أحداث الأحد 07 أيلول 2014
كيري يزور المنطقة لحشدها ضد «داعش»
الرياض – أحمد غلاب { بغداد – عبد الواحد طعمة وحسين علي داود
يتوجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري مطلع الأسبوع المقبل إلى الشرق الأوسط لحشد دول المنطقة لـ «الائتلاف الدولي» الذي أعلنه أخيراً الرئيس الأميركي باراك أوباما لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، فيما أكد مسؤولون أميركيون أن الائتلاف الجديد لن يشبه تحالف الغزو في 2003، واعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن إعلان الحشد الدولي يوّجه «رسالة دعم قوية» للعراق، بينما أعلنت السعودية أنها ستستضيف أيضاً هذا الأسبوع في جدة مؤتمراً دولياً لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وذلك بمشاركة واسعة من دول المنطقة والأطراف الدولية الفاعلة، وسيكون الحضور على مستوى وزراء الخارجية.
وفي هذه الأثناء، تعثرت مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية بعدما كان مكتب رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي أعلن صباح أمس في بيان أنه سيتم إعلان أسماء حكومته خلال ساعات، فيما أعلنت مصادر «البيشمركة» شن حملة أمنية واسعة لاعتقال «جواسيس» يعملون لمصلحة «داعش» في محافظة ديالى، كما أحرزت القوات العراقية تقدماً في القادسية، أكبر أحياء تكريت.
ويستهدف انعقاد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، وهو الثاني من نوعه الذي تستضيفه السعودية، محاولة تنسيق الجهود الدولية لمكافحة التطرف في المنطقة. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، انتقد كثيراً الصمت الدولي تجاه ما يحدث في المنطقة، معتبراً أن استمرار أعمال العنف سيزيد في خلق أجيال لا تؤمن إلا بالعنف والقتل.
إلى ذلك، فشل رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي في إعلان تشكيلته الوزارية في اللحظات الأخيرة أمس بسبب استمرار الخلافات حول توزيع حقائبها والمناصب العليا. وأكد مصدر في التحالف الشيعي لـ «الحياة»، أن «الخلافات استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس في شأن إسناد وزارات الدفاع والتجارة والبلديات والأشغال العامة والصحة والإعمار والإسكان»، إضافة إلى «عدم الاتفاق بين مكونات التحالف الوطني على منصبي النائب الأول لرئيس البرلمان الذي كان يشغله العبادي والمفترض شغله من قبل كتلة المواطن التابعة لعمار الحكيم، وأقوى المرشحين له النائب همام حمودي، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بعد تقدم هادي العامري للمنصب على خلفية عدم الاتفاق النهائي على وزارة الدفاع بين الكتل».
وأشار المصدر إلى «منح منصب رئيس جهاز الاستخبارات إلى ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي شريطة أن يكون ضابطاً يتمتع بالخبرة والكفاءة وليس مرشحاً سياسياً أو حزبياً، لكن حتى الآن لم تتم تسمية أحد».
وذكرت تسريبات أن الاتفاق السياسي بين القوى العراقية أسفر عن خارطة توزيع للمناصب العليا والوزارات كالآتي: نواب رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، نائب رئيس الجمهورية الأول نوري المالكي، وأسامة النجيفي نائباً ثانياً، وإياد علاوي نائباً ثالثاً».
أما الكابينة الوزارية للعبادي، فكانت توزعت مبدئياً كما يلي: نواب رئيس الوزراء، النائب الثاني صالح المطلك والنائب الثالث هوشيار زيباري. مرشحو الوزارات السيادية، وهي خمس: وزارة الخارجية إبراهيم الجعفري «التحالف الوطني»، وزارة الدفاع قاسم داوود «التحالف الوطني»، وزارة النفط عادل عبدالمهدي «التحالف الوطني»، وزارة الداخلية جابر الجابري «اتحاد القوى الوطنية»، وزارة المال روز نوري شاويس «الكتل الكردستانية».
ونقلت تقارير إعلامية كردية عن مصدر في «كتلة التغيير» في «التحالف الكردستاني»، أن السفير الأميركي اتصل برئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وطلب منه المشاركة في حكومة العبادي من دون أي قيد أو شرط، مؤكداً أن «بارزاني فهم الرسالة الأميركية في حديث السفير، وأبلغ وفد التحالف الكردستاني التفاوضي بضرورة خفض سقف المطالب الكردية في مفاوضات تشكيل الحكومة».
وكان وفد التحالف الكردستاني قدم ما سماها «مجموعة مبادرات كبادرة حسن نوايا»، منها أن إقليم كردستان سيتوقف لثلاثة أشهر عن تصدير نفطه بشكل مستقل، ويقوم بتصدير مائة ألف برميل عبر شركة «سومو» الاتحادية، ريثما تتبلور تسوية الخلاف بشأن تصدير النفط، على أن ينال الإقليم موازنته المالية المتأخرة لتسعة أشهر. كما طالب التحالف الكردستاني بمنحه أربع وزارات، الأمر الذي وصفه مصدرٌ شيعي على أنه «تنازلات جيدة».
طائرات النظام تقتل الباحثين عن الخبز في الرقة
لندن، القاهرة، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز –
ارتكبت طائرات النظام السوري أمس مذبحة في مدينة الرقة عندما قصفت مخبزاً يديره تنظيم «الدولة الإسلامية» ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات من المدنيين وعناصر التنظيم الذي يسيطر على هذه المحافظة الواقعة في شمال شرقي سورية. وجاء قصف الرقة عشية زيارة يُتوقع أن يقوم بها إلى دمشق المبعوث الدولي الجديد ستيفان دي ميستورا، لـ «جس نبض» المسؤولين السوريين في شأن إمكانات الحل السياسي للأزمة. وستكون زيارته، المتوقعة في اليومين المقبلين، الأولى له إلى دمشق منذ تسلمه منصبه خلفاً للمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي، وسط تحذيرات تبديها أطراف معنية بالملف السوري من وقوعه في ما تسميه «فخ» الملف الإنساني وملف المصالحات التي تجرى بين النظام وبين مسلحي بعض الأحياء. (للمزيد)
وتأتي زيارة دي ميستورا دمشق في وقت يُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تغييرات تطاول مسؤولين عن الملف السوري في دول عدة تؤيد المعارضة. فقد انتقل السفير الفرنسي إريك شوفالييه إلى الدوحة فيما انتقل السفير التركي عمر أونهون إلى مدريد، مع توقعات بقرب انتهاء مهمة المبعوث البريطاني جون ولكس، ويُتوقع أن تحصل هذه التغييرات أيضاً، أو قد تكون بدأت، مع مسؤولي الملف السوري في دول اسكندنافية.
وفي القاهرة، قال رئيس اللجنة القانونية في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» هيثم المالح، إن وفداً من الائتلاف التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس للبحث في وضع الائتلاف في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم.
وأوضح المالح لـ «الحياة» أن العربي شرح للوفد طبيعة القرار الصادر عن قمة الكويت وهو المعدل لقرار قمة الدوحة، الذي يقضي بحضور الائتلاف اجتماع مجلس الجامعة من دون تسليم المقعد لمندوب دائم عن الائتلاف، وأن شرط تسليم المقعد هو تشكيل الحكومة. وقال المالح إن حكومة المعارضة السورية أقيلت ولا توجد حكومة حالياً، وبالتالي سيحضر الائتلاف ويلقي رئيسه هادي البحرة كلمة يطلب فيها دعم الائتلاف مادياً وعسكرياً وتسليم مقعد الجامعة لمندوب الائتلاف فوراً.
ميدانياً، قُتل 31 شخصاً، بين مدنيين وعناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية»، في غارات شنتها أمس طائرات النظام على محافظة الرقة الواقعة تحت سيطرة «داعش»، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان». الذي أضاف: «ارتفع الى 25 عدد الذين قضوا جراء قصف للطيران الحربي على فرن الأندلس في شارع تل أبيض في مدينة الرقة، بينهم 16 مدنياً على الأقل، وتسعة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية». وقال رامي عبدالرحمن مؤسس «المرصد»، إن المخبز كان يديره تنظيم «الدولة». كما قُتل ستة من عناصر «الدولة» في قصف الطيران الحربي على معسكر الطلائع الذي يتخذه التنظيم مقراً لتدريب مقاتليه في الرقة أيضاً.
وفي شريط إخباري قال التلفزيون الرسمي السوري، إن وحدات تابعة للجيش دمرت مخازن أسلحة وذخيرة يستخدمها عناصر «الدولة الإسلامية» في الرقة مما أدى إلى مقتل عدد منهم.
في ريف دمشق، أفاد «المرصد السوري» عن تقدم جديد لقوات النظام السوري في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أنها سيطرت، مدعومة من «حزب الله» اللبناني، على بلدة حتيتة الجرش المحاذية لبلدة المليحة التي سقطت في أيدي القوات النظامية في منتصف آب (أغسطس).
«داعش» يدعو إلى النفير ..ويغرر بـ3 سعوديين انتحروا بـ11 طناً متفجرات
الدمام – منيرة الهديب
أعلن منتمون ومتعاطفون مع «داعش» ما سموه «النفير»، داعين إلى الخروج من السعودية، والتوجه إلى الأماكن التي يسيطر عليها التنظيم في سورية والعراق، بعد الضربات التي تلقتها خلايا التنظيم في أكثر من منطقة سعودية. ودعا عدد من عناصر «داعش» الشبان السعوديين المتعاطفين مع التنظيم إلى ما سموه «الهجرة» إلى «الدولة» في أعقاب توقيف وزارة الداخلية السعودية عدداً كبيراً منهم في الفترة الأخيرة، وبث عدد منهم تغريدات محرضة تدعو الشباب إلى الانضمام لصفوف المقاتلين، مشيرين إلى تسهيل إجراءات من يرغب في ذلك، وتوفير «السلاح والعتاد». (للمزيد).
وفي سياق ذي صلة، انضم ثلاثة سعوديون إلى قائمة الانتحاريين بعد تنفيذهم عمليات انتحارية في العراق نهاية الأسبوع الماضي. واستهدفت العمليات مواقع حكومية عراقية. فقد نفذ بسام الجارالله إحدى تلك العمليات في مدينة الكاظمية، فيما فجّر «أبوعبدالله الجزراوي» نفسه بـ9 أطنان من المتفجرات. ونفذ المكنى «أبوعمر المكي» عملية انتحارية في تكريت. وصفت مواقع إخبارية عراقية الأخير بأنه «حدث».
“داعش” يفرض الزي الشرعي على نساء دير الزور
بيروت – “الحياة”
أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وزع بياناً ألزم فيه المواطنات في مدينة دير الزور على ارتداء “اللباس الشرعي”، مضيفاً ان البيان “منع كل فتاة أو امرأة من الخروج من بيتها بغير لباس مستوفٍ لشروط الحجاب والعفة”. وتابع البيان ان “كل من لم تلتزم بهذه الشروط، تعرّض نفسها وولي أمرها للمحاسبة الشرعية”.
وأكد المرصد أن التنظيم بدأ “بتسيير دوريات لسلك الحسبة في المدينة، ومهمتها مراقبة تنفيذ القرارات الصادرة عن التنظيم بمنع التدخين أو بيع السجائر، ومراقبة تنفيذ قرار تقيد المواطنات باللباس الشرعي ومراقبة ودعوة الناس إلى الصلاة في أوقات الآذان”.
غارات أميركية على مواقع “الدولة الاسلامية” قرب سد الحديثة في العراق
تفليس – رويترز، ا ب
قال مسؤول دفاعي أميركي اليوم الأحد إن الولايات المتحدة بدأت بتنفيذ ضربات جوية بالقرب من سد حديثة في العراق الذي يخضع لتهديد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وقال مسؤولون يرافقون وزير الدفاع تشاك هاغل في زيارته الى جورجيا إنه بينما لا يزال سد محافظة الأنبار تحت سيطرة العراقيين، تشنّ غارات أميركية لدحر المقاتلين المتشددين الذين يحاولون السيطرة على سدود في العراق، بينها الحديثة.
وذكر أحد المسؤولين انه “بناء على طلب الحكومة الأميركية وتماشياً مع مهمتنا في حماية الموظفين والمنشآت الأميركية، بدأت طائراتنا بقصف إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية قرب سد حديثة”، موضحاً ان هذه الضربات “تهدف لمنع الإرهابيين من تهديد قوات الأمن العراقية التي تسيطر على السدّ”، الذي يشكّك مصدراً رئيسيّاَ للمياه والطاقة الكهربائية.
لبنان: هدوء بعد توتر مذهبي وموجة عنصرية ضدّ السوريين
بيروت ــ العربي الجديد
انخفض مستوى التوتر في لبنان، اليوم الأحد، بعد ليلة مجنونة انتشر فيها السلاح في عدد من المناطق اللبنانية وقطع العديد من الطرقات والاعتداء على اللاجئين السوريين. وذلك على خلفية ذبح تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) لعسكري لبناني ثانٍ، وهو عباس مدلج من بلدة مقنة في البقاع، شرقي لبنان.
وعلى الفور تحركت عشائر البقاع وعدد من “الشباب الغاضب” في البقاع وبيروت والجنوب، وحرقت إطارات السيارات واعتدت على اللاجئين السوريين. وقد حرقت خيم اللاجئين في بلدة بريتال البقاعية، فيما تعرض هؤلاء للضرب في مدينة النبطية جنوبي لبنان وعدد من البلدات المحيطة بها. وعندما تدخل عناصر “حزب الله” لوقف هذه الاعتداءات تعرضوا للضرب والطرد، واحتاج الأمر لساعات طويلة من ليل الأحد، لضبط الوضع. كما طلب من اللاجئين في أماكن عدة مغادرة أماكن إقامتهم خلال أيام قليلة، خصوصاً وأن “حواجز مذهبية” انتشرت في أكثر من منطقة. واشتبكت استخبارات الجيش ليلاً مع مطلوبين فارين، شاركوا في عملية قطع الطرقات والاعتداء على اللاجئين السوريين بالقرب من بعلبك شرقي لبنان.
وبعد منتصف الليل بدأت الأمور تتجه نحو الهدوء، وقد تم التمهيد لهذا الأمر ببيان صادر عن عائلة العسكري مدلج، أكدت فيه أن “خيار العائلة هو العيش المشترك”، ودعت إلى عدم الانجرار إلى الفتنة و”منع التكفيريين من تحقيق أهدافهم”. وبالفعل خرجت أصوات من شخصيات محلية في مناطق مختلفة تدعو إلى الهدوء وتشير إلى “داعش” يريد “الفتنة السنية – الشيعة، وعندما لم تتحقق بعد ذبح عسكري سني، ذبح التنظيم عسكري شيعي. وهؤلاء العسكريون أبناء الجيش وليسوا أبناء الطوائف” كما قال أحد المسؤولين المحليين لـ”العربي الجديد”.
لكن هذا الهدوء الحذر لا يشير إلى أن الأمور انتهت عند هذا الحد، “فالنار تحت الرماد” كما يصف أحد المسؤولين الأمنيين الوضع لـ”العربي الجديد”.
في المقابل، يقول وزير لبناني وعضو في “خلية الأزمة الحكومية” المكلفة موضوع العسكريين المخطوفين، لـ”العربي الجديد”، إن “الوضع لا يزال خيراً جداً”. ويضيف أنه “بات لتنظيم (داعش) القدرة لأن يتدخل بتفاصيل الواقع اللبناني ويلعب على تناقضاته. تجاوزنا هذا الفخ، لكن لا يزال هناك 13 عسكرياً لدى التنظيم، ما يمكنه من تفجير البلد في حال لم يتم التعاطي مع الملف بحكمة وتروي ووحدة وطنية”. ويشدد على أن كل القرارات في خصوص هذا الملف تتخذ بإجماع الوزراء. وعند سؤاله عن عدم إمكانية توفير غطاء عسكري للجيش اللبناني للهجوم على الخاطفين، أكد الوزير، وجود هذا الغطاء، وأن الجيش مخول القيام بما يريد، “لكن عسكرياً هو غير قادر على خوض معركة الجرود لأسباب لوجستية وعدم وجود السلاح الضروري لهذه المعركة”.
وتعقد “خلية الأزمة” اجتماعاً، عصر اليوم الأحد، لبحث ملف العسكريين المخطوفين وما حمله الوسيط القطري، علماً أن تسجيلات صوتية لمقاتلي “داعش” تشير الى أنهم ينتظرون عملية تبادل خلال ايام، وهو أمر مستبعد، الا إذا تغيرت مواقف كتل أساسية في البلد مثل “حزب الله”، حزب “الكتائب”، و”التيار الوطني الحر”. ولفتت مصادر إسلامية الى أن هذا الوهم لدى “داعش” قد يؤدي إلى مزيد من الأعمال الجنونية من قبل هذا التنظيم. وسيلقي رئيس الحكومية اللبنانية تمام سلام، كلمة مساء اليوم الأحد، يتوجه فيها للبنانيين عنوانها الأساسي ملف المخطوفين.
دمشق.. أوان خرق الهدن؟
دمشق – يمنى الدمشقي
تتوالى يوماً بعد يوم أنباء فشل الهدن التي أبرمت في عدد من المناطق في العاصمة دمشق. وتتولى معها مشاهد نزوح المدنيين إلى مكان جديد، إذ إنهم في كل تلك الهدن لم يكونوا سوى وسيلة ضغط للنظام على مناوئيه.
فبعد مرور ستة أشهر على توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في حي القابون الدمشقي، اهتزت الهدنة على أصوات قصف عنيف تركز على المنطقة الملاصقة لحي تشرين في مشروع علوان والعارضية، الأمر الذي أسفر عن حركة نزوح واسعة للأهالي.
يأتي ذلك بعد أيام من توتر عاشه حي برزة المجاور لحي القابون، والذي شهد منذ أسبوع عمليات قنص ضد المدنيين أسفر عنها سقوط ثلاثة قتلى بينهم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وعدد من الجرحى.
نشطاء إعلاميون قالوا لـ”المدن” إن النظام استهدف الحي بمضادات الطيران وقذائف الهاون ومدافع الدبابات المتمركزة في جبل قاسيون، إضافة لانتشار القناصة على أسطح المباني العالية ومداخل الحي مما شل الحركة فيه تقريباً. كما سُمِعَ تحليق للطيران الحربي في المنطقة مع قدوم مؤازرات وسط اشتباكات عنيفة دارت بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام بدأت صباح الجمعة واستمرت بشكل متقطع حتى ساعات متأخرة من ليلة الجمعة-السبت.
أطراف الاشتباك بحسب ما ذكر ناشطون لـ”المدن” كانت جيش الإسلام وكتيبة مجاهدي الصالحية وجبهة النصرة وكتيبة فجر الإسلام من جهة، وقوات النظام من جهة ثانية، إلا أن الوضع الأسوأ كان على المدنيين الذين حاولوا الفرار من الحي، لكن الحواجز المتمركزة على مداخله منعتهم من ذلك، حتى من حاول الهروب منهم عن طريق مداخل حي برزة أوقفه حاجز “ديب زيتون”، ومن استطاع الخروج من الحي قام أقرب حواجز النظام إلى القابون باعتقاله.
ويأوي حي القابون عدداً كبيراً من المدنيين النازحين من بيوتهم من الغوطة الشرقية ومناطق أخرى متفرقة، ليس آخرها مدينة التل، الخارجة لتوها من حصار خانق دام أسبوعين. ويقدر عدد العائلات في القابون وحي تشرين من السكان الأصليين والنازحين بما يقارب 20000 عائلة.
مأساة هؤلاء النازحين لم تقتصر على ما تعرضوا له في مناطقهم الأصلية، بل إنها وصلت إلى مناطق نزوحهم الثاني، أو الثالث ربما. وهنا، ولا تقتصر المسؤولية عن خرق الهدن على النظام فقط، بل على طرفي الصراع، إذ أن المدنيين بمثابة درعٍ لهما، بما فيهم مجموعات مسلحة تدعي انتسابها للجيش الحر كما في حي تشرين “الحفيرية”، إذ قامت الأخيرة باستهداف طائرة كانت تقصف حي جوبر، الأمر الذي استفز النظام ورد بقصف الحي المكتظ بالسكان.
ولم تقتصر هذه الحوادث على منطقة واحدة، بل امتدت لتشمل مناطق عديدة تضم كتائب مختلفة متعددة الانتماءات والولاءات وحتى الأهداف في صورة تكشف أن للخرق ملامح بدأت تشير إلى أن ما يحصل ليس مجرد حوادث فردية. فمن المنصف ذكره أن الحرب أسهمت بنمو بيئة خصبة لتجار الأزمات، الذين ساهموا بتشكيل ألوية وكتائب لا تقاتل من أجل حرية ولا من أجل استقلال ولا كرامة شعب، بل تقاتل طمعاً في الوصول لأهداف خاصة.
فمنذ أيام شهد حي برزة الملاصق لحي القابون عملية خرق للهدنة أيضاً، تمثلت في خلاف بين الكتائب أفضى الى التهديد بخرق الهدنة، وحدث ما كان يخشى منه، إذ قام إحدى الفصائل باستهداف حاجز للنظام على طريق الحنبلي، الأمر الذي جعل الحاجز يرد باستهداف الطريق المكشوفة أمامه بالقنص. وكادت أن تشتعل المنطقة من جديد.
لكن ذلك لا يعني أن النظام بريء من مسؤولية خرق الهدن، إذ يحاول كل فترة أن يقوم بمناوشات مع الكتائب المسلحة التابعة للمعارضة بغية استفزازها وإلقاء اللوم عليها لخرقها الهدن. فهو يعي جيداً أن تلك الاتفاقات لا تعدو كونها اتفاقات مؤقتة وهي خاضعة للمصالح وطبيعة الظرف الذي يحكمها. ويدل على ذلك عمليات القصف المستمرة والحصار الذي يفرضه النظام على مخيم اليرموك في العاصمة ومدينة التل في ريفها.
كذلك، لا يستثنى من تلك السياسة المعركة التي يسعى النظام إليها في حي القابون، فهي ستجري بموازاة الحملة العسكرية على حي جوبر الذي يتعرض منذ أيام لقصف عنيف جداً ويشهد حملة عسكرية ضخمة، لاسيما أن معركة جوبر بمثابة امتدادٍ لمعركة المليحة، إذ يحاول النظام أن يجعل خط المتحلق خط جبهة بينه وبين ثوار الغوطة، مما يبعد خطر الثوار عن العاصمة دمشق بعد محاولتهم التقدم إليها.
هذا المسعى لن يتم من دون السيطرة على جوبر وعين ترما، ومن دون خرق الهدنة في القابون ومن دون احتجاز المدنيين في التل أيضاً للضغط على الكتائب المسلحة المنتشرة في المدينة وعلى أطرافها، ومن دون تجويع الناس في الجنوب الدمشقي. ذلك المسعى إن تحقق سيُفْقِد الغوطة ثقلها الاستراتيجي ويمحو كل آثار الاحتجاجات التي كانت تغمر تلك المناطق ضد النظام، وكأن شيئاً لم يكن يجري فيها.
المعارك في جوبر الدمشقية تتواصل بلا توقف
41 قتيلًا لقوات النظام والمقاتلين في القنيطرة وتقدم للمعارضة
أ. ف. ب.
أحرز مقاتلو المعارضة السورية تقدمًا جديدًا في منطقة ريف القنيطرة الحدودية مع الجولان المحتل من إسرائيل، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، تسببت السبت بمقتل 26 عنصرًا من قوات النظام و17 مقاتلًا، في وقت تستمر المعارك منذ نحو ثلاثة اسابيع من دون توقف في حي جوبر في شرق دمشق.
بيروت: تتواصل المعارك في هذه المنطقة منذ اواخر آب/اغسطس عندما تمكن مقاتلون من “جبهة النصرة” و”جبهة ثوار سوريا” وكتائب اسلامية من السيطرة على معبر القنيطرة الحدودي مع الجزء المحتل من اسرائيل اثر معارك ضارية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويقول مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان مقاتلي الكتائب المعارضة تمكنوا منذ ذلك الوقت من السيطرة على “عدد من التلال الحدودية او القريبة من الجولان المحتل وقرى في محيطها، ما اوقع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين”.
مسحرة لم تستعاد
واضاف ان “النظام حاول امس (السبت) استرجاع بلدة مسحرة، لكنه فشل في ذلك”، مشيرا الى مقتل “26 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وما لا يقل عن 17 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة وجبهة النصرة والكتائب الإسلامية خلال الاشتباكات”. وتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على تلال اضافية.
واعلنت مجموعة من الكتائب المقاتلة المعارضة للنظام بينها النصرة في 28 آب/اغسطس بدء معركة “الوعد الحق” التي تهدف الى ” تحرير” القنيطرة ومناطق مجاورة. ويقدر المرصد ان خسائر قوات النظام منذ بدء المعركة بلغت اكثر من سبعين قتيلا، مقابل عشرات القتلى في صفوف المقاتلين المعارضين.
ويسعى مقاتلو المعارضة الى تأمين شريط يمتد من ريف درعا الغربي (جنوب) حيث المثلث الحدودي بين الاردن وسوريا واسرائيل حتى القنيطرة (جنوب) خال من القوات النظامية. على صعيد آخر، واصلت الطائرات التابعة للجيش السوري الاحد غاراتها على مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” في دير الزور (شرق) والرقة (شمال).
معارك دمشق
وقال المرصد ان اربعة رجال قتلوا في غارة للطيران الحربي على مدينة الميادين في دير الزور. كما استهدفت احدى الغارات محيط مطار دير الزور العسكري الذي لا يزال تحت سيطرة القوات النظامية، في وقت سيطر التنظيم المعروف باسم “داعش” على مجمل المحافظة.
في محافظة الرقة، قتل طفلان في غارة على ناحية المنصورة الواقعة إلى الشرق من مطار الطبقة العسكري الذي سيطر عليه تنظيم ” الدولة الإسلامية” اخيرا. وافاد المرصد وناشطون عن اطلاق عدد من قذائف الهاون من مواقع مقاتلي المعارضة في محيط دمشق على ساحة العباسيين ومناطق مجاورة في وسط دمشق.
في هذا الوقت، تستمر المعارك منذ نحو ثلاثة اسابيع من دون توقف في حي جوبر في شرق دمشق، الذي تحاول قوات النظام استعادته من مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون عليه منذ اكثر من سنة. وتستخدم في المعارك الطائرات وكل انواع القصف المدفعي والصاروخي. كما نفذ الطيران الحربي اكثر من عشر غارات على مناطق في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، حيث تدور كذلك معارك طاحنة في محاولة من قوات النظام لاسقاط معقل المعارضة هذا.
ثوار سوريا يعلنون الحرب على الدولة الإسلامية
التنظيم شكل درعًا للأسد وجيشه
يحارب الثوار في سوريا الدولة الإسلامية، كما يحاربون نظام بشار الأسد الذي استفاد من مسلحي داعش، كما يؤكد قائد “جبهة ثوار سوريا”، الذي أعلن بدء معركة حاسمة ضد التنظيم في حلب.
بيروت: أعلن قائد “جبهة ثوار سوريا” بدء معركة حاسمة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في حلب. وقال جمال معروف إن “كتائب وألوية شهداء سوريا”، أحد فصائل الجبهة”، بدأت معركة تحرير ريف حلب ثم ستتجه إلى الرقة والمناطق الخاضعة للتنظيم لتحريرها.
وأكد معرف في كلمة له أن “جبهة ثوار سوريا” تحارب في جنوب وشمال سوريا، مشيرًا إلى أنهم يحاربون النظام السوري في مورك وريف حماة.
وقال معروف إن مسلحي الدولة الإسلامية “شكلوا درعًا للأسد وجيشه… وعملوا كل ما استطاعوا لإجهاض ثورة الشعب السوري.. فاستباحوا الأرض وانتهكوا الأعراض. وشوهوا صورة الإسلام.. ولم يتركوا فاحشة إلا وارتكبوها”.
وأضاف: “إننا نعلن الانتفاضة الثورية الشاملة بوجه دولة الفساد والإفساد في العراق والشام.. إنها معركة الكرامة لاستعادة الأرض والقرار الثوري من اللصوص وتجار الدين والدم والأعراض. إنها معركة كرامة كل سوري وسورية دفاعاً عن الأرض والعرض ومنجزات الثورة. معركة الدفاع عن كل بريء ومسالم سوري بغض النظر عن طائفته أو قوميته”.
وختم قائد “جبهة ثوار سوريا” قائلًا: “ونقول للعرب والعالم إنها معركة الاعتدال من قلب الشام إلى قلب بيروت وبغداد، فلا تخذلوا ولا تتخاذلوا.. وها هم رجال الجيش الحر يرفعون راية سوريا الحرية.. راية العدل والاعتدال.. فأين أنتم؟؟؟ وما الذي ستصنعونه.. والتاريخ لن يرحم”.
إلى ذلك، قال ناشطون إن مقاتلين من المعارضة المسلحة سيطروا على قرى نبع الصخر و3 سرايا عسكرية في ريف القنيطرة. وأضافوا أن تلك السيطرة جاءت بعد معارك أودت بحياة “عشرات من القوات الحكومية” دون تأكيدات رسمية بهذا الشأن.
وسيطرت المعارضة المسلحة في الأيام الأخيرة على كامل خط وقف إطلاق النار بين سوريا والجولان الذي تحتله إسرائيل منذ عام 1967.
إغلاق مستشفى بريف اللاذقية لنقص التمويل
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
“إلى أين أذهب به؟ إنه طفلي الوحيد يحتاج إلى عملية سريعة لإزالة كيس مائي عن إحدى رئتيه”، بهذه العبارة نقل أبو المجد للجزيرة نت تخوفه على صحة طفله ذي السنوات السبع، بعدما أحضره إلى مستشفى سلمى الجراحي ووجده مغلقا “حتى إشعار آخر”.
لم يكن أبو المجد هو الوحيد الذي قصد المستشفى وفوجئ بأنه مغلق، بل كل من قصده من أبناء جبل الأكراد، فقد قررت إدارة المستشفى إغلاقه “ريثما نتمكن من إيجاد التمويل الكافي لتشغيله” حسب قول مدير المستشفى الدكتور أحمد بريمو للجزيرة نت.
ويعد مستشفى سلمى المستشفى الجراحي الوحيد في جبل الأكراد الخاضع لسيطرة قوات المعارضة، ويعتبر كادره أول كادر قام بتشغيل مستشفى ميداني في ريف الساحل المحرر من سيطرة النظام.
ويشكو القائمون على المستشفى من غياب الدعم المالي الكافي لتشغيلها. ويقول بريمو إن مؤسسات تطوعية عربية توقفت عن الدعم، كما أشار إلى أن محاولاته مع وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة لتمويل المستشفى لم يكتب لها النجاح، حيث لم توافق الوزارة على دفع أكثر من نصف احتياجاته لمدة ثلاثة أشهر، مما أدى لإغلاقه، إلا أن بريمو أوضح أن المستشفى لا يزال يستقبل الحالات الطارئة.
الوزارة تستغرب
واستغرب مصدر مسؤول في وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة -فضل عدم الكشف عن اسمه- مبادرة إدارة المستشفى لإغلاقه، حيث أكد أن الوزارة وافقت على مشروع تمويله، وسددت ما يكفي لتشغيله لثلاثة أشهر، مؤكدا أنها كانت ستستمر بتمويله لو استمر في العمل واستقبال المرضى.
واستهجن المصدر عملية إغلاق المستشفى رغم أن الوزارة زودته بالأدوية والمستلزمات الضرورية لاستمرار عمله، وأكد أن الوزارة دفعت رواتب جميع العاملين فيه من أطباء وممرضين وإداريين.
وبين مبررات إدارة المستشفى لإغلاقه واستغراب وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة كان الخاسر الأكبر ودافع الضريبة الوحيد لإغلاق المستشفى هم المواطنون الذين رفضوا مغادرة جبل الأكراد، وأصروا على البقاء فيه رغم تعرضه للقصف المستمر بكل أنواع الأسلحة من قبل النظام.
وقد دفعت الحاجة الماسة لخدمات المستشفى ثوار جبل الأكراد، ولا سيما المقاتلون منهم على الجبهة في مواجهة النظام للمطالبة بإيجاد حل سريع لتمويل المستشفى وإعادة تشغيله.
وأكد كامل -وهو قائد ميداني في الجيش الحر- أن مستشفى سلمى الجراحي ضروري في المنطقة، ولا سيما في حالة وقوع اشتباكات مباشرة مع النظام.
جراحة طارئة
وقال “رغم استمراره باستقبال الحالات الإسعافية مع مستشفى سلمى الميداني، لكن بالتأكيد ستكون هناك حالات تحتاج لعمليات جراحية معقدة وسريعة قد يؤدي عدم إجرائها فورا إلى الوفاة”.
ويقدم مستشفى سلمى الجراحي كافة الخدمات العلاجية، ويجري العمليات الجراحية بكل الاختصاصات، وسيكون إغلاقه سببا في ازدياد معاناة المرضى، حيث سيضطرون للسفر إلى مستشفى اليمضية في جبل التركمان، وهذا ما يزيد الضغط عليه أو يقصدون المشافي في إدلب، وفي ذلك معاناة كبيرة وتكاليف باهظة يعجزون عن دفعها.
ولم يكن إغلاق مستشفى سلمى الجراحي الحالة الأولى في ريف اللاذقية الخاضع لقوات المعارضة، بل سبق أن أغلقت النقطة الطبية في ناحية كنسبا لنقص التمويل، كما أغلق مستشفى اليمضية ومستشفى أطباء بلا حدود في البرناص لفترة محدودة، بسبب اقتحام عناصر مسلحة للمشفيين.
قائد “ثوار سوريا” لمقاتليه: أنتم ثورة سوريا الحقيقية
العربية.نت
أكد جمال معروف، قائد ما يُعرف بـ”جبهة ثوار سوريا”، أمام الآلاف من المقاتلين السوريين من الجيش الحر، أنهم ماضون في محاربة دولتي الأسد وداعش.
وقال في كلمة أمام الثوار المحتشدين، بحسب ما أظهر شريط مصور بثه ناشطون، إن اجتماعهم هنا يؤكد للعالم أن ما يقولونه عن عدم وجود معارضة سورية معتدلة أو جيش حر خاطئ، وأكد أن الجيش الحر بخير، ويرص صفوفه لمقاتلة الدولتين، دولة الأسد الباغية، ودولة البغدادي الطاغية، بحسب تعبيره.
وتابع في خطابه: “نقول لكل دول العالم إن هذه هي الثورة السورية الحقيقية – في إشارة إلى المقاتلين من الجيش الحر المجتمعين أمامه – وهؤلاء هم الناس الذين خرجوا إلى الشوارع في بداية العام 2011”. وشدد على أنهم ماضون في هدفهم المتمثل بإسقاط النظام، وتحرير سوريا من عصابات البغدادي التكفيرية والأسد.
كما أكد أن الجيش الحر سيرجع الرقة ودير الزور إلى أصحابها، ويفك الحصار عن حلب. وقال: “لقد بدأنا بتجهيز أنفسنا، وسنرسل الأرتال لتطهير سوريا من رجس الأسد وعصابات البغدادي”.
فيلم دعائي من تصوير “داعش” وانتاج “الخارجية الأمريكية” يحذر من الانخراط بالتنظيم
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — “داوها بالتي كانت هي الداء” .. هكذا سخّرت وزارة الخارجية الأمريكية مقاطع الفيديو المرئية التي يبثها تنظيم “الدولة الإسلامية” لمشاهد بالغة الوحشية من صلب ونحر أعناق وعمليات قتل بدم بارد على شكل إعدامات جماعية لمناهضين لهم، كفيلم دعائي لمواجهة تنجيد أمريكيين للانضمام للقتال بصفوف مليشيات التنظيم الراديكالي.
ويركز الفيديو التوعوي، على الوحشية البربرية لـ “داعش” ويبدأ بعبارة “أهرب.. لا تذهب إلى أرض داعش” ثم مشهد جثة تلقى من تلة مرتفعة ومساجد تتعرض للتفجير على رؤوس المصلين بداخها، ورأس مفصولة عن الجسد، والتصفية بطلق ناري في الرأس، وإهدار الموارد العامة.
ويدخل التسجيل المرئي، الذي يستخدم نفس التقنيات البروباغاندا الدعائية التي يطوعها “داعش” لجذب كوادر جديدة للانضمام إليه، في إطار جهود تقودها واشنطن لتجفيف المنابع البشرية للتنظيم.
ونشر الفيديو، وعنوانه “أرض الدولة الإسلامية، في قناة مخصصة على موقع “يوتيوب” وهو من إنتاج مركز “الاتصالات الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية، التي تعكف على مكافحة الخطاب المتطرف لـ”داعش” في “ساحات” المواقع الالكترونية الاجتماعية، والشريحة المستهدفة بها هم المسلمون في أمريكا، الذين قد ينجرفون للانضمام إلى “داعش”.. وتقدر السلطات عدد من غادروا أمريكا للانضواء تحت لواء التنظيم بأكثر من مائة شخص.
ويختتم التسجيل المصور بعبارة ساخرة هي: “السفر رخيص وغير مكلف لأنك لن تكون بحاجة إلى تذكرة عودة”.. ثم بجثة تقذف من أعلى تلة.
وتعتبر الإدارة الامريكية المواقع الإلكترونية الاجتماعية واحدة من أقوى الأدوات التي يطوعها المتشددون للترويج لمعتقداتهم وتجنيد مقاتلين جدد، وردت على ما اعتبرته تهديدا، بحملة مضادة باللغات العربية والأردو والصومالية بالتوغل في قاعات دردشة الجهاديين للتصدي لهم بأفكار مناهضة.
وبجانب “يوتيوب”، سخرت وكالات مكافحة الإرهاب، صفحات أخرى على مواقع “فيسبوك” و”تويتر” و”تمبلر” في سياق حملة ضخمة بالمواقع الاجتماعية لمجابهة التشدد تحت عنوان : “فكر مجددا واستدر مبتعدا” عن الجهاد.
جهادي سابق لـCNN: أمريكا لا تقوم بخطوات ذكية لمواجهة التطرف وتلجأ للقوة
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—ألقى إد حسين، الجهادي المتطرف سابقا، اللوم على الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل عام باعتبار أنهم لا يقومون بخطوات ذكية في مواجهة التطرف بصورة فعالة بل يلجأون إلى استخدام القوة.
وعند سؤاله عن إن كانت الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يقومون بالحد من التطرف بصورة ذكية وناجحة، قال حسين في مقابلة مع CNN: “لا يقومون بهذا بصورة ذكية، ولكن بإمكانهم القيام بهذا الأمر بصورة ناجحة، هناك العديد من المشاكل، في البداية وكما هو حال الجدال في أمريكا والغرب وهل يمكننا اللجوء إلى القوة لإخراج أنفسنا من هذه الأمر؟ وما ينبغي لنا القيام به هو محاربة هذه الأفكار داخل الإسلام لأن غالبية المسلمين لا يزالون مع الغرب.”
وتابع قائلا: “علينا أن نشن حربا أيدولوجية تؤدي بدورها إلى كسب قلوب وعقول وتوفير أمور أفضل مقارنة ما تقدمه داعش.”
خبراء لـCNN: فيديوهات داعش تقلّد أفلام هوليوود.. إنتاج جيد ودعاية قوية لجذب مقاتلين أجانب
لندن، بريطانيا (CNN) — يمكن لمراقبي تسجيلات الفيديو الخاصة بتنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا بـ”داعش” الخروج بعدة استنتاجات حول طرق عمل التنظيم وأهدافه، ولكن من بين الملاحظات التي لا يمكن إلا التنبه لها، مدى تشابه بعض اللقطات مع أعمال أمريكية هوليوودية، ما يعكس مستوى التفكير المتطور لدى الجماعة الهادفة لضم مقاتلين أجانب.
ففي تسجيل الفيديو الخاص بلحظة قتل الصحفي الأمريكي، جميس فولي، عبر قطع رأسه، يظهر مشهد وكأنه يعيد تقليد مقطع من البرنامج التلفزيوني الأمريكي الشهير “هوملاند” الذي يتناول قضايا مكافحة الإرهاب، كما يظهر في مقطع آخر فيديو يقلد مقطعا شهيرا من فيلم “هارت لوكر” في حين يبدو التسجيل الخاص بداعش لصور طائرات دون طيار وكأنه مصمم ليشبه فيلم “زيرو دارك ثيرتي.”
وقالت جينا جوردن، الأستاذة المساعدة لشؤون لدراسات العلاقات الدولية بجامعة جورجيا والخبيرة بشؤون الإرهاب في الشرق الأوسط، بمقابلة مع CNN: “هذه المشاهد تكشف لنا الكثير من المعلومات، وأظن أنها مقصودة، لقد استخدم تنظيم داعش الدعاية وتسجيلات الفيديو بطريقتين مختلفتين، الأولى تقوم على إنتاج أفلام تبث دعاية إيجابية مختلفة عن مشاهد الإعدام والقتل، وهدفها إرسال رسائل إيجابية حول أطفال سعداء ومناظر جيدة تهدف إلى جذب الناس للانضمام إلى التنظيم، في حين أن الطريقة الثانية تقوم على إنتاج تسجيلات سلبية للغاية، كتلك التي يظهر فيها قطع الرؤوس وأساليب القتل، والهدف منها جذب المقاتلين الأجانب، وهذا أمر مهم جدا للتنظيم حاليا.”
وأضافت جوردن: “هناك محاولة لزيادة عدد العناصر وقاعدة الدعم، ويبدو أن هذه الطريقة فعالة، إذ جنّد التنظيم عشرة آلاف مقاتل جديد في العراق وسوريا مؤخرا.”
وشككت جوردن في مدى نجاح التسجيلات المضادة التي تعرضها أجهزة الأمن الأمريكية لتحذير المتطوعين المحتملين في صفوف التنظيم قائلا: “تلك الفيديوهات قد لا تكون فاعلة حاليا، ولكنها قد تساعد على الأمد البعيد في خلق دعاية مضادة، وقد يكون لها آثر إيجابي لأنها تظهر للعنصر المتطوع في التنظيم أن الحياة لن تكون ردية بعد انضمامه إلى صفوفه والوصول إلى مناطق داعش وأن هناك الكثير من العنف والقتال الذي سيواجهه.”
ولفتت جوردن إلى أن فيديوهات داعش “رفيعة المستوى وقد حصلت على إنتاج جيد” مضيفة: “هذا أمر جدير فعلا بالانتباه ويُظهر قدرات التنظيم التي تجاوزت مجرد الداعية، وكما تظهر التسجيلات حجم التمويل الذي تمتلكه الجماعة وبينتها التحتية القوية.”