أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 22 كانون الثاني 2014

“جنيف 2” ينطلق اليوم… وطرفا النزاع يلتقيان للمرة الأولى في “مونترو”

مونترو – أ ف ب

ينعقد المؤتمر الدولي حول سورية صباح اليوم، بهدف البحث عن حل لنزاع عسكري مدمر مستمر منذ ثلاث سنوات، ويجمع للمرة الأولى الطرفين المتقاتلين في حضور نحو أربعين دولة وبرعاية الأمم المتحدة، في مدينة مونترو السويسرية على ضفاف بحيرة ليمان.

ولن يكون من السهل إطلاق عملية البحث عن السلام، بعد حرب تسببت بمقتل 130 ألف شخص وتهجير الملايين، ويأتي إليها الطرفان الأساسيان المعنيان بالحل بأهداف متناقضة تماماً.

ففي وقت تعلن المعارضة أن “الهدف الوحيد من مشاركتها في مؤتمر جنيف-2، هو إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بكل أركانه”، يقول النظام إن “هذا الموضوع خط أحمر”، ويؤكد أن “القرار الوحيد المقبول من جنيف-2 هو توحيد الجهود، لمكافحة الإرهاب”، الذي يتهم المعارضة بارتكابه.

ويفتتح المؤتمر الساعة التاسعة صباحاً (8:00 بتوقيت غرينتش)، في حضور وفدي المعارضة والحكومة السوريتين و38 دولة أخرى، برعاية الأمم المتحدة، وحضور جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي.

وسيجلس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على طاولة مستطيلة في أول قاعة الاجتماعات الكبيرة إلى جانبه موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي. ويجلس على طرفي الطاولة وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.

وسيجلس الوفد السوري الحكومي إلى يمين الوفد الروسي، ووفد المعارضة إلى يمين الوفد الأميركي.

وتتوزع الوفود الأخرى على طاولات مستطيلة، في صفين متقابلين إلى جانبي الطاولة الأساسية. وبدت الآمال محدودة لدى الجميع بتحقيق تغيير جذري نحو الحل.

وينعقد المؤتمر وسط تدابير أمنية مشددة، تنفذها الشرطة السويسرية وأجهزة أمنية أخرى. وأقفلت المنطقة المحيطة في مكان المؤتمر، والفنادق التي ينزل فيها الضيوف أمام حركة السير. كما فرضت منطقة حظر جوي فوق المدينة التي يقطنها 15 ألف شخص. وانتشر المئات من عناصر الشرطة والأمن في المنطقة.

ويغطي المؤتمر حوالى ألف صحافي، قدموا من أنحاء العالم. وسيلقي كل من رؤساء الوفود كلمة خلال المؤتمر.

وبعد “مونترو”، ينتقل الوفدان السوريان إلى مدينة جنيف حيث يبدآن يوم الجمعة المقبل، في حضور الإبراهيمي، مفاوضات بينهما حول سبل حل الأزمة في بلادهما. وقال مصدر في الوفد الروسي، إن “هذه المفاوضات قد تستغرق عشرة أيام”.

مونترو: مؤتمر السلام السوري يُفتتح اليوم وطهران تحذّر من فشله… في غيابها

نيويورك، مونترو (سويسرا)، طهران، موسكو، بيروت- «الحياة»، أ ف ب، رويترز

أدى استبعاد إيران في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في مؤتمر «جنيف – 2»، إلى إنقاذ انعقاده المقرر اليوم الأربعاء، لكن موسكو اعتبرت ذلك «خطأ» لا يصل إلى حد «الكارثة»، فيما تنذر طهران مسبقاً بفشل المحادثات حول حل للأزمة في سورية في غيابها.

وخيّم التوتر «والشعور بخيبة الأمل» مساء أول أمس على الأمانة العامة للأمم المتحدة واتصالاتها في ضوء عدم صدور إعلان إيراني صريح بتبني «بيان جنيف – ١» أساساً لمؤتمر «جنيف – ٢» وتمسّك الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمعارضة السورية بضرورة إيضاح طهران موقفها علناً «كحد أدنى قبل مشاركتها في المؤتمر»، وفق ما قالت السفيرة الأميركية سامنثا باور.

وأعلن الأمين العام بان كي مون في بيان تلاه المتحدث باسمه مارتن نيسركي أنه «مصاب بخيبة أمل من عدم تلبية إيران توقعاته التي بناها على المشاورات» الهاتفية التي أجراها مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف. وأوضح أن «البيان الذي أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لم يلبِّ توقعات بان». وأكد نيسركي أن «الولايات المتحدة كانت على اطلاع مستمر على المشاورات التي سبقت إعلانه توجيه الدعوة إلى إيران» وأن بان «كان على اتصال مستمر مع الأميركيين والروس وأطراف آخرين خلال نهاية الأسبوع وأنه يواصل هذه المشاورات في شكل مستمر وعاجل».

وتجنّب بان مواجهة الصحافيين بسبب إجرائه مشاورات متواصلة بينها اجتماع مغلق عقده مع سفيري بريطانيا مارك ليال غرانت وفرنسا جيرار آرو على هامش جلسة لمجلس الأمن خصصت لبحث الوضع في الشرق الأوسط. كما ألغى بان مؤتمراً صحافياً كان أعلن عنه من دون إيضاح الأسباب.

وشددت السفيرة الأميركية سامنثا باور على ضرورة أن «تبرهن إيران إرادتها على المشاركة في التنفيذ الكامل لبيان «جنيف – ١» وهو الحد الأدنى لها لتشارك في مؤتمر» مونترو. واعتبرت أنه «ليس من حل عسكري للنزاع في سورية ولهذا نحن نركز على إنجاح المحادثات في جنيف». ووجهت «تحية إلى قرار المعارضة» السورية الذي أعلنته بالمشاركة في مؤتمر جنيف.

وقالت: «إن على النظام السوري أن يسمح بدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية ومخيم اليرموك على غرار سماحه لمفتشي الأسلحة الكيماوية بالدخول»، وأشارت إلى ضرورة دخول المساعدات أيضاً إلى المناطق التي تحاصرها المعارضة كنبل والزهراء (في محافظة حلب). وأكدت ضرورة «إطلاق سراح المعتقلين».

وكان السفير البريطاني مارك ليال غرانت أكد قبل جلسة مجلس الأمن مساء الإثنين، أن «موقف حكومة بلادي واضح، على إيران أن تعلن بوضوح موافقتها على أن سبب عقد «جنيف – ٢» هو تطبيق بيان «جنيف – ١»، إن كانت تريد أن تشارك في جنيف»، موضحاً أن «الأمين العام للأمم المتحدة على علم بموقفنا». وأيدت فرنسا وجهة النظر نفسها إذ أعلن سفيرها في الأمم المتحدة جيرار آرو أن «على إيران أن تقبل بالكامل بيان «جنيف – «١ كأساس للمفاوضات والكرة في الملعب الإيراني».

وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين: «إن تهديد المعارضة السورية بالانسحاب من مؤتمر «جنيف – ٢» اعتراضاً على مشاركة إيران سيكون خطأً كبيراً».

وترأس وزير الخارجية الأردني ناصر جودة جلسة مجلس الأمن التي خصصت لبحث الوضع في الشرق الأوسط. وأكد جودة أن «الحل السياسي هو الحل الوحيد» للأزمة السورية، معتبراً مؤتمر مونترو «فرصة يجب ألا تضيع للتوصل إلى حل سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري ويحقق الانتقال السياسي المنشود من خلال توافق الأطراف جميعاً بناء على بيان «جنيف – ١» لإنشاء هيئة حكم انتقالية تمثل كل الأطراف وتتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة تبسط سلطتها على كل الأراضي السورية بما يمتن وحدة سورية واستقلالها السياسي». وشدد جودة على أن هيئة الحكم الانتقالية «يجب أن تحتكر السلطة والسيطرة على السلاح وأن تعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية بما يسمح بعودة اللاجئين من دول الجوار وفي مقدمها الأردن». واعتبر أنه «لمن المفيد أن يتبنى مجلس الأمن مخرجات مؤتمر جنيف متى تحققت من خلال قرار يلزم الأطراف بالتنفيذ».

وتحدث عن «تغذية الاستقطاب الطائفي» في المنطقة التي فتحت الباب أمام «محاولات الهيمنة وبسط النفوذ عبر الحدود إلى دول أخرى، ما يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين». ودعا جودة إلى أن «يكون مؤتمر «جنيف – «٢ عامل توحيد وليس عامل انقسام»، مشدداً على أن «كل المشاركين يجب أن يكونوا متفقين على أساس المؤتمر وهو تطبيق بيان جنيف – ١».

رد الفعل الإيراني

في غضون ذلك، نقلت «فرانس برس» عن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله تعليقاً على سؤال وجهه إليه التلفزيون الإيراني الرسمي: «إن الجميع يعلم أن فرص (التوصل) إلى حل فعلي في سورية ليست كبيرة من دون ايران». وأردف: «من الواضح أنه لا يمكن التوصل إلى حل شامل للمسألة السورية إذا لم يتم إشراك جميع الأطراف النافذة في العملية».

وقال عراقجي: «كنا على استعداد للمشاركة في مؤتمر «جنيف – 2» ولعب دورنا، لكننا لا نقبل بشرط مسبق يحد أي حل بمعطيات معينة». مضيفاً «لن نشارك في المفاوضات وسننتظر لنرى كيف سيتمكن (المشاركون) من التوصل إلى اتفاق من طرف واحد».

إلا أن رد فعل روسيا الداعمة أيضاً لدمشق والتي تشاورت الأسبوع الماضي في موسكو مع وزيري الخارجية السوري والإيراني جاء معتدلاً. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين: «بالتأكيد إنه خطأ». وتابع: «لقد شددنا على الدوام على أن كل الأطراف الخارجية يجب أن تكون ممثلة». وانتقد لافروف التبريرات التي أعطاها بان كي مون في شأن تغيير موقفه وسحب دعوته.

وقال وزير الخارجية الروسي: «حين يقول الأمين العام للأمم المتحدة إنه اضطر لسحب دعوة إيران، لأنها لا تشاطر مبادئ التسوية الواردة في بيان «جنيف – 1» (حزيران/ يونيو 2012) فإن هذه برأيي عبارة ملتبسة». وأضاف: «هؤلاء الذين طالبوا بسحب دعوة إيران هم أنفسهم الذين يؤكدون أن تطبيق اتفاق جنيف يجب أن يؤدي إلى تغيير النظام» في سورية. واستطرد لافروف «إنه تفسير غير نزيه لما اتفقنا عليه في جنيف في حزيران 2012». لكن الوزير الروسي اعتبر مع ذلك أن «غياب إيران عن «جنيف – 2» ليس كارثة». وعبّر عن أسفه لأن كل هذه المسألة «لم تساهم في تعزيز سلطة الأمم المتحدة».

ولعدم الاضطرار للعودة إلى الوراء من غير المقرر مبدئياً أن يصدر اجتماع مونترو أي قرار جديد كما صرح مصدر ديبلوماسي، بل سيكتفي بان كي مون مساء الأربعاء بعرض حصيلة للمداخلات أمام المؤتمر بينها مداخلات طرفي النزاع.

ففي قصر مونترو مقر المؤتمر الذي يحظر على الصحافيين الوصول إليه، ينتظر خصوصاً أن تجرى محادثات سرية عدة للتحضير لاجتماع الجمعة في مقر الأمم المتحدة في جنيف الذي سيقتصر على الوفدين السوريين والمبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي.

لكن لافروف من المفترض أن يكون قد التقى مساء الثلثاء في مونترو مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

ووصل بان كي مون صباح الثلثاء إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف حيث سيعقد اجتماعات ثنائية عدة واجتماعاً تحضيرياً مع فرق الأمم المتحدة قبل الذهاب بعد الظهر إلى مونترو.

طائرة الوفد السوري

وقال مصدر رسمي سوري إن طائرة وفد النظام إلى مونترو علقت خمس ساعات في مطار أثينا قبل إقلاعها إلى سويسرا بعد ظهر أمس. وقال المصدر لـ «فرانس برس»: «غادرت الطائرة التي تقل الوفد السوري مطار أثينا بعد تأخير خمس ساعات» بسبب رفض السلطات اليونانية تزويدها بالوقود.

وذكرت وكالة أنباء «إنا» اليونانية شبه الرسمية: «إن السلطات اليونانية قامت بعمليات تفتيش روتينية للطائرة تطبق في حالات الحصار الدولي». وتفرض الدول الأوروبية عقوبات على السلطات السورية تشمل رحلات الطيران والنفط.

وقال المصدر الملاحي إن الطائرة تقل 26 شخصاً بمن فيهم وزير الخارجية السوري.

على صعيد آخر، قال مسؤول كبير لـ «رويترز» إن الصليب الأحمر مستعد لتوصيل المساعدات للبلدات المحاصرة في سورية وتسهيل تبادل الأسرى إذا وافق الجانبان المتحاربان على إجراءات لبناء الثقة في محادثات السلام في سويسرا.

على رغم الظلال التي ألقتها التجاذبات حول دعوة إيران في اللحظة الأخيرة إلى المؤتمر الدولي حول سورية والتي كادت تهدد انعقاد «جنيف – 2» الأربعاء، تواصلت التحضيرات على قدم وساق في مدينة مونترو السويسرية الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان.

وقبل ساعات من إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سحب الدعوة التي كان وجهها إلى إيران لحضور المؤتمر، كان اسم إيران بالإنكليزية مكتوباً بالأسود على لوحة صغيرة بيضاء على طاولة إلى جانب أسماء الحكومة والمعارضة السوريتين و42 دولة أخرى ومنظمة مدعوة.

في فندق «لو بوتي باليه» (القصر الصغير)، كان تقنيون ينشطون مساء الإثنين في إجراء تجارب صوتية على مكبرات الصوت في القاعة الكبيرة التي ستحصل فيها الاجتماعات، ويتحققون من إمدادات الكابلات الكهربائية، بينما موظفون للأمم المتحدة يتنقلون بينهم ويعطون التوجيهات الأخيرة.

في القاعة الواقعة في الطبقة السفلية من الفندق الفخم، تمتد طاولات مستطيلة عليها أسماء الدول وفق التسلسل الأبجدي بالإنكليزية: من جهة الأردن واليابان وإيطاليا والعراق وإيران وإندونيسيا والهند والفاتيكان واليونان وألمانيا وفرنسا ومصر والدنمارك والصين وكندا والبرازيل وبلجيكا والبحرين وأستراليا والجزائر.

وفي الجهة المقابلة، الكويت ولبنان ولوكسمبورغ والمكسيك والمغرب وهولندا والنروج وقطر وجمهورية كوريا (الجنوبية) والسعودية وجنوب أفريقيا وإسبانيا والسويد وسويسرا وتركيا والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا. إضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي.

وفي عمق القاعة طاولة تربط بين الجهتين سيجلس عليها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي وممثل الأمم المتحدة في جنيف. عند طرفي الطاولة، سيجلس رئيس الوفد الروسي من جهة وإلى يمينه طاولة الحكومة السورية، ورئيس الوفد الأميركي من جهة أخرى، وإلى يمينه وفد المعارضة السورية.

وقال مسؤول في الأمم المتحدة في المكان لوكالة «فرانس برس» إن تغييرات قد تطرأ على هذا التجهيز.

وراء الطاولات الأساسية، كراسٍ لأعضاء كل وفد.

وأوضح المسؤول أن أعضاء الوفود المتبقين سيجلسون في قاعة عند مدخل الفندق تم تجهيزها بشاشة ضخمة لنقل وقائع المؤتمر، وضعت فيها مئتا كرسي.

وخصصت لكل من الوفود في القاعة الأساسية مقاعد تتراوح بين ثمانية وعشرة. ووضعت أمام الطاولات المستطيلة أرضاً عشر شاشات ضخمة على الأرجح ليتمكن الجميع من رؤية بعضهم.

في الطرف الآخر من القاعة، يمكن رؤية الغرف الزجاجية الصغيرة الخاصة بالمترجمين.

خارج الفندق في «لاغراند رو» (الشارع الكبير)، أقفلت الشرطة السويسرية اعتباراً من السابعة من صباح أمس الثلثاء، مساحة ممتدة على مسافة كيلومتر تقريباً، لتأمين مقر المؤتمر وأربعة فنادق قريبة سينزل فيها أعضاء الوفود المشاركة. وانتشرت في الشارع خيم زرق وبيض ينشط فيها عناصر شرطة وموظفون من الأمم المتحدة، إضافة إلى حواجز حديد.

وقال المفوض في الشرطة السويسرية جان كريستوف سوتريل لوكالة «فرانس برس»: «إن هذه المنطقة ستكون مؤمنة على مستوى عال، ابتداء من الثلثاء»، مشيراً إلى مشاركة عدد كبير من الأجهزة الأمنية والخدماتية في العملية. وأشار إلى أن التحضيرات الأمنية للمؤتمر «بدأت في كانون الأول (ديسمبر) عندما تم اختيار مونترو لاستضافة المؤتمر».

وأضاف: «أن مهمة الشرطة تكمن في تأمين أمن الوفود وحسن سير المؤتمر. وهي تهتم بموقع مطار مونترو ومواكبة الوفود من جنيف حتى مونترو سواء براً أو جواً، ثم مكان المؤتمر».

ويبدأ وصول الوفود اعتباراً من ظهر الثلثاء. ولم يعلن عن المواعيد رسمياً لأسباب أمنية.

وقال سوتريل: «إنه تم توزيع الوفود على أربعة فنادق»، مشيراً إلى أن «بعض الوفود يجب فصلها عن وفود أخرى، وبعضها رفض النزول في فندق مع وفود معينة». ومونترو مدينة صغيرة يقطنها حوالى 15 ألف شخص. وعلى رغم أن أنظار العالم تتجه إليها خلال اليومين المقبلين، إلا أن سكانها يتابعون حياتهم الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن.

ويقول إريك (28 عاماً)، الموظف في فندق في المدينة: «ليست المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذا الحدث. استضفنا المؤتمر حول الفرنكوفونية، وكانت الزحمة أكبر بكثير. هذا جيد لمونترو وللبلد».

في مقاهي المدينة وشوارعها، يمكن رؤية عشرات الصحافيين المقبلين لتغطية المؤتمر، وبينهم الكثير من دول عربية.

على مقربة من مقر المؤتمر، جهز مركز إعلامي في قصر المؤتمرات. ووضعت حوالى 500 كرسي مع مكاتب وتجهيزات تقنية وإنترنت.

ولن يتمكن الصحافيون من دخول مقر المؤتمر إلا في الدقائق الأولى لالتقاط الصور التقليدية.

المعارضة السورية تشارك في ظل انقسامات

يتوجه الائتلاف السوري المعارض الى مؤتمر جنيف-2 وسط انقسامات تعصف به خصوصاً بعد انسحاب المجلس الوطني السوري منه، وفي ظل شكوك حول قدرته على تطبيق أي اتفاق محتمل قد يتم التوصل اليه لحل النزاع في سورية.

والائتلاف الذي يضم مجموعات معارضة ومقره اسطنبول، يعد احد أبرز الجهات الممثلة للمعارضة السورية التي تجد صعوبة في تشكيل جبهة موحدة وفي فرض شرعيتها على الارض.

والسبت صوّت الائتلاف بتأييد 58 صوتاً ومعارضة 14 وامتناع عضوين عن التصويت لمصلحة المشاركة في المؤتمر الدولي الذي يبدأ اليوم في مونترو، على ان تتواصل المفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف.

لكن 45 من أعضاء الائتلاف رفضوا المشاركة في التصويت وأعلن المجلس الوطني السوري، أبرز مكوناته، عشية افتتاح مؤتمر السلام انه لن يتوجه الى سويسرا.

وصرح سمير نشار العضو في المجلس الوطني السوري إلى «فرانس برس»: «فكرة مؤتمر جنيف برمتها خاطئة». وقال: «إن «جنيف-2» يسعى الى تقريب مواقف النظام السوري والمعارضة ويضعهما على قدم من المساواة». واكد أنه «ليس للأسرة الدولية أي شيء تقترحه لنغير موقفنا».

ويرى سلام شيخ مدير مركز بروكينغز الدوحة ان انسحاب المجلس الوطني السوري سيسمح له بأن يحمي نفسه في حال فشل الحوار. وقال: «اذا فشل الائتلاف فهناك مجموعات عدة تعمل لتولي قيادة» المعارضة. واعتبر «ان ذلك احد الاسباب الرئيسية لموقف المجلس الوطني السوري».

وذكر ان المجلس الوطني السوري والاخوان المسلمين أبقوا عدداً من الاعضاء داخل الائتلاف ما يسمح لهم بألا يستبعدوا إذا افضت المفاوضات الى حوار حقيقي.

وانسحاب المجلس الوطني السوري لا يشكل مفاجأة بسبب معارضته منذ زمن لانعقاد المؤتمر.

والعقبة الرئيسية في مفاوضات السلام ستكون على الارجح تباين وجهات النظر بين المعارضة والنظام حول مستقبل بشار الأسد.

واكدت الحكومة السورية ان رحيل الأسد غير مطروح لكن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا قال ان المؤتمر سيشكل «منعطفاً» في الحرب لإسقاط الرئيس.

وأعلن السبت: «الطاولة بالنسبة لنا ممر في اتجاه واحد الى تنفيذ كامل لمطالب الثوار بلا أدنى تعديل وعلى رأسها تعرية السفاح من سلطاته كاملة (…) تمهيداً لسوقه الى عدالة الله والتاريخ وقوانين البشر».

لكن الائتلاف يتوجه إلى جنيف من دون أن يحصل على أي من التنازلات التي طالب بها للمشاركة في المفاوضات خصوصاً فتح ممرات انسانية والافراج عن السجناء رغم التقدم في هذه المسألة الاخيرة.

ويواجه الائتلاف أيضاً مسألة نفوذه على الارض اذ ينتقده العديد من المقاتلين، لأن اعضاءه يقيمون في اسطنبول، ويرفضون سلطته.

والاسبوع الماضي قال مصدر ديبلوماسي ان ممثلين عن أربعة تشكيلات في المعارضة المسلحة اجتمعوا في تركيا لإجراء مباحثات موازية حول المشاركة في «جنيف-2». والسبت أعلن مسؤول في «الإئتلاف» أن ثلاثة منها وافقت على التوجه الى سويسرا، مضيفاً أن جبهة النصرة لا تزال معارضة ما قد يهدد قدرة الائتلاف على تطبيق أي اتفاق يتم التوصل اليه في جنيف.

النظام والمعارضة يتواجهان في «القصر الصغير» اليوم

مونترو – إبراهيم حميدي

في حضور 39 دولة وثلاث منظمات إقليمية، وغياب إيران، يتواجه اليوم في «القصر الصغير» في مونترو وتحت رعاية الأمم المتحدة، وفدا النظام والمعارضة في سورية أثناء افتتاح مؤتمر «جنيف 2». ويُتوقع أن تشهد المدينة السويسرية انطلاق مبارزة ديبلوماسية معقدة وطويلة، الواضح الوحيد فيها أن سورية «تحولت» مسرحاً لصراعات دولية وإقليمية لكنها المرة الأولى التي سيلتقي فيها تحت سقف واحد وفد يمثل النظام وآخر يمثل المعارضة منذ بداية الأزمة قبل ثلاث سنوات، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 130 ألف شخص وإصابة مئات الآلاف وتشريد الملايين من سكان سورية.

وعشية افتتاح المؤتمر جرى اتصال بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين ناقشا خلاله مجريات المؤتمر. وقال الناطق باسم الكرملين ان «محادثات الجانبين كانت بناءة».

وبدا واضحاً أن المعارضة حصلت على دفع معنوي تمثل بسحب دعوة إيران إلى «جنيف 2» وفي تبديد الشكوك باحتمال وجود «تواطؤ» أميركي- روسي لإعطاء «محاربة الإرهاب» الأولوية والعثور لنظام الرئيس السوري على دور في هذه الحرب.

وعقد ممثلو «النواة الصلبة»، التي تضم 11 دولة من «مجموعة أصدقاء سورية»، امس اجتماعاً في جنيف لـ «تنسيق المواقف قبل انطلاق المؤتمر، ولتأكيد وحدة موقفهم في دعم المعارضة وهدف تشكيل هيئة حكم انتقالية بقبول متبادل.

في المقابل، وصل وفد الحكومة السورية حاملاً موقفاً متشدداً لجهة تفسير الغرض من المؤتمر انطلاقاً من «تعليمات صارمة» تطالب بأن تكون الجولة المقبلة من المفاوضات بعد الجلسة الأولى في جنيف الجمعة المقبل، في دمشق و «عدم الخوض أو التحدّث عن نقل صلاحيات أو مستقبل الأسد»، إضافة إلى مراجعة القيادة السورية «في كل نقطة تفاوضية» ورفض تحديد أي جدول زمني للمفاوضات المباشرة التي «يجب أن تركز على تبادل الأسرى واتفاقات محددة لإيصال المساعدات الإنسانية بإشراف الحكومة».

وقالت مصادر المعارضة لـ «الحياة» إن وفد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، يضم أحمد الجربا رئيساً وكلاًّ من الأعضاء ميشال كيلو وهادي البحرة وهيثم المالح ونذير الحكيم وأنس العبدة وعبيدة النحاس، بحيث يستند في كل نقطة تفاوضية إلى «مركز القرار السياسي» في إسطنبول من الهيئة السياسية وممثلي الكتائب المسلحة. وأضافت: «التعليمات المعطاة للوفد بالتركيز على هيئة الحكم الانتقالية».

ومن المقرر أن يفتتح المؤتمر صباح اليوم، بكلمة لسويسرا الدولة المضيفة قبل إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون افتتاح أعماله، على أن يلقي بعد ذلك وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف كلمتيهما.

وقالت مصادر ديبلوماسية إن رئيسي وفد النظام وليد المعلم و «الائتلاف» أحمد الجربا سيلقيان كلمتين بعد ذلك، مشيرة إلى أن ممثلي الوفود سيلقون كلمات مدة كل منها بين 5 و6 دقائق، والى انه نتيجة الخلاف في شأن العلم الذي سيرفعه الجانبان السوريان، اتفق على عدم رفع أي علم سوى علم الأمم المتحدة في قاعة المؤتمر.

ويتضمن البرنامج أن يعقد بان مؤتمر صحافياً مساء اليوم تليه تصريحات لكل من كيري ولافروف ووزراء خارجية الصين وبريطانيا وفرنسا.

وكانت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إيران لحضور المؤتمر ثم تراجعه عن الدعوة الإثنين، طَغَيا على التحضيرات لافتتاح الاجتماعات في «القصر الصغير» في مونترو، إذ اعتبرت روسيا، التي دافعت دوماً عن ضرورة مشاركة الإيرانيين في جهود حل الأزمة السورية، أن سحب الدعوة يمثّل «خطأ» لكنه «ليس كارثياً». لكن رد الفعل الإيراني كان أكثر تشدداً، إذ حذّرت طهران من أن عدم دعوتها يعني مسبقاً حكماً بالفشل على جهود حل الأزمة.

وبغض النظر عن حضور إيران أو غيابها، فإن التوقعات من مؤتمر السلام السوري تبقى «متواضعة» في ظل التباعد الكبير في وجهات نظر طرفي الأزمة السورية، فقد جدد «الائتلاف الوطني السوري» تأكيده أنه توجه إلى مونترو بهدف وحيد يتمثل بإنهاء حكم الأسد وتقديمه إلى المحاكمة بتهمة المسؤولية عن الجرائم المروعة التي تم ارتكابها خلال سنوات الأزمة. وفي مقابل هذا «السقف المرتفع» للمعارضة، يُبدي النظام تشدداً إزاء التوقعات بأن مفاوضات السلام ستعني رحيل الأسد، ويلمّح إلى أن الرئيس السوري قد يترشح لولاية رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية هذه السنة.

وعشية افتتاح المؤتمر، عُقدت محادثات مكثفة بين الوفود المشاركة الرئيسية، وسُجّل اتصال هاتفي بين وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، شدد فيه الأول على ضرورة إعلان إيران قبولها بأهداف «جنيف 2» التي ترتكز على بيان «جنيف 1» الصادر في حزيران (يونيو) 2012. وترفض إيران إعلان قبولها هذا البيان، الذي ينص على قيام هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات في سورية تنشأ باتفاق مشترك بين طرفي الأزمة وتتسلم مسؤولية أجهزة الأمن والاستخبارات.

ويُفتتح مؤتمر مونترو على وقع تقرير مرعب عن انتهاكات فظيعة تحصل في سجون النظام. إذ أشار تقرير أعده ثلاثة مدعين دوليين سابقين إلى أدلة على تورط أجهزة الأمن السورية في قتل آلاف السجناء (11 ألفاً). ويتضمن التقرير صوراً فظيعة للضحايا تم التقاطها بكاميرا مصوّر يعمل للحكومة السورية وانشق عنها. ووصف المدّعون جثث الضحايا بأنها تُذكّر بضحايا معسكرات الاعتقال النازية حيث كان السجناء يبدون كهياكل عظمية.

ووصل وفد النظام إلى سويسرا أمس بعد تأخر خمس ساعات في مطار أثينا نتيجة خلاف على تزويد الطائرة بالوقود وما إذا كان ذلك يمثّل خرقاً للعقوبات الأوروبية على نظام دمشق.

ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي قوله: «على أفضل تقدير، سيؤكد جنيف 2 الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مؤتمر جنيف الأول، وسيدعو إلى وقف للنار، وربما تبادل للسجناء وأشياء من هذا القبيل».

كما نقلت عن بدر الجاموس الأمين العام لـ «الائتلاف» قوله بعد وصوله إلى سويسرا أمس: «لن نقبل بأقل من إزاحة المجرم بشار الأسد وتغيير النظام ومحاسبة القتلة على جرائمهم».

وفي موسكو (ا ف ب)، قال مسؤول روسي بارز أمس لوكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن مصدر في الوفد الروسي لمحادثات «جنيف 2»، إن «الجولة الأولى من المفاوضات ستستمر من سبعة إلى عشرة أيام. وبعد استراحة قصيرة، سيتم استئناف المحادثات».

وأضاف: «ستجري الجمعة محادثات مباشرة في جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة بإشراف المبعوث العربي والدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي».

وذكر المصدر الروسي أن اجتماع الجمعة سيجري كذلك بإشراف مسؤولين أميركيين وروس لمساعدة الطرفين في المحادثات.

ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء عن المصدر قوله إنه «إذا تطلب الأمر، فقد يتم رفع مستوى التمثيل الروسي والأميركي في جنيف لمواكبة عملية التفاوض».

وسيمثل روسيا في المحادثات نائبا وزير الخارجية غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف.

انطلاق أعمال مؤتمر “جنيف 2″… وكلمات لرؤساء الوفود

بيروت – الحياة

افتتح بعيد التاسعة من صباح اليوم، المؤتمر الدولي حول سورية في مدينة مونترو السويسرية، الذي دعيت إليه نحو أربعين دولة ومنظمة برعاية الأمم المتحدة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: “أعلن افتتاح مؤتمر جنيف حول سورية. نعرف أن هذا المسار كان صعباً ومضنياً للتوصل إلى هنا”.

وأضاف إن “يوم 24 كانون الثاني (يناير) الجاري، هو موعد بدء المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة”.

واعتبر بان كي مون أن “اليوم يوم هش، لكن تبنى عليه آمال حقيقية”، مشيراً إلى أن  “9 ملايين سوري في حاجة إلى مساعدات عاجلة، بينهم مليونان يقطنون في أماكن لا يمكن النفاذ إليها بسبب الصراع”. داعياً إلى “إتاحة دخول المساعدات الإنسانية بالكامل، وفوراً خصوصاً إلى المناطق المحاصرة”.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة طرفي الصراع السوري “التعامل بجدية، وضبط النفس في حديثهما”، منبّهاً إلى “عدم الخروج عن ذلك”.

و أمل رئيس الاتحاد السويسري “تحقيق نتائج تضع حداً لمعاناة السوريين”، وقال إنه “على المشاركين في جنيف 2 فهم تطلعات الشعب السوري”. وأضاف: “يجب إعداد خارطة طريق في سورية على أساس محددات جنيف 1”.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن “مهمتنا المشتركة هي وضع نهاية للنزاع المأسوي في سورية، وعدم السماح له بالامتداد إلى الدول المجاورة”. وأضاف لافروف: “لا نرى مجموعات ناشطة في سورية ضمن الوفد المشارك في مفاوضات جنيف 2، ونتمنى أن يُستدرك ذلك لاحقاً”.

ودعا لافروف “اللاعبين الخارجيين” إلى “عدم التدخل في شؤون سورية الداخلية”، ورأى أنه “يجب أن تكون المعارضة جزءاً من الحوار الوطني السوري، وأن تكون إيران جزءاً من الحوار الدولي”.

وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد أن “بشار الأسد لن يكون جزءاً من الحكومة الانتقالية وحتى لو في الخيال”. واعتبر أن “محادثات جنيف 2 صعبة ومعقدة، لإنهاء الحرب الدائرة في سورية”. وحمّل النظام السوري “مسؤولية مجابهة الثورة التي بدأت سلمية في سورية”.

أما كلمة الوفد السوري، فألقاها وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي قال إن “الوفد السوري هنا يمثل الشعب والجيش والرئيس الأسد”. واعتبر أن “لحظة الحقيقة التي أريد لها أن تضيع قد حانت”.  وقال: “لن أقف يوماً موقفاً أصعب من هذا”، وهاجم وفود دول قال إنها “شجعت الإرهاب وأياديها ملطخة بدماء السوريين”.

وأعلن المعلم أن “مقاتلين من 83 جنسية يقاتلون في سورية”، واتهم “أميركا وحلفاؤها من الغرب والعرب، بأنهم فبركوا استخدام النظام السوري للسلاح الكيمياوي”، مهاجماً “مجموعة أصدقاء سورية”.

وقد رنت أجراس تنبيه تجاوز الزقت المخصص لكلمته، إلا أن المعلم لم يكترث بالأجراس وتابع حديثه. كما وقعت ملاسنة بين بان كي مون والمعلم، بسبب تجاوز الأخير أكثر من ضعف الوقت المحدد لكلمته أمام “جنيف 2”.

رئيس وفد المعارضة السورية أحمد الجربا، بدأ كلمته بسرد قصة “هاجر” أول طفلة قتلتها قوات النظام بعد اندلاع “الثورة”. واتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم بـ”فبركة روايات حول الإرهابيين”.  وقال إن “الأسد مسؤول عن جرائم حرب في سورية”، وأضاف إن “الصور الخاصة بممارسة قوات الحكومة السورية التعذيب مماثلة لجرائم النازيين”.

وأشار الجربا في كلمته، إلى صور الـ 11 ألف معتقل الذين “قتلهم النظام السوري في سجونه وتم الكشف عنها منذ يومين”. وفي ختام كلمته، قال إنه “يريد من وفد الحكومة السورية التوقيع فوراً على اتفاق جنيف 1، لنقل السلطة من الأسد”.

وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دعا في كلمته إلى “وقف إطلاق النار فوراً في سورية، وفتح ممرات إنسانية”. وقال إن “الأمر لا يتعلق بالإرهاب إنما بالحكومة الانتقالية”. وأكد فابيوس أن “الحكومة السورية تتحمل مسؤولية كبيرة عن تزايد الإرهاب في سورية”.

بدوره، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن “فشل تطبيق قرارات جنيف 1، أدى إلى سقوط المزيد من القتلى واللاجئين السوريين”.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي: “قدمنا إلى المؤتمر لإنشاء هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات”.

واعتبر وزير الخارجية الصيني أنه “يجب أن يكون الحل في سورية سلمياً ووسطياً، ويجب على الجميع أن يعترف أن الحل لن يكون عسكرياً”.

وبدأ وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو برفض إطلاق صفة “الإرهابيين” على السوريين، وقال: “نحن نعرف من هم الإرهابيين في سورية”. وأضاف: “لن نأتي لجنيف 2 لعمل مسرحية ديبلوماسية”.

المؤتمر الدولي حول سوريا ينعقد الاربعاء في سويسرا

مونترو (سويسرا) (أ ف ب)

من اليسار الى اليمين: وزير الخارجية الاميركي جون كيري والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقاءبينهم في مونترو الثلاثاء

ينعقد المؤتمر الدولي حول سوريا صباح الاربعاء بهدف البحث عن حل لنزاع عسكري مدمر مستمر منذ ثلاث سنوات، ويجمع للمرة الاولى الطرفين المتقاتلين في حضور حوالى اربعين دولة وبرعاية الامم المتحدة، في مدينة مونترو السويسرية على ضفاف بحيرة ليمان.

ولن يكون من السهل اطلاق عملية البحث عن السلام بعد حرب تسببت بمقتل 130 الف شخص وبتهجير الملايين، وياتي اليها الطرفان الاساسيان المعنيان بالحل باهداف متناقضة تماما.

ففي وقت تعلن المعارضة ان الهدف الوحيد من مشاركتها في مؤتمر جنيف-2 الذي ينطلق من مونترو، هو اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد بكل اركانه، يقول النظام ان هذا الموضوع “خط احمر”، ويؤكد ان القرار الوحيد المقبول من جنيف-2 هو توحيد الجهود من اجل “مكافحة الارهاب” الذي يتهم المعارضة بارتكابه على ارض سوريا.

ويفتتح المؤتمر الساعة التاسعة صباحا (8,00 ت غ) في حضور وفدي المعارضة والحكومة السوريتين و38 دولة اخرى، برعاية الامم المتحدة، وحضور جامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون الاسلامي.

ويعقد المؤتمر في فندق “بوتي باليه” الفخم في شارع “غراند رو” في وسط مونترو.

وسيجلس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على طاولة مستطيلة في اول قاعة الاجتماعات الكبيرة الى جانبه موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابراهيمي. ويجلس على طرفي الطاولة وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.

وسيجلس الوفد السوري الحكومي الى يمين الوفد الروسي ووفد المعارضة الى يمين الوفد الاميركي.

وتتوزع الوفود الاخرى على طاولات مستطيلة في صفين متقابلين الى جانبي الطاولة الاساسية.

وشهدت المدينة الصغيرة الوادعة المشهورة بمهرجان موسيقى الجاز الذي يقام فيها سنويا، طيلة يوم امس توافد الوفود والشخصيات وابرزها وفدا الحكومة والمعارضة السوريتين، ووزراء روسيا وبريطانيا وليام هيغ والسعودية سعود الفيصل وقطر خالد بن محمد العطية وغيرهم، ويفترض ان يكون وزير الخارجية الاميركي جون كيري وصل الى مونترو في وقت متاخر من المساء قادما من جنيف حيث اجرى لقاءات ابرزها مع وفد المعارضة السورية.

والتقى الوفد المعارض ايضا، بحسب صور بثها تلفزيون الامم المتحدة، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.

وقبيل وصوله بوقت قصير الى مطار جنيف، اكد وزير الخارجية السوري بعبارات حازمة ان “النظام والرئاسة خط احمر”.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن المعلم قوله “ان موضوع الرئيس والنظام خطوط حمراء بالنسبة لنا وللشعب السوري ولن يمس بها او بمقام الرئاسة”.

وكان الرئيس السوري اكد في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس نشرت الاثنين، ان هناك “فرصا كبيرة” بان يترشح لولاية رئاسية جديدة في 2014,

في المقابل، اكد مستشار رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية منذر اقبيق لوكالة فرانس برس ان المعارضة تاتي الى المؤتمر المعروف بجنيف-2 بهدف “التخلص من الطغيان، من اجل الحرية ولننتهي من الدكتاتورية ونبني سوريا الديموقراطية التي ننشدها”.

واضاف “جنيف اليوم بداية النهاية لبشار الاسد، والمسار الانتقالي يعني تغيير السلطة نحو سوريا الجديدة”.

واعتبر ان “الارهاب هو ما يمارسه الاسد تجاه شعبه من تجويع وقتل وتدمير وتعذيب، ولا توجد مؤشرات على قدرة المؤتمر على تحقيق الكثير على صعيد تعبيد طريق الحل السوري”.

وبدت الامال محدودة لدى الجميع بتحقيق تغيير جذري نحو الحل.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية رفض الكشف عن اسمه “لا اعتقد ان ايا من الذين تعاملوا مع المسؤولين السوريين يتوقعون تقدما سريعا”.

واضاف “على الجميع ان يدرك ان هذه بداية آلية ولن تكون سريعة. هناك حاجة الى كثير من الصبر والثبات”.

وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير “لا يجب ان نرفع سقف انتظاراتنا. لن ينتصر السلام فجاة خلال هذه المحادثات”.

وشدد على ضرورة اعتماد “سياسة الخطوات الصغيرة”، لا سيما على الصعيد الانساني.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الهدف هو تحقيق “تقدم نحو السلام” مع الالتزام بالدعوة التي وجهتها الامم المتحدة والتي تتحدث عن بناء “حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة” على قاعدة التوافق.

وينعقد المؤتمر وسط تدابير امنية مشددة تنفذها الشرطة السويسرية واجهزة امنية اخرى.

وقد اقفلت المنطقة المحيطة بمكان المؤتمر والفنادق التي ينزل فيها الضيوف امام حركة السير. كما فرضت منطقة حظر جوي فوق المدينة التي يقطنها 15 الف شخص.

وانتشر مئات عناصر الشرطة والامن في المنطقة.

ويغطي المؤتمر حوالى الف صحافي قدموا من كل انحاء العالم.

وسيلقي كل من رؤساء الوفود كلمة خلال المؤتمر الاربعاء.

وقال برهان غليون، رئيس المجلس الوطني المعارض للنظام، لوكالة فرانس برس “ما سيحصل غدا هو تسجيل مواقف لكل رؤساء الوفود والدول، وسيكون في الامكان تبين المناخ السائد وحجم التفاؤل والتوقعات”.

واضاف ردا على سؤال حول التواجد للمرة الاولى وجها لوجه مع النظام، “القضية ليست قضية مشاعر بل قضية وطنية. هناك اناس يموتون… يجب ان نضع المشاعر جانبا ونحكم العقل”.

وتابع “اذا كان هناك امل 10 في المئة بحصول تقدم لمصلحة الشعب السوري، يكون ذلك جيدا”.

بعد مونترو، ينتقل الوفدان السوريان الى مدينة جنيف حيث يبدآن الجمعة في حضور الابراهيمي، مفاوضات بينهما حول سبل حل الازمة في بلادهما.

وقال مصدر في الوفد الروسي الثلاثاء ان هذه المفاوضات قد تستغرق عشرة ايام.

بداية ساخنة لمؤتمر “جنيف 2” وكيري يشدد على رحيل الأسد

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — بدأت في مدينة مونترو السويسرية أعمال مؤتمر “جنيف 2” برسائل سياسية قاسية تبادلتها الأطراف المشاركة، إذ شن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، هجوما قاسيا على المعارضة واتهمها بموالاة إسرائيل والسعودية، بينما أكد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن الرئيس بشار الأسد لن يكون له مكان في سوريا الحكومة الانتقالية السورية.

وبدأ المؤتمر بكلمة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي دعا إلى تحول الاجتماع إلى فرصة لـ”الوحدة”، مضيفا أن مسؤولية إنقاذ سورية تقع على عاتق الوفدين السوريين المشاركين.

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إن على الشعب السوري تقرير مصيره بنفسه، محذرا من تحول سوريا إلى “بؤرة للإرهاب” الدولي بما يؤدي إلى انتقال الصراع إلى دول الجوار.

وانتقد لافروف استبعاد إيران من المشاركة في المؤتمر، كما دعا إلى مشاركة “معارضة الداخل” في الاجتماعات، طالبا الوصول إلى حل يستند إلى رؤية السوريين.

أما وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، فقد شن هجوما قاسيا على الرئيس السوري، بشار الأسد، قائلا إنه قابل رسومات الأطفال في درعا بالرصاص وتسبب في تحوّل الثورة السورية إلى مواجهة عسكرية، وأكد أن الأسد لن يكون له مكان في الحكومة الانتقالية.

لافروف: يجب مكافحة الإرهاب بسوريا والصراع عزز التناقضات داخل الإسلام

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأطراف المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” إلى المساهمة في مساعدة الحكومة السورية والمعارضة على مكافحة ما وصفه بـ”الإرهاب”، مشيرا إلى أن موسكو تريد بقاء سوريا موحدة وعلمانية، ورفض التقرير المسبق لنتيجة المؤتمر، كما حذر من احتدام التناقضات داخل الدين الإسلامي بسبب النزاع بسوريا.

وقال لافروف، في الكلمة التي ألقاها في لفتتاح مؤتمر “جنيف 2” في مدينة مونترو السويسرية: “ندعو جميع المشاركين بالمؤتمر ليفعلوا كل ما بوسعهم لمساعدة الحكومة السورية والمعارضة على توحيد الجهود لاجتثاث الإرهاب”.

وتابع لافروف بالقول إن النزاع في سوريا بات يهدد بتحول سوريا إلى “بؤرة للإرهاب الدولي” واتهم من وصفهم بـ”المتطرفين الذين يتوافدون إلى سوريا من أنحاء العالم” بنشر الفوضى وتدمير البنية الثقافية والسكانية.

وعبر الوزير الروسي عن قلقه إزاء “احتدام التناقضات داخل الإسلام” بسبب النزاع في سوريا، كما قال إن المؤتمر هو “محل اهتمام كل العالم ويلقي مسؤولية تاريخية على عاتق كل الدول” وأضاف: “مهمتنا هي التوصل إلى انهاء الأزمة في سوريا التي جلبت الكثير من الألم للشعب السوري وعدم نقل المشكلة إلى دول الجوار.”

وحض لافرورف على التعامل “بحسن نية” مع المفاوضات، وطالب بعدم لتدخل في الشؤون الداخلية السورية واحترام سيادة سوريا، قائلا: “نريد بقاء سوريا دولة موحدة وعلمانية، ونطلب من كل طرف عدم تحديد نتائج مسبقة للحوار.”

كما رأى أن مقررات جنيف السابقة تقضي بـ”التوصل إلى حل وفقا لرؤية الشعب السوري،” وحذر من أن المفاوضات لن تكون سريعة أو سهلة، كما انتقد غياب إيران والمعارضة الداخلية السورية عن المؤتمر .

كيري: الأسد فقد الشرعية ولا مكان له في الحكومة الانتقالية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن الرئيس السوري، بشار الأسد، قد فقد شرعيته، مشددا على أن الرئيس السوري لن يكون له مكان في الحكومة الانتقالية التي ستخرج بنتيجة مؤتمر “جنيف 2″، واعتبر أن عائلة واحدة تقف اليوم بطريق مستقبل سوريا، واصفا صور تعذيب المعتقلين في السجون السورية بأنها “إهانة للكرامة الإنسانية.”

وقال كيري، في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر “جنيف 2″، إن المعارضة السورية أخذت “قرارا شجاعا” بالمشاركة في المؤتمر، معتبرا أن ما يجري اليوم “بداية للحوار الصعب لإنهاء الأزمة.”

ولفت كيري إلى أن الثورة في سوريا لم تكن مسلحة في بدايتها، بل بدأت بـ”تحرك سلمي من أطفال في درعا ورد عليهم النظام مباشرة وقتل العشرات،” متهما النظام السوري بقتل أكثر من 130 ألف شخص خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

ولفت كيري إلى مقتل السوريين “بكل أشكال الأسلحة” بما في ذلك سياسة التجويع، واصفا الصور التي نشرت مؤخرا حول التعذيب في السجون السورية بأنها “اعتداء صارخ على الكرامة الإنسانية”

وتوجه كيري إلى الحضور بالقول: “لنتحدث بصراحة. في مؤتمر جنيف 1 اتفقنا على ألا تتشكل الحكومة السورية الانتقالية من أطراف تتحفظ عليها الأطراف الأخرى، وهذا يعني أنه ما من مجال لأي دور للأسد في الحكومة الانتقالية.. هناك شخص واحد وعائلة واحدة يتمسكان بالسلطة ويعرقلان طريق المستقبل.”

ورأى كيري أن الأسد “فقد شرعيته” قائلا إن الشرعية “لا تنبع من القتل والقنابل والبراميل المتفجرة” كما شدد على أن غياب أي دور للأسد يوازيه غياب أي دور لمن وصفهم “المتشددين” الذين قال إن تصرفات النظام تجذبهم إلى سوريا.

مونترو السويسريـة تحتضن اليوم أول حـوار لإنهاء المأساة السورية النظام يرسم “خطوطاً حمراً” والمعارضة تُشهر تقرير “التعذيب والقتل

مونترو (سويسرا) – موسى عاصي

أنظار العالم إليها. فرغت أجندات وسائل الاعلام من أي موعد آخر، كل الأحداث باتت تفاصيل، هنا في مدينة مونترو يُصنع الحدث، والعالم يراقب. أهالي المدينة لم يكترثوا لـ”الحصار” المفروض عليهم، ولسان حالهم “نحن فخورون بمدينتنا، علّنا نساهم في وقف مأساة أطفال سوريا وأهلها، علّها تكون انطلاقة ناجحة لوقف المأساة”.

مدينة موسيقى “الجاز” الصيفي تحولت قلعة مسيجة، يقف على تخومها آلاف من رجال أمن مدججين بالسلاح والعتاد وخصوصاً أجهزة اتصال تعمل بلا توقف. المدينة باتت تذكر أهلها بحصن شيّون (Chillon) القريب منها، ذي الصيت الذائع في كتب التاريخ السويسري لصلابته وعصيانه الغزاة في القرون الوسطى.

وانتشر رجال الأمن في كل الشوارع والأزقة، وحولت بلدية المدينة وسائل النقل العام إلى شوارع داخلية، ومنعت المرور في الشارع الرئيسي الوحيد الذي يربط مونترو بالعالم المحيط، وبات دخولها ممنوعاً إلا لسيارات الوفود اليوم، وسيارات الشرطة والإسعاف، ومن يقرر الوصول إلى المدينة فالقطار وسيلته الفضلى الوحيدة. أما الصحافيون، فحجزت المدينة لهم القسم الخارجي من الفندق الأصفر الفخم (فندق الافتتاح) وحركتهم محدودة جداً، ولكن في متناولهم النقل المباشر لكل ما يجري داخل القاعة الفخمة.

وللحدث، وضعت المدينة كل إمكاناتها واستعانت بإمكانات الكونفيديرالية لتأمين الحماية على الأرض ومن الجو وأيضا على سطح بحيرة ليمان التي تفصل سويسرا عن فرنسا. ورأى رئيس المجلس البلدي لمونترو لوران فهرلي أن المؤتمر سيكون أفضل وسيلة تسويق لسمعة المدينة اذا جرت الأمور التنظيمية والأمنية بشكل جيد ومن دون مفاجآت. “باستقبالها 450 ممثلاً مشاركاً ديبلوماسياً في المؤتمر وأكثر من ألف صحافي تؤكد مونترو موقعها مدينة بديلة (من جنيف) لاحتضان المؤتمرات الديبلوماسية”. وللمناسبة لم يعد في فنادق المدينة والقرى المحيطة بها أي سرير خال من الأسرّة الـ800 التي تضمها في الأيام الأولى لإعلان مونترو بديلا من جنيف لافتتاح المؤتمر.

لا دور للجربا

وبعد تذليل آخر العقبات بسحب دعوة الأمم المتحدة إيران للمشاركة في جنيف 2، يفتتح المؤتمر أعماله كما هو مقرر في التاسعة من صباح اليوم بتوقيت سويسرا (10:00 بتوقيت لبنان) بكلمة للامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، تليها كلمات لرؤساء الوفود، وستمنح حوالي 5 دقائق فقط لكل كلمة، على أن لا يتعدى النهار الافتتاحي السادسة مساءً بتوقيت سويسرا. وسيلقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم كلمة سوريا ( النظام قبل كلمة الوفد المعارض، بعد نقاش ديبلوماسي حول هذا الموضوع انتهى باختيار المعلم كون النظام لا يزال هو من يمثل سوريا في المحافل الدولية)، في حين سيلقي رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا كلمة المعارضة، على أن تقتصر مشاركته في المحادثات على الجلسة الافتتاحية فقط. وعلمت “النهار” انه لن يكون هناك دور مباشر للجربا في مرحلة بدء المحادثات الثنائية في مقر الأمم المتحدة بجنيف.

لائحة المعارضة

وحصلت “النهار” على أسماء وفد المعارضة الذي سيحضر مؤتمر جنيف 2 بدءاً من اليوم الافتتاحي وفي الجلسات التالية في مقر الأمم المتحدة بجنيف وهم: الخط الأول احمد الجربا، نذير الحكيم، عبد حميد درويش، ميشال كيلو، بدر جاموس، انس عبده، سهير اتاسي، محمد حسام الحافظ وهادي البحرة. وافادت وكالة “الأناضول” التركية شبه الرسمية أن هيثم المالح سيشارك في الوفد ومن الممكن أن يرأسه خلال المحادثات الثنائية التي ستبدأ بعد غدٍ في جنيف. ويذكر أن للمالح خبرة طويلة في المفاوضات مع النظام. أما المشاركون في الخط الثاني للمعارضة، فهم: محمد صبره، ريما فليحان، احمد جقل، إبرهيم برو، عبيدة نحاس، عبد الأحد اصطيفو، الى عسكريين من الداخل.

وتوقعت أوساط الائتلاف السوري لـ”النهار” أن يجري بحث جدي بعد نهاية الجولة الاولى من جنيف 2 لإعادة وصل ما انقطع بين أطياف الائتلاف السوري، وكشف أنه سيكون هناك دور كبير للسعودية في محاولة رأب الصدع بين المنسحبين والباقين في الائتلاف.

وأوضحت أوساط الأمم المتحدة أن سيناريو المحادثات سيتناول بداية الملفات غير الخلافية والمتفق عليها مبدئياً (النهار كانت قد نشرت سيناريو أجندة المحادثات في عددها الصادر في 18 كانون الأول 2013)، على أن يضاف إليه البحث في بعض الملفات ذات العلاقة المباشرة بالميدان السوري وخصوصا في الجانب الإنساني منها كفتح الممرات لإيصال المواد الغذائية، ورفع الحصار عن بعض المناطق وتبادل أولي للأسرى.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن المعلم قبيل وصوله الى مونترو “ان موضوع الرئيس والنظام خطوط حمراء بالنسبة لنا وللشعب السوري ولن يمس بها او بمقام الرئاسة”.

وأعلن الكرملين في بيان أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبحثا في جنيف 2. وأضاف ان نبرة المحادثة كانت “عملية وبناءة”.

أما معارضو الأسد، فاستشهدوا بأدلة فوتوغرافية جديدة على عمليات تعذيب وقتل واسعة النطاق من الحكومة السورية، وجددوا مطلبهم أن يتنحى الأسد ويواجه محاكمة دولية على ارتكاب جرائم حرب. وقال محامون معنيون بجرائم الحرب إن مجموعة كبيرة من الصور هربها مصور في الشرطة العسكرية السورية تقدم دليلا واضحا على أن حكومة الأسد ارتكبت عمليات قتل وانتهاكات تعذيب ممنهجة في حق 11 ألف معتقل. وشبه واحد من ثلاثة مدعين دوليين سابقين لجرائم الحرب وقعوا التقرير الصور “بالقتل الواسع النطاق” في معسكرات الموت النازية.

«جنيف 2» بعيون الصحافة الغربية

كارمن جوخدار

42 دولة ستحضر مؤتمر «جنيف 2» بالإضافة إلى وفد عن الحكومة السورية، وآخر عن المعارضة، فيما استبعدت إيران عن المؤتمر الخاص بالحل في سوريا، كما في «جنيف 1».

لم تمض 24 ساعة على توجيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوة إلى طهران، حتى أعيد سحب الدعوة بسبب تهديدات وفد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بعدم المشاركة. دول كثيرة معنية بالصراع في سوريا كالأردن ولبنان والسعودية وتركيا وغيرها وجّهت إليها الدعوة، إلا أن دولاً غير معنية مباشرة بالصراع ستحضر أيضاً كإندونيسيا والهند وإسبانيا والدنمارك. فإذا كان المؤتمر الدولي ينشد الحل والسلام في سوريا، فكيف له أن يستبعد دولة معنية بالصراع السوري كطهران، بينما يشرّع الأبواب لـ«غرباء» عن دمشق؟

وكتب العميد النروجي روبرت مود، الذي عاون المبعوث الأممي كوفي أنان في مهمته السورية، مقالاً في «كارنيغي»، قائلاً: «رأيت خلال تواجدي في سوريا عن قرب، اهتمام السياسة الغربية بمصالحها، وبالتنافس الدولي، وبجمهورها من الناخبين بدلاً من تحمّلها مسؤولياتها الأخلاقية في إطار حماية المدنيين الأبرياء بشكل فعّال».

صراع الدول الكبرى على الأرض السورية، تجلّى مرة أخرى في تغييب طهران. وقد اعتبرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أنه لم يكن بالإمكان أن يبدأ مؤتمر «جنيف 2» من دون حصول «أحداث دراماتيكية» وهو ما تجلّى في سحب دعوة طهران، مشددة على أن هناك حاجة ماسة لحضور إيران بهدف التوصّل إلى اتفاق سلام في سوريا، وهو ما يدركه الغرب جيّداً.

ونقلت الصحيفة عن وزير خارجية أوروبي قوله إن «طهران ستلعب دوراً في المحادثات السورية بطريقة أو بأخرى»، فيما أفادت بأن ديبلوماسياً بريطانياً أشار إلى الدور الروسي في تنظيم المحادثات، إلا أنه شدد في الوقت ذاته، على دور طهران البناء منذ تبوء الرئيس الإيراني حسن روحاني سدّة الرئاسة.

ورأت الصحيفة أن هناك قلقاً حقيقياً من تكرار التجربة العراقية بعد الغزو الأميركي وتقسيم الجيش العراقي في ظل توسّع نفوذ تنظيم «القاعدة»، وهو ما يبرّر ما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية حول لقاءات عقدها مسؤولون في الاستخبارات الغربية مع جهات سورية رسمية، وهو ما أكده الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلته الأخيرة مع وكالة «فرانس برس». وقد أكدت «الإندبندنت» أنه بالرغم من التأجيل، فسيتم إقرار اتفاق سلام طويل الأمد بمشاركة إيرانية.

من جهتها، اعتبرت صحيفة «لو بوان» الفرنسية أن الغرب يقوم «بإعادة تموضع» في الملف السوري بعد قرار دمشق التخلّص من الأسلحة الكيميائية، حيث تلقّت العاصمة السورية زيارات «ثمينة». ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع تأكيده وجود «اتصالات بين أجهزة استخبارات غربية وجهات رسمية سورية حول القضايا الأمنية»، مؤكدة أن الهاجس الغربي بات مرتبطاً بالأزمة السورية وحلّها.

على صعيد متصل، يشير مراسل صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية إلى أن الوفد السوري سينقل عن الأسد رسالة إلى دول الغرب مفادها «التعامل معي سيكون أفضل بكثير من التعامل مع أعدائنا المشتركين».

واعتبرت الصحيفة أن إعلان الأسد التركيز في «جنيف 2» على «مكافحة الإرهاب» ووضعه في إطار «الحرب» أمر في غاية الحنكة والذكاء، مشيرة إلى أنه «أياً كانت الجرائم التي ارتُكبت، فمصالحنا الدولية تقتضي بأن نعضّ على الجرح ونخوض الحرب ضد عدونا المشترك». وأكدت أن باستطاعة الغرب – في حال أراد – مساعدة الأسد عبر حث الحكومة التركية على وقف الإمداد للمسلحين في شمال سوريا.

وقد اعتبر بول بيلار، في مقال نشر في معهد «ذي ناشيونال انترست»، أن المعارضة الأميركية لمشاركة إيران في «جنيف 2» تتجاهل مبدأ الشمولية الأساسي في نجاح المساعي المتعددة الجنسيات، مشيراً إلى تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف – الذي يبدو الأكثر عقلانية في هذه القضية – حين قال إن «المفاوضات تقتضي الجلوس، ليس فقط مع من يعجبنا، بل مع من يعتمد الحل على وجوده».

وإذ ذكّر بيلار بأن المؤتمر لا يعتمد مبدأ التصويت، أشار إلى أنه في حال أرادت إيران أو غيرها إعاقة أي توافق فهذا سيضعها أمام مساءلة علنية.

وإذ يذهب غالبية الحاضرين في «جنيف 2» إلى العمل على انتقال السلطة في المؤتمر الدولي، يؤكد بيلار أن هذا المطلب «غير واقعي بما أن الأسد لا يخسر الحرب في الآونة الأخيرة» وهو لن يذهب إلى المؤتمر للتفاوض على نهايته وزوال نظامه، الأمر لم يعد مرغوباً به مع بروز البديل أكان معارضة منقسمة أم متشددين إسلاميين.

وتساءل الكاتب: «لماذا تشكّل طهران خطراً في إعاقة التوصّل إلى اتفاق أكثر من الحكومة السورية نفسها؟»، مذكراً بأن التحالف السوري – الإيراني بدأ رداً على نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي لم يعد أصلاً موجوداً. وقد استغرب الكاتب مطالبة طهران بالموافقة على بيان «جنيف 1»، المؤتمر الذي استبعدت منه.

وفي «الاندبندنت» أيضاً، يشير باتريك كوكبيرن في مقالة له، إلى أن النقاد يعتبرون أن عقد «جنيف 2» في حضور بعض اللاعبين الرئيسيين الإقليميين كالسعودية وفي ظل غياب إيران «أمرٌ غير واقعي ويقوّض عملية السلام»، مشيراً إلى أن الحرب السورية تجمع لاعبين دوليين عدة من بينهم طهران والرياض، اللتان تخوضان مواجهة منذ إطاحة نظام الشاه، في العام 1979.

وأكد كوكبيرن أن السعودية وقطر هما أكثر تصميماً على رؤية هزيمة الأسد مدخلاً لنهاية الحرب السورية، فيما تخشى الولايات المتحدة وأوروبا تنامي قوة تنظيم «القاعدة»، مشيراً إلى أن سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على الفلوجة، أقلقت الأميركيين وأعادت إلى الأذهان المعارك مع مشاة البحرية الأميركية في العام 2004.

بدورها، تساءلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في افتتاحيتها، يوم السبت الماضي، «لماذا الإصرار على أن الغرض من جنيف 2 هو تحقيق تسديدة بعيدة الهدف؟». وقد نصحت الصحيفة الأميركية وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالتركيز على إنقاذ المحادثات بما فيها وقف إطلاق النار في حلب وفتح ممرات إنسانية، مشيرة إلى أن كبار المسؤولين والمحللين عملوا على وضع توصيات كي لا يتحوّل المؤتمر إلى «حفلة ميؤوس منها».

«السؤال المطروح ليس حول إمكانية الفشل بل حول كيفية هذا الفشل»، يؤكد الخبير في مجال التعاون الدولي في جامعة نيويورك ريتشارد غوان، معرباً عن قلقه في حديث لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية، من أن يطرح مؤتمر جنيف الثاني كما الأول قضية مصير الأسد في مستقبل سوريا. وشبّه غوان المؤتمر بـ«اجتماع محرج للم شمل أسرة، حيث يأمل الحاضرون بتخطيه من دون ان يتصرّف أحدٌ بشكل سيئ».

إلا أن «جنيف 2»، الذي من المفترض أن يعمل على لم شمل الأسرة، يجمع غرباء حتى في الرؤية حول مستقبل سوريا.

لافروف: التفاهم مع واشنطن لا يتضمن «تغيير النظام»

«جنيف 2»: استعراض إعلامي .. قبل التفاوض

محمد بلوط

سوريا التي تستأهل استعراضا إعلاميا، يحتفل بها اليوم في مدينة مونترو السويسرية، بعد ثلاثة أعوام من المذابح، وعام ونصف عام من انبعاث «جنيف 1» ومحاولة إدخال السياسة في الحرب السورية.

يوم لإلقاء الخطابات والتهنئة، من دون كبير قناعة، بتحرك عربة التفاوض في سوريا، نحو هدف مجهول، ثم ينصرف ممثلو الأربعين بلدا بعد أن يفرغوا من إلقاء كلمات ترحيب بالاجتماع السوري، لن تزيد على خمس دقائق لكل منهم.

وحدهما وزيرا خارجيتي الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف، وقادة الوفدين السوريين، سيتجاوزون تلك المدة لإدامة الاستعراض من التاسعة صباحا حتى السادسة مساء، ذلك أن نزول المؤتمرين ووزراء خارجية 40 بلدا في المدينة الصغيرة المشاطئة الصغيرة، ليس سوى محطة نافلة لإشباع نهم الكاميرات التلصصي، على وجه آخر من سوريا: النظام ممثلا بأحد أهم أركانه وأكثرهم خبرة وحنكة ديبلوماسية، وليد المعلم، والمعارضة التي سيمثل أشلاءها، من فرط ما تمزقت حول جنيف، احمد الجربا، ركن الحضور السعودي القوي في قلب المعارضة.

ويسمع السوريون اليوم، تمنيات سعيدة بان يذهب وقوف وفدين سوريين متقاتلين، تحت ثريات القصر السويسري الصغير، ابعد من مونترو. ووجها لوجه سيتبادل وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس «الائتلاف الوطني المعارض» احمد الجربا خطابات، تقدم قراءة كل منهما، لعامين ونصف عام من المقتلة السورية، بعد أن يفرغ رئيس البلد السويسري المضيف من الترحيب بالمؤتمرين. ويتوجه 30 سوريا يوم الجمعة المقبل، إلى قصر الأمم المتحدة في جنيف، لاختبار التفاوض للمرة الأولى، بعد اختبار الحرب.

وتتفاوت الإشارات الأولية حول أجواء المؤتمر، ذلك أن الوفد السوري الرسمي نفسه، لم يصل إلا بعد أن دفع أعضاؤه نقدا ثمن الوقود الذي زودت به طائرة الوفد على مضض في مطار أثينا. وكان هبوط الطائرة قد حاز موافقة مسبقة من السلطات اليونانية، قبل أن تفاجئ شركة «اولمبيك» الجميع برفض تزويد طائرة الوفد المفاوض بالوقود، بحجة العقوبات المفروضة على سوريا. ولجأت الخارجية اليونانية إلى شركة أجنبية «شجاعة» في مطار أثينا. وأدى ذلك إلى إلغاء اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وتأخير لقاء بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تنسيقي أخير قبل لقاء الوزير الروسي بنظيره الأميركي.

وكان السجال حول توجيه الدعوة إلى إيران ثم سحبها، في ظروف بدت فيها الأمم المتحدة مرة أخرى رهينة السياسة الأميركية، قد أضافت مؤشرات على الاستخفاف الذي تعامل فيه قضية مشاركة طرف أساسي في النزاع حول سوريا، والذي ينبغي إجلاسه في قاعة المفاوضات، وإلزامه بالاتفاقات، إذا ما تم التوصل إليها، تسهيلا لمستقبل العملية السياسية، التي لن تجد طريقها من دون الإيرانيين.

ويكشف تشكيل الوفد السوري المعارض ثغرة كبيرة لمصداقية وشرعية التمثيل لكامل أطياف سوريا المعارضة، سياسية وعسكرية. وعبرت مصادر ديبلوماسية أممية عن شكوكها في أن يكون أعضاء الوفد، الذي يقوده الجربا، معبرا، ليس فقط عن تشكيلات المعارضة باقتصاره على «الائتلاف»، وإنما قادرا على الجلوس في مواجهة وفد من طراز الوفد الذي يقوده المعلم.

وطغت على الوفد المعارض أسماء، لا يملك سوى القليل منها خبرة سياسية أو تفاوضية وديبلوماسية. ويضم الوفد إلى الجربا، ميشال كيلو، الذي وصل جنيف ضعيفا بعد تمزق «اتحاد الديموقراطيين السوريين»، دون المقصلة التي طلب أن تقطع رأسه قبل أن يقبل التفاوض مع النظام. كما تضم غلبة إسلامية من «إخوان مسلمين» حاليين كنذير الحكيم، ومحمد حسام الحافظ، أو سابقين كأنس العبدة وعبيدة النحاس. كما يشارك في الوفد برهان غليون. أما التمثيل الكردي فعهد به إلى حميد درويش (٨٦ عاما)، ومؤسس أول حزب سياسي كردي في العام ١٩٥٧ في سوريا. كما عهد به إلى العضو في حزب «يكيتي» إبراهيم برو، مقصيا بذلك قاعدة كردية واسعة، يقع ثقلها الأساسي لدى «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، وزعيمه صالح مسلم. ويضم الوفد قادة أربع مجموعات مسلحة، من المفترض أن يعمل حضورها في جنيف، على إعادة تأهيل «الجيش الحر» المتلاشي في حروب إخوة «الجهاد» من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«الجبهة الإسلامية»، و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» .

وقال المعلم، قبل وصوله إلى جنيف، إن «الأمم المتحدة فشلت في تشكيل وفد مقبول من المعارضة السورية، ورضخت للضغوط الغربية عندما لم توجه الدعوة إلى أطراف المعارضة الوطنية في سوريا». وأضاف ان «موضوع الرئيس والنظام خطوط حمر بالنسبة لنا وللشعب السوري، ولن يمس بها أو بمقام الرئاسة».

وعما إذا كانت دعوة السعودية إلى المؤتمر مؤشرا على تراجع دورها في دعم «الإرهاب»، قال المعلم «لا نعول ولا ننتظر، وليس لدينا معلومات عن رغبتها بتغيير سياستها بناء على حضور هذا المؤتمر، فهي أعلنت بصراحة أنه حتى لو غيرت دول أخرى مواقفها فإنها مستمرة في هذه السياسة». وانتقد تراجع الأمم المتحدة عن دعوة إيران إلى المؤتمر.

إن من اخفق هو السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد الذي اشرف على تشكيل الوفد المعارض وليس الأمم المتحدة، لكنه حقق على الأقل نصف نجاح، عندما اقنع قادة «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا»، بالتوقف عن انتقاد مؤتمر «جنيف 2»، مع إقناع «جبهة ثوار سوريا» بالمشاركة. ويراهن الأميركيون على إعادة الاعتبار إلى «الائتلاف» وتأكيد سلطته ميدانيا عندما يحين الوقت لبحث تنفيذ وقف إطلاق نار بإشراك ممثلين عن «الجبهة الإسلامية» و«جبهة ثوار سوريا» و«جيش المجاهدين» و«أجناد الشام».

وقال معارض سوري، التقى لافروف، إن الروس لم يبدوا اعتراضا على أسماء المعارضة بعد أن عرضها الأميركيون عليهم، لاعتقادهم أنها لن تشكل عقبة كبيرة في المفاوضات، وأنها ضعيفة المصداقية إلى حد يخدم الاستراتيجية التفاوضية للروس وللسوريين.

والاهم هو أن «الائتلاف» لم يصل إلى مونترو بوفد مكتمل مؤلف من 15 عضوا، ويقتصر عداد الوفد الذي وصل به الجربا إلى مونترو على 11 عضوا، فمن بين «العسكريين» الأربعة المفترض حضورهم في الوفد لم تحصل إلا «جبهة ثوار سوريا» على القبول بموفدها، ولا يزال هناك خلاف كبير على إشراك «قائد هيئة أركان الجيش الحر» سليم إدريس على الحضور. وتشترط «الجبهة الإسلامية» و«أجناد الشام» و«جيش المهاجرين» تسمية أربعة أعضاء في الوفد الأصلي والحصول على حق الفيتو بما يتعلق بتسمية الاعضاء الخمسة الآخرين داخل القاعة، باعتبار أن تشكيلة الصفوف الأولى التي ستفاوض الوفد الرسمي، عبر المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، تفترض وجود 9 أعضاء، بينما يجلس في قاعة مجاورة ستة أعضاء من التقنيين والخبراء.

وعشية انطلاق استعراض مونترو، قبل التوجه إلى جنيف، أكد لافروف عدم التزام التفاوض بالورقة التي أعدت قبل عام ونصف عام، وقد تقادم عليها الزمن السياسي والعسكري في سوريا. وقال إن «المطالبة بتغيير النظام كشرط مسبق تفسير غير نزيه لجنيف الأول الذي تطالب به الأمم المتحدة».

وللمرة الأولى كشف لافروف عن وجود تفاهم روسي – أميركي على إدارة العملية السياسية، يستند إلى ما اسماه بالمبادرة الروسية – الأميركية. وقال إن «تغيير النظام في سوريا، ليس جزءا من المبادرة الروسية – الأميركية الخاصة بالتسوية السياسية في سوريا وبعقد مؤتمر جنيف». (تفاصيل ص ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ )

ومن المنتظر إذاً أن يتركز النقاش في المراحل الأولى، التي تستغرق من سبعة إلى عشرة أيام، على الجانبين اللذين يتيحان إطلاق العملية السياسية، وإرضاء الراعيين الدوليين في رؤية عربة الحل تتقدم بهدوء، وتحقيق بعض الانجازات إذا أمكن. وتقتصر المحاولات الأولية على المسارين الإنساني ومكافحة الإرهاب، من دون الدخول في صلب «جنيف 1»، وتشكيل حكومة انتقالية، كما تدعو لذلك المعارضة.

وإنسانيا من الممكن التحدث عن خريطة بعض المواقع والمدن المحاصرة التي سيجري إجلاء من يرغب من أهلها، أو إيصال المساعدات الإنسانية إليها، من دون الحديث عن أي ممرات إنسانية إلزامية. ويبدو خفض التوقعات موقفا مناسبا أيضا في التوافق على إعلان ملزم لمكافحة الإرهاب، وهو ما يعين على تسريع الفرز داخل المعارضة المسلحة بين الجماعات «القاعدية» وغيرها، كما يتيح فتح الأبواب لمناقشة التعاون الأمني مع الأجهزة السورية وغيرها في المنطقة، وإعادة النظر باستراتيجيات الدول المجاورة تجاه تدفق المسلحين والسلاح إلى سوريا.

الفيصل يحذر من تغيير مسار مؤتمر جنيف لتحسين صورة النظام

مونترو- (أ ف ب): حذر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في الكلمة التي القاها في المؤتمر الدولي حول سوريا الاربعاء من “تغيير مسار” مؤتمر جنيف-2، داعيا إلى وضع هدفه القاضي بالعمل على تشكيل حكومة انتقالية موضع التنفيذ.

وقال الفيصل “من الضروري أن نحذر (…) من اي محاولات لتغيير مسار هذا المؤتمر في محاولة لتحسين صورة النظام والادعاء بمحاربته للارهاب”.

المعلم يتهم المعارضة السورية بالخيانة والجربا يدعو إلى توقيع وثيقة لنقل صلاحيات الأسد إلى حكومة انتقالية

مونترو- (أ ف ب): اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاربعاء في كلمته أمام المؤتمر الدولي حول سوريا المنعقد في مدينة مونترو السويسرية أن من يريد “التحدث باسم الشعب السوري لا يجب ان يكون خائنا للشعب وعميلا لاعدائه”.

وقال المعلم متوجها إلى المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر جنيف-2 “ماذا فعلتم يا من تدعون انكم تتحدثون باسم الشعب السوري؟ اين افكاركم وبرنامجكم عدا المجموعات الارهابية المسلحة؟” مضيفا “انا على يقين انكم لا تملكون اي شيء وهذا جلي للقاصي والداني”.

واضاف المعلم “من يريد ان يتحدث باسم الشعب فليتفضل إلى سورية … من يريد أن يتحدث باسم الشعب السوري فليصمد ثلاث سنوات تحت الإرهاب ويقاوم ويقف ثابتا في وجهه.. ثم فليتفضل إلى هنا ليتحدث باسم الشعب”.

وتابع وزير الخارجية السوري انه يمكن التساؤل “هل كل ما يجري في سورية هو صناعة خارجية… لا .. إن سوريين هنا في هذه القاعة ساهموا بكل ما سبق ونفذوا وسهلوا وشرعوا واختلفوا.. كل ذلك على دماء الشعب السوري الذي يدعون أنهم يمثلون تطلعاته فانقسموا سياسيا مئة مرة ولجأ قادتهم الميدانيون إلى أصقاع الأرض”.

وشن المعلم هجوما لاذعا على دول خليجية تدعم المعارضة السورية.

وقال “يؤسفني ويؤسف شعب سورية الصامدة أن ممثلين لدول ممن تضمهم هذه القاعة يجلسون معنا اليوم وأيديهم ملطخة بدماء السوريين، أن دولا صدرت الإرهاب .. شجعت ومولت وساهمت وحرضت وأسبغت الشرعية ونزعتها كما تشاء”.

واضاف ان تلك الدول “لم تنظر يوما إلى بيتها الزجاجي المهترئ قبل أن ترمي القلاع الحصينة العريقة بالحجارة وبدأت وبلا حياء، تعطينا دروس الديمقراطية والتطور والتقدم وهي تغرق في الجاهلية والتخلف”.

واضاف “بعد أن فشلوا سقط القناع عن الوجوه المهتزة لينكشف الوجه الحقيقي لما أرادوا.. زعزعة استقرار سورية وتدميرها من خلال تصدير منتجهم الوطني الأهم وهو الإرهاب استعملوا بترودولاراتهم لشراء الأسلحة وتجنيد المرتزقة”.

وتساءل المعلم “من قال لكم ولهم إن الشعب السوري يتطلع إلى العودة آلاف السنين إلى الوراء”.

من جانب اخر، خص المعلم بالذكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي تدعم حكومته المعارضة السورية.

وقال “كل ما سبق لم يكن ليتحقق لولا حكومة أردوغان التي فرشت أرضها للإرهابيين تدريبا وتسليحا وتوريدا إلى الداخل السوري.. أعمت بصرها عن أن السحر سينقلب على الساحر ذات يوم وها هي تذوق الآن بداية مرارة الكأس، فالإرهاب لا دين له ولا ولاء له إلا نفسه”.

من جانب اخر، قال المعلم للمؤتمرين “لنتعاون يدا بيد لمكافحة الارهاب والحوار على ارض سوريا”.

وقال المعلم “إن كنتم تشعرون فعلا بالقلق على الوضع الانساني والمعيشي في سورية فارفعوا أيديكم عنا وأوقفوا ضخ السلاح ودعم الإرهابيين .. ارفعوا العقوبات والحصار عن الشعب السوري وعودوا الى العقل وسياسة المنطق”.

ومن جانب آخر، دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا في المؤتمر الدولي حول سوريا الوفد الحكومي السوري إلى توقيع وثيقة (جنيف-1) من اجل “نقل صلاحيات” الرئيس بشار الأسد إلى حكومة انتقالية.

وقال الجربا “اننا نوافق بشكل كامل على مقررات جنيف-1 (…)، ونريد أن نتأكد ان كان لدينا شريك سوري في هذه القاعة مستعد أن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوري وطني مثلنا”.

واضاف “انني أدعوه الى التوقيع الفوري على وثيقة جنيف-1 بحضوركم جميعاً الآن، لنقم بنقل صلاحيات الأسد كاملة، بما فيها الصلاحيات التنفيذية والأمن والجيش والمخابرات إلى هيئة الحكم الانتقالية التي ستضع اللبنة الأولى في بناء سورية الجديدة”.

ثم سأل “سؤالي واضح ومباشر: هل لدينا هذا الشريك؟”.

وتنص وثيقة جنيف-1 التي تم الاتفاق عليها في حزيران/ يونيو 2012 في غياب اي تمثيل سوري، على تشكيل حكومة انتقالية من ممثلين للنظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.

وتابع الجربا “عندما نقول جنيف-1، نحن نعني وقف قصف المدنيين وإطلاق الأسرى وسحب قطعان الشبيحة الإرهابيين من المدن، وطرد المرتزقة إلى خارج البلاد، وفك كل أنواع الحصار لوقف حالات المجاعة التي يعيشها شعبنا”.

وقال “حضرنا إلى جنيف-? استناداً الى موافقتنا الكاملة على نص الدعوة التي وصلتنا من السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة والتي تنص على تطبيق وثيقة جنيف-1 وإنشاء هيئة الحكم الانتقالية التي هي موضوع مؤتمرنا هذا، وهي موضوعه الوحيد”.

وقال إن المعارضة تعتبر هاتين النقطتين “مقدمة لتنحية بشار الأسد ومحاكمته مع كل من أجرم من رموز حكمه، وأي حديث عن بقاء الأسد بأي صورة من الصور في السلطة هو خروج بجنيف-2 عن مساره”.

وشدد على ان المعارضة ليست “بوارد مناقشة أي أمر في عملية التفاوض قبل البت الكامل بهذه التفاصيل وفق إطار زمني محدد ومحدود سنقدمه ونقدم مسوغاته الظرفية والسياسية في أول جلسة للمفاوضات”.

وقد بدأ المؤتمر الدولي حول سوريا اعماله صباح الاربعاء بهدف البحث عن حل لنزاع عسكري مدمر مستمر منذ ثلاث سنوات، ويجمع للمرة الاولى الطرفين المتقاتلين في حضور حوالى اربعين دولة وبرعاية الامم المتحدة، في مدينة مونترو السويسرية على ضفاف بحيرة ليمان.

المعلم لكيري: لا أحد في العالم يحق له باضفاء الشرعية أو منعها عن الرئيس إلا السوريين أنفسهم

مونترو- (أ ف ب): اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأربعاء أن “لا أحد في العالم له الحق في اضفاء الشرعية او عزلها عن رئيس″ وذلك ردا على وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي أعلن ان الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يشارك في الحكومة الانتقالية.

وقال المعلم في كلمته امام المؤتمر الدولي حول سوريا المنعقد في مونترو السويسرية “لا أحد في العالم ..سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريين أنفسهم”.

وتابع المعلم “هذا حقهم وواجبهم الدستوري وما سيتم الاتفاق عليه هنا مهما كان سيخضع للاستفتاء الشعبي فنحن مخولون هنا بنقل ما يريده الشعب لا بتقرير مصيره”.

واضاف “من يريد أن يستمع لإرادة السوريين فلا ينصب نفسه ناطقا باسمهم.. هم وحدهم لهم الحق بتقرير قيادتهم وحكومتهم وبرلمانهم ودستورهم وكل ما عدا ذلك كلام لا محل له من الإعراب”.

وكان وزير الخارجية الامريكي أعلن في كلمته أمام مؤتمر مونترو “ان بشار الأسد لن يكون جزءا من اي حكومة انتقالية. من غير الوارد ومن المستحيل تصور أن يستعيد الرجل الذي قاد الرد الوحشي على شعبه الشرعية ليحكم”.

وقال كيري “علينا ان نتعامل مع الواقع هنا.. ان التوافق المتبادل الذي كان ما جاء بنا جميعا الى هنا، على حكومة انتقالية يعني أن الحكومة لا يمكن ان يشكلها شخص يعترض عليه أي من الطرفين”.

واضاف كيري الذي قاد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف منذ ايار/ مايو الجهود لعقد مؤتمر جنيف-2 “لم يعد بوسع رجل واحد واولئك الذين دعموه احتجاز بلد بكامله والمنطقة رهينة”.

وتابع “ان الحق في قيادة البلد لا ياتي من التعذيب ولا من البراميل المتفجرة ولا صواريخ السكود” بل “ياتي من موافقة الشعب ومن الصعب ان نتصور كيف يمكن ان تستمر هذه الموافقة في هذه المرحلة الهامة”.

لكن كيري شدد على انه في سوريا الجديدة لن يكون هناك مكان “لالاف المتظرفين الذين يعتمدون العنف وينشرون ايديولوجيتهم الحاقدة ويزيدون من معاناة الشعب”.

بان كي مون يدعو للتوصل إلى حل سياسي لأزمة سوريا وفقاً لبيان جنيف1

مونترو- (يو بي اي): دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء، للتوصل إلى حل سياسي لأزمة سوريا وفقاً لبيان (جنيف 1)، معتبراً مؤتمر “جنيف 2″ فرصة للتوصل إلى هذا الحل.

وقال بان، في كلمة افتتح بها مؤتمر (جنيف 2) في مونترو السويسرية، “نجتمع اليوم للحل السياسي للنزاع السوري.. ونسعى لتطبيق ما جاء في بيان جنيف”، ودعا المجتمعين إلى “حث الطرفين (المعارضة والحكومة السورية) إلى بلوغ تسوية شاملة على أساس جنيف 1″.

ودعا الأطراف السورية إلى وضع حد للعنف الذي خلف أكثر من 100 ألف قتيل حتى الآن، وأكثر من 6 ملايين نازح سوري بحاجة للمساعدة.

وأشار إلى أن معظم القتلى في سوريا سقطوا بأسلحة تقليدية وليس كيميائية، ورأى أن “مختلف الأطراف (السورية) أدخلت بعداً طائفياً على النزاع السوري”.

وقال بان إن عقد جنيف 2 “يعطينا أملاً ولو كان هشاً في وضع حد للنزاع″، معتبراً أن أمام السوريين مسؤولية في تحديد النظام السياسي لسوريا.

ودعا المعارضة والحكومة السورية للسماح بدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا، وقدّم شكره للإلتزامات التي قدمت في مؤتمر المانحين الثاني الدولي الذي عقد في الكويت، وقال “لكن الاحتياجات الإنسانية يصعب تلبيتها في حال استمرار النزاع″.

وتحدث رئيس البلد المضيف سويسرا، ديدييه بيركهالتر، وقال إن “الحل للنزاع السوري هو الحل السياسي”، مضيفاً أن “لا سلام دائم إلا على أرضية المصالحة وإعادة الإعمار”.

وافتتح مؤتمر (جنيف 2) الدولي حول سوريا بمدينة مونترو السويسرية بمشاركة أكثر من 40 دولة وغياب إيران.

ويعتبر المؤتمر اللقاء الأول بين الحكومة السورية والمعارضة منذ بدء الأزمة في سوريا في منتصف آذار/ مارس 2011.

ويستغرق اللقاء الإفتتاحي في مونترو، يوماً واحداً، بمشاركة وزراء خارجية روسيا، وأميركا، وسوريا، ورئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد الجربا.

وينتقل الوفدان السوريان بعد انتهاء لقاء مونترو إلى جنيف لإجراء مفاوضات بدءاً من الجمعة بحضور المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، قد تستغرق أياماً.

المالح رئيسا لوفد المعارضة المشارك في جنيف 2

عواصم ـ وكالات: قال أحمد جقل’عضو الائتلاف السوري المعارض امس الثلاثاء، إن وفد المعارضة السورية الذي سيشارك في مفاوضات جنيف 2، المقرر أن’يبدأ أعماله في مونترو السويسرية اليوم الاربعاء، سيكون برئاسة المحامي هيثم المالح.

واضاف جقل إن الوفد المفاوض في المحادثات سيكون برئاسة المالح (رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف) إلى جانب عضوية’نذير الحكيم، حميد درويش، ميشيل كيلو، بدر جاموس، انس عبدة، سهير اتاسي، محمد حسام حافظ، هادي البحرة، محمد صبرة، ريما فليحان،’ابراهيم برو، عبيدة نحاس، عبد الاحد صطيفو، مشيراً إلى أن هذه الأسماء تشمل أعضاء الوفد من بين أساسيين سيشاركون في المفاوضات ومرافقين، إضافة إلى 4 عسكريين لم يحدد أسماءهم.ولفت جقل إلى أن أحمد الجربا الذي سيشارك في الوفد سيلقي كلمة في افتتاح المؤتمر، الأربعاء، إلا أنه لم يجزم فيما إذا سيشارك في المفاوضات.

وذكر مسؤول روسي بارز الثلاثاء ان اولى محادثات مباشرة بين النظام السوري والمعارضة والتي ستبدأ هذا الاسبوع في جنيف ستستمر ما بين سبعة وعشرة ايام وستتبعها جولة اخرى من المحادثات.

ونقلت وكالة ‘انترفاكس′ الروسية للانباء عن مصدر في الوفد الروسي لمحادثات ‘جنيف-2′ ان ‘الجولة الاولى من المفاوضات ستستمر من سبعة الى عشرة ايام. وبعد استراحة قصيرة، سيتم استئناف المحادثات’.

ومن المقرر ان يبدأ اجتماع ‘جنيف-2′ الاربعاء في مدينة مونترو السويسرية بمشاركة وفود من نحو 40 دولة من اجل ايجاد حل لوقف العنف المتواصل في سوريا منذ نحو ثلاث سنوات.

وستجري الجمعة محادثات مباشرة في جنيف بين ممثلي الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة بإشراف المبعوث العربي والدولي الخاص الاخضر الابراهيمي.

وذكر المصدر الروسي ان اجتماع الجمعة سيجري كذلك بأشراف مسؤولين امريكيين وروس لمساعدة الطرفين في المحادثات.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي للانباء عن المصدر الروسي قوله انه ‘اذا تطلب الامر فقد يتم رفع مستوى التمثيل الروسي والامريكي في جنيف لمواكبة عملية التفاوض’.

ويمثل روسيا في المحادثات نائبا وزير الخارجية غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف.

وقالت صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية نقلا عن ثلاثة محامين إن مسؤولين سوريين قد يواجهون اتهامات بجرائم حرب بعد ان انشق مصور بالشرطة العسكرية السورية وقدم أدلة تظهر قتلا منظما لأحد عشر ألف معتقل.

وستزيد الصور الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد الذي تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون انه ارتكب جرائم حرب ضد شعبه. وينفي الاسد تلك الاتهامات ويقول انه يقاتل ‘ارهابيين’.

لكن الادلة التي قدمها المنشق والتي تسجل وفيات اشخاص كانوا قيد الاعتقال في الفترة من اذار/ مارس 2011 حتى اب/ اغسطس 2013 تظهر جثثا هزيلة ملطخة بالدماء عليها اثار تعذيب.

وظهرت بعض الجثث بلا أعين. وظهرت على جثث اخرى علامات على الشنق أو الصعق بالكهرباء.

وقال تقرير الصحيفة ان الصور الفوتوغرافية والملفات جرى تهريبها من سوريا وقدمها مصور بالشرطة العسكرية السورية طلب الاشارة اليه باسم ‘قيصر’.

وقالت الغارديان ان المحامين الثلاثة – وهم ممثلو ادعاء سابقون بالمحاكم الجنائية ليوغوسلافيا السابقة وسيراليون- فحصوا الادلة وقابلوا المصدر الذي بعث اليه ‘قيصر’ بالصور والملفات في ثلاث جلسات على مدى الايام العشرة الماضية. واضافت انهم وجدوه جديرا بالتصديق.

وقالت الصحيفة ان فريق التحقيق قال انه مقتنع بانه توجد ‘أدلة واضحة… على تعذيب ممنهج وقتل لاشخاص معتقلين بواسطة عملاء الحكومة السورية. وهي ستدعم نتائج عن جرائم ضد الانسانية وقد تدعم ايضا نتائج عن جرائم حرب بحق النظام السوري الحالي’.

إيران تشكك في فرص نجاح جنيف 2… وهيثم المالح رئيساً لوفد المعارضة… وروسيا تعتبر سحب دعوة طهران ‘خطأ

معارضون في الداخل يرفضون دعوة ‘الائتلاف’ للحضور ضمن وفده… والمجلس الوطني يعلن انسحابه رسمياً

عواصم ـ وكالات: اعتبر نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي امس الثلاثاء ان فرص وقف النزاع في سوريا خلال مؤتمر جنيف 2 ‘ليست كبيرة’ بدون مشاركة ايران، حليفة دمشق الرئيسية في المنطقة.

وقال عراقجي ردا على اسئلة التلفزيون الرسمي الايراني بعد سحب الامم المتحدة دعوة ايران للمشاركة في المؤتمر الذي يبدأ اليوم الاربعاء، ‘الجميع يعرف انه بدون ايران، فرص التوصل الى حل فعلي في سوريا ليست كبيرة’.

وتابع ‘من الواضح انه لا يمكن التوصل الى حل شامل للمسالة السورية اذا لم يتم اشراك جميع الاطراف النافذة في العملية’.

وقرر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين استبعاد ايران من حضور مؤتمر جنيف 2 حول الازمة السورية، وذلك بعد اقل من 24 ساعة على دعوتها التي اثارت استياء المعارضة السورية والدول الغربية الداعمة لها.

وكانت دول داعمة للمعارضة السورية، ابرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية، اعترضت في وقت سابق على دعوة ايران ابرز الحلفاء الاقليميين للنظام السوري، معللة ذلك برفضها لبيان جنيف-1 ومبدأ تشكيل حكومة انتقالية.

وطهران متهمة بتقديم دعم عسكري ومالي لنظام دمشق في النزاع الذي اوقع اكثر من 130 الف قتيل منذ اذار/مارس 2011.

وقال عراقجي ‘كنا على استعداد للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 ولعب دورنا، لكننا لا نقبل بشرط مسبق يحد اي حل بمعطيات معينة’.

واضاف ‘لن نشارك في المفاوضات وسننتظر لنرى كيف سيتمكن (المشاركون) من التوصل الى اتفاق من طرف واحد’.

من جانبه اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امام الصحافيين الثلاثاء ان قرار الامم المتحدة سحب دعوة ايران لحضور مؤتمر جنيف 2 حول سوريا يشكل ‘خطأ’ لكنه ‘ليس كارثة’.

وقال لافروف ‘بالتاكيد هذا خطأ ، لقد شددنا على الدوام على ان كل الاطراف الخارجية يجب ان تكون ممثلة’ وذلك ردا على سؤال حول قرار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سحب دعوة ايران الى المؤتمر.

واضاف ‘لكن لم تحصل كارثة’ معتبرا ان المؤتمر المرتقب ان يبدأ اليوم في مونترو ‘حدث ليوم واحد في 22 كانون الثاني/يناير دعي اليه 40 وزير خارجية من مختلف الدول وبينها من المناطق النائية في العالم’.

وعبر عن أسفه لأن كل هذه المسالة ‘لم تساهم في تعزيز سلطة الامم المتحدة’.

وانتقد لافروف التفسيرات التي قدمها بان كي مون لتغيير موقفه وسحب الدعوة.

وقال وزير الخارجية الروسي ‘حين يقول الامين العام للامم المتحدة انه اضطر لسحب دعوة ايران لأنها لا تشاطر مبادىء التسوية الواردة في بيان جنيف-1 (حزيران/يونيو 2012) فإن هذه برأيي عبارة ملتبسة’.

واضاف ‘هؤلاء الذين طالبوا بسحب دعوة ايران هم نفسهم الذين يؤكدون ان تطبيق اتفاق جنيف يجب ان يؤدي الى تغيير النظام’ في سوريا.

وقال لافروف ‘انه تفسير غير نزيه لما اتفقنا عليه في جنيف في حزيران/يونيو 2012′.

جاء ذلك فيما أعلن ‘المجلس الوطني السوري’، امس الثلاثاء، انسحابه من ‘الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’،’الذي يشكل الكتلة الأكبر فيه، ويعتبر أبرز مؤسسيه،’وذلك على خلفية موافقة الأخير على المشاركة في جنيف 2 بدعم أمريكي روسي بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وفي بيان أصدره، وحمل توقيع رئيسه جورج صبرا، أعلن المجلس الوطني انسحابه من الائتلاف بجميع هيئاته ومؤسساته بعد موافقة الأخير على المشاركة في مؤتمر جنيف2، كون ذلك يعد ‘إخلالا بوثيقة التأسيس التي بني عليها’، في إشارة إلى مبدأ عدم الدخول في أي حوار مع النظام.

واعتبر المجلس أن انسحابه يأتي’تنفيذاً لقراري أمانته’العامة في اجتماعها المنعقد بتاريخ 11 و12 تشرين الأول/اكتوبر 2013، والذي نص الأول منهما على رفض المشاركة في مؤتمر جنيف2، ونص الثاني على الانسحاب من الائتلاف’في حال قرر المشاركة في المؤتمر.

وبانسحاب المجلس الوطني الذي يضم حوالي 25 عضواً من بين أعضاء الائتلاف البالغ عددهم 121 عضواً، وانسحاب 44 عضواً آخرين مطلع الشهر الجاري على خلفية الخلاف على المشاركة في جنيف 2، فإن الائتلاف خسر أكثر من نصف عدد أعضائه’ويواجه خطر ‘الانفراط’.

وقالت مصادر مقربة من الائتلاف السوري المعارض لنظام بشار الأسد، امس الثلاثاء، إن وفد المعارضة السورية الذي سيشارك في مفاوضات جنيف 2 الذي سيبدأ أعماله في مونترو السويسرية، سيكون برئاسة المحامي هيثم المالح.

وأشارت المصادر إلى أن الوفد سيضم في عضويته شخصيتين نسائيتين هما ريما فليحان وسهير الأتاسي، وأيضاً من بين الأسماء المشاركة’ميشيل كيلو، عبد الحميد درويش، أنس العبدة، هادي البحرة، وأحمد الجربا، مضيفة أن الجربا قد لا يكون من ضمن وفد التفاوض وإنما سيلقي كلمة خلال الافتتاح بصفته رئيسا للائتلاف.

ولم يعلن الائتلاف رسمياً حتى الساعة (12.30) عن أسماء وفده المفاوض إلى جنيف 2، كما لم يتم التأكد رسمياً من القائمة التي زودت وكالة ‘الأناضول’ بها مصادر مقربة من الائتلاف.

في حين أن النظام السوري كشف عن هوية أعضاء وفده إلى المؤتمر، ويتألف’من’وزير الخارجية وليد المعلم رئيسا للوفد ووزير الإعلام عمران الزعبي، ومستشارة بشار الأسد الإعلامية والسياسية بثينة شعبان نائبين’لرئيس الوفد، وعضوية فيصل المقداد، وحسام الدين آلا، وبشار الجعفري، وأحمد فاروق عرنوس، ولونا الشبل، وأسامة علي.

واعلنت هيئة التنسيق الوطنية من المعارضة السورية في الداخل رفضها لدعوة وجهها لها الائتلاف السوري لقوى المعارضة من اجل الانضمام الى وفده لحضور مؤتمر جنيف 2، في بيان.

وذكر البيان ان المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم تلقى اتصالا من رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا من اسطنبول ‘يدعوه للحضور مع وفد الائتلاف في مؤتمر جنيف 2′.

واضاف البيان ان جواب عبد العظيم ‘بصفته ممثلا لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي بأحزابها وقواها العديدة وشخصياتها الوطنية داخل البلاد وفي الوطن العربي وفي المهجر يرفض حضور المؤتمر ضمن وفد الائتلاف’.

واكد البيان قرار الهيئة ‘برفض حضور المؤتمر وفق المعطيات المتوفرة التي تتعمد تجاهل أو تهميش قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية التي تتمسك باستقلالية قرارها الوطني ولا تقبل المشاركة الشكلية الضعيفة للمعارضة في مؤتمر دولي طال انتظاره رغم جسامة التضحيات التي قدمها الشعب السوري’.

وانتقد البيان الدول الراعية للمؤتمر التي لم تتح تحقيق ‘الظروف والمعطيات المطلوبة في وفد المعارضة التي تضمنها بيان جنيف الأول من لقاء وحوار وتفاوض وتوافق على رؤية مشتركة ووفد موحد للتفاوض’ مشيرة الى ‘عسر الولادة في موقف الائتلاف المتأخر في الوصول إلى قرار بالموافقة على حضور المؤتمر عبر عملية قيصرية قبل يومين من موعده’.

تحضيرات مؤتمر جنيف 2 حول سوريا على قدم وساق في مونترو السويسرية

مونترو (سويسرا) ـ ا ف ب: على الرغم من الظلال التي القتها التجاذبات حول دعوة ايران في اللحظة الاخيرة الى المؤتمر الدولي حول سوريا والتي كادت تهدد انعقاد جنيف 2 اليوم، تواصلت التحضيرات على قدم وساق في مدينة مونترو السويسرية الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان.

في فندق ‘لو بوتي باليه’ (القصر الصغير)، كان تقنيون ينشطون مساء الاثنين في اجراء تجارب صوتية على مكبرات الصوت في القاعة الكبيرة التي ستحصل فيها الاجتماعات، ويتحققون من امدادات الكابلات الكهربائية، بينما موظفون للامم المتحدة يتنقلون بينهم ويعطون التوجيهات الاخيرة.

في القاعة الواقعة في الطابق السفلي من الفندق الفخم، تمتد طاولات مستطيلة عليها اسماء الدول بحسب التسلسل الابجدي بالانكليزية: من جهة الاردن واليابان وايطاليا والعراق وايران واندونيسيا والهند والفاتيكان واليونان والمانيا وفرنسا ومصر والدنمارك والصين وكندا والبرازيل وبلجيكا والبحرين واستراليا والجزائر.

وفي الجهة المقابلة، الكويت ولبنان ولوكسمبورغ والمكسيك والمغرب وهولندا والنروج وقطر وجمهورية كوريا (الجنوبية) والسعودية وجنوب افريقيا واسبانيا والسويد وسويسرا وتركيا والامارات العربية المتحدة وبريطانيا. بالاضافة الى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والاتحاد الاوروبي.

وفي عمق القاعة طاولة تربط بين الجهتين سيجلس عليها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي وممثل الامم المتحدة في جنيف.

عند طرفي الطاولة، سيجلس رئيس الوفد الروسي من جهة والى يمينه طاولة الحكومة السورية، ورئيس الوفد الامريكي من جهة اخرى، والى يمينه وفد المعارضة السورية.

وقال مسؤول في الامم المتحدة في المكان ان تغييرات قد تطرأ على هذا التجهيز. وراء الطاولات الاساسية، كراس لاعضاء كل وفد.

واوضح المسؤول ان اعضاء الوفود المتبقين سيجلسون في قاعة عند مدخل الفندق تم تجهيزها بشاشة ضخمة لنقل وقائع المؤتمر، وصفت فيها مئتا كرسي. وخصصت لكل من الوفود في القاعة الاساسية مقاعد تتراوح بين ثمانية وعشرة. ووضعت امام الطاولات المستطيلة ارضا عشر شاشات ضخمة على الارجح ليتمكن الجميع من رؤية بعضهم.

في الطرف الآخر من القاعة، يمكن رؤية الغرف الزجاجية الصغيرة الخاصة بالمترجمين.

خارج الفندق في ‘لاغراند رو’ (الشارع الكبير)، اقفلت الشرطة السويسرية اعتبارا من السابعة من صباح امس الثلاثاء، مساحة ممتدة على مسافة كيلومتر تقريبا، لتأمين مقر المؤتمر واربعة فنادق قريبة سينزل فيها اعضاء الوفود المشاركة.

وانتشرت في الشارع خيم زرقاء وبيضاء ينشط فيها عناصر شرطة وموظفون من الامم المتحدة، بالاضافة الى حواجز حديدية.

وقال المفوض في الشرطة السويسرية جان كريستوف سوتريل ان هذه المنطقة ‘ستكون مؤمنة على مستوى عال، ابتداء من الثلاثاء’، مشيرا الى مشاركة عدد كبير من الاجهزة الامنية والخدماتية في العملية. واشار الى ان التحضيرات الامنية للمؤتمر ‘بدأت في كانون الاول/ديسمبر عندما تم اختيار مونترو لاستضافة المؤتمر’.

واضاف ان مهمة الشرطة تكمن في ‘تأمين امن الوفود وحسن سير المؤتمر. وتهتم الشرطة ‘بموقع مطار مونترو ومواكبة الوفود من جنيف حتى مونترو سواء برا او جوا، ثم مكان المؤتمر’.

وبدأ وصول الوفود اعتبارا من ظهر امس الثلاثاء. ولم يعلن عن المواعيد رسميا لاسباب امنية.

وقال سوتريل انه تم توزيع الوفود على اربعة فنادق، مشيرا الى ان ‘بعض الوفود يجب فصلها عن وفود اخرى، وبعضها رفض النزول في فندق مع وفود معينة’.

ومونترو مدينة صغيرة يقطنها حوالى 15 الف شخص. وعلى الرغم من ان انظار العالم تتجه اليها خلال اليومين المقبلين، الا ان سكانها يتابعون حياتهم الطبيعية وكأن شيئا لم يكن.

ويقول اريك (28 عاما)، الموظف في فندق في المدينة، ‘ليست المرة الاولى التي نشهد فيها مثل هذا الحدث. استضفنا المؤتمر حول الفرنكوفونية، وكانت الزحمة اكبر بكثير. هذا جيد لمونترو وللبلد’.

في مقاهي المدينة وشوارعها، يمكن رؤية عشرات الصحافيين القادمين لتغطية المؤتمر، وبينهم العديد من دول عربية.

على مقربة من مقر المؤتمر، جهز مركز اعلامي في قصر المؤتمرات. ووضعت حوالى 500 كرسي مع مكاتب وتجهيزات تقنية وانترنت.

ولن يتمكن الصحافيون من دخول مقر المؤتمر الا في الدقائق الاولى لالتقاط الصور التقليدية.

طائرة وليد المعلم تتأخر في أثينا 4 ساعات

بيروت ـ رويترز: تأخر وفد الحكومة السورية إلى محادثات السلام المقررة في سويسرا عدة ساعات في اثينا أمس الثلاثاء، بعدما رفضت شركة يونانية تزويد طائرته بالوقود بسبب الحظر التجاري الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا.

وهذه أحدث واقعة في سلسلة من التأخيرات والمشاحنات الدبلوماسية أثناء الترتيب للمحادثات التي تعرف باسم جنيف 2 بين حكومة الرئيس بشار الأسد وشخصيات من المعارضة لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاثة أعوام.

وقال التلفزيون السوري في بيان مقتضب إن الطائرة ظلت في مطار أثينا أربع ساعات وإن التأخير قد يتسبب في إلغاء لقاء وزير الخارجية وليد المعلم مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وقال التلفزيون الرسمي السوري إنه سمح للطائرة أخيرا بالتزود بالوقود وواصلت رحلتها إلى جنيف، وهو ما أكده مسؤولون بقطاع الطيران اليوناني.

وجاءت هذه الحادثة بعد يوم من اتهام مسؤولين سوريين لفرنسا بمحاولة إحباط المحادثات بمنع الوفد السوري من المرور بالمجال الجوي الفرنسي للوصول إلى سويسرا.

ونفت وزارة الخارجية الفرنسية المزاعم السورية. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن التأخير طبيعي نظرا لأن الطلب جاء قبل العطلة الأسبوعية ولم يتم رفض الطلب قط.

السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة تؤكد أن أفضل وسيلة لإنهاء الحرب في سوريا هي عبر مؤتمر جنيف 2

نيويورك ـ يو بي اي: اعتبرت السفيرة الامريكية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، ان أفضل وسيلة لإنهاء الحرب في سوريا، هي عبر مؤتمر جنيف 2، الذي يهدف إلى تطبيق بيان جنيف 1.

وقالت باور، في كلمتها أمام الجلسة الموسعة لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، إن منطقة الشرق الأوسط كانت دائماً فريسة لاضطرابات القوى المتنازعة ونادراً ما شهد العالم جهوداً نحو تحقيق السلام، والتكلفة البشرية المذهلة للحرب في الوقت ذاته بهذا الوضوح الذي يشهده اليوم.

وذكرت ان هذا التناقض لافت بشكل خاص في سوريا، حيث تكثفت المبادرات الدبلوماسية على خلفية الحرب الأهلية الأكثر وحشية من أي وقت مضى، مضيفة ان ‘أفضل وسيلة لإنهاء هذه الحرب، هي عبر محادثات مؤتمر جنيف 2، الذي يهدف إلى تطبيق بيان مجموعة عمل جنيف’.

وقالت باور ان ‘حملة القصف السوري الأخير والقاتل، بما في ذلك استخدام صواريخ سكود، والبراميل المتفجرة في ضواحي حلب ودمشق، تقدم دليلاً آخر على وحشية نظام (الرئيس السوري بشار)الأسد، وحقيقة أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، ولهذا نركز بشدة الانتقال السياسي التفاوضي من الطراز الذي ستتم مناقشته في جنيف’.

وأضافت ان ‘الحاجة الملحة للتقدم الدبلوماسي تتضح من ازدياد شدة الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب، ومن إخفاق الحكومة السورية في تطبيق البيان الرئاسي للمجلس بتاريخ الثاني من تشرين الأول/أكتوبر’.

وتحدثت السفيرة الامريكية بإسهاب عن مختلف أشكال المعاناة التي يعشيها الشعب السوري، داخل البلاد وممارسات نظام الأسد والقوات الحكومية، إضافة إلى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك.

كما أشارت إلى تجاوزات قوات المعارضة السورية، قبل أن تتحدث عن تأثير الأزمة على دول الجوار وتحديداً الأردن ولبنان.

وفي ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني والسلام في الشرق الأوسط، قالت باور ‘تواصل الولايات المتحدة جهودها لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على التوصل إلى اتفاق الوضع النهائي، الذي يعترف بدولتين لشعبين، يعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن’.

وذكرت ان وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، ‘عاد إلى المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر لدعم الإطار المقترح الذي يتناول جميع القضايا الجوهرية، ومع دراسة الأطراف للقرارات الصعبة المقبلة، لا تزال الولايات المتحدة على قناعة بأن فوائد السلام، للطرفين، يمكن أن تكون تتحقق بشكل أفضل من خلال هذا النوع من العملية التي نحن منخرطون فيها في الوقت الحاضر’.

وكررت باور موقف الولايات المتحدة، من ان على جميع الأطراف الإحجام عن الإجراءات التي قد تقوض المناخ اللازم للمفاوضات الجارية، مضيفة ان الخطوات التي تقلل من الثقة، مثل استمرار النشاط الاستيطاني، إنما تغذي الشكوك على الجانبين.

كي مون يتجاهل سؤالا عن وثائق جرائم الحرب السورية

عواصم ـ الأناضول’: تنصل الأمين العام للأمم المتحدة، ‘بان كي مون’، من الإجابة عن سؤال طرحه عليه مراسل الأناضول حول الوثائق المتعلقة بارتكاب النظام السوري جرائم حرب.

وتجاهل ‘كي مون’، لدى وصوله إلى مكتب الأمم المتحدة في جنيف للمشاركة في اجتماع′ حول نزع الأسلحة، سؤال مراسل الأناضول عما: إذا كان سيدلي بأي تعليق حول صور التعذيب، الذي تمارسه الحكومة السورية ضد معارضيها.

وكانت وكالة الأناضول للأنباء نشرت قسمًا من حوالي 55 ألف صورة تظهر تعرض المعتقلين للتعذيب في مراكز الاعتقال السورية، وهم موثوقو’الأيدي والأرجل، مع وجود حالات خنق متعمد، بواسطة أسلاك.’وتعتبر هذه الصور أدلة مباشرة لعمليات التعذيب والقتل الممنهج’التي يقوم بها النظام السوري، وتشكل أدلة دامغة لإدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ‘

يشار أن مصدر الصور عنصر خدم 13 عاماً في سلك الشرطة العسكرية التابعة لنظام الأسد، وتمكن بالتعاون مع عدد من أصدقائه من التقاط 55 ألف صورة، لـنحو11 ألف حالة تعذيب’ممنهج’حتى الموت، قامت بها قوات النظام على مدار عامين ضد معتقلين لديها.

الى ذلك أوضح سفير الائتلاف السوري المعارض في الولايات المتحدة، نجيب الغضبان، أن الصور التي نشرتها وكالة الأناضول حول جرائم الحرب في سوريا، والتي تظهر عمليات التعذيب التي تمارسها الحكومة السورية ضد المعارضين تشكل دليلا من أجل التدخل الانساني في سوريا.

وأضاف الغضبان أن الصور والأخبار التي نشرتها الوكالة تظهر مدى الفظائع التي يرتكبها النظام السوري على مدى 3 سنوات، والتي ذهب بها إلى أبعد الحدود، مشيرا أنهم سيبرزون هذه الصور في مؤتمر ‘جنيف 2′ ”وسيعملون بجد لتكون هذه الصور سببا في تغيير بعض الأمور، وخاصة فيما يتعلق بقائمة المسؤولين عن ارتكاب هذه الفظائع′.

الائتلاف يوسع وفده ..وملفه

عمر العبد الله

وصل وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى سويسرا لحضور مؤتمر “جنيف 2″، وفي جعبته الكثير من الملفات ليطرحها أمام العالم، لعل أبرزها الصور التي نشرت، الاثنين، لآلاف المعتقلين الذي قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري.

وفد الائتلاف الذي ترأسه الحقوقي، هيثم المالح، غادر صباح الثلاثاء مدينة إسطنبول متوجهاً إلى سويسرا. وضم الوفد الذي ترأسه المالح أربعة من العسكريين من الداخل السوري لم يكشف عن أسمائهم، إضافة إلى عدد من أعضاء المجلس الوطني السوري.

الوفد المكون من خمسة عشر عضواً ضم كلاً من رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، والأمين العام للائتلاف بدر جاموس. وعن الكتلة الديموقراطية كلاً من ميشيل كيلو وريما فليحان وهادي البحرة، وعن الشخصيات الوطنية سهير الأتاسي، وعن المجلس الوطني الكردي عبد الحميد درويش، ومن خارج الائتلاف حسام حافظ وإبراهيم برو.

 وكان لافتاً في الوفد الذي توجه إلى سويسرا، وجود أعضاء من المجلس الوطني السوري، الذي أعلن انسحابه من الائتلاف السوري المعارض، بالتزامن مع سحب الأمم المتحدة دعوة إيران لحضور المؤتمر، إذ ضم الوفد كلاً من عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، أنس العبدة، إلى جانب نذير الحكيم وعبد الأحد اصطيفو وعبيدة نحاس ومحمد صبرة.

  مشاركة أعضاء من المجلس الوطني في وفد الائتلاف تأتي في ظل رفضهم لقرار المجلس القاضي بالانسحاب من الائتلاف، الأمر الذي يشير إلى بوادر انشقاق حصل في صفوف المجلس الوطني السوري.

 وحول مشاركة أعضاء من المجلس الوطني في الوفد المفاوض، أشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، سمير نشار، أن هناك قراراً صادراً عن الأمانة العامة للمجلس الوطني بالانسحاب، مشدداً على أن المشاركين في الوفد مشاركين بصفة “شخصية” وليس ممثلين عن المجلس الوطني السوري، وخصوصاً أن المجلس الآن “خارج الائتلاف”.

وتعليقاً على الأنباء التي تحدثت عن توجه المجلس الوطني إلى تشكيل كتلة سياسية جديدة، قال نشار في حديث لـ “المدن” إنه من السابق لأوانه الآن الحديث عن “كتلة سياسية جديدة”، مؤكداً على أن المجلس سينتظر التزام أعضائه بقرار الانسحاب من الائتلاف. واستغرب نشار موافقة بعض أعضاء المجلس على رفض المشاركة في مؤتمر جنيف أثناء التصويت في المجلس الوطني، والتصويت بالموافقة على المشاركة في الائتلاف، معتبراً أن هذه الازدواجية هي سبب فقدان المجلس لتوازنه.

 في المقابل، يرى عضو الائتلاف السوري لقوى المعارضة، خطيب بدلة، أن موقف المجلس الوطني وانسحابه من الائتلاف ناتج عن “عدم وضوح في الرؤية”.

 وقال بدلة في حديث لـ “المدن” إن أعضاء المجلس الوطني حضروا الاجتماع وصوتوا ضد قرار المشاركة، ويجب عليهم أن يحترموا نتيجة التصويت، معتبراً أن انسحاب المجلس بهذه الطريقة هو محاولة لفرض رأي المجلس على الائتلاف ونوع من “الاستبداد”.

 وحول مشاركة عدد من أعضاء المجلس الوطني في وفد الائتلاف قال بدلة إن هذا يعني وجود احتمالين، الأول هو انشقاق داخل المجلس الوطني، والثاني أن يكون رئيس المجلس “اتخذ قرار مقاطعة جنيف والانسحاب من الائتلاف بشكل منفرد”، لكنه يستدرك، ويرجح أن يكون ما حصل انشقاقاً.

  ويذهب الوفد المفاوض إلى مدينة مونترو السويسرية وفي جعبته ملف مهم جداً، كانت قد كشفت عنه ليل الاثنين، وكالة أنباء الأناضول، وهو صور لجثث معتقلين سوريين قضوا تحت التعذيب. تعليقاً على هذا الأمر يقول عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض، فايز سارة، إن الائتلاف يقبل بإدراج بند مكافحة الإرهاب في “جنيف 2″، لأن الصور التي انتشرت ليل الاثنين فضحت من هو الإرهابي الحقيقي في سوريا.

افتتاح المؤتمر الدولي حول سوريا في مدينة مونترو السويسرية

أ. ف. ب.

مونترو (سويسرا): اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاربعاء ان “لا احد في العالم له الحق في اضفاء الشرعية او عزلها عن رئيس” وذلك ردا على وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي اعلن ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يمكن ان يشارك في الحكومة الانتقالية.

وقال المعلم في كلمته امام المؤتمر الدولي حول سوريا المنعقد في مونترو السويسرية “لا أحد في العالم ..سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريين أنفسهم”.

واعتبر المعلم ان من يريد “التحدث باسم الشعب السوري لا يجب ان يكون خائنا للشعب وعميلا لاعدائه”. (التفاصيل)

واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يمكن ان يشارك في الحكومة الانتقالية في سوريا، متحدثا بعد افتتاح المؤتمر الدولي حول سوريا الاربعاء في مدينة مونترو السويسرية. (التفاصيل)

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان المفاوضات من اجل التوصل الى تسوية للنزاع الجاري في سوريا “لن تكون سهلة ولا سريعة” مؤكدا على “المسؤولية التاريخية” التي يتحملها اطراف النزاع، لدى افتتاح مؤتمر جنيف-2 الاربعاء في مدينة مونترو السويسرية.

وقال لافروف الذي كان من اوائل الذين القوا كلمة بعد افتتاح المؤتمر الدولي حيث يتواجه للمرة الاولى وفدان عن نظام دمشق والمعارضة السورية ان “هدفنا المشترك هو النجاح في وضع حد للنزاع الماساوي في سوريا”.

واعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير انه لا يتوجب توقع حدوث “معجزة” في المؤتمر حول سوريا الذي افتتح الاربعاء في مونترو بسويسرا. (التفاصيل)

وافتتح صباح الاربعاء المؤتمر الدولي حول سوريا في مدينة مونترو السويسرية الذي دعيت اليه حوالى اربعين دولة ومنظمة برعاية الامم المتحدة.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون “اعلن افتتاح مؤتمر جنيف حول سويسرا. نعرف ان هذا المسار كان صعبا ومضنيا للتوصل الى هنا”.

 واعتبر بان كي مون ان اليوم هو “يوم امل” لسوريا وعلى الاطراف السورية انتهاز “الفرصة الكبيرة” المتاحة.

 وقال بان “بعد حوالى ثلاث سنوات طويلة من النزاع والمعاناة في سوريا، اليوم هو يوم أمل”، مضيفا “امامكم فرصة كبيرة ومسؤولية لخدمة الشعب السوري”.

 ولن يكون من السهل اطلاق عملية البحث عن السلام بعد حرب تسببت بمقتل 130 الف شخص وبتهجير الملايين، وياتي اليها الطرفان الاساسيان المعنيان بالحل باهداف متناقضة تماما.

ففي وقت تعلن المعارضة ان الهدف الوحيد من مشاركتها في مؤتمر جنيف-2 الذي ينطلق من مونترو، هو اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد بكل اركانه، يقول النظام ان هذا الموضوع “خط احمر”، ويؤكد ان القرار الوحيد المقبول من جنيف-2 هو توحيد الجهود من اجل “مكافحة الارهاب” الذي يتهم المعارضة بارتكابه على ارض سوريا.

 ويشارك في المؤتمر وفدا المعارضة والحكومة السوريتين و38 دولة اخرى، برعاية الامم المتحدة، وحضور جامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون الاسلامي.

 وينعقد المؤتمر في فندق “بوتي باليه” الفخم في شارع “غراند رو” في وسط مونترو.

 وشهدت المدينة الصغيرة الوادعة المشهورة بمهرجان موسيقى الجاز الذي يقام فيها سنويا، طيلة يوم امس توافد الوفود والشخصيات وابرزها وفدا الحكومة والمعارضة السوريتين، ووزراء روسيا وبريطانيا وليام هيغ والسعودية سعود الفيصل وقطر خالد بن محمد العطية وغيرهم، ويفترض ان يكون وزير الخارجية الاميركي جون كيري وصل الى مونترو في وقت متاخر من المساء قادما من جنيف حيث اجرى لقاءات ابرزها مع وفد المعارضة السورية.

 والتقى الوفد المعارض ايضا، بحسب صور بثها تلفزيون الامم المتحدة، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.

وقبيل وصوله بوقت قصير الى مطار جنيف، اكد وزير الخارجية السوري بعبارات حازمة ان “النظام والرئاسة خط احمر”.

 ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن المعلم قوله “ان موضوع الرئيس والنظام خطوط حمراء بالنسبة لنا وللشعب السوري ولن يمس بها او بمقام الرئاسة”.

 وكان الرئيس السوري اكد في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس نشرت الاثنين، ان هناك “فرصا كبيرة” بان يترشح لولاية رئاسية جديدة في 2014,

 في المقابل، اكد مستشار رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية منذر اقبيق لوكالة فرانس برس ان المعارضة تاتي الى المؤتمر المعروف بجنيف-2 بهدف “التخلص من الطغيان، من اجل الحرية ولننتهي من الدكتاتورية ونبني سوريا الديموقراطية التي ننشدها”.

 واضاف “جنيف اليوم بداية النهاية لبشار الاسد، والمسار الانتقالي يعني تغيير السلطة نحو سوريا الجديدة”.

 واعتبر ان “الارهاب هو ما يمارسه الاسد تجاه شعبه من تجويع وقتل وتدمير وتعذيب، ولا توجد مؤشرات على قدرة المؤتمر على تحقيق الكثير على صعيد تعبيد طريق الحل السوري”.

 وبدت الامال محدودة لدى الجميع بتحقيق تغيير جذري نحو الحل.

 وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية رفض الكشف عن اسمه “لا اعتقد ان ايا من الذين تعاملوا مع المسؤولين السوريين يتوقعون تقدما سريعا”.

واضاف “على الجميع ان يدرك ان هذه بداية آلية ولن تكون سريعة. هناك حاجة الى كثير من الصبر والثبات”.

وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير “لا يجب ان نرفع سقف انتظاراتنا. لن ينتصر السلام فجاة خلال هذه المحادثات”.

 وشدد على ضرورة اعتماد “سياسة الخطوات الصغيرة”، لا سيما على الصعيد الانساني.

 وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الهدف هو تحقيق “تقدم نحو السلام” مع الالتزام بالدعوة التي وجهتها الامم المتحدة والتي تتحدث عن بناء “حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة” على قاعدة التوافق.

 وينعقد المؤتمر وسط تدابير امنية مشددة تنفذها الشرطة السويسرية واجهزة امنية اخرى.

 وقد اقفلت المنطقة المحيطة بمكان المؤتمر والفنادق التي ينزل فيها الضيوف امام حركة السير. كما فرضت منطقة حظر جوي فوق المدينة التي يقطنها 15 الف شخص.

 وانتشر مئات عناصر الشرطة والامن في المنطقة.

 ويغطي المؤتمر حوالى الف صحافي قدموا من كل انحاء العالم.

 وسيلقي كل من رؤساء الوفود كلمة خلال المؤتمر الاربعاء.

 وقال برهان غليون، رئيس المجلس الوطني المعارض للنظام، لوكالة فرانس برس “ما سيحصل غدا هو تسجيل مواقف لكل رؤساء الوفود والدول، وسيكون في الامكان تبين المناخ السائد وحجم التفاؤل والتوقعات”.

 واضاف ردا على سؤال حول التواجد للمرة الاولى وجها لوجه مع النظام، “القضية ليست قضية مشاعر بل قضية وطنية. هناك اناس يموتون… يجب ان نضع المشاعر جانبا ونحكم العقل”.

 وتابع “اذا كان هناك امل 10 في المئة بحصول تقدم لمصلحة الشعب السوري، يكون ذلك جيدا”.

 بعد مونترو، ينتقل الوفدان السوريان الى مدينة جنيف حيث يبدآن الجمعة في حضور الابراهيمي، مفاوضات بينهما حول سبل حل الازمة في بلادهما.

 وقال مصدر في الوفد الروسي الثلاثاء ان هذه المفاوضات قد تستغرق عشرة ايام.

انطلاق مفاوضات «جنيف 2» اليوم لحل الأزمة السورية

اجتماع نادر يعيد ممثلي النظام إلى الواجهة الدبلوماسية من جديد

مونترو (سويسرا): مينا العريبي

بعد قرابة 20 شهرا من اتفاق الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول أساسية معنية بالملف السوري على بيان «جنيف 1» لبدء عملية سياسية لإنهاء النزاع في سوريا، تنطلق عملية «جنيف 2» من مدينة مونترو السويسرية اليوم باجتماع دولي يترأسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهدف دعم عملية التفاوض بين النظام السوري والمعارضة. وانطلاقا من التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، يبدأ الاجتماع الذي سيجمع ممثلين عن النظام السوري والمعارضة للمرة الأولى في قاعة الاجتماعات، بدعم دولي مع حضور وزراء خارجية 39 دولة وقبل أن ينتقلا إلى قاعات التفاوض في جنيف يوم الجمعة بإشراف الممثل عن الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي.

ومن اللافت أن اجتماع مونترو سيكون اجتماعا دوليا يشارك فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم وممثلين عن النظام السوري الذين انقطعوا خلال السنتين الماضيتين عن الاجتماعات الدولية. وسيكون هذا الاجتماع هو الأول للمعلم يحضره جون كيري منذ أن أصبح وزيرا للخارجية الأميركية، كما أنه الاجتماع الأول للمعلم بحضور وزراء خارجية عرب منذ أن علقت عضوية سوريا في الجامعة العربية. وحول كيفية اللقاء بين المعلم ونظرائه من الدول الغربية والعربية، علق المصدر الدبلوماسي البريطاني: «سيكون اللقاء صعبا، ولكن الأصعب سيكون بالنسبة للمعارضة، الذين رأوا عائلاتهم ومدنهم تدمر، ولكن رغم الصعوبة يجب أن يحدث اللقاء». وأضاف المصدر أن الاجتماع بممثلي النظام السوري «رغم صعوبته، فهو الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، إنها خطوة أساسية، ولكننا ندرك تماما صعوبة الموقف». وسيكون هذا الاجتماع الأول الذي يجمع ممثلي الحكومة السورية بممثلي الائتلاف السوري المعارض، في اختبار لإمكانية تعامل الطرفين بعضهما مع بعض في عملية التفاوض الشاقة.

وبينما يستعد الوزراء لتبادل الآراء والإعلان في خطابات مقتضبة عن دعمهم العملية السياسية اليوم، تعمل فرق دبلوماسية على مقترحات لاتفاقات مبدئية بين النظام السوري والمعارضة لتكون عوامل «بناء ثقة» لدفع عملية التفاوض التي تتفق جميع الأطراف على أنها ستكون «شاقة». وأوضح مصدر دبلوماسي بريطاني لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه عملية في غاية الصعوبة، ولكن من الضروري أن تبدأ، واجتماع مونترو هدفه التأكد من جلوس الأطراف كافة على الطاولة لتبدأ عملية التفاوض الصعبة». ومن القضايا المطروحة لبدء عملية التفاوض، العمل على وقف إطلاق النار في مناطق محددة، بالإضافة إلى تبادل معتقلين بين الطرفين السوريين. وخلال اليومين المقبلين، سيتبلور المزيد من المقترحات ليجري بحثها في جنيف يوم الجمعة، على أمل أن تفسح المجال لعملية بناءة بخطوات ملموسة تمنع فشل المفاوضات في أول أيامها.

واجتمع الخبراء من الدول الـ11 الأساسية لـ«أصدقاء سوريا» – التي تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية والإمارات والأردن وقطر ومصر وتركيا وإيطاليا وألمانيا – في جنيف أمس، قبل التوجه إلى مونترو لتنسيق مواقف تلك الدول والتنسيق مع الوفد المعارض. وأوضح مصدر غربي لـ«الشرق الأوسط»، أن «خبراء مجموعة الـ11 التقوا في جنيف للتنسيق وللتواصل قبل انطلاق الاجتماع في مونترو»، مؤكدا أنهم «بقوا متحدون في دعمهم المعارضة ولهدف (تأسيس) حكومة انتقالية بناء على التوافق المتبادل». وفي غضون ذلك، وصل الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، إلى جنيف للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2». وسبق أن أعلنت المملكة العربية السعودية تأييدها لانعقاد المؤتمر دعما للحل السلمي في سوريا، وعلى أساس ما جاء في الدعوة الموجهة بأن المؤتمر يهدف إلى التطبيق الكامل لإعلان «جنيف 1». وكان في استقبال وزير الخارجية عند وصوله سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سويسرا حازم كركتلي والمندوب الدائم للمملكة في مقر الأمم المتحدة بجنيف فيصل طراد، والقنصل العام للمملكة في جنيف الوزير المفوض صلاح المريقب. وربما المحور الأبرز في الإعداد لاجتماع مونترو هو انعدام أي معطيات مؤكدة، فبينما لم يؤكد حتى مساء أمس من سيترأس وفد المعارضة السوري (بعد ترجيحات بأن رئيس الائتلاف أحمد الجربا لن يرأس الوفد، ولكنه سيحضر جلسة الافتتاح)، لم يكن من المؤكد أيضا وصول وفد الحكومة السورية إلى مونترو أساسا بعد أن مكثت طائرتهم في طائرة أثينا انتظارا لإذن السفر. كما أن جدول المؤتمر لم يكن مفصلا، إذ حتى عصر أمس أعلن فقط عن الجلسة الصباحية التي تستمر ثلاث ساعات، ثم غداء عمل للوفود المشاركة ومن ثم «لقاءات ثنائية وجلسات أساسية»، لم تحدد ملامحها، وكان من المتوقع أن تتبلور بناء على أجندات وزراء الخارجية الذي يغادر غالبيتهم مساء اليوم مونترو، بينما ينتقل الوفدان السوري والإعلاميون والناشطون إلى جنيف لبدء عملية التفاوض. ورغم أن الكثير من الدبلوماسيين ناقشوا التخبط الذي أحدثته الدعوة المؤقتة والمفاجئة لإيران، بحلول عصر أمس، بات موضوع إيران «في السابق» بالنسبة لعدد من الدبلوماسيين العرب والغربيين الموجودين في مونترو. وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أن «الغضب الأميركي» أدى إلى الضغط على بان كي مون لسحب الدعوة، بينما «التعنت الروسي» أخر الإعلان عن سحب تلك الدعوة حتى وقت متأخر من مساء أمس.

الأمين العام يشترط قبول مقررات بيان «جنيف 1»

(«الشرق الأوسط») تنشر النص الكامل لدعوة كي مون لحضور «جنيف 2»

لندن: «الشرق الأوسط»

حصلت «الشرق الأوسط» يوم أمس على نسخة من الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في السادس من يناير (كانون الثاني) الحالي الى الدول المعنية لحضور مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا. واشترطت الدعوة للمشاركة، قبول مقررات «جنيف1» التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة لإدارة البلاد وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 بهذا الخصوص، وفيما يلي نص الدعوة:

الأمين العام 6 يناير (كانون الاول) 2014 على ضوء المعاناة الإنسانية المزرية والدمار الواسع الانتشار في سوريا، بما في ذلك الوضع الإنساني الخطير والمتدهور بصورة مضطردة، وانتهاكات القانون الإنساني الدولي وخطر تعمق الصراع واضطراب المنطقة، فمن المُلح التوصل لتسوية سلمية بأقصى سرعة.

تم تحديد مسار مثل هذه التسوية في بيان جنيف(1) بتاريخ 30 يونيو (حزيران) 2012 (الملحق1)، والذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع بالقرار رقم 2118 في 27 سبتمبر (أيلول) 2013. ويدعو مجلس الأمن الدولي إلى عقد مؤتمر بأسرع وقت ممكن لغرض تطبيق بيان جنيف. وجرت مشاورات تحضيرية مكثفة منذ مبادرة سعادة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وسعادة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في السابع من مايو (أيار) 2013.

بناء على ذلك، أدعو الآن لعقد مؤتمر جنيف حول سوريا، ويسرني دعوتكم لحضور الاجتماع الدولي العالي المستوى الذي يستهل المؤتمر. يهدف المؤتمر إلى مساعدة الأطراف السورية على إنهاء العنف وتحقيق اتفاق شامل لتسوية سياسية، وتطبيق بيان جنيف بالكامل، مع الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة سوريا وتكامل أراضيها. يشتمل البيان على المبادئ والإرشادات الخاصة بالمرحلة الانتقالية التي تقودها سوريا. ويحدد البيان عدداً من الخطوات الرئيسة، ابتداء من الاتفاق حول هيئة انتقالية حاكمة ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تُشكل بالاتفاق المشترك. كما يذكر بيان جنيف انه يجب الحفاظ على الخدمات العامة أو استعادتها. ويشمل ذلك القوات العسكرية والأمنية وخدمات الاستخبارات. ويجب أن تمارس جميع المؤسسات الحكومية ومكاتب الدولة عملها حسب المعايير المهنية وحقوق الإنسان تحت القيادة العليا التي تُلهم الثقة العامة تحت ادارة الهيئة الحاكمة الانتقالية. سينعقد مؤتمر جنيف حول سوريا تحت رئاستي، على المستوى الدولي العالي أولاً لمدة يوم واحد في مدينة مونترو في سويسرا يوم 22 يناير (كانون الثاني) 2014 ، ويبدأ الساعة 9:00 صباحاً. وعقب ذلك مباشرة تبدأ في جنيف في 24 يناير 2014 المفاوضات بين الطرفين السوريين والتي يسّرها الممثل المشترك الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي. وستكون الاجتماعات اللاحقة والتأجيلات حسب خطة العمل التي سيتفق عليها. ويستأنف الاجتماع الدولي العالي المستوى مداولاته حسب ما هو مطلوب.

إني واثق أن المشاركين الدوليين الذين سيجتمعون في مونترو سيقدمون دعماً هادفاً من أجل مفاوضات بناءة بين الأطراف السورية في جنيف. وإني متأكد أن جميع الحضور سيبذلون قصارى جهودهم لتشجيع الأطراف السورية على التوصل لتسوية شاملة وتطبيق بيان جنيف خلال إطار زمني سريع. اضافة إلى المشاركة في الاجتماع الدولي العالي المستوى، قد يكون من الضروري دعوتكم للمساعدة أكثر حسب تقدم المفاوضات بين الأطراف السورية.

ذكّرت الأطراف السورية في دعوتي لهم بأن مجلس الأمن الدولي يدعوهم إلى الانخراط بجدية وبصورة بناءة في المؤتمر، وأكد على ضرورة تمثيلهم بصورة واسعة وبالتزامهم بتطبيق بيان جنيف وتحقيق الاستقرار والمصالحة. كما ذكّرت الأطراف السورية أيضاً، بما يتسق وبيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 (2000) وغيره من القرارات التي يتعلق بها الأمر (الملحق 2) بضرورة مشاركة المرأة الكاملة والفاعلة.

أتطلع إلى استلام تأكيد حضور وفدكم وقائمة المندوبين والمستشارين في أقرب وقت يلائمكم.

يعتبر تأكيد الحضور بمثابة التزام بأهداف المؤتمر الموضحة أعلاه، حسب بيان جنيف، ولا سيما المبادئ والارشادات الخاصة بالمرحلة الانتقالية التي تقودها سوريا والتي يشملها البيان.

ستقدم مذكرة بالمعلومات الفنية من مكتب الممثل المشترك في الوقت المناسب. لقد استمر النزاع في سوريا لفترة طويلة وفرَض تضحيات عديدة على الشعب السوري. على الحكومة وجميع الأطراف السماح بالعبور الفوري والكامل للمساعدات الإنسانية لجميع المناطق المتأثرة بالنزاع. ويجب إنهاء النزاع بسرعة. يجب إيقاف جميع الهجمات ضد المدنيين. وعلى جميع الأطراف العمل لوضع حد للأعمال الإرهابية. يقدم مؤتمر جنيف طريقاً فريداً لتحقيق هذه الغايات. إني في غاية الامتنان لتعاونكم في هذا المشروع للمساعدة في ضمان استعادة السلام وتطبيق الفترة الانتقالية التي نادى بها بيان جنيف بطريقة تلبي طموحات الشعب السوري على الوجه الأكمل.

وتفضلوا بقبول أسمى آيات تقديري..

(توقيع) بان كي مون

باريس تدعو إلى الموازنة بين مقاربة «مثالية» وأخرى «واقعية» في «جنيف 2»

وزير الخارجية الألماني يخفض من سقف التوقعات المنتظرة

باريس: ميشال أبو نجم

قالت باريس إن وزير الخارجية، لوران فابيوس، سيركز في كلمته التي سيلقيها خلال اجتماعات «جنيف 2» بشأن السلام في سوريا، التي ستنطلق اليوم من مدينة مونترو السويسرية، على أن تقتصر المفاوضات على جانبين: الأول، البحث منذ البداية في تشكيل هيئة الحكم الانتقالية، والثاني على «تدابير الثقة» التي من شأنها أن تنعكس سريعا وبشكل إيجابي على السوريين.

وتخطط الأطراف العربية المشاركة والبلدان الغربية لدعم مطالب المعارضة السورية، التي تريد أن يكون الغرض الأساس للمؤتمر البحث في تشكيل الحكومة الانتقالية وليس إبعاده عن غرضه وفق ما يريده النظام، وتحديدا البحث في شؤون الإرهاب وخلافه.

وتعول هذه الجهات، وفق المصادر الدبلوماسية في باريس، على «إيجاد دينامية ضاغطة» تعيد المسألة السورية إلى واجهة الاهتمامات العالمية وتدفع باتجاه البحث عن حلول لها وفق رسالة الدعوة الموجهة من بان كي مون وبحسب خريطة الطريق الصادرة عن «جنيف 1».

ويبدو الحذر والتحفظ سيدي الموقف لجهة مسار «جنيف 2» وما قد يصدر عنه، الأمر الذي ظهر أمس في تصريحات وزيري خارجية فرنسا وألمانيا عقب اجتماعهما في العاصمة الفرنسية. فقد خفض الوزير الألماني فرانك وولتر شتاينماير من سقف التوقعات المنتظرة، ودعا إلى الحذر وعدم الإسراف في التفاؤل، والتزام مقاربة تعتمد مبدأ «الخطوات الصغيرة».

وقال شتاينماير، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، إنه يتعين «التزام جانب الحذر لجهة التوقعات لأن السلام لن يخرج دفعة واحدة» من «جنيف 2».

وبعد أن أشار الوزير الألماني إلى أن المؤتمر «لم يكن انعقاده مؤكدا حتى آخر لحظة»، في إشارة منه إلى الجدل الذي أحاط بدعوة إيران للمشاركة فيه ثم سحب الدعوة الموجهة إليها، ارتأى شتاينماير مقاربة متواضعة وواقعية تعتمد سياسة «الخطوات الصغيرة»، التي عدد منها التوصل إلى وقف «موضعي» لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وفتح ممرات إلى المدن والقرى المحاصرة، مستعيدا بذلك ما أعلنه وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف عقب اجتماعهما في باريس بداية الأسبوع الماضي.

بيد أن الوزير فابيوس، الذي سألته «الشرق الأوسط» عن مقاربة بلاده لما هو منتظر من «جنيف 2»، عد أنه يتعين السير بالتوازي بين «المقاربة المثالية» التي تتمثل بإيجاد حكومة انتقالية تحقق تقدما نحو السلام و«المقاربة الواقعية» أي سياسة الخطوة خطوة التي تلتقي مع ما قاله شتاينماير. وبرأي فابيوس، إن «الحل الوحيد» للحرب في سوريا «سياسي»، وهو يمر عبر طاولة المفاوضات. وبدوره، لم يخف الوزير الفرنسي الصعوبات التي تعترض خروج «جنيف 2» بنتائج إيجابية وبدا بالغ التحفظ، مشيرا إلى أن الأمور «صعبة للغاية».

وفي هذا السياق، لفتت مصادر في باريس إلى أنه «ليس من المؤكد مائة في المائة»، رغم ترجيحها، أن المفاوضات بين الطرفين السوريين ستنطلق من جنيف وأن المفاجآت «ليست مستبعدة تماما». كذلك، لم تستبعد أن يتوصل الطرفان إلى تفاهمات بشأن «تدابير الثقة» ودون أن يحققوا تقدما بشأن تشكيل الحكومة الانتقالية بسبب التباعد الفاضح في مواقف الطرفين.

ولا تستبعد مصادر غربية، تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أن تتوقف المفاوضات فجأة أو أن يقرر أحد طرفيها السوريين الانسحاب بسبب المسار الذي قد تسلكه.

ويدور البحث اليوم عن «آليات» لمواكبة ما يمكن أن تسفر عنه مفاوضات جنيف لجهة تثبيت وقف إطلاق النار و«تحصين» التفاهمات الخاصة بتأمين وصول المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة أو تبادل للموقوفين لدى الجانبين وكلها تدابير معقدة بسبب الوضعين الأمني والسياسي.

نظام الأسد والمعارضة وجها لوجه في «مونترو» اليوم

«الشرق الأوسط» تنشر نص دعوة بان كي مون إلى الأطراف المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»

مونترو (سويسرا): مينا العريبي

بعد قرابة 20 شهرا من اتفاق الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول أساسية معنية بالملف السوري على بيان «جنيف 1» لبدء عملية سياسية لإنهاء النزاع في سوريا، تنطلق عملية «جنيف 2» من مدينة مونترو السويسرية اليوم باجتماع دولي يترأسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهدف دعم عملية التفاوض بين النظام السوري والمعارضة. وانطلاقا من التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، يبدأ الاجتماع الذي سيجمع ممثلين عن النظام السوري والمعارضة للمرة الأولى في قاعة الاجتماعات، بدعم دولي مع حضور وزراء خارجية 39 دولة وقبل أن ينتقلا إلى قاعات التفاوض في جنيف يوم الجمعة بإشراف الممثل عن الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي.

ومن اللافت أن اجتماع مونترو سيكون اجتماعا دوليا يشارك فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم وممثلين عن النظام السوري الذين انقطعوا خلال السنتين الماضيتين عن الاجتماعات الدولية. وسيكون هذا الاجتماع هو الأول للمعلم يحضره جون كيري منذ أن أصبح وزيرا للخارجية الأميركية، كما أنه الاجتماع الأول للمعلم بحضور وزراء خارجية عرب منذ أن علقت عضوية سوريا في الجامعة العربية. وحول كيفية اللقاء بين المعلم ونظرائه من الدول الغربية والعربية، علق المصدر الدبلوماسي البريطاني: «سيكون اللقاء صعبا، ولكن الأصعب سيكون بالنسبة للمعارضة، الذين رأوا عائلاتهم ومدنهم تدمر، ولكن رغم الصعوبة يجب أن يحدث اللقاء». وأضاف المصدر أن الاجتماع بممثلي النظام السوري «رغم صعوبته، فهو الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، إنها خطوة أساسية، ولكننا ندرك تماما صعوبة الموقف». وسيكون هذا الاجتماع الأول الذي يجمع ممثلي الحكومة السورية بممثلي الائتلاف السوري المعارض، في اختبار لإمكانية تعامل الطرفين بعضهما مع بعض في عملية التفاوض الشاقة.

وبينما يستعد الوزراء لتبادل الآراء والإعلان في خطابات مقتضبة عن دعمهم العملية السياسية اليوم، تعمل فرق دبلوماسية على مقترحات لاتفاقات مبدئية بين النظام السوري والمعارضة لتكون عوامل «بناء ثقة» لدفع عملية التفاوض التي تتفق جميع الأطراف على أنها ستكون «شاقة». وأوضح مصدر دبلوماسي بريطاني لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه عملية في غاية الصعوبة، ولكن من الضروري أن تبدأ، واجتماع مونترو هدفه التأكد من جلوس الأطراف كافة على الطاولة لتبدأ عملية التفاوض الصعبة». ومن القضايا المطروحة لبدء عملية التفاوض، العمل على وقف إطلاق النار في مناطق محددة، بالإضافة إلى تبادل معتقلين بين الطرفين السوريين. وخلال اليومين المقبلين، سيتبلور المزيد من المقترحات ليجري بحثها في جنيف يوم الجمعة، على أمل أن تفسح المجال لعملية بناءة بخطوات ملموسة تمنع فشل المفاوضات في أول أيامها.

واجتمع الخبراء من الدول الـ11 الأساسية لـ«أصدقاء سوريا» – التي تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية والإمارات والأردن وقطر ومصر وتركيا وإيطاليا وألمانيا – في جنيف أمس، قبل التوجه إلى مونترو لتنسيق مواقف تلك الدول والتنسيق مع الوفد المعارض. وأوضح مصدر غربي لـ«الشرق الأوسط»، أن «خبراء مجموعة الـ11 التقوا في جنيف للتنسيق وللتواصل قبل انطلاق الاجتماع في مونترو»، مؤكدا أنهم «بقوا متحدون في دعمهم المعارضة ولهدف (تأسيس) حكومة انتقالية بناء على التوافق المتبادل». وفي غضون ذلك، وصل الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، إلى جنيف للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2». وسبق أن أعلنت المملكة العربية السعودية تأييدها لانعقاد المؤتمر دعما للحل السلمي في سوريا، وعلى أساس ما جاء في الدعوة الموجهة بأن المؤتمر يهدف إلى التطبيق الكامل لإعلان «جنيف 1». وكان في استقبال وزير الخارجية عند وصوله سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سويسرا حازم كركتلي والمندوب الدائم للمملكة في مقر الأمم المتحدة بجنيف فيصل طراد، والقنصل العام للمملكة في جنيف الوزير المفوض صلاح المريقب. وربما المحور الأبرز في الإعداد لاجتماع مونترو هو انعدام أي معطيات مؤكدة، فبينما لم يؤكد حتى مساء أمس من سيترأس وفد المعارضة السوري (بعد ترجيحات بأن رئيس الائتلاف أحمد الجربا لن يرأس الوفد، ولكنه سيحضر جلسة الافتتاح)، لم يكن من المؤكد أيضا وصول وفد الحكومة السورية إلى مونترو أساسا بعد أن مكثت طائرتهم في طائرة أثينا انتظارا لإذن السفر. كما أن جدول المؤتمر لم يكن مفصلا، إذ حتى عصر أمس أعلن فقط عن الجلسة الصباحية التي تستمر ثلاث ساعات، ثم غداء عمل للوفود المشاركة ومن ثم «لقاءات ثنائية وجلسات أساسية»، لم تحدد ملامحها، وكان من المتوقع أن تتبلور بناء على أجندات وزراء الخارجية الذي يغادر غالبيتهم مساء اليوم مونترو، بينما ينتقل الوفدان السوري والإعلاميون والناشطون إلى جنيف لبدء عملية التفاوض. ورغم أن الكثير من الدبلوماسيين ناقشوا التخبط الذي أحدثته الدعوة المؤقتة والمفاجئة لإيران، بحلول عصر أمس، بات موضوع إيران «في السابق» بالنسبة لعدد من الدبلوماسيين العرب والغربيين الموجودين في مونترو. وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أن «الغضب الأميركي» أدى إلى الضغط على بان كي مون لسحب الدعوة، بينما «التعنت الروسي» أخر الإعلان عن سحب تلك الدعوة حتى وقت متأخر من مساء أمس.

الفيصل: الائتلاف هو الممثل الشرعي للشعب السوري

الجربا يدعو الوفد الحكومي إلى توقيع وثيقة لنقل صلاحيات الأسد إلى حكومة انتقالية

مونترو – لندن: «الشرق الأوسط»

انطلقت عملية «جنيف 2» من مدينة مونترو السويسرية، اليوم، باجتماع دولي يترأسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بهدف دعم عملية التفاوض بين النظام السوري والمعارضة. وانطلاقا من التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، يبدأ الاجتماع الذي سيجمع ممثلين عن النظام السوري والمعارضة للمرة الأولى في قاعة الاجتماعات، بدعم دولي مع حضور وزراء خارجية 39 دولة وقبل أن ينتقلا إلى قاعات التفاوض في جنيف يوم الجمعة بإشراف الممثل عن الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي.

وبدأ الاجتماع بكلمة من أمين الأمم المتحدة، وخاطب الاجتماع كل من كيري والجربا والفيصل وهيغ والمعلم.

وقد نوه الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، إلى أن الائتلاف الوطني هو الممثل الشرعي للشعب السوري، وأنه لا يمكن أن يكون للأسد ومن لطخت أيديهم بالدماء دور في انتقال سوريا. وشدد على أهمية إيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات بإشراف دولي. وقال إنه آن الأوان لإيقاف الدم والظروف مواتية للامتناع عن خذلان الشعب السوري. ودعا الفيصل لانسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.

ومن جانبه، دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، الوفد الحكومي السوري إلى توقيع وثيقة «جنيف 1» من أجل «نقل صلاحيات» الرئيس بشار الأسد إلى حكومة انتقالية.

وقال الجربا: «نريد أن نتأكد إذا كان لدينا شريك سوري يريد أن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوريا»، مضيفا: «أدعوه إلى التوقيع الفوري على وثيقة (جنيف 1) لنقل صلاحيات الأسد بما فيها صلاحيات الجيش والأمن إلى حكومة انتقالية»، وذلك حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فقال إن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يشارك في الحكومة الانتقالية بسوريا، إذ نوه قائلا: «علينا أن نتعامل مع الواقع هنا.. إن التوافق المتبادل، الذي كان ما جاء بنا جميعا إلى هنا، على حكومة انتقالية يعني أن الحكومة لا يمكن أن يشكلها شخص يعترض عليه أي من الطرفين».

واستطرد: «هذا يعني أن بشار الأسد لن يكون جزءا من أي حكومة انتقالية. من غير الوارد ومن المستحيل تصور أن يستعيد الرجل الذي قاد الرد الوحشي على شعبه الشرعية ليحكم».

وقال كيري الذي قاد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف منذ مايو (أيار) الجهود لعقد مؤتمر «جنيف 2»: «لم يعد بوسع رجل واحد وأولئك الذين دعموه احتجاز بلد بكامله والمنطقة رهينة».

وتابع: «إن الحق في قيادة البلد لا يأتي من التعذيب ولا من البراميل المتفجرة ولا صواريخ السكود»، بل «يأتي من موافقة الشعب، ومن الصعب أن نتصور كيف يمكن أن تستمر هذه الموافقة في هذه المرحلة المهمة».

لكن كيري شدد على أنه في سوريا الجديدة لن يكون هناك مكان «لآلاف المتظرفين الذين يعتمدون العنف وينشرون آيديولوجيتهم الحاقدة ويزيدون من معاناة الشعب».

وشدد على أن هناك طريقا إلى الأمام حددها بيان مؤتمر «جنيف 1» الذي جرى الاتفاق عليه في يونيو (حزيران) 2012 ودعا إلى حكومة انتقالية في سوريا بالتوافق المتبادل.

وقال إن «بيان جنيف» هذا «خريطة طريق سلمية لعملية انتقالية، والعثرة الوحيدة التي تقف في طريقها هي تمسك رجل واحد، عائلة واحدة بالسلطة». وعد وزير الخارجية الألماني فرانك – فالتر شتاينماير أنه لا يتوجب توقع حدوث «معجزة» في المؤتمر، إذ قال في تصريح أدلى به على هامش المؤتمر: «لن تكون هناك معجزات في هذه الأيام»، لكنه أضاف: «تحقق تقدم صغير» مع جلوس الأطراف السورية المعنية «على الطاولة نفسها».

وعندما سئل عن المؤتمر أجاب الوزير الألماني بأنه يتوقع «محادثات انفعالية جدا»، لكنه لا يتوقع حصول اختراق أثناء هذا المؤتمر، إلا أنه يأمل «الوصول في نهاية هذا اليوم إلى نتيجة تسمح بمواصلة المفاوضات».

وقال إنه يجب التوصل إلى «منع أي تصعيد في سوريا» وإقامة «واحة سلام» في سوريا بغية السماح للشعب الذي يعاني بتلقي المساعدة الإنسانية. وقد غابت عن المؤتمر إيران، حليفة سوريا. ويتفق الجانبان الأميركي والروسي على بيان «جنيف 1»، ولكنهما يختلفان على تفسير نصه.

“إيران وبان كي مون ينويان نسف المؤتمر”

الائتلاف السوري: موافقة مشروطة لمشاركة إيران في جنيف2

د ب أ

أكد الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض بدر جاموس أن “المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ينويان نسف مؤتمر جنيف،2 من خلال دعوة إيران لحضور المؤتمر”.

وقال جاموس إن: “موقف الائتلاف كان واضحاً منذ البداية من خلال اعتبار حضور إيران خطاً أحمر، إذ أنه لا يمكن الجلوس معها على طاولة المفاوضات، في الوقت الذي تمارس فيه قتل الشعب السوري من خلال ميليشيا حزب الله الإرهابي وكتائب الحرس الثوري ومقاتلي أبو الفضل العباس”.

وأضاف جاموس: “من الممكن قبول دعوة إيران في حال قيامها بالتالي: اعترافها بحق الشعب السوري بتقرير مصيره، وقبولها بمحددات جنيف وتخليها عن دعم نظام الأسد بالسلاح والمال، وسحب قواتها وميليشياتها من سوريا”.

وتابع: “في حال عدم التزام إيران بالبنود المذكورة فإن الائتلاف سيطلب من الأمين العام للأمم المتحدة سحب دعوة إيران، وإن لم يفعل سيعلق الائتلاف مشاركته في المؤتمر”.

واستغرب جاموس، في لقاء له مع المكتب الإعلامي للائتلاف “موقف بان كي مون ودعوته لإيران لحضور جنيف2، علماً أن الائتلاف الوطني السوري أوضح للمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي وللأمريكيين والروس حساسية هذا الموضوع”.

وتساءل إن “كانت هناك ضغوط روسية على كي مون بهذا الخصوص، أم هناك أسباب أخرى قد يكون أحدها محاولة إفشال المؤتمر”.

وقال البيان إنه في حال عدم الحصول على التعهد، فإن الائتلاف يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة سحب دعوة إيران، وإلا فإن الائتلاف الوطني لن يتمكن من حضور مؤتمر جنيف2.

محادثات السلام السورية تعاني من الارتباك قبل أن تبدأ

24 – رويترز

بدأت الوفود الدولية والسورية في الوصول إلى سويسرا اليوم الثلاثاء، عشية محادثات السلام التي لا يؤمن الكثيرون بإمكانية نجاحها، في حين لا تظهر مؤشرات على انحسار الحرب الأهلية والعداوات السياسية الناجمة عنها.

واستشهد معارضو الرئيس السوري بشار الأسد، الذين تعرضوا لضغوط من داعميهم الغربيين لحضور أول مفاوضات مباشرة مقررة غداً الأربعاء، بأدلة فوتوغرافية جديدة على عمليات تعذيب وقتل واسعة النطاق من جانب حكومة سوريا، وجددوا مطلبهم بضرورة أن يتنحى الأسدK ويواجه محاكمة دولية على ارتكاب جرائم حرب.

وقال محامون معنيون بجرائم الحرب، إن مجموعة كبيرة من الصور هربها مصور بالشرطة العسكرية السورية تقدم دليلاً واضحاً، على أن حكومة الأسد ارتكبت عمليات قتل وانتهاكات تعذيب ممنهجة بحق 11 ألف معتقل، وشبه واحد من بين ثلاثة مدعين دوليين سابقين لجرائم الحرب وقعوا التقرير، الصور “بالقتل الواسع النطاق” في معسكرات الموت النازية.

تعطل وفد دمشق

وتعطل وفد دمشق برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم لفترة وجيزة في أثينا، بسبب خلاف بخصوص ما إذا كانت عقوبات الاتحاد الأوروبي التجارية تسمح بتزويد طائرة الوفد بالوقود، وأكد الأسد أنه قد يخوض الانتخابات مجدداً ويقول إن المحادثات ينبغي أن تركز على محاربة “الإرهاب” في إشارة إلى خصومه.

وربما تشعر الأمم المتحدة وكل من روسيا والولايات المتحدة اللتين تشاركان في رعاية المحادثات، بالارتياح على الأقل عندما يجلس الجانبان معاً في فندق مونترو بالاس المطل على بحيرة جنيف.

دعوة إيران

وهددت الفوضى الدبلوماسية أمس الإثنين بإحباط المحادثات كلياً، بعدما وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوة لإيران الداعم الرئيسي للأسد.

وسحبت الدعوة بعدما هددت المعارضة بالانسحاب من المحادثات وبعد ضغوط غربية، في حين أصرت إيران على أنها لم توافق على الشرط الذي وضعه بان للحضور وهو تأييد مؤتمر السلام السابق في جنيف عام 2012 والذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية.

مهمة شاقة

ويبدو تضييق الخلافات بين الطرفين المتحاربين مهمة شاقة، ويؤكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن اجتماع مونترو غداً الأربعاء ما هو إلا بداية

ويحتمل أن تعقبه محادثات أخرى في جنيف بدءاً من يوم الجمعة، وقد تنتج عن الاجتماع بعض الاتفاقات لتخفيف معاناة المدنيين وتبادل السجناء.

ولا يزال الطرفان ملتزمين بالقتال على الجبهات حيث لا يزال النصر يراوغهما، وتبرأت أغلب جماعات المعارضة المسلحة من الائتلاف الوطني السوري لموافقته على المحادثات.

وفي حين يملك الأخضر الإبراهيمي وسيط الأمم المتحدة دعم القوى العالمية نظرياً، فقد أظهرت الضجة بخصوص دعوة طهران كيف أحدثت الحرب انقساماً بين القوى الغربية وروسيا، ووضعت الدول العربية السنية التي تدعم المعارضة السورية في مواجهة إيران الشيعية.

انتشار العنف

لكن انتشار العنف الذي قتل بالفعل أكثر من 130 ألف شخص، وشرد ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 22 مليون نسمة، أعطى الجهود الدولية لإنهاء الصراع قوة دافعة مشتركة جديدة.

وقتل انتحاري أربعة أشخاص في الضاحية الجنوبية معقل جماعة حزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الثلاثاء، وأرسلت الجماعة مقاتلين لدعم الأسد الذي ينتمي للأقلية العلوية الشيعية.

18شهراً على فشل جنيف1

ومضى 18 شهراً على فشل مؤتمر السلام السابق جنيف،1 كما لم تثمر كل المبادرات الدبلوماسية الأخرى.

وقال دبلوماسي غربي: “في أفضل الأحوال سيعيد مؤتمر جنيف2 التأكيد على الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مؤتمر جنيف الأول، ويدعو إلى وقف لإطلاق النار وربما مبادلة السجناء وما إلى ذلك”.

وأضاف “في الوقت نفسه فإن المشاركين في المحادثات يضفون بحكم الأمر الواقع شرعية على دمشق، إنهم يتحدثون مع حكومة الأسد على الطرف الآخر من الطاولة، وبذلك يستمر العرض بينما يبقى الأسد في السلطة”.

الائتلاف لن يقبل بأقل من رحيل الأسد

وقال بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري وعضو وفد المعارضة، في تصريح لدى وصوله إلى سويسرا اليوم الثلاثاء، إن الائتلاف لن يقبل بأقل من رحيل الأسد وتغيير النظام و”محاسبة القتلة”.

وقد تزيد المحادثات من حدة الصراع الداخلي بين فصائل المعارضة المتنافسة، وتقاطع الفصائل الإسلامية السنية القوية التي تسيطر على أراض واسعة في سوريا المؤتمر، ونددت بالمعارضة في المنفى ووصفتها بالخائنة لمشاركتها، ولم توجه الدعوة إلى الفصيل الكردي الرئيسي الذي يسيطر على جزء كبير من شمال غرب سوريا.

بان كي مون

ووصل بان إلى جنيف اليوم الثلاثاء بعد أن كادت دعوته لإيران أن تنسف المحادثات، وحمى مساعدو بان الأمين العام من أسئلة الصحفيين بخصوص الأمر، وطالما أصرت الدول الغربية على أن تؤيد طهران البيان الختامي لمؤتمر جنيف 2012 قبل أن تتمكن من حضور محادثات الغد.

وقال بان إن وزير الخارجية الايراني أبلغه أن طهران قبلت بيان، 2012 الذي يشمل مطلباً بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، لكن ايران قالت إنها لم تقبل بهذا.

فوضى حقيقية

ووصف دبلوماسي غربي ما حدث أمس الإثنين بأنه “فوضى حقيقية”، وقال إن بان ارتكب خطأ كاد أن يؤدي إلى إلغاء المؤتمر برمته، واستبداله باجتماع ثنائي بين الولايات المتحدة وروسيا.

وحمل نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، واشنطن المسؤولية عن الارتباك وقال للتلفزيون الرسمي “قلنا مرارا إن إيران لن تقبل بأي شروط مسبقة”.

وأضاف “كنا مستعدين للمشاركة في مؤتمر جنيف،2 لكننا لن نشارك بسبب إصرار أمريكا غير المنطقي على فرض شروط مسبقة على إيران”.

أجساد المعتقلين

وبدت العواقب القاتمة للحرب السورية جلية في صور أجساد المعتقلين التي ظهر عليها الوهن والانتهاكات، وتضمنها تقرير طلبت إعداده مؤسسة كارتر راك للمحاماة التي استعانت بها قطر الداعمة للمعارضة.

وقال التقرير الذي أعده ثلاثة من كبار المحامين، عملوا في السابق في محاكم دولية لجرائم الحرب وثلاثة خبراء في الطب الشرعي، إنهم يعتقدون أن الصور ورواية المصور دليل جدير بالتصديق على أن حكومة الأسد عذبت وقتلت ما يصل إلى 11 ألف شخص بصورة ممنهجة.

وأضافوا أنهم فحصوا 55 ألف صورة، حصلوا على معظمها من مصدر قال إنه مصور في الشرطة السورية شملت مهام عمله توثيق الوفيات في سجون الأسد نيابة عن السلطات.

وانشق المصور الذي كان يلتقط في بعض الأحيان 50 صورة يومياً، وبحوزته نسخاً رقمية من الصور ويعتقد المحامون أنه مصدر جدير بالثقة.

وكتب المحامون يقولون “ظهرت على جثث صورها منذ بدء الحرب الأهلية، علامات على التجويع والضرب الوحشي والخنق وأشكال أخرى للتعذيب والقتل، وفي بعض الحالات كانت الجثث بلا أعين”.

جرائم من الطرفين

وقال أحد المشاركين في إعداد التقرير، وهو ديزموند دي سيلفا كبير المدعين السابق بمحكمة جرائم الحرب الخاصة بسيراليون وأحد أكبر المحامين في بريطانيا، إن الأدلة وثقت “أعمال قتل واسعة النطاق” تذكر بمعسكرات الموت النازية، وأضاف “إنها قمة جبل الجليد لأن هؤلاء 11 ألف شخص في منطقة واحدة فقط”.

لكنه تابع يقول “هذا لا يعني أن الناس على الطرف الآخر لم يرتكبوا جرائم خطيرة، أعتقد أن هناك أدلة دفعت أناساً جديرين بالثقة للقول إن هناك جرائم ارتكبت على الجانبين”.

وقال “لكن في رأينا أن من الواضح أن هذا القتل الواسع النطاق لأناس معتقلين تم على أيدي الحكومة”.

الأسد مثار خلاف بين النظام والمعارضة بجنيف2

                                            مثل رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، نقطة خلاف بين الوفد السوري الممثل للنظام في المؤتمر الدولي الخاص بشأن سوريا (جنيف2)، والوفد الممثل للمعارضة في المؤتمر ذاته، وسط دعوات للإسراع بإيجاد حلول للأزمة الدامية التي تعصف بالبلاد منذ قرابة الثلاث سنوات.

وفي أول يوم من المؤتمر الذي انطلق بمدينة مونترو السويسرية بحضور وفدي المعارضة والنظام السوريين وممثلين لـ39 دولة، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يمثل النظام السوري، أن أي حديث عن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، يحرّف بيان جنيف عن مساره.

وأكد في كلمته أنه لا يمكن لأي أحد “إضفاء الشرعية أو منعها عن الرئيس، إلا السوريون أنفسهم” وذلك ردا على وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أعلن أن الرئيس الأسد لا يمكن أن يشارك في الحكومة الانتقالية.

وقال المعلم “لا أحد في العالم .. سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريين أنفسهم”، مؤكدا أن ما سيتم الاتفاق عليه سيعرض للاستفتاء الشعبي ومن يريد أن يستمع لإرادة السوريين لا ينصب نفسه للحديث باسمهم، حسب قوله.

وتحدث المعلم عن عدد من مشاهد الصراع الدائر في سوريا، مشيرا إلى أن على عاتقه وعاتق الوفد السوري كل آمال الشعب السوري للسنوات القادمة، وإلى أنه يريد إظهار الحقيقة التي حاول البعض طمسها وإضاعتها بالأكاذيب والتضليل.

“إرهاب خارجي”

واعتبر الوزير السوري أن ما يجري في بلاده “إرهاب قادم من الخارج تحت مسمى الثورة”، مشيرا إلى أن دولا “وظفت أموالها من أجل شراء السلاح وتدمير وقتل السوريين”، وأعرب عن أسفه أن من بين المشاركين في المؤتمر “من تلطخت أيديهم بدماء السوريين”.

وأوضح المعلم أن الصراع في سوريا تدعمه أطراف خارجية هدفها إعادة البلد إلى القرون الوسطى، لافتا إلى وجود مسلحين يحملون جنسيات 83 دولة من المشاركين في النزاع، مستغربا عدم استنكار وجودهم إلى جانب مقاتلي المعارضة السورية.

وطالب ممثل الوفد الرسمي السوري في أول يوم للمؤتمر المتوقع أن يدوم أسبوعا أو أكثر، بوقف دعم من أسماهم بالإرهابيين وبوقف ضح السلاح، قائلا “ارفعوا ايديكم عن سوريا وأوقفوا ضح السلاح ودعم الإرهابيين”.

وبيّن المعلم أن الشعب السوري طامح لمزيد من التعددية والديمقراطية ودولة مؤسسات قوية، معتبرا أن أن من يريد “التحدث باسم الشعب السوري لا يجب أن يكون خائنا للشعب وعميلا لأعدائه”، وذلك في إشارة إلى المعارضة السورية.

وأضاف المعلم “من يريد أن يتحدث باسم الشعب فليتفضل إلى سوريا … من يريد أن يتحدث باسم الشعب السوري فليصمد ثلاث سنوات تحت الإرهاب ويقاوم ويقف ثابتا في وجهه.. ثم فليتفضل إلى هنا ليتحدث باسم الشعب”.

خروج عن المسار

في المقابل قال رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، إن أي حديث عن بقاء الأسد في السلطة بأي صورة هو خروج بجنيف2 عن مساره.

ودعا الجربا الوفد الحكومي السوري إلى توقيع وثيقة جنيف1 من أجل “نقل صلاحيات” الرئيس بشار الأسد الى حكومة انتقالية.

وقال الجربا “نريد أن نتأكد إذا كان لدينا شريك سوري يريد أن يتحول من وفد الأسد إلى وفد سوريا”، مضيفا “أدعوه الى التوقيع الفوري على وثيقة جنيف1 لنقل صلاحيات الأسد بما فيها صلاحيات الجيش والأمن إلى حكومة انتقالية”.

وفنّد الجربا كلام المعلم من خلال التأكيد على أن الثورة السورية “تواجه إرهاب الأسد الذي يدّعي مواجهة الإرهاب”، معتبرا أن سوريا “أصبحت بفعل إرهاب الأسد ومرتزقته مرتعا للإرهابيين”.

كما تحدث الجربا عن آلام ومعاناة الشعب السوري الذي قدم مئتي ألف شهيد وتسعة ملايين مشرد خلال الثورة السورية.

وقد بدأ المؤتمر الدولي بشأن سوريا أعماله صباح اليوم الأربعاء بهدف البحث عن حل لنزاع عسكري مدمر مستمر منذ ثلاث سنوات، وهو يجمع للمرة الأولى الطرفين المتنازعين في حضور حوالى أربعين دولة وبرعاية الأمم المتحدة.

دعوات للحوار بجنيف2 وكيري يدعو لاستبعاد الأسد

دعا متدخلون في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف2 إلى الحوار لحل الأزمة السورية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الجلسة التي انطلقت في مدينة مونترو بسويسرا إن إنهاء الأزمة في سوريا “يقع على عاتق السوريين وحدهم”، على أن يعمل المجتمع الدولي على توفير الظروف المناسبة لذلك، وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تحول سوريا لـ”بؤرة إرهاب” في الشرق الأوسط، بينما أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ألا مكان للرئيس بشار الأسد في المرحلة القادمة.

 وأوضح بان خلال كلمته بافتتاح مؤتمر جنيف2 بمونترو السويسرية اليوم الأربعاء، أن المؤتمر يهدف إلى البناء على مقررات مؤتمر جنيف1 والوصول إلى “تأسيس حكم انتقالي بكافة الصلاحيات وبإجماع يشمل المؤسسة العسكرية والاستخباراتية”.

 وأشار إلى أن “الكارثة الإنسانية بسوريا أضحت كبيرة”، وتحدث عن سقوط أزيد من مائة ألف قتيل نتيجة النزاع المستمر منذ نحو ثلاث سنوات، وتحدث عن تسجيل أكثر من ستة ملايين نازح سوري بالداخل وأكثر من تسعة ملايين محتاج لمساعدات إنسانية، بينهم نحو مليونين في أماكن لا يمكن وصول المساعدات إليها.

 بؤرة إرهاب

وأشاد بان بجيران سوريا “على تكفلهم بملف اللاجئين”، وعبر عن تقديره لالتزامات المانحين التي تعهدوا بها خلال مؤتمر الكويت المنعقد مؤخرا.

 من جانبه أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المهمة الأساسية للمجتمعين بجنيف2 يجب أن تتمحور حول سبل تحقيق نهاية للمأساة بسوريا ومنع انتقال الصراع إلى الدول المجاورة.

ودعا إلى احترام السيادة السورية واحترام حقوق المجموعات العرقية هناك، وطالب بالحل السلمي والحوار بين كل أطياف المجتمع السوري -ومنها تلك الغائبة عن لقاء اليوم- بناء على مخرجات جنيف1.

وطلب من الأطراف الخارجية تشجيع الحوار وعدم المطالبة بنتائج قبل ذلك، وحذر من خطر تحول سوريا إلى “بؤرة للإرهاب” مما يهدد بفوضى في الشرق الأوسط.

وتوقع المسؤول الروسي ألا تكون المفاوضات سهلة وسريعة، وبرر ذلك بوجود قوى تدعم أطراف معينة لا تريد نجاح الحوار.

ثورة سلمية

من جانبه أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الثورة في سوريا لم تبدأ مسلحة بل كانت سلمية وقابلها النظام الحاكم بالعنف”.

وتحدث كيري عن “اعتداء على الحياة والكرامة البشرية” بسوريا، وأكد وجود خيار واحد للمضي قدما في حل الأزمة، وهو تشكيل حكومة انتقالية بعد مفاوضات شاملة.

وأوضح أن الفترة الانتقالية بسوريا لا مكان فيها للرئيس بشار الأسد “لأنه سبب الاستجابة الوحشية للمظاهرات السلمية”، ولا مكان فيها “للمتطرفين الذين يمعنون في زيادة معاناة الشعب السوري”.

وقال كيري إن أمام المجتمعين التزاما بأن يتمكن الشعب السوري من اختيار قادته وإنهاء معاناته وعودة اللاجئين إلى بلادهم، ولذلك دعا الحاضرين إلى استغلال قدرتهم على التأثير على مختلف المجموعات بسوريا، وطالب بتوحيد الجهود لصياغة قرار ينهي الأزمة.

يذكر أن المؤتمر بدأ بحضور وفود ممثلة للنظام والمعارضة السوريين و39 دولة، ومن المقرر أن يستمر أسبوعا على الأقل.

مسؤول أميركي سابق: جنيف2 مضيعة للمال والوقت

ياسر العرامي-واشنطن

استبعد المسؤول السابق المختص بشؤون الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) مايكل روبن قرب تحقيق السلام في سوريا، معتبرا مؤتمر جنيف2 الذي ينعقد اليوم لبحث حل للأزمة “مضيعة للمال والوقت”.

وردا على سؤال للجزيرة نت حول إمكانية توصل جنيف2 إلى اتفاق سياسي ينهي حالة الصراع، قال روبن إن جنيف2 “لن يكون سوى مضيعة للمال، وأولئك الذين سيشاركون في المؤتمر لا يعبرون بالضرورة عن المجموعات التي تتحكم بالأمور على أرض الواقع في سوريا، وبالتالي فإن المؤتمر مجرد سراب”.

كما نفى صحة ما تردد عن وجود خطط أميركية لإرسال قوات حفظ سلام دولية إلى سوريا على المدى القصير، وأبدى عدم علمه بموضوع طلب الإدارة الأميركية تخصيص موازنة لقوات حفظ سلام بسوريا، إلا أنه استبعد تماما هذا الأمر، كما شدد على استحالة إرسال قوات حفظ سلام أميركية إلى سوريا أو أي دولة عربية أخرى في الوقت الحالي.

وأرجع روبن -الذي يعمل محاضرا لكبار ضباط الجيش الأميركي الموفدين لمنطقة الشرق الأوسط حول السياسة الإقليمية- استبعاده إرسال أي قوات حفظ سلام إلى أن “السلام في سوريا ما يزال بعيداً في الوقت الحالي”. وأضاف “كلما بدا أن طرفا في سوريا بدأ يخسر المعركة سارعت الدول الأجنبية الداعمة له إلى رفع دعمها ما يعني استمرار توازن القوى والمعركة”.

حسابات وعقبات

وتحدث روبن عن “عوائق كبرى” تعرقل التوصل إلى حل سياسي في سوريا، قائلا إن العائق الأكبر أمام مؤتمر جنيف2 هو حقيقة أن كل طرف يؤمن بأنه يستطيع الحصول على نتيجة أفضل عن طريق القتال.

وأضاف أن الأحقاد التي نتجت عن الحرب تجعل أي حل سياسي غير محتمل ما لم يربح أحد الأطراف ساحة المعركة، وجنيف2 موجود ليس إلا لغرض أن يشعر جون كيري وبان كي مون بأنهما “يفعلان شيئا”.

من جهته، قال تيد جالين كاربنتر الباحث في دراسات الدفاع والسياسة الخارجية بمعهد “كيتو” إنه من الصعب القول إن المسؤولين الأميركيين في هذه المرحلة “يؤمنون حقاً بأن الحل الدبلوماسي ممكن على المدى القصير، خصوصاً إذا ما أصرت القوى الغربية على تنحي الرئيس بشار الأسد”.

وأضاف كاربنتر للجزيرة نت أن “عقبات كثيرة” تحول دون التوصل إلى اتفاق سياسي ولا يمكن التغلب عليها بسهولة، ومنها رغبة العلويين والمسيحيين والأقليات الدينية الأخرى “في منع هيمنة العرب السنة على مرحلة ما بعد الأسد”.

وأشار إلى “عائق آخر هو وجود أجندة انفصالية للأكراد في سوريا”. وقال إذا كانت هذه العوامل المحلية لا تكفي لتقليص فرص التوصل لاتفاق سياسي فإن هناك جوانب متعددة تمنع ذلك “كوجود وكلاء إقليميين للصراع في سوريا بأجندة مختلفة مثل إيران وتركيا والسعودية، وكل هذه العوامل تجعل من المستبعد جداً في الوقت الراهن أن يتم التوصل إلى اتفاق سياسي مستقر وطويل الأجل في سوريا”.

آراء متباينة بشأن مشاركة ائتلاف المعارضة بجنيف2

                                            مهند المحمد-ريف حماة

بعد إعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الموافقة على الذهاب إلى مؤتمر جنيف2 الخاص بسوريا، تباينت آراء عدد من ثوار وأهالي ريف حماة وريف إدلب بشأن تأييد هذا القرار أو رفضه.

الجزيرة نت قامت باستطلاع الآراء بشأن هذا القرار، فقد رفض عصام حمادي من لواء صقور الحرب الذهاب لجنيف، وقال “نحن ضد هذه الموافقة، فهذا الائتلاف وقبله المجلس الوطني وجنيف1 لم نحصل منها إلا على الدمار والتشرذم والاقتتال، وهي كلها فتنة في فتنة”.

بدوره، رأى زميله في اللواء عاصف حمادي أن كل المؤتمرات والتجمعات السابقة لم تصل إلى شيء ولم توقف الدمار، فكلها مؤتمرات هوائية، ولم يحدث بعدها سوى الاقتتال بين الكتائب وبعضها، فهذه كتيبة موالية للمجلس الوطني، وأخرى موالية لائتلاف آخر.

وقال مقاتل ثالث إن الائتلاف لا يمثل إلا نفسه، بينما “الأرض هنا هي التي تثبت من يمثل سوريا، الائتلاف هو جماعة الفنادق، ولا يمثلنا إلا من على الأرض”، وأضاف أن “دمعة أم ثكلى تساوي جميع هذه المؤتمرات، كما أن قبول الائتلاف حضور هذا المؤتمر يعني اعترافا بالنظام، أما نحن فلا نعترف بهذا النظام أصلا”.

واعتبر الرائد سامر طه أن الائتلاف المعارض غير حر في إرادته وفي تصرفاته وفي اتخاذ القرار بالذهاب إلى جنيف2، وهذا القرار جاء نتيجة إملاءات خارجية وإقليمية عليه، واتهم طه الائتلاف بشراء بعض الأصوات داخل سوريا تدعي الآن أن الائتلاف يمثلها.

وتابع طه أن الائتلاف سيكتشف لاحقا أنه ذهب إلى جنيف2 لإسقاط بشار الأسد كشخص وليس كنظام، “ونحن ما خرجنا لإسقاط الأسد كشخص، ولكن لإسقاط النظام كله”، وسيكون من أولى أولويات الحكومة المقبلة مكافحة الإرهاب، وهناك موضوعات مهمة كان ينبغي على الائتلاف الاهتمام بها مثل اللاجئين وإعادة الإعمار والأسر المتضررة والشهداء، ولكن الائتلاف وضع هذه الأمور في آخر اهتماماته.

إنقاذ الأرواح

في المقابل، قال مواطن سوري إنه موافق على الذهاب إلى جنيف2 لإنقاذ الأرواح وحقن الدماء، ولإنهاء الحرب الدائرة.

وفي رأي آخر، عبر مواطن سوري عن رأيه بالقول “إننا كشعب سوري دفعنا الكثير جدا من دمائنا وكرامتنا ويكفي هذا، نحن نبحث عن الأمان ونريد العودة إلى ديارنا التي هجرنا منها، ولا نريد لأحد أن يتاجر بدمائنا”، وأضاف أنه “يؤيد الذهاب لجنيف2 بشرط تمثيل الشعب السوري الفقير الذي لا تصل كلمته إلى الخارج، نريد لمن يمثلنا أن يكون من قلب الثورة وعانى معاناتنا”.

واتهم سوري آخر الائتلاف بأنه مسيّر بآراء جهات خارجية، مشيرا إلى أنه يرفض كل هذه المؤتمرات لأنها لا تزيد إلا في محنة وشدة الشعب السوري، كما أن جنيف2 هو طبخة أميركية روسية والائتلاف سيقوم بالتوقيع فقط، “ونحن ضد الائتلاف نفسه، لأننا لا نرى له أي أثر على الأرض، ولا يهتم أعضاؤه إلا بالفنادق التي يقيمون بها وغير ذلك”.

بينما رأى آخر أنه يؤيد الذهاب إلى جنيف2 ليرتاح الشعب السوري من هذه المعارك، وحتى يحصل على حل لهذه الأزمة التي يعيشها.

مون والمعلم يتجادلان حول وقت الخطاب ولونا الشبل تضحك

استغرقت كلمة وزير الخارجية السوري 40 دقيقة بعد أن رفض اختصار ما كتب في ورقته

دمشق- جفرا بهاء

بدا المشهد في مؤتمر جنيف 2 خلال كلمة وليد المعلم وزير الخارجية السورية، منفصلا عن الواقع، فالمعلم تجاوز الوقت المحدد له بأربع أضعافه، “من 7 دقائق إلى 25 دقيقة” قبل أن يقاطعه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة طالباً منه الإيجاز وإنهاء كلامه.

بينما غرقت في الضحك لونا الشبل مستشارة الأسد الإعلامية والتي جلست خلف المعلم تماماً، بالتزامن مع ضحكة غامضة حبسها عمران الزعبي وزير الإعلام السوري، بعد أن اقتربت منه وهمست في أذنه وعادت إلى كرسيها.

وفي حين حاول الزعبي كتم ابتسامته، بقي وجه المعلم جاداً جامداً وهو يتابع الكلام المكتوب في ورقة أمامه دون أن يسقط- على ما يبدو- أي كلمة من خطابه الذي طال متعدياً على أوقات الآخرين.

المعلم والجرس!

بعد 25 دقيقة من الكلام المتواصل، وتحميل العالم كله مسؤولية ما يحدث في سوريا ما عدا النظام السوري، وتجاهل 6 تنبيهات عن طريق قرع الجرس كنوع من التذكير بالوقت، اضطر بان كي مون للتدخل ومقاطعة وليد المعلم قائلاً: “هل لك أن تنهي كلامك، أخذت إلى الآن 25 دقيقة”.

ليجيبه المعلم ببساطة شديدة “أنا قطعت كل تلك المسافة بالطائرة لأتحدث عن سوريا، أعطني بضع دقائق فقط”. لربما ظن المعلم أن بقية الوفود لم تقطع أي مسافة للمشاركة في المؤتمر.

ولكن بان كي مون عاد لتنبيه المعلم بضرورة الاختصار، وأنه لن يستطيع منحه أكثر من بضع دقائق، ليأتي جواب المعلم خارج كل السياقات “سوريا دائماً تفي بوعودها”، ولم يدر أحد عن أي وعود يتحدث المعلم، وما هي مناسبة جملته التي أتت جواباً على طلب الاختصار، ولكنه سرعان ما استدرك ليقول: “لا أستطيع أن أجزئ هذه الكلمة، ولا أستطيع أن أعدك أن أنهيها، علي أن أكملها كلها”.

ما يعرفه السوريون جيداً أنه ما من شخصية تتحدث باسم النظام سواء كمداخلة عابرة على أي محطة فضائية أو في أي مؤتمر، إلا وتتحدث وفقاً لما هو مقرر من “عباقرة” الإعلام السوري والمستشارين الإعلاميين، وبالتالي فإن المعلم وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، فهو مضطر لاقتراض بعض الوقت لأنه لا يستطيع أن يحذف أو يختصر أي كلمة من الكلام “المقدس” الذي كتبه له النظام.

وبينما المشهد يزداد غرابة بانزعاج بان كي مون، وبتجاهل المعلم لكلام الأول، رسم كل من الشبل والزعبي ابتسامة بدت للحظات أنها لن تنتهي، وإن لم يدرك أحد ما المبرر لهذه الضحكات في الوقت الذي حاول المعلم طوال الوقت التأثير على عواطف المستمعين بالكلام عن الفظاعات التي ترتكبها “المعارضة” و”التطرف” في سوريا.

ابتسامة لونا الشبل

عاد المعلم للكلام، ولإكمال خطابه الطويل وكيل الاتهامات والتهديدات هنا وهناك، وبقيت الشبل مبتسمة تضع السماعات على أذنها بين الفينة والأخرى كمحاولة- على ما يبدو- للتدقيق في الترجمة والتأكد منها، لحوالي عشرين دقيقة أخرى، دون أن يجرؤ بان كي مون على مقاطعته من جديد لأنه أدرك- ربما- أن عليه وعلى الوفود التي أتت من 39 دولة الانتظار والاستماع لكل كلمة في ورقة المعلم وزير خارجية الأسد.

وأما الأمر الأكثر استهجاناً، فكان توجيه المعلم كلمته لـ”كيري” وزير الخارجية الأميركي، ضارباً بذلك كل بروتوكولات المؤتمرات من هذا النوع، فبدلاً أن يوجه كلامه للجميع، قال “سيد كيري، لا أحد يفرض الشرعية”، لتنتقل الكاميرا بسرعة إلى كيري، ومن ثم تصور عدداً من الحضور وهم يتهامسون، ولتلتقط من جديد ابتسامات وضحكات الوفد السوري الرسمي الذي كان يتحدث باسم بشار الأسد كما قال وأكد وزير الخارجية وليد المعلم.

نداء البابا إلى جنيف2: عدم إدخّار أي جهد للسلام

الفاتيكان (22 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

دعا البابا فرنسيس المشاركين في مؤتمر جنيف2 الدولي للسلام في سورية إلى “عدم إدخّار أي جهد للتوصل على وجه السرعة إلى وقف العنف ووضع حد للصراع، الذي تسبب بكثير من المعاناة” حتى الآن

وفي نهاية لقاء الأربعاء المفتوح مع الناس في ساحة الفاتيكان ذكّر البابا بيرغوليو بأن “المؤتمر الذي انطلق اليوم في مونترو بسويسرا، مكرس لدعم السلام سورية، والذي ستتبعه مفاوضات تجري في جنيف اعتبارا من الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير” الجاري

وحض البابا المشاركين في المؤتمر إلى “السعي فقط إلى الخير الأكبر للشعب السوري الذي عانى كثيرا”، ومتضرعا الى الله لكي “يلمس قلوب الجميع”، أعرب البابا عن “الأمل بأن تبدأ سورية مسيرة حازمة نحو المصالحة والوئام وإعادة الإعمار بمشاركة جميع المواطنين”، حيث “يمكن لكل شخص أن يرى في الآخر أخاً يَقبَله ويعانقه لا عدوا أو منافسا “على حد تعبيره

بدء مؤتمر السلام السوري وسط خلافات بشأن الأسد

وزير الخارجية السوري وليد المعلم يترأس وفد الحكومة السورية في المحادثات بشأن السلام في سوريا المنعقدة في مونترو في سويسرا يوم الاربعاء. تصوير: جاري كاميرون – رويترز

1 / 1تكبير للحجم الكامل

مونترو (سويسرا) (رويترز) – لأول مرة تجتمع الحكومة السورية مع خصومها وجها لوجه يوم الأربعاء في مؤتمر السلام الذي يعقد في سويسرا وتأمل القوى العالمية أن يبدأ على الأقل عملية تهدف إلى انهاء الصراع المستمر في سوريا منذ ثلاثة أعوام.

وظهرت على الفور أدلة على وجود خلافات كبيرة مع اصرار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد في حين حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من تدخل قوى خارجية في الشؤون السورية.

وتحدث وزير الخارجية السوري وليد المعلم بحدة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون بعد أن تجاوز فترة العشر دقائق التي حددها بان لكل من المتحدثين في المؤتمر.

ورسم المعلم صورة لأعمال وحشية يرتكبها مقاتلو المعارضة الذين وصفهم “بإرهابيين” مدعومين من دول تحضر مؤتمر جنيف 2 وأصر على أن الأسد لن يرغمه أجانب على التنحي.

وافتتح بان ما سيكون يوما كاملا من القاء الكلمات في مونترو بحضور أكثر من 40 وفدا وأشار إلى انتهاك جميع الأطراف لحقوق الانسان ودعا إلى السماح على الفور بدخول المساعدات الانسانية بالكامل لكل المناطق المحاصرة.

وقال “بعد نحو ثلاث سنوات مؤلمة من الصراع والمعاناة في سوريا.. اليوم يوم أمل ضعيف ولكنه حقيقي” وحث الجانبين على التوصل لتسوية شاملة تعتمد على اعلان جنيف 1 الذي دعت فيه القوى العالمية تحت رعاية الأمم المتحدة في عام 2012 إلى تشكيل حكومة انتقالية تشرف على التغيير في سوريا.

وأضاف “أمامنا تحديات عظيمة لكنها ليست من التحديات التي لا يمكن تخطيها.”

وسعت القوى الغربية وروسيا إلى تنحية خلافاتهما الحادة جانبا حول ما إذا كان يتحتم ارغام الاسد على افساح الطريق أمام إدارة انتقالية ودعمتا المؤتمر كوسيلة لوقف انتشار العنف الطائفي في المنطقة.

ولم يزد مؤتمر جنيف 2 المنعقد في سويسرا حاليا التوقعات خاصة بين مقاتلي المعارضة الإسلاميين الذين يصفون قادة المعارضة المدعومين من الغرب بأنهم خونة لمجرد موافقتهم على الجلوس في نفس الغرفة مع وفد الأسد.

وأبدت المعارضة اصرارا على تحقيق مطالب مقاتلي المعارضة ودعا أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض وفد الحكومة إلى الانقلاب على بشار قبل بدء المفاوضات وقال “نوافق بشكل كامل على مقررات جنيف 1 الذي اتفقتم عليه جميعا.”

وأضاف أن الائتلاف يريد أن يكون له شريك داخل غرفة المفاوضات وقال “نريد أن نتأكد إذا كان لدينا شريك سوري في القاعة مستعد أن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوري وطني مثلنا. انني أدعوه إٍلى التوقيع على وثيقة جنيف 1 بحضوركم جميعا. الآن لنقوم بنقل صلاحيات الأسد كاملة إلى هيئة الحكم الانتقالية التي ستضع اللبنة الأولى في بناء سوريا الجديدة.”

وردا على اتهامات الحكومة بأن مقاتلي المعارضة عززوا تنظيم القاعدة ومتشددين آخرين قال الجربا إن قوات الأسد هيأت الأوضاع لتنظيم القاعدة لينمو عن طريق استهداف جماعات المعارضة الرئيسية.

أما المعلم فقد دعا القوى الأجنبية إلى الكف عن مساندة الإرهاب ورفع العقوبات المفروضة على دمشق.

وقال في كلمته “اؤكد ان سوريا البلد السيدة المستقلة ستقوم بكل ما يلزم للدفاع عن نفسها وبالطرق التى تراها مناسبة دون الالتفات الى كل الصراخ والتصريحات والبيانات والمواقف التى أطلقها الكثير فهذه قرارات سورية بحتة.”

وأضاف “لا أحد فى العالم له الحق فى إضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أى شيء فى سوريا إلا السوريون أنفسهم وهذا حقهم وواجبهم الدستورى وما سيتم الاتفاق عليه هنا أو فى أى مكان سيخضع للاستفتاء الشعبي فنحن مخولون هنا لنقل ما يريده الشعب لا بتقرير مصيره ومن يريد أن يستمع لارادة السوريين فلا ينصب نفسه للنطق” باسم الشعب السوري.

وكان كيري قال في كلمته قبل المعلم إن الرئيس السوري ليس له مكان في الحكومة الانتقالية لأنه فقد شرعية القيادة.

وأضاف “نرى خيارا واحدا فقط.. التفاوض على حكومة انتقالية تشكل بتوافق متبادل… هذا يعني أن بشار الأسد لن يكون جزءا من هذه الحكومة الانتقالية. ليست هناك أي طريقة ممكنة لأن يسترد شخص قاد ردا وحشيا على شعبه شرعية الحكم.”

وكرر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف موقف موسكو بضرورة عدم تدخل “لاعبين خارجيين” في شؤون سوريا الداخلية إلا أنه قال أيضا إن إيران التي لا تشارك في مؤتمر جنيف 2 يجب أن تكون جزءا من الحوار الدولي.

ولا تشارك إيران في مؤتمر جنيف 2 بعد أن سحب بان في اللحظة الأخيرة يوم الإثنين الدعوة التي وجهها لها بعد أن هددت المعارضة السورية بمقاطعة المحادثات إذا حضرت إيران.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله يوم الأربعاء إن المحادثات لن تنجح على الأرجح مضيفا “نتيجة لغياب اللاعبين المؤثرين عن الاجتماع فإنني أشك في أن ينجح اجتماع جنيف 2 في مكافحة الإرهاب… وفي قدرته على حل الأزمة السورية.”

ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى وقف اطلاق النار على الفور في سوريا وفتح الممرات الانسانية لتوصيل المساعدات للمدنيين.

وقال في كلمته أمام المؤتمر يوم الأربعاء “هذا موقف مروع قائم.. يقتل فيه الاف الابرياء من النساء والاطفال والرجال. طالبنا من بداية هذا المؤتمر بتطبيق وقف واحد لاطلاق النار أو أكثر وفتح الممرات الانسانية وتوصيل الأدوية.”

وأضاف أن حكومة الأسد “تتحمل مسؤولية كبيرة عن هذا الموقف وأيضا عن صعود الارهاب الإجرامي الذي تقول إنها تحاربه لكنها في واقع الأمر متحالفة معه.”

ودعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا بما في ذلك حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني مضيفا أنه لا يمكن أن يكون للأسد ومن لطخت أيديهم بالدماء دور في المرحلة الانتقالية في سوريا.

وتحدث الجربا ووزراء غربيون عن آلاف من الصور ظهرت عشية المحادثات توضح على ما يبدو تعذيب الحكومة لسجناء وقتلهم. وقال الجربا إن صور التعذيب ليس لها مثيل سوى في المعسكرات النازية أثناء الحرب العالمية الثانية.

ومع بدء المحادثات في مونترو ما زال القتال جاريا في سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن اشتباكات وضربات جوية وقعت في أنحاء متفرقة من البلاد. وأضاف أن قوات المدفعية النظامية قصفت قرى في محيط دمشق كما اشتبك مقاتلو المعارضة مع الجيش في حي جوبر في شمال شرق العاصمة.

وتحدث نشطاء أيضا عن اشتباكات في مدينة حماة وفي درعا وحلب.

ويصر الأسد على أن بامكانه الفوز ثانية في انتخابات الرئاسة وهزيمة “الإرهاب”.

وعلى الرغم من انخفاض سقف التوقعات فإن ملايين السوريين في مخيمات اللاجئين يأملون أن يحدث تغيير. وقال محمد من حمص في مخيم تابع للأمم المتحدة في لبنان “أرجو أن يتوصلوا لحل لهذه المشكلة.. نريد أن نعود للوطن.”

من جون ايريش وستيفاني نيبيهاي

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى