أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 04 حزيران 2017

الرقة تستعد لمعركة شطب «خلافة داعش»

لندن، باريس، عمّان – «الحياة»

أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة أن معركة استعادة مدينة الرقة من تنظيم «داعش» ستبدأ في «الأيام القليلة المقبلة» بعد تقدمها إلى مشارف المدينة، وسط توقعات بأن تحاول عناصر «داعش» الدفاع بقوة عن «عاصمة الخلافة» في سورية بعد معركة الرمق الأخير في الموصل، عاصمة الخلافة في شقها العراقي. وبالتزامن مع ذلك، أعلنت القوات النظامية السورية انتزاع منطقة جبلية من أيدي «داعش» إلى الشرق من طريق خناصر- اثريا الذي يربط دمشق بحلب، ما يساعد في تأمين خط إمداد رئيسي للحكومة يمر في مناطق صحراوية تعرضت مراراً لهجمات من التنظيم.

واحتدمت المعارك في مدينة درعا في جنوب سورية أمس، وسط تقارير عن قرابة 80 غارة وضربة جوية ومدفعية رافقت واحدة من أعنف المعارك التي تشهدها هذه المدينة المفترض أنها مشمولة باتفاق «تخفيف التصعيد»، الذي يشمل أربع مناطق في سورية.

وعلى صعيد معركة الرقة، قال نوري محمود الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية أمس، إن عملية لـ «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة الرقة من تنظيم «داعش» ستبدأ في «الأيام القليلة المقبلة». وأضاف: «وصلت القوات إلى مشارف المدينة والعملية الكبرى ستبدأ خلال… الأيام القليلة المقبلة».

وكان محمود يؤكد تقريراً نقل عن الناطقة باسم حملة الرقة جيهان شيخ أحمد توضيحها أن مرحلة جديدة لاقتحام الرقة ستبدأ في «الأيام القليلة المقبلة». وجاءت التصريحات في مقابلة مع مؤسسة إعلامية محلية وجرى تداولها على مجموعة تديرها «قوات سورية الديموقراطية» على تطبيق «واتساب».

وقال ناطق باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» إنه لن يعلق على الجدول الزمني للمرحلة التالية من العمليات لاستعادة المدينة الواقعة في شرق سورية من «داعش». وأضاف الكولونيل رايان ديلون أن «قوات سورية الديموقراطية تتقدم (على مسافة) أقرب وأقرب (من الرقة) كل يوم»، وباتت على بعد ثلاثة كيلومترات من الشمال والشرق. وذكر في رد بالبريد الإلكتروني على أسئلة لـ «رويترز» أن «قوات سورية الديموقراطية» أصبحت على بعد يقل عن عشرة كيلومترات من الغرب.

في غضون ذلك، صدت الدفاعات الأمامية لقوات حرس الحدود الأردنية هجوماً مسلحاً قادته ثلاث دراجات نارية قادمة من داخل الحدود السورية، استهدفت المواقع الأمامية للجيش الأردني المحاذية لمخيم الركبان الحدودي، وأسفرت عن إصابة عسكري أردني بجروح. وقال مصدر عسكري أردني إن الجيش قتل ثلاثة مسلحين جاؤوا على متن الدراجات النارية، متحدثاً عن هجوم شنّه «مسلحون من التنظيمات الإرهابية». وأعادت الحادثة الذاكرة إلى شهر رمضان من العام الماضي حين تعرض الأردن لعمليتين ارهابيتين، تمثلت الأولى في قتل مسلح خمسة عناصر في مكتب استخبارات منطقة البقعة شمال عمان (20 كلم)، فيما قُتل في الثانية سبعة جنود بتفجير سيارة مفخخة عند قاعدة عسكرية متقدمة للجيش الأردني على الحدود السورية. ويشترك الأردن مع سورية بحدود يزيد طولها على 370 كيلومتراً، وتوجد القوات الأردنية على طول الشريط الحدودي لحماية الحدود الشمالية للمملكة وتأمينها من طرف واحد.

وفي باريس، كشفت مصادر فرنسية مطلعة لـ «الحياة» أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا قال خلال لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين قبل أيام إن الجانب الروسي مهتم بحصول اتفاق على حل الصراع في سورية، لكنها أضافت أن باريس تعتبر أن الموقف الروسي الحقيقي يريد اتفاقاً على تسليم المعارضة سلاحها وأن تتنازل عن مطالبها وإبقاء النظام كما هو «أي تريد استسلام المعارضة وليس حلاً»، وفق وجهة نظر باريس.

 

العملية الكبرى لاستعادة الرقة من «داعش» تبدأ خلال أيام

بيروت – رويترز

قال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب الكردية» السورية نوري محمود اليوم (السبت)، أن عملية للقوات السورية المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة الرقة من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ستبدأ في «الأيام القليلة المقبلة» بعد التقدم إلى مشارف المدية.

وتشن الهجوم «قوات سورية الديموقراطية» وهي تحالف يضم قوات كردية ومسلحين عرباً يدعمه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش».

وقال محمود: «القوات وصلت إلى مشارف المدينة والعملية الكبرى سوف تبدأ خلال…الأيام القليلة المقبلة».

وكان محمود يؤكد تقريراً نقل عن الناطقة باسم حملة الرقة جيهان شيخ أحمد توضيحها إن مرحلة جديدة لاقتحام الرقة ستبدأ في «الأيام القليلة المقبلة». وجاءت التصريحات في مقابلة مع مؤسسة إعلامية محلية وجرى تداولها على مجموعة تديرها «قوات سورية الديموقراطية» على تطبيق «واتساب».

وقال ناطق باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» إنه لن يعلق على الجدول الزمني للمرحلة التالية من العمليات لاستعادة المدينة الواقعة في شرق سورية من التنظيم المتشدد.

وأضاف الكولونيل رايان ديلون إن «قوات سورية الديموقراطية تتقدم (على مسافة) أقرب وأقرب (من الرقة) كل يوم»، وباتت على بعد ثلاثة كيلومترات من الشمال والشرق.

وذكر في رد بالبريد الإلكتروني أن «قوات سورية الديموقراطية» أصبحت على بعد يقل عن عشرات كيلومترات من الغرب.

من جهة ثانية، قال الجيش السوري اليوم إنه استعاد منطقة جبلية من تنظيم «داعش» تقع إلى الشرق من طريق يربط دمشق بحلب بما يساعد في تأمين خط إمداد رئيس للحكومة تعرض مراراً لهجمات من التنظيم.

وقال الجيش إنه سيطر أيضاً على 22 قرية ومزرعة من التنظيم المتشدد قرب مسكنة، وهي آخر مدينة كبرى لا تزال خاضعة لسيطرة التنظيم في محافظة حلب. ومن شأن السيطرة على مسكنة أن يأتي بالقوات الحكومية المدعومة من روسيا إلى حدود محافظة الرقة التي تسيطر على غالبها مجموعات من المعارضة المسلحة تدعمها الولايات المتحدة وتحارب أيضا «داعش».

وكثفت القوات الحكومية المدعومة من مسلحين تساندهم إيران ومن الجيش الروسي من هجماتها على التنظيم المتطرف على جبهات عدة في الأسابيع الماضية فيما قلل اتفاق «مناطق عدم التصعيد» الذي توسطت روسيا وتركيا في إبرامه من المعارك في غرب سورية.

وقال الجيش إنه سيطر على الأجزاء الشمالية الشرقية والوسطى من منطقة جبلية إلى الشرق من محور خناصر – أثريا. وقال مصدر عسكري إن تلك الخطوة توسع بالتأكيد من دائرة الأمن حول طريق دمشق – حلب.

ومحور خناصر – أثريا هو الطريق الوحيد الذي تسيطر عليه الحكومة ويربط حلب بمدن أخرى تسيطر عليها في غرب البلاد. وما زالت أجزاء من طريق حلب السريع الرئيس الذي يمر عبر غرب سورية خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.

وتقع مدينة مسكنة على الضفاف الغربية لنهر الفرات في محافظة حلب على بعد حوالى 10 كيلومترات من الحدود مع محافظة الرقة. والمركز الحضري القريب من جهة الشرق هو الطبقة التي سيطرت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة عليها من يد تنظيم «داعش» في أيار (مايو) الماضي.

واستبعدت الولايات المتحدة حتى الآن التعاون مع الحكومة السورية المدعومة من روسيا في الحرب ضد التنظيم المتشدد في سورية، حيث أجبرت حملات منفصلة التنظيم على التقهقر.

 

«سورية الديموقراطية» تسيطر على سد غرب الرقة

بيروت – رويترز

أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» اليوم (الاحد)، أنها انتزعت السيطرة على سد على نهر الفرات من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في أحدث مكسب تحققه في تقدمها صوب مدينة الرقة.

وقالت القوات إنها «سيطرت على سد البعث صباح اليوم وغيرت اسمه إلى سد الحرية». ويقع السد على مسافة حوالى 22 كيلومتراً من مدينة الرقة قاعدة عمليات «داعش» في سورية.

وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب الكردية» نوري محمود، وهي الفصيل الرئيسي في القوات، إن «المقاتلين يقومون بتمشيط القرى المجاورة بحثاً عن ألغام ولتعزيز خطوطهم الدفاعية»، مضيفاً أنهم «سيطروا على السد بالكامل».

ويعني هذا التقدم أن القوات تسيطر الآن على ثلاثة سدود رئيسة على نهر الفرات، بعدما سيطرت على أكبر سد في سورية الشهر الماضي. وكان محمود قال أمس إنه من «المقرر أن تبدأ عملية اجتياح المدينة خلال بضعة أيام».

ومازال التنظيم يسيطر على مساحات كبيرة من المنطقة الشرقية الصحراوية في سورية على الحدود مع العراق، وغالبيتها محافظة دير الزور التي ستصبح أكبر معقل متبقي له في سورية بعدما يخسر الرقة.

 

القوات الأردنية تقتل متشددين عند الحدود السورية

بيروت – رويترز

ذكرت «وكالة الأنباء الأردنية» الرسمية (بترا) أن جنوداً من سلاح حرس الحدود الأردني اشتبكوا مع متشددين حاولوا مهاجمة مواقعهم على الحدود مع سورية أمس (السبت)، وقتلوا المسلحين ودمروا ثلاث دراجات نارية كانوا يستقلونها.

ولم يحدد تقرير الوكالة عدد المتشددين الذين قُتلوا في الهجوم الذي وقع قرب مخيم الركبان للاجئين السوريين حيث أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مسؤوليته عن هجوم بسيارة ملغومة في أيار (مايو) الماضي واشتبك أيضاً مع جماعات للمعارضة السورية المسلحة تعمل في المنطقة. ويقع مخيم الركبان في منطقة قليلة السكان قرب التقاء الحدود الأردنية والسورية والعراقية. وقالت «بترا» نقلاً عن مصدر في قيادة القوات المسلحة الأردنية إن المتشددين حاولوا استهداف المواقع الأمامية لحرس الحدود من الأراضي السورية حوالى الساعة 8:30 صباحاً (05:30 بتوقيت غرينيتش). وقالت إن أحد أفراد دوريات حرس الحدود أصيب في الاشتباك . ولم تحدد الوكالة الجماعة التي ينتمي إليها المتشددون.

 

قتلى وجرحى باعتداءات إرهابية في لندن

واشنطن، لندن، باريس، سيدني، برلين – رويترز

قاد مهاجمون شاحنة صغيرة مسرعة ودهسوا المارة على جسر لندن قبل أن يطعنوا أناساً آخرين في منطقة بورو ماركت المجاورة أمس (السبت)، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة حوالى 48 آخرين.

وقالت قائدة شرطة لندن كريسيدا ديك اليوم، إنه «تأكد الآن أن سبعة مدنيين لقوا حتفهم. وكما تعلمون نعتقد أن هناك ثلاثة مشتبه بهم قُتلوا»، مضيفة أنها «تعتقد أن الوضع الآن تحت السيطرة، ولكن هناك ضرورة للقيام بعملية بحث شاملة للمنطقة، للتأكد من عدم وجود مفقودين أو مشتبه بهم آخرين فارين».

وتابعت «نعطي الأولوية للعمل مع زملائنا في الشبكة الوطنية لمكافحة الإرهاب، وأيضاً مع وكالات الاستخبارات والأمن الأخرى، لمعرفة مزيد من التفاصيل عن هؤلاء الأفراد الذين نفذوا الهجوم».

ودعت الشرطة المسلحة سكان لندن على موقع «تويتر»، إلى «الجري والاختباء والإبلاغ إذا تعرضوا لأي هجوم». وأكدت أن حادثي جسر لندن ومنطقة بورو ماركت المجاورة «عملان إرهابيان»، وقالت إن «واقعة الطعن منفصلة في منطقة فوكسهول وغير مرتبطة بالحادثين». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداءات.

وكانت وزارة الداخلية الأميركية أصدرت بياناً أمس، أنه «لا توجد لدينا معلومات حالياً تدل على تهديد إرهابي محدد أو تهديد حقيقي في الولايات المتحدة».

وقال كبير ضباط مكافحة الإرهاب في بريطانيا، مارك رولي إن «الشرطة المسلحة استجابت بسرعة كبيرة وشجاعة، وواجهت ثلاثة مشتبه بهم وأطلقت عليهم النار وقتلوا في بورو ماركت»، مضيفة «للأسف لقي ستة أشخاص حتفهم، بالإضافة إلى المهاجمين الثلاثة الذين قتلتهم الشرطة بالرصاص».

وتابع أن «الشرطة واجهت المشتبه بهم وأطلقت عليهم النار في غضون ثماني دقائق من أول اتصال. كان المشتبه بهم يرتدون ما يشبه الأحزمة الناسفة، لكن ثبت لاحقاً أنها خدعة».

ونشرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) صورة تظهر اثنين من المهاجمين المحتملين بعدما قتلتهما الشرطة، وكان على جثة أحدهما قنابل. وبعد ساعات من الاعتداء، ظلت المنطقة مغلقة وسارت بها دوريات للشرطة المسلحة وشرطة مكافحة الإرهاب.

وأشارت «هيئة إسعاف لندن» إلى أنها نقلت أكثر من 48 مصاباً للمستشفيات في العاصمة البريطانية. وأغلقت ثلاثة مستشفيات رئيسة في لندن اليوم أبوابها، حفاظاً على سلامة المرضى والعاملين.

وقال مساعد مدير عمليات هيئة الاسعاف، بيتر رودس، في بيان اليوم «نقلنا 48 مصاباً لخمسة مستشفيات في أنحاء لندن، وعالجنا عدداً من الجرحى بإصابات طفيفة في الموقع».

وقالت صحيفة «صن» البريطانية، إن «السلطات تخشى سقوط ما يصل إلى سبعة قتلى بعدما قاد المهاجمون شاحنة صغيرة لدهس أناساً على جسر لندن»، مضيفة أن «خمسة أشخاص كانوا في الشاحنة التي دهست المارة»، فيما قالت «بي بي سي»، إن «شهوداً رأوا أناساً يلقون الطاولات والمقاعد على المهاجمين لحماية أنفسهم».

وبعد الاعتداءات، قال صحافي من «رويترز»، إنه «سمع دوي انفجارات قرب منطقة بورو ماركت لكنها كانت تفجيرات محكومة نفذتها الأجهزة الأمنية فيما يبدو. وكانت الشوارع حول جسر لندن ومنطقة بورو ماركت المشهورة بالحانات والمطاعم، مليئة بالناس مساء أمس.

ووصف شهود الشاحنة الصغيرة البيضاء وهي تدهس المارة قرب جسر لندن. وقال مستشار في الإدارة، مارك روبرتس «كان يبدو أنه يستهدف مجموعات الناس. توقفت لأنني لم أكن لأعرف ماذا أفعل. لقد كان أمراً رهيباً». وأوضح أنه شاهد ستة أشخاص على الأقل على الأرض.

وقال سائق سيارة أجرة لـ «بي بي سي»: «جاءت شاحنة صغيرة من جسر لندن نفسه. صدمت عدداً كبيراً من الناس»، مضيفاً «ثم خرج ثلاثة رجال بسكاكين طويلة يصل طولها إلى 12 بوصة، وشرعوا في طعن الناس عشوائياً في بورو هاي ستريت». وذكر شهود أن الناس هرعوا للاحتماء بإحدى الحانات.

وقالت «بي بي سي» إن «الشرطة البريطانية يعتقد أنها تبحث عن ثلاثة مشتبه بهم قد يكونون مسلحين بعد حادثين أمس». وأوضحت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أنها على اتصال مع المسؤولين وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلقى إفادة في شأن الحادث.

من جهته، لجأ ترامب إلى «تويتر» بعد الاعتداءات، ليعرض المساعدة على بريطانيا، ويروج لحظر السفر المثير للجدل.

وقال ترامب «الولايات المتحدة ستفعل كل ما بوسعها لتقديم المساعدة في لندن والمملكة المتحدة. سنكون هناك، نحن معكم. فليباركم الله! »، مضيفاً في تغريدة أخرى «نحن بحاجة للتحلي بالذكاء واليقظة والشدة. نريد أن تعيد لنا المحاكم حقوقنا. نريد حظر السفر كمستوى إضافي للأمان! ».

وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان ما وصفتها بأنها «هجمات جبانة تستهدف مدنيين أبرياء»، وكررت استعداد ترامب لتقديم أي مساعدة تطلبها السلطات البريطانية.

وقالت الناطقة باسم الوزارة هيذر نويرت إن «جميع الأميركيين يتضامنون مع شعب المملكة المتحد»، فيما قال الناطق باسم البيت الأبيض، شون سبايسر على «تويتر»، إن «فريق الأمن القومي للرئيس الأميركي أطلعه على حادث جسر لندن في بريطانيا»، مضيفاً أن «فريق الأمن سيواصل تقديم أحدث التقارير للرئيس».

وأشارت إلى أنها تراقب الوضع عن كثب في لندن، ونصحت الرعايا الأميركيين في بريطانيا بمراعاة نصائح السلطات المحلية والإبقاء على اليقظة الأمنية. وقال مسؤولو إنفاذ القانون في المدن الأميركية الكبرى إنهم «ليسوا على دراية بأي تهديدات، لكنهم على أهبة الاستعداد».

وقالت إدارة شرطة لوس أنجليس في تغريدة على «تويتر»: «لا يوجد تهديد حقيقي أو له علاقة بلوس أنجليس. نطالب سكان لوس أنجليس باليقظة».

وقال مكتب مكافحة الإرهاب في إدارة شرطة نيويورك في تغريدة، إنه «نشر فرق الاستجابة للطوارئ في المناطق التي تشهد كثافات من المشاة». وقال حاكم نيويورك، أندرو كومو في بيان، إنه «وجه مسؤولي إنفاذ القانون لتشديد الإجراءات الأمنية، والدوريات في المواقع الشهيرة، بما في ذلك المطارات والجسور والأنفاق وأنظمة النقل الجماعي».

وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن «فرنسيين على الأقل أصيبا في اعتداء لندن»، وقال ناطق باسم مكتب ماكرون، إن «أحد الفرنسيين مصاب بجروح بالغة».

ونصحت الحكومة الأسترالية مواطنيها في المملكة المتحدة بالابتعاد عن جسر لندن ومنطقة بورو ماركت. وقال رئيس وزراء استراليا مالكولم ترنبول، إن «أستراليين تأثرا بشكل مباشر بالاعتداء»، مؤكداً في مؤتمر صحافي أنه تأكد نقل أحد الضحيتين إلى المستشفى، في حين تعمل السلطات الأسترالية لمعرفة وضع الشخص الآخر.

وقالت مستشارة ألمانيا أنغيلا مركل في بيان «نتحد جميعا اليوم عبر الحدود في فزع وحزن، ولكن بإصرار»، مضيفة «أؤكد أن ألمانيا تقف بثبات وحزم إلى جانب بريطانيا في الحرب ضد كل أشكال الإرهاب».

 

بوتين لماكرون: الحرب السورية إرهاب وتدخل خارجي

باريس – رندة تقي الدين

كشفت مصادر فرنسية مطلعة لـ «الحياة» أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا قال خلال لقاءاته في باريس مع المسؤولين الفرنسيين إن الجانب الروسي مهتم بحصول اتفاق على حل الصراع في سورية، في حين تعتبر باريس أن الموقف الروسي الحقيقي يريد اتفاقاً على تسليم المعارضة سلاحها وأن تتنازل عن مطالبها وإبقاء النظام كما هو «أي تريد استسلام المعارضة وليس حلاً»، وفق وجهة نظر باريس.

وعلى رغم هذا الاعتقاد الفرنسي، فإن باريس لم تقطع الاتصالات مع موسكو في شأن الأزمة السورية. وخلال قمة فرساي قبل أيام، تحدث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هذا الموضوع، حيث قال بوتين لماكرون إن ما يجرى في سورية هو نتيجة مشكلة الإرهاب وتدخل دول خارجية ضد النظام وانه ينبغي العمل معاً لمكافحة الإرهاب وبعد ذلك يعود إلى الشعب السوري أن يقرر ما يريده. وعلى أساس هذا الكلام، رأت المصادر الفرنسية أن ليس هناك أي تطور أو فتح لباب الحل في الموقف الروسي في خصوص سورية.

ورأت المصادر أنه طالما أن ليست هناك استراتيجية واضحة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وليس هناك ضغط أميركي على روسيا للوصول إلى حل سوري، فسيبقى الروس على موقفهم الحالي. ويرى الجانب الفرنسي أن إدارة ترامب مهتمة حالياً فقط بقضية مكافحة الإرهاب في سورية والعراق وليست مهمتة بالحل للوضع الداخلي في سورية باستثناء قضية استخدام السلاح الكيماوي. وقالت المصادر الفرنسية إن هناك تناقضاً في موقف الأميركيين لأنهم من جهة يريدون مكافحة التأثير الإيراني في سورية والعراق ومن جهة أخرى يلاحظون أن ايران والنظام يقاتلان «جبهة النصرة» و «داعش». وتابعت أن مثل هذا الموقف الأميركي يعزز موقع النظام السوري و «هذا ما يبحث عنه بشار الأسد».

وتابعت المصادر أنه بعد انتهاء الحرب ضد «داعش» في الموصل وفي الرقة بعد بضعة أشهر وتحرير دير الزور ستكون «القاعدة الأرضية لداعش قد أزيلت… ولكن في المقابل خلايا داعش ستنتشر في كل الدول التي انهارت من ليبيا ومالي إلى اليمن والصومال وستعمل هذه الخلايا من هناك»، أي أن تهديد «داعش» لن يزول بانهياره في سورية والعراق.

إلى ذلك، نقلت المصادر انطباع دي ميستورا بأن الموقف الروسي اهتز بعض الشيء لأن الإدارة الأميركية ليست مهتمة بالحل السياسي في سورية وانها تعتبر أن لديها مصالح وطنية أمنية بحتة وهي حريصة على أمن حدود حلفائها وتحديداً إسرائيل والأردن في جنوب سورية، بما في ذلك تأمين الحماية لحلفاء أميركا من تهديدات «داعش» أو «النصرة» أو «حزب الله». وتقول الإدارة الأميركية، في هذا المجال، إنها وحدها من يستطيع ضمان هذه المصالح ولا حاجة إلى الروس. ونُقل عن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسن قوله لنظيره الروسي سيرغي لافروف إن الإدارة الأميركية لا تبالي كلياً بمصير بشار الأسد وإنه إذا كانت روسيا عازمة على بقائه في منصبه فهذا سيمس بصورة روسيا ولا يهم مصالح الأميركيين. وفي رأي دي ميستورا، إن مثل هذا الموقف يزعزع الروس لأنهم يفقدون ورقة تفاوض مع الجانب الأميركي وقد يدفعهم إلى تقديم «مبادرات أفضل» في شأن الحل في سورية.

وفي موسكو (رويترز) نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفير السوري لدى موسكو قوله أمس، إن الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية ستجرى في آستانة عاصمة كازاخستان في 12 و13 حزيران (يونيو) الجاري.

ونقلت الوكالة عن السفير رياض حداد قوله إن سورية تلقت دعوة للمشاركة في محادثات آستانة التي ستجرى يومي الإثنين والثلثاء.

 

سوريا الديمقراطية” تسيطر على ثالث سدود الفرات

(د ب أ): سيطرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على سد البعث غرب مدينة الرقة شمال سوريا صباح الاحد .

 

وقال قائد عسكري في القوات ” فرضت قواتنا صباح اليوم سيطرتها الكاملة على المبنى الاداري لسد البعث بشكل كامل من الجهة الجنوبية القريب من قرية الحمام، وقامت بحملة تمشيط في مقرات السد لإزالة الالغام والعبوات الناسفة والسواتر الترابية التي وضعها مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) “.

 

وأكد القائد العسكري “السيطرة على السد والمبنى الاداري وعنفات توليد الكهرباء، وبذلك تكون قواتنا سيطرت على كامل سد البعث بعد سيطرتها على بلدة كديران شمال نهر الفرات “.

 

وأشار إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية أصبح لديها معبراً آخر على نهر الفرات بعد سد الفرات في ريف الرقة الغربي “.

 

وكانت قوات سوريا الديمقراطية توصلت الى اتفاق يوم الجمعة الماضي مع مسلحي (داعش) يقضي بخروجهم من بلدتي المنصورة وهنيدة وسد البعث .

 

وتم بناء سد البعث عام 1977 وبطول حوالي 3000 متر وأقيم خلف سد الفرات بهدف الاستفادة من المياه في توليد الطاقة الكهربائية والتي تبلغ 375 مليون كيلوواط ساعة سنوياً، بالإضافة لتنظيم جريان مياه نهر الفرات .

 

وكانت قوات سوريا الديمقراطية سيطرت منتصف شهر أيار/مايو الماضي على سد الفرات أكبر السدود في سوريا وكذلك سيطرت نهاية عام 2015 على سد تشرين في ريف حلب الشرقي وبذلك أصبحت مصادر الطاقة الكهربائية في سوريا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

 

الحشد الشعبي يدخل الأراضي السورية: صورة قاسم سليماني في موقع إعلان «دولة الخلافة»

«القدس العربي» ـ منهل باريش: بعد ثلاث سنوات بالضبط، وفي صدفة عجيبة، وقف قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ليلتقط صورة تذكارية في المكان نفسه، الذي أعلن منه الناطق باسم تنظيم «الدولة الإسلامية»، أبو محمد العدناني، قيام «الخلافة الإسلامية» وكسر «صنم الوطنية»، وإزالة الساتر الترابي بين سوريا والعراق، والسيطرة على معسكر تل صفوك العراقي.

بعد سنتين قُتل العدناني في ريف الرقة، وقُتل الرجل الواقف مكشوف الوجه إلى جانبه، أيضا، وزير الحرب في «الدولة الإسلامية»، عمر الشيشاني بعد أيام من إصابته بجروح خطيرة. وبدأت المعركة ضد التنظيم في سوريا والعراق برعاية أمريكا والتحالف الدولي.

وفي تسجيل مصور، أعلن نائب قائد «الحشد الشعبي» العراقي، أبو مهدي المهندس، أو «الحاج حبيب»، وصول قواته إلى الحدود العراقية – السورية. ووصف التقدم إلى هذه الحدود بـ»النصر الكبير».

ومن نقطة التقاء قوات المجلس العسكري في الحشد الشعبي العراقي، مع قوات حماية سنجار، YPS، الإيزيدية المدعومة من وحدات حماية الشعب الكردية السورية في منطقة الهول داخل الأراضي السورية، بث قياديون في الفصيلين شريط فيديو يؤكد التقاء الطرفين.

وأكد ناشطون من الحسكة لـ»القدس العربي» دخول مقاتلي الحشد الشعبي العراقي إلى قريتي قصيبة والبواردي السوريتين، الأمر الذي دفع أهالي القريتين إلى الهرب باتجاه مركدة القريبة، خوفا من عمليات انتقامية تقوم بها «الميليشيات الشيعية»، حسب تعبيرهم.

من جهته، نشر موقع «الخابور» المعارض ان «تنظيم الدولة انسحب من قريتي قصيبة والبواردي بعد توافد ارتال كبيرة من الحشد على المنطقة».

وأشار فاضل الخضر من شبكة «الخابور» أن الانسحاب تمّ «دون مقاومة، الأمر الذي سمح للحشد الشيعي بالتوغل داخل الأراضي السورية والسيطرة على القريتين حتى عمق 10 كم». وفي تصريح لـ»القدس العربي» اتهم الخضر الحشد الشعبي بـ»اتخاذه بعض البيوت مقرات عسكرية ونشر حواجز طيارة على مشارف القرى».

وأكد الناشط والصحافي إبراهيم الحبش من محافظة الحسكة، في اتصال مع «القدس العربي»، أن «نحو200 عائلة هربت باتجاه مركدة القريبة»، مشيرا إلى أن «عددا كبيرا من سكان مخيم رجم صليبي هم من العرب السنة العراقيين، الذين عانوا من ويلات الحشد الشعبي في العراق ونقلوا حوادث التنكيل بهم من قبله، الأمر الذي خشي منه أهالي القرى ودفعهم للهرب خشية من انتقام طائفي جديد في سوريا».

وقلل الحبش من احتمال الصدام بين وحدات حماية الشعب والحشد الشعبي، قائلاً: «على العكس، لقد تقدم الحشد من الحدود التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني في سوريا».

وفي السياق نفى المتحدث باسم الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، مسألة «دخول الحدود السورية بشكل نهائي».

المحلل العسكري عبد الناصر العايد اعتبر أن «إيران تريد تمزيق أي قوة عربية سنية محتملة في المنطقة الشرقية من سوريا، متزامنا مع كلام البنتاغون أنه يزمع تدريب قوة عربية سنية في سوريا قوامها نحو عشرين ألف مقاتل لمحاربة تنظيم الدولة». وأضاف العائد: «إيران تهدف إلى وصل مناطق نفوذها في سوريا والعراق ولبنان».

وعلمت «القدس العربي» أن ميليشيا الحشد الشعبي تستمر بالتقدم جنوبا باتجاه مدينة القائم العراقية (تبعد 200 كم عن نقطة تمركز الحشد الآن)، بهدف تأمين الشريط الحدودي مع سوريا.

في المقابل، فان تنظيم «الدولة» يسيطر على كامل المنطقة جنوب طريق الموصل ـ الحسكة، وما تقدم إليه الحشد الشعبي هو فقط جوار الطريق فقط.

السيطرة على مزيد من الأراضي على حساب التنظيم جنوبا، تعني ان «الحشد الشعبي» سيصبح على تماس مع مقاتلي التنظيم مجددا، وهذا ما سيرجح دخول الأراضي السورية مجددا بذريعة محاربة «داعش».

«قوات النخبة»، التي يقودها رئيس الائتلاف الأسبق أحمد الجربا، تسيطر على مناطق قريبة في محافظة الحسكة، وتشارك في جبهات رباط مع تنظيم الدولة، وتحارب بأعداد لا بأس بها في معركة «تحرير الرقة» إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد). واستطاعت، بعد فترة تعثر كبيرة، ضم أعداد كبيرة من أبناء العشائر السنية من منطقتي الحسكة ودير الزور، مع حامل رئيسي لعشيرة الشعيطات التي قُتل الآلاف من أبنائها في مذبحة ارتكبها تنظيم «الدولة» عام 2014، مع فرض التنظيم سيطرته على شرق سوريا.

الخطر الإيراني الذي تترقبه الإدارة الأمريكية وتحذر منه، ربما سيدفعها إلى زيادة دعم العرب السنة في المنطقة القبلية شرق البلاد. مع إدراك لا شك فيه أن الحليف الكردي في سوريا لا يستشعر خطر إيران ولا مشاكل سابقة بينهما. وقد تجاوز الطرفان كل المشاكل التي حصلت في نبل والزهراء شمال حلب، بل ذهبا أبعد من ذلك عندما شاركت «وحدات الحماية» الميليشيات في اجتياح حلب الشرقية، معقل المعارضة.

فالطريق الرمزي (طهران ـ بغداد ـ دمشق ـ بيروت) يمر بالتأكيد في مئات الكيلومترات التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب. ويبدو أن هذه الوحدات تتجنب أي صدام مع أي من الأطراف الدولية والإقليمية التي تصمت عن توسعها العسكري، ولا تمانع بحقها في إقامة فيدرالية شرق البلاد.

 

سوريا تقطع الانترنت بسبب الامتحانات والجدل يُشعل شبكات التواصل

لندن ـ «القدس العربي»: حجب النظام السوري عن مواطنيه شبكة الانترنت بالكامل وقطعهم عن العالم الخارجي لمدة تزيد عن خمس ساعات، فيما ألهبت الحجة الكثير من الجدل على الانترنت، وقال النظام إن قطع الشبكة العنكبوتية يهدف إلى الحد من الغش في الامتحانات في المدارس وخاصة في أوساط طلبة الثانوية العامة.

وجاء قطع شبكة الانترنت عن السوريين بعد أن انتشرت العشرات من الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية المستقلة التي تزعم انفرادها بنشر أسئلة امتحانات الثانوية العامة.

وأثار غياب شبكة الانترنت وقطعها بقرار حكومي حالة من الجدل في سوريا، حيث كتب المواطن السوري رياض ظاهر على «فيسبوك» قائلاً: «نفير عام في جميع انحاء البلاد. قطع الانترنت. تشويش على الهاتف المحمول. حشود من الشرطة، حشود من الأهالي… هذه الأجواء ليست أجواء امتحان في القرن الحادي والعشرين. لا بد من طريق آخر لتقييم الطالب. لم تعد البكالوريا معياراً مناسباً للقبول الجامعي اسألوا أهل الذكر».

وتساءل سوري آخر: «شو العلاقة بين قطع النت يومياً من الساعة 4 وبين امتحان البكالوريا؟ خايفين تتسرب الأسئلة بهالوقت؟ ولا بدكن الطلاب يدرسوا قبل الفحص؟ ولا في ابن مسؤول عم يتسلى عالنت وقطعتوا النت عن كل سوريا كرمال يدرس! مين هالذكي صاحب الفكرة لا والأذكى يلي أمر بتنفيذها حكومة ما قادره تضبط امتحانات بكلوريا عم تتحكم برقبتنا».

وكتب مدون يُدعى أحمد منصور: «بعد النجاحات المذهلة التي حققها قطع الاتصالات والانترنت من أجل الامتحانات، سيتم اعتبارا من يوم الأحد قطع الماء والكهرباء وسيتوقف السير وستغلق البنوك والمصارف ودور المياه والمراحيض العامة من أجل امتحان أنظف وأشرف وأكثر نزاهة».

وكتبت طالبة تُدعى دارين: «في اليابان يترك الطلاب لوحدهم في القاعات أثناء الامتحان. في سوريا الفيلق الخامس اقتحام، أجهزة تشويش، قطع النت، ومع ذلك تتم عملية الغش بنجاح».

وتساءل سمير يوزباشي على «فيسبوك»: «غريبه… كل فحص للشهادة الثانوية أو الاعدادية يتم قطع الانترنت، هل توجد هذه السياسة في دول أخرى، أم أن اساليب الغش لدينا تجاوزت امكانيات دولة؟».

 

شخصيات سورية تطالب رئيس الائتلاف بمؤتمر وطني

وجّهت مجموعة من الشخصيات السورية المعارضة رسالة إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مشيرة أن “أزمة العمل الوطني” بلغت حداً يتطلّب تدخلاً واسعاً، وفعالاً من مختلف الاوساط السورية، التي استبعدت “منذ تأسيس المجلس الوطني، ثم الائتلاف”.

 

واعتبرت الرسالة أن المجلس والائتلاف لعبا “دورهما بالاستناد إلى أدوار خارجية، عربية وأجنبية”، وتجاهلا وضع خطط عملية وبرامج تنفيذية وجداول زمنية “تتكفل بتعبئة وتوظيف قدرات الداخل الوطني باعتباره رافعة الثورة وحاضنتها الأساسية”.

 

وتلك الحال، بحسب الرسالة أدت إلى تشوّه هيكلي أصاب بنية الائتلاف والمجلس، و”وسم مواقفهما وعلاقاتهما مع الشعب الثائر، وفرض عليهما وظائف وأدوار لم تخدم مصالح الثورة ومسارها، جعلتهما يدوران في حلقة مفرغة أودت بالمجلس، وأصابت عمل الائتلاف بشلل لم تبذل قياداته المتعاقبة أي جهد منظم وجدي للخروج منه”.

 

وأشارت إلى أن غياب الائتلاف ككيان سياسي جامع، أدى إلى بروز “جماعات متفرقة ومنغلقة على ذاتها، تتمحور حول مصالحها الشخصية، أو حول هذا الطرف الخارجي أو ذاك، وغابت القيادة الثورية المطلوبة، فظهر عوضاً عنها في أحيان ومناطق عديدة أمراء حرب رفضوا ثورة الحرية وناصبوها العداء، واستبدلوا السياسة بعنف، وجهه العداء للآخر وللوحدة الوطنية، واعتمدوا مواقف حولت النضال في سبيل الحرية وإسقاط الاستبداد إلى اقتتال طائفي الهوية والطابع دون مقاومة تذكر من الائتلاف والاطراف الديموقراطية والمدنية، ورغم تعارض ما طرحه هؤلاء مع اهداف الشعب، التي استشهد مئات الآلاف من بناته وابنائه من اجلها”.

 

وطالبت الرسالة الائتلاف وقيادته الجديدة بحسم مواقفها في اتجاهات عديدة: “أولاً، إعطاء الاولوية في أي عمل يقوم به لسياسات مركزها وحاملها بناء وضع ذاتي يمكن الثورة من استعادة زمام المبادرة، والزام المتصارعين الخارجيين بأهداف وحقوق السوريين. يتطلب هذا إعادة هيكلة الائتلاف وتوسيعه وتفعيل دوره، واستعادة خطاباته الأساسية الملتزمة التزاماً مطلقاً بثورة الحرية والكرامة والمواطنة والديموقراطية، ليكون حقاً ممثلاً لمعظم السوريين، ولتطلعاتهم، وقيادة لهم، علما بأن فترة البناء ليست مفتوحة، ومن الضروري أن تفيد من الصراعات والتناقضات، التي حالت دون انفراد أي طرف خارجي أو أكثر بوطننا، أو بحل يستطيع فرضه علينا”.

 

وثانياً، قالت الرسالة “بينت السنوات الماضية أن سياسات وعلاقات وقدات الائتلاف حالت دون بناء اوضاع تخدم الثورة وتفيد من زخمها الهائل. هذا الوضع، دفع المخلصين إلى القول: عندما ننظر إلى المجتمع نقول إن هناك حقاً ثورة، وعندما ننظر إلى الائتلاف ومؤسساته، ننكر ذلك بأسف، لأن مسار الاعوام الماضية يؤكد أن الامتناع، لاي سبب،عن تصحيح مسارات العمل الوطني واولوياته لم ينتج غير نكسات متعاقبة، فلا أقل من اغتنام الفرصة والتعاون بصورة منهجية ودائمة مع جميع الأوساط السورية المؤمنة بثورة الحرية، وبناء وضع ثوري ذاتي يستطيع حشد قدرات الشعب والإفادة منها، ويبلور أطراً ومؤسسات تنظيمية قادرة على تصحيح مسارات العمل الوطني”.

 

وثالثاً، تابعت الرسالة “إننا إذ نتابع القرارات والتوجهات الصادرة مؤخراً لتصحيح اوضاع الإئتلاف، نؤكد على ضرورة المضي فيها، وإخراج أي جماعات لا كيانات ولا صفة تمثيلية ولا دور نضالياً لها، وفتح عضوية الائتلاف أمام جميع الشخصيات والكيانات الفاعلة، التي تضم كفاءات تتمتع بالتجربة والخبرة، وجرى استبعادها في الفترة الماضية. وندعو أيضاً إلى القضاء على النزعات الشللية والتكتلية، وإعادة النظر في آليات عمل الائتلاف غير المهنية، التي عفا عليها الزمن، ليشتغل كجسم متكامل الوظائف، وليس كجمعات أو جماعات مغلقة لا هم لها غير الانتخابات والألاعيب التي تضمن فوزها فيها”.

 

رابعاً “نطالب قيادة الائتلاف ببناء دوائر متخصصة تشرف على اعماله ومؤسساته، بما فيها الحكومة المؤقتة وهيئات الإغاثة والإعلام، والصلات مع الجاليات، وغيرها، وتكليف شخصيات كفؤة ومجربة ونزيهة داخل وخارج سوريا بإدارتها، سواء كانت من الائتلاف أم من خارجه”.

 

وختمت الرسالة بدعوة الائتلاف ورئيسه رياض سيف “إلى ترتيب ندوات ولقاءات تمهد لعقد مؤتمر او لقاء وطني يراجع التجربة الماضية، ويحدد ثغراتها، ويحاسب المسؤولين عنها، ويضع نصب عينيه إعادة بناء الائتلاف على أسس وطنية ونضالية وتمثيلية”.

 

مدبر اغتيال عماد مغنية مسؤولاً عن الملف الإيراني في”سي.أي.إيه

لعب عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي أي إيه” تحت إشراف الضابط مايكل داندريا دوراً في مقتل مسؤول العمليات الدولية في مليشيا “حزب الله” اللبنانية عماد مغنية، بالتعاون مع الجانب الإسرائيلي. واستخدمت الوكالة سيارة مفخخة في اغتيال مغنية في العاصمة السورية دمشق. داندريا الملقب بـ”أمير الظلام” تمّت ترقيته مؤخراً ليصبح مسؤولاً عن العمليات الإيرانية في الوكالة.

 

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً بعنوان “سي أي إيه تُعيّن أمير الظلام مسؤولاً عن العمليات الإيرانية، كمؤشر على موقف أقسى”. وأمير الظلام أو آية الله مايك، هي أسماء مستعارة لضابط في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، المسؤول عن مطاردة زعيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وحملة الغارات بـ”الدرونز” في أفغانستان وباكستان التي تسببت في مصرع آلاف “المتطرفين” ومئات المدنيين بحسب الجريدة الأميركية.

 

وكتب ماثيو روزنبرغ وآدم غولدمان، في تقريرهما المشترك، أن مايكل داندريا، أصبح مدير العمليات الإيرانية في “سي أي إيه”، ما يعد إشارة قوية على “اعتماد الإدارة الأميركية منهجاً متشدداً كان قد أعلن عنه الرئيس ترامب خلال حملته الإنتخابية”.

 

وتتزامن عملية ترقية داندريا، مع تحركات آخرى ضمن الوكالة الاستخباراتية، من التجسس والعمليات السرية بقيادة الجمهوري وعضو الكونغرس السابق مايك بومبيو، الرئيس الحالي لـ”سي أي إيه”. وعمليات الاستخبارات الأميركية في إيران معقدة، لعدم وجود سفارة أميركية توفر غطاءً دبلوماسياً للعملاء، وجهود إيران المقابلة لمكافحة التجسس. لذا، فإن ترجمة رؤى ترامب تقع حالياً على عاتق “أمير الظلام” داندريا، الذي وصفته الصحيفة بـ”المدخن الشره معتنق الإسلام”، و”ذي الخبرة والسمعة الجيدتين”، و”الوقح في التعامل مع الآخرين”، و”صاحب الشخصية الفظة” و”ربما لا يوجد في سي أي إيه من يتحمل مسؤولية تقويض أركان تنظيم القاعدة أكثر منه”، ومن “يقضي أوقات فراغه بالعمل”. وداندريا اعتنق الاسلام بغرض الزواج من مسلمة تعرّف عليها في إحدى مهماته الخارجية، وليس معروفاً عنه التزامه الكبير بتعاليم الإسلام.

 

كبير مسؤولي مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الاستخبارات، عزرا كوهين واتنيك، قال إنه يرغب في استخدام الجواسيس الأميركيين للمساعدة في قلب بالحكومة الإيرانية، وفق مصادر أميركية رفيعة. كما أن إدارة ترامب، التي لم تقم بخطوات علنية لاحتواء إيران بعد، تضم مجموعة من المتشددين حيال إيران في مناصب رفيعة. رئيس “سي أي إيه” بومبيو قال في جلسة الاستماع في الكونغرس لتأكيد تعيينه، في كانون الثاني/يناير، إنه إذا استمر سريان مفعول الاتفاق الإيراني، فسيكون مراقباً شرساً لضمان التزام طهران ببنوده، وأضاف: “الإيرانيون يحترفون الغش والاحتيال”.

 

وظيفة داندريا ليست اتخاذ القرارات بل تنفيذ السياسات. وهو أحد الضالعين ببرنامج الاعتقال والاستجواب في “سي أي إيه” بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، وتولى مسؤولية “مركز مكافحة الإرهاب” في الوكالة منذ العام 2006، وأمضى أعوامه اللاحقة في البحث عن “المتطرفين” حول العالم. وظيفة داندريا الجديدة، بحسب الصحيفة، تتناسب تماماً مع مواهبه وخبراته.

 

درعا: حشود للنظام بانتظار معركة “كسر عظم

أحمد الحوراني

بعد 4 شهور على إعلان فصائل المعارضة السورية في الجنوب معركة “الموت ولا المذلة”، والتي تمكنت خلالها من السيطرة على 95 في المئة من حي المنشية في درعا البلد، بدأت قوات النظام بحشد تعزيزاتها العسكرية، في ما يتوقع أن يكون بداية لهجوم جديد يستهدف المنطقة المشمولة باتفاق “مناطق تخفيف التصعيد” المنبثقة عن مؤتمر “أستانة-4”.

 

وباتت قوات المعارضة بعد احكام سيطرتها على معظم حي المنشية، تُشكِّلُ تهديداً مباشراً لمليشيات النظام المتواجدة في حي سجّنة، الذي يعتبر أحد أكبر حصون مليشيات النظام وخط دفاعها اﻷول عن المراكز اﻷمنية في درعا المحطة. وتقسم مدينة درعا إلى قسمين؛ درعا البلد التي تسيطر على معظمها المعارضة، ودرعا المحطة الخاضعة لسيطرة مليشيات النظام.

 

المحاولات المتكررة من قبل مليشيات النظام، تدعمها مليشيا “حزب الله” اللبنانية ﻹستعادة ما سيطرت عليه المعارضة، كانت قد باءت بالفشل، وتكبدت القوات المهاجمة عشرات القتلى عدا الخسائر في العدة والعتاد، بالإضافة إلى تقهقرها المتواصل بعد كل هجوم. ودفع ذلك إلى زيادة التوتر بين قوات النظام ومليشيا “حزب الله” التي أقدمت في منتصف نيسان/إبريل، على إعدام ضابط من قوات النظام برتبة مقدم، بعد انسحابه مع عناصره من إحدى النقاط.

 

حالة التخبط والفوضى وانعدام التنسيق بين مليشيا الحزب و”الفرقة 15″ من قوات النظام المسؤولية عن العمليات في درعا، أدت إلى خسائر جسيمة في صفوفهما، بالإضافة إلى ازدياد الشرخ وقلة الثقة بين الحليفين. اﻷمر الذي دفع بالطيران الروسي لمضاعفة غاراته الجوية بهدف منع تقدم المعارضة، رغم أن كثافة القصف، بمختلف أنواع اﻷسلحة لم تحقق المطلوب منها.

 

قاعدة “حميميم” الروسية لم تكن راضية بدورها عن أداء قوات النظام والمليشيات المساندة لها، وظهر ذلك من خلال تصريحات المسؤولين الروس عن عدم انضباط قوات النظام وتعاملها بشكل غير جدي مع المعارضة. وبعد تلك التصريحات، بدا الوضع مختلفاً، إذ زجت “الفرقة الرابعة” بحشود عسكرية وصلت تباعاً إلى مدينة درعا خلال اﻷيام القليلة الماضية. وقدّر عدد اﻵليات التي وصلت المدينة بـ30 عربة مدرعة ودبابة وسيارة دفع رباعي مصفحة مزودة برشاشات ثقيلة، بحسب شهود عيان. التعزيزات استقرت في “الملعب البلدي” وبعض نقاط التماس بالقرب من حي المنشية.

 

وعلمت “المدن” أن من بين اﻵليات التي دخلت المدينة 3 دبابات “T90” حديثة روسية الصنع، من المرجح أنها قد شاركت سابقاً في حملات النظام على مدينة داريا في ريف دمشق الغربي.

 

ودخلت التعزيزات مدينة درعا، تحت غطاء من القصف المدفعي والصاروخي الكثيف للقرى والبلدات القريبة من طريق دمشق-درعا، الأربعاء والخميس. واستهدف طيران النظام الحربي بلدة النعمية شرقي درعا، الجمعة، بـ16غارة و6 براميل متفجرة، وطالت 3غارات درعا البلد، بالإضافة إلى قصف بالمدفعية وصواريخ “فيل”. مواكب الآليات المدرعة رفعت العلم الروسي، وأكدت مصادر “المدن” وجود عناصر من مليشيا “حزب الله” ومليشيات عراقية وأفغانية ضمنها.

 

ويعتبر العقيد غياس دلة، من مرتبات “الفرقة الرابعة”، القائد الجديد لقوات النظام في المعركة المرتقبة، وهو المسؤول عن مجازر داريا والمعضمية في غوطة دمشق الغربية، وأحد المسؤولين عن هجمات قوات النظام على أحياء دمشق الشرقية مؤخراً، ما تسبب في تهجير قسري لأهلها. التعزيزات التي دفعت بها “الفرقة الرابعة” باتجاه درعا، كانت متواجدة في حيي برزة والقابون الدمشقيان، وأخرى في داريا والمعضمية. استقدام تلك التعزيزات تم بعد تأمين تلك الجبهات في العاصمة دمشق.

 

رتل التعزيزات كان قد حاول التقدم من بلدة خربة غزالة، باتجاه درعا، ليلة 29 أيار/مايو، لكن تصدي فصائل المعارضة وقصفها له براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة حال دون ذلك، وأجبره على التراجع إلى مدينة إزرع ومنطقة “الجامعات” على الطريق الدولي دمشق-درعا. المعارضة تمكنت حينها من تحقيق إصابات مباشرة في صفوف قوات النظام المتقدمة، بحسب ما قاله “فوج المدفعية” التابع لفصائل “الجبهة الجنوبية”.

 

وانتشرت تسريبات خلال الأيام الماضية تفيد بأن التحركات المكثفة التي تقوم بها قوات النظام مدعومة من روسيا جنوباً جاءت بالتنسيق بين روسيا وغرفة العمليات العسكرية الداعمة للمعارضة “الموك”، بهدف إعادة ما خسرته قوات النظام في حي المنشية والسيطرة على جمرك درعا القديم. ويعني ذلك إذا ما تحقق فصل شرقي مدينة ومحافظة درعا عن غربها.

 

قادة عسكريون في المعارضة، اعتبروا أن الشائعات تجاوزت الحد المعقول، واستبعدوا أي تنسيق بين روسيا واﻷردن أو بين روسيا وغرفة عمليات “الموك”، لكنهم أكدوا أن الهدف من التحشيدات هو محاولة استعادة السيطرة على حي المنشية، ومنع المعارضة من التقدم والسيطرة على نقاط جديدة. المعارضة أشارت إلى أن محاولة النظام وإيران وروسيا التقدم في درعا البلد هو تجاهل لما نصت عليه قرارات مؤتمر “أستانة-4” من إعلان “مناطق تخفيف التوتر” التي كانت درعا من ضمنها.

 

ورجحت المعارضة أن يكون التحرك الروسي جنوباً بهدف الضغط على أميركا لتحقيق مكاسب لها، خاصة في البادية السورية التي تشهد معارك بين قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي ومليشيات إيرانية، وبين فصائل المعارضة، بهدف التقدم والسيطرة على معبر وقاعدة التنف العسكرية على الحدود السورية الأردنية.

 

وكانت فصائل المعارضة قد أعلنت رفع جاهزيتها واستعدادها لخوض معركة قد تكون مصيرية في “مهد الثورة”، متوعدة قوات النظام بمفاجآت لن تتوقعها. وجاء ذلك بالتزامن مع قصف مكثف لقوات النظام على أحياء درعا البلد بصواريخ أرض-أرض من نوع “فيل” والبراميل المتفجرة، تمهيداً للمعركة المرتقبة خلال الأيام المقبلة، والتي قالت تسريبات إن وجهتها الأولى ستكون إلى محور النعيمة-الصوامع-سجن غرز، بدلالة تحرك “لواء مدرع” لقوات النظام مع عناصر المشاة باتجاه هذا المحور، وسط إشغال وقصف لباقي المحاور.

 

وباعتماد كامل للمليشيات على قصف الطيران الروسي الذي يُشكلُ رأس الحربة في معركة “كسر عظم” في درعا، تعمل المعارضة جاهدة على الصمود ومنع سقوط المنشية بيد المليشيات مجدداً في معركة غير متكافئة.

 

حين عاد مهجّرو حلب إلى ضواحيها

هارون الأسود

التهجير القسري لسكان أحياء مدينة حلب الشرقية، دفع آلاف العائلات إلى إدلب وريفها، قبل أن تعود غالبيتها إلى الضواحي والقرى على مشارف مدينة حلب، رغم أنها لا تُعتبرُ مناطق آمنة نظراً لاستمرار العمليات العسكرية فيها كنقاط تماس مع قوات النظام وحلفائه.

 

ويتوزع مُهجّرو حلب على إدلب وريف حلب الغربي؛ بنسبة 60 في المئة في محيط حلب، و20 في المئة في مخيمات اللجوء، مقابل 20 في المئة منهم فقط في إدلب. وعلى الرغم من وجود جمعيات تكفلت بتأمين منازل للمهجرين، لما يقارب السنة، إلا أن 80 في المئة من المهجّرين يقطنون على نفقتهم الخاصة في منازل مستأجرة.

 

الحصار الخانق الذي فرضته مليشيات النظام على حلب الشرقية منذ منتصف العام 2016، حشر ما بين 65 إلى 80 ألف شخص ضمن مساحة كيلومترات معدودة، قبل أن يُهجّروا منها قسراً نهاية العام 2016، بعد هجوم بري كاسح لمليشيات النظام بدعم جوي روسي، أفرغ حلب الشرقية من سكانها. وتختلف تقديرات أعداد النازحين بحسب المنظمات الإنسانية المختلفة، بسبب نزوح أعداد كبيرة من السكان ضمن فترة زمنية قصيرة. بالإضافة إلى وجود مئات آلاف المُهجّرين من ريف حلب، نتيجة العمليات العسكرية.

 

ويبلغ عدد المقاتلين المهجّرين مع فصائلهم، من حلب الشرقية، ما يقارب ثلث العدد الكلي من المُهجرين. وأبرز الفصائل التي أخلت الأحياء الشرقية؛ “تجمع فاستقم كما أمرت” و”حركة نور الدين الزنكي” و”حركة أحرار الشام” و”الجبهة الشامية” و”فيلق الرحمن” و”جبهة فتح الشام” و”جيش الإسلام” و”جيش المجاهدين”، وكتائب صغيرة مثل “فجر الشام” و”ابو عمارة” و”ثوار الشام”.

 

وانضمت غالبية منتسبي “تجمع فاستقم كما أمرت” إلى “حركة أحرار الشام” في ريف حلب الغربي، بهدف حماية أسلحتهم وذخائرهم من مخاطر الاقتتال الداخلي، عقب اشتباكات داخلية مع “نور الدين الزنكي” و”أبو عمارة” في فترة الحصار. وانضم “تجمع فاستقم” و”جيش الإسلام” إلى “الأحرار” بعد هجوم “جبهة فتح الشام” و”نور الدين الزنكي” عليهما، في كانون الثاني/يناير 2017. وبعد ذلك انضمت “نور الدين زنكي” و”ثوار الشام” إلى “جبهة فتح الشام” وشكلوا “هيئة تحرير الشام”.

 

“أحرار الشام” العاملة سابقاً في حلب انضمت إلى “الأحرار” في إدلب، أما “الجبهة الشامية” فغادرت إلى مناطق سيطرة “درع الفرات” بسبب تمركز قيادتها هناك. مقاتلو “جيش المجاهدين” كانوا ضحية الاقتتال الداخلي، ما أدى إلى حلّ الجيش بشكل شبه تام.

 

ومعظم الفصائل الحلبية، بعد انضمامها إلى تحالفات أوسع كـ”أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام”، تمركزت على الجبهات مع النظام في ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية وريف حلب الغربي. “كتائب ابو عمارة” فضّلت النزول بشكل مباشر إلى نقاط التماس ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية، من دون الانصهار مع أي فصيل آخر.

 

وخسرت فصائل الجيش الحر الحلبية بعد التهجير ما يقارب ربع مقاتليها، جراء الترك واعتزال القتال، بعد خيبة الأمل التي رافقت تهجيرهم القسري، وصعوبات الانتقال من حرب شوارع إلى جبهات واسعة تتطلب آليات ومعدات مختلفة. ذلك، عدا عن انشغال المقاتلين بتأمين منازل لعوائلهم وذويهم. البعض ترك السلاح وغادر نحو تركيا، ومنها إلى أوروبا، في حين استمرت الغالبية بالقتال ضمن الظروف الجديدة، منذ بداية عملية التهجير في معبر الراموسة، إلى معارك ريف حماة الشمالي الأخيرة.

 

وتكتسب المؤسسات المدنية للنازحين الحلبيين، أهمية لا يمكن اخفاؤها. منظمة “بنيان” ذات الفروع المتعددة، استمرت بعملها بعد النزوح، لأنها اسست مكتباً لها في مدينة إدلب قبل التهجير القسري بـ6 شهور. وتحول مكتب إدلب إلى مركز نشاط “بنيان”، مع أن مقرها الرئيس يتواجد في غازي عنتاب وينشط فيه “مكتب آجاد التقني” التابع لها. وتتواجد مكاتب لـ”بنيان” أيضاً في صوران أعزاز في ريف حلب الشمالي، بالاضافة إلى مكاتب في منطقة حزانو.

 

وأهم نشاطات “بنيان” الحالية، هي الجانب التعليمي تحت مسمى “مؤسسة قبس” التي تعمل في صوران اعزاز، وتملك ثلاث مدارس من أصل 5 للتعليم الحر في مدينة إدلب. ويضم مكتب “شباب ساعد” عدداً من الإداريين العاملين في مجال المشاريع، وينشط في حزانو وريف حلب الشمالي مع “مؤسسة افكار” المختصة بدراسة المشاريع. وعمل “شباب ساعد” مؤخراً على مشروع تمديد شبكة مياه في الأتارب. وتضم “منظمة بنيان” أيضاً “مؤسسة نور” التعليمية في مجال تعليم أحكام القرآن الكريم، وتنشط في الريف الشمالي.

 

“صحيفة حبر” بدورها، كانت قد أسست أيضاً مكتباً لها في إدلب قبيل التهجير، وتحول إلى مركز نشاطها، وعملت من خلاله على تنظيم دورات تدريب في الصحافة والإعلام ضن جامعة ادلب، مع تأهيل كوادر في الصحافة، وانشاء مخبر إعلامي للتدريب العملي. واستمرت الصحيفة بتقديم إعدادها الشهرية، مع دراسة توسيع اعمالها لتشمل ملحقاً ثقافياً يُطلق عليه “معز الادباء”، مع تنظيم كادر لإصدار “مجلة بحوث” لا تزال قيد الإنشاء. مشروع “براعم حبر” يهدف لانتقاء الأطفال المتميزين وتعزيز مواهبهم. وتتميز أيضاً “صحيفة حبر” بإصدارها مجلة “حائط” الشهرية المعلقة ضمن جامعة ادلب، ونسخة إلكترونية منها، تُنظم من قبل كادرها الطلابي في جامعة ادلب.

 

“مؤسسة ارتقاء” افتتحت مركز التدريب والتأهيل “معهد الريادة” لتأهيل كوادر تعليمية وادارية في ادلب. ومنظمة “فسحة أمل” العاملة في مجال كفالة الأيتام، تنشط في ادلب، وكذلك “منظمة تكافل” تعمل في بلدة الدانا في المجال الإغاثي والتنموي.

 

مدنيو حلب المُهجّرين توصف أحوالهم المعيشة بـ”الصعبة”، بسبب عدم وجود فرص عمل كافية لهم، وعدم وجود شواغر للكفاءات العلمية، رغم مرور شهور على تهجيرهم. ولا زال المدنيون يؤسسون أعمالهم، ويتنقلون بين المنازل المستأجرة، بحثاً عن التكلفة الأقل، بعدما غادر ما يقارب ثلثهم نحو تركيا، وتوزعوا لاحقاً إلى الدول المحيطة بها.

 

وعقب التهجير استقرت أعداد من العوائل في مناطق مختلفة من إدلب وريفها، مبتعدة عن نقاط التماس والجبهات. وجمع “مخيم بدلها” في منطقة أطمه بالقرب من دير حسان، نحو 250 عائلة. ويضم المخيم مسجداً، ويتألف من تجمع أبنية طابقية في كل طابق 16 عشر شقة، ولكل منها خدمات خاصة بها. “مخيم بدلها” من أفضل مخيمات الأيواء ويتبع لـ”هيئة شام الإنسانية”. وسبق أن عيّنت إدارة المخيم 20 مندوباً قبيل التهجير، لانتقاء قاطنيه من فئات معينة، بغية عدم ضياع قدراتهم وتأمين استقرار لهم، أملاً في ادارة شؤون بقية المهجرين.

 

وتُطبق على قاطني “بدلها” شروط خاصة، كضرورة طلب إذن من ادارته بشأن استقبال الضيوف. ومن المقرر أن يتوسّع المخيم إلى 16 بناءً بدلاً من اربعة. المهجرون في “بدلها” لم يعيشوا الاستقرار المطلوب لضعف المحال الغذائية فيه، ولضعف خدمات الإنترنت والاتصالات، وعدم وجود مدرسة، رغم حصولهم على الكهرباء  لساعتين يومياً.

 

وعاد جزء كبير من مُهجّري حلب للانتشار في الريف الحلبي المحرر، وتضم أورم والمزارع المحيطة بها نحو 500 عائلة. كما ينتشر المهجرون في كفرناها وريف المهندسين وريف قرطبة ودارة عزة، التي تحتوي على مزارع وأبنية، مملوكة بشكل مسبق من أهل حلب.

 

وتنتشر نحو 150 عائلة في التوامه في منطقة جبلية بين بلدتي الدانا وترمانين. وتجمع مدرسة ضمن الأتارب عدداً من المهجرين. وغالبية المُهجّرين قسراً إلى الدانا وسرمدا وكللى وحزانو، من الطبقة المتوسطة، لأن ايجارات منازلها مرتفعة، عدا عن أنها لا تتعرض لحملات قصف مستمرة.

 

بعض مناطق ريف حلب الغربي غير آمنة للسكن بشكل نهائي، لكونها مناطق تماس وعمليات عسكرية؛ من حدود الراشدين إلى بيانون بعمق 30 كيلومتراً، مع مناطق عندان وحيان وحريتان وكفر حمرا. وتحاذي تلك المناطق مواقع سيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية وكذلك قوات النظام. منطقة الليرمون بدورها لا تعد آمنه، وكذلك ضهرة عبد ربو المطلة على نبل والزهراء الشيعيتين. كذلك الأمر بالنسبة لمحيط اورم، إذ تعتبر منطقة الزربة أحد خطوط الجبهة بعدما كانت بمثابة عاصمة ريف حلب الغربي.

 

غوطة دمشق الشرقية.. حصار داخل حصار  

سلافة جبور-دمشق

“المواطن الغلبان يعبر جبال طوروس من غربستان ومن ثم هضبات الهملايا في شرقستان حتى يصل إلى الدكان”، قد تبدو هذه الكلمات التي نشرها أنس الخولي -وهو أحد ناشطي غوطة دمشق الشرقية الإعلاميين- من صنوف الخيال إلا أنها تعكس الواقع الذي يعيشه أهالي الغوطة خلال الأسابيع الأخيرة.

 

فمنذ بدء الاقتتال الداخلي بين فصائل المعارضة المسلحة المسيطرة على هذه المنطقة أواخر أبريل/نيسان الفائت يصف سكان الغوطة حياتهم بأنها باتت “حصارا داخل حصار”، مع انقسام الغوطة إلى قطاعات يقع كل منها تحت سيطرة فصيل معين.

 

ويستمر القتال الدائر بين جيش الإسلام من جانب، وهيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن من جانب آخر حتى اليوم، حيث يتبادل كل من جيش الإسلام وهيئة تحرير الشام هجمات على مقرات بعضهما البعض، ويقف فيلق الرحمن موقف المدافع عن الهيئة، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى من كافة الأطراف.

 

ولا تقتصر مظاهر هذا الاقتتال على المواجهات العسكرية، إذ رفعت السواتر الترابية وأغلقت بعض الطرقات بين مناطق سيطرة كل طرف من الأطراف المتنازعة، مما دفع المدنيين للخروج في مظاهرات تنديدا بالتضييق الذي يزيد من وطأة حصار النظام السوري المفروض على الغوطة منذ ما يقارب خمسة أعوام.

 

معاناة كبيرة

ويتحدث زياد -وهو أحد سكان الغوطة- للجزيرة نت عن هذا الانقسام الذي “بات جليا من خلال الحواجز المنتشرة بين مدن وبلدات الغوطة المتلاصقة وحتى داخل المدينة الواحدة، مما يعطي مؤشرا على اختلاف الرؤى والتوجهات”.

 

ويطلب عناصر تلك الحواجز من المارة -بحسب زياد- إظهار الهوية وتحديد الوجهة، “وقد يدفعهم الشك في الولاء لفصيل معين للصراخ والتوبيخ الذي قد يصل حد الإهانة، مما جعل التوجه من بلدة إلى أخرى كالتوجه من بلد إلى بلد، وأدى لانقسام فصائلي ومناطقي داخل أطياف مجتمع الغوطة الشرقية”.

 

ويشير زياد إلى الارتفاع الكبير للأسعار داخل الغوطة نتيجة حصار النظام المطبق، حيث يبلغ ثمن لتر الوقود 2700 ليرة سورية (أي أكثر من خمسة دولارات)، ويبلغ سعر أسطوانة الغاز خمسين ألف ليرة (حوالي مئة دولار)، مما جعل حركة السيارات محصورة تقريبا بالفصائل المقاتلة، وأدى إلى غلاء فاحش في المواد الغذائية والفواكه والخضار نتيجة ارتفاع تكاليف نقلها.

 

ورغم هذه الصعوبات المعيشية التي يعاني منها سكان الغوطة يبقى التهجير القسري واحدا من أكبر مخاوفهم في الوقت الراهن، “وهو أمر لم يعد مقتصرا على النظام السوري، إذ شهدت المنطقة حوادث تهجير من قبل الفصائل المتقاتلة لبعض ممن يعيشون في مناطق سيطرتها ويوالون فصائل أخرى”، وذلك وفق زياد.

تهجير

وتتمثل تلك المناطق -بحسب الناشط الإعلامي أنس الخولي- في قطاع سيطرة جيش الإسلام والذي يضم دوما ومسرابا وأجزاء من مرج السلطان، وقطاع سيطرة فيلق الرحمن، والذي تقع ضمنه بلدات حمورية ومديرة وبيت سوى وسقبا وجسرين وكفربطنا وحزة وعين ترما وجوبر وعربين، وكذلك أجزاء من المرج.

 

ويرى الخولي أن غوطة دمشق الشرقية “تعيش أحلك أوقاتها من حيث الحصار والتقسيم الذي بات واضحا للعلن، ولم يعد منحصرا في الفصائل العسكرية بل امتد ليصبح تقسيما جغرافيا ومدنيا، حيث تعتبر كل منطقة بمن يقطنها الحاضنة الشعبية للفصيل المسيطر عليها”.

 

وامتدت تأثيرات هذا الانقسام لتشمل التبادل التجاري بين القطاعين، “فتارة يمنع جيش الإسلام إدخال مواد غذائية إلى القطاع الأوسط (أي مناطق سيطرة فيلق الرحمن)، وطورا يمتنع الفيلق عن استقبال تلك المواد من قطاع الجيش”، مما زاد من وطأة الحصار وألقى بظلاله على أسعار وتوافر المواد الغذائية.

 

يشار إلى أن المعبر الوحيد المتاح إلى الغوطة الشرقية في الوقت الراهن هو معبر مخيم الوافدين قرب مدينة دوما، والذي دخلت منه عدة قوافل تجارية منذ إعلان الغوطة منطقة آمنة أوائل مايو/أيار الفائت.

 

ويختتم الخولي حديثه بالقول “ينتظر أهالي الغوطة بفارغ الصبر التطبيق الكامل لاتفاق مناطق خفض التصعيد، وتحديد المعابر التي سيتاح لهم من خلالها الدخول والخروج، والتي باتت أملهم الوحيد لإنهاء معاناتهم”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

قصف مدفعي وجوي مكثف على درعا  

قال مراسل الجزيرة إن قصفا مدفعيا وجويا نفذته مقاتلات روسية وأخرى تابعة لقوات النظام استهدف أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة في مدينة درعا جنوبي سوريا.

 

وأوضح المراسل أن قوات النظام ألقت أيضا براميل متفجرة واستهدفت كذلك الأحياء بقذائف مدفعية، وتركز القصف في حي طريق السد والمخيمات وأسفر عن دمار مادي كبير، مشيرا إلى أن هذه الأحياء شبه خالية من سكانها بسبب القصف العنيف الذي زادت حدته بالتزامن مع معارك السيطرة على حي المنشية الإستراتيجي.

 

ويأتي هذا التصعيد مع استقدام قوات النظام تعزيزات وصفتها المعارضة بالكبيرة إلى أطراف الحي المنشية.

 

وسقط قتيل وعدة جرحى أول أمس الجمعة في قصف لطائرات النظام وروسيا بريف درعا، واستهدفت مروحيات النظام السوري بلدة النعيمة في ريف درعا الشرقي بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل.

 

وذكر ناشطون أن الغارات شملت أيضا بلدات اليادودة وأم المياذن ونصيب وطفس وصيدا وأحياء في درعا البلد، مع أن تلك المناطق مشمولة باتفاق مناطق خفض التصعيد الموقع في أستانا.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

أثرياء سوريا الجدد لا يريدون انتهاء الحرب  

أورد تقرير لمجلة إيكونوميست البريطانية أن الحرب الأهلية السورية أفرزت طبقة جديدة من الأثرياء ممن لهم مصالح في استمرار الحرب، وستتضرر مصالحهم هذه إذا توقفت.

 

وأوضحت أن الحرب فتحت للذين يتمتعون بعلاقات “مفيدة” بصناع القرار في دمشق ولديهم رغبة في المغامرة مصادر مغرية للدخل بعد أن غادر الأثرياء القدامى ونقلوا أصول أعمالهم إلى الخارج.

 

وقالت إن أعمال الحصار التي ضربها النظام على كثير من مناطق البلاد وفرت فرصا مباشرة لأصحاب الملايين الجدد في سوريا.

 

كذلك لعب الانهيار الاقتصادي العام دورا كبيرا في نشوء هذه النخبة الجديدة من الأثرياء، فقد استمر الاقتصاد السوري يضمحل تدريجيا خلال الحرب، حيث أعاقت المقاطعات الدولية وتهالك البنية التحتية قطاع النفط والغاز الذي كان المصدر الرئيسي لإيرادات الخزينة العامة.

 

وظلت الحكومة تمول عجزها الكبير في الإيرادات من طباعة الأوراق النقدية ومن احتياطي عملاتها الصعبة، فقد فقدت الليرة السورية أربعة أخماس قيمتها، كما انخفض احتياطي النقد الأجنبي من عشرين مليار دولار إلى مليار واحد منذ 2010.

 

وقال صندوق النقد الدولي إن الناتج الإجمالي المحلي السوري وصل إلى أقل من نصف ما كان عليه قبل الحرب.

 

خدمات متبادلة

وقالت إيكونوميست إن الخدمات التي يقدمها الأثرياء الجدد الذين ملؤوا الفراغ الذي تركه الأثرياء القدامى تتعلق بجلب السلع إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ومساعدة الحكومة على التهرب من المقاطعة الدولية بإنشاء شركات كواجهات لاستيراد الوقود والمواد الغذائية والكماليات.

 

وتابعت المجلة قصة أحد هؤلاء الأثرياء الجدد باعتباره نموذجا للنخبة التي تتحدث عنها، وقالت إن المدعو محيي الدين منفوش في الغوطة الشرقية تحول من شخص لا يذكره أحد لأنه لم يكن يمتلك أكثر من 25 بقرة قبل أن تبدأ الحرب إلى مالك قطيع يتجاوز ألف رأس من الأبقار وشركة صار إنتاجها من مشتقات الألبان منتشرا في جميع أحياء العاصمة دمشق، بالإضافة إلى قيادته مليشيا خاصة به قوامها خمسمئة فرد وقوى عمل بشرية تصل إلى 1500 عامل.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

الأسد: “الإرهاب” يتراجع والوضع يتحسن في سوريا  

قال رئيس النظام السوري بشار الأسد إن الوضع في سوريا “تحسن بشكل كبير”، معتبرا السبب في ذلك هو تراجع “المجموعات الإرهابية، وبشكل أساسي داعش والنصرة ومثيليهما”.

وأضاف الأسد في مقابلة مع قناة “ويون تي في” الهندية أمس السبت أن تنظيم الدولة الإسلامية يحظى بدعم الولايات المتحدة التي هاجمت جيشه ثلاث مرات خلال ستة أشهر.

 

وحمل الأسد مسؤولية دعم من وصفهم بالإرهابيين وأيضا إراقة الدماء في سوريا إلى “الغرب وقطر والسعودية وتركيا”.

 

وقال إن الوضع على الأرض بات أفضل بكثير مما كان من منظور عسكري “لكن هذا لا يعكس الصورة كاملة لأن الأمر لا يقتصر على الصراع العسكري بل هناك أشياء مختلفة مثل الأيديولوجيا التي يحاولون نشرها في منطقتنا والتي تشكل أخطر تحد يمكن أن نواجهه على المدى القريب وكذلك المدى البعيد”.

 

واعتبر الأسد أنه لم ير أي مبادرة سياسية حقيقية يمكن أن تنتج شيئا رغم أن أستانا حققت نتائج جزئية من خلال إقامة مناطق تخفيف التوتر، على حد قوله.

 

وقال إن الحل السياسي يتحقق عند معالجة جميع أوجه المشكلة في الوقت نفسه، مضيفا أنهم اتخذوا المبادرة في التعامل المباشر مع من وصفهم بالإرهابيين في بعض المناطق لتحقيق المصالحة بحيث يتخلون عن سلاحهم مقابل العفو.

 

كما جدد الأسد نفيه استخدام قواته الأسلحة الكيميائية في سوريا، معتبرا أنها مسرحية مفبركة لإيجاد ذريعة لمهاجمة سوريا.

 

وردا على سؤال عن امتلاك بلده أسلحة كيميائية قال الأسد إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنت قبل بضع سنوات أن سوريا خالية تماما من السلاح الكيميائي.

 

ورحب الأسد بلعب الهند دورا اقتصاديا في إعادة إعمار سوريا، خاصة أنه القطاع الأكثر ربحية عندما تدمر البنية التحتية في أي بلد تكون فيه حرب.

 

وقال “نكن احتراما كبيرا للموقف الهندي لأنه يستند إلى القانون الدولي وإلى ميثاق الأمم المتحدة والأخلاق العالمية وأخلاق الحضارات الإنسانية أولا والحضارة الهندية ثانيا، أي لأخلاق الشعب الهندي”.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

تركيا تناقض “قسد”: عملية الرقة بدأت منذ يومين

يلدرم أكد أن واشنطن زودت أنقرة بالمعلومات الضرورية قبل بدء العمليات

أنقرة – فرانس برس

أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، الأحد، أن معركة انتزاع مدينة #الرقة السورية من قبضة تنظيم داعش بدأت، وأن الولايات المتحدة أبلغت أنقرة بها.

ويتناقض ذلك مع تصريحات #قوات_سوريا_الديمقراطية (قسد)، وهو تحالف بين فصائل عربية وكردية مدعوم من واشنطن، والتي أكدت، السبت، أنها ستبدأ “خلال أيام” معركة السيطرة على الرقة.

ونقلت وسائل إعلام محلية، بينها وكالة أنباء الأناضول الحكومية، عن #يلدرم قوله إن “عملية الرقة، التي خطط لها قبل مدة طويلة، بدأت في وقت متأخر من الثاني من حزيران/يونيو. زودتنا الولايات المتحدة بالمعلومات الضرورية المتعلقة بهذه المسألة قبل العملية”.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حذر الولايات المتحدة من أن #تركيا لن تشارك في عملية استعادة الرقة، معقل تنظيم داعش في سوريا، إلى جانب القوات الكردية. وتدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعد مكوناً أساسياً في #قسد.

من ناحيتها، تعتبر تركيا أن #وحدات_حماية_الشعب هي امتداد في سوريا لحزب العمال الكردستاني.

وبدأت الولايات المتحدة بتزويد وحدات حماية الشعب بالسلاح، في قرار أغضب أنقرة.

وفي هذا السياق، دعا وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، واشنطن الأربعاء إلى العودة عن قرارها بتسليح المقاتلين #الأكراد، مشيراً إلى أن قيام الولايات المتحدة بذلك يعد “أمراً بالغ الخطورة”.

وتتخوف تركيا من إنشاء منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال #سوريا، على حدودها.

ونفذت أنقرة الصيف الفائت عملية برية ضد تنظيم #داعش والمقاتلين الأكراد معا.

وخلال لقائه الصحافيين ليل السبت، أكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده لن تتردد في الانخراط عسكريا بشكل أكبر في الخارج بدون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وقال، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأناضول: “سواء داخل أو خارج البلاد، لن نتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل أمن بلادنا وشعبنا”. وأضاف “قمنا بذلك في الماضي، وإذا لزم الأمر فسنقوم به مجدداً”.

 

وسائل إعلام والمرصد: الجيش السوري يتقدم على حساب الدولة الإسلامية في حلب

بيروت (رويترز) – قالت وسائل إعلام حكومية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري وقوات متحالفة معه انتزعوا السيطرة على آخر بلدة كبيرة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في حلب يوم الأحد.

 

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية (سانا) إن وحدات من الجيش حققت مكاسب استراتيجية في الريف الشرقي لحلب.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن القوات الحكومية دخلت بلدة مسكنة بعد قتال عنيف استمر أسابيع.

 

ويأتي هذا التقدم بالقوات التي تدعمها روسيا إلى حدود محافظة الرقة التي تسيطر عليها بدرجة كبيرة قوات تدعمها الولايات المتحدة تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش أعاد الأمن والاستقرار لبلدة مسكنة ومواقع محيطة بها. استعادت القوات كذلك مولدات كهرباء ضخمة تزود محطة ضخ مياه بالكهرباء. وكان الجيش قد استعاد محطة المياه من التنظيم المتشدد في مارس آذار.

 

ويتحصن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق صحراوية في الطرف الجنوبي الشرقي من حلب وهو مكان تواجدهم الوحيد في المحافظة. وتسيطر قوات الحكومة على مدينة حلب وأغلب مناطق شرق المحافظة في حين تسيطر الجماعات المعارضة على مساحات في الغرب.

 

وتستبعد الولايات المتحدة حتى الآن التعاون مع الحكومة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا حيث أجبرت عدة حملات منفصلة التنظيم المتشدد على التراجع.

 

ومازال مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية يسيطرون على أجزاء من الصحراء الشرقية السورية وأغلب محافظة دير الزور على الحدود مع العراق لكنهم يتراجعون منذ العام الماضي.

 

وتمكن الجيش السوري بمساعدة القوة الجوية الروسية ومقاتلين تدعمهم إيران من تكثيف هجماته على تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب.

 

وقال الجيش السوري يوم السبت إنه سيطر على منطقة جبلية من تنظيم الدولة الإسلامية شرقي الطريق الواصل بين دمشق وحلب وهو شريان رئيسي لقوات الحكومة التي كثيرا ما تعرضت لهجمات التنظيم.

 

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى