أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 02 تشرين الأول 2016

 

 

 

موسكو تحذر واشنطن من «زلزلة» الشرق الأوسط

لندن، موسكو، واشنطن، باريس، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

حذرت موسكو أمس من أن أي هجوم أميركي على الجيش النظامي السوري سيؤدي إلى «زلزال» في منطقة الشرق الأوسط بالتزامن مع أنباء عن تحليق طائرة استطلاع أميركية قرب قطع عسكرية روسية في البحر المتوسط قبالة القاعدتين العسكريتين الروسيتين غرب سورية، في وقت تعرض أكبر مستشفيات شرق حلب لقصف للمرة الثانية خلال بضعة أيام، ضمن استهداف البنى التحتية في مناطق المعارضة. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن القوات النظامية السورية تركز ضرباتها على «خطوط تموين» شرق حلب وتحاول اقتحام المنطقة عبر محورين رئيسيين، وشطرها الى نصفين للسيطرة عليها بمساعدة الروس.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات أمس: «تكمن مهمتي في شرح السبب المهم جداً للبقاء في مسار الاتفاقات (بين واشنطن وموسكو). إذا بدأ عدوان أميركي مباشر ضد دمشق والجيش السوري سيؤدي ذلك إلى تحولات مرعبة ليس على هذه الدولة فحسب، بل وعلى المنطقة بأسرها»، متوقعة أن «يؤدي تغيير نظام الحكم في دمشق إلى ما هو أبعد من فراغ السلطة، وهو الفراغ السياسي الذي سيمتلئ على الفور بالمعتدلين الذين في حقيقة الأمر ليسوا إلا إرهابيين من كل الأصناف والأشكال والذين لا يمكن فعل أي شيء تجاههم».

وأفاد موقع «روسيا اليوم» أمس بأن طائرتي استطلاع أميركيتين حلقت إحداهما أمس قرب الساحل الروسي في حوض البحر الأسود والثانية القسم الشرقي من البحر الأبيض المتوسط حيث توجد مجموعة السفن الحربية الروسية. وزاد: «اقتربت الطائرة من قاعدة خدمة السفن الحربية الروسية في طرطوس، وبقيت نحو 30 دقيقة قرب الساحل السوري قبل أن تتجه جنوباً نحو لبنان»، مشيراً إلى أن هذه الطائرة «تستخدم لأغراض الاستطلاع والتجسس والبحث وتدمير الغواصات» وإلى أن «طائرات الدورية والاستطلاع الأميركية زادت في الفترة الأخيرة من تحليقها بالقرب من الحدود الروسية. ويجرى يومياً رصد ثلاث طلعات وأكثر من هذا النوع».

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعرب عن إحباطه لأن جهوده الديبلوماسية لإنهاء النزاع في سورية لم يتم دعمها بعمل عسكري تشنه الولايات المتحدة، وذلك وفقاً لمحتوى تسجيل بصوته نشرته صحيفة «نيويورك تايمز». وفي هذا التسجيل الذي يعود تاريخه إلى الأسبوع الماضي، قال كيري أمام منظمة مؤلفة من مدنيين سوريين، أن دعوته إلى التحرك العسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم تلقَ آذاناً صاغية. وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في مؤتمر صحافي بعد لقاء نظرائه من دول آسيان: «قالوا (الروس) أنهم أتوا (إلى سورية) للمشاركة في إيجاد حل سياسي للحرب الأهلية، لكنهم لا يفعلون هذا». ووفق كارتر، فإن كيري يحاول استمالة روسيا لكي «تستخدم تأثيرها على نظام الأسد بهدف التوصل إلى حل سياسي»، لكن هذه المحاولات «لم تنجح حتى الآن».

ميدانياً، قال أدهم سحلول من الجمعية الطبية السورية – الأميركية ومقرها الولايات المتحدة: «تعرض مستشفى إم 10 للقصف ببرميلين متفجرين، كما أفادت تقارير عن سقوط قنبلة انشطارية». وأكد «المرصد السوري لحقوق الانسان» وقف الخدمة في المستشفى السبت إثر ضربات جوية شنتها طائرات حربية، لم يتمكن من تحديد هويتها. وتعرض المستشفى ذاته ومستشفى آخر تديره المنظمة السورية – الأميركية، ويعدان المرفقين الطبيين الأكبر في احياء حلب الشرقية، لضربات جوية الاربعاء أدت الى خروجهما عن الخدمة موقتاً.

ويضم المستشفيان اقساماً للطوارئ ووحدات لمعالجة الصدمات وسبق ان تعرضا أكثر من مرة لغارات جوية خلال الأشهر الماضية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ارولت في بيان أمس أن «الاستهداف المنهجي للبنى والطواقم الصحية تحديداً يفوق الوصف»، مضيفاً: «كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، فإن هذه الهجمات تشكل جرائم حرب ويجب أن تتم محاسبة مرتكبيها».

وتخوض القوات النظامية اشتباكات عنيفة ضد الفصائل المعارضة، «على محور سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط مدينة حلب، وعلى محور الشقيف في شمال المدينة»، لافتاً الى تحقيق قوات النظام تقدماً اضافياً في المحورين.

وتترافق الاشتباكات وفق المرصد مع غارات تنفذها طائرات روسية وقصف صاروخي كثيف من قبل قوات النظام.

وقال مراسل «فرانس برس» إن معظم الأحياء الشرقية شهدت ليلاً هدوءاً الى حد ما، فيما تركزت الغارات على مناطق الاشتباك في حيي سليمان الحلبي وبستان الباشا. وأفاد عن غارات استهدفت صباحاً حي الصاخور في شرق حلب.

وتتبع القوات النظامية «سياسة القضم» لتوسيع سيطرتها داخل الأحياء الشرقية.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «تسعى القوات النظامية الى تشتيت مقاتلي الفصائل على جبهات عدة»، لافتاً الى استقدامها تعزيزات عسكرية الى حلب.

وترد الفصائل المقاتلة باستهداف الأحياء الغربية بالقذائف التي حصدت عدداً من القتلى والجرحى منذ الجمعة.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس بإصابة 13 شخصاً بجروح جراء سقوط قذائف صاروخية «أطلقها إرهابيون على حي الميدان».

وقتل الجمعة 15 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من أربعين بجروح وفق حصيلة للإعلام الرسمي، نتيجة قذائف على أحياء عدة بينها سليمان الحلبي والميدان.

ويبدي سكان يقيمون في الأحياء الغربية تحت سيطرة النظام خشيتهم من ردود فعل الفصائل المقاتلة مع تقدم القوات النظامية.

ويقول ماجد عبود (32 سنة) وهو تاجر سيارات لـ «فرانس برس»: «فرحون لتقدم الجيش في مناطق حلب الشرقية والجميع متفائل جداً»، مبدياً في الوقت ذاته خشيته من «ردود فعل المسلحين» الذين «يضربون القذائف علينا».

 

روسيا: «العدوان» الأميركي في سورية يعني «تغيرات مزلزلة»

موسكو، بيروت – رويترز أ ف ب

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها اليوم (السبت) أن «العدوان المباشر» الأميركي على الحكومة والجيش السوريين سيؤدي إلى «تغيرات مخيفة ومزلزلة» في الشرق الأوسط.

وكان وقف لإطلاق النار تمكن التوصل إليه بوساطة أميركية – روسية انهار في الآونة الأخيرة وقصفت طائرات حربية روسية اليوم مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب.

وأعلنت موسكو تعزيز وجودها العسكري المفتوح زمنياً في سورية وإرسال المزيد من طائراتها الحربية في الذكرى السنوية الأولى للتدخل المباشر، متجاهلة تحذيرات واشنطن بتجميد التعاون الديبلوماسي معها.

وقال الكرملين أمس إنه لا يوجد إطار زمني للعملية العسكرية في سورية. وأبلغ الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الصحافيين أن «النتيجة الرئيسية لضربات روسيا الجوية ضد المتشددين الإسلاميين في سورية على مدى العام الماضي هي عدم وجود داعش أو القاعدة أو جبهة النصرة الآن في دمشق».

من جهتها ذكرت صحيفة «إزفستيا» الروسية أن موسكو عززت قاعدتها الجوية في سورية بعدد من قاذفات القنابل وتستعد لإرسال طائرات هجوم أرضي إلى هناك في الوقت الذي تكثف دعمها للقوات الحكومية السورية بعد انهيار خطة لوقف النار.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري روسي قوله إن «عدداً من المقاتلات من طراز سوخوي – 24 و سوخوي – 34 وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية»، وأضاف: «إذا دعت الحاجة ستعزز القوة الجوية خلال يومين وثلاثة أيام. وطائرات الهجوم الأرضي سوخوي – 25 المقرر أن تتجه إلى حميميم اختيرت مع وحداتها وأطقمها وفي حالة الاستعداد بانتظار أوامر القادة».

وجاء هذا بعد تلويح واشنطن بإعلان وقف التعاون الديبلوماسي مع موسكو بعد انهيار وقف النار. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري أن موسكو لا تزال منفتحة للحوار مع واشنطن في شأن التسوية السورية، بحسب وزارة الخارجية الروسية. وأضافت أن لافروف «شدد على أن موسكو لا تزال منفتحة للحوار مع الولايات المتحدة في شأن كافة القضايا الرئيسية للتسوية».

وقدم الطيران الروسي الغطاء الجوي للقوات النظامية السورية في معارك كر وفر داخل مدينة حلب، في وقت تواصلت دعوات المنظمات غير الحكومية لـ «وقف حمام الدم» في حلب حيث تحاصر القوات النظامية الأحياء الشرقية تحت وابل من القصف الجوي. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تشكيل «لجنة تقصي حقائق» في قصف قافلة المساعدات في ريف حلب الشهر الماضي.

وتعرض المستشفى الأكبر في الأحياء الشرقية في مدينة حلب اليوم إلى القصف ببرميلين متفجرين على الأقل، للمرة الثانية خلال أربعة أيام، وفق ما ذكرت منظمة طبية غير حكومية تقدم الدعم له.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم عن خروج مستشفى ميداني في حي الصاخور عن الخدمة عقب ضربات جوية شنتها طائرات حربية، لم يتمكن من تحديد هويتها. وأدت الغارات إلى مقتل شخص على الأقل، لم يُعرف إذا كان من الطاقم الطبي أو من الجرحى، بالإضافة إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح.

 

«براميل» على أكبر مستشفيات شرق حلب… ومعارك وسط المدينة وشمالها

لندن، واشنطن، باريس، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تعرّض أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب، لـ «براميل متفجرة» ألقتها مروحيات سورية، وذلك في ثاني قصف يتعرض له المستشفى خلال أربعة أيام بالتزامن مع استمرار الغارات الروسية والسورية على حلب وريفها، في وقت استمرت المعارك بين القوات النظامية وفصائل معارضة.

وقال أدهم سحلول من الجمعية الطبية السورية – الأميركية ومقرها الولايات المتحدة، لوكالة فرانس برس: «تعرض مستشفى إم 10 للقصف ببرميلين متفجرين، كما أفادت تقارير بسقوط قنبلة انشطارية». وتعرض المستشفى ذاته ومستشفى آخر تديره المنظمة، ويعدان المرفقين الطبيين الأكبر في أحياء حلب الشرقية، لضربات جوية الأربعاء، أدت الى خروجهما عن الخدمة موقتا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمام مجلس الأمن الأربعاء، أن الهجمات على مستشفيات في حلب تشكّل «جريمة حرب». ويضم المستشفيان أقساماً للطوارئ ووحدات لمعالجة الصدمات، وسبق أن تعرّضا مراراً لغارات جوية خلال الأشهر الماضية.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» السبت، بخروج مستشفى ميداني في حي الصاخور عن الخدمة إثر ضربات جوية شنّتها طائرات حربية، لم يتمكن من تحديد هويتها. وأدت الغارات الى مقتل شخص على الأقل، لم يعرف إذا كان من الطاقم الطبي أو من الجرحى، وإصابة عدد من الأشخاص بجروح.

وتتعرض أحياء حلب الشرقية منذ إعلان الجيش السوري في 22 أيلول (سبتمبر)، بدء هجوم هدفه السيطرة على هذه الأحياء، لغارات مكثفة تنفذها طائرات روسية وأخرى سورية، تسببت بمقتل 220 شخصاً على الأقل وإصابة المئات بجروح. كما خلّفت دماراً كبيراً لم تسلم منه المرافق الطبية.

وأعلنت الأمم المتحدة الخميس، أن نحو 600 جريح لا يتلقون العلاج في شرق حلب، بسبب النقص في الطواقم والمستلزمات الطبية. ونبهت منظمة الصحة العالمية الخميس، الى أن الأجهزة الطبية في شرق حلب على وشك «التدمير الكامل»، مطالبة «بإقامة ممرات إنسانية من أجل إجلاء المرضى والجرحى». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال أن «الطائرات الحربية استهدفت منطقة مستشفى ميداني في حي الصاخور بمدينة حلب، ما أسفر عن استشهاد شخص وسقوط جرحى، إضافة الى خروج المستشفى عن الخدمة»، لافتاً الى أنه «خلال الأيام الفائتة، استهدفت الطائرات الحربية والمروحية والقصف الصاروخي محيط 4 مستشفيات في أحياء حلب الشرقية، من بينها منطقة المستشفى الذي تعرض للقصف أمس»، والى أن «مستشفى عمر بن عبدالعزيز كان تعرض محيطه لقصف سابق في 26 و28 أيلول (سبتمبر) الماضي، ما تسبب في خروجه عن العمل أكثر من مرة، فيما تعرض مستشفى M10 في حي الصاخور لقصف في 28 أيلول الفائت، حيث أعلنت الجهات المسؤولة عن المستشفى خروجه عن العمل، في حين تعرض اليوم (أمس) لقصف من الطيران المروحي والبراميل المتفجرة وصواريخ الطائرات الحربية وسط نداءات لإخلاء الجرحى الموجودين في المستشفى».

وفي باريس، أدانت فرنسا قصف مستشفى في حلب، قائلة إن قصف مباني الرعاية الصحية والعاملين فيها في الجزء المحاصر من المدينة السورية، يصل إلى حد «جرائم الحرب». وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت، في بيان: «ستجري محاسبة الجناة». وأضاف: «فرنسا تحرك مجلس الأمن الآن لوقف هذه المأساة غير المقبولة».

وقال «المرصد» أيضاً، أنه «تم توثيق استشهاد طفلين اثنين نتيجة قصف طائرات حربية مناطق في حي الشيخ فارس، ليرتفع إلى 17 بينهم 4 أطفال عدد الشهداء الذين قضوا في القصف من الطيران الحربي أمس، على أحياء الهلك والزيتونات والشيخ فارس».

في غضون ذلك، أشار «المرصد» الى «اشتباكات عنيفة متواصلة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، على محور سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط مدينة حلب، وعلى محور الشقيف في شمال المدينة»، لافتاً الى تحقيق قوات النظام تقدماً إضافياً في المحورين.

وتترافق الاشتباكات وفق المرصد، مع غارات تنفذها طائرات روسية وقصف صاروخي كثيف من قوات النظام.

وقال مراسل لفرانس برس، إن معظم الأحياء الشرقية شهدت ليلاً، هدوءاً الى حد ما، فيما تركزت الغارات على مناطق الاشتباك في حيي سليمان الحلبي وبستان الباشا. وأفاد بغارات استهدفت صباحاً، حي الصاخور في شرق حلب.

وتحاول قوات النظام في اليومين الأخيرين، التقدّم الى الأحياء الشرقية من وسط المدينة، حيث تمكنت الجمعة، من السيطرة على أبنية عدة في حي سليمان الحلبي الذي تتقاسم والفصائل المعارضة السيطرة عليه وتخوض اشتباكات على أطراف حي بستان الباشا.

كما بدأت هجوماً موازياً من شمال المدينة، حيث سيطرت على المستشفى الكندي أمس، غداة استعادتها السيطرة على مخيم حندرات الواقع شمال مدينة حلب. وتتركز الاشتباكات حالياً، في منطقة الشقيف شمال حي بستان الباشا.

وترد الفصائل المقاتلة على هجوم قوات النظام باستهداف الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) السبت، بإصابة 13 شخصاً بجروح نتيجة سقوط قذائف صاروخية «أطلقها إرهابيون على حي الميدان».

وقال ماجد عبود، تاجر سيارات يقيم في غرب حلب، لفرانس برس: «فرحون لتقدم الجيش في مناطق حلب الشرقية، والجميع متفائل جداً»، مبدياً في الوقت ذاته خشيته من «ردود فعل المسلحين».

وأضاف: «يضربون القذائف علينا»، مشيراً الى سقوط عدد كبير من القتلى الجمعة، في حيي سليمان الحلبي والميدان.

وقتل الجمعة 15 شخصاً على الأقل، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، وفق حصيلة للإعلام الرسمي، نتيجة قذائف أطلقتها الفصائل على أحياء تحت سيطرة قوات النظام.

وأشار «المرصد» السبت، الى ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة الغارات التي استهدفت الجمعة، مناطق الاشتباك والأحياء المجاورة لها تحت سيطرة الفصائل المعارضة، الى عشرين شخصاً بينهم ستة أطفال.

وتتعرض أحياء حلب الشرقية منذ إعلان الجيش السوري في 22 أيلول، بدء هجوم هدفه السيطرة على هذه الأحياء، لغارات مكثفة تنفذها طائرات روسية وأخرى سورية، تسبّبت وفق «المرصد» بمقتل 220 شخصاً على الأقل وإصابة المئات بجروح، وخلفت دماراً كبيراً.

 

الامم المتحدة تقول ان مدينة حلب تواجه “وحشية” غير انسانية

جنيف – أ ف ب – قال ستيفن اوبريان رئيس مكتب الشؤون الانسانية في الامم المتحدة، ان المدنيين الذي يتعرضون للقصف في مناطق شرق حلب التي يسيطر عليها المتمردون يواجهون مستوى من الوحشية يجب ان لا يتعرض له اي انسان.

 

وأصدر اوبريان نداء جديداً لتخفيف معاناة نحو 250 الف شخص يتعرضون لهجوم من القوات الحكومية السورية، بدعم من روسيا بهدف السيطرة على المدينة.

 

وفي بيان دعا اوبريان الى “العمل العاجل لإنهاء الجحيم الذي يعيش فيه” المدنيون.

 

وتشن قوات النظام السوري هجوماً ضارياً للسيطرة على حلب، ثاني اكبر المدن السورية. وفشلت الجهود الدبلوماسية في وقف سفك الدماء.

 

وقال اوبريان ان “نظام الرعاية الصحية في شرق حلب دمر بشكل شبه تام”، بعد تعرض اكبر مستشفى في تلك المناطق الى قصف ببراميل متفجرة.

 

واضاف ان “المرافق الطبية تقصف واحداً بعد الآخر”.

 

ودعا اوبريان الاطراف المتحاربة الى السماح على الاقل بعمليات اخلاء طبية لمئات المدنيين الذين هم في اشد الحاجة الى الرعاية.

 

وذكرت الامم المتحدة ان امدادات المياه والغذاء في شرق حلب تتناقص بشكل خطير، بينما توقفت جهود ادخال قوافل مساعدات عبر الحدود التركية الى حلب، بسبب العمليات القتالية.

 

وكانت الامم المتحدة تأمل بأن تتمكن من ادخال المساعدات الى شرق حلب خلال الهدنة التي تم التوصل اليها بوساطة موسكو وواشنطن، الا ان الظروف الأمنية للسماح بدخول هذه المساعدات لم تتوفر، وانهارت الهدنة بعد ذلك بوقف قصير.

 

الخارجية الروسية: لافروف وكيري ناقشا تطبيع الوضع في مدينة حلب

موسكو- رويترز- قالت وزارة الخارجية الروسية الأحد إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري ناقشا في محادثة هاتفية تطبيع الوضع في مدينة حلب السورية.

 

وأضافت أن المحادثة أجريت السبت.

 

تقدم لقوات النظام السوري في شمال مدينة حلب بدعم جوي روسي

بيروت- أ ف ب- حققت قوات النظام السوري الأحد تقدما على حساب الفصائل المعارضة في شمال مدينة حلب بدعم من الطائرات الروسية التي شنت عشرات الغارات ليلا على مناطق الاشتباك بين الطرفين، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “حققت قوات النظام تقدما في شمال مدينة حلب، بعد تقدمها من منطقة الشقيف الى تخوم حي الهلك” الذي تسيطر عليه الفصائل والمحاذي لحي بستان القصر، من جهة الشمال.

 

وافاد بان هذا التقدم جاء اثر شن “طائرات روسية ليلا عشرات الغارات الجوية على مناطق الاشتباك” في شمال ووسط مدينة حلب.

 

وتخوض قوات النظام في الايام الثلاثة الاخيرة معارك عنيفة ضد الفصائل المعارضة اثر شنها هجومين متوازيين في شمال حلب ووسطها.

 

وبحسب المرصد، تدور اشتباكات عنيفة الاحد بين الطرفين على الاطراف الشمالية لحي الهلك، وعلى جبهتي حيي سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط المدينة.

 

وتواصل قوات النظام وفق عبد الرحمن، سياسة “قضم” الاحياء تحت سيطرة الفصائل، موضحا ان هدفها في المرحلة المقبلة “السيطرة على حيي بستان الباشا والصاخور بهدف تضييق مناطق سيطرة الفصائل”.

 

وقال مراسل لفرانس برس في الاحياء الشرقية ان الغارات الجوية تركزت ليلا على مناطق الاشتباك وتحديدا في احياء سليمان الحلبي وبستان الباشا والصاخور.

 

ومنذ اعلان الجيش السوري في 22 ايلول/ سبتمبر بدء هجوم هدفه السيطرة على الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل، تتعرض المنطقة لغارات روسية واخرى سورية كثيفة تسببت بمقتل 220 شخصا على الاقل واصابة المئات بجروح.

 

ويعيش نحو 250 الف شخص في الاحياء الشرقية ظروفا انسانية صعبة في ظل الحصار والنقص في المواد الغذائية والطبية.

 

وتاتي المواجهات في حلب فيما يتصاعد التوتر الاميركي الروسي مع وصول المحادثات بين الجانبين حول سوريا الى حائط مسدود.

 

ومساء السبت، تحدثت وزارة الخارجية الروسية عن اتصال هاتفي جرى بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري.

 

ونقلت الخارجية تشديد لافروف على “الطابع غير المقبول لمحاولات معارضين يقودهم الغرب على التسامح مع النصرة وتعطيلهم المفاوضات حول تسوية سياسية للازمة”، في اشارة الى جبهة فتح الشام (جبهة النصرة قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة).

 

الأركان التركية: المعارضة السورية سيطرت على 960 كيلومترا مربعا شمالي البلاد

اسطنبول- د ب أ- أعلنت الأركان التركية أن عناصر المعارضة السورية سيطروا على 960 كيلومترا مربعا في شمال البلاد.

 

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية أنه منذ انطلاق عملية درع الفرات في آب/ أغسطس الماضي، قصفت القوات التركية ألفا و657 هدفا.

 

وكان البرلمان التركي وافق أمس على تمديد مهمة الجيش لتنفيذ عمليات عسكرية عبر الحدود في كل من سورية والعراق.

 

ألمانيا تشهد تصاعداً في حالات الاعتداء على اللاجئين

علاء جمعة

برلين ـ «القدس العربي»: هاجم نحو 30 ألمانيا مجموعة من الأجانب عند محطة ترام في مدينة شفيرين شمالي البلاد في وقت متأخر من مساء أمس الأول الجمعة.

يذكر أن هذه المنطقة من ألمانيا شهدت تكرار المواجهات بين ألمان ومهاجرين ما جعل السلطات تشدد فيها إجراءاتها الأمنية.

وذكرت الشرطة أمس السبت أن مجموعة الأجانب التي تعرضت للهجوم ضمت عشرة أفراد ذوي اصول اجنبية (وكانت هذه المجموعة موجودة في ميدان مارين بوسط شفيرين) مشيرة إلى أنه تم فض أعمال العنف.

واعتقلت الشرطة 40 شخصا لهم صلة بالمصادمات التي أدت إلى حدوث إصابة طفيفة لشاب، وقد أدت المواجهات العنيفة في وسط شفيرين إلى تعزيز الاجراءات الامنية بالمنطقة خلال الأسابيع الأخيرة.

وقالت الشرطة إن ميدان مارين هو مكان معروف يتجمع فيه مجموعات مهاجرين تتراوح أعدادهم من 20 إلى 30 شخصا، والكثير منهم قاصرين قدموا إلى ألمانيا بدون مرافقين بحثا عن اللجوء، كما يتجمع في هذا المكان مجموعات من السكان المحليين.

وكان تقرير ذكر يوم الثلاثاء الماضي أن سوريين اثنين هاجما مجموعة من المهاجرين والسكان المحليين في ساحة مارين، وهدداهم بسكين قبل أن يلوذا بالفرار، وألقت الشرطة القبض عليهما.

وتعكس هذه المواجهات إضافة إلى التي وقعت بين يمينيين متطرفين وطالبي لجوء في مدينة باوتسن (شرق ألمانيا) والتي شهدت عدداً كبيراً من الحوادث ضد اللاجئين حالة التذمر التي تسود أوساط اليمين المتطرف ضد تواجد اللاجئين في ألمانيا.

وشهدت إحدى ساحات مدينة باوتسن التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة شرق دريسدن، مواجهات عنيفة، حيث تواجه حوالي 80 رجلاً وامرأة ينتمي معظمهم إلى «حركة اليمين المتطرف» وحوالي عشرين من طالبي اللجوء، لفظياً ثم جسدياً، حسبما أفاد به بيان للشرطة.

وأكدت الشرطة أن عدداً كبيراً من الأشخاص هاجموا سيارة إسعاف كانت تنقل طالب لجوء مغربياً في الثامنة عشرة من عمره، ومنعوها من الوصول إلى المستشفى. ونقل الشاب إلى المستشفى بسيارة أخرى تحت حماية الشرطة. وقال البيان إن حوالي مئة من عناصر الشرطة فصلوا بين المجموعتين. ثم عاد طالبو اللجوء الذين تبعهم المتطرفون إلى مقر إقامتهم الذي اضطرت قوات الأمن إلى حمايته. وتولت قوات الأمن أيضاً حماية ثلاثة مقرات إقامة أخرى في باوتسن وفي مدينة مجاورة لها.

واستفاد شعبويو حزب «البديل لألمانيا» من معارضة عدد متزايد من السكان لاستقبال المهاجرين ليعززوا صفوفهم في مختلف انحاء البلاد تقريباً، لكن ملايين المتطوعين يقومون في المقابل بتعبئة متواصلة لمساعدة اللاجئين.

ونقلت وسائل إعلام ألمانية تساؤلات غيورغ بازدرسكي مرشح حزب البديل لألمانيا في برلين والذي قال مخاطباً الجماهير «هل تعلمون كم يكلف اللاجئ ألمانيا كل شهر؟» قبل أن يضيف «3500 يورو وكلنا هنا ندفع الضرائب. هذه أموالنا».

فيما نقلت القناة التلفزيونية الألمانية الثانية كلمات باستيان بيرينز (42 عاماً) مسؤول الإعلام في الاتحاد المسيحي الديمقراطي والذي أكد أنه سيصوت لصالح اليمين الشعبوي متسائلاً «لماذا علينا ان نستقبل في برلين لاجئين يعيشون في أمان في اليونان او إيطاليا او تركيا؟».

قبل أن يعلو تصفيق حاد في صالة بلدية زيلندورف (جنوب غرب برلين) التي يعقد فيها تجمع حزب البديل لألمانيا استعداداً للانتخابات المحلية لتجديد برلمان برلين. وبين الحضور كان عدد كبير من الأشخاص الذين أصيبوا بالخيبة من اداء برئاسة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل على صعيد سياسة الهجرة بحسب القناة التلفزيونية الألمانية.

يشار إلى أن المانيا استقبلت 890 الف طالب لجوء على اراضيها في عام 2015، ويقل هذا الرقم عن رقم سابق يقدر بـ 1،1 مليون، وقد تراجع عدد المهاجرين الى 210 آلاف منذ مطلع السنة، كما أعلنت الحكومة الجمعة.

واوضح وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير في مؤتمر صحافي، ان 820 الفا من العدد الاجمالي للسنة الماضية، قد تسجلوا فعلا بصفتهم طالبي لجوء، وان 50 الفا وزعوا بعد تسجيلهم، وان 20 الفا هم من القاصرين الذين لا يرافقهم احد ولم يقدموا بعد طلب اللجوء.

واضاف وزير الداخلية ان «هذا الرقم (890 الفا) ما زال كبيرا جدا. وبفضل مجهود كبير، تجاوزنا هذا التحدي إلى حد كبير».

وقد عرض وصول عدد كبير من المهاجرين في 2015، الادارة المسؤولة عن طلبات اللجوء إلى ضغوط كبيرة، وحول قسما من الرأي العام الالماني ضد ميركل وحكومتها الائتلافية.

وقال وزير الداخلية الألماني «نحن متفقون على القول إن هذا الوضع لا يمكن أن يتكرر». وأضاف «لذلك اتخذنا عددا كبيرا من التدابير على المستوى الوطني، والأوروبي والدولي، من اجل خفض كبير ودائم لعدد الذين سيطلبون اللجوء في المستقبل، على أن نتحمل في الوقت نفسه مسؤولياتنا الانسانية».

لذلك لم تسجل المانيا حتى 21 ايلول/سبتمبر الماضي إلا 210 آلاف طالب لجوء خلال 2016، كما اوضح وزير الداخلية، معربا عن ارتياحه لان «التدابير المتخذة اعطت نتيجة».

وفي نهاية آب/اغسطس، اعلن المكتب الاتحادي للمهاجرين واللاجئين انه يتوقع استقبال 300 الف طالب لجوء على الاراضي الالمانية للسنة الجارية، اي ثلث المستوى في 2015.

وادى اغلاق طريق البلقان وتوقيع اتفاق مثير للجدل بين الاتحاد الاوروبي وتركيا في اذار/مارس، لوقف عمليات العبور غير الشرعية من الشواطىء التركية إلى الجزر اليونانية، التي تعد بوابات العبور الرئيسية إلى الاتحاد الاوروبي، إلى خفض وصول المهاجرين الاتين من الشرق الأوسط وافغانستان.

وفي سياق متصل أقر نواب أوروبيون باستحداث وثيقة سفر جديدة لإعادة من رفض طلب لجوئه إلى وطنه بأغلبية 494 صوتاً مقابل 112 فيما امتنع 50 نائباً عن التصويت، ويتعين أن يقرها مجلس الاتحاد الأوروبي رسمياً قبل سريانها.

ويعتمد الاتحاد الاوروبي منذ 1994 نظاما غير ملزم يقضي بتزويد أصحاب طلبات اللجوء المرفوضة الذين لا يحملون هوية أو جواز سفر بوثيقة سفر نموذجية.

 

عام على التدخل الروسي في سوريا: تغيّر في خرائط السيطرة وخسارة حلب

منهل باريش

«القدس العربي»: بعد انهيار قوات النظام ومليشياته، ربيع 2015، وخسارته مدن إدلب وأريحا وجسر الشغور، وحصار كفريا والفوعة، والسيطرة على مركز القيادة العسكرية في معسكر المسطومة، ومطاردة فلول قواته المهزومة في مستنقعات سهل الغاب بعد هروبها من حصار دام اياما عدة في مستشفى جسر الشغور… بعد هذه التطورات وقع التدخل الروسي.

وقد تدخلت روسيا لوقف انهيار الجيش الذي يعتبر سوق التصريف الأكبر في المنطقة العربية للسلاح الروسي، وهو المؤسسة الوحيدة التي يعتبر الروس أن النفوذ الإيراني مازال خارجها، رغم مشاركة الميليشيات الإيرانية في المعارك إلى جانبه.

وكان القصف الجوي الروسي قد بدأ مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «استباق الإرهابيين» وعدم انتظارهم. لكن فصائل الجيش الحر أعلنت أن القصف الذي تحدث عنه الروس هو فعلياً قصف لمقرات ومعسكرات ومستودعات أسلحة تابعة لها. واتهم لواء صقور الجبل وجيش العزة الطيران الروسي بقصف مقراتهما في إدلب وحماة.

تغيرت خرائط السيطرة العسكرية على الأرض إثر التدخل الجوي الروسي ضد فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية الأخرى. وخسرت الفرقة الساحلية الأولى معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها في جبل الأكراد، خصوصاً سلمى وكنسبا. وقطعت المليشيات الشيعية طريق اعزاز ـ حلب، وعزلت الريف الشمالي لحلب مع الريف الغربي بعد تقدمها من باشكوي إلى نبل والزهراء.

كذلك استعاد جيش النظام، مدعوما بمقاتلين من ميليشيا صقور الصحراء وبغطاء جوي كثيف من القاذفات الروسية، السيطرة على مدينة تدمر الأثرية نهاية آذار (مارس) الماضي.

سياسياً، تعثرت المفاوضات بين الهيئة العليا المعارضة والنظام السوري. وفشلت الهدنة بين الراعيين، الروسي والأمريكي. وعقّد الوضع في حلب إمكانية الوصول إلى أي هدنة حالية، أو اتفاق سياسي في المدى القريب.

وأشار مصدر أمني اقليمي (يعمل على الملف السوري ) أن «الأمريكيين أبلغوا الدول الإقليمية أن اتفاقا جرى بين روسيا وأمريكا على عدم حصار حلب من أي من الطرفين للطرف الآخر، وأن وعودا أعطاها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري ببقاء طريق الكاستيلو مفتوحا للمعارضة». لكن روسيا سرعان ما قامت بالإيعاز للنظام بالبدء بعملية السيطرة على الطريق وقامت بالتغطية الجوية لتقدم قوات النظام ومليشياته الرديفة.

وأكد المصدر الأمني أن أمريكا هي من طلبت من «الدول الصديقة» أن تقدم الدعم لفصائل المعارضة وتقوم بهجوم على محور الراموسة، وفتح طريق نحو حلب الشرقية المحاصرة، حيث تعتقد أمريكا أن «خسارة الراموسة والكليات العسكرية والضغط على حلب الغربية هو ما سيجبر الروس على الالتزام بوقف الأعمال القتالية والالتزام بالهدنة».

نائب رئيس الوفد المعارض الى مباحثات جنيف، ورئيس المجلس الوطني، جورج صبرة، قال في حديث لـ«القدس العربي» إن الروس «دخلوا في مأزق سياسي في سوريا، بسب التزامهم بالهدنة»، ووصف قصف روسيا لقوافل المساعدات الأممية بـ»السابقة الخطيرة، وهي تحد صارخ للأمم المتحدة». وعن رؤيته لأي تغير محتمل لدعم المعارضة عسكرياً، أضاف «أعتقد أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأصدقاء، ولا أستبعد أن يحدث انفراج جزئي في دعم الجيش الحر».

ورأى الرئيس السابق للائتلاف الوطني،هادي البحرة، أن «المأساة السورية باتت متشابكة مع قضايا إقليمية وعالمية، وما تريده روسيا من تدخلها في سوريا هو مقايضة أي تعاون في هذا الملف مقابل تنازلات من الولايات المتحدة في ملفات أخرى، وخصوصاً الملف الأوكراني، وضمان عدم التدخل الغربي في دول الاتحاد السوفيتي السابق والاعتراف بالنفوذ الروسي عليها، والحد من توسع عضوية حلف الناتو شرقاً، والقبول بدور روسي ضمن تجمع الدول الغربية الكبرى في إعادة صياغة النظام الاقتصادي العالمي الجديد».

واعتبر البحرة المصلحة الروسية في سوريا «محصورة بضمان عدم وصول الغاز العربي إلى السوق الأوروبية، إضافة إلى ميناء طرطوس الذي يعد الميناء الوحيد بالنسبة لها كمنفذ على البحر المتوسط، ومبيعات السلاح للجيش السوري الذي يعد أحد أهم الزبائن ويحوز على نسبة تتجاوز الخمسة بالمئة من إجمالي صادراتها من السلاح».

وعلمت «القدس العربي» من مصدر عسكري مقرب من «غرفة الموم»، أن صواريخ الغراد التي أطلقها «جيش إدلب الحر» هي صواريخ غراد عادية، وهي موجودة لدى أغلب الفصائل، ونفى المصدر دخول أي نوع من جديد من صواريخ أرض – أرض متوسطة المدى الى فصائل المعارضة. ووصف الخبر بالإشاعة التي «تصب في مصلحة روسيا والنظام».

كذلك، لم تستلم المعارضة أي نوع من الصواريخ المضادة للطائرات، ومن المرجح أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتورط في تعقيد الصراع في سوريا، ولا تريد اغضاب الروس. إضافة الى أن أغلب الصواريخ المضادة للطائرات (من صنع أوروبا الشرقية) لا تستطيع إسقاط القاذفات الروسية التي تطير على ارتفاعات عالية جدا، وإنما يقتصر دورها على تحييد طيران النظام ومروحياته التي تقصف البراميل المتفجرة.

من جهة أخرى لا تستطيع أمريكا تزويد الجيش الحر بصواريخ ستنغر التي تصنعها، الأمر الذي يعتبرعدوانا مباشراً على روسيا. وهذا ما لا تستطيع وكالة الاستخبارات المركزية، CIA، القيام به فهو خارج صلاحياتها، وسيضع وزارة الدفاع، البنتاغون، في مأزق كبير. فتَدَخل البنتاغون في سوريا لا علاقة له بحرب المعارضة ضد النظام، انما يقتصر على دعم حرب المعارضة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية « فقط.

في ظل عجز الإدارة الأمريكية، وعدم مقدرتها على اتخاذ أي قرار ضد روسيا عسكرياً، ربما يجد البنتاغون بعضا من الحلول، كأن يقوم بعملية «جراحية « ضد قوات النظام في الكاستيلو، تسمح لقوات المعارضة بكسر الحصار عن حلب. والخيار الأمريكي الآخر هو استمرار الضغط الذي بدأه الغرب سياسياً واتهام روسيا بقصف قافلة الهلال الأحمر، واتهامها باسقاط الطائرة الماليزية.

في المقابل، يبقى السؤال الأهم هو ماذا ستفعل فصائل المعارضة السورية في الشمال، وماهي خطتها لكسر الحصار عسكريا، بعد أن فشلت كل محاولات تطبيق الهدنة؟

 

الأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء جحيم حلب

قال رئيس مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، إن المدنيين الذين يتعرضون للقصف في مناطق شرق حلب، التي تسيطر عليها المعارضة السورية، “يواجهون مستوى من الوحشية يجب ألا يتعرض له أي إنسان”.

وأصدر أوبراين نداء جديدا لتخفيف معاناة نحو 250 ألف شخص يتعرّضون لهجوم من قوات النظام السوري بدعم من روسيا، بهدف السيطرة على المدينة.

وفي بيان، دعا المسؤول الأممي إلى “العمل العاجل لإنهاء الجحيم الذي يعيش فيه المدنيون”.

وتشنّ قوات النظام السوري هجوما ضاريا للسيطرة على حلب، ثاني أكبر المدن السورية. وفشلت الجهود الدبلوماسية في وقف سفك الدماء.

وقال أوبراين، إن “نظام الرعاية الصحية في شرق حلب دمر بشكل شبه تام”، بعد تعرض أكبر مستشفى في تلك المناطق إلى القصف ببراميل متفجرة.

وأضاف أن “المرافق الطبية تقصف واحدا بعد الآخر”، داعيا إلى السماح، على الأقل، بـ”عمليات إخلاء طبية لمئات المدنيين الذين هم في أشد الحاجة إلى الرعاية”.

وذكرت الأمم المتحدة أن إمدادات المياه والغذاء في شرق حلب تتناقص بشكل خطير، بينما توقفت جهود إدخال قوافل المساعدات عبر الحدود التركية إلى حلب، بسبب القصف المكثف من قبل النظام وروسيا.

وكانت الأمم المتحدة تأمل في أن تتمكن من إدخال المساعدات إلى شرق حلب خلال الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة موسكو وواشنطن، إلا أن الظروف للسماح بدخول هذه المساعدات لم تتوفر، وانهارت الهدنة بعد ذلك بوقت قصير.

(فرانس برس)

 

قتلى بتجدد الغارات في حلب وإدانات لقصف مستشفى “الصاخور

أحمد حمزة

واصل طيران النظام الحربي وسلاح الجو الروسي فجر اليوم الأحد، شنّ غاراته في مناطق واسعة، تسيطر عليها المعارضة السورية المسلّحة في حلب شمالي البلاد. ويأتي ذلك، بعد يومٍ أدت فيه الهجمات، لسقوط ضحايا مدنيين، وأخرجت مستشفى يقع في حي الصاخور عن الخدمة، بعد استهدافه وسقوط قتلى وجرحى، ما شكّل إدانة دولية، ومطالبة بوقف الهجمات الدامية.

وأوضحت مصادر محلية في محافظة حلب لـ”العربي الجديد” أن “غارات طيران النظام والمقاتلات الحربية الروسية، تواصلت خلال ساعات الليل”، إذ “استهدفت حي المشهد بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، كما ضربت نحو عشر غارات أحياء الشيخ خضر والشيخ فارس والصاخور، واستهدفت سلسلة غارات أخرى، أحياء طريق الباب والحيدرية وبستان الباشا والهلك، وأدت لسقوط خمسة قتلى من المدنيين”.

كما واصلت قوات النظام والمليشيات المساندة لها في حلب، شن هجماتٍ برية على جبهات القتال، محاولةً التقدم نحو مناطق سيطرة المعارضة السورية، وتركزت المواجهات أمس، في جبهات كرم الطراب وشقيف، وكذلك على تخوم حيي سليمان الحلبي وبستان القصر، لكن قوات النظام، فشلت مجدداً في إحراز أي تقدم، بعد تصدي مقاتلي المعارضة.

وكانت الغارات قد أسفرت أمس أيضاً، عن تدمير مستشفى جديد في حي الصاخور بحلب بعد استهدافه، ما أدى لمقتل وإصابة عدد من المدنيين.

بدوره، أدان وزير الخارجية الفرنسي جاك مارك أيرو أمس، الهجوم الجوي على المستشفى، معتبراً بأنّ استهداف المنشآت الصحية “بمثابة جريمة حرب”، قائلاً إنه “ستتم محاسبة الجناة”. أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، فشدد على أن “قصف حلب ينبغي إيقافه، وأي شخص يرغب في محاربة الإرهابيين، لا يهاجم مستشفيات”.

وفي سياق متصل بالشأن الميداني في سورية أمس، أصيب عشرات المدنيين بحالات اختناق مساء السبت، جرّاء استنشاقهم غازاً ساماً، يعتقد أنه غاز الكلور، ألقته طائرة مروحية تابعة للنظام على مدينتي كفرزيتا واللطامنة بريف حماه الشمالي.

وقال مصدر طبي لـ”العربي الجديد” إن “طائرات النظام المروحية استهدفت مدينتي كفرزيتا واللطامنة بعدّة براميل تحوي غازات سامة، يعتقد أنها من غاز الكلور السام، مما أدى إلى إصابة أكثر من ثلاثين مدنياً بحالات اختناق، تمّ نقلهم إلى النقاط الطبية لإجراء الإسعافات الطبية اللازمة”.

وكان قد قتل خمسة مدنيين أمس، بقصف بالأسطوانات المتفجرة على مدينة اللطامنة شمالي حماه، كما قُتل ستة آخرون، وأصيب نحو عشرين، في قصف جوي وصاروخي لقوات النظام على بلدة المقيلبية غرب العاصمة دمشق.

 

حلب:مليشيا كردية تدعم هجوم النظام

حققت مليشيات النظام تقدماً جديداً في الجبهات الشمالية للأحياء الشرقية المحاصرة في حلب، وسيطرت فجر الأحد، على منطقة معامل الشقيف ومشفى الكندي ومعمل الأليغانس، ووصلت إلى مشارف حي بعيدين ومنطقة المحالج، ورصدت نارياً منطقة دوار الجندول التي أصبحت خطوط تماس مباشر مع المعارضة.

 

مليشيات النظام التي تدعمها مليشيات شيعية وإيرانية وقوات خاصة روسية، حظيت بدعم جديد من مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، في هجومها الأخير على المعارضة. والهجوم باتجاه الجندول، جاء عبر محاور متعددة؛ من مخيم حندرات شمالاً ومن حي الشيخ مقصود ومنطقة الكاستيللو غرباً.

 

 

 

ومهدت لتقدم قوات النظام والمليشيات، المقاتلات الروسية التي نفّذت أكثر من 100 غارة استهدفت مواقع المعارضة المتقدمة، وطال القصف أحياء بعيدين والكندي والشقيف والجندول وبستان الباشا. كما استفادت القوات المهاجمة من التمهيد المدفعي والصاروخي الذي دك معاقل المعارضة وأجبرها على الانسحاب.

 

وحاولت قوات النظام والمليشيات الشيعية؛ العراقية والأفغانية والإيرانية ومليشيا “حزب الله”، السيطرة على حي الشيخ سعيد في الجهة الجنوبية الغربية من حلب الشرقية، صباح الأحد، بهدف تثبيت نقاطها. وقصفت القوات المهاجمة الحي بالمدفعية والهاون، وشنت المقاتلات الحربية الروسية غارات جوية بالقنابل الفوسفورية والعنقودية على حي الشيخ سعيد وعدد من الأحياء الشرقية المحاصرة القريبة كالمشهد والعامرية وحلب القديمة وسليمان الحلبي وطريق الباب والشعار وكرم الجبل والصاخور والحيدرية ومساكن هنانو والميسر والجزماتي.

 

وماتزال المعارك مستمرة بين الطرفين في حي الشيخ سعيد، وتبدي المعارضة مقاومة عنيفة في الحي وتصدت للمليشيات في كل المحاور التي أشغلتها، وبالتحديد في محور معمل الإسمنت، وقتلت عشرة عناصر للمليشيات ودمرت سيارات محملة برشاشات ثقيلة.

 

وتتبع قوات النظام وحلفاؤها سياسة الأرض المحروقة، وإشغال عموم الجبهات الداخلية في المدينة لتشتيت المعارضة، وشهدت جبهات بستان الباشا وسليمان الحلبي والشيخ خضر وكرم الجبل وحلب القديمة، اشتباكات عنيفة بالتزامن مع معارك الشمال والجنوب الغربي في الشيخ سعيد. وتتقاسم المليشيات الموالية محاور القتال بحيث يتركز الجهد الحربي لكل تنظيم مقاتل في محور معين. واللافت في التقدم الأخير للنظام مشاركة مليشيا حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي في معركة السيطرة على الشقيف.

 

منبج في ظل “قسد”: الهيمنة للأكراد

هشام الأحمد

استبشر كثيرون من أهالي منبج بسيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري، على المدينة، وإنهاء كابوس “الدولة الإسلامية” الذي استمرَّ قرابة عامين ونصف العام، معتقدين أنّهم تحرروا وتخلصوا من احتلال بغيض.

 

وكانت ممارسات “داعش” قد هيّأت الأرضية الخصبة لاستقبال أي قوة مهما كان توجهها فـ”لن تكون أسوأ من داعش” بحسب الناشط الإعلامي محمود الحسن، من منبج، الذي أضاف: “الأهالي كانوا مستعدين لاستقبال أي قوة تخلصهم من داعش، فلم يكن يمر شهر من دون إعدامات وصلب للجثث في الساحات والشوارع”.

 

وما زاد من تفاؤل الناس رفع “قسد” لشعارات “الديموقراطية” و”أخوّة الشعوب” و”حق أهالي المدن والقرى بانتخاب ممثليهم في المجالس الشعبيّة من دون تمييز على أساس العرق والدين والطائفة”، ويُضاف إلى ذلك الطمأنينة المنبعثة من وجود قوات عربية في صفوف “قسد”. يقول عبد الرؤوف من منبج “ادعت قسد أنّها ستستمد قوتها من الشعب أي ستترك الشعب يختار ممثليه، وهذا ما قامت من أجله الثورة”.

 

وبعد أشهر قليلة من سيطرة “قسد” على منبج، تزعزعت الثقة لدى أولئك الذين نظروا لها على أنها قوة تحرير، ومبعث ذلك ما يلمسه ويعايشه المواطنون يومياً من ممارسات توحي لهم أن “قسد” أشبه بسلطة احتلال. ويقول مدرس اللغة العربية مأمون: “بقدر فرحنا بطرد داعش كانت صدمتنا بقسد، وكانت نظرية الرمد أحسن من العمى خاطئة فداعش وقسد العمى بعينه”.

 

وتفاجأ أهل منبج بأنَّ القوات العربية المنضوية في “قسد” لا حول لها ولا قوّة، فالسلطة الفعلية بيد الأكراد. ويقول مقاتل في “قسد”: “السلطة الحقيقية لقادة حزب العمال، وغالبية القادة الكبار أكراد غير سوريين”. وتشير شهادات منشقين عن “قسد” إلى أنّ القيادة الفعلية فيها هي لحزب “العمال الكردستاني” الذي تمثله “وحدات الحماية” الكردية. وسرعان ما اكتشف أهل منبج أن العناصر العربية في “قسد” لا تمثلهم، وباتوا ينظرون لهم باعتبارهم مرتزقة لا يمتون للعروبة بشيء. ويقول محمود الحسن: “شتان بين الثوار والمرتزقة، فالسرقات التي قام بها عناصر (قسد) عرباً وكرداً تثبت أنّ الديموقراطية والثورة بريئة منهم”.

 

ووجد العرب أنّ “المجالس الشعبية” لا تمثل جميع المكونات خلافاً للشعارات، يقول المحامي حسن: “المجلس المدني في منبج خشبي وتدار المدينة من حزب العمال، وعندما يأتي مسؤول حزبي كبير من عين العرب يرتجف له أعضاء المجلس المفترض”. ويتابع الحسن موضحاً وضع المجلس: “ذهبت للمجلس للحصول على موافقة سفر لقريب لي في الحسكة، فوجدت أن معظم الحديث باللغة الكردية، ورأيت أن مسؤولي المجلس العرب كفاروق الماشي وإبراهيم قفطان، هما مجرد واجهات”. والسلطة الحقيقية، على ما يقول الحسن، هي للرفيقة سوزدار في قيادة “الإدارة المشتركة” في منبج بالتشارك مع فاروق الماشي، وهي التي تدير كل ملفات العلاقات العامة”.

 

ويتهم نشطاء المعارضة السورية في منبج، “المكاتب المدنية” في “المجلس الشعبي” المُعيّن من “قسد” بتعيين الأكراد لا العرب في الوظائف العامة، رغم أن الأكراد لا يشكلون أكثر من 7 في المئة من أهل منبج. ولا يقتصر التمييز على المجالات المدنية، وإنما شمل المجالات الاقتصادية، حيث يدعي التجار احتكار “العمال الكردستاني” ومن يرتبط به للعجلة الاقتصادية. ويقول تاجر السكر أبو محمد، الذي كان يُزود منبج يومياً بقاطرة وقاطرتين من السكر: “طلبت أكثر من خمس مرات رخصة لاستيراد مادة السكر، ودائماً يأتي الرد بالرفض بعلل مختلفة”.

 

الناشط فيصل أبو عمر، قال إن ممارسات “قسد” تأخذ طابعاً منهجياً لا فردياً: “لا نتحدث هنا عن سرقة البيوت والمحلات فحسب إنما نتحدث عن مئات أطنان القمح نقلت إلى عين العرب، ناهيك عن تفريغ المدينة الصناعية، ومحاولة نقل معدات المشفى الوطني في منبج إلى عين العرب “.

 

ويرى النشطاء أن أخطر ما تقوم به “وحدات الحماية” يتمثل بعمليات التغيير الديموغرافي للمنطقة، إذ منعت القوات الكردية أهالي عشرات القرى العربية؛ منها عشر قرى على جانبي سد تشرين وقرى غربي منبج وشمالها، من العودة لقراهم. ويقول الناشط الحسن، إن “قسد” سمحت مؤخراً لقسم من أهالي القرى العربية بالعودة، شريطة انضمام شاب أو فتاة من كل عائلة إلى “قسد”، أو دفع مبلغ مالي “جزية” كالتي فرضها “داعش”. ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ منعت “قسد” حركة العرب داخل مناطق سيطرتها، ووصل الأمر لمنع تواصل العرب شرقي الفرات مع أهلهم غربه، ويتابع الحسن: “يمنع الحزب زيارة العائلات بعضها بدعوى منع تسلل عناصر لداعش، بل يمنعون العرب من نقل سيارات العلف ويجعلون ذلك حكراً على الأكراد”.

 

ويرى نشطاء أنّ مشروع “قوات سوريا الديموقراطية” لا يمت لسوريا بصلة، بل يستهدف وحدة سوريا ووجودها كوطن جامع للسوريين. يقول أحد العناصر العرب في “قسد”: “انتسبنا لقسد لنخلص سوريا من داعش فلم يكن هناك بديل آخر، لكن فوجئنا أن الغالبية الساحقة من القوات الكردية تؤمن بمشروع انفصالي، ولا ترى بأساً من تحالفها مع النظام”.

 

المدرس أبو أحمد من حي السرب، يقول: “سمحت قسد لعدد من مقاتلي النظام المجرمين زيارة منبج، وسمحت بتدريس منهج النظام مع الإبقاء على صور بشار والدروس التي تمجده وجيشه. وفي خطوة استفزازية استولت (قسد) على منزل منذر السلال رئيس (المجلس الثوري) سابقاً في منبج، وحولته مقراً لمكتب التشغيل، وعينت رئيساً كردياً للمكتب”.

 

ويفنّد الأكراد من مناصري “الاتحاد الديموقراطي” هذه الاتهامات والممارسات، ويحصرونها في إطار الممارسات الفردية، ويرون أنه من الطبيعي أن تكون هناك أخطاء، فمن يعمل يخطئ، واستلام الأكراد للمناصب طبيعي في هذه المرحلة باعتبارهم يشكلون العمود الفقري لـ”قسد”، خاصة وأن العرب يتخوفون من المشاركة واستلام المناصب خشية عودة “داعش”، وانتقامها منهم.

 

ويتداول أهالي منبج حالياً أخباراً عن نقل عدد من القيادات الكردية لعائلاتهم إلى عين العرب “كوباني”، ما يعني أن ثمة تطورات قد تجري، مع تقدم الجيش الحر في ريف حلب الشمالي بمساعدة تركيا، التي تشترط اخلاء “وحدات الحماية” للمنطقة غربي الفرات.

 

روسيا تواصل قصف المشافي بحلب وقوات النظام تتقدم  

واصلت الطائرات الروسية قصفها العنيف لمناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة في حلب شمالي سوريا، مما تسبب في تدمير مشفى آخر، وسمح لقوات النظام السوري بالتقدم شمال المدينة.

 

وقال مراسل الجزيرة محمد عيسى إن غارات روسية استهدفت فجر اليوم الأحد مستشفى شوقي هلال في حي جب القبة بحلب، مما أدى إلى خروجه من الخدمة بشكل كامل جراء الدمار الواسع اللاحق به.

وبذلك يكون عدد المستشفيات التي خرجت من الخدمة خلال الأيام الثلاثة الماضية هو ثلاثة مستشفيات، وكانت غارات سابقة أصابت مستشفى تدعمه وكالات دولية في حي الصاخور الخاضع للمعارضة، مما أسفر عن مقتل اثنين من المرضى وخروج المنشأة من الخدمة.

 

وأفاد المراسل بأن سربا من الطائرات الحربية الروسية شن فجر اليوم الأحد غارات جوية مكثفة على أحياء مدينة حلب الشرقية، وأضاف أن ستة أشخاص قتلوا في قصف لطائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري على الأحياء المحاصرة في المدينة، خاصة حيي الهلك والشيخ فارس.

 

وكانت روسيا والنظام السوري أطلقا قبل أسبوعين تقريبا حملة جوية جديدة على مناطق المعارضة في حلب، وأسفر القصف خلال هذه المدة عن مقتل نحو ثلاثمئة مدني ثلثهم من الأطفال، وتدمير مشاف ومراكز للدفاع المدني.

تقدم ميداني

وقد قالت مصادر للجزيرة إن قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات أجنبية وغطاء جوي مكثف سيطرت على منطقة معامل الشقيف شمال حلب بعد معارك مع المعارضة المسلحة. وفي نفس الوقت تحاول قوات النظام والمليشيات اقتحام حي الشيخ سعيد جنوب حلب.

 

وقال مراسل الجزيرة معن الخضر إن تلك القوات تحاول التقدم إلى أبعد من منطقة حندرات التي تقع شمالي مدينة حلب، وذلك بهدف إبعاد المعارضة نهائيا عن طريق الكاستيلو التي خسرته الفصائل المسلحة مؤخرا.

 

وبفضل الغارات الجوية حاولت قوات النظام السوري التقدم على أكثر من جبهة داخل المدينة وشمالها، لكن فصائل المعارضة تصدت للهجمات واستعادت كافة النقاط التي خسرتها، وفق ما ذكرته مصادرها.

 

واحتدم القتال أيضا في حي سليمان الحلبي، وهو خط الجبهة شمال حلب القديمة، وفي منطقة بستان الباشا السكنية. وركزت الغارات الجوية أمس السبت على خطوط الإمداد الرئيسية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، مثل طريق الكاستيلو ومنطقة الملاح والمناطق المحيطة بمخيم حندرات.

 

قصف بالنابالم

وفي تطور آخر، قال مراسل الجزيرة إن طائرات تابعة للنظام السوري شنت غارات مكثفة -بعضها بقنابل النابالم الحارق- على مدن تلبيسة والرستن والحولة الخاضعة للمعارضة بريف حمص الشمالي، والمحاصرة منذ ثلاثة أعوام، مما أسفر عن جرحى ودمار في الممتلكات.

 

من جهته، قال مراسل الجزيرة في ريف دمشق إن طفلين قتلا وجرح آخرون اليوم الأحد جراء قصف مدفعي استهدف مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وذلك أثناء انصراف الطلاب من المدارس.

 

بدورها، قالت مصادر موالية للنظام إن قواته سيطرت على عدة مواقع في أطراف مخيم خان الشيح وبلدة الديرخبية بريف دمشق الغربي بعد اشتباكات عنيفة خاضتها مع المعارضة المسلحة، وذلك بالتزامن مع قصف جوي وصاروخي مكثف استهدف المنطقة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

ألوية بجيش النظام السوري تتبع أوامر موسكو  

حصلت الجزيرة على وثائق تكشف للمرة الأولى مدى النفوذ الذي تتمتع به روسيا داخل جيش النظام السوري، وأن موسكو تحولت من حليف يدعم الجيش السوري النظامي على الأرض، إلى قائد يدير عددا من الألوية والتشكيلات داخله.

 

وتظهر الوثائق والصور تشكيلا يسمى “اللواء 130 طوعي”، وتشير وثيقة إلى أنه تشكيل جديد ضمن قوات النظام مركزه في منطقة الديماس بريف دمشق. ويضم اللواء في صفوفه -وفق الوثائق التي حصلت عليها الجزيرة- ثلاثة آلاف مقاتل منهم 43 ضابطا و140 متطوعة.

 

ويوزع هؤلاء المقاتلون بعد تدريبهم لمدة ثلاثة أشهر على ألوية قوات النظام في مختلف مناطق سوريا للمشاركة في المعارك ضد المعارضة السورية المسلحة، ولا سيما في منطقة داريا بريف دمشق.

 

إشراف كامل

وتفيد الوثائق أن الروس اختاروا بعد شهرين فقط من انطلاق العمليات الجوية، أن تكون لديهم قوى برية تابعة في شكلها لقوات النظام، بينما هي في الحقيقة تتلقى أوامرها من القيادة الروسية وتحت إشرافها تسليحا وتمويلا وإدارة.

 

ويقول الشاهد الرئيس في البرنامج الاستقصائي الذي أنجزته الجزيرة، ويدعى أبو الحسن، وهو عضو في مجموعة تابعة المعارضة السورية تدعى “الفهود السرية”؛ إن هذه الأخيرة تمكنت من اختراق لواء تابع لوزارة الدفاع الروسية داخل قوات النظام السوري.

 

ويضيف الشاهد أن الاختراقات العديدة طالت المستويات الأمنية ومليشيات الدفاع الوطني والجيش النظامي ومليشيا حزب الله اللبناني والمليشيات الإيرانية.

 

اختلاس أموال

واللواء 130 طوعي واحد من عدة ألوية تظهر بعض الإعلانات المتداولة عنها في وسائل التواصل الاجتماعي الآلية التي يتبعها الروس في تجنيد العناصر لها، إذ تظهر الوثائق جانبا من عمليات الاختلاس التي يقوم بها ضباط اللواء وشكاوى المتطوعات، ويقول الشاهد أبو الحسن إن الأموال المختلسة تصل إلى ضباط النظام ولا تصل إلى الفتيات المتطوعات.

 

ويظهر فيديو مجموعة من المتطوعات اللائي عرضن هوياتهن ووجودهن ضمن القوائم الاسمية، وتقول إحداهن “إننا نتبع لوزارة الدفاع الروسية ونريد أن نقدم شكوى للقيادة الروسية”.

 

وتقدم الصور والوثائق الحصرية أول الأدلة على نية روسيا في سوريا، والتي تخالف التصريحات الروسية الرسمية التي رافقت انطلاق التدخل العسكري المباشر لموسكو قبل عام، وتوضح خريطة تركز الضربات الروسية للأماكن المستهدفة، إذ ترسم بصورة واضحة الطموح الروسي في سوريا وآلية تفكيرهم وخريطة غارات الطيران الحربي الروسي.

 

حدود المشروع

فقد اختارت موسكو شمال اللاذقية آخر حدود مشروعها فأخرجت المعارضة من أغلبها، ومنطقة “تدمر” أقصى جنوب مسار العمليات الروسية فأخرجت تنظيم الدولة منها، بينما أبقت على حماة وحلب محلا للتفاوض مع القوى الدولية بعد أن وضعت هاتين الركيزتين في شمال ووسط سوريا.

 

وتقود المعطيات الواردة في الوثائق للاعتقاد بأن موسكو -عقب تدخلها العسكري المباشر في سوريا قبل عام- تستعجل الإمساك بعصب النظام السوري، عبر زرع عناصر موالية لها في صفوف جيشه.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

تحذير أوروبي من “اللعبة الخطيرة” لهنغاريا حول اللاجئين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

حذر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز من “اللعبة الخطيرة” لهنغاريا التي تنظم استفتاء ضد خطة توزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي.

 

 

وقال شولتز لمجموعة “فانك” الإعلامية الألمانية انه “وفقا لشروط توزيع (اللاجئين)، ليس على هنغاريا استقبال سوى ألفي لاجئ تقريبا. وبالتالي فإن تنظيم استفتاء حيال هذه المسألة يشكل لعبة خطيرة”، بحسب وكالة فرانس برس.

 

واعتبر أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يمس “بمبدأ أساسي للاتحاد الأوروبي، إذ أنه يشكك في أسس التشريع الأوروبي الذي شاركت هنغاريا نفسها” في وضعه.

 

ودعا شولتز قادة الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تشديد لهجتهم إزاء أوربان. وأضاف أن على هؤلاء القادة “أن يقولوا لزميلهم إنه لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو (…)”.

 

ودعي 8.3 ملايين ناخب الأحد إلى التصويت بـ”نعم” على قرار أوربان المعارض لتوزيع اللاجئين في الاتحاد الأوروبي.

 

ودخلت خطة أوروبية أولى لإعادة توزيع 160 ألف طالب لجوء على الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد حيز التنفيذ منذ سبتمبر.

 

لكن هنغاريا لم تقترح حتى الآن استضافة أي طالب لجوء، وإذا صوت الهنغاريون لصالح قرار أوربان فستتحرر هنغاريا نهائيا من أي التزام بالمشاركة في الجهود الأوروبية.

 

ورغم أن فوز معسكر أوربان في الاستفتاء شبه مؤكد، إلا أن الاقتراع قد يشكل محطة مزعجة لرئيس الوزراء الهنغاري الباحث عن تأييد جارف لسياسته المناهضة للاجئين في حال كانت المشاركة في الاستفتاء دون العتبة الواجبة والبالغة 50 بالمئة من الناخبين المسجلين.

 

معارضون وموظفو إغاثة :صواريخ روسية وسورية تقصف حلب وتدمر مستشفى

من سليمان الخالدي

 

عمان (رويترز) – قصفت طائرات روسية والقوات السورية مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب ومحيطها يوم السبت واتهم مقاتلو المعارضة وموظفو إغاثة هذه القوات بتدمير أحد المستشفيات الرئيسية بالمدينة وقتل اثنين من المرضى على الأقل.

 

وجاء قصف مستشفى ميم10 في شرق حلب في الوقت الذي حثت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الحكومة الروسية التي تحاول سحق معارضي الرئيس السوري بشار الأسد على وقف القصف والتوصل إلى حل دبلوماسي.

 

وركزت الغارات الجوية التي شُنت السبت على خطوط الإمداد الرئيسية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة بحلب مثل طريق الكاستيلو ومنطقة الملاح والمناطق المحيطة بمخيم الحندرات.

 

واحتدم القتال أيضا في حي سليمان الحلبي وهو خط الجبهة إلى الشمال من حلب القديمة وفي منطقة بستان الباشا السكنية.

 

وقال مقاتلون من المعارضة ورجال إنقاذ إن طائرات روسية وطائرات هليكوبتر سورية أطلقت ما لا يقل عن سبعة صواريخ على المستشفى المعروف باسم مستشفى الصخور.

 

وقالت منظمة إغاثة أمريكية إن مريضين قتلا وأصيب 13 آخرون في الهجوم وهو الثاني على المستشفى خلال أقل من أسبوع.

 

وقال محمد أبو رجب طبيب الأشعة بالمستشفى “المستشفى الآن خارج الخدمة نهائيا. دمرت الحوائط والبنية التحتية والمعدات والمولدات ولا يوجد أي حراس أو موظفين .. إنه ظلام دامس.”

 

وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي دمارا واسعا.

 

ولاقى الهجوم إدانة فورية من فرنسا وألمانيا. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو إن قصف المنشآت الصحية وأفرادها في حلب بمثابة جريمة حرب.

 

وأضاف الوزير الفرنسي “ستتم محاسبة الجناة.”

 

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في تعليق على تويتر “قصف حلب ينبغي إيقافه وأي (شخص) يرغب في محاربة الإرهابيين لا يهاجم مستشفيات.”

 

وفي الأسبوع الماضي وصفت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة التصرفات الروسية في سوريا بأنها “همجية” وليست جهودا لمكافحة الإرهاب.

 

وأدان مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما القصف مشيرا إلى “استخفاف تام” بالعاملين في المجال الطبي ومن يحتاجون إلى مساعدتهم.

 

وأضاف أن “التقارير الخاصة بتدمير مستشفى آخر تظهر بشكل أكبر الاستخفاف التام بأرواح العاملين في المجال الطبي ومرضاهم الذين يحتاجون إلى رعاية حرجة بسبب نظام الأسد والحملة الروسية المتواصلة ضد الشعب السوري.”

 

وقال المعارضون إن موسكو وقوات الحكومة السورية تستهدف منذ شهور محطات الكهرباء والمستشفيات والمخابز لإجبار نحو 250 ألف شخص يُعتقد أنهم يسكنون بالمنطقة على الاستسلام.

 

وقتل المئات في القصف وأصيب مئات آخرون بينما يعاني الناس للوصول إلى مستشفيات تفتقر للتجهيزات الأساسية.

 

وعزز الجيش السوري -مدعوما بمئات من المسلحين الذين تدعمهم إيران- الحملة الجوية بهجوم بري على أكثر من جبهة بهدف تحطيم دفاعات المعارضة داخل المدينة.

 

وقال ابو حيدر القيادي في تجمع (فاستقم) وهو أحد جماعات المعارضة داخل حلب في رسالة عبر الانترنت إن الجيش يقود هجوما على كل الجبهات ويحاول فتح أكثر من جبهة رئيسية مشيرا إلى تجمع الكثير من الجنود أغلبهم في مخيم الحندرات.

 

وأجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرجي لافروف يوم الجمعة لليوم الثالث وقال دبلوماسي روسي كبير إن موسكو مستعدة لدراسة المزيد من السبل لتطبيع الموقف في حلب.

 

لكن لافروف انتقد فشل واشنطن في التمييز بين جماعات المعارضة المعتدلة وبين من تصفهم روسيا بالإرهابيين وهو ما سمح لقوات بقيادة جبهة النصرة سابقا بانتهاك الهدنة التي ساعد البلدان في إعلانها يوم التاسع من سبتمبر أيلول.

 

وأوضحت الولايات المتحدة إنها لن تنفذ على الأقل حاليا تهديدا أعلنته الأربعاء بتعليق الدبلوماسية إذا لم تتخذ روسيا خطوات فورية لإنهاء العنف.

 

وتخلت موسكو والأسد عن وقف إطلاق النار وشنت هجوما جديدا وهو على الأرجح الأكبر وأشد المعارك حسما في الحرب الأهلية التي دخلت عامها السادس.

 

كر وفر

 

نقلت وسائل إعلام رسمية عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش أحرزت تقدما وهو ما نفاه مقاتلو المعارضة الذين قالوا إنهم صدوا هجوما جديدا.

 

وجاء في تعقيب إخباري على قناة الإخبارية التلفزيونية التي تديرها الحكومة إن التنسيق عالي المستوى من الجو والبر للطائرات الحربية السورية والروسية سمح للحليفين بضرب مواقع “الإرهابيين”.

 

لكن مقاتلي المعارضة يقولون إن القوات السورية التي استقبلت المزيد من المسلحين الذين تدعمهم إيران تكافح لتحقيق أي مكاسب ميدانية في هجوم بري بحلب القديمة.

 

وقال أبو همام وهو مقاتل في المعارضة من جماعة فيلق الشام “عم يقصفوا الأحياء القديمة بعد محاولة اقتحام فاشلة تانية وخسروا مقاتلين بس إحنا صامدين.”

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة شنت حملة قصف مركزة إضافة إلى كر وفر في القتال في حي سليمان الحلبي.

 

وقال مقاتلون من المعارضة بقيادة جماعة أحرار الشام الإسلامية يوم السبت إنهم استعادوا عدة مناطق في حي بستان الباشا كانوا قد خسروها في اليوم السابق وهي نقطة إستراتيجية كانت ستسمح للجيش بالتقدم إلى قلب القطاع الشرقي الخاضع للمعارضة.

 

وانضمت روسيا للحرب قبل عام بالضبط وقلبت ميزان القوى لصالح الأسد الذي يتلقى دعما من إيران وميليشيات شيعية من لبنان والعراق.

 

وقال الجيش إنه سيواصل تقدمه بعد أن استعاد السيطرة على مخيم حندرات شمالي حلب يوم الخميس.

 

وقال عمال إنقاذ إن 34 شخصا على الأقل قتلوا في ضربات جوية وقصف مدفعي خلال يوم الجمعة وحتى الساعات الأولى من السبت بينما قالت وسائل إعلام رسمية إن قذائف مورتر أطلقتها المعارضة على منطقة الميدان الخاضعة للحكومة ومناطق أخرى بالمدينة أسفرت عن مقتل 20 شخصا على الأقل.

 

(إعداد معاذ عبد العزيز وأحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

 

مقال-بوتين يحاول في سوريا استعادة مجد وقوة الاتحاد السوفيتي

(جون لويد شريك مؤسس لمعهد رويترز لدراسة الصحافة في جامعة أوكسفورد حيث يعمل باحثا كبيرا. والآراء الواردة في هذا المقال هي آراؤه الشخصية)

من جون لويد

 

(رويترز) – استبعد الصراع الشرس حول سباق الرئاسة الأمريكية إلى حد كبير تدمير مدينة حلب السورية لا سيما الأحياء الشرقية من المدينة والتي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بشكل ضعيف من النشرات المسائية في الولايات المتحدة. وقد جازف عدد قليل من المراسلين والمصورين الشجعان بدخول سوريا ولكن عادة ما تبقى الكاميرات على مسافة آمنة ولذلك فإن كثيرا مما نراه هو الومضات والدخان الناجم عن القذائف والقنابل التي تنفجر في مدنها. وفي أوقات أخرى نرى مقاطع الفيديو التي صُورت بالتليفون المحمول لأشخاص منهكين يجرون بحثا عن مأوي أو ينقلون جرحى يصرخون من شدة الألم إلى المستشفيات حيث لا توجد مساعدة تذكر لهم.

 

وهناك إجماع غربي على أن الروس يساعدون حلفاءهم السوريين وهم القوات الحكومية السورية في قصف المدينة وأنهم مع بعض التحفظات الدبلوماسية لا سيما من قبل الأمم المتحدة قامت طائراتهم بتدمير قافلة إغاثة الأسبوع الماضي. واستمع مجلس الأمن الدولي في مطلع الأسبوع الماضي إلى هجمات من الدول الغربية ضد روسيا. وقالت سمانثا باور سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة إنه “بدلا من السعي إلى السلام تصنع روسيا و(الرئيس السوري بشار) الأسد الحرب.. وهم يقصفون القوافل الإنسانية والمستشفيات ومقدمو الإسعافات الأولية الذين يحاولون باستماتة إبقاء الناس على قيد الحياة.”

 

وقال ماثيو ريكروفت سفير بريطانيا إن روسيا والأسد “فتحا أبواب جحيم جديد على حلب. روسيا تشارك النظام السوري في تنفيذ جرائم حرب.”

 

وفي الوقت الذي دُعي فيه السفير السوري للتحدث قاد ريكروفت عملية انسحاب شاركت فيها باور والسفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر . ونفى السفير الروسي فيتالي تشوركين بعد ذلك مشاركة روسيا.

 

ولماذا تضع روسيا نفسها في الجانب الخطأ من التاريخ لأن لا أحد يمكن أن يشك في أن التاريخ سيسجل الأسد كطاغية رهيب وروسيا حليفته الشريرة؟ في حقيقة الأمر روسيا لا تشك في ذلك ولكنها تغطي أسبابها لهذا التحالف بإنكار لا يمثل سوى أصغر ورقة توت.

 

ويسعى فلاديمير بوتين شيئا فشيء لإعادة بناء المجد والقوة التي يرى أن الاتحاد السوفيتي كان يحظى بهما. وكان الاتحاد السوفيتي طرفا رئيسيا في الشرق الأوسط واليوم فإن الشيء الوحيد الموروث من تلك السنوات هو مرافق مستأجرة لرسو السفن في طرطوس على الساحل الشمالي لسوريا. وبعد إخلاء القواعد السوفيتية في الاسكندرية ومرسى مطروح بمصر في أواخر السبعينات ما زالت طرطوس موطئ القدم الوحيد لروسيا على البحر المتوسط. وعلى الرغم من تفاوت الآراء بشأن مدى أهمية طرطوس -فهي أصغر جدا من أن تستضيف سفنا روسية أكبر- فما زال الميناء نقطة إمداد مهمة.

 

والحسابات السياسية والاستراتيجية للكرملين أكثر أهمية. فبوتين يعتقد أن التدخلات الغربية في دول أخرى -والتي تُطرح عادة على أنها عمليات إنسانية- تُخفي أجندة عدوان واستعمار جديد. وفي كلمة حاسمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي انتقد الغرب لرفضه تبني موقف الأسد في الحرب الأهلية السورية وتطبيق نفس المنطق على التورط الغربي في أوكرانيا حيث يزعم أن قوى خارجية نسقت انقلابا عسكريا “أثار نتيجة لذلك حربا أهلية.”

 

وينظر الرئيس الروسي إلى الولايات المتحدة على أنها خصم دائم وعنيد تملك قوة عسكرية لابد من كبحها في أي فرصة. ولكن هناك أساسا منطقيا آخر للحفاظ على التحالف مع الأسد. وهو يكمن في تجربة الرئيس في منطقة الشيشان الروسية في القوقاز.

 

فسكان الشيشان التي يزيد عددهم عن مليون نسمة كانوا من بين أكثر الشعوب المقهورة وأكثرها ولعا بالحرب في عهد القياصرة والاتحاد السوفيتي. وأعلن إقليم الشيشان استقلاله أواخر عام 1991 مع انهيار الاتحاد السوفيتي. وأثارت معارضة روسيا للانتفاضة الوطنية حرب الشيشان الأولى (فيما بين عامي 1994 و1996) والتي أدت إلى جعلها دولة شبه مستقلة. وعندما اندلعت الحرب من جديد أواخر 1999 كان بوتين رئيسا للوزراء وكان يتخذ معظم القرارات بدلا من الرئيس المريض بوريس يلتسين.

 

وحول الجيش الروسي الذي تم إعداده بشكل أفضل معظم العاصمة جروزني إلى أنقاض. وبحلول عام 2000 أنهت موسكو معظم المقاومة المنظمة على الرغم من استمرار أنشطة المتمردين حتى عام 2007 عندما فرض رمضان قديروف وهو نجل رئيس شيشاني سابق يدعمه بوتين بقوة نظاما دكتاتوريا فاسدا ووحشيا. وأُخمدت النزعة الانفصالية وأعيد بناء جروزني وظلت الشيشان موالية لموسكو.

 

والشيشان هي النموذج للحرب في سوريا وجروزني النموذج للهجوم على حلب. وبالنسبة للرئيس الروسي فإن كل الكلام عن الهدنة أو المفاوضات رياء إلى حد كبير يتم طرحه فقط كغطاء دبلوماسي دون أن تكون له قيمة حقيقية. وبالنسبة له مثلما أوضحت كلمته أمام الأمم المتحدة في 2015 فإن هذه حرب خاضها إرهابيون ضد حكومة شرعية. وبمجرد بدء مثل هذه الحرب كان السبيل الوحيد أمام الحكومة هو استخدام القوة الصارمة ضد أعدائها.

 

وجعلت الحرب الثانية في الشيشان بوتين الذي لم يكن معروفا نسبيا بطلا بعد أن عزز رده الصارم على هجمات الانفصاليين شعبيته.

 

ولقد كان استهلال الزعيم الروسي لسياسة أدت فيها الحرب والقوة إلى شعبية في الداخل وهو طريق تم انتهاجه بشكل جيد في أوكرانيا والقرم والآن في سوريا.

 

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية- تحرير عبد الفتاح شريف)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى