أحداث الأحد، 7 آب 2011
«أسف» خليجي لـ«الاستخدام المفرط للقوة» في سورية ودعوة إلى «وقف العنف وإجراء الاصلاحات الضرورية»
نيويورك، دمشق، الرياض، عمان، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
تصاعدت الضغوط الغربية والعربية على سورية بسبب استمرار السلطات في استخدام العنف ضد الاحتجاجات، فيما عزز الجيش السوري انتشاره بعشرات الآليات العسكرية على اطراف دير الزور (شرق) و حمص (وسط) التي تحولت الى جبهة قتال، بعدما سيطر على كل أنحاء مدينة حماة.
وفي أول بيان من نوعه تناول الأحداث في سورية عبرت دول مجلس التعاون الخليجي عن «القلق البالغ والأسف الشديد» حيال «الاستخدام المفرط للقوة» في سورية داعية الى «الوقف الفوري لاراقة الدماء وإجراء الإصلاحات الضرورية»، فيما شهدت الكويت ليل أول من أمس تظاهرتين تضامناً مع الشعب السوري دعا خلالهما المتظاهرون الى «طرد السفير السوري» واستدعاء السفير الكويتي من دمشق.
وتأتي هذه التطورات غداة اعلان البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما بحث مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا مركل في فرض «اجراءات اضافية» ضد نظام الرئيس بشار الاسد، فيما اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم «إصرار» القيادة السورية على السير في طريق الاصلاح، لافتاً الى ان الانتخابات البرلمانية ستجري «قبل نهاية العام» الجاري.
وأبدت دول الخليج، في بيان صدر عن الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس، «قلقها البالغ وأسفها الشديد لتدهور الأوضاع في سورية الشقيقة، وتزايد أعمال العنف، والاستخدام المفرط للقوة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من أبناء الشعب السوري الشقيق».
وأعربت عن «أسفها وحزنها لاستمرار نزيف الدم في سورية، وأكدت حرصها على أمن سورية واستقرارها ووحدتها، ودعت إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب السوري الشقيق، ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته».
والبيان هو الاول من نوعه للمجلس تجاه الاحتجاجات التي تشهدها سورية منذ منتصف آذار (مارس) الماضي.
كما شهدت الكويت ليل الجمعة تظاهرة امام مبنى مجلس الأمة (البرلمان) شارك فيها نحو الفي شخص نددوا بـ»المجازر الوحشية التي يرتكبها النظام في حماة ودير الزور»، فيما تظاهر مئات الناشطين محاولين الوصول الى محيط السفارة السورية في جنوب العاصمة الكويتية مطالبين بطرد السفير السوري.
في موازاة ذلك، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد «قلق الأسرة الدولية وخصوصاً مجلس الأمن» حيال تفاقم استخدام العنف في سورية ضد المدنيين.
وأجرى بان اتصالاً هاتفياً بالأسد بعيد ظهر أمس، وفق ما أكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسركي.
وعلمت «الحياة» أن ثمة «رغبة أوروبية في أن يوفد الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثاً خاصاً له الى دمشق لكن الولايات المتحدة مترددة في شأن هذه الفكرة». ولم يكن واضحاً حتى مساء أمس ما إذا كان بان قد أثار مسألة إيفاد مبعوث له الى دمشق خلال اتصاله الهاتفي بالأسد.
وتأتي محادثة بان مع الأسد بعدما طلب مجلس الأمن من الأمين العام للمنظمة الدولية تقديم إيجاز الى المجلس حول التطورات في سورية في موعد أقصاه الأربعاء.
وكان بان أجرى عدة محاولات للاتصال مباشرة بمسؤولين سوريين منذ تبني مجلس الأمن بيانه. وكان الأسد رفض التحدث الى بان في منتصف حزيران (يونيو) الماضي.
وذكر البيت الأبيض في بيان ان الرئيس أوباما أجرى مساء الجمعة محادثات هاتفية مع ساركوزي وميركل كل على حدة، ودان الزعماء الثلاثة «الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان واستخدام العنف ضد المدنيين من جانب السلطات السورية» كما اتفقوا على «التفكير في اجراءات اضافية للضغط على نظام الرئيس الاسد ودعم الشعب السوري». كما دعت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة الرعايا الاميركيين من جديد الى مغادرة سوريا «فوراً»، بعد دعوة مماثلة وجهتها في 25 نيسان (ابريل).
ميدانياً، أفاد ناشطون حقوقيون ان عشرات الدبابات والآليات العسكرية انتشرت في عدد من الأحياء في أطراف مدينة دير الزور (شرق) وتحولت مدينة حمص (وسط) التي شهدت انتشار تعزيزات عسكرية الى جبهة، فيما وصل عدد المتظاهرين الذين قتلوا برصاص رجال الامن الجمعة في مدن سورية الى 22 شخصاً، بينهم 7 سقطوا اثناء التظاهرات التي جرت بعد صلاة التراويح. وعلم مساءً أن السلطات اعتقلت المعارض البارز وليد البني ونجليه في بلدة التل في ريف دمشق.
وفي حماة أبلغ مواطن يدعى جمال وكالة «رويترز» انه بعد هجوم استمر نحو اسبوع انتشرت الدبابات والعربات المدرعة في كل أنحاء المدينة التي شهدت على مدى شهرين تظاهرات ضخمة تطالب بالاطاحة بالنظام. وقال جمال الذي كان يتحدث بهاتف عبر الأقمار الاصطناعية ان «قصف الاسلحة الثقيلة خف»، وأضاف ان المياه والاتصالات ما زالت مقطوعة، فيما عاد التيار الكهربائي أربع ساعات ليل أول من أمس. إلا ان المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 700 ألف نسمة، بدت شوارعها خالية.
الدبابات تطوّق دير الزور وحمص بعد حماه
وقلق خليجي من “الاستخدام المفرط للقوة” في سوريا
* اعتقال المعارض وليد البنّي ونجليه وناشطين آخرين
* المعلم يؤكد الاصرار على السير في طريق الاصلاح
انتشرت عشرات الآليات العسكرية على اطراف دير الزور وحمص التي تحولت جبهة قتال، في حين تمركز جنود ودبابات داخل احياء حماه بعد هجوم استمر اسبوعا قال ناشطون ان 300 مدني قتلوا خلاله في المدينة التي تعد المركز الرمزي للاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد.
وفي محاولة لاسكات الاصوات الناشطة في الحركة الاحتجاجية، اكد ناشطون مساء امس ان الاجهزة الامنية اعتقلت المعارض البارز والسجين السياسي السابق وليد البني ونجليه مؤيد واياد من منزله في مدينة التل بريف دمشق.
وابلغ مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “وكالة الصحافة الفرنسية” ان “الاجهزة الامنية السورية اعتقلت مساء اليوم السبت المعارض والسجين السياسي السابق وليد البني”.
في غضون ذلك، كرر وزير الخارجية السوري وليد المعلم “اصرار القيادة السورية على السير في طريق الاصلاح وانجاز الخطوات التي سبق للرئيس الاسد ان اعلنها”. وجدد تأكيد “القيادة السورية على ان الطريق لحل الازمة الراهنة هو طريق الحوار الوطني”. واشار الى انه “في غياب مثل هذا الحوار بسبب سلبية موقف المعارضة فانه ليس امامنا الا السير في طريق الاصلاح من دون ترك الاصلاح رهينة لاي عامل مانع لها”.
مجلس التعاون
وفي موقف لافت، دعا مجلس التعاون الخليجي إلى وقف فوري لأعمال العنف في سوريا وإجراء إصلاحات تحقق تطلعات الشعب السوري.
وأصدر المجلس المؤلف من السعودية والبحرين وقطر والإمارات والكويت وسلطنة عمان بياناً جاء فيه: “إن الدول الأعضاء تتابع بقلق بالغ وأسف شديد تدهور الأوضاع في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتزايد أعمال العنف، والاستخدام المفرط للقوة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من أبناء الشعب السوري الشقيق”. ودعا إلى “وقف فوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب السوري الشقيق ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته”. وأعربت دول المجلس عن “أسفها وحزنها لاستمرار نزف الدم في سوريا” وأكدت” حرصها على أمن سوريا واستقرارها ووحدتها”.
وهذا البيان هو الاول من نوعه للمجلس حيال الاحداث في سوريا في ظل مطالبة اطراف عدة في وسائل الاعلام باتخاذ موقف مؤيد للاحتجاجات هناك.
مقتل 4 اشخاص خلال عملية عسكرية في ريف حمص
أ. ف. ب.
نيقوسيا: افاد ناشط حقوقي الاحد ان 4 مدنيين بينهم طفل قتلوا اثر عملية عسكرية قام بها الجيش السوري صباح الاحد في تجمع قرى الحولة الواقعة في ريف حمص بوسط سوريا.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “قوات الجيش دخلت مع 25 دبابة والية عسكرية صباح اليوم (الاحد) تجمع قرى الحولة (تلدو وكفر لاها وتل الذهب) واجرت عمليات عسكرية اسفرت عن مقتل 4 اشخاص”.
وكانت دبابات الجيش دخلت الى الحولة، شمال غرب حمص، الثلاثاء حيث سمع اطلاق نار غزير وتم الابلاغ حينها عن اصابة 15 شخصا بجروح.
واوضح مدير المرصد “ان القتلى سقطوا عندما اطلقت العناصر النار بواسطة الرشاشات الثقيلة”.
كما نقل المرصد عن احد العاملين في الحقل الطبي في حماة (وسط) وتمكن من مغادرتها مساء امس (السبت) ان “8 اطفال خدج كانوا في حاضنات الاطفال في مشفى الحوراني توفوا اثر قطع السلطات السورية التيار الكهربائي يوم الاربعاء”.
واشار الى ان “انقطاع التيار الكهربائي كان تمهيدا لاقتحام الجيش والقوات الامنية للمدينة” لافتا الى ان “الجميع خائفون في المدينة”.
ولا تزال الاتصالات مقطوعة عن مدينة حماة مما لا يسمح بمعرفة وقائع الاحداث.
وافاد شهود وناشطون وحقوقيون ان العشرات قتلوا في مدينة حماة اثر عمليات عسكرية بدات منذ ايام بررتها السلطات بالعمل على اعادة الامن والاستقرار الى المدينة في مواجهة “التنظيمات الارهابية المسلحة”.
وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف اذار/مارس ادى قمعها من جانب السلطة الى مقتل 1649 شخصا من المدنيين و389 جنديا وعنصر امن بحسب حصيلة جديدة لمنظمة حقوقية.
كما اعتقل اكثر من 12 الف شخص ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوقية.
وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى.
من جهة ثانية اعلن مصدر حقوقي لوكالة فرانس برس ان دبابات الجيش السوري ومدرعاته اقتحمت فجر الاحد احياء عدة في مدينة دير الزور (شرق) على وقع قصف مدفعي اختلطت اصواته باصوات التكبير التي علت من مساجد المدينة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان الدبابات والمدرعات وناقلات الجند مدعومة بجرافات بدأت تقدمها من محاور عدة باتجاه وسط دير الزور ودخلت حي الجورة بعد قصفه لدقائق وتمركز بعضها امام مبنى المحافظة فيه، كما قصفت حيي الحويقة والكنامات في اطراف المدينة.
واضاف في اتصال هاتفي من مقره في لندن ان “اصوات القذائف تسمع الان في احياء عدة من المدينة وتختلط باصوات التكبير التي تعلو من المساجد”.
واوضح ان هذه الدبابات والمدرعات وعددها يناهز 250 آلية، والتي كانت منتشرة في اربعة انحاء من دير الزور، اتخذت ليلا وضعية هجومية وتجمعت في ارتال وبدأت تقدمها بقصف حي الجورة، مشيرا الى ان القصف استمر دقائق فقط وتقدم اثره رتل من الدبابات الى حيي الموظفين والعمال.
واضاف نقلا عن ناشطين في دير الزور انه بعدها جرت عملية تموضع انطلقت على اثرها عملية الاقتحام من عدة محاور على وقع قصف مدفعي.
واشار عبد الرحمن الى ان اهالي حي الجورة عمدوا الى اعاقة تقدم اليات الجيش بواسطة حواجز وسواتر ترابية اقاموها في حيهم.
وكان المرصد اكد الجمعة ان دير الزور تشهد منذ الاربعاء حركة نزوح واسعة النطاق تكثفت الخميس، وذلك خوفا من هجوم وشيك قد يشنه الجيش على المدينة المحاصرة.
من جهتها اعلنت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان “الجيش اقتحم كلا من احياء الموظفين، القصور، العمال، الجورة، الطب، الضاحية، الرشدية، الحوريقة، كنامات، وأصوات انفجارات قوية جدا في مختلف ارجاء المدينة”.
واكدت اللجان حصول “انشقاق كبير” في صفوف الجيش خلال اقتحامه منطقة الجورة، مؤكدة ان “العناصر المنشقين يحاولون حماية الاهالي من هجوم الامن والشبيحة (ميليشيات موالية للنظام)”.
واضاف البيان ان “قوات من الجيش والامن تطوق دير الزور الآن بشكل كامل وتمنع الاهالي من النزوح منها”.
تصريحات المسؤول السعودي الجديد ربما أثرت على البيان
موقف “التعاون الخليجي” بشأن سوريا تغيب عنه الأصداء الإيجابية
سيف الصانع
أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن قلقها البالغ من استمرار نزيف الدم في سوريا، في الوقت الذي أكدت فيه حرصها على أمن واستقرار ووحدة الدولة العربية، التي تشهد احتجاجات شعبية حاشدة مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، هذا فيما يتحدث ناشطون عن مقتل 300 شخص منذ بداية رمضان.
سيف الصانع، وكالات: لم يلاقي بيان مجلس التعاون الخليجي الصادر حول الوضع السوري اصداء ايجابيه من قبل قطاعات كبيرة من الرأي العام الخليجي وهو ما عبر عنه الكاتب السعودي محمد آل الشيخ في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، قاىلا إن هناك حالة من الإجماع في السعودية من مختلف الاطياف بضرورة اتخاذ موقف حازم تجاه احداث سوريا.
فيما قال صحافي خليجي لـ”إيلاف” انه كان منتظرا ان يكون البيان مائعا بعد تصريحات الامير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز الذي تعين اخيرا نائبا لوزير الخارجيه ومرشح قوي لتولي حقيبتها، حين خاطب السفراء الاجانب الذين اتوا للتعرف عليه.
حيث ركز في حديثه لهم على أن المملكه السعوديه لا تتخدل في الشؤون الداخليه للدول الاخرى، وهو ما فسر كلمته على أنها إشارة إلى سوريا علي خلفية ما تربطه من صلات مع الحكم السورى
وتقول مصادر لـ”إيلاف” أن الضغط الشعبي الخليجي قد يتصاعد في الفترة القادمة خاصة ان محاولات لتنظيم مظاهرات قمعت في مهدها.
وقد عبرت دول مجلس التعاون الخليجي السبت عن “القلق البالغ والاسف الشديد” حيال “الاستخدام المفرط للقوة” في سوريا داعية الى “الوقف الفوري لاراقة الدماء” في هذا البلد.
واوضح بيان للمجلس تلقت وكالة فرانس برس منه نسخة ان دوله “تتابع بقلق بالغ واسف شديد تدهور الاوضاع” في سوريا و”تزايد اعمال العنف والاستخدام المفرط للقوة ما ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى”.
واضاف “اذ تعرب دول المجلس عن اسفها وحزنها لاستمرار نزيف الدم، تؤكد حرصها على امن واستقرار ووحدة سوريا وتدعو الى الوقف الفوري لاعمال العنف واي مظاهر مسلحة، ووضع حد لاراقة الدماء واللجوء الى الحكمة، واجراء الاصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته”.
والبيان هو الاول من نوعه للمجلس تجاه الاحداث في سوريا في ظل مطالب أطراف عدة في وسائل الاعلام لاتخاذ موقف مؤيد للاحتجاجات هناك.
ويأتي غداة إعلان البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما بحث مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل استمرار القمع في سوريا، موضحا ان القادة الثلاثة اتفقوا على التفكير ب”اجراءات اضافية” ضد نظام بشار الاسد.
يشار الى ان الدول الخليجية لعبت الدور الابرز في المسألة الليبية، كما انها صاحبة مبادرة لا تزال هي الاقوى بين الحلول المطروحة لإنهاء الازمة في اليمن.
دعوات لطرد السفير السوري من الكويت
وتظاهر مئات الكويتيين مساء الجمعة تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب السوري، في العاصمة الكويتية ودعوا الى طرد السفير السوري واستدعاء السفير الكويتي من دمشق.
وتظاهر اكثر من 300 شخص وسط اجراءات امنية مشددة، وهم يرفعون العلم السوري ولافتات كتبت عليها شعارات معادية للنظام السوري امام السفارة السورية في المشرف (20 كلم جنوب العاصمة)، داعين الى رحيل السفير السوري.
رجل أمن أمام سفارة أميركا في دمشق التي تعرضت لمحاولة اعتداء الشهر الماضي
وفي الوقت نفسه تجمع نحو الف شخص امام مقر مجلس الامة الكويتي حيث طالب خطباء بقطع العلاقات بين الحكومة الكويتية ونظام الرئيس بشار الاسد.
وقال مسلم البراك احد نواب المعارضة امام الحشد ان “وجود السفير السوري هنا ووجود السفير الكويتي في دمشق يشكلان اهانة كبيرة للشعب الكويتي”.
اما رئيس البرلمان العربي النائب الكويتي علي الدقباسي فقد دعا الدول العربية والاسلامية الى طرد سفراء سوريا للاحتجاج على القمع الدموي الذي ادى الى مقتل اكثر من الفي شخص.
ولم يسمح سوى للكويتيين بالمشاركة في التظاهرتين اذ ان الشرطة منعت مئات السوريين والعرب من الانضمام اليهم.
واعلن عن تظاهرة جديدة امام السفارة السورية في الكويت الثلاثاء.
وكانت الحكومة الكويتية عبرت الخميس عن “ألمها البالغ لاستمرار نزيف الدم” في سوريا، داعية الى “الحوار والحل السياسي” بعيدا عن المعالجات الامنية، كما افاد مصدر رسمي.
ونقلت وكالة الانباء الكويتية الرسمية (كونا) عن مصدر مسؤول في الخارجية الكويتية قوله تعليقا على الاوضاع في سوريا ان “دولة الكويت تعرب عن ألمها البالغ لاستمرار نزيف الدم في صفوف ابناء الشعب السوري الشقيق وتدعو الى الحوار والحل السياسي”.
ودعت الكويت دمشق الى “الشروع بتنفيذ الاصلاحات الحقيقية التي تلبي المطالب المشروعة للشعب السوري بعيدا عن المعالجات الامنية وذلك حتى يتحقق الامن والاستقرار وحقن الدماء”.
كما اعربت عن “خالص التعازي والمواساة لذوي الضحايا الذين سقطوا جراء تلك الاوضاع”.
300 قتيل منذ بداية رمضان
هذا فيما قال ناشطون وشهود عيان، إن قوات الأمن السورية قتلت العشرات، أثناء حملة عسكرية دموية ضد متظاهرين مناهضين للنظام في “حماة”، المدينة التي تتعرض لعمليات عسكرية متواصلة، أسفرت عن مقتل قرابة 300 شخص، خلال ستة أيام، وفي الغضون، حثت أميركا رعاياها على مغادرة سوريا على الفور.
وذكر شاهدا عيان لـCNN، الجمعة، إن العشرات، قدرا العدد بما يتراوح بين 53 و 58 قتيلاً، قتلوا على الفور عندما قصفت دبابة مستشفى “الحوراني” في المدينة، بعد أن تمركزت على بُعد 150 متراً من المبنى.
وأوضح أحدهم أن القصف بدأ عندما هب متظاهرون لمساعدة محتجين أصيبوا برصاص قوات الأمن.
وقدر ناشط سوري معارض عدد ضحايا الحملة العسكرية، التي تنفذها قوات الأمن السورية في “حماة”، وخلال الأيام الستة الماضية، ، بلغت نحو 300 قتيل. وذكر شهود عيان أن قوات الجيش والأمن السورية احتلت مستشفيات “حماة”، ما حال دون تلقي الجرحى للإسعافات، كما أن تطويقها مداخل المدينة دفع بالسكان إلى دفن الموتى بحدائق المنازل.
وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف اذار/مارس ادى قمعها من جانب السلطة الى مقتل 1649 شخصا من المدنيين و389 جنديا وعنصر امن بحسب حصيلة جديدة لمنظمة حقوقية. كما اعتقل اكثر من 12 الف شخص ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوقية.
وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى.
وحسب صحيفة نيويورك تايمز فقد بثت وسائل الإعلام الرسمية في سوريا صوراً لمشاهد الدمار في مدينة “حماة” المحاصرة، للمرة الأولى يوم الجمعة، تظهر مباني أتت عليها النيران، ومتاريس تنتشر في شوارع المدينة التي بدت مهجورة، وتتناثر فيها الأنقاض، وبدا أن هذه الصور تهدف إلى إظهار أن القوات الحكومية قد تمكنت من إخماد “التمرد” في المدينة.
وجاء عرض تلك المشاهد عن الوضع في حماة، رابع أكبر المدن السورية، وإحدى نقاط انطلاق الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ خمسة أشهر، والتي تركت نظام الرئيس بشار الأسد، معزولاً وضعيفاً، كدليل تستشهد به الحكومة على مزاعمها بأن الجيش استعاد السيطرة على المدينة، التي تنفست رياح الحرية لفترة وجيزة مؤخراً، بعدما تخلصت من نظام الحكم الاستبدادي لعائلة الأسد، الذي يحكم سوريا منذ أربعة عقود.
وأظهرت الصور التي عرضها التلفزيون السوري ووكالة الأنباء الرسمية “سانا”، الجيش على أنه “منقذ” حماة، كما بدا أن التقارير المرافقة لتلك الصور، تهدف إلى تعزيز رسالة حكومة الأسد إلى المعارضين بأنها تعتبرهم عصابات متمردة مسلحة، تعمل لحساب قوى خارجية، وسوف يتم التعامل معهم من هذا المنطلق.
وفي الأثناء، أعلنت السلطات السورية، السبت، مقتل اثنين من قوات حفظ النظام وأصيب 8 آخرون الجمعة بكمين نصبته لهم مجموعة إرهابية مسلحة على الطريق الدولي بين معرة النعمان وخان شيخون، عندما كانوا يقومون بمهمة تأمين الطريق.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن وجهاء عشائر في “دير الزور” طالبوا الجيش بالتدخل لوضع حد لـ”التنظيمات الإرهابية المسلحة”، التي تعيث فساداً في المنطقة من أعمال قتل، وقطع الطرقات والإعتداء، على حد زعمها.
وفي تطور لافت، قال مسؤول روسي يمثل موسكو في حلف شمال الأطلسي إن الناتو “بدأ التخطيط لعملية عسكرية” ضد دمشق، على خلفية المواجهات الدموية التي يخوضها الجيش ضد المحتجين المطالبين برحيل الرئيس بشار الأسد.
والجمعة، حثت الخارجية الأميركية رعاياها على مغادرة سوريا على الفور، وقالت الوزارة إنه” بالنظر إلى “الغموض والتقلب المستمر” يتم حث الرعايا الأميركيين على المغادرة فوراً، في الوقت الذي ما زالت فيه وسائل النقل متاحة”.
حماه مدينة أشباح.. وحمص ساحة حرب
سد منفذ الهروب الوحيد للسكان.. والدبابات تنتشر فيها > مظاهرات ليلية كبيرة في المدن السورية > المعلم يتهم المعارضة بالسلبية ويلتقي السفراء العرب والأجانب لشرح «الإصلاحات» *
جريدة الشرق الاوسط
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: محمد عجم وهيثم التابعي الرياض: تركي الصهيل
* دول مجلس التعاون الخليجي تدين العنف ضد المدنيين في سوريا.. ومصادر: الجامعة العربية ستصدر بيانا اليوم > وزير خارجية ألمانيا: الأسد لم يعد له مستقبل سياسي
* في اليوم السابع للحملة الأمنية والعسكرية على حماه، أغلقت قوات النظام السوري آخر منفذ كان يهرب منه الأهالي، بحسب ما قالت مصادر محلية أمس, بينما انتشرت الدبابات في المدينة. وتحولت حماه إلى مدينة أشباح، حيث يقبع سكانها في المنازل خوفا من القنص، بينما كانت حمص أمس أشبه «بجبهة عسكرية». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن: إن حمص «كانت أشبه بجبهة حتى الصباح». ونقل المرصد عن ناشطين في المدينة أن «إطلاق الرصاص استمر في غالبية أحياء حمص» صباح أمس. جاء ذلك في وقت سجلت فيه المظاهرات في مختلف المناطق السورية تصاعدا في عدد المشاركين مساء أول من أمس الجمعة بعد صلاة التراويح.
ومع استمرار تصاعد العنف في سوريا، أصدرت دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، بيانا يدين الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين، في موقف هو الأول منذ اندلاع الأزمة في سوريا. ودعت دول المجلس «إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة». وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في القاهرة أن الجامعة العربية ستصدر بيانا حول أعمال العنف في سوريا اليوم.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد له مستقبل سياسي.
إلى ذلك، التقى وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، سفراء الدول العربية والأجنبية في دمشق، أمس، بحسب بيان رسمي، وعرض أمامهم الخطوات التي تتخذها الحكومة لتطبيق «حزمة الإصلاحات» التي طرحها الرئيس السوري، واتهم المعارضة بـ«السلبية» التي تسبب غياب الحوار الوطني.
مسؤولون أميركيون سابقون: واشنطن تتمهل في دعوة الأسد للرحيل لأنها لا تملك الأدوات اللازمة
واشنطن – لندن: «الشرق الأوسط»
في مؤتمر صحافي يوم الخميس، تحدثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون باستفاضة عن حملة القمع الوحشية التي تشنها الحكومة السورية على المحتجين، لكنها تحفظت عندما وجه لها صحافي سؤالا مباشرا عما إذا كان يجب على الرئيس السوري أن يترك السلطة. وقالت كلينتون: «أعتقد أنني قلت كل ما يمكنني أن أقول. أنتمي إلى مدرسة أن للأفعال صوتا أعلى من الأقوال». وأسهب البيت الأبيض ووزارة الخارجية في التعليق على الأحداث في سوريا في الأسابيع الأخيرة، بينما يصعد نظام الرئيس بشار الأسد جهوده لإخماد الانتفاضة. لكن واشنطن لم تطالب الأسد بأن يترك السلطة على الفور في دمشق، في تناقض واضح مع موقفها الذي تبنته مع حكام عرب مستبدين آخرين مثل المصري حسني مبارك الذي أطيح به في فبراير (شباط) والليبي معمر القذافي الذي لا يزال متشبثا بالسلطة. ويغلب الحذر على اللغة التي تستخدمها إدارة أوباما.
وتقول «رويترز» في تقرير لها: إن ذلك ترك بعض المراقبين يتساءلون عن موقف واشنطن الحقيقي من الأسد وبدد الآمال حاليا للمعارضة السورية الوليدة وسلط الضوء على أن الثورات العربية ليست متساوية على الأقل في حسابات صناع السياسة الأميركيين. ويقول محللون ومسؤولون أميركيون سابقون إن البيت الأبيض لم يطالب في واقع الأمر الأسد بالتنحي لأنه لا يمتلك وسيلة تحقيق مثل هذا الطلب. ولا تمتلك واشنطن التي تصارع أزمة مالية لا القوة العسكرية الفائضة للإطاحة بحكومة الأسد بالقوة ولا النفوذ الذي أعطته إياها في مصر سنوات من العلاقات العسكرية أو التحالف الدولي الذي أيد الضربات الجوية على دعائم سلطة القذافي.
وقال أندرو تابلر، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ومؤلف كتاب عن سوريا سيطرح قريبا في الأسواق، في تصريح لـ«رويترز»: إن مطالبة زعيم بأن يرحل «تقال عندما يكون النظام على وشك الانهيار». وقال مسؤول أميركي سابق له علاقات وثيقة بالإدارة: إن مسؤولين داخل إدارة أوباما يؤيدون الموقف الحذر يجادلون بأنه «إذا قلنا إن على الأسد أن يرحل، وارتفع عدد القتلى، ألن ينظر إلينا على أننا ضعفاء حقا؟».
وأضاف المسؤول السابق الذي تحدث لـ«رويترز» وطلب عدم الكشف عن هويته: «في نهاية اليوم ماذا يمكننا أن نفعل؟ لن نقصفه». وشددت الإدارة الأميركية سياستها تجاه الأسد، خاصة منذ يوم الأحد الماضي، عندما حاصرت الدبابات السورية وقوات الأمن مدنية حماه فقتلت ما يصل إلى 300 شخص. لكنها فعلت ذلك على مدى الشهور الثلاثة الماضية في تصعيد محسوب للهجة الخطاب والعقوبات الاقتصادية. وفي خطاب كبير عن الشرق الأوسط في 19 مايو (أيار)، أشار الرئيس باراك أوباما إلى أنه لا يزال يرى بعض الأمل للزعيم السوري الذي حاول أن يخطب وده في وقت من الأوقات قائلا إن على الأسد أن «يقود انتقالا إلى الديمقراطية أو يفسح الطريق». لكن بعد شهر واحد ومع زيادة حدة الأزمة قال وزير الدفاع في ذلك الوقت روبرت غيتس إن شرعية الأسد «عرضة للتساؤل»، وبعد يومين فقط في 12 يونيو (حزيران)، أعلن البيت الأبيض أن شرعيته كزعيم تبددت بالفعل. بل إن البيت الأبيض اقترب أكثر من نقطة اللاعودة يوم الثلاثاء دون أن يصلها فعليا؛ حيث قال المتحدث جاي كارني: «سوريا ستكون أفضل حالا من دون الأسد».
كما تعد الإدارة عقوبات على قطاعي النفط والغاز في سوريا، اللذين قال تابلر إنهما يمثلان ما يتراوح بين ربع وثلث الدخل الحكومي. ويقول الخبراء إن مثل هذه العقوبات من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير من دون مساهمة قوية من أوروبا التي تشتري أغلب صادرات الطاقة السورية. وعلى مستوى أعمق، يرجع تردد الإدارة في مطالبة الأسد بالرحيل، فيما يبدو، إلى الخوف مما قد يحدث بعد ذلك في دول مهمة من الناحية الجغرافية ويسكنها خليط عرقي وطائفي. ومما يعزز هذه المخاوف، على الأرجح، المشهد في ليبيا؛ حيث فشلت المعارضة التي دعمتها في البداية بعض الحكومات الأوروبية ثم الولايات المتحدة في الإطاحة بالقذافي، وهي الآن منقسمة إلى فصائل متشاحنة. وذلك كله يترك انطباعا بأن أوباما وكلينتون لا يعارضان بقاء الأسد إذا كان من الممكن بقاؤه لمجرد فترة قصيرة أخرى يجري خلالها ترتيب انتقال سلس للسلطة.
ويقول آخرون إن الدرس في ليبيا مختلف؛ حيث يظهر أنه إذا انتظر المجمع الدولي لفترة طويلة قبل التحرك، فإن ذلك يجلب الفوضى.
المعلم متهما المعارضة بـ«السلبية»: حل الأزمة لا يكون إلا بالحوار
دعا السفراء العرب والأجانب وعرض أمامهم التقدم في حزمة الإصلاحات
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
اتهم وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم المعارضة السورية بـ«السلبية» التي تسبب غياب الحوار الوطني، وقال إن «القيادة السورية ما زالت تؤكد أن الطريق لحل الأزمة الراهنة هو طريق الحوار الوطني، وفي غياب مثل هذا الحوار بسبب سلبية موقف المعارضة، فإنه ليس أمامنا إلا السير في طريق الإصلاح دون ترك الإصلاح رهينة لأي عامل مانع لذلك».
ويأتي كلام المعلم عن الحوار الوطني كحل للأزمة الراهنة في سوريا، في الوقت الذي تحاصر فيها الدبابات عدة مدن سورية، وتفرض حصارا خانقا على مدينة حماه وقطع كل من المياه والكهرباء والاتصالات منذ نحو أسبوع، وسط معلومات عن سقوط قتلى بالمئات نتيجة قصف المدينة والحصار.
ووسط استنكار وإدانة دولية لاستخدام العنف المفرط في سوريا، التقى المعلم سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين في دمشق يوم أمس، وبحسب بيان رسمي عرض المعلم أمام السفراء «حزمة الإصلاحات» التي طرحها الرئيس بشار الأسد في خطابه في 20 من يونيو (حزيران) الماضي، «مركزا بشكل خاص على قانوني الأحزاب السياسية والانتخابات العامة اللذين أصدرهما الرئيس الأسد مؤخرا وما نص عليه القانونان من جوانب مهمة تستجيب للمطالب الشعبية».
ونقل البيان عن المعلم تأكيده «إصرار القيادة السورية على السير في طريق الإصلاح وإنجاز الخطوات التي سبق أن أعلن عنها الرئيس الأسد». وقال إن «الانتخابات العامة سوف تجرى قبل نهاية هذا العام وسوف يكون صندوق الانتخاب هو الفيصل ويترك لمجلس الشعب الذي سيتم انتخابه أن يراجع القوانين التي اعتمدت ليقرر ما يراه بشأنها».
كما أكد المعلم للسفراء الذين يتلقى بعضهم دعوات من شعوبهم وحكوماتهم لمغادرة سوريا، «حرص سوريا على الأمن والاستقرار ووقف أعمال التخريب والسير بالبلاد في طريق الديمقراطية والتقدم». وفي رده على أسئلة وجهها سفراء، قال وزير الخارجية إن «سوريا سوف تجري انتخابات حرة ونزيهة تفضي إلى برلمان يمثل تطلعات الشعب السوري من خلال التعددية السياسية التي يتيحها قانون الأحزاب والضمانات العديدة التي نص عليها قانون الانتخابات، وإن القيادة السورية ما زالت تؤكد أن الطريق لحل الأزمة الراهنة هو طريق الحوار الوطني، وفي غياب مثل هذا الحوار بسبب سلبية موقف المعارضة فإنه ليس أمامنا إلا السير في طريق الإصلاح دون ترك الإصلاح رهينة لأي عامل مانع لذلك». وكان النظام السوري شكل هيئة للحوار الحوار الوطني برئاسة فاروق الشرع. وقد عقدت مؤتمرا تشاوريا بهدف التمهيد للحوار الوطني، إلا أن انتقادات كثيرة طالت هذا اللقاء من قبل رؤساء نقابات مهنية ومنظمات شعبية، التي قيل إنها تمثل وجهة نظر فريق من النظام الذي يرفض مبدأ الحوار مع الشارع وتقديم أي تنازلات تحد من صلاحيات النظام أو الاستمرار في الحكم.
الجيش السوري يسد آخر منافذ الهروب من حماه ويحكم قبضته على المدينة
شهادات فارين من حماه: ما يحدث يفوق الوصف.. وحليب الأطفال نفد
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: محمد عجم وهيثم التابعي دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
أغلق الجيش السوري، أمس، آخر منفذ كان يهرب منه أهالي حماه، وهو الطريق القديم تحت الجسر المؤدي إلى منطقة الضاهرية، بحسب ما قالت مصادر محلية صباح أمس. وأضافت المصادر أن هناك دبابتين تركزتا على المدخل، وأقيم حاجز عسكري يمنع العبور منه.
وكان السائقون من أهالي حماه يستخدمون هذا المنفذ لتهريب العائلات من المدينة المحاصرة، خلال الأيام الأربعة السابقة. وقالت المصادر إنها فقدت الاتصال مع أحد السائقين الذي كان ينقل أخبار ما يجري داخل المدينة. وعن الأوضاع في المدينة، وصفتها المصادر بأنها «مأساوية للغاية».
وحسب ما كان يرد من معلومات حتى فجر السبت، فإن الكهرباء عادت في بعض المناطق في ساعة متأخرة من ليل الجمعة، في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وبقيت لعدة ساعات فقط ومن ثم عادت للانقطاع. ونقلت المصادر عن سكان في حماه تقديرهم عدد القتلى بالمئات خلال الأيام الأربعة الماضية، وأن هناك سيارات في شارع الأربع نواعير فيها ركاب تعرضت للقصف ولا يعلم شيء عن وضعهم. وأضافت أن هناك جثثا تحت جسر المزارب ولا أحد يتمكن من الاقتراب منها بسبب تمركز الدبابات والجيش فوق الجسر واستهداف كل من يتحرك.
وتحدثت المصادر عن استمرار تقطع أوصال المدينة بالدبابات والمدرعات والحواجز العسكرية، مع وجود قوائم اعتقال مع الجيش، مشيرة إلى أن الاعتقال بدأ على القوائم من يوم الأربعاء الماضي عصرا وتم إحكام السيطرة على كل منافذ المدينة. وتضيف المصادر أن الجيش منع وصول مساعدات من القرى والمدن المجاورة لمدينة حماه، وتم نهب حمولة السيارات من خضار وخبز. وبعد أربعة أيام من الحصار وقطع المياه والكهرباء فسد الطعام في الثلاجات ونفد الخبز، والمياه بدأت تنفد من الخزانات، كما انقطع حليب الأطفال، إضافة إلى أن معظم الصيدليات إما مدمرة أو مغلقة.
ويؤكد أولئك الذين تمكنوا من الفرار من حماه الرواية السابقة، ويتحدثون عن الوضع المأساوي لمدينتهم، ويقولون إن ما يحدث في حماه «يفوق الوصف» بحسب شهادات حية من أهالي المدينة التي تواردت على صفحات الثورة السورية على «فيس بوك».
فجاء على بعض منها كصفحة «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» شهادة من أحد الشباب استطاع الخروج من حماه، حيث يروي أن حماه الآن محتلة من قبل الجيش بشكل كامل، وآخر منفذ كان يهرب منه أهالي حماه وهو الطريق القديم تحت الجسر المؤدي للضاهرية قد سيطرت عليه دبابتان صباح أمس، موضحا أن الكهرباء عادت مساء الجمعة في بعض المناطق بحدود الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وبقيت لعدة ساعات فقط ومن ثم انقطعت ولا تزال مستمرة في انقطاعها. وأضاف الشاب الذي استطاع الهروب ضمن عشرات آخرين: «عدد الشهداء بالمئات ويوجد عدد كبير من السيارات في شارع الأربع نواعير مليئة بالركاب قد قتلوا وقصفوا من قبل الجيش ولا نعلم من كم يوم هم ميتون، الجثث تحت جسر المزارب وبالقرب منه رأيت الكلاب تنهشها فلا يمكن لأحد أن يسحب تلك الجثث بسبب تمركز الدبابات والجيش فوق الجسر واستهداف كل من يتحرك».
ويستطرد: «توجد امرأة بيتها مقابل لجسر المزارب لها 4 أطفال وفي أول يوم للقصف والاجتياح هربت بطفلين عندما سمعت صوت القصف، وعندما عادت لتنقذ الاثنين الآخرين كانا قد قتلا نتيجة القصف بالمدافع الرشاشة على شقتها».
ويقول الشاب إنه «لا توجد حديقة أو أرض عارية إلا وفيها شهداء، وإن أوصال المدينة مقطعة بالدبابات والمدرعات مع وجود قوائم اعتقال مع الجيش، وما زالت المياه مقطوعة بالكامل مع انقطاع تام لكل أشكال الاتصال»، مضيفا: «حركة النزوح الآن شبه معدومة، فحماه لم يبق من سكانها سوى 5 في المائة فقط علاوة على إحكام السيطرة على كل منافذ الهروب من قبل الجيش، والوضع الإنساني سيئ جدا، فالطعام في الثلاجات فسد وانعدام مادة الخبز والماء في خزانات البيوت بدأ ينفد، ولا يوجد حليب للأطفال حيث إن معظم الصيدليات قد تم تدميرها من قبل الجيش وسرقة محتوياتها».
وبرزت من خلال تعليقات أعضاء صفحة شبكة حماه (H.N.N)، التي تعنى بجمع ونشر جميع المعلومات الواردة من مدينة حماه، قول أحد الفارين من المدينة قبل يومين إنه خرج منها بواسطة طريق رملي لأن القصف يكون باتجاه أي فرد يمشي في الشارع. وأضاف: «عمارتنا ما كان فيها إلا أنا، نصف عمارات حماه مضروب عليها برصاص، وفي عمارات بالقصور نزلت على الأرض».
إلى ذلك، قال المعارض السوري البارز ياسين حاج صالح، تعقيبا على هذه الشهادات، إن ما يحدث في حماه هو «إعلان حرب على الشعب السوري»، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إنها محاولة مستميتة من النظام لتقطيع البؤر الاحتجاجية الأكثر نشاطا، كذا محاولة لتذكير الشعب السوري بما حدث في حماه عام 1982». وتابع حاج صالح «أن ما حدث قبل 29 عاما في حماه ضمن للنظام السوري الاستقرار لثلاثة عقود لاحقة عبر بث الرعب وخلق جدار عال من الخوف في قلوب السوريين عبر الاستخدام المفرط للقوة»، مضيفا: «اليوم يحاول النظام فعل الشيء نفسه وبالوسيلة نفسها». واستبعد حاج صالح، الذي قدر عدد القتلى في حماه بما يزيد على 300 قتيل، أن يصل الوضع الحالي إلى حد وضع حماه عام 1982، حيث قال: «النظام أصلا يفتقد للإبداع وللتفكير السياسي الخلاق، فهو يريد أن يكسب نفس المعركة بالطريقة ذاتها مرتين.. وهذا مستحيل».
وتابع حاج صالح: «هناك متغيرات كثيرة في المشهد الآن، أولها أن البؤر الاحتجاجية اليوم متعددة ومنتشرة على كل التراب السوري، ثانيها، أن العالم كله يشاهد ما يحدث اليوم عكس ما حدث عام 1982 عندما ذبح الأسد الأهالي في الظلام». وتابع حاج صالح قائلا «الأكثر أهمية أن القضية السورية اليوم أكثر عدالة وإقناعا للعالم، فليس هناك أي أبعاد آيديولوجية أو دينية وراء ما يحدث، فالاحتجاجات خرجت تطالب بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية وهي الحد الأدنى لمتطلبات الحياة الكريمة عالميا بالأساس».
حمص تتحول إلى «جبهة عسكرية».. والسوريون تابعوا مظاهراتهم بعد صلاة التراويح ليل الجمعة
عشرات الدبابات تنتشر في الأحياء الطرفية لدير الزور.. واستمرار حركة النزوح الكثيفة
لندن ـ دمشق: «الشرق الأوسط»
انتشرت عشرات الدبابات والآليات العسكرية في الأحياء الطرفية لمدينة دير الزور (شرق)، بينما تحولت مدينة حمص (وسط)، التي شهدت انتشار تعزيزات عسكرية، إلى جبهة، بحسب ما قال ناشطون أمس. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية أن «نحو 250 دبابة ومدرعة انتشرت في 4 مناطق في مدينة دير الزور». جاء ذلك في وقت سجلت فيه المظاهرات في مختلف المدن والبلدات والقرى السورية تصاعدا في عدد المشاركين مساء أول من أمس الجمعة بعد صلاة التراويح.
وأوضح عبد الرحمن أن الآليات العسكرية توزعت «خلف حي بور سعيد وفي حي الحريقة وبجانب الحريقة وجانب مقر الأمن السياسي وفي منطقة المطار». كان المرصد قد أكد، أول من أمس، أن مدينة دير الزور في شرق سوريا تشهد، منذ الأربعاء، حركة نزوح واسعة النطاق تكثفت الخميس، وذلك خوفا من هجوم وشيك قد تشنه قوات الجيش على المدينة المحاصرة.
كان شيوخ القبائل في دير الزور قد تعهدوا بمواجهة أي اعتداء ينفذه الجيش على منطقتهم، بحسب ما أظهر شريط فيديو نشر على «يوتيوب» بدا فيه شيوخ القبائل يتحدثون حول مواجهة عملية عسكرية محتملة. ويظهر الشريط ما يبدو أنه اجتماع لشيوخ القبائل يتحدثون فيه عن مفاوضات مع السلطات لإطلاق المعتقلين وسحب الجيش الذي يحاصر مدينتهم.
وفي وسط البلاد، أضاف مدير المرصد أن مدينة حمص «كانت أشبه بجبهة حتى الصباح». وقال إن المدينة «شهدت انتشارا مكثفا لمدرعات الجيش وعربات مدرعة وسيارات تابعة للأمن في حي باب السباع»، مشيرا إلى أن «السكان يسمعون أصواتها في الطرقات». ونقل المرصد عن ناشطين في المدينة أن «إطلاق الرصاص استمر في غالبية أحياء حمص من دوار باب الدريب والفاخورة الإنشاءات والفوطة والقرابيص حتى الساعة الثامنة صباحا (5.00 تغ)». وتابع: «كما استمر إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في حي بابا عمرو حتى الصباح».
وأكد أحد سكان مدينة حمص لـ«الشرق الأوسط» حدوث إطلاق نار عشوائي على البيوت، وقال: «أذهلني خروج مظاهرة كبيرة في حي باب السباع يوم الجمعة بعد صلاة الظهر وبعد صلاة التراويح، على الرغم من أن الحي ما زال محاصرا بالدبابات». وأضاف أنه بعد يوم حافل بالمظاهرات في مختلف الأحياء، تعرضت حمص، مساء الجمعة قبل منتصف الليل بساعة، إلى قصف عشوائي على المنازل، مشيرا إلى أن إطلاق نار كثيفا استمر حتى ساعة متأخرة. وقال إن تشييع حمزة درويش في باب السباع الذي قتل يوم جمعة «الله معنا»، تحول إلى مظاهرة أمس.وفي مدينة الرستن، التابعة المحافظة حمص القريبة من مدينة حماه، تظاهر أهالي الرستن، مساء أول من أمس، وهتفوا لنصرة حماه ودير الزور، داعين لإسقاط النظام. وفي مدينة السلمية، القريبة من الرستن، اعتصم الأهالي بمشاركة نسائية كبيرة عند قبة تامر، دون أي وجود أمني واحتجوا على محاصرة حماه ودير الزور ودعوا لإسقاط النظام.
وفي ريف دمشق بث ناشطون مقطع فيديو عن إضراب عام في بلدة عربين، أمس، حدادا على سقوط 7 قتلى يوم جمعة «الله معنا». وفي دمشق خرجت مظاهرات في الميدان عقب صلاة التراويح في جامع منجك بحي الجزماتية.
يأتي ذلك بينما قال ناشطون إن عدد قتلى جمعة «الله معنا» ارتفع إلى 22 شخصا، بينهم سبعة سقطوا أثناء المظاهرات التي جرت بعد صلاة التراويح، بينما جرح أكثر من 50 برصاص رجال الأمن. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، لوكالة الصحافة الفرنسية: إن مظاهرات جمعة «الله معنا» أسفرت عن «مقتل 22 شخصا، بينهم 15 قتيلا سقطوا في مظاهرات ظهر أمس و7 قتلى سقطوا مساء أمس عقب صلاة التراويح».
وأشار ريحاوي إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود حالات خطرة بين الجرحى الذين تجاوز عددهم العشرات». وأوضح أنه «سقط أثناء تفريق مظاهرات ظهر أمس 15 قتيلا بينهم 7 في عربين (ريف دمشق) و3 في حمص (وسط) و3 في الضمير (ريف دمشق) وشخص في المعضمية (ريف دمشق) وشخص في نوى (جنوب)» في ريف درعا معقل حركة الاحتجاجات.
وأضاف أن «7 متظاهرين قتلوا برصاص الأمن الذين قاموا بتفريق مظاهرات، بينهم شخصان من حي نهر عيشة في العاصمة و4 أشخاص في حمص واثنان في الخالدية وشخص في حي العدوية وآخر في الفاخورة بالإضافة إلى شخص في دوما (ريف دمشق)».
يأتي ذلك بعد دعوة وجهها ناشطون للتظاهر وإلى اعتبار أن كل يوم في شهر رمضان هو يوم جمعة الذي كان موعد التظاهر الأسبوعي في البلاد. ونادى ناشطون على صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى تنظيم «الليلة وكل ليلة مظاهرات الرد في رمضان، كل يوم هو يوم الجمعة». وكتبوا على موقعهم «الله معنا فهل أنتم معنا؟».
الإعلام الرسمي يدعي « انقاذ حماه».. ويتجاهل ذكر القتلى من المدنيين
المعارض لؤي حسين: العصابات المسلحة التابعة للحكومة تجوب الشوارع.. لا لشيء سوى الأخذ بالثأر
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ندى بكري وأنتوني شديد*
بثت وسائل الإعلام الإخبارية الحكومية في سوريا صورا صارخة للدمار الذي حل بمدينة حماه المحاصرة، للمرة الأولى يوم الجمعة، تظهر مباني محترقة ومتاريس مؤقتة وشوارع مهجورة تكسوها الأنقاض التي بدت وكأنها تظهر أن القوات الحكومية قد قمعت انتفاضة في المدينة. وكانت الصور بما لا يدع مجالا للشك لمدينة حماه، رابع أكبر مدينة سورية وبؤرة الانتفاضة التي بدأت منذ خمسة أشهر وتركت قيادة الرئيس بشار الأسد في حالة عزلة وضعف. وتشير الصور إلى أن الجيش قد أعاد إحكام قبضته على مدينة انتزعت نفسها لفترة قصيرة من أربعة عقود من الحكم الاستبدادي لأسرة الأسد وتمتعت بقدر غير مسبوق من الحرية.
وتصور التقارير التي يبثها التلفزيون السوري ووكالة «سانا» الإخبارية الرسمية الجيش بوصفه منقذ مدينة حماه. ويبدو الهدف من الأخبار هو التأكيد على رسالة القيادة إلى المعارضين الداخليين والتي مفادها أنها تعتبرهم عصابات من المتمردين المسلحين المدعومين من قوى خارجية معادية، وأنه سيتم التعامل معهم بالصورة الملائمة. غير أن المشاهد التي بثها التلفزيون للدمار الذي حل بحماه أوضحت أيضا بشكل ضمني أن العنف هناك أكثر خطورة بدرجة كبيرة من الصورة التي تصر حكومة الأسد على نقلها حتى الآن.
كما جسدت أيضا إرثا من الأعمال الهجومية الوحشية. كانت حماه تنعم بالسلام بشكل ملحوظ بعد انسحاب قوات الأمن في يونيو (حزيران). ولم تندلع أعمال العنف بها إلا عندما بدأت الحكومة، مدفوعة بخوفها من الزخم الذي يحتمل أن تزود به المدينة الانتفاضة، في هجومها الوحشي على المدينة يوم الأحد. وعلى الرغم من أن المسؤولين الحكوميين يصرون على أن المتظاهرين كانوا مسلحين، فإنه لم ير أي سلاح في الشوارع في زيارة أجريت مؤخرا للمدينة، بحسب رواية أكدها دبلوماسيون أثناء زياراتهم للمدينة. وتم إنشاء متاريس ولكن فقط للحيلولة دون عودة القوات العسكرية وقوات الأمن.
«نحن نعيش الآن، ولكن لا نعرف ماذا سيجري لنا غدا»، قال أحد سكان حماه، ذكر أن اسمه فادي، في مكالمة عبر الهاتف. وأضاف: «الموقف الإنساني يزداد سوءا يوما بعد يوم».
وتناول المسؤولون الحكوميون أحداث العنف في حماه بصورة مختلفة تماما، من خلال تقارير واردة من دمشق العاصمة، بدت بعيدة تماما عن الحقيقة. «وحدات الجيش العربي السوري تعمل من أجل إعادة الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية لحماه بعد ارتكاب جماعات إرهابية مسلحة أعمال تخريب وحوادث قتل بإنشاء متاريس وقطع الطرق ومهاجمة محطات الشرطة وحرقها، باستخدام أنواع مختلفة من الأسلحة»، هذا ما جاء في خبر أذاعته وكالة أنباء «سانا» عن العنف في حماه.
وتشير التقارير السورية أيضا إلى أن 20 جنديا على الأقل لقوا مصرعهم إبان هذه الأحداث، ولكنها لم تنشر أخبارا عن إصابات المدنيين. وقد ذكرت مجموعات نشطاء تنقل أخبارا من حماه – مصدر معظم المعلومات عن حالة الدمار هناك منذ بداية حصار القوات السورية المدينة نهاية الأسبوع الماضي – أن 200 مدني على الأقل قد لقوا مصرعهم جراء القصف من قبل قوات الجيش والقناصة. وقد أشاروا إلى وقوع سلسلة جديدة من أعمال القصف يوم الجمعة.
وذكر الساكن الذي تم الاتصال به هاتفيا أن 200 دبابة قد دخلت المدينة قبل الفجر وأن قوات الأمن كانت تمنع السكان من التجمع في مساجد المدينة.
«لقد تخلت الحكومة عن مسؤولياتها وتركت كل شيء في أيدي قوات الأمن»، قال لؤي حسين، أحد أبرز رموز المعارضة في دمشق. وأضاف: «لقد فقدوا صوابهم. إنهم يتصرفون من دون أي هدف استراتيجي أو سياسي. العصابات المسلحة التابعة للحكومة تجوب الشوارع، لا لشيء سوى الأخذ بالثأر».
ومع زيادة الحكومة أعمال القمع الوحشية في حماه بدت قوات الجيش والأمن وكأنها تستعد لشن هجوم آخر على دير الزور، المدينة الواقعة شرق سوريا، التي تقطنها عشائر مخلصة استمد منها المتظاهرون قوتهم طوال الشهر الماضي. وقصفت تلك القوى المدينة بشكل متواصل من عشية الخميس إلى صباح يوم الجمعة، بحسب قول سكانها.
وقال ناشط في دير الزور ذكر أن اسمه طارق إن آلاف الضباط ومئات الدبابات والعربات المصفحة كانت تحاول تقسيم المدينة إلى أجزاء صغيرة، وهو الأسلوب الذي اتبعه الجيش في أماكن أخرى. وقال إن المتظاهرين ما زالوا محتشدين في بعض الميادين. «نحن نحاول إغلاق الطرق»، قال أحد السكان، وهو يعمل بقالا وذكر أن اسمه محمد. وأشار إلى أن عدد المتظاهرين يوم الجمعة بلغ عشرات الآلاف، وقال إن المتظاهرين كانوا يرددون: «لا نريد الجيش داخل مدننا». وأشار بعض السكان الآخرين الذين تم الوصول إليهم عبر الهاتف إلى نقص الغذاء والماء.
وقد زادت عمليات الانشقاق داخل الجيش السوري منذ أسابيع، خصوصا في دير الزور، ولكن يبدو أنها لم تصل إلى المستوى الذي يهدد سيطرة الأسد على الجهاز الأمني.
وخرج سوريون في أماكن أخرى إلى الشوارع بعد أول صلاة جمعة في شهر رمضان المعظم في تحدٍّ آخر جريء لقمع الحكومة السورية. وأشار النشطاء إلى أن عشرات الآلاف من المتظاهرين انضموا إلى المسيرات في شوارع الكثير من المدن السورية، من بينها درعا في الجنوب، وحمص ثانية كبرى المدن السورية.
وذكرت لجان التنسيق المحلية، مجموعة من اللجان سعت لتنظيم المظاهرات وتسجيلها، أن قوات الأمن قتلت 14 شخصا يوم الجمعة، من بينهم 11 في ضواحي دمشق المهتاجة واثنان في حمص وشخص واحد في درعا، حيث بدأت الانتفاضة في مارس (آذار).
وفي بعض المظاهرات ردد المتظاهرون هتافات تدعم حماه، المدينة التي تثير ذكريات أليمة، خصوصا في نفوس السوريين. ففي عام 1982 أمر حافظ الأسد، والد بشار، الجيش بقمع الانتفاضة الإسلامية هناك، مما أودى بحياة 10 آلاف شخص وربما أكثر. والآن ليس باستطاعة الصحافيين تغطية الأحداث هناك، مما أعمى أعين العالم كله عن حقيقة العنف الدائر في حماه.
وأتت التغطية الإعلامية الإخبارية السورية لما يحدث في المدينة مع إعلان النشطاء عن سلسلة جديدة من أعمال القصف في المدينة طوال الليل، التي قالوا إنها تحول دون دخول المعونات الغذائية والطبية إلى المناطق السكنية، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة نقص الإمدادات ويزيد من حدة المخاوف بين الكثيرين من احتمال ارتفاع معدل الوفيات هناك إلى مستوى مخيف.
ومكنت الاتصالات عبر الأقمار الصناعية إحدى القنوات القليلة المتبقية من الحصول على معلومات عن المدينة المحاصرة، مع أن بعض النشطاء ذكروا أن الحكومة تتدخل في الاتصالات عبر الأقمار الصناعية بالمثل.
وقال وسام طريف الناشط الحقوقي إنه تحدث مع طبيب في حماه أخبره أن الإصابات هناك قد ازدادت بشكل ملحوظ منذ يوم الخميس. وقال الطبيب إنه وزملاءه يحاولون تحديد أولويات للتعامل مع حالات الإصابة والوفيات نظرا لمواجهتهم مشكلة النقص في الإمدادات والأجهزة الطبية. وقال طريف: «كل الموارد قد نفدت في المدينة». وأشار إلى الخبز والغذاء ولبن الأطفال والماء، على سبيل المثال لا الحصر.
وقد زادت حدة الإدانة الدولية للأسد بسبب القمع في سوريا، مع انتقادات حادة من أقوى حليفين لسوريا، وهما تركيا وروسيا. وفي واشنطن اتهمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم الخميس القيادة السورية بتحمل المسؤولية عن مقتل ما يزيد عن 2000 سوري منذ بدء الانتفاضة بمختلف أنحاء سوريا، وأكدت على موقف إدارة أوباما الممثل في أن الأسد «قد فقد تماما شرعية حكمه للشعب السوري».
كما وسعت إدارة أوباما نطاق عقوباتها الجزائية يوم الخميس ضد مسؤولين سوريين رفيعي المستوى، بحيث تشمل أمين أسرار أسرة الأسد وأحد كبار رجال الأعمال السوريين، محمد حمشو، وهو عضو في البرلمان السوري، وعلى مجموعة الشركات التي يملكها «مجموعة حمشو الدولية». وتقضي تلك العقوبات بتجميد أي أصول لحمشو بموجب القانون الأميركي وتمنع الأميركيين من التعامل مع أية شركة من شركات حمشو.
* خدمة «نيويورك تايمز»
كركوتي لـ «الشرق الأوسط»: المجتمع الدولي مطالب بعزل الأسد نهائيا
المؤتمر السوري للتغيير: وقف قتل الأبرياء لا يتم إلا بتصعيد الضغط الدولي على النظام السوري
جريدة الشرق الاوسط
رحب المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا) بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي، الذي يدين انتهاكات حقوق الإنسان، واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية. واعتبر في الوقت عينه، أن «البيان الدولي لا يزال دون مستوى الفظائع التي يرتكبها النظام في سوريا ضد الشعب الأعزل من كل شيء إلا من كرامته»، واصفا ما يقوم به هذا النظام بأنه «ليس انتهاكات لحقوق الإنسان، بل هو ازدراء للقيم الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية».
وشدد المؤتمر في بيان صادر عنه، على أن «نظام الأسد فاقد للشرعية الوطنية منذ وصوله إلى السلطة، وتعزز فقدانه لها بإطلاق عملياته الوحشية في كل أرجاء البلاد، بما في ذلك القتل والسحل والاعتقال والإخفاء والتعذيب والتجويع والحصار والتهجير»، موضحا أنه «لم يستهدف المدنيين العزل فحسب، بل يستهدف أيضا الأطفال والشيوخ والنساء، وحتى الجرحى، ويقوم – بالإضافة إلى حملات الاعتقال الهائلة – باعتقال جثث الشهداء والتمثيل بها».
وأكد أن الإشارة التي وردت في البيان الدولي لناحية «دعوة جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس»، لا تنطبق بأي حال من الأحوال على الوضع المأساوي في سوريا، لأن هناك طرفا واحدا فقط يقوم بالأعمال الوحشية، ويرتكب الفظائع، وهو نظام بشار الأسد. وفيما شكر المؤتمر مجلس الأمن على «أسفه العميق لمقتل المئات»، شدد في الوقت عينه على أن «وقف قتل الأبرياء، لا يتم إلا بتصعيد الضغط الدولي على نظام الأسد وعزله، بما يتناسب وهول الفظائع التي تشهدها كل المناطق السورية، لا سيما المدن الخاضعة لحصار واحتلال قواته، التي يستخدم فيها أسلحته الثقيلة، ضد ما لا يحمل حتى حجرا، بل ويستهدف حتى الفارين من جحيم آلته الفتاكة، ويمنع عنها وصول الخبز، ويقطع المياه والكهرباء والاتصالات».
وفي السياق عينه، اعتبر المؤتمر السوري للتغيير أن «الوضع الراهن في سوريا، يتطلب قرارا صادرا عن مجلس الأمن الدولي، أكثر من بيان يدين انتهاكات حقوق الإنسان ويعبر عن القلق، لأن ما تشهده سوريا الآن، تجاوز مرحلة البيانات إلى القرارات الملزمة، خصوصا بعدما ضرب (ويضرب) نظام الأسد الفاقد للشرعية الدولية عرض الحائط، مناشدات ومطالبات وتحذيرات المجتمع الدولي، لوقف أعماله الوحشية والهمجية». وتوقف عند إشارة مجلس الأمن الدولي بـالتزامه «سيادة ووحدة أراضي سوريا»، معتبرا أن هذا الأمر «هو في الواقع خط أحمر، لا يقبل المؤتمر السوري للتغيير لأحد أن يتجاوزه بأي صورة كانت، فالسوريون الذي يقومون بثورتهم الشعبية السلمية العارمة، طلبا لحريتهم المسلوبة، يحمون سيادة ووحدة بلادهم، من النظام الوحشي نفسه، الذي يعتبرها قضية ليست ذات معنى».
وفي هذا الإطار، رأى أمين سر المؤتمر محمد كركوتي، أن «النظام السوري – وفي مقدمته بشار الأسد – ليس سوى عار على الإنسانية، بعدما قال الشعب السوري كلمته بزواله إلى الأبد»، مشددا على أن «المجتمع الدولي مطالب الآن أكثر من أي وقت مضى، بعزله نهائيا، خصوصا بعدما ضرب عرض الحائط بكل المناشدات والطلبات وحتى التحذيرات الدولية له».
واعتبر في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن المرسوم الذي أصدره الرئيس الأسد والمتعلق بالتعددية الحزبية «لا يخرج عن كونه محاولة أخرى بائسة ويائسة، لإنقاذ نظامه الذي يستكمل فقدان شرعيته الدولية، بعدما فقدها أصلا منذ وصوله إلى الحكم». وأشار إلى أن «الفظائع التي ارتكبها ويرتكبها هذا النظام بحق الشعب السوري الأعزل من كل شيء، إلا من كرامته، تجاوزت كل المراسيم والقوانين، بل لم يعد لبشار الأسد مكان في سوريا، هو وبقية عصابته، إلا في قصف اتهام، في محاكمة سورية عادلة، يحاسب فيها على جرائم القتل والسحل والإخفاء والتجويع والتهجير».
وأكد المعارض السوري، أن «المشهد السوري تجاوز كل المراسيم والقوانين والمواقف المريبة، فالحلول للمعضلات التي أوقع النظام البلاد فيها، لا تتم عبر قوانين فارغة المحتوى، لا تلبث أن تتحول إلى قوانين صورية، بل تستحضر فقط عن طريق وجود حياة سياسية حرة في بيئة مدنية تعددية حاضنة للحريات العامة، وهذا لن يتوافر ما دام هذا النظام في السلطة، ضاربا عرض الحائط، كل القيم الإنسانية والديمقراطية، وموجها آلته العسكرية الوحشية الفتاكة، إلى صدور أهلنا في كل بقعة على الأرض السورية».
وشدد كركوتي على أنه «إذا ما كان هناك من يطالب بإصلاحات في سوريا، فهو يعيش بأوهام الماضي، فلا يمكن أن يقوم نظام سفاح سوريا بإصلاحات مهما بلغ شأنها، لأنه في الواقع سينتهي على وقعها، فالذي يقتل ويدمر ويحاصر ويعتقل ويسحل ويهجر ويجوع، لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن يكون جزءا من الإصلاحات».
وتابع: «عرف السوريون الأحرار قبل العالم أجمع، أن الإصلاح الحقيقي، هو ذاك الذي يؤدي إلى التغيير الشامل، بما في ذلك زوال النظام الجاثم على صدورهم منذ أكثر من 41 عاما»، لافتا إلى أن «الثورة الشعبية السلمية العارمة التي تعج بها سوريا، وضعت كل شيء خلفها، وإصرار الشعب السوري على استرجاع حريته المسلوبة منذ قرابة نصف قرن، لن تقف أمامه قوانين ومراسيم بلا معنى، يصدرها حاكم بلا شرعية».
وتوجه كركوتي إلى الذين «لا يزالون يعتقدون بإمكانية منح سفاح سوريا فرصة»، ودعاهم إلى أن «يستعرضوا فقط، بسالة السوريين في مواجهة أبشع أنواع الأسلحة، بصدور عارية»، مشددا على أن «من واجب كل حر شريف أن يقف مع ثورة سلمية منقطعة النظير، في التاريخ الحديث، خصوصا في ظل موقف عربي غريب، وموقف دولي لا يرقى إلى مستوى الفظائع التي ترتكب في كل أنحاء سوريا».
المعارض هيثم المالح: لا نريد تدخلا عسكريا في سوريا.. ونفضل أن تبقى الثورة سلمية
قال: عشنا في ظل الديكتاتورية 50 عاما مثل الحيوانات لا نفكر سوى في الأكل والشرب
جريدة الشرق الاوسط
بروكسل: عبد الله مصطفى
رفض المعارض السوري هيثم المالح تكرار ما يحدث في ليبيا في بلاده وقال إنه يفضل عدم التدخل العسكري الأجنبي في سوريا، وإن «من الأفضل أن تظل الثورة سلمية». وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها المالح لوسائل الإعلام الهولندية، أمس، ونقلت صحيفة «تراو» اليومية الهولندية عن المالح، وهو رئيس مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي عقد في إسطنبول في يوليو (تموز) الماضي، قوله: «لسنا في حاجة إلى التدخل العسكري الأجنبي في سوريا، ونرفض أن تصبح ليبيا ثانية.. لا نريد تدمير بلادنا.. ويجب أن تبقى ثورتنا سلمية». المالح الذي يقوم بجولة في أوروبا، لا سيما هولندا، والشرق الأوسط، قال إنه سيتابع جولته ليزور مصر والسعودية وقطر وربما تركيا لمقابلة رئيس وزرائها. وحسب ما نقل موقع إذاعة هولندا العالمية من تلك التصريحات، قال المالح: «إذا توحدنا كسوريين يمكننا عندها التخلص من النظام والتوصل إلى الديمقراطية والحرية». واعتبرت الصحيفة أنه «حتى الآن لم يحصل هذا الأمر ولم يكن بمستطاع المالح إنكار عدم تمكن المعارضة في إسطنبول من التوصل إلى توحيد الصفوف». ونقلت عنه قوله: «الأمر ليس سهلا أيضا، عشنا 50 سنة في ظل الديكتاتورية وليس لدينا أي خبرة في المجال السياسي. لقد عشنا مثل الحيوانات التي لا تفكر سوى بالأكل والنوم»، وأشارت الصحيفة إلى أن المالح نفى أن يكون الإسلاميون في سوريا، مثل الإخوان المسلمين، يسعون إلى إقامة دولة إسلامية، وقال إنها دعاية يطلقها النظام، هم يريدون الديمقراطية وليس دولة إسلامية. وقال المالح إنه «قريبا سيتمتع جميع المواطنين السوريين بنفس الحقوق».
وقال المالح: «طالبنا السلطات السورية بسحب الدبابات وعناصر الأمن وفك الحصار عن المدن، من أجل أن يتم الحوار، فلم تستجب لنا»، وانتقد النظام السوري «الذي يريد إجراء حوار بشروطه هو، دون الأخذ بعين الاعتبار شروط المعارضة وتطلعاتها»، وقال: «هذا ما رفضته كافة أطياف المعارضة»، واصفا اللقاء التشاوري الذي عقد في دمشق وقاطعته أهم فئات المعارضة، بـ«الفاشل».
وفي منتصف الشهر الماضي، شارك وفد من المعارضة السورية في جلسة نقاش حول الأوضاع في سوريا، وبخاصة ما يتعلق بالاحتجاجات والقمع، وخلال المناقشات استمع أعضاء الوفد السوري، الذي ضم كلا من برهان غليون وهيثم المالح، إلى وجهة نظر أعضاء في الكتل السياسية المختلفة داخل البرلمان الأوروبي حول الوضع في وسوريا. وركز كل من المالح وغليون في مداخلاتهما أمام النواب في المؤسسة التشريعية الأوروبية على توضيح الصورة وتفنيد مزاعم تتعلق بأن ما يحدث في البلاد نتيجة احتقان طائفي، كما حاولا طمأنة النواب بشأن مستقبل المسيحيين في البلاد، وأكدا على قدرة السوريين على الاستمرار في العيش بشكل سلمي وآمن وضمن علاقات طيبة قائمة على المواطنة بين مختلف أطياف الشعب السوري.
المظاهرات مستمرة ضد النظام
الجيش السوري يقتحم دير الزور
اقتحمت دبابات الجيش السوري فجر اليوم مدينة دير الزور شمال شرق البلاد، بعد حصار عسكري استمر أياما، في حين ما تزال المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد تعم العديد من المدن في أنحاء البلاد.
وقالت مصادر للجزيرة إن قوات مدعومة بالجرافات ومسلحين يعرفون بـ”الشبيحة” بدأت اقتحام دير الزور من جهة الغرب، مضيفة أن هذه القوات تستخدم جميع أنواع الأسلحة في عملية القصف والاقتحام.
وأظهرت لقطات بثها ناشطون على شبكة الإنترنت جانبا من القصف الذي تتعرض له المدينة، وتتخللها أصوات التكبير من المساجد والاستغاثة من قبل المواطنين.
مجزرة وشيكة
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن الجيش اقتحم أحياء الموظفين والقصور والعمال والجورة والطب والضاحية والرشدية والحوريقة وسط سماع انفجارات قوية في مختلف أرجاء دير الزور.
وقال شاهد العيان خالد الطه في اتصال هاتفي مع الجزيرة من دير الزور إن المدينة “مهددة بمجزرة” مشابهة لما حدث في مدينة حماة التي تشهد عملية عسكرية منذ أيام، قتل فيها المئات وفق ناشطين سوريين.
وأشار إلى أن اجتماعا عقدته القيادات الأمنية مع زعماء عشائر المدينة ووجهائها انتهى بالتهديد بمجزرة -على حد قوله- ووصف الأوضاع بالسيئة جدا.
بدورها نسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان –الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له- رامي عبد الرحمن تأكيده أن نحو 250 دبابة وآلية عسكرية شاركت في اقتحام دير الزور.
أما وكالة الصحافة الألمانية فنقلت عن ناشط سوري رفض الإفصاح عن اسمه قوله إن نحو مائتي دبابة دخلت المدينة في الساعات الأولى من صباح اليوم تحت وابل من القصف، مؤكدا أن الاقتحام أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة عشرات آخرين بجروح.
وأفاد عبد الرحمن في تصريح آخر لوكالة الصحافة الفرنسية أن أربعة مدنيين قتلوا في عملية عسكرية قام بها الجيش صباح اليوم الأحد في تجمع قرى الحولة الواقعة في ريف حمص وسط سوريا، بينما قالت مصادر للجزيرة إن ثمانية أشخاص قتلوا في الحولة.
مظاهرات متواصلة
في غضون ذلك واصل السوريون مساء أمس احتجاجهم ضد النظام، حيث خرجت مختلف البلدات والمدن والمحافظات بعد التراويح في جموع حاشدة تطالب بالحرية وإسقاط النظام.
وخرجت المظاهرات بعد صلاة التراويح مساء أمس في عدة مدن أبرزها إدلب والكسوة بريف دمشق ودرعا وحمص، وفق ما أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.
وطبقا للمصدر نفسه سقط أربعة قتلى والعديد من الجرحى في مظاهرات حاشدة في مدينة إدلب التي هاجمها الأمن بالرصاص، أما حمص فقد سقط فيها ثلاثة قتلى في مظاهرة ليلية، وفق ما أكدته لجان التنسيق المحلية.
وفي اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط واصلت الحشود الكبيرة خروجها مساء السبت، خصوصا في حي الرمل الجنوبي الذي تجمع فيه ما يقارب عشرة آلاف شخص، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة.
أما في ريف دمشق فقد خرجت مظاهرات بعد صلاة التراويح في أغلب المدن والبلدات كداريا ودوما والمعضمية وحرستا وعرطوز والكسوة، شارك فيها عشرات الآلاف، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة.
وفي حي الميدان بدمشق جرى إطلاق نار كثيف أمام مسجد علي بن أبي طالب، وكذلك خرجت مظاهرة في كفر سوسة في قلب العاصمة تنادي بالحرية وإسقاط النظام، وفي حي القدم فرق الأمن مظاهرة تطالب بإسقاط النظام.
وشهد حي جوبر في دمشق اشتباكات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين، وجرت حملة اعتقالات واسعة وفق نشطاء وأعضاء بلجان واتحاد التنسيقيات.
اعتقالات
من جهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له إن الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت السبت سبعة نشطاء، بينهم المعارض السياسي وليد البني.
وأضاف المرصد أن قوات الأمن داهمت منزل أربعة نشطاء أشقاء بمدينة سراقب واعتقلتهم واقتادتهم إلى جهة مجهولة، كما اعتقلت البني واثنين من أبنائه في ريف دمشق.
من جهتها قالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) في بيان لها إن الشرطة السرية اعتقلت البني واثنين من أبنائه في بلدة التل بمحافظة ريف دمشق.
قلق خليجي إزاء استخدام القوة ضد المتظاهرين
تركيا تصعد وبان يدعو الأسد لوقف العنف
صعد رئيس الوزراء التركي مجددا لهجته تجاه سوريا، قائلا إن صبر أنقرة إزاء القمع قد نفد، مشيرا إلى أنه سيوفد وزير خارجيته إلى دمشق الثلاثاء القادم لنقل رسالة “حازمة” للنظام السوري. من جانبه طالب الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس السوري بالوقف الفوري لاستخدام القوة العسكرية ضد المدنيين فورا.
في حين أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن قلقها البالغ حيال استخدام القوة ضد المظاهرات بسوريا. يأتي ذلك بينما أكد وزير الخارجية السوري أن بلاده مصرة على المضي في طريق الإصلاح، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة قبل نهاية العام.
وقال رجب طيب أردوغان إن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو سيبلغ النظام السوري رسالة “حازمة”، مشيرا إلى أن تطورات المرحلة المقبلة مرتطبة بالرد الذي ستحصل عليه أنقرة. واعتبر أردوغان سوريا “مسألة داخلية لأننا نشترك في 850 كيلومترا من الحدود، ولدينا علاقات ثقافية وتاريخية وقرابة، لكن على الجانب الآخر ينبغي أن نسمع ما سيقولونه، نحن نسمعهم وبالطبع يجب أن نفعل ما يلزم”.
وكان الرئيس التركي عبد الله غل قال الثلاثاء الماضي إنه شعر بالترويع من الهجوم السوري بالدبابات على مدينة حماة وسط البلاد، وكان أردوغان في يونيو/حزيران الماضي انتقد “الأفعال الوحشية” التي أرغمت آلاف السوريين على الفرار إلى تركيا.
وفي السياق قال وزير الخارجية التركي، إنه يتعين على سوريا أخذ تحذيرات تركيا والمجتمع الدولي لها “على محمل الجد”. وأضاف أوغلو في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لقناة “تي آر تي” التركية أنه “ليست هناك أي مشروعية للعمليات المنفذة بواسطة الأسلحة الثقيلة والدبابات في العديد من المناطق السكنية كحماة”، وأوضح أن تركيا تتابع الأحداث الجارية عن كثب، و”تقوم بكل ما يلزم من أجل الخطوات التي ستتخذ من الآن فصاعدا”.
بان والأسد
وفي أول اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد منذ نحو ثلاثة أشهر طالبه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالوقف الفوري “لاستخدام القوة العسكرية ضد المدنيين”. وقال المكتب الصحفي للأمم المتحدة إن بان أبلغ الأسد قلقه الشديد وقلق المجتمع الدولي إزاء العنف المتصاعد وعدد القتلى في سوريا في الأيام الماضية.
وأشار مسؤولون في الأمم المتحدة إلى أن بان كان يحاول منذ شهور التحدث مع الأسد، ولكن الرئيس السوري كان يرفض الرد على اتصالاته، حيث تحدث الأمين العام للأمم المتحدة مع الأسد في مايو/أيار الماضي، ودعاه إلى إنهاء القمع العنيف ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.
كما أشار بان أيضا إلى وعود الأسد بالإصلاح، حيث قال المكتب الصحفي للأمم المتحدة في هذا السياق إن الأمين العام أكد على ضرورة توقف استخدام العنف والاعتقالات الجماعية فورا من أجل ان تكتسب هذه الإجراءات مصداقية.
وشدد الأمين العام الأممي على مطالب الأمم المتحدة السابقة بأن تسمح دمشق لبعثات من الوكالات الإنسانية الدولية ومكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالدخول إلى البلاد.
ويأتي الاتصال الهاتفي السبت بعد أيام من تغلب مجلس الأمن الدولي على انقسامات عميقة ليدين القمع الدامي للمحتجين المدنيين في سوريا، في أول عمل جوهري يقوم به المجلس بشأن الانتفاضة التي بدأت في سوريا قبل خمسة أشهر.
قلق خليجي
في تطور متصل أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن قلقها البالغ حيال استخدام القوة ضد المظاهرات بسوريا.
وأصدر مجلس التعاون بيانا قال فيه إن دوله “تتابع بقلق بالغ وأسف شديد تدهور الأوضاع” في سوريا و”تزايد أعمال العنف والاستخدام المفرط للقوة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى”.
وأضاف البيان أن دول المجلس “إذ تعرب عن أسفها وحزنها لاستمرار نزيف الدم، تؤكد حرصها على أمن واستقرار ووحدة سوريا، وتدعو إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية بما يكفل حقوق الشعب ويصون كرامته ويحقق تطلعاته”.
انتخابات وحوار
وفي سوريا أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم إصرار القيادة على السير في طريق الإصلاح عبر انتخابات نزيهة تجريها قبل نهاية العام الجاري وإنجاز الخطوات التي سبق أن أعلن عنها الرئيس بشار الأسد.
وشدد المعلم في لقاء بسفراء الدول العربية والأجنبية بدمشق على خيار الحوار لتجاوز الأزمة. وقال إنه سوف تجري انتخابات عامة “حرة ونزيهة” قبل نهاية هذا العام سينبثق عنها مجلس الشعب الذي سيراجع القوانين التي اعتمدت ليقرر ما يراه بشأنها.
وأكد الوزير حرص سوريا على الأمن والاستقرار ووقف أعمال التخريب، والسير بالبلاد في طريق الديمقراطية والتقدم.
وردا على أسئلة بعض السفراء قال المعلم إن بلاده ستجري انتخابات حرة ونزيهة تفضي لبرلمان يمثل تطلعات الشعب من خلال التعددية السياسية التي يتيحها قانون الأحزاب والضمانات العديدة التي نص عليها قانون الانتخابات.
وأوضح أن القيادة مازالت تؤكد أن الطريق لحل الأزمة الراهنة هو الحوار الوطني، وفي غياب مثل هذا الحوار بسبب سلبية موقف المعارضة فإنه ليس أمامنا إلا السير بطريق الإصلاح من دون ترك الإصلاح رهينة لأي عامل مانع لذلك.
ضغط دولي
وتأتي تصريحات المعلم غداة إعلان البيت الأبيض الأميركي أن الرئيس باراك أوباما بحث مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ومستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل استمرار القمع بسوريا، وأوضح أن الثلاثة اتفقوا على التفكير في “إجراءات إضافية” ضد الأسد.
وفي مؤشر على تبدل الموقف الروسي الذي كان يعول عليه النظام السوري ليكون خط الدفاع الأول عنه في مواجهة الغرب، حث الرئيس ديمتري ميدفيديف الجمعة نظيره الأسد على تنفيذ إصلاحات عاجلة والتصالح مع معارضيه وإقامة دولة حديثة، وإلا فإنه سيواجه “مصيرا حزينا”.
وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف مارس/آذار الماضي أدى قمع السلطة لها إلى مقتل نحو 2000 شخص وفق حصيلة جديدة لمنظمة حقوقية. كما اعتقل أكثر من 12 ألفا ونزح الآلاف، وفق هذه المنظمات.
سوريا تنتقد الموقف التركي تجاهها… وسقوط 20 قتيلاً في دير الزور
شعبان: وزير الخارجية التركي سيسمع كلاماً أكثر “حزماً”
دبي – العربية
انتقدت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري اليوم الأحد موقف تركيا من حكومة الأسد وعدم إدانتها لعمليات القتل التي يتعرض لها المدنيون والأمن والجيش.
وأضافت قائلة: “وزير الخارجية التركي سيسمع كلاماً أكثر “حزماً”.
وكان الرئيس التركي قد أعلن أن وزير خارجيته أحمد داود أوغلو سيزور دمشق الثلاثاء القادم لينقل رسائل واضحة وحازمة إلى الأسد.
ميدانيا, أفاد ناشطون عن سقوط نحو 20 قتيلاً في منطقة الجورة بدير الزور وتحدث آخرون عن مقتل 9 مدنيين بينهم طفل إثر عملية عسكرية قام بها الجيش السوري صباح الأحد في تجمع قرى الحولة الواقعة في ريف حمص بوسط سوريا.
وأوضح ذات المصدر أن نحو 40 دبابة و20 باصا للأمن اقتحموا الحولة وسط أنباء عن قصف عنيف.
وقال ناشطون آخرون إن دبابات الجيش السوري ومدرعاته اقتحمت فجر اليوم الأحد أحياء عدة في مدينة دير الزور على وقع قصف مدفعي اختلطت أصواته بأصوات التكبير التي علت من مساجد المدينة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن العملية تمت بدخول دبابات المدينة من الجهة “الغربية” حيث تزامن ذلك مع إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات قوية من جهة شارع الوادي الشارع الرئيسي في المدينة.
وأوضح أن هذه الدبابات والمدرعات وعددها يناهز 250 آلية كانت منتشرة في أربعة أنحاء من دير الزور، اتخذت ليلا وضعية هجومية وتجمعت في أرتال وبدأت تقدمها بقصف حي الجورة، مشيرا الى أن القصف استمر دقائق فقط وتقدم إثره رتل من الدبابات الى حيي الموظفين والعمال.
من جهتها أعلنت “لجان التنسيق المحلية في سوريا حصول انشقاق كبير في صفوف الجيش خلال اقتحامه منطقة الجورة، مؤكدة أن “العناصر المنشقين يحاولون حماية الأهالي من هجوم الأمن والشبيحة”
وفي إدلب أفاد ناشطون بوقوع قتلى إثر تظاهرةٍ شهدت مشاركة الآلاف بعد صلاة التراويح.
أردوغان ومون يطالبان بوقف فوري للعنف
إلى ذلك قال رئيسُ الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن صبر بلاده قد نفد إزاء استمرار النظام السوري في عمليات القمع الدموي للاحتجاجات.
وأضاف أردوغان أن وزير خارجيته أحمد داود أوغلو سيزور دمشق الثلاثاء القادم لينقل رسائل واضحة وحازمة الى الأسد. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أردوغان تأكيده أن تركيا لن تقف موقف المتفرج على أعمال العنف في سوريا، البلد الذي تجمعه بتركيا حدود طويلة وروابط تاريخية وثقافية وعائلية. وجدد أردوغان القول إن ما يحدث في سوريا ليس مسألة سياسة خارجية بل مسألة داخلية بالنسة لتركيا، وحذر من أن بلاده لن تقف متفرجة، وعلى تركيا أن تصغي للأصوات القادمة من سوريا، وأن تسمعها وتقوم بما يجب عليها تجاهها.
وفي ذات السياق أبلغ بان كي مون الأمينُ العام للأمم المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي أنه يشعر بقلق من العنفِ المتصاعد في سوريا وطالبه بوقف نشر الجيش ضد المدنيين. وفي سياق متصل، وللمرة الأولى منذ بدء موجة الاحتجاجات في سوريا, كسر مجلسُ التعاون الخليجي صمته مطالبا بوقف فوري لإراقة الدماء. الموقفُ الخليجي تقاطع مع مواقف دولية كانت آخرُها تصريحا لوزير الخارجية الألماني اعتبر فيها أن مستقبل الأسد السياسي أصبح وراء ظهره.
سورية: نشطاء يتحدثون عن مقتل 23 في هجوم للجيش على دير الزور
قال ناشطون حقوقيون إن قوات سورية مدعومة بالدبابات قد بدأت هجوما على مدينة دير الزور أكبر مدينة شرقي البلاد ما أسفر عن مقتل 23 شخصا على الأقل.
وقال رامي عبد الرازق من المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن عشرات الدبابات والمدرعات قد دخلت المدينة من مناطق عدة في المدينة.
وأضاف أن قوات الأمن مدعومة بالدبابات قتلت 4 وجرحت 7 آخرين في هجوم شنته الأحد على بلدة الحولة في محافظة حمص وسط البلاد.
وقال ناشطون آخرون إن دير الزور تعرضت لقصف عنيف وانفجارات شديدة القوة.وقال هؤلاء إن قصف المدينة التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة دمشق قد بدأ فجر الأحد.
وأضافوا أن سكان المدينة لم يتمكنوا من الفرار منها لأن “القوات كانت موجودة في كل مكان ولأن بعض الجنود قد انشقوا بدل إطلاق النار على الناس”.
وقال سكان من مدينة دير لبي بي سي أن عمليات تمشيط واسعة تتم منذ صباح اليوم في حي الجورة حيث يتم اعتقال أشخاص في تلك المناطق وفق قوائم معدة مسبقا.
وكانت مدينة دير الزور بحسب مصادر حكومية قد شهدت انتشار حواجز لمسلحين يوم الجمعة الماضي حيث قطع فيها المسلحون بعض الطرقات،
كما شهدت المدينة أيضا ورغم التواجد الأمني المكثف مظاهرة حاشدة يوم الجمعة الماضي في ساحتها الرئيسية.
وكانت السلطات الأمنية السورية قد اعتقلت منذ أربعة أيام الشيخ نواف البشير شيخ عشاير البقارة في دير الزور ولم يفرج عنه حتى الآن.
وكان السكان قد تحدثوا أوائل الأسبوع عن تزايد عدد الجنود والدبابات وذلك “في محاولة لتقسيم المدينة إلى أجزاء صغيرة”.
وقال شهود عيان إنه تم قصف بعض أجزاء المدينة مساء الخميس وصباح الجمعة. وتحدث آخرون عن نقص الماء والغذاء.
ورغم إدراكهم لقرب هجوم الجيش على المدينة إلا أن عشرات الآلاف من المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة هاتفين بشعارات ترفض وجود الجيش في المدن.
ويقول جيم ميور مراسل بي بي سي في بيروت إن دير الزور الواقعة على نهر الفرات والقريبة من الحدود العراقية هي في منطقة قبلية. وقد جاهر بعض زعماء القبائل بولائهم للنظام، ولكن ليس جميعهم.
وفي مدينة حماة اعلنت اللجان التنسيقية التي ترصد الاحتجاجات ضد النظام أن عدد الذين قتلوا منذ شن الجيش هجومه على المدينة الأحد الماضي قد بلغ 300.
دعوات دولية
يذكر أن الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون قد دعا الرئيس السوري بشار الأسد الى “وقف الحملة العسكرية واستخدام الجيش ضد المتظاهرين المدنيين المعارضين لنظامه”.
وكانت الدول الخليجية قد أعربت في اول تعليق لها على دوامة العنف المتصاعدة في سورية عن “أسفها وقلقها البالغ” بشأن العنف واستخدام القوة المفرطة في سورية.
دعا بيان أصدره مجلس التعاون الخليجي “الى وضع حد فوري للعنف واراقة الدماء في سورية.”
فيما أعلنت تركيا على لسان رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان أن وزير خارجيته احمد داود اوغلو سيزور سورية الثلاثاء لتسليم رسالة تركية إلى النظام في دمشق.
وأضاف ان تركيا لا تستطيع “البقاء متفرجة” على الاحداث الجارية في بلد تجمعها به “حدود طولها 850 كلم وروابط تاريخية وثقافية وعائلية”.
وأضافوا إن سكان المدينة لم يتمكنوا من الفرار منها لأن “القوات كانت موجودة في كل مكان ولأن بعض الجنود قد انشقوا بدل إطلاق النار على الناس”.
بان كي مون يدعو الى وقف استخدام القوة العسكرية ضد المتظاهرين في سورية
دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف الحملة العسكرية واستخدام الجيش ضد المتظاهرين المدنيين المعارضين لنظامه.
واوضح بيان صادر من المكتب الصحفي في الامم المتحدة أن الامين العام أبلغ الاسد خلال محادثة هاتفية معه بقلق المجتمع الدولي العميق وقلقه شخصيا من “تصاعد وتيرة العنف وحصيلة القتلى في سورية خلال الايام الماضية”.
ويمثل ذلك اول اتصال هاتفي من الامين العام للامم المتحدة مع الرئيس السوري منذ نيسان/ابريل الماضي، اذ تقول مصادر الامم المتحدة ان الاسد كان يرفض تلقي اتصالات من الامين العام.
واضح البيان ان بان شدد ايضا على ضرورة ايقاف الاعتقالات الجماعية التي تنفذها السلطات بحق المناوئين لها.
ويأتي هذا الاتصال بعد ايام من تمكن مجلس الامن التغلب على الخلافات بين اعضائه بشأن سورية واصدار بيان رئاسي عن المجلس الامن الدولي تضمن ادانة للقمع الممارس في سورية بحق المتظاهرين.
وقال المتحدث باسم الامين العام مارتن نيسيركي إن الامين العام “ابلغ الرئيس السوري بالرسالة الواضحة الصادرة عن مجلس الامن الدولي، وحض الرئيس على وقف استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين فورا”.
وبحسب المتحدث فان الاسد أشار خلال المكالمة الهاتفية إلى أن “عددا كبيرا” من قوات الامن والشرطة السورية قد قتل في الاحتجاجات، واضاف ان الامين العام اكد في مكالمته انه “يدين اعمال العنف ضد المدنيين وقوات الامن على حد سواء”.
ضغوط متزايدة
نقل بان قلق المجتمع الدولي البالغ من “تصاعد وتيرة العنف وحصيلة القتلى في سورية خلال الايام الماضية”
وكان مجلس الامن الدولي طلب من الامين العام للامم المتحدة اعداد تقرير عن الاوضاع في سورية بحلول الاربعاء وقد وعد بان كي مون لهذه الغاية بالقيام بجهود جديدة للاتصال بالاسد.
ويواجه الرئيس السوري ضغوطا وادانات دولية متزايدة مع تزايد سقوط الضحايا بين المدنيين واستخدام القوة العسكرية المفرطة والدبابات لقمع الاحتجاجات المطردة في المدن السورية.
ويشير ناشطون حقوقيون الى مقتل نحو 1650 مدنيا واعتقال حوالي 10 الاف شخص منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في مارس/اذار.
وفي اول تعليق لها على دوامة العنف المتصاعدة في سورية اعربت الدول الخليجية عن “اسفها وقلقها البالغ” بشأن العنف واستخدام القوة المفرطة في سورية ودعا بيان اصدره مجلس التعاون الخليجي “الى وضع حد فوري للعنف واراقة الدماء في سورية.”
كما حث مجلس التعاون النظام السوري على “اللجوء الى لغة العقل واجراء الاصلاحات الضرورية والجادة.”
رسالة تركية
وبدورها اعلنت تركيا على لسان رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان أن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو سيزور سورية الثلاثاء لتسليم رسالة تركية إلى النظام في دمشق.
وأضاف ان تركيا لا تستطيع “البقاء متفرجة” على الاحداث الجارية في بلد تجمعها به “حدود طولها 850 كلم وروابط تاريخية وثقافية وعائلية”.
ونقلت وكالة انباء الاناضول عن أردوغان قوله خلال حفل افطار “لقد نفد صبرنا ولهذا السبب ارسل الثلاثاء وزير الخارجية الى سورية” موضحا ان داود اوغلو “سيجري هناك محادثات سينقل خلالها رسائلنا بحزم”.
واضاف “نحن لا نعتبر المشاكل في سورية مسألة سياسة خارجية بل مسألة داخلية” مؤكدا ان “علينا الاستماع الى الاصوات الاتية من هناك، ونحن نستمع اليها ونفعل اللازم”.
اوغلو سينقل رسالة تركية حازمة الى دمشق
وكان قادة الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا ادانوا الجمعة استخدام القوة لقمع المتظاهرين مشيرين الى انهم ينظرون في اتخاذ اجراءات جديدة لتشديد الضغط على نظام الاسد.
وقال البيت الابيض في بيان اصدره ان اوباما اجرى اتصالين هاتفيين منفصلين مع ساركوزي وميركل وان “القادة ادانوا الاستخدام المتواصل والعشوائي للعنف ضد الشعب السوري” واتفقوا على النظر في اجراءات اضافية للضغط على نظام الرئيس الاسد ودعم الشعب السوري”.
واوضح البيان ان القادة الثلاثة “رحبوا” بالبيان الرئاسي الذي صدر الاربعاء عن مجلس الامن الدولي والذي “يدين الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان واستخدام العنف ضد المدنيين من جانب السلطات السورية”.
توغل في دير الزور
وعلى الصعيد الميداني افاد ناشطون معارضون للحكومة السورية بان قوات من الجيش مدعومة بالدبابات توغلت في مدينة دير الزور الواقعة شمال شرق سورية باقرب من الحدود العراقية، والتي تواصلت فيها حركة الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري منذ بدء الاحتجاجات في مارس/اذار.
وقال الناشطون ان قصفا استهدف المدينة قبيل الفجر تلاه هجوم لقوات من المشاة في عدد من احياء المدينة التي تشهد حملة اعتقالات واسعة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن قوله “ان الدبابات منتشرة في شوارع واحياء من المدينة وعلى التلال المحيطة بها”.
واشار عبد الرحمن نقلا عن سكان من المدينة الى سماع اصوات انفجارات واطلاق نار رشاشات ثقيلة، في بعض احياء المدينة لكنه اضاف انه لم يتسن حتى الان الحصول على معلومات عن سقوط قتلى وجرحى.
واوضح مدير المرصد السوري ان الدبابات والمدرعات التي قدر عددها بـ 250 ألية كانت انتشرت ليلا في وضعية هجومية في اربعة انحاء من مدينة دير الزور قبل ان تتقدم بأرتال في عدة محاور نحو وسط المدينة.
واضاف انها بدأت بقصف حي الجورة ثم توغلت داخل الحي وتمركز بعضها امام مبنى المحافظة فيه، وتقدم رتل اخر من الدبابات
الى حيي الموظفين والعمال، كما قصفت حيي الحويقة والكنامات في اطراف المدينة.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
مقتل 20 مدنيا على الاقل في هجوم للقوات السورية على دير الزور
عمان (رويترز) – قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية وهو جماعة للنشطاء ان القوات السورية قتلت 20 مدنيا على الاقل يوم الاحد في هجوم بالدبابات على مدينة دير الزور بشرق البلاد لاخماد احتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وأضاف الاتحاد في بيان أن معظم الخسائر البشرية وقعت في منطقة الجورة بالمدينة حيث تركزت نيران الدبابات في الحملة التي بدأت في وقت مبكر يوم الاحد على المدينة الواقعة على نهر الفرات بالمحافظة المتاخمة للعراق.
الامم المتحدة للاسد: لابد من توقف القوة العسكرية ضد المدنيين
الامم المتحدة (رويترز) – ابلغ بان جي مون الامين العام للامم المتحدة الرئيس السوري بشار الاسد يوم السبت انه يشعر بقلق من العنف المتصاعد في سوريا وطالب بأن يوقف الاسد نشر الجيش ضد المدنيين.
واعلن المكتب الصحفي للامم المتحدة في بيان “في مكالمة هاتفية مع الرئيس السوري الاسد اليوم ابدى الامين العام /بان جي مون/ قلقه الشديد وقلق المجتمع الدولي ازاء العنف المتصاعد وعدد القتلى في سوريا خلال الايام الماضية.”
واضاف ان بان “حث الرئيس على الكف عن استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين فورا.”
وقال مسؤولون بالامم المتحدة ان بان كان يحاول منذ شهور التحدث مع الاسد ولكن الرئيس السوري كان يرفض الرد على اتصالاته. واخر مرة تحدث فيها الامين العام للامم المتحدة مع الاسد كانت في مايو ايار عندما دعا الاسد الى انهاء القمع العنيف ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.
ويأتي اتصال يوم السبت الهاتفي بعد ايام من تغلب مجلس الامن الدولي على انقسامات عميقة ليدين القمع السوري الدامي للمحتجين المدنيين في اول عمل جوهري يقوم به المجلس بشأن الانتفاضة التي بدأت في سوريا قبل خمسة اشهر.
وقال بيان بان ان الاسد اشار الى “العدد الضخم من الارواح التي فقدت بين قوات الامن والشرطة” وهو تأكيد اعلنته الحكومة السورية مرارا منذ بدء القمع وابدى دبلوماسيون غربيون شكوكا بشأنه.
وقال البيان ان “الامين العام قال انه يدين العنف ضد كل من المدنيين وقوات الامن ايضا.”
واشار بان ايضا الى وعود الاسد بالاصلاح.
وقال المكتب الصحفي للامم المتحدة ان “الامين العام اكد انه من اجل ان تكتسب هذه الاجراءات مصداقية لابد من توقف استخدام العنف والاعتقالات الجماعية فورا.”
واكد بان ايضا مطالب الامم المتحدة السابقة بان تسمح دمشق لبعثات من الوكالات الانسانية الدولية ومكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان بالدخول الى البلاد.
ضربة من الصميم للنظام: أهالي دوما يتقبلون التهاني لا التعازي بشهدائهم!
كلنا شركاء
شيع اليوم أهالي دوما شهيدها محمد بشير قاقيش أبن الستة عشرة عاماً وهو الشهيد رقم …لأنه لن يكون الأخير في ظل آلة القمع الأمنية التي يستخدمها النظام السوري وأجهزته الأمنية ضد الشعب المسالم.
لكن اليوم جاءت الضربة من الصميم للنظام وأبواقه حيث تكتب ولأول مرة على نعوة الشهداء جملة «تقبل التهاني في ساحة الجامع الكبير في مدينة دوما».
أية أم بطلة وأي أب عظيم اللذان أنجبا هذا البطل ليزفا به للشعب السوري في ثورته ضد القمع والاستبداد، إنه كبرياء آل قاقيش وأهالي دوما بأكمله حين يكتب على النعوة:
أهالي مدينة دوما وآل قاقيش
يزفون إليكم نبأ استشهاد
الشهيد الشاب محمد بشير قاقيش من مواليد عام 1995 الذي استشهد بأيدي أجهزة الأمن بالرصاص الحي
سوف يصلى عليه يوم السبت 6/8/2011 م
بعد صلاة الظهر في الجامع الكبير في دوما الموافق 6 من رمضان 1432ه
تقبل التهاني في ساحة الجامع الكبير في مدينة دوما
بوركتم وبوركت ثورتك بشهدائكم العظام.