أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 6 أيار 2012

 السوريون مدعوون إلى الانتخابات غداً… على وقع القتل والتفجيرات

دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – خرج الآلاف في دمشق امس السبت لتشييع 9 قتلى سقطوا في التظاهرات التي خرجت أول امس الجمعة تحت شعار «إخلاصنا خلاصنا»، فيما هز العاصمة السورية انفجاران في شارع الثورة ووقع انفجار آخر صباحاً في حي تل الزرازير في حلب استهدف محطة لغسل السيارات. وأعلن عضو في «الجيش السوري الحر» المسؤولية عن الانفجار وقال إن صاحب المحطة متهم باغتصاب امرأة أمام زوجها. وأسفر هذا الانفجار عن سقوط خمسة قتلى.

وتأتي هذه التطورات الأمنية في الوقت الذي يحشد النظام السوري إعلامه للترويج للانتخابات التشريعية التي دعا إلى المشاركة فيها غداً الاثنين ووصفها بأنها أول انتخابات «تعددية» في ظل الدستور الجديد الذي ألغى المادة الثامنة السابقة التي كانت تعتبر حزب البعث «قائداً للدولة والمجتمع». لكن المعارضة نددت بما وصفته بأنه «مهزلة انتخابية» وأصرت على مطلبها بإسقاط النظام. ونقلت وكالة «فرانس برس» من حمص انه في الوقت الذي تضيق الجدران في شارع الحضارة ذات الغالبية العلوية باللافتات الانتخابية وصور المرشحين لن يتوجه احد في حي البياضة إلى صناديق الاقتراع، فهذا الحي مقفر تماماً ويحمل كل منزل آثار العمليات العسكرية التي شنها الجيش منذ آذار (مارس) الماضي. ولا يصادف الداخل إلى حي البياضة ذي الغالبية السنية سوى القطط وطيور الحمام التي تنقر ما خلفه السكان خلال فرارهم. ويتنافس في محافظة حمص اكثر من 450 مرشحاً على 23 مقعداً برلمانياً. ونصف هؤلاء يمثلون أحزاباً فيما يخوض النصف الآخر المعركة كمستقلين. وتشكل محافظة حمص قلب سورية الصناعي وتعد 2.3 مليون نسمة يقيم اكثر من مليون منهم في حمص.

وعلى غرار العاصمة دمشق، هناك غالبية سنية وأعداد كبيرة من العلويين والمسيحيين. لكن هذا النسيج الطائفي المتعدد تعرض للتمزق مع اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد النظام في آذار 2011. ويقر محافظ حمص الضابط المتقاعد غسان عبد العال بأن المشاركة ستكون «ضعيفة جداً في مدينة حمص لأن كثيراً من سكانها غادروها». ويلفت إلى أن «عدداً كبيراً ممن لا يزالون فيها يعيشون في ظروف صعبة، والانتخابات ليست أولوية».

وبلغ عدد القتلى في سورية امس 25 توزعوا على حلب وريف حمص وإدلب فيما شهدت بساتين حي برزة والقابون اقتحامات من قوى النظام التي قامت بإغلاق ساحة السبع بحرات في دمشق. وانتشرت الحواجز والآليات العسكرية على الحواجز في حماة وعند مداخلها، بينما تعرضت منازل كفرنبودة في سهل الغاب بمحافظة حماة للقصف بقذائف الهاون.

وسبق تظاهرات التشييع انفجاران هزا دمشق صباحاً، وقع الأول في أطراف العاصمة أثناء مرور حافلة عسكرية وأدى إلى إصابة ثلاثة جنود بجروح، ونجم الثاني عن عبوة وضعت تحت سيارة عسكرية في شارع الثورة التجاري الحيوي من دون أن يبلغ عن وقوع ضحايا.

وقال ناشطون في تنسيقيات دمشق إن «الآلاف خرجوا في حي كفرسوسة لتشييع الذين سقطوا برصاص الأمن السوري أثناء تظاهرات الجمعة». وأطلقت قوات الأمن النار لتفريق المتظاهرين ما اسفر عن إصابة عدد منهم، واعتقلت عشرات آخرين. وأظهرت مقاطع بثت مباشرة على الإنترنت آلاف المتظاهرين في حي كفرسوسة يهتفون «واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد» و»ما منركع إلا لله». ورفعت لافتات كتب على بعضها «كل سورية ستقف بوجه النظام المجرم». وفي حي التضامن في العاصمة، خرج الآلاف للمشاركة في التشييع الذي انطلق ظهراً، وقامت قوات بحملة اعتقالات. وخرجت امس تظاهرة طالبية في دير الزور احتجاجاً على قمع السلطات لطلاب جامعة حلب.

وأعلن العميد غازي جابر العبود قائد الفوج 147 للإنزال الجوي في الجيش السوري انشقاقه امس عن جيش النظام.

من ناحية ثانية ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان «أن قوات الأمن السورية داهمت منزل المحامي والناشط الحقوقي سعد مصطفى الخش في مدينة مصياف بمحافظة حماة واعتقلته وصادرت سيارته وجهاز الكمبيوتر الخاص به واقتادته إلى مكان مجهول». ووصف المرصد في بيانه المحامي المعتقل بأنه من «داعمي الحراك السلمي في سورية» داعياً إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط» عنه.

ودعا «المجلس الوطني السوري» المعارض المراقبين الدوليين إلى التوجه إلى هذين الحيين لحضور تشييع القتلى، ولم ترد أنباء عن حصول ذلك فعلاً. واعتبر المجلس أن تظاهرات دمشق «تثبت للنظام أن زعمه بأن دمشق مدينة محايدة مجرد زعم سقط في دمشق، وقبل ذلك في ريفها، منذ وقت طويل، كما سقط زعم مماثل في مدينة حلب القطب السكاني والاقتصادي والحضاري الآخر في سورية».

في مدينة الرستن في ريف حمص دارت اشتباكات عنيفة على المدخل الشمالي بين القوات النظامية والمنشقين. وسقط قتيل وثلاثة جرحى في قرية الغنطو بريف حمص. وفي إدلب التي كانت مسرحاً في الأسابيع الأخيرة لعمليات عسكرية واسعة النطاق للقوات النظامية قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل مسؤول في حزب البعث برصاص «مسلحين مجهولين».

انفجاران في دمشق وحلب وتظاهرات حاشدة في العاصمة

لافروف بحث مع أنان في منع تهريب الاسلحة والتزام تنفيذ الخطة

    صورة وزعتها الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” الرسمية لدمار احدثه تفجير سيارة مفخخة في مدينة حلب بشمال سوريا السبت.

    صورة وزعتها الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” الرسمية لدمار احدثه تفجير سيارة مفخخة في مدينة حلب بشمال سوريا السبت.

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، أن موسكو ستواصل تقديم كل الدعم الممكن لإنجاح مهمة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان ، مشددا على عدم السماح بتهريب الأسلحة إلى سوريا، ومعتبرا أن ذلك يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سوريا والمنطقة كلها.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه لافروف مع أنان ، بحثا خلاله في ضرورة تنفيذ جميع الأطراف السوريين “السلطات والمعارضة” خطة أنان.

وأكد لافروف في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تواصل العمل على هذا الصعيد مع كل الأطراف ، وتأمل في أن تتصرف البلدان الأخرى أيضا على النحو نفسه ، خصوصا تلك التي لها تأثير على فصائل المعارضة السورية.

 المراقبون

ميدانيا، خرج امس الاف الاشخاص في دمشق لتشييع قتلى تظاهرات الجمعة، عقب انفجارات هزت العاصمة صباحا ومدينة حلب  التي سقط فيها خمسة قتلى. (راجع العرب والعالم)

وزار فريق من المراقبين الدوليين مدينة دوما بريف دمشق فى إطار المهمة التي يقوم بها في سوريا من دون أية مرافقة اعلامية.

 والتقى الوفد خلال الزيارة الرابعة لدوما عدداً من أهالي المدينة واستمع اليهم وشاهد بعض المناطق التي شهدت اشتباكات وأعمال عنف.

 وكان وفد من المراقبين الدوليين زار اول من امس محافظتي إدلب واللاذقية، حيث جال الفريق في شوارع المحافظتين واطلع على الأوضاع فيها.

 اعدام اشخاص

 وفي لندن، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا لمنظمة العفو الدولية جاء فيه أن شهود عيان أكدوا ان القوات السورية تعدم أعدادا من الأفراد الذين تشتبه في انتمائهم أو تعاطفهم مع المعارضة في محافظة إدلب ثم تحرق جثثهم في أكوام وترسل أهاليهم للبحث عنهم أو إحراق منازلهم أثناء وجودهم فيها.

وأضافت أنه وفقا للتقرير فإن مئات المنازل في قرى عدة تم إحراقها وإرهاب سكانها من القوات التي تقتل من دون عقاب ، لافتة إلى أن إدلب صارت مركزا لهذا الشكل من أشكال العنف حيث تتعقب قوات النظام المنشقين الذين تركوا أماكنهم في المدن ولجأوا الى المناطق النائية مما ادى إلى تزايد هجمات الموالين للنظام السوري.

ونقل التقرير شهادة بعض الأهالي الذين قالوا إن القوات السورية احرقت منازلهم في وضح النهار ثم ألقت باللوم على “الإرهابيين”، حيث أدت حوادث إشعال النيران في المنازل الى وفاة رجلين في الثمانين من عمرهما ، بينما قالت امرأة انها وجدت منزلها محترقا وزوجها محترقا داخله، الى شهادة أم في ادلب ادعت أن قوات من الجيش قتلت ولديها حرقا امام منزلها.

الرياض تطلب من مواطنيها مغادرة سوريا

أ. ف. ب.

الرياض: جددت وزارة الخارجية السعودية الاحد الطلب من مواطنيها مغادرة سوريا وعدم التوجه الى هناك، بحسب مصدر رسمي.

ونقلت وكالة الانباء السعودية عن بيان ان “الوزارة تحذر المواطنين من السفر الى سوريا وتهيب بالموجودين فيها المغادرة بسبب تردي الاوضاع الامنية”.

وكانت السعودية دعت رعاياها اواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي الى مغادرة سوريا.

ومنتصف اذار/مارس الماضي، قررت الرياض اغلاق سفارتها وسحب جميع الدبلوماسيين بسبب استمرار قمع الاحتجاجات.

وكان وزير الخارجية الامير سعود الفيصل دعا المجتمع الدولي الشهر الماضي الى “مساعدة السوريين في الدفاع عن انفسهم” ضد “النظام الذي يقمع” شعبه اثر اجتماع وزاري بحث الازمة السورية في باريس.

وفي بداية اذار/مارس، اعتبر الفيصل ان من “حق” المعارضين السوريين ان يتسلحوا “للدفاع عن انفسهم”.

ثلاثة قتلى في انفجار وإطلاق نار ليلاً في ريف دمشق

أ. ف. ب.

بيروت: سقط ثلاثة قتلى في انفجار واطلاق نار ليل السبت الاحد في ريف دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان ان شابا في مدينة التل بريف دمشق قتل برصاص الامن السوري بعد منتصف الليل.

وهز انفجار منطقة دف الشوك، اسفر عن مقتل شخصين. في محافظة حمص (وسط) تعرضت قرية العريضة التابعة لمدينة تلكلخ لقصف من القوات النظامية اسفر عن سقوط جرحى وتهدم منزل. وفي محافظة دير الزور (شرق)، تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة القورية بريف دير الزور، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.

المراقبون يواصلون مهمتهم في سوريا على وقع التفجيرات

أ. ف. ب.

دمشق: خرج آلاف الأشخاص في دمشق السبت لتشييع قتلى تظاهرات الجمعة، عقب انفجارات هزت العاصمة ومدينة حلب (شمال) التي سقط فيها خمسة قتلى. وبلغ عدد القتلى في سوريا السبت 15 توزعوا على حلب وريف حمص وادلب.

وقال ناشطون في تنسيقيات دمشق لوكالة الأنباء الفرنسية إن “الاف الاشخاص خرجوا في حي كفرسوسة لتشييع الشهداء الذين سقطوا برصاص الامن السوري اثناء تظاهرات الجمعة”.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “شارك اهالي حي كفرسوسة بدمشق في تشييع حاشد للشهداء الذين سقطوا الجمعة خلال اطلاق الرصاص” من قوات الامن على متظاهرين، مشيرا الى ان قوات الامن “اطلقت القنابل المسيلة للدموع”.

وبحسب تنسيقيات دمشق، فان قوات الامن اطلقت النار ايضا لتفريق المتظاهرين ما اسفر عن اصابة عدد منهم، واعتقلت عشرات آخرين. واظهرت مقاطع بثت مباشرة على الانترنت الاف المتظاهرين في حي كفرسوسة يهتفون “واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد” و”ما منركع الا لله”.

ورفعت لافتات كتب على بعضها “كل سوريا ستقف بوجه النظام المجرم”. ولدى وصول جثامين القتلى، علت زغاريد الشابات المشاركات في التظاهرة، وعلت هتافات “ابو الشهيد ارفع راسك” و”اين الاسلام والله حرام”، فيما ظهرت على احد جدران المكان شعارات تحيي الجيش السوري الحر.

وفي حي التضامن في العاصمة السورية، خرج الاف الاشخاص للمشاركة في التشييع الذي انطلق ظهرا، بحسب ما افاد المتحدث باسم مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي. وافادت تنسيقيات دمشق بتنفيذ قوات الامن حملة اعتقالات في حي التضامن.

وقتل في سوريا الجمعة 29 شخصا من بينهم تسعة متظاهرين سقطوا برصاص الامن في حيي كفرسوسة والتضامن في العاصمة، بحسب المرصد.

وهي الحصيلة الاكبر لقتلى يسقطون في تظاهرات وقمع في العاصمة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف اذار/مارس من العام الماضي. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض المراقبين الدوليين الى التوجه الى هذين الحيين لحضور تشييع القتلى، ولم ترد انباء عن حصول ذلك فعلا.

واعتبر المجلس ان تظاهرات دمشق “تثبت للنظام ان زعمه بان دمشق مدينة محايدة مجرد زعم سقط في دمشق، وقبل ذلك في ريفها، منذ وقت طويل، كما سقط زعم مماثل في مدينة حلب القطب السكاني والاقتصادي والحضاري الاخر في سوريا”.

وسبق تظاهرات التشييع، انفجاران هزا دمشق صباحا، تبين ان الاول وقع في اطراف العاصمة اثناء مرور حافلة عسكرية وادى الى اصابة ثلاثة جنود بجروح، والثاني ناجم عن عبوة وضعت تحت سيارة عسكرية في شارع الثورة التجاري الحيوي من دون ان يبلغ عن وقوع ضحايا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وشهدت بساتين حي برزة في دمشق صباح السبت اطلاق نار من قبل القوات النظامية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات، ما اسفر عن سقوط جرحى، بحسب المرصد وناشطين. وافاد المرصد السوري ان “انفجارا شديدا هز مساء السبت منطقة دف الشوك في ريف دمشق” مشيرا الى وقوع ضحايا من دون ان يكون قادرا على تقديم تفاصيل.

وفي حلب، ثاني كبرى المدن السورية، قتل خمسة اشخاص على الاقل في انفجار وقع على مقربة من مغسلة للسيارات في منطقة تل الزرازير، بحسب المرصد. ولم تعرف ملابسات هذا الحادث بالتفصيل.

وقالت الناشطة نور الحلبية من مدينة حلب في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس “ان اصوات اطلاق رصاص تلت صوت الانفجار فيما عملت قوات الامن على قطع الطرقات”.

وافاد المرصد مساء السبت ان “مسلحين اغتالوا طبيبا مقدما هو رئيس قسم الأشعة في مستشفى الشرطة في مدينة حلب وذلك اثر اطلاق الرصاص عليه امام عيادته في حي السكري” في المدينة. وشهدت مدينة حلب في الاشهر الماضية انفجارات عدة اسفرت عن مقتل وجرح عدد من الاشخاص. وتشهد دمشق وحلب تصاعدا في الحركة الاحتجاجية منذ اشهر.

والخميس، قتل اربعة طلاب في جامعة حلب برصاص الامن السوري الذي اقتحم الجامعة عقب تظاهرات ليلية تنادي باسقاط النظام. وقد علقت جامعة حلب دروسها منذ ذلك الحين “بسبب الاوضاع الحالية”.

وفي منطقة حلموز المجاورة لقرية الغنطو في ريف حمص قتل خمسة اشخاص اثر سقوط قذيفة هاون على مقربة من منزلهم، حسب ما افاد المرصد. وكان البيان الاول للمرصد اشار الى سقوط قتيل واحد وعدد من الجرحى.

وخرجت السبت تظاهرة طلابية في دير الزور (شرق) احتجاجا على قمع السلطات لطلاب جامعة حلب، بحسب المرصد. كما خرجت تظاهرة في السويداء هتف المشاركون فيها “الشعب يريد اسقاط النظام” و”بالروح بالدم نفديك يا حمص” و”الشعب السوري واحد” بحسب مقاطع بثها ناشطون في السويداء على الانترنت.

وتستمر اعمال العنف في سوريا رغم وجود طليعة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا منذ 16 نيسان/ابريل للتثبت من وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 12 نيسان/ابريل.

في مدينة الرستن في ريف حمص (وسط) التي تعد احد معاقل الجيش السوري الحر، والتي زارها قائد بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود الجمعة والتقى فيها قيادة المجلس العسكري للجيش الحر بحسب ما اظهرت مقاطع بثها ناشطون، دارت اشتباكات عنيفة على المدخل الشمالي بين القوات النظامية والمنشقين، بحسب المرصد.

وفي ادلب (شمال غرب) التي كانت مسرحا في الاسابيع الاخيرة لعمليات عسكرية واسعة النطاق للقوات النظامية قبل دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، افاد المرصد السوري بمقتل مسؤول في حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا برصاص “مسلحين مجهولين”.

وقرب مدينة سراقب في محافظة ادلب قتل ثلاثة مواطنين بينهم عسكريان منشقان وذلك اثر استهداف سيارة كانت تقلهم من قبل القوات النظامية السورية، بحسب ما افاد المرصد. وقتل اكثر من 600 شخص منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ، بينما تجاوز عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار/مارس 2011 الاحد عشر الفا معظمهم من المدنيين.

ويعمل على مراقبة وقف اطلاق النار في سوريا حوالى 30 مراقبا، ويفترض ان يرتفع عدد المراقبين الموجودين في سوريا للتثبت من وقف النار ليصل الى 300، بموجب قرار مجلس الامن الدولي الداعم لخطة انان.

من جهة ثانية اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “ان قوات الامن السورية داهمت منزل المحامي والناشط الحقوقي سعد مصطفى الخش في مدينة مصياف بمحافظة حماة واعتقلته وصادرت سيارته وجهاز الكمبيوتر الخاص به واقتادته الى مكان مجهول”.

ووصف المرصد في بيانه المحامي المعتقل بانه من “داعمي الحراك السلمي في سوريا” داعيا الى “الافراج الفوري وغير المشروط” عنه. كما قالت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان السلطات افرجت عن 265 موقوفا على خلفية الاحداث “ممن لم تتلطخ ايديهم بالدماء”.

وبحسب سانا فان السلطات افرجت عن اربعة الاف موقوف منذ تشرين الاول/نوفمير 2011. وكان البيت الابيض اتهم الجمعة الحكومة السورية بعدم احترام خطة السلام المدعومة من الامم المتحدة ودان الهجوم على جامعة حلب

كما تحدث احمد فوزي المتحدث باسم موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة كوفي انان الجمعة من جنيف عن “مؤشرات بسيطة” على احترام الخطة ميدانيا. وقال “هناك مؤشرات بسيطة، بعض الاسلحة الثقيلة سحب وبعضها الاخر بقي، بعض اعمال العنف تراجع وبعضها الاخر يتواصل (…) هذا الامر غير مرض”.

وتنص خطة انان الى سوريا على وقف اطلاق النار باشراف دولي، وسحب الاسلحة الثقيلة من المدن، والسماح بدخول المساعدات، والسماح بالتظاهر السلمي، والبدء بحوار سياسي حول مرحلة انتقالية”.

وتجري هذه التطورات في سوريا قبل يومين على موعد اجراء الانتخابات التشريعية المقرر في السابع من ايار/مايو، والتي يصفها محللون بانها “شكلية” فيما تقاطعها المعارضة التي تصفها بانها “مهزلة” في ظل استمرار اعمال العنف.

إردوغان يزور مخيم اللاجئين السوريين في كيليس

أ. ف. ب.

أنقرة: يتوجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان اليوم الأحد الى الحدود السورية لزيارة مخيم للاجئين يضم سوريين فروا من النزاع في بلادهم، حسب ما اعلن مكتبه الاعلامي. وجاء في بيان ان “رئيس الوزراء سيزور في السادس من ايار/مايو مخيم من الابنية الجاهزة في كيليس” التي تقع في محافظة غازيانتيب (جنوب).

يشار الى ان هذا المخيم هو احد المخيمات الخمسة ومعظمها من الخيم التي اقامتها تركيا لاستقبال اللاجئين السوريين. وبالرغم من ان لاجئين سوريين قد عادوا الى بلادهم بعد ان وعدت دمشق بتطبيق خطة ممثل الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، فان تركيا ما تزال تؤوي على اراضيها حوالى 23 الف سوري.

وكان مخيم كيليس الذي يقع مباشرة على الحدود التركية السورية قد تعرض الشهر الماضي لاطلاق نار من القوات السورية ما ادى الى جرح اربعة سوريين وتركيين في الاراضي التركية ما اثار احتجاج انقرة.

واعتبر اردوغان في حينه ان اطلاق النار يشكل “انتهاكا واضحا جدا” للحدود واعدا بالتحرك.

يذكر أن دمشق وصفت في وقت سابق تصريحات المسؤولين الاتراك حول مسؤولية حلف شمال الاطلسي في حماية حدودهم والتلويح باقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، بانها “استفزازية” و”منافية” لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين جهاد مقدسي “ما زال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود اوغلو يدليان بتصريحات استفزازية تهدف لتأزيم الوضع في سوريا وضرب العلاقات الثنائية بشكل ممنهج”.

واضاف ان هذه التصريحات “تتنافي في الوقت ذاته مع خطة” انان. وقال البيان “من المثير للقلق أن يقوم أردوغان بالتهديد باستجلاب حلف الناتو لحماية حدوده مع سوريا، الامر الذي لا يتطلب أكثر من الالتزام الحقيقي ببنود خطة انان والتمسك بسياسات حسن الجوار”. واشار الى ان اردوغان “ابتعد تماما” عن هذه السياسة، “بممارسته سياسة غض الطرف والتأزيم واستضافة مجموعات مسلحة لا تؤمن بالعملية السياسية”.

وكان اردوغان صرح في 12 نيسان/ابريل ان “من مسؤولية حلف شمال الاطلسي حماية حدود تركيا”. وقال ردا على سؤال حول ما تعتزم الحكومة التركية القيام به في حال اطلاق النار باتجاه الاراضي التركية من سوريا “لدينا خيارات عدة”، مضيفا “لدينا حقوق اذا انتهكت حدودنا. هناك ايضا خيار التذرع بالمادة الخامسة في ميثاق الحلف الاطلسي”.

وتنص المادة الخامسة من معاهدة الحلف الاطلسي على ان تعرض بلد من الحلف لهجوم هو عمل موجه ضد الاعضاء كافة وعلى الدول الاعضاء ان تتخذ التدابير اللازمة. واعلن داود اوغلو الخميس ان تركيا تدرس “كل الاحتمالات من اجل حماية امنها الوطني” اذا استمرت اعمال العنف بدفع عشرات الاف اللاجئين السوريين الى اراضيها.

وفسرت وسائل الاعلام ذلك بانه احتمال اعلان منطقة عازلة على طول الحدود لحماية اللاجئين. واصيب اربعة لاجئين سوريين وتركيان هما شرطي ومترجمة في مخيم للاجئين قرب مدينة كيليس (جنوب شرق تركيا) في اطلاق نار من الجانب السوري في التاسع من نيسان/ابريل.

وقال مقدسي “عوضا عن المتاجرة بأعداد السوريين المتضررين من الاعمال المسلحة والمتواجدين على الأرض التركية، نذكر اننا لا نريد لأحد ان يتباكى على مصير أي سوري، فأبواب بلادهم مفتوحة لهم للعودة بكامل الضمانات اللازمة”. واضاف ان “اعادة اعمار الاضرار جارية”، طالبا من تركيا “بذل المساعي الحميدة للمساعدة لإعادتهم و نحن جاهزون للتعاون مع الهلال الأحمر التركي لتحقيق هذا الهدف”.

جنازات وتفجيرات بدمشق.. وثوار الداخل يشكلون برلمانا مؤقتا

بيروت: كارولين عاكوم ونذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»

شهدت دمشق وحلب تفجيرات بينما كانت العاصمة السورية تشيع في جنازات حاشدة قتلاها الذين سقطوا أول من أمس. وأدت التفجيرات الى سقوط قتلى وجرحى, بينما شهد حي برزة البساتين مواجهات واشتباكات.

جاء ذلك بينما أصدر الثوار بالداخل بيانا أعلنوا فيه عن تشكيل «البرلمان السوري المؤقت». وقال البيان، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن هذه المبادرة جاءت «تلبية للإرادة الشعبية، ولملء الفراغ الدستوري الحاصل بعد أن أسقطت الثورة السورية شرعية دولة الاحتلال الأسدي، فقد أعلن الثوار داخل سوريا عن تشكيل البرلمان السوري المؤقت. وبعد أن تم تشكيل البرلمان وعقد أول اجتماع له، اتُّخذت عدة قرارات أهمها إلغاء الدستور الحالي وإعادة العمل بدستور عام 1950 الذي هو في الأصل «دستور الاستقلال».

                      ونص البيان على أن يتم تشكيل مجلس الدفاع الوطني طبقا لدستور الاستقلال، الذي ستكون إحدى مهامه تشكيل قيادة أركان داخل الوطن تعمل على إنشاء جيش وطني.

ميدانيا ذكر ناشطون ان إدلب تعرضت لعملية عسكرية واسعة فجر أمس أدت إلى مقتل تسعة أشخاص. كما ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، أن أحياء في حمص تعرضت لقصف عنيف، كما سمع دوي أصوات قصف مدفعي في دوما.

من جهته أكد قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد أن الجيش الحر لا يزال ملتزما بقرار وقف إطلاق النار، لكنه قال في الوقت نفسه «صبرنا نفد، ولن نبقى طويلا متقيدين بهذا القرار، ونحن اليوم نتعرض لضغط شعبي كبير».

قتلى وجرحى في انفجارات هزت حلب ودمشق

العقيد رياض الأسعد لـ«الشرق الأوسط»: صبرنا نفد.. ونقوم بترتيب الصفوف والتحضير للعودة إلى العمليات الدفاعية

بيروت: كارولين عاكوم

في مشهد أصبح مألوفا منذ وصول بعثة المراقبين الدولية إلى سوريا، كانت كل من حلب ودمشق أمس على موعد مع تفجيرات أودت بحياة عدد من القتلى والجرحى، بينما كانت قوات الأمن في مكان آخر تستهدف المشيعين والمظاهرات التي خرجت في مناطق سورية عدة. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تفجيرين هزا مدينة دمشق، صباح أمس، وقع أحدهما بالقرب من قصر العدل، بينما وقع الآخر بالقرب من سوق الخجا في شارع الثورة، مما أدى إلى إغلاق قوات الأمن السورية ساحة السبع بحرات وبعض الشوارع الرئيسية، وفق ما أوردته شبكة «شام» الإخبارية. وبعد ساعات قليلة وقع انفجار آخر في منطقة السكري بمدينة حلب. وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن أحد التفجيرين في دمشق استهدف سيارة عسكرية ودمر نحو عشر سيارات كانت في محيط السيارة العسكرية.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية «قتل خمسة أشخاص على الأقل في انفجار استهدف منطقة تل الزرازير في أطراف مدينة حلب»، مشيرا إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، مضيفا «تزامن انفجار العبوة مع مرور حافلة لم يعرف ما إذا كانت مدنية أو عسكرية».

وعن تفجير حلب، قال ياسر النجار عضو مجلس قيادة الثورة، لـ«الشرق الأوسط»: «وقع الانفجار في منطقة تشهد في الأيام القليلة تحركا شعبيا ملحوظا ويخرج فيها العديد من المظاهرات، وها هو النظام نفذ التفجير بعدما عجز عن إقناع الأهالي بعدم الانضمام إلى الثورة». وأضاف «هناك حاجزان مركزيان في هذه المنطقة يتولى فيهما العناصر مهمة تفتيش السيارات، وبالتالي كيف يمكن أن يقع التفجير في حي مضيق عليه أمنيا بهذا الشكل؟!»، مضيفا «كيف يمكن أن تقوم المعارضة بتفجير كهذا في منطقة ينشط فيها الحراك الثوري؟! وبالتالي هذا دليل على أن النظام يقوم بها لتخويف الأهالي من جهة، ولإيهام المجتمع العربي والدولي بأنها يد الإرهابيين و(القاعدة)». ولفت النجار إلى أنه تم التأكد من وصول الحصيلة الأولية لعدد قتلى التفجير إلى 6 ويتراوح عدد الجرحى بين 13 و15، لكننا لم نستطع التأكد من العدد النهائي للجرحى، نظرا لصعوبة الوصول إلى المستشفيات الحكومية حيث نقل المصابون.

وعن تزايد وتيرة الانفجارات المتنقلة في الفترة الأخيرة، اعتبر قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد، أن خطة أنان فاشلة، وهذا ما تعكسه تصريحات مسؤولي دول عدة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «النظام يقوم بهذه التفجيرات ويتهمنا ويتهم المعارضة بها»، مضيفا «لدينا معلومات مؤكدة تفيد بأن جيش النظام جمع شبيحته وشكل منهم كتائب تحت تسميات عدة مدعين أنها تنتمي إلى الجيش الحر، بهدف إلصاق التهمة بنا». وأشار إلى أن «النظام قام بإرسال عناصر منه إلى الجيش الحر على أنهم منشقون لزجهم بين صفوفنا في محاولة منهم للقول إن الجيش الحر هو مخترق وغير منضبط، لكننا كشفنا أمرهم وسنعلن عن أسمائهم في فيديو مصور في الأيام القليلة المقبلة». وعن خطة أنان قال «كيف يمكن القول بنجاح الخطة في حين أن التفجيرات وعمليات الاعتقال والقتل لا تزال مستمرة ومنتشرة في كل المناطق السورية؟! وخير دليل على هذا الفشل هو عمل المراقبين الذين تحولوا إلى شهود زور، كما أن وجودهم في أي منطقة تحول إلى نقمة على الناشطين الذين يتم اعتقالهم فور خروجهم من منطقتهم». وسأل «كيف يمكن لـ50 مراقبا فقط وحتى 300 بعد ذلك، أن يقوموا بهذه المهمة في كل المناطق السورية، في حين أنه تم نشر آلاف العناصر في الجنوب اللبناني وحده، من قوات حفظ النظام الدولية (اليونيفيل)؟!». واعتبر أن هناك تقدما في مواقف بعض الدول في ما يتعلق بتسليح الجيش الحر، و«نعتبر أن فشل هذه المبادرة سينعكس إيجابيا على مساعدة الدول لنا».

وأكد رياض الأسعد أن الجيش الحر لا يزال ملتزما بقرار وقف إطلاق النار، لكنه قال في الوقت عينه «صبرنا نفد، ولن نبقى طويلا متقيدين بهذا القرار، ونحن اليوم نتعرض لضغط شعبي كبير للعودة إلى المواجهة والدفاع عن المواطنين الذين يطالبوننا بالتحرك، وها نحن اليوم في صدد ترتيب الصفوف وتحضير أنفسنا للعودة إلى العمليات الدفاعية، ولن نتراجع رغم الإمكانات العسكرية الضئيلة التي نملكها».

في المقابل، أعلن العميد غازي جابر العبود قائد الفوج «147» للإنزال الجوي في الجيش السوري، انشقاقه عن جيش النظام السوري، بينما أفيد بتعرض بساتين برزة في دمشق منذ ساعات صباح أمس الأولى لقصف عنيف، كما قصفت المدفعية الثقيلة المثبتة على تل النقيرة حي جوبر المليء بالنازحين، بينما قامت القوات بحملة دهم واعتقالات في ريف دير الزور الشرقي.

كذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اغتيال مسؤول في حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا أمس (السبت) في محافظة إدلب. ولم يقدم بيان المرصد أي تفاصيل عن اسم المسؤول ومنصبه.

وذكر ناشطون أن القوات السورية اقتحمت مناطق قرب الحدود التركية صباح أمس مما أدى إلى إصابة عشرين شخصا على الأقل. وقال الناشط فراس إدلبي، إن قصفا مكثفا استهدف إحدى المناطق التي تقع شمال إدلب، وهي أحد معاقل الجيش الحر قبل اقتحام القوات النظامية لها وترويعها للسكان.

وأفادوا بأن منطقة سلقين، على الحدود التركية – السورية في محافظة إدلب، تعرضت لعملية عسكرية واسعة فجر أمس أدت إلى مقتل تسعة أشخاص. كما أكد اتحاد تنسيقيات الثورة تعرض مدينة أريحا في إدلب طوال ليل السبت، إلى قصف طال العديد من المنازل مما أدى إلى انهيار جزئي لعدد من المباني.

كذلك، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، أن حي القصور في حمص تعرض لقصف عنيف، بينما قام ثوار في حي الميدان بدمشق بقطع طريق المجتهد بالمواد المشتعلة بالقرب من الأمن الجنائي نصرة لحيي كفرسوسة والتضامن.

وفي اللاذقية، ذكر أنه سجل انتشار أمني كثيف في شيخ ضاهر وخاصة عند بوابة مدرسة جول جمال (التي تحولت إلى معتقل) مع غياب شبه تام للمجندين وانتشار الشبيحة والأمن بلباس مدني بالعتاد الكامل. كما سمع دوي أصوات قصف مدفعي في دوما.

وذكر اتحاد التنسيقيات أن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش السوري الحر وكتائب الأسد على مدخل مدينة الرستن الشمالي قرب السد، بينما نفذت حملة اعتقالات عشوائية في مدينة جاسم المحتلة في درعا.

وفي منطقة البساتين بحي برزة في دمشق، قال ناشطون إن القوات النظامية اقتحمت المنطقة وهدمت عدة منازل، وأطلقت الرصاص بشكل عشوائي مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.

وفي دير الزور شنت قوات الأمن حملة دهم واعتقال في بلدة القورية. أما في ريف حلب فقد اقتحمت القوات الحكومية منطقة قباسين بأكثر من ثلاثين سيارة محملة بالعناصر وعشر سيارات مثبت عليها رشاشات ثقيلة. وفي حمص تعرضت الرستن لإطلاق نيران وجرت فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الجيش النظامي، كما تجدد القصف العنيف على قلعة الحصن.

وفي درعا، شهدت بلدة النعيمة انتشارا كثيفا للمدرعات والآليات العسكرية، كما جرى اقتحام البلدة مما تسبب في سقوط جرحى. كما اقتحمت القوات النظامية بلدة تسيل. وقالت الهيئة العامة للثورة إن الطيران الحربي حلق فوق مدينة إزرع، كما تجدد القصف العنيف على بلدة المسمية لليوم الثاني على التوالي، وشن الأمن والشبيحة حملة دهم واعتقالات في النجيح والصنمين بمحافظة درعا.

مراقبون يتجاهلون دعوة المعارضة لحضور الجنازات

عبد الباسط سيدا لـ «الشرق الأوسط»: خطة أنان فاشلة.. والمشكلة تكمن في الإعلان عن هذا الفشل

بيروت: كارولين عاكوم

بعدما وصل عدد قتلى جمعة «إخلاصنا خلاصنا» إلى 37 قتيلا، دعا المجلس الوطني السوري بعثة المراقبين إلى التوجه إلى حي التضامن في كفرسوسة لإثبات عدم صحة مزاعم النظام الذي يقول إن دمشق مدينة محايدة. وجاء في البيان: «إننا نطالب المراقبين الدوليين بالتوجه غدا نحو حيي التضامن وكفرسوسة حيث يشيع شهداء يوم الجمعة في جنازات تثبت للنظام أن زعمه بأن دمشق مدينة محايدة مجرد زعم سقط في دمشق، وقبل ذلك في ريفها، منذ وقت طويل، كما سقط زعم مماثل في مدينة حلب القطب السكاني والاقتصادي والحضاري الآخر في سوريا».

وجاء في البيان أيضا: «رغم استمرار القمع والقتل والإرهاب، تظاهر السوريون في جمعة جديدة مجددين تمسكهم بمطلب إسقاط النظام الاستبدادي العائلي، وقيام نظام ديمقراطي يحترم حقوق السوريين ويصون كرامتهم. ففي طول البلاد وعرضها، وخصوصا في أكبر مدن سوريا، دمشق وحلب، خرجت مظاهرات حاشدة تطالب بالحرية وبإسقاط نظام القهر والاستبداد، وتستنكر جريمة استباحة جامعة حلب وتشريد وقتل وإصابة واعتقال وفصل المئات من طلابها، وتبعث برسالة للنظام مفادها أنه لا معقل له في أي من المدن السورية».

وأضاف: «كالعادة واجه النظام الحناجر بالرصاص، والمطالب بالقمع الدموي، وخص عاصمتنا الخالدة دمشق الشام بنصيب وافر من الرصاص في عدد كبير من أحيائها، وخصوصا حيي التضامن وكفرسوسة، فسقط عشرات الشهداء والجرحى في محاولة يائسة لإخضاع أهل دمشق». واعتبر البيان أن ما قام به السوريون، يوم الجمعة، دليل قاطع على أنهم يؤمنون بالتظاهر السلمي كأسلوب أساسي للتعبير عن الرأي، ووسيلة للتغير الديمقراطي، ودليل على أنهم ما زالوا يدعمون المبادرة الدولية – العربية، رغم عدم تنفيذ النظام أي بند من بنودها، «واستمراره في ممارسة التحايل والخداع وتضليل المراقبين الدوليين».

في المقابل، وفي حين أكد الناشط السوري يوسف الشامي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الشباب الناشطين في تنسيقية كفرسوسة تواصلوا مع المراقبين وطلبوا منهم أن يحضروا التشييع، إلا أنهم لم يلقوا منهم أي رد إيجابي»، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن وفد المراقبين الدوليين التقى، أمس، محافظ حماه وقام بجولة شملت أحياء جنوب الملعب وشارع الثامن وحي مشاع الأربعين في المدينة، كما زار الوفد مدينة دوما في ريف دمشق والتقى عددا من الأهالي، كما أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا وصول لجنة المراقبين الدوليين إلى مدينة أريحا وقابلهم الناس بمظاهرة حاشدة وإضراب عام، وعبروا عن استيائهم ونادوا بإسقاط النظام وسحب المظاهر المسلحة من المدينة، كما وصل وفد آخر إلى بصرى الشام في درعا، برفقة عدد كبير من سيارات الأمن و«الشبيحة».

وفي هذا الإطار، اعتبر عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا، أن خطة أنان ومن ضمنها مهمة المراقبين فاشلة، لكن المشكلة تكمن في الإعلان عن هذا الفشل، في غياب أي خطة بديلة لدى المجتمع الدولي الذي يصر على التمسك بها. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ البداية كانت لنا ملاحظات على خطة أنان، من حيث قلة العدد والتمهل بإرسالهم، ومن ثم محاولة تصوير الوضع السوري وكأنه اختزل بوقف إطلاق النار»، مضيفا: «ما نريده من ثورتنا هو الحرية والاستقلال والتخلص من النظام الاستبدادي الذي استولى على البلاد والعباد».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر أن آلاف الأشخاص خرجوا في مظاهرة حاشدة أمس في حي كفرسوسة في العاصمة السورية، دمشق، لتشييع قتلى مظاهرات أول من أمس، الجمعة. وقال الناشط في اتحاد تنسيقيات دمشق، أبو قيس، لوكالة الصحافة الفرنسية: «شهد حي كفرسوسة مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف الأشخاص لتشييع الشهداء الذين سقطوا الجمعة برصاص الأمن السوري أثناء المظاهرات».

وقال المرصد في بيان له: «لقد شارك أهالي حي كفرسوسة بدمشق في تشييع حاشد للشهداء الذين سقطوا يوم أمس خلال إطلاق الرصاص» من قوات الأمن على متظاهرين. كما أظهرت مقاطع فيديو بثت على الإنترنت آلاف المتظاهرين في حي كفرسوسة يهتفون «واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد» وسط زغاريد الشابات المشاركات في المظاهرة، بينما ظهرت على أحد جدران المكان شعارات تحيي «الجيش السوري الحر»، مشيرا إلى أن القوات النظامية السورية أطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق مشييعي قتلى حي كفرسوسة بعد التشييع وأغلقت ساحة كفرسوسة بالحاويات والإطارات المشتعلة.

منظمة العفو الدولية: قوات النظام تنفذ الإعدام بحق عدد من سكان إدلب

عبد الرحمن لـ «الشرق الأوسط»: ضابط هدد بقتل ألف معارض ثأرا لشقيقه.. والدبابات أحرقت البيوت التي لجأ إليها منشقون

بيروت: نذير رضا

أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية أول من أمس حول قيام قوات نظام الأسد بتنفيذ الإعدام بحق عدد من سكان مدينة إدلب، مشيرا إلى أن القوات النظامية «اتخذت قرارا قبل شهرين بقصف المنازل التي يلجأ إليها منشقون بالدبابات، وإحراقها بما فيها من أطفال ونساء وشيوخ».

وقال عبد الرحمن في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن تلك الأحداث «وثقها المرصد في أكثر من موقع في المحافظة، وتكررت في مناطق سرمين، جبل الزاوية، إدلب المدينة، وسراقب»، مشددا على أن القوات النظامية، في الفترة الأخيرة، «لم تعد تعتقل منشقين عنها، أو مقاتلين ضدها لسوقهم إلى السجون حال إلقاء القبض عليهم، بل اتخذت قرارا بتصفيتهم في الميدان».

وأوضح عبد الرحمن أنه «بعد توثيق اعتقال ناشطين ومنشقين في إدلب، وريف حماه، كان يعثر على جثث هؤلاء في اليوم التالي مرمية بالأحراش»، مؤكدا أن «تنفيذ الإعدام الميداني شاع خلال الفترة الماضية في أحداث إدلب، كذلك قصف المنازل التي يلجأ إليها منشقون وناشطون بقذائف الدبابات، وإحراقها بما فيها».

وأكد عبد الرحمن أن ضابطا في منطقة جبل الزاوية «هدد بقتل 1000 رجل من المعارضين، ثأرا لشقيقه العقيد الذي قتل في منطقة جسر الشغور، وبدأ بالفعل ينفذ وعيده بقتل الناشطين».

وكان تقرير منظمة العفو الدولية أفاد بقيام قوات النظام السوري بتنفيذ الإعدام بحق عدد من سكان مدينة إدلب. ونقل معدو التقرير عن شهود عيان قولهم «إن القوات السورية تقتل العشرات من المتعاطفين في إدلب التي تقع شمال سوريا والتي تعد من معاقل المعارضة».

وقال التقرير الذي أعده كبير مستشاري الأزمات دوناتيلا روفيرا ويتضمن شهادات مرعبة للضحايا وعائلاتهم الذين يقيمون في إدلب والقرى المحيطة، إن سكان إدلب الذين تحدثوا إلى المنظمة الشهر الماضي رسموا «صورة رهيبة لمدينة تحت رحمة قوات النظام والشبيحة الذين يقتحمون البيوت بشكل منتظم لقتل المنشقين»، مشيرا إلى أن مئات المنازل في بعض القرى «أحرقت تماما»، وأن أهلها «روعتهم قوات تقتل في ظل حصانة تتمتع بها».

وذكر التقرير أنه «في قرية أخرى، قتل شيخان في الثمانين من عمرهما في منزليهما، حيث أحرقا تماما». وقالت زوجة أحدهما لمنظمة العفو إنها «وجدت رفاته في كومة من الرماد».

وفي شهادة أخرى قالت أم في منطقة سرمين عن أولادها الثلاثة إنهم «انتزعوا من منزلهم في وقت مبكر من يوم 23 مارس (آذار) وقتلوا»، مشيرة إلى «أنني وجدت أولادي محترقين في الشارع»، وأضافت في شهادتها لتقرير منظمة العفو الدولية: «لقد كوموا فوق بعضهم البعض ووضعت فوقهم دراجة نارية وأشعلت فيهم النيران».

وتعد محافظة إدلب، إحدى أهم معاقل المعارضة السورية، وبلغ عدد شهدائها المعلن 2565 شهيدا، وتعرضت المحافظة لأضخم حملة عسكرية خلال شهر مارس الماضي، حيث سجلت فيه أعلى نسبة قتل في المحافظة منذ بداية الثورة السورية، حيث بلغ عدد الضحايا 643 قتيلا.

وبدأ عدد قتلى المحافظة في التصاعد منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتراوح بين 339 و643 قتيلا شهريا، فيما أعلن عن سقوط 386 شهيدا خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي. وتركز قتل المدنيين والمقاتلين في صفوف المعارضة في مناطق سراقب، إدلب البلد، سرمين وجبل الزاوية التي تعرضت لقصف عنيف بالقذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة خلال الحملة العسكرية الأخيرة التي سبقت وصول بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا.

المجلس القبلي السوري: النظام يهدد مشايخ القبائل بقتل أسرهم في حال تأييدهم للثورة

التركاوي لـ «الشرق الأوسط» : تنظيم مجالس محلية لحفظ الأمن بعد سقوط الأسد

محمد القشيري

كشف محمد مزيد التركاوي عضو مجالس القبائل العربية والمجلس الوطني السوري عن تهديد مستمر بالقتل لشيوخ ورموز القبائل ولأسرهم من قبل النظام السوري للحيلولة دون انضمامهم للمعارضة، رغم أن معظم الرموز هم صناعة 30 عاما على يد النظام لضمان ولاء القبيلة، على خلاف التركيبة العشائرية في تعيين الشيوخ البدوية. وأعلن التركاوي لـ«الشرق الأوسط» عن خطة يتم الإعداد لها خلال اجتماع المجالس القبلية في القاهرة لتفعيل دور العشائر العربية السورية والتي تمثل 45 في المائة من التركيبة السكانية.

ولفت التركاوي إلى أن هناك تنسيقا مستمرا لحماية المنشقين وسعيهم للانضمام للجيش الحر بعد أن تعمد النظام وضع أفراد القبيلة في مواقع هامشية كحراسة الأبنية وغيرها من الأجهزة الحكومية مع تشديد الحراسة ضدهم ومراقبتهم لعدم الخروج من تنظيمهم العسكري.

ونفى محمد التركاوي عضو المجلس الوطني إلى جانب عضويته في المجلس القبلي ما يتردد من أن أعضاء المجلس القبلي يطمعون في الوصول إلى أطماع سياسية عبر القبيلة مع منحهم صلاحيات لرموز القبيلة، بعيدا عن المؤسسات الحكومية ودورها الرسمي، وأكد أن تشكيلهم للمجلس هو لتعزيز حقوق الشعب السوري وليس لتعزيز النهج القبلي.

وفيما يلي نص الحوار…

* بداية نود أن نبدأ بالتطورات الأخيرة لمجلس القبائل العربية السورية من خلال اجتماعكم حاليا في القاهرة وقبل ذلك في تركيا.. ما الذي تهدفون إليه من هذه الاجتماعات؟

– الاجتماع يهدف بالدرجة الأولى لتنشيط دور القبائل السورية في هذه المرحلة والمرحلة القادمة وأقصد بعد زوال النظام والمتمثل في حفظ النظام وعدم وجود انعكاس غير إيجابي بعد الثورة، كما حدث في الدول العربية الأخرى بعد زوال الأنظمة من جرائم وعدم حفظ الأمن، فالمجتمع القبلي مجتمع تجمعه روابط النسب والمصاهرة التي هي من أكثر الروابط تأثيرا. إضافة إلى طرح المطالب الدولية لإعادة هيكلة المجلس الوطني.

* هذا التحرك من قبلكم كمعارضين يقابله تأييد كبير من رموز القبائل لنظام بشار الأسد وهو ما حرص الأخير عليه من خلال دعم مجلس الشعب بشيوخ وممثلين للقبائل السورية، وهو ما انعكس خلال الاحتجاجات والثورة في دعم النظام من خلال التبرؤ من المعارضين وحرمانهم من الانتساب للقبيلة؟

– صحيح.. النظام يستخدم القبيلة كورقة ضغط من خلال رموزه الذين صنعهم لكسب الولاء من خلال الترغيب والترهيب لما يمثله المجتمع القبلي من نسبة كبيرة في سوريا حيث تمثل العشائر العربية بنسبة 45 في المائة.

* أفهم من كلامك أن شيوخ ورموز العشائر من صنع النظام وهو على خلاف التركيبة العشائرية للبدو والقبائل في الوصول للمشيخة؟

– نعم النظام كان يصنع مشايخ ويضغط لتعيينهم، ولكنهم ليسوا غالبية المشايخ.. الغالبية مورس عليهم ضغط والترغيب في الوصول لمناصب من بينها مجلس الشعب وهؤلاء الرموز سايروا الموجة في السابق ولكن حاليا هم غير راضين عما ينكل به الشعب، وخاصة المدن القبلية كحمص التي دمرت بالكامل، وأنا على يقين أن هؤلاء المشايخ لو ضمنوا حماية لأسرهم سينضمون إلى الشعب ويؤيدونه في إسقاط النظام، سوف أذكر قصة حدثت لشيخ قبلي جاء للسعودية للعلاج بأحد المستشفيات المتخصصة وطلب منه النظام بالقوة عبر التهديد بالقتل العودة لسوريا ولم يقدروا كبر هذا الشيخ أو مرضه، النظام نظام قمعي لا يفرق بين شيخ أو طفل المهم هو حفظ نظامه وهو ما ظهر واضحا من خلال تدمير المدن السورية.

* وماذا عنك؟ هل واجهت تهديدا أنت أو أي من المعارضين خلال تشكيل المجلس القبلي؟

– طبعا الكل واجه تهديدا، ووصلتني تهديدات كثيرة عبارة عن اتصالات مجهولة تحذرنا من الاستمرار بالمجلس، أما في سوريا فبيوتنا مهدمة.

* وماذا يفعل النظام لكسب الشعب القبلي؟

– حاليا يقوم النظام بإنهاء المطالب السابقة للشعب القبلي في سوريا كحفر الآبار وسفلتة الشوارع والزيارات لمسؤولي الجهات الحكومية لتحفيز الشعب بإنجازات كبيرة في البنى التحتية وغيرها من المطالب والحقوق التي حرم منها العشائر في النظام السابق.

* البدو في سوريا يتميزون كغيرهم من العشائر العربية بحمل السلاح بإتقان منذ الصغر.. ماذا يمكن أن يستفاد من هذا الأمر في التسليح الشعبي للثورة؟

– هذا صحيح.. المجتمع العشائري مجتمع مسلح ولكن أسلحته بسيطة، ولكن انضمامهم للجيش الحر ساهم في تنظيم حركتهم، وخاصة أن جيش الحر أصبح له تنظيم في الأشهر الخمسة الماضية من خلال اتصالاتهم وتنسيق ضرباتهم في مواجهة آلة القتل المستمرة ضد الشعب السوري.

* كم يمثل القبليون من نسبة الجيش النظامي، وكم نسبتهم من المنشقين والمنضمين للجيش الحر؟

– العدد كبير وقد يتجاوز 30 في المائة من نسبة الجيش الحر، والعدد في تزايد مستمر ولكن المشكلة تكمن في حرص النظام على عدم خروج أبناء القبيلة من الجيش رغم أن النظام يقوم بتوكيلهم بأدوار هامشية كحراسة الأبنية والمخازن من الأسلحة بمختلف أنواعها ويتم حراستهم لعدم الخروج من الكتائب، بعد أن تزايد خروج القبائل والانضمام للجيش الحر.

* وهل يوجد حماية للمنشقين مع توفير طرق لانضمامهم لجيش الثورة؟

– نعم هناك طرق ميدانية لحمايتهم وسرعة انضمامهم للقتال.

* هل وجه لكم دعم من القبائل العربية الأخرى على اعتبار أن هناك صلة قرابة بينكم ونسبا بين تلك العشائر وتميزها بإمكانية توفير السلاح والمال؟

– حصلنا على دعم معنوي وجاءتنا اتصالات كبيرة من القبائل العربية، وغير ذلك لا يوجد لأننا لم نطلب الدعم المادي.

* هل يوجد مذكرة تفاهم بين القبائل العربية والعشائر الأخرى والمتمثلة في القبائل الكردية والدرزية في سوريا؟

– هذا جزء من الهدف من إجماعنا أن نوحد كلمتنا كعشائر عربية بعدها يتم التنسيق مع العشائر الأخرى من التركيبة السكانية السورية، ونحن مجتمعون على أن سوريا وطن للجميع ولا يمكن تقسيمها لأي طائفة أو عشيرة.

* يتردد أن اجتماعكم في القاهرة يهدف لأطماع سياسية، وعودة النفوذ لرموز القبلية المهمشين من النظام من خلال نهج القبيلة والبعد عن المؤسسات المدنية، ما تعليقكم؟

– ليس صحيحا.. رؤيتنا واضحة ومواضيعنا تصب في مصلحة سوريا بالدرجة الأولى صحيح أن هناك مطالب ولكن لا تتعدى مجرد حقوق حرمت منها العشائر وهي حقوق يشترك فيها جميع التركيبة السكانية لسوريا، نحن نسعى للحفاظ على سوريا وليس النظام القبلي.

* هل المجلس القبائل العربية وبقية المجالس القبلية الأخرى تحظى بدعم للمجلس الوطني السوري؟

– نلقى دعما كبيرا من المجلس وأنا أحد أعضاء هذا المجلس، ولكن لا نعمل تحت مظلته.

* أشرتم في حديثكم في البداية إلى أن من أهداف المجلس القبلي إعادة هيكلة المجلس الوطني، معنى ذلك أنكم غير راضين عن المجلس؟

– أولا دعني أوضح هذه المسألة.. نحن في المجلس القبلي بجميع أعضائه لسنا معترضين على المجلس ككيان وما يمثله للشعب السوري، ولكن لا قدسية لأشخاص في هذا المجلس وهذا هو السبب في اعتراضنا ومطالبتنا بإعادة هيكلته.

* تشتركون في مطالبكم مع المطالب الكردية، هل هناك خلافات في المجلس حول تنفيذ أجندة مخصصة لبعض الطوائف؟

-أبدا.. لا يوجد خلاف والخلاف الكردي ممثل في حزب وحيد، وإذا وجدت معارضة فتتمثل فقط في نسب التمثيل فقط وليس لتنفيذ أجندة لكل طائفة أو دول خارجية كما يقال، ونحن كمجتمع قبلي نشعر أننا مهمشون يجب أن يكون لنا تمثيل كبير لأن تمثيلنا قليل جدا مقارنة بما يمثل العشائر القبلية في التركيبة السكانية في سوريا.

* يثار جدل كبير حول تسليح الجيش الحر، وكان من أول المطالبين على الوجه الرسمي السعودية عندما أعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بضرورة تسليح المعارضة، ما هو تعليقك؟

– نحن في سوريا سواء كمعارضين في الخارج أو الداخل نثمن مواقف السعودية وعلى رأسهم جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين ونحن نشعر أن موقفهم هو موقف إنساني على عكس ما نشعر به من مواقف لدول أخرى من مواقف مصالحة وغيرها، والتسلح مطلب للشعب وهناك إجماع كبير على هذا الأمر، وما يواجه هذا الإجراء من تخوف من التسلح ووصوله لجهات وتنظيمات إجرامية ليس في محله، بسبب أن وجود الجيش الحر والمنظم حاليا.

* ميدانيا.. هل صحيح أن حزب الله وجيوشا من إيران هي من تقوم بقتل السوريين العزل بهذه الوحشية؟

– حزب الله وإيران كانوا في السابق يدعمون النظام من خلال الدعم اللوجستي والمتمثل في أغلبه في نقل خبرات وتنفيذ خطط، أما الآن فغالبية القناصة والعناصر الأمامية هم من حزب الله والإيرانيين الذي يوقعون الأعداد اليومية من القتلى السوريين.

* بالعودة للاجتماع المنعقد حاليا في القاهرة.. هل يمكن أن تشرح لنا كيف تنسقون لأهدافكم ميدانيا مع المعارضين في الداخل؟

– سنعمل على تشكيل مجالس محلية فكل مدينة ومنطقة تتراوح فيها نسبة القبائل ما بين 30 إلى 25 في المائة، وهذه النسبة فقط للقبائل العربية في حين سيتم مستقبلا التنسيق مع هذا الأمر مع القبائل الأخرى كالكردية والدرزية وبالتالي يتم تغطية معظم المدن السورية لحفظ النظام بعد سقوطه وهذا إجراء احترازي مهم لحفظ الأمن وهذا الأمر سيعلن خلال الأيام المقبلة كتوصيات نهائية للاجتماعات القبلية بالتنسيق مع المجلس الوطني السوري.

السوريون: لم يعد لنا ما نخسره.. نريد الحرية

بانتظار المساعدات.. المناطق الهادئة تحمل وزر المناطق المنكوبة

لندن: «الشرق الأوسط»

بعد تحول غالبية سكان المناطق المتوترة إلى عاطلين عن العمل، والشلل الذي أصاب أطراف البلاد، لا تزال شعلة (الثورة) متقدة بالمظاهرات المطالبة بالحرية، كما أنها إلى تزايد.. وهنا تكمن المعجزة السورية إذ يقول أبو جميل الحمصي: «لم يعد لنا ما نخسره.. نريد الحرية».

حياة أبو جميل تكاد تكون نموذجا لحياة السوريين الذين هُجّروا من منازلهم في المناطق المنكوبة من حمص وحماه وإدلب والغوطة الشرقية إلى المناطق الهادئة نسبيا ليعيشوا على المساعدات في بيوت فتحت لإغاثتهم، يسكنون كل أربع أو خمس عائلات في شقة. لم يعرف أبو جميل الراحة في البيت الذي حل فيه وأسرته مع عائلتين أخريين، فأخذ يمضي أغلب وقته في الحديقة القريبة، بانتظار مظاهرة طيارة.. أو عمل، أو تغير الأحوال ليعود إلى حمص.

نزوح آلاف السوريين داخل البلاد باتجاه المحافظات الأخرى، لا سيما العاصمة دمشق ومدينة حلب والقلمون وسط البلاد والوادي القريبة من الساحل، مقابل تعطل الحياة في مناطق واسعة مثل محافظتي حمص وإدلب وريف حماه، خلخل التوازن المعيشي لعموم سكان البلاد، مما رتب مشاكل وتحديات جديدة فاقمت الأزمات المزمنة في المناطق المكتظة بالسكان، والتي لها علاقة بضعف توافر خدمات الكهرباء والماء والصحة والتعليم.

وبحسب الأمم المتحدة التي وضعت خطة لبحث تغطية الاحتياجات الإنسانية في سوريا بعد قيام بعثة منها بزيارة عشر محافظات سورية والتوصل إلى تقييم مشترك أجري بالتعاون مع مسؤولين سوريين في الفترة بين 18 و26 مارس (آذار) الماضي – هناك نحو مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حيث إن أكثر السكان في الأماكن التي زارتها البعثة يعانون نقصا في الأدوية الأساسية، وارتفاعا حادا في أسعار المواد الغذائية، مع تضرر البنية التحتية بشدة، وندرة إمدادات المياه والكهرباء، مما جعل عائلات كثيرة غير قادرة على الحصول على احتياجاتها الأساسية اليومية، كما أن الوظائف وسبل العيش تعطلت، وارتفعت تكلفة السلع، وكثيرون لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الضرورية، أو الحصول على الخدمات الاجتماعية اللازمة، بسبب انعدام الأمن والضغوط المالية. وفي بعض المناطق، تلفت شبكات الصرف الصحي، وتلوثت مياه الشرب، وتوقف جمع القمامة، مما يمهد لتفشي أوبئة تنتقل عن طريق الماء مثل الكوليرا. ووفقا لخطة الأمم المتحدة، يستهدف البرنامج العالمي للأغذية تقديم الطعام لنحو 850 ألف شخص، وتمثل عملياته 85 مليون دولار من الميزانية. وما يأمل حسب المخطط تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية والتعليمية للأطفال، ففي كل المناطق التي زارتها بعثة الأمم المتحدة ظهرت أعراض الإجهاد والصدمة على الأطفال، مثل تساقط الشعر ومشكلات النوم والتبول اللاإرادي.

خطة الأمم المتحدة لا تزال حبرا على ورق، لحاجتها إلى موافقة الحكومة السورية. وفي الأسبوع الماضي، بحث فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، مع منسقين من الأمم المتحدة لشؤون المساعدات الإنسانية تحضيرات لتوقيع اتفاق حول آليات تنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية لاحتياجات السكان المتضررين، بعد تأسيس لجنة لقيادة هذه العملية «برئاسة الجانب السوري». المفارقة أن المقداد أكد حرص الجانب السوري على إيصال المساعدات الإنسانية إلى «مستحقيها من الذين تضرروا جراء الأعمال الإرهابية»، بينما تحدث المسؤولون الأمميون عن الحرص «على إيصال المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها». وبين من يحتاجها من وجهة نظر الأمم المتحدة ومن يستحقها من وجهة نظر الحكومة السورية، تتأخر المساعدات، ليعتمد السوريون على أنفسهم كل بحسب استطاعته.

جمال. ح من سكان دمشق يشير بكلامه عن مزايا (الثورة) بأنها «قربت الناس من بعضهم بعضا، فمع ارتفاع حدة عنف ووحشية النظام وارتفاع معدلات القتل والتدمير اليومي، لم تعد هناك قيمة لجني المال والثروات، وبات كل شخص يفكر في أن ما يجري اليوم لابن حمص أو إدلب أو حماه قد يصيبه غدا، مفسرا هذا بأن (الإنسان على عتبة الموت يكون بين يدي الحق فيتوب إلى ربه ويعود لإنسانيته لاقتناعه بأن كل شيء فان ما عدا الله.. الآن سوريا كلها بين يدي الحق)». هذه النظرة التدينية المثالية لا يمكن تعميمها بالمطلق على حال جميع السوريين، بل ما زال هناك تجار أزمات يستغلون الظروف لزيادة ثرواتهم، سواء كانوا من تجار المواد الأساسية، أو من أصحاب البيوت الذين رفعوا أسعار الإيجارات بشكل خيالي، ولكنهم فئة ليست كبيرة بل تكاد تكون معلومة وعرضة للمقاطعة من قبل مجتمع متضامن، يتحسس آلام أفراده، وجمعته المصائب، راح يلملم أشتاته ويشكل مجموعات إغاثة إنسانية، القسم الأعظم منها يعمل بغفلة عن النظام الذي يعتبر تقديم أي نوع من المساعدات دعما «للإرهابيين». يظهر هذا في حملات الاعتقالات التي تستهدف حتى المتعاطفين مع النازحين، أو مع (الثوار) مع أنه أمر محال ضبطه في مجتمع تحول في غالبيته إلى حاضن لـ(الثورة) حتى في المناطق الهادئة وذات الأغلبية الصامتة أو الموالية للنظام، إذ لا يمكن لتلك المناطق الانسلاخ عن محيطها ولا يمكنها العيش خارج أزمة تعيشها البلاد عموما، فمناطق الوادي في ريف حمص القريب من الساحل استوعبت عددا كبيرا من العوائل الحمصية المسيحية التي نزحت من حي الحميدية ومن مدينة القصير، وفي المقابل استوعبت مناطق القلمون أعدادا مضاعفة من العوائل المسلمة النازحة من حمص والقصير، إضافة لدمشق التي استأثرت بالعدد الأكبر، حيث يقدر عدد النازحين من محافظة حمص وحدها بنحو مائة وخمسين ألف نسمة. وتتندر إحدى صفحات الثورة السورية الحمصية الساخرة بالقول إن «النظام أخطأ مرتين مرة بتهجير الحماصنة، ومرة ثانية بإغلاق جامعة حلب.. فهو بذلك نشر الثوار في كل البلاد».

هذا الانتشار رتب أعباء كبيرة على الحكومة وأيضا على المواطنين جميعا، ففي مناطق الوادي والقلمون تمكن قلة من النازحين من إلحاق أولادهم بالمدارس، ولكن في دمشق لم يكن ذلك متاحا لازدحام المدارس بالأساس، ولم يتمكن أكثر الطلاب من متابعة دراستهم، وواقع طلاب الجامعات ليس أفضل، مع أن الحكومة سمحت لطلاب جامعة حمص بالالتحاق بجامعتي دمشق وحلب، إذ إن اضطراب الأوضاع الأمنية حال دون ذلك، فانقطع كثير من طلاب الجامعات عن الدراسة تارة تضامنا مع زملائهم المعتقلين وتارة بسبب هجوم الأمن والشبيحة على الطلبة في الجامعة، مما دفع الطلبة إلى الخوف على حياتهم، ندى طالبة طب «كلما خرجت من البيت أتلو الشهادة فقد أصادف الموت في طريقي».

وضع التعليم في البلاد ينسحب على باقي المجالات الأخرى كالصحة، فالمستشفيات العامة تعج بالمرضى، وهناك عيادات لا سيما في ريف دمشق المتمرد فتحت أبوابها لاستقبال المرضى بأسعار رمزية أو مجانية، لكنها غير قادرة على تغطية العجز في القطاع الصحي للتداوي والعلاج. خالد طبيب أسنان في بلدة قدسيا بريف دمشق يقول إنه فتح عيادته لمعالجة المرضى من النازحين مجانا، لكنه غير قادر على الاستمرار في ذلك طويلا، إنه «بحاجة لتمويل يغطي ثمن المواد المستخدمة في العلاج على الأقل». أمثال الطبيب خالد كثر في تقديم المساعدات، وبحسب تعبير سيدة أعمال حمصية أنفقت كل مالها على المساعدات في حمص، وصارت هي تعيش على المساعدات: «الشعب السوري حمل بعضه بعضا، ولكن تحت استمرار الضرب والقمع بات بحاجة لمن يحمله». هذا التوصيف يلخص واقعا يوميا ينوء بأحمال ثقيلة، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية عدة أضعاف، كنتيجة طبيعية لتضافر عدة عوامل معا، أهمها الوضع الأمني المضطرب، وانقطاع الطرق، مما جعل حركة النقل بين المحافظات محفوفة بالمخاطر، بالإضافة لتضرر مناطق زراعية واسعة وتلف المحاصيل والمنتجات الزراعية والحيوانية في المناطق المتوترة، في مقدمتها أرياف حمص وإدلب وحماه والغوطة الشرقية ووادي بردى، منها بسبب تدميرها بالقصف العنيف ومنها لاستحالة جنيها، أو لاستحالة نقلها إلى أسواق المدن الكبيرة. يقول مزارع في منطقة الحولة بريف حمص إنه اضطر لرمي منتوجات مواشيه من الحليب في نهر العاصي: «لم أستطع تخزينه في برادات بسبب انقطاع الكهرباء، ولم يشتره مني أحد، ولا توجد أسواق في حمص. ماذا سأفعل بالحليب؟» بينما يقول رامي صاحب سوبر ماركت وسط دمشق «إن أصنافا فاخرة من الأجبان والألبان الحموية لم تعد تصل إلى دمشق لأن المعمل في حماه يعتمد على حليب يأتي من جسر الشغور في إدلب، والطرقات هناك خطرة جدا». لذا، فإن رامي رفع سعر هذا النوع من الأجبان لصعوبة توافره.

إضافة إلى الوضع الأمني المضطرب، تسهم العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، في تعقيد حياة السوريين وتزيدها صعوبة، فاضطراب سعر صرف الليرة السورية وانخفاضها مقابل الدولار يرفع الأسعار على نحو جنوني، لكن عندما تتدخل الدولة وتحاول موازنة سعر الليرة بإجراءات تبدو غير واضحة ولا مدروسة، لا تتراجع أسعار السلع إلى ما كانت عليه، لذا يقول أبو جميل الحمصي: «عندما غادرنا حمص كان لنا عدة أشهر خارج حركة السوق، لا بيع ولا شراء، كل شخص يتقاسم مع جاره رغيف الخبز.. ولدى وصولنا إلى دمشق كنا مثل أهل الكهف». ومع ذلك، يؤكد أبو جميل أنه بمجرد سقوط النظام وتوقف القتل في البلاد، فإن سوريا قادرة على النهوض بنفسها، قائلا «سوريا أم الخير، ولكن للأسف الانفلات الأمني والقصف والتدمير يذهب بالخير والأرواح والأرزاق أدارج الرياح». ويوافق على هذا الكلام رياض المزارع في القصير بريف حمص: «فور توقف القصف العنيف عن المدينة والبساتين، توجه الفلاحون إلى مزارعهم وجنوا محصولهم من الفول والخس والبطاطا وإلخ.. من خضار وفواكه وباعوها أمام منازلهم بأسعار بخسة، ومنها ما وزع مجانا.. إذا عاد القصف سنعود لانتظار مساعدات تأتي من أبنائنا في العاصمة وخارج البلاد».

تشييع قتلى الجمعة.. والمراقبون يتجاهلون دعوة المعارضة لحضور الجنازات

عبد الباسط سيدا لـ «الشرق الأوسط»: خطة أنان فاشلة

بيروت: كارولين عاكوم

بعدما وصل عدد قتلى جمعة «إخلاصنا خلاصنا» إلى 37 قتيلا، دعا المجلس الوطني السوري بعثة المراقبين إلى التوجه إلى حي التضامن في كفرسوسة لإثبات عدم صحة مزاعم النظام الذي يقول إن دمشق مدينة محايدة. وجاء في البيان: «إننا نطالب المراقبين الدوليين بالتوجه غدا نحو حيي التضامن وكفرسوسة حيث يشيع شهداء يوم الجمعة في جنازات تثبت للنظام أن زعمه بأن دمشق مدينة محايدة مجرد زعم سقط في دمشق، وقبل ذلك في ريفها، منذ وقت طويل، كما سقط زعم مماثل في مدينة حلب القطب السكاني والاقتصادي والحضاري الآخر في سوريا».

وجاء في البيان أيضا: «رغم استمرار القمع والقتل والإرهاب، تظاهر السوريون في جمعة جديدة مجددين تمسكهم بمطلب إسقاط النظام الاستبدادي العائلي، وقيام نظام ديمقراطي يحترم حقوق السوريين ويصون كرامتهم. ففي طول البلاد وعرضها، وخصوصا في أكبر مدن سوريا، دمشق وحلب، خرجت مظاهرات حاشدة تطالب بالحرية وبإسقاط نظام القهر والاستبداد، وتستنكر جريمة استباحة جامعة حلب وتشريد وقتل وإصابة واعتقال وفصل المئات من طلابها، وتبعث برسالة للنظام مفادها أنه لا معقل له في أي من المدن السورية».

وأضاف: «كالعادة واجه النظام الحناجر بالرصاص، والمطالب بالقمع الدموي، وخص عاصمتنا الخالدة دمشق الشام بنصيب وافر من الرصاص في عدد كبير من أحيائها، وخصوصا حيي التضامن وكفرسوسة، فسقط عشرات الشهداء والجرحى في محاولة يائسة لإخضاع أهل دمشق». واعتبر البيان أن ما قام به السوريون، يوم الجمعة، دليل قاطع على أنهم يؤمنون بالتظاهر السلمي كأسلوب أساسي للتعبير عن الرأي، ووسيلة للتغير الديمقراطي، ودليل على أنهم ما زالوا يدعمون المبادرة الدولية – العربية، رغم عدم تنفيذ النظام أي بند من بنودها، «واستمراره في ممارسة التحايل والخداع وتضليل المراقبين الدوليين».

في المقابل، وفي حين أكد الناشط السوري يوسف الشامي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الشباب الناشطين في تنسيقية كفرسوسة تواصلوا مع المراقبين وطلبوا منهم أن يحضروا التشييع، إلا أنهم لم يلقوا منهم أي رد إيجابي»، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن وفد المراقبين الدوليين التقى، أمس، محافظ حماه وقام بجولة شملت أحياء جنوب الملعب وشارع الثامن وحي مشاع الأربعين في المدينة، كما زار الوفد مدينة دوما في ريف دمشق والتقى عددا من الأهالي، كما أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا وصول لجنة المراقبين الدوليين إلى مدينة أريحا وقابلهم الناس بمظاهرة حاشدة وإضراب عام، وعبروا عن استيائهم ونادوا بإسقاط النظام وسحب المظاهر المسلحة من المدينة، كما وصل وفد آخر إلى بصرى الشام في درعا، برفقة عدد كبير من سيارات الأمن و«الشبيحة».

وفي هذا الإطار، اعتبر عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا، أن خطة أنان ومن ضمنها مهمة المراقبين فاشلة، لكن المشكلة تكمن في الإعلان عن هذا الفشل، في غياب أي خطة بديلة لدى المجتمع الدولي الذي يصر على التمسك بها. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ البداية كانت لنا ملاحظات على خطة أنان، من حيث قلة العدد والتمهل بإرسالهم، ومن ثم محاولة تصوير الوضع السوري وكأنه اختزل بوقف إطلاق النار»، مضيفا: «ما نريده من ثورتنا هو الحرية والاستقلال والتخلص من النظام الاستبدادي الذي استولى على البلاد والعباد».

إيران تكثّف مساعداتها العسكرية للنظام والدوليون يكشفون عن دبابات في دوما

تظاهرات حاشدة في دمشق لتشييع شهداء الجمعة

                                            خرج آلاف السوريين أمس في تظاهرة حاشدة في حي كفرسوسة الدمشقي لتشييع شهداء تظاهرات الجمعة في العاصمة السورية غير عابئين بالقمع الذي مارسه النظام السوري ضدهم بالرصاص والاعتقالات، إضافة إلى تفجيرات سبقت التشييع في العاصمة وكذلك في مدينة حلب اعتبرتها المعارضة محاولة ترويع فاشلة قامت بها أجهزة الرئيس السوري بشار الأسد.

وفيما كان المراقبون الدوليون التابعون للامم المتحدة يكشفون ميدانياً في بلدة دوما السورية دبابات تابعة لجيش النظام لم تنسحب من مواقعها كما ينص اتفاق الهدنة، والتقوا بسكان شكوا من ان مراقبي الامم المتحدة يراقبونهم فقط وهم يموتون، كانت الولايات المتحدة تتهم أجهزة الاستخبارات الإيرانية بتكثيف تورطها في دعم النظام السوري وأن عميلا سريا لطهران أصيب خلال عمله مع القوات الأمنية السورية في قمع الانتفاضة ضد الأسد.

ففي دمشق خرج أمس الاف الاشخاص لتشييع قتلى تظاهرات الجمعة عقب انفجارات هزت العاصمة ومدينة حلب (شمال) التي سقط فيها خمسة قتلى.

وبلغ عدد القتلى في سوريا السبت 25 توزعوا على حلب وريف حمص وادلب.

وقال ناشطون في تنسيقيات دمشق ان “الاف الاشخاص خرجوا في حي كفرسوسة لتشييع الشهداء الذين سقطوا برصاص الامن السوري اثناء تظاهرات الجمعة”. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “شارك اهالي حي كفرسوسة بدمشق في تشييع حاشد للشهداء الذين سقطوا الجمعة خلال اطلاق الرصاص” من قوات الامن على متظاهرين، مشيرا الى ان قوات الامن “اطلقت القنابل المسيلة للدموع”.

وبحسب تنسيقيات دمشق، فإن قوات الامن اطلقت النار ايضا لتفريق المتظاهرين ما اسفر عن اصابة عدد منهم، واعتقلت عشرات آخرين. واظهرت مقاطع بثت مباشرة على الانترنت الاف المتظاهرين في حي كفرسوسة يهتفون “واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد” و”ما منركع الا لله”. ورفعت لافتات كتب على بعضها “كل سوريا ستقف بوجه النظام المجرم”.

ولدى وصول جثامين القتلى، علت زغاريد الشابات المشاركات في التظاهرة، وعلت هتافات “ابو الشهيد ارفع راسك” و”اين الاسلام والله حرام”، فيما ظهرت على احد جدران المكان شعارات تحيي الجيش السوري الحر.

وفي حي التضامن في العاصمة السورية، خرج الاف الاشخاص للمشاركة في التشييع الذي انطلق ظهرا، بحسب ما افاد المتحدث باسم مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي.

وافادت تنسيقيات دمشق بتنفيذ قوات الامن حملة اعتقالات في حي التضامن.

وقتل في سوريا الجمعة 44 شخصا من بينهم تسعة متظاهرين سقطوا برصاص الامن في حيي كفرسوسة والتضامن في العاصمة، بحسب المرصد. وهي الحصيلة الاكبر لقتلى يسقطون في تظاهرات وقمع في العاصمة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف اذار (مارس) من العام الماضي.

ودعا المجلس الوطني السوري المعارض المراقبين الدوليين الى التوجه السبت الى هذين الحيين لحضور تشييع القتلى، ولم ترد انباء عن حصول ذلك فعلا.

واعتبر المجلس ان تظاهرات دمشق “تثبت للنظام ان زعمه بان دمشق مدينة محايدة مجرد زعم سقط في دمشق، وقبل ذلك في ريفها، منذ وقت طويل، كما سقط زعم مماثل في مدينة حلب القطب السكاني والاقتصادي والحضاري الاخر في سوريا”.

وسبق تظاهرات التشييع، انفجاران هزا دمشق صباحا، تبين ان الاول وقع في اطراف العاصمة اثناء مرور حافلة عسكرية وادى الى اصابة ثلاثة جنود بجروح، والثاني ناجم عن عبوة وضعت تحت سيارة عسكرية في شارع الثورة التجاري الحيوي من دون ان يبلغ عن وقوع ضحايا.

وشهدت بساتين حي برزة في دمشق صباح السبت اطلاق نار من قبل القوات النظامية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات، ما اسفر عن سقوط جرحى، بحسب المرصد وناشطين.

وافاد المرصد السوري ان “انفجارا شديدا هز مساء السبت منطقة دف الشوك في ريف دمشق” مشيرا الى وقوع ضحايا من دون ان يكون قادرا على تقديم تفاصيل.

وفي حلب، ثاني كبرى المدن السورية، قتل خمسة اشخاص على الاقل في انفجار وقع على مقربة من مغسلة للسيارات في منطقة تل الزرازير، بحسب المرصد. ولم تعرف ملابسات هذا الحادث بالتفصيل.

وقالت الناشطة نور الحلبية من مدينة حلب “ان اصوات اطلاق رصاص تلت صوت الانفجار فيما عملت قوات الامن على قطع الطرقات”.

وافاد المرصد مساء السبت ان “مسلحين اغتالوا طبيبا مقدما هو رئيس قسم الأشعة في مستشفى الشرطة في مدينة حلب وذلك اثر اطلاق الرصاص عليه امام عيادته في حي السكري” في المدينة.

وشهدت مدينة حلب في الاشهر الماضية انفجارات عدة اسفرت عن مقتل وجرح عدد من الاشخاص.

وتشهد دمشق وحلب تصاعدا في الحركة الاحتجاجية منذ اشهر.

وفي منطقة حلموز المجاورة لقرية الغنطو في ريف حمص قتل خمسة اشخاص اثر سقوط قذيفة هاون على مقربة من منزلهم، حسب ما افاد المرصد. وكان البيان الاول للمرصد اشار الى سقوط قتيل واحد وعدد من الجرحى.

وخرجت السبت تظاهرة طلابية في دير الزور (شرق) احتجاجا على قمع السلطات لطلاب جامعة حلب، بحسب المرصد.

كما خرجت تظاهرة في السويداء هتف المشاركون فيها “الشعب يريد اسقاط النظام” و”بالروح بالدم نفديك يا حمص” و”الشعب السوري واحد” بحسب مقاطع بثها ناشطون في السويداء على الانترنت.

في مدينة الرستن في ريف حمص (وسط) التي تعد احد معاقل الجيش السوري الحر، والتي زارها قائد بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود الجمعة والتقى فيها قيادة المجلس العسكري للجيش الحر بحسب ما اظهرت مقاطع بثها ناشطون، دارت اشتباكات عنيفة على المدخل الشمالي بين القوات النظامية والمنشقين، بحسب المرصد.

وفي ادلب (شمال غرب) التي كانت مسرحا في الاسابيع الاخيرة لعمليات عسكرية واسعة النطاق للقوات النظامية قبل دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، افاد المرصد السوري بمقتل مسؤول في حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا برصاص “مسلحين مجهولين”.

وقرب مدينة سراقب في محافظة ادلب قتل ثلاثة مواطنين بينهم عسكريان منشقان وذلك اثر استهداف سيارة كانت تقلهم من قبل القوات النظامية السورية، بحسب ما افاد المرصد.

وقتل اكثر من 600 شخص منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ، بينما تجاوز عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار (مارس) 2011 الاحد عشر الفا معظمهم من المدنيين.

من جهة ثانية اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “ان قوات الامن السورية داهمت منزل المحامي والناشط الحقوقي سعد مصطفى الخش في مدينة مصياف بمحافظة حماة واعتقلته وصادرت سيارته وجهاز الكمبيوتر الخاص به واقتادته الى مكان مجهول”. ووصف المرصد في بيانه المحامي المعتقل بانه من “داعمي الحراك السلمي في سوريا” داعيا الى “الافراج الفوري وغير المشروط” عنه.

وشاهد مراقبون لوقف اطلاق النار تابعون للامم المتحدة في بلدة دوما السورية السبت دبابات الجيش السوري التي لم تنسحب من مواقعها كما ينص اتفاق الهدنة كما التقوا بسكان شكوا من ان مراقبي الامم المتحدة يراقبونهم فقط وهم يموتون.

وشاهد فريق لـ”رويترز” صاحب قافلة الامم المتحدة نقاط تفتيش في كل شارع ووجودا كثيفا للجيش في دوما التي كانت معقلا للمعارضة المسلحة لكنها الان تخضع لسيطرة القوات الحكومية.

وعند مدخل البلدة وقف جنود بملابسهم العسكرية الكاملة في نقطة تفتيش كبيرة وكان بعضهم يقف خلف اجولة رمال. وعلى طول الطريق طمست كتابات بالطلاء مناهضة للاسد على الجدران بطلاء الاسود لكن بعضها ظل باقيا. وكانت بعض الشعارات المكتوبة تدعو لسقوط الاسد وترفض الطائفية وتحيي الجيش السوري الحر وهو تنظيم يضم منشقين عن الجيش ومدنيين يقاتلون من اجل اسقاط الاسد، كما كتبت عبارات تصف جيش الاسد بالخيانة وقالت عبارة بالانجليزية “لن نخضع للقمع”.

كما ظهرت على الجدران كتابات مؤيدة للاسد. فقد قالت عبارة على احد الجدران “ان لم تكن واحدا من جنود الاسد فأنت لا تستحق الحياة”.

وقال ضابط في احدى نقاط التفتيش “الموقف الان هادئ منذ يومين. احيانا يطلق علينا الرصاص ليلا. واحيانا نرد واحيانا لا نرد على حسب حجم الهجوم”.

وتجمع بعض الناس في متجر قريب. وقال احد السكان ويدعى عبد الله ان القصف واطلاق النار يقعان كل ليلة لكنه قال ايضا ان اليومين الماضيين كانا اهدأ كثيرا.

وتوقف مراقبو الامم المتحدة في نقطة التفتيش ليسألوا الجنود عن تسليحهم. ووفقا لاتفاق وقف اطلاق النار وافقت الحكومة السورية على “انهاء استخدام الاسلحة الثقيلة والبدء في سحب التجمعات العسكرية حول المراكز السكنية.”

واخفيت دبابة تحت غطاء ضخم. والتقط المراقبون صورا وتحدثوا إلى ضابط مسؤول ومضوا في طريقهم.

وداخل البلدة كانت هناك نقطة تفتيش كبيرة اقيمت في مكان محطة اطفاء ووقفت امامها دبابة. كما كانت هناك خنادق واجولة رمال والحديد المدعم لحماية الجنود.

وقال ضابط لكبير المراقبين العقيد المغربي احمد حميش ان الدبابة التي كان مدفعها ظاهراً تماما ليست سوى ناقلة جند مصفحة. وقال “انها تحمل الجنود والمصابين.. لو اردت يمكنني ان اخرجها خارج دوما فورا” فرد عليه حميش قائلا انه لا داعي لذلك.

وكثيرا ما يقول سكان دوما ان البلدة تشبه “مدينة اشباح” لكن المتاجر فتحت ابوبها السبت وعادت المشاغل للعمل وانتشر الناس في الشوارع وهم يمرون إلى جوار بنايات محترقة وعبر نقاط تفتيش مدققة. وتجمع الباعة والمتسوقون في السوق المزدحمة بوسط البلدة وهم ينظرون بريبة للمراقبين.

ونظر بعض الباعة بغضب إلى المراقبين، بينما ابتسم لهم البعض وهم يوجهون لهم السباب بالعربية بهدوء.

والقي قليل من الحجارة على القافلة بينما كانت تشق طريقها في البلدة ولوح شاب ظن ان فريق “رويترز” تابع لفريق المراقبين بحذائه في اشارة مهينة.

وقال احد الباعة “المراقبون لا يفعلون شيئا. انهم فقط يشاهدوننا ونحن نقتل.”

وعند نقطة تفتيش على الطريق خارج دوما شاهد المراقبون دبابة ثالثة مخفاة ايضا تحت غطاء كبير. وذكر ضابط يحرس نقطة التفتيش ان بعض اطلاق النار وقع مساء الجمعة لكن الموقف تحسن بشدة عن اسبوع مضى.

وقال الضابط لحميش “الناس سعداء بوجودنا هنا لأنهم يريدون ان يعملوا.”

وقال الضابط لرويترز “فر المسلحون الان إلى المساجد والحقول.” وعند احدى نقاط التفتيش كان الجنود يفتشون حافلة صغيرة بها ثمانية اشخاص. وبدا ركاب الحافلة متشككين وقلقين عندما سألتهم رويترز عن الموقف في دوما. وبعد لحظات من الصمت قال احدهم “الجيش يطلق النار على الناس ليلا.”

واتهم مسؤولون أميركيون إيران بالتورط في دعم النظام السوري في عملية القمع الوحشي التي يمارسها ضد المعارضة في البلاد, مؤكدين أن هناك دلائل على أن الجيش وجهاز الاستخبارات الإيرانيين قاما بدعم الجيش النظامي السوري بشكل موسع خلال الآونة الأخيرة.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني عن المسؤولين الأميركيين قولهم انهم اطلعوا على ثلاثة تقارير استخباراتية أميركية حول منطقة الشرق الأوسط تفيد بأن إيران قامت بمد نظام الرئيس السوري بالأسلحة وغيرها من المساعدات في الوقت الذي كان يكثف فيه جيش النظام هجماته الشرسة ضد المدن الرئيسية السورية ومن بينها مدينة حمص.

وكشف مسؤول أميركي لم يتم الكشف عن اسمه، النقاب عن تزايد المساعدات الإيرانية إلى سوريا بشكل مكثف خلال الأشهر الماضية والتي ترتكز بشكل كبير على مساعدات ومعدات عسكرية.

وأضاف المسؤول الأميركي أن الدور الموسع لإيران في الصراع السوري أكدته تقارير مدعومة بالنتائج التي توصلت اليها المخابرات الأميركية والتي أفادت بإصابة عميل سري إيراني خلال عمله مع القوات الأمنية السورية داخل البلاد.

(أ ف ب، أ ش أ، رويترز)

المراقبون يزورون دوما ورئيسهم يشدد على التعاون لإنجاح المهمة

                                            زار فريق من المراقبين الدوليين في سوريا امس مدينة دوما بريف دمشق فى إطار المهمة التى يقوم بها فى سوريا.

والتقى الوفد الدولي خلال الزيارة الرابعة الى دوما التي تنشط فيها المعارضة، بعدد من أهالي المدينة واستمع اليهم وشاهد بعض المناطق التي شهدت اشتباكات وأعمال عنف.

وكان وفد من المراقبين الدوليين زار أول من أمس محافظتي إدلب واللاذقية، حيث جال الفريق في شوارع المحافظتين واطلع على الأوضاع فيها.

رئيس بعثة المراقبة الجنرال روبرت مود أكد أن نجاح خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية المشترك كوفي آنان يتطلب تعاون الجميع وتطبيق نقاطها الست وأن مهمة البعثة الاستماع والمراقبة.

وقال مود في تصريح للصحافيين في مبنى محافظة ادلب إن البعثة لاقت التسهيلات الكثيرة من طرف الحكومة السورية الامر الذي يساعد على أن يكون عمل اللجنة عملا ميدانيا على ارض الواقع والقيام بأعمال التوثيق وتسجيل الحقائق كما هي.

وأشار مود إلى أن زيارته إلى محافظة إدلب تأتي في إطار التعاون والتنسيق مع كل الأطراف من أجل إعادة الأمن والاستقرار وذلك بالتزامن مع زيادة عدد المراقبين الذي وصل إلى60 مراقبا وانه سيتم قريبا استكمال وصول نحو 300 مراقب وتوزيعهم على جميع المحافظات السورية.

وقال مود: “نحن نضع أيدينا بيد الجميع ومنفتحون للتحاور من اجل تعزيز مصداقية العمل مع كل مكون من مكونات المجتمع السوري من اجل تنفيذ مهمة البعثة لإعادة جسور التواصل وتحقيق الهدف المنشود وهو عودة الامن والهدوء الى سورية”، لافتا إلى أن تقارير اللجنة ستكون مبنية على ما تتم مشاهدته ميدانيا ونقل هذه المعلومات والوقائع الى المنظمات الإنسانية.

وكان الجنرال مود قال في تصريح للصحافيين في منتجع “روتانا” باللاذقية أول من أمس “إن وجود بعثة المراقبين في سوريا يأتي في إطار المهمة التي أطلقتها الأمم المتحدة لتحقيق الامن والاستقرار”، مشيرا إلى انه سيعمل من أجل الحفاظ على الاستقرار وسيتابع جولته في اللاذقية ليعود بعدها إلى دمشق لمتابعة مهمة بناء فريق المراقبين.

ولفت الجنرال مود إلى أن مهمته تقوم على أساس تحقيق هدفين رئيسيين، هما: مراقبة وقف أعمال العنف وتنفيذ بنود خطة آنان الستة. وقال: “نحن بحاجة إلى دعم ومشاركة والتزام الجميع بالخطة”، معتبرا أن كل شخص يمكنه ان يساعد سوريا في الانتقال من العنف الى السلام وتجنب عمليات الاغتيال العنيفة، كما انه مطلوب من الهيئات الدولية الاخرى داخل وخارج سوريا الالتزام لتحقيق هذا الخيار.

وقال مود “إن اللاذقية الان هادئة ولا يوجد فيها أي تحديات دراماتيكية ونحن جميعا أي المجتمع الدولي والحكومة والشعب في سورية معنيون بإنجاز المهمة وهناك مجموعة من المراقبين يمثلون عدة دول جاءت لدعم وتنفيذ ذلك الخيار والتحرك في الاتجاه السلمى من اجل مستقبل الشعب السوري. وأضاف مود “في كل مكان ذهبت إليه في سوريا أخبرت فيه بان هناك ثقة بالأمم المتحدة كمنظمة دولية ونحن ليس لنا مشاكل في هذه المرحلة ومرتاحون حتى هذه اللحظة ونتحدث مع جميع الأشخاص الذين نريد التحدث معهم”, مشيرا إلى انه حتى في هذا الوضع الصعب بالنسبة للسوريين ما زال يشعر ويرى حسن الضيافة والكرم الذي تميز به الشعب السوري.

وكان اعمال العنف في سوريا حصدت أول من أمس 34 قتيلا. وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” عن مقتل خمسة اشخاص في محافظة حمص (وسط) في اطلاق رصاص من قوات نظامية وقناصة وبرصاص عشوائي، وخمسة آخرين في محافظة حماة (وسط) بينهم ثلاثة في استهداف سيارتهم من حاجز للقوات النظامية وإمام مسجد قتله مسلحون موالون للنظام في محافظة ريف حماة.

كما سقط سبعة قتلى في محافظة ادلب (شمال غرب) بينهم ثلاثة اعتقلتهم الاجهزة الامنية قبل ثلاثة ايام، وفي محافظة حلب (شمال) سقط اربعة قتلى هم رجل وزوجته وطفلهما في اطلاق رصاص، و”فتى استشهد خلال اطلاق رصاص على تظاهرة”.

وفي مدينة اللاذقية (غرب) سقط قتيل بالرصاص، وفي دير الزور (شرق) سقط آخر برصاص القوات النظامية.

وسجل المرصد ايضا مقتل تسعة مواطنين في العاصمة دمشق اربعة منهم في حي التضامن برصاص القوات النظامية وخمسة في حي كفرسوسة “اثر اطلاق الرصاص على مشيعي شهيد سقط ليل الخميس”، في حين سقط في محافظة ريف دمشق مواطن باطلاق نار من قبل القوات النظامية”.

وفي محافظة درعا (جنوب) اكد المرصد مقتل مواطن بالرصاص اليوم اضافة الى خمسة آخرين إما توفوا متأثرين بجروح اصيبوا بها سابقا او تحت التعذيب خلال اعتقالهم لدى القوات النظامية.

وتعرضت تظاهرات في مناطق عدة في دمشق وريفها وحلب والحسكة (شمال شرق) وحماة ودرعا (جنوب) واللاذقية وحلب (شمال) لاطلاق نار من القوى الامنية الجمعة، بحسب المرصد السوري وناشطين.

وشملت التظاهرات ايضا بلدات وقرى عدة في محافظتي ادلب وحمص.

في حي الخالدية في مدينة حمص، أنشد متظاهرون اغنية مع لازمة تقول “صامدون يا وطننا صامدون”، ورفعوا لافتة كتب عليها “حمص عاصمة الثورة حمص ام الشهداء”، بحسب ما أظهر شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت.

وفي حمص القديمة، هتف المتظاهرون “الشام شام الشهامة وحمص ارض الكرامة”، ورفعوا لافتة كتب عليها “هل تعلمون يا رؤساؤنا العرب بان النصر اقترب؟”.

في الزبداني، وبحسب شريط فيديو على موقع يوتيوب، حمل متظاهرون صورة كبيرة للرئيس بشار الاسد وكأنه في سجن مع عبارة “محكمة الشعب”.

وفي عربين في ريف دمشق، كتب متظاهرون على لافتة “الى المراقبين شكرا على زيارتكم انتهى”، وعلى اخرى “الجيش الحر حامي الدار والعرض والولد”.

وانطلقت التظاهرات خصوصا بعد انتهاء صلاة الجمعة وحملت شعار “اخلاصنا خلاصنا”، في تأكيد على استمرار التحرك حتى اسقاط نظام الاسد.

وتستمر اعمال العنف في سوريا رغم وجود طليعة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا منذ 16 نيسان (ابريل) للتثبت من وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 12 نيسان (ابريل).

وقتل اكثر من 600 شخص منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ، بينما تجاوز عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار (مارس) 2011 الاحد عشر الفا معظمهم من المدنيين.

(أ ش أ، أ ف ب)

في إطار مبادرة لملء الفراغ السياسي معارضة الداخل السوري تشكل برلمانا مؤقتا

                                            أعلن نشطاء سوريون عن تشكيل برلمانهم المؤقت داخل الأراضي السورية، والمؤلف من 120 عضوا كلهم من الداخل، ويسعى البرلمان -وفقا لبيان التأسيس الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- إلى إنشاء مظلة سياسية تقود الحراك سياسيا وعسكريا داخل البلاد.

وطبقا للبيان فإن مبادرة تشكيل هذا البرلمان ستنظم العمل الثوري في إطار عمل مؤسسي يشمل الجانب السياسي، إضافة إلى تشكيل جيش تحرير وطني (مؤسسة عسكرية) يقوم بتحرير سوريا من نظام الرئيس بشار الأسد، وبناء مؤسسات الدولة المدنية بشكل عملي داخل سوريا وليس مجرد تصورات ووعود.

ولا يعني الجسم الجديد -وفق القائمين عليه- إقصاء القوى الأخرى الموجودة على الساحة وعلى رأسها المجلس الوطني السوري، أبرز قوى المعارضة وأوسعها تشكيلا، وإنما يعني التعاون والتكامل مع تلك القوى لإسقاط نظام الأسد.

ويرأس البرلمان السوري المؤقت نايف أيوب شعبان الذي خص الجزيرة نت بمقابلة أكد خلالها أن مبادرة تشكيل البرلمان المؤقت تهدف لبناء دولة مدنية ودولة المؤسسات وردا على هدم الدولة من قبل النظام.

واعتبر شعبان -الذي يحمل أيضا صفة الناطق السياسي باسم البرلمان السوري المؤقت- أن هذه المبادرة هي الأولى التي تصدر من الداخل السوري، مشيرا إلى أن أعضاء البرلمان الـ120 جميعا من داخل سوريا وتم ترشيحهم من قبل مجالس الثورة والتنسيقيات وتزكية مجالس عسكرية في بعض المحافظات.

شرعية البرلمان

وبشأن شرعية البرلمان وهذه المبادرة، قال شعبان إن الحراك على الأرض سيثبت ذلك. وبخصوص توقيت إعلان المبادرة، قال إنه يصادف يوم الشهيد، ويأتي قبل يوم “بالصدفة” من انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) التي دعا لإجرائها النظام في السابع من مايو/أيار الجاري.

ونفى شعبان استناد البرلمان السوري المؤقت في تشكيلته إلى المحاصّة وأن يكون تكريسا لمستقبل، مشيرا إلى أن البرلمان اعتمد التوزيع الجغرافي ومحاكاة لبرلمان عام 1943 قبيل الاستقلال عن فرنسا ولبرلمان الاستقلال عام 1946، لكنه رغم ذلك أشار إلى وجود تمثيل للطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس الأسد.

وأكد شعبان أن المجلس في حالة انعقاد دائم، ولكن بسبب الظروف الأمنية وصعوبة تنقل الأعضاء وإلى حين العثور على ملاذ آمن سينعقد المجلس عبر مواقع تواصل آمنة شبيه بسكايب على الإنترنت.

وأوضح شعبان -الذي يحمل إجازة في الحقوق واعتقل في مطلع الثورة قرب المسجد الأموي بدمشق- أن البرلمان انتخبه بالتوافق إضافة لانتخاب نائبين له أحدهما كردي والآخر مسيحي، موضحا أنه سيعلن عن أسماء أعضاء المجلس فور ضمان الوضع الآمن لهم ولعائلاتهم.

كما أشار إلى أن بعض التكتلات السياسية شاركت بشكل مباشر مثل الهيئة العامة للثورة السورية والتجمع السوري الحر واتحاد التنسيقيات، في حين تلقت مبادرة تشكيل البرلمان المؤقت -وفق شعبان- دعما شفهيا من أعضاء بارزين في المجلس الوطني ومكتبه التنفيذي بينهم فاروق طيفور ورضوان زيادة.

وأوضح أن أعضاء البرلمان جميعهم مدنيون، وأعمارهم بين 35 و45 عاما، لكنه أشار إلى أن رئيس لجنة الدفاع الوطني في البرلمان المؤقت ربما يكون رئيس قيادة الأركان فيما أسماه جيش التحرير الوطني الذي سيوحد التشكيلات العسكرية وسيكون مسؤولا أمام البرلمان.

=وفي هذا السياق أوضح أن الجيش الحر سيكون مكونا من مكونات جيش التحرير الوطني ولكنه ليس بديلا له، كما سيضم “جيش التحرير الوطني” جميع المجموعات المسلحة الأخرى والتشكيلات العسكرية والكتائب التي تنضوي اسما تحت الجيش الحر وغيرها.

والهدف من تأسيس رئاسة أركان -بحسب شعبان- هو توحيد السلاح تحت مسمى واحد قيادة الأركان التي تتبع للقيادة السياسية وبالتالي للبرلمان المؤقت، حيث تمت دعوة قيادة الجيش الحر للانضمام، مؤكدا في هذا السياق أن القيادة العسكرية يجب أن تكون داخل سوريا.

قرارات البرلمان

ووفقا لبيان التأسيس فإنه بعد أن تمّ تشكيل البرلمان وعقد أول اجتماع له اتُّخذت قرارات عدة أبرزها إلغاء الدستور الحالي وإعادة العمل بدستور عام 1950 الذي هو في الأصل “دستور الاستقلال”، مع وقف العمل مؤقتاً بمواد الدستور التي تعطي الصلاحيات لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وتُعطى الصلاحيات للبرلمان المؤقت كونه صاحب السلطات في حالة الفراغ الدستوري.

ويتم تشكيل مجلس الدفاع الوطني طبقاً لدستور الاستقلال والذي ستكون إحدى مهامه تشكيل قيادة أركان داخل الوطن تعمل على إنشاء جيش تحرير وطني لحماية المدنيين ومكتسبات الوطن وبسط سلطة القانون على الدولة والعمل على إجلاء الاحتلال عن مراكز القرار في الدولة.

كما تتضمن القرارات حل حزب البعث وإعادة جميع ممتلكاته للدولة، وتحال قياداته إلى القضاء للمحاكمة على ما اقترفت من قتل وتنكيل وتشريد وغيرها من الجرائم لمن تثبت إدانته.

وسيشكل البرلمان -وفقا لبيان التأسيس- اللجان التنفيذية التابعة له التي ستكون بمثابة نواة لوزارات الدولة.

وإحدى هذه اللجان هي لجنة السياسات الخارجية وستُمثل بنسبة 70% لنشطاء ومعارضة الخارج (تنسيقية الخارج) مقابل 30% للداخل، وستكون هذه اللجنة بمثابة الذراع السياسية للتعامل مع الخارج، مهمتها شبيهة بمهمة وزارة الخارجية ولها حرية العمل تحت سقف الدستور وموافقة البرلمان.

كما سيتم تشكيل لجنة مالية مهمتها جمع التبرعات لبناء الجيش ودعم الثورة واستعادة أموال السوريين المُحتجزة في الخارج بالتعاون مع اللجان المعنيّة.

أما اللجنة القانونية فستكون أيضاً ممثّلة بـ70% من تنسيقية الخارج و30% للداخل، ومهمتها متابعة قرارات البرلمان والتأكد من دستوريتها، كما أنها معنية بمتابعة الأمور القانونية المتعلقة بملاحقة أركان نظام الأسد، وكذلك مساعدة المهجرين والمغتربين على الاضطلاع بحقوقهم القانونية، ومساعدتهم في أماكن وجودهم من حيث تقديم المشورة والنصح ضمن قواعد القانون الدولي والقوانين المحلية في أماكن إقامتهم. بالإضافة إلى تشكيل لجان أخرى ذات اختصاصات متنوّعة حسب الحاجة.

تهديم عشرات المنازل بريف حمص

اشتباكات بدير الزور وتفجيرات بدمشق وحلب

شهدت مدينة دير الزور بشرق سوريا اشتباكات عنيفة تراجعت حدتها صباح اليوم بين قوات الجيش النظامي ومنشقين عنه دون معرفة عدد القتلى وفق سكان ونشطاء. وكانت قوات الأمن قد أطلقت النار على مظاهرة حاشدة الليلة الماضية في مدينة حلب التي شهدت تفجيرا أمس، كما وقعت سلسة تفجيرات في العاصمة دمشق كان آخرها الليلة الماضية وأسفر عن قتيلين، يأتي ذلك بعد يوم دام أوقع 28 قتيلا برصاص قوات الأمن أغلبهم بحي برزة الدمشقي وفق لجان التنسيق المحلية.

ونقلت وكالة رويترز عن سكان ونشطاء في دير الزور أن منشقين هاجموا بقذائف صاروخية الليلة الماضية مواقع دبابات في القطاع الشرقي للمدينة الواقعة على نهر الفرات ردا على هجوم للجيش النظامي استهدف بلدات وقرى في المحافظة، وأسفر عن مقتل العشرات خلال الأيام الأخيرة.

وقال ناشط يدعى غيث عبد السلام لرويترز إن القتال تراجع في الصباح الباكر لكن لا يُعرف عدد القتلى “لأنه لا أحد يجرؤ على الخروج إلى الشوارع”.

وفي سياق متصل نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان –ومقره لندن- أن القوات النظامية تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في بلدة القورية التابعة لدير الزور.

من جانبها قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام هدمت 31 منزلا في قرية المباركية بريف حمص بشكل كامل، إضافة إلى هدم بقية منازل القرية بشكل شبه كامل وتهجير كافة سكانها منها وفق المصدر نفسه.

كما اقتحمت قوات النظام –وفق الهيئة العامة- قرية كريم بسهل الغاب في حماة صباح اليوم وتمركزت في منازل المواطنين بعد طردهم منها.

ومنذ منتصف الليلة الماضية قال نشطاء إن مدينة درعا بجنوب البلاد شهدت سلسلة انفجارات فاقت عشرين، كما شهدت بلدة طفس بريف درعا إطلاق نار كثيفا.

وذكرت شبكة شام الإخبارية أن انفجارين هزا مدينة إدلب صباح اليوم، وذلك في وقت شهدت فيه بلدة معرة حرمة بإدلب وكفرنبوذة بحماة وطفس وناحتة بدرعا مظاهرات صباحية مناهضة للنظام.

تفجيرات

وقد خرجت في مدينة حلب مظاهرة ليلية حاشدة في حي الإذاعة تضامنا مع جامعتها ومطالبة بإسقاط النظام. ولدى وصول المتظاهرين إلى حي سيف الدولة أطلقت قوات الأمن السوري الرصاص عليهم لتفريقهم. وسبق أن أدى انفجار في منطقة السكري بقلب مدينة حلب أمس إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح آخرين.

وفي تطور متصل بما شهدته العاصمة دمشق من تفجيرات قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شخصين قتلا في انفجار بمنطقة دف الشوك بالعاصمة دمشق.

كما أفاد ناشطون بانفجار سيارة ملغمة الليلة الماضية في المنطقة التي تصل بين حيي ركن الدين ومساكن برزة وسط دمشق أمام مقر الهيئة العامة للإمداد والتموين العسكرية. وتسبب الانفجار في إصابة عدد من عناصر حرس الهيئة بجروح طفيفة إضافة إلى أضرار مادية كبيرة.

كما انفجرت ثلاث سيارات ملغمة بين حيي دف الشوك والتضامن قرب مسجد الحسن جنوب العاصمة فأوقعت جرحى، وفي وقت سابق أمس هز انفجاران دمشق، الأول وقع بالقرب من سوق الخُجا في شارع الثورة أمام المؤسسة العسكرية، ووقع الثاني قرب القصر العدلي مقابل سوق الحميدية، وهي منطقة تجارية مزدحمة.

وقد أطلق الأمن السوري النار على آلاف المتظاهرين الذين خرجوا لتشييع قتلى سقطوا أمس في حي كفر سوسة وسط دمشق.

 الشبكة السورية لحقوق الإنسان سجلت خروقا من جانب قوات النظام لخطة أنان

وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومقرها لندن أمس ما لا يقل عن 207 خروق لمبادرة كوفي أنان بإطلاق نار مباشر وقصف مدفعي واقتحامات من قبل قوات الجيش السوري على المتظاهرين السلميين مما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى و العديد من الاعتقالات وفق الشبكة.

من جانبها وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 1122 طفلا وطفلة منذ انطلاق الثورة و تركزت أكبر حصيلة لذلك في حمص التي قتل فيها 524 طفلا وحماة التي قتل فيها 147، وسقط 103 أطفال قتلى في كل من إدلب ودرعا وريف دمشق.

انتخابات ومقاطعة

وتأتي هذه التطورات الميدانية قبل يوم من انتخابات مقررة لمجلس الشعب أعلنت عنها الحكومة غدا الاثنين في ظل دعوات المعارضة في الداخل ومنها هيئة التنسيق الوطنية إلى مقاطعتها.

وتواجه هذه الانتخابات -التي تأجلت مرتين عن موعدها الأصلي في مايو/ أيار العام الماضي- تحديات عديدة منذ بداية الإعلان عن موعدها،  نظرًا للأوضاع الأمنية، وإصرار الحكومة على خوضها بوصفها أول ثمار التغيرات التي تشهدها سوريا وخاصة في ظل الدستور الجديد وإلغاء المادة الثامنة منه، التي بموجبها كان يحتكر حزب البعث الحاكم السلطة.

حملة اعتقالات واسعة لأطباء وأبناء ناشطين في سوريا

ولدا فايز سارة لا يعرف مكانهم رغم ثلاثة أيام من الغياب

دمشق – جفرا بهاء

في إطار حملة الاعتقالات الممنهجة التي تشنها السلطات السورية على الأطباء، قامت عناصر من الأمن الجوي باعتقال الطبيب الجرّاج أحمد طالب الكردي وطبيب التخدير أحمد الخنسة من مدينة السلمية، ليضاف اسمهما إلى جوزيف نخلة وجورج يازجي وأحمد وليد دحان ومحمد نور عودة ومحد عرب ومحمد غسان الصوعة وغصوب العلي ومهند رخباني وغيرهم كثيرون ما زالوا في المعتقلات السورية.

وباتت هذه الاعتقالات تطال كل طبيب أو صيدلاني يشتبه (مجرد اشتباه) بتقديمه للمساعدة الطبية لجرحى المظاهرات على يد الأمن السوري.

وقال المحامي أنور البني رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية لـ”العربية نت”: “إن المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية يدين الحملة الشرسة على الأطباء ويطالب بإطلاق سراحهم فورا، ويدعو المنظمات الإنسانية لتوحيد صوتها ومطالبتها وجهدها للعمل على إطلاق سراح جميع الأطباء ونشطاء الإغاثة”.

وكان البني أبدى قلقه على حياة وصحة عدد من الناشطين والمثقفين والأطباء الذين اعتقلوا في الفترة الأخيرة كسلامة كيلة والطبيب جلال نوفل والشيخ الداعية أحمد معاذ الخطيب، وأكد للعربية نت أن المقصود من اعتقال الأطباء والعاملين في مجال الإغاثة إنما هو ملاحقة كل من يعالج آثار القمع من أطباء ومسعفين وعاملين بإغاثة العائلات المنكوبة والمهجرة.

اعتقال أولاد النشطاء

وفي السياق نفسه تم اعتقال ولدي الناشط والمفكر السياسي فايز سارة (بسام ووسام) يوم الخميس الماضي بطريقة عنيفة، إذ اقتحمت جماعة رسمية مسلحة بيتهما بالتضامن في دمشق في السادسة من صباح يوم الخميس 3-5-2012، وبعد تفتيش مدمر للبيت قيل إنه بحث عن سلاح، وبعد سرقة بعض القطع الخفيفة وقليل من المال، تم اقتياد بسام سارة ووسام سارة إلى جهة مجهولة، دون أن يفصح المسلحون عن هويتهم.

وقال الناشط والسياسي فايز سارة لـ”العربية نت”: “بعد نحو ثلاثة أيام، لم يحدث جديد، مازالت الصورة الفجة التي لا تخلو من وحشية لعملية الاعتقال، ولا شيء غيرها، لم نعرف بعد الجهة التي قامت باعتقال بسام ووسام، والسبب الذي كان وراء اعتقالهما، ولا نعرف المكان الذي جرى اقتيادهما إليه، ولا الظروف التي يعيشان في ظلالها في ضوء ما هو معروف من بؤس أماكن الاعتقال والاحتجاز وسوء تصرفات وسلوكيات العناصر فيها، ونؤكد أننا نملك الحق أن نعرف مصير الشابين وكل الشباب الذين اعتقلوا معهم وقبلهم وبعدهم ومصير كل المختفين أيضاَ”.

وبسام فايز سارة رجل في السابعة والثلاثين من عمره، وأب لثلاثة أطفال بنتان وصبي، وسام فايز سارة، شاب في السادسة والعشرين وأب لطفل واحد.

واعتقال أولاد سارة للضغط عليه ليست الحادثة الوحيدة، إذ اعتقلت قوات الأمن من قبل ابنة المحامي الناشط في مجال حقوق الإنسان ميشال شماس، ووجهت لها تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام.

الجامعات السورية تواجه أعنف عمليات القمع

جامعة حلب شهدت حراكاً ثورياً ضد الرئيس السوري بشار الأسد

بيروت – محمد زيد مستو

اعتبر قرار إغلاق جامعة حلب خطوة متقدمة في إطار سعي النظام السوري إلى قمع احتجاجات شديدة شهدتها الجامعات الحكومية والخاصة، والتي تعرضت لعمليات قمع جرى فيها اقتحامات وإطلاق نار حي وقتل لطلبة جامعيين، كما تحولت بعض الجامعات إلى ثكنات عسكرية في بعض المناطق.

وحسب اتحاد طلبة سوريا الأحرار، فإن عشرات الطلبة قضوا على أيدي قوات النظام، فيما جرى اعتقال المئات وتعذيبهم لمنعهم من التعبير عن معارضتهم له داخل حرم الجامعات والأحياء الجامعية.

وأقدمت قوات الأمن السورية على طرد مئات الطلبة الجامعيين من المساكن الجامعية، وحولوا بعضها إلى ثكنات عسكرية ومرتع للشبيحة، واستخدم بعضها كمناطق لإطلاق القذائف والصواريخ على الأحياء المعارضة للنظام.

ورصدت عدسات النشطاء تحول جامعة البعث في مدينة حمص إلى مركز لإطلاق القذائف الصاروخية على حي بابا عمرو القريب من المنطقة، كما استعمل حاجز “البتروكيميا” نسبة إلى كلية البيتروكيما، لاعتقال الأهالي وإطلاق الرصاص على الأحياء السكنية القريبة خلال الأشهر الماضية.

وأكد طلبة نشطاء أن بعض المدرسين في الجامعات ساهموا في قمع المحتجين وتحولوا إلى شبيحة يستقدمون أسلحة فردية معهم إلى الجامعات، في حين شارك طلبة بعمليات القمع واعتقال زملائهم.

وخلال المسيرات المؤيدة للنظام يتم إجبار الطلاب على المشاركة بها تحت التهديد بالاعتقال أو الطرد من الجامعات والأحياء الجامعية.

وتحولت الجامعات الخاصة إلى مراكز للصراع ومظاهرات دائمة بين مؤيدي الرئيس السوري ومعارضيه، وسط سيطرة رجال الأمن السوري، وانتشار ظاهرة “التشبيح” من قبل الطلبة المؤيدين للأسد، الذين ساهم السماح لهم بإحضار الأسلحة إلى الجامعات في اتساع حدة الغضب بين الطرفين.

جامعة الثورة

وتعد جامعة حلب أكثر الجامعات السورية انتفاضة ضد النظام، ما دفعه إلى إغلاق الجامعة التي يطلق عليها المعارضون تسمية “جامعة الثورة” بعد سلسلة اقتحامات واعتقال وقتل داخل حرم الجامعة.

وأغلقت جامعة حلب بشكل مؤقت بعد اقتحامها من قبل عناصر الأمن فجر الخميس الماضي، وشهد حرم الجامعة خلال ساعات النهار عمليات إطلاق نار أسفرت عن مقتل 4 طلاب وجرح ما لا يقل 28 آخرين واعتقال نحو 200.

واضطرت إدارة الجامعة إلى إيقاف الامتحانات والدراسة لفترة. وجاء على الموقع الإلكتروني للجامعة على الإنترنت ما نصه: “أبناؤنا الطلبة، نظراً للظروف الحالية، تعطل الكليات النظرية حتى موعد الامتحانات، وتعطل الكليات التطبيقية والمعاهد حتى تاريخ 13 مايو/أيار”.

وذكر المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب، محمد الحلبي، أن “طلاب الجامعة مُنعوا من دخول الجامعة، كما تم إبلاغهم بقرار إغلاق المدينة الجامعية (سكن الطلاب) حتى أجل غير مسمى”.

وأضاف أن “عناصر الأمن اقتحموا مساكن الطلاب قبل ظهر الخميس الماضي، وطردوا الطلاب وتخلصوا من ممتلكاتهم وأحرقوا بعض الغرف”.

وجاءت تلك الخطوة، حسب بعض طلبة الجامعة، نتيجة أشد حراك ثوري عاشته الجامعة مقارنة بالجامعات السورية العامة والخاصة.

ويعتبر الحي الجامعي في محافظة حلب، من أوائل النقاط التي شهدت مظاهرات ضد النظام السوري الحاكم في وسط المدينة.

قوات النظام السوري تطلق النار على مشيعي قتلى الأمس

كفرسوسة والتضامن شهدا تظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف الأشخاص

العربية.نت

خرج آلاف السوريين اليوم السبت في حيي كفرسوسة والتضامن الدمشقيين، لتشييع قتلى تظاهرات الجمعة في دمشق، وقامت القوات النظامية بإطلاق النار عليهم لتفريقهم، بحسب ما أفاد ناشطون سوريون.

ونقل أحد الناشطين في اتحاد تنسيقيات دمشق أن حي كفرسوسة شهد تظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف الأشخاص، لتشييع الشهداء الذين سقطوا أمس برصاص الأمن السوري أثناء التظاهرات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان “شارك أهالي حي كفرسوسة بدمشق في تشييع حاشد للشهداء، الذين سقطوا يوم أمس إثر إطلاق الرصاص عليهم، مشيراً إلى أن قوات الأمن أطلقت القنابل المسيلة للدموع، وأغلقت ساحة كفرسوسة بالحاويات والإطارات المشتعلة.

وبحسب تنسيقيات دمشق، فإن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق المتظاهرين ما أسفر عن إصابة 25 شخصاً، كما اعتقلت عشرات آخرين. كذلك خرج آلاف السوريين في حي التضامن للمشاركة في التشييع، الذي انطلق ظهرا، بحسب ما أفاد المتحدث باسم مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي.

كما دعا المجلس الوطني السوري المعارض المراقبين الدوليين إلى التوجه إلى هذين الحيين لحضور تشييع القتلى.

يذكر أن عدد القتل في سوريا بلغ أمس 43 شخصاً، من بينهم 9 متظاهرين سقطوا برصاص الأمن في حيي كفرسوسة والتضامن في العاصمة.

سوريا: تفجيرات تهز عدة مدن رئيسية وأعمال العنف تحصد 25 شخصا بحسب المعارضة

قال نشطاء سوريون معارضون إن انفجارات هزت عدة مدن سورية مما أسفر عن سقوط قتلى، ويأتي هذا في الوقت الذي خرج آلاف السوريين في العاصمة دمشق لتشييع جنازة قتلى أعمال العنف الذي سقطوا الجمعة.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 25 شخصا قتلوا بنيران القوات الحكومية بينهم ثمانية بضاحية برزة في دمشق.

وأضافت اللجان أن قوات النظام قصفت عدة أحياء في حمص بينها القصور وجوير والبساتين.

أما المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا فقد أفاد بوقوع انفجار شديد في منطقة دف الشوك بريف دمشق مساء السبت مما أدى إلى مقتل شخصين على الاقل واصابة آخرين.

انفجار حلب

كما ذكر المرصد في وقت سابق أن خمسة أشخاص قتلوا في ريف حمص بعد سقوط قذائف هاون على أحد المنازل.

كما قتل خمسة أشخاص على الأقل في انفجار في منطقة تل الزرازير على أطراف مدينة حلب.

من جانبها، أكدت وسائل الإعلام السورية الرسمية وقوع انفجار في حلب ولكنها تحدثت عن سقوط 3 قتلى وإصابة 21 آخرين.

وكان انفجار آخر قد هز وسط دمشق صباح السبت، متسببا في تدمير سيارات، حسبما أفاد مراسل بي بي سي في العاصمة السورية.

وقال مراسلنا عساف عبود إن المنطقة شهدت انتشارا أمنيا كثيفا في المنطقة والمناطق القريبة مع قطع الطرقات المؤدية إلى شارع الثورة.

جنازات

في غضون ذلك، خرج آلاف الاشخاص في العاصمة دمشق لتشييع قتلى تظاهرات الجمعة حسب مصادر المعارضة.

وقال ناشطون إن ” آلاف الاشخاص خرجوا في حي كفرسوسة لتشييع الشهداء الذين سقطوا برصاص الامن السوري اثناء تظاهرات الجمعة”.

وأضاف الناشطون أن قوات الأمن السورية أطلقت القنابل المسيلة للدموع وفتحت النار لتفريق المتظاهرين ما أسفر عن إصابة عدد منهم فضلا عن اعتقال العشرات.

من جهة ثانية، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ” أن قوات الامن السورية داهمت منزل المحامي والناشط الحقوقي سعد مصطفى الخش في محافظة حماة واقتادته إلى مكان مجهول”.

وفي المقابل ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا أن السلطات أفرجت عن 265 موقوفا ممن وصفتهم بأن ” أيديهم لم تتلطخ بالدماء”.

وأوضحت الوكالة أن السلطات أفرجت عن 4 آلاف موقوف منذ نوفمبر / تشرين الأول 2011.

زيارة

من ناحية أخرى، يواصل مراقبو الأمم المتحدة في جولاتهم في المدن والبلدات السورية وكان آخرها في بلدة دوما.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن المراقبين شاهدوا دبابات الجيش النظامي التي لم تنسحب تنسحب من مواقعها كما ينص اتفاق وقف اطلاق النار.

كما أجرى المراقبون لقاءات مع سكان البلدة التي كانت أحد مراكز الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

سوريا: تفجيرات في حلب ودمشق ومقتل عدة أشخاص

قال نشطاء أن عدة اشخاص قتلوا أو اصيبوا في تفجير على مشارف حلب، ثاني اكبر المدن السورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن ثلاثة أشخاص على الاقل قتلوا في الانفجار الذي استهدف حافلة في منطقة تل الزرازير.

وكان انفجار هز انفجار وسط دمشق صباح السبت، متسببا في تدمير سيارات، حسبما أفاد مراسل بي بي سي في العاصمة السورية.

وقال عساف عبود مراسل بي بي سي في دمشق إنه شوهد انتشار أمني كثيف في المنطقة والمناطق القريبة مع قطع الطرقات المؤدية إلى شارع الثورة. كما شوهدت سيارات إسعاف متوجهة إلى هناك.

ولم ترد حتى الآن أنباء عن وقوع اصابات في الانفجار الذي وقع في شارع الثورة.

وقال المصدر السوري لحقوق الانسان، ومقره بيروت، إن سكانا محليين أفادوا بسماع انفجارين كبيرين في المنطقة، ولكن لم ترد المزيد من التفاصيل.

وقالت مصادر سورية مطلعة لبي بي سي إن الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة تحت سيارة حكومية كانت متوقفة قرب سوق الخجا بشارع الثورة وسط دمشق. الانفجار أسفر عن أضرار مادية من دون وقوع ضحايا.

عنف وتظاهرات

وكانتن أعمال العنف في سوريا قد تواصلت تزامنا مع خروج مظاهرات في عدد من المدن والبلدات بينها دمشق ودرعا وحماة وحلب، ويأتي هذا في الوقت الذي أكد المتحدث باسم المبعوث الدولي كوفي عنان أن هناك ” مؤشرات ميدانية بسيطة” على احترام خطة وقف إطلاق النار.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، بمقتل خمسة اشخاص في محافظة حمص برصاص قوات الجيش السوري.

كما قتل خمسة آخرون في محافظة حماة بينهم ثلاثة استهدفت سيارتهم من قبل القوات النظامية.

كما شهدت محافظة ادلب مقتل سبعة أشخاص بينما قتل 4 بينهم رجل وزوجته وطفلهما حسبما ذكر المرصد.

وقال ناشطون إن مظاهرة عدة في دمشق وريفها وحلب والحسكة وحماة ودرعا واللاذقية وحلب تعرضت لاطلاق نار من القوى الامنية الجمعة.

وانطلقت المظاهرات عقب صلاة الجمعة وحملت شعار “اخلاصنا خلاصنا” في تأكيد على استمرار الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

جولات

وتأتي أعمال العنف في الوقت الذي يواصل فريق المراقبين الدوليين جولاته في المدن السورية، فقد زار عدد من المراقبين برئاسة الجنرال روبرت مود محافظة ادلب واللاذقية ومدينة حماة ومدينة تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية حسبما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية.

من جانبه، أعرب المتحدث باسم المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان عن اعتقاده بأن خطة عنان تسير “على الطريق الصحيح”، على الرغم من أن وقف إطلاق النار ينفذ بصورة بطيئة.

وقال المتحدث أحمد فوزي إن “خطة عنان على الطريق الصحيح، وإن مأساة ظلت مستمرة لأكثر من عام لن تحل في يوم أو اسبوع”.

وأضاف “هناك إشارات في الأرض على التقدم، ولو كانت بطيئة أو صغيرة”.

وتابع قائلا “لقد تم سحب بعض الأسلحة الثقيلة والبعض الآخر لا يزال باقيا، بعض أعمال العنف تراجعت والبعض لا يزال متواصلا. وهذا ليس مرض، أنا لم أقل إنه كذلك”.

وأوضح فوزي أن عنان سيطلع مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل على التقدم الذي أحرز في تطبيق خطته.

من ناحية أخرى، تستعد سوريا لاجراء انتخابات برلمانية يوم الاثنين بموجب الدستور الجديد الذي سمح بتشكيل أحزاب جديدة وأنهى رسميا عقودا من سيطرة حزب البعث على الساحة السياسية.

وتقول السلطات إن هذه الانتخابات جزء من عملية الإصلاح السياسي التي وعد بها الأسد ولكن المعارضة تشكك في جدواها ووصفتها بأنها “نوع من الخداع” من قبل السلطات.

سكان: قتال شرس يهز شرق سوريا

عمان (رويترز) – قال سكان ونشطاء يوم الاحد ان قتالا شرسا اندلع بين معارضين وقوات الحكومة أثناء الليل في عاصمة محافظة منتجة للنفط في شرق سوريا فيما يمثل أحدث تصاعد للعنف بمنطقة قبلية تقع على الحدود مع العراق.

وأضافوا أن معارضين مسلحين بقذائف صاروخية هاجموا مواقع دبابات في القطاع الشرقي لمدينة دير الزور على نهر الفرات ردا على هجوم للجيش استهدف بلدات وقرى في المحافظة والذي أسفر عن مقتل العشرات خلال الايام الاخيرة.

وقال غيث عبد السلام الناشط بالمعارضة الذي يعيش قرب دوار غسان عبود “تراجع القتال في الصباح الباكر. ليس لدينا عدد للقتلى لان لا أحد يجرؤ على الخروج الى الشوارع.”

وأضاف أن الجيش نشر خمس دبابات على الاقل في كل شارع مؤد الى الدوار الذي هو مركز للاشتباكات.

(اعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

مراقبو الامم المتحدة يجدون دبابات وسكانا مستائين في دوما السورية

دوما (سوريا) (رويترز) – شاهد مراقبون لوقف اطلاق النار تابعون للامم المتحدة في بلدة دوما السورية يوم السبت دبابات الجيش السوري التي لم تنسحب من مواقعها كما ينص اتفاق الهدنة كما التقوا بسكان شكوا من ان مراقبي الامم المتحدة يراقبونهم فقط وهم يموتون.

وشاهد فريق لرويترز صاحب قافلة الامم المتحدة نقاط تفتيش في كل شارع ووجودا كثيفا للجيش في دوما التي كانت معقلا للمعارضة المسلحة لكنها الان تخضع لسيطرة القوات الحكومية.

وكانت البلدة التي يسكنها نحو 500 الف شخص قرب العاصمة دمشق احد مراكز الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد.

وعند مدخل البلدة وقف جنود بملابسهم العسكرية الكاملة في نقطة تفتيش كبيرة وكان بعضهم يقف خلف اجولة رمال. وعلى طول الطريق طمست كتابات بالطلاء مناهضة للاسد على الجدران بطلاء الاسود لكن بعضها ظل باقيا.

وكانت بعض الشعارات المكتوبة تدعو لسقوط الاسد وترفض الطائفية وتحيي الجيش السوري الحر وهو تنظيم يضم منشقين عن الجيش ومدنيين يقاتلون من اجل اسقاط الاسد.

كما كتبت عبارات تصف جيش الاسد بالخيانة وقالت عبارة بالانجليزية “لن نخضع للقمع”.

كما ظهرت على الجدران كتابات مؤيدة للاسد. فقد قالت عبارة على احد الجدران “ان لم تكن واحدا من جنود الاسد فأنت لا تستحق الحياة.”

بينما قالت عبارة اخرى في اشارة للرئيس السابق ووالد الرئيس الحالي حافظ الاسد الذي حكم البلاد 30 عاما “كلنا اولاد حافظ.”

وقال ضابط في احد نقاط التفتيش “الموقف الان هادئ منذ يومين. احيانا يطلق علينا الرصاص ليلا. واحيانا نرد واحيانا لا نرد على حسب حجم الهجوم.”

وتجمع بعض الناس في متجر قريب. وقال احد السكان ويدعى عبد الله ان القصف واطلاق النار يقعان كل ليلة لكنه قال ايضا ان اليومين الماضيين كانا اهدأ كثيرا.

وتوقف مراقبو الامم المتحدة في نقطة التفتيش ليسألوا الجنود عن تسليحهم. ووفقا لاتفاق وقف اطلاق النار في 12 ابريل نيسان وافقت الحكومة السورية على “انهاء استخدام الاسلحة الثقيلة والبدء في سحب التجمعات العسكرية حول المراكز السكنية.”

واخفيت دبابة تحت غطاء ضخم. والتقط المراقبون صورا وتحدثوا الى ضابط مسؤول ومضوا في طريقهم.

وداخل البلدة كانت هناك نقطة تفتيش كبيرة اقيمت في مكان محطة اطفاء ووقفت امامها دبابة. كما كانت هناك خنادق واجولة رمال والحديد المدعم لحماية الجنود. وكانت صور الاسد تملا المكان.

وقال ضابط لكبير المراقبين العقيد المغربي احمد حميش ان الدبابة التي كان مدفعها ظاهر تماما ليست سوى ناقلة جند مصفحة.

وقال “انها تحمل الجنود والمصابين.. لو اردت يمكنني ان اخرجها خارج دوما فورا” فرد عليه حميش قالا انه لا داعي لذلك.

وكثيرا ما يقول سكان دوما ان البلدة تشبه “مدينة اشباح” لكن المتاجر فتحت ابوبها يوم السبت وعادت المشاغل للعمل وانتشر الناس في الشوارع وهم يمرون الى جوار بنايات محترقة وعبر نقاط تفتيش مدققة.

وتجمع الباعة والمتسوقون في السوق المزدحمة بوسط البلدة وهم ينظرون بريبة للمراقبين.

وعندما وصل المراقبون لاول مرة الى سوريا في منتصف ابريل نيسان استقبلهم السكان الذين يؤيدون المعارضة استقبال الابطال لكن كثيرين الان يشعرون بالحنق حيالهم لعدم قدرتهم على وقف العنف.

ووصل 50 من اصل 300 مراقب من مراقبي الامم المتحدة يفترض نشرهم الى سوريا لكن على الرغم من وجودهم يقول نشطاء ان عشرات الاشخاص يقتلون بشكل شبه يومي.

ونظر بعض الباعة بغضب الى المراقبين. بينما ابتسم لهم البعض وهم يوجهون لهم السباب بالعربية بهدوء.

والقي قليل من الحجار على القافلة بينما كانت تشق طريقها في البلدة ولوح شاب ظن ان فريق رويترز تابع لفريق المراقبين بحذائه في اشارة مهينة.

وقال احد الباعة “المراقبون لا يفعلون شيئا. انهم فقط يشاهدوننا ونحن نقتل.”

وعند نقطة تفتيش على الطريق خارج دوما شاهد المراقبون دبابة ثالثة مخفاة ايضا تحت غطاء كبير.

وذكر ضابط يحرس نقطة التفتيش ان بعض اطلاق النار وقع مساء الجمعة لكن الموقف تحسن بشدة عن اسبوع مضى.

وقال الضابط لحميش “الناس سعداء بوجودنا هنا لانهم يريدون ان يعملوا.”

وتقول الحكومة السورية ان قواتها موجودة في البلدات لحماية المدنيين من الجماعات المسلحة التي تقول انها “ترهب المواطنين” وتجبر المتاجر على غلق ابوابها.

وقال الضابط لرويترز “فر المسلحون الان الى المساجد والحقول.”

وعند احدى نقاط التفتيش كان الجنود يفتشون حافلة صغيرة بها ثمانية اشخاص.

وبدا ركاب الحافلة متشككين وقلقين عندما سألتهم رويترز عن الموقف في دوما.

وبعد لحظات من الصمت قال احدهم “الجيش يطلق النار على الناس ليلا.”

من مريم قرعوني

(اعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى