أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 16 تشرين الأول 2013

 سورية جائعة … وخائفة

لندن – إبراهيم حميدي

تبدو سورية الآن جائعة وخائفة. وعندما يحصل وقف إطلاق نار، سيكتشف السوريون حجم الأهوال التي لحقت ببلادهم وأهلها، اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً. بل إن تقارير دولية تؤكد أن حجم الدمار «فاق ما حصل في جميع النزاعات والحروب الأهلية منذ الحرب العالمية الثانية» في منتصف القرن الماضي.

وفي حال توقف الصراع اليوم، فإن «إعادة» البلاد إلى ما كانت عليه في 2011، تتطلب أكثر من 160 بليون دولار أميركي وعشر سنوات من العمل، ما يعني أن كل يوم إضافي من القتال سيكون له أثر كبير من حيث الكلفة الاقتصادية والبشرية على «تطبيع» الوضع. كما أن التأخير سيزيد من تراجع السوية التعليمية للأجيال المقبلة في مختلف المناطق، حيث لا تزيد على 6 المئة نسبة ذهاب الأطفال إلى المدارس، مع تعرض 2400 مدرسة للدمار.

وكان عدد من الخبراء السوريين قرع ناقوس الخطر لدى مناقشتهم تقارير أعدت لصالح «لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا» (إسكوا). وتبين أن أربعة ملايين سوري «يهددهم الجوع»، مع تحذيرات دولية من أن الموجات الجديدة من اللجوء والنزوح ستكون بحثاً عن لقمة العيش، مع زيادة حجم المعاناة في فصل الشتاء المقبل.

ووفق الأمم المتحدة، فإن 9.3 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية، وحوالى 2.5 مليون «محاصرون وعالقون» داخل البلاد، بينهم 300 ألف «تحت حصار خانق» من القوات النظامية و50 ألفاً من مقاتلي المعارضة. يُضاف إلى ذلك 2.2 مليون لاجئ مسجلين لدى «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين» في دول الجوار والمنطقة، ومثلهم من غير المسجلين.

هذا في المهجر، أما في «الداخل»، فإن خريطة أماكن نزوح المهجرين تتطابق مع خريطة الدمار في المساكن، حيث دمر نحو 1.5 مليون منزل وتضرر 55 في المئة من 88 مستشفى، منها 31 في المئة خارج الخدمة، من أصل 1919 مركزاً صحياً في البلاد. غير أن المعاناة المؤلمة هي في الواقع الصحي.

وعلى سبيل المثال: هجر مدينة حمص 50 في المئة من أطبائها ولم يبق فيها سوى ثلاثة أطباء جراحين، فيما بقي في حلب 36 طبيباً من أصل خمسة آلاف قبل الأزمة، في وقت بدا الأهالي في أشد الحاجة إلى الأطباء.

وقال أحد الأطباء السوريين المتابعين للملف الصحي، إن سورية التي كانت خالية من فيروس شلل الأطفال منذ 14 سنة، شهدت تسجيل 22 حالة اشتباه بينها 12 حالة مثبتة. وقال مسؤول غربي إن مقابل كل إصابة مسجلة هناك 200 إصابة غير مسجلة، مع تحذيرات بانتقال المرض إلى دول مجاورة، الأمر الذي أدى إلى بدء حملة دولية لتلقيح 20 مليون طفل في الدول المجاورة لمواجهة عودة الوباء المنقرض.

وفيما تركز وسائل الإعلام والمنظمات الدولية على الضحايا المباشرين للصراع البالغ عددهم نحو 120 ألفاً بينهم 61 ألفاً من المدنيين (6300 طفل و4300 امرأة)، في مقابل 18 ألف مقاتل معارض و30 ألفاً من القوات النظامية، حصد «القتل الصامت» حياة نحو 200 ألف شخص، عدد الذين ماتوا بسبب الأمراض المزمنة مثل السرطان والأزمات القلبية وأمراض الكلى خلال السنتين الماضيتين، إضافة إلى 700 ألف جريح بينهم 120 ألف يعانون من إعاقة مباشرة.

سياسياً، شن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في رسالة نشرها موقع رئاسة الإقليم، حملة على «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» السوري بقيادة صالح مسلم، حيث اتهمه بـ «توريط» الأكراد في القتال و «مساعدة» النظام السوري و «إقصاء جميع الأطراف الكردية»، لافتاً إلى أن «الديموقراطي الكردي» يقوم بـ «لعبة خطرة على مستقبل شعبنا».

وتطرق بارزاني إلى الإدارة الموقتة، قائلاً: «وصل الأمر بهم أن يمنعوا علم كردستان هناك، وقاموا منفردين بإعلان إدارتهم في غرب كردستان بشكل انفرادي مقصين جميع الأحزاب الكردية الأخرى»، مؤكداً «مساندة الخطوات التي تقررها الأطراف الموحدة كافة، ولن نتعامل مع أي قرارات انفرادية».

في المقابل، واصلت شخصيات جهودها لتشكيل مجلس الإدارة الذاتية الموقتة في مناطق ذات غالبية كردية في شمال سورية وشمالها الشرقي، وعقد اجتماع امس لتشكيل «هيئة أصغر تقوم هي بإدارة المنطقة لمدة ستة أشهر وبصياغة ميثاق أو دستور يجمع عليه جميع المنضوين تحت هذه الإدارة وستقوم بسن قانون للانتخابات خلال هذه الفترة ليتم بموجبه انتخاب الوزراء والمسؤولين في هذه الإدارة».

وفي أنقرة (أ ف ب)، أعلن الرئيس التركي عبدالله غول رفض بلاده إعلان الأكراد تشكيل إدارة مدنية انتقالية في شمال شرقي سورية. وقال في تصريحات للتلفزيون خلال زيارة الى أرزينجان في شرق تركيا، إن «تركيا لا يمكن أن تسمح بأمر واقع، ولن يكون وارداً القبول بهذا الأمر في سورية».

الى ذلك، اعلن رئيس الوزراء الألباني إيدي راما في مؤتمر صحافي، أن بلاده ترفض الطلب الأميركي بالسماح بتدمير ترسانة السلاح الكيماوي السوري على أراضيها. وأعلنت واشنطن أنها «تحترم» قرار تيرانا، وأنها ستواصل العمل مع حلفائها والأمم المتحدة لتدمير الترسانة وفق البرنامج المتفق عليه مع موسكو.

ميدانياً، دعت «جبهة علماء حلب» امس المقاتلين في صفوف «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الى ترك مواقعهم والانتقال إلى القتال مع «الجيش الحر» ضد قوات النظام السوري. وأصدرت بيانات فصلت فيه جميع انتهاكات «داعش» من أعمال خطف لنشطاء ومقاتلين معارضين.

بوتين يوعز لوزارة الصحة الروسية إرسال أدوية ومعدات طبية إلى سورية

موسكو – يو بي أي

أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزارة الصحة الروسية بإرسال أدوية وأجهزة ومواد طبية إلى سورية.

وذكرت وسائل إعلام روسية اليوم السبت أن بوتين اتخذ هذا القرار بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد يوم الخميس 14 نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، إنه “نظرا للمعلومات التي تشير إلى صعوبة الوضع في مجال الصحة في سورية اتخذ الرئيس بوتين قرارا بإرسال أدوية ومواد وأجهزة طبية لتقديم المساعدات الطبية العاجلة”.

لافروف: لعدم تفويت فرصة عقد لقاء غير رسمي بين الأطراف السورية

موسكو – يو بي أي

دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى عدم تفويت فرصة عقد لقاء غير رسمي بين ممثلين عن المعارضة والحكومة السورية في موسكو.

ونقلت وكالة أنباء (نوفوستي) الروسية عن لافروف، قوله في حديث للتلفزيون الروسي إن “إجراء لقاء غير رسمي بين ممثلين عن المعارضة والحكومة السورية لن ينجح بالضرورة، غير أنه يجب ألا يتم تفويته”.

وأضاف “لمساعدة زملائنا الغربيين الذين يحاولون جلب المعارضة إلى المؤتمر الثاني في جنيف.. نحن مستعدون لاستخدام علاقاتنا بمعارضي النظام التي لم نقطعها أبدا”.

وتابع “التقينا في موسكو والمنطقة مع كل فصائل المعارضة المهمة تقريبا”.

وووصف لافروف مطالبة المعارضة السورية برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، كشرط للمشاركة في مؤتمر (جنيف-2)، بـ”الأمر غير الواقعي”.

اتصالات روسية تمهّد لجنيف – 2 تقدّم للجيش النظامي في القلمون وحلب

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

بدأت روسيا التحضير لمؤتمر جنيف – 2 الرامي الى ايجاد تسوية سياسية للازمة السورية بالاتصال الذي اجراه الرئيس فلاديمير بوتين مع الرئيس السوري بشار الاسد، الى الاستعداد لزيارة وفد سوري رسمي لموسكو الاثنين. وفي الميدان استمر تقدم القوات السورية النظامية التي أعلن انها استعادت بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي حيث ثاني اكبر مستودعات الاسلحة للجيش والذي كانت المعارضة استولت عليه قبل اكثر من اسبوعين.

وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان خمسة قادة لألوية وكتائب مقاتلة ضد النظام السوري سقطوا في معارك وقصف من قوات النظام، بينهم اربعة في منطقة حلب. وبعد الاستيلاء على بلدتي السفيرة وتل عرن جنوب شرق حلب، بث التلفزيون السوري الرسمي أن هذه القوات استولت على بلدة تل حاصل، الأمر الذي يعزز تقدمها نحو المدينة. لكن المرصد أوضح ان الاشتباكات لا تزال مستمرة في الضواحي الجنوبية للبلدة. بينما أكدت “رويترز” إن مقاتلي “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) و”جبهة النصرة” المرتبطتين بتنظيم “القاعدة” ، انسحبوا فعلاً الى شمال حلب التي تتقاسمها القوات النظامية والمعارضة. وأوردت “شبكة حلب نيوز” التابعة للمعارضة بياناً جاء فيه ان الغارة الجوية التي شنت الخميس استهدفت قاعدة للجيش كان مقاتلو المعارضة قد استولوا عليها، فقتل يوسف العباس القائد في “لواء التوحيد” الذي تسانده قطر وهو من أكبر مجموعات المعارضة المسلحة. وكان العباس معروفا بكنيته أبو الطيب. كما أصيب قائد “لواء التوحيد” عبد القادر الصالح ونقل إلى مستشفى في تركيا، وكذلك عبد العزيز السلامة وهو أيضا من كبار القادة العسكريين للمعارضة. ص11 وبثت قناة “الميادين” الفضائية التي تتخذ بيروت مقراً لها ان الجيش النظامي سيطر على بلدة قارة في منطقة القلمون بريف دمشق الغربي.

اتصالات روسية

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي أعربا في مكالمة هاتفية بينهما عن الأمل في أن يتم خلال الاجتماع بين مسؤولين اميركيين وروس والممثل الخاص المشترك في جنيف في 25 تشرين الثاني تنسيق المسائل العالقة في شأن مؤتمر جنيف – 2. وأشارت الى أن لافروف “أكد ضرورة عقد هذا المؤتمر في أسرع ما يمكن من أجل اطلاق الحوار الوطني السوري على أساس بيان جنيف باعتباره الأرضية المتفق عليها للتسوية السياسية الديبلوماسية للأزمة السورية”.

وقال مصدر ديبلوماسي روسي إن وفدا من الحكومة السورية سيجتمع مع مسؤولين في موسكو الاثنين المقبل للبحث في جنيف – 2. وأضاف أن الوفد السوري قد يجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلثاء. واعلنت قناة “روسيا اليوم” ان الوفد سيتألف من المستشارة الرئاسية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية التي تملكها للدولة عن الأمين العام لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بدر جاموس أن الائتلاف يدرس دعوة لزيارة موسكو الأسبوع المقبل. ورفضت وزارة الخارجية الروسية التعليق على ما سوف تكون الزيارة الأولى المعروفة يقوم بها الائتلاف لموسكو. ومعلوم ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف زار اسطنبول الاربعاء والتقى رئيس الائتلاف احمد الجربا.

الاسلحة الكيميائية

على صعيد آخر، تبنى المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الذي يضم 41 دولة خطة لتدمير الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف 2014، قبل ساعات من انتهاء المهلة المحددة لذلك.

وصرح الناطق باسم المنظمة كريستيان شارتييه بعد الاجتماع: “تم تبني الخطة”.

وكانت سوريا سلمت المنظمة اواخر تشرين الاول خطة لتدمير ترسانتها الكيميائية، لاتاحة الوقت للديبلوماسيين لادخال تعديلات محتملة عليها بالتشاور مع وفد سوري موجود في لاهاي قبل اجتماع امس.

وفيما يجمع المجتمع الدولي على ضرورة تدمير الاسلحة الكيميائية السورية لا يزال عدد من نقاط الخلاف بارزا. فليس الجميع متفقين على تزويد سوريا “تكنولوجيات مزدوجة الاستعمال” وهي مواد يمكن استخدامها لهذه المهمة وكذلك لاغراض عسكرية في الحرب الدائرة في سوريا منذ سنتين ونصف سنة.

وتعهدت نروج والدانمارك توفير سفن نقل الاسلحة إلى خارج سوريا، كما وعدت كوبنهاغن بتوفير فريق لحماية وفد منظمة حظر الاسلحة في سوريا. لكن اوسلو رفضت القيام بعمليات تدمير للاسلحة على اراضيها كما طلبت الولايات المتحدة وقالت ان الاجال قصيرة وهي لا تملك الخبرة اللازمة لذلك. كما طلبت واشنطن من البانيا ان توافق على تدمير الاسلحة السورية في اراضيها. وقد تكون اتصلت بفرنسا وبلجيكا للغرض عينه.

وفي هذا الاطار، اعلن رئيس الوزراء الالباني ايدي راما ان بلاده ترفض الطلب الاميركي السماح بتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية في اراضي البانيا. وقال في لقاء صحافي بث مباشرة واستقبل بصيحات الترحيب من آلاف المتظاهرين في وسط تيرانا: “يستحيل على البانيا المشاركة في مثل هذه العملية … لانها لا تملك القدرات” لذلك. واضاف ان هذا القرار كان “صعباً جداً”.

شبكة جهاديين

وفي باريس، اعتقل اربعة رجال تراوح اعمارهم بين 22 و35 سنة الثلثاء في احدى ضواحي باريس في اطار عملية تفكيك شبكة لارسال الجهاديين للقتال ضد نظام الاسد.

وافاد مصدر قريب من العملية ان أحد المعتقلين الاربعة ويبلغ من العمر 24 سنة هو القائد المفترض لهذه الشبكة، واعتقله في ضاحية فيتري سور سين قرب باريس محققو قسم مكافحة التجسس في اطار تحقيق قضائي انطلق الصيف الماضي. وقد كان على اتصال مع “عناصر مسهلين” لنقل هؤلاء الجهاديين من المنطقة. اما الثلاثة الاخرون، والذين اظهر التحقيق ان اثنين منهم على الاقل توجها الى سوريا للقتال الى جانب مقاتلي “جبهة النصرة”، فقد اعتقلا في ضاحيتي كاشان وتييه جنوب باريس ايضا.

الجيش السوري يتقدم في ريفي حلب وحمص ويقصف القلمون

انفراج كيميائي في لاهاي .. و«جنيف» بلا مواعيد!

حركة مكثفة على مسار الأزمة السورية خلال اليومين الماضيين، توّجت أخبارها ليل امس بإعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من لاهاي الاتفاق على خطة التخلص من المخزون الكيميائي السوري.. لكن ليس على الاراضي الالبانية مثلا كان مقترحا.

وبينما كان الجيش السوري يحقق المزيد من التقدم على الارض، خصوصاً في ريفي حلب وحمص، وتقصف مدفعيته في جبال القلمون، وتعترف المعارضة بمقتل خمسة من كبار قادتها العسكريين، كمؤشر على سخونة الوضع الميداني، كان الاميركيون يتحدثون عن ضرورة «الحفاظ على المؤسسات» السورية من الانهيار، ويجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا للمرة الاولى من عامين، بنظيره السوري بشار الاسد.

لكن تحولاً حاسماً في مشهد التحضير لمؤتمر «جنيف 2» لم يتحقق، وسط شكوك بالمواعيد المحتملة لانعقاده في كانون الاول المقبل، باستثناء التأكيد الروسي على ضرورة جمع أطراف الازمة، والتشديد المصري على أهمية الحل السياسي في سوريا، ورفض العسكرة، فيما تستعد موسكو لاستقبال الوفد السوري المؤلف من بثينة شعبان وفيصل المقداد وأحمد عرنوس يوم الاثنين، بعدما كانت قد وجهت دعوة الى رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا لزيارتها.

وفي هذه الأثناء، علق الأتراك للمرة الاولى على إعلان سلطة الادارة الذاتية من جانب الاكراد السوريين، وقال الرئيس التركي عبد الله غول أمس، إن بلاده «لا ترغب في حدوث أمر واقع» مشيرا الى رفض أنقرة تقسيم سوريا.

وتبدو زيارة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الى ديار بكر التركية اليوم، للقاء رجب طيب أردوغان، محاولة تركية لإثارة التنافس بينه وبين زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، للإمساك بالأوراق الكردية، فيما لا تسجل علاقات تركيا مع أكرادها تقدماً على الصعيد السياسي، وفي وقت وقع امس هجوم مسلح على قافلة عسكرية تركية في منطقة بالقرب من الحدود السورية، وذلك في أخطر انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار المستمر منذ ثمانية شهور.

وفي موسكو، ينشط الحراك حالياً على تحديد موعد مؤكد لـ«جنيف 2»، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي، أعربا خلال مكالمة هاتفية بينهما عن الأمل بأن يتم خلال الاجتماع الثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة في جنيف في 25 من تشرين الثاني الحالي، تنسيق المسائل العالقة بشأن المؤتمر، بما في ذلك بشأن دائرة المشاركين في المؤتمر من الأطراف الخارجية.

وأشارت الخارجية في بيانها إلى أن لافروف «أكد ضرورة عقد هذا المؤتمر بأسرع ما يمكن، من أجل إطلاق الحوار الوطني السوري على أساس بيان جنيف، على اعتباره الأرضية المتفق عليها للتسوية السياسية الديبلوماسية للأزمة السورية».

وجاء البيان الروسي، في ظل نفي ما تردد حول أن وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة لافروف وجون كيري اتفقا على عقد مؤتمر «جنيف 2» في الثاني عشر من الشهر المقبل، معتبراً أن «موعد انعقاد المؤتمر الدولي سيحدده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون».

وكان لافروف قد أكد، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي خلال زيارته إلى القاهرة أمس الأول، أن «المنظمات الإنسانية في سوريا لم تقل إن الحكومة السورية لم تتعاون معها، ولكن المشكلة بالجماعات المسلحة التي تمنع عملها، وهناك لقاءات مع ممثلي الجامعة العربية للتحضير لجنيف 2».

واعتبر لافروف أن الجامعة العربية اتخذت عدة قرارات متسرعة بشأن سوريا في الفترة الماضية، وأن موقف روسيا معروف حيال ذلك، مشدداً على أنه لا بد من مكافحة الإرهابيين الذين يزدادون إرهاباً في سوريا.

من جانبه، أكد فهمي أن هناك اتفاقاً مع روسيا على أن «الحل في سوريا سياسي، ومصر كانت دائماً ضد عسكرة الحل».

وروسياً أيضاً، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره السوري بشار الأسد هاتفياً، للمرة الأولى منذ عامين، سير العمل على وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية وعملية تدميرها والتحضير لمؤتمر «جنيف 2».

وأعلن المكتب الإعلامي للكرملين أمس الأول، أن بوتين عبّر عن ارتياحه للتعاون القائم بين السلطات السورية وبعثة منظمة حظر السلاح الكيميائي والأمم المتحدة.

«جنيف 2» سيكون أيضاً محور المحادثات، بين الوفد الحكومي السوري الذي سيزور موسكو بعد غد الاثنين، في وقت أكدت فيه الخارجية الروسية أن ممثلي الحكومة السورية سيلتقون لافروف خلال زيارتهم، من دون التأكيد عمّا إذا سيلتقي الوفد ممثلين عن المعارضة السورية. وكان المتحدث الرسمي باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لؤي صافي، قد قال إن «الائتلاف» سيدرس الدعوة التي تلقاها لزيارة العاصمة الروسية خلال اليومين المقبلين.

في سياق آخر، انتهت أمس، المهلة الزمنية المقترحة سورياً على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لوضع خطة مفصلة لتدمير مخزون «الكيميائي».

اجتماع المنظّمة في لاهاي انتهى بتبني الخطة السورية في اللحظة الأخيرة، بعدما كان ينتظر قرار ألبانيا بالموافقة على استخدام أراضيها لتدمير الترسانة. وكان الرد الألباني سلبياً، حيث أعلن رئيس وزرائها إيدي راما أن بلاده «يستحيل أن تشارك في هذه العملية» لافتقارها إلى الإمكانيات اللازمة.

ونجح الجيش السوري أمس، باستعادة السيطرة على ثلاث قرى في ريف حمص، «بعد عملية ناجحة ومناورات تكتيكية دقيقة»، بحسب ما جاء في بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية.

وأضاف البيان أن «وحدات من الجيش السوري تمكنت صباح أمس، من إحكام سيطرتها على بلدات الحدث وحوارين ومهين والمستودعات القريبة منها في الجنوب الشرقي لمدينة حمص».

من جهة ثانية، تشهد بلدتا بيت سحم وبيلا في ريف حلب اشتباكات بين من تبقى من المسلحين والجيش السوري الذي يسعى للتقدم نحو هذه المواقع، بعد استعادته السيطرة على بلدة تل حاصل في الريف الحموي، بالاضافة الى السبينة وحجيرة في الريف الدمشقي، في وقت تعرضت فيه جبال القلمون لقصف، تزامن مع سيطرة الجيش على مواقع في محيط بلدة قارة وجبل مهين المطل على مستودعات ذخيرة في ريف حمص، بحسب ما أكد مصدر أمني لوكالة «فرانس برس».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل يوسف العباس المعروف باسم «أبي الطيب»، وهو قيادي في «لواء التوحيد»، في غارة استهدفت قاعدة عسكرية عند مدخل حلب الشمالي». (تفاصيل صفحة 13)

إلى ذلك، أعلنت مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي سوزان رايس أمس الأول، أنه يتحتم على المعارضة السورية أن تدرك أن لا أحد سيستفيد من انهيار المؤسسات الحكومية في دمشق.

وأضافت رايس أن البيت الأبيض يرى أنه لا حل عسكرياً للأزمة السورية، وأن السوريين لا يمكن أن يكون لهم مستقبل «ما بقي (الرئيس السوري بشار) الأسد في الحكم». وتابعت أنه يتعين على «داعمي الأسد» أن يدركوا أن استمرار الصراع لن يؤدي إلا إلى تحول سوريا إلى ملاذ لمسلحي تنظيم «القاعدة» وغيرهم من المتطرفين، على حد تعبيرها، مضيفة أن «الطريق الوحيد إلى الأمام يكون من خلال تسوية سياسية تفاوضية، من شأنها إنهاء العنف وحماية حقوق جميع السوريين».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، «روسيا اليوم»)

الجيش يستعيد ثلاث قرى في ريف حمص

طارق العبد

لعلها المواجهات الأكثر شراسة منذ بداية الأزمة في سوريا. فمعركة حلب أصبحت مهمة لكل من النظام والمعارضة المسلحة أكثر من أي وقت مضى، وربما يستدل على ذلك بإعلان «الجيش الحر» النفير العام من جهة، ومشاركة قادة كبار فيه من ضمن الاشتباكات، ليسجل في اليومين الماضيين مقتل خمسة قياديين في ألوية وكتائب مسلحة عدة، بينهم أربعة في حلب وحدها.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل يوسف العباس المعروف باسم «أبي الطيب»، وهو قيادي في «لواء التوحيد»، في غارة استهدفت قاعدة عسكرية عند مدخل حلب الشمالي الذي يسيطر عليها مسلحو المعارضة منذ عام تقريباً، وهو ما أكدته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، بإعلانها «القضاء على قادة في التوحيد في عملية على طريق المسلمية في ريف حلب».

وأظهر شريط فيديو تم بثه على شبكة الإنترنت، جثة قيل انها لأبي الطيب بعد نقله إلى بلدته مارع في ريف حلب، حيث كان العباس يستقل سيارته داخل القاعدة عند حدوث الغارة، التي أصيب خلالها أيضاً القائد العسكري الأبرز في «لواء التوحيد» عبد القادر صالح، بالإضافة إلى ضابط آخر هو عبد العزيز سلامة، كما قتل ضابطان في معارك في الريف الشرقي للمحافظة. وعمد «التوحيد» إلى اعتقال 30 شخصاً بتهمة التخابر مع النظام.

من جهة أخرى، ذكرت «شبكة حلب نيوز» الإخبارية المعارضة، أن غارة جوية استهدفت قواعد عسكرية للمسلحين شمالي المدينة، بالتزامن مع قصف الألوية والكتائب المسلحة لمحيط مطار النيرب العسكري ومطار حلب الدولي بصواريخ محلية الصنع.

وحملت ساعات الأمس أيضاً، أخباراً تفيد باشتباكات في محيط «اللواء 80» الذي استعاده الجيش السوري مؤخراً، في وقت قال فيه «المرصد» إن المسلحين تمكنوا «من السيطرة على ثلاثة معامل في منطقة قريبة من المطار واللواء». وتحدثت «شبكة شام الإخبارية» المعارضة، عن قصف على حي الراشدين ومنطقة تل الشيخ يوسف وأحياء قسطل حرامي، واشتباكات عنيفة في أحياء صلاح الدين والإذاعة وبستان القصر، وعند جبل الشويحنة ومبنى المواصلات في منطقة النقارين.

أما بلدة تل حاصل في الريف الجنوبي، فقد أصبحت تحت سيطرة الجيش السوري، بحسب «سانا» التي أشارت إلى ضربات تتعرض لها خطوط التوتر العالي في المدينة، وكذلك ورش إصلاحها لمنع وصول التيار إلى العاصمة الاقتصادية.

وفي العاصمة دمشق، امتدت قذائف الهاون والتفجيرات إلى المدينة القديمة، حيث قتل أمس الأول، ثلاثة أشخاص وأصيب نحو 22 آخرين بجروح، إثر سقوط قذائف، وانفجار عبوتين ناسفتين في شارع مردم بيك وحي الكلاسة قرب الجامع الأموي في سوق الحميدية، بينما استمر الوضع المتوتر في منطقتي القصاع وباب توما.

من جهة ثانية، تشهد بلدتا بيت سحم وبيلا اشتباكات بين من تبقى من مسلحي «الجيش الحر»، والجيش السوري الذي يسعى للتقدم نحو هذه المواقع، بعد استعادته للسيطرة على بلدتي السبينة وحجيرة، في وقت تعرضت فيه جبال القلمون لقصف، تزامن مع سيطرة الجيش على مواقع في محيط بلدة قارة وجبل مهين المطل على مستودعات ذخيرة في ريف حمص، بحسب ما أكد مصدر أمني لوكالة «فرانس برس».

وأشار المصدر إلى أن «هذه المنطقة هي الحاكمة والمشرفة على مستودعات الذخيرة، ما يوفر للجيش إمكان ضبط أي حركة في منطقة المستودعات وإحكام السيطرة عليها بالكامل».

وجاء في بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، أنه «بعد عملية ناجحة ومناورات تكتيكية دقيقة تمكنت وحدات من الجيش السوري صباح أمس، من إحكام سيطرتها على بلدات الحدث وحوارين ومهين والمستودعات القريبة منها في الجنوب الشرقي لمدينة حمص».

وأضاف البيان أنه تم توجيه ضربات للمجموعات المسلحة التي «اعتدت على السكان المدنيين وبعض المواقع العسكرية في المنطقة، أدت إلى القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين والمرتزقة وتدمير مئات العربات المزودة بالأسلحة المتنوعة».

وكان المسلحون سيطروا في السادس من تشرين الثاني الحالي، على أجزاء من مستودعات ضخمة للأسلحة تابعة للجيش السوري قرب بلدة مهين في محافظة حمص، بعد معارك استمرت لأكثر من أسبوعين، أطلق عليها اسم «أبواب الله لا تغلق»، شارك فيها مسلحون من «داعش» و«جبهة النصرة» و«الكتيبة الخضراء».

وفي موازاة ذلك، أكدت قيادات «الجيش الحر» في مخيم اليرموك، في بيان مصور، قبولها بمبادرة تنص على تحييد المخيم وإخلائه من المظاهر المسلحة لكل الأطراف مع عودة النازحين، وتسليم الإدارة إلى لجان مدنية من منظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما يعني عودة الهدوء أخيراً إلى المنطقة التي تعرضت لقصف ودمار هائلين.

تصعيد عسكري في القلمون شمال دمشق ونزوح كثيف إلى لبنان

دمشق- (ا ف ب): شهدت الساعات الماضية تصعيدا في العمليات العسكرية في منطقة القلمون شمال دمشق، ونزح الاف السوريين الى بلدة عرسال اللبنانية حيث يواجهون صعوبة بالغة في ايجاد مأوى.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني السبت ان “الاشتباكات العنيفة” مستمرة منذ يوم امس في محيط مدينة قارة في القلمون، على طريق حمص- دمشق الدولي، مشيرا الى حركة نزوح كثيفة مستمرة لسكان قارة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “العمليات الجارية في القلمون تشكل تمهيدا لمعركة كبيرة”.

واشار المرصد إلى “استقدام القوات النظامية والكتائب المقاتلة تعزيزات الى المنطقة”، موضحا ان “حزب الله حشد الاف المقاتلين على الجانب اللبناني من الحدود مع القلمون في اطار مشاركته” في القتال الى جانب قوات النظام، والى حشد ايضا لجبهة النصرة والكتائب المقاتلة بالالاف.

ويقوم الطيران الحربي السوري بقصف على محيط مدينة قارة.

في المقابل، قال مصدر امني في دمشق ردا على سؤال لفرانس برس ان المواجهات في قارة ناتجة “عن عمليات يقوم بها الجيش السوري لمطاردة بعض الفلول الهاربة من مهين” في ريف حمص الجنوبي الشرقي.

وتبعد مهين 20 كيلومترا شرق قارة. وكان مقاتلو المعارضة استولوا خلال الاسبوع الماضي على جزء من مستودعات اسلحة موجودة على اطرافها ومناطق محيطة، لكن استرجعتها قوات النظام امس بعد معارك طاحنة.

ونزح الاف السوريين خلال الساعات الماضية من قارة الى مدينة دير عطية القريبة الواقعة تحت سيطرة النظام، وخصوصا الى بلدة عرسال في شرق لبنان الحدودية مع سوريا.

وقال عضو المجلس البلدي في عرسال احمد الحجيري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “وصلت حوالى الف عائلة الى عرسال منذ الجمعة”.

واضاف “نحاول تأمين اقامتهم في منازل بعض سكان البلدة وفي خيم، لكن من المستحيل تأمين كل حاجاتهم”.

وتابع “نحتاج الى مساعدة طارئة وملحة من المجتمع الدولي لتأمين المساعدات”.

واشار إلى أن العائلات تعبر الحدود في سيارات أو على دراجات نارية او سيرا على الاقدام، متوقعا “وصول المزيد خلال الايام القادمة مع تصعيد المعارك في القلمون”.

ويستضيف لبنان اكثر من 814 الف نازح سوري وصلوا تباعا منذ بدء النزاع في بلادهم في منتصف آذار/ مارس 2011. ويشكل وجودهم عبئا اقتصاديا كبيرا على الدولة الصغيرة ذات الموارد المحدودة والتي تعاني اصلا من مشاكل جمة في البنى التحتية والخدمات العامة.

على صعيد آخر، قتلت امرأة في وسط دمشق اليوم الاحد نتيجة سقوط قذائف هاون على حيي القصاع والعباسيين.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” ان الاعتداءات بالهاون تسببت ايضا باضرار مادية، وان منفذيها “ارهابيون”.

في محافظة حلب (شمال)، افاد المرصد عن سيطرة القوات النظامية “مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني ومقاتلين من لواء ابو الفضل العباس الذي يضم شيعة من جنسيات سورية واجنبية” على كل الطريق الواصل بين مطار حلب الدولي ومعامل الدفاع قرب السفيرة (شرق حلب)، باستثناء منطقة صغيرة معروفة ب”معامل البطاريات والكابلات تسيطر عليها الدولة الاسلامية في العراق والشام” بحسب المرصد.

ويندرج ذلك في اطار سلسلة انجازات حققتها قوات النظام على الارض خلال الاسابيع الماضية في ريف حلب لا سيما الى شرق مدينة حلب.

في بروكسل، انتقدت المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين الجمعة ترحيل لاجئين سوريين من دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي، مشيرة الى اليونان وبلغاريا. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا ادريان ادواردز ان “الترحيل او عوائق الدخول يمكن ان تعرض طالبي اللجوء الى مزيد من المخاطر والمزيد من الصدمات”.

واعرب عن قلقه ازاء مصير مجموعة من 150 سوريا تضم عائلات مع اطفال لم تتمكن الثلاثاء من دخول اليونان قادمة من تركيا.

في لاهاي، اقرت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الجمعة خطة تدمير الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف 2014.

وكانت سوريا سلمت المنظمة الخطة في اواخر تشرين الاول/ اكتوبر.

ولا تزال توجد نقاط عالقة عدة في مسالة تدمير الاسلحة الكيميائية السورية، ابرزها خلاف حول تزويد سوريا “بتكنولوجيات مزدوجة الاستعمال” وهي مواد يمكن استخدامها للتدمير، وكذلك لاغراض عسكرية.

كما لم يعرف بعد في اي دولة ستتم عملية التدمير بعد ان اعلنت البانيا الجمعة رفضها الطلب الامريكي في هذا الشأن.

في المواقف من النزاع السوري، صرح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السبت انه لا يعارض ارادة الشعب السوري في سعيه الى الحرية لكنه لن يسمح ان تتحول المنطقة إلى “عش للارهابيين والمجرمين” او الى وجهة غزو لجيوش أجنبية.

وقال “لسنا ضد ارادة الشعب السوري (…)، ولكننا ضد الارهاب، ضد القاعدة اينما كانت وفي اي بلد كانت وضد جبهة النصرة”.

خطة لإتلاف كيميائي سوريا ورفض تدميره في ألبانيا

لاهاي- (ا ف ب): أقرت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية خلال اجتماع لها الجمعة في لاهاي خطة تدمير الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف 2014، في وقت اعلنت البانيا رفضها اتلاف هذه الترسانة على اراضيها.

وقال المتحدث كريستيان شارتييه لوكالة فرانس برس بعد اجتماع للاعضاء الـ41 في المجلس التنفيذي للمنظمة في لاهاي “تم تبني الخطة”.

وانتهت الجمعة المهلة المحددة في الاتفاق الروسي الاميركي الذي سمح بتفادي ضربات جوية اميركية على سوريا والتي يتعين على المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية بعد انقضائها الموافقة على مختلف المهل المحددة لاتلاف اكثر من الف طن من الاسلحة الكيميائية.

وبدأ الاجتماع صباحا في مقر المنظمة بلاهاي ثم علق قبل ان يستانف في الساعة 17,30 (16,30 تغ)، الى ان تم التوصل الى اتفاق قرابة الساعة 20,00 ت غ.

وفي اواخر تشرين الاول/ اكتوبر سلمت سوريا المنظمة خطة لتدمير ترسانتها الكيميائية، لاتاحة الوقت للدبلوماسيين لاجراء التعديلات المحتملة عليها بالتشاور مع وفد سوري موجود في لاهاي قبل اجتماع الجمعة.

وفيما يبدي المجتمع الدولي اجماعا على ضرورة تدمير الاسلحة الكيميائية السورية ما زال عدد من نقاط الخلاف بارزا.

فليس الجميع متفقين على تزويد سوريا “بتكنولوجيات مزدوجة الاستعمال” وهي مواد يمكن استخدامها لهذه المهمة وكذلك لاغراض عسكرية في الحرب الدائرة في سوريا منذ عامين ونصف عام.

وفي هذا السياق، اعلن رئيس الوزراء الالباني ايدي راما الجمعة أن بلاده ترفض الطلب الأمريكي بالسماح بتدمير ترسانة السلاح الكيميائي السوري على اراضي البانيا.

وقال راما في لقاء صحافي بث مباشرة واستقبل بصيحات الترحيب من آلاف المتظاهرين في وسط العاصمة تيرانا، “يستحيل على البانيا المشاركة في مثل هذه العملية (..) لانها لا تملك القدرات” لذلك.

وقال رئيس الحكومة الالبانية ايضا “من دون الولايات المتحدة فان الالبان ما كانوا اصبحوا احرارا ومستقلين في دولتين” في اشارة الى البانيا وكوسوفو المجاورة التي اعلنت استقلالها عام 2008 بدعم سياسي وعسكري من واشنطن.

وبعد سقوط قذائف الخميس على وسط دمشق التاريخي اعلنت صحيفة سورية مقربة من النظام عن عقد مؤتمر للسلام في جنيف في 12 كانون الاول/ ديسمبر بعد ارجائه عدة مرات. ولم تؤكد دمشق ولا المعارضة السورية هذا الموعد.

واعرب النظام عن استعداده للمشاركة في المؤتمر طالما لم يطرح في جدول اعماله رحيل الرئيس السوري بشار الاسد من السلطة. لكن المعارضة تشدد على مغادرة الرئيس واستبعاده من الية انتقالية محتملة.

واستعدادا لهذا المؤتمر اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الداعم الرئيسي لدمشق اتصالا هاتفيا بنظيره السوري بحسب الكرملين.

ويوجد فريق مشترك من الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية في سوريا منذ تشرين الاول/اكتوبر لمراقبة الترسانة السورية من الاسلحة الكيميائية. وتم ختم الاسلحة الكيميائية وجعل مواقع الانتاج غير قابلة للاستخدام.

وافاد مصدر دبلوماسي ان مدير منظمة حظر الاسلحة الكيميائية احمد اوزومجو كتب في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الى منسقة مهمة التفتيش المشتركة في سوريا عارضا عليها مسودة لخطة الاتلاف.

وتنص الخطة على ارسال معدات للف والتعامل مع الاسلحة الكيميائية الى 12 موقع تخزين حتى 13 كانون الاول/ ديسمبر، وسيتم بعد هذا الموعد نقل الاسلحة تلك الى ميناء اللاذقية السوري لشحنها بحرا قبل 5 شباط/ فبراير.

وقالت منسقة المهمة العاملة على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيغريد كاغ خلال افتتاح الاجتماع في لاهاي ان المفتشين يعملون في “منطقة حرب دائرة، وهو وضع امني شديد الخطورة”.

واكدت ان فريقها على اتصال مع “مجموعات مسلحة من المعارضة” للتاكد من وضع ترتيبات لتوفير امن المهمة.

ويبدو ان هناك توافقا عاما حول ضرورة تدمير الاسلحة تلك خارج سوريا.

وطلبت دمشق مساعدات لوجستية لتطبيق هذه العملية ومن بينها اليات مصفحة رباعية الدفع ومعدات الكترونية متطورة. لكن القوى الغربية تتردد في توفير هذا النوع من المعدات نظرا لامكانية استخدامها ضد المعارضة في الحرب الاهلية.

لكن موسكو حليفة دمشق قادرة على تزويدها بهذه المعدات بسهولة.

وتعهدت النروج والدنمارك بتوفير سفن نقل الاسلحة خارج سوريا كما وعدت كوبنهاغن بتوفير فريق لحماية وفد منظمة حظر الاسلحة في سوريا.

لكن اوسلو رفضت القيام بعمليات تدمير للاسلحة على اراضيها كما طلبت الولايات المتحدة وقالت ان الاجال قصيرة وهي لا تملك الخبرة اللازمة لذلك.

كما طلبت واشنطن من البانيا ان تقبل تدمير الاسلحة السورية في اراضيها. كما قد تكون اتصلت بفرنسا وبلجيكا للغرض ذاته.

من جهته، اشار مالك اللهي المستشار السياسي لرئيس منظمة حظر الاسلحة الكيميائية احمد اوزومجو الى انه لا يعرف الجهة التي سيتم نقل الاسلحة الكيميائية السورية اليها تمهيدا لاتلافها بعد رفض تيرانا.

وقال للصحافيين “لكن المجلس التنفيذي اعتمد قرارا ولديه ثقة حيال وجود بدائل وبان هذه المعدات سيتم نقلها الى خارج سوريا”.

واقر مجلس الامن الدولي الاتفاق الاميركي الروسي على نزع الاسلحة الكيميائية السورية في حل تاريخي اتخذ في ايلول/ سبتمبر.

واتاح الاتفاق تجنب شن ضربات عسكرية اميركية على سوريا في اعقاب هجوم كيميائي مفترض اسفر عن مقتل مئات المدنيين في ضاحية دمشق.

ونالت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية جائزة نوبل السلام لعام 2013.

وفي التطورات الميدانية في سوريا قتل خمسة قياديين في الوية وكتائب مقاتلة ضد النظام السوري في معارك وقصف من قوات النظام، بينهم اربعة في منطقة حلب (شمال)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

وتشهد مناطق عدة في محافظة حلب معارك بين مقاتلين معارضين بينهم جهاديون والجيش السوري مدعوما من مقاتلين شيعة عراقيين ولبنانيين. وتنفذ قوات النظام عمليات عسكرية واسعة منذ ثلاثة اسابيع على معاقل للمجموعات المسلحة المعارضة تمكنت خلالها من استعادة بعض المناطق والمواقع الاستراتيجية لا سيما شرق مدينة حلب.

وفي جنيف، انتقدت المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين الجمعة ترحيل اللاجئين سوريين من دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي، مشيرة الى اليونان وبلغاريا.

الى ذلك، اوضحت دراسة نشرها الجمعة المنتدى الاقتصادي العالمي ان الحرب في سوريا وحالة الاستقطاب الشديد التي تعيشها مجتمعات شمال افريقيا تأتيان في صدارة اهتمامات صانعي القرار لعام 2014 متقدمة على الفجوة الكبيرة بين الاثرياء والفقراء والبطالة المترسخة.

 ‘القدس العربي’ تكشف قصة العداء بين الامير بندر بن سلطان وادارة الرئيس اوباما

مكالمة من بوتين للعاهل السعودي غيرت موقف الرياض من جنيف2

لندن ـ ‘القدس العربي’: لم يستبعد مصدر ديبلوماسي روسي يعمل في عاصمة خليجية ان يقوم رئيس الاستخبارات العامة السعودي الامير بندر بن سلطان بزيارة قريبة الى روسيا، وفق ما ورد في تقرير استخباراتي غربي نشره موقع ‘تاكتيكال ريبورت’ ‘المتخصص في تقديم معلومات استخباراتية حول الطاقة والدفاع في الشرق الأوسط، حيث ورد بتقرير ‘عاجل’ للموقع ‘أن الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات العامة السعودية يخطط لزيارة روسيا مجددا للتعاقد على أنظمة دفاعية متطورة، وذلك في إطار جهوده لتعزيز الأنظمة الدفاعية الاستراتيجية للمملكة.

ولكن يبدو ان الهدف الحقيقي منها فتح ابواب لتعاون استراتيجي روسي سعودي مباشر يساهم في حلحلة الازمة السورية وقضايا اخرى في المنطقة في ظل تردي العلاقات السعودية مع واشنطن. ووصفت مصادر ديبلوماسية غربية ‘الامير بندر بن سلطان بانه حاليا ‘من اشد الغاضبين في القيادة السعودية على الولايات المتحدة وعلى ادارة الرئيس اوباما بالذات’، مؤكدة ان هذا الغضب ليس بجديد ولكنه تفاقم خلال هذا العام بسبب المواقف الامريكية المترددة’تجاه الازمة السورية .

ولوحظ ان رئيس الاستخبارات السعودية (وهو احد اهم المعنيين بملفات الازمة السورية والوضع في لبنان والعلاقات السعودية الايرانية) تعمد ان لا يحضر اللقاءات التي اجراها وزير الخارجية الامريكية مع القيادة السعودية في الرياض قبل عشرة ايام، ولم يحضر لقاء العاهل السعودي بالوزير كيري الذي حضره اهم امراء اهل الحكم في السعودية، وفي حينها غادر الى عمان متعمدا.

وكشف مصدر استخباراتي عربي النقاب ان الامير بندر ‘نقم على الادارة الامريكية لعدم موافقتها على المساعدة بالعمل لاعداد انقلاب عسكري على الرئيس السوري بشار الاسد، بل ان واشنطن سربت معلومات عبر عاصمة عربية عن محاولة انقلابية عملت السعودية على المساعدة في اعدادها عن طريق اللواء العسكري السوري المنشق مناف طلاس في صيف العام الماضي وكان قد جرى التمهيد لها بانفجار مكتب الامن القومي السوري الذي ذهب ضحيته كبار مسؤولي الامن السوريين .

المصادر الديبلوماسية الغربية في الرياض اوضحت ان العداء بين رئيس الاستخبارات السعودية وادارة الرئيس اوباما متبادل ومنذ سنوات، وكان هو احد الاسباب الرئيسة التي ابعدت الامير بندر لنحو عامين عن مهام عمله كأمين عام لمجلس الامن الوطني في السعودية، ولكنه عاد اليه صيف العام الماضي بالاضافة الى توليه منصب رئيس الاستخبارات العامة .

وقال ديبلوماسي روسي يعمل في عاصمة خليجية ان موظفي السفارة الروسية في الرياض لاحظوا عندما قدم لهم جواز سفر الامير بندر للحصول على تأشيرة لزيارة موسكو التي تمت ‘في شهر اب (اغسطس) الماضي ان التأشيرة الامريكية المتعددة الممنوحة للامير لزيارة الولايات المتحدة ملغاة من السفارة الامريكية في الرياض .

ويتولى الامير بندر منذ سنوات عديدة ملف العلاقات السعودية مع موسكو، وكان هو المبعوث السعودي شبه الدائم لروسيا، وهو حانق بالطبع على روسيا بسبب دعمها ومساندتها للرئيس بشار الاسد ونظامه ولكن بسبب ‘براغماتيته ‘المعروف بها، اعاد تنشيط هذا الملف وقام بزيارة للعاصمة الروسية في شهر اب (اغسطس (الماضي والتقى بالرئيس فلاديمير بوتين عارضا التعاون لايجاد حل للازمة السورية على اساس الاطاحة بالرئيس بشار الاسد، وسربت اخبار من موسكو عن انه عرض ‘اغراءات’ اقتصادية على موسكو مقابل وقف دعمها للرئيس السوري ونظامه، ولكن المصادر السعودية ذكرت انه عرض التعاون الامني على موسكو لضبط العناصر الشيشانية التي تقاتل مع جماعة النصرة في سورية حتى لايعودوا مستقبلا للقتال في اقليم الشيشان.

‘ويلاحظ انه بعد هذه الزيارة اخذت السعودية ‘العمل على لجم نفوذ الجماعات الاسلامية المتشددة التي تقاتل مع المعارضة في سورية، ولكن مصادر استخباراتية سعودية تتهم اجهزة امنية تابعة للنظام السوري بدعم القدرات العسكرية وتقوية نفوذ وتواجد الجماعات المتشددة ـ بطريقة غير مباشرة ـ من اجل ان تتنازع هذه مع قوات والوية الجيش الحر، ولكي يخشى العالم من انتصار المعارضة العسكرية السورية .

وتؤكد المصادر الديبلوماسية الغربية في الرياض ان زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري للرياض فشلت في اعطاء الرياض ضمانات ‘مقنعة’ بشأن اسس مؤتمر جنيف -2 ولا بشأن الاتصالات الامريكية مع ايران، وبقيت السعودية مصرة على عدم حضور مؤتمر جنيف -2، ولكن تغيرا ايجابيا ومفاجئا حدث في الموقف السعودي’بعد المكالمة الهاتفية التي تلقاها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاسبوع الماضي. ويلاحظ ان الائتلاف الوطني السوري الذي كان بدأ اجتماعاته في اسطنبول بعد المكالمة الروسية’خفف من موقفه السابق الرافض بحضور جنيف وضغط رئيس الائتلاف المحسوب على السعودية على اعضاء مجلس الائتلاف للاعلان عن الموافقة على الحضور وفق الشروط التي وضعت والمتوقع ان تكون قابلة للتفاوض عليها .

وجاء هذا الموقف بناء على طلب سعودي يعتقد ان سببه المكالمة الهاتفية من بوتين للملك عبدالله الذي يبدو انه اقنع الملك بان تتم محادثات سعودية روسية تشارك بها المعارضة السورية لبحث التحضير لحضور كل الاطراف السورية لجنيف -2 ، وكشف مصدر ديبلوماسي ان الامير بندر بن سلطان حضر مكالمة الرئيس بوتين ‘للملك وتولى ترجمة المكالمة بينهما حيث كان مترجم روسي باللغة الانكليزية ينقل كلام بوتين وكان الامير يترجم ما يقوله الملك .

سوريون يتساءلون عن حالة ثورتهم.. والشعب لا الساسة هو من يدفع الثمن

إبراهيم درويش

لندن- ‘القدس العربي’ في الحروب كل الحروب هناك ضحايا ومجرمون، موتى، ودمار ولاجئون، لكن ليس كل اللاجئين محظوظين، فهناك من يتسولون، ومن يقبعون في الخيم الرطبة، وهناك اغنياء ينتظرون الحظ القادم في غرف وأجنحة الفنادق من الدرجة الأولى، ويتجولون بسياراتهم الفارهة شوارع المدن التي فروا إليها.

وكتب روبرت فيسك قبل أيام عن السوريين الذين قال إن كارثتهم هي الأكبر من الحرب العالمية الثانية، وقال ان اللاجئين منهم في بيروت وهم يتسولون او يلمعون الأحذية، لكنه لم يتحدث عن النوع الأخر من اللاجئين السوريين الذي تقول صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ان بعضا منهم يدفع آلاف الدولارات للهروب من سورية التي مزقتها الحرب الى امان ورفاهية جديدة.

ويقول التقرير ان عشرات الآلاف من الاثرياء السوريين يفرون بطريقة غير شرعية ويصلون إلى الدول الاوروبية إما بالطائرات او باستخدام الزوارق السياحية والقوارب الباذخة.

فقد كشف محقق سري للصحيفة عن شبكة لتهريب ابناء النخبة السورية. ففي بيروت ووسط محلات المجوهرات وقاعات عرض الفن في حي البيجو، هناك محل للسفريات الجوية يموج بالزبائن ولكن ليسوا أي زبائن، نساء بملابس ‘شيك وبنظارات غوتشي، وبأظافر مطلية لامعة ينتظرن دورهن ويقلبن صفحات كتيبات ‘بروشورز′ تعرض رحلات بحرية بقوارب مترفة في البحر المتوسط.خلف المكتب كان وكيل السفر يعمل مع الزبائن وطالبتهم، حيث يقول أن جوازات السفر يمكن استخراجها بالسفر، وبنفس الطريقة يمكن استخراج التأشيرات للدول الأوروبية، المشكلة أن الرحلة إلى أوروبا طويلة ولكنها حسب تأكيد وكيل السفر ‘مريحة جداً’. وتقول الصحيفة أن شبكة تهريب الأغنياء السوريين تمتد من لبنان وتركيا وتوصل زبائنها إلى العواصم الأوروبية الكبيرة مثل باريس وستوكهولم ولندن.

وقد تكون الرحلة مكلفة ويحتاج الزبون لدفع عشرات الألوف من الدولارات لكن لم يستطع فالهجرة غير الشرعية مريحة وأقل خطراً من ركوب قارب موت، او الهروب عبر الحدود التركية إلى بلغاريا وهو خيار يعتمد عليه الكثير من الميسورين السوريين للوصول إلى أوروبا.

وبحسب التقرير فقد قدم صاحب شركة السياحة خريطة للطريق الذي يمكن للمسافر الثري المرور به حتى يصل الى مكانه المقصود.

وقد تعلمت شركات السياحة وخلال العامين أو اكثر على الحرب الأهلية تعلمت هذه الشركات الطرق ورسمت خطوط الرحلات التي يمر بها اللاجئون.

وبالنسبة للاجىء الذي هرب بدون جواز سفر، فالوكالة يمكنها استخراج سفر له في سورية مقابل رشوة لا تتعدى مئات الدولارات.

لبنان- بلغاريا

وبعدها يمكن للاجىء اختيار واحد من طرق متعددة، فالطريق المعروف والشائع الذي يتخذه كل السوريين وهو السفر إلى اسطنبول حيث لا يحتاج السوري إلى تأشيرة دخول ومن هناك يتصل بمهربين يأخذونه عبر الحدود التركية إلى بلغاريا. وقد أصبح هذا البلد بالنسبة لخبراء التهريب والمتمرسين فيه البوابة التي يمكن للاجئين غير الشرعيين المرور عبرها إلى اوروبا.

ففي أيلول (سبتمبر) تم حجز 2377 لاجئا على الحدود البلغارية لكن المسؤولين عليها كانوا متساهلين حسب بعض المهربين. ويقول وكيل السفر مؤكدا لزبونه ‘إن لبنانياً، وهو رجل طيب، أخذ لاجئين من قبل ووصلوا بأمان’ الى بلغاريا، مشيراً أنه يعرف مسؤولين في الهجرة ويقومون بغض الطرف عن دخول اللاجئين.

ومن بلغاريا يمكن للاجئين العبور لواحدة من الدول الأوروبية للنمسا، إيطاليا أو السويد التي اصبحت الجهة المحبذة للسوريين خاصة أن البلد يمنح اللجوء لهم وفي بعض الأحيان الإقامة لمن يصل منهم إلى شواطئها.

وزعم وكيل السفر أن لديه رجاله في هذه الدول ممن يقومون برشوة المسؤولين الذين يدخلون لاجئين لا يحملون معهم الأوراق المطلوبة او يدخلونهم خلسة من وراء نقاط الحدود. والراحلون عبر هذا الطريق يقطعونه بالحافلات، وكلفة الرحلة من بيروت إلى بلغاريا أكثر من 9 آلاف دولار أمريكي للمسافر الواحد، ولكن الأسعار تتفاوت بعد الوصول إلى بلغاريا وحسب الجهة المقصودة، وما يميز هذه الرحلة أنها عبر الحافلات المريحة وليس في شاحنات او مشياً على الأقدام في معظم الأحيان.

وأكد وكيل السفر أن لديه عملاء في السفارات الأوروبية الذين يقومون بتسهيل التأشيرات لزبائنه مقابل رشاوى معينة.

تركيا- اليونان عبر البحر

وقد يختار اللاجىء السوري طريقاً آخر عبر البحر، حيث يركب القارب من تركيا إلى اليونان.

وبحسب سورية مسيحية قدمت اسماً مستعاراً (حنة) قالت أن ابن أختها كان جندياً في الجيش السوري وهرب عبر قارب سياحة (كروز) حيث قالت ‘كان جندياً في الجيش السوري وقتل كل رفاقه في الوحدة أثناء القتال، وبعدها قررنا إخراجه من سورية’.

وأضافت أنه ‘عندما وصل تركيا قدم له المهربون عدداً من الخيارات للعبور إلى اليونان: عبر قارب مطاطي مقابل 2700 دولار أمريكي او قارب تجديف بكلفة 4000 دولار أمريكي او أن يدفع 5400 دولار على متن قارب سياحة’.

ولم يكن خيار قارب التجديف مناسباً خوفا على حياته لأن صديقة لها هربت بهذه الطريقة وعندما قام المهربون بحشد أكبر عدد من اللاجئين فيه انقلب وكادت أن تغرق هي وابنتها.

وتقول إنها تعرف عن 100 صديق وعائلة سورية تم تهريبهم بهذه الطريقة خلال الأشهر الماضية، ‘وعندما يصلون إلى اليونان يقوم المهربون باستقبالهم وتزويدهم بالوثائق المطلوبة لمواصلة رحلتهم’. ويقول أحد المقاتلين السابقين واسمه سالم والذي هرب إلى اليونان أن هناك مهرباً عراقياً يعرف بأبو إبراهيم، و’لديه اكثر من 5 آلاف جواز سفر مسروقة، ويأتي إليه الاشخاص ويعطونه صورهم التي تشابه الصور على الجوازات، وإن لم تجد جوازاً يناسب صورتك فإنهم يقومون برشوة عاملين على الزوارق السياحية وتصل إلى السويد بهذه الطريقة ولكن يجب ان تدفع 6111 دولارا أمريكيا’.

ويقول أحمد، من حمص، أنه سيزور عائلة صديقه في كوخها الجديد على جبال الألب في سويسرا حيث قال ‘لقد قضت ستة أشهر تنتظرحتى وصلت إلى هناك ودفعت حوالي 40 ألف يورو وانتظرت أشهراً حتى وجد المهرب جوازاً يحمل صوراً تماثل صور أفرادها’.

ويقول ‘وفي النهاية حصل المهرب على جوازات لعائلة بولدين وبنت، ولصديقي بنتان وولد، وفي المطارتنكرت البنت على شكل ولد’.

فلم تعد سورية مكانا لتربية الأولاد وتنشئتهم فيها بسبب الحرب، ربما توفر جبال الألب المناخ المناسب لهم.

استنفار في الشمال

ومع استمرار الرحيل السوري تستمر المعارك، وقد أحرز النظام تقدماً في الشمال وحول دمشق حيث سيطر على بلدة الحجيرة في ضواحي العاصمة، واستدعى التقدم الذي حققه الجيش السوري الجماعات الجهادية لإعلان النفير العام في صفوفها فبحسب مراسل صحيفة ‘الغارديان’ مارتن شولوف في بيروت قال إن الجهاديين دعوا للتعزيزات لمنع تقدم متوقع للجيش السوري في حلب في أول تقدم له في المنطقة منذ 16 شهراً في عملية ستمتحن قدرة الجهاديين الذين يسيطرون على المنطقة. وتقول الصحيفة أن مناوشات حصلت في جنوب- شرق المدينة، المنطقة الواقعة تحت سيطرة المقاتلين منذ اقتحامهم لها في منتصف العام الماضي.

وفي الوقت الذي لم تبدأ فيه المعركة الحاسمة إلا أنها ستقدم صورة عن الطريقة التي سيواجه فيها الجهاديون التقدم الحكومي، وتحاول جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ منع تقدم الجيش السوري فيما بعد القاعدة العسكرية المعروفة بقاعدة 80 لأن أي تقدم خلفها يعني تهديداً مباشراً للمناطق التي تقع تحت سيطرة الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة ومعها خطوط الإمدادات من الذخيرة والمعدات اللوجيستية القادمة من تركيا، وقد استطاعت هاتان الجماعتان خلال العام الماضي إدخال مقاتلين ومعدات واسلحة ومواد غذائية بشكل مكنهما من إقامة شبة إمارة إسلامية في الشمال.

وهذه المرة الأولى التي سيواجه فيها الجهاديون عملية عسكرية كبيرة للجيش السوري الذي عزز قدراته وجود مقاتلين من كتيبة أبو الفضل العباس المكونة من متطوعين عراقيين.

ويرى التقرير أن معركة في الشمال تعبر ولأول مرة عن الطريقة التي انحدرت فيها الحرب السورية إلى حرب طائفية فستتلاقى قوات الجيش المدعومة من جماعات شيعية مع المقاتلين السنة الجهاديين.

وتتكون قوات هذه الجماعات في المعظم من المقاتلين الأجانب الذين جاءوا من العراق، فيما عبر أخرون من الطريق الأسهل عبر الحدود مع تركيا، وقد استفاد الجهاديون من هذا الطريق السهل.

ويشير الكاتب ان سهولة تحرك المقاتلين عبر تركيا إلى سورية أدى لإثارة تكهنات حول دور لحكومة أنقرة في تسهيل عبورهم خاصة أنهم مقاتلون أشداء قادرون على تهديد ومواجهة القوات الحكومية السورية.

تركيا هي السبب

ونقل التقرير عن قائد من قادة المقاتلين وهو حاج أبو عبدالله ‘ بأي طريقة أخرى يمكنك تفسير هذا؟’ مضيفا أن تركيا ‘بوابة مفتوحة، ونحن نخسر الحرب ولا ننتصر فيها بسبب تركيا’، ويوافق قائد آخر على هذا الموقف بقوله ‘نخسر المعركة مع مرور كل شهر، وهناك سياسة واضحة تقوم على تمكين القاعدة من الفوز بالحرب، وفي المقابل إضعاف مواقعنا بدرجة لا نكون فيها قادرين على الإحتفاظ بمواقعنا’. وترفض الحكومة التركية هذه الإتهامات جملة وتفصيلاً وبحسب الناطق باسم وزارة الخارجية الذي نقلت عنه الصحيفة قوله ‘نحن لا ندعم ولا نتسامح مع الجماعات المتشددة الإرهابية، فليس من المعقول أن يقوم بلد عانى من الإرهاب لزمن طويل بفعل أمر كهذا بل بالعكس فنحن نتعامل مع هذه الجماعات على انها خيانة للثورة’. وتقول تركيا أنها تستقبل سنوياً أكثر من 30 مليون زائر، وتبنت سياسة دخول العرب بدون تأشيرات وتمنح تأشيرات للزاور الأوروبيين حالة وصولهم المطار.

وتقول إنها لا تستطيع وقف زوار يحملون جوازات سفر حقيقية إلا إذا كان هناك سبب قانوني يستدعي هذا. وقال المتحدث باسم الحكومة أن تركيا بحاحة لتعاون اطراف اخرى ثالثة لتحديد طبيعة وهوية الأفراد.

وتثير أعداد المقاتلين الأجانب في سورية قلق الدول حيث زاد عددهم في الأشهر الأخيرة وهناك الكثير من السياح العرب ممن يتجاوزون مدة الزيارة الممنوحة لهم في تركيا، وقام معظمهم باجتياز الحدود إلى سورية ولم يعودوا.

ولوحظ أن رحلات الطيران الداخلي من اسطنبول الى جنوب تركيا دائماً مكتظة بالمسافرين الذين هم في طريقهم للتطوع في الحرب السورية، وعادة ما تستخدم البلدات الحدودية مثل أنطاكية وريحانلي وكيلس كنقاط راحة للمقاتلين في داخل سورية.

قصة عنف

ولا يثير التشدد الجهادي خوف القوى الدولية فقط بل والجماعات المقاتلة التي اصبحت تتأثر من ممارساتها المتشددة، حيث قامت بقتل أحد قادة أحرار الشام’ واسمه محمد فارس، حيث اعترفت ‘داعش’ لاحقاً أنه قتل عن طريق الخطأ واعتقاد من قطعوا رأسه أنه من مؤيدي الأسد او الشبيحة.

وكانت ‘هيومان رايتس ووتش’ قد وثقت ما ارتكبه مقاتلو الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في جبال الأكراد الصيف الماضي حيث هاجموا قرى علوية، وقالت جيوفان دي جيوفاني في تقرير لها نشرته مجلة ‘نيوزويك’ إن الممارسات كانت انتقاماً لمجزرتي البيضة وبانياس اللتين ارتكبتهما ميليشيات النظام في أيار (مايو) الماضي فيما يرى البعض أنها رسالة للأسد انه لم يعد هناك مكانم آمن في سورية حتى في مناطق العلويين.

وبحسب المجلة فقد هاجم المقاتلون الجهاديون القرى في ريف اللاذقية وقتلوا بدون تفريق النساء والأطفال والعجزة.

وقالت أنهم تركوا الجثث لتتعفن تحت حر الشمس، فيما عثر على بعضها معلقا بالأشجار، وأخرى في مقابر جماعية. ونقل التقرير عن شاهد عيان قوله إنهم أي المقاتلين كانوا بالزي الأسود، ومدججين بالسلاح ومعهم القناصة. واحصت المنظمة الأمريكية 67 شخصا قتلوا.

وأشار التقرير الى بيان الإئتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة الذي ابعد نفسه عن هذه الممارسات ودعا لمواجهتها. وشجب نجيب الغضبان المجازر، مشيراً إلى أنهم يكافحون لاستبدال النظام الديكتاتوري بآخر ديمقراطي، ولكن الغضبان قال إن المجازر فظيعة ويجب النظر إليها في سياق الجرائم التي ارتكبها النظام ضد المدنيين، قائلاً إن 120 ألف سوري قتل منذ بداية الحرب، فيما يقتل يوميا ما بين 50-150 معظمهم من المدنيين.

وتقول المجلة نقلاً عن صحافية في دمشق إن المجزرة تم التغطية عليها من قبل النظام والمعارضة ‘ وكأن العلويين يشعرون بالخجل للحديث عن مجازر حلت عليهم كانوا لا يتوقعون حدوثها’.

جنيف 2 مرتبط بحبل سري بين اميركا وايران

ريما زهار

ايلاف

ما المتوقع من انعقاد مؤتمر جنيف 2، وهل صحيح سيُعقد الشهر المقبل، وما مدى فاعلية مشاركة بعض البلدان العربية في هذا المؤتمر الذي يشدد البعض على اهميته الكبرى؟.

بيروت: أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اتصالاً هاتفيًا مع نظيره السوري بشار الأسد وبحثا قضايا الإعداد لمؤتمر جنيف 2 وتفكيك ترسانة سوريا الكيميائية والوضع الإنساني في البلاد، وأعلن الكرملين أن الاتصال تم بـ”مبادرة من الجانب الروسي”.

عن امكانية انعقاد مؤتمر جنيف 2 الشهر المقبل، يرى الاعلامي العراقي منتظر الزيدي (الذي رشق سابقًا الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش بالحذاء) في حديثه لـ”إيلاف” ان مؤتمر جنيف 2  سينعقد، اذا تركوا السوريين معارضة ونظامًا، على حالهم، اما التدخلات مع دول الجوار وبعض الدول الاقليمية والدول الكبرى وعلى رأسها اميركا، فلن تؤدي الى حل من خلال انعقاد جنيف 2.

ويلفت الزيدي الى ان الموضوع اليوم يتمحور حول حقن دماء السوريين اكان من النظام او المعارضة السورية، وعدم انعقاد جنيف 2 حتى الآن يقع على عاتق الدول الكبرى التي كانت تود تصفية حساباتها مع بعضها البعض في سوريا، وانعقاد جنيف 2 مرتبط بحبل سري مع المخابرات الاميركية الايرانية بخصوص الملف النووي.

ويؤكد الزيدي انه لا يتوقع الكثير من انعقاد جنيف 2، غير انه على الاقل ما نريده هو ان يُعقد، لانه يتلاقى مع مضامين كتبت سابقًا، في الاتفاقات السرية بين الدول الكبرى، وسوف يجلسون الى طاولة حوار ممكن ان تخرج على الاقل بحل سلمي لما يجري الآن في سوريا، من خلال وقف اطلاق النار، ولكن حتى لو اتفق المجلس الانتقالي السوري، او ما يسمى بالحكومة السورية الموقتة، مع الحكومة السورية في داخل سوريا، فهذا لن يجدي نفعًا مع الحركات الراديكالية كجبهة النصرة وداعش وغيرهما، التي تفتك بدماء السوريين، واعتادت على القتل والمال.

وهي غير نافعة في دولها سواء الدول الاوروبية او العربية، لذلك وجدت في سوريا الملاذ الآمن، وكذلك افغانستان.

ويتساءل الزيدي كيف يمكن الاتفاق على مقررات جنيف2، بينما هناك على الارض عشرات الآلاف من المسلحين الذين يقتلون السوريين يوميًا.

المعارضات في سوريا

عن تحول المعارضة الى معارضات عدة غير منسجمة في سوريا وكيف يؤثر ذلك على نيل تلك المعارضات حقوقها من خلال جنيف 2؟ يجيب الزيدي :” انقسام المعارضة على نفسها وعدم توافق المعارضات على ماذا يريدون والى اين هم ماضون هو امر لا يجدي نفعًا، هل تريد المعارضات اسقاط النظام، ماذا عن النظام السوري ماذا يريد؟ هل سيكون هناك انتقال الى سلطة جديدة، هل يودون استقالة النظام السوري ام اعمار سوريا اولاً ام اخراج آلاف المسلحين الذين لن يتركوا الاراضي السورية بسهولة؟ لا يزال الجواب ضبابيًا.

واليوم السؤال من يأخذ القرار في ايقاف اطلاق النار لدى المعارضة؟

لا احد يعلم، ويؤكد الزيدي ان القاعدة اليوم المتواجدة في سوريا لا يمكن ايقافها نهائيًا، لا بالحل الدبلوماسي ولا السياسي، لانها كانت في العراق وبلدان عدة تأذت منها.

ما مدى فاعلية مشاركة بلدان كالعراق ولبنان في مؤتمر جنيف 2؟ يجيب الزيدي ان البلدان العربية اصبحت للاسف الشديد لا تشكل ثقلاً في المحافل والنزاعات الدولية والاقليمية، ومشاركة العراق ومحاولة وضعها على خريطة التفاهمات من اجل سوريا هو امر مقلق لسبب ان العراق لا يستطيع ان ينهي صراعاته السياسية في الداخل.

ولكن ربما البلدان المجاورة لسوريا كلبنان مثلاً قد تكون ادوات مساعدة في حل بعض الامور اللوجستية كمسألة اللاجئين، ودخول المساعدات، وكذلك لبنان يتأثر مباشرة بما يحصل في سوريا، فحتى تشكيل الحكومة اللبنانية متأثر بالحوادث السورية.

يازجي: لم تتوقف المفاوضات لإطلاق المطرانين المخطوفين في حلب

«اللقاء الأرثوذكسي» يطالب بالعمل لإطلاق سراح اللبنانيين في السجون السورية

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلن بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي أنه لا شيء جديدا حول المطرانين المخطوفين في حلب منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي؛ يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، مطالبا الإعلام بالتصرف بروية في هذه القضية.

ونفى يازجي المعلومات التي أشارت إلى توقف المفاوضات لإطلاقهما، قائلا: «إنها أحاديث صحف»، وموجها نداء للجميع ليتعاملوا مع هذه القضية على قدر كبير من المسؤولية.

من جهته، طالب أمين عام اللقاء الأرثوذكسي ميشال تويني، إثر اجتماع الهيئة الإدارية، الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بتكثيف الجهود من أجل إطلاق المطرانين، آملا أن يلاقي مصير مخطوفي أعزاز. كما طالب اللقاء بالتعامل مع ملف اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية منذ عشرات السنين بجدية أكبر، من أجل إطلاق سراحهم وإقفاله نهائيا.

النظام يستعيد ثلاث قرى بحمص ويوسع دائرة قتاله في جنوب دمشق

الجيش «الحر» يتقدم في حلب الجديدة ويخسر خمسة قياديين ميدانيين

بيروت: نذير رضا

تجدد القصف العنيف على بلدات جنوب دمشق، أمس، بموازاة تواصل الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في المنطقة، بعد استعادة القوات النظامية السيطرة على الحجيرة، ونقل تعزيزاتها إلى المناطق المحيطة فيها، لاستعادة السيطرة على ببيلا وبيت سحم. وتزامن هذا التطور مع تصدر معركة القلمون واجهة التطورات الميدانية، إذ أفاد ناشطون بتعرض مناطق واسعة فيها لقصف جوي عنيف، في حين أحرزت المعارضة تقدما باتجاه حلب الجديدة شمال البلاد.

ونفى ناشطون سوريون، أمس، استعادة القوات الحكومية السيطرة على بلدات ببيلا ويلدا جنوب العاصمة السورية. وأكدت مصادر ميدانية جنوب دمشق لـ«الشرق الوسط» أن القوات النظامية «كثفت من حصارها لتلك المناطق، وشنت قصفا عنيفا عليها، لكنها لم تتمكن من دخولها»، مشيرة إلى أن اشتباكات واسعة النطاق «اندلعت على مداخل بيت سحم ويلدا وببيلا، شاركت فيها تعزيزات من مقاتلي لواء أبو الفضل العباس إلى جانب القوات النظامية، بعدما استعادت السيطرة على الحجيرة». وقالت إن المعركة «اتسعت جنوب دمشق وسط حصار خانق، حيث تعتزم القوات الحكومية السيطرة على كامل مدن جنوب العاصمة».

وأفاد ناشطون سوريون أمس باستهداف الطيران الحربي بلدات ريف دمشق الجنوبي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، بست غارات تركّزت على بلدتي بيت سحم وببيلا، مما أسفر عن حدوث دمار كبير في الأبنية السكنية وتصاعد أعمدة الدخان من المنطقة. وأشارت إلى تعرض المنطقة لقصف عنيف باستخدام قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، وذلك بالتزامن مع تجدد المعارك في المنطقة.

وتزامنت المعارك جنوب العاصمة مع اشتباكات عنيفة اندلعت شرقها، حيث أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان تعرض مناطق في حي العسالي لقصف من القوات النظامية، بقذائف الهاون، فيما دارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية بين حيي برزة والقابون بالتزامن مع قصف من القوات النظامية على منطقة الاشتباك، لافتا إلى تعرض مناطق في حي القابون لإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة.

وفي دمشق، أفاد المرصد بسقوط ثلاث قذائف هاون بالقرب من دير اللاتين وكنيسة الكلدان ومنطقة العازرية، في باب توما، وهي منطقة مسيحية تقع وسط العاصمة. ومن جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 22 آخرون جراء سقوط قذائف هاون وانفجار عبوتين ناسفتين في شارع مردم بك وحي الكلاسة قرب المسجد الأموي بدمشق القديمة. في غضون ذلك، اتجهت الأنظار إلى القلمون، حيث شن الجيش النظامي هجوما واسعا على بلدات يبرود والنبك والزبداني، وهي مدن كبيرة، تتحصن المعارضة في أريافها، وتسيطر على منطقة الزبداني بأكملها. وأعلنت مصادر المعارضة أن 7 أشخاص قتلوا على الأقل، وأصيب عشرات آخرون في جبل القلمون بريف دمشق، جراء القصف الذي استهدف عدة بلدات، حيث تركز على الزبداني ويبرود والنبك، كما أسفر عن دمار واسع في الأبنية والأحياء السكنية، بينما ذكر ناشطون أن عناصر الجيش الحر تمكنوا من قتل 25 جنديا من القوات الحكومية في المعارك. وقال ناشطون إن الطيران الحربي قصف بلدة يبرود والطرق المؤدية إلى لبنان في منطقة جبل القلمون، كما قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة رنكوس والزبداني.

إلى ذلك، أعلنت دمشق سيطرتها على بلدات الحدث وحوارين ومهين والمستودعات القريبة منها في الجنوب الشرقي لمدينة حمص. وقالت القيادة العامة للجيش السوري، في بيان، إن العملية جاءت بعد عملية ناجحة ومناورات تكتيكية دقيقة. وجاء إعلان السيطرة على البلدات غداة مقتل خمسة قادة ميدانيين للمعارضة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قائد لواء قتل في ريف حمص، خلال معارك بالقرب من بلدة مهين، التي أحرزت القوات النظامية تقدما كبيرا من أجل استعادة السيطرة على مستودعات للأسلحة فيها كانت المعارضة قد استولت على أجزاء منها.

وفي حلب، أفاد المرصد بمقتل أربعة قادة هم يوسف العباس المعروف باسم أبو الطيب، وهو قيادي في لواء التوحيد النافذ، في غارة استهدفت قاعدة عسكرية عند مدخل حلب الشمالي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ عام تقريبا. كما قتل قائدان للكتائب المقاتلة المعارضة خلال معارك ضد القوات النظامية بالقرب من مطار حلب الدولي.

وأفاد ناشطون بقصف قوات المعارضة السورية مطار حلب الدولي بصواريخ غراد، مما أسقط قتلى وجرحى للقوات الحكومية داخل مبنى المطار. واحتدمت الاشتباكات في مناطق واسعة في حلب، حيث أعلنت مصادر المعارضة تقدم قوات المعارضة في جبهة الراشدين وحلب الجديدة، وسيطرت على آخر المباني التابعة لجيش النظام في معارة الأرتيق. وقالت المعارضة إن هذا التقدم أتاح للمعارضين الوجود على مقربة مع مدفعية الزهراء التي تقوم قوات النظام من خلالها بقصف غالبية مناطق الريف الشمالي في حلب.

وذكر ناشطون أن عملية لقطع الطريق بين حماه وخناصر بدأت وأسفرت عن تدمير دبابات وقتل عدد من الجنود، بينما استمرت الاشتباكات العنيفة بين كتائب المعارضة والجيش النظامي في محيط اللواء 80 قرب مطار حلب.

إلى ذلك، وفي ظل الاشتباكات المتنقلة بين كتائب الجيش الحر وعناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام، دعت جبهة «علماء حلب» من سمتهم «المخلصين في تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام» إلى ترك التنظيم نتيجة عدة سلوكيات قام بها سمتها الجبهة «جرائم». ودعت الجبهة في بيان صدر عنها أمس تنظيم دولة الإسلام للتوجه إلى جبهات القتال ضد قوات النظام وإلا فعليه العودة إلى العراق محرما دعم التنظيم.

رئيس الكتلة الكردية الوطنية في سوريا: النظام السوري بدأ بإشعال فتنة طائفية (علوية ـ سنية) بين الأكراد

الناصر لـ «الشرق الأوسط» : قررنا حمل السلاح وطالبنا أطرافا عربية وخليجية وتركية بتمويلنا بالسلاح والمال

الرياض: هدى الصالح

كشف مسؤول كردي سوري عن مخططات النظام السوري بإشعال المنطقة بفتنة عرقية بين العرب والأكراد وأخرى طائفية بين الأكراد أنفسهم (العلويين والسنة)، موضحا بأن حزب الاتحاد الديمقراطي والذي أعلن مؤخرا عن تشكيل إدارة مدنية ذاتية مؤقتة لتسيير شؤون مناطق ذات أغلبية كردية، إنما يتلقى التمويل المالي والسلاح من النظام الأسدي وإيران وحكومة الملالي.

وأكد فواز الناصر رئيس الكتلة الكردية الوطنية في سوريا عن قرار كتلته حمل السلاح، محذرا من الأخطار الطائفية التي يسعى النظام السوري ومن خلفه إيران إشعالها بين الأكراد السنة والعلويين قائلا: «رفضنا كمستقلين منذ البداية حمل السلاح إلا أننا اليوم بدأنا بالتسلح على المستوى الفردي لمواجهة مساعي النظام في إشعال الفتنة بين العرب والأكراد وبين الأكراد أنفسهم».

وأكد على أن الكتلة الكردية الوطنية ستسعى وبكل السبل والوسائل إلى وأد الفتنة بالعقل والمنطق والحوار إلا أن ذلك لا بد وأن يكون مع وجود القوة بحضور السلاح، مشيرا إلى بدء الكتلة محادثاتها مع جهات عربية وخليجية لتمويلها بالسلاح والمال للوقوف في وجه الأطراف المتطرفة من العرب والأكراد والخروج من الأزمة بأقل الخسائر. وتوقع الناصر قيام حزب الاتحاد الديمقراطي مستقبلا بهجمات ضد كتلته ومؤيديه والبدء بتصفية شخصيات كردية، مفيدا أن الجلوس مع المسؤولين في حزب الاتحاد أمر ممكن بشرط ما لم تتلطخ أيديهم بالدماء قائلا: «الجلوس إلى طاولة الحوار أمر ممكن مع حزب الاتحاد الديمقراطي في حال لم يرفعوا السلاح علينا ولكن إن فعلوا فإن كل الخيوط للتسوية ستقطع».

وحول التمويل المالي والتسلح قال الناصر: «لقد طالبنا العرب بالتمويل المالي والسلاح وكانت الإجابة الانتظار والتريث قليلا»، مؤكدا على أن الأحداث المتوقع حصولها ستجبرهم قريبا على فعل ذلك.

وبشأن إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي عن تشكيل إدارة مدنية ذاتيه مؤقتة فحذر فواز الناصر من هوية تنظيم حزب الاتحاد حاملا الطابع الطائفي بديلا للبعد القومي، نتيجة ارتباطاته مع حزب العمال الكردستاني وإيران وحكومة المالكي بالعراق، مفيدا بأن قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي تركية علوية استغلت حماسة الشباب السوري الكردي في السابق وذلك للانضمام إلى القوات الكردية المقاتلة في تركيا.

وقال: «لدى حزب العمال الكردستاني المال والسلاح والخبرة السياسية وباتوا ممثلين للحزب في سوريا بعد أن انضمت شخصيات سورية إلى حزب العمال منذ أكثر من 30 عاما»، فارضة بذلك حقها بفرض السيطرة على الأكراد السوريين ليمثلوا اليوم، بحسبه، الأجندة الطائفية بوجه قومي بدعم من النظام السوري والإيراني.

ورفض الناصر إعلان حزب الاتحاد عن تشكيل الإدارة المدنية لما في ذلك من محاولة الالتفاف السياسي عقب إعلان الائتلاف الوطني السوري المعارض تشكيل الحكومة الانتقالية بهدف إفشالها باصطناع عراقيل جديدة بين الحكومة الانتقالية والأكراد السوريين مشددا على أنه لا يمكن لأكراد سوريا حمل السلاح في وجه العرب السوريين وأن «الوضع العام لا يسمح بالمطالبة بالانفصال القومي في الوقت الذي تسفك فيه دماء السوريين وأكراد سوريا الوطنيين لا يطالبون بالانفصال».

وأكد على أن «داعش» وحزب الاتحاد الديمقراطي وجهان لعملة واحدة للنظام السوري وإيران واحد سني وآخر كردي، حيث «يتقاتلون في النهار ويجتمعون بالليل في أروقة النظام الأمنية»، وذلك في سبيل خدمة مخطط إشعال المنطقة بفتن طائفية وأخرى عرقية، قائلا: «الحزب لا يبحث سوى عن مشروع طائفي مأجور ولا يمكن التضحية بشعبنا وبالدول العربية في سبيل مشروع طائفي مؤقت».

وشدد رئيس الكتلة الكردية الوطنية في سوريا على رفضهم القاطع بالانضواء تحت سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي أو القبول بالإدارة المدنية، وبحسبه فستسعصي منطقة الجزيرة على صالح المسلم وحزبه رغم ما تشكله من أهمية اقتصادية وسياسية لتوفر حقول النفط والغاز قائلا: «ليقم المسلم دولته المستقلة في مدينته إلا أنه لن يستطيع السيطرة على الجزيرة لاستشعاره الحاجز الإقليمي الذي يقف أمامه».

وفي إطار إشعال الفتنة الطائفية الكردية بين العلويين والسنة والاقتتال بين الأكراد أنفسهم أفاد الناصر بوجود الأكراد الوطنيين في الجيش الحر من خلال أربع كتائب (كتيبة صلاح الدين وابن تيمية وكتيبة مشعل التمو وحطين) تحارب جميعها في دمشق وحلب ودرعا واللاذقية، كانت قد دخلت في مواجهات مع حزب الاتحاد الديمقراطي عند اصطدامه بالجيش الحر، مضيفا بقوله: «لقد سقط شهداء دفن عدد منهم في منطقة الجزيرة بمواجهات كردية – كردية».

من جهة أخرى أوضح فواز الناصر بأن الأحزاب الكردية الموجودة بسوريا إنما هي «لعبة من النظام السوري بدأها منذ 40 عاما، وعلى الرغم من أن أكراد سوريا لا يشكلون سوى 15 في المائة من المجتمع السوري إلا أن عدد الأحزاب الكردية قد بلغت 27 حزبا أفرز النظام من بينهم حزبين جديدين» بحسب الناصر.

وقال: «إن جميع الأحزاب الكردية الـ11 والمشاركة بالحكومة الانتقالية إنما هي متآمرة ضد الثورة»، معتبرا أن التمثيل الحقيقي للأكراد يجب أن يكون «لتنسيقيات الشباب ممن قاموا فعليا بالثورة».

وأضاف الناصر بأن الأحزاب التي انضمت إلى الائتلاف لا تشكل من الشريحة السورية غير 7 في المائة مقابل 93 في المائة من المجتمع الكردي مستقل لا ينتمي إلى أي حزب.

«داعش» يعتذر عن قطع رأس مقاتل سوري بالخطأ

رئيس رابطة علماء الشام يحذر: التنظيم مفرزة من مفارز النظام في الشمال

لندن: «الشرق الأوسط»

يوما بعد آخر يزداد نفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، ويوما بعد آخر، يتحول حضوره على الساحة السورية إلى كابوس مرعب، تتجدد فصوله مطلع كل يوم، ليس آخرها المباهاة بقطع رأس جريح من مقاتلي المعارضة كان يهذي باسم «الحسين»، مما أثار ردود فعل مستنكرة اضطر بعدها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التابع لتنظيم القاعدة في سوريا، إلى الاعتذار والتعهد بالتحقيق وتنفيذ حكم الشرع.

وفي شريط فيديو بث على شبكة الإنترنت ظهر مقاتلو «داعش»، وهم يحملون رأس من كانوا يعتقدون أنه شيعي من الميليشيات، التي تقاتل إلى جانب قوات النظام أمام حشد في مدينة حلب شمال سوريا. وبعد نشر ذلك الفيديو، تمّ التعرف على هوية ذلك الشخص، وهو المقاتل محمد فارس، من كتائب حركة أحرار الشام، إحدى الكتائب الإسلامية المقاتلة ضد قوات النظام السوري، التي تعد من حلفاء تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وأثارت هذه القضية غضب كل الفصائل والجماعات المقاتلة في شمال البلاد، وأججت مشاعر السخط في الشارع السوري على تنظيم «داعش»، ووصف الشيخ أسامة الرفاعي رئيس رابطة علماء الشام أمراء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بأنهم «لا يخافون الله، ويستبيحون دماء المسلمين»، وقال في تصريحات لوكالة «أناضول» التركية، أول من أمس: «استباحة دماء المسلمين توصلهم إلى الكفر»، مشددا على أن التنظيم «عنده تكفير وتطرف شديد، ولكن البلية أنهم اخترقوا من المخابرات السورية والإيرانية والعراقية».

كما حذر الشيخ أبو سارية الشامي من «المكتب الشرعي العام لحركة أحرار الشام الإسلامية» تنظيم الدولة الإسلامية مما سماه «مرضا منتشرا عند كثير من مقاتليهم، وهو الجرأة على دماء المخالف»، وهددهم: «أصلحوا حالكم وإلا فالوبال لن يطال مخالفكم فحسب».

واضطر تنظيم الدولة الإسلامية إلى إصدار بيان يوم أمس عرض فيه وقائع حادثة قتل التنظيم لأحد مقاتلي حركة أحرار الشام في حلب، مقرا بأن «الدولة» قتلته تأولا وخطأ، موردا تفاصيل ذلك.

وفي بيان وقعه عمر القحطاني (أبو بكر)، الذي يشغل منصب المسؤول الشرعي لـ«داعش»، دعا من سماهم الأفاضل إلى «ضبط النفس وتقوى الله في مثل هذه المشكلات، التي هي مثار فتنة وثغر يلج منه أصحاب الدسائس والنفاق».

وقال: «في منطقة يقال لها نقيرين في ثغر من ثغور حلب يرابط فيه مجاهدو الدولة وحركة الأحرار في ساحة معقدة ينال منا العدو وننال منه، أصيب أخونا محمد فارس بهدم، فهرع إليه إخوانه لإسعافه، وهم يعرفونه لأنه من بلدهم (رتيان)، وذلك مع مجموعة من الجرحى، وأثناء انتشاله ظن محمد وقوعه في أيدي الرافضة، فطلب منهم قتله وتخليصه، ولما أخلوه المشفى خرج من كان معه يعرفه. وأوكلوا به رجلا منهم لا يعرفه، فصادف دخوله عليه وهو ينادي: يا زينب يا حسين.. تقية منه»، وأشار القحطاني في بيانه إلى أن «المعلومات الأمنية أخذت من مرافق محمد كما هي العادة الجارية في مثل هذه الحالات»، مضيفا: «كان المشفى يحوي إخوة من الدولة وغيرهم، فسمعوا استغاثته الشركية، فسألوا من كان قائما عليه (مرافقه) آنذاك فأخبرهم (تفهما وتخرصا) أنه رافضي عند أحرار الشام لهم فيه حاجة.. وعليه، عمد إليه الإخوة فقتلوه، ظنا منهم كفره، حسبما سمعوه منه، وأخبرهم به مرافقه». واعتبر القحطاني أن هذا «الخطأ أمر يكثر وقوعه في ساحات الحروب، وفي مواطن الجهاد، كما يعرف ذلك أهله»، وسرد القحطاني حكم القتل الخطأ في مثل هذه الحالات، وخلص إلى القول: «ومع ذلك كلّه، فإن هذه الحادثة ستأخذ مسارها القضائي الشرعي الصحيح».

وكان ناشطون أوردوا تفاصيل الحادثة في صفحة على موقع «فيس بوك» مخصصة لتسجيل (انتهاكات «داعش» في سوريا) وبحسب الصفحة، فإن «مقاتلا من أحرار الشام نقل إلى مشفى الزرزور مع ورقة تحويل من مشفى ميداني آخر، بأن لديه إصابة وعائية في قدميه، وأدخل إلى غرفة العمليات وكان يظن أنه معتقل من قبل قوات النظام، وراح ينطق بالشهادة (لا إله إلا الله)، وكان ما زال تحت تأثير البنج. نطق: يا حسين، أحد مرافقي مصابين آخرين من تنظيم الدولة سمعوه، وبعد ساعات أتت قوة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) اقتحمت المشفى وخطفوا المصاب من سريره، وسحلوه على درج المشفى، ثم إلى الشارع، وقاموا بقطع رأسه بالسكين مع تكرار القول إنه نصيري من أتباع النظام، وسط ذهول العاملين بالمشفى».

ولاحقا تبين أنه من صفوف حركة أحرار الشام وأن اسمه «محمد فارس مروش» من ضيعة رتيان الملقب أبو عبد الله.

وتشيع تصرفات تنظيم الدولة الإسلامية الرعب في الأوساط السورية عموما، كما تثار حولها كثير من الشكوك والشبهات، من ظهورها على سطح الأحداث الدامية في سوريا منذ الصيف الماضي، ولم يسجل لغاية الآن أي معركة أو عملية مهمة لها ضد قوات النظام، بل إنها تظهر في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش الحر، وتتصدر المشهد بأعمالها الإرهابية ضد الناشطين السلميين في الثورة، وكان لها دور مسيء للمجتمع المدني في محافظة الرقة وفي ريف حلب، وبحسب ناشطين على الأرض، فإن تنظيم الدولة يجند في صفوف الأطفال والمراهقين، ويسلحهم ويمنحهم سلطات أمراء حرب، كما أنهم يستبيحون دماء كل من يخالفهم، وسجل لهم قائمة طويلة بانتهاكات ضد الناشطين، حيث ما زالوا يعتقلون العشرات منهم، أبرزهم الإعلاميون سمر صالح، محمد العمر، محمد نور مطر، عبود حداد، عبد الوهاب الملا، والأب باولو، تم اختطافهم من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

ودعا رئيس رابطة علماء الشام الشيخ أسامة الرفاعي، المعروف باعتداله، أمراء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) «إلى العودة إلى العلماء الأثبات الراسخين، وإلى كتاب الله وسنة رسوله، في تعظيم دماء المسلمين وحرمته»، لافتا إلى «قضية تكفير واستباحة دماء المسلمين، هو ما نخوفهم فيه من الله».

ودعا الرفاعي لـ«عامة الشباب الذين لا يعرفون دين الله جيدا في تنظيم (داعش)، ولا يفرقون بين الحق والباطل، وإنما أخذوا بشيء من الحماس والعواطف، بأن يهديهم الله»، مخاطبا إياهم «بأن يعودوا إلى الله، ولينظروا إلى إخوانهم المجاهدين في البلاد، وينضموا إليهم، ويتركوا الفئة الباغية (يقصد داعش)».

واعتبر الرفاعي أن كثيرا من العمليات التي تجريها «داعش»، باتت «بترتيب المخابرات المشتركة السورية والعراقية والإيرانية»، لذا فإن التنظيم يعتبر بتصرفاته، «مفرزة من مفارز النظام، الموجودة في الشمال السوري».

معارضون علويون يطالبون «الائتلاف» بخطاب يبعد التخوفات من إقصاءات طائفية

أبدوا خشيتهم من التنظيمات المتطرفة ودعوا لوحدة المعارضة قبل «جنيف 2»

بيروت: «الشرق الأوسط»

لا يشكل المعارضون العلويون حيثية فاعلة داخل مشهد المعارضة السورية، على الرغم من الحضور الحاشد في المؤتمر الذي عقدوه قبل يومين في مدينة إسطنبول بتركيا. وعلى الرغم من حضور رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا، ورئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، الجلسة الافتتاحية من مؤتمر مجموعة «كلنا سوريون»، فإن حكومة المعارضة المؤقتة لم تلحظ تسمية أي وزير علوي، بينما ضمت ممثلين عن الأقليتين المسيحية والكردية.

إزاء هذا الواقع، لا يستبعد قياديون علويون معارضون «تعمد بعض الجهات في المعارضة تهميش الأصوات العلوية، بهدف دفع الصراع المندلع منذ منتصف مارس (آذار) 2011 إلى مزيد من الطائفية والمذهبية». ويصف هؤلاء مواقف «الائتلاف الوطني المعارض» حيال الأقليات بـ«غير المؤثر»، مطالبين بـ«صياغة آليات جديدة تجذب العلويين والمسيحيين والدروز إلى المعارضة السورية، وتقنعهم بالتخلي عن النظام». وكان المؤتمر الذي نظمه معارضون علويون قبل يومين في إسطنبول قد انتهى بتوصيات من أجل تنظيم لقاء وطني عام يجمع مختلف أطياف المعارضة السورية، للتوصل إلى رؤية واحدة حيال مؤتمر «جنيف 2»، لإنهاء الصراع في سوريا. وينتشر العلويون في سوريا بشكل أساسي في الجبال الساحلية من البلاد، من عكار جنوبا، إلى طوروس شمالا، ويتوزع بعضهم في محافظات حمص وحماه ودمشق وحوران ولواء الإسكندرون، حيث يشكلون نسبة تراوح بين 8 و9 في المائة من السكان. ومع بدء الحراك الشعبي ضد النظام السوري، سارع العلويون السوريون إلى اتخاذ موقف داعم للرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي إلى هذه الطائفة، لكن عددا من المثقفين العلويين جاهروا بمواقفهم المعارضة للنظام، وتوزعوا على مختلف تشكيلات المعارضة السورية في الداخل والخارج.

ويؤكد المعارض العلوي بسام يوسف لـ«الشرق الأوسط»، وهو أحد المشاركين في تنظيم مؤتمر «كلنا سوريون» أن «العلويين لا يناصرون نظام الأسد، لكنهم يعيشون حالة خوف من التنظيمات الإسلامية المتطرفة، وهذا ما يجعلهم أكثر حذرا وريبة حيال طروحات المعارضة السورية». وينتقد يوسف خطاب «الائتلاف» الموجه إلى مكونات المجتمع السوري، مشيرا إلى أنه «لم يتمكن بعد من إقناع الأقليات بالانضمام إلى الثورة، مما يجعل الحاجة ملحة جدا إلى تطوير آليات جديدة لمخاطبة العلويين والمسيحيين والدروز». ويتهم جهات في المعارضة السورية، من دون أن يسميها، بالعمل على «تغييب المعارضين العلويين بهدف تحوير الصراع في سوريا من ثورة ضد نظام مستبد إلى حرب طائفية بين العلويين والسنّة».

وتأتي انتقادات يوسف على الرغم من حضور طعمة والجربا مؤتمر «كلنا سوريون» الذي حمل شعار «صرخة لإنقاذ سوريا وثورتها». وكان الجربا قد طمأن في كلمته خلال افتتاح المؤتمر بأن «مستقبل الأقليات لن يكون محميا إلا في ظل دولة ديمقراطية تضمن العدالة والمساواة والحرية»، مشيرا إلى أن «العلويين هم قلب سوريا، ومحاولة استخدامهم في الحرب ضد أهلهم هو ضرب من الجنون». واستنكر الجربا اعتبار النظام «أن الطائفة العلوية ورقة يلعب بها»، متوجها إلى المجتمعين بالقول: «اجتماعكم هذا تعبير عن الغالبية الصامتة. ففي قلب كل سني، يسكن علوي». وكان سبق تنظيم مؤتمر «كلنا سوريون»، مؤتمر أول نظمته المجموعة ذاتها في العاصمة المصرية خلال أغسطس (آب) الماضي، تمخضت عنه وثيقة بعنوان «إعلان سوريا»، أكدت على ضرورة عدم الخلط بين الطائفة العلوية.

أهالي مخيم اليرموك يؤيدون التهدئة ويباركون جهود وقف إطلاق النار

“الجيش الحر” يتهم النظام بقصف المناطق المسيحية في دمشق

                                             (رويترز، أ ف ب، المرصد السوري، مواقع إلكترونية معارضة)

اتهم “الجيش الحر” أمس النظام بقصف المناطق المسيحية في دمشق. وقدم لواء “هارون الرشيد” في “الجيش الحر” التعازي “لأهالي كل الشهداء الذين قضوا نتيجة سقوط قذائف صاروخية أو هاون داخل العاصمة دمشق”. واتهم “النظام الحاكم بالوقوف وراء استهداف وقصف المدنيين”، مشيراً إلى أن “النظام يستهدف الأحياء المدنية داخل دمشق وبعض المناطق المسيحية بقصد بث الفتنة والرعب والحصول على المزيد من الدعم”. ونفى اللواء في بيان له إطلاق أي قذيفة هاون أو صاروخ داخل المدينة، وأردف أن كل عمليات اللواء موثقة ومصورة مع خرائطها.

وأشار البيان إلى أنه “بناءً على شهود عيان أن النظام يطلق القذائف من داخل المدينة إلى أجزاء منها، ثم يسارع لإخفاء سلاح جريمته في كل مرة عبر محطاته أو مخابراته، ومعظم الشهداء الذين يسقطون هم من المسلمين السنة أو المسيحيين والناجي دائماً هي الأحياء الشيعية والعلوية”.

وسقطت الخميس العديد من قذائف الهاون على مناطق متفرقة من العاصمة بينها قذيفة سقطت في منطقة العصرونية، حيث ذكر شهود للموقع الإلكتروني المعارض “كلنا شركاء” إنه “كان يتواجد في سوق العصرونية لحظة سقوط القذيفة أنهم سمعوا دوي صوت قوي من محيط قلعة دمشق، ثم سمعوا صوتاً ثانياً مباشرة كان هو صوت سقوط القذيفة على الأرض، ما يؤكد أن مصدر القذيفة مكان في محيط القلعة أو داخل القلعة التي باتت قطعة عسكرية لقوات النظام لقصف المدنيين في الغوطة الشرقية”.

وكان قائد “كتائب السيف الأموي” أكد منذ أيام قليلة لـ”كلنا شركاء” ضلوع النظام في عمليات قصف المدنيين في العاصمة دمشق، مستنكراً استهداف المدنيين والسفارات.

وفي العاصمة أيضاً، نفذ الطيران الحربي غارة جوية على اطراف حي التضامن وغارة اخرى على اطراف حي القابون.

وفي مخيم اليرموك جنوب العاصمة، نظمت أمس مسيرة تأييد للتهدئة ووقف إطلاق النار وتحييد المخيم، وجابت شوارع المخيم وصولاً إلى مبنى دعم الشباب في شارع المدارس، وذلك بعد اعلان “الجيش الحر” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة” وقف إطلاق النار على جبهة مخيم اليرموك.

وطالب لاجئو مخيم اليرموك، بسرعة تطبيق بنود التهدئة وعودة الأهالي النازحين وفك الحصار وإعادة الحياة إلى المخيم بعد 4 أشهر من الحصار المتواصل، وإرجاع كافة الخدمات، كما طالبوا وكالة الأونروا باستكمال مهامها التعليمة والطبية والخدماتية في المخيم.

وكان الوفد المفاوض باسم أهالي مخيم اليرموك، عاد أمس بعد سلسلة من اللقاءات في سفارة فلسطين بالعاصمة دمشق، حول تطبيق التهدئة.

في حلب، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام، مدعمة بضباط من “حزب الله” وقوات “جيش الدفاع الوطني” ومقاتلي “لواء ابو الفضل العباس” الذي يضم مقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات سورية واجنبية من جهة وكتائب من الثوار في بلدة تل حاصل واللواء 80 وفي منطقة نقارين، كما نفذ الطيران الحربي غارة جوية على مناطق في بلدة دير حافر، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والثوار في حي صلاح الدين ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

وأمس قال نشطاء، إن قائداً عسكرياً في صفوف الثوار قتل واصيب اثنان آخران بجراح في غارة جوية على مدينة حلب. وقالت شبكة “حلب نيوز” ان الغارة التي وقعت الخميس استهدفت قاعدة للجيش كان مقاتلو المعارضة قد استولوا عليها فقتل يوسف العباس القيادي في لواء التوحيد الذي تسانده قطر وهو من أكبر مجموعات المعارضة المسلحة. وكان العباس معروفاً بكنيته أبو الطيب.

وفي محافظة درعا، نفذ الطيران الحربي غارة جوية على مناطق في بلدة الغارية الغربية. كما قصفت قوا ت النظام مناطق في بلدات صيدا والشجرة وام ولد.

حركة نزوح كثيفة من القلمون باتجاه البقاع الشمالي

بيروت – تشهد منطقة البقاع الشمالي في عرسال وراس بعلبك والفاكهة والعين، حالة نزوح كثيفة من جبال القلمون وصلت الى 10 آلاف نازح جديد إلى لبنان، من البلدات المتاخمة لعرسال على السلسلة الشرقية من الجانب السوري، وهي: قارة، حليمة قارة ويبرود، بعد معركة القلمون التي بدأت، ليل أمس الجمعة، على السلسلة الشرقية لجبال لبنان، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنيّة للإعلام.

وكالة فرانس برس نقلت عن عضو المجلس البلدي في بلدة عرسال أحمد الحجيري، قوله في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، إن “نحو ألف عائلة وصلت إلى عرسال منذ يوم أمس الجمعة”. وأضاف “نحاول تأمين إقامتهم في منازل بعض سكان البلدة وفي خيم، لكن من المستحيل تأمين كل حاجاتهم”.

وتابع: “نحتاج إلى مساعدة طارئة وملحة من المجتمع الدولي لتأمين المساعدات”، مشيراً إلى أن العائلات تعبر الحدود في سيارات أو على دراجات نارية أو سيراً على الأقدام، ومتوقعاً “وصول المزيد خلال الأيام المقبلة مع تصعيد المعارك في القلمون”.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، رداً على سؤال لفرانس برس، إن “العمليات الجارية في القلمون تشكل تمهيداً لمعركة كبيرة”.

معارك بدمشق والرقة ومجزرة بحمص

                                            شهدت جبهة بيرقدار في ببيلا في ريف دمشق الجنوبي اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام، في حين تعرضت مدينة الرقة لقصف من الطيران الحربي ألحق أضرارا كبيرة بالمباني، وشهدت دير الزور اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة.

وقال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية عددا من مدن وبلدات القلمون بريف دمشق، كما شوهدت تعزيزات عسكرية جديدة على الحواجز المحيطة بالمنطقة، في حين تشهد المنطقة حالة نزوح جماعي جراء القصف. وتعرضت بلدة مضايا لقصف بالدبابات وبالرشاشات الثقيلة.

وفي الرقة، قال ناشطون إن مناطق في المدينة تعرضت للقصف من الطيران الحربي ألحق أضرارا كبيرة بمباني المناطق القريبة من مواقع القصف مثل منطقة المرور.

وفي مدينة دير الزور القريبة اشتبك مقاتلو المعارضة وقوات النظام في عدد من أحياء المدينة. ونشر مقاتلون أطلقوا على أنفسهم اسم “لواء الرحمن” صورا لإطلاق قذائف هاون من حي الرصافة قالوا إنها موجهة لتجمعات قوات النظام.

تقدم بحلب

في غضون ذلك، قال القائد العام للواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر عبد العزيز سلامة، إن مقاتليه أعادوا توحيد صفوفهم في حلب، وبدؤوا استهداف مواقع للنظام، وسيعملون على استعادة المواقع التي خسروها.

وتدور اشتباكات عنيفة في أحياء صلاح الدين والإذاعة وبستان القصر وعند جبل الشويحنة بحلب، تزامنا مع اشتباكات مستمرة حول مطار النيرب العسكري.

وفي وقت سابق قال مراسل الجزيرة في حلب عمرو حلبي إن قتالا يدور في 16 جبهة مختلفة في مدينة حلب وريفها، حيث سقط عشرات القتلى في صفوف قوات النظام المدعومة من حزب الله وكتائب المعارضة المسلحة، وكذلك بين المدنيين.

وبحسب اتحاد تنسيقيات الثورة فإن معارك حلب وريفها أسفرت منذ الخميس الماضي عن مقتل 93 من جنود النظام وأسر 11 من عناصر حزب الله ومقاتلين إيرانيين.

مجزرة جديدة

وفي حمص، أفادت شبكة شام بتصاعد الدخان جراء القصف العنيف الذي استهدف مدينة الحولة بريف حمص صباح اليوم.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام ارتكبت مجزرة في قرية “وادي المولى”، بمدينة تلكلخ، من خلال إعدامات ميدانية وقصف بالدبابات والمدفعية. وأضافت أن 79 شخصا، بينهم 11 امرأة وخمسة أطفال، قتلوا أمس الجمعة في سوريا.

ووثقت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 25 شخصا على الأقل -نصفهم أطفال- في إعدامات ميدانية وقصف بالمدفعية على قرية وادي المولى، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا جراء حملة اعتقالات في القرية، واقتياد المعتقلين إلى مكان مجهول في ظل مخاوف الناشطين من قتلهم.

وبدأت المجزرة -وفق الهيئة العامة للثورة- باقتحام الأمن منزل شخص لاعتقاله فقتلوا جميع من في المنزل ثم طلبوا من الدبابات المحيطة بالقرية أن تقصفها. ووفق نفس المصدر اعتقلت قوات النظام العديد من سكان القرية ونفذت إعدامات ميدانية ودمرت وحرقت عددا من منازل القرية.

الرئيس التركي يرفض خطوة أكراد سوريا

ماكين يهاتف الجربا وتحضيرات لجنيف2

                                            بحث السيناتور الأميركي جون ماكين هاتفيا مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا التطورات السورية، في الوقت الذي عبر فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي عن أملهما في تجاوز المسائل العالقة في اجتماع تمهيدي يعقد بشأن مؤتمر جنيف2.

وكشف مصدر سياسي في ائتلاف المعارضة السوري اليوم السبت أن السيناتور الأميركي جون ماكين بحث هاتفيا مع رئيس الائتلاف أحمد الجربا أحدث التطورات السورية ميدانيا وسياسيا.

وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية إن ماكين تحدث فجر اليوم السبت مطولا بالهاتف مع الجربا، مشيرا إلى أنه “أبدى كل المسؤولية تجاه دعم الثورة السورية مجددا”.

وأضاف المصدر أن ماكين أكد أن واشنطن تسعى مع شركائها الإقليميين والدوليين إلى دعم مطالب المعارضة قبيل انعقاد مؤتمر جنيف2.

وأوضح أن الجربا طالب ماكين بالعمل لاستصدار قرار ملزم من الكونغرس بضرورة “إجبار قوات الحرس الثوري الإيراني ومليشيا حزب الله على الخروج من سوريا، وبدعم إغاثي وعسكري للثوار في الداخل”.

ونقل المصدر عن ماكين وصفه لحزب الله “بقوة احتلال تعمل ضد طموحات السوريين”.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قال قبل يومين إن مقاتلي حزبه باقون في سوريا للقتال بجانب نظام الرئيس بشار الأسد.

الاستعداد لجنيف2

من ناحية أخرى عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن أملهما في تجاوز المسائل العالقة في اجتماع تمهيدي يعقد في الـ25 من الشهر الجاري بشأن مؤتمر جنيف2 الخاص بسوريا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف والإبراهيمي ناقشا في اتصال هاتفي الجمعة التحضيرات للمؤتمر الدولي الخاص بسوريا، بما في ذلك الاجتماع الثلاثي الذي سيعقد بجنيف وتشارك فيه روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة لتنسيق كل المسائل العالقة، بما في فيها المشاركون في المؤتمر من الأطراف الخارجية.

وأكد الوزير الروسي على الحاجة لعقد مؤتمر جنيف2 في أقرب وقت لإطلاق الحوار الوطني السوري باعتباره الأرضية المتفق عليها للتسوية السياسية للأزمة السورية.

من جهة أخرى قال ناطق باسم الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يلتقي الوفد الرسمي السوري الذي سيصل إلى موسكو لبحث التحضيرات لمؤتمر جنيف2.

ويضم هذا الوفد -حسب مصدر في الخارجية الروسية- فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري وبثينة شعبان مستشارة الرئيس بشار الأسد، ويتوقع وصوله العاصمة الروسية الاثنين المقبل.

وفي وقت سابق وجه ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي دعوة لرئيس ائتلاف المعارضة أحمد الجربا لزيارة موسكو لمناقشة الأوضاع في سوريا والتباحث بشأن مؤتمر جنيف2.

رفض تركي

من جانب آخر، أعربت تركيا عن رفضها إعلان الأكراد تشكيل إدارة مدنية انتقالية في شمال شرق سوريا.

وأكد الرئيس التركي عبد الله غل أن تركيا لا يمكن أن تسمح بحالة فرض للأمر الواقع في سوريا عبر تقسيمها. وشدد على أن تركيا لا ترغب في أن يلحق الضرر بأي من الأطراف السورية الموجودة في المناطق الحدودية، مشيراً إلى أن تركيا تربطها علاقات قرابة مع هذه الأطراف، من عرب وأكراد وتركمان.

وفي وقت سابق أعرب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن قلقه من إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا إقامة إدارة مؤقتة بالمناطق الكردية، وحثّ جميع الأكراد على أن يكونوا جزءا من حوار وطني حول مطالب الشعب السوري من أجل التغيير.

وكان حزب الاتحاد الديمقراطي أعلن عن تشكيل إدارة مدنية مؤقتة في المناطق الكردية بشمال شرق سوريا بعد تشكيل الائتلاف السوري المعارض حكومة انتقالية الاثنين الماضي.

مقتل قيادي في حزب الله خلال معارك السيدة زينب

المعارضة السورية: شبيب قتل متأثراً بجراحه في السيدة زينب بسوريا

دبي – قناة العربية

قُتل في سوريا قائد عمليات حزب الله اللبناني، علي شبيب، في السيدة زينب، وبحسب المعارضة السورية، فإن شبيب مات متأثراً بجراح أصيب بها قبل أيام.

ونشر موقع جنوب لبنان، التابع لحزب الله، خبر مقتل شبيب والمعروف أيضاً بأبو تراب الرويس، خلال معارك في سوريا، ولم يحدد الموقع مكان مقتله.

ميدانياً، ارتفع عدد القتلى في سوريا حتى اللحظة إلى 17 قتيلاً، سقط معظمهم في دمشق وريفها وحمص وحلب.

وأفاد ناشطون باستمرار القصف المدفعي على بلدة القارة وجريجير في القلمون بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام.

فيما تحدثت الهيئة العامة للثورة عن استهداف الجيش الحر قوات النظام على الأوتستراد الدولي بين دمشق وحمص من جهة النبك.

وفي الغوطة الغربية في ريف دمشق، استهدف النظام وفقاً لمصادر المعارضة معضمية الشام، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

شمالاً تحدث مركز حلب الإعلامي عن استهداف الثوار مطار النيرب العسكري بقذائف وصواريخ قالوا إنها محلية الصنع، إضافة إلى اشتباكات في محيط مطار حلب الدولي قرب اللواء ثمانين.

منظمة حظر “الكيمياوي” تتبنى خطة تدمير المخزون السوري

تقضي بنقل المواد الكيمياوية الأكثر خطورة خارج سوريا بحلول 31 ديسمبر القادم

لاهاي – فرانس برس، دبي – قناة العربية

أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية تبنيها، أمس الجمعة، خطة تحدد الإطارات الزمنية لعملية تدمير الترسانة السورية، على الرغم من أن المنظمة لم تحظ بعد ببلد يقبل بتفكيك الكيمياوي على أرضه.

وجاء تبني هذه الخطة قبل ساعات من انتهاء المهلة المحددة في الاتفاق الروسي-الأميركي لهذه المهمة، كما جاء بعد رفض ألبانيا استضافة عمليات تدمير المخزون الكيمياوي السوري.

وقال المتحدث باسم المنظمة، كريستيان شارتييه، لوكالة “فرانس برس” بعد اجتماع للأعضاء الـ41 في المجلس التنفيذي للمنظمة في لاهاي: “تم تبني الخطة”.

وكشف أن “المنظمة تبنت خطة لتدمير كافة الأسلحة الكيمياوية في سوريا بنهاية يونيو 2014، أما المواد الأكثر خطورة فسيتم نقلها إلى خارج الأراضي السورية بحلول 31 ديسمبر القادم”.

وتشمل الخطة أيضاً الانتهاء من تدمير الأسلحة الكيمياوية التي تحظى بالأولوية خارج سوريا بحلول 31 مارس 2014، وبعدها يتم التخلص من جميع المواد الكيمياوية الأخرى المعلن عنها بحلول 30 يونيو 2014.

وكان اجتماع منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية قد بدأ صباحا في مقر المنظمة في لاهاي، ثم علق خلال النهار مرتين قبل أن يتوصل المجتمعون إلى اتفاق. ويبدو أن هناك توافقا عاما على أن يتم تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية خارج سوريا.

وفي هذا السياق، قالت منسقة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، سيغريد كاغ، خلال اجتماع الجمعة، إن المفتشين الذي يتواجدون في سوريا حالياً يعملون “في منطقة حرب، في ظروف بالغة الصعوبة فيما يتعلق بسلامتهم”.

إلا أن منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بدت حائرة بخصوص المكان الذي سيتم فيه تدمير المخزون السوري، بعد أن رفضت ألبانيا رسمياً استضافة هذه العملية على أراضيها نتيجة الضغط الشعبي، لتصبح تيرانا ثالث عاصمة ترفض تدمير تلك الأسلحة على أراضيها بعد أوسلو وكوبنهاغن.

جائزة المدافعين عن حقوق الإنسان للناشطة السورية زحلوت

دربت عدداً من الصحافيين وربطت بين اللجان الناشطة في الداخل ومعارضة الخارج

واشنطن – ناديا البلبيسي

حصلت الناشطة السورية هنادي زحلوت، هذا العام، على جائزة المدافعين عن حقوق الإنسان التي تقدمها وزارة الخارجية الأميركية، بالمناصفة مع مركز حمورابي العراقي.

هنادي زحلوت كانت من أوائل الناشطين السوريين الذين شاركوا في بدايات الثورة، حيث لم تر أن انتمائها للطائفة العلوية أمر مهم بقدر نشاطاتها كمعارضة.

وعملت زحلوت على تدريب العديد من الصحافيين، كما كانت حلقة وصل بين اللجان الناشطة في الداخل والمعارضة في الخارج.

ودخلت زحلوت السجن، “إلا أن هذا لم يثنها عن إيمانها بمبدأ أن سوريا ملك لكل السوريين ويجب أن تكون ديمقراطية يعيش فيها المواطن بحرية وكرامة”، حسب تعبير نائب وزير الخارجية الأميركي بيل بيرنز الذي قدم لها الجائزة.

ومن جهتها، رأت زحلوت أنها لا تستحق الجائزة وأهدتها بالنيابة عنها للشعب السوري، مركزةً، في رسالتها، على أن أطفال سوريا لا يموتون فقط بالسلاح الكيمياوي، بل أيضاً بالأسلحة التقليدية وبسياسة التجويع في المدن المحاصرة.

الآلاف من أهالي “قارة” السورية يهربون لـ”عرسال” بلبنان

وسط قصف عنيف من قوات النظام واشتباكات بينها وبين كتائب المسلحين المعارضين

دبي – قناة العربية

نزحت أعداد كبيرة من السوريين تقدّر بالآلاف، إلى بلدة عرسال اللبنانية، قادمة من بلدة قارة في القلمون، هرباً من قصف تشنه قوات النظام السوري، وخوفاً من اقتحام البلدة التي تشهد اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وانطلقت سيارات المهجرين السوريين من بلدة قارة في القلمون، وسط اشتباكات عنيفة بين كتائب المسلحين المعارضين وقوات الأسد. ولجأ هؤلاء إلى بلدة عرسال التي تشترك مع سوريا بخط حدودي طوله 50 كيلومتراً.

يذكر أن بلدة قارة يقطنها قرابة 50 ألف نسمة بين أهلها الأصليين والنازحين إليها، وتحيط بها بلدات جراجير ودير عطية وعرسال، التي تعتبر مناطق صديقة وخطوط إمداد تموينية أساسية في المعركة الدائرة هناك.

نزوح الآلاف جراء قصف ريف دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قصف الجيش السوري بالمدفعية وبالطيران الحربي بلدات القلمون بريف دمشق الشمالي، السبت، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وأدى إلى نزوح الآلاف.

وطال القصف بلدات قارة والنبك ويبرود والزبداني ومضايا والناصرية، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين أفراد الجيشين السوري والحر على الأوتستراد الدولي قرب جسر النبك والناصرية، وسط محاولات أفراد الجيش اقتحام بلدة قارة.

وأفادت الأنباء أن نحو 20 ألف شحص نزحوا من هذه البلدات باتجاه الحدود اللبنانية.

يأتي ذلك بالتزامن مع سقوط قذائف هاون على حي القصاع والعباسيين بالعصمة السورية دمشق ما أسفر عن مقتل امرأة وجرح 14 آخرين.

القوات الحكومية تتقدم في حلب

وفي حلب، أحكم الجيش السوري قبضته على قرية تل حاصل، وهي ثالث منطقة تسيطر عليها القوات الحكومية على الطريق المؤدية إلى مطار حلب الدولي.

وبث ناشطون صورا على الإنترنت لما قالوا إنه قصف بقذائف الهاون لمحيط اللواء 80 في حلب، الذي استعاد الجيش السوري السيطرة عليه مؤخرا.

وفي محافظة درعا، شن مقاتلو المعارضة المسلحة هجوما بقذائف الهاون على اللواء 52 التابع للجيش السوري في بلدة الحراك.

قوات الأسد تتقدم في شمال سوريا باتجاه مدينة حلب

بيروت (رويترز) – قال التلفزيون السوري إن قوات موالية للرئيس بشار الأسد استولت يوم الجمعة على آخر بلدة بين ثلاث بلدات على مشارف جنوب شرقي حلب متقدمة نحو المدينة بعدما حققت مكاسب مماثلة حول العاصمة دمشق هذا الأسبوع.

وسيطر مقاتلو المعارضة وبعض الجهاديين الأجانب لأكثر من عام على أجزاء من حلب التي كانت مركز سوريا التجاري وأكبر مدنها قبل اندلاع الانتفاضة المناهضة للأسد في عام 2011.

لكن جيش الأسد بدأ بدعم من حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية في استعادة أراض حول حلب ودمشق إلى الجنوب منها وهو ما عزز قبضة الرئيس السوري قبل محادثات السلام المزمعة التي طال انتظارها في جنيف.

وهذه هي ثالث بلدة على الطريق المؤدي إلى حلب تسيطر عليها قوات الأسد هذا الشهر بعد السيطرة على بلدتي تلعرن والسفيرة القريبة من موقع سابق للاسلحة الكيماوية.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان الاشتباكات كانت مستمرة في الضواحي الجنوبية لتل حاصل مساء الجمعة.

لكن مقاتلي جبهة النصرة المتصلة بتنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية في العراق والشام انسحبوا بالفعل شمالا الى حلب المقسمة حاليا بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة.

وقال عبد الرحمن الذي يراقب الصراع من خلال شبكة من النشطاء والأطباء والمصادر العسكرية “انها مسألة وقت قبل ان يسيطر الجيش تماما على تل حاصل”.

ويمثل تقهقر مقاتلي المعارضة يوم الجمعة أحدث انتكاسة لخصوم الأسد ويعزز موقفه قبل المحادثات المزمعة في جنيف للبحث عن حل سياسي للحرب. وسخرت السلطات السورية من اقتراحات بأن يسلم الأسد السلطة الى حكومة انتقالية.

ومما يظهر تقدم قوات الأسد ميدانيا قال نشطاء يوم الجمعة إن قائدا عسكريا في صفوف مقاتلي المعارضة قتل واصيب اثنان آخران بجراح في غارة جوية شنتها قوات الأسد على مدينة حلب.

وقالت شبكة حلب نيوز التابعة للمعارضة في بيان ان الغارة التي وقعت يوم الخميس استهدفت قاعدة للجيش كان مقاتلو المعارضة قد استولوا عليها فقتلت يوسف العباس القيادي في لواء التوحيد الذي تسانده قطر وهو من أكبر مجموعات المعارضة المسلحة. وكان العباس معروفا بكنيته أبو الطيب.

وقال البيان ان قيادة لواء التوحيد كانت تعقد اجتماعا في القاعدة حينما وقعت الغارة.

واضاف ان عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد أصيب بجراح ونقل إلى مستشفى في تركيا كما أصيب أيضا عبد العزيز السلامة وهو أيضا من كبار القادة العسكريين للمعارضة. وقال البيان ان الاثنين في حالة طيبة.

وكان لواء التوحيد أصدر بيانا في وقت سابق من الاسبوع الى جانب عدد من الجماعات الاسلامية أعلنوا فيه الطواريء واستدعاء كل المقاتلين حتى يتوجهوا الى الجبهة.

(إعداد عبد المنعم درار وأحمد حسن للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

سوريا وروسيا تبحثان مؤتمر السلام يوم الاثنين

موسكو (رويترز) – قال مصدر دبلوماسي روسي إن وفدا من الحكومة السورية سيجتمع مع مسؤولين في موسكو يوم الاثنين المقبل لبحث المؤتمر الدولي للسلام الذي تحاول روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة عقده.

وأعلنت روسيا والولايات المتحدة في مايو أيار خططا لعقد مؤتمر يضم ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة في جنيف. ولم يحدد موعد بعد للمؤتمر.

وأضاف المصدر أن الوفد السوري قد يجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الثلاثاء.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف عبر في محادثة يوم الجمعة مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن أمله في أن أن يقدم اجتماع تحضيري بين الإبراهيمي ودبلوماسيين أمريكيين وروس يوم 25 نوفمبر تشرين الثاني الجاري “حلا لجميع المسائل المتبقية” بما في ذلك مسألة ما هي الدول الأخرى التي ستشارك في المؤتمر.

وتختلف القوى العالمية الكبرى على توجيه الدعوة لإيران الداعم الرئيسي بالمنطقة للرئيس بشار الأسد.

ووافق الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم الاثنين على حضور المؤتمر لكنه قال إنه لا يمكن أن يكون للأسد دور في سوريا في المستقبل.

وتقول روسيا إن خروج الأسد من السلطة لا يمكن ان يكون شرطا مسبقا للمحادثات التي تهدف لانهاء الحرب الأهلية التي قتل فيها أكثر من مئة ألف شخص.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة عن بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري قوله يوم الجمعة إن الائتلاف يدرس دعوة لزيارة موسكو الأسبوع القادم.

ورفضت وزارة الخارجية الروسية التعليق على ما ستكون أول زيارة معروفة يقوم بها الائتلاف لموسكو.

وروسيا أقوى داعم للحكومة السورية أثناء الصراع حيث أرسلت لها السلاح وعطلت جهودا غربية لإدانة الأسد أو الضغط عليه.

وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستعداد الأسد لإرسال وفد للمؤتمر عندما تحدث معه هاتفيا يوم الخميس فيما وصفه المتحدث باسم بوتين بأول حديث بينهما منذ عامين على الأقل.

وكان بوتين قد قال في الماضي إن روسيا لا تربطها علاقة خاصة بسوريا التي تشتري السلاح من موسكو وتستضيف المنشأة البحرية الوحيدة لروسيا خارج جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق لكنها قالت أيضا إن خروج الأسد قد يترك فراغا سياسيا خطيرا.

من ستيف جاترمان

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى