أحداث الأحد 01 أيار 2016
كيري في جنيف لـ «إنقاذ» حلب
موسكو – رائد جبر { واشنطن – جويس كرم < لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
أعلنت موسكو أنها «لن تضغط» على نظام الرئيس بشار الأسد لوقف عملياته العسكرية في حلب حيث واصل الطيران لليوم العاشر غاراته على احيائها بالتزامن مع بدء سريان هدنة موقتة في غوطة دمشق وريف اللاذقية، في وقت أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصالاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل توجهه اليوم الى جنيف اليوم لاجراء محادثات مع وزيري الخارجية السعودي عادل الجبير والأردني ناصر جودة والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لتثبيت وقف النار في سورية.
وكانت موسكو وواشنطن فشلتا في الاتفاق على ضم حلب الى نظام التهدئة الذي شمل ريفي دمشق واللاذقية. وتجنب بيان اصدرته الخارجية الروسية الاشارة الى ان الوضع في حلب كان مطروحاً خلال اتصال لافروف وكيري، على رغم ان تأكيد مصادر روسية واميركية متطابقة ان كيري طلب من نظيره الروسي توسيع الاتفاق ليشمل حلب، لكن طلبه قوبل بتحفظ روسيا التي رأت ان الفصائل المسلحة في حلب ليست ملتزمة الهدنة وشنت هجمات دموية على مناطق مدنية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف: «كلا، لن نمارس ضغوطاً (على النظام السوري ليوقف ضرباته) لأنه ينبغي الفهم ان ما يحصل هنا هو مكافحة للتهديد الارهابي. الوضع في حلب يندرج في إطار هذه المكافحة للتهديد الارهابي».
في واشنطن، بدا ان الادارة الأميركية وجدت نفسها مرة أخرى في مأزق اعلامي وسياسي حيال الأزمة في سورية، مع ضيق هامش التحرك لتوفير حماية للمدنيين بسبب معارضة البيت الأبيض والرئيس باراك أوباما وتأرجح المفاوضات واتفاق وقف الأعمال العدائية بعد استهداف المدنيين في حلب. ورأت مصادر أميركية أن الرهان على الضغط الروسي هو «الورقة الوحيدة في يد واشنطن» وتوقعت عقد لقاء قريباً بين كيري ولافروف.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية ان مندوب قطر لدى الجامعة العربية بعث مذكرة الى الامانة العامة يطلب عقد اجتماع للبحث في «التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة حلب وما يتعرض له المدنيون فيها من مذابح على يد قوات النظام السوري التي تستهدفها بالقصف منذ بضعة أيام مما أوقع مئات القتلى والمصابين».
وجاء هذا الطلب بعد إعلان روسيا إنها لن تطلب من دمشق وقف الغارات على حلب. وأفاد نشطاء معارضون و «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن الطيران السوري شن في اليوم العاشر لقصف حلب اكثر من 15 غارة على احياء في المدينة، مشيرين الى استمرار استهداف النقاط الطبية و «بلغ عدد المستشفيات المدمرة خلال 72 ساعة أربعة كان آخرها المركز الطبي في حي بستان القصر الذي استهدف في برميلين متفجرين ما ادى الى تدميره بالكامل وخروجه عن العمل». وأوضح «المرصد» ان ما لا يقل عن خمسة أشخاص قتلوا أمس ما رفع الى 250 عدد القتلى في قصف حلب منذ 22 نيسان (ابريل).
وأفاد نشطاء معارضون و «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن الطيران السوري شن في اليوم العاشر لقصف حلب اكثر من 15 غارة على احياء في المدينة، مشيرين الى استمرار استهداف النقاط الطبية و «بلغ عدد المستشفيات المدمرة خلال 72 ساعة اربعة كان آخرها المركز الطبي في حي بستان القصر الذي استهدف في برميلين متفجرين ما ادى الى تدميره بالكامل وخروجه عن العمل». وأوضح «المرصد» ان ما لا يقل عن خمسة أشخاص قتلوا أمس ما رفع الى 250 عدد القتلى في قصف حلب منذ 22 نيسان (أبريل).
في المقابل، بدا ان «نظام التهدئة» بدأ تطبيقه في غوطة دمشق وريف اللاذقية بموجب الاتفاق الاميركي – الروسي. وقال «المرصد»: «لا توجد اشتباكات في اللاذقية ولا توجد اشتباكات في غوطة دمشق»، مضيفاً أن هناك أعمال عنف محدودة بين جماعات معارضة متنافسة خارج دمشق.
نزوح من حلب في اليوم التاسع للقصف… وسريان الهدنة في غوطة دمشق واللاذقية
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
فرّ عشرات السكان من الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب السبت من منازلهم نحو مناطق أكثر اماناً، خشية من الغارات الجوية المتواصلة على المدينة لليوم التاسع على التوالي، في وقت سرت منذ ساعات الصباح الأولى تهدئة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في ريف دمشق وريف اللاذقية (غرب) بموجب اتفاق أميركي – روسي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 20 غارة جوية على الأقل نفذت في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب شمال سورية السبت، وهو اليوم التاسع على التوالي لعنف وقصف متبادل أسفر عن سقوط قرابة 250 قتيلاً من المدنيين.
ولم يذكر المرصد على الفور هل كان سلاح الجو السوري أم سلاح الجو الروسي هو الذي شن الغارات. لكن أوضح أن قصفاً نفذته القوات الحكومية في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بالمدينة منذ 22 نيسان (أبريل) أسفر عن مقتل 140 شخصاً بينهم 19 طفلاً. وأضاف أن قصف مقاتلي المعارضة لمناطق تحت سيطرة الحكومة خلال الفترة نفسها أسفر عن مقتل 96 شخصاً بينهم 21 طفلاً.
وفي الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، شاهد مراسل «فرانس برس» عند الساعة الخامسة فجراً عشرات العائلات تغادر منازلها في حي بستان القصر الذي تعرض لقصف جوي عنيف خلال الايام الماضية.
وأكد بعض السكان انهم ينزحون الى اماكن اخرى اكثر اماناً في المدينة فيما فضل آخرون مغادرتها بالكامل عبر طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد لسكان الأحياء الشرقية، والمؤدي الى غرب البلاد.
واثناء نقله بعض الحاجيات من منزله الى سيارته في بستان القصر استعداداً للمغادرة، قال أبو محمد لوكالة «فرانس برس»: «الوضع لم يعد يحتمل».
ولم يدخل زبون واحد متجر ابو محمد للادوات المنزلية منذ اسبوع بسبب الغارات، وقد تعرض أحد أطفاله الخمسة لنكسة صحية جراء الخوف الشديد من الغارات. وقرر ابو محمد الفرار الى محافظة إدلب (غرب) عبر طريق الكاستيلو الذي يتعرض ايضاً لقصف جوي منذ ايام عدة.
ومدينة حلب مقسمة منذ العام 2012 بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وأخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام. ويعيش حوالى 750 الفاً في الاحياء الغربية و200 الف في الجهة الشرقية ومئة الف في الأحياء ذات الغالبية الكردية.
وتشهد مدينة حلب منذ 22 نيسان تصعيداً عسكرياً بين قوات النظام والفصائل المقاتلة. وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الاحياء الشرقية فترد الأخيرة بقصف الاحياء الغربية بالقذائف الصاروخية وقوارير الغاز.
وقتل السبت جراء الغارات الجوية «ستة مدنيين على الأقل بينهم اربعة في باب النيرب واثنان في بستان القصر»، وفق ما افاد الدفاع المدني في الاحياء الشرقية. ووفق «المرصد» استهدفت حتى الظهر 28 غارة على الأقل الأحياء الشرقية وبينها الكلاسة والهلك وطريق الباب.
وبدّت الأحياء الشرقية من المدينة السبت فارغة تماماً من السكان فاغلقت المحال وفضل المواطنون البقاء في منازلهم. واختار البعض النزول الى أقبية المنازل علّها تكون أكثر أماناً. واذا وجد احدهم نفسه مضطراً الى السير في الشارع فيبقي رأسه مرفوعاً نحو السماء لمراقبة الطائرات الحربية خوفاً من الغارات، وفق مراسل «فرانس برس».
وتشهد الأحياء الغربية بدورها، وفق «المرصد»، «هدوءاً منذ فجر السبت تخلله سقوط قذائف أطلقتها فصائل إسلامية ومقاتلة على الخالدية وشارع النيل».
ودان المجتمع الدولي وبخاصة الأمم المتحدة تدهور الأوضاع الأمنية في سورية وفي حلب خصوصاً. واستهدف القصف الجوي يوم الأربعاء مستشفى القدس المدعوم من قبل منظمة «أطباء بلا حدود»، ما أسفر عن مقتل طبيبين، بينهم محمد وسيم معاذ طبيب الأطفال الأشهر في الأحياء الشرقية، وثلاث ممرضات و22 مدنياً. ويتحدر الطبيب معاذ من حلب نفسها وكان يعمل خلال النهار في مستشفى الاطفال وليلاً في قسم الطوارئ في مستشفى القدس. وقد غادرت عائلته الى تركيا، وفضل هو البقاء في حلب.
وقالت مسؤولة التوثيق في مستشفى القدس سمر حجازي لـ «فرانس برس»: «لقد تفرغ بشكل كامل لخدمة الناس هنا (…) حيث كان يقوم بمعاينة قرابة المئة طفل يومياً». وروت «في إحدى المرات رأيته يبكي عندما فشل في إنقاذ حياة طفل كان قد تعرض لنزيف شديد بعد اصابته برصاصة قناص».
ووفق حجازي «تتناقص المسشتفيات في حلب يوماً بعد يوم، ولا يتجاوز عدد المستشفيات التي لا تزال تعمل عدد أصابع اليد الواحدة».
وبعيداً من حلب واعمال العنف فيها، توقف القتال عند الساعة الواحدة صباح السبت على جبهتي الغوطة الشرقية لدمشق وريف اللاذقية الشمالي بعد دخول اتفاق اميركي – روسي حيز التنفيذ، وذلك في اطار تهدئة لا تشمل حلب.
وتسود حالة من الهدوء، وفق «المرصد السوري»، في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي بعد أيام من المعارك العنيفة، كما في الغوطة الشرقية لدمشق.
وكان الموفد الدولي الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا دعا الخميس روسيا والولايات المتحدة عرابتي الهدنة التي تسري في سورية منذ 27 شباط (فبراير) الى اتخاذ «مبادرة عاجلة» لإعادة تطبيقها.
وبعد ساعات أعلن عن اتفاق بين الدولتين الكبريين على «نظام تهدئة» يسري ابتداء من فجر السبت في الغوطة الشرقية وريف اللاذقية شمالاً.
وقال الجيش النظامي السوري ان «نظام وقف العمليات» يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة.
في شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» أمس: «نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في احياء الحويقة والحميدية ومحيط دوار غسان عبود والصناعة والعمال بمدينة دير الزور، ومناطق اخرى في قرية الجفرة المحاذية لمطار دير الزور العسكري، ايضاً قصفت طائرات حربية مناطق في قرية الجنينة بريف دير الزور الغربي، ما ادى الى استشهاد رجل وسيدة وطفلتين من عائلة واحدة، وسقوط أكثر من 12 جريحاً، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب بعض الجرحى في حالات خطرة».
روسيا لن تطلب من دمشق وقف غاراتها على حلب
موسكو، بيروت، القامشلي (سورية) – رويترز، أ ف ب
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اليوم (السبت)، بحسب ما نقلت عنه وكالة «إنترفاكس» الروسية، أن موسكو لن تطلب من دمشق وقف غاراتها الجوية على منطقة حلب التي تشهد مواجهات عنيفة منذ 22 نيسان (أبريل) الجاري.
وقال غاتيلوف: «كلا، لن نمارس ضغوطاً (على النظام السوري ليوقف ضرباته) لأنه ينبغي الفهم أن ما يحصل هنا هو مكافحة للتهديد الإرهابي»، لافتاً إلى أن «الوضع في حلب يندرج في إطار هذه المكافحة للتهديد الإرهابي».
واتهم مسؤولون أميركيون موسكو بدعم ضربات النظام الذي يبدو أنه يستعد لهجوم على حلب. والخميس الماضي، حضت واشنطن روسيا على الضغط على حليفها الرئيس بشار الأسد.
ولكن الجيش الروسي نفى دعم ضربات قوات النظام مؤكداً أن أياً من مقاتلاته لم يقم بطلعات فوق حلب في الأيام الأخيرة.
وأكد غاتيلوف أن «جيشنا والجيش الأميركي يناقشان في شكل يومي الوضع في حلب»، وذلك بعدما دعا الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الأربعاء الماضي، موسكو وواشنطن إلى «إعادة إحياء» وقف إطلاق النار في سورية.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تحدث عن شنّ 20 غارة على الأقل في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب شمال سورية اليوم، وذلك في اليوم التاسع على التوالي لعنف وقصف أسفر عن سقوط قرابة 250 قتيلاً من المدنيين.
ولم يذكر «المرصد» على الفور ما إذا كان سلاح الجو السوري أو سلاح الجو الروسي هو الذي شن الغارات، موضحاً أن قصفاً نفذته قوات النظام السوري في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة منذ 22 نيسان (أبريل) الجاري أسفر عن مقتل 140 شخصاً، بينهم 19 طفلاً.
وتعرّضت مدينة حلب لغارات أمس استهدف أحدها مستوصفاً طبياً في حي المرجة شرق المدينة، في حين أعلنت مجموعة من العلماء إلغاء صلاة الجمعة في مناطق سيطرة المعارضة خشية استهدافها بقصف جوي أو مدفعي، في خطوة غير مسبوقة.
من جهة ثانية، قُتل خمسة عناصر من القوات الأمنية الكردية اليوم في تفجير انتحاري استهدف حاجزاً لهم في مدينة القامشلي، شمال شرقي سورية، وفق ما أفاد مسؤول كبير.
وقال القائد العام لـ «قوات الأمن الداخلي الكردية» (الأساييش) جوان إبراهيم لوكالة «فرانس برس»، إن «انتحارياً فجّر حزامه الناسف بحاجز لقوات الأساييش» عند مفترق شارع الوحدة القريب من مقار قوات النظام السوري وميليشيا «الدفاع الوطني» الموالية لها في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة. وأسفر التفجير، بحسب إبراهيم، عن سقوط «خمسة شهداء وأربعة جرحى من قوات الأساييس».
وأوضح إبراهيم ان الحاجز المستهدف «يُعد نقطة تماس بيننا (الأساييش) وبين قوات الدفاع الوطني»، مشيراً إلى أن قوات النظام حاولت مراراً السيطرة عليه، لكن «التحقيقات لا تزال جارية» لتحديد الجهة المسؤولة.
ويأتي التفجير بعد نحو عشرة أيام على اشتباكات عنيفة بين «الأساييش» وقوات النظام السوري أودت بالعشرات، وانتهت باتفاق ينص على عودة الهدوء إلى المدينة وتبادل المعتقلين. وخلال تلك الاشتباكات، تبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) تفجيراً انتحارياً استهدف يومها أيضاً حاجزاً لقوات «الأساييش».
ويتقاسم الأكراد وقوات النظام السيطرة على مدينة القامشلي منذ العام 2012 حين انسحبت قوات النظام تدريجاً من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، خصوصاً في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وبعد انسحاب قوات النظام، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية موقتة في مناطق «كوباني» وعفرين (ريف حلب الشمالي والغربي) والجزيرة (الحسكة)، أُطلق عليها إسم «روج آفا» (غرب كردستان). وفي آذار (مارس) الماضي، أعلنوا النظام الفيديرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سورية.
كبرى فصائل المعارضة السورية تعلن رفضها الهدن المناطقية
محمد أمين
أكدت كبرى فصائل المعارضة السورية المسلحة، مساء أمس السبت، رفضها أي اتفاق تهدئة لا يشمل كل المناطق التي تقع تحت سيطرتها.
وقالت الفصائل في بيان، إنها لن تقبل مبدأ التجزئة أو الهدن المناطقية، مؤكدة أنها كتلة واحدة على امتداد سورية، والاعتداء على أي منطقة يوجد بها فصيل بمثابة الاعتداء على كل الفصائل، متمسكة بحقها بالرد في الزمان الذي تختاره.
وجاء بيان الفصائل بعد سريان اتفاق تهدئة مؤقتة في ريفي دمشق واللاذقية، أمس السبت، بموجب تفاهم أميركي ــ روسي، واستثنت الهدنة حلب التي يستهدفها الطيران الحربي بقصف غير مسبوق منذ 22 أبريل/نيسان الماضي.
وأشارت الفصائل، إلى أن اتفاق الهدنة الذي بدأ أواخر شهر شباط/ فبراير الفائت بات “بحكم الميت عمليا”، بسبب اشتداد القصف العشوائي من قبل النظام، وحلفائه، وارتكاب المزيد من المجازر في شتى المناطق بحق المدنيين، وفق البيان.
الفصائل اتهمت راعيي اتفاق الهدنة (موسكو وواشنطن) بالمشاركة بـ “جرائم الحرب المرتكبة”، مضيفة أن أحدهما من خلال قصفه الأحياء المدنية والمنشآت الطبية، في إشارة إلى روسيا، والثاني بالتغاضي عما يحدث، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وأكدت الفصائل دعمها للهيئة العليا للتفاوض بتعليق مشاركتها في مفاوضات جنيف للسلام مع النظام. ووقع على البيان أبرز فصائل الجيش السوري الحر، ومنها جيش الإسلام، وفيلق الشام، الجبهة الشامية، جيش اليرموك، غرفة عمليات حلب، جيش التحرير، وسواها.
الخارجية الأميركية: وقف إراقة الدماء في حلب أهم أولوية
واشنطن – العربي الجديد
شدد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على أن “نظام الأسد يواصل تصعيد النزاع باستهداف المدنيين الأبرياء وأطراف يشملها وقف الأعمال القتالية، وليس (جبهة النصرة) كما يقول النظام خطأ”.
وكشف متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي، أن واشنطن تعمل على ما سماه “مبادرات محددة” للحد من العنف في سورية. واعتبر أن وقف إراقة الدماء في حلب هو أهم أولوية.
وأورد بيان مفصل، حسب ما نقلت وكالة “رويترز”، عرض مضمون اتصالات أجراها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، خلال اليومين الماضيين، أن الأخير، أوضح رغبة الولايات المتحدة في أن تمارس روسيا ضغوطاً على حكومة نظام بشار الأسد، لجعلها توقف “الهجمات العشوائية على حلب”.
وذكر البيان، على لسان كيربي، أن كيري أجرى الاتصالات مع المبعوث الأممي للأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، ومنسق الهيئة العليا للمفاوضات السورية، رياض حجاب.
وأضاف كيربي أن “كيري أكد في الاتصالين الجهود المبدئية لتأكيد وقف العمليات القتالية في اللاذقية والغوطة الشرقية، وأن هذا القرار لا يهم تلك المنطقتين فقط. وأن الجهود لتجديد وقف القتال لا بد أن تشمل حلب”.
بدورها نقلت وكالة “فرانس برس”، عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أن كيري عبر عن “قلق عميق” في اتصال هاتفي مع دي ميستورا ورياض حجاب. وصرح أن كيري “قال بوضوح إن وقف العنف في حلب والعودة إلى وقف دائم للأعمال القتالية يشكل أولوية الأولويات”.
وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي رفض تأكيدات روسيا والنظام السوري بأن الضربات في حلب تستهدف “جبهة النصرة”، والمجموعة التي لا يشملها وقف إطلاق النار.
وقال إن كيري “قال بوضوح إننا نحث روسيا على القيام بخطوات لوقف انتهاكات النظام، خصوصاً هجماته الجوية العشوائية في حلب”.
ونقل كيربي أن كيري اعتبر مثل هذه الهجمات انتهاكاً مباشراً لوقف الأعمال القتالية، ويجب أن تتوقف فوراً.
ويأتي تصريح المتحدث باسم الخارجية الأميركية في سياق إعلان موسكو عدم رغبتها في الضغط على الأسد لوقف مجازر نظامه تجاه حلب، إذ اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أن المجازر المتواصلة فيها وقتل المئات من المدنيين “يندرج ضمن إطار مكافحة الإرهاب”، مؤكداً أن روسيا لا تضغط على نظام بشار بهذا الشأن، في تعبير واضح عن مدى التواطؤ الروسي مع المجازر، التي يرتكبها النظام وحلفاؤه في حلب، والتي خلفت خلال أيام مئات القتلى والجرحى من المدنيين.
وقال غاتيلوف، في حوار لوكالة “إنترفاكس” نشر يوم أمس، السبت: “يمكنني القول فقط، إن الوضع في حلب يجري بحثه يومياً بين عسكريينا والعسكريين الأميركيين. طبيعة الوضع أنه اتضح أن قوى إرهابيي (داعش) مرتبطة بفصائل مسلحة أخرى”.
وتشهد مدينة حلب منذ 22 أبريل/نيسان تصعيداً عسكرياً من قبل قوات النظام أوقع 246 قتيلاً من المدنيين، وفق آخر حصيلة وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ستة قتلى بمواجهات بين مليشيات النظام السوري بدير الزور
عبد الرحمن خضر
قُتِل ستة عناصر من المليشيات التابعة للنظام السوري وجرح أكثر من عشرة آخرين، مساء أمس السبت بمدينة دير الزور، شرقي سورية، في مواجهات بين “جيش العشائر” و”الحرس الجمهوري” من جهة، و”الدفاع الوطني” من جهة أخرى.
وقال الناشط الإعلامي، بدر الخلف، لـ”العربي الجديد”، إن “مواجهات اندلعت مساء السبت بين عناصر من الدفاع الوطني وجيش العشائر في حي الجورة الخاضع لسيطرة قوات النظام بمدينة دير الزور، خلّفت ستة قتلى وأكثر من عشرة جرحى”، مشيراً إلى أنّ “سبب المواجهات يعود إلى اعتقال جيش العشائر عنصرين من الدفاع الوطني، بتهمة عمالتهما لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.
الناشط أوضح أنّ، “التوتر ازداد وارتفعت حدّة المواجهات بعد تدخل مسلحين من الحرس الجمهوري إلى جانب جيش العشائر”، لافتاً إلى أنً قائد جيش العشائر المدعو “فراس العراقية” هدّد قائد الحرس الجمهوري، العميد عصام زهر الدين، بقتله ودفنه في دير الزور.
وفي سياق منفصل، “قُتِل أربعة مدنيين وأصيب اثنا عشر آخرون، بقصف نفذته طائرة حربية يعتقد أنها تابعة لسلاح الجو الروسي على بلدة الجنينة، غرب مدينة دير الزور، كما قتل شخصان آخران بانفجار لغم أرضي من مخلفات “داعش”، على حد قول الناشط.
إلى ذلك، أعدم تنظيم “داعش” سبعة أشخاص بتهم مختلفة، في منطقة الشعيطات معظمهم من أبناء عشيرة الشعيطات، كما قُتِل ما لايقل عن عشرة عناصر من التنظيم، في غارة لطائرة تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، على منطقة المالحة شمالي مدينة دير الزور.
مظاهرة أمام البيت الأبيض تنديداً بقصف حلب
واشنطن ــ الأناضول
تظاهر العشرات أمام البيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن، احتجاجًا على قصف النظام السوري وروسيا، مناطق سكنية في مدينة حلب.
وشارك في المظاهرة، مساء السبت، أميركيون من أصول سورية، ورفعوا لافتات كتب عليها “حلب تحترق، نحن نحترق” “الشعب السوري ليس وحيدًا” ورسموا بالشموع على الأرض عبارة “أنقذوا حلب” كما رددوا هتافات: “سورية حرة، تحيا سورية”.
ودعا المتظاهرون، الرئيس الأميركي باراك أوباما، والمنظمات الدولية، إلى التحرك لوقف الهجمات التي تتعرض لها مناطق المدنيين في حلب.
وقالت مريم، إحدى المشاركات في المظاهرة: “ما يحدث في حلب مؤلم جدًا، روسيا والنظام السوري يحولان حلب إلى ركام، والعالم يكتفي بالمشاهدة”. وانتقدت مريم سياسة أوباما، قائلة، “فقدنا ثقتنا به، فهو لم يلتزم بوعوده التي قطعها للشعب السوري على مدى 6 أعوام، ولكننا لم نفقد ثقتنا بأنفسنا، وسنستمر بالتظاهر”.
من جانب آخر، دعا كيفين ميللر، مشارك آخر في المظاهرة، الرئيس الأميركي لإقامة منطقة آمنة لحماية المدنيين، قائلًا، “لقد قطع أوباما الوعود، وقال إن أميركا لن تغض الطرف عما يحدث من مجازر، لكن ما نراه هو الصمت حيال قصف النظام السوري للمستشفيات والمدارس”.
ومنذ أيام تتعرض أحياء مدينة حلب لقصف عنيف من قبل طيران النظام السوري وروسيا، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيون، فضلًا عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي “انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي”.
جدير بالذكر أن مقاتلات (ذكرت مصادر معارضة سورية أنها روسية) استهدفت مستشفى “القدس” الميداني في حلب، الأربعاء الماضي، ما أدّى إلى مقتل 30 شخصًا على الأقل، وجرح عشرات آخرين.
استهداف الأسد لـ”حلب” يستنزفها اقتصادياً وبشرياً
إسطنبول – عدنان عبد الرزاق
رأى المحلل السوري عمر كوش أن استثناء مدينة حلب من اتفاق وقف النار المؤقت، الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو أول من أمس الجمعة، يؤكد استهداف حلب ليتم الاجهاز على ما تبقى فيها من منشآت وبنى تحتية وبشر.
وأشار المحلل الحلبي إلى أن المدينة تتعرض للاستهداف، اقتصادياً وديموغرافيا، منذ عام 2012 للحد الذي حول اقتصادها إلى “حربي يعتمد على التهريب وبعض الورشات الصغيرة التي نجت من القصف والطيران”، محذراً خلال تصريحه لـ”العربي الجديد” من أن الأخطر فيما تعانيه حلب من استهداف الآن، إنما يأتي من استهدافها ديموغرافيا بعد تهجير معظم سكانها، لمشاريع تصب في مصالح الإيرانيين ومخططات الأسد، فضلاً عن فصلها عن تركيا التي تعتمد عليها، حتى بمعظم غذاء من تبقى فيها.
وتتعرض بعض أحياء حلب، ثاني أكبر مدينة، وعاصمة سورية الاقتصادية، إلى قصف من الطائرات الروسية والسورية، منذ عشرة أيام، أدت لمقتل 250 مدنياً بينهم 20 طفلاً، إضافة إلى تهديم المنازل ومشفى ومراكز طبية، وأتت بحسب مصادر معارضة، على الورش الصناعية والأسواق والمساكن، في أحياء السكري والمشهد والكلاسة والمغاير والقاطرجي والفردوس، بالقسم الشرقي من المدينة.
وقدر الصناعي محمد الدباغ الخسائر الاقتصادية التي لحقت بحلب، بأكثر من 55 مليار دولار، موزعة على سرقة وتدمير منشآت مدينة الشيخ نجار الصناعية بأكثر من 25 ملياراً، والباقي على البنى والمنشآت الأخرى الموزعة على أطراف المدينة والمقدرة قبل الاستهداف والثورة بنحو 40 ألف منشأة في حلب.
وفي حين لم ينكر الصناعي السوري أن بعض المنشآت الصناعية “خطوط إنتاج” تم نقلها إلى تركيا، خوفاً من استهدافها من قصف الأسد وسرقة بعض المخربين، أشار خلال حديثه لـ”العربي الجديد” إلى ما وصفه بالسرقة المنظمة التي جرت عبر نقل أهم منشآت الغزل والنسيج والغذائيات والصناعات الطبية، إلى مدينتي طرطوس واللاذقية التي يسيطر عليها نظام الأسد، مؤكدا أن “هذا أخطر من القصف الذي تتعرض له المدينة اليوم، فقد تم بمساعدة ما يسمى رئيس غرفة صناعة حلب، فارس الشهابي الموالي للأسد، من نقل المنشآت والرساميل إلى مدن الساحل السوري تحضيراً للدويلة، أو ما يسمى سورية المفيدة”.
ولفت المتخصص بالصناعات النسيجية، الدباغ، أن بعض صناعيي حلب آثروا البقاء رغم محاولات نظام الأسد، تخسيرهم وتفليسهم إن لم ينقلوا منشآتهم لمناطق ومدن سيطرته، فقد رفع النظام أسعار الكهرباء والفيول والمازوت مرات عدة خلال الثورة، كما يمنع تجار حلب، إلا قلة تؤيده، من استيراد المواد الأولية من الخارج “وقد فلت قطعان جيشه والمليشيات على المنشآت الصناعية الذين يفرضون إتاوات على أصحابها تحت ذريعة حمايتهم”.
مشيراً إلى أن 70% من منشآت حلب البالغة أكثر من 40 ألف منشأة قبل الثورة، تهدمت أو سرقت أو تم نقلها لمناطق سيطرة الأسد أو إلى خارج القطر، ولم يبق على قيد الإنتاج الجزئي اليوم، سوى 1065 منشأة، منها 170 في مدينة الشيخ نجار، من أصل 3392 منشأة بالمدينة الصناعية مطلع عام 2011 ونحو 360 منشأة بمنطقة الراموسة الصناعية من أصل 1370 وبعض المعامل والمنشآت الصغيرة في تجمع جبرين الصناعي.
ومن ريف حلب أفادنا الباحث تركي مصطفى أن الحملة الجوية التي تشنها طائرات نظام الأسد على حلب قبل أسبوع مضى، استهدفت منشآت خدمية عامة كمشفى شوقي خلال ومشفى القدس في حي السكري ومركز للرعاية الطبية في حي المرجة، كما طاول القصف سوق الهال في حي الحلوانية وهو مركز لبيع الخضار.
وأضاف مصطفى لـ”العربي الجديد” أن القصف الجوي السوري الروسي ركز على منشآت اقتصادية خاصة في حي الجلوم ( سوق بيع الألبسة ) وتصنيعها، وكان الطيران الروسي دمر ثلاثة معامل للأدوية، وكذلك شهد السوق الرئيسي في حي بستان القصر.
ويرى خبراء سوريون أن أخطر ما تتعرض له حلب، الواقعة شمالي غرب سورية وتشترك بحدود برية مع تركيا، هو التهجير السكاني والعبث ببنيتها الديموغرافية.
ويقول الاقتصادي السوري صلاح يوسف إن الظروف الإنسانية والمعيشية الصعبة التي يتعرض لها سكان حلب، دفعتهم للهجرة “وتحولت معظم أحياء حلب لمناطق أشباح بعد أن كان سكان المحافظة ثلث عدد سكان سورية”.
وألمح يوسف المقيم باسطنبول، إلى أن عدد سكان الأحياء المحررة الـ65 اليوم لا يزيد عن 130 ألف نسمة، يعتمد جلهم على المساعدات والسلال الغذائية، بعد تهديم المنشآت والمنازل وتلاشي أي فرص للعمل، في حين يسكن الأحياء الـ15 التي يسيطر عليها النظام نحو مليوني سوري، بعضهم من محافظة إدلب.
وحذر يوسف خلال حديثه لـ”العربي الجديد” من استمرار تهديم أسواق ومعالم حلب، وسرقة ما تبقى من منشآتها الاقتصادية، معتبراً أن من أكبر الخسائر، هو الإنسان الحلبي الرائد صناعياً وتجارياً على مستوى سورية.
وتشتهر مدينة حلب التي تضم ثاني أقدم غرفة تجارة بالعالم تأسست عام 1885 للميلاد، بمصانع نسيجية وغذائية وصناعات تحويلية، وتشتهر فيها مدينة الشيخ نجار الصناعية والتي تعد من أكبر المدن الصناعية في الشرق الأوسط.
وكانت منظمات غير حكومية في واشنطن، قد حذرت من آثار حصار جيش الأسد على حلب، على غرار مدينة سريبرينتسا البوسنية في 1995.
وقال زاهر سهلول، المسؤول في الجمعية الطبية السورية الأميركية “إن حلب ستكون سريبرينتسا القادمة”، في إشارة الى مجزرة راح ضحيتها أكثر من 8000 مسلم على الأقل في البوسنة في يوليو/تموز 1995 على أيدي مليشيات صرب البوسنة.
وأضاف أن الطريق الوحيد الذي يربط تركيا بحلب التي كانت تلقّب قبل الثورة بعاصمة سورية الاقتصادية، تم قطعه بالكامل من قبل مجموعة كردية سورية حليفة لحكومة الأسد، ما يخشى على 300 ألف شخص في حلب.
وتعد حلب إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم، ومنذ ما لا يقل عن أربعة آلاف عام، وقت كانت عاصمة لمملكة يمحاض الأمورية، وتعاقبت عليها بعد ذلك حضارات عدة مثل الحيثية والآرامية والآشورية والفارسية والهيلينية والرومانية والبيزنطية والإسلامية. وفي العصر العباسي برزت حلب كعاصمة للدولة الحمدانية.
وتشتهر حلب بمبانيها التاريخية الكثيرة مثل قلعتها الشهيرة، كما أن أبوابها وأسواقها من أعرق أسواق الشرق، وكنائسها ومساجدها ومدارس العلم فيها، حيث اعتبرتها منظمة “اليونسكو” مدينة تاريخية هامة، نظرا لتنوع وغنى التراث الإنساني الذي تشمله، خاصة وأن فيها أكثر من 150 معلما أثريا هاما تمثل مختلف الحضارات الإنسانية والعصور.
حلب تحترق..فنانون بين التردد والإدانة
بيروت ــ العربي الجديد
سلسلة من الـ”هاشتاغات” والصور ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، حول الاعتداء العسكري الجوّي الحاصل على مدينة حلب السورية منذ أسبوع، والذي لم يُسفِر سوى عن قتل الأبرياء. صور لأطفال ونساء وشيوخ حاصرت وكالات الأنباء العالمية، فنشرتها بالمئات لنقلِ صورة المأساة الكبيرة من حلب. لكن، أين هم الفنانون العرب من الاستنكار؟ هؤلاء الفنانون الذين لا يوفرون مناسبة اجتماعية أو وطنية للأنظمة العربية، إلا ويتوجهون بالتهاني لها، أو يساندونها مباشرة.
مرَّت أيام قليلة على مأساة حلب المنكوبة، ولم تُعكِّر صفوَ عدد كبير من الفنانين الصورُ التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، والـ”هاشتاغ” الذي تصدر قائمة عناوين موقع “تويتر” من “#حلب-تحترق، و#أغيثوا-حلب”، وغيرها من الشعارات التي نددت بالأعمال الإرهابية لقوات النظام السوري، في الوقت نفسه، الذي يقدم فيه جزء كبير من هؤلاء الفنانين حفلات في بعض الدول العربية، ومنهم، راغب علامة، الذي وصل إلى الكويت ليقدم أولى حفلاته بعد فترة حداد على والديه استمرت أربعين يوماً، والفنانة، نانسي عجرم، المتواجدة إلى جانب زميلها، وائل جسّار، في شرم الشيخ، حيث تُقام سلسلة من الحفلات بهدف تشجيع السياحة المصرية.
في لبنان، قد يكون الخوف ما زال مسيطراً على المغنين تحديداً، بعد هجوم كبير تعرضوا له إبان بداية الثورة السورية. فارس كرم وعاصي الحلاني ونجوى كرم نأوا بأنفسهم عن أية مواقف تعرضهم للنقد، وهم مَن أسهم النظام السوري في نجوميتهم بداية حياتهم وانطلاقتهم الفنية. وقد يكون لراغب علامة ونانسي عجرم حسابات أخرى يجب أن تُراعى لاتخاذ موقف أو التنديد بما يجري من سورية، وهم على الأرجح في حال ترقب، لما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.
كان مستغرباً صمت الفنانة، أصالة نصري، التي تُعتبر رأس الحربة في المعارضة السورية ضد نظام الأسد، هربت أصالة من التغريدات التي اعتاد عليها جمهورها، ونشرت تغريدة منقولة من أحد متابعيها على صفحتها على “تويتر” تقول: “الحزن النبيل، الوقت من دم، والوقت نافذ سريع كسرعة الموت في تلك البلاد. لا يملك السوري اليتيم رفاهيّة الوقت ليتألّم كبقيّة أبناء جلدته”. كلام أصالة كان مُستغرباً على الموقع. وتلقّت ردود فعل قاسية
لكنَّ الفنّانة اللبنانيّة، إليسا، اعتبرت من أكثر الفنانات العربيّات جرأة، فعبرت عن رأيها عبر مقال نُشر في جريدة “النهار” اللبنانية، ويروي مأساة مدينة حلب منذ يوم الأربعاء الماضي، ثم غردت بعد ساعات بالإنجليزية “حلب تحترق، الناس يقتلون أدعو الله أن يحمي سورية موطن أمي”. كلمة إليسا على موقع “تويتر” جاءت مؤثّرة لمتابعيها الذي ردوا بالشكر والصلاة، ولم تحصد التغريدة أية ردود فعل معارضة لموقف إليسا من نظام بشار الأسد، ووقوفها إلى جانب الثورة السورية من البداية، على الرغم من تضامنها مع الشعب السوري في كل الأزمات الإنسانية التي يعانيها منذ خمس سنوات.
أما الفنانة، هيفا وهبي، فوضعت صورة مرسومة لطائرات ترمي بقلوب وغردت: “من قلبي سلام لحلب”. وظهر واضحاً التفاعل الكبير بين جمهور صاحبة “رجب”، الذي أثنى على حسّها الإنساني في ذكر حلب ومأساتها. وتأخرت الفنانة، كارول سماحة، في إعادة نشر تغريده تقول: “وحلب الأبية، حلب التاريخ، حلب العصيّة على نظام قاتل ومعارضة تائهة، حلب الأمل باقية باقية باقية”.
وعبر الممثل السوري، مكسيم خليل، عن تضامنه الواضح في قميص أحمر طُبع عليه “أنقذوا حلب”، وكتب إضافة إلى الصورة: “حلب من سورية. أهلها سوريون. أنقذوا أهلكم، ما تبقى من سوريتكم، ولتسقط كل أنظمة العالم ، فدماء أطفالنا أغلى. خمس سنوات تكفي لنخرج من سباتنا”. وبعد أن نشر الممثل السوري، جمال سليمان، صوراً للأطفال من مدينة حلب وكذلك شعار “حلب_تحترق”، كتب على صفحته الخاصة على “الفيسبوك”: “حلب تعيش مأساة كبرى تكبر كل يوم، ولكن من قرأ التاريخ، يعرف أن حلب كانت دوماً أكبر من كل البرابرة، الذين اجتاحوها وأرادوا إبادتها، إلا أنهم في النهاية استقروا في مزابل التاريخ. أما هي فبقيت وستبقى جوهرة فريدة في تاج التاريخ. كل الصلوات لك يا مدينة الحياة”.
الفنانة، سيرين عبد النور، كتبت على صفحتها تويتر: “في قلب ظلمة حلب، ما إلنا غير نضوّي شمعة إنسانيتنا ونصلّي… بيكفي تكون إنسان لتحس بوجع الناس”.
وعلى الرغم من ولائه للنظام السوري، بدّل الممثل، قصي خولي، صور صفحته الخاصة على موقع تويتر إلى اللون الأسود تعبيراً عن حزنه، وأعاد تغريد مجموعة من الأدعية عبر متابعين، تدعو الله إلى وقف المجزرة الحاصلة في حلب. ونشرت الفنانة السورية، كندة علوش، صورة لشعار “حلب_تحترق”، بينما غرد الممثل، عابد فهد، على صفحته الخاصة على “تويتر” بالقول:”الذئاب لا تتصافح إلاّ على دمار سورية وقتل أطفالها”.
وكان عدد من الفنانين الموالين لنظام الأسد قد نشروا قبل أيام من بداية المجازر في حلب تعليقات منددة بأعمال القتل دون ذكر النظام، فدونت، سلاف فواخرجي، على صفحتها على “الفيسبوك”: “حلب. شو غاروا منك وشو آذوكي وقهروكي وما عرفوا إنك شريان القلب، حلب يحميكي الرب”.
ونشر الفنان، مصطفى الخاني، منشوراً قال فيه “حلب لا تنزف. حلب تتبرع بدم أهلها لكل الذين ما فيهم دم”. وكتب الفنان، أيمن رضا، قائلا “ضيعانك يا حلب”، في حين عبر الفنان، قاسم ملحو، عن تعاطفه قائلاً “مستودع الوجع السوري في حلب”.
على الجبهة المصرية نشر الممثل، خالد الصاوي، شعار “حلب_تحترق”. وكذلك فعل زميله، محمد رمضان، وكتب مضيفاً: “إخواننا في حلب معكم من يغفل ولا ينام، معكم المنتقم الجبار، اللهم أسكن الشهداء الأبرياء الجنة”. ونشر الفنان، خالد أبو النجا، الصورة الرمزية لـ”حلب_ تحترق”. وكتب: “كفاية عك من السيسي لبشار. ارحمونا أنتم المسؤولون أمامنا وأمام الله.
يا مغيث أغثنا”.
نظام الصمت- نظام المجزرة
نظام الصمت” هو ضمان للتهدئة في دمشق وريف اللاذقية، خلال المجزرة المفتوحة في حلب. خدعة روسية جديدة لاخضاع السوريين وتركهم يشاهدون استباحة حلب على يد المليشيات الايرانية ومنعهم من رد الفعل الوحيد الذي يمكن أن يزعج النظام في معاقله في اللاذقية ودمشق. فـ72 ساعة هي زمن كافٍ لاستكمال الصدمة في حلب، ومنع الرد في اللاذقية. فنظام الصمت-المجزرة، يعتمد على المخدر الذي تحقنه اليد الأميركية في جسد المعارضة السورية المسلحة. حقنة تتسبب بشلّ المعارضة في المواقع التي يمكن أن تزعج النظام، مقابل اطلاق عملية اخضاع مرعبة للقسم المحرر من حلب.
التصعيد البربري في القصف الروسي-النظامي لمدينة حلب وأريافها، وريف حمص الشمالي، يأتي ظاهرياً كرد على انسحاب وفد “الهيئة العليا” المعارضة من جولة مفاوضات جنيف الاخيرة، ولكنه فعلياً، يأتي استكمالاً لمخطط اجبار حلب على الرضوخ. فالتحضيرات العسكرية السابقة لقوات النظام، كانت على قدم وساق طيلة شهور سبقت، ورافقها تدخل قوات من الجيش الايراني النظامي، وسط أنباء عن وصول ست مقاتلات Su-24 ايرانية إلى مطار الشعيرات في ريف حمص، ونقل منظومات المدفعية الثقيلة الروسية إلى ريف حلب. التضليل الروسي وسياسة قلب الحقائق والكذب المتواصل، منذ بدء التدخل العسكري الروسي نهاية أيلول/سبتمبر 2015، باتت مكشوفة وعلنية، ولم تعد تنطلي إلا على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
لماذا ستستمر الهدنة في ريف اللاذقية 72 ساعة، و48 ساعة في الغوطة الشرقية؟ 72 ساعة كافية لاستكمال القصف الوحشي للبنى التحتية في حلب، والتسبب في موجة نزوح هائلة من المدينة، حتى تبدأ بعدها عملية إيرانية برية واسعة. التضليل الروسي استهدف اضافة ريف دمشق إلى نظام الصمت، وهو الذي يعيش وقائع اقتتال داخلي، وصارت معالجته أسهل من ذي قبل. المشكلة في الغوطة بدأت مع وصول وفد روسي قبل 4 اشهر تفاوض مع “جيش الاسلام”، فاستغلت “جبهة النصرة” الأمر وبدأت عملية تحريض واسعة ضد “جيش الإسلام”، وبدأت تجد صداها بعد تحالف “النصرة” ومن خلفها “جيش الفسطاط” مع “فيلق الرحمن”. اليد الروسية المسمومة سبق ودخلت الغوطة، وزرعت التفرقة بين الفصائل. “النصرة” الخارجة عن كل اجماع وطني، وجدت ضالتها، في التهويل ضد “جيش الإسلام”، المشهور بأخطائه. المقايضة بين ريف اللاذقية والغوطة الشرقية، هو أشبه برمي عظمة للمعارضة، في منطقة بات من السهل كسرها.
المهم بالنسبة إلى روسيا، الآن، هو اخضاع حلب، كدرس للمعارضة كي تتوقف عن الامتناع عن تجرع كأس السم في جنيف. ذريعة وغاية، تطلق بها روسيا يد إيران في حلب، ويد النظام في جنيف. اتفاق مسموم ترعاه أميركا المذعنة للشروط الروسية، كي تنجز عملية سياسية مشوهة تبقي النظام ورأسه. وفي الوقت ذاته، تضيف روسيا جرعة مخدر إلى المجتمع الدولي، عبر التضليل، والحفاظ بالاعتداء على “وقف الأعمال العدائية”.
تنديد شعبي عربي وعالمي بقصف حلب
شهدت عدة عواصم عربية وعالمية اعتصامات ووقفات احتجاجية وتضامنية مع مدينة حلب التي تتعرض منذ أيام لقصف عنيف من طيران النظام السوري وروسيا لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية ولا المدنيون.
وفجر اليوم الأحد نظم مواطنون أتراك فعالية بعنوان “لنلتقي في صلاة الفجر من أجل حلب” في مسجد مهريماه سلطان في إسطنبول تضامنا مع حلب.
ورفع المشاركون في الفعالية لافتات بحرم المسجد كتب عليها “تحية للمقاومة السورية في عامها السادس”، و”نحن إلى جانب الشعب السوري المقاوم”، و”المستقبل للإسلام”.
كما أحرق المتضامنون العلم الروسي وصورة الرئيس فلاديمير بوتين، وأطلقوا هتافات مناهضة لروسيا وإيران والولايات المتحدة.
غارات وضحايا
وتعرضت مدينة حلب شمالي سوريا لغارات سورية وروسية كثيفة أوقعت ما لا يقل عن مئتي قتيل وأربعمئة جريح، بينما شل القصف الحركة في المدينة، ودفع بعض سكانها للنزوح.
وفي تركيا أيضا نظمت جمعية “أوزغور در” (غير حكومية) التركية مساء أمس السبت وقفة احتجاجية أمام القنصلية الروسية في مدينة إسطنبول للتنديد باستهداف حلب، معتبرة ما يحدث “جريمة ضد الإنسانية”.
وفي المغرب شارك العشرات من المغاربة مساء أمس السبت بمدينة الدار البيضاء في وقفة تضامنية صامتة مع ضحايا حلب.
وحمل المشاركون في الوقفة لافتات تدين “الإبادة” التي يعرض لها سكان مدينة حلب السورية، وتتضامن مع ضحايا القصف.
وفي العاصمة اللبنانية بيروت شارك عشرات الناشطين اللبنانيين والسوريين في وقفة تضامنية وسط العاصمة بيروت تعبيرا عن تضامنهم مع أهل حلب، وسخطهم على صمت المجتمع الدولي حيال المجازر التي يرتكبها النظام السوري.
وطالب الناشطون المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف ما يرتكب بحق الأطفال والنساء والأبرياء في سوريا.
مطالب وحملات
وفي تونس دعا ناشطون -في وقفة نظمت اليوم السبت وسط العاصمة- المنظمات الدولية إلى التدخل لوقف ما يتعرض له أهالي حلب من قصف على يد قوات النظام وروسيا.
وفي مصر أعلن نشطاء عن حملة إلكترونية لتعطيل حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تبدأ منتصف الليل بتوقيت مدينة حلب التاسعة بالتوقيت العالمي لمدة 12 ساعة، في محاولة لمساعدة سوريا ولفت أنظار العالم إلى دماء الأطفال.
أما في بريطانيا فنظمت “حملة التضامن مع سوريا” وقفة احتجاج أمام السفارة الروسية في لندن تنديدا باستهداف مستشفى القدس الميداني في حلب الأربعاء الماضي، وبتواصل القصف الذي تتعرض له المدينة، ولمطالبة الحكومات والأمم المتحدة بالتدخل لوقف مأساة حلب.
أما في العاصمة الهولندية أمستردام فقد اعتصم العشرات أمام السفارة الروسية في وقفة تضامنية مع أهالي المدينة المنكوبة التي تتعرض لحملة قصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة من قبل طائرات النظام السوري وروسيا.
وندد المشاركون بـموسكو وإيران اللتين لا تكفان عن دعم النظام السوري بكل ما أعطيتا من قوة.
المعارضة السورية ترفض هدنة لا تشمل كل مناطقها
قالت مجموعة من أبرز فصائل المعارضة السورية المسلحة إنها لن تلتزم بأي اتفاق هدنة لا يشمل جميع مناطق سيطرة المعارضة.
وقال بيان أصدره عدد من الفصائل -بينها جيش الإسلام الذي يسيطر على مناطق شرقي دمشق- “لن نقبل بأي حال من الأحوال بمبدأ التجزئة أو الهدن المناطقية”.
وأكد الموقعون على البيان أنهم سيعتبرون أي اعتداء على أي منطقة يتواجدون فيها بمثابة اعتداء على جميع المناطق، وتمسكوا بحق الفصائل بالرد في الزمان والوقت الذي تختاره.
وجاء موقف الفصائل بعد سريان هدنة مؤقتة في ريفي دمشق واللاذقية أمس السبت بموجب اتفاق أميركي روسي، واستثنت هذه الهدنة حلب التي تستهدفها حملة من القصف العنيف منذ 22 أبريل/نيسان الماضي.
وكان الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية قد طالب الولايات المتحدة الأميركية بالضغط على روسيا لوقف القصف المستمر على حلب والذي أوقع مئات القتلى والجرحى.
وأكد رئيس الائتلاف أنس العبدة -في مؤتمر صحفي عقده بإسطنبول- أن نظام الرئيس بشار الأسد وروسيا وإيران قضوا على الهدنة التي بدأت في 27 فبراير/شباط الماضي، بعد المجازر التي يرتكبها النظام في حلب، واعتبر ما يحدث جريمة حرب وطالب بمحاسبة المسؤولين عنها.
واشنطن و”إبادة حلب”.. عجز أم تجاهل؟
بينما يستمر قصف النظام السوري وروسيا على حلب لليوم العاشر على التوالي، لا تبدو هناك خُطة أميركية واضحة لوقف هذا الهجوم حيث اكتفت واشنطن بالإدانة ودعوات وقف إطلاق النار، كما يرى هاردن لانغ كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي بواشنطن، والخبير في شؤون الأمن القومي والشرق الأوسط.
وفي تصريحات لـ الجزيرة، قال لانغ إن حلب تُركت في وضع عصيب، فلا الإدارة الأميركية ولا أوروبا ولا اللاعبون الإقليميون مثل تركيا والسعودية المشغولة بـ اليمن، يبدو أنهم مستعدون للقيام بعمل تجاه الأزمة الإنسانية في حلب.
كما غاب دور الإدارة الأميركية لوقف ما يجري في حلب، فقد غابت جرائم الإبادة الجماعية بحق سكان المدينة عن غالبية وسائل الإعلام الأميركية المنشغلة بحملات الانتخابات الرئاسية.
لكن الدور الأميركي في المقابل كان حاضرا عن طريق التصريحات، حيث قالت الخارجية إن “النظام السوري يصعد الصراع باستهدافه المدنيين، وإن واشنطن تعمل على مبادرات للحد من العنف في سوريا”.
وأكدت الخارجية الأميركية أن واشنطن تعتبر وقف إراقة الدماء في حلب أهم الأولويات، وأن الوزير جون كيري أوضح للمبعوث الدولي ستفان دي ميستورا وللمعارضة السورية أن واشنطن حثت روسيا على الضغط على حكومة الأسد لوقف الهجمات على حلب.
وشدّد كيري -الذي سيجتمع في جنيف اليوم الأحد بوزيري خارجية الأردن والسعودية ومبعوث الأمم المتحدة لبحث الشأن السوري- على أن جهود وقف العمليات القتالية ليست قاصرة على اللاذقية والغوطة الشرقية بل تشمل حلب أيضا.
موقف ضعيف
ووفق جيمس جيفري نائب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق فإن موقف واشنطن الضعيف مما يجري في حلب يعود إلى عدم رغبة الرئيس بارك أوباما في التدخل، وإن وزير الخارجية يقوم بعمليات تفاوضية لا تعني شيئا، على الرغم من أن واشنطن يمكنها القيام بالكثير في مثل هذا الوقت لكنها لا تفعل.
وأضاف في تصريح للجزيرة أن واشنطن تستطيع أن تعلن غدا أنها ستقوم بنشر صواريخ باتريوت في تركيا، والأتراك سيكونون سعداء بهذا بحيث تسقط أي طائرة تحلق فوق حلب.
وتابع “كان يمكن أيضا لواشنطن أن توجد منطقة آمنة لوقف تدفق اللاجئين وحماية الناس من الهجمات التي نراها على التلفزيون، كما يمكنها أن تقدم صواريخ مضادة للطائرات لبعض قوات المعارضة “كي تستهدف الطائرات المهاجمة، لكنها لم تقم بأي من هذه الإجراءات”.
أما مدير مركز التحليل السياسي العسكري بمعهد هدسون الأميركي ريتشارد وايتز، فاعتبر أن اهتمام بلاده بالوضع في سوريا أقل بكثير من الاتفاق النووي مع إيران، أو مساعدة العراق على إعادة السيطرة، وأن إدارة أوباما يرغب في الانتقال السياسي بسوريا، لكنها لا تملك أكثر من الرغبة.
كيري: عودة سريان الهدنة بكامل سوريا أولوية
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن عودة سريان الهدنة في كامل سوريا يشكل أولوية، وحث روسيا على اتخاذ خطوات لوقف انتهاكات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن كيري تواصل هاتفيا مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا ومنسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، وقال لهما “بوضوح إن وقف العنف في حلب والعودة إلى وقف دائم (للأعمال القتالية) يشكل أولوية الأولويات”.
وذكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أن واشنطن تعمل على مبادرة محددة لوقف تصعيد القتال في سوريا.
وأوضح المتحدث أن كيري حث روسيا على اتخاذ خطوات لوقف انتهاكات حكومة الأسد لاتفاق وقف الأعمال العدائية الساري منذ 27 فبراير/شباط الماضي.
وأكد أنه لا بد من وقف الهجمات ضد المدنيين في سوريا من قبل النظام السوري، واتهم حكومة الأسد بتصعيد الصراع في سوريا عبر استهداف المدنيين الأبرياء.
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الأميركية اليوم الأحد إلى جنيف ضمن مساعي احتواء التطورات المتلاحقة في سوريا وإنقاذ اتفاق الهدنة، وسيجري كيري مشاورات على مدى يومين مع دي ميستورا ونظيريه السعودي عادل الجبير والأردني ناصر جودة.
وكشف غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في وقت سابق عن تنسيق أميركي روسي وثيق يتعلق بالوضع في حلب، لكنه أكد أن بلاده لن تضغط على دمشق لوقف عملياتها في المدينة لأن “ما يحصل هنا هو مكافحة للتهديد الإرهابي”.
وتتعرض حلب منذ 21 أبريل/نيسان الحالي، لقصف عنيف من قبل طيران النظام وروسيا، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية والمدنيون، وأسفرت الغارات عن مئات من القتلى والجرحى.
فيسبوك بلا سوريين.. حملة إغلاق حسابات احتجاجاً
دبي- العربية نت
#حلب_تحترق ، الهاشتاغ الأعلى عالمياً بعد حملة مكثفة سورية على وسائل التواصل الاجتماعي لإطلاق الهاشتاغ في محاولة للفت نظر العالم من جديد، وأصبح الهاشتاغ هو الأكثر تداولا عالميا بأكثر من 700 ألف تغريدة.
#حلب_تحترق
وتعددت الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، ما بين إطلاق الهاشتاغ، وما بين سيطرة اللون الأحمر “كناية عن الدم الحلبي والنار” على حسابات السوريين، وبمساندة مكثفة مصرية لبنانية لنشطاء عرب لم يستطيعوا الصمت على ما يحدث في حلب.
من بين الحملات التي تم إطلاقها، حملة تدعو لمقاطعة موقع فيسبوك وإغلاق الحسابات لمدة 24 ساعة بدءاً من الساعة 12 بتوقيت حلب من ليلة الأحد، احتجاجاً على صمت إدارة فيسبوك عن مجازر الأسد وروسيا، في الوقت الذي غيّر صاحب الموقع، مارك زوكربيرغ، صورة بروفايله إلى العلم الفرنسي بعد أحداث باريس.
#حلب_تحترق
صمت إدارة فيسبوك استفز المشاعر، وقرر النشطاء “مصريون وسوريون” إجبار فيسبوك على الالتفات إلى حلب.
وقام نشطاء بكتابة تعليقات بشكل مكثف على صورة صاحب فيسبوك زوكربيرغ، وتمحورت تلك التعليقات بالتساؤل واللوم على عدم الالتفات إلى حلب وسوريا وجرائم النظام وروسيا، ودعت بعض التعليقات إلى التعامل بإنسانية تجاه كل الأحداث الدامية في العالم، وليس فقط في أوروبا.
استهداف المستشفيات.. عادة الأسد القديمة
دبي – زينب خرفاتي
لم يتوقف استهداف المنشآت الطبية منذ اندلاع الثورة السورية، حيث وثقت منظمات حقوقية استهداف نظام بشار الأسد للعديد من المستشفيات والطواقم الطبية خلال سنوات الحرب.
وتؤكد هذه المنظمات أن النظام ليس وحده المسؤول عن قصف المرافق الطبية بل كذلك تنظيم داعش.
وبات الرعب يحكم حلب، فالغارات المكثفة لطائرات النظام لم توفر كبيراً أو صغيراً، بل ركزت على المنشآت الطبية لزيادة معاناة الأهالي، غير أن استهداف المنشآت والفرق الطبية لا تعد سياسة جديدة لنظام الأسد.
فمنذ اندلاع الثورة السورية في مارس من العام 2011 تركزت غارات النظام على الخدمات الطبية في المناطق الخارجة عن سيطرته وبحسب منظمة أطباء لحقوق الإنسان الأميركية غير الحكومية فإنه خلال الفترة من مارس 2011 وفبراير 2016 شن النظام 358 هجوماً على منشآت صحية.
وقتل في هذه الهجمات 726 عاملاً وفي سبعين غارة استخدم النظام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية ضد مشاف.
أما أطباء بلا حدود فتقول إنه في عام واحد هو 2015 شن النظام 94 غارة جوية على منشآت طبية منها 63 مستشفى كانت المنظمة تدعمها وتم تدمير 12 منشأة طبية بالكامل وقتل وجرح 81 من الفرق الطبية.
المعارضة: الأسد يبحث عن حل للأزمة عبر مجازره بحلب
دبي – قناة الحدث
أعلن رئيس الائتلاف السوري، أنس العبدة، عن قبول استقالة الحكومة المؤقتة، مشيراً إلى أن الائتلاف سيكلف في غضون 10 أيام رئيس وزراء جديد الذي سيختار بدوره حكومة جديدة داخل سوريا.
وقال العبدة إن نظام الأسد يهدف إلى فرض حل للأزمة السورية خارج إطار الشرعية الدولية ومفاوضات جنيف، وهذا عبر مجازره الأخيرة في حلب.
وتواصلت الغارات على حلب لليوم التاسع على التوالي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 20 غارة جوية على الأقل نُفذت في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في المدينة، ما رفع حصيلة القتلى إلى 255 في تسعة أيام. ولم يذكر المرصد الجهة المنفذة للغارات وما إذا كان طيران النظام أو الروس.
واشنطن تطالب بعودة سريان وقف الأعمال القتالية في سوريا
لقاء بين كيري والجبير وجودة ودي ميستورا في جنيف لبحث التصعيد
يلتقي وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الأحد والاثنين بجنيف، وزيري خارجية السعودية والأردن والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، لبحث التصعيد العسكري بسوريا على وقع استمرار مجازر النظام في حلب.
ويجري حراك دبلوماسي دولي واسع النطاق لإعادة العملية السلمية في سوريا إلى مسارها ولجم التصعيد الدامي لنظام الأسد لاسيما في حلب.
هذا التصعيد سيكون محور مباحثات عاجلة في جنيف الأحد والاثنين يجريها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيريه السعودي عادل الجبير والأردني ناصر جودة إلى جانب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، حسب ما أعلنت الخارجية الأميركية.
وطالب كيري قبل توجهه إلى جنيف بعودة سريان وقف الأعمال القتالية في كامل الأراضي السورية، خصوصا حلب.
وحسب بيان للخارجية الأميركية فإن كيري تباحث هاتفيا مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ومنسق المعارضة السورية رياض حجاب، وأوضح لهما أن وقف العنف في حلب والعودة إلى وقف دائم للأعمال القتالية يشكل أولوية قصوى.
وأفاد البيان أن كيري أوضح للطرفين أن واشنطن تريد من موسكو أن تمارس ضغوطا على نظام الأسد لإيقاف الهجمات الجوية العشوائية على حلب.
دول الخليج ممتعضة
من جانبها، أبدت دول مجلس التعاون الخليجي غضبا مما يحدث في حلب من قصف وحشي من نظام الأسد، واعتبرت أن ما يجري جرائم ضد الإنسانية، داعية مجلس الأمن والدول الراعية للهدنة في سوريا إلى التدخل الفوري لوقف هذا التصعيد.
الائتلاف يتهم وروسيا تغرد خارج السرب
أما الائتلاف الوطني السوري المعارض وعلى لسان رئيسه أنس العبدة فقد اتهم نظام الأسد بمحاولة نسف عملية جنيف التفاوضية عبر التصعيد العسكري في حلب، مشيرا إلى أن النظام يحاول فرض حل للأزمة السورية خارج إطار الشرعية الدولية. أما التغريد الروسي فأتى خارج السرب الدولي تماما، حيث اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن قصف حلب هو مكافحة للخطر الإرهابي، وصرح بأن موسكو لن تطلب من نظام الأسد وقف الغارات الجوية على حلب.
رغدة: نذرت أن أقص شعري بساحة حلب بعد تحريرها من آخر “إخواني وتكفيري“
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قالت الفنانة السورية رغدة إن طائرات القوات الجوية السورية لم تقم بقصف حلب، مشيرة الى أن الموجودين في هذه المدينة ليسوا من أهلها، مستغربة أن يتم تسليط الضوء عليها في هذا التوقيت بالذات.
وأضافت رغدة أنها ندرت أن تقص شعرها وترميه في ساحة سعد الله الجبري في مدينة حلب، عندما يخرج “آخر إرهابي وآخر تكفيري وآخر إخونجي وسلفي ممول” من أرض سوريا وينتهي ما يحدث هناك.
حديث رغدة جاء أثناء استضافتها في برنامج “هنا العاصمة” المذاع على قناة “سي بي سي”، حيث كشفت أنها لا تمتلك سيارة، لعدم امتلاكها أموالاً كافية، مشيرة الى أنها تذهب الى المسرح بـ”تاكسي.” كما أضافت أن أغلب الدول العربية قاطعتها لموقفها من العراق ولبنان وسوريا.
الفنانة السورية أشارت الى أن بلادها تحارب نيابة عن الأمة العربية كلها، وأنه “لولا صمود الجيش العربي السوري لكانت كل الفصائل المسلحة على الأرض السورية في سيناء حالياً” على حد تعبيرها.
واستطردت أن حلب ستكون المعركة الأخيرة، وتوقعت أن تقف الحرب “لا خاسر ولا رابح” في الأيام المقبلة.
مدير مستشفى القدس بحلب لـCNN: خوف السكان ليس فقط حول الذهاب للمستشفيات بل حتى من السير بالشوارع
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— رسم الدكتور حسان، مدير مستشفى القدس الواقع في مدينة حلب صورة عن الحياة اليومية التي يعيشها السكان في المدينة التي تشهد ما وصفها مراقبون بالمجازر وسط تبادل اتهامات بين النظام السوري وفصائل المعارضة حول المسؤولية عن عمليات القتل واستهداف المدنيين وفي مقدمتها مستشفيات.
وقال حسان في مقابلة حصرية مع CNN: “هم (سكان حلب) ليسوا فقط خائفين من الذهاب إلى المستشفيات في حلب وحسب، بل خائفون من السير في الشوارع مخافة أن يتم استهدافهم في طريقهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية.”
وفي تعليق على حياة واصف ماز آخر طبيب للأطفال في حلب وواحد من بين ستة من طاقم المستشفى الذي قتلوا باستهداف منشأتهم الصحية، الخميس، قال الدكتور حسان: “سألته (الطبيب ماز) لماذا لا تتزوج؟ فأجابني: إذا تزوجت فلن أكون هنا في حلب لمدة طويلة فزوجتي ستكون في تركيا وسأمضي نصف أيامي في تركيا والنصف الآخر في حلب.”
المرصد السوري: سقوط 6 آلاف قتيل في 7 أشهر.. والائتلاف: “هولوكوست حلب” مستمر بنيران الأسد وبوتين
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، أنه سجل سقوط حوالي 6 آلاف قتيل خلال الأشهر السبعة الماضية في سوريا، فيما اتهم الائتلاف السوري المعارض نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنساني، مؤكدا أن ما وصفه بـ”هولوكوست حلب” مستمر بنيران الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عبر موقعه، أنه تمكن من توثيق مقتل 5799 مواطن مدني ومقاتل من الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة وتنظيم “داعش”، خلال الأشهر الستة الفائتة، وذلك منذ 30 سبتمبر/ أيلول 2015 وحتى 30 أبريل 2016، مضيفا أنهم “قضوا في آلاف الضربات الجوية التي استهدفت عدة محافظات سورية، منذ بدء الضربات الروسية في 30 سبتمبر الماضي”.
وأوضح المرصد أن الخسائر البشرية جاءت على الشكل التالي: “2005 مواطنين مدنيين سوريين هم 481 طفلاً دون سن الـ 18، و305 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و1219 رجلاً وفتى، إضافة لـ 2035 عنصر من تنظيم داعش، و1759 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية”.
وقال المرصد إنه “على الرغم من الادعاءات المتواصلة للمجتمع الدولي بحماية المواطن المدني السوري والحرص على حياته، لا زلنا نرى روسيا شريكاً أساسياً في قتل المواطنين السوريين المدنيين، بشكل يومي ومستمر، بذريعة محاربة تنظيم داعش، وسط صمت المجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى سوريا عن الجرائم المتواصلة بحق أبناء الشعب السوري”.
في الوقت نفسه، أعلن الائتلاف السوري المعارض أن “روسيا وقوات الأسد تستمر في قصف مدينة حلب بشكل وحشي لليوم التاسع على التوالي، وإمطار المدينة بمختلف أنواع الصواريخ الموجهة من الطيران الحربي”.
وأضاف الائتلاف، على موقعه، أن “أجواء المدينة شهدت، صباح السبت، أكثر من 15 غارة على الأحياء الشرقية لحلب، وتم استخدام فيها الصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، ما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين في أحياء المواصلات والمعصرانية والهلك وطريق الباب وباب النيرب ومنطقة عزيزة”.
من جانبه، قال رئيس الائتلاف السوري أنس العبدة إن “نظام الأسد يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حلب”، مطالبا أصدقاء الشعب السوري بإجراءات ملموسة لوقف “عدوان النظام” على حلب.
وأضاف العبدة أن الائتلاف تقدم بأربعة مقترحات لأصدقاء سورية، وهي جدول زمني لرفع الحصار، والثاني جدول زمني لإطلاق المعتقلين، أما المقترح الثالث يتضمن إدراج فقرة محاسبة الطرف الذي يقوم بخرق الهدنة، والرابع وضع جدول زمني للمفاوضات السياسية.
وأكد العبدة على ضرورة أن يكون هناك جدول زمني للمفاوضات في حال استئنافها، وتمسك المعارضة السورية بتنفيذ بيان جنيف بالكامل وعلى رأسه هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، مشيراً إلى أن الانتقال السياسي هدف من أهداف الثورة السورية.
كيري يلتقي وزيري خارجية السعودية والأردن في جنيف لبحث “وقف الأعمال العدائية” في سوريا
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، السبت، أن وزير الخارجية جون كيري، سوف يسافر، الأحد، إلى مدينة جنيف السويسرية، لبحث جهود إحياء اتفاق “وقف الأعمال العدائية” في سوريا.
وقال جون كيربي مساعد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن جون كيري سوف يلتقي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره الأردني ناصر جودة، في جنيف.
وأضاف كيربي أن وزير الخارجية الأمريكي سيركز في مباحثاته على “مراجعة الجهود المبذولة لتأكيد الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية في كل أنحاء سوريا، وضمان وصول المساعدات الإنسانية ودعم الانتقال السياسي، وفق قرار مجلس الأمن 2254”.
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قال عبر حسابه على “تويتر” إن “القصف الوحشي الذي تتعرض له حلب من قبل قوات الأسد، وأزهق العديد من الانفس البريئة لا ترتضيه الأخلاق الإنسانية ولا المبادئ والقوانين الدولية”، مضيفا أنه “على المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤولياته تجاه وقف مجزرة حلب، خصوصا حلفاء الأسد”.
المرصد السوري لحقوق الانسان: تنظيم الدولة يرسل مقاتلين لحماية دابق
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 29 نيسان/أبريل 2016
لندن – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تنظيم الدولة أرسل نحو 300 من مقاتليه إلى ريف حلب الشمالي لحماية بلدة دابق، التي يرى أنها ستكون أرضا لـ”المعركة الفاصلة بين جنود الخلافة والنصارى” للسيطرة على العالم
واشار المرصد، نقلا عن “عدة مصادر موثوقة في الرقة”، معقل التنظيم في سورية، أن الاخير قام بـ”استدعاء نحو 300 مقاتل من عناصره، من جبهات ريف الحسكة الجنوبي وريف الرقة الشمالي، وأرسلهم إلى ريف حلب الشمالي”.
وأوضح المرصد، المحسوب على المعارضة للنظام الحاكم في دمشق، أن “التنظيم أرسل مقاتليه مع أسلحتهم وآلياتهم خلال الأسبوع الفائت، على شكل دفعات، إلى بلدة دابق ذات الأهمية الدينية لدى التنظيم، وإلى محاور أخرى بريف حلب الشمالي، ومن بين العناصر الـ300 الذي أرسلوا إلى حلب، كتيبة أبو الأنصاري المهاجر، والتي تعد من أقوى كتائب التنظيم في سورية، حيث رفضت قيادة الكتيبة في البداية التخلي عن جبهاتها مع قوات سورية الديمقراطية في ريف الرقة الشمالي، إلا أن قادة (شرعيين) في التنظيم أقنعوهم بضرورة توجههم إلى دابق”، لأنها “باتت في خطر ومن الممكن أن يفقدوا السيطرة عليها”.
حلب تتعرض للقصف والجيش السوري يبدأ “تهدئة” في مناطق أخرى
من جون دافيسون
بيروت (رويترز) – استهدفت نحو 30 غارة جوية مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب السورية يوم السبت في الوقت الذي سرت فيه “تهدئة” مؤقتة أعلنها الجيش السوري حول دمشق وفي شمال غرب البلاد.
وكان هذا تاسع يوم من القصف المدمر لحلب التي تحملت عبء تصاعد القتال والذي دمر تقريبا وقفا لإطلاق النار تم التوصل إليه في فبراير شباط وقتل نحو 250 شخصا في تلك المدينة الواقعة بشمال سوريا منذ 22 ابريل نيسان وذلك حسبما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وساهم العنف أيضا في تعثر محادثات السلام في جنيف بعد انسحاب وفد المعارضة الرئيسية منها في وقت سابق هذا الشهر.
وأعلن الجيش السوري “نظام تهدئة” في ساعة متأخرة من يوم الجمعة قالت دمشق إنه يهدف إلى إنقاذ وقف إطلاق النار الأوسع.
ولكن يبدو أن عددا من جماعات المعارضة المسلحة رفض “نظام التهدئة”.
وقال بيان أصدره عدد من الجماعات من بينها جيش الإسلام الذي يسيطر على مناطق شرقي دمشق “لن نقبل بأي حال من الأحوال
بمبدأ التجزئة أو الهدن المناطقية.”
وأضاف إن هذه الجماعات ستعتبر أي اعتداء علي أي منطقة يتواجد فيها أي فصيل من فصائلها بمثابة اعتداء علي جميع المناطق وأن لها الحق في الرد في الزمان والوقت الذي تختاره.
وانتقد البيان الولايات المتحدة لعدم بذلها جهودا كافية لوقف القصف الحكومي.
وبدا وقف القتال حول العاصمة ومناطق بمحافظة اللاذقية الساحلية بشمال غرب سوريا متماسكا طوال يوم السبت ولكن القصف استمر في حلف التي استُبعدت من الخطة.
واتهم أنس العبدة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض الحكومة بانتهاك اتفاق وقف الأعمال القتالية “يوميا”. وأضاف أن المعارضة مستعدة لإحياء الاتفاق لكنها تحتفظ بحق الرد على الهجمات.
وتبادلت كل الأطراف المتحاربة الاتهامات بانتهاك الهدنة.
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم السبت إن الولايات المتحدة تعمل على “مبادرات محددة” للحد من العنف في سوريا وتعتبر وقف إراقة الدماء في حلب أهم أولوية.
وفي بيان يُفصل اتصالات أجراها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال اليومين الماضيين مع ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ومع رياض حجاب وهو مفاوض عن جماعات المعارضة السورية قال جون كيربي إن كيري أوضح أن الولايات المتحدة تريد أن تمارس روسيا ضغوطا على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لجعلها توقف”الهجمات الجوية العشوائية” على حلب.
وأضاف كيربي” أكد كيري في الاتصالين أن الجهود المبدئية لتأكيد وقف العمليات القتالية في اللاذقية والغوطة الشرقية ليست قاصرة على تلك المنطقتين وأن الجهود لتجديد وقف القتال لابد وأن تشمل حلب.”
وقالت الخارجية الأمريكية إن كيري سيتوجه لجنيف يومي 1و2 مايو أيار لبحث الصراع السوري مع نظيريه الأردني والسعودي بالإضافة إلى دي ميستورا.
ولم يوضح الجيش السوري بشكل مفصل الإجراءات العسكرية وغير العسكرية المترتبة على “نظام التهدئة”.
وقال إن “نظام التهدئة يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة.”
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن خمسة أشخاص قتلوا في حلب في وقت مبكر يوم السبت في غارات جوية يُعتقد أن طائرات الحكومة السورية شنتها.
وحلب أكبر المدن السورية قبل الحرب مقسمة منذ سنوات بين مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة وأخرى تسيطر عليها الحكومة. والسيطرة بشكل كامل على حلب سيكون جائزة كبيرة للأسد.
وقال المرصد إن من بين 250 شخصا قتلوا في حلب 140 شخصا قُتلوا في قصف من قبل قوات متحالفة مع الحكومة و96 شخصا قُتلوا في قصف لقوات المعارضة المسلحة. وأضاف إن من بين القتلى 40 طفلا.
* “أهدأ نوعا ما”
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب كانت “أهدأ نوعا ما اليوم (السبت)” لكن القذائف التي يطلقها مقاتلو المعارضة لا تزال تصيب هذه المناطق بشكل متقطع.
وقال عبد الرحمن “لا توجد اشتباكات في اللاذقية ولا توجد اشتباكات في الغوطة (بضواحي دمشق)” مضيفا أن هناك أعمال عنف محدودة بين جماعات معارضة متنافسة خارج دمشق.
وقالت الوكالة العربية السورية الرسمية للأنباء إن شخصا واحدا على الأقل قتل جراء قصف قوات المعارضة للأحياء الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وقال ساكن في الغوطة الغربية التي تحاصرها الحكومة إن القصف توقف على ما يبدو حول العاصمة في الساعات التي تلت بدء “نظام التهدئة” عند الواحدة صباح السبت بالتوقيت المحلي (2200 بتوقيت جرينتش يوم الجمعة).
وأضاف الساكن ويدعى ماهر أبو جعفر لرويترز عبر برنامج محادثة على الانترنت “حتى الآن لا توجد أنشطة عسكرية ولا أصوات قصف في المناطق القريبة ولا أصوات قصف بطائرات حربية.”
وذكر المرصد أن طائرات هليكوبتر سورية أسقطت عددا من البراميل المتفجرة في وقت لاحق من يوم السبت جنوب غربي دمشق لكن خارج نطاق المنطقة التي يشملها نظام التهدئة.
وقال أبو جعفر في وقت لاحق إنه سمع أصوات عدة انفجارات بعد الظهر.
ودعت الأمم المتحدة موسكو وواشنطن لإحياء وقف إطلاق النار للحيلولة دون الانهيار الكامل للمحادثات الرامية إلى إنهاء الصراع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص وشرد الملايين.
وواصلت منظمات الإغاثة توصيل المساعدات إلى غرب سوريا لكن تقول إن السماح لها بدخول المناطق ليس منتظما بما يكفي وإن الوصول للكثير من السوريين المحتاجين للمساعدات لا يزال عسيرا.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مساعدات جديدة بدأت الدخول لبلدتي الزبداني ومضايا حيث أشارت تقارير إلى وقوع مجاعة في وقت سابق هذا العام بسبب حصار تفرضه القوات الحكومية والمتحالفون معها.
وبالتزامن مع ذلك دخلت شاحنات إلى الفوعة وكفريا التي تحيط بهما قوات المعارضة في محافظة أدلب في شمال غرب البلاد.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)
أمريكا تقول إنها تعمل على “مبادرات محددة” لوقف تصعيد العنف في سوريا
واشنطن (رويترز) – قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم السبت إن الولايات المتحدة تعمل على “مبادرات محددة” للحد من العنف في سوريا وتعتبر وقف إراقة الدماء في حلب أهم أولوية.
وفي بيان يُفصل اتصالات أجراها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال اليومين الماضيين مع ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ومع رياض حجاب وهو مفاوض عن جماعات المعارضة السورية قال جون كيربي إن كيري أوضح أن الولايات المتحدة تريد أن تمارس روسيا ضغوطا على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لجعلها توقف “الهجمات الجوية العشوائية” على حلب.
وأضاف كيربي “أكد كيري في الاتصالين أن الجهود المبدئية لتأكيد وقف العمليات القتالية في اللاذقية والغوطة الشرقية ليست قاصرة على تلك المنطقتين وأن الجهود لتجديد وقف القتال لابد وأن تشمل حلب.”
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)