أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 01 نيسان 2012

دمشق تعلن انتهاء الانتفاضة “الآن بلا رجعة”
والمعارضة تطالب مؤتمر اسطنبول بدعم تسليحها
أردوغان اجتمع مع قيادة “المجلس الوطني السوري”
كلينتون ووزراء خارجية يشاركون في مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري”
اعلنت سوريا ان الانتفاضة المستمرة منذ اكثر من سنة لاطاحة الرئيس بشار الاسد انتهت الان “بلا رجعة” لكنها ستبقي قواتها في المدن “للمحافظة على الامن” الى ان يصيرالوضع آمناً للانسحاب تماشيا مع اتفاق السلام الذي تدعمه الامم المتحدة، في رسالة بدت كأنها موجهة الى الداخل والخارج وخصوصا الى المؤتمر الدولي الثاني لـ”اصدقاء الشعب السوري” الذي يفتتح اعماله اليوم في اسطنبول بمشاركة ممثلين عن 70 دولة ومنظمة والمكرس للعمل على توحيد المعارضة السورية ودعمها والبحث في سبل الضغط للضغط على النظام لوقف العمليات العسكرية .
وينص الاتفاق الذي اقترحه المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية على ان تقوم السلطات السورية أولا بسحب قواتها والتوقف عن العنف فورا.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي للتلفزيون السوري: “معركة إسقاط الدولة في سوريا انتهت”. وأضاف: “بدأت معركة تثبيت الاستقرار وحشد الرؤى خلف مسيرة الاصلاح”.
ويأتي تأكيده بعد الانتصارات التي حققها الجيش على معاقل المعارضة في مدن حماه وحمص وإدلب وقبول الاسد الاسبوع الماضي خطة انان التي لا تطالبه بالتنحي. في حين لا تزال المعارضة منقسمة واحتمالات تدخل عسكري بقيادة الغرب قريبة من الصفر.
ولم يقبل معارضو الاسد حتى الان رسميا خطة انان.
لكن الناطق باسم قيادة “الجيش السوري الحر” داخل سوريا المقدم قاسم سعد الدين، اكد ان المعارضين السوريين مستعدون لوقف القتال في اللحظة التي يسحب فيها الجيش السوري دباباته ومدفعيته وأسلحته الثقيلة من معاقل المعارضة. وهذه هي المرة الأولى يشير فيها قائد عسكري للمعارضة السورية إلى استعداد للمضي قدما في خطة انان .
ومن المقرر ان يجتمع ممثلو المعارضة السورية مع وزراء خارجية دول غربية بينهم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اليوم في مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” في اسطنبول.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اجتمع مع ممثلي “المجلس الوطني السوري” المعارض الذي طالب رئيسه برهان غليون المشاركين في المؤتمر بدعم تسليح ” الجيش السوري الحر”.

كلينتون لدعم “غير هدّام” للمعارضة السورية
وتعد بالتزام أميركي لأمن الخليج
دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في الرياض أمس الى توفير “دعم غير هدام” للمعارضة السورية، وطالبت مع نظرائها الخليجيين المبعوث المشترك الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان بـ”تحضير خطواته التالية اذا استمر القتل” في سوريا. وفي شأن الملف النووي الايراني، أوضحت أن الوقت ينفد أمام الديبلوماسية، مضيفة أن المحادثات الرامية الى منع الجمهورية الاسلامية من امتلاك سلاح نووي ستتجدد في اسطنبول منتصف نيسان.
وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في ختام الاجتماع الاول للمنتدى الاستراتيجي الاميركي – الخليجي في الرياض: “نتحدث في شكل جاد في شأن توفير الدعم غير الهدام وسنناقش ذلك في اسطنبول”، في اشارة الى مؤتمر “اصدقاء سوريا” الذي يعقد اليوم في حضور عشرات الدول.
واضافت: “توافقنا هنا على ضرورة وقف القتل في سوريا فورا ونحن موحدون على هذا الهدف … ونهاية النظام”، لكنها شددت على ضرورة ان “تكون المعارضة موحدة ايضا”، موضحة “أننا سنبحث اربع نقاط في مؤتمر اسطنبول: تكثيف الضغوط، وايصال المساعدات الانسانية، ورؤية ديموقراطية للمعارضة، وكيفية مساعدة الشعب لاخضاع (محاكمة) المسؤولين عن العنف”. وأبدت أسفها “لان سوريا وافقت على خطة انان لكنها ترفض تنفيذها … واليوم تواصل قوات النظام قصف المدنيين ومحاصرة الاحياء كما انها تستهدف اماكن العبادة”. وأشارت الى ان مؤتمر اسطنبول سيناقش خطوات اخرى لتوفير المساعدات الانسانية والعمل على انتقال “شامل وديموقراطي” للسلطة. ونددت بمواصلة النظام عمليات القمع.
سعود الفيصل
من جهته، قال سعود الفيصل ان “مذابح النظام السوري جرائم ضد الانسانية لا يمكن المجتمع الدولي السكوت عنها تحت اي مبرر كان”، مضيفا: “جميعنا متفقون على ان الوقف الفوري للقتل الممنهج يجب ان يشكل اولوية للجهود ضمن خطة الجامعة العربية … ما يحدث هناك له عواقب وخيمة”.
ورداً على سؤال، قال: “لا خلاف مع الاميركيين في شأن سوريا والاولوية هي لوقف نزف الدم وسحب القوات من المدن واطلاق المسجونين وبدء مفاوضات في اشراف الجامعة العربية لنقل السلطة. نحن نسير على الطريق ذاته وناقشنا اليوم آليات ذلك واتفقنا عليها”. وعن تسليح المعارضة، قال: “ندعم تسليح المعارضة … ولو كانت قادرة على الدفاع عن نفسها لكان بشار الاسد انتهى منذ زمن”.
ايران
وفي ما يتعلق بايران، قالت كلينتون ان طهران “تستمر في تهديد جيرانها وتقويض الامن الاقليمي من خلال دعمها للقمع في سوريا والتدخل في اليمن…نحن عازمون على منع ايران من امتلاك سلاح نووي … المحادثات المرتقبة في اسطنبول يومي 13 و 14 نيسان المقبل تشكل نافذة امام ايران لكنها لن تبقى مفتوحة الى الابد”، مؤكدة ان “سياستنا حيال ايران تتضمن التلافي والوقاية وليس الاحتواء … ناقشنا ما ننوي تقديمه في الاجتماع المقبل، والامر منوط بايران لكي تظهر انها تنوي خيرا”.
وبحثت كلينتون خلال الاجتماع مع الدول الخليجية في منظومة دفاع صاروخية لحمايتها من ايران.
كلينتون في الرياض بحثت في منظومة دفاع للخليج
وسعود الفيصل يجدد دعوته لتسليح المعارضة السورية
وص ف، رويترز، أب
بحثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال اجتماعها أمس في الرياض مع وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي في منظومة دفاع صاروخية لحمايتها من ايران، إضافة الى التعاون لوقف العنف في سوريا.
والاجتماع هو الاول بين الجانبين ضمن اطار منتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي- الاميركي الذي اقره زعماء دول مجلس التعاون.
وفي كلمتها خلال الاجتماع الذي سبق مؤتمراً موسعا لـ”أصدقاء سوريا” في اسطنبول يبحث في كيفية انهاء القمع الذي يمارسه الرئيس السوري بشار الاسد، أكدت رئيسة الديبلوماسية الاميركية التزام واشنطن “الصلب كالصخر ومن دون مهاودة” حيال الدول الخليجية الست، مبرزة قلق واشنطن حيال طهران.
وبإثارتها مسألة الدفاع الصاروخي الخليجي، نقلت كلينتون مسألة العلاقات الامنية من المستوى الثنائي الى المستوى المتعدد الطرف، ممهدة لارضية تفاهم جديدة بمشاركتها في اول منتدى للتعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقد دعت الى اتخاذ “خطوات عملية ومحددة لتعزيز الامن المشترك مثل مساعدة عسكريينا على تحسين قابلية العمليات المشتركة، والتعاون في الامن البحري، والدفاع الصاروخي، وتنسيق الرد بمواجهة الازمات”.
ويؤكد مسؤولون أميركيون “أولوية” مساعدة دول الخليج على بناء “منظومة دفاع صاروخية اقليمية” لمواجهة ما يرونه تهديداً ايرانياً وشيكاً بصواريخ باليستية.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية إنها “تتطلع قدما للبحث في مسائل عدة مثل الاهتمامات الاستراتيجية المشتركة وضمنها منع ايران من الحصول على سلاح نووي والحد من تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول المجاورة”.
وكان مسؤول رفيع المستوى يرافق كلينتون في رحلتها من واشنطن الى الرياض قال للصحافيين: “نسعى الى تطوير بنية دفاعية صاروخية اقليمية… لا يمكن دولة بمفردها حماية نفسها. عليها الاعتماد على شركائها لتمتلك نظاماً دفاعياً صاروخياً فعالا”، لافتاً الى أن ايران “هي في شكل واضح من اكبر التهديدات التي تواجهها المنطقة”، ومؤكدا أن النظام الدفاعي الصاروخي “أولوية في شركتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي”.
وكان قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جيمس ماتيس أبلغ مجلس الشيوخ قبل فترة ان ايران “ترسل اسلحة لا اموالا فحسب ” الى المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن، كما “انها تحاول التأثير في القبائل الاخرى”.
وتشتبه واشنطن في أن إيران تقدم أسلحة الى الرئيس السوري بشار الاسد لقمع الحركة الاحتجاجية التي أوقعت نحو تسعة آلاف قتيل منذ اندلاعها قبل اكثر من سنة.
وفي هذا السياق، قالت كلينتون انها تتطلع الى اجراء محادثات مع الدول الخليجية في شأن “وقف نزف الدم في سوريا ودعم عمليات الانتقال السلمي الجارية في شمال افريقيا والمنطقة واعادة دمج العراق في الشؤون الاقليمية”.
وكان مسؤول آخر في وزارة الخارجية الاميركية قال ان محادثات كلينتون مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل الجمعة تطرقت الى سبل تشديد العقوبات على ايران. واضاف: “تحدثوا عن الحفاظ على امدادات النفط المهمة والدور الاساسي الذي تضطلع به السعودية في هذا الشأن”.
وبحثت كلينتون مع السعوديين في الجهود الدولية لارسال مزيد من المساعدات الانسانية الى سوريا وجهود دعم المعارضة لتقديم رؤية سياسية موحدة وشاملة للمستقبل.
كذلك، تطرقت المناقشات الى تعزيز سلسلة العقوبات الاميركية والاوروبية والكندية والعربية والتركية على سوريا والتأكد من ان الدول تنفذ التزاماتها لفرض هذه الاجراءات بالكامل.
تسليح المعارضة
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع كلينتون، جدد الأمير سعود الفيصل دعوته الى تسليح المعارضة السورية، ووصف ذلك بأنه “واجب”. وقال إن “تسليح المعارضة واجب… أعتقد… لانها لا تستطيع أن تدافع عن نفسها الا بالاسلحة ويا للاسف”.
وتوقع المسؤول الاميركي ان يكون اللقاء مع دول مجلس التعاون الخليجي قد بحث في الاستعدادت لعقد اجتماع “اصدقاء سوريا” في اسطنبول بمشاركة وزراء خارجية عدد من الدول العربية والغربية.
الشيخ حمد
وأفادت وكالة الانباء القطرية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني التقى كلينتون في مقر الأمانة العامة لدول مجلس التعاون في الرياض، وعرض معها العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها، إضافة إلى الأوضاع الراهنة في المنطقة.
برهان غليون يعلن تخصيص رواتب ثابتة لعناصر الجيش السوري الحر
اسطنبول- (ا ف ب): اعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون خلال مؤتمر اصدقاء الشعب السوري المنعقد في اسطنبول الأحد “تخصيص رواتب ثابتة” لعناصر الجيش السوري الحر.
وقال غليون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر “سوف يتكفل المجلس بتخصيص رواتب ثابتة لجميع الضباط والجنود والمقاومين الفاعلين في الجيش السوري الحر”.
أردوغان: تركيا لن تدعم خطة تسمح ببقاء النظام السوري
اسطنبول- دمشق- (ا ف ب): اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأحد أن انقرة لن تدعم أي خطة تسمح ببقاء النظام السوري، داعيا المجتمع الدولي إلى “الانتقال إلى العمل” لوضع حد للعنف في سوريا.
وقال أردوغان في كلمة القاها في افتتاح مؤتمر (اصدقاء الشعب السوري) في اسطنبول، “ليس من الممكن بالنسبة لنا أن ندعم أي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة”.
وقال إن السوريين “الذين عانوا من تسلط الأسد الأب يعانون اليوم من تسلط الابن”، مضيفا ان اعمال العنف في سوريا اوقعت حتى الآن “بحسب ارقام الامم المتحدة اكثر من تسعة الاف قتيل، واعتقد ان العدد اكبر بكثير من ذلك، بالاضافة إلى عشرين الف لاجىء في تركيا فقط”.
ودعا الامم المتحدة إلى “الانتقال إلى العمل (…) وايجاد اليات عملانية” لحل الأزمة السورية.
ومن جهة أخرى، رأت الصحف السورية الصادرة الأحد أن مؤتمر “اعداء سوريا” يرمي إلى ضرب مبادرة المبعوث الخاص كوفي انان إلى سوريا وتحدثت عن دور للسعودية وقطر في “تأجيج” الازمة في البلاد.
ومن جهتها، اشارت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الى بدء “اعمال ما يسمى مؤتمر أصدقاء سوريا فى اسطنبول بمشاركة وزراء خارجية دول الاستعمار القديم بقيادة وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون وادواتهم في المنطقة”.
ورأت الوكالة ان مؤتمر اسطنبول “يعقد في نسخته الثانية العدائية للشعب السوري بعد المؤتمر الاول الذي عقد في تونس في شباط/ فبراير”.
واضافت ان السوريين اجمعوا “على ان هذه المؤتمرات هي سلسلة متصلة من حلقات التآمر على بلدهم والمشاركين فيها هم اعداء لهم وليسوا اصدقاء”.
واعتبرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم ان انعقاد المؤتمر “تكالب اقليمي ودولي للبحث في وسائل قتل المزيد من السوريين وتخريب مجتمعهم ودولتهم (…) من خلال ادامة الارهاب واعادة الحياة اليه كلما اتضحت نجاحات الدولة في ضبط الامن ولاحت ملامح حل سياسي يقوده اليوم كوفي انان”.
واضافت ان “الاتراك وبعض العرب كانوا من أشد الممتعضين من نجاح المبعوث الأممي في وضع ما يشبه خارطة طريق للحل سارعت دمشق لملاقاتها املا بطي صفحة مؤلمة من تاريخها”.
واشارت الى ان الزخم الذي ناله أنان من موسكو وبكين وقبلهما من دمشق “جعل طريقه للحل السياسي للازمة مبشرا، ما وجه صفعة كبيرة تهدد بفشل كل المخططات والتحركات الرامية لابقاء الجرح السوري نازفا”.
ورأت الصحيفة ان ما يجري في اسطنبول “همروجة جديدة لن تستطيع مهما ارتفعت عقيرة المشاركين فيها القفز فوق مهمة انان والاهم من ذلك لن تستطيع تحقيق شيء على الأرض في ظل عودة مناخات الاستقرار تدريجيا الى ربوع سوريا”.
واعتبرت ان “الدعوة المعلنة من (وزير الخارجية السعودية) سعود الفيصل امس لتسليح الإرهابيين والتشجيع على المزيد من سفك الدماء (…) تجعل المؤتمر منصة لاعداء الشعب السوري بامتياز”.
وكتبت صحيفة تشرين الحكومية “في كل مرة يخرج فيها سعود الفيصل متحدثا عن الازمة السورية تزداد قناعة السوريين بالدور السلبي الذي تلعبه السعودية في تأجيج ازمتهم والحيلولة دون نجاح اي مبادرة لمعالجتها”.
وقالت “في الوقت الذي تنصب فيه جهود الدول الحريصة على وقف اراقة الدماء السورية وتوفير الظروف الملائمة لحل الأزمة، تعمل الرياض والدوحة على تبديد أي آمال بحل قريب (…) والمفترض ان يتراجعا إفساحا في المجال لمهمة المبعوث الأممي وجهوده”.
واعتبرت ان موقف السعودية “جزء من المشكلة التي تهدد أي مبادرة تصون لسوريا الاستقرار والاستقلالية وتحفظ لها كرامتها وخياراتها الوطنية والقومية”.
وكتبت صحيفة الثورة الحكومية “على الطاولة التي عدلت من استدارتها وغيرت من اتجاهاتها، سيقف الاعداء على اطلال المواقف السابقة التي بطلت سياسيا سيعبثون في الأوراق التالفة من جديد، وسيعيدون تدوير الزوايا بحثا عن مخارج تحفظ ماء الوجه”.
واضافت “سنسمع التصويب مباشرة على مهمة انان بعد ان كان يتم بالمواربة. واليوم سيكتشف الاعداء ان جحور ظلامييهم وارهابييهم لم تعد صالحة للاختباء وان كواليس تآمرهم لم تعد تتسع للمزيد من حياكة الفبركات”.
بروكسل تشجع الانشقاقات في سوريا ولا تستبعد ممرات إنسانية
أ. ف. ب.
بروكسل: أعلن وزير الخارجية البلجيكي السبت أن بلجيكا تشجّع على حصول انشقاقات عن النظام السوري، وتدعو إلى عدم استبعاد إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا بـ”حماية عسكرية” في حال تواصل القمع.
وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز لفرانس برس ان بلجيكا وهولندا ستدعوان إلى التطرق خلال اجتماع أصدقاء سوريا الأحد في اسطنبول إلى مرحلة “ما بعد الأسد” خصوصًا لجهة التنمية الاقتصادية للبلاد.
وأضاف الوزير البلجيكي في اتصال هاتفي معه في اسطنبول حيث يوجد “في هذا الإطار نريد التشديد على الانشقاقات المحتملة أكان في الجيش أو من الدبلوماسيين ورجال الأعمال السوريين أو أي فئات أخرى”.
وقال الوزير أيضًا إنه في حال لم يوقف النظام السوري أعماله “الوحشية” لا بد من “التفكير مجددًا في فكرة (وزير الخارجية الفرنسي) آلان جوبيه” الذي كان دعا في نهاية العام 2011 إلى إقامة “ممرات إنسانية”.
وتابع الوزير ريندرز “في حال لم يوقف النظام بالفعل أعمال العنف وواصل القمع كما يفعل اليوم، هل يمكن أن يبقى الوضع على ما هو عليه من دون إرسال مساعدات إنسانية؟، وبالطبع عندما نتكلم عن ممرات لا بد من حماية عسكرية” لها.
وختم قائلاً “لا يمكن الانتقال ببساطة من اجتماع إلى آخر، كما إن شيئًا لا يحدث على الأرض”، معتبرًا “أننا سنرى خلال الأسابيع القليلة المقبلة” ما إذا كانت خطة الموفد الأممي والعربي إلى سوريا كوفي أنان ستنجح.
عمليات أمنية واشتباكات في ريف دمشق
أ. ف. ب.
بيروت: نفذت قوات الأمن السورية مداهمات واعتقالات في مناطق عدة في ريف دمشق، فيما تواصلت الاشتباكات الليلية بين القوات النظامية ومنشقين في محيط العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
وقال عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي لوكالة الأنباء الفرنسية إن قوات الأمن السورية نفذت مداهمات وحملات اعتقال في الضمير ودوما وكفربطنا في ريف دمشق.
وقال المرصد السوري في بيان ان شابا قتل فجر اليوم في مدينة الضمير “في كمين نصبته له قوات الأمن السورية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في المدينة اسفرت عن اعتقال اربعة اشخاص”.
وفي مدينة دوما تمركزت ثلاثة ناقلات جند مدرعة صباح اليوم الاحد، وسمع دوي اطلاق نار في ارجاء المدينة ونفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات، وفقا للمرصد.
وذكر الدمشقي ان بلدة كفربطنا في الريف تشهد “استنفارا أمنيا كثيفا وانتشارا للدبابات في كل الحواجز واطلاق نار من رشاشات ثقيلة” مضيفا ان “القناصة يستهدفون اي شيء يتحرك”.
كما سمع صوت اطلاق نار كثيفا من اسلحة رشاشة وثقيلة ودوي عدة انفجارات فجرا في قرية معربا، بحسب الدمشقي.
وقال المرصد ان اربعة جنود من الجيش النظامي اصيبوا “اثر استهداف حاجز عسكري في قرية معربا”. وتشهد مناطق دمشق وريفها تصاعدا في الاشتباكات بين القوات النظامية والمنشقين عنها.
والجمعة، وقعت اشتبكات ظهرا في حي جوبر الدمشقي اسفرت عن مقتل شخص واحد، ثم تجددت الاشتباكات مساء، بحسب ناشطين في المكان والمرصد.
وخرج الاف المتظاهرين امس في حي كفرسوسة في العاصمة لتشييع متظاهر سقط برصاص الأمن في تظاهرات الجمعة التي اطلق عليها اسم “خذلنا العرب والمسلمون”.
واعلن اخيرا تشكيل مجلس عسكري في دمشق وريفها بقيادة العقيد المنشق خالد الحبوس لتنظيم تحركات المنشقين في هذه المناطق تلاه الاعلان عن مجلس عسكري الخميس في الداخل يضم كافة المجالس العسكرية في المحافظات.
الفيصل في مؤتمر مع كلينتون: تسليح المعارضة السورية “واجب”
إيلاف
الرياض: أكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن النظام السوري حول شعبه لارهابيين يحاربهم، مشيرا إلى انهم لا يريدون الاعتراف بوجود ثورة ديهم.
وقال “نحن نعيش في عالم من الحقيقة والخيال الذان يفترقان ولكن الامر جلي لنا جميعا ان ما يحدث في سوريا مأساة ذات أبعاد مهولة ومفجعة”.
وجدد تأكيده في مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم عقب منتدى التعاون الاستراتجي الخليجي – الأميركي، موافقة المملكة على دعم تسليح المعارضة السورية، لافتا “لا أحد يدفع بالاضرار عن سورية وبالتأكيد نحن مع فكرة تسليح المعارضة”.
بدورها، قالت كلينتون، إن الملك عبدالله كان واضحا وناقدا ضريحا لسفك الدماء على يد الأسد، داعية النظام السوري للالتزام بتطبيق نقاط “كوفي عنان وان يسمح بانتقال ديمقراطي”.
وجددت دعوة الولايات المتحدة لتنحي الأسد، إلا أنها رأت دعم المعارضة السورية في مؤتمر اسنطبول غدا، مشيرة إلى ضرورة معرفة خطوات المعارضة المقبلة، وأضافت “أشك في بقاءالأسد.. وأراه راحلا”.
ونوهت إلى أن مؤتمر اسنطبول سيكثف يوم ضغطه على نظام الأسد عبر نقاط أربعة، هي “الضغط عبر العقوبات، وتقديم المساعدات الانسانية، ومواصلة العمل من اجل تعزيز قوة المعارضة لتمثيل البديل للأسد ونظامه، ومحاولة مساعدة الشعب السوري من خلال محاسبة كل المسؤولين عن أعمال العنف”.
وكشفت عن اتفاق خليجي – أميركي على حث المبعوث الخاص لتحديد جدول زمني لتنفيذ الخطوات المطلوبة من نظام دمشق.
وأبقت كلينتون الباب مفتوحا، أمام جميع الخيارات “كيف نساعد المعارضة أمر نفكر فيه، ونفكر بكل الخيارات، ومن المهم التنسيق مع شركائنا في دول التعاون، وسيكون لدينا المزيد لقوله بعد لقاء اسطنبول غدا”.
وفي كلامها عن ايران، أشارت كلينتون إلى أن طهران، تواصل تهديدها للمنطقة كما تدعم الاسد وحملة القتل في سوريا وتهدد حرية الانتقال البحري في المنطقة والتدخل في اليمن.
وقالت “في نفس الوقت الابواب لايران مفتوحة ان كانت تبدي استجابتها لهذه المخاوف الدولية حول برنامجها النووي وبناء الاساسات للتوصل لحل لهذه المشكلة الخطيرة”.
وحول التعاون بين جيشي التعاون الولايات المتحدة الأميركية، أوضحت “نساعد جيشي الولايات المتحدة ودول التعاون على وضع خطوات موحدة لتنسيق الاستجابة للأزمات”.
سقوط 40 قتيلاً في سوريا السبت بينهم 6 أطفال وامرأة
وكالات
دمشق: ارتفعت حصيلة القتلى في سوريا اليوم الى 40 شخصًا، بينهم ستة أطفال وامرأة مسنة، سقطوا برصاص قوات النظام في مناطق ادلب ودرعا وحماه ودمشق وريفها.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في حصيلة جديدة انه تم العثور في حي دير بعلبة في حمص على أربع جثث مجهولة الهوية قد ألقيت على الطريق من مدرعة عسكرية، فيما قتل في قرية الحميدية في القصير أربعة أشخاص بينهم طفلان، وجرح آخرون جراء القصف الذي تعرّضت له من قبل جيش النظام.
وفي حماه اقتحم جيش النظام بلدة كرناز والقرى المحيطة بها، ما ادى الى حدوث اشتباكات عنيفة في البلدة بين الجيشين الحر والنظامي بعد وقوع انشقاقات في صفوف جيش النظام. واشارت اللجان الى ان عمليات اطلاق النار العشوائي لا تزال مستمرة في معرة النعمان في ادلب وفي حرستا في ريف دمشق لتفريق التظاهرات الاحتجاجية التي تطالب بإسقاط النظام، وذلك في وقت تدور فيه حاليًا اشتباكات عنيفة في خان شيخون في ادلب بين الجيش الحر وجيش النظام.
على صعيد متصل، سقط العديد من الجرحى في بلدة الكرك الشرقي في درعا جراء استمرار القصف على البلدة، فيما قامت قوات النظام في خربة غزالة بإعدام اربعة أشخاص مجهولي الهوية، وذلك بعد تمشيط السهول في المنطقة. كما شنت قوات النظام في بلدة الشجرة جنوب البلاد وفي عدد من المدن في دير الزور حملة مداهمات للمنازل واعتقالات طالت العشرات رافقها اطلاق نار عشوائي.
وفي السويداء قالت كتائب الجيش الحر إنها صدت اليوم هجومًا لقوات جيش النظام المعززة بالدبابات وحافلات الأمن والشبيحة في منطقة اللجاة حيث دارت مواجهات استمرت لأكثر من اربع ساعات، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش النظام وتدمير خمس دبابات وانسحاب القوات المتبقية، فيما قتل أحد عناصر الجيش الحر.
من جهتها ذكرت وكالة الانباء السورية ان الجهات المختصة القت اليوم القبض على عدد من المسلحين المطلوبين بجرائم مختلفة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وذلك بالتعاون مع الاهالي وبحوزتهم كمية من الالغام والعبوات الناسفة.
واضافت ان الجهات المختصة احبطت ايضًا محاولة تسلل مجموعة “إرهابية” من لبنان الى سوريا في ريف تلكلخ، ومحاولة تسلل اخرى بالقرب من قرية بعيون الحدودية التابعة لريف تلكلخ في حمص.
وقالت ان “الاشتباك مع المجموعة الارهابية أدى الى قتل وجرح عدد من أفرادها وفرار آخرين الى الاراضى اللبنانية”، اضافة الى مصادرة أسلحة متنوعة.
كلينتون تريد دعمًا “غير هدام” للسوريين
من جانبها دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في الرياض السبت الى توفير “دعم غير هدام” للمعارضة السورية وطالبت مع نظرائها الخليجيين الموفد الدولي والعربي كوفي انان بـ”تحضير خطواته التالية اذا استمر القتل” في سوريا.
واوضحت كلينتون بحسب الترجمة العربية خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في ختام الاجتماع الاول للمنتدى الاستراتيجي الاميركي الخليجي “نتحدث بشكل جاد حول توفير الدعم غير الهدام، وسنناقش ذلك في اسطنبول” في اشارة الى مؤتمر “اصدقاء سوريا” الذي يعقد الأحد بحضور عشرات الدول.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتفقا في سيول الأحد الماضي على ضرورة ارسال مساعدات “غير عسكرية” الى المعارضة السورية بما في ذلك معدات اتصالات وامدادات طبية. واضافت كلينتون “توافقنا هنا على ضرورة وقف القتل في سوريا فورا، ونحن موحدون على هذا الهدف (..) ونهاية النظام”، لكنها اكدت على ضرورة ان “تكون المعارضة موحدة ايضا”.
وتابعت “سنبحث اربع نقاط في مؤتمر اسطنبول: تكثيف الضغوط، وايصال المساعدات الانسانية، ورؤية ديموقراطية للمعارضة، وكيفية مساعدة الشعب لاخضاع (محاكمة) المسؤولين عن العنف”. وحضّ بيان صادر من الاجتماع الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان على “وضع جدول زمني لخطواته التالية اذا استمرت اعمال القتل”.
وعبّرت كلينتون خلال المؤتمر الصحافي عن “الاسف لأن سوريا وافقت على خطة انان، لكنها ترفض تنفيذها (…) واليوم تواصل قوات النظام قصف المدنيين ومحاصرة الأحياء، كما انها تستهدف اماكن العبادة”. وقالت ان مؤتمر اسطنبول سيناقش خطوات اخرى لتوفير المساعدات الانسانية والعمل على انتقال “شامل وديموقراطي” للسلطة.
ونددت بمواصلة النظام عمليات القمع التي اوقعت، بحسب الامم المتحدة، ما لا يقل عن تسعة الاف قتيل منذ بدء حركة الاحتجاجات قبل اكثر من عام. من جهته، قال الفيصل إن “مذابح النظام السوري جرائم ضد الانسانية لا يمكن للمجتمع الدولي السكوت عنها تحت أي مبرر كان”.
واضاف “جميعنا متفقون على ان الوقف الفوري للقتل الممنهج يجب ان يشكل اولوية للجهود ضمن خطة الجامعة العربية (…) ما يحدث هناك له عواقب وخيمة”. واجاب الفيصل ردا على سؤال “لا يوجد خلاف مع الاميركيين حول سوريا، والأولوية هي لوقف نزيف الدم وسحب القوات من المدن واطلاق سراح المسجونين وبدء مفاوضات تحت اشراف الجامعة العربية لنقل السلطة”. واكد “نحن نسير على الطريق نفسه وناقشنا اليوم آليات ذلك واتفقنا عليها”.
وقال ردا على سؤال اخر “ندعم تسليح المعارضة (….) ولو كانت قادرة على الدفاع عن نفسها لكان بشار الاسد انتهى منذ زمن”، مضيفا “اعتقد ان تسليح المعارضة واجب لانها لا تستطيع ان تدافع عن نفسها الا بالاسلحة للاسف”. واشار الى ان “الامن الاقليمي يحظى باهتمام القوى الدولية وخصوصا في ظل التطورات المتسارعة”. وحول ايران، قالت ان طهران “تستمر في تهديد جيرانها وتقويض الامن الاقليمي من خلال دعمها للقمع في سوريا والتدخل في اليمن”.
واضافت “نحن عازمون على منع ايران من امتلاك سلاح نووي (…) المحادثات المرتقبة في اسطنبول يومي 13 و 14 نيسان/ابريل المقبل تشكل نافذة امام ايران، لكنها لن تبقى مفتوحة الى الابد”. واكدت ان “سياستنا حيال ايران تتضمن التلافي والوقاية وليس الاحتواء (…) ناقشنا ما ننوي تقديمه في الاجتماع المقبل، والامر منوط بايران، لكي تظهر بانها تنوي خيرا”.
وتخشى الدول الغربية والخليجية ان يسمح برنامج تخصيب اليورانيوم لايران بامتلاك قنبلة نووية، لكن ايران تنفي ذلك وتصر على ان برنامجها مدني. وقد بحثت كلينتون خلال الاجتماع مع الدول الخليجية منظومة دفاع صاروخية لحمايتها من ايران. وشددت على التزام واشنطن “الصلب كالصخر ومن دون مهاودة” حيال دول مجلس التعاون الخليجي الست.
وبطرحها مسألة الدفاع الصاروخي الخليجي، نقلت كلينتون مسألة العلاقات الامنية من المستوى الثنائي الى المستوى المتعدد الاطراف، ممهدة لارضية تفاهم جديدة بمشاركتها في المنتدى.
ويؤكد مسؤولون اميركيون “اولوية” مساعدة دول الخليج على بناء “منظومة دفاع صاروخية اقليمية” لمواجهة ما يرونه تهديدا ايرانيا وشيكًا بصواريخ بالستية. وكان مسؤول رفيع يرافق كلينتون قال للصحافيين طالبا عدم كشف هويته “نسعى الى تطوير بنية دفاعية صاروخية اقليمية”.
واضاف “لا يمكن لامة بمفردها حماية نفسها. عليها الاعتماد على شركائها لتمتلك نظاما دفاعيا صاروخيا فعالا”.
وتابع ان ايران “هي بشكل واضح من اكبر التهديدات التي تواجهها المنطقة”، مؤكدا ان النظام الدفاعي الصاروخي “اولوية في شراكتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي”. واكدت كلينتون انها “تتطلع قدمًا لبحث مسائل عدة، مثل الاهتمامات الاستراتيجية المشتركة، وضمنها منع ايران من الحصول على سلاح نووي والحد من تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول المجاورة”. وتشتبه واشنطن في ان ايران تقدم اسلحة الى الرئيس السوري بشار الاسد وتقدم اموالاً واسلحة الى المتمردين الشيعة في اليمن.
وكان مسؤول آخر في وزارة الخارجية الاميركية قال ان محادثات كلينتون مع الملك عبد الله والفيصل الجمعة تطرقت الى سبل تشديد العقوبات على ايران.
-واوضح البيان ان الوزراء ناقشوا “التحديات الاقليمية” في الخليج، و”تم الاتفاق على اهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي والامني” بين الطرفين، كما بحثوا “سبل تعزيز التعاون (…) العسكري والامن البحري، وحماية البنى الاساسية الاستراتيجية، ومكافحة القرصنة والارهاب واسلحة الدمار الشامل”.
إردوغان: تركيا لن تدعم خطة تسمح ببقاء نظام الأسد
أ. ف. ب.
«أصدقاء سوريا» يبحثون إيجاد رؤية ديموقراطية للمعارضة
يلتقي ممثلو 74 دولة اليوم الأحد في اسطنبول في “مؤتمر أصدقاء سوريا” بهدف تصعيد الضغوط على دمشق لتبدأ تطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان لحل الأزمة السورية.
اسطنبول: أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاحد ان الاسرة الدولية “لن يكون امامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن انفسهم” ان لم يتحرك مجلس الامن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا.
وفي كلمة القاها في افتتاح مؤتمر اصدقاء سوريا في اسطنبول، حض اردوغان مجلس الامن على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، اي قرار ضد دمشق.
وأعلن اردوغان ان الاسرة الدولية “لن يكون امامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن انفسهم” ان لم يتحرك مجلس الامن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا. ووحض مجلس الامن على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، اي قرار ضد دمشق.
وقال “ان فوت مجلس الامن مرة جديدة فرصة تاريخة، فلن يكون هناك من خيار امام الاسرة الدولية سوى دعم حق الشعب السوري في الدفاع المشروع عن نفسه” منددا بـ”اعدام جماعي” تقوم به على حد قوله قوات النظام بحق السوريين. واضاف اردوغان الذي قطعت بلاده علاقاتها مع سوريا بسبب القمع ان “المنظمات الدولية تقول ان القمع اوقع اكثر من تسعة الاف قتيل، اما انا فارى ان الرقم اعلى بكثير”.
وأعلن رئيس الوزراء التركي ان انقرة لن تدعم اي خطة تسمح ببقاء النظام السوري. وقال “ليس من الممكن بالنسبة لنا ان ندعم اي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة”.
من جانبه، دعا الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي “مؤتمر اصدقاء الشعب السوري” الى تبني “قرار ملزم تحت الفصل السابع” لوقف اعمال العنف في سوريا. وطالب العربي المؤتمرين “الى الدعوة لاصدار قرار ملزم عن مجلس الامن تحت الفصل السابع يقضي بوقف جميع اعمال العنف فورا بشكل متزامن من الجميع”.
وقال ان “عنصر الوقت له الآن اولوية كبرى”. ويسمح الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة للمنظمة الدولية باستخدام القوة من اجل وضع القرارات الدولية موضع التنفيذ.
من جانبه، أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون “تخصيص رواتب ثابتة” لعناصر الجيش السوري الحر. وقال غليون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر “سوف يتكفل المجلس بتخصيص رواتب ثابتة لجميع الضباط والجنود والمقاومين الفاعلين في الجيش السوري الحر”.
وبدأ في اسطنبول اليوم مؤتمر اصدقاء الشعب السوري في حضور ممثلين عن 74 دولة بهدف تصعيد الضغوط على النظام السوري من اجل وضع حد لاعمال العنف في سوريا وايجاد حل للازمة.
ويحضر رئيس الوزراء التركي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يعقد بمشاركة وزراء خارجية اربعين بلدا.
اما الوفود الاخرى فهي ممثلة بمسؤولين دبلوماسيين كبار، بالاضافة الى وفد من المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة السورية.
وأمس السبت أعلن غليون في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول ان المجلس سيطلب من اصدقاء سوريا تبني طلب تسليح الجيش الحر الذي قال انه الجهة الوحيدة “القادرة على الدفاع عن الشعب السوري”.
وتغيب روسيا والصين الداعمتان للنظام السوري عن المؤتمر. وكانتا غابتا ايضا عن مؤتمر اصدقاء سوريا الاول الذي عقد في تونس في نهاية شباط/فبراير. كما سيغيب الموفد الدولي كوفي انان.
واعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي ستمثل بلادها في المؤتمر السبت في الرياض، ان المؤتمر سيتناول اربع نقاط هي “تكثيف الضغوط، وايصال المساعدات الانسانية، ورؤية ديموقراطية للمعارضة، وكيفية مساعدة الشعب لاخضاع المسؤولين عن العنف للمحاكمة”.
وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل من جهته للصحافيين “ندعم تسليح المعارضة” السورية، مضيفا “لو كانت المعارضة قادرة على الدفاع عن نفسها لكان بشار الاسد انتهى منذ زمن”. وأضاف أن “تسليح المعارضة واجب لانها لا تستطيع ان تدافع عن نفسها الا بالاسلحة للاسف”.
وأكد برهان غليون من جهته “دعونا اكثر من مرة الى ضرورة تسليح الجيش الحر بما يمكنه من الدفاع عن ارواح ابنائنا، ونتمنى ان يتبنى مؤتمر اصدقاء سوريا هذا الطلب”.
وأضاف “ان تسليح الجيش الحر هو طلب للشعب السوري الذي يعاني الامرين من سياسة القتل المتعمد والمنظم والمستمر منذ عام كامل”، مضيفا “يجب ان يكون لديه السلاح النوعي الكفيل بوقف آلة القتل التي طورها النظام”.
كما أشار غليون إلى انه ناقش مع عدد من ممثلي الدول المشاركة في المؤتمر مسألة “اقامة منطقة عازلة”، وهي مسالة “مطروحة على جدول الاعمال”. وكان مصدر دبلوماسي أوروبي أفاد وكالة الأنباء الفرنسية أن “المؤتمر لا يهدف الى العمل بشكل متواز مع مبادرة انان وانما تعزيز فرص تطبيقها”.
وقال غليون ان المجتمع الدولي لن يسمح للنظام السوري “باستخدام مهمة انان لتضييع الوقت. اذا لم ينفذ فورا، سنذهب بعد ايام الى مجلس الامن”.
واعلنت دمشق السبت ان “معركة اسقاط الدولة” في البلاد انتهت “بلا رجعة”، مشيرة الى انها ستستقبل “قريبا” وفدا تقنيا من الامم المتحدة للتفاوض حول الية تطبيق خطة انان.
وتدعو خطة انان الى وقف القتال تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث.
ويبدأ المؤتمر الساعة العاشرة (7:00 ت غ)، ويفتتحه وزير الخارجية التركي داود اوغلو. كما سيتكلم خلاله رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ورؤساء الوفود المشاركة، على ان يعقد مؤتمر صحافي بعد الظهر للادلاء بالمقررات.
خلافات بين الثوار السوريين بشأن شحنات الأسلحة الخارجية
أشرف أبو جلالة من القاهرة
قبيل ساعات من بدء مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني في اسطنبول
يشكل موضوع تسليح المقاتلين، النقطة الأساسية في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد في اسطنبول. وأثار موضوع تأييد المملكة العربية السعودية لمسألة التسليح وعرضها المساعدة على الأردن مقابل فتح حدودها لتمرير الشحنات حالة من القلق قبيل ساعات من بدء المؤتمر.
القاهرة: قبل ساعات قليلة من بدء مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني في مدينة اسطنبول التركية، والذي يُنتَظر أن يتركز على الطريقة التي يمكن من خلالها مساعدة الثوار السوريين، لا تزال تتشاحن حركة المعارضة المنقسمة في البلاد، لا سيما بشأن ذلك التساؤل المحوري الذي سيُدرَس في المؤتمر عما إن كان سيتم تزويد المقاتلين بأسلحة أم لا.
وقد سارعت تلك الأطراف التي تفضل إرسال شحنات أسلحة دولية من أجل إقناع الولايات المتحدة وغيرها من الدول بأن الثوار قادرون على معالجة شواغلهم الرئيسية، كالحيلولة دون وقوع السلاح في أيدي المتطرفين الإسلاميين ودون إثارة عنف طائفي.
ولفتت في هذا السياق صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أن المملكة العربية السعودية، التي ستكون ممثلة في المؤتمر، كانت من دعاة تسليح الثوار، وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية يوم أمس الجمعة بأن المملكة ضغطت على الأردن، وعرضت عليها المساعدة، لفتح حدودها والسماح بنقل السلاح المتجه للثوار.
ورغم نفي الأردن لتلك الرواية، إلا أنها زادت من حالة القلق بشأن الموضوع قبيل ساعات من بدء المؤتمر الذي ستشارك به دول عربية وغربية يوم غد الأحد في اسطنبول. كما أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وهي في طريقها إلى المؤتمر، مناقشات بشأن سوريا مع العاهل السعودي الملك عبد الله يوم أمس في الرياض.
وأعقبت النيويورك تايمز حديثها بالقول إن أي شحنات أسلحة، وبخاصة من السعودية، سوف تتسبب في إثارة توترات إقليمية وسوف تهدد بنشر الصراع، خاصة وأن داعم سوريا الرئيسي هي إيران، التي تعتبر المنافس الإقليمية للسعودية.
كما أن خطوة كهذه ستدعم الادعاءات التي تؤكد من خلالها الحكومة السورية أن قوى خارجية تقف وراء الانتفاضة التي تشهدها البلاد. ثم أشارت الصحيفة إلى أن مؤيدي ومعارضي تزويد الثوار بشحنات أسلحة خارجية يتفقون على نفس مجموعة المشكلات المستعصية، خاصة حالة اللامركزية التي تعيشها المعارضة المسلحة، وتصدي مجموعات من المنشقين والمتطوعين بشكل كبير بغية الحصول على أسلحة.
لكن مؤيدين قالوا إنه وبالرغم من مثل هذه الأمور، إلا أن هناك حاجة ماسة لتأسيس خط إمداد مركزي للثوار لأن هناك جماعات إسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين السورية، تزود بالفعل بعض الفصائل بالسلاح، ويكتسبون نفوذاً غير متناسب.
وقال عمار قربي، واحد من أبرز أفراد المعارضة الذي انشق عن المجلس الوطني السوري، لعدم قدرته على توفير دعم عسكري دولي للمعارضة:”كلما تأخرنا، كلما واجهنا قدراً اكبر من الفوضى”. ونوهت الصحيفة أيضاً إلى أن عقيل هاشم، وهو ضابط كبير سابق في القوات المسلحة السورية، قد استقال من منصبه كمستشار عسكري للمجلس، لإحباطه من عجز المجلس عن السيطرة على الجماعات المسلحة.
وأشار هاشم، في مقابلة أجريت معه مؤخراً، إلى أن أعضاء الإخوان المسلمين في المجلس يعارضون الجهود التي ترمي لتركيز التمويل للمعارضة لأنهم يريدون السيطرة بشكل مباشر على الجيش السوري الحر، الذي يقترب الآن من كونه ائتلاف فضفاض لجماعات معارضة مسلحة أكثر من كونه قوة متحدة. وأضاف أنه ما زال يؤيد تسليح المعارضة والسماح بتدخل عسكري أجنبي في البلاد بصورة مباشرة، وأن جماعات الثوار ستبذل جهداً كبيراً من أجل التحكم في الأسلحة. أما المشككون فيقولون إن مثل هذه التطمينات والضمانات لا تمس لأرض الواقع بأي صلة.
وتساءل بعض قادة المعارضة البارزين عما إن كانت المجالس العسكرية تمثل بالفعل الطيف الكامل للمعارضة أم لا. ولفت هيثم المالح، وهو محامي محترم ترك منصبه هو الآخر في المجلس الوطني السوري، في مقال نشر له قبل أيام في صحيفة سيتي إيه إم اللندنية المهتمة بشؤون المال والأعمال، إلى أن خطة تركيز التنسيق تتم في الخفاء. كما أكد أن الإخوان المسلمين يتمتعون بنفوذ غير متناسب في المجلس، وقال إنه قلق أيضاً لرغبته في شعور كل الجماعات الدينية والعرقية بـأنها مشاركة في التخطيط لمستقبل سوريا خلال المرحلة التي ستلي رحيل بشار الأسد.
عنان يضع جدولا زمنيا للخطوات المطلوبة من نظام دمشق
بهية مارديني
كشفت مصادر من الأمم المتحدة لـ”ايلاف” عن “رسالة جديدة أرسلها اليوم كوفي عنان الى الحكومة السورية تحتوي جدولا زمنيا لتطبيق المبادرة.
اسطنبول: كشفت مصادر أممية لـ”ايلاف” عن “رسالة جديدة أرسلها اليوم الموفد الخاص للأمم المتحدة كوفي عنان الى الحكومة السورية تحتوي جدولا زمنيا محددا للخطوات المستقبلية لتطبيق مبادرة عنان”، دون تقديم مزيد من التفاصيل عن فحوى هذا الجدول الزمني.
وقالت المصادر “ان موضوع الهدنة الانسانية اليومية سوف يصبح غير ضروريا عند وقف اطلاق النار وتطبيق المبادرة”.
وأكدت المصادر ان مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الاخير الشهر الجاري، توصل إلى اتفاق واضح حول بيان رئاسي بشان الأزمة السورية يدعم خطة كوفي عنان، ويحذر من اتخاذ “خطوات إضافية” ما لم تلتزم دمشق بخطة كوفي عنان وهو مايلزم مجلس الامن بالتحرك في حال تلكؤ دمشق.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون طالبت عنان وضع جدول زمني للخطوات المستقبلية المطلوبة من نظام دمشق.
واعتبرت كلينتون أن “الحكومة السورية لا تزال على طبيعتها تعقد اتفاقا ثم ترفض تنفيذه”، لافتة إلى أننا “حثثنا كوفي عنان لوضع جدول زمني للخطوات المستقبلية المطلوبة من نظام دمشق”.
وأكدت أننا “نبحث كل الخيارات ومن بينها مساعدة المعارضة السورية”، مشددة أن “واشنطن ستسعى للضغط على سوريا عبر العقوبات”، موضحة أنها “ستضغط خلال اجتماعات اسطنبول لتوحيد صفوف المعارضة السورية.”.
وكانت قد رحبت عدة دول بخطة عنان الهادفة لحل الأزمة السورية، كما أبدت دعمها للمقترحات التي طرحها والتي تتضمن وقف العنف وإيصال مساعدات إنسانية وبدء حوار والإفراج عن المعتقلين.
وتشكك المعارضة السورية بجدية السلطات في تنفيذ خطة عنان في حين تقول الخارجية السورية ان تطبيقها لن يتم ” بكبسة زر “.
المعارضة السورية تعزز صفوفها.. وسعود الفيصل: تسليحها واجب
اشتباكات في دمشق ودرعا وحماه.. وقصف عنيف على حمص.. والخارجية السورية تقول إنها لا تنتظر حل أنان والمطلوب تهدئة النفوس * كلينتون: النظام تراجع عما قبله * أردوغان يبلغ المعارضة السورية عشية مؤتمر إسطنبول: لا نريد نظاما مثل هذا إلى جانبنا
إسطنبول: ثائر عباس ـ لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: يوسف دياب وكارولين عاكوم
بدأ ممثلو الدول المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني التوافد إلى إسطنبول أمس للمشاركة في المؤتمر الذي تستضيفه تركيا اليوم، وعملت المعارضة في الأيام القليلة الماضية على تعزيز صفوفها استعدادا له، وكانت أهم خطوات المجلس التوصل إلى مسودة لورقة تفاهم تشمل الأحزاب والشخصيات الكردية وبدأ توزيعها لمناقشتها والتوقيع عليها، حسب ما علمت «الشرق الأوسط». ومن جانبه اعتبر الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في ختام الاجتماع الأول للمنتدى الاستراتيجي الأميركي ــ الخليجي، أن تسليح المعارضة واجب، وقال «ندعم تسليح المعارضة»، مضيفا «أعتقد أن تسليح المعارضة واجب لأنها لا تستطيع أن تدافع عن نفسها إلا بالأسلحة للأسف». ومن جهتها أعربت كلينتون عن أسفها عن تراجع النظام السوري عما قبله «لأن سوريا وافقت على خطة (المبعوث الدولي كوفي) أنان لكنها ترفض تنفيذها, واليوم تواصل قوات النظام قصف المدنيين ومحاصرة الأحياء».
كما علمت «الشرق الأوسط» أن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قال لوفد من المعارضة السورية التقى أمس رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بحضور أوغلو «نحن لا نريد نظاما من هذا النوع إلى جانبنا».
إلى ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في حديث خاص للتلفزيون السوري بث في وقت متأخر من مساء أول من أمس, إن سوريا لا تنتظر حل أنان، ولفت المتحدث الرسمي ان «مهمة الجانب السوري تسهيل الأمور وتذليل العقبات ما دام المطلوب تثبيت استقرار سوريا وتهدئة النفوس».
وميدانيا امتد القصف أمس ليطال أحياء حمص القديمة التي شهدت قصفا عنيفا، ومناطق في إدلب وحماه ودرعا، بينما اندلعت اشتباكات متفرقة مع الجيش السوري الحر، ولا سيما في دمشق.
اشتباكات في دمشق ودرعا وحماه وقصف عنيف لحمص.. والجيش الحر يؤكد أنه قتل عددا من ضباط النظام
الناشطون يعدون ملفات عن الهاربين منهم إلى الولايات المتحدة
بيروت: كارولين عاكوم
وصلت الحصيلة الأولية لقتلى أمس إلى 25، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أفاد أيضا بسقوط ستة عناصر من القوات النظامية السورية، بينهم ضابط برتبة عقيد اغتيل في دير الزور، بينما سقط الخمسة الآخرون خلال اشتباكات في مناطق عدة.
وفي حين أعلن الجيش السوري الحر، على صفحته، عن تشكيل سرية بابا عمرو في دير الزور، واستهداف مقرّ أمن الدولة في دير الزور، أكد تنفيذ كتيبة «قوافل الشهداء» بالاشتراك مع الثوار في مدينة خان شيخون، هجوما على الجيش النظامي الموجود داخل المدينة، وأسفر عن قتل وجرح عشرة عناصر.
كما أكد الجيش الحر مقتل الرائد أيهم حمد، ابن شقيقة اللواء آصف شوكت، الذي كان يقود العمليات العسكرية في دير الزور، ومعه ثلاثة ضباط وأكثر من 100 عنصر، قبل أسبوع. كما تم أمس استهداف، سيارتين عسكريتين محملتين بالشبيحة، وتم حرقها بالكامل، وقتل من فيها. كما قتل العقيد الركن رائد عجيب من قيادة المنطقة الشرقية في دير الزور، واللواء محمد حميم قائد الفرقة 17 مدرعات، ومعه أكثر من 25 عنصرا.
وقد توزع القتلى بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، على مناطق سوريا عدّة، استهدفتها قوات النظام، إذ قتل في محافظة إدلب ثمانية مواطنين بينهم طفلان و5 عُثر على جثثهم في قرية تحتايا بريف معرة النعمان الشرقي وقتيل في بلدة كفرومة وهو مغني المظاهرات في البلدة، وذلك بعدما تمّت مداهمة منزله صباحا. كما قتل شاب وشقيقته، إثر إطلاق رصاص خلال اقتحام قرية عقربات في ريف جسر الشعور. وفي محافظة دمشق، قتل مواطن في حي كفر سوسة متأثرا بجراحه. وفي محافظة حمص قتل سبعة مواطنين بينهم اثنان في مدينة حمص، أحدهما إثر سقوط قذائف على حي البياضة، والثاني من حي الغوطة كان قد فقد قبل أسبوع، وقتل مواطنان اثنان في بلدة تلبيسة إثر إطلاق رصاص عشوائي من حاجز المركز الثقافي وقتل مواطنان اثنان في مدينة الرستن، أحدهما سيدة مسنة، إثر إطلاق رصاص من قناصة، كما سقط قتيل في قرية البويضة الشرقية التي تدور فيها اشتباكات بين مجموعات منشقة مسلحة والقوات النظامية، وفي محافظة درعا قتل ثمانية مواطنين بينهم خمسة إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في محيط بلدة خربة غزالة التي تشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة وحملة مداهمات بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية، وثلاثة مواطنين متأثرين بجراح أصيبوا بها خلال اشتباكات في قرية طفس، وفي محافظة حماه عثر على جثتي مواطنين كانا قد فقدا خلال القصف واجتياح القوات النظامية لمدينة حلفايا.
وكان قصف يوم أمس طال مناطق سوريا عدة خرج أبناؤها في مظاهرات للمطالبة بإسقاط النظام، ولتشييع قتلاهم، لا سيما أحياء حمص القديمة، وأهمها حي الخالدية، لليوم الـ12 على التوالي، ومناطق في إدلب وحماه ودرعا، بينما اندلعت اشتباكات متفرقة مع الجيش السوري الحر، لا سيما في دمشق، موقعة عشرات القتلى.
وفي حمص، تحدثت «شبكة شام» عن قصف صاروخي عنيف على حي الخالدية وتصاعد الدخان من عدة منازل لليوم الـ12 على التوالي. بينما أكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه سقط على الحي عدة قذائف هاون، كما سمع صوت إطلاق نار من رشاشات ثقيلة. كما ذكرت لجان التنسيق أن القصف المدفعي تجدد في منطقة القصير، لا سيما على قرية البويضة الشرقية. وعرضت صفحة الثورة السورية في حمص فيديو عن قصف تتعرض له منطقة ضهر المغارة، حيث تم استهداف المنازل. كما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف استهدف أيضا السوق الأثرية في حمص.
وفي دمشق وريفها، قال ناشطون سوريون إن الاشتباكات تجددت في حي جوبر، وقرب ساحة العباسيين بدمشق، وكذلك في ريف دمشق. بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات عنيفة وقعت، فجر السبت، بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة قرب مركز أمني في الغوطة الشرقية قرب منطقة جرمانا استمرت لنحو ساعتين، في حين سمع صباحا صوت انفجار شديد في مدينة حرستا. كما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أنه سقط في دمشق عدد من الجرحى، إثر إطلاق رصاص من قبل القوات السورية على مشيعين استمروا في التظاهر بعد انتهاء تشييع شهداء في حي كفرسوسة.
وأفادت «لجان التنسيق المحلية»، بخروج مظاهرة نسائية في داريا للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، وعن تنفيذ قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات كبيرة في حي التعلة، وعند جامع البركات وعند طريق المسلخ ونصب حواجز طيارة عند مدرسة حرستا السادسة للبنات أول حي التعلة. وفي كفرسوسة، أطلق النار والغاز المسيّل للدموع على المشيعين، ونفذت حملة اعتقالات واسعة.
وفي درعا، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في محيط منطقة الكرك الشرقي والغارية الشرقية، وذلك إثر استهداف ناقلة جند مدرعة من قبل مجموعة مسلحة منشقة ومقتل جندي من الجيش النظامي، وقتل ثلاثة مواطنين في قرية طفس متأثرين بجراح أصيبوا بها خلال اشتباكات أول من أمس.
وقد ذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن القناصة تمركزوا فوق بناء المركز الثقافي وبناء الجمعية الفلاحية، وكانوا يطلقون النار على أي شيء متحرك.
وفي حماه وريفها، حيث خرجت مظاهرات في مناطق عدة، وحلق الطيران في أجواء المدينة على ارتفاع منخفض، ذُكر على صفحة «اتحاد تنسيقيات الثورة»، أن قوات النظام قامت باقتحام مدينة كفرنبودة بأكثر من 60 آلية عسكرية مؤلفة من دبابات و«بيك آب» محملة برشاشات ثقيلة. كما ذكرت لجان التنسيق أن اشتباكات عنيفة وقعت في بلدة كرناز، بعد الإعلان عن انشقاقات في صفوف جيش النظام.
وفي إدلب، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أنه عثر على جثث لخمسة مواطنين في قرية تحتايا بريف معرة النعمان الشرقي، وقد تم التعرف على أربع منها، وما زالت الخامسة مجهولة الهوية وظهر على الجثث آثار التعذيب. وفي جامعة دير الزور، استهدفت قوات الأمن مظاهرة خرجت في كلية الآداب تضامنا مع المدن المنكوبة وتحية لأرواح شهداء القورية.
وفي حلب أيضا، وتحديدا في إعزاز، أطلقت قوات النظام النار الكثيف بالرشاشات (بي كي سي) من مركز الأمن العسكري.
من جهة أخرى، أطلق الناشطون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد في حمص»، نداء إلى كل من يقطن في الولايات المتحدة الأميركية وكل من لديه أي معلومات أو أسماء عن ضباط كانوا يخدمون في النظام الأسدي، طالبين منهم إبلاغهم بأسمائهم وأماكن وجودهم بهدف العمل على إعداد ملفات عنهم لرفع دعاوى قضائية ضد هؤلاء الذين هربوا إلى الولايات المتحدة.
في المقابل، أفادت الإخبارية السورية بوقوع حريق في جزء من مبنى وزارة الداخلية السورية القديم في المرجة، مشيرة إلى أن الأضرار اقتصرت على الماديات.
كما أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجهات المختصة ألقت القبض على عدد من المسلحين المطلوبين بجرائم مختلفة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، كما تم ضبط كمية من الألغام والعبوات الناسفة. كذلك، أعلنت أن الجهات المختصة أحبطت محاولة تسلل ما سمتها مجموعة إرهابية من لبنان إلى سوريا في ريف تلكلخ. وعثرت في بابا عمرو بحمص على مستودع للأسلحة وضبطت بداخله أسلحة آلية ورشاشات وعبوات ناسفة وقنابل يدوية وكمية كبيرة من الذخائر والصواعق.
نازحة سورية لـ«الشرق الأوسط»: حمص مدينة أشباح.. والأسد حاول إبادتنا
600 عائلة سورية نزحت إلى طرابلس
طرابلس (شمال لبنان): صهيب أيوب
تستقبل مدينة طرابلس الواقعة في شمال لبنان منذ اندلاع الانتفاضة السورية ضد نظام بشار الأسد النازحين السوريين الآتين من مناطق ريفية وأحياء داخلية في محافظة حمص، لا سيما بعد أن قامت قوات الأسد باقتحام أحيائها ودكها، حيث هربت العائلات إلى قرى وبلدات القصير الحدودية ومن هناك هربت النسوة مع الأطفال إلى مناطق عكار وطرابلس اللبنانية.
ويصل عدد العائلات السورية النازحة في طرابلس إلى 600 عائلة بحسب إحصاء يقوم به ناشطون ميدانيون، استأجرت بعض العائلات منازل صغيرة وبعضها الآخر استقر في بيوت أقارب لهم حيث تربطهم بسكان طرابلس أواصر قرابة ومصاهرة.
وفي زيارة ميدانية لـ«الشرق الأوسط» لعائلات سورية، لم تتورع السيدة أم جمال الهاربة مع بناتها الخمسة إلى شقة صغيرة تسكنها شقيقتها المتزوجة من عامل بسيط في تلة طرابلسية عن سرد حكايتها المؤلمة بعد أن اضطرت إلى بيع كل مصاغها للدخول إلى لبنان والهرب ببناتها والحفاظ عليهن من محاولات القتل والاغتصاب. تقول إن «حمص صارت أشبه بمدينة أشباح بعد أن قصفتها قوات الأسد وقتلت الناس فيها واعتقلت شبابها وحولت بيوتها إلى ركام»، مشيرة عبر «الشرق الأوسط» إلى أن «شبيحة نظام الأسد كانوا يقومون باغتصاب الفتيات والاعتداء على النسوة وخلع حجابهن بعد أن اضطر الرجال إلى الهرب من البيوت والاختباء في القرى الحدودية خوفا من الاعتقال والملاحقات والقتل». تجلس أم جمال في زاوية الغرفة مستكينة وعيناها الذابلتان تبثان انكسارا مؤلما، فيما ابنتاها الصغيرتان شيماء وهناء ممددتان قربها. تقول أم جمال إن «حال سكان حمص كارثي بعد أن دمرت أحياء بكاملها وسرقت ونهبت كل الممتلكات».
ويتحدث النازحون الواصلون حديثا إلى مدينة طرابلس من مدن وبلدات وقرى محافظة حمص بشيء من الخوف عن «خطورة الأوضاع هناك في ظل تصاعد وتيرة الارتكابات والجرائم ضد الإنسانية الممارسة من قبل فرق عسكرية وشبيحة تابعين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد». وبالتزامن تتصاعد أيضا وتيرة معاناة النازحين وسط صعوبات معيشية في حين تجهد الجمعيات والمؤسسات الخيرية لسد النقص الذي تخلفه الهيئة العليا للإغاثة. يتحدث أبو عابد أحد النازحين عن الحياة السيئة اليومية التي يعيشها النازحون في طرابلس بعد تراجع نسبة المساعدات والمؤن التي كان المفروض أن تقدم إليهم، موضحا أن «الجمعيات الأهلية وحدها لا تستطيع أن تقدم مساعدات دائمة للعائلات حيث إن التمويل يعتمد على بعض الناس من مناطق الشمال اللبناني والحكومة اللبنانية لا تقوم بجهد كاف من أجل متابعة وضع النازحين الإنساني». مشيرا إلى أن «التقاعس الحكومي يعود إلى الالتباس في الفريق السياسي داخلها التابع لحزب الله الحليف المباشر لنظام الأسد في لبنان».
أبو محمد الواصل حديثا إلى طرابلس من حي الخالدية في حمص أبدى اشمئزازه من روايات النظام السوري وإعلامه حول الأوضاع في مدينة حمص خاصة بعد زيارة رأس النظام وقال: «كان هناك منطقة في هذه الدنيا اسمها حمص لكنها اليوم اختفت وكل شيء فيها دمار، وإذا لم يبادر العالم سريعا لمحاولة إنقاذ ما تبقى من المدينة فستكون كارثة إنسانية كبيرة، وما يعرض على وسائل الإعلام من فظائع وجرائم ضد الإنسانية ما هو إلا واحد في المائة مما يحدث على أرض الواقع، فأنا مثلا لدي مئات الأقارب والأصدقاء في حمص لا أعرف مصير أي واحد منهم».
وأضاف: «يتهموننا بالإرهابيين والعصابات المسلحة بينما الجميع يعلم أن النظام الأمني الديكتاتوري كان شديدا لدرجة أنه لا أحد يستطيع النزول إلى الشارع وفي جيبه سكين، ونحن كنا نخرج مطالبين بالحرية وليس بحوزتنا حتى غصن زيتون فمن أين لنا الأسلحة؟».
وعن زيارة الأسد إلى حي بابا عمرو في حمص قال: «كل من يعرف بابا عمرو يدرك أن الصور التي عرضت ليست من الحي بل هي منطقة جورة العرايس المتاخمة لقرى موالية للنظام». وقال: «نحن نعيش أوضاعا صعبة للغاية كنازحين ومشردين فأنا هنا وأخي في الشام وأختي مشردة لا نعرف أين أراضيها ولا اتصالات فيما بيننا في ظل انقطاع الهاتف والإنترنت مع الداخل، وكل ذلك لماذا؟ لأننا خرجنا لإزاحته ولإزاحة الظلم عنا».
ويقول أبو خالد الواصل من منطقة وادي السايح وسط حمص المتاخمة لبعض القرى الموالية للنظام متهكما: «سوريا بخير طالما أن هناك أناسا يعرفون أن الشهادة حق ويخرجون للمطالبة بالحرية والعدل من دون الخوف من الملاحقة والاعتقال والتعذيب وحتى الاستشهاد». ويضيف: «أنا تعرضت للملاحقة منذ ستة أشهر ولثماني مرات متتالية من مختلف فروع الأمن فقط لأن جدي، منذ 47 سنة، مشتبه بتهمة الانتماء لـ(الإخوان)، على الرغم من صدور حكم ببراءته لكن يبقى العقاب قائما وصولا إلى أحفاده فنحن ممنوع علينا مثلا الانتساب لفرع الجوية وتعلّم الطيران».
وتابع: «يتهموننا بالإرهابيين والمسلحين، نعم رأيت بأم عيني مسلحين وأستطيع أن أسمي عائلات كان شبابها جميعا من المسلحين لكن السؤال عن مناطق وجودهم في مناطق (عكرمة الجديدة) وفي (وادي الذهب) المتاخمة لمناطق النزوح يثبت هوية هؤلاء الشبيحة، أما الصور عن المؤيدين للنظام فنحن نعلم كيف ترتب، فمثلا ابن خالتي أجبر على الظهور كمؤيد، أما لماذا، فلأن الأمن وعد بإطلاق أخيه من الحجز!». ويتابع: «يجوز أن أصبح أنا مؤيدا للنظام لو أنني ما زلت في سوريا ويجوز أن أظهر على التلفاز السوري للاعتراف بأنني إرهابي وكان معي فلان وفلان.. والجميع يعرف ما الثمن المقابل لذلك.. أما إذا رفضت إجراء المقابلة فيعطيك العافية».
قائد المجلس العسكري في دمشق وريفها يؤكد وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني في سوريا
خالد الحبوس لـ«الشرق الأوسط»: يعملون مدربين في معسكر تدريب الأمن العسكري في منطقة السيدة زينب ومنطقة بحيرة زرزر
لندن: نادية التركي
أكد العقيد خالد الحبوس، قائد المجلس العسكري في محافظة مدينة دمشق وريفها، وجود عناصر من الحرس الثوري في سوريا ويعملون في الميدان، وأنه «وبحسب شهادات الكثير من عناصر العسكريين المنشقين والمدنيين في أرض المواجهة مع قوات الأسد شاهدوا بأم أعينهم القناصة الإيرانيين وعناصر من حزب الله، وهناك بعض التأكيدات أن معسكر تدريب الأمن العسكري في منطقة السيدة زينب ومنطقة بحيرة زرزر يوجد فيه مدربون إيرانيون وعناصر من الحرس الثوري، وهناك أيضا تأكيدات بأن عناصر من الحرس الثوري تشارك في اقتحام الأحياء في مدينة حمص، ولا نعلم عددهم بدقة، لكنهم كثر».
وحول مدى التدخل الميداني لجماعات من حزب الله ومشاركتهم النظام السوري في قمع المحتجين، قال: «نحن نلمس التدخل لعناصر حزب الله من خلال الآثار التي تركوها وتدل على هويتهم على جدران المساجد والبيوت التي اقتحموها وعلى أجساد المعتقلين والضحايا من أبنائنا، وشهادات الأهالي التي تؤكد أن لهجتهم لبنانية».
وفي أول تصريحات صحافية له خص بها «الشرق الأوسط» تحدث الحبوس عن كيفية عمل «الجيش الحر» في منطقته واستراتيجياته في مواجهة النظام قائلا: «لقد عملت في صفوف الجيش لمدة 32 عاما ولي خبرة في التكتيك العسكري الذي يتبعه النظام الذي لا يغير تكتيكه، إنه يتبع أسلوب (استفز.. داهم.. اعتقل.. اقتل.. ودمر)».
وعند سؤاله عن المناطق التي يسيطرون عليها بالفعل في ريف دمشق، وبين أحياء العاصمة، قال العقيد الحبوس: «إمكاناتنا لا تسمح لنا بالسيطرة على الأرض فمواجهاتنا مع قوات النظام تعتمد أسلوب الكر والفر (الضربة الخاطفة)».
وحول حقيقة تفجيرات دمشق ومن يقف وراءها قال الحبوس في رسالة عبر البريد الإلكتروني أجاب من خلالها عن أسئلة وجهتها له «الشرق الأوسط»، أمس: «إن التفجيرات التي وقعت في دمشق وحلب، وخصوصا في أحياء إخواننا المسيحيين، هي من صنع النظام من أجل شق صف الشعب الواحد وإثارة الكراهية لـ(الجيش الحر)».
وعن تركيبة «الجيش الحر» وممن يتألف، قال الحبوس إنه «يتألف من ضباط وصف ضباط أفراد منشقين عن الجيش ومن متطوعين مدنيين وقياداته عسكرية». وأضاف: «نحن نمتلك الخبرة العسكرية الكافية لمواجهة قوات النظام لأننا كنا في صفوفه».
وحول مسألة نفاد ذخيرة «الجيش الحر» قال الحبوس إنهم بالفعل يعانون من نقص شديد في الذخيرة لكنهم يتداركون الأمر، باغتنام الكافي منها من مستودعات معسكرات كتائب وألوية جيش النظام.
وحول نوعية الأسلحة التي يحتاجها «الجيش الحر» في الوقت الحالي قال الحبوس: «حاجتنا ماسة لقناصات وكواتم للصوت للأسلحة وأجهزة اتصال حديثة غير قابلة للاختراق ومضادات للدروع ومضادات للطيران المحمولة على الكتف».
وحول تعاون المدنيين وسكان المناطق التي يتحركون فيها قال: «نحن من الشعب وواجبنا هو الدفاع عنه، لذلك نلقى ترحيبا من الأهالي ومساندة».
وبالنسبة لتوفر الغذاء والأدوية ووسائل علاج المصابين قال: «لدينا ما يكفي من الغذاء والدواء ووسائل علاج المصابين والحمد لله».
ونفى الحبوس اعتماد «الجيش الحر» على حرب العصابات حسب ما أفادت عناصر في «الجيش الحر» في السابق وقال: «نحن لا نعتمد حرب العصابات ولا نؤمن بهذا النوع من القتال المنفلت، إنما نعتمد أسلوبا تكتيكيا يدرس في أكثر الكليات العسكرية العالمية، وهو أسلوب الهجمات الخاطفة لكسب الغنائم والوصول إلى الأهداف بأعداد قليلة».
العقيد خالد الحبوس قائد المجلس العسكري في محافظة مدينة دمشق وريفها، انتسب إلى الكلية الحربية عام 1980، وانتظم في صفوف سلاح المدفعية في الفرقة الأولى المدرعة من عام 1983 إلى عام2000، ثم انتقل إلى قيادة المنطقة الجنوبية من عام 2000 حتى تاريخ اعتقاله 7 يونيو (حزيران) 2011 وبقي في المعتقل حتى تاريخ 15 يناير (كانون الثاني) 2012.
وفي خبر أكدته مصادر من «الجيش الحر» داخل سوريا، جاء أنه ألقي القبض، أول من أمس، على نائب قائد المجلس العسكري في دمشق وريفها، المشهور باسم أبو الوليد، من طرف قوات الجيش النظامي في كمين نصبته له.
وزير الخارجية الجزائري: مطلوب من سوريا وقف إطلاق النار وعلى المعارضة توحيد صفوفها
مراد مدلسي: قمة الرياض الاقتصادية فرصة لاتخاذ إجراءات عملية
بغداد: سوسن أبو حسين
قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أمس: إن على الحكومة السورية الالتزام بوقف إطلاق النار بعد أن وافقت على النقاط الست التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، لكنه شدد، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على ضرورة تجاوب المعارضة السورية مع ذلك وتوحدها، وأوضح مدلسي قبيل مغادرته بغداد بعد انتهاء القمة العربية أن قمة الرياض الاقتصادية العام المقبل ستكون فرصة جيدة لاتخاذ خطوات جيدة في الملف الاقتصادي.
وأعرب مدلسي عن اعتقاده أن قمة بغداد أنجزت نتائج مهمة، مشددا على أن انعقاد القمة في أجواء العراق الجديد أمر مفيد لشعب العراق والدول العربية جميعا، مشددا أن العالم العربي يحتاج إلى عراق قوي وموحد.
وقال مدلسي: «إن قمة بغداد سمحت في آن واحد بدراسة الملفات المطروحة وكذلك أكدت وجود العراق على الساحة العربية كدولة من مؤسسي الجامعة العربية لها حقوق وعليها التزامات تتعلق بالعمل العربي المشترك».
وأوضح مدلسي أن قمة بغداد تميزت بمناقشة ملفات كثيرة ومناقشة ملفات بارزة على رأسها الملف السوري، لكنه قال: إن «السياسة تغيرت وأصبح الاقتصاد في السياسة عنصرا قويا، والخطوات التي سجلتها الدول العربية في السنوات الماضية في الاقتصاد كانت متواضعة».
وأضاف مدلسي: «لكن الجزائر عملت في الملف الاقتصادي على مدار 10 سنوات بشكل قوي مع الدول العربية وسوف ندعم هذا الجانب الاقتصادي خلال قمة الرياض الاقتصادية العام المقبل»، معتبرا قمة الرياض الاقتصادية فرصة لاتخاذ خطوات عملية في الشأن الاقتصادي. وكشف مدلسي عن أنه تمت مناقشة هذا الملف خلال قمة بغداد وتوضيح الرؤية في 3 قطاعات مهمة، القطاع الأول هو الاستراتيجية الشاملة لدعم ملف السياحة، قائلا: إن «العرب لهم إمكانيات في سوق السياحة العالمية ولكنهم لا يستثمرون في هذا الجانب الحيوي»، مضيفا أن القمة خرجت بورقة واضحة للاهتمام بالملف الاقتصادي ما يوفر فرص عمل للشباب. وأضاف أن القطاع الثاني يتعلق بتأمين المياه لأن إنتاج وتوزيع المياه لهما تأثير إيجابي جدا بالنسبة للاقتصاد والتشغيل للوحدات الإنتاجية. وقال مدلسي: «أما بالنسبة للقضايا السياسية فقد صدر عدد من القرارات التي تعالج الأزمات المختلفة ولكنها تحتاج لتحرك عربي جماعي ومواقف موحدة تؤدي إلى إنجاز النتيجة المرجوة».
وفي الشأن السوري، أعرب مدلسي عن اعتقاده أنه لا يوجد جديد باستثناء موقف الحكومة السورية بقبول النقاط الست التي قدمها المبعوث المشترك كوفي أنان، قائلا: إن «هذا الموقف كان إيجابيا ويبقى التنفيذ والتزام الحكومة السورية بوقف إطلاق النار، ويبقى أيضا على المعارضة أن تتجاوب من أجل تنفيذ هذه القرارات، وكذلك يجب على المعارضة السورية أن تتوحد».
النظام السوري: لا ننتظر حل أنان.. وعلى الدول العربية التخلي عن «التناحة» السياسية
المتحدث باسم وزارة الخارجية: أجندة مؤتمر اسطنبول «لمعاداة سوريا وعرقلة مهمة أنان»
لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: يوسف دياب
أعلن النظام السوري أن «معركة إسقاط الدولة في سوريا انتهت بلا رجعة» وأن «معركة تثبيت الاستقرار والنهوض بسوريا المتجددة قد بدأت». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في حديث خاص للتلفزيون السوري بث في وقت متأخر من مساء أول من أمس الجمعة، إن أنان «أقر بحق الدولة في الرد على العنف المسلح كمنطق سياسي وسيادي»، وإن «سوريا ستحتفظ بحقها في استخدام قواتها للحفاظ على الأمن» قبل الانسحاب من المدن تماشيا مع خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. ولفت مقدسي إلى أنه من مصلحة «سوريا إنجاح مهمة أنان دبلوماسيا»، وذلك من «باب سحب الذرائع وتعزيز مواقف حلفائها الدوليين وتكريس الانطباع بأن النظام السياسي في سوريا منفتح وليس خائفا من الواقع وهو متأكد مما يقوله» لأن سوريا بحسب مقدسي «تخوض معركة دبلوماسية مع عالم غربي معادٍ لها» إلا أنه بحسب رأي مقدسي موضوع التهدئة «ليس بيد سوريا فقط» وأن «40 في المائة من مستلزمات نجاح مهمة أنان موجودة في سوريا بينما الباقي في الخارج عند دول تحتضن وتكرس عناد المعارضة الخارجية وتقول لها لا تتحدثوا مع القيادة السورية لأنها راحلة».
ولفت المتحدث الرسمي إلى وجود «واقع على الأرض يجب التعامل معه، وقد يصطدم بأمور ترتبط به»، مؤكدا أن «مهمة الجانب السوري تسهيل هذه الأمور وتذليل العقبات ما دام المطلوب تثبيت استقرار سوريا وتهدئة النفوس للتوجه للحل السياسي».
وقال أن «بعض» الدول العربية تعاني حالة «عند سياسي» فيما الدول الكبرى حتى المعادية لسوريا تجري «إعادة حسابات وإعادة تموضع» مؤكدا على أن «الديموغرافيا السورية هي التي فازت» لذا يجب على تلك الدول العربية الخروج من هذه «التناحة السياسية» بحسب تعبير مقدسي.
وقال مقدسي إن أنان قدم «لا ورقة ذات سقف عالٍ ليست منطقية للغاية ببداية المطاف ولا تناسب خصوصية الواقع السوري» وإن سوريا وخلال يومين قدمت «لا ورقة جوابية وتوضيحية لأن الموضوع ليس عقد إذعان بل اتفاق برضا طرفين» ثم أرسل أنان فريقا تقنيا إلى سوريا أجرى «خمس جولات مفاوضات شاقة مع وزارة الخارجية على مدى ثلاثة أيام تم التوصل في نهايتها إلى ما سمي مبادرة أنان». ذات الست نقاط تضاف إليها الرسائل المتبادلة بينه وبين وزير الخارجية وليد المعلم والاثنان يمثلان فهما مشتركا لمهمة أنان «فهو لم يخترع حلا للأزمة لأن الحل معروف».
وقال مقدسي إن «سوريا ليست بانتظار أنان ليحل الأزمة بل ليساعد بحشد الدعم لحل الأزمة عبر مبادرة دولية نأمل صدقها». مشيرا إلى أن أحد البنود في المبادرة كما في تجربة بعثة المراقبين العرب كان «سحب المظاهر المسلحة من الأحياء السكنية والمدن وغيرها» ورأى مقدسي أن «تحقيق سحب المظهر المسلح يتم عندما يتاح لأي منطقة العودة إلى الحياة الطبيعية» وأضاف «نحن ندرك أنه عندما تم ذلك فعليا من قبل أصبح هناك تسليح أكبر وظهرت محاولات للسيطرة على أحياء بالكامل وأخذها رهينة ضد الدولة».
ولفت مقدسي إلى أن وجود «العنصر المسلح المضاد لشرعية الدولة في الأزمة السورية بات أمرا موثقا قانونيا ودوليا ومعترفا به» وفق تقرير بعثة المراقبين العرب وأن ذلك هو الذي «يعطل الحل السياسي» لذا بحسب رأي مقدسي موضوع التهدئة «ليس بيد سوريا فقط لأن الأزمة السورية مركبة وهناك 40 في المائة من مستلزمات نجاح مهمة أنان موجودة في سوريا بينما الباقي في الخارج عند دول تحتضن وتكرس عناد المعارضة الخارجية وتقول لها لا تتحدثوا مع القيادة السورية لأنها راحلة» وكشف مقدسي عن «أحد بنود التفاهم بين أنان والوزير المعلم هو سعي عنان لدى الخارج وجميع الأطراف ذات الصلة للالتزام بإيقاف العنف» ما اعتبره مقدسي «اعترافا تاما أن العنف ليس من طرف واحد» وقال إن على أنان القيام بجولة على «العواصم التي تمول وتستضيف وتحرض المعارضة» ليحثها على «وقف ذلك ووقف التحريض الإعلامي المشارك في سفك الدم السوري». كما أشار إلى أنه تم التواصل مع أنان فيما يخص «موضوع التهدئة» وسيتم «التفاوض من أجل توقيع بروتوكول إطاري يحدد آلية ارتباط» بمعنى «تنسيق بين مجموعة من المراقبين يأتون إلى سوريا في مهمة محددة لدراسة الموضوع في إطار محدد تحت مظلة السيادة السورية». منبها إلى أنه «لا شيء يضمن عدم تكرار ما جرى مع بعثة المراقبين العرب في مهمة أنان» وقال «نحن مضطرون للمضي قدما في لعبة سحب الذرائع».
وأشار مقدسي إلى أن أنان «أقر بحق الدولة في الرد على العنف المسلح كمنطق سياسي وسيادي» وأن سوريا نجحت في «تثبيت واقعها على المشهد الدولي بمساعدة روسيا والصين» الأمر الذي «مكن من الوصول إلى نسخة معدلة في موضوع المبادرات هي مبادرة أنان كنسخة معدلة ومحدثة عن موضوع المراقبين العرب» وأوضح مقدسي أن بيان مجلس الأمن احتوى «جملة مفتاحية هي أن العملية السياسية تقودها سوريا وبالتالي انتهى موضوع تنظير البعض عن التنحي».
وحول الخطوة القادمة في مهمة أنان قال مقدسي إن «أبرز خطوة لاحقة هي توقيع البرتوكول الذي ينظم موضوع المراقبين للوصول إلى التهدئة، وسوريا ستستقبل قريبا وفدا تقنيا للتفاوض بين الجانب السوري والأمم المتحدة على آليات هذا التطبيق». مؤكدا على الالتزام «بالتعاون إيجابيا مع مهمة عنان التي تم تبادل الشرح بشأنها وهذا ما وصفه عنان بالرد الإيجابي ولكن هناك واقعا على الأرض يجب التعامل معه وقد يصطدم بأمور ترتبط به ومهمة الجانب السوري تسهيل هذه الأمور وتذليل العقبات».
وفيما يتعلق بالتصريحات الأميركية حول مهمة أنان رأى مقدسي أن «هناك تصريحات متضاربة من المسؤولين الأميركيين احتوت في بعضها على أمور إيجابية هي الترحيب لأنه ليس باستطاعتهم إلا أن يرحبوا ليس لأنهم يحبون سوريا بل لأن هناك واقعا يفرض ذلك».
كما طالب جهاد مقدسي أطراف المعارضة بـ«الجلوس حول طاولة واحدة بكل شفافية دون أي محرمات سوى التدخل العسكري في سوريا» وقال إن «الفيصل بين الجميع هو صندوق الانتخابات والآليات الدستورية». وقال مقدسي «القيادة السورية تقوم بجس نبض للمعارضة كل شهرين وتترك دائما باب الحوار مفتوحا للجميع ولكن من يرفض الحوار هو المعارضة رغم أننا نقول لهم إن سوريا لكل أبنائها وليس هناك شرط للحوار سوى منع التدخل الأجنبي»، ووصف مقدسي مؤتمر إسطنبول بأنه «ليس لأصدقاء سوريا» وأن «أجنداته ليست للصداقة بل لمعاداة سوريا وضرب استقرارها ونرى فيه عرقلة صريحة لمهمة أنان».
وهاجم جهاد مقدسي العرب واتهمهم بالتخلي عن دورهم في مساعدة سوريا و«الالتفاف» على تقرير بعثة المراقبين «الموضوعي والإيجابي». ورأى أن «بعض» الدول العربية تعاني حالة «عند سياسي» فيما الدول الكبرى التي حتى لو كانت معادية لسوريا تجري «إعادة حسابات وإعادة تموضع» مؤكدا على أن «الديموغرافيا السورية هي التي فازت» لذا يجب على تلك الدول الخروج من هذه «التناحة السياسية» بحسب تعبير مقدسي.
وفيما يتعلق بنقطة بإطلاق سراح المعتقلين الواردة في خطة أنان اعتبر مقدسي هذا الأمر «سياديا بحتا» وقال إن «الدولة السورية ليست بانتظار من يقول لها أن تخلي سبيل الموقوفين وهي الأكثر حنانا على أبنائها» و«عملية العفو مستمرة ضمن العملية القانونية الدستورية».
وحول السماح بوصول المساعدات الإنسانية أكد مقدسي أن الأساس في ذلك هو «السيادة ومظلة الدولة» وأن بلاده «ترحب بكل من يريد أن يقوم بذلك ولكن عن طريق منظمة الهلال الأحمر السوري أو منظمة الصليب الأحمر الدولي».
وعن السماح لوسائل الإعلام بالدخول إلى البلاد قال مقدسي «إن وزارة الإعلام تصدر تصاريح تنظم عمل الإعلاميين وهي متساهلة لأبعد الحدود».
وفي هذا الإطار رأى عضو المجلس الوطني السوري نجيب الغضبان أن «النظام السوري لا يمكن أن يقبل بخطة كوفي أنان رغم إجحافها، ومساواتها بين الضحية والجلاد». وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه «إذا قبل (الرئيس السوري بشار) الأسد بخطة وقف النار لساعتين سيخرج الملايين في كل أنحاء سوريا يطالبون بإسقاطه، كما أن جرائم الأسد لن تثني الشعب عن الاستمرار في ثورته حتى تحقيق كامل أهدافها». مشددا على ضرورة أن «تتضمن خطة مبعوث الأمم المتحدة مهلة زمنية واضحة ونهائية، وأن يلتزم النظام السوري بتطبيقها، بأن يوقف إطلاق النار أولا، وأن يسحب قواه المسلحة من المدن والمناطق السكنية ثانيا، بدل أن يحاول الالتفاف عليها بقراءات خاطئة وفيها الكثير من سوء النيّة».
وجزم الغضبان بأنه «لا جدية لدى الأسد في التعاطي مع كل المبادرات، ولا بدائل لديه عن الحل الأمني والقمعي، وهو اليوم يسعى لاعتماد الأسلوب الذي اعتمده مع المراقبين العرب، ولذلك فإن مهمة أنان محكومة بالفشل لا محالة». داعيا الدول المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها، فور تأكدها من إفشال بشار الأسد لخطة أنان، وأن تقوم بإجراءات عملية لحماية المدنيين، وهناك خطط يمكن اتباعها منها تزويد الشعب السوري بأسلحة نوعية ليتمكن من تحقيق التغيير بأقل ثمن، لأن التغيير سواء بدعم خارجي أو من دونه سيحصل، لكن الدعم يجعل الأثمان أقل كلفة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجيّة السورية جهاد مقدسي، أعلن أنّ «سوريا ستستقبل قريبا وفدا تقنيا للتفاوض بين الجانب السوري والأمم المتحدة حول آليّة تطبيق خطة مبعوث الأمم المتّحدة وجامعة الدول العربيّة الخاص إلى سوريا لحل الأزمة فيها».
تركيا تستضيف اليوم «مؤتمر أصدقاء سوريا» الثاني
مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»: بشار الأسد انتهى.. وداود أوغلو يقول: لا نريد نظاما من هذا القبيل إلى جانبنا
إسطنبول: ثائر عباس
بدأ ممثلو الدول المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني التوافد إلى إسطنبول أمس للمشاركة في المؤتمر الذي تستضيفه تركيا اليوم، ويبحث في اتخاذ «خطوات ملموسة» في الملف السوري، بينها تشكيل صندوق إغاثة للشعب السوري، والبحث في كيفية تأمين «التواصل بين المعارضين السوريين في الخارج والداخل»، بالإضافة إلى موضوع سحب السفراء من دمشق كرسالة من الدول المشاركة ضد «القتل»، كما قالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» أمس.
وعلى الرغم من أن المؤتمر سوف ينطلق بسقف توقعات لا يسمح بإنشاء منطقة عازلة أو ممرات آمنة، فإن تركيا ترمي بكل ثقلها لإنجاحه والتأكيد على أن «النظام السوري انتهى، وسقوطه مسألة وقت لا أكثر»، وصولا إلى ما علمته «الشرق الأوسط» من أن وزير الخارجية التركي قال لوفد من المعارضة السورية التقى أمس رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بحضور داود أوغلو: «نحن لا نريد نظاما من هذا النوع إلى جانبنا». وأشارت المعلومات إلى ضغط تركي يهدف إلى الوصول إلى قرار جامع من الدول المشاركة بسحب سفرائها من دمشق.
وبدا واضحا الإصرار التركي على منح «أيام معدودة» لتطبيق عملي لخطة أنان، وإلا فإن الدول المشاركة سوف تذهب إلى مجلس الأمن، في حين تحدثت مصادر في المعارضة السورية عن «عمليات إنسانية» قد يقوم بها الناتو إذا لم تصل خطة أنان إلى نتائج سريعة على طريقة «التدخل في كوسوفو».
ويشارك ممثلون لـ75 دولة و6 منظمات دولية في المؤتمر، بينهم 44 وزير خارجية. وعلمت «الشرق الأوسط» أن أردوغان أبلغ الوفد السوري أن التعامل مع المجلس الوطني السوري سيكون مختلفا من حيث الشكل والمضمون، لجهة وجود رئيس المجلس برهان غليون في المنصة الرئيسية، وأن تكون كلمته من بين الكلمات الأساسية، «كما سيوزع نص الوثيقة التي أقرها المجلس باللغات الأجنبية المختلفة على المشاركين لإظهار رؤية المجلس لسوريا الجديدة».
وأبلغ أردوغان المجلس بأن المؤتمر سيتعاطى بإيجابية مع مبادرة المبعوث الدولي كوفي أنان، لكنه «لن يعطيها وقتا مفتوحا.. بل مجرد أيام لا أكثر». وكشف عن توجهه لإنشاء صندوق دولي للإغاثة وطلب للمساهمة في إعادة إعمار سوريا بعد سقوط النظام.
وإذ شدد أردوغان مجددا على أهمية «وحدة المعارضة السورية وتناغمها»، أكد أن تركيا «تقف إلى جانب الشعب السوري بالكامل، ولا يمكن أن تتركه وحيدا، وسوف تتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمساعدة السوريين في الداخل».
وأبلغ أردوغان الوفد بأن تركيا صادرت شاحنات إيرانية متوجهة إلى سوريا تحمل مواد كيماوية، وإذ أشار إلى أن التبرير الإيراني أنها خاصة بأحد المصانع، أردف مبتسما: «نحن نعرف أنهم من السماد الزراعي قادرون على صنع أسلحة كيماوية».
أما وزير الخارجية التركي الذي شارك في الاجتماع أيضا، فقد أكد بدوره على 5 ثوابت تركية فيما يتعلق بالمؤتمر، هي:
1- الدعم الكامل والواضح للشعب السوري.
2- خطوات ملموسة خصوصا في المسائل الإنسانية للسوريين في الداخل.
3- تأكيد على انهيار الوضع الأمني في سوريا والإشارة إلى هذا الانهيار.
4- موقف واضح حول دعم المجلس الوطني وإيجاد صندوق للمساعدات الإنسانية.
5- خطوات ملموسة بشأن مجمل القضية السورية.
وقال غليون في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في إسطنبول، إن هناك «انطباعا إيجابيا جدا تولد لدى المعارضين من خلال اللقاءات التي أجروها مع ممثلين لـ(الدول الرئيسية) التي تشارك في المؤتمر». وأوضح غليون أن هذا الانطباع مفاده «أن هناك إجماعا على أن النظام السوري انتهى، وأن المعركة الجديدة تتمحور حول كيفية بناء سوريا الجديدة». وتوقع غليون أن يكون المؤتمر «مهما جدا وأفضل بكثير من مؤتمر تونس»، مشيرا إلى «مواقف جريئة وإجراءات توضح نفاد صبر المجتمع الدولي من نظام لم يفعل حتى الساعة سوى القتل».
ووصف غليون اللقاء مع أردوغان بأنه «إيجابي جدا»، قائلا إنه لمس «تجاوبا كبيرا منه في دعم الشعب السوري». ونقل عنه أنه «يجب الوثوق بالمواقف التركية التي سوف تتطور في الأسابيع المقبلة بشكل واضح ومهم». كما أشار إلى أن المجتمع الدولي لن يسمح للنظام بأن يستخدم مبادرة أنان لكسب المزيد من الوقت.
وكشف غليون عن أن الوفد طرح موضوع المنطقة العازلة، مشيرا إلى أن هذا الموضوع مطروح أمام «أصدقاء سوريا»، وهو قرار يتخذ من قبل المشاركين. وشدد على أن المؤتمر «لن يكون محبطا مثل مؤتمر تونس»، متحدثا عن توجه عدد كبير من الدول إلى مبدأ «القيام بأفعال»، متوجها إلى السوريين بالدعوة إلى عدم الشعور بالخيبة إذا صدر بيان عام لا يتطرق إلى التفاصيل؛ «لأن ما سيعلن عنه هو جزء مما يعمل عليه».
وقال مسؤول تركي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن (الرئيس السوري) بشار الأسد انتهى فعلا، وسقوطه مسألة وقت لا أكثر، داعيا الذين يضغطون على تركيا من أجل «مواقف متسرعة»، إلى معرفة أن «ساعة العمل الدبلوماسي تعمل بإيقاع مختلف عن التمنيات والمشاعر». وإذ أعرب المسؤول التركي عن إدراك بلاده أن كل لحظة تمر «معناها المزيد من القتل»، أكد أنها تعمل ما في وسعها من أجل مساعدة السوريين للخروج من محنتهم. وقال: «هذا النظام انتهى وأصبح من الماضي، أما بقاؤه في السلطة فمجرد وقت، وعلينا أن نعمل مع الآخرين من أصدقاء سوريا على المساعدة في تقليل الخسائر التي يمنى بها الشعب السوري حتى ذلك الوقت».
وانتقد المسؤول التركي الكلام عن «تراجع» في مواقف بلاده، مؤكدا أن المواقف التركية أعلى بكثير من سقف القمة العربية الأخير الذي أعطى الدعم لخطة (المبعوث الدولي) كوفي أنان التي يستعملها النظام حاليا كمخرج له لشراء أوقات إضافية تسمح له بقتل المزيد والتشبث بالسلطة. وأوضح المسؤول أنه من الخطير جدا رفع التوقعات بشكل مبالغ فيه من مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سينعقد اليوم، لكنه شدد على أن هذا المؤتمر سوف يخرج بالتأكيد بنتائج إيجابية بالنسبة إلى الشعب السوري والمعارضة السورية. وأشار إلى أنه في الحالة الليبية احتاج الأمر إلى 5 اجتماعات قبل تبلور صورة الحل النهائي، موضحا أنه في الحالة السورية هناك تعقيدات تمنع العمل من منطلق مجلس الأمن الدولي، ومن مسؤولية المجتمع الدولي أن يبحث عن مخرج لهذا الموضوع، وهذا ما نحاول أن نفعله مع غيرنا من أصدقاء سوريا.
6مسودة وثيقة للتفاهم مع الأحزاب الكردية: إعطاء المحافظات والبلديات حق إدارة شؤونها
* كانت العبارة التي قالها رئيس المجلس الوطني برهان غليون في مؤتمره الصحافي عن «الاعتراف بالهوية القومية للشعب الكردي» بمثابة إعلان عن اتفاق شبه منجز مع القوى الكردية للانضمام إلى المجلس الوطني.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن المجلس توصل إلى مسودة لورقة تفاهم تشمل الأحزاب والشخصيات الكردية، بدأ توزيعها عليها لمناقشتها والتوقيع عليها. ووصفت مصادر في المجلس هذه الورقة بأنها «أكثر تقدما من كل ما جرى عليه الاتفاق سابقا». وتتلخص هذه الورقة في الاعتراف للأكراد بحقوقهم القومية، وتؤكد على «المساواة بين جميع القوميات في المواطنة، وعلى حقهم في الحفاظ على هويتهم القومية ولغتهم الأم وتدريسها، بالإضافة إلى حق إدارة شؤونهم من خلال إعطاء المحافظات والبلديات حق إدارة شؤونها تحت سقف الدولة السورية الجامعة».
جنبلاط: هناك ظلم في فلسطين.. لكن الظلم الأفظع في سوريا
رئيس جبهة النضال الوطني: ستأتي في يوم ما غيوم الحرية على سوريا الحبيبة
بيروت: «الشرق الأوسط»
اعتبر رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أن «الحرية لا تتجزأ من درعا إلى فلسطين والجنوب كما الكرامة»، مشيرا إلى أنه «ثمة ظلم في فلسطين، إنما هناك ظلم أفظع بكثير في سوريا».
وقال في كلمة له أمام وفود شعبية زارته في دارته في المختارة «لن أرد على المواقف الصادرة بالأمس (أول من أمس) في تأييدها النظام السوري»، متمنيا «لو تم النأي بالنفس عن التأييد في هذا الشأن».
وأضاف «وقفنا مع شعب درعا وحمزة الخطيب وإبراهيم القاشوش وغيرهم وأبناء بابا عمرو وكل المظلومين والقتلى والمخطوفين والمعذبين في سوريا، وستأتي في يوم ما غيوم الحرية على سوريا الحبيبة»، متمنيا على «المقلب الآخر من جبل الشيخ التنبه لمحاولة النظام السوري توريط البعض من قرية عرنة في صدام مع الأحرار في سوريا، لأنه لا حدود لإجرام هذا النظام»، مؤكدا «تضامنه مع الشعب السوري والأحرار وتقديم المساعدة ضمن الممكن، لكن ليتنبهوا لمحاولات النظام إشعال الفتنة».
بلجيكا تشارك في اجتماعات إسطنبول
تدعو المعارضة إلى التوحد وإلى نشر بعثة أممية في سوريا
بروكسل: عبد الله مصطفى
قالت الخارجية البلجيكية ببروكسل، إن الوزير ديديه رايندرز سيشارك الأحد في اجتماع أصدقاء سوريا في إسطنبول، وبمشاركة أعضاء من الاتحاد الأوروبي والعالم العربي وبلدان أخرى، ويناقش الوضع في سوريا، كما يجري البحث في الخيارات المطروحة لتسوية النزاع، وسيقوم الوزير رايندرز خلال الاجتماع بتنسيق المواقف مع زملائه في مجموعة دول «البينلوكس» (هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ). وقال البيان إن الاجتماع سيبحث في كيفية قيام المجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري لوضع حد للأعمال الوحشية التي ترتكب من جانب نظام الأسد ضد الشعب السوري، وهي أعمال غير مقبولة حسب ما نقل البيان عن وزير الخارجية البلجيكي، وأشار إلى أن الأسد رغم أنه وافق على خطة من 6 بنود تقدم بها كوفي أنان المبعوث الدولي والعربي، لا يزال الانتشار العسكري والعمليات ضد المدنيين وسقوط ضحايا، ومن المهم أن تنتشر بعثة من الأمم المتحدة وبشكل سريع للتعرف على الوضع في سوريا، وتقييم تأثير الخطة التي تقدم بها عنان، وأشار البيان إلى أن الخطة تتضمن أيضا تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، كما أن اجتماع إسطنبول سيكون فرصة لحث المعارضة السورية على التوحد.
غليون يردّ على نصرالله والمقدسي: ما أعلنَاه تضليل والنظام سيسقط قريباً
“أصدقاء سوريا 2” يفتح طريق “الممرّات الآمنة”.. بعد فشل أنان
اسطنبول ـ جورج بكاسيني
تعقد مجموعة “أصدقاء سوريا” اليوم مؤتمرها الثاني في قصر المؤتمرات في اسطنبول تحت سقف خطة كوفي أنان، رغبة منها في إعطاء هذه الخطة فرصة لكن قصيرة الأجل، لا بل لبضعة أيام، كما قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، قبل العودة إلى مجلس الأمن في حال رفض النظام السوري تنفيذ هذه الخطة، للمطالبة بإقامة ممرّات آمنة على الحدود التي يمكن أن ترد في بيان اليوم، لكن على قاعدة اللجوء إليها مباشرة بعد انتهاء مهمّة أنان.
وكشفت مصادر رفيعة في المجلس الوطني لـ”المستقبل” ان المبعوث الدولي أبلغ أعضاء من المجلس في لقاء معهم أخيراً انه لن ينتظر النظام السوري طويلاً لتنفيذ خطته وإنما سيعلن بعد أيام فشل مهمته في حال عدم التزام الرئيس السوري تنفيذها.
إذاً سيكتفي “أصدقاء سوريا” في مؤتمرهم اليوم بإعلان دعم خطة أنان، مع احتمال صدور اعتراف كامل بالمجلس الوطني السوري “كممثل وحيد للشعب السوري” أو “كممثل للشعب السوري” في حال بروز بعض التحفظات، مما يفتح الباب أمام طرد كل هذه المجموعة سفراء سوريا من دولها. فيما بقي مطلب المجلس الوطني “تسليح” الشعب السوري موضع نقاش مع مجموعة من ممثلي الدول حتى منتصف ليل أمس وسط أنباء عن تحفظ أميركي وبريطاني لهذا الاتجاه في الوقت الحاضر.
مع العلم ان المجلس الوطني سيطالب المؤتمرين اليوم بدعم “الجيش السوري الحر” تحت رعاية المجلس، بعد أن حقق هذا الجيش خطوات متقدمة على صعيد توحيد الفصائل المسلحة في الداخل. كما سيطالب المجلس المجتمع الدولي بتوحيد رؤيته حول الأزمة السورية بعدما قام المجلس بكل ما طُلب منه لجهة توحيد المعارضة مع تقدم الاتصالات مع بعض الأحزاب الكردية لقبول اعتماد اللامركزية الإدارية في الدولة بدلاً من اللامركزية السياسية كما كانت هذه الأحزاب تطالب أساساً.
وبدا من الاتصالات التي أجراها اعضاء المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، أمس، بكل من رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو والمنسق الأميركي الخاص بالشرق الأوسط فريديريك هوف ان ثمة تقدماً في الاتصالات الدولية في اتجاه القيام “بخطوة ما قريباً”، المقصود منها اعتماد خيار “الممرّات الآمنة”، قبل انغماس الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الأوروبية في انتخاباتها الرئاسية، وأنّ رئيس الوزراء التركي لمس تأييداً لهذا الاتجاه مؤخراً من الرئيس الأميركي باراك اوباما، لكن بعد انتهاء مهمة أنان، مقابل إشارات تلقفها البعض من روسيا تميل إلى الامتناع على الأقل عن التصويت على أي قرار جديد في مجلس الأمن في حال رفض النظام السوري الالتزام بخطة أنان، الأمر الذي قد يشجّع المجلس الوطني السوري على إطلاق بادرة حسن نيّة تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتهنئته بفوزه في الانتخابات والتواصل مع القيادة الروسية في سياق تطمينها لمستقبل العلاقات بين النظام السوري الجديد وموسكو. فيما عكست مصادر سورية معارضة ثباتاً إيرانياً في التشدّد من خلال تمسك القيادة الإيرانية بنظام الأسد حتى النهاية، وذلك نقلاً عن أردوغان الذي زار طهران مؤخراً وناقش الملف السوري مع كبار المسؤولين هناك.
كما تضيف المصادر ان التشدّد الإيراني جرى التعبير عنه قبل أسابيع من خلال “اتفاقية تنسيق” أُبرمت بين إيران والعراق سُمح بموجبها للأولى بتمرير السلاح والخبراء إلى سوريا عن طريق العراق.
وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ”المستقبل” ان الخلية الدولية التي أُنشئت عشية مؤتمر “أصدقاء سوريا” الأول في تونس والتي كانت تضم سبع دول عربية وأجنبية توسّعت خلال الأسبوعين الماضيين وصارت تضم 11 دولة: خمس دول أجنبية وخمس عربية زائد تركيا، وهي تقوم بتنسيق الأفكار بين “مجموعة الأصدقاء” وتُعدّ للسيناريوهات المقبلة.
ويشارك في مؤتمر “أصدقاء سوريا” اليوم ممثلون لأكثر من سبعين دولة بينهم 45 وزير خارجية، بغياب روسيا والصين وإيران ولبنان بعد رفضها تلبية الدعوة كما جرت الحال مع مؤتمر تونس، بالإضافة إلى قبرص التي لم توجَّه إليها الدعوة.
غليون
وعشية هذا المؤتمر، وتعقيباً على المواقف الأخيرة التي أعلنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والناطق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي التي أوحيا فيها انّ النظام السوري انتصر وأنّ الرهانات على سقوطه فشلت، قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون ان هذين الموقفين هما جزء من الحرب الإعلامية التي يُراد منها رفع معنويات أنصار النظام الذين “باتت معنوياتهم تحت الأرض”. وأضاف لـ”المستقبل”: “هم الذين أسقطوا الدولة السورية عندما حوّلوها إلى عصابة وهم يعرفون ان زمن العصابة انتهى سورياً وعربياً ودولياً”. وتابع ان “كلام نصرالله والمقدسي جزء من التضليل وتتمة للمعزوفة التي طالما سمعناها منذ انطلاق الثورة ومفادها ان الثورة انتهت وهم يمنّون النفس وهم في الواقع يعبّرون عن خوفهم من النهاية لأنهم أصبحوا في الفصل الأخير من السقوط، وما سمّوه انتصاراً هو هزيمة منكرة لمشروعهم وستتجسّد في أقرب وقت مع سقوط النظام لأن شعبنا ورغم معاناته سينتصر قريباً وما يقوله النظام وحلفاؤه في سوريا والخارج ليس سوى أكاذيب، فالنظام سيسقط والشعب سينتصر قريباً بإذن الله”.
إلى ذلك التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع ممثلي المعارضة السورية. كما أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان الذي أكد أنه يولي أهمية كبيرة للمؤتمر.
ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية عن بيان نشر على الموقع الالكتروني للمركز الإعلامي في رئاسة الوزراء التركية، أن أنان أكد في الاتصال الهاتفي أنه يولي أهمية كبيرة للاجتماع، وسيرسل وفداً لتمثيله.
وقالت الناشطة السياسية السورية سهير أتاسي إن على “أصدقاء سوريا2″ الاعتراف بشكل رسمي بالمجلس الوطني السوري”.
وفي مقابلة مع وكالة “آكي” الايطالية للأنباء، أوضحت أتاسي أن هذا الاعتراف “سيقطع الطريق تماماً أمام النظام السوري ليعرف أن غطاء الشرعية رفع عنه، تلك الشرعية التي لم تأتِ إلا من المجتمع الدولي ولم تكن لديه من الأساس”. أضافت “صار لا بد من خطوات عملية، إذ إن المؤتمر الماضي كان مجرد استهلال حيث كنا نطالب بتحالف دولي لتحييد موقف روسيا التي لا تزال ترسل أسلحة للنظام السوري ولم يوقفها أحد في المجتمع الدولي”، معتبرة أن “المؤتمر الماضي لم يرق إلى هذا المستوى”، لافتة إلى أن من أهم النقاط التي يجب على المؤتمر تلبيتها “توفير الدعم الإغاثي واللوجستي المنظم وتسليح الجيش الحر”.
أمنياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن 22 شخصاً بينهم ستة من عناصر القوات النظامية قضوا خلال أعمال عنف متفرقة في عدد من المدن السورية، وأن الجيش السوري أعدم 18 شخصًا من الأهالي الفارين من الغارية بدرعا.
الشرطة التركية تفرق تظاهرة مؤيدة للنظام السوري خلال انعقاد “مؤتمر أصدقاء سوريا”
تدخلت الشرطة التركية لتفريق نحو خمسين متظاهراً من أنصار النظام السوري كانوا ينددون بعقد مؤتمر “أصدقاء سوريا” في اسطنبول، على ما أفادت وكالة فرانس برس.
وقامت الشرطة بإبعاد المتظاهرين الذين كانوا يهتفون شعارات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، عن مركز المؤتمرات حيث افتتح المؤتمر الثاني لأصدقاء سوريا بمشاركة 74 بلداً قرب ساحة تقسيم في الجانب الغربي من اسطنبول. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب المنتشرة بأعداد كثيفة الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تحدوا الدعوات الى التفرق.
واصيب العديد من المتظاهرين بأعراض جراء الاستخدام الكثيف للغازات المسيلة للدموع من قبل الشرطة.
(أ ف ب)
المالكي: النظام السوري لن يسقط واستخدام القوة لتحقيق ذلك سيخلف أزمة تراكمية
أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الأحد ان النظام السوري “لن يسقط”، معتبراً ان محاولة إسقاط هذا النظام بالقوة ستؤدي الى “ازمة تراكمية في المنطقة”.
وقال المالكي في مؤتمر صحافي في بغداد “مرت سنة ولم يسقط النظام (السوري) ولن يسقط ولماذا يسقط”، مضيفا “نرفض أي تسليح وعملية إسقاط النظام بالقوة، لأنها ستخلف أزمة تراكمية في المنطقة”.
(أ ف ب)
غليون: الثورة ستنتصر فلا تدعوا الوقت يطول.. وبات عليكم أن تتوحدوا مع الشعب السوري
طالب مؤتمر أصدقاء سوريا بالاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا للشعب السوري
شدد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” المنعقد في اسطنبول على أن الشعب السوري “لا يزال يواجه الرصاص بصدوره منذ عام دفاعاً عن حقه بالحرية والكرامة”، وقال: “إنّي أتكلم اليوم نيابة عن هذا الشعب وعن الشهداء والثكالى والمعتقلين والمغتصبات، وكل المناضلين حتى انهيار النظام دون رجعة”، وتابع غليون: “بين مؤتمر (أصدقاء الشعب السوري في) تونس ومؤتمر اليوم قدَّم الشعب السوري المزيد من الدماء على طريق الحرية والكرامة، ومن أجل إقامة سوريا الديمقراطية التعددية، فيما كان النظام يُمعن في القتل واحتلال المدن وتدميرها، وإن الأمانة تقتضي مصارحة مؤتمركم بالقول إن المحصّلة السياسية للعمل العربي والدولي لم تبلغ مستوى العنف الذي يمارسه النظام ولم تكن على قدر تضحيات الشعب السوري بل إنها شجعت النظام على الاستمرار بقمعه”.
وأضاف غليون: “لقد آن الآوان للموقف العربي والدولي أن يرتقي إلى طموحات الشعب السوري. وهذا عامل أساسي مهم في التغيير، وما هو حاصل الآن لا يُقارَن بما يلقاه النظام السوري من دعم دولي وإقليمي يسمح له بمواصلة أعمال العنف”، وأكمل قائلاً: “لقد سمعنا كلاماً عن مخاوف من تنامي الإرهاب والتطرف، وأنا أؤكد أن بقاء النظام هو الإرهاب بعينه، والموقف الدولي يجب أن يتغير بسرعة إزاء ما تشاهدون من مآسٍ في كل سوريا، لأن الموقف الدولي الراهن يشكل خطراً على مستقبل المنطقة برمّتها”.
وأكد غليون أن “سوريا تواجه تحديات خطيرة بعد رفض نظام عائلة الأسد لأي مبادرة، وبعد أن قرر هذا النظام استخدام كل ما يملكه من مقدّرات لقمع الشعب السوري، وهو يستفيد من تردد المجتمع الدولي وانقسامه”، وقال: “في مواجهة ذلك عمِلنا في المجلس الوطني السوري على دعم الحراك الشعبي السوري المُطالِب بالحرية والديمقراطية، وعلى دعم المنشقّين عن الجيش والحرص على تنظيم الجيش السوري الحر حمايةً للمدنيين العزل، وسوف يتكفّل المجلس بتخصيص مرتّبات لكافة عناصر هذا الجيش، كما عمل المجلس على حشد الجهود الدولية الصديقة، وعلى توحيد الرؤى لدعم الثورة”.
وتابع غليون كلمته: “لقد قال كُثر إن ثمة تشرذماً في المعارضة، لكن ها هي المعارضة تبلور وحدةً في الرؤى والأهداف، وقد تشكّلت لجنة تحضيرية للقاء تشاوري يبحث توسيع المجلس الوطني السوري بعد أن تمّت المصادقة على وثيقة المبادئ الثابتة لسوريا الجديدة المدنية الديمقراطية. ونحن أيضًا نعيد الالتزام بالقضية الكردية على أساس رفع الظلم وإقرار الحقوق التاريخية للشعب الكردي على أساس وحدة سوريا. ونحن نؤكد أيضاً أن الدولة الجديدة ستعمل بكافة الوسلائل المتاحة والمشروعة لاستعادة الجولان المحتل”.
وأخيراً طالب غليون المجتمعين “بموقف مسؤول يعبر عن روح التضامن الإنساني”، وقال: “نعم نريد مساعدات إنسانية عاجلة، ونريد ممرات آمنة ومناطق عازلة، ونريد دعم الجيش السوري الحر، ونريد الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، ونريد التزاماً بإعادة إعمار ما دمّره النظام في حربه على المدن، هذا ما نريده من مؤتمركم”، وختم كلمته بالتأكيد أن “الثورة ستنتصر. فلا تدعوا الوقت يطول حتى تحقيق ذلك، وقد بات عليكم أن تتوحدوا أنتم مع الشعب السوري، وألف تحية لربيع العرب وألف فخر بكفاح الشعب السوري البطل”.
قطر تدعو إلى “التفكير الجدي بإرسال قوات عربية أممية” إلى سوريا
أكد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم خليفة في مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” في اسطنبول دعم مقترحات المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا كوفي أنان “مع التأكيد على مبادرة الجامعة العربية وهي تستوعب بالكامل مقترحات أنان وما يتفرع عنها”.
وأشار بن جاسم إلى “ضرورة التفكير الجدّي بإرسال قوات عربية أممية مشتركة لحفظ السلام في سوريا”، مؤكداً ضرورة “إقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين، وتوفير كافة المساعدات للشعب السوري، والارتقاء بتصعيد الضغط الاقتصادي والسياسي على النظام السوري”. وأضاف” “لقد تابعنا باهتمام اتفاق قوى المعارضة السياسية السورية على مشروع للمستقبل يتضمن المبادئ التي تبنى عليها سوريا الجديدة، وندعو المجلس الوطني السوري إلى متابعة جهوده لتوحيد جميع أطياف الشعب السوري، ونأمل أن تتكلل أعماله في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.
تحذيرات لسوريا قبل مؤتمر إسطنبول
وجهت عدة أطراف دولية تحذيرات جديدة للنظام السوري بشأن تعاطيه مع الثورة التي دخلت عامها الثاني، وكثفت تلك الأطراف الاتصالات والمشاورات قبل المؤتمر الثاني لأصدقاء الشعب السوري الذي ينعقد غدا في إسطنبول، واستبقته المعارضة السورية بالدعوة لتسليح الثوار.
وقد حذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو النظام السوري من إجراءات دولية قوية إذا لم يطبق خطة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان، واعتبر الخطة الفرصةَ الأخيرة أمام نظام الرئيس بشار الأسد.
وعن مؤتمر إسطنبول أكد داود أوغلو، ضرورة خروجه بنتائج محددة وخطوات عملية لدعم الشعب السوري في الداخل والخارج، وتقوية اتصالات المعارضة السورية بين الداخل والخارج على جميع المستويات.
وقال الوزير التركي إن مسألة “المنطقة العازلة” و”الممرات الآمنة” هي بيد المجتمع الدولي، وتحديدا مجلس الأمن. وأكد أن بلاده مستعدة للإسهام في هذين الخيارين إذا ما تم التوافق عليهما لمساعدة الشعب السوري، لكنه رأى أن المنطقة العازلة لا يجب أن تقتصر على الحدود فقط، بل يجب أن تتوسع لتشمل السوريين الموجودين في المدن البعيدة عن الحدود مثل حماة وحمص واللاذقية وحلب.
ومن المقرر أن يشهد المؤتمر الثاني “لأصدقاء الشعب السوري” مشاركة ستين دولة، وسط غياب روسيا والصين على غرار ما حصل في المؤتمر الأول الذي عقد في تونس في فبراير/شباط الماضي.
تحول وتسليح
وفي خضم مشاورات ما قبل المؤتمر، اجتمع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع وفد من المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة برهان غليون الذي وصف اللقاء بالإيجابي.
وفي مؤتمر صحفي بإسطنبول قال غليون إنه يتوقع أن يشهد الموقف التركي من الأزمة السورية تحولا في غضون الأيام المقبلة دون أن يكشف عن فحوى ذلك التحول، ودعا مؤتمر إسطنبول لتسليح الجيش السوري الحر.
وقال غليون “نحن نعبر عن طلبات الشعب السوري ودعونا أكثر من مرة إلى ضرورة تسليح الجيش الحر، ونتمنى أن يتبنى مؤتمر أصدقاء سوريا هذا الطلب”. وأضاف “أن تسليح الجيش الحر هو طلب للشعب السوري الذي يعاني الأمرين من سياسة القتل المتعمد والمنظم والمستمر منذ عام كامل”.
ودعا غليون إلى اتفاق مع الدول المجاورة لسوريا لإرسال هذا السلاح، وقال “يجب تغيير ميزان القوى، وهذا يحتاج إلى تفاهمات مع الدول خصوصا القريبة منا لتأمين الوسائل التي تغير ميزان القوى”.
وأعلن غليون أن المجلس الوطني أجرى اتصالات مع الدول المشاركة في مؤتمر إسطنبول وصفها بالإيجابية، وتوقع من المؤتمر “إجراءات ومواقف جريئة تعبر عن نفاد صبر المجتمع الدولي من نظام لم يفعل شيئا سوى القتل والقمع”.
وقال غليون “ينبغي أن نحضر نحن وأصدقاء سوريا عملية إنهاء هذا النظام لننقذ الشعب من حرب إبادة حقيقية”، مضيفا “لن يسمح للنظام أن يستخدم مهمة أنان لكسب المزيد من الوقت، وإذا لم يبدأ بالتنفيذ الفوري بعد أيام سنذهب إلى مجلس الأمن”.
الخليج وواشنطن
وفي تحرك آخر التأم في الرياض منتدى التعاون الإستراتيجي الخليجي الأميركي الذي تركز أساسا على الأزمة السورية، ودعا خلاله الطرفان كوفي أنان لرسم جدول واضح لمدى التزام السلطات السورية بخطته التي تركز على وقف إطلاق النار وهدنة إنسانية، وعلى حلول سياسية.
وتم التأكيد خلال المنتدى على ضرورة تكثيف الضغوط الدولية على نظام الرئيس الأسد وتعزيز سلسلة العقوبات الأميركية والأوروبية والكندية والعربية والتركية على سوريا، والتأكد من أن الدول تنفذ التزاماتها لفرض هذه الإجراءات كاملة.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل السبت في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في الرياض “ندعم تسليح المعارضة ولو كانت قادرة على الدفاع عن نفسها لكان بشار الأسد قد انتهى”.
في المقابل دعت كلينتون إلى توفير “دعم غير هدام” للمعارضة السورية، وحثت تلك المعارضة على توحيد صفوفها، وقالت إن مؤتمر إسطنبول سيناقش خطوات أخرى لتوفير المساعدات الإنسانية والعمل على انتقال “شامل وديمقراطي” للسلطة في سوريا.
وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بلاده ستزيد دعمها للمعارضة السياسية خارج وداخل سوريا. وتُعدُّ هذه المرة الأولى التي تعلن فيها لندن دعمها للمعارضة السورية بالداخل.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اتفقا في سول الأحد الماضي على ضرورة إرسال مساعدات “غير عسكرية” إلى المعارضة السورية، بما في ذلك معدات اتصالات وإمدادات طبية.
وتعارض واشنطن وعدد من الدول العربية دعوة أطلقتها السعودية لتسليح المعارضة السورية وإنشاء “سماوات آمنة” على الحدود التركية السورية، وذلك في مؤتمر أصدقاء سوريا الأول الذي عقد في تونس في فبراير/شباط.
إسقاط الدولة
وعلى الصعيد الداخلي، أعلنت دمشق انتهاء ما أسمته بـ”معركة إسقاط الدولة” مؤكدة أن الجيش سيغادر الأماكن السكنية عند إحلال الأمن والسلم فيها “دون اتفاقات”.
وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن معركة إسقاط الدولة في سوريا انتهت بلا رجعة “وبدأت معركة تثبيت الاستقرار والنهوض بسوريا المتجددة وحشد الرؤى خلف مسيرة الإصلاح والتطوير، ومنع الآخرين ممن يودون تخريب هذه المسيرة والمضي إلى سوريا المتجددة، من الوصول إلى أهدافهم”.
وأضاف في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم، أن سوريا تخوض معركة دبلوماسية مع “عالم غربي معادٍ لها”، لكن من مصلحتها إنجاح مهمة أنان دبلوماسيا من باب سحب الذرائع وتعزيز مواقف حلفائها الدوليين وتكريس الانطباع بأن النظام السياسي في سوريا منفتح وليس خائفا من الواقع وهو متأكد مما يقوله.
وفي الشأن الميداني، أكد مقدسي أن الجيش ليس فرحا بالوجود في الأماكن السكنية وسيغادر ما إن يتم إحلال الأمن والسلم ودون اتفاقات.
تواصل القتل بسوريا والجيش يقتحم اللطمانية
دخان يتصاعد جراء قصف الجيش السوري لإحدى المدن
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ثمانية قتلوا برصاص الجيش السوري اليوم الأحد معظمهم في درعا، وذلك بعد يوم سقط فيه أكثر من سبعين قتيلا معظمهم في حمص ودرعا وإدلب، وفق ناشطين ومصادر حقوقية.
وأوضحت الهيئة أن سبعة من القتلى كانوا في محافظة درعا بينهم أربعة جنود منشقين قضوا في قرية الغرية الغربية بدرعا في اشتباكات مع الجيش السوري بعد منتصف الليل، وكان الثامن في ريف دمشق.
وفي الأثناء قالت شبكة شام الإخبارية إن قوات الجيش التابع للنظام تقتحم مدينة اللطمانية بريف حماة بعد محاصرتها وتطويقها، وأضافت أن الجيش يقوم بحملة حرق ونهب لعدد من المنازل هناك.
كما نقلت عن شهود سماع إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة (بي تي آر) في مضايا بريف دمشق إثر حدوث انشقاق في أحد الحواجز المتمركزة في سهل مضايا، ولكنها لم تذكر معلومات حتى الآن عن حجم الانشقاق الحاصل هناك.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مدينة القورية بمحافظة دير الزور اقتحمت بالكامل وهي تشهد قصفا عشوائيا وإطلاق نار كثيفا في حي الحجين حويجة القورية بعد تحليق المروحيات وتصوير جوي للمدينة من قبل الجيش النظامي وحملة دهم واعتقال بالعشرات، وما زالت العملية مستمرة للآن.
ويأتي ذلك بعد يوم قتل فيه أكثر من سبعين برصاص القوات الموالية للنظام السوري، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عددهم بلغ 72، في حين تحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومقرها لندن عن سقوط 77 بينهم 26 في حمص، و29 في درعا، و11 في إدلب.
وذكر ناشطون أن قوات الأمن والجيش النظاميين ارتكبت مجزرة بحق 18 من الفارين إلى السهول خوفا من الحملة الأمنية في الغارية الغربية بدرعا، حيث قامت بإعدامهم جميعا بالسكاكين وحرق بعض جثثهم.
وفي درعا أيضا شهدت مدينة بصر الحرير إطلاق نار كثيفا وقصفا عشوائيا بالمدفعية على المنازل مما أدى إلى سقوط منزل بكامله، ولقي طفل مصرعه بقرية أم ولد بسبب إطلاق النار العشوائي من قبل القوات السورية.
دمشق
وفي العاصمة دمشق أفاد ناشطون بأن شخصين على الأقل قتلا وأصيب آخرون جراء إطلاق الأمن السوري النار على مظاهرة حاشدة في حي كفر سوسة بقلب العاصمة السورية، وكان المتظاهرون يشيعون قتلى سقطوا برصاص الأمن الجمعة.
وأحرق نحو 12 منزلا في سنجار بإدلب بعد عملية اقتحام شنتها القوات النظامية وقصف صاروخي وتحليق للطيران فوقها، كما شهدت المنطقة نزوح عدد من العائلات.
وأعلن ناشطون العثور على جثة المعتقل سليمان مصطفى هنداوي قرب قرية البارة في جبل الزاوية بإدلب، وهو متزوج وأب لستة أولاد وقد اعتقل منذ يومين.
وفي كفر زيتا بريف حماة قالت الهيئة العامة للثورة السورية إنه عثر على ثلاث جثث مجهولة الهوية على مفرق ميدان الغزال في قلعة المضيق ولم يتمكن الأهالي من التعرف على أسماء أصحابها.
وذكرت الهيئة أن قوات الأمن والجيش اقتحمت قرية قبر فضة بريف حماة وسط إطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات عشوائية وحرق بعض المنازل وسرقة المحال التجارية.
وفي الغزلانية بريف دمشق قال الناشطون إن قوات النظام أطلقت النار عشوائيا باتجاه منازل المدينة بعد أن نصبت عدة حواجز لمنع الدخول والخروج منها.
ولليوم الثاني عشر على التوالي تعرض حي الخالدية بمدينة حمص لقصف عنيف، كما استهدفت تلبيسة وبلدة تل دهب في الحولة بنفس المحافظة بالأسلحة الثقيلة وقذائف المدرعات وتعرضت منازلها لإطلاق نار كثيف من قبل حواجز الجيش والأمن.
الجيش الحر
وفي الوقت الذي يعقد فيه أنصار سوريا مؤتمرهم في تركيا، قال متحدث باسم قيادة الجيش السوري الحر داخل سوريا إن المعارضين السوريين مستعدون لوقف القتال في اللحظة التي يسحب فيها الجيش السوري دباباته ومدفعيته وأسلحته الثقيلة من معاقل المعارضة.
وقال المقدم قاسم سعد الدين لوكالة رويترز بالهاتف من حمص إنه لا يمكنهم قبول وجود دبابات وجنود داخل عربات مدرعة بين الناس، وإنهم ليس لديهم مشكلة في وقف إطلاق النار، وبمجرد أن يسحب الجيش السوري مدرعاته فإن الجيش الحر لن يطلق رصاصة واحدة.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قد قال إن الجيش السوري سيغادر الأماكن السكنية عند إحلال الأمن والسلام فيها دون اتفاقات.
وذكر مقدسي في مقابلة مع التلفزيون الحكومي بثت في وقت متأخر من مساء الجمعة أن ما وصفه بمعركة إسقاط الدولة في سوريا انتهت وأن معركة تثبيت الاستقرار قد بدأت.
العربي يطالب بالفصل السابع
أصدقاء سوريا يبحث الضغط على الأسد
مؤتمر إسطنبول يبحث توجيه رسالة جديدة إلى نظام الأسد بدأت في إسطنبول صباح اليوم أعمال مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني بمشاركة ممثلين عن أكثر من سبعين دولة وبعض أطراف المعارضة السورية في الخارج, وسط مطالبات من المعارضة باعتراف دولي ودعم للثوار في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي كلمته الافتتاحية دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى رسالة واضحة للنظام السوري مؤداها أن “البقاء في الحكم غير ممكن ما دمت تظلم شعبك”.
وطالب أردوغان بعمل موحد من قبل المجتمع الدولي لوقف المذابح في سوريا. وأضاف “علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي”. وحث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل فيه روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، أي قرار ضد دمشق.
كما قال إن الأسرة الدولية “لن يكون أمامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم إن لم يتحرك مجلس الأمن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا”. وقال إن النظام السوري لم ينفذ خطة المبعوث الدولي كوفي أنان حتى الآن, وعليه أن يحترم إرادة شعبه. وأضاف أن “هذا النظام ليس عادلا, والشعب السوري سيعجل مصيره بنفسه, ولا حق لأحد في أن يقتل هذه الأرواح البريئة”.
كما ألقى رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني كلمة اتهم فيها النظام السوري بشراء الوقت، وقال إن هذه الأساليب لن تنطلي على أحد.
وحذر من أن جهود الإغاثة الإنسانية لا تزال معطلة بسبب ممارسات النظام, وشدد على دعم خطة أنان, مع التأكيد على مبادرة الجامعة العربية وما تتضمنه من إرسال قوات عربية مشتركة وإنشاء مناطق آمنة وتوفير كافة أشكال الدعم والمساعدة للشعب السوري.
العربي دعا لقرار يتضمن الفصل السابع
ودعا رئيس الوزراء القطري لممارسة كافة أشكال الضغط السياسي على النظام السوري من أجل الإصلاح واحترام حقوق الإنسان. كما شدد على ضرورة توحيد كافة أطياف المعارضة السورية.
وبدوره دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لتوفير الدعم لخطة أنان والتنفيذ الفوري والكامل لبنودها. كما دعا مجلس الأمن للعمل دون إبطاء لإصدار قرار تحت أحكام الفصل السابع لوقف القتال فورا ونشر المراقبين فورا ودون إهدار المزيد من الوقت.
وحذر العربي من منزلقات خطيرة للوضع في سوريا تهدد بما يشبه الحرب الأهلية وبما يهدد مستقبل الاستقرار في المنطقة. كما دعا المعارضة لتوحيد صفوفها, ودعا لمؤتمر جامع يضم المجلس الوطني السوري وكافة أطراف المعارضة.
وشدد على رفض التدخل الخارجي في سوريا, وقال إن مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري بعيدا عن أي تدخلات خارجية, مشيرا إلى ضرورة وضع سقف زمني لخطة أنان.
المعارضة السورية
من جهته انتقد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون ما سماه تردد المجتمع الدولي, وقال إن المحصلة الإجمالية للإطارين العربي والدولي لم تكن في مستوى تصعيد النظام. وقال إن الموقف الدولي شجع النظام على الإمعان في قتل الشعب والحديث عن انتصار مزعوم.
كما قال إنه ينبغي عدم تجاهل الدعم الذي يتلقاه النظام من جهات دولية وإقليمية. وتحدث غليون عن خطوات لتوحيد المعارضة السورية, وقال إن المجلس الوطني يعمل على تنظيم الجيش الحر وتوحيده لحماية المدنيين, وحشد دعم المجتمع الدولي والحكومات الصديقة.
وأشار إلى لجنة تحضيرية للقاء تشاوري لتوسيع المجلس الوطني وإعادة هيكلته, مع إقرار وثيقة العهد الوطني التي تشكل ركيزة للدولة الوطنية المنشودة كدولة مدنية وديمقراطية وذات سيادة وتحترم حقوق الإنسان مع دستور يرفض التمييز بين أي من مكونات الشعب السوري.
كما طالب باعتراف دولي بالمجلس الوطني السوري كممثل للشعب السوري, ودعا لموقف عملي جاد في هذا الصدد. وختم بقوله “النظام سيسقط حتما فلا تطيلوا زمن المأساة والمعارضة تتوحد, فبات عليكم أن تتوحدوا والشعب السوري لن ينسى من يدعمه وألف تحية لربيع العرب”.
يشار إلى أن فصيلا من قوى المعارضة السورية في الداخل قد قال في وقت سابق إنه لا حاجة لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري “إلا بعد فشل مهمة كوفي أنان”. وقال تيار بناء الدولة السورية إنه “لا بد للدول التي رحبت بمبادرة أنان من أن تجسد هذا الموقف بشكل عملي عبر تقديم كل الدعم الذي يطلبه أنان وفريقه”.
غليون: سنُخصص رواتب ثابتة لعناصر الجيش الحر
أردوغان في افتتاح مؤتمر أصدقاء الشعب السوري: الأسرة الدولية لن يكون أمامها من خيار إلا دعم حق السوريين
العربية.نت
أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون خلال مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المنعقد في اسطنبول اليوم الأحد “تخصيص رواتب ثابتة” لعناصر الجيش السوري الحر.
وقال غليون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر “سوف يتكفل المجلس بتخصيص رواتب ثابتة لجميع الضباط والجنود والمقاومين الفاعلين في الجيش السوري الحر”.
وطالب غليون مؤتمر أصدقاء الشعب السوري بالاعتراف بالمجلس الوطني “ممثلا شرعياً وحيداً” للشعب السوري.
وأضاف غليون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر “نريد الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري. نريد التزاماً دولياً بإعادة إعمار سوريا بعد سقوط الحتمي للنظام”.
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن الأسرة الدولية “لن يكون أمامها من خيار إلا دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم” إن لم يتحرك مجلس الأمن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا.
وفي كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في اسطنبول، حضَّ أردوغان مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، أي قرار ضد دمشق.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأحد مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” إلى تبني “قرار ملزم تحت الفصل السابع” لوقف العنف.
وقال العربي “أدعو المؤتمرين إلى الدعوة لإصدار قرار ملزم يصدر عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع، يقضي بوقف جميع أعمال العنف فوراً بشكل متزامن من الجميع”.
وكانت أعمال مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” قد بدأت في اسطنبول اليوم الأحد بحضور ممثلي 71 دولة بهدف تصعيد الضغوط على النظام السوري من أجل وضع حد لأعمال العنف في سوريا، وإيجاد حل للأزمة.
ويعقد المؤتمر في مركز المؤتمرات في اسطنبول وسط تدابير أمنية وحضور إعلامي كثيف.
تسليح الجيش الحر
وكان رئيس المجلس الوطني برهان غليون قد أعلن في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول أمس السبت أن المجلس سيطلب من أصدقاء الشعب السوري تبني طلب تسليح الجيش الحر، الذي قال إنه الجهة الوحيدة “القادرة على الدفاع عن الشعب السوري”.
وستغيب روسيا والصين الداعمتان للنظام السوري عن المؤتمر، وكانتا قد غابتا أيضا عن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الأول، الذي عقد في تونس في نهاية شباط/فبراير. كما سيغيب الموفد الدولي كوفي عنان.
وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي ستمثل بلادها في المؤتمر السبت في الرياض، أن المؤتمر سيتناول أربع نقاط، هي “تكثيف الضغوط، وإيصال المساعدات الإنسانية، ورؤية ديمقراطية للمعارضة، وكيفية مساعدة الشعب لإخضاع المسؤولين عن العنف للمحاكمة”.
وقال الفيصل من جهته للصحافيين “ندعم تسليح المعارضة” السورية، مضيفا “لو كانت المعارضة قادرة على الدفاع عن نفسها لكان بشار الأسد انتهى منذ زمن”.
وأضاف أن “تسليح المعارضة واجب، لأنها لا تستطيع أن تدافع عن نفسها إلا بالأسلحة للأسف”.
وكان مصدر دبلوماسي أوروبي أفاد وكالة فرانس برس أن “المؤتمر لا يهدف إلى العمل بشكل متوازٍ مع مبادرة عنان وإنما تعزيز فرص تطبيقها”.
وقال غليون إن المجتمع الدولي لن يسمح للنظام السوري “باستخدام مهمة عنان لتضييع الوقت. إذا لم ينفذ فوراً، سنذهب بعد أيام إلى مجلس الأمن”.
معركة إسقاط الدولة
وأعلنت دمشق السبت أن “معركة إسقاط الدولة” في البلاد انتهت “بلا رجعة”، مشيرة إلى أنها ستستقبل “قريبا” وفداً تقنياً من الأمم المتحدة للتفاوض حول آلية تطبيق خطة عنان.
وتدعو خطة عنان إلى وقف القتال تحت إشراف الأمم المتحدة، وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن، التي تشهد احتجاجات وهدنة إنسانية لمدة ساعتين يومياً؛ لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين إلى المناطق المتضررة من أعمال العنف والإفراج عن المعتقلين على خلفية الأحداث.
بسام جعارة: سفن روسية تحاصر شواطئ لبنان وسوريا
كشف عن اعتراض “الأمريكيين” لسفينة محملة بالأسلحة للمقاتلين
العربية.نت
كشف بسام جعارة، المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا، في تصريح لـ”العربية”، عن قيام السفن الروسية بمحاصرة الشواطئ اللبنانية والسورية.
وأكد أن هذه المعلومات مع أسماء السفن ستنشر قريباً على كافة وكالات الأنباء في الساعات القادمة، نافياً أن تكون مجرد شائعة. كما أشار إلى قيام “الأمريكيين” باعتراض سفينة محملة بالأسلحة للمقاتلين.
وأعرب عن تشاؤمه حيال مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد غداً في إسطنبول، وأضاف أنه لا توجد أي آمال على الإطلاق بشأن الغد.
وعزا المشكلة ليس فقط إلى موقف روسيا، التي تحاصر سفنها الشواطئ اللبنانية والسورية مانعة تسليح المعارضين، وهي التي تدعم النظام بالسلاح، بل إلى الموقف الأمريكي المفضوح، وهنا تكمن المشكلة.
ولفت إلى أن كلينتون ذهبت إلى السعودية لتحاول الضغط على المملكة السعودية وعلى قطر، من أجل القبول بتسوية مع النظام، ولمنع وصول السلاح إلى الشعب السوري وتخفيف اللهجة في مؤتمر إسطنبول.
إلى ذلك، أبدى جعارة تقديره للموقف السعودي الرافض للضغوط وكذلك القطري، لكنه لفت إلى وجود إجراءات مشابهة للإجراءات الروسية تتخذها أمريكا، لمنع وصول السلاح إلى الشعب السوري.
وأكد وجود ضغوط أمريكية على تركيا وعلى مختلف أصدقاء الشعب السوري لمنع توريد السلاح إلى سوريا. كما كشف عن تهديد وجه لأحد أطراف 14 آذار اللبنانية لمنع دعم الشعب السوري، وتم ذلك منذ عدة أيام.
وقال إن الموقفين الروسي والأمريكي واحد، ويريدان تسوية على حساب الشعب السوري. ولفت إلى أنه “يبشر” جماعة بشار الأسد أن الكل في الغرف المغلقة يقول إن هذا النظام أصبح من الماضي، لكن الخلاف معهم هو حول النظام الأمني الذي يريدون بقاءه.
وأضاف أن روسيا وخامنئي مستعدان للتخلي عن بشار مقابل تأمين مصالحهم الأمنية.
كما أكد أنه سيكون هناك حكومة جديدة في سوريا في الأيام المقبلة، لكنه شدد على أنها ستكون حكومة النظام، وستضم بعض من يسمون أنفسهم معارضون.
أما عن “الأوفر” حظاً، فقال إنه سيكون قدري جميل، بالإضافة إلى 3 أسماء أخرى من لندن، ووزيرين كرديين يحاولان رشوة الأكراد.
وختم بالقول إنه لا يوجد خلاف مع الأكراد، لكنه أضاف أن المعارضة لا تستطيع أن تمنح الأكراد اليوم اللامركزية، بل تطلب منهم أن يكونوا سوريين، لكي يتمكنوا من إيصال أحدهم إلى رئاسة الجمهورية.
وأضاف شارحاً أنه حين يتكلم الأكراد عن قومية ثانية، فهم عندها لا يطالبون بالمساواة، بل بما هو أقل.
الفيصل: يجب مساعدة السوريين للدفاع عن أنفسهم
كلينتون طالبت النظام السوري بالوفاء بالتزاماته تجاه خطة عنان
العربية.نت
دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى مساعدة السوريين في الدفاع عن أنفسهم، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.
وقال الفيصل: “يجب مساعدة السوريين في الدفاع عن أنفسهم”، مبيناً أن السوريين يقاتلون لأنهم لا يجدون مخرجاً آخر لأزمتهم، بعد أن اختار النظام السوري التعامل مع الثورة بالقوة العسكرية، معتبراً ما يحدث في سوريا مأساة ذات أبعاد مهولة ومفجعة‎‬.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، إن الولايات المتحدة تبحث في كل الخيارات، ومن بينها مساعدة المعارضة السورية، وسنضغط خلال اجتماعات إسطنبول لتوحيد صفوف المعارضة السورية، مبينة أن اجتماعات إسطنبول ستبحث زيادة الضغط على دمشق عبر العقوبات.
وقالت كلينتون: “نريد من النظام السوري أن يفي بالتزاماته تجاه خطة عنان”، مطالبة عنان بتحديد جدول زمني للخطوات المطلوبة من نظام دمشق، لأن الحكومة السورية لم تعمل على تنفيذ اتفاقها مع عنان.
وحول إيران، قالت كلينتون إن الباب مفتوح أمام قيادة إيران لمناقشة ملفها النووي، مبينة أن الباب لن يبقى مفتوحاً للأبد، وألمحت إلى أن “إيران تواصل تهديدها لدول الجوار وتقوض الأمن الإقليمي”، فيما أكدت أن “التزام الولايات المتحدة تجاه دول الخليج وشعوبها التزام راسخ”.
وأضافت كلينتون أن “العقوبات الدولية تزيد من عجز وانعزال النظام الإيراني”، مستنكرة استمرار إيران في دعمها للنظام السوري، رغم حملة القتل التي يشنها ضد مواطنيه.
الجيش الحر يؤكد اعتقال العقيد أبو الوليد
حي الخالدية يدخل يومه 12 تحت القصف وتلبيسة تشهد انشقاق عدد من المشايخ والعلماء
العربية نت
أكد الجيش الحر للعربية أن قوات النظام السوري ألقت القبض على العقيد المعتصم بالله أبو الوليد نائب قائد المجلس العسكري للجيش الحر في محافظة دمشق وريفها.
أبو الوليد هو نائب العقيد الركن خالد الحبوس الذي يتولى قيادة المجلس العسكري في محافظة دمشق وريفها.
وكان الجيش السوري الحر أعلن منذ يومين عن تشكيل القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، كاشفاً عن وجود تنسيق مع قيادة الجيش الحر في الخارج.
وجاء الإعلان عن ذلك ضمن بيان صادر عن الجيش، تضمن تفصيلاً بالمجالس العسكرية المنضمة وقياداتها. كما لفت إلى إنشاء صفحة على الفيسبوك باسم القيادة يعمل عليها يومياً. كما منع تشكيل أي مجلس أو لواء أو كتيبة إلا بمعرفة قائد المجلس العسكري في كل محافظة.
قصف حي الخالدية يدخل يومه ال 12
أما على الصعيد الميداني، فقد أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بتجدد القصف الصاروخي والمدفعي على حي الخالدية في حمص لليوم الثاني عشر على التوالي، بمعدل قذيفة كل أربع دقائق. وأعلنت لجان التنسيق المحلية سقوط ما يقارب 36 قتيلاً من مختلق المناطق بنيران القوات النظامية.
كما تعرضت أحياء حمص القديمة والحميدية للقصف المدفعي والصاروخي، ليصل إلى القصير والبياضة، ما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى إضافة إلى تهدم الكثير من المنازل في الأحياء المقصوفة.
وفي تلبيسة في حمص جرت عملية انشقاق عدد من مشايخ وعلماء المدينة عن وزارة الأوقاف وانضمامهم لرابطة العلماء الأحرار.
أما في درعا فأفادت شبكة شام الإخبارية أن قصفاً عنيفاً استهدف بلدة الحراك، وأن جيش النظام وقواه الأمنية يحاصر بلدات المسيفرة والغرية والكرك مانعاً الدخول والخروج منها.
وذكرت الشبكة أن مدينة إدلب شهدت منذ منتصف الليل وحتى ساعات الصباح الأولى، انفجاراً ضخماً هز أحياءها، بالإضافة إلى قيام قوات الأمن بإطلاق رصاص كثيف في معظم الأحياء من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، من جهة دوار معرة مصرين.
وفي دمشق أفيد عن وقوع إطلاق نار كثيف من قبل قوى الأمن في الحجر الأسود في دمشق من جهة مستودعات الأعلاف والمقبرة . وبعد ساعات تكشف حجم الدمار الذي لحق بحي جوبر الذي اقتحمته دبابات ومدرعات جيش النظام .
إلى ذلك أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن جيش النظام، مدعوما بالدبابات والمدرعات، اقتحم قرية العبادة شرق دمشق، وقام بحملة مداهمات واعتقالات طالت أكثر من خمسة عشر شخصاً.
أما في حماه فشهد مطار المدينة العسكري اشتباكات عنيفة بعد منتصف الليل بعد عملية انشقاق ناجحة لخمسين عسكريا بعتادهم الكامل انضموا إلى الجيش الحر.
أردوغان يطالب بـ”حق السوريين في الدفاع عن أنفسهم” والمجلس الوطني يدعو للاعتراف به ممثلا وحيدا
طالبت تركيا المجتمع الدولي بدعم ما وصفته بحق السوريين في الدفاع عن النفس، في حين طالب المجلس الوطني السوري المعارض بالاعتراف به ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة بافتتاح مؤتمر” أصدقاء سوريا ” في مدينة اسطنبول التركية إنه إذا أخفقت الأمم المتحدة في التحرك فإنه يجب دعم السوريين في الدفاع عن أنفسهم في مواجهة ما يوصف بحملة القمع ضد المعارضين داخل سوريا.
وقال أردوغان ” لو أحجم مجلس الأمن الدولي عن تحمل المسؤولية فإن المجتمع الدولي لن يكون أمامه خيار سوى قبول حق السوريين في الدفاع عن النفس”.
من ناحيته ، طالب برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض مؤتمر “اصدقاء سوريا ” بالاعتراف بالمجلس ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري.
وقال في كلمة أمام المؤتمر إن المجلس سيتكفل “بتخصيص رواتب ثابتة لعناصر الجيش السوري الحر”.
وكان هذا” الجيش” قد تشكل من عناصر قالت إنها منشقة عن الجيش النظامي السوري، ويخوض عناصر عمليات مسلحة ضد القوات النظامية في سوريا.
وكان مؤتمر”أصدقاء سوريا” قد بدأ أعماله بمشاركة أكثر من 70 من ممثلي الدول الغربية والعربية لبحث سبل تصعيد الضغوط على الحكومة السورية لوقف العنف.
وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن المؤتمر سيبحث اربع نقاط هي “تكثيف الضغوط ، وايصال المساعدات الانسانية، ورؤية ديمقراطية للمعارضة، وكيفية مساعدة الشعب على محاكمة المسؤولين عن العنف”.
وقالت تقارير إن المؤتمر يبحث أيضا طلب المعارضة تسليحها لمواجهة الجيش السوري في الداخل.
وكانت وزيرة الأمريكية هيلاري كلينتون قد التقت في الرياض مع نظرائها من دول مجلس التعاون الخليجي قبل توجهها إلى اسطنبول للمشاركة في المؤتمر.
ودعت الولايات المتحدة ودول الخليج المبعوث الدولي كوفي عنان إلى وضع جدول زمني للحكومة السورية لقبول خطته للسلام. ووصف بيان صدر عقب اجتماع الرياض مهمة عنان بأنها أمر “ملح”.
أما وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل فأكد دعم بلاده لتسليح المعارضة السورية.
وأوضح في المؤتمر الصحفي المشترك مع الوزيرة الأمريكية “لو كانت المعارضة قادرة على الدفاع عن نفسها لكان بشار الاسد انتهى منذ زمن”.
وأضاف أن “تسليح المعارضة واجب لانها لا تستطيع أن تدافع عن نفسها إلا بالأسلحة للاسف”.
وتدعو خطة عنان إلى وقف القتال تحت اشراف الأمم المتحدة وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف والافراج عن المعتقلين في هذه الأحداث.
وقوبل إعلان الرئيس السوري بشار الأسد موافقته على خطة عنان بشكوك من الحكومات الغربية والعربية.
فصائل المعارضة
و تواصلت في مدينة اسطنبول التركية يوم السبت اجتماعات المجلس الوطني السوري المعارض مع غيره من أطياف المعارضة السورية، سعيا من جميع الأطراف إلى توحيد صفوف المعارضة ومواجهة الانقسامات بينها.
وقد دعا برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض في مؤتمر صحفي إلى دعم تسليح “الجيش السوري الحر”، وأعرب عن أمله في أن يقر مؤتمر اسطنبول ذلك.
وقال غليون إن الجيش السوري “يجب ان يكون لديه السلاح النوعي الكفيل بوقف آلة القتل التي طورها النظام”.
كما اشار غليون الى انه ناقش مع عدد من ممثلي الدول المشاركة في المؤتمر مسألة “اقامة منطقة عازلة”، وهي قضية “مطروحة على جدول الاعمال.
ويقول جيم ميور مراسل بي بي سي في بيروت إن مؤتمر إسطنبول يواجه أزمات ومواقف متناقضة وقضايا معقدة مع عدم وضوح طريق واضح لتحقيق تقدم.
وأوضح مراسلنا المتابع للشأن السوري أن قادة الغرب أكدوا ضرورة تصعيد الضغوط على النظام السوري ودعم المعارضة.
لكن الغرب لا يعتزم التدخل العسكري بأي شكل في سوريا أو حتى بتسليح المعارضة.
وأوضح ميور أن المعارضة السورية مازالت تعاني من انقسامات بينما تعرضت قواتها على الأرض إلى ضربات موجعة.
كما تتعرض المعارضة لضغوط لإعلان قبول خطة كوفي عنان للسلام التي تدعو الأطراف السورية لإجراء محادثات لإنهاء الأزمة.
“الأمن والسلام”
وقد اعلن متحدث باسم قيادة الجيش السوري الحر داخل سوريا السبت ان المعارضين السوريين مستعدون لوقف القتال في اللحظة التي يسحب فيها الجيش السوري دباباته ومدفعيته وأسلحته الثقيلة من معاقل المعارضة.
ونقلت وكالة رويترز عن المقدم قاسم سعد الدين من حمص انه ليس لديهم مشكلة في وقف اطلاق النار وبمجرد ان يسحب الجيش السوري مدرعاته فان الجيش السوري الحر لن يطلق رصاصة واحدة.
في المقابل قالت الحكومة السورية إن قوات الجيش ستبقى في المناطق السكنية إلى أن يسود “الأمن والسلام”.
وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم الخارجية السورية “إن وجود الجيش العربي السوري في المدن هو من أجل حماية المدنيين”.
وأضاف “متى ساد الأمن والسلام، فإن الجيش سينسحب”.
وقد تحدثت المعارضة السورية عن مقتل 25 شخصا في أعمال عنف في أنحاء سوريا يوم السبت.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
كلينتون: سوريا قد تواجه “عواقب وخيمة”
اسطنبول (رويترز) – حثت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية أعضاء حكومة الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاحد على وقف العمليات التي تستهدف المدنيين والا سيواجهون “عواقب وخيمة”.
وأضافت في مؤتمر يتناول الصراع السوري تستضيفه اسطنبول “رسالتنا يجب أن تكون واضحة لمن يعطون الاوامر ومن ينفذونها.. توقفوا عن قتل مواطنيكم والا ستواجهون عواقب وخيمة.”
ومضت تقول “أبناء شعبكم لن ينسوا وكذلك المجتمع الدولي.”
وقالت كلينتون أيضا ان الولايات المتحدة تزود المعارضة المدنية السورية بمعدات اتصالات. وتابعت “نبحث مع شركائنا الدوليين أفضل طرق توسيع هذا الدعم.”
وأضافت أنه في حين أن ادارة اوباما دعت الاسد الى قبول خطة سلام جديدة اقترحها كوفي عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية لم تبد الولايات المتحدة حتى الان رغبة في تسليح مقاتلي المعارضة أو التدخل عسكريا على غرار العملية التي قام بها حلف شمال الاطلسي في ليبيا.
وقالت كلينتون عن تلكؤ حكومة الاسد في تنفيذ خطة السلام التي طرحها عنان على الرغم من قبولها ظاهريا “مر نحو أسبوع.. وعلينا أن نخلص الى أن النظام يضيف الى قائمة طويلة من التعهدات التي خالفها.”
(اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
اردوغان يطالب بتلبية احتياجات الشعب السوري فورا
اسطنبول (رويترز) – قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه لابد من تلبية “المطالب المشروعة للشعب السوري في هذا المكان وفورا” في الوقت الذي اجتمعت فيه دول غربية وعربية في اسطنبول يوم الاحد لمحاولة الاتفاق على كيفية دعم مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.
وكان اردوغان يخاطب اجتماعا أغلب الحاضرين فيه من وزراء الخارجية من نحو 70 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة وقوى رئيسية في الاتحاد الاوروبي والخليج في اجتماع يطلق عليه “أصدقاء سوريا”.
وقصفت قوات الاسد حيا مواليا للمعارضة في مدينة حمص بنيران المدفعية وقذائف المورتر يوم السبت في الوقت الذي استمر فيه القمع بعد يوم من اعلان وزارة الخارجية السورية انتهاء الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ عام.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات السورية قتلت شابا فجر يوم الاحد بينما كانت تشن غارات وتقوم باعتقالات في بلدة الضمير في محافظة دمشق. وأضافت أن جنديا أصيب أيضا في المحافظة عندما تعرضت نقطة تفتيش تابعة للجيش لهجوم.
وقال أيضا ان منشقين هاجموا قافلة تابعة للجيش قرب قرية الجانودية بمحافظة ادلب قرب الحدود التركية مما أسفر عن مقتل أربعة جنود واصابة 11 .
وفي المحافظة ذاتها قال المرصد ان قناصا قتل امرأة بالرصاص في بلدة معرة النعمان خلال غارات للجيش.
ودعت دول الخليج في مجموعة “أصدقاء سوريا” لتقديم المزيد من الدعم للجيش السوري الحر الذي يتألف أساسا من المنشقين عن الجيش والذي قام بالتمرد المسلح بعد شهور من القمع العنيف للمحتجين السلميين.
وقال الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي يوم السبت ان تسليح الجيش السوري الحر “واجب”.
لكن الدول الغربية تخشى معارضة شديدة من روسيا والصين وكذلك احتمال استدراجها الى صراع دموي يستعصي على الحل.
ومن المقرر بحث اقامة “صندوق ائتمان” للمعارضة السورية خلال المؤتمر.
وقال دبلوماسي غربي على اطلاع بالمفاوضات ان العنصر الاساسي هو ما اذا كانت الدول ستلتزم بمثل هذا الصندوق دون تحديد أولا تفاصيل كيفية استغلاله.
ويريد المجلس الوطني السوري دعم جهود الجيش السوري الحر في حماية المدنيين ودفع أجور للمقاتلين الذين انشقوا عن قوات الاسد. ويقول دبلوماسيون ان دول الخليج مستعدة لنقل المال عبر المجلس الوطني السوري لهذا الغرض.
وتتحدث تركيا عن منح المجلس الوطني السوري دورا اكبر لكن بعض الدول الغربية ما زالت تشك في هذا المجلس الذي يضم الاطياف المختلفة من المعارضة لكن تهيمن عليه جماعة الاخوان المسلمين.
ومن غير المرجح أن يتضمن الاعلان الختامي اعترافا بالمجلس الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري لكن من المتوقع أن يسعى المؤتمر الى تصديق واضح من المجلس الوطني السوري لخطة سلام كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية ومطالبة الاسد بأن يصدر أمرا بوقف اطلاق النار وفتح ممرات لتوصيل المساعدات الانسانية يوميا.
ويقول الاسد انه يقبل الخطة التي اقترحها عنان والتي تتضمن قيام القوات السورية بالخطوة الاولى للانسحاب من البلدات والمدن ولكنها لا تدعو الاسد الى التنحي.
لكن في حين ان الجيش السوري الحر قال يوم السبت انه سيوقف اطلاق النار في حالة سحب الاسد الاسلحة الثقيلة من التجمعات السكنية قالت سوريا انها ستبقي قوات الامن هناك لحفظ الامن.
ويعتقد الكثير من الحكومات ان الاسد يكسب الوقت فحسب. وحثت كل من واشنطن ودول الخليج عنان يوم السبت على تحديد “الخطوات التالية” في حالة عدم التوصل الى وقف لاطلاق النار.
وقال دبلوماسي غربي كبير يحضر الاجتماع “ستكون هناك رسالة دعم لمهمة عنان… لكن أيضا رسالة الى الاسد.. ‘لا تلعب معنا.. نحن نعلم أنك خالفت اتفاقات سابقة’.”
والتقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بوزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو قبل بدء الاجتماع.
وتقول الامم المتحدة ان قوات الاسد قتلت أكثر من تسعة الاف شخص خلال الانتفاضة في حين أن دمشق تقول انها فقدت نحو ثلاثة الاف من قوات الامن.
وقال دبلوماسيون انه في حالة عدم وفاء الاسد بوعده سيتعين على عنان أن يحدد ما اذا كان سيبلغ الامم المتحدة بأنه أخفق في صنع السلام عبر “عملية يقودها السوريون”.
وسيطلع عنان مجلس الامن يوم الاثنين عما اذا كان يرى أي تقدم في تنفيذ خطته المؤلفة من ست نقاط.
ومن الممكن ان تشمل الخطوات التالية عودة الى مجلس الامن لاصدار قرار ملزم مع زيادة الضغط على روسيا والصين حليفتي الاسد واللتين أيدتا مهمة عنان حتى تتخذا موقفا أكثر تشددا من دمشق.
ونقل التلفزيون السوري مقتطفات من الجلسة الافتتاحة لما أطلق عليه “اجتماع أعداء الشعب السوري” في اسطنبول.
وذكر أن اردوغان يتحدث عن مصالح الشعب السوري لكنه يتجاهل ايواء تركيا لما أسماه “ارهابيين”.
وعندما خاطب رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الاجتماع قال التلفزيون السوري في شريط للاخبار ان الشيخ حمد يتحدث عن حل سياسي في سوريا لكنه الى جانب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يعلنان دعم “الارهابيين” بالسلاح والمال لقتل الشعب السوري.
من خالد يعقوب عويس وميسي رايان
(اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
بريطانيا تحذر الاسد من أن ارجاء تنفيذ خطة السلام قد يزيد تمويل خصومه
اسطنبول (رويترز) – قالت بريطانيا يوم الاحد ان تلكؤ الرئيس السوري بشار الاسد في تنفيذ خطة سلام للامم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا سيؤدي الى مزيد من الضغط عليه في مجلس الامن وربما زيادة تمويل الحكومات الاجنبية للمعارضة السورية.
ووجه وزير الخارجية البريطاني وليام هيج تحذيرا للاسد في تعليقات للصحفيين قبيل الانضمام الى مؤتمر “اصدقاء سوريا” الذي تشارك فيه 75 دولة اغلبها غربية وعربية في اسطنبول.
وقبل الاسد خطة السلام التي اقترحها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لكن قواته واصلت قصفها بنيران المدفعية وقذائف المورتر لحي مؤيد للمعارضة في مدينة حمص يوم السبت.
وأضاف هيج “قال نظام الاسد انه قبل خطة عنان لكنه لم يفعل شيئا حيالها. القتال مستمر.
“زيادة الدعم المالي للمعارضة سيكون احد عواقب لعب نظام الاسد بالوقت في تنفيذ مقترحات عنان.”
واضاف “احدى رسائل هذا المؤتمر انه سيكون من المهم تنفيذ خطة عنان وان الفترة الزمنية لتحقيق ذلك ليست مفتوحة.. ينبعي (لمؤتمر) ‘اصدقاء سوريا’ العودة الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة او زيادة التمويل للمعارضة السورية.
“ينبغي لنظام الاسد ان يعمل ولا يكتفي بمجرد القول. هذا لا يعني اننا اليوم سنضع موعدا نهائيا لكن ذلك يعتمد على ما يفعلونه على الارض.”
واعلنت بريطانيا مضاعفة مساعداتها غير العسكرية للمعارضة السورية في الأيام الاخيرة وهو اسلوب تتبناه بالفعل الولايات المتحدة وتقول تركيا انها ستتبعه.
وتقول بعض دول الخليج العربية انه يجب زيادة الدعم للجيش السوري الحر المعارض لكي يحمي المدنيين المحاصرين في حملة الاسد على الانتفاضة التي مضى عليها عام.
وقال هيج ان المشاركين في اجتماع اسطنبول يناقشون شكل التمويل الذي يجب ان تحصل عليه المعارضة مضيفا انه لم يتقرر بعد ما اذا كان “تمويلا ائتمانيا” مثلما اقترحت بعض الحكومات.
واشار الوزير البريطاني الى جهود المجلس الوطني السوري ليصبح حركة اكثر انفتاحا وأشمل قائلا ان “اداءه تحسن في الايام الاخيرة.”
(اعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
استمرار القتال في سوريا مع لقاء الغرب والمعارضة
عمان (رويترز) – يلتقي سوريون يحاولون الاطاحة بالرئيس بشار الاسد مع انصارهم الغربيين يوم الاحد في الوقت الذي استمر فيه القتال على الرغم من اعلان الحكومة السورية ان الثورة التي بدأت قبل عام انتهت.
ومازالت المعارضة منقسمة ولم تقبل رسميا بعد خطة سلام توسط فيها كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص.
وتعد احتمالات حدوث تدخل عسكري بقيادة الغرب شبه معدومة على الرغم من تجديد الامير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية دعواته يوم السبت لتسليح المعارضة السورية واصفا ذلك بانه”واجب.”
وقال الاسد انه يقبل بخطة عنان ولكن يتعين ابقاء قوات الامن في المدن للحفاظ على الامن. واعلنت وزارة الخارجية السورية ان الانتفاضة سحقت.
يقول خصوم الاسد انهم لن يلقوا سلاحهم الا بعد سحب قواته واسلحته الثقيلة.
وأفاد ناشطون من المعارضة بمقتل 25 شخصا يوم السبت في قصف وغارات على مناطق المعارضة.
وقتل مطرب معارض في كفر روما عندما تمت مداهمة منزله. وقتل شاب وشقيقته بالرصاص عندما اقتحمت القوات الحكومية قريتهما وتوفي رجل متأثرا بجرح ناتج عن طلق ناري اصيب به اثناء احتجاج في دمشق.
وفي كلمة تلفزيونية عشية اجتماع”اصدقاء سوريا” في اسطنبول أبدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تشاؤما بشأن فرص امتثال الاسد لخطة السلام.
وقال اردوغان”نريد وقف الهجمات على المدنيين وتلبيه المطالب المشروعة للشعب السوري. وللاسف تصرفات نظام الاسد لا تدع اي مجال للامل.”
ويضم المؤتمر معارضي الاسد ووزراء خارجية الدول الغربية المتحالفة ومن بينهم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون.
وينص اقتراح عنان لانهاء ما بدأ في مارس اذار 2011 كاحتجاجات سلمية ضد حكم الاسد على ضرورة ان يوقف الجيش اعمال العنف فورا وان يكون الباديء في سحب قواته. ولم يدع الاقتراح الاسد الى التنحي مثلما تطالب المعارضة وانصارها الغربيون والعرب.
وحثت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الخليج عنان على تحديد جدول زمني “للخطوات المقبلة” اذا لم يتم وقف اطلاق النار مثلما تشترط خطته.
وذكر بيان ان وزراء خارجية دول الخليج ووزيرة خارجية الولايات المتحدة “يحثون المبعوث المشترك على تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة اذا استمر القتل في ظل الحاجة الملحة لمهمة المبعوث المشترك.”
وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض ان المجلس يتوقع عملا فوريا وقرارات جريئة لانهاء تلك الجرائم التي ترتكب يوميا ضد الشعب السوري.
واضاف ان اصدقاء سوريا والمجلس الوطني السوري مستعدون لانقاذ الشعب السوري من ابادة حقيقية.
والتقى غليون مع اردوغان ودبلوماسيين كبار في اسطنبول يوم السبت. وقال انهم لا يتوقعون ان ينفذ نظام الاسد اي بند في خطة عنان وان المجتمع الدولي سيضطر للجوء لمجلس الامن الدولي قريبا جدا ربما بعد ايام.
ومن المتوقع ان يسعى المؤتمر الى الحصول على موافقة واشحة للخطة من المجلس الوطني السوري المعارض ويطالب بان يأمر الاسد بوقف اطلاق للنار فورا وتوفير فرصة لمدة ساعتين لتوصيل المساعدات الانسانية.
ومن غير المتوقع ان يعترف المؤتمر بالمجلس الوطني السوري بوصفه الحكومة السورية الشرعية الوحيدة او ان يدعم تسليح المعارضين على الرغم من قول غليون انه يأمل بدعم الجيش السوري الحر.
وقال دبلوماسيون انه اذا لم يلتزم الاسد بكلمته فسيتعين على عنان تحديد مااذا كان سيبلغ الامم المتحدة بانه اخفق في احلال السلام من خلال “عملية يقودها السوريون.”
وسيطلع عنان مجلس الامن يوم الاثنين بشأن مااذا كان يتوقع احراز اي تقدم في تنفيذ خطته المؤلفة من ست نقاط.
وقد تتضمن الخطوات المقبلة عودة الى مجلس الامن الدولي لاصدار قرار ملزم مع زيادة الضغوط على روسيا والصين حليفتي الاسد اللتين وافقتا على مهمة عنان لكي تتخذان موقفا صارما مع دمشق.
وحذرت روسيا من ان تحديد مااذا كان الاسد يحافظ على كلمته لا يعود الى “من يطلقون على انفسهم أصدقاء سوريا.”
وصرح دبلوماسيون غربيون بان ادارة حفظ السلام بالامم المتحدة سترسل فريقا الى دمشق قريبا لبدء تخطيط طاريء لبعثة مراقبين محتملة لمراقبة اي وقف لاطلاق النار في نهاية الامر.
وقال المبعوثون ان الفكرة هي ارسال بعثة مراقبين تضم ما يتراوح بين 200 و250 مراقبا سيتم استعارتهم من بعثات الامم المتحدة الاخرى الموجودة بالفعل في الشرق الاوسط وافريقيا.
ولم يكن لدى متحدث باسم ادارة عمليات حفظ السلام بالامم المتحدة تعليق فوري.
وتقول الامم المتحدة ان قوات الاسلد قتلت اكثر من تسعة الاف شخص خلال الثورة في حين تقول دمشق انها فقدت نحو ثلاثة الاف من افراد قوات الامن.
وعلى الرغم من استمرار العنف تزعم دمشق ان لها اليد العليا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي للتلفزيون السوري في ساعة متأخرة من مساء الجمعة “معركة اسقاط الدولة في سوريا انتهت.”
واضاف ان عنان اعترف بحق الحكومة في الرد على العنف المسلح خلال مرحلة وقف اطلاق النار من خطة السلام.
وقال المقدم قاسم سعد الدين وهو متحدث باسم المعارضين لرويترز بالتليفون من حمص انه لا توجد لديهم مشكلة في وقف اطلاق النار . واضاف انه فور ان يزيلوا مركباتهم المدرعة لن يطلق الجيش السوري الحر رصاصة واحدة.
(اعداد أحمد صبحي للنشرة العربية)
من خالد يعقوب عويس
اردوغان يؤيد دعم حق السوريين في الدفاع عن النفس ان لم تتحرك الامم المتحدة
اسطنبول (ا ف ب) – اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في افتتاح مؤتمر اصدقاء الشعب السوري، ان الاسرة الدولية “لن يكون امامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن انفسهم” ان لم يتحرك مجلس الامن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا.
وفي كلمة القاها في افتتاح المؤتمر المنعقد في اسطنبول، حض اردوغان مجلس الامن على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، اي قرار ضد دمشق.
وقال “ان فوت مجلس الامن مرة جديدة فرصة تاريخة، فلن يكون هناك من خيار امام الاسرة الدولية سوى دعم حق الشعب السوري في الدفاع المشروع عن نفسه” منددا ب”اعدام جماعي” تقوم به على حد قوله قوات النظام بحق السوريين.
واضاف اردوغان الذي قطعت بلاده علاقاتها مع سوريا بسبب القمع ان “المنظمات الدولية تقول ان القمع اوقع اكثر من تسعة الاف قتيل، اما انا فارى ان الرقم اعلى بكثير”.
من جهته طالب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون المؤتمر بالاعتراف بالمجلس الوطني “ممثلا شرعيا وحيدا” للشعب السوري.
وقال غليون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر “نريد الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. نريد التزاما دوليا باعادة اعمار سوريا بعد سقوط النظام المحتم”.
وكان غليون اعلن السبت انه سيطلب من المؤتمر تبني طلب المجلس حول تسليح الجيش السوري الحر “الجهة الوحيدة القادرة على الدفاع عن الشعب السوري”.
ويشارك وزراء خارجية اربعين بلدا في المؤتمر.
اما الوفود الاخرى فهي ممثلة بمسؤولين دبلوماسيين كبار، بالاضافة الى وفد من المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة السورية
ويعقد المؤتمر في مركز المؤتمرات في اسطنبول وسط تدابير امنية وحضور اعلامي كثيف.
ويعقد داود اوغلو بعد ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا لاعلان المقررات.
المعارضة واثقة من سقوط النظام وأردوغان ينتقد الأسد والعالم
دمشق، سوريا (CNN)– افتتح رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول بخطاب قوي الأحد، اتهم فيه النظام السوري بالامتناع عن تطبيق المبادرات الدولية، كما انتقد المجتمع الدولي لفشله بوقف العنف، وحض على قبول “حق الدفاع عن النفس” بوجه النظام وتعهد برفض أي مبادرة لا تقبل ببقاء النظام، بينما طالبت قطر والمعارضة السورية بمناطق آمنة وبمساعدات عاجلة.
وقال أردوغان، في الكلمة التي ألقاها بحضور ممثلين عن أكثر من 60 دولية ومنظمة إن على المجتمع الدولي “وضع آليات صريحة لمساعدة الشعب السوري، كما رفض منح النظام السوري “إمكانية استثمار الوقت،” وحض المعارضة السورية على التعامل مع بعضها البعض بشكل متناسق.
واعتبر أردوغان أن وظيفة المجتمع الدولي أن يقول للنظام السوري “توقف يكفي،” وأضاف: “إذا فقد مجلس الأمن القدرة على قول هذه الكلمة فهذا يعني أننا خذلنا الشعب السوري.”
وتابع قائلاً: “بكل ثقة أقول أن النظام السوري يقف بوجه السوريين ويدمر المدن ويستخدم قوة مفرطة ودون رحمة، ويجب على النظام الدولي أن يقول له قف، ولكن النظام الدولي يقف أمام هذا النظام عاجزاً عن قول ذلك.”
ورفض أردوغان “النظر إلى التوازنات الدولية والسياسية في سوريا،” متهماً النظام السوري بشن حرب على شعبه “يستخدم فيها أحدث الأجهزة والأسلحة الثقيلة،” وانتقد المجتمع الدولي الذي قال إنه “يفكر بالبترول والمكاسب المادية” ما سبب فشله في حماية الشعوب الأفريقية، في إشارة إلى التردد الدولي بالتدخل في سوريا بسبب غياب الثروات الطبيعية فيها.
وأكد رئيس الوزراء التركي رفضه عدم وقوف المجتمع الدولي بوجه النظام السوري، ودعا الدول المجتمعة إلى “توجيه رسالة واضحة للنظام السوري أن لا يمكن أن ندعم جهود تهدف لبقاء نظام يظلم، لدينا مسؤولية موحدة حيال شعب سوريا والمجلس الوطني وعلينا دعمه ونحن نؤمن أن بوسعه إنشاء حكومة انتقالية ديمقراطية في سوريا.”
وأشاد أردوغان بوثيقة المعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني، واعتبر أن الوثيقة الصادرة عنه مؤخراً: “قادرة على حماية الأقليات وبناء دولة،” كما حذر من أن فشل مجلس الأمن في القيام بالتزاماته سيجعل المجتمع الدولي أمام خيار إلزامي “بقبول حق السوريين بالدفاع عن أنفسهم،” على حد تعبيره.
واتهم أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بأنه امتنع عن تنفيذ أي وعد قطعه للمندوب العربي والدولي، كوفي عنان، مشيراً إلى أن سفك الدماء “ما زال مستمرا” في سوريا.
من جانبه، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم: “لا بد من التصدي لمآسي الشعب السوري، وضمان وصول مساعدات وتسهيل الانتقال نحو نظام سياسي تعددي يضمن المساواة.”
وحض الشيخ حمد على “تحديد وقت واضح لمبادرة عنان فلا يجوز استمرار القتل بينما يتحدث النظام مع المبعوث الدولي عن السلام،” واعتبر أن إعطاء الفرصة وإطالة أمد الوضع في سوريا “ليسا في مصلحة أحد،” وطالب المسؤول القطري بإقامة مناطق آمنة وتقديم المساعدات وزيادة الضغط على النظام السوري وإرسال قوات حفظ سلام.
من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن على المؤتمر “دعم مبادرة عنان،” وشدد على ضرورة وقف أعمال العنف فوراً.
وقال العربي: “لا يؤمل أن نجتمع بتونس ثم بتركيا ثم بفرنسا وتجتمع القمة العربية وتصدر بيانات عن مجلس الأمن لوقف العنف ويستمر القتل وتنزلق الأمور إلى ما يشبه الحرب الأهلية.”
من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني السوري، أكبر ممثل للمعارضة، إن الشعب السوري “قدم التضحيات والدماء على طريق الحرية والكرامة وفي سبيل إسقاط نظام فاشي، وانتقد الواقع السياسي الدولي قائلاً: “الوفاء لدماء شعبنا يقتضيان مني مصارحتكم بان المحصلة السياسية العربية والدولية ليست بمستوى تصعيد النظام بل لا أبالغ إن قلت إن تلك المحصلة شجعت النظام على الإمعان بقتل الشعب وتحويل ذلك إلى انتصار مزعوم.”
واتهم غليون النظام السوري بالحصول على مساعدات من الخارج من دول تشجعه على مواصلة السير بالخيار العسكري، كما انتقد المواقف الأخيرة، وبعضها صدر عن عواصم غربية، حول التخوف من “الإرهاب” بسوريا قائلاً: “نحن نقول إن بقاء النظام هو الإرهاب بعينه بينما الديمقراطية التي ننادي بها هي عدو الإرهاب.”
ورأى غليون أن الثورة السورية “تواجه تحديات خطيرة بعد رفض النظام أي مبادرة تمكن الشعب السوري من حقوقه وحرياته وبعد أن قرر استخدام كل وسائل العنف ضد الحراك الذي سيدفع بالنظام إلى نهايته الحتمية وهو يستفيد من الانقسام الدولي لتدمير المدن.”
وقرأ غليون أمام المجتمعين عدة بنود من وثيقة المعارضة الأخيرة، منها ما يشير إلى دعم الحراك السياسي السلمي والسعي لتوحيد الجيش الحر، ليعلن التكفل بتخصيص مرتبات لجميع الضباط والجنود وثالثا العمل على حشد الدعم الدولي.
كما قرأ ما يتعلق بتشكيل حكومة انتقالية ومجلس تأسيسي يقوم بوضع دستور ديمقراطي والاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية.
وختم غليون بالقول: “نريد مساعدات عاجلة ومناطق آمنة ومساعدة الجيش الحر والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري والتزام دولي بإعادة إعمار سوريا بعد سقوط النظام المحتم، النظام السوري سيسقط حتماً فلا تطيلوا زمن المأساة.”
وكانت مصادر المعارضة السورية قد أشارت إلى مقتل 65 شخصاً في مختلف أنحاء البلاد السبت، منهم عشرة من عناصر الجيش المنشق، كما أكدته لجان التنسيق المحلية.
واستبقت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون مؤتمر اسطنبول لتقول لـ CNN إن الدول الصديقة لسوريا “ستناقش الطرق المتاحة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، وسبل إيجاد تنظيم سياسي للمرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى مناقشة كيفية مساعدة المعارضة السورية.”
وأضافت كلينتون التي وصلت لإسطنبول مساء السبت: “نحن بحاجة لتوحيد المعارضة، وهو أمر يصعب الوصول إليه.”
وأكدت المعارضة السورية في وقت سابق إنها ستطرح الأطر العريضة لمحاولة توحيد مواقف فصائلها المختلفة، خلال مؤتمر “أصدقاء سوريا،” المتوقع أن يحضره ممثلين عن 60 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ويذكر أن هذا هو المؤتمر الثاني للدول الصديقة لسوريا، بعد مؤتمر تونس الذي عقد الشهر الماضي.
وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 9000 شخص لقوا حتفهم منذ بدء حملة الحكومة السورية على المتظاهرين في مارس/ آذار عام 2011، ووصول عدد من تأثروا بالأزمة الى المليون شخص، وهي أرقام منخفضة بالنسبة للأرقام الصادرة عن فصائل المعارضة.
ويشار إلى أن شبكة CNN لا يمكنها التأكد من الأنباء الواردة من سوريا بشكل مستقل، بسبب القيود الصارمة التي يفرضها النظام السوري على دخول الصحفيين الأجانب.
خطة أنان تعني استمرار الصراع في سوريا بوسائل أخرى
ايلاف
ترى تقديرات عديدة أن خطة أنان ليست برنامجاً للمصالحة بين النظام وخصومه أو حل خلافاتهما، بل هي خطة لإبعاد النزاع عن العسكرة وجعله يبقى مقتصراً على الوسائل السياسية.
لم يكن من المستغرب أن تبدي فصائل المعارضة السورية والدول التي تدعمها شكوكاً في جدوى خطة المبعوث الدولي كوفي أنان لإنهاء الأزمة السورية، التي نالت على ما يُفترض قبول الرئيس بشار الأسد. فالخطة لا تحدد جدولاً زمنيًا لوقف اطلاق النار وحل النزاع حلاً سياسياً بعد نحو 9 آلاف قتيل منذ اندلاع الانتفاضة العام الماضي.
إضافة الى ذلك، لا تدعو الخطة إلى تنحي الأسد، ما أثار غضب المعارضة. وكان الرئيس السوري وافق في تشرين الثاني/نوفمبر على خطة ذات بنود مماثلة، ولكنه حرص على ألا ترى النور.
وما كان الأسد ليقبل خطة أنان لولا اقتناعه بأنها تتيح له إمكانية انهاء الأزمة مع بقائه في السلطة. ولكن خطة أنان على كل مثالبها هي الخيار الوحيد المتاح الآن. وأن نجاح المعارضة في مضاهاة الأسد ببراعة توظيف الخطة لصالحه قد يكون عاملاً حاسماً في تحسين فرصها وآفاقها خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
وفي حين أن مؤتمر اصدقاء سوريا الذي بدأ اعماله في اسطنبول الجمعة يدعم تشديد العقوبات ضد النظام السوري، فإنه ما زال ملتزماً بعدم تسليح المعارضة وما زالت احتمالات التدخل الخارجي بعيدة. ورغم دعوة العربية السعودية إلى اعتماد إستراتيجية أشد فاعلية من ضمنها مساعدة المعارضة المسلحة، فإن قمة بغداد اكتفت بتأييد خطة أنان والدعوة الى انهاء سفك الدماء.
وإزاء تفوق النظام الساحق على المعارضة ذات التسليح المتواضع لا تبقى إلا خطة انان. وبدلاً من رفضها يبدو أن القوى الغربية تعتزم العمل على تنفيذها بجدول زمني وشروط توقف حملة النظام ضد معاقل المعارضة. وسيتعامل الأسد من ناحيته مع الخطة بشروط تخدم بقاء نظامه.
ولا تدعي خطة أنان أنها برنامج للمصالحة بين النظام وخصومه أو حل خلافاتهما، بل هي خطة لإبعاد النزاع عن العسكرة وقصره على الوسائل السياسية. وتبقى اهداف النظام واهداف المعارضة على طرفي نقيض لا يمكن التوفيق بينهما. فالأسد مصر على البقاء في السلطة والمعارضة عاجزة عن التوصل الى توافق بين فصائلها حين يتعلق الأمر بمطلب تنحيه الفوري، كما تلاحظ مجلة تايم.
وما تقدمه خطة أنان هي صيغة لإدارة هذا الصراع وفق قواعد تحجِّم قدرة النظام على سفك الدماء بوقف اطلاق النار تحت اشراف دولي وانهاء المظاهر العسكرية في المدن وامتناع المعارضة المسلحة عن استهداف قوات النظام وضمان حرية الاحتجاج السلمي وحمل النظام والمعارضة على الجلوس الى طاولة المفاوضات.
ونقلت مجلة تايم عن الخبير بالشؤون السورية في جامعة اوكلاهوما الأميركية جوشوا لانديس “أن الرئيس الأسد يبحث عن طريقة لانهاء الانتفاضة ضد نظامه من دون أن يتنحى أو يسلم مقاليد السلطة الى قوى الثورة”، بل على العكس فهو يعتقد أن قواته اجبرت الثوار على التراجع بعمليات القصف المتواصلة على كل معقل أقامه الثوار في المراكز الحضرية الكبيرة، كما يرى المحلل لانديس، مضيفاً أن “الأسد يرى في قبول خطة أنان خطوة نحو استعادة القبول الدولي بحكمه”.
وتدرك المعارضة أجندة الأسد وتكتيكه لكسب الوقت بقبول خطة أنان ومواصلة حملته ضد الثوار. ومن هنا رد فعل ممثلة المجلس الوطني السوري بسمة قضماني التي أكدت لمجلة تايم “أن الانتقال السلمي يعني ضرورة تغيير النظام وأن هذا يبدأ بتنحية رئيس الدولة”. ونقلت صحيفة الغارديان عن دبلوماسيين غربيين تحذيرهم من “أن الأسد يمكن أن يبقى في السلطة إذا تحقق وقف اطلاق النار من دون عملية سياسية”.
ولكن الرئيس السوري لن يتنازل عن السلطة إلا إذا توصل الى قناعة بأن لا خيار امامه إلا التنازل في حين أن ظهره ليس الى الحائط في الوقت الحاضر بل أن سبب اللجوء الى خطة أنان هو على وجه التحديد الحقيقة الماثلة في أن جهود المعارضة والدول التي تدعمها لم تكن كافية لحمل الأسد على الرحيل بعد عام من الانتفاضة التي كلفت بتقديرات الأمم المتحدة 9 آلاف قتيل حتى الآن.
وإذا وافقت المعارضة من جهتها على قبول الخطة فإنها ستقبلها على مضض لأن ضعفها على الجبهة العسكرية لم يُبقِ لها خياراً آخر ولأن الجهات الخارجية التي تدعمها دفعتها دفعاً إلى القبول بالخطة. ولكن بعض فصائل المعارضة ترى أن خطة أنان، بنصها المكتوب على الأقل، تعزز مواقعها بوقف المواجهة العسكرية والسماح بالاحتجاج السلمي والنشاط السياسي. وليس هناك ما هو غريب في اقبال فرقاء على عملية تفاوض بأهداف متضاربة وتأويلات متباينة لما تقتضيه العملية من كل طرف. فالولايات المتحدة وفيتنام الشمالية امضتا اربع سنوات من المفاوضات المتقطعة فيما كان القتال بينهما محتدماً على الأرض الى أن انتهى برحيل الولايات المتحدة. ويصح الشيء نفسه على عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية التي بدأت منذ 20 عاماً اكتسب الصراع خلالها اشكالاً أخرى.
وفي حين أن القوى الغربية لا تثق بنيات الأسد فالمرجح أنها ستضغط على المجلس الوطني السوري للانضمام الى عملية أنان وتطالب بتنفيذ تلك البنود التي تشل يد الدكتاتور تنفيذاً فورياً. ويعتقد الأسد من جهته، بأن قواته دخلت مرحلة “التمشيط” في حملتها ضد المجموعات المعارضة المسلحة ، كما يرى المحلل لانديس. فالأسد لا يثق بالمعارضة ولا يعتزم السماح لها بتنحيته بالطرق السلمية ويتعامل مع عملية أنان بالاصرار على أن يبدأ وقف اطلاق النار مع المجموعات المسلحة. كما أن التصريحات الروسية الأخيرة، التي تلقي مسؤولية انهاء العنف على عاتق المعارضة، تشير الى أن لدى موسكو والقوى الغربية تصورات مختلفة عن الطريقة التي يتعين أن تنفذ بها خطة أنان.
ومن الواضح أن أنان يدرك اهمية الحفاظ على وجود توافق بين القوى الغربية والدول العربية والقوى التي تدعم النظام، لا سيما روسيا. وأن تحويل الخطة من مجموعة مبادئ مبهمة نسبياً الى وقف حقيقي لاطلاق النار سيكون موضع صراع حاد في الاسابيع المقبلة، وهو صراع محفوف بالمخاطر إزاء انقسام المعارضة.
ففي أي عملية دبلوماسية ستكون للنظام أفضلية الكلام بصوت واحد. والمجلس الوطني السوري حتى الآن ليس معترفاً به ويبقى أن ننتظر ليتبين ما إذا كان يمثل فصائل المعارضة المحلية التي تقارع النظام على الأرض في الداخل، والجيش السوري الحر بمجموعاته المفككة من الوحدات المحلية المسلحة، بحسب مجلة تايم.
والأكثر من ذلك، فإن عدم تماسك المعارضة يعمل لصالح الأسد إذا وافق على الخطة، المعارضة المنقسمة لا تستطيع الاتفاق على قبول الخطة بموقف موحد، وقد يتيح هذا للنظام السوري أن يستخدم المقاومة المستمرة وسيلة لمواصلة حملة البطش ضد المعارضة . ولكن الواضح الآن أنه حتى إذا انضمت المعارضة الى الأسد في قبول خطة السلام، فإن من المستبعد أن يعني هذا اقتراب النزاع الأهلي السوري من نهايته بل يعني بكل بساطة دخول الصراع مرحلة جديدة.
أصدقاء سوريا يعترف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا
المؤتمر طلب من القوات الحكومة السورية عدم تنفيذ الأوامر غير القانونية باستهداف المدنيين
العربية.نت
أوضح بيان، سيصدر في وقت لاحق من اليوم الأحد عن اجتماع لممثلي حكومات عربية وغربية في اسطنبول، أن المؤتمرين اعتباروا المجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري، وأكد البيان أنه سيقدم الدعم الكامل إلى مهمة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا، مع التأكيد على أن المهمة ليست مفتوحة المدة كما ذكرت رويترز، كما دعا بيان المؤتمر عنان إلى تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما في ذلك العودة إلى مجلس الأمن.
وذكر البيان أن اجتماع أصدقاء سوريا يدعو قوات الحكومة السورية إلى عدم تنفيذ الأوامر غير القانونية باستهداف مدنيين، وقال الاجتماع إنه سيُعمل على اتخاذ اجراءات اضافية لحماية الشعب السوري.
وقال دبلوماسي مشارك في صياغة البيان إن اجتماع أصدقاء سوريا الذي يضم أكثر من 70 دولة سيعمل على الاتفاق على إجراءات إضافية لحماية الشعب السوري في الوقت الذي يجب أن يلعب فيه مجلس الأمن دورا هاما لإنهاء الصراع.
وذكرت مصادر من المؤتمر أن الدول الخليجية العربية مستعدة لتقديم ملايين الدولارات الى المجلس الوطني السوري المعارض لدفع رواتب جنود انشقوا عن الجيش السوري للانضمام إلى الجيش السوري الحر المعارض.
وسيعترف البيان أيضا بشرعية الخطوات التي اتخذها الشعب السوري للدفاع عن نفسه.
وأعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون خلال مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المنعقد في اسطنبول اليوم الأحد “تخصيص رواتب ثابتة” لعناصر الجيش السوري الحر.
وقال غليون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر “سوف يتكفل المجلس بتخصيص رواتب ثابتة لجميع الضباط والجنود والمقاومين الفاعلين في الجيش السوري الحر”.
وطالب غليون مؤتمر أصدقاء الشعب السوري بالاعتراف بالمجلس الوطني “ممثلا شرعياً وحيداً” للشعب السوري.
وأضاف غليون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر “نريد الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري. نريد التزاماً دولياً بإعادة إعمار سوريا بعد سقوط الحتمي للنظام”.
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن الأسرة الدولية “لن يكون أمامها من خيار إلا دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم” إن لم يتحرك مجلس الأمن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا.
وفي كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في اسطنبول، حضَّ أردوغان مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، أي قرار ضد دمشق.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأحد مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” إلى تبني “قرار ملزم تحت الفصل السابع” لوقف العنف.
وقال العربي “أدعو المؤتمرين إلى الدعوة لإصدار قرار ملزم يصدر عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع، يقضي بوقف جميع أعمال العنف فوراً بشكل متزامن من الجميع”.
وكانت أعمال مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” قد بدأت في اسطنبول اليوم الأحد بحضور ممثلي 71 دولة بهدف تصعيد الضغوط على النظام السوري من أجل وضع حد لأعمال العنف في سوريا، وإيجاد حل للأزمة.
ويعقد المؤتمر في مركز المؤتمرات في اسطنبول وسط تدابير أمنية وحضور إعلامي كثيف.
تسليح الجيش الحر
وكان رئيس المجلس الوطني برهان غليون قد أعلن في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول أمس السبت أن المجلس سيطلب من أصدقاء الشعب السوري تبني طلب تسليح الجيش الحر، الذي قال إنه الجهة الوحيدة “القادرة على الدفاع عن الشعب السوري”.
وستغيب روسيا والصين الداعمتان للنظام السوري عن المؤتمر، وكانتا قد غابتا أيضا عن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الأول، الذي عقد في تونس في نهاية شباط/فبراير. كما سيغيب الموفد الدولي كوفي عنان.
وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي ستمثل بلادها في المؤتمر السبت في الرياض، أن المؤتمر سيتناول أربع نقاط، هي “تكثيف الضغوط، وإيصال المساعدات الإنسانية، ورؤية ديمقراطية للمعارضة، وكيفية مساعدة الشعب لإخضاع المسؤولين عن العنف للمحاكمة”.
وقال الفيصل من جهته للصحافيين “ندعم تسليح المعارضة” السورية، مضيفا “لو كانت المعارضة قادرة على الدفاع عن نفسها لكان بشار الأسد انتهى منذ زمن”.
وأضاف أن “تسليح المعارضة واجب، لأنها لا تستطيع أن تدافع عن نفسها إلا بالأسلحة للأسف”.
وكان مصدر دبلوماسي أوروبي أفاد وكالة فرانس برس أن “المؤتمر لا يهدف إلى العمل بشكل متوازٍ مع مبادرة عنان وإنما تعزيز فرص تطبيقها”.
وقال غليون إن المجتمع الدولي لن يسمح للنظام السوري “باستخدام مهمة عنان لتضييع الوقت. إذا لم ينفذ فوراً، سنذهب بعد أيام إلى مجلس الأمن”.
معركة إسقاط الدولة
وأعلنت دمشق السبت أن “معركة إسقاط الدولة” في البلاد انتهت “بلا رجعة”، مشيرة إلى أنها ستستقبل “قريبا” وفداً تقنياً من الأمم المتحدة للتفاوض حول آلية تطبيق خطة عنان.
وتدعو خطة عنان إلى وقف القتال تحت إشراف الأمم المتحدة، وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن، التي تشهد احتجاجات وهدنة إنسانية لمدة ساعتين يومياً؛ لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين إلى المناطق المتضررة من أعمال العنف والإفراج عن المعتقلين على خلفية الأحداث.
بيان اجتماع “أصدقاء سوريا” يدعو عنان الى وضع جدوي زمني
اسطنبول (رويترز) – دعت دول غربية وعربية كوفي عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية يوم الاحد الى تحديد جدول زمني للخطوات التالية لاقناع الرئيس بشار الاسد بانهاء الصراع في سوريا بما في ذلك العودة الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة في حالة استمرار القتل.
وقال أيضا اجتماع “أصدقاء سوريا” في بيان ختامي حصلت رويترز على نسخة منه ان الفرصة المتاحة أمام الاسد لتنفيذ التزاماته ليست مفتوحة.
كما اعترف الاجتماع بالمجلس الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي لكل السوريين والطرف الرئيسي في المعارضة للتفاوض مع المجتمع الدولي.
(اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
كلينتون: سوريا قد تواجه “عواقب وخيمة”
اسطنبول (رويترز) – حثت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية أعضاء حكومة الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاحد على وقف العمليات التي تستهدف المدنيين والا سيواجهون “عواقب وخيمة”.
وأضافت في مؤتمر يتناول الصراع السوري تستضيفه اسطنبول “رسالتنا يجب أن تكون واضحة لمن يعطون الاوامر ومن ينفذونها.. توقفوا عن قتل مواطنيكم والا ستواجهون عواقب وخيمة.”
ومضت تقول “أبناء شعبكم لن ينسوا وكذلك المجتمع الدولي.”
وقالت كلينتون أيضا ان الولايات المتحدة تزود المعارضة المدنية السورية بمعدات اتصالات. وتابعت “نبحث مع شركائنا الدوليين أفضل طرق توسيع هذا الدعم.”
وأضافت أنه في حين أن ادارة اوباما دعت الاسد الى قبول خطة سلام جديدة اقترحها كوفي عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية لم تبد الولايات المتحدة حتى الان رغبة في تسليح مقاتلي المعارضة أو التدخل عسكريا على غرار العملية التي قام بها حلف شمال الاطلسي في ليبيا.
وقالت كلينتون عن تلكؤ حكومة الاسد في تنفيذ خطة السلام التي طرحها عنان على الرغم من قبولها ظاهريا “مر نحو أسبوع.. وعلينا أن نخلص الى أن النظام يضيف الى قائمة طويلة من التعهدات التي خالفها.”
(اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
تركيا: لن نسمح للاسد باساءة استغلال فرصة أخرى
اسطنبول (رويترز) – قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الاحد ان المجتمع الدولي لن يسمح للرئيس السوري بشار الاسد بأن “يسيء استغلال فرصة أخرى” قائلا ان المساعي الحالية لانهاء الصراع هناك تمثل الفرصة الاخيرة بالنسبة له.
وقال متحدثا بعد اجتماع “أصدقاء سوريا” في اسطنبول خلال مؤتمر صحفي ان المجتمع الدولي كان متباطئا بشدة في مواجهة صراع البوسنة في التسعينات ويجب أن يتصرف الان بشكل حاسم ودون تأخير.
(اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
مؤتمر اصدقاء سوريا يدعو الى تحرك دولي فوري واستمرار العمليات العسكرية في سوريا
اسطنبول (ا ف ب) – اعترف مؤتمر “اصدقاء سوريا” الذي عقد اليوم الاحد في اسطنبول بحضور ممثلين عن 71 دولة بالمجلس الوطني السوري “ممثلا شرعيا” للسوريين، داعيا الى تحرك دولي فوري وعملي لوقف القمع في سوريا.
في هذه الاثناء تواصلت عمليات القوات النظامية والاشتباكات مع منشقين في مناطق سورية عدة ما اسفر عن سقوط عدد من القتلى.
وينص البيان الختامي بحسب الوكالة على انه “يتم الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا لجميع السوريين”، بحسب ما افادت وكالة انباء الاناضول الرسمية.
ويدعو البيان الختامي لمؤتمر اصدقاء الشعب السوري الى “دعم كامل” لخطة الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان، مطالبا ب”تحديد مهلة لها في الزمن”، بحسب ما افاد مصدر في الوفد التركي المشارك في المؤتمر وكالة فرانس برس.
واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في خطاب في المؤتمر ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يضيف وعودا الى “لائحة الوعود التي يخل بها”.
وقالت كلينتون ان الاسد وعد بتنفيذ خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان الا انه شن هجمات جديدة على مدن سورية ومنع تسليم المساعدات.
واضافت “مضى حوالى اسبوع واستنتجنا ان النظام يضيف وعودا الى لائحة الوعود الطويلة التي يخل بها”.
ودعت كلينتون الى تشديد العقوبات والى دعم جهود المعارضة لقيام رؤية ديموقراطية وتعددية لسوريا المستقبلية معلنة عن مساعدة انسانية لسوريا بقيمة 12 مليون دولار، ما يرفع قيمة المساعدات الاميركية لسوريا خلال الازمة الى 25 مليون دولار.
كما شدد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه على ضرورة “تحديد مهلة في الزمن” للنظام السوري لتطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان.
وقال للصحافيين على هامش المؤتمر “هناك خطر مراوحة الآن. نرى جيدا ان خطة النظام هي كسب الوقت، لذلك لا بد اذا اتفقنا كلنا على ذلك، ان نحدد مهلة في الزمن” لتطبيق الخطة.
ودعا الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لاصدار قرار ملزم عن مجلس الامن تحت الفصل السابع يقضي بوقف جميع اعمال العنف فورا بشكل متزامن من الجميع”.
وقال في افتتاح اعمال المؤتمر ان “عنصر الوقت له الآن اولوية كبرى”.
ويسمح الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة للمنظمة الدولية باستخدام القوة من اجل وضع القرارات الدولية موضع التنفيذ.
وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في كلمته مجلس الامن الدولي على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، اي قرار ضد دمشق.
وقال “ان فوت مجلس الامن مرة جديدة فرصة تاريخية، فلن يكون هناك من خيار امام الاسرة الدولية سوى دعم حق الشعب السوري في الدفاع المشروع عن نفسه” منددا ب”اعدام جماعي” تقوم به قوات النظام بحق السوريين.
ودعا الامم المتحدة الى “الانتقال الى العمل (…) وايجاد اليات عملانية” لحل الازمة السورية.
واكد اردوغان ان بلاده لا يمكن ان تدعم “اي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة”، مضيفا ان السوريين “الذين عانوا من تسلط الاسد الاب يعانون اليوم من تسلط الابن”.
واضاف اردوغان الذي قطعت بلاده علاقاتها مع سوريا بسبب القمع ان “المنظمات الدولية تقول ان القمع اوقع اكثر من تسعة الاف قتيل، اما انا فارى ان الرقم اعلى بكثير”.
©اف ب / بولنت كيليتش الشرطة التركية ترش الغاز المسيل للدموع على متظاهرين موالين للنظام السوري
وطالب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في الجلسة الافتتاحية المجتمع الدولي ب”تحمل مسؤولياته” وب”موقف عملي جاد”.
وتابع “نريد دعم الجيش السوري الحر لتامين حماية المدنيين. نريد الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. نريد التزاما دوليا باعادة اعمار سوريا بعد سقوط النظام المحتم”.
واعلن غليون بان المجلس “سوف يتكفل بتخصيص رواتب ثابتة لجميع الضباط والجنود والمقاومين الفاعلين في الجيش السوري الحر”.
واشار الى ان المعارضة السياسية السورية تخطت تشرذمها من خلال البرنامج الذي اتفقت عليه خلال هذا الاسبوع لبناء سوريا الجديدة.
واضاف امام المؤتمر “نجاهر امامكم بان شعبنا لن يتعب ومستمر في كفاحه مقدما نموذجا اسطوريا في الصمود في ثورات الربيع العربي”.
واكد غليون ان برنامج المجلس يشمل الاقرار ب”الهوية القومية لاكراد سوريا واعتبار القضية الكردية من صلب القضية السورية الاساسية” بعد انسحاب عدد من اعضاء المجلس الوطني الاكراد الثلاثاء الماضي من اجتماع للمعارضة السورية في اسطنبول، احتجاجا على عدم اقرار مسألة القومية الكردية في ميثاق المجلس.
في بغداد، اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي شاركت بلاده في مؤتمر اصدقاء سوريا بوفد برئاسة وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي، ان النظام السوري “لن يسقط”.
واضاف المالكي في مؤتمر صحافي “نرفض اي تسليح وعملية اسقاط النظام بالقوة، لانها ستخلف ازمة تراكمية في المنطقة”.
وفي دمشق، هاجمت الصحف السورية الصادرة صباح اليوم مؤتمر اصدقاء سوريا معتبرة انه يرمي الى ضرب مبادرة المبعوث الخاص كوفي انان الى سوريا وتحدثت عن دور للسعودية وقطر في “تاجيج” الازمة في البلاد.
©اف ب / ادم التان الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اصدقاء الشعب السوري
وبث التلفزيون السوري صورا بينت اعتصاما اقامه موالون للرئيس السوري بشار الاسد امام مكان انعقاد المؤتمر منددين به وهم يهتفون “الله سوريا بشار وبس”، “واحد واحد الشعب السوري واحد”.
ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متلاحقة ان 34 شخصا بينهم 15 من القوات السورية قتلوا الاحد خلال اعمال عنف متفرقة جرت في عدد من المدن السورية.
ففي درعا (جنوب)، قتل مواطنان باطلاق رصاص خلال مداهمات لقوات الامن.
وفي ريف درعا، قتل ثلاثة عناصر امن اثر استهداف سيارات امن في قرية سحم الجولان، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين مجموعات منشقة والقوات النظامية التي داهمت منطقة تابعة لمدينة جاسم ما اسفر عن مقتل اربعة جنود وثلاثة منشقين، القي القبض عليهم واطلق الرصاص عليهم من قبل ضابط.
وقال عضو اتحاد تنسيقيات حوران لؤي رشدان لفرانس برس ان “القوات النظامية تشدد عملياتها على المنطقة الشرقية في محافظة درعا في محاولة لتطويق منطقة اللجاة لمنع وصول الذخائر والمواد الغذائية لعناصر الجيش الحر المتحصنين فيها”.
وفي ريف حماة (وسط)، قتل ثلاثة مواطنين برصاص الامن خلال مداهمة في بلدة اللطامنة.
وفي ريف دير الزور (شرق)، قتل مواطن وخمسة عناصر منشقين واربعة عناصر نظاميين بينهم ضابط في اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين.
وفي ريف ادلب (شمال غرب)، قتل اربعة جنود نظاميين على الاقل واصيب 11 بجروح برصاص منشقين في منطقة جسر الشغور.
وقتلت امراة برصاص قناصة صباح اليوم في معرة النعمان.
وفي دمشق، قتل شاب في حي ركن الدين “اثر اصابته باطلاق رصاص خلال حملة مداهمات”.
وفي ريف دمشق، قال عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي لوكالة فرانس برس ان قوات الامن السورية نفذت مداهمات وحملات اعتقال في الضمير ودوما وكفربطنا.
وقال المرصد السوري في بيان ان شابا قتل فجر اليوم في مدينة الضمير “في كمين نصبته له قوات الامن السورية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في المدينة اسفرت عن اعتقال اربعة اشخاص”.
وشهدت دوما وكفربطنا انتشارا امنيا بحسب الدمشقي الذي اشار الى سماع اصوات اطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة وثقيلة ودوي عدة انفجارات فجرا في قرية معربا، بحسب الدمشقي.
واوضح المرصد ان اربعة جنود من الجيش النظامي اصيبوا اثر استهداف حاجز في معربا.
وفي حمص (وسط)، قتل مواطنان بنيران القوات النظامي في مدينة حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
“أصدقاء سوريا” يعترفون بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا
دمشق، سوريا (CNN) — اعترف المجتمع الدولي، في ختام اجتماع “أصدقاء سوريا” الذي عقد في إسطنبول، بالمجلس الوطني السوري المعارض باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري، لكنه لم يشر إلى فقدان حكومة الرئيس بشار الأسد للصلاحية.
وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، افتتح المؤتمر بخطاب قوي الأحد، اتهم فيه النظام السوري بالامتناع عن تطبيق المبادرات الدولية، كما انتقد المجتمع الدولي لفشله بوقف العنف، وحض على قبول “حق الدفاع عن النفس” بوجه النظام وتعهد برفض أي مبادرة لا تقبل ببقاء النظام، بينما طالبت قطر والمعارضة السورية بمناطق آمنة وبمساعدات عاجلة.
وقال أردوغان، في الكلمة التي ألقاها بحضور ممثلين عن أكثر من 60 دولية ومنظمة إن على المجتمع الدولي “وضع آليات صريحة لمساعدة الشعب السوري، كما رفض منح النظام السوري “إمكانية استثمار الوقت،” وحض المعارضة السورية على التعامل مع بعضها البعض بشكل متناسق.
واعتبر أردوغان أن وظيفة المجتمع الدولي أن يقول للنظام السوري “توقف يكفي،” وأضاف: “إذا فقد مجلس الأمن القدرة على قول هذه الكلمة فهذا يعني أننا خذلنا الشعب السوري.”
وتابع قائلاً: “بكل ثقة أقول أن النظام السوري يقف بوجه السوريين ويدمر المدن ويستخدم قوة مفرطة ودون رحمة، ويجب على النظام الدولي أن يقول له قف، ولكن النظام الدولي يقف أمام هذا النظام عاجزاً عن قول ذلك.”
ورفض أردوغان “النظر إلى التوازنات الدولية والسياسية في سوريا،” متهماً النظام السوري بشن حرب على شعبه “يستخدم فيها أحدث الأجهزة والأسلحة الثقيلة،” وانتقد المجتمع الدولي الذي قال إنه “يفكر بالبترول والمكاسب المادية” ما سبب فشله في حماية الشعوب الأفريقية، في إشارة إلى التردد الدولي بالتدخل في سوريا بسبب غياب الثروات الطبيعية فيها.
وأكد رئيس الوزراء التركي رفضه عدم وقوف المجتمع الدولي بوجه النظام السوري، ودعا الدول المجتمعة إلى “توجيه رسالة واضحة للنظام السوري أن لا يمكن أن ندعم جهود تهدف لبقاء نظام يظلم، لدينا مسؤولية موحدة حيال شعب سوريا والمجلس الوطني وعلينا دعمه ونحن نؤمن أن بوسعه إنشاء حكومة انتقالية ديمقراطية في سوريا.”
وأشاد أردوغان بوثيقة المعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني، واعتبر أن الوثيقة الصادرة عنه مؤخراً: “قادرة على حماية الأقليات وبناء دولة،” كما حذر من أن فشل مجلس الأمن في القيام بالتزاماته سيجعل المجتمع الدولي أمام خيار إلزامي “بقبول حق السوريين بالدفاع عن أنفسهم،” على حد تعبيره.
واتهم أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بأنه امتنع عن تنفيذ أي وعد قطعه للمندوب العربي والدولي، كوفي عنان، مشيراً إلى أن سفك الدماء “ما زال مستمرا” في سوريا.
الشيخ حمد بن جاسم
من جانبه، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم: “لا بد من التصدي لمآسي الشعب السوري، وضمان وصول مساعدات وتسهيل الانتقال نحو نظام سياسي تعددي يضمن المساواة.”
وحض الشيخ حمد على “تحديد وقت واضح لمبادرة عنان فلا يجوز استمرار القتل بينما يتحدث النظام مع المبعوث الدولي عن السلام،” واعتبر أن إعطاء الفرصة وإطالة أمد الوضع في سوريا “ليسا في مصلحة أحد،” وطالب المسؤول القطري بإقامة مناطق آمنة وتقديم المساعدات وزيادة الضغط على النظام السوري وإرسال قوات حفظ سلام.
نبيل العربي
من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن على المؤتمر “دعم مبادرة عنان،” وشدد على ضرورة وقف أعمال العنف فوراً.
وقال العربي: “لا يؤمل أن نجتمع بتونس ثم بتركيا ثم بفرنسا وتجتمع القمة العربية وتصدر بيانات عن مجلس الأمن لوقف العنف ويستمر القتل وتنزلق الأمور إلى ما يشبه الحرب الأهلية.”
برهان غليون
من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني السوري، أكبر ممثل للمعارضة، إن الشعب السوري “قدم التضحيات والدماء على طريق الحرية والكرامة وفي سبيل إسقاط نظام فاشي، وانتقد الواقع السياسي الدولي قائلاً: “الوفاء لدماء شعبنا يقتضيان مني مصارحتكم بان المحصلة السياسية العربية والدولية ليست بمستوى تصعيد النظام بل لا أبالغ إن قلت إن تلك المحصلة شجعت النظام على الإمعان بقتل الشعب وتحويل ذلك إلى انتصار مزعوم.”
واتهم غليون النظام السوري بالحصول على مساعدات من الخارج من دول تشجعه على مواصلة السير بالخيار العسكري، كما انتقد المواقف الأخيرة، وبعضها صدر عن عواصم غربية، حول التخوف من “الإرهاب” بسوريا قائلاً: “نحن نقول إن بقاء النظام هو الإرهاب بعينه بينما الديمقراطية التي ننادي بها هي عدو الإرهاب.”
ورأى غليون أن الثورة السورية “تواجه تحديات خطيرة بعد رفض النظام أي مبادرة تمكن الشعب السوري من حقوقه وحرياته وبعد أن قرر استخدام كل وسائل العنف ضد الحراك الذي سيدفع بالنظام إلى نهايته الحتمية وهو يستفيد من الانقسام الدولي لتدمير المدن.”
وقرأ غليون أمام المجتمعين عدة بنود من وثيقة المعارضة الأخيرة، منها ما يشير إلى دعم الحراك السياسي السلمي والسعي لتوحيد الجيش الحر، ليعلن التكفل بتخصيص مرتبات لجميع الضباط والجنود وثالثا العمل على حشد الدعم الدولي.
كما قرأ ما يتعلق بتشكيل حكومة انتقالية ومجلس تأسيسي يقوم بوضع دستور ديمقراطي والاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية.
وختم غليون بالقول: “نريد مساعدات عاجلة ومناطق آمنة ومساعدة الجيش الحر والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري والتزام دولي بإعادة إعمار سوريا بعد سقوط النظام المحتم، النظام السوري سيسقط حتماً فلا تطيلوا زمن المأساة.”
هيلاري كلينتون
من جانبها، وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، لحظة انعقاد المؤتمر بأنها “ملحة بالنسبة لسوريا والمنطقة،” مضيفة أنه بعد أسبوع من طرح مبادرة عنان فإن نظام الأسد الذي وعد بتطبيقها لم يقم إلا بإضافة بند جديد على قائمة التعهدات التي وعد بها دون أن ينفذها لجهة وقف إطلاق النار وسحب القوات المسلحة من المدن والسماح بالتظاهر ودخول الصحافة والمساعدات.
وأضافت الوزيرة الأمريكية: “عوض الانسحاب، شنت قوات الأسد عمليات جديدة في مدن وبلدات سوريا، بما في ذلك عمليات في محافظتي حلب وإدلب، وعوض إدخال المساعدات الإنسانية شددت القوات الحكومية من حصارها على أحياء في حمص ومناطق أخرى.”
ودعت كلينتون العالم إلى “الحكم على الأسد بموجب الأفعال لا الأقوال،” مضيفة أن المجتمع الدولي “لا يمكنه الاكتفاء بالانتظار لفترة أطول،” طالبة تحديد جدول زمني لمهمة عنان بالتزامن مع قيام الدول المشاركة في المؤتمر بدعم المعارضة السورية “في طريقها لتحقيق انتقال ديمقراطي ومنظم يحفظ سلامة الدول السورية ومؤسساتها.”
وكشفت كلينتون عن تشكيل لجنة دولية للإشراف على تطبيق العقوبات المفروضة على سوريا وأضافت: “علينا مواصلة عزل هذا النظام وقطع طريق التمويل عليه وخنق قدرته على شن حرب ضد شبعه.”
وتابعت بالقول: “رسالتنا واضحة لأولئك الذين يوجهون الأوامر وللذين يطبقونها.. توقفوا عن قتل شعبكم أو ستواجهون تداعيات جدية. شعبكم لن ينسى، وكذلك المجتمع الدولي.”
وأعادت كلينتون التشديد على الموقف الأمريكي لجهة ضرورة تنحي الأسد والسماح للسوريين بتحديد مصيرهم، ووعدت بتقديم أجهزة اتصال للناشطين بهدف مساعدتهم على الاتصال.
وكانت مصادر المعارضة السورية قد أشارت إلى مقتل 65 شخصاً في مختلف أنحاء البلاد السبت، منهم عشرة من عناصر الجيش المنشق، كما أكدته لجان التنسيق المحلية.
واستبقت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون مؤتمر اسطنبول لتقول لـ CNN إن الدول الصديقة لسوريا “ستناقش الطرق المتاحة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، وسبل إيجاد تنظيم سياسي للمرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى مناقشة كيفية مساعدة المعارضة السورية.”
وأضافت كلينتون التي وصلت لإسطنبول مساء السبت: “نحن بحاجة لتوحيد المعارضة، وهو أمر يصعب الوصول إليه.”
وأكدت المعارضة السورية في وقت سابق إنها ستطرح الأطر العريضة لمحاولة توحيد مواقف فصائلها المختلفة، خلال مؤتمر “أصدقاء سوريا،” المتوقع أن يحضره ممثلين عن 60 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ويذكر أن هذا هو المؤتمر الثاني للدول الصديقة لسوريا، بعد مؤتمر تونس الذي عقد الشهر الماضي.
وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 9000 شخص لقوا حتفهم منذ بدء حملة الحكومة السورية على المتظاهرين في مارس/ آذار عام 2011، ووصول عدد من تأثروا بالأزمة الى المليون شخص، وهي أرقام منخفضة بالنسبة للأرقام الصادرة عن فصائل المعارضة.
ويشار إلى أن شبكة CNN لا يمكنها التأكد من الأنباء الواردة من سوريا بشكل مستقل، بسبب القيود الصارمة التي يفرضها النظام السوري على دخول الصحفيين الأجانب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى