. واستناداً إلى الأدلة المتاحة فإن لدى “الجيش السوري الحر” سلسلة قيادية وهياكل تنظيمية ورُتَبِيَّة ووحدات معينة.

يبدو أن الدراسة التحليلية رصدت الشأن السوري بشكل يومي، حيث جاء فيها: بعد متابعة للشأن السوري تبين لنا أن هنالك عناصر من وحدتين في منطقة دمشق – “كتيبة أبو عبيدة الجراح” و”كتيبة معاوية بن أبي سفيان” – قد تعاونتا في عمليات ضد قوات النظام مما يؤكد – على الأقل – وجود درجة ما من التعاون. وتمارس القيادة والتحكم من خلال مجموعة وسائل متنوعة تشمل الهواتف المحمولة والبريد الإلكتروني وموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ويفترض أيضاً وجود سعاة.

وتشير الدراسة أيضا: أن نظام المعركة القائم في “الجيش السوري الحر” (هيكل القيادة والوحدات والانتشار والقوة والعتاد) يصبح يوماً بعد يوم أكثر وضوحاً، حيث تدعي الجماعة أن لديها 22 “كتيبة” تعمل ضد النظام.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن عضوية “الجيش السوري الحر” تتكون من أفراد عسكريين من ذوي الخبرة في الغالب، بمعنى أنهم كادر من الضباط وضباط الصف، وفي بعض الحالات لهم روابط اجتماعية مع أسر وعشائر محلية ومدن وأحياء. وبعبارة أخرى هم على دراية باستخدام الأسلحة ويحاربون على أرض يعرفونها.

لكن العدد الإجمالي لأفراد “الجيش السوري الحر” غير مؤكد. وقد ادعت قيادة الجماعة أن عددهم يتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر ألفاً، لكن ذلك يبدو مرتفعاً للغاية. والرقم الأكثر منطقية هو بضعة آلاف، بما يتوافق مع العدد والحجم المرجح للكتائب.

الانتشار والعمليات

وتلقي الدراسة الضوء على ما وقع من عمليات للجيش السوري الحر، حيث أكدت: يعمل “الجيش السوري الحر” في جميع أنحاء سوريا سواء في المناطق الحضرية أو الريفية. وتنشط القوات في شمال غرب البلاد (إدلب وحلب) والمنطقة الوسطى (حمص وحماة والرستن) والساحل حول اللاذقية والجنوب (درعا وحوران) والشرق (دير الزور والبو كمال) ومنطقة دمشق. ويوجد أكبر تجمع لهذه القوات على ما يبدو في المنطقة الوسطى (حمص وحماة والمناطق المحيطة بها) وتضم تسع كتائب أو أكثر ويقال إنها نشطة هناك.

وتبدو معظم عمليات “الجيش السوري الحر” عبارة عن تصرفات لوحدات صغيرة تنطوي على مشاركة ما بين بضع أشخاص إلى عشرات من الأفراد. ويبدو أن القتال في الرستن وحمص في أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر قد شمل عمليات أكبر إلى حد ما. كما تضمنت العمليات الدفاع عن المناطق المحلية ونصب الكمائن للقوافل والمركبات والقيام بهجمات على مواقع النظام ومنشآته وعلى قواته الأمنية وعناصر الميليشيات وعلى مسؤولي النظام وضباط الجيش والتدخل ضد قوات النظام التي تهاجم المتظاهرين وتقوم بإغلاق الطرق.

وقد حارب أيضاً “الجيش السوري الحر” على الأقل ثلاث “معارك” خطيرة أولاً: الرستن/تلبيسة (27 أيلول/سبتمبر – 1 تشرين الأول/أكتوبر) وحمص (28 تشرين الأول/أكتوبر – 8 تشرين الثاني/نوفمبر) وخِربة غزالة (14 تشرين الثاني/نوفمبر).

وقد تميزت تلك العمليات باشتباكات متزايدة مع قوات النظام. وعلى الرغم من أن “الجيش السوري الحر” قد أوقف القتال في كل حالة على حدة، إلا أنه كان قادراً على إلحاق خسائر وإحداث المزيد من الانشقاقات.

وقد اضطر النظام أيضاً إلى نشر تشكيلات قتالية كبيرة (ما يعادل فرقة أو لواء) في عمليات قتالية خطيرة. كما أن عمليات “الجيش السوري الحر” تُجبر النظام على نشر قوات في جميع أنحاء البلاد، وليس فقط مواصلة إطلاق النار على المدنيين العزل.

http://www.washingtoninstitute.org/templateC05.php?CID=3429

مراقبون: الإعلام الرسمي السوري يمارس التحريض والتزوير

ساهم في نشوء إعلام بديل تفوّق على إعلام النظام

بيروت – محمد زيد مستو

اتهم صحفيون وحقوقيون الإعلام الرسمي السوري، بتأجيج العنف ومظاهر الكراهية في تغطيته للأحداث الدائرة في البلاد، مشيرين إلى أن الناشطين تمكنوا من ابتكار إعلام بديل بإمكانات متواضعة، استطاع إيصال رسالتهم للعالم.

وقال إياد شربجي رئيس تحرير مجلة “شبابلك” السورية، إن تغطية الإعلام الحكومي لما يجري في البلاد، ساهمت فعلياً بتحريض الموالين للنظام ضد مواطنيهم، وسجّلت عدة حالات اعتداء موصوفة، بموجب الافتراءات التي بثها الإعلام السوري ضد الثوار، معتبراً أن السخرية من مقولة السلمية، واتهام الثوار برفع علم إسرائيل وقتل المتظاهرين، ساهمت في تأجيج العنف والكراهية تجاههم.

وأضاف شربجي، أن الإعلام السوري “صنع الفتنة وليس فقط ساعد على تأجيجها”، مؤكداً أن العديد من حالات القتل والتصفية تمت تحت عناوين السلفيين والمتآمرين، وأن هناك ملفات جنائية خطيرة ستفتح تحت هذا العنوان لاحقاً.

سياسة فاشلة

ويقيّم مراقبون أداء السياسة الإعلامية للحكومة السورية بالفشل في تعزيز وجهة نظرها، بسبب اعتمادها على روايات غير منطقية، والاستعانة بما يصفه المعارضون “أبواق إعلامية”، بدل التصريحات الرسمية لمسؤولين حكوميين في وسائل الإعلام، إلى جانب كون وسائل الإعلام الرسمية ضعيفة أكاديمياً وتقنياً. وكل ذلك منع الرأي العام في العالم من تصديق الرواية الحكومية.

ويصف يوسف التازي الإعلامي المقيم في الولايات المتحدة، أن الإعلام السوري يعيش حالة انهيار كاملة، مثله مثل بنيات النظام السوري الاقتصادية والسياسية والعسكرية. لافتاً إلى أنه لم يستطع أن يكون “واجهة البروباغندا” التي يبرر بها نظام الرئيس بشار الأسد قمعه الدموي للحراك الشعبي المطالب برحيل نظام حزب البعث والتحول نحو الديمقراطية.

ويعتبر التازي أن الإعلام السوري عجز عن مخاطبة السوريين أولاً عبر نقل الحقيقة إليهم، وقام باستغبائهم واحتقار ذكائهم، مما حوله إلى مدعاة للسخرية. كما عجز ثانياً عن التواصل مع العالم لتقديم وجهات نظره والدفاع عن مصالحه عبر الإعلام الأجنبي لتقديم الرواية الحكومية باللغات الأجنبية.

“إعلام بديل”

وحدث ذلك العجز رغم الإمكانات الكبيرة التي تضعها الحكومة تحت تصرف وسائل إعلامها، متمثلة بالقناة الأولى والفضائية والإخبارية، وعبر جرائد تشرين والثورة والبعث، وكذا وسائل الإعلام الرديفة مثل قناة الدنيا وصحيفة الوطن التي يملكها أشخاص محسوبون على النظام. وهو ما أعطى الفرصة بالمقابل للنشطاء السوريين في التواصل مع جميع وسائل الإعلام بأدوات شخصية وتكوين شبكات إعلامية وصفها الصحفي إياد شربجي بـ”الإعلام البديل”.

وعلى الرغم من أن هذا الإعلام الجديد يفتقد إلى الحرفية، لكنه أثبت صدقيته، و”هذا هو الأهم في العملية الإعلامية” حسب شربجي.

ويشير عزام التميمي رئيس تحرير إحدى القنوات الفضائية، أن “من إبداعات ثورة الشعب السوري أنها “ثورة المعلومة” التي تمكن الشباب من إيصالها للعالم متجاوزين كل القيود المفروضة.

ويصف التميمي التغطية الإعلامية للنشاط بـ”المذهلة” وتكاد تكون شاملة، معتبراً أنه لولا تلك التغطية لما تمكنت وسائل الإعلام العالمية والإقليمية من مواكبة الحدث، وقد “دفع بعض الشباب أرواحهم ثمناً لصورة يصورونها أو لقطة يرسلونها عبر الإنترنت” على حد قوله.

وحول مصداقية أخبار الناشطين، يؤكد التميمي، أنهم كانوا يتجنبون بعض التقارير التي يشكون في صحتها، ثم أصبحت لديهم في غرف الأخبار مصادر موثوقة يتعاملون بمرور الوقت.

“قمع إعلامي”

واستطاعت شبكات الأخبار المحلية التي أسسها الناشطون عبر مراسلين محليين قدموا أخبار وصور إلى جميع وسائل الإعلام العالمية، مواجهة منع وسائل الإعلام من دخول سوريا والقمع الذي تمارسه السلطات السورية ضد الصحفيين منذ عقود.

وقبل اندلاع الثورة السورية في منتصف آذار الماضي كانت توصف حالة حرية الإعلام في سوريا بـ”الخطيرة” حسب وصف منظمة مراسلون بلا حدود التي صنفت الرئيس السوري بشار الأسد ضمن قائمة “صيادي الصحافة” هذا العام. وصنفت سوريا في المرتبة الأولى عربياً والسابعة عالمياً في قمع الصحفيين بتقريرها عام 2010.

ووصفت بهية مارديني رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير وضع حرية الإعلام بـ”لا أمل” قبل الثورة، معتبرة أنه تم مطاردتها من قبل فروع الأمن بسبب مقال كتبته عن اعتقال رجل دين سوري، كما تم استدعاؤها من قبل رجال الأمن بسبب دورة للصحافيين في معهد الحرب والسلم البريطاني بدمشق، ولقاء مع صحافية ألمانية قالت فيه إنه يتم استدعاء الصحافيين من قبل فروع الأمن.

تأكيدات تركية على عدم السماح بشن أي عمل عسكري ضد سوريا من أراضيها

4 قتلى في حمص.. وأنباء عن قصف الجيش السوري لمنطقة سراقب بإدلب

العربية.نت

أعلن دبلوماسي تركي اليوم الأربعاء أن بلاده لن تسمح بشن أي عمل عسكري ضد سوريا من أراضيها.

وكان مقطع فيديو مصور قد أظهر أرتالا من دبابات الجيش السوري بأعداد هائلة تتوجه من معرة النعمان في منطقة إدلب إلى الحدود مع تركيا.

وميدانيا، قالت هيئة تنسيق الثورة السورية إن أربعة أشخاص قتلوا اليوم الأربعاء في حمص، وقال المصدر إن أربعة وثلاثين سقطوا أمس بنيران قوات الأمن في مختلف المدن السورية، ثلاثون منهم في حمص، وقصفت الدبابات حي الخالدية، إضافة إلى إطلاق نار في حي الوعر ودير بعلبة.

كما أفاد ناشطون أن اشتباكات وقعت بين منشقين والجيش في مدينة سراقب بإدلب، والتي تشهد حملة عسكرية عنيفة، أما في حماة فسمع صوت انفجار قوي في المدينة تلاه إطلاق نار كثيف، كما سقط جريح واعتقل خمسة متظاهرين في داريا ـ ريف دمشق أثناء تفريق تظاهرة مسائية، بالإضافة إلى حملة اعتقالات واسعة في منطقة الباب في محافظة حلب.

أوروبا : تصريحات الأسد تفتقر للمصداقية

بروكسل (7 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وصف الإتحاد الأوروبي بـ”الفاقدة للمصداقية” تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد ، بشأن عدم مسؤوليته عن ما ينسب للجيش السوري من ممارسات قمعية ضد حركة الإحتجاجات والمظاهرات التي إندلعت منذ آذار/مارس الماضي في بلاده

وجاء هذا الوصف على لسان مصدر مقرب من الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، حيث أكد أن أوروبا “غير مقتنعة بما قاله الأسد” لقناة التلفزة الأمريكية إيه بي سي حيث نفى إصداره أوامر لقتل المتظاهرين

وشدد المصدر، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم، على أن لأوروبا رأياً مختلفاً بالأمر، فـ”نحن على قناعة أن الأوامر بقمع المتظاهرين خلال الأشهر الماضية جاءت من رأس النظام”، حسب تعبيره

وكرر المصدر التعبير عن رغبة الإتحاد الأوروبي برحيل الأسد، “نحن نريد من الرئيس السوري بشار الأسد أن يتنحى فوراً من أجل إتاحة الفرصة لإنتقال سلمي وتحول ديمقراطي في سورية”، على حد قوله

ونفى المصدر، من جهة أخرى، أي تعاون بين الإتحاد الأوروبي والمعارضة السورية بشأن أي تدخل في سورية، “بالرغم من أننا على تواصل وتشاور معهم، إلا أننا لم نعمل معهم من أجل أي تدخل”، وشدد على موقف الإتحاد الأوروبي “الداعم” لمبادرة الجامعة العربية بشأن حل الأزمة السورية، مشيراً إلى أن أوروبا تسعى من أجل التوصل إلى مقاربة دولية مشتركة للوضع في سورية داخل الأمم المتحدة

المعارضة السورية تحقق تفاهمات هامة ومساع لتشكيل لجنة عليا

القاهرة (7 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر موثوقة في المعارضة السورية أن اجتماع اللجنة التحضيرية المشتركة بين المجلس الوطني السوري وهيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي قد قطعت شوطاً في تحقيق بعض الاتفاقات والتفاهمات بينهما وعلى رأسها عقد مؤتمر سوري موحد للمعارضة برعاية الجامعة العربية يضم ممثلين عن المجلس الوطني وهيئة التنسيق وشخصيات سورية مستقلة أخرى، وأن يتراوح عدد أعضاء المؤتمر بين مائة ومائة وخمسين مشاركاً، منهم 20% من المستقلين المتفق عليهم بين الطرفين، والنسبة الباقية موزعة بالتساوي تقريباً بين الطرفين

وقالت المصادر لـ (آكي) “لقد تم الاتفاق على الإطار العام لمقررات المؤتمر، وخلاصتها هو العمل على إسقاط النظام القائم بكل أركانه، ورفض التدخل العسكري الأجنبي، والموافقة على حماية المدنيين في إطار قوانين الأمم المتحدة، والعمل على إخراج جميع المعتقلين السياسيين والمعتقلين على خلفية الاحتجاجات، والعمل على استمرار التظاهر السلمي”، وأضافت “كما تم الاتفاق على مرحلة انتقالية هدفها تغيير النظام السياسي إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي يحترم حقوق الإنسان وحقوق الأقليات الإثنية والطائفية في سورية” حسب تأكيدها

واشارت مصادر في المعارضة السورية أن اجتماعات اللجنة التحضيرية مازالت مستمرة في العاصمة المصرية القاهرة بهدف الوصول إلى الاتفاق على موعد عقد المؤتمر، وإمكانية الوصول إلى لجنة عليا تنطق باسم جميع أطراف المعارضة، على أن لا يعني ذلك وحدة تنظيمية بين قوى المعارضة السورية

ووفقاً للمصادر من المفترض أن تنتهي الاجتماعات بين طرفي المعارضة خلال يومين، ومن المحتمل أن يكون افتتاح المؤتمر في العاصمة المصرية في مقر الجامعة العربية ثم تنتقل أعمال المؤتمر إلى تونس

وكان وزراء الخارجية العرب قد دعوا المعارضة السورية لعقد مؤتمر شامل في القاهرة برعاية الجامعة العربية لتوحيد الصفوف والرؤى، وحضر إلى القاهرة، مقر الجامعة، مجموعات من أطراف المعارضة وبحثوا القواسم المشتركة وإمكانية توحيد المعارضة بكيان شامل، ومازالت الجامعة تعمل لعقد هذا المؤتمر

أسقف سوري: البلاد تحتاج إلى إصلاحات وتعددية

الفاتيكان (6 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال أسقف سوري إن على الرئيس “بشار الأسد أن يسمح بانتقال سلمي للسلطة هناك حيث يمكن للناس القرار بشأنها من خلال تصويت ديمقراطي وحر، فإرادة الشعب هي صاحبة السيادة”، تعليقا على التطورات الأخيرة في البلاد

وفي تصريحات لخدمة الإعلام الديني التابعة لمجلس الأساقفة الايطاليين أضاف رئيس أساقفة الكلدان في حلب المطران أنطوان أودو، أن “على سوريا سواء مع الأسد أم غيره، أن تكون قادرة على مواصلة مسيرتها”، فيجب على “الشعب أن يختار دون اللجوء إلى العنف كما حدث في ليبيا”، فهو “أحد طموحاته المشروعة” وفق تأكيده

وأكد المطران أودو أن الخوف الأكبر بالنسبة له “يكمن في اندلاع حرب أهلية”، والتي “من شأنها أن تؤدي بسوريا إلى ظروف مشابهة لما حدث في العراق”، مشددا على أن “بلادنا ليست بحاجة إلى حرب بل إلى إصلاح وحقوق، وتحديث للمرافق، وتعددية، وأن تحاول الحكومة القيام بذلك”، وختم بالقول إنه “لا يمكن إشعال فتيل المواجهات الطائفية من خلال فرض ضغوط اقتصادية، فليس هذا عملا لخير سوريا وشعبها” على حد تعبيره

الأسد يقول إنه لم يصدر أوامر بالقتل أو استخدام العنف الوحشي ضد المتظاهرين

قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه لم يصدر أوامر باستخدام العنف الدموي ضد المشاركين في الانتفاضة ضد نظام حكمه والمستمرة منذ 10 شهور، ولا يشعر بالذنب من جراء ما حصل.

وأضاف في مقابلة مع قناة اي بي سي التلفزيونية الأمريكية إن الجيش وقوى الأمن تتبع الحكومة لا رئيس الجمهورية، وأنه عمل ما بوسعه لحماية شعبه.

وقال لباربارا والترز مراسلة القناة إن “أي عمل وحشي ارتكب كان فعلا فرديا لا مؤسساتيا، هناك فرق بين وجود سياسة بالقمع وبين ارتكاب بعض المسؤولين اخطاء، والفرق شاسع بين الحالتين”.

وقال ان معظم الذين قتلوا في الأحداث هم من المؤيدين له ومن قوات الجيش، وشكك في التقارير التي تتحدث عن القمع الوحشي للتظاهرات وأن قوات الأمن تجري عمليات اعتقال من منزل الى منزل تشمل حتى الأطفال.

وأصر الأسد على أن “عناصر إرهابية ومتطرفة دينيا” اندست بين المتظاهرين.واعترف الأسد أن عناصر من الجيش “ذهبوا بعيدا” في سلوكهم، ولكنه قال انهم عوقبوا بسبب ذلك.

ونقلت ايه بي سي عن الاسد قوله “نحن لا نقتل شعبنا، ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها، الا اذا كانت تحت قيادة شخص مجنون”.

وشكك الرئيس السوري بمصداقية تقارير الأمم المتحدة التي تقول ان الحكومة السورية “ارتكبت جرائم ضد الإنسانية”، ووصف عضوية سورية في المنظمة الدولية بأنها “لعبة نلعبها”.

وكانت الأمم المتحدة قد قدرت عدد القتلى الذين سقطوا جراء أحداث العنف في سورية بأنه تجاوز الأربعة آلاف.

وشكك الأسد أيضا في هذه التقديرات تحدث عن مقتل 1100 جندي وشرطي سوري.

وقال الرئيس السوري إن حكومته تمضى قدما في اصلاحات ولكنه قال صراحة “لم نقل ابدا اننا بلد

ديمقراطي”.

واضاف “يستغرق الامر وقتا طويلا.. والكثير من النضوج حتى الوصول الى ديمقراطية كاملة”.

تتعرض سورية لإدانات دولية متزايدة وعقوبات غربية والتهديد بعقوبات مماثلة من جانب الجامعة العربية وتركيا.

وقال بشار الأسد إن تلك التهديدات لا تقلقه، واضاف “خضعنا لعقوبات على مدار الاعوام الثلاثين او ال35 الماضية. وليس هذا شيئا جديدا”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

واشنطن تعيد سفيرها إلى دمشق وتحاور المعارضة السورية

يعود السفير الأمريكي لدى سورية روبرت فورد الى دمشق مساء الثلاثاء بعد أن اختتم مشاوراته في واشنطن حسب ما افادت وزارة الخارجية الأمريكية.

وكان السفير قد غادر سورية في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي حرصا على سلامته.

وأضافت الوزارة أن السفير سيتابع المهمة التي كان يقوم بها سابقا وهي “إيصال رسالة الإدارة الأمريكية الى الشعب السوري وإمداد الوزارة بمعلومات موثوقة حول الوضع على الأرض والتواصل مع كافة قطاعات الشعب السوري حول كيفية انهاء اراقة الدماء والتوصل الى مسار سلمي للعملة السياسية”.

وكان فورد قد غادر دمشق نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي بسبب ما وصفته واشنطن بـ “تهديدات جدية”، وردت دمشق باستدعاء سفيرها في واشنطن.

جاء ذلك بعد تعرض فورد لهجوم من قبل أنصار النظام السوري بالبيض والطماطم، وذلك لدى زيارته لشخصية سورية معارضة.

كما انتقدت السلطات السورية بشدة قيام السفير الأمريكي بزيارة إلى مدينة حماة السورية في يوليو/تموز الماضي.

وكانت ادارة الرئيس أوباما قد أرسلت السفير الى سورية في يناير/ كانون الثاني الماضي كخطوة تهدف إلى التعامل الدبلوماسي مع سورية التي بقيت دون سفير منذ عام 2005 حيث قطع الرئيس السابق جورج بوش العلاقات على إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في لبنان.

ولكن بعد اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد تدهورت العلاقات بين دمشق وواشنطن التي قادت تحركات دولية لتشديد العقوبات على الحكومة السورية.

من جهة أخرى عاد السفير الفرنسي اريك شوفالييه الى دمشق بعدما استدعي للتشاور في منتصف الشهر الماضي إثر أعمال عنف استهدفت المصالح الفرنسية.

هيلاري

وتتزامن عودة السفير مع لقاء عقدته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع زعماء من المعارضة السورية في مدينة جنيف في سويسرا.

و صرحت كلينتون في جنيف بأن التحول الى الديمقراطية في سورية هو “أبعد من مجرد إسقاط النظام بل يعني الوصول الى سيادة القانون وحماية حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن الطائفة الدينية أو العرقية أو الجنس”.

والتقت كلينتون للمرة الأولى ممثلين عن المجلس الوطني السوري الذي تأسس في أكتوبر تشرين الأول الماضي.

وقالت كلينتون لقيادات المعارضة إنه تولي اهتماما كبيرا بالعمل الذي يقومون به “حول طريقة قيادة عملية انتقالية ديمقراطية”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

سورية : تقارير عن اكتشاف عشرات الجثث في حمص

ارتفع عدد الجثث التي عثر عليها يوم امس الاثنين في احياء متفرقة من مدينة حمص الى اكثر من خمسين جثة لم تعرف هوية أصحابها.

ونقل مراسل بي بي سي عن مصادر الطب الشرعي في حمص أن 38 جثة مجهولة الهوية ومصابة بطلقات نارية وصلت الى المشفى الوطني في المدينة و أن بعضها عليه آثار تعذيب.

وقد وجه قياديون معارضون نداء الى أهالي حمص لوقف الاقتتال المذهبي بعد تسجيل حالات اختطاف في المدينة.

وأفاد مراسلنا ان وجهاء ومشايخ أحياء حمص تدخلوا لدى جهات مختلفة للإفراج عن 17 شخصا على الأقل تم اختطافهم على اساس طائفي.

اشتباك قرب درعا

جاء ذلك بينما هاجم منشقون عن الجيش السوري قوات الأمن التي كانت تحاول اعتقال مطلوبين في بلدة دائل قرب درعا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأضاف المرصد أن قوات الأمن قامت بأعمال تخريب في محيط البلدة فأحرقت محلات تجارية ودراجات نارية وأطلقت عيارت نارية في الهواء وقنابل صوتية لترويع المواطنين.

وقال نفس المصدر إن السلطات قطعت الاتصالات الهاتفية الأرضية واللاسلكية عن البلدة.

في هذه الأثناء تقوم الجامعة العربية بدراسة الشروط التي وضعها نظام الرئيس السوري بشار الأسد لدخول مراقبين من الجامعة الى سورية.

وكانت دمشق قد رفضت في البداية التوقيع على اتفاقية تقضي بإرسال مراقبين إلى سورية، ثم أرسلت رسالة قبل انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة يوم الأحد.

وكان الاتحاد الأوروبي أيضا قد فرض عقوبات على سورية.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية تلقي الرد السوري، ولكنه قال انه يتضمن مطالب جديدة.

من ناحية أخرى تلتقي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء وفدا للمعارضة السورية في سويسرا .

مناورات

في هذه الأثناء افادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الجيش السوري أجرى مساء الأحد مناورات عسكرية “كجزء من برنامج تدريبات عسكرية لعام 2011، بهدف رد أي هجوم معاد”.

وقالت المعارضة إن المناورات تهدف الى التلويح بإمكانية التصعيد العسكري في حال تعرضت سورية لضغوط، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي نفى ذلك.

وعلى صعيد آخر أفادت وكالة أنباء “سانا” أن قوات حرس الحدود السورية أحبطت محاولة لتسلل مسلحين من تركيا الثلاثاء.

يذكر أن النظام السوري يتهم ما يطلق عليها “عصابات مسلحة” بافتعال الصدامات في سورية

باراك يصرح

من ناحية أخرى قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إنه يعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته فقدوا زمام السيطرة على الأمور في سورية.

وأضاف باراك قائلا “لا أدري إن كان الأمر سيتطلب أسابيع أم شهورا لكن لا مفر لتلك العائلة التي تذبح مواطنيها من السقوط”.

  المزيد من بي بي سيBBC © 2011

مديرة صندوق النقد: الربيع العربي يمر بمرحلة حرجة

تتوقع لاغارد ان يتجاوز الصندوق سمعته السيئة في المنطقة العربية

قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ان دول الربيع العربي تمر بمنعطف حرج وعليها ادارة المرحلة بطريقة منضبطة كي يفيد التغيير الجميع.

واضافت ان التغيير السياسي الذي حدث في عدد من دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا يواجه تحديات نتيجة تباطؤ الاقتصاد في الدول المستوردة للطاقة تزيد من معدلات البطالة وتؤدي للتوتر الاجتماعي.

كانت لاغارد تتحدث الثلاثاء في مركز وودرو ويلسون بواشنطن حول انتفاضات التغيير في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، وقالت: “تلك فترة خطرة بطبيعة الحال”.

واضافت: “انها فترة تتطلب اختيارات صعبة حيث يتعين ان تؤدي نشوة ما بعد الثورة الى الاهتمام بالقضايا العملية. ومما يصعب الامر انها تحدث في ظل اضطراب هائل في الاقتصاد العالمي”.

وقالت مديرة الصندوق ان الحكومات حاولت التغلب على الغضب الشعبي بزيادة الدعم ورفع الاجور وزيادة الانفاق، لكن الوقت قد حان لاعتماد ساياست مالية دائمة وخفض عجز الميزانيات المرتفع.

واضافت ان الصندوق خصص 35 مليار دولار لاقراض بلاد المنطقة اذا طلبت تمويلا.

كانت الحكومة المصرية التي استقالت الشهر الماضي تسعى للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي الا ان وزير المالية الجديد ممتاز السعيد قال ان بلاده ليست مستعدة بعد لاتخاذ قرار بالحصول على مساعدة صتندوق النقد.

وقالت لاغارد ان الصندوق يقدم المساعدة الفنية لدول المنطقة حاليا، اذ يساعد مصر على زيادة كفاءة نظامها الضريبي ويساعد ليبيا على تطوير نظام جديد لمدفوعات الحكومة ويساعد تونس على تطوير القطاع المالي ويساعد الاردن على هيكلة دعم المحروقات.

5وخلصت الى ان صندوق النقد الدولي يمكنه التغلب سمعته التي سادت في المنطقة بانه يفرض سياسات غير مقبولة شعبيا.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

الجزائر تطالب بمنح “فرصة كاملة” للمبادرة العربية بشأن سوريا

باريس (رويترز) – قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي يوم الاربعاء انه ينبغي اعطاء “فرصة كاملة” للمبادرة العربية لحل الازمة السورية لاحداث تغيير في السلطة عبر الحوار بين الحكومة والمعارضة وتجنب حرب أهلية.

وكان مدلسي في باريس لاجراء محادثات مع فرنسا بشأن التطورات في العالم العربي والمعركة مع القاعدة في منطقة الساحل بافريقيا.

وقال أمام أعضاء في البرلمان الفرنسي “تمثل سوريا قلقا بالغا للدول العربية… تجد نفسها اليوم في أجواء تشبه ما يحدث قبل الحرب الاهلية.

“نحن اليوم في وضع نمارس فيه ضغوطا على الحكومة السورية ومن ناحية أخرى نتحدث مع المعارضة لتهيئة الظروف للحوار.”

وقال “خارج هذا الحوار لن يحدث الانتقال. علينا أن نعطي الفرصة كاملة لهذه المبادرة العربية.”

وتعثرت الجهود الدبلوماسية لحل الازمة المستمرة في سوريا منذ نحو تسعة أشهر. ويرفض الرئيس السوري بشار الاسد حتى الان خطة سلام طرحتها جامعة الدول العربية في أوائل نوفمبر تشرين الثاني.

وتدعو تلك المبادرة الى سحب القوات الحكومية وعودتها للثكنات والسماح بدخول مراقبين عرب الى سوريا.

وقال مدلسي ان المراقبين مطلوبون لتأكيد ما يجري في سوريا نظرا لان المعلومات التي ترد منها ليست واضحة دائما.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان المجلس الوطني السوري الذي يوجد مقره في باريس هو الشريك الشرعي الذي تريد فرنسا التعامل معه.

وقال مدلسي انه لابد من بذل كل جهد لتجنب تحويل الصراع في سوريا الى صراع دولي كما حدث في ليبيا حيث ساعدت قوات حلف شمال الاطلسي على المساهمة في الاطاحة بالزعيم معمر القذافي.

وفي الشهر الماضي امتنعت الجزائر عن التصويت على قرار في لجنة حقوق الانسان بالجمعية العامة التابعة للامم المتحدة يدين سوريا لقمعها المحتجين المطالبين بالديمقراطية.

ويقول دبلوماسيون من جامعة الدول العربية ان الجزائر التي تسيطر عليها باحكام حكومة مدعومة من الجيش أكثر تعاطفا مع الاسد من دول اخرى في الجامعة وتشعر بتوتر من الرسالة التي يمكن أن تصل للجزائريين من خلال أي تدخل في سوريا.

من جون ايريش

اشتباكات عنيفة بين منشقين وجنود شمال سوريا

دمشق، سوريا (CNN) — قالت جماعات المعارضة السورية إن اشتباكات وقعت بين منشقين وقوات الأمن الحكومية في شمال البلاد الأربعاء، أدت إلى سقوط جرحى من الجانبين.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة ومواجهات بين الجيش والمنشقين وقعت في محافظة إدلب وأسفرت عن عدة إصابات من الجانبين.

من جهتها، تحدثت لجان التنسيق المحلية التي تنظم الاحتجاجات في سوريا، عن تواجد الدبابات الحكومية، ووقوع موجة من الاعتقالات العشوائية تحولت إلى مواجهات مع قوات الأمن.

ويوم الثلاثاء، قالت اللجان إن عدد القتلى جراء استخدام قوات الأمن للقوة في مواجهة المحتجين وصل إلى 31، بينهم 30 قتيلاً في حمص، إلى جانب قتيل في حلب.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة هذه التقارير بشكل مستقل، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من 4000 قتيل في سوريا منذ فبراير/شباط عندما بدأ الرئيس بشار الأسد محاولة لوقف الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

ويقول مسؤولون سوريون إنهم يقاتلون “عصابات إرهابية مسلحة” تفترس المدنيين، ولكن ذلك أدى إلى حملة انتقادات واسعة النطاق، وفرض عقوبات اقتصادية من جانب الجامعة العربية وتركيا المجاورة.

المجلس الوطني:لقاؤنا بكلينتون تناول أبعد من تنحي الأسد وشددنا على حماية المدنيين

وصف السيد عبد الأحد اسطيفو عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري لقاء وفد المجلس الوطني مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالهام جدا، مشددا على أن “اللقاء تناول ما هو أبعد من إسقاط النظام السوري وتنحي الأسد”.

وأكد اسطيفو في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية أن “الموضوع الأهم والذي نال النصيب الأكبر من النقاش أثناء اللقاء كان بحث تأمين الآليات المثلى والوسائل الممكنة لحماية المدنيين في سوريا من بطش هذا النظام المجرم الذي يقتل شعبه بوحشية”. مؤكدا أن النقاش لم يقتصر على الأفكار بل هنالك خطوات ملموسة تم طرحها، مؤكدا أن “قضية حماية المدنيين كانت المحور الأهم في جميع الجولات والزيارات التي قامت بها قيادة المجلس الوطني الى الدول العربية والأجنبية”.

وفي تصريحات أخرى أشاد اسطيفو بالموقف الامريكي الداعم لثورة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة، داعيا الإداة الأمريكية الى بذل المزيد من الجهود لدعم نقل الملف السوري الى طاولة مجلس الأمن من أجل بحث استصدار قرار أممي جديد في هذا الشأن.

وكشف اسطيفو في تصريحات أدلى بها لموقع آدو أورغ (الموقع الرسمي للمنظمة الآثورية الديمقراطية) أن المحادثات مع رئيسة الدبلوماسية الأمريكية تناولت امكانية تغيير الموقف الروسي، كما تناولت المبادرة العربية، حيث تطابقت وجهات نظر الطرفين بخصوص النظام الذي لا يزال يراوغ لكسب المزيد من الوقت.

وأضاف اسطيفو في اتصال به من جنيف أنه شرح في مداخلته خلال اللقاء “التحديات التي واجهت ولازالت تواجه الثورة السورية” موجزا اياها في ثلاثة : “السلمية والوطنية والمدنية” حيث مارس النظام “كل ما يمكلك من وسائل خبيثة من أجل عسكرة الثورة وتطييفها وحرفها عن مساريها المدني لكن كل محاولاته هذه باءت بالفشل”.

وفي سياق حديث الوزيرة كلينتون عن ضمان حماية الاقليات والمجموعات العرقية والنساء في سوريا ختم عبد الأحد اسطيفوا الذي يمثل المنظمة الآثورية الديمقراطية عن الآشوريين السريان في المجلس مداخلته بتأكيده على وحدة الشعب السوري بكل مكوناته قائلا : “أنا لا تكتمل سوريتي التي أفخر بها إلا بقوميتي الآشورية وديانتي المسيحية ولغتي السريانية”.

يذكر ان اللقاء الذي جمع وفد المعارضة السورية مع الوزيرة الأمريكية دام لأكثر من ساعة ونصف وضم كل من برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري وأعضاء المجلس نجيب غضبان وبسمة قضماني ووائل مرزا وعبد الباسط سيدا و عبد الاحد أسطيفو.

الحراكي: نرغب بنقل ملف الأزمة السورية إلى الأمم المتحدة في حال عدم تطبيق المبادرة العربية

تغريد الرشق : الغد

عمان- أكد عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري بشار الحراكي، أن المجلس يرغب بنقل ملف الأزمة الى الأمم المتحدة، في حال لم يطبق النظام السوري، بنود المبادرة العربية سريعا، لافتا الى حق الشعب في المطالبة بالحماية الدولية.

وثمن الحراكي موقف الجامعة العربية حيال ثورة الشعب السوري، واتخاذها موقفا إيجابيا، من خلال المبادرة الأخيرة، الهادفة الى حماية المدنيين، مبديا اعتراضه على المهل الممنوحة للنظام السوري.

وأشار في حديثه لـ”الغد”، إلى أن المهل التي تمنحها الجامعة للنظام، تعني “مزيدا من الشهداء”، في الوقت الذي يفترض ان يكون للجامعة دور كبير في وقف نزيف الدم في سورية.

ورأى الحراكي، المقيم في المملكة منذ شهرين، أنه وبمجرد الموافقة على السماح بدخول مراقبين الى المستشفيات والسجون والمناطق السورية، فإن الحقائق ستتكشف حول كذب النظام وحجم المأساة الحقيقي هناك.

وقال إن الأرقام تقول “لدينا اكثر من 60 الف معتقل، و4800 شهيد، منهم 111 امرأة، و325 طفلا، بناء على معلومات من لجان المجلس الأعلى للثورة وجمعيات حقوق الإنسان”.

وحول مطالب المجلس قال الحراكي “لا نريد تدخلا عسكريا يؤدي الى تقسيم البلاد، لكن مطلوب منطقة عازلة وممرات انسانية، يتم من خلالها حماية المدنيين، فضلا عن أن هذه المناطق تسهم في انشقاق واسع في الجيش السوري، لأن ما يمنعه الآن من ذلك هو إمكانية قيام النظام بقصف الوحدات التي تنشق”.

وحول الأماكن المقترحة لهذه المناطق، فضل الحراكي أن تكون على الحدود التركية شمالاً، وعلى الحدود الأردنية، جنوبا.

ودافع الحراكي عن الجيش السوري الحر، مبررا سبب انشقاقه إلى رفضه الأوامر بقتل المدنيين العزل من المتظاهرين، حيث كان أفراده أمام خيارين، إما تنفيذ التعليمات والقتل، أو الانشقاق، والانضمام للثورة، مؤكدا أن من يرفض إطلاق النار من الجيش، يتم قتله.

وأشار الحراكي إلى أن رئيس المجلس الوطني برهان غليون، قام مؤخرا بزيارة الى قيادة الجيش الحر في تركيا، وتم الاتفاق هناك على تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين، بقصد التنسيق بينهما.

وبين أن المجلس يطالب بالاعتراف به كممثل شرعي للشعب السوري، منوها الى اعتراف تركيا به.

وحول سبب تأخر الاعتراف بالمجلس من قبل العديد من الدول حتى الآن، قال”للأسف نعتبر الموقف سلبيا تجاه المجلس من الجامعه العربية والمجتمع الدولي، علما أن المجلس الوطني يضم كل اطياف المعارضة”.

وأكد الحراكي أن المجلس يضم اعضاء من مختلف الإيدولوجيات والديانات والطوائف، كما يضم رموزا وشخصيات وطنية.

وقال إن التنوع الديني والطائفي موجود، حيث يضم المجلس أعضاء علويين ومسلمين ومسيحيين ودروزا، يمثلون سائر شرائح الشعب السوري وطوائفه، ضمن الهيئة العامة.

وفي رده على سؤال حول احتمال قيام حرب اهلية في سورية، قال، الحراكي بأن المجلس خطا خطوات كبيره باتجاه تطمين الأقليات، وضم سائر الأطياف، داعيا إلى نبذ الطائفية.

وأضاف أن المجلس على يقين أن الشعب السوري لديه من الوعي الكثير، بحيث يمنع وقوع اي فتنة طائفية، يريدها الرئيس بشار الأسد، لتكون مبررا لوجوده كنظام.

وأشار الى أن المجلس يتلقى نداءات من الداخل تتهمه فيها إلى جانب الجامعة العربية، بالتقصير والتباطؤ، في الوقت الذي يسعى فيه المجلس للحصول على اعتراف دولي.

واعتبر الحراكي أن موقف جلالة الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني كان مشرفا، ومن ذلك حماية اللاجئين، فضلا عن الموقف الرسمي الذي يقف إلى جانب ثورة الشعب السوري.

وأبدى استغرابه من موقف بعض مؤيدي النظام في الأردن، الذين يعتبرونه “آخر حصون الممانعة”، مؤكدا أن الشعب السوري هو “الممانع وهو من يدعم المقاومة وليس النظام”.

وقال إنه، ومنذ بداية الأحداث، كانت هناك مطالب شعبية، اعترف بشرعيتها النظام في حينه، غير أن مراوغته وعدم تنفيذ هذه المطالب، أدت الى تصاعد الاحداث، حتى وصلت هذه المطالب حد إسقاط النظام.

كلينتون تلتقي المجلس الوطني السوري.. وتدعو الى ضمان حماية الاقليات والنساء في سوريا ما بعد الاسد

اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء على ضرورة حماية حقوق الاقليات والمجموعات العرقية والنساء في سوريا ما بعد الاسد، وذلك في ختام لقاء في جنيف مع معارضين سوريين.

وجاءت تصريحات كلينتون اثناء لقائها بأعضاء من المجلس الوطني السوري.

وقالت كلينتون للاعضاء السبعة في المجلس الوطني السوري الذين التقت بهم وبينهم رئيسه برهان غليون: “انا مهتمة جدا بالعمل الذي تقومون به حول طريقة القيام بالعملية الانتقالية الديموقراطية”.

واضافت ان “عملية انتقالية ديموقراطية تتضمن اكثر من الاطاحة بنظام (الرئيس السوري بشار الاسد). انها تعني وضع سوريا على طريق حكم القانون وحماية الحقوق العالمية لكل المواطنين ايا كانت طائفتهم او عرقهم او جنسهم”.

واضافت “سنناقش العمل الذي يقوم به المجلس لضمان ان تكون خطتهم التواصل مع جميع الاقليات، ومواجهة نهج النظام القائم على مبدأ فرق تسد الذي يثير الجماعات الاتنية والدينية ضد بعضها البعض”.

وتابعت ان “المعارضة السورية كما هي ممثلة هنا تقر بان الاقليات في سوريا لديها تساؤلات ومخاوف مشروعة حول مستقبلها”.

واكدت ان المعارضة تفهم “انه يجب طمأنة (تلك الاقليات) بان سوريا ستكون افضل في ظل نظام من التسامح والحرية الذي يوفر الفرصة والاحترام والكرامة على اساس التوافق وليس على اساس نزوات دكتاتور”.

وجاء كلام كلينتون هذا خلال لقائها للمرة الاولى ممثلين عن المجلس الوطني السوري الذي انشئ في تشرين الاول/ اكتوبر ويضم غالبية تيارات المعارضة في سوريا.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر اعلن المجلس الوطني السوري عن برنامج سياسي يهدف الى الاطاحة بالاسد واجراء انتخابات برلمانية بعد عام من المرحلة الانتقالية. وقال المجلس في ذلك الوقت ان هدفه هو “بناء دولة ديموقراطية متعددة ومدنية.. وتفكيك النظام القائم”.

(المصدر: أ ف ب)

غليون لـ «حزب الله»: الشعب السوري كله وقف يوماً إلى جانبكم… ويفاجأ اليوم بأنكم لا تردّون الجميل

اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون ان إيران و«حزب الله» يخاطران بعلاقاتهما المستقبلية مع سورية من خلال دعمهما المستمر لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال غليون في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» بثتها امس إن إيران «تشارك في قمع الشعب السوري»، من خلال دعمها للأسد، الذي عمل نظام أسرته، على مدى نحو 40 عاماً، كحليف طويل الأمد لإيران.

كما حذر غليون من ان الأحداث التي تشهدها سورية في الوقت الراهن قد تؤدي إلى تدخل عسكري خارجي.

وأعرب عن أمله في أن «يدرك الإيرانيون أهمية عدم الإضرار بالعلاقات السورية ـ الإيرانية، من خلال الدفاع عن نظام بات من الواضح ان شعبه يرفضه، بل أصبح نظاماً لتعذيب شعبه».

وقال غليون إن على طهران أن تفهم ان «هذه هي الفرصة الأخيرة لتجنب مصير لا نرغبه للعلاقات السورية ـ الإيرانية».

وبالنسبة لـ «حزب الله»، قال غليون إن «الشعب السوري وقف يوماً ما إلى جانب حزب الله بشكل كامل، ولكنهم اليوم متفاجئون من أن حزب الله لم يرد الجميل ويدعم نضال الشعب السوري من أجل الحرية».

واعتبر ان التدخل الإنساني الدولي قد يكون مطلوباً لحماية السوريين من فرض السيطرة المستمر «حتى وإن اضطررنا لاستخدام بعض القوة».

وأضاف غليون ان «مسألة التدخل العسكري الأجنبي مسألة خطيرة وحساسة ولابد أن تؤخذ على محمل الجد».

لكنه رأى انه «للأسف هذا النظام يدفع الشعب لطلب التدخل العسكري الأجنبي، والبعض يطالبون بتدخل عسكري أجنبي من دون معرفة العواقب».

المصدر:يو بي اي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى