أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 03 تشرين الثاني 2013

النظام يستعد لبدء «معركة القلمون»

القاهرة – محمد الشاذلي؛ لندن – «الحياة»

ستتركز الأنظار على الموقف المتوقع أن يعلنه الائتلاف الوطني السوري اليوم الأحد، أمام مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة، لمعرفة ما إذا كان هناك أي تغيير قد طرأ على رفض المعارضة السورية حضور مؤتمر «جنيف 2» إذا لم يتلق الائتلاف ضمانات بأنه سيسفر عن قيام حكومة انتقالية تتسلم السلطة من الرئيس بشار الأسد. وتتزامن الجهود الديبلوماسية مع مؤشرات إلى استعداد النظام لبدء «معركة القلمون».

وعلى رغم أن الائتلاف لن يعلن موقفه النهائي سوى بعد اجتماع قيادته في إسطنبول في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، إلا أن الواضح أنه يتعرض لضغوط خارجية تحضه على المشاركة في مؤتمر السلام، في مقابل ضغوط داخلية من الثوار على الأرض داخل سورية تحذّره من المشاركة. وسمع رئيس الائتلاف أحمد الجربا أمس من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي موقفاً يدعوه إلى عدم مقاطعة مؤتمر السلام، في حين تمسك مسؤول في الائتلاف بأن المعارضة لن تقبل سوى بتنحي الأسد و «محاكمته».

ويُفترض أن يكون الملف السوري حاضراً بقوة في المحادثات التي سيجريها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع القيادة السعودية اليوم، علماً أن المملكة العربية السعودية انتقدت علناً تخاذل المجتمع الدولي عن مساعدة الشعب السوري.

وفي انتظار جلاء ما سيسمعه المسؤولون السعوديون من كيري في شأن الموقف المتوقع أن يصدر عن مؤتمر «جنيف 2» وهل سيقدم ضمانات ترضي المعارضين السوريين وتدفعهم إلى قبول المشاركة في أعماله، فإن يوم الثلثاء سيكون بدوره مهماً لتحديد إمكانات عقد مؤتمر السلام في موعده المبدئي أواخر هذا الشهر. إذ ستستضيف جنيف في هذا اليوم اجتماعاً ثلاثياً بين الراعيين الأميركي والروسي والموفد المشترك الأخضر الإبراهيمي لجرد حصيلة الجولة التي قام بها في المنطقة والاجتماع الذي عقده مع الرئيس السوري بشار الأسد. وسيعقد الإبراهيمي أيضاً لقاء موسعاً مع الأعضاء الدائمي العضوية في مجلس الأمن لشرح حصيلة جولته والتحضيرات لـ «جنيف 2». وكان لافتاً في هذا الإطار أن صحيفة «الثورة» الرسمية السورية هاجمت الإبراهيمي بعنف في ختام زيارته لدمشق، واتهمته بأنه ينظر «بعين واحدة» لكنه يتحدث بأكثر من لسان، في إشارة إلى أنه يقول للمسؤولين السوريين شيئاً ويقول غيره للمعارضين. وجاء هذا الهجوم بعد يوم من وصف صحيفة سورية أخرى نتائج زيارة الإبراهيمي لدمشق بأنها إيجابية.

في غضون ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية إن قوات الرئيس الأسد وزّعت في ريف دمشق منشورات دعت المواطنين إلى إفراغ المستشفيات والمدارس في مدة أقصاها مساء أمس، وذلك بعد إغلاق «جامعة القلمون» في مدينة دير عطية، مشيرة إلى أن ذلك جاء في سياق ما بات يعرف بـ «معركة القلمون» التي تنوي قوات النظام شنها للسيطرة على مناطق تقع بين دمشق وحدود لبنان.

وأشارت صفحة الثورة السورية على الإنترنت مساء أمس، إلى وقوع انفجار كبير هزّ مدينة يبرود في القلمون بريف دمشق، موضحة أنه نجم عن «سيارة مفخخة» انفجرت في حي المطاحن مما أسفر عن سقوط قتيل على الأقل وعشرات الجرحى «معظمهم في حال الخطر»، بالإضافة إلى «دمار هائل في الحي». ونوّهت أن الحي «يسكنه مسيحيون ومسلمون»، وأنها المرة الثالثة التي يقع فيها تفجير في المدينة بعدما «هددها النظام مرات عدة مطالباً السكان بالرضوخ لمطالبه».

وجاء ذلك في وقت أفادت وكالة «فرانس برس» أن الطيران الحربي السوري قصف أمس مناطق في بلدة السبينة جنوب دمشق، والتي تتقدم فيها القوات النظامية في محاولة لمحاصرة معاقل المعارضة في جنوب دمشق والريف المحاذي لها، وفق ما أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وفي شمال شرقي البلاد، حقق مقاتلون أكراد تقدماً إضافياً في المعارك التي تدور مع مقاتلين جهاديين مرتبطين بـ «القاعدة».

وأعلنت دائرة الآثار والمتاحف السورية أمس أن أكثر من 100 مسلح هاجموا مستودعات في قرية هرقلة تحوي آثار محافظة الرقة.

لافروف يحذر من محاولات لافشال “جنيف 2” وتشويهه دمشق تجدد انتقاداتها للابرهيمي: ذو عين واحدة وألسن عدة

“رويترز”

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن هناك محاولات لتشويه مضمون المبادرة الروسية الأميركية لعقد مؤتمر “جنيف-2” حول سوريا.

وقال لافروف ـ في مؤتمر صحافي في ختام مباحثات وزراء خارجية ودفاع روسيا واليابان في طوكيو :”إن هناك الكثير من المحاولات التي تهدف لإفشال هذه المبادرة، وترمي إلى تشويه مضمونها وتوجيهها إلى مسار غير واقعي سيؤدي بالوضع إلى مأزق.

من جهته، أكد وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا أن موسكو أيدت فكرة مشاركة طوكيو في “جنيف-2″، مشيرا إلى أن التعاون بين اليابان وروسيا في مجال الأمن ليس مهما للعلاقات الثنائية فحسب، وإنما أيضا لتعزيز الاستقرار في منطقة المحيط الهادئ.

ايران

وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مجددا أن بلاده لديها الرغبة للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2” لحل الأزمة السورية، إذا وجهت الدعوة إليها.

ونقلت وسائل اعلام عن ظريف قوله خلال اجتماعه مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو: “إن جهوزيتنا لحضور مؤتمر جنيف 2 لا تعني أننا سنقبل بشروط مسبقة، وكوننا دولة مؤثرة في المنطقة يجب أن تتم دعوتنا للمؤتمر..وإذا ما تمت دعوتنا فسنعمل ما بوسعنا للتوصل إلى حل مشترك للمشكلة يقبل به الجميع”.

الابرهيمي

ووجهت صحيفة حكومية سورية انتقادات لاذعة للممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي غداة انهائه زيارة لدمشق، قائلة انه “ذو عين واحدة وألسن متعددة”، ومعتبرة ان سعيه الى عقد مؤتمر “جنيف 2 ” لحل الازمة خلال اسابيع هو “تسرع في غير موضعه”.

وكتبت صحيفة “الثورة” على صفحتها الاولى تحت عنوان “الابرهيمي عين واحدة وألسن متعددة”، ان الموفد الدولي الذي انهى امس زيارة لدمشق، “غرد …داخل السرب وخارجه، وكأنه يريد ان يرضي جميع الاطراف على حد سواء، متناسيا (ان) دوره كوسيط أممي يستوجب منه الحيادية وعدم الانحياز لطرف دون آخر”.

وفي افتتاحيتها، قالت الصحيفة انه “بين قدومه الى دمشق ومغادرته لها وصولا الى بيروت تبدلت لغة الابرهيمي، وهناك من رصد تغيرا في الكثير من مفرداتها”.

وكان الابرهيمي انهى زيارة لدمشق التي وصلها الاثنين، وكانت محطته الثامنة ضمن جولة اقليمية سعيا للحصول على توافق حول مؤتمر “جنيف 2 ” لحل الازمة السورية بمشاركة ممثلين لنظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة. وانتقل الابرهيمي بعد ذلك لساعات الى بيروت.

وقال الموفد الدولي خلال مؤتمر صحافي مقتضب في بيروت: “لم نلق في اي بلد معارضة لفكرة المؤتمر”، ردا على سؤال عن اعتراض السعودية التي لم يزرها الابرهيمي، على “جنيف 2”.

واعتبرت الصحيفة انه “يصعب على منطق عاقل ان يتقبل ان السعودية مثلا مع الحل السياسي، وهي التي تجاهر برفضه وتجاهر بدعمها للارهاب”، في اشارة الى المعارضة المسلحة.

وكان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي سارع الى انتقاد الابرهيمي بعيد مغادرته دمشق، معتبرا انه “ليس لديه لغة واحدة … في سوريا يتحدث بمنطق وعندما يخرج من سوريا يتحدث بمنطق آخر”، سائلا عن جدوى دعوة السعودية وتركيا الداعمتين للمعارضة السورية، الى “جنيف 2”.

قصف

ميدانيا، قصف الطيران الحربي السوري مناطق في بلدة السبينة جنوب دمشق، والتي تتقدم فيها القوات النظامية في محاولة لمحاصرة معاقل المعارضة في جنوب دمشق والريف المحاذي لها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي شمال شرق البلاد، حقق مقاتلون اكراد تقدما اضافيا في المعارك التي تدور مع مقاتلين جهاديين مرتبطين بالقاعدة.

وقال المرصد في بريد الكتروني “نفذ الطيران الحربي غارة جوية على مناطق في بلدة السبينة … ترافقت مع قصف مدفعي من القوات النظامية على البلدة”. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان “الغارة تأتي ضمن حملة القوات النظامية ضد معاقل المعارضة في جنوب دمشق وريفها الجنوبي”.

من جهته، بث التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل ان “قواتنا الباسلة تحقق تقدما كبيرا في ملاحقة الارهابيين (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) في منطقة السبينة”.

وافاد المرصد ان القوات النظامية “حققت تقدما طفيفا” في حي برزة “وسيطرت على مؤسسة المطبوعات والقناة التربوية التابعة للتلفزيون الرسمي”، في حين تعرضت مناطق في جوبر للقصف.

في محافظة الحسكة، سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على قرى ونقاط عسكرية عدة في محيط مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، بحسب المرصد الذي اشار الى ان المقاتلين تمكنوا من السيطرة على طريق بطول 25 كلم بين راس العين وبلدة أبو راسين الواقع الى الجنوب الغربي منها.

واوضح المرصد ان الاشتباكات دارت بين وحدات الحماية الشعبية الكردية التابعة في غالبيتها لحزب الاتحاد الديموقراطي من جهة، و”الدولة الاسلامية في العراق والشام” و”جبهة النصرة” المرتبطتان بالقاعدة، وكتائب مقاتلة اخرى، وادت الى مقتل ثلاثة من المسلحين الاكراد، وعدد غير محدد من المقاتلين الجهاديين.

وتدور منذ اسابيع اشتباكات بين الطرفين في شمال شرق سوريا، تمكن الاكراد خلالها من طرد الجهاديين من مناطق عدة ابرزها مدينة راس العين. كما سيطر الاكراد بشكل كامل في 27 تشرين الاول على بلدة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق اثر اشتباكات عنيفة.

وفي جنوب سوريا، قتل ستة اشخاص بينهم عنصران من “النصرة” في انفجار قرب احدى المزارع خلف جمرك درعا القديم الذي سيطر عليه المقاتلون المعارضون اخيرا.

موسكو: هناك ألاعيب لتشوية مضمون مبادرة جنيف 2

نصر المجالي

ايلاف

قالت روسيا على لسان وزير خارجيتها الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تلاحظ محاولات لتشويه مضمون المبادرة الروسية – الأميركية لعقد مؤتمر “جنيف-2” حول سوريا.

نصر المجالي: يأتي كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الوقت الذي تكررت فيه دعوات تأجيل المؤتمر الذي يهدف إلى جمع الأطراف المتحاربة في سوريا على مائدة التفاوض بسبب الخلافات بين القوى العالمية والانقسامات في صفوف المعارضة والمواقف المتصلبة من جانب الطرفين.

 وكانت اتصالات إقليمية ودولية أسفرت عن تحديد يوم 23 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري موعداً لعقد مؤتمر “جنيف 2” الخاص ببحث إمكانات التوصل إلى حل سياسي للعنف الدائر في سوريا منذ نحو ثلاثة أعوام والذي تسبب في قتل وإصابة وتشريد مئات الآلاف من السوريين وأثَّر بالسلب على دول الجوار لسوريا نتيجة نزوح أعداد كبيرة من السوريين.

ولفت وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحافي في ختام مباحثات وزراء خارجية ودفاع روسيا واليابان وفق صيغة “2 + 2” في طوكيو، السبت، إلى أن “الهدف الأهم للمجتمع الدولي على المسار السوري  ككل هو عقد مؤتمر “جنيف-2” في أسرع وقت.

وقال لافروف: الآن هناك الكثير جدا من الألاعيب التي تجري حول هذه المبادرة التي تقدمت بها روسيا والولايات المتحدة. وتلاحظ محاولات، إن لم تكن تهدف إلى إفشال هذه المبادرة، فإنها ترمي إلى تشويه مضمونها وتوجيهها إلى مسار غير واقعي لن يؤدي بالوضع إلا إلى مأزق”.

وأضاف: “على خلفية ذلك نثمن موقف الدول التي تدعم مبادرة موسكو وواشنطن بثبات وبدون أية شروط إضافية كما كانت في فكرتها الأصلية. اليابان إحدى هذه الدول. وأكدنا أننا مهتمون في مشاركتها في مؤتمر جنيف-2”.

لا شروط مسبقة

وكان مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا الأخضر الابراهيمي قال يوم الجمعة إنه لن تكون هناك شروط مسبقة لعقد محادثات سلام تأجلت مرارا وهو تصريح سيغضب على الأرجح المعارضة التي تقول إنها لن تشارك الا لو كان الهدف من المحادثات إزاحة الأسد عن السلطة.

وعبر الابراهيمي عن أمله في عقد مؤتمر “جنيف 2” في الاسابيع القليلة القادمة على الرغم من العقبات التي حالت دون عقده لعدة شهور.

وصرح الابراهيمي وقت سابق بأنه يعتقد أن الرئيس السوري بشار الاسد لن يكون جزءا من حكومة انتقالية سيحاول مؤتمر جنيف 2 تشكيلها. لكن قال يوم الجمعة إن آراءه في هذا الشأن لا تؤثر على المؤتمر.

وأضاف في مؤتمر صحافي عقد في بيروت “رأيي مش مهم. هناك اتفاق على أن حضور جنيف 2 سيكون بغير شروط مسبقة من اي طرف من الأطراف.”

ومضى الإبراهيمي يقول “الطرفان عندما يجلسوا على الطاولة… سيتباحثوا كيف يمكن أن ننتقل من هذا الوضع. من هذه الازمة الخانقة القاتلة للشعب السوري. كيف ننتقل من هنا الى الظروف التي يمكن فيها بناء الجمهورية السورية الجديدة.”

واستبعد مسؤولون عرب وغربيون هذا الأسبوع عقد المؤتمر في نوفمبر/ تشرين الثاني كما تسعى القوى العالمية.

ولم يخفف اي من الجانبين من حدة موقفه على الرغم من الضغوط الدولية لعقد المحادثات التي تعتبرها بعض جماعات المعارضة المسلحة خيانة لأهداف الانتفاضة التي بدأت منذ عامين ونصف العام لإنهاء حكم عائلة الاسد الممتد منذ أربعة عقود.

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي في دمشق بعد محادثاته مع الأسد في وقت سابق الجمعة بعد جولة لحشد التأييد للمحادثات إنه سيتوجه إلى جنيف للاجتماع بممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا.

وسينضم إليهم في وقت لاحق ممثلون عن الدول الثلاث الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي -بريطانيا والصين وفرنسا- للاعداد للمؤتمر والاتفاق على موعد.

وعند سؤاله عن الموعد المحتمل للمؤتمر قال الابراهيمي “نأمل أنه يكون في الأسابيع المقبلة مش في السنة الجاية ولا بعد ذلك.”

الائتلاف الوطني: لا مكان للأسد في المرحلة الانتقالية

بهية مارديني

يشارك الائتلاف الوطني السوري اليوم في اجتماع لوزراء خارجية دول الجامعة العربية. وقال عضو في الائتلاف المعارض قاسم الخطيب إن أحمد الجربا سيؤكد على ضرورة ألا يكون للأسد مكان في المرحلة الانتقالية.

القاهرة: أعلن عضو الائتلاف الوطني السوري ومسؤول الائتلاف في القاهرة قاسم الخطيب أن الائتلاف الوطني السوري سيشارك بعد ظهر اليوم في الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية. وقال الخطيب لـ “إيلاف” “سيلقي رئيس الائتلاف أحمد الجربا خطابًا موجهًا الى الشعب السوري والوزراء العرب، وسيحدد ثوابت الائتلاف من مؤتمر جنيف 2”.

ولفت الى أن الجربا سيشدد على “ضرورة  ألا يكون لبشار الأسد، أي دور في المرحلة الانتقالية وضرورة استبعاد جميع مسؤولي النظام المتورطين في ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، ومحاكمة المجرمين”.

وأشار الى أن “الجربا سيؤكد على ضرورة وجود إطار زمني محدد لتشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة السلطات والصلاحيات وأنه لابد دعم الائتلاف الوطني بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري”. وأوضح “قدم الجربا ووفد الائتلاف ورقة سياسية في الاجتماع التحضيري مع نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية أمس كما قدمت الجامعة العربية وثيقة تم التعديل على بعض نقاطها”.

ونقل الخطيب “تشديد وفد الائتلاف في ورقته السياسية على الحالة الانسانية في سوريا وضرورة ايصال قوافل المساعدات الإغاثية إلى المناطق المحاصرة والسماح بمرور العاملين في منظمة الصحة العالمية ومنظمات الاغاثة والإفراج عن جميع المعتقلين والمختطفين، والكشف عن مصير المفقودين، ووقف القصف العشوائي للمدنيين “.

ولفت الى أن القرار النهائي حول المشاركة في جنيف 2 سيكون خلال تصويت الائتلاف في اجتماع هيئته العامة في التاسع والعاشر الشهر الجاري. وأشار الخطيب الى أنه لا يمكن للائتلاف أو أية جهة التفريط بمطالب الشعب السوري ومن المستحيل قبول عدة نقاط اولها بقاء بشار الاسد وثانيها ايران كطرف مفاوض وثالثها عم تطبيق جنيف 1 باتجاه جنيف 2.

لا حلول بوجود الأسد

هذا وقال أحمد الجربا في تصريحات صحافية أمس “إن المعارضة السورية لن تشارك اذا لم يدعم المجتمع الدولي تأسيس مرحلة انتقالية لا دور للأسد فيها وذلك بالنسبة لنا موقف مبدئي لا يمكن التنازل عنه”.

وأكد “بعد كل التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري من اجل التغيير لا يمكن قبول الحلول السياسية بوجود الأسد”.

وتفهم الجربا الذهاب الى حل سياسي ولكنه اعتبره “حل لا يتعارض مع الاعمال العسكرية الميدانية للجيش السوري الحر خاصة انه ليس لدى نظام الاسد اي نية او مصداقية في إيقاف أعماله العسكرية العدوانية تجاه الشعب السوري”.

فيما أشار مصدر في الجامعة العربية إلى أن “الأمانة العامة للجامعة العربية أعدت مذكرة حول تطورات الأزمة السورية في ضوء الجهود التي يقوم بها الأمين العام والمبعوث الأممي العربي الخاص بسوريا والأطراف العربية المعنية من اجل الدفع باتجاه الحل السياسي للازمة والعمل على وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري لعرضها على الوزاري العربي”.

وأكد أن “الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز سيقدمان تقريرا حول جهودهما فيما يخص الأزمة السورية”.

وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ اليوم للإسراع بعقد مؤتمر «جنيف 2»

«الائتلاف» يأمل موقفا داعما لشروط مشاركته.. والنظام يهاجم الإبراهيمي

القاهرة: سوسن أبو حسين بيروت: «الشرق الأوسط»

يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا مساء اليوم (الأحد)، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في القاهرة وبرئاسة ليبيا، لبحث موقف الائتلاف السوري المعارض من تطورات الأوضاع في سوريا ومؤتمر «جنيف 2» للسلام، المزمع عقده في وقت لاحق من هذا الشهر. ويشارك «الائتلاف» بهدف الحصول على موقف عربي داعم لشروط المعارضة للمشاركة في «جنيف 2». وفي حين يأمل قياديون معارضون الحصول على موقف عربي موحد لدعم «مطالبهم المشروعة»، يتخوف آخرون من اعتراض دول عربية «بسبب استمرار دعمها للنظام السوري».

ويركز وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم اليوم على تطورات الأوضاع بسوريا، في ضوء المساعي التي يبذلها المبعوث الأممي العربي الخاص بسوريا الأخضر الإبراهيمي، لتهيئة الأجواء لعقد مؤتمر «جنيف 2»، في ظل تزايد التكهنات بإمكانية تأجيله. ويضم وفد الائتلاف المعارض المشارك في الاجتماع، رئيسه أحمد جربا، ومدير مكتب الائتلاف في القاهرة، قاسم الخطيب، إضافة إلى عضو الهيئة السياسية برهان غليون ورئيس اللجنة القانونية هيثم المالح.

وقال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب سوف يركز على سبل انعقاد مؤتمر «جنيف 2» والفرص المتاحة للحل السلمي. وأضاف أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، استبق اجتماع وزراء الخارجية العرب بلقاء وفد من المعارضة السورية، برئاسة أحمد الجربا.

وأعلن الوفد الذي التقى العربي عدم مشاركة «الائتلاف» في مؤتمر «جنيف 2» من «دون رؤية واضحة وضمان دولي بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد ووقف مسلسل التدمير والقتل للشعب السوري وإجبار النظام على سحب الدبابات من الشوارع والمدن الرئيسة والإفراج عن أكثر من 250 ألف معتقل دون وجه حق، عبر ضغط من المجتمع الدولي».

ونقلت وسائل إعلام مصرية عن عضو الائتلاف المعارض، برهان غليون، قوله إن «الوفد اقترح على العربي تشكيل هيئة سورية كاملة الصلاحيات تكون قادرة على بناء سوريا بعيدا عن نظام الأسد، كما طالبوا بأن يكون للجامعة العربية دور واضح وهدف واضح وهو الوصول بسوريا لنظام ديمقراطي»، مشيرا إلى أن «المعارضة على استعداد للمشاركة في المفاوضات الدولية، ولا يوجد لدى (الائتلاف) شروط مسبقة للمشاركة في المؤتمر سوى توضيح الضمانات الملزمة لنظام بشار الأسد».

وكانت الأمانة العامة للجامعة العربية أعدت مذكرة حول تطورات الأزمة السورية لعرضها على المجلس الوزاري العربي، تركز على نتائج جولة المبعوث الأممي العربي الخاص بسوريا (الإبراهيمي) للدفع باتجاه الحل السياسي للأزمة، والعمل على وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، بينما يقدم الأمين العام للجامعة العربية ووزير خارجية ليبيا الدكتور محمد عبد العزيز، باعتبار بلاده الرئيس الحالي لمجلس الجامعة، تقريرا حول جهودهما فيما يخص الأزمة السورية.

من جانبه، رأى عضو الائتلاف الوطني المعارض، ميشيل كيلو، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «وفد المعارضة سيناقش مع وزراء الخارجية العرب المطالب والضمانات للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2)، لا سيما تلك التي تتعلق بالوضع الإنساني؛ من فك الحصار عن المدن المحاصرة وإطلاق المعتقلين ووقف القصف والدمار».

وتمسك كيلو بمطلب المعارضة الحصول على «ضمانات دولية تكفل تطبيق بنود مؤتمر (جنيف 1) الذي دعا إلى حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات والانتقال بسوريا نحو بلد ديمقراطي من دون عائلة الأسد»، نافيا أي نية لدى الائتلاف المعارض بالطلب من جامعة الدول العربية عزل الإبراهيمي. وأشار إلى أن «الأخير يملك تاريخا طويلا في العمل الدبلوماسي، ولا بد أن تتاح له الفرصة للعمل على حل المسألة السورية بعيدا عن المواقف المتعجلة وغير المدروسة».

وكانت مصادر في «المجلس الوطني» أشارت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المجلس بصدد دراسة تقديم «عريضة احتجاج» إلى جامعة الدول العربية تطالب بعزل الأخضر الإبراهيمي بسبب «عدم حياديته وانحيازه إلى النظام».

وفي حين أمل كيلو أن «ينتهي اجتماع وزراء الخارجية العرب بالحصول على موقف عربي موحد يدعم شروط المعارضة للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2)»، شكك رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف المعارض، هيثم المالح، في موقف دول عربية تدعم النظام السوري، قائلا: «هذه الدول لا تزال تدعم نظام القتل في سوريا وقد تخرج عن الإجماع العربي الهادف إلى دعمنا». ورجح المالح أن «يجري النقاش مع هذه الدول للوصول إلى الحد الأدنى من المشتركات».

في موازاة ذلك، شنت صحيفة «الثورة» الرسمية في سوريا هجوما على الإبراهيمي. وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها أمس إلى أن «لغة الإبراهيمي تبدلت بين قدومه إلى دمشق ومغادرته لها وصولا إلى بيروت»، مشيرة إلى أن «هناك من رصد تغيرا في الكثير من مفرداتها، حتى وهو في دمشق بين لقاء وآخر، وربما بين طرف وآخر، ولا أحد يستبعد أيضا أن يتحدث بعد مغادرته المنطقة بلغة مختلفة، أو وهو في المنطقة كما حصل في بيروت».‏ وانتقدت «تجاهله» ما هو في صلب مهمته مثل «تحديد الدول المعرقلة والرافضة للحل السياسي، ودور الجماعات التكفيرية والإرهابية وآلية مواجهتها وآلية التعاطي مع الدول الداعمة والراعية لها».

وجاء كلام الصحيفة بعد الاتهامات التي وجهها وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، للإبراهيمي بامتلاك «أكثر من لغة كأنه يريد أن يرضي طرفا على حساب آخر».

نداء استغاثة لإنقاذ 430 عائلة محاصرة في حمص

برغل معجون بالسكر بدل الحليب لحديثي الولادة

لندن: «الشرق الأوسط»

بينما تزداد الأوضاع الإنسانية ترديا في ريف دمشق، الذي نجحت منظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري في إجلاء المئات منه، أطلق سكان حمص المحاصرين في الأحياء القديمة نداء استغاثة لإنقاذ نحو أربعمائة وثلاثين عائلة، محاصرة منذ عام وخمسة أشهر.

وبحسب إحصائية نشرها إعلامي ناشط في أحياء حمص القديمة، ووصلت «الشرق الأوسط» نسخة منها، فإن أطفالا تحت سن الـ12 سنة يشكلون نسبة 47% من المحاصرين المدنيين في حمص القديمة وبينهم أكثر من 32 طفلا رضيعا، والنساء 22% والمسنين 16% والرجال 15% موزعين داخل أربعة عشر حيا.

وبحسب التقرير تعيش العائلات في تلك الأحياء وضعا إنسانيا سيئا للغاية بعد حصار لأكثر من سنة وخمسة أشهر. ويعتمد المحاصرون على المواد الغذائية الموجودة بين ركام المنازل المدمرة لا سيما البرغل والأرز، وقد نفدت بشكل شبه نهائي منذ أكثر من سبعة أشهر، كما يكتفون بوجبة واحدة باليوم. ومع قطع النظام المياه عن تلك الأحياء لجأ المحاصرون للآبار في المنازل العربية القديمة، وهي مياه غالبا ملوثة مما يتسبب بانتشار كثير من الأمراض، كالتهاب الكبد الفيروسي، ومات فيه ثلاثة مدنيين حتى الآن.

ومنذ أربعة أشهر بدأت مادة الديزل بالنفاد، ولم يعد بالإمكان تشغيل المولدات الكهربائية الخمس لتزويد الأحياء المحاصرة بالكهرباء، ليتقلص تشغيلها إلى ساعة واحدة في اليوم، من أجل إخراج المياه من الآبار. وحذر الناشط الإعلامي من بدء فصل الشتاء وانعدام كل مواد الطاقة بما فيها الأخشاب التي تكاد تنعدم بسبب استخدامها خلال عام وخمسة أشهر للتدفئة والطهو.

وعن أوضاع الأطفال الرضع يقول الناشط الإعلامي في تقريره إن الأمهات يلجأن إلى طبخ البرغل مع السكر وإطعامها للرضع لانعدام حليب الأطفال أو الأدوية الطبية اللازمة. وسجلت أربع حالات وفاة لأطفال خدج خلال الأيام القليلة الماضية. أما الوضع الطبي فيوجد في الأحياء المحاصرة ثلاثة مشافي ميدانية مجهزة بمعدات بسيطة جدا وتفتقر لكثير من المواد الأساسية. ويلجأ الأطباء الثلاثة الذين يخدمون جميع المحاصرين إلى طرق بدائية في التطبيب والتعقيم لمعالجة المرضى والجرحى البالغ عددهم 490 مصابا بينهم 82 حالة خطرة.

وبالإضافة للأوضاع الإنسانية الكارثية تتعرض تلك الأحياء المحاصرة لقصف يومي من قبل قوات النظام بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة.

ومع توارد تلك المعلومات وتزايدها في الأيام الأخيرة حذر تقرير برنامج الغذاء العالمي الجمعة من «مجاعة أطفال» في المناطق المحاصرة، وقالت إليزابيث بيرس المتحدثة باسم البرنامج للصحافيين في جنيف إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة قلقة بشأن مصير كثير من السوريين المحاصرين في مناطق الصراع الذين لا يزالون بحاجة لمساعدات غذائية عاجلة.

فيما أشار صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى أن المزيد من الأطفال ينقلون إلى المستشفيات في دمشق ومناطق أخرى للعلاج من سوء التغذية، وهي حالة تصيبهم بالضعف وتجعلهم عرضة للإصابة بأمراض أخرى. ونبهت المتحدثة باسم الـ«يونيسيف»، ماريكسي مركادو إلى تسجيل زيادة في عدد الأطفال الذين ينقلون للمستشفيات وهم يعانون من حالات معتدلة أو حادة من سوء التغذية وجرى الإبلاغ عن معظم هذه الحالات من مستشفيين في دمشق، هما مستشفى الأطفال ومستشفى دمشق.

وأضافت أن وكالات الإغاثة الشريكة مع الـ«يونيسيف» في حماة وحمص وحلب وريف دمشق والقنيطرة ودير الزور وريف درعا وإدلب أكدت هذا الاتجاه المتصاعد في عدد حالات سوء التغذية بين الأطفال. وذكرت مركادو أن هناك نقصا في الأطباء المهرة الذين يتعاملون مع حالات الإصابة الحادة بسوء التغذية، وهي حالة تحتاج إلى علاج طبي، محذرة من أن «هؤلاء معرضون للإصابة بالمرض والوفاة بدرجة أكبر من الأطفال الذين لا يعانون من سوء التغذية».

انفتاح غربي على إبقاء الأسد خلال المرحلة الانتقالية مقابل تحرك روسي لإقناعه بعدم الترشح

مصادر دبلوماسية أوروبية: موعد «جنيف 2» غير مؤكد.. ونتائجه غير مضمونة

باريس: ميشال أبو نجم

استبقت مصادر دبلوماسية أوروبية اجتماع المبعوث العربي – الدولي الأخضر الإبراهيمي بعد غد الثلاثاء في جنيف بممثلين عن الجانبين الأميركي والروسي بتأكيد أن التئام مؤتمر «جنيف 2» الخاص بالسلام في سوريا «ليس مؤكدا بعد، لا في التاريخ المتعارف عليه (أي يومي 23 و24 نوفمبر/ تشرين الثاني، الحالي) ولا في تاريخ لاحق». كذلك رأت أن توصله إلى تحقيق نتائج ما «غير مضمون» بسبب اتساع الفجوة التي ما زالت قائمة بين نظرة النظام إلى الحل وما تريده المعارضة، فضلا عن «الاختلافات» التي ما زالت تعوق الدعوة إليه، مثل هوية الأطراف السورية المشاركة والأطراف الخارجية واستمرار المشكلة المتمثلة في حضور إيران من عدمه.

بيد أن هذه المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» رأت، رغم ما يطفو على سطح الأحداث، أن ثمة «تطورا إيجابيا أصبح مؤكدا اليوم»، وهو يتمثل بكون «المرحلة الانتقالية» التي تشكل العمود الفقري للحل السياسي كما جرى تصوره في «جنيف 1» صيف العام الماضي «أخذت تفرض نفسها على الجميع»، بمن فيهم أصدقاء النظام السوري الأقربون، في إشارة إلى روسيا بالدرجة الأولى ثم إلى إيران. أما الصين، فإن هذه المصادر أكدت، على ضوء اللقاءات التي أجراها وزير خارجيتها في باريس الأسبوع الماضي مع نظيره الفرنسي ومع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أنها «تلتزم موقفا معلنا قوامه ترك السوريين يحلون مشاكلهم بأنفسهم لكنها في الواقع لا تعارض المرحلة الانتقالية».

غير أن السؤال العصي حتى الآن يتناول طبيعة هذه المرحلة ونسقها، وتحديدا مصير الرئيس السوري بشار الأسد، حيث تميز هذه المصادر بين ما يقوله السوريون أنفسهم، نظاما ومعارضة، وما يمكن أن يرسو عليه التوافق الدولي الذي يسعى الإبراهيمي إلى ترجمته إلى «خطوات عملية متدرجة». وفي الوقت عينه، فإنها تلفت الانتباه إلى الفروق الكامنة بين «المواقف المبدئية التفاوضية» من جانب وما يمكن أن يطرح على طاولة المفاوضات والمساومات الممكنة من جانب آخر.

وتعترف المصادر الغربية بـ«حجم الصعوبات والتعقيدات» المرتبطة بالتدخلات الخارجية والمصالح المتقاطعة التي «تتخطى الأزمة السورية» حيث يسعى كل طرف داخلي أو خارجي إلى رفع سقف مطالبه للحصول على تنازلات أدنى منه.

في هذا السياق، تؤكد المصادر الدبلوماسية الغربية أن ثمة «تحولا» في المعسكر الغربي الذي كان يقول بشكل عام إنه لا بد من إيجاد «توازن ميداني» بين النظام والمعارضة قبل التوجه إلى «جنيف 2»، وأن ذلك يجري من خلال تسليح المعارضة وتمكينها من ترجيح ميزان القوى لصالحها. والحال أن الغربيين يدعون المعارضة لحضور «جنيف 2» من غير أن يكون الوضع الميداني قد تغير، ومن غير أن تكون المعارضة المسلحة قد حصلت على «كل» ما تريده من السلاح النوعي بسبب انقساماتها من جهة وتصاعد هيمنة المنظمات الجهادية مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وأخواتهما.

أما الليونة الغربية الأخرى فتتناول الموقف من الأسد إذ إنها، كما تقول هذه المصادر، أخذت تقبل «ضمنا» بقاءه على رأس الدولة السورية حتى نهاية المرحلة الانتقالية، على أن تنقل صلاحياته إلى السلطة المؤقتة التي «يفترض بها أن تحصل على كل الصلاحيات التنفيذية بما فيها الإشراف على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية». وإذا تزامنت نهاية المرحلة الانتقالية مع موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا المزمعة في ربيع العام المقبل، فإن «التنازل» الغربي يقف عند حدود رفض المساومة اليوم على إعادة ترشح الأسد الذي تنتهي ولايته في 10يونيو (حزيران) 2014. ولذا، فإن التعويل على حمله على عدم الترشح هو على روسيا التي «تعاظم» دورها وتأثيرها على دمشق بعد عملية الغوطتين الشرقية والغربية الكيماوية، وصدور أول قرار دولي من مجلس الأمن الدولي بالإجماع متضمنا فقرة تنص على المرحلة الانتقالية كما وردت في «جنيف 1». من هذا المنظور، تعتبر الأوساط الأوروبية أن استخدام النظام للسلاح الكيماوي على نطاق واسع في 21 أغسطس (آب) الماضي «جعله في قبضة حماته في الخارج»، وعلى رأسهم روسيا التي تلقفت الفرصة لتنقذ النظام من ضربة عسكرية مقابل تدمير ترسانته الكيماوية. لكن النتائج لن تتوقف عند هذا الحد في رأي الغربيين الذين يرجحون أن تكون موسكو قد اعتبرت أنه «حان الوقت» لحل سياسي في سوريا تبدو متفاهمة على خطوطه العريضة مع «الشريك» الأميركي، ومن بين بنوده مصير الأسد.

وتقول المصادر الغربية إن موسكو «لم تعط وعودا قاطعة» لجهة حمل الأسد على عدم الترشح. لكنها، في المقابل، أصبحت «منفتحة» على هذا الأمر رغم تصريحاتها المتكررة. فضلا عن ذلك، فإن الخطاب العلني الروسي نفسه لحقه بعض التبدل، والدليل على ذلك ما صدر عن رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف الذي كرر قبل ثلاثة أيام رفض بلاده أن يكون رحيل الأسد «شرطا مسبقا». لكنه في الوقت عينه لمح إلى إمكانية العثور على صيغة «تطمئن» الأسد إلى مستقبله بحيث لا يواجه مصيرا شبيها بمصير العقيد القذافي أو الرئيس المصري حسني مبارك.

هل هذا السيناريو ممكن التحقيق؟ بالطبع الجواب غير معروف بسبب المتغيرات وتداخل التأثيرات المتناقضة وانقسامات المعارضة وتناقضات الأطراف الخارجية. لكن الثابت، وفق المصادر الأوروبية، أن «شيئا جديدا» طرأ على الأزمة السورية ويتعين سبر غوره لمعرفة ما سيأتي به في المقبل من الأيام.

الائتلاف يحذر من مجازر في جنوب دمشق.. و«الحر» يشن معركة تخفيف الحصار عن المعضمية

الأكراد يتقدمون في رأس العين.. والنظام يستهدف ريف حماه بالبراميل المتفجرة

بيروت: «الشرق الأوسط»

واصلت قوات النظام السوري، أمس، حملتها على أحياء دمشق الجنوبية وريفها الغربي، بحسب ما أعلن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، بالتزامن مع بدء «الجيش السوري الحر» معركة جديدة لتخفيف ضغط الحصار على مدينة معضمية الشام.

وأوضح الائتلاف في بيان له أن «النظام السوري حشد عشرات الدبابات وأعدادا كبيرة من الجنود وأفراد الشبيحة (ميليشيات موالية للنظام) في هجوم غير مسبوق باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة»، محذرا كذلك من «ارتكاب مجزرة جديدة ضد المدنيين المحاصرين في تلك المناطق، تتويجا للحصار الخانق المستمر منذ عام تقريبا، الذي حرم المدنيين من الكهرباء والماء والغذاء والدواء».

وطالب الائتلاف «بتكثيف الجهود الدولية بهدف منع نظام الأسد من استخدام أي نوع من أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، وحتى البدائية، في حربه التي يشنها ضد الشعب السوري المطالب بالحرية».

في موازاة ذلك، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والقوات النظامية في منطقة دروشا وتل الكابوسية واللواء وحاجز 68 في منطقة خان الشيح في ريف دمشق، في حين أفادت شبكة «سانا الثورة» بأن «الجيش الحر» بدأ معركة جديدة سماها «معركة الصافات»، يسعى من خلالها لتخفيف ضغط الحصار على مدينة معضمية الشام، والسيطرة على الحواجز النظامية المنتشرة على جسر السلام الرابط بين دمشق والقنيطرة. وقالت «شبكة شام» إن القوات النظامية قصفت مدن وبلدات خان الشيح ومعضمية الشام ويبرود وداريا في ريف دمشق.

من جهته، أشار المجلس المحلي لمدينة داريا إلى أن «المدينة تشهد قصفا متقطعا بالمدفعية الثقيلة من المواقع التابعة للفرقة الرابعة يستهدف أحياء المدينة، بينما تشهد جبهات المدينة عمليات قنص متقطعة بين الجيشين الحر والنظامي، وذلك في ظل أوضاع إنسانية مأساوية تعيشها المدينة».

وفي العاصمة دمشق أيضا، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية وكتائب المعارضة في بلدة السبينة بريف دمشق الجنوبي، وذلك لليوم الرابع على التوالي، وسط الحملة العسكرية الكبيرة التي يحاول النظام من خلالها استعادة سيطرته على المناطق الجنوبية من العاصمة وريفها.

كما شنّ الطيران الحربي غارتين جويتين على البلدة بالتزامن مع قصف عنيف باستخدام المدفعية الثقيلة، وتركز القصف على الطريقين اللذين يصلان السبينة بحيي الحجر الأسود والعسالي جنوب دمشق.

وكانت القوات النظامية تمكنت من التوغل في منطقة جمعيات السبينة والسيطرة على بعض المباني العالية التي تمركز عليها عدد من القناصين. من جهة أخرى، تعرضت كل من بلدات الحجيرة وحجيرة البلد ويلدا في بلدات الريف الجنوبي إلى قصف مدفعي وصاروخي عنيف، دون التأكد من وقوع إصابات.

كذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والقوات النظامية في ريف دمشق الغربي، على أطراف مخيم خان الشيخ للاجئين الفلسطينيين وفي منطقة دروشا القريبة منها. وأفاد ناشطون بأن «مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من أوتوستراد مستشفى السلام من جهة مخيم خان الشيخ».

وبالتزامن مع ذلك، تعرضت أطراف المخيم والحارة الشرقية منه إلى قصف عنيف من قبل قوات النظام باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات بين المدنيين.

وعلى صعيد الصراع بين القوات الكردية والمقاتلين الإسلاميين شمال سوريا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسيطرة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي على عدة قرى ونقاط عسكرية، في ريف مدينة رأس العين، عقب اشتباكات بين مقاتلي وحدات الحماية من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة من جهة أخرى.

كما أشار المرصد إلى مقتل مقاتلين من وحدات «حماية الشعب الكردي» في اشتباكات مع الكتائب الإسلامية على حاجز قرية مشرافة بريف مدينة رأس العين. وفي حماه، قصفت المروحيات الحربية النظامية مدينة كفرزيتا في ريف حماه الشمالي بالبراميل المتفجرة، مما أسفر عن حدوث دمار كبير في الأبنية السكنية، دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات حتى الآن.

وكانت المدينة تعرضت لثلاث غارات جوية جرى استخدام البراميل المتفجرة فيها، مما أودى بحياة ثلاثة أشخاص على الأقل وسقوط عدد كبير من الجرحى. كما شهدت أطراف مدينة اللطامنة في الريف الشمالي أيضا قصفا جويا بالبراميل المتفجرة، وقصفت مدفعية النظام قريتي ربدة وعرفة في الريف الشرقي.

وفي سياق آخر، نشر ناشطون صورة لقائد الجيش الحر السابق رياض الأسعد على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» ميتا، مع تعقيب بأنه قُتل مع عدد من العناصر لم يُعرف عددهم، نتيجة غارة جوية نفذتها الطائرات النظامية على بلدة ربيعة، المتاخمة للحدود العراقية، وفق ما ذكرت وكالة «روسيا اليوم». وكان الأسعد فقد رجله اليمنى في دير الزور، عندما كان يتفقد بعض كتائب الجيش الحر.

قبل السيول: لاجئون سوريون ينتظرون الأسوأ

تقدّر الأمم المتحدة أنّ 10000 لاجئ سوري على الأقل يعيشون في خيام في لبنان سوف يتعرضون لخطر الفيضانات

فهم بحاجة الى عناية طبية حقيقية لا يملكون ثمن تكلفتها

ألكس رويل

برّ الياس، لبنان – لدى وصوله صبيحة الخميس الماضي إلى ما يسمّيه السكان المحليون بـ “مخيم النهيرية”، المشيَّد على قطعة أرض صغيرة مستطيلة الشكل، مفروشة بالحصى ومخبأة بين حقول البقاع الأوسط الزراعية، حظي موقع NOW باستقبال يشبه استقبال الأبطال. تجمّع سكان المخيم- وهم لاجئون سوريون من القُصير ومن مناطق أخرى من محافظة حمص- حول السيارة، وراحوا يسألون بلهفة عمّا إذا كنا نحمل إليهم أي مساعدات.

سرعان ما تلاشى الأمل الذي كان بادياً في عيونهم عندما أخبرناهم أننا صحافيون، وابتعد معظمهم حانياً رأسه ومغمغماً كلاماً غير مفهوم. أما من بقي منهم فلم يوفّروا وقتاً في إطلاعنا على قائمة طويلة من الشكاوى: فهم بحاجة الى عناية طبية حقيقية لا يملكون ثمن تكلفتها. لا مدارس تؤوي أولادهم. لا مياه شرب صالحة، ولا حفاضات لحديثي الولادة.

وعلى الرغم من الظروف المعيشية المأسوية التي يحياها سكان النهيرية، إلاّ أنّ الأسوأ لم يأتِ بعد. بدأت الأمطار بالهطول في لبنان خلال الأسبوعين الأخيرين، ومع أن التوقعات بشتاء سيكون الأقسى منذ مئة عام قد لا تكون دقيقة، فالثلج سوف يغطّي معظم أجزاء البقاع خلال أشهر الشتاء القادمة، وسيزيد من مآسي أكثر من 270000 لاجئ سوري يعيشون في سهل البقاع حسب إحصاءات المفوضية العليا للاجئين.

والمعرّضون أكثر من غيرهم للضّرر جرّاء ذلك هم ما يزيد عن 80000 لاجئ وفقاً لتقديرات مفوضية اللاجئين، يعيشون في ما تسميه مخيّمات غير رسمية، والتي هي بديلة مؤقتة للمخيمات، بالإسم فقط، (لبنان على عكس الأردن وتركيا لا يمتلك رسمياً مخيمات للاجئين السوريين). ومن بين هذه المستوطنات من الخيم، تقول مفوضية اللاجئين إنّ 12% واقعة في مناطق تتعرّض للفيضانات، ما يعني بأنّ 9600 لاجئ سوف يعيشون في خيام مغمورة بالمياه ما إن يبدأ موسم الأمطار فعلياً.

ومن بين هؤلاء سكان مخيم النهيرية. فبعد دعوتنا لدخول منزل أم أحمد، وهي جدّة ودودة من القُصير، لم يرَ فريق موقع NOW سوى وسائل قليلة يمكن للعائلة المؤلفة من ثمانية أفراد أن تستخدمها لتنجو من المطر والثلج. فالسطح يتألف من ألواح تعود لصندوق من الورق المقوى، تدعمها عارضات خشبية، والجدران عبارة عن سجّاد مثبّت في مكانه بواسطة المسامير. والأرضية عبارة عن حصير ملقىً على أرض غير سويّة ومتعرّجة من الباطون الذي تولّى اللاجئون بأنفسهم صبّه من دون أن تكون لديهم أي خبرة في هذا المجال. أما قطعة الأثاث الوحيدة فهي حلقة من الفرشات الرقيقة غير المريحة، التي تُستعمل كمقاعد، وكمكان للعب الأطفال، وكأسرّة للنوم. ولدى سؤالها كيف تخطّط للتكيّف مع الشتاء القادم على الأبواب، تكتفي أم أحمد بالضحك قائلة: “ما ترونه هو كل ما لدينا”.

والأمور لم تكن أفضل في منزل أم محمد القريب والأكبر قليلاً. هنا السقف مصنوع من أكياس الأرُزّ المحبوكة ببعضها، وقد بدأ بعضها بالاهتراء. “انظروا الى هذا”، قالت، فيما ينظر أطفالها بصمت. “عندما ستمطر، سوف يمتلئ هذا المكان بالمياه”.

واستباقاً لهذه الكوارث الإنسانية المنتظرة، تستفيد المفوضية العليا للاجئين وشركاؤها من المنظمات غير الحكومية من الخبرات التي اكتسبتها على مدى فصلَي الشتاء السابقين منذ اندلاع الأزمة السورية، وتعمل على خطة “لمواجهة فصل الشتاء” منذ الصيف وفقاً للمتحدثة باسم المفوضية جويل عيد.

“في البقاع لدينا قرابة الـ 280 مستوطنة غير رسمية من الخيم عرضة لخطر الفيضانات”، قالت عيد لـ NOW. “ما إن تهطل الأمطار، حتى تصبح الأرض موحلة، وتصبح هذه الخيم عرضة لخطر السيول”. ومن الخطط الموضوعة للتعاطي مع الأمر، تحديد المواقع التي يمكن ان تجتاحها السيول، ومن ثم نقل اللاجئين الموجودين فيها إما الى ملاجئ او الى منازل عائلات لبنانية تستضيفها (وتحصل مقابل ذلك على تعويض تدفعه لها المفوضية العليا للاجئين) متى أمكن ذلك.

هذا بالإضافة الى خطة موازية، قالت عيد إنّ العمل بُدئ بها، وهي تشمل توزيع “أدوات مانعة للتسرّب”- أي مواد يمكن للمنازل الواقعة في مجرى السيول أن تستخدمها لحماية نفسها من البلل. وأضافت بأنّ توزيع مساعدات خاصة بالشتاء مثل ألبسة دافئة، وبطانيات، وفِرش، ووقود للتدفئة “سوف يبدأ في الأسابيع المقبلة”.

إلاّ أنّ سكان مخيم النهيرية -الذين يقولون إنهم يحرقون الورق المقوّى داخل الخيام لكي يتدفّأوا في الليل- غير مقتنعين بأنّ المساعدات في طريقها إليهم.

“لقد وُعدنا بأمور كثيرة من أجل الشتاء، ولكن حتى الآن لم نر شيئاً من ذلك يتحقّق”.

 ساهمت لونا صفوان في جمع المعلومات لإعداد هذا المقال

 هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالانكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

قتلى وتصعيد بحلب واحتدام للمعارك بحماة

                                            لقي ستة أشخاص حتفهم وجرح العشرات في قصف صاروخي هو الأول من نوعه على مدينة الباب شرق حلب الأحد، وذلك عقب سيطرة قوات النظام السوري على قرية العزيزية شمال مدينة السفيرة بريف حلب، فيما تحتدم المعارك في ريف حماة، ويتواصل القصف والاشتباكات على عدة محاور أخرى.

وقال مراسل الجزيرة إن مصدر قصف مدينة الباب راجمات صواريخ نُصبت حديثا بريف السفيرة بعد سيطرة قوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني على هذه المدينة.

وكانت قوات النظام كثفت قصفها على قرى شمالي وغربي السفيرة ومنها تل عرن القريبة منها تمهيدا لاقتحامها.

وبحلب شنت قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات في حي الفرقان وشارع النيل.

في الأثناء، شن الطيران الحربي عدة غارات جوية على بلدتي كفرنبودة وكفرزيتا بريف حماة، وقالت شبكة شام إن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مدينة كفرزيتا، لليوم الثالث على التوالي.

وتأتي هذه الغارات بعد معارك عنيفة تدور على الأرض بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام التي تقصف القرى في مسعى منها لوقف تقدم قوات المعارضة باتجاه قرى جديدة.

وفي دمشق ذكرت شبكة شام أن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، استهدف أحياء مخيم اليرموك والعسالي.

معارك دمشق

وبريف العاصمة السورية، قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات السبينة ومعضمية الشام وداريا ويبرود ودوما وحصلت اشتباكات في بلدة السبينة وعلى الجبهة الغربية لمدينة معضمية الشام.

من جهته قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن اشتباكات تدور بين الجيش الحر و”مليشيات عراقية” ولواء أبو الفضل العباس، في ظل قصف عنيف براجمات الصواريخ في سبينة بـريف دمشق.

وكان انفجار سيارة مفخخة فجر اليوم بحي المطاحن في مدينة يبرود بريف دمشق أدى إلى سقوط قتيل وأكثر من عشرين جريحا.

وبداريا (ريف دمشق)، قال المكتب الإعلامي في المجلس المحلي للمدينة إن اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي، دارت مساء أمس السبت على الجبهة الغربية إثر محاولة قوات النظام التسلل على هذه الجبهة, بينما يستمر القصف المتقطع والعشوائي والذي يستهدف أحياء المدينة بالمدفعية الثقيلة مما سبب دماراً هائلاً فيها.

وقد نظم عدد من سكان داريا سلسلة بشرية، لمطالبة المنظمات الدولية بالضغط على النظام لفتح ممرات لإدخال مساعدات طبية وإنسانية للمحاصرين, إضافة إلى كسر الحصار عن أحياء دمشق الجنوبية والتذكير بمعاناة النساء والأطفال داخل هذه المناطق.

قصف واشتباكات

وفي درعا، استهدف قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة أحياء درعا البلد، في حين تم قصف مدن وبلدات عتمان ومحجة وبصرى الشام وإنخل بريف المدينة ذاتها، وسط اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي، في مدينة بصرى الشام وعلى الجبهة الشرقية لمدينة إنخل.

وفي دير الزور، قال ناشطون إن الجيش الحر استهدف بالهاون والصواريخ محلية الصنع مواقع لقوات النظام في قرية الجفرة وفي مطار دير الزور العسكري، في ظل قصف على معظم الأحياء “المحررة” بمدينة دير الزور، وعلى بلدية المريعية بالريف.

يأتي ذلك عقب تدمير مقاتلي المعارضة دبابة لقوات النظام في حي الرشدية خلال معارك بين الطرفين. من جهة أخرى، قصفت مدفعية النظام المتمركزة شمال المدينة أحياء المطار القديم والعرضي والعمال التي تسيطر عليها قوات المعارضة.

وفي الرقة جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام المتمركزة في الفرقة 17 شمال مدينة الرقة وسط قصف بالمدفعية وقذائف الهاون استهدف المدينة.

وبحسب الهيئة العامة للثورة السورية، فإن غارة جوية ثانية يشنها الطيران الحربي على منطقة حقول الثورة النفطية في مدينة الطبقة بريف الرقة.

تجديد دعوة

وفي سياق متصل جددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدعوة للأطراف كافة في سوريا إلى السماح لموظفيها بمزاولة مهامهم وتجنيب المدنيين ويلات القتال.

وأشارت إلى عدم استجابة السلطات لطلب متكرر بدخول (معضمية الشام) ومدن أخرى محاصرة في ريف دمشق.

وذكرت بأن ثلاثة من موظفيها محتجزون لدى جماعة مسلحة، وبأن متطوعي الهلال الأحمر السوري يتعرضون إلى اعتداءات أدت إلى سقوط مصابين منهم.

ونفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اتهامات بأنها تتواطأ مع السلطات أو الجماعات المسلحة. واعتبرت “التهمة تهديدا لأمن موظفينا”.

لكنها أشارت إلى تمكن الهلال الأحمر السوري من العمل في مناطق كثيرة من سوريا بتفهم من السلطات أو الجماعات المسلحة، مطالبة بإجراءات ملموسة لضمان سلامة موظفيها.

 الإبراهيمي يلتقي مسؤولين أميركيين وروسا

وزاري عربي طارئ بالقاهرة لبحث جنيف 2

                                            يلتئم مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة اليوم لمناقشة تطورات الأوضاع بسوريا في ضوء المساعي التي يبذلها المبعوث الأممي والعربي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي الذي أنهى السبت جولة واسعة من أجل تهيئة الأجواء لعقد مؤتمر جنيف 2.

وتمهيدا لذلك الاجتماع، التقى الأمين العام للجامعة نبيل العربي السبت رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا في مقر الجامعة بالقاهرة، لبحث تطورات الأزمة السورية والمساعي الجارية لعقد مؤتمر سلام دولي بشأن سوريا بات معروفا باسم “جنيف 2”.

واعتبر العربي أنه لن يكون ممكنا الحديث عن موعد محدد لمؤتمر جنيف 2 للمؤتمر قبل الاجتماع الذي سيعقده الإبراهيمي الثلاثاء المقبل في جنيف مع مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى دائمة العضوية بمجلس الأمن.

ومن جانبه، قال السفير نصيف حتى المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية إن اجتماع مجلس الجامعة سيناقش الخطوات التي تستهدف تهيئة الأجواء لعقد مؤتمر جنيف 2.

وأضاف أن الأمين العام للجامعة على تواصل مستمر مع الإبراهيمي وكذلك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعدد من الأطراف المعنية بالأزمة، وذلك للتشاور بشأن ما يمكن أن يخرج به الوزاري العربي من قرارات تدعم الحل السياسي في سوريا، والعمل على إيقاف دائرة القتل وإيصال الدعم الإنساني للشعب السوري.

وعلمت الجزيرة نت أن الجربا أبلغ العربي استعداد الائتلاف الوطني لإرسال ممثلين عنه إلى المؤتمر المتوقع تنظيمه خلال الشهر الجاري شريطة أن يقرر المؤتمر مصير الرئيس السوري بشار الأسد، فضلا عن ضرورة تدخل الأمم المتحدة رسميا لوقف المجازر وتطبيق الفصل السابع من ميثاقها على من ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية من المنتسبين للنظام السوري.

وحسب مصادر في المعارضة السورية، فإن الجربا أطلع العربي على جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد، وكذلك الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا.

من جهته قال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون إن الموقف النهائي للمعارضة من المشاركة في مؤتمر جنيف 2 سيتحدّد بناء على اجتماع تعقده الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في إسطنبول يومي 9 و10 من الشهر الجاري.

جولة الإبراهيمي

وفي سياق مواز، غادر الإبراهيمي العاصمة اللبنانية بيروت صباح السبت متجها إلى جنيف بعد أن أجرى محادثات مع مسؤولين لبنانيين ضمن التحضيرات لمؤتمر جنيف 2.

وكان الإبراهيمي قد صرح الجمعة -بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي- بأن “لبنان برؤسائه الثلاثة يؤيد فكرة المؤتمر”، مشيرا إلى أن الرؤساء “يحبذون توجيه الدعوة إلى عقده، وعندما توجه الدعوة لهم سيقررون ما إن كانوا سيحضرون، وأعتقد أنهم ميالون إلى الحضور”.

وأجرى الإبراهيمي محادثات -بعد وصوله إلى بيروت قادما من دمشق- مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل لقائه ميقاتي.

وقبل محطة لبنان زار الإبراهيمي دولا عدة بالمنطقة تحضيراً للمؤتمر المرتقب، وشملت تلك الجولة تركيا والأردن والعراق ومصر والكويت وسلطنة عُمان وقطر إضافة إلى سوريا.

ولم يتحدد حتى الآن موعد مؤتمر جنيف 2، لكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يتحدث عن إمكانية انعقاده في النصف الثاني من الشهر الجاري.

وقد أرجئ عقد هذا المؤتمر مرارا بسبب خلافات بشأن أهدافه والمشاركين فيه، فالنظام السوري يرفض أي تنح للرئيس بشار الأسد في إطار عملية انتقالية، في حين ترفض المعارضة في الخارج بقاءه في السلطة.

الأردن: سنتحرك لحفظ مصالحنا إن استمرت مشكلة لاجئي سوريا

أكد أنهم شكلوا استنزافا لموارد المملكة المحدودة وضغطا هائلا على بنيتها التحتية

عمان – فرانس برس

دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأحد المجتمع الدولي إلى الإسراع بمساعدة بلاده في تحمل أعباء حوالي 600 ألف لاجئ سوري، مؤكداً أنهم شكلوا “استنزافا” لموارد المملكة المحدودة و”ضغطا هائلاً” على بنيتها التحتية.

وقال الملك عبد الله في خطاب العرش الذي ألقاه في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة الـ 17 إن “الأردن يحتضن اليوم حوالي 600 ألف لاجئ سوري، ما يشكل استنزافا لمواردنا المحدودة أصلا وضغطا هائلا على بنيتنا التحتية”.

وأضاف “إذا لم يسارع المجتمع الدولي لمساعدتنا في تحمل أعباء الأزمة السورية، فإنني أكرر وأؤكد بأن الأردن قادر على اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحمي مصالح شعبنا وبلدنا” إن لم تحل مشكلة لاجئي سوريا.

وجدد الملك عبد الله التأكيد أنه “منذ بداية الأزمة في سوريا الشقيقة، التزم الأردن بموقفه القومي والإنساني، وتأييد الحل السياسي الشامل الذي يطلق عملية انتقالية تمثل جميع السوريين، ويكفل وحدة سوريا شعبا وأرضا، ويحمي أمن المنطقة”.

ويعاني الأردن، الذي يتقاسم مع سوريا حدودا مشتركة على طول أكثر من 370 كلم، من ظروف اقتصادية صعبة وشح الموارد الطبيعية ودين عام تجاوز 23 مليار دولار وعجز في موازنة العام الحالي قدرت بنحو ملياري دولار وأعباء فاقمها وجود أكثر من نصف مليون لاجئ سوري في المملكة.

ويقيم نحو 120 الف لاجئ سوري في مخيم الزعتري في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية.

مقبرة بلا أسماء جنوب دمشق والفاتحة تقرأ لـ1100 سوري

القبور تحمل شواهد مكتوباً عليها آيات قرآنية دون أي إشارة لاسم المتوفى

دمشق – جفرا بهاء

1100 قبر يحمل كل واحد منها “شاهداً” مكتوباً عليه آية قرآنية، ولمن ينظر إليها من بعيد يعتقد أن تلك المقبرة في بيت سحم كأي مقبرة أخرى في أي بلد آخر في سوريا، ولكن إذا دقق الناظر فسوف ينتبه إلى أن تلك القبور لا تحمل أسماء ولا أرقاماً، ولا تحمل أي إشارة لمن دفن فيها.

وإن كان السوريون لا يعيشون رفاهية دفن أبنائهم، فإن دمشق كانت تحتفظ بهذه النعمة، رغم أن الدفن في دمشق بات يكلف ثروة لن يستطيع أن يدفعها إلا القلائل من سكان دمشق، عدا عن منع الجنازات في العاصمة، ولكن وكما يقول الناشط الإعلامي علاء من بيت سحم “هم يدفنون موتاهم على الأقل، ويقرؤون لهم الفاتحة”.

صورة المقبرة بلا أسماء تعود ملكيتها لعلاء المصور الأساسي في صفحة “عدسة جندي حر”، ويقول: “وهبت بيت سحم قطعة من أراضيها لدفن ضحايا النظام مجاناً، فقمنا بدفنهم هنا، واتفقنا أن الفاتحة تقرأ لهم جميعاً”.

مقبرة بيت سحم تضم 1100 لا يحمل أهلهم شهادة وفاة، وربما، وإن حالف الحظ أحدهم فإن أهله سيعرفون بموته وبمكان قبره ما يعطيهم فرصة قراءة الفاتحة له.

للمقابر معنى آخر

تحولت المقابر في سوريا إلى طريقة جديدة للاحتفاء وتكريم “شهداء الثورة”، إذ تحولت الحدائق إلى مقابر في مختلف مناطق سوريا، وإن كانت المقابر عادة تأخذ طابع التقشف، فإنها تلك المقابر في سوريا أخذت وقعاً آخر، فهي أولاً حماية لأجساد الأموات بعد أن اعتاد النظام سرقة الجثث وإحراقها أحياناً أخرى، أو وبحسب بعض الناشطين فإن جثث بعض السوريين كانت تجد طريقها بين المحافظات إلى أماكن التفجيرات المتكررة في سوريا، فوجد ابن حلب في تفجير بدمشق وابن ريف دمشق في تفجيرات حلب.. وهكذا.

حاول السوريون الاحتفاء بموتاهم من ضحايا النظام بتزيين قبورهم، وتحويلها لمزار، وباتت معظم المناطق تحتوي مقبرة جماعية تضم ضحايا مجزرة من مجازر النظام السوري، حتى باتت المقابر الجماعية والورود التي تحيط فيها سمة موحدة بين المدن والبلدات السورية، تماماً كما أصبح ارتكاب المجازر صفة من صفات الأسد ورجاله.

وإن كان الحزن على الميت هو القاعدة الإنسانية المطلقة، فإن السوريين لا يجدون الوقت للحزن، ولكنهم ربما يبحثون فقط عن لحظة احترام لهذا الحزن المؤجل إلى ما بعد سقوط النظام المسؤول عن موتهم كل يوم.

لكل سوري وظيفته.. الابن يُقتل، الأم تكفن، الأب يدفن، الأخ يقتلع قلبه، الأخت ينكسر ظهرها، الزوجة أرملة، الأطفال لاجؤون، وهاهي المقابر في سوريا تصبح بلا أسماء.

وفد الائتلاف السوري يشارك في اجتماعات الجامعة العربية

وزراء الخارجية العرب يبحثون تقديم ضمانات للمعارضة للمشاركة في جنيف 2

دبي – قناة العربية

يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا في القاهرة الأحد، لبحث الأزمة السورية. وسيعرض أمين جامعة الدول لعربية على الوزراء العرب وثيقتين تخصان المشاركة في مؤتمر جنيف2، إحداهما تقدم بها وفد الائتلاف الوطني السوري والأخرى من الجامعة العربية.

وفد الائتلاف الوطني السوري سلم الأمين العام لجامعة الدول العربية وثيقة أعدتها الهيئة السياسية في الائتلاف بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف2.

تنص الوثيقة على ضرورة تطبيق ما جاء في بيان جنيف1 لكن الوثيقة تضمنت بنوداً أخرى، أهمها تشكيل هيئة لإدارة البلاد من دون الأسد ورفض مشاركة إيران، لكن إن تم فرض هذا الأمر فإن ذلك يقيد بشروط، أهمها سحب مقاتلي ميليشيات حزب الله ولواء أبوالفضل العباس من سوريا.

هذه الوثيقة سيعرضها العربي بدوره على وزراء الخارجية العرب في الاجتماع الطارئ الذي سيخصصونه لبحث آخر التطورات التي تخص عقد مؤتمر جنيف2 .. كما سيعرض العربي على الوزراء العرب وثيقة أعدتها الجامعة العربية أيضا تخص هذا الشأن.

ما آلت إليه التحضيرات بشأن عقد مؤتمر جنيف2 سيبحثها المبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع مسؤولين أميركيين وروس في الخامس من نوفمبر في جنيف التي توجه إليها بعد استكماله لجولته الإقليمية والتي تعرض في ختامها لهجوم من قبل وسائل الإعلام الرسمية السورية.

وزير الإعلام السوري عمران الزعبي انتقد حديث الإبراهيمي عن ضرورة وقف تسلح كافة الأطراف السورية، معتبرا أن ذلك يعكس قراءة رديئة للواقع السياسي والميداني .

كما شنت صحف سورية هجوما على الإبراهيمي كصحيفة الثورة التي قالت من ضمن ما قالته عن الإبراهيمي إنه يتحدث بلغة في دمشق وبلغة أخرى عندما يغادرها.

اجتماع للجامعة العربية مع الائتلاف السوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يشارك الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الأحد،‎ في اجتماع طارئ لجامعة الدولة العربية بخصوص الأزمة السورية، ومصير مشاركة المعارضة في مؤتمر جنيف 2.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، التقى مع وفد من الائتلاف السوري المعارض، وبحث الطرفان العقبات التي تواجه عقد مؤتمر جنيف 2. وأكد رئيس الائتلاف أحمد الجربا، وجود توجه إلى عدم المشاركة في مؤتمر جنيف 2، “ما لم يؤسس لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد”.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، السبت، استعداد بلاده المشاركة في مؤتمر جنيف 2 بشأن سوريا، “من دون شروط مسبقة” في حال وجهت الدعوة إليها.

ويعمل المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي منذ أشهر لتذليل العقبات أمام عقد مؤتمر جنيف 2، وهي مهمة لا تبدو سهلة، في ظل انقسام فصائل المعارضة بشأنه، وإصرار الحكومة على أن يكون في إطار بقاء الأسد في الحكم حتى عام 2014.

بدوره، قال المعارض السوري بسام جعارة، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، “إن لدى الائتلاف الوطني السوري طلبا واحدا لدى الجامعة العربية، هو إنهاء مهمة الأخضر الإبراهيمي”، المبعوث الدولي إلى سوريا.

تأتي هذه التطورات في وقت أفاد ناشطون سويون بمقتل 55 شخصا في الاشتباكات الدائرة في مناطق مختلفة من البلاد، السبت. وقالت لجان التنسيق المحلية إن معظم القتلى سقطوا في دمشق وريفها، بالإضافة إلى درعا.

وقال ناشطون معارضون إن اشتباكات دارت في أحياء القابون وبرزة وجوبر في العاصمة دمشق، كما تحدثوا عن انتشار أمني كثيف للجيش السوري في حي الصالحية بدمشق وتنفيذ حملة اعتقالات في الحي.

وفي ريف حلب، أفاد ناشطون بمقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين في قصف مدفعي على مدينة الباب. وشن الطيران الحربي غارة على مدينة سراقب بريف إدلب حسب ناشطين معارضين.

وتصاعدت الحملة العسكرية التي تشنها القوات الحكومية على بلدة المعضمية في ريف دمشق، السبت، في حين أسفر انفجار سيارة مفخخة عن عدة جرحى في مدينة النبك شمالي العاصمة السورية.

الأزمات الدولية تدعو لقرار أممي لتأمين وصول المساعدات الإنسانية للداخل السوري

بروكسل (1 تشرين الثاني/فبراير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

دعت مجموعة الأزمات الدولية إلى قرار أممي لضمان الوصول الآمن، والكامل وغير الخاضع لأية عوائق للمساعدات الإنسانية إلى سورية

واعتبرت المجموعة انه “بات لزاماً على جميع المعنيين، السلطات السورية وأيضاً الجماعات المسلحة ورعاة الطرفين ، اتخاذ خطوات لتخفيف المعاناة التي لا تحتمل للسكان المدنيين”

ونوهت بأنه “ينبغي أن تكون الأولوية الأولى تبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لقرار يدعو جميع الأطراف لضمان الوصول الآمن، والكامل وغير الخاضع لأية عوائق للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك من خلال العمليات العابرة للحدود إذا، وعندما، يصبح تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة من داخل سورية مستحيلاً. ينبغي أن يتضمن القرار تأسيس آلية مراقبة لتحديد – ويستحسن معاقبة – أي طرف يلجأ إلى التجويع كتكتيك حربي، أو يعيق أو يسرق أو يحوّل المساعدات الإنسانية إلى غير مقصدها”

وأشارت في هذا الصدد إلى أن “هناك الكثير مما يمكن، وينبغي، فعله. لكن كان ينبغي فعل ذلك منذ أمد طويل. كل ما يتطلبه الأمر هو أن يظهر مجلس الأمن نفس وحدة الهدف التي أظهرها في معالجة ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية وأن تنفذ روسيا، بشكل خاص، التزامها الذي تردده بشكل مستمر برفاه المواطنين السوريين”

وقالت الأزمات الدولية في تقرير “لقد دفع الاتفاق الأميركي – الروسي حول التخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية العديد من المراقبين إلى الأمل بتحقيق اختراق سياسي، غير أن ثمة هدفاً أكثر واقعية وإلحاحا، ً ويشكل أيضاً معياراً أكثر موثوقية لقياس حسن نوايا الأطراف المختلفة – ينبغي أن يكون على الجبهة الإنسانية حيث تتدهور الأوضاع بسرعة وقسوة. مع اقتراب الشتاء الثالث من عمر الصراع بسرعة، فإن الأوان قد فات أصلاً على جعل هذه أولوية”

ولفتت إلى أن “ثمة أكثر من مفارقة. حتى عندما يتمتع مفتشو الأسلحة الكيميائية بإمكانية الوصول دون إعاقة لبعض أكثر المواقع حساسية في البلاد، فإن المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة لا تستطيع الوصول إلى المدنيين في المناطق المحاصَرة”. واضافت “يحصل هذا حتى على بعد بضعة أميال من مكاتب المنظمة الدولية في دمشق حيث يتعمد النظام تجويع الناس بشكل منهجي في تكتيك حربي جديد. كما يعاني جنود النظام الذين لا زالوا يتمسكون بجيوب في المناطق النائية من البلاد من مصير مماثل على أيدي الجماعات المسلحة”

وقالت “على نحو مماثل، وحتى مع بقاء الحدود مفتوحة أمام المقاتلين الأجانب، وشحنات الأسلحة والتحويلات النقدية – سواء دعماً للمعارضة أو للنظام- فإن تدفق المساعدات الإنسانية يتعرض للحظر أو الإعاقة. تتعدد أسباب ذلك، ومنها: عدم استعداد الأمم المتحدة لتجاوز النظام، الذي يقوم بدوره بمنع وصول المساعدات عبر الحدود إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، واستغلال النظام للمساعدات، وانعدام الكفاءة والبيروقراطية في التعامل مع المساعدات الخارجية”

وشددت الأزمات الدولية على انه “يجب أن ينتهي كل ذلك. إذا كان المناخ الدبلوماسي والسياسي، كما يدعي البعض، قد تغيّر بشكل كاف لجعل احتمال التسوية ممكناً ولو بشكل طفيف، فإن المقياس الأول لمثل هذا التحوّل ينبغي أن يكون التقدم السريع والملموس على الجبهة الإنسانية”

داعش” ترمي سجلات مدينة الباب في القمامة

فتحي الأثاربي- كلنا شركاء

قام تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام ” داعش” في التاسع والعشرين من تشرين الأول بجمع سجلات النفوس العائدة لمنطقة مدينة الباب في ريف حلب تمهيداً لإحراقها. فتدخل الوجهاء في المنطقة لدى عناصر ” داعش” الذين قالوا أنهم لا يريدون  حرق الوثائق والسجلات أو إتلافها كلها بل يريدون إتلاف بعض الملفات غير الضرورية، والإبقاء على السجلات الأساسية.

وبعيد ذلك تم رمي الوثائق والسجلات  في مكب القمامة، فانتقل أعضاء الهيئة الشرعية والوجهاء إلى مكب القمامة وقاموا بجمع ما تبقى من وثائق وسجلات تمهيداً لنقلها إلى مقر المحكمة الشرعية، إلا أن عناصر ” داعش” توجهوا إلى مكب القمامة أيضاً وأخبروا الوجهاء هناك أن قرار رمي الوثائق في القمامة قرار فردي قام به سائق سيارة البلدية، وأنهم سيقومون بإعادة جمع الوثائق والاحتفاظ بها في مقرهم.

وتتميز الوثائق والسجلات المدنية في منطقة الباب  بأن بعضها يعود  إلى العهد العثماني، وهي على درجة عالية من الأهمية.

يشار أن الهيئة الشرعية في مدينة الباب قد أصدرت بياناً أكدت فيه عدم اعترافها بتنظيم ” داعش” ، وذلك على خلفية اعتقال التنظيم لأعضاء من الهيئة الشرعية حوالي 15 ساعة أثناء تأديتهم لدورهم القضائي في مسألة تتعلق بالأحوال الشخصية.

نص تقرير تنسيقية مدينة الباب حول قضية السجلات المدنية

 صباح 29 / 10 / 2013  قام تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام بتجميع سجلات النقوس والسجلات المدنية ووضعها في شاحنة القمامة التي تعود للبلدية ورشح الخبر الينا انهم يريدون حرقها واتلافها فانطلقنا الى مقر الدولة فوجدنا هناك الهيئة الشرعية وبعض اعضاء المجلس المدني وتكلم الجميع معهم حول خطورة إتلاف هذه السجلات وأنها تعد ذاكرة البلد وهي ضرورية جداً فأخبرونا انهم لا يريدون حرقها وإتلافها بل يريدون أن يحرقوا بعض الملفات غير الضرورية والإبقاء على السجلات الاساسية ومنم من قال انه لن يتصرفوا حتى يتحدثوا مع اميرهم وأعطونا وعداً ان لا يتم احراقها وان يتم حفظ الاورق جميعها في مكان آمن وتفرقنا وبعد ساعة ونصف تقريبا سمعنا ان تنظيم الدولة قامت بإلقاء الاوراق والسجلات في مكب القمامة فانتقلنا الى هناك فوجدنا سجلات قديمة قد القيت وصور وأوراق لطلبات البطاقات الشخصية ووجدنا صور النساء اللواتي تقدمن بأوراقهن ليحصلوا على البطاقة الشخصية يلعب بها بعض الرعيان والاطفال ووجدنا سيارة البلدية التي حملت الاوراق ووجدنا ايضاً عناصر الهيئة الشرعية يقومون بجمع السجلات المهمة ليحفظوها عندهم ووجدنا عنصرا من عناصر الدولة فسألناه من الذي رمى بهذه الاوراق هنا فقال ان لا اعلم ولكن الدولة لا ترضى بهذا الفعل وبعد ساعة تقريباً أتى بعض عناصرمن تنظيم الدولة وأمرت عمال البلدية أن يقوموا بإعادة جمع الأوراق من جديد وكانت الهيئة الشرعية قد جمعت اغلب الاوراق المهمة ونقلتها الى مقر المحكمة فسألنا عناصر تنظيم الدولة لماذا قمتم بهذا العمل؟ قالوا نحن لم نقم به انما قام به سائق الشاحنة دون علمنا وهو الآن عندنا نحقق معه حول الموضوع والسؤال لهم لماذا قمتم بنقل السجلات من مكانها ولماذا لم ترسلوا عناصر مع سائق الشاحنة؟!!!

وبقيت بعض السجلات لم تأخذها الهيئة الشرعية وحاولت الهيئة اخذها فحصل خلاف بينهم وترك عناصر الهيئة السجلات المتبقة وهي قليلة وذهبوا وبقيت عناصر تنظيم الدولة تجمع باقي الاوراق واخذتهم الى مقرها

والله من وراء القصد / منقول عن التنسيقية

7 سيناريوهات كارثية تجعل أمريكا تشعر بالذعر من السعودية !!

تحدثت مجلة الفورين بوليسي الأمريكية الشهيرة في تقرير مطوّل أمس، على صفحتين، عن الغضب السعودي وتدهور العلاقات الأمريكية السعودية السريع، ونقلت تصريحات الأمير بندر بن سلطان أمام السفير الفرنسي وبعض السفراء الغربيين عن إمكانية أن تتحول السعودية إلى حلفاء آخرين غير الولايات المتحدة، مؤكداً احتمالية أن تتأثر صفقات النفط والسلاح بسبب هذه التحول، وأنه إلى الآن لم يصدر نفي رسمي من الجانب السعودي.

واستشهدت بتصريحات الأمير تركي الفيصل، وهي لم تخرج عن سياق تصريحات الأمير بندر بن سلطان؛ وهو ما يؤكد للصحيفة أن العلاقات بين البلدين خرجت عن مسارها.

وشرحت الصحيفة سبعة سيناريوهات كارثية، تجعل أمريكا تشعر بالذعر من الغضب السعودي! وذكرت أن السيناريو الأول هو أن تقوم السعودية بتخفيض إنتاجها من النفط عن 10 ملايين برميل؛ وهو ما سيؤثر في الاقتصاد الأمريكي فوراً، ويهدد الانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه أمريكا حالياً؛ وبالتالي سيتسبب بتغير الرأي العام الحالي في أمريكا فوراً، مذكّرة الصحيفة بأن السعودية رفعت إنتاجها من النفط بطلب من أمريكا من أجل سد العجز الذي أفرزته العقوبات الأمريكية القوية على طهران.

وأضافت بأن السيناريو الثاني هو أن تمد السعودية يدها إلى السلاح النووي الباكستاني، التي تملك صورايخ ذات رؤوس نووية، مذكرة بأن السعودية كانت تمول البرنامج النووي الباكستاني في عام 1999، إضافة إلى زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز لمحطة تخزين الأسلحة النووية في كوهتا برفقة رئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي انقلب عليه الجيش، لكنه الآن هو رئيس الوزراء الباكستاني، ويملك علاقات مميزة مع السعوديين، بخلاف أن باكستان تريد تخزين أسلحة نووية في الأراضي السعودية بعيداً عن أعين جارتها الهندية، وفي حال نشوب نزاع مسلح مع الهند ستكون الأسلحة النووية بمأمن.

وأضافت الصحيفة بأن السعودية قد تقوم ببناء محطة نووية جديدة، وستقبل بها أمريكا نظراً لامتلاك إيران السلاح النووي. وذكّرت الصحيفة بتصريحات الملك عبد الله بن عبدالعزيز أمام المستشار الأمريكي السابق دينيس روس عام 2009 قائلاً “إذا حصلت إيران على السلاح النووي فسنحصل عليه”.

وتحدثت عن السيناريو الثالث، وهو أن الرياض قد تطلب من الأسطول الأمريكي مغادرة البحرين، وهي قادرة على الضغط على الحكومة البحرينية لطلب منها ذلك، وهو ما فعلته السعودية مع أمريكا قبل عشرة أعوام، وأخرجت أمريكا من قاعدة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الجوية.

وأضافت بأن السيناريو الرابع أن السعودية قد تزود المعارضة السورية بأسلحة متطورة جداً وخطيرة، وهي إلى الآن مازالت تصغي لواشنطن، لكنها من المرجح أن تكسر الحظر على الأسلحة الخطيرة والمتطورة، وستقوم بإرسالها إلى المعارضة السورية، بالرغم من المعارضة الشديدة من قبل أمريكا.

والسيناريو الخامس هو أن تقوم السعودية بدعم انتفاضة فلسطينية ثالثة، وهي القضية التي تغضب السعودية بشكل دائم، وذكّرت برفض الملك عبدالله بن عبدالعزيز لزيارة واشنطن محتجاً بعدم ضغط أمريكا على إسرائيل في عام 2001، مبلّغاً واشنطن بأن فلسطين هي القضية الأساسية والمهمة في وجدان الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

والسيناريو السادس هو أن الرياض جعلت مصر مستغنية عن واشنطن، وهو ما ظهر جلياً عقب الدعم السعودي لمصر؛ إذ جعلت مصر تصم آذانها عما تقوله واشنطن، وتجاهلت تهديدات واشنطن.

السيناريو السابع رفض السعودية لمقعد مجلس الأمن واحتشاد الدول الإسلامية خلف السعودية، وعددها 57 دولة؛ إذ دعت منظمة المؤتمر الإسلامي إلى إصلاح مجلس الأمن وإعطائها دوراً يوازي حجم هذه المنظمة وحجم المسلمين في العالم داخل مجلس الأمن؛ وبالتالي إذا عارضت أي دولة من الدول دائمة العضوية أو أمريكا هذه المطالب داخل مجلس الأمن باستخدام الفيتو فإنها ستخسر سمعتها بشكل كبير أمام العالم الإسلامي؛ وبالتالي توفير سبب جوهري لزيادة التطرف والمتطرفين ضد أمريكا واتهام أمريكا بأنها عدوة للمسلمين، وهو ما تخشاه الولايات المتحدة بشكل كبير.

وأشارت الصحيفة إلى أن محللين عدة استبعدوا أن تقوم السعودية بهذا الخيار؛ لأن لها أيضا سلبية على السعودية.

وأضافت الصحيفة بأن السعودية ترى تدهور العلاقات الأمريكية أهم قضية لها حالياً، لكن في الولايات المتحدة القضايا الشائكة كثيرة جداً، والغضب السعودي واحد من هذه القضايا.

رغم صعوبة موافقة الإدارة على إنشاء محكمة مع السعي لتسوية تضم فريق الأسد

| واشنطن – من حسين عبدالحسين |

«اجراء التحقيقات، ومحاكمة جرائم الحرب، والجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية التي ارتكبها مسؤولون في الحكومة السورية، او اعضاء مجموعات اخرى متورطة في الحرب الاهلية في سورية»، هي فحوى مشروع القانون الذي قدمه عضو الكونغرس الجمهوري كريس سميث في سبتمبر الماضي، والذي حصد حتى الآن تأييد 18 عضوا آخرين من الحزبين، في وقت يستمر النقاش في الكونغرس حول جدوى انشاء محكمة دولية متخصصة بجرائم الحرب السورية، على غرار محاكم سيراليون وراوندا ويوغوسلافيا السابقة ولبنان.

ودعا الخبير القانوني الن وايت الى انشاء محكمة دولية – سورية مختلطة، على غرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تسعى الى محاكمة قتلة رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري. وقال وايت ان «محكمة جرائم الحرب السورية» عليها ان تكون مدعومة من الامم المتحدة، ويمكن، «من اجل التسريع في عملها وتقليص نفقاتها، ان يتم انشاؤها في لاهاي، وان تستخدم جزءا من المساحة المكتبية المخصصة للمحكمة الخاصة بلبنان».

واعتبر وايت، في شهادة ادلى بها امام لجنة «افريقيا، وحقوق الانسان، والصحة العالمية، والمنظمات الدولية» في الكونغرس، والتي يترأسها سميث نفسه، ان المحكمة الدولية السورية تحتاج الى مكاتب في دولة مجاورة لسورية من اجل العمل على الارض، والتواصل مع الشهود وحمايتهم، اذ ان معظم الادلة في محاكم من هذا النوع تأتي من الشهود، حسب الخبير الاميركي.

وعبّر وايت عن تأييده التام لمشروع القانون المطروح، وقال ان «ضمان محاسبة (الرئيس السوري بشار) الاسد وآخرين ممن ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وجلبهم امام العدالة، ممكن من خلال محكمة جزائية مستقلة».

ومن الخبراء المؤيدين بروفسور القانون في جامعة سيراكوز دافيد كراين، وهو من مؤسسي محكمة سيراليون ومن مؤسسي «مشروع المحاسبة في سورية»، وهو مشروع اكاديمي يعمل منذ اندلاع الانتفاضة السورية ضد حكم الاسد على توثيق كل الاعتداءات والاعمال العسكرية، وفهرستها زمنيا، وتدوين تواريخها، وتصنيفها حسب تجاوزها للقانون.

وتحدث كراين عما اعتبره فشل «محكمة الجنايات الدولية» في القيام بدورها او في تحقيق اي نتائج تساهم في محاسبة مرتكبي جرائم الحرب او ثني آخرين عن ارتكابها. وقال كراين ان في الحالة السورية، هناك خمسة خيارات، الاول هو اللجوء الى «محكمة الجنايات الدولية»، وانجازات هذه متقلبة، وبالكاد يمكنها التعامل مع الملفات التي تعمل عليها وتحقق فيها.

الخيار الثاني، حسب كراين، هو تشكيل محكمة دولية – سورية على غرار البلقان وراوندا ولبنان، لكن الامر يتطلب قرارا صادرا عن مجلس الامن الدولي بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، وهو امر متعذر نظرا لموقف روسيا المعارض ولقدرتها على التعطيل عن طريق استخدامها حقها في النقض الفيتو.

الخيار الثالث هو محكمة اقليمية على غرار محكمة سيراليون، ولكنها تحتاج كذلك الى قرار دولي، فيما الخيار الرابع، وهو انشاء محمكة محلية ذات طابع دولي قد يكون متعذرا بسبب الحاجة الى صيغة دولية. لذا، يعتقد كراين ان الخيار الافضل هو محاكمات محلية، وهذه ستحتاج الى التوصل الى سلام في سورية قبل البدء بالعمل بها.

على ان المسؤول القانوني السابق في ادارة الرئيس جورج بوش حذر من التعقيدات المرتبطة بالمحاكم الدولية بشكل عام. وقال ستيفن رادمايكر ان بعض المحاكم، مثل في يوغوسلافيا السابقة والسودان، تم انشاؤها كوسيلة ضغط لردع حكومات عن ارتكاب جرائم عندما يكون الغرب في موقع لا يرغب فيه بالتدخل عسكريا في مطلع الامر. اما في محاكم مثل راوندا، فتم انشاء المحكمة بسبب شعور المجتمع الدولي بالذنب بسبب هول المجازر.

ويقول رادمايكر ان امام محاكم من هذا النوع عقبات كثيرة منها انها قد تقضي على فرص التوصل الى تسويات بين فريق الضحايا وفريق مرتكبي الجرائم في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب. كذلك، يمكن للحكومات السورية المقبلة ان تعمل اما على استخدام هذا النوع من المحاكم للانتقام سياسيا، او تحاول مواجهتها خوفا من ان تطال مرتكبي جرائم فازوا بالحرب واصبحوا في صف الفريق الحاكم.

واعتبر رادمايكر انه من الصعوبة ان توافق الحكومة الاميركية على انشاء محكمة في وقت تسعى الى التوصل الى تسوية تضم فريق الاسد، وقال ان «الولايات المتحدة لن تقوم بأي عمل عسكري احادي مثل الذي قامت به في يوغوسلافيا السابقة»، وان «ادارة (الرئيس باراك) أوباما لم تعد في وارد العمل جديا من اجل ازاحة نظام بشار الاسد من السلطة».

واضاف انه «بدلا منذ ذلك، وبعد الاتفاق مع روسيا من اجل تدمير اسلحة سورية الكيماوية، اصبح نظام الاسد شريك ادارة أوباما في مجهود التدمير المذكور»، وان «خطاب الادارة قد لا يكون قد بدأ يعكس حقيقة سياستها، ولكن الادارة ستدرك ان واحدة من عواقب الاتفاق مع روسيا هو ان تتنازل بصمت عن سياستها المعلنة لاجبار الاسد على الرحيل عن السلطة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى