أحداث الأحد 12 شباط 2012
دمشق تستبق اجتماع القاهرة بتوسيع الإقتحامات
نيويورك – راغدة درغام؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ الدوحة – محمد المكي احمد؛ دمشق، بغداد، الرياض – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
تنتظر الجهات العربية والدولية، المهتمة بتطورات الأزمة السورية، نتائج الاجتماع الذي يعقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم. ويناقش الوزراء التقرير الذي سيقدمه الأمين العام للجامعة نبيل العربي ويتضمن اقتراحات بتطوير عمل بعثة المراقبين بحيث تشارك فيها بعثة دولية، كما سبق أن طلب العربي في اتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ويُتوقع أن يقترح العربي في تقريره تكليف مبعوث يمثل الأمين العام للجامعة والأمين العام للأمم المتحدة بمتابعة الوضع السوري.
وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أن وزراء خارجية هذه الدول سيعقدون اجتماعاً تنسيقياً في القاهرة اليوم قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب وسيُخصص للبحث في تطورات الأوضاع في سورية «في ظل استمرار القتل المفرط»، وأضاف أن دول مجلس التعاون تُطالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته لحماية المدنيين ودعم قرارات مجلس الجامعة.
وعقد العربي ونائبه أحمد بن حلي اجتماعاً مساء أمس مع وفد من «المجلس الوطني» برئاسة عضو المكتب التنفيذي في المجلس بسمة قضماني وضم عضوي المكتب أحمد رمضان وعبد الباسط سيدا، ورئيس مكتب العلاقات الخارجية في الشرق الأوسط أديب الشيشكلي وعضو الأمانة العامة جبر الشوكي. وتناولت المشاورات نقاط المبادرة العربية، كما نوقشت فكرة دخول مراقبين من دول عربية وإسلامية ودول أخرى تحت إشراف عربي أممي، وقال رمضان إن النقاش سيتم على مستوى خليجي وعربي حول مسألة الاعتراف بالمجلس الوطني من ناحية، وتقديم العون للشعب السوري على المستوى الإغاثي من ناحية أخرى.
وفي الوقت ذاته ينطلق غداً في نيويورك تحرك دولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث ينتظر أن تقدم السعودية مشروع قرار يؤكد الدعم الكامل لقرار جامعة الدول العربية ويشدد على «محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية». وأعدت السعودية مشروع القرار باسم دول مجلس التعاون وسيناقشه وزراؤها في اجتماعهم اليوم في القاهرة بعدما أعدت مسودته على مستوى السفراء العرب في نيويورك الجمعة. وسيناقش السفراء أي تعديلات على مشروع القرار قد يتم الاتفاق عليها في القاهرة، صباح الإثنين قبل افتتاح جلسة الجمعية العامة.
وأكد ديبلوماسي عربي رفيع في نيويورك لـ «الحياة» أن الخطوة التالية ستحددها مقررات اجتماع القاهرة مرجحاً أن يطرح المشروع على التصويت الثلثاء أو الأربعاء. وأكدت مصادر رفيعة في الجمعية العامة أن الجلسة المرتقبة صباح غد الإثنين ستناقش تقريراً «لاذعاً» ستقدمه المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي حول انتهاكات السلطات السورية حقوق الإنسان.
وفي مجلس الأمن قال ديبلوماسي غربي رفيع إن اقتراح الأمين العام للجامعة نبيل العربي تشكيل بعثة مراقبين مشتركة بين الأمم المتحدة والجامعة يحتمل تفسيرين كل منهما يحتاج آلية تطبيقية مختلفة. وأوضح أن مساهمة الأمم المتحدة بمراقبين على الأرض «تعني ضرورة أن توكل إليهم ولاية الانتشار والمراقبة في سورية بقرار من مجلس الأمن».
وأضاف أن العربي ناقش هذا المقترح مع ديبلوماسيين أوروبيين وهم «شددوا على البعد السياسي لمثل هذه البعثة التي تتطلب أيضاً تأمين حماية لأفرادها على غرار بعثات مختلطة بين الأمم المتحدة ومنظمات إقليمية أخرى». وأشار المصدر إلى البعثة الدولية الأفريقية المختلطة في دارفور التي «لم يكن ممكناً نشر أفرادها قبل موافقة الحكومة السودانية أولاً، وثانياً بعد تأمين الحماية اللازمة المواكبة لها بقرار من مجلس الأمن».
وشدد الديبلوماسي الغربي على «ضرورة تأمين شروط لانتشار المراقبين ومنها تقيد السلطات السورية بالتزاماتها الموقعة مع الجامعة العربية». أما التفسير الثاني فيكون من خلال تقديم الدعم «اللوجستي» لبعثة المراقبين العرب. وتحدث المصدر عن إرسال «موفد خاص أو موفدين اثنين إلى سورية بتكليف من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة» رافضاً الدخول في أسماء المرشحين لتولي هذه المهمة.
ونقلت وكالة «أنباء الأناضول» عن وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو خلال زيارته لواشنطن انه أعطى توجيهات لرفع طلب إلى المفوضية العليا لحقوق الإنسان في جنيف لطلب مساعدة إنسانية لضحايا العنف في سورية، وأشار إلى «مأساة إنسانية» خصوصاً في حمص والزبداني اللتين تتعرضان للقصف.
في هذا الوقت استمرت الاقتحامات التي تقوم بها قوات الأمن السورية على الوتيرة نفسها المتصاعدة للأيام السابقة. وقدرت مصادر المعارضة عدد قتلى امس بخمسين على الأقل بينهم اكثر من عشرين في حمص حيث استمر القصف الذي يتعرض له حي بابا عمرو والذي يتوقع سكانه أن يقوم الجيش باقتحامه في أي وقت بعد أن تم تدمير القسم الأكبر من مبانيه. كما بقي الوضع شديد التوتر في حلب بعد الانفجارين اللذين وقعا فيها أول من امس الجمعة. وكثفت القوات السورية تعزيزاتها في أحيائها التي بدأت تشهد تظاهرات مناهضة للنظام، مما يشير إلى أن حلب باتت على خريطة المواجهات التي تشهدها المدن السورية.
وذكرت مصادر المعارضة أن بلدة الزبداني تعرضت لقصف شديد تمهيداً لاقتحامها كما يبدو، ودخلت قوات الأمن حي المحطة بعدما واجهت مقاومة عنيفة من قبل المنشقين لأيام عدة لكنهم انسحبوا امس. وقالت المعارضج ليلة أمس ان القوات الحكومية دخلت الزبداني بعد اتفاق مع «الجيش الحر» ولم يتأكد النبأ من مصادر مستقلة. كما اقتحم الجيش بلدتي المسيفرة وبصر الحرير في محافظة درعا. ودارت اشتباكات عنيفة في شارع الجلاء في مدينة دوما بين الجيش ومجموعات منشقة واقتحمت قوات أمنية الجامع الكبير في دوما بعد صلاة الظهر وبدأت حملة اعتقالات.
وفي دمشق أعلنت الجهات الحكومية عن اغتيال العميد الطبيب عيسى الخولي مدير مستشفى حاميش العسكري في دمشق. واتهمت «مجموعة إرهابية مسلحة» باغتياله بعد أن ترصدت له أثناء خروجه من منزله في حي ركن الدين. وهذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها ضابط كبير للاغتيال في العاصمة وفي وضح النهار ما يشير إلى قدرة جماعات المعارضة على اختراق الأمن المشدد.
وفيما طلبت الحكومة السورية من تونس وليبيا اغلاق سفارتيهما في دمشق خلال 72 ساعة رداً على طرد السفيرين السوريين من هذين البلدين، اكد وكيل وزارة الداخلية العراقية عدنان الأسدي أن «جهاديين عراقيين» توجهوا من العراق إلى سورية كما أن عملية تهريب السلاح مستمرة إلى سورية.
روسيا تسعى لإعادة تأهيل قاعدة التجسس في قاسيون وتُسرّع تسليح سورية
موسكو – رائد جبر
فتح إعلان مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الروسية قبل يومين عن وجود خبراء لبلاده، في «مختلف القطعات والمواقع العسكرية السورية» وعزمها على تكثيف التعاون العسكري والتقني مع دمشق في المجالات المختلفة، الباب أمام تكهنات وفرضيات عدة أجمعت على تعاظم الدور العسكري والأمني الروسي في سورية خلال الفترة الأخيرة والتوجه إلى تعزيز التعاون وتكثيف الجهود لدعم السلطات السورية في مواجهة التطورات الميدانية الداخلية والضغوط الخارجية المتزايدة.
وكان نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف أقر الخميس في مقابلة مع شبكة تلفزيونية روسية أن موسكو نشطت من تحركاتها العسكرية في سورية في شكل ملموس خلال الشهور الأخيرة .
وأشار إلى «تعاون عسكري – تقني مكثف بين روسيا وسورية»، قائلاً إن «خبراءنا موجودون في مواقع ومنشآت عسكرية مختلفة في تلك المنطقة، التي تعتبر، في رأينا، ذات أهمية مستقبلية كبرى على صعيد التعاون العسكري الدولي».
ولفت أنتونوف إلى أن «الوضع المتقلب والمضطرب في الشرق الأوسط يجعل قيادة المؤسسة العسكرية الروسية تراقب في شكل دقيق كل تحرك حول سورية ونحن نفكر ملياً في الخطوات المحددة التي قد تتخذ هناك».
وذكر أن وزارة الدفاع الروسية تابعت «النقاشات القاسية التي دارت في مجلس الأمن» في الشأن السوري، و «نحن نتعاون مع زملائنا في الخارجية، ونعتبر مثلهم أن من الضروري عدم السماح بحدوث أي تدخل عسكري في سورية».
وتزامنت تصريحات الجنرال الروسي مع ظهور تقارير إعلامية تحدثت عن إرسال «عدد كبير من الخبراء ورجال الوحدات الخاصة» الذين نقلوا إلى سورية بوسائل مختلفة وفي شكل سري، ولم يستبعد مراقبون أن تكون السفن الروسية التي نقلت حمولات من الذخيرة إلى سورية كان على متنها خبراء وعسكريون روس».
لكن اللافت أكثر كان إصرار المؤسسة العسكرية الروسية على التأكيد أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة على عزمها مواصلة تزويد دمشق بأسلحة وتقنيات حديثة، ولم تكد تمضي أيام على إعلان مؤسسة «روس أبورون اكسبورت» عن توقيع عقد لتزويد دمشق بمروحيات من طراز «ياك» حتى أُعلن عن نية روسيا إرسال مقاتلات حديثة من طراز «ميغ» إلى سورية هذا العام، علماً بأن العقد بين الجانبين في هذا الشأن وقع في عام 2007 ولم توضح موسكو سبب تأخير تنفيذه خلال السنوات الماضية، أو السبب الذي دعاها لـ «تسريع» تنفيذه في العام الحالي. كما ينتظر أن تحصل دمشق بحسب المصادر الروسية على أنظمة صاروخية من طراز «بوك أم واحد» وهي أيضاً جرت المماطلة في تسليمها سابقاً.
لكن النقطة التي لفتت الأنظار أكثر جاءت مع الزيارة التي قام بها أخيراً، إلى سورية مدير الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف مرافقاً وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وكانت تساؤلات عدة برزت عن أهداف ضم رئيس جهاز الاستخبارات إلى الزيارة، وبحسب معطيات نقلتها وسائل إعلام روسية عن مصادر في فرنسا، سلم فرادكوف الجانب السوري صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية لمناطق تمركز المعارضين السوريين، كما أنه أجرى مناقشات مع قيادات عسكرية وأمنية سورية بهدف تعزيز مواقع المؤسسة العسكرية والأمنية تحسباً لتطورات الموقف الميداني واحتمالات المرحلة المقبلة.
ولم تستبعد صحيفة «برافدا رو» الإلكترونية الروسية أن يكون إصرار موسكو على مواصلة الدفاع عن النظام السوري وتعزيز قدراته مرتبطاً بخطة روسية واسعة لمواجهة جهود واشنطن لمحاصرة روسيا عبر نشر الدرع الصاروخية في مناطق مختلفة من أوروبا وصولاً إلى تركيا.
ولفتت إلى «مخاوف لدى الغرب بسبب مناقشات أجراها فرادكوف في دمشق حول خطط لإحياء محطة تجسس سورية كانت تعمل في العهد السوفياتي على جبل قاسيون، وتسعى موسكو إلى إعادة تأهيلها وتطويرها من أجل استخدامها لأغراض عدة بينها رصد تحركات الغرب في المنطقة.
وزادت أن دمشق أعلنت عن استعدادها لاستضافة قاعدة أخرى تبعد عن الحدود السورية – التركية نحو 160 كيلومتراً وهي ستكون في حال صحت المعطيات ذات فائدة كبرى لروسيا لمواجهة تمدد الغرب شرقاً وخطط نشر الدرع الصاروخية الأميركية في تركيا.
وبحسب معطيات الصحيفة فإن الوجود العسكري الروسي في دمشق يُعد عنصراً من عناصر «الرد القوي» الذي هددت به موسكو الغرب في حال واصل مساعيه لنشر «الدرع» وتوسيع «الأطلسي» شرقاً. وبالإضافة إلى سورية قالت الصحيفة إن لدى موسكو خططاً للعودة بقوة إلى فيتنام وكوبا.
فرنسا تطلب من ميقاتي عدم معارضة «مجموعة أصدقاء سورية»
باريس – رندة تقي الدين؛ بيروت – «الحياة»
أدت تداعيات الأزمة السورية على لبنان، التي جسدتها الاشتباكات بين منطقة بعل محسن التي تضم مؤيدين للنظام السوري وباب التبانة حيث يكثر المتعاطفون مع الثورة السورية، الى سقوط 3 قتلى وزهاء 23 جريحاً، بعدما تجددت أمس لتخف عصراً، فيما كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يؤكد في باريس أنه لقي تفهماً لسياسته النأي بالنفس عن التطورات في سورية وعزل لبنان عنها، وتمنى أن «نلتقي جميعاً على الحياد».
وإذ شمل نشاط ميقاتي أمس زيارة مجاملة لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري للاطمئنان إلى صحته، عاشت طرابلس ليل أول من أمس ونهار أمس رعباً بسبب تجدد الاشتباكات بين المنطقتين العلوية والسنّية، الفقيرتين، ما أدى الى نزوح عشرات العائلات، فيما عزز الجيش اللبناني وجوده في شارع سورية الذي يفصل بين المنطقتين وفي المداخل المؤدية إليها في محاولة لوقف الصدامات التي استخدمت فيها قذائف «آر بي جي» و»إينرغا» والرشاشات الخفيفة والمتوسطة. وتبين أن معظم الضحايا من المدنيين الذين أصيبوا برصاص القنص أو إطلاق النار العشوائي، فيما سقط للجيش 7 جرحى بين إجمالي المصابين أحدهم بحال الخطر وإذ نجح الجيش عبر اتصالاته في التوصل الى اتفاق على هدنة بدءاً من الرابعة عصراً، فإن أصوات طلقات نارية وقذائف صاروخية بقيت تُسمع حتى المساء، وأعلن الجيش الذي قام بمداهمات بحثاً عن المتسببين بالاشتباكات والمشاركين فيها عن توقيف «عدد من المتورطين وضبط كمية من الأسلحة والذخائر ومواصلته ملاحقة جميع المتورطين حتى توقيفهم وتسليمهم الى القضاء المختص الى أي جهة انتموا».
وأكد بيان لقيادة الجيش أن «الأوضاع الدقيقة في البلاد لن تشكل في أي حال غطاء للمصطادين في الماء العكر والمتطاولين على هيبة الدولة وأمن المواطنين».
واحتجاجاً على تدهور الوضع الأمني في المدينة تجمع عدد من الشباب أمام سراي طرابلس وطالبوا بنزع السلاح من المدينة، كذلك فعل مفتي المدينة الشيخ مالك الشعار وقال إن رقعة التوتر لن تطاول المدينة ككل.
واتهم الأمين العام لـ «الحزب العربي الديموقراطي» في جبل محسن «تيار المستقبل» بأنه يملك مستودع أسلحة انفجر ليل أول من أمس في طرابلس فيما نفى عضو المكتب السياسي مصطفى علوش أي علاقة لتياره بالمستودع معتبراً أنها «اتهامات ملفقة من الاستخبارات السورية».
وعقد مساء أمس اجتماع لعدد من نواب المدينة مع ممثلين لقيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي، صدر إثره بيان استنكر التفجير الأمني، وأكد ضرورة حفظ العيش المشترك والسلم الأهلي «و»رفضنا أي مواجهة مع الجيش والأجهزة الأمنية». وأعلن المجتمعون رفضهم اعتقال أي من الإخوة»، معتبرين أن «ما قاموا به كان من منطلق الدفاع عن النفس».
وفي باريس قالت أوساط فرنسية مسؤولة لـ «الحياة» إن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه طلب من ميقاتي أثناء لقائه به ليل أول من أمس، ألا يتخذ لبنان موقفاً معارضاً في اجتماع الجامعة العربية (اليوم في القاهرة) لاقتراح قيام مجموعة الاتصال لأصدقاء سورية «التي سينطلق تشكيلها بإقرارها في الجامعة».
وذكرت الأوساط الفرنسية المسؤولة أن ميقاتي شرح للرئيس نيكولا ساركوزي أثناء لقائه به أول من أمس سياسته «النأي بالنفس» عن الأزمة السورية. ونقلت المصادر عن ميقاتي قوله إنه يضطر لممارسة الألعاب البهلوانية، إذ أن هناك 3 كرات في الجو عليه التقاطها هي العلاقة التاريخية والجغرافية مع سورية، ووجود موقف عربي وخليجي ضد (النظام) في سورية، ووجود انقسام سني – شيعي في ظل النتائج المحتملة للتطورات السورية على لبنان.
وأوضحت الأوساط نفسها أن ساركوزي أعرب عن تفهمه لموقف ميقاتي لكنه أبلغه أنه لم يعد بإمكان الأسد أن يبقى في الحكم. وسأل ساركوزي ميقاتي عن أزمة تعليق اجتماعات مجلس الوزراء فشرح له أسباب الخلاف.
وقال ميقاتي في لقائه مع الإعلاميين اللبنانيين، عن أزمة تعليق اجتماعات مجلس الوزراء: «شرطي لاستئناف جلسات مجلس الوزراء هو الاتفاق المسبق على انتاجيتها… ولا يجوز أن يطالب البعض بالتصويت على القرارات فيما قرارات اتخذت بالتصويت لا تنفذ. لنبدأ بتوقيع مرسوم بدل النقل وبعدها لكل حادث حديث».
وأوضح ميقاتي أن البحث تطرق مع المسؤولين الفرنسيين الى موضوع النازحين السوريين الى لبنان، وأكدنا «أننا نقدم المساعدات اللازمة لهم لكن لبنان لا يستطيع فتح الباب على مصراعيه وأنا أخشى مجيء مئات آلاف السوريين الى لبنان وهذا أمر لا قدرة لنا عليه».
وكشف ميقاتي أن لبنان تلقى رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة في شأن التمديد لبروتوكول المحكمة الدولية، «ونحن نتشاور في المسألة ورأينا استشاري والقرار في يد مجلس الأمن».
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قال لمحطة «الجديد» التلفزيونية أول من أمس في شأن رفض وزير العمل شربل نحاس توقيع مرسوم بدل النقل الذي أقره مجلس الوزراء، إنه «لا يجوز إبقاء قرار مجلس الوزراء بلا تنفيذ» وأن «تدابير ستتخذ في حق نحاس، فإما أن يُقال من الحكومة بغالبية الثلثين، وإما أن تغيّر حقيبته بمرسوم» (يوقعه رئيسا الجمهورية والحكومة). وينتظر أن تكون هذه القضية موضوع تأزم جديد بين سليمان وميقاتي من جهة والعماد ميشال عون من جهة ثانية، بُعيد عودة رئيس الحكومة اليوم.
ومساء أمس قال ميقاتي في كلمة له أمام الجالية اللبنانية التي التقاها بدعوة من السفير بطرس عساكر، إن «المطلوب لتجاوز الأزمة العابرة التي نمر بها هو أن يقتنع الجميع بأن مجلس الوزراء هو مكاناً للإنتاجية والعمل، وليس حلبة للمبارزة السياسية والمزايدة الانتخابية، وأن تأتي الحلول عبر احترام الدستور وتطبيقه، وتفعيل المؤسسات، والشعور بالمسؤولية ودقة المرحلة، والحرص على التصدي للأولويات وحل المشكلات المزمنة والملفات الشائكة التي لم تعُد تحتمل التأجيل».
من جهة ثانية، اعتبر وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الذي يشارك اليوم في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة، أن «لبنان لا يريد أن يزج نفسه بقرارات اتخذت في الجامعة العربية حيال سورية بحكم العلاقات المميزة بين البلدين». وشدد على الحوار، في سورية وفي لبنان وعلى «أهمية اتباع سياسة النأي بالنفس التي نادى بها رئيس الحكومة في ما يخص سورية».
«عنزة ولو طارت» … السخرية أيضاً نشاط ثوري
زينة إرحيم
«عنزة ولو طارت» من أوائل «البرامج» الساخرة التي ينتجها هواة وناشطون، يبثونها على «يوتيوب»، وتحصد متابعة لافتة. مذيعة بقناع ملوّن، تخاطب الكاميرا بحيويّة ولهجة عامية رشيقة، إذ تعلّق على مقاطع لخطابات شخصيات اعتبارية كان لها حضورها في دعم النظام السوري طوال الأشهر الماضية، مع تقنيات عرض متنوعة ولقطات لكاميرا تبدو احترافية على رغم أن الإمكانات المتاحة لها محدودة.
بدأ «عنزة ولو طارت» بثّه في آب (أغسطس) الماضي، ليصل عدد مشاهديه، بعد الحلقة السابعة، إلى ما يقارب 300 ألف شخص، وهو ما زال مستمراً.
تقول صاحبة فكرة البرنامج ومعدّته لـ «الحياة» (وهي آثرت عدم ذكر اسمها للأسباب الأمنية المعروفة في ظل الأوضاع الحالية في سورية) إن شخصية «أبو نظير» ملهمة وصاحبة الفضل في ابتكار الفكرة. و «أبو نظير» هو «إرهابي»، كما يقول النظام، قاد «عصابات مسلحة للتخريب» في اللاذقية، ما دفع التلفزيون السوري الرسمي إلى إجراء مقابلة معه، أدلى فيها بـ «اعترافات» متلعثمة ومليئة بالتناقضات كانت السبب في تحوّله مضرب مثل معروف في أوساط الناشطين في المعارضة السورية، وحوّلته شخصية هزلية حتى باتت جملته الشهيرة «ربّي يسّر» مثاراً للتندر… وما لبثت شهادة رسمية صادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، سُرّبت لاحقاً، أن أفادت بأنه «معاق ذهنياً» ويتلقّى مساعدات من الدولة على هذا الأساس.
تقول مُعدّة «عنزة ولو طارت»: «عندما عرض التلفزيون السوري اعترافات أبو نظير الخطيرة، أثار جنوني غباء الأشخاص الذين أخرجوه إلى الإعلام، وشعرت بأن النظام وإعلامه يعاملاننا وكأننا بلا عقول، وإن غياب ردّ ساخر على هذه السخرية سيكون بمثابة جريمة في حق السوريين والرأي العام، وعندها خطرت لي فكرة فيديو ساخر، من حلقات، يبث على الإنترنت».
«المندسّة السورية»
يقوم «عنزة ولو طارت» على ثلاثة سوريين، يقومون بالمهمّات المختلفة، وهو يصوّر ويعّد خارج سورية. وفضلّ الفريق عدم الإجابة عن سؤال حول ما إذا كان بينهم من له خبرة في مجال البرامج التلفزيونية لأن ذلك قد يكشف هويتهم ويعرّضهم للخطر، حتى ولو كانوا خارج البلاد، فأتباع النظام في كل مكان بحسب قولهم.
تناول برنامج «عنزة ولو طارت» في حلقته الأولى موقف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله من الثورة السورية، وعرضت الحلقة التي حملت عنوان «مع حسن نصر الله»، مقاطع من خطاباته التي يعلن فيها تأييده الصريح للثوار في تونس ومصر وليبيا وهو يترحم على الشهداء في البحرين، وتساءلت المذيعة: «لماذا يا شيخ المقاومة كل الثورات عندك ثورات إلا الثورة السورية فتنة وضلال؟».
بلغ عدد مشاهدي هذه الحلقة 296 ألفاً، وتراوحت تعليقاتهم بين تحية المذيعة وطلب المزيد من الحلقات، وبين تخوين القيمين على الفيديو واتهامهم بالتعامل مع أميركا والغرب ضد المقاومة والقضية الفلسطينية.
في الشهر ذاته «حاورت» المذيعة التي تسمّي نفـسـها «مندسّـة سـوريّة»، وزيـر الخارجية السوري وليـد المعلّم، افتـراضياً طـبعاً، مـفـنـدّةً أقـواله وتـصـريحاته خلـال المـؤتمر الـصـحافي الأول الـذي مـسـح فـيها أوروبا عن خريطة العالم.
من الإنترنت إلى الأقراص المدمجة
أما الحلقة الثالثة، فخُصّصت لعرض موقفي مفتي الجمهورية ود.محمد سعيد رمضان البوطي الذي وصف المتظاهرين بالـ «حثالة»، لتنتهي الحلقة بـ «حكمة» تقول: «إن لم تستحِ فأنت شبيّح». وفي الحلقة الرابعة، جادلت «المندسّة السوريّة» فريق الصامتين والحياديين، لترّد على أفكارهم واحدةً تلو الأخرى، وبأسلوب ساخرٍ أيضاً، تحت عنوان «كل من تزوج أمي يصير عمي»، وهو مثل شعبي يستخدم لوصف المواقف السلبية أو الأشخاص الذين يتقبّلون كل ما يحصل من دون نقاش أو مبادرة.
تعتبر مُعدّة «عنزة ولو طارت» أن الهدف الأساس منه هو «السعي إلى كسب التأييد الشعبي للثورة، على المستويين السوري والعربي، إضافة إلى الردّ على الإعلام الرسمي وأكاذيبه التي لا تحترم عقولنا، وكان لا بد للرد هذا أن يكون جذّاباً وإبداعياً ليصل إلى أكبر فئة من الجمهور».
شبكة الإنترنت المتهالكة والضعيفة في سورية حالياً لم تمنع السوريين من الانضمام إلى جمهور حلقات الفيديو التي تستوطن الشبكة العنكبوتية، بل تبّرعت مجموعة من الناشطين بنسخ الحلقات على أقراص مدمجة ونشرها، لا سيما في دمشق وحلب.
تتراوح مدة كل حلقة بين ست وثماني دقائق، وهي لا تُبث في شكل دوري «لأن البرنامج لا يعلّق على الأحداث، وهو ليس برنامجاً تقليدياً كما نرى على التلفزيون، وإنما هدفه نقد أفكار النظام وحججه، وإيصال رد الثوار الطريف والساخر عليها حين تدعو الحاجة»، بحسب «المندسّة السورية» التي تشير إلى أنها تفضّل تقديم حلقات قليلة غنية بالأفكار على أن تكون كثيرة ورتيبة.
وعن آلية العمل، تقول: «تبدأ الحلقة بتحديد الفكرة المطلوب تكذيبها، وتوضيح حقيقتها، ثم نبدأ بجمع كل مقاطع الفيديو والمقالات والكتب التي تتناول الفكرة، قبل أن ننتقل إلى مرحلة القراءة وكتابة السيناريو، ثم التصويت على اختيار مقاطع الفيديو التي سنستخدمها، ثم التصوير فالمونتاج».
وتلفت إلى أن إعداد الحلقة يستغرق وقتاً طويلاً في مرحلة التصوير والمونتاج بسبب ظروف خاصة، تَعِد بكشفها «بعد سقوط النظام».
لـ «عنزة ولو طارت» مموّلون، لكنهم فريدون، كما يظهر في «شارة» البرنامج التي تظهر في البرامج التقليدية» الرعاة والداعمين. وفي شارة «عنزة ولو طارت»، اجتمعت لتمويله: الولايات المتحدة الأميركية، عدة إمارات سلفية، الإخوان المسلمون، أشرار لبنان، إسرائيل، وتنظيم القاعدة…
«هي عنزة ولو طارت»، تقول معدّة الفيديو المتسلسل، «لا توصيف أدق للنظام!».
يوم ديبلوماسي عربي مكثف في القاهرة اليوم
وواشنطن تنفي فكرة تسليح “الجيش السوري الحر”
فيما يخيم التوتر الشديد على مدينة حلب غداة التفجيرين الانتحاريين وتستمر المواجهات في حمص وريف دمشق، تشهد القاهرة اليوم نشاطا ديبلوماسيا عربيا مكثفا، حيث تعقد أربعة اجتماعات وزارية متتالية، ثلاثة منها تتعلق بالوضع السوري على رأسها اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، إلى اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لتدارس آلية الحراك الفلسطيني والخيارات التي ستتخذ من منظمة التحرير الفلسطينية .
ويبدأ النشاط الديبلوماسي العربي باجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لتنسيق مواقفهم في شأن سوريا، يليه اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا للبحث في اوضاعها وتحديد مصير بعثة المراقبين العرب، وهي اللجنة التي تضم قطر(رئيسا) ومصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان، ثم سترفع اللجنة توصياتها إلى اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب لإصدار قراراته في هذا الشأن.
وصرح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني بأن وزراء الخارجية للدول الخليجية الست “سيعقدون هذا الاجتماع التنسيقي لبحث تطورات الأوضاع في سوريا في ظل استمرار القتل المفرط “، مشيراً الى أن “دول مجلس التعاون تطالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته لحماية المدنيين ووقف إراقة دماء الشعب السوري الشقيق ودعم قرارات مجلس الجامعة العربية بشأن الوضع في سوريا”.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي طلبت من سفراء سوريا مغادرة أراضيها بشكل فوري، كما سحبت سفراءها من دمشق.
روسيا
من جهته، لمح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إلى أن بلاده سترفض مشروع القرار الذي وزّعه الوفد السعودي في شأن سوريا لطرحه على الجمعية العمومية للأمم المتحدة، معتبرا أنه “غير متوازن”.
وكتب غاتيلوف في صفحته على موقع “تويتر”: “لا يمكننا أن ندعم نقل المسألة السورية إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالمضمون غير المتوازن نفسه لمشروع القرار” السابق بشأن سوريا.
وكان الوفد السعودي وزع الجمعة في الجمعية العمومية مشروع قرار جديداً بشأن سوريا يشير إلى الدعم الكامل لخطة الجامعة العربية، والتي تدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، وتفويض نائب الرئيس صلاحياته لوقف الانتفاضة المتواصلة في البلاد منذ نحو 11 شهراً.
ومن المتوقع أن يبدأ أعضاء الجمعية العمومية بحث مشروع القرار غير الملزم بشأن سوريا غداً الإثنين.
لا قوات أميركية
ونفى السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد وجود اي فكرة لارسال قوات أميركية أو أخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى سوريا.
وقال في تصريح لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إن فكرة تسليح “الجيش السوري الحر” غير مطروحة كذلك في واشنطن حالها كحال ارسال قوات أجنبية للتدخل في الأزمة السورية.
وشدد على ضرورة إيجاد حل سلمي لوقف عمليات القتل الوحشية التي ترتكب في سوريا، مؤكدا أن واشنطن تعمل مع المجتمع الدولي لوقف العنف في سوريا عبر زيادة الضغط وتشديد العقوبات على المسؤولين ورجال الأعمال السوريين.
الظواهري يدعم الانتفاضة في سوريا
بغداد- (ا ف ب): اعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل مصور جديد الأحد دعمه “للانتفاضة” في سوريا، داعيا “اسود الشام” إلى “الجهاد” وعدم الاعتماد على العرب والغرب وتركيا.
وقال الظواهري في التسجيل الذي نشر على مواقع جهادية عدة واعلن عنه ايضا موقع (سايت) الامريكي لمراقبة المواقع الاسلامية “لا زالت سوريا الجريحة تنزف والجزار ابن الجزار بشار ابن حافظ لا يرتدع”، في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد.
واضاف “لقد هب الشعب السوري المجاهد الباسل ولن يقبل باقل من النصر على الجزارين المجرمين ليقيم في شام الرباط والجهاد باذن الله وقوته دولة تحمي حمى الاسلام”.
وذكر ان “ابطالنا الاشاوس المجاهدين يزدادون كل يوم ثباتا وصبرا وصمودا واستبسالا ويخوضون معركة العزة والكرامة ضد النظام العلماني الطائفي”.
ومنذ منتصف آذار/ مارس 2011، تتعرض حركة احتجاجية في سوريا تطالب باسقاط النظام للقمع على ايدي القوات الامنية، وقد قتل فيها اكثر من ستة آلاف شخص وفقا لارقام الناشطين.
وتتهم السلطات السورية “عصابات ارهابية مسلحة” ومجموعات سلفية بارتكاب اعمال العنف، فيما يعلن جنود منشقون ينتمون الى (الجيش السوري الحر) عن عمليات ضد القوات الامنية السورية.
وفي الفيديو ومدته ثماني دقائق وهو بعنوان (إلى الأمام يا أسود الشام) ووضع على موقع شبكة شموخ الإسلام على الانترنت دعا الظواهري الشعب السوري الى “عدم الاعتماد على الغرب ولا على امريكا ولا على حكومات العرب وتركيا فانتم اعلم بما يدبرون لكم”.
وتابع “يا اهلنا في سوريا لا تعتمدوا على الجامعة العربية وحكوماتها التابعة الفاسدة فان فاقد الشيء لا يعطيه”.
واعتبر ان “كل هؤلاء لا يريدون سوريا مسلمة حرة مستقلة قوية مجاهدة ضد اسرائيل ولكنهم يريدون سوريا تابعة مستضعفة (…) تعترف باسرائيل وتتماشى معها وتخضع للظلم العالمي”.
ورأى زعيم تنظيم القاعدة أن “النظام (السوري) الفاسد المتعفن قد بدا في الترنح وبلغ فيه الانهاك مبلغه فواصلوا انتفاضكتهم وغضبكتم ولا تقبلوا الا بحكومة شريفة مستقلة تحكم بالاسلام”.
وناشد “كل مسلم وكل شريف حر في تركيا والعراق والاردن ولبنان ان يهب لنصرة اخوانه في سوريا بكل ما يملك”، مشيرا الى انه “من حق اهلنا في سوريا ومن حق الامة كلها ان تستخدم ما تراه من وسائل لاستئصال” النظام السوري.
وقد شهدت سوريا في الاسابيع الماضية هجمات انتحارية وتفجير سيارات مفخخة ضد مراكز امنية في دمشق وحلب قتل فيها العشرات.
وتوجه الظواهري إلى “اسود الشام” قائلا “استحضرا نية الجهاد في سبيل الله لنصرة الاسلام (…) واقامة دولة تدافع عن ديار المسلمين وتسعى لتحرير الجولان وتواصل جهادها حتى ترفع رايات النصر فوق ربى القدس السليبة”.
وتوجه كذلك إلى “اسود العرب وليوث الاكراد وابطال الشركس وصناديد التركمان” طالبا منهم بان يتوحدوا “تحت راية لا اله الا الله”.
جهاديون سنة يؤكدون أن مجاهدين يقاتلون في سوريا
بغداد- (ا ف ب): يؤكد جهاديون سنة عبر منتديات حوارية على الانترنت ان “مجاهدين” عربا كانوا يطالبون قبل اسابيع بارسالهم إلى سوريا لمواجهة قوات نظام الرئيس بشار الاسد، اصبحوا يقاتلون بالفعل في مناطق مختلفة هناك.
وتحت عنوان (آساد الشام تجمعت ثغرها البسام – اخبار الجهاد في سوريا الامجاد)، ينقل موقع (انصار المجاهدين) اخبار هؤلاء المقاتلين وخصوصا العراقيين منهم “كما تصل من الاسود في سوريا”.
واعلن احد اعضاء المنتدى ويطلق على نفسه اسم ناصر الدين الحسني الخميس عن “مقتل الامير ابي اسامة المهاجر على الحدود العراقية السورية بعد التمكن من تهريب عتاد”.
وتناولت الصفحة اخبار “ارتقاء (وفاة) ابي حمزه الشامي في عملية عسكرية في الزبداني (غرب دمشق) فجر الاربعاء”، وتحدثت كذلك عن “ارتقاء ابو البراء السلطي أول مهاجري الأردن في حلب”.
وذكرت ان “اول الرجال الراحلين عبد الله الدليمي (ابو تبارك) ارتقى في البوكمال” عند الحدود مع العراق. كما اشارت الى وصول “ابو حذيفة الكويتي الى الشام من بلده، فكانت اول الساحات تباركا به”.
وقد علق العديد من اعضاء المنتدى على هذه الاخبار، التي يصعب التاكد من صحتها، بالدعاء لمن قتل في سوريا ولمن توجه اليها للقتال، وبينهم “مسلم سوري حلبي حر” الذي كتب “نريد دعم المجاهدين بكل شيء حتى لا تضيع الشام”.
ومنذ منتصف آذار/ مارس 2011، تتعرض حركة احتجاجية في سوريا تطالب باسقاط النظام للقمع على أيدي القوات الأمنية، وقد قتل فيها اكثر من ستة آلاف شخص وفقا لارقام الناشطين.
وتتهم السلطات السورية “عصابات ارهابية مسلحة” ومجموعات سلفية بارتكاب اعمال العنف، فيما يعلن جنود منشقون ينتمون إلى “الجيش السوري الحر” عن عمليات ضد القوات الامنية السورية.
وقد شهدت سوريا في الاسابيع الماضية هجمات انتحارية وتفجير سيارات مفخخة ضد مراكز امنية في دمشق وحلب قتل فيها العشرات.
وياتي الحديث عن وجود هؤلاء المقاتلين في سوريا التي تسكنها غالبية سنية وتحكمها اقلية علوية، بعد اسابيع من دعوات انتشرت على مواقع جهادية لارسال مقاتلين واسلحة بهدف “دعم السنة” هناك ومقاتلة “النصيريين”، في اشارة الى الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد.
وقد اكد اكبر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي في مقابلة مع وكالة فرانس برس السبت ان “جهاديين عراقيين” توجهوا من العراق الى سوريا، وان الاسلحة تهرب اليها عبر الحدود.
وكان مصدر امني سوري في دمشق ابلغ وكالة فرانس برس في تشرين الثاني/ نوفمبر ان “نحو 400 جهادي عراقي وصلوا الى سوريا آتين من العراق” الذي يملك حدودا مشتركة مع جارته يبلغ طولها حوالى 600 كلم.
وفي مقال حمل عنوان “لن نخذلكم” على منتدى “انصار المجاهدين”، كتب ناصر الدين الحسني الخميس “ابشروا فرجال الدولة (الاسلامية، فرع تنظيم القاعدة في العراق) قد هبوا (…) وبدأت تقذف بأحب رجالها، وبدأت دمائهم الطاهرة تسقي ارض وثرى الشام”.
وفي منتدى “حنين” الذي يعنى ايضا باخبار الجهاديين، كتب خالد بن الوليد الاربعاء تعليقا على موضوع يحمل عنوان (ماذا اذا انهزمت الثورة في سوريا)، ان “اسود الاسلام بالشام” يخوضون معركة مع “نظام ميت”.
وكتب ابو عبد الله المخزومي من جهته “جاء القتال يا اهل التوحيد (…) ابواب الجنان فتحت، فهل من مشمر؟ حي على الجهاد، حي على الجهاد”.
ويسال حيدر الانصاري “والله امنيتنا النفير لاي ساحة ولكن الطريق شلون؟ هل هو سالك؟”، فيرد “الصادع بالحق” “نعم اخي سالك وهناك رجال قد ذهبوا بأذن الله وهم الآن في ساحات الوغى”.
وتعليقا على آخر المستجدات في سوريا، كتب ابو القعقاع السبت انه “حسب علمي ومن مصادر مقربة لهم ان مجاهدين من دولة الاسلام (…) ومن جماعة راية الحق والجهاد هم منذ فترة مع اخوانهم في سوريا لقتال هذا الكافر بشار”.
وتدخل “المجاهد في سبيل الله” ليكتب “سمعنا ان مجموعة من المجاهدين (…) موجودون منذ فترة في سوريا لمناصرة اهلنا من السنة والجماعة”.
واعطى اعضاء منتدى “حنين” اسماء اسلامية للمجموعات التي تقاتل الجيش السوري، وبدا مؤخرا في نقل بياناتها.
وبين هذه البيانات، قيام “كتيبة ذو النورين بتحرير حاجز البياضة (في حمص شمال دمشق) بشكل كامل وفجرت الحاجز تفجيرا كاملا وقتلت اكثر من 10 عناصر من الامن والشبيحة بفضل الله وحده”.
وهناك بيانات آخرى عن عمليات مماثلة تحمل تواقيع كتائب مختلفة مثل “كتيبة الفاروق” و”كتيبة العرباض بن سارية” و”كتيبة ابو ذر الغفاري” في حمص، و”كتيبة حمزة بن عبد المطلب” في الزبداني.
وياتي تاييد هؤلاء الجهاديين للقتال في سوريا رغم الاتهامات التي وجهت الى النظام السوري بانه قدم في السابق دعما ماليا وعسكريا ولوجستيا لجماعات “جهادية” متمردة في العراق.
توتر في حلب واستمرار حملة القوات السورية وخصوصا على حمص
دمشق- (ا ف ب): لا يزال التوتر شديدا في مدينة حلب السورية غداة وقوع انفجارين عنيفين فيها، فكثفت القوات السورية تعزيزاتها في احيائها التي بدأت تشهد تظاهرات مناهضة للنظام، كما تابعت عملياتها في مدن اخرى وخصوصا في حمص، معقل الحركة الاحتجاجية في البلاد.
ياتي ذلك فيما قتل 45 شخصا السبت في سوريا هم 30 مدنيا ومنشقان و12 عنصرا من الجيش النظامي وقوات الامن بحسب ناشط، فيما اغتيل ضابط يشغل منصب مدير مشفى عسكري بحسب مصادر متطابقة.
وسياسيا، اعلنت انقرة انها ستطلب من الامم المتحدة مساعدة انسانية لضحايا العنف في سوريا.
ونقلت وكالة انباء الاناضول عن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قوله لصحافيين اتراك خلال زيارة لواشنطن “اعطيت اليوم توجيهات لرفع طلب الى المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في جنيف بشأن مساعدة انسانية”.
واشار إلى “مأساة انسانية” خصوصا في حمص (وسط) والزبداني (قرب دمشق) اللتين تتعرضان لقصف ينفذه الجيش السوري.
وتخلت تركيا عن حليفتها السابقة سوريا بسبب اعمال القمع التي ينفذها نظام دمشق.
وفي بغداد قال وكيل وزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي في مقابلة مع فرانس برس السبت “لدينا معلومات استخباراتية تفيد بان عددا من الجهاديين العراقيين توجهوا الى سوريا”، مضيفا ان “عملية تهريب السلاح مستمرة” من العراق الى سوريا.
ومن جهة اخرى وبعد اجتماع في الدوحة لقيادة المجلس الوطني السوري الذي يضم اغلب اطياف المعارضة، قال القيادي احمد رمضان لوكالة فرانس برس “لدينا تأكيدات بوجود اعتراف عربي سيتم في وقت قريب” بالمجلس.
ويعقد اجتماعان في القاهرة الاحد للنظر في تطورات الازمة السورية، الاول لدول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان والامارات) التي قررت طرد سفراء سوريا، والثاني لوزراء الخارجية العرب.
واضاف رمضان ان المجلس بحث في فكرة اقامة مجموعة اتصال دولية تحمل اسم “اصدقاء سوريا” وفق فكرة طرحت غداة استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد قرار يدين القمع في سوريا.
واعلن احمد داود اوغلو الجمعة تأييد بلاده للفكرة التي اعتبرتها موسكو “غير شرعية”.
وفي دمشق اعلنت الخارجية السورية انها طلبت من السلطات الليبية والتونسية اقفال سفارتيهما في دمشق “عملا بمبدأ المعاملة بالمثل”.
وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في تصريح صحافي “طلبت السلطات السورية من ليبيا وتونس ان تغلقا سفارتيهما في دمشق عملا بمبدأ المعاملة بالمثل”.
وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي اقفل السفارة السورية في طرابلس في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي بعد ان اعترف بالمجلس الوطني السوري ك”ممثل شرعي” للشعب السوري.
وفي مطلع شباط/ فبراير اعلنت تونس المباشرة باجراءات “لطرد السفير السوري” من تونس، بعد القصف العنيف الذي استهدف بشكل خاص مدينة حمص من قبل قوات الامن السورية.
ومن نواكشوط اعتبر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي السبت ان بقاء النظام السوري يعني “تواصل حمام الدم” في سوريا، معلنا في الوقت نفسه رفضه لتدويل الازمة السورية.
وقال الرئيس التونسي في مؤتمر صحافي في نواكشوط، حيث يقوم بزيارة رسمية الى موريتانيا، ان الوضع في سوريا “يمزق القلوب ولم يعد مقبولا” مضيفا أن “تواصل النظام يعني تواصل حمام الدم” كما نقلت عنه وكالة الانباء التونسية الرسمية.
وردا على سؤال حول امكانية تدويل الازمة السورية قال المرزوقي “لا نريد ان يتدخل في الأزمة السورية سوى الأشقاء العرب عبر تقديم مقاربات تساعد على إصلاح الأوضاع في سوريا”.
ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان “عدد الشهداء المدنيين السبت ارتفع الى 30″، لافتا الى “مقتل 14 مدنيا في احياء عدة بمدينة حمص منهم ثلاث نساء”.
واضاف “في محافظة درعا استشهد تسعة مواطنين هم ستة في بلدة المسيفرة وشهيدان في قرية تسيل وطفلة من مدينة درعا”.
وتابع المرصد “في محافظة ريف دمشق استشهد خمسة مواطنين هم ثلاثة خلال قصف على الزبداني ورجل ونجله خلال اطلاق نار في بلدة رنكوس من قبل القوات العسكرية النظامية”.
واشار ايضا الى ان “ناشطا استشهد في حي القابون في مدينة دمشق اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية، فيما استشهد مواطن بمدينة معرة النعمان في محافظة ادلب برصاص حاجز امني”.
ومن جهة اخرى، قال المرصد ان “طفلا بمدينة الرستن استشهد متاثرا بجروح اصيب بها قبل ايام فيما استشهد مواطن بمدينة ادلب متاثرا بجروح اصيب بها قبل ايام”.
وافاد المرصد ايضا ان “جنديين منشقين سقطا في بلدة المسيفرة بمحافظة درعا خلال اشتباكات فيما سقط 12 عنصرا من الجيش والامن النظامي خلال اشتباكات وتفجير عبوات ناسفة في محافظات درعا وريف دمشق وادلب واغتال مجهولون في دمشق العميد الطبيب عيسى الخولي”.
وبدورها، افادت وكالة الانباء الرسمية ان “مجموعة ارهابية مسلحة” اغتالت صباح السبت العميد الطبيب عيسى الخولي مدير مشفى حاميش العسكري في دمشق.
وقالت الوكالة ان “ثلاثة مسلحين ترصدوا خروج العميد الخولي من منزله في حي ركن الدين وأقدموا على إطلاق النار عليه ما أدى إلى استشهاده”.
وفي تطور لافت “كثفت قوات الامن تعزيزاتها في الاحياء التي تشهد حركة احتجاجات في حلب بعد ان هزها الجمعة انفجاران عنيفان” بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
واسفر هذان الانفجاران عن مقتل 28 شخصا وجرح 235 اخرين، بحسب وزارة الصحة.
واكد مدير المرصد في اتصال هاتفي مع فرانس برس “اطلاق نار في عدد من احياء المدينة مساء الجمعة”.
ويزداد التوتر في هذه المدينة يوما بعد يوم مع انها كانت بقيت نسبيا حتى الان بمنأى عن الحركة الاحتجاجية.
واكد الناشط محمد من المدينة للوكالة انه تم تشديد الاجراءات الامنية وبخاصة في احياء المرجة والفردوس والصاخور في شمال المدينة وحي صلاح الدين في جنوبها”.
واضاف محمد الذي فضل عدم ذكر اسم عائلته ان “ثلاث مدرعات دخلت للمرة الاولى حي الصاخور حيث انتشر عدد من القناصة في كل مكان”.
واشار الى تدهور الوضع في هذه المناطق التي تشهد تقنينا للكهرباء ونقصا في المحروقات.
وبالتزامن مع ذلك، يستمر القصف العنيف على حي بابا عمرو في حمص، احد معاقل الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد منذ صباح الاثنين.
وذكر هادي عبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “حي بابا عمرو ما زال يتعرض للقصف منذ الساعة الرابعة (2,00 تغ)” فجر السبت، مشيرا الى ان “القصف يتوقف لمدة ربع ساعة قبل ان يعود من جديد”.
واضاف عبد الله ان “هناك منازل تضررت بشكل جزئي اذ احدث القصف فوهات في جدران المنازل”.
واشار الناشط الى تردي الحالة الانسانية في هذا الحي “حيث لا يتمكن سكانه من الخروج الى الاحياء المجاورة للحصول على المواد الغذائية والطبية في ظل انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات”.
وفي حي الانشاءات في حمص، اكد عبد الله ان “قوات مشتركة امنية وعسكرية اقتحمت الحي معززة بعدد من الشاحنات الصغيرة وقامت باطلاق النار تمهيدا لدخول المنازل ونهب محتوياتها”.
وعمدت هذه القوات “الى سرقة المنازل الخالية من سكانها في هذا الحي الذي يسكنه ميسورون حيث شوهدوا وهم يحملون اجهزة الكمبيوتر والتلفزيونات والاجهزة الكهربائية المنزلية”، بحسب الناشط.
الرئيس التونسي: بقاء النظام السوري يعني تواصل حمام الدم
نواكشوط- (ا ف ب): اعتبر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي السبت ان بقاء النظام السوري يعني “تواصل حمام الدم” في سوريا، معلنا في الوقت نفسه رفضه لتدويل الأزمة السورية.
وقال الرئيس التونسي في مؤتمر صحافي في نواكشوط، حيث يقوم بزيارة رسمية إلى موريتانيا، إن الوضع في سوريا “يمزق القلوب ولم يعد مقبولا” مضيفا أن “تواصل النظام يعني تواصل حمام الدم” كما نقلت عنه وكالة الانباء التونسية الرسمية.
وردا على سؤال حول امكانية تدويل الازمة السورية قال المرزوقي “لا نريد ان يتدخل في الأزمة السورية سوى الأشقاء العرب عبر تقديم مقاربات تساعد على إصلاح الأوضاع في سوريا”.
وعن الدور التونسي في حل الأزمات والنزاعات المسلحة في عدد من الدول الإفريقية اعلن المرزوقي أن تونس “لا تعطي الدروس لأي كان ولا تريد تسويق ثورتها لان لكل بلد ظروفه وخصوصياته الثقافية والاقتصادية وتقاليده السياسية”.
ومن جهة ثانية اعتبر الرئيس التونسي ان مشكلة الصحراء الغربية بين المغرب والجزائر “تعد العائق الأول أمام قيام اتحاد مغرب عربي قوي يضمن مصالح كل الأطراف ويحافظ على خصوصيات كل بلد ويكرس الحريات الخمس للمواطن المغاربي وهي التنقل والاستقرار والتملك والعمل والاستثمار والانتخابات البلدية”.
ولا يزال اتحاد المغرب العربي (المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا) الذي تأسس في 1989 متعثرا بسبب خلافات بين اعضائه.
وقد ضم المغرب الصحراء الغربية، المستعمرة الاسبانية سابقا، في 1975 ويعرض منحها حكما ذاتيا واسعا مع حكومة وبرلمان محليين تحت سيادته بينما ترفض جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر الخطة المغربية وتطالب “باستفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي”.
وقد وصل الرئيس التونسي الى موريتانيا قادما من المغرب على ان يغادر الاحد الى الجزائر.
وثائق من مكتب الأسد تكشف تعاونا إيرانيا لتجاوز العقوبات على سوريا
تل أبيب- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية الأحد إن وثيقتين سربتا إليها ومصدرهما مكتب الرئيس السوري بشار الأسد تظهران تعاونا إيرانيا لتجاوز العقوبات التي فرضها الغرب ودول عربية على سوريا في أعقاب الأحداث الدموية فيها.
وأضافت الصحيفة أن الوثيقتين سربتا من خلال اقتحام مجموعة قراصنة الانترنت (أنونيموس) التي اخترقت نظام البريد الالكتروني في وزارة شؤون الرئاسة السورية وشملت مراسلات 78 مستشارا ومساعدا للأسد.
وتابعت الصحيفة أن أحد صناديق البريد الالكتروني التي اخترقتها (أنونيموس) تعود إلى وزير شؤون الرئاسة منصور عزام وشملت وثيقتين بتوقيعه، وتمت صياغتهما في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وتتناولان العلاقات بين حكومتي سورية وإيران وتلخصان محادثات بين وفدين إيرانيين رفيعي المستوى ومسؤولين سوريين.
ولفتت الصحيفة إلى أنه تمت صياغة الوثيقتين بصورة رموز وأن جملا قليلة فقط تذكر بوضوح أن المحادثات تناولت طرقا لمساعدة سورية بتجاوز العقوبات الغربية والعربية عليها وأن إحدى الجمل التي تكررت في الوثيقتين كانت “التعلم من الخبرة الإيرانية في هذا المجال” أي تجاوز عقوبات دولية.
ويذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وتركيا فرضت عقوبات على سورية في أعقاب الأحداث الدموية الجارية فيها واتهام النظام السوري بقتل آلاف السوريين، وشملت العقوبات وقف التعامل مع البنك المركزي السوري كما فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على استيراد النفط من سورية.
وحسب (هآرتس) فإنه في 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي بعث وزير شؤون الرئاسة السورية منصور عزام عبر البريد الالكتروني وثيقة إلى الأسد ومسؤولين سوريين آخرين بعنوان “مذكرة بشأن زيارة الوفد الإيراني إلى سورية” وأن هذا الوفد ضم 10 مسؤولين من مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والبنك المركزي الإيراني وعدد من الوزارات، وأن الوفد التقى رئيس الحكومة السورية عادل سفر ومحافظ البنك المركزي السوري ووزراء المالية والتجارة والنفط السوريين.
وأضافت الصحيفة أن الوثيقة التي كتبها عزام أفادت بأن الوفد الإيراني اعلن عن تخصيص مبلغ مليار دولار لشراء منتجات سورية أساسية مثل اللحوم وزيت الزيتون والفواكه، مقابل موافقة الإيرانيين على إنتاج أسمدة ومواد خام لصناعة البتروكيميائيات التي تحتاجها سورية وتقسيط تسديد أثمانها لفترة طويلة.
وتابعت الصحيفة أن الوفد الإيراني بحث مع المسؤولين السوريين في سبل تجاوز حظر تصدير النفط السوري ووعدوا بشراء 150 ألف برميل نفط خام يوميا من سورية ولمدة عام “لاستخدامه لأغراض داخلية أو بيعه إلى جهات أخرى” لكي تتمكن سورية من الاستمرار في تصدير النفط رغم العقوبات، وفي المقابل تزود إيران سورية بقطع غيار لصناعة النفط، إذ تواجه سورية صعوبات بالحصول عليها بسبب العقوبات.
وقالت الصحيفة أيضا إن الوثيقة تكشف عن أن سورية وإيران بحثتا في سبل تجاوز العقوبات المفروضة على قطاع الطيران في سورية ونقل بضائع إلى سورية عن طريق الجو، بعدما أغلقت تركيا مجالها الجوي أمام طائرات متجهة إلى سورية ومنع طائرات شركة الطيران السورية من الهبوط في معظم المطارات الأوروبية والعربية.
ونقلت الصحيفة عن الوثيقة أنه “تم بحث قضية حظر الطيران وتم طرح اقتراح ببلورة خطة لإقامة محطة مركزية (للطائرات السورية – حسب هآرتس) في إيران بدلا من الإمارات المتحدة من أجل تخفيف العقوبات على سورية… والجانب الإيراني اقترح تحسين طائرات تابعة لشركة الطيران السورية”.
وأضافت الصحيفة أن الوثيقة تحدثت عن فتح خط طيران من إيران إلى سورية يمر في العراق بدلا من تركيا وأن “الإيرانيين طرحوا اقتراحا أوليا لإقامة ممر بري لنقل البضائع بين إيران وسورية وبالعكس عن طريق العراق”.
وفي ما يتعلق بمقاطعة الجهاز المصرفي السوري قرر الجانبان، وفقا للصحيفة، تجاوز العقوبات بهذا الخصوص من خلال إقامة بنك مشترك وتحويل أموال عن طريق روسيا والصين اللتين لا تشاركان في العقوبات المفروضة على سورية وإيران.
ونقلت الصحيفة عن الوثيقة التي أعدها عزام أن “الجانب الإيراني تعهد بنقل الخبرات التي بحوزته إلى سورية حول سبل تحويل الأموال من الدولة إلى خارجها وبالعكس بموجب الخبرة التي تراكمت في إيران في هذا المجال”.
وقالت الصحيفة أن الوثيقة الثانية التي كشفتها (أنونيموس) مؤرخة في 14 كانون الأول/ ديسمبر الماضي وجاءت تحت عنوان “مضمون الاجتماع التاسع للجنة التعاون السوري الإيراني” وجاء فيها أن البنكين المركزيين في سورية وإيران اتفقا على استخدام بنوك في روسيا والصين من أجل تسهيل تحويل الأموال بين الدولتين وذلك على ضوء الظروف الحالية في سورية وإيران”.
ناشط سوري يتحدث عن تحربة اعتقاله: طلب منا أن نشهد أن «لا إله إلا بشار»
عبد الحميد سليمان: آلة القتل الأسدية لن تسقط إلا بالقوة
ملهم الحمصي من دمشق
في حوار خاص مع “إيلاف” يتحدث الناشط السوري عبد الحميد سليمان عن تجربة اعتقاله قبل خروجه من البلاد. ويقول سليمان إن الهجوم على الزبداني كان متوقعاً والسبب صمود أهلها مؤكداً أن النظام استغل الالتزام الديني في المجتمع وصوره كوحش نائم يهدد استقرار البلاد حتى قبل بدأ الحراك الثوري.
عبد الحميد سليمان… مهندس معماري، خريج جامعة دمشق، عمل متطوعاً في دير مارموسى مع الأب بوالو ديلايلو، ويعمل في مجال التوثيق والترميم والتصميم المستدام، رسام شارك بمجموعة ورشات عمل خارج سوريا ويحضر لمعرض عن الثورة السورية.
شارك بالاحتجاجات ضد النظام السوري منذ اليوم الأول للثورة، واهتم بالتظاهر وسط الشام، وكان حاضراً في احتجاجات عرنوس والشعلان والقيمرية، وقبل انتشارها بالشام، شارك بمظاهرات الريف بحرستا والقدم خاصة.
قاد الهتافات بأول تحرك خرج في الميدان من جامع الحسن في الجمعة العظيمة، ثم اضطر للخروج خارج البلاد بعد اعتقاله ومن ثم استدعائه إلى خدمة الجيش، وهو يحدثنا اليوم عن تجربته الشخصية، بوصفه أحد شباب الثورة وهو الأناركي اللاديني، كما يصف نفسه.
عبد الحميد سليمان، شاب دمشقي المولد ومن الزبداني بالأصل، كيف كان شعورك عندما علمت بالمعارك المستعرة في الزبداني؟ وانتصار أهلها والجيش بعد مفاوضات لتأمين انسحاب الجيش النظامي منها؟
كنت على اتصال وثيق مع النشطاء في الزبداني من قبل الحملة الأخيرة، وكنت على دراية بالاشتباكات التي شهدتها المدينة منذ أكثر من أربعة شهور، وكان معظمنا قد تنبأ سلفاً بأن الزبداني ستكون عصية على نظام الأسد والسبب الرئيسي لذلك هو الطبيعة الجغرافية لها بشكل أساسي، بالإضافة إلى خبرة الأهالي في التعامل مع محاولات النظام للسيطرة عليها، والتي امتدت طول فترة حكم الأسد بحجة مكافحة التهريب والإرهاب، وكانت هذه الحملات تنال نصيبها من التعتيم مع العلم أن آخرها كان في عام 2008 عندما أراد النظام معاقبة أهالي مضايا بالاستيلاء على أراضي كروم مضايا وتحويلها إلى مركز تحلية مياه الصرف، مما كان سيؤدي إلى تدمير الثروة النباتية في كل المنطقة، لكن لا يخفى على أحد أن كتائب الأسد لو أرادت تسخير كل قوتها لاحتلال الزبداني ستستطيع بالطبع و لكنها ستتكبد خسائر كبيرة.
من الجدير بالذكر أنه منذ انطلاقة حركة الاحتجاجات في الزبداني، قامت كتائب الأسد باجراء مناورات تدريبية هناك، وحاولوا التنقل بالدبابات بين الأحياء لارهاب الأهالي وتجربة إمكانية مدرعات الجيش على التنقل في المرتفعات، وأذكر أنهم جاؤوا بدبابة وحاولوا الصعود بها إلى طلعة “السيلان”، وأخذت الدبابة بالانزلاق على الاسفلت، ولاحقاً جاؤوا ببلدوزر لتخريم الزفت، وفشلت المحاولة، ومنذ عدة شهور انزلقت مدرعة على هذا الطريق وتدمرت كلياً دون أي مقاومة.
النصر الذي تم تحقيقه بالزبداني نصر بمعركة لا نصر بمجمل الحرب، وقد يؤدي هذا النصر إلى ازدياد حنق النظام على الزبداني، خاصة بعد تصريحات أوغلو الأخيرة، التي أشارت إلى أن من لا يستطيع مواجهة الزبداني، لن يستطيع مواجهة تركيا.
حدثنا عن رؤيتك للثورة في سوريا والحراك الشعبي فيها، وأنت الناشط في قيادة المظاهرات، وقدت أول تظاهرة في الميدان بقلب دمشق؟
لقد أعاد الحراك الثوري في سوريا الاعتبار والهوية إلى المواطن السوري المسلوب الكرامة على مدار خمسة عقود في ظل حكم حزب البعث، فلطالما شعرت بالذل أثناء سفري إلى الغرب عندما كنت أخبر أحدهم أني من سوريا، كنت أواجه بالاستغراب من هذا البلد، وبعد محاولاتي العديدة لشرح موقع بلدي على الخريطة، كنت دائماً ما أواجه نظرة ساخرة تردف بجملة (آه سوريا هي تلك البلد الذي مات فيها الرئيس فورثه ابنه).
ومنذ انخراطي بالحراك في الثورة من اليوم الأول، اكتشفت وجهاً آخراً لمعنى كلمة سوريا، اكتشفت الوجه الذي كان مطمورا بالتراب ومحفوراً عليه معنى الكرامة. أثناء نشاطي في دمشق وريفها تعرفت على معظم الناشطين فيهما واكتشفت أن مناطق كالحجر الأسود والقدم هي معقل الأحرار، بعكس الصورة التي حاول ترسيخها إعلام النظام عن مناطق كهذه.
تعرفت على أطياف سورية لم أكن لأحتك بها من قبل، لا بل لم أحتك بأحد كما احتكيت بها أصلاً، كنا نمشي تحت الرصاص دون أي تمييز لأن الرصاص لا يميز بين طائفة أو دين أو توجه فكري أو جنس.
أعدت اكتشاف العديد من أصدقائي وحتى أنني فترة ما كنت مطلوباً ومتخفياً أقمت بمنزل صديق سلفي رحب بي، على الرغم من معرفته أني شخص لا ديني، لا بل وكان يشاركنا العمل مع مختلف الشباب والصبايا الذين ما كانوا ليلتفوا حول طاولة واحدة لولا الثورة.
إن المكسب الأهم من الثورة تم تحقيقه منذ اليوم الأول بالتفاف السوريين حول بعضهم البعض، وتطور المستوى الفكري السوري، فبعد ما كانت أغلب اهتمامات الشباب السوري ملتفة حول نشاطات متفرقة بعضها كان غير مرغوباً به، أصبح الشاب السوري ناشطاً ومتظاهراً وإعلامياً ومحللاُ ومسعفاً وبطلاً وشهيداُ ومعتقلاً، بعد أن كان التركيز الأولي للشباب السوري هو التفكير بالهجرة خارج الوطن.
هل تعتقد أن وصف النظام في سوريا للثورة بأنها ثورة “سلفيين” و”حزب الإخوان المسلمين”، والإسلاميين بوجه عام، ينكر حضور بقية التيارات غير الإسلامية على وجه التحديد فيها؟
المجتمع السوري بطبعه مجتمع محافظ وملتزم دينياً، لذلك وجد النظام الالتزام الديني شماعة ما انفك عن المبالغة فيها لجعلها وحشاً نائماً يهدد استقرار البلاد حتى قبل بدأ الحراك الثوري، وازدادت سفاهة النظام باتهام الإسلاميين منذ اليوم الأول للحراك، وعزز محاولاته المستمرة للاستفادة من الالتزام الديني لتأجيج الوضع الطائفي في سوريا، وعلى الرغم من ذلك، كان جلياً أن النظام السوري فشل في هذه “البروباغندا” بالمجمل، والتف مختلف أبناء الشعب السوري حول الثورة بغض النظر عن توجههم الديني، وبالمقابل من يجد أن الحراك السوري حراك إسلامي، فهذه أفضل حجة ليبرر جبنه من التضحية في سبيل الوطن.
الآن ونتيجة تجاهل المجتمع الدولي للقضية السورية، ازداد تمسك الثوار بالله بشكل عام، ولكن للأسف، بدأ بعض الانتهازيين، خاصة في الخارج، بمحاولة “أسلمة الثورة السورية” من أجل مصالح شخصية، طمعاً في اغتصاب السلطة، خاصة بعد نجاح المد الإسلامي في معظم الدول التي طالتها رياح التغيير. ومع ذلك، فمعظم النشطاء أدركوا أن الفقر والتصحر السياسي سيؤديان إلى محاولات قطف ثمار الثورة قبل نهايتها، وأعتقد أن طول فترة الثورة سيزيد الخسائر من كل النواحي، وسيسهم في فرز الانتهازيين، شيوعيين أو إسلاميين، أو مهما كانوا.
كيف ترى مشروع الحل في سوريا كشاب سوري وفنان تشكيلي؟
يبقى تغليب لغة العقل على العاطفة في الوضع في سوريا هو الحل الأنسب، خاصة أن الأمور قد بلغت ما بلغته من التعقيد، ومن الطبيعي لأي حراك شعبي أن يرتكب أخطاء. أعتقد أنها كانت في سوريا أقل من الحد الأدنى، و هذا يدعو إلى التفاؤل، وأنا هنا لا أتكلم عن ردود الفعل التي قد تحصل أو حصلت على الأرض، ولكن من الواجب تحليل الأمور بمنطق وموضوعية بعيداً عن الانفعال والانسياق وراء الرغبات، فأنا بطبيعتي شخص “أناركي” ذو توجه إنساني لا أرى أن الدم سيكون حلاً، لكني أدرك تماماً أن آلة القتل الأسدية لن تسقط إلا بالقوة، وأن ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة، ولكني أيضاً أدرك وأحاول التوعية إلى أن الكفاح المسلح له سلبيات يجب علينا تلافيها، فبالنظر إلى تجربة المناضل “تشي جيفارا” نجد أنه على الرغم من حسن نيته إلى أنه تسبب بتأسيس ملكية كوبا الجمهورية، التي تقع في ذيل ترتيب الدول، وأيضاً بالنظر إلى تجربة أسامة بن لادن نجد مثالاً مشابهاً، ومن ناحية أخرى، نجد تجربة “هوشي منه” في فييتنام، وتجربة البوسنيين في حربهم مع سلوبودان ميلوسوفيتش، وغيرها من التجارب التي أدت إلى نصر حقيقي بعيد المدى.
حدثنا عن تجربة الاعتقال والخروج من البلد بعد ذلك
بدأت ملاحقتي من قبل فرع الأمن العسكري 215 في سوريا منذ بداية الشهر الخامس، وقد أتوا إلى منزلي الواقع في مشروع دمر أكثر من مرة، وازدادت رغبتهم باعتقالي خاصة بعد مظاهرة الشعلان في 8 حزيران، حيث انكشف أمر كل من شاركوا بالمظاهرة، خاصة أنني ساعدت فدوى على الهروب من موقع المظاهرة بعد أن تعرضت للإهانة من قبل الشبيحة، بعدها بيومين مروا على المنزل ولم أكن موجوداً، فاعتقلوا والدتي ووالدي كرهائن كي يجبروني على تسليم نفسي، وفعلاً هذا ما حصل، وفور وصولي إلى الفرع، بدأ التحقيق معي وقد أدركت أنهم يعرفون عني أكثر مما يجب وأن لديهم تقارير وافية عن نشاطي ومراقبة كاملة لمكالماتي الهاتفية، وضعت أول يومين بغرفة منفردة لوحدي، وبعدها ضموا لي ثلاثة معتقلين لمدة أسبوع، كان المعتقلون من دمر وبرزة ومحجة من درعا، اعتقلوا من مظاهرة في الميدان، كانت رفقتهم ممتعة جداً.
كان التعامل بهذا الفرع جيد نسبياً مع كل المعتقلين و معي بشكل خاص، كنت أستدعى إلى المحقق أكثر من 3 مرات يومياً، بينما لم يحققوا مع غيري أكثر من مرتين طول فترة اعتقالهم، وكان التحقيق معي ودياً لأنهم كانوا يعرفون أني شخص لا ديني، وكان المحققون دائماً ما يعاتبونني أني يجب أن أكون بصفهم ضد الإسلاميين، حتى أثناء التحقيق كانوا يسمحون لي بالجلوس ولم يكبلوا يدي أو عيني على خلاف الآخرين، لكن لم يخل الأمر من الازعاجات الجماعية من قبل السجانيين، حتى أن أحد السجانيين كان لا يسمح لنا بالتبول إلا حتى نشهد أن لا إله إلا بشار، وأول مرة طلبت من هذا السجان الخروج لدورة المياه، سألني: “مين ربك”، وكان ينتظر مني ألا أقول “بشار” حتى ينهال علي بالضرب، فقلت له: لا رب لي، فكف عن مضايقتي.
وأطلق سراحي مع باقي المعتقلين إلا الدرعاوي في منتصف الليل، ولم يسلمونا البطاقات الشخصية، وأعطونا رقم هاتف أحد العناصر، و قال لنا المحقق: “غداً مسيرة رفع أكبر علم في المزة، انزلوا عالمسيرة، واتصلوا بالعنصر أبو أحمد ليسلمكم هوياتكم”، وفعلاً في اليوم الثاني نزلنا إلى المسيرة ووقفنا جانباً دون أي مشاركة، وثم اقتادونا إلى الفرع وسلمونا الهويات.
بعدها اضطررت لتغيير كل شكل نشاطي، ولزمت الحيطة دائماً، وعلى الرغم من استدعائي للتحقيق مرات عدة بمعدل مرة كل أسبوع، لم يتمكنوا من الحصول على أي دليل، وأثناء التحقيق كنت أنكر أني لا زلت معارضاً، ولكنهم كانوا مدركين أني لا أزال ناشطاً، وهنا هددوني بالسوق إلى خدمة العلم مع أني مؤجل دراسياً حتى اليوم، وبعدما تم تبليغي رسمياً للالتحاق بخدمة العلم، آثرت الخروج من البلد على الخدمة العسكرية الأسدية، وخرجت بالتعاون مع أحد الضباط الشرفاء عن طريق حدود الأردن البرية، حيث أن اسمي كان معمماً على الحدود، ومن الأردن قدمت فوراً إلى مصر.
ما رسالتك إلى المعارضة السورية، والمجلس الوطني السوري بالذات؟
معظم المعارضين السوريين من أصدقائي ومعارفي منهم من أعرفه قبل الثورة، ومنهم من تعرفت عليه بعد وصولي إلى مصر، وأنا أوجه لهم رسالتي يومياً، وجهاً لوجه، للشرفاء منهم: بأن يكفوا عن التبذير بالفنادق والطائرات، وأن يحولوها إلى الداخل السوري، فبحسابات بسيطة، نلاحظ أن رحلاتهم ومؤتمراتهم تكلف ما تزيد عن المليون دولار شهرياً، أما المتاجرين فأطالب فضحهم بالسرعة القصوى، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر، أنس العبدة الذي حصل على 6 مليون دولار تبرع من الولايات المتحدة من بداية الثورة، والتي أثبتت بوثائق ويكيليكس، وادعى الأخ أنس أنها لدعم قناة بردى العشوائية، وأخذ ينفقها مع جماعته على حملتهم الاننتخابية بجولاتهم حول عواصم العالم، عوضاً عن أن يرسلها إلى عائلته التي تعاني في مضايا وغيره الكثير من الأمثلة.
أوباما منشغل في البحث عن حل غير عسكري لإنهاء العنف في سوريا
وكالات
الرئيس التونسي: بقاء نظام بشار الأسد يعني تواصل حمام الدم
أكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أن بقاء النظام السوري يعني تواصل حمام الدم، مشدداً في الآن ذاته على رفضه تدويل الأزمة، هذا في وقت أعلن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد أن الرئيس باراك أوباما يبحث عن حل غير عسكري للازمة في سوريا، منوها إلى أنه لا خطط عسكرية لدى بلاده أو حلف الناتو للتدخل.
تونس: اعتبر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي السبت ان بقاء النظام السوري يعني “تواصل حمام الدم” في سوريا، معلنا في الوقت نفسه رفضه لتدويل الازمة السورية.
وقال الرئيس التونسي في مؤتمر صحافي في نواكشوط، حيث يقوم بزيارة رسمية الى موريتانيا، ان الوضع في سوريا “يمزق القلوب ولم يعد مقبولا” مضيفا أن “تواصل النظام يعني تواصل حمام الدم” كما نقلت عنه وكالة الانباء التونسية الرسمية.
وردا على سؤال حول امكانية تدويل الازمة السورية قال المرزوقي “لا نريد ان يتدخل في الأزمة السورية سوى الأشقاء العرب عبر تقديم مقاربات تساعد على إصلاح الأوضاع في سوريا”.
وقد وصل الرئيس التونسي الى موريتانيا قادما من المغرب على ان يغادر الاحد الى الجزائر.
أوباما يبحث عن حل غير عسكري
في هذه الاثناء، أكد السفير الاميركي لدى دمشق، روبرت فورد، أنه ليس من حق أميركا أو اي جهة اجنبية أخرى ان تقرر الممثل الوحيد للشعب السوري.
وقال السفير إن واشنطن ستترك هذا الخيار للشعب السوري. ولكن في الوقت نفسه أكد أهمية الحل السياسي والتحول الديمقراطي التدريجي في سوريا، مشيراً إلى اهمية دور المجلس الوطني السوري المعارض في هذه العملية.
وأكد السفير فورد، في حديث لبي بي سي، أنه “ليس لدينا نية بارسال قوات أميركية او إرسال قوات تابعة لحلف الناتو الى سوريا”. وأضاف فورد “الرئيس اوباما قال، بكل وضوح، يجب ان نجد حلا من دون استخدام قوات اميركية في سوريا”.
وقال السفير الاميركي إن قرار تشكيل مجموعة اتصال او منتدى حول سوريا يعود الى الدول العربية والدول المجاورة لسوريا. وأضاف “هذه الدول تعرف ما هو المطلوب، وما هي الاجراءات الضروري اتخاذها مستقبلا. وبعد اتخاذ تلك الدول قراراتها سنجلس للتشاور ونبحث سبل التعاون معها بشأن مستقبل سوريا”.
وحول تسليح ما يسمى بالجيش السوري الحر الذي يصعد من عملياتها العسكرية ضد نظام دمشق في محاولة لفرض حل عسكري داخل سوريا، أكد السفير ان الحل في سوريا يجب ان يكون سلميا “بالنسبة لتسليح الجيش السوري الحر، فنحن في واشنطن نؤكد ضرورة ان يكون الحل سلميا”
وأكد السفير في حديثه على اهمية دور المعارضة السورية في الخروج من الأزمة والتوجه نحو مستقبل ديمقراطي. وأضاف “اعتقد انه من حق الشعب السوري ان يقرر من يكون ممثله الشرعي، ولكننا نرى ان المجلس الوطني السوري يلعب دورا مهما”.
وأكد السفير على دور الجهات المعارضة الأخرى في ضمان مستقبل افضل لكل الفئات والطوائف في سوريا: “هناك مجموعات معارضة أخرى في الداخل، كنا قد تشاورنا معها حول مستقبل سوريا. وهي تريد ان ترى سوريا ديمقراطية وحرة، وحكومة سورية قادرة على التعامل مع كل الأقليات وفئات المجتمع السوري على قدم المساواة”.
الوضع الميداني
وميدانياً، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية ارتفاع عدد قتلى تظاهرات السبت برصاص قوات الأمن والجيش المواليين لبشار الأسد إلى 67 شخصا في مختلف المدن السورية.
ومن جانبه، قال الزعيم المعارض في المنفى “كمال اللبواني” إن قوات الأسد قد دخلت السبت بلدة “الزبداني” المحاصرة قرب الحدود مع لبنان وذلك بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار مع الثوار السوريين.
يذكر أن بشار الأسد يتجاهل بشكل مستمر النداءات الدولية المتكررة التى تدعو لحقن الدماء وخاصة تلك التى صدرت من قبل الاتحاد الأوروبي الذي طالبه بوقف الحملة العنيفة على الثورة السورية السلمية التى بدأت منذ منتصف شهر مارس من العام 2011 وخلفت آلاف الشهداء السوريين إضافة إلى اعتقال عشرات الآلاف من المعارضين.
شلل الامم المتحدة ورفض تدخل عسكري في سوريا يدفعان الى السيناريو الليبي
توقعات باعتراف عربي قريبا بالمعارضة السورية كمحاور وحيد
أ. ف. ب.
توقع المجلس الوطني السوري المعارض ان يصدر الاعتراف العربي قريبا بالمجلس، في وقت تتجه فيه الأوضاع في سوريا إلى سيناريو قريب إلى ما حدث في ليبيا من خلال تسليح المعارضة والاعتراف بها.
باريس: يدفع شلل الامم المتحدة ورفض اي تدخل عسكري الدول التي تطالب بوقف القمع في سوريا الى سيناريو طبق في ليبيا من قبل ويقضي بتسليم المتمردين اسلحة والاعتراف بالمعارضة كمحاور وحيد.
ومنذ ان عطلت موسكو وبكين تبني قرار ضد سوريا في مجلس الامن الدولي وتكثف القصف على حمص معقل الحركة الاحتجاجية في سوريا، تتزايد الدعوات الى مساعدة المتمردين السوريين داخل البلاد وبين المعارضين في الخارج.
من جهته، قال المجلس الوطني السوري المعارض السبت انه يتوقع ان يصدر اعتراف عربي قريبا بالمجلس. وبعد اجتماع لقيادة المجلس في الدوحة، قال القيادي احمد رمضان لوكالة فرانس برس “لدينا تأكيدات بوجود اعتراف عربي سيتم في وقت قريب”.
وكان المجلس الذي يضم الجزء الاكبر من المعارضة والجيش السوري الحر الذي يقول ان عدد جنوده بالآلاف، دعا رجال الاعمال العرب والسوريين الى تمويل عمليات المتمردين ضد نظام الاسد.
لكن بعض المتمردين يطالبون بالمزيد. وقال احد قادة الجيش السوري اكتفى بالتعريف عن نفسه باسم محمد هذا الاسبوع “لدينا العدد الكافي (من العناصر) ولا ينقصنا سوى الاسلحة”.
واضاف في مؤتمر عقد قرب دمشق وتم بثه عبر الانترنت “نريد دعما عسكريا ونحتاج الى معدات”.
من جهته، دعا السناتور الاميركي جون ماكين الثلاثاء الولايات المتحدة الى التفكير في تسليح المعارضة السورية.
وقال لعدد من الصحافيين “علينا ان نبدا بطرح كل الخيارات بما فيها خيار تسليح المعارضة. يجب وقف حمام الدماء” في هذا البلد.
كما قدم برلمانيون اميركيون الجمعة مشروع قرار غير ملزم يدعو الولايات المتحدة الى تقديم مساعدة “مادية وتقنية كبيرة” الى المتمردين في سوريا.
وقدم السناتور الديموقراطي روبرت كيسي والسناتور الجمهوري ماركو روبيو نصا يدعو الرئيس باراك اوباما الى “دعم انتقال فعلي الى الديموقراطية في سوريا (…) عبر تقديم دعم تقني ومادي كبير”.
والنص “يدين بشدة” روسيا وايران اللتين اتهمهما عضوا مجلس الشيوخ ب”تقديم معدات عسكرية وامنية” الى نظام الرئيس بشار الاسد.
وقدم القرار الجمعة في الوقت الذي شهدت فيه مدينة حلب، ثاني مدن سوريا، اعتداءين اوقعا 28 قتيلا على الاقل بينما دخلت دبابات الجيش منطقة حمص المتمردة التي دمرت بفعل اسبوع من القصف المكثف.
وفي الوقت نفسه ذكرت السي ان ان ان وزارة الدفاع والقيادة الوسطى المكلفة الشرق الاوسط، “تجريان مراجعة تمهيدية للقدرات العسكرية الاميركية” استعدادا لاي سيناريو.
واضاف “في هذا النوع من التحليلات يدرس العسكريون بشكل عام كل الخيارات من المساعدة الانسانية ودعم مجموعات المعارضة الى الضربات الجوية مع ان الاخيرة غير مرجحة”.
لكن بعض اعضاء المجلس يرون انه من المبكر جدا طلب اسلحة.
وقال عماد الحصري الناطق باسم التنسيقيات التي تنظم التحركات في سوريا “يمكننا طلب المال وطلب المساعدة اللوجستية. نطلب اسلحة؟ لم لا. لكن قبل ذلك يجب التوصل الى وقف شحنات الاسلحة الروسية والصينية والايرانية للنظام”.
وفي انقرة، نقلت وكالة انباء الاناضول عن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قوله الثلاثاء ان تركيا ستقدم طلبا لدى الامم المتحدة لاطلاق حملة مساعدات انسانية لضحايا اعمال القمع في سوريا.
ونقلت الوكالة عن داود اوغلو قوله لصحافيين اتراك خلال زيارة لواشنطن “اعطيت اليوم توجيهات لرفع طلب الى المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في جنيف بشأن مساعدة انسانية”.
وتابع “سنواصل مبادراتنا بوتيرة متنامية لرفع الملف امام الجمعية العامة (…) لنقل مساعدات انسانية الى اشقائنا في سوريا في اطار المفوضية العليا لحقوق الانسان”.
وتخلت تركيا عن حليفتها السابقة سوريا بسبب اعمال القمع التي ينفذها نظام دمشق وتقول منظمات مدافعة عن حقوق الانسان انها اوقعت اكثر من ستة الاف قتيل منذ اذار/مارس 2011.
لكن مع ان حدة حملات القمع تتزايد في سوريا، فان الدول الغربية لا تزال تستبعد تماما اي تدخل عسكري على الطريقة الليبية في هذا البلد، لان المخاطر الناجمة عن تدخل من هذا النوع في بلد شديد التسلح ومدعوم من حلفاء اقوياء تبقى كبيرة جدا.
من واشنطن الى مقر حلف شمال الاطلسي في بروكسل مرورا بباريس ولندن وغيرها من العواصم الغربية، تزداد اللهجة حدة يوما بعد يوم ضد نظام الرئيس بشار الاسد، من دون ان تكون هناك اي اشارة الى خطوة تصعيدية اضافية على الارض ضده.
وكرر الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن مرارا امام الصحافيين موقف الحلف من الوضع في سوريا. وقال في احد تصريحاته الاخيرة بهذا الصدد “دعوني اكون واضحا جدا : لا نية للحلف الاطلسي على الاطلاق بالتدخل في سوريا”.
تأسيس مجلس عسكري ثوري إلى جانب الجيش الحر من المنشقين
بوعلام غبشي
وزّع بيانًا باسم الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية إلا أن رئيسها ينفي تبنيه
وزّع بيان لما أصبح يسمّى بـ”المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا” باسم الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية، التي نفى رئيسها في لقاء مع إيلاف أن تكون منظمته تبنته، مؤكدًا، في الوقت نفسه، انفتاح منظمته على جميع من وصفهم “بالضباط الأحرار” المنشقين عن الجيش النظامي، كما كشف طلال التركاوي، للمرة الأولى، عن استعداده للدخول في ائتلاف مع فعاليات سورية أخرى، وأسف لكون عبد الحليم خدام “لم يقدم إلى الهيئة ما كان يؤمل منه”.
بوعلام غبشي من باريس: أعلنت مجموعة عسكرية منشقة عن الجيش السوري، في بيان لها، وصلت إلى “إيلاف” نسخة منه، عن تأسيس ما أسمته “بالمجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا”، بسبب ما يصفه البيان “نتيجة للظروف التي تمر بها سوريا الثائرة، والتي لا تخفى على أحد، بعد الفيتو الروسي الصيني…”.
الداعي الثاني إلى تأسيس هذا المجلس يفسّره البيان “وجود وتشكل كتائب وسرايا مستقلة ووحدات عسكرية لم تنضو تحت لواء أي قيادة موحدة، ولقناعتنا بأنه لا نصر إلا بوحدة الصف بين أخوة السلاح تحت قيادة موحدة للجميع”.
كما يعتبر هذه العملية “استعدادًا من المجلس لإعلان النفير العام على كل أراضي الجمهورية العربية السورية، وتنظيم وتجهيز جميع المقاتلين المنضمين إلى المجالس العسكرية الثورية المحلية في كل مدينة من المدن السورية من دون استثناء…”، بحسب البيان.
الهدف من خلق هذا المجلس، يفيد البيان، هو “تنظيم وتعبئة كل الطاقات، التي وضعت نفسها في خدمة الشعب السوري وثورته المجيدة، من عسكريين واحتياطيين، أتموا الخدمة الإلزامية، ضمن وحدات قتالية منضبطة قادرة على مواجهة قوات النظام الفاشية في المرحلة الحالية”.
كما يعمل هذا الجيش على “حماية مؤسسات الدولة من الانهيار والحفاظ على وحدة الوطن أرضًا وشعبًا، وعدم المساس بالنسيج الوطني، الذي لم يخدشه سوى النظام الوحشي”، يوضح البيان.
أما الأهداف الكبرى للمجلس العسكري الثوري الأعلى، بحسب البيان، فهي على الشكل الآتي:
1-إسقاط النظام المجرم برموزه وأركانه كافة، من خلال إسناد الثورة الشعبية السلمية العارمة بالقوة العسكرية المنظمة، بعدما وصل النظام إلى مرحلة من الإجرام، يمكن أن يقود البلاد من خلالها إلى حرب أهلية وفوضى مدمّرة.
2-تنظيم الهيكلية العسكرية وفق آلية مؤسساتية حرفية، تحترم فيها التراتبية العسكرية والشرف العسكري، والنأي بالجيش الوطني عن العمل وفق أي أجندة سياسية، متعهدين بأن “نكون على مسافة واحدة من كل القوى السياسية وخاضعين للسلطة السياسية المنتخبة من الشعب”.
3-فتح الباب أمام كل السوريين ممن أنهوا الخدمة الإلزامية والقادرين على حمل السلاح الراغبين في التطوع في صفوف الثورة، وسيقوم هذا المجلس بتقديم الدعم لكل الوحدات المقاتلة للنظام على امتداد ساحات الوطن.
4-تنظيم العمل العسكري والثوري على الأرض في الفترة الراهنة ضمن قطاعات تستوعب كل المنشقين العسكريين والثوار، وفق بنية عملياتية ضمن مجالس عسكرية وثورية محلية، تمهيدًا لإعلان النفير العام والإشراف على استلام وتوزيع الدعم بأشكاله كافة وضبط الأعمال القتالية.
5- التزام جميع المقاتلين بمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي صدر في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 1946، والالتزام بحقوق الإنسان كما جاء في المعاهدات الدولية، والتي بعد التصديق عليها انتهكها النظام السوري على مرأى العالم.
ودعا البيان أخيرًا “أصحاب الضمائر الحية في هذا العالم إلى أن يقفوا مع “قضية شعبنا العادلة وبشكل فوري، بعدما طالت جرائم النظام ومذابحه الجماعية كل المدن السورية وأريافها”. كما ناشد المجتمع الدولي أن “يعلن أن مدينة حمص مدينة منكوبة، وتحتاج أعمال إغاثة عاجلة بالوسائل كافة .فقد وصلت الأحداث إلى مرحلة من الخطورة ما عاد الكلام معها كافيًا ومقنعًا”.
من جانب آخر، حذر كل من يتعاون مع ما أسماه “بالاحتلال الأسدي، بأي شكل من الأشكال، وخصّ بذلك العسكريين من ضباط وصف ضباط وأفراد” من مغبة ذلك، داعيا إياهم “إلى الانشقاق الفوري”.
وأضاف “لم يعد هناك، بالنسبة إلى هذا المجلس، “أي عذر شرعي لبقائهم ضمن صفوف الجيش الخائن لله والقسم والشعب…”، لأنهم، بحسبه، “سيكونون أهدافًا مشروعة لهم”، ووعد الشعب السوري “بالقصاص العادل من كل المجرمين القتلة”.
التركاوي: الهيئة توحد الصفوف ولا تفرقها
نفى رئيس الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية طلال التركاوي علمه بهذا البيان، الذي لم يكن مذيلاً باسمها، وإنما كان مصدرها، وفسر ذلك بكون المكتب الإعلامي لهيئته هو من كان وراء توزيعه، إلا أن الأخيرة لم تتبنه.
وقال التركاوي، في تصريح لإيلاف، إنه “تفاجأ بذلك”، مؤكدًا أن الهيئة لا تعمل مع جهة عسكرية دون الأخرى، وإنما لها علاقات مع جميع من وصفهم “بالضباط الأحرار، الذين انشقوا عن الجيش النظامي، لأن الهيئة من واجبها توحيد الصفوف، وليس التفريق”.
وفسر ظهور هذا المجلس إلى جانب الجيش الحر بكونه “مجرد اختلاف في وجهات النظر بين الفريقين حول من يقود هذا الجيش، هل المؤسسون أو من هم أكثر رتبة عسكرية، ونحن نحاول أن نرأب هذا الصدع، لأن الوضع لا يسمح بهذه الخلافات”.
وحول الوعيد الذي حمله البيان ضد عناصر الجيش التي تعمل لمصالحة النظام السوري إلى اليوم، يقول التركاوي، “لا يمكن أن نطلب المستحيل من أشخاص مهددين في حياتهم وأبنائهم، هناك من يملكون العزيمة وحب الوطن ويتحينون الفرص السانحة للانشقاق والانتقال إلى صف الشعب السوري، إلا أنهم يخافون في الوقت نفسه على عائلاتهم”.
و عن التصور الذي تتبناه الهيئة بشأن المجموعات العسكرية المنشقة، يؤكد التركاوي دعمها لها، داعيًا الدول إلى “مدّها بكل ما يلزم من أسلحة متطورة وتأمين المواد الغدائية والطبية والإسعافية لها”.
و”في حالة فرض حظر جوي على الطيران السوري وتخصيص منطقة عازلة للفارّين من جحيم النظام”، يقول التركاوي، “سيكون هذا الجيش باختلاف مسمياته، وبدعم من الشعب السوري، قادرًا على التخلص من نظام الأسد”.
اسم خدام لا يشجّع فعاليات على الانضمام إلى الهيئة
هذا وكشف رئيس الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية لـ”إيلاف” أن منظمته تتطلع إلى الانفتاح على فعاليات سورية أخرى، تملك “العزيمة والحب الصادق للوطن وخدمة الثورة السورية، للوصول إلى أهدافها المتمثلة في التخلص من النظام الحالي وبناء دولة الحق والقانون”.
وإن كان اسم عبد الحليم خدام لا يساعد على توسعها أمام شخصيات سورية معارضة أخرى، يجيب التركاوي، “حقيقة التجأت إلى عبد الحليم الخدام، وأتحدث هنا باسمي الخاص، للاستفادة من خبرته السياسية وعلاقاته الخارجية، لكنه لم يستطع أن يقدم ما كان يؤمل منه، مع العلم أنه بذل كل ما يستطيع من جهد لأجل ذلك، إلا أنه لم يكن ذا جدوى أو فاعلية”.
و إن كان هذا يعني أن الهيئة ستعلن القطيعة مع نائب الرئيس السابق حافظ الأسد، يرد التركاوي، أنه اليوم بدأ في البحث عن “شخصيات سورية لديها القدرة والعزيمة والإصرار على أن ينال هذا الشعب حريته”، بغرض الدخول في ائتلاف يكون “أكثر فاعلية مما قدمته الهيئة الوطنية حتى الآن، والتي لم تلمس للأسف جهودها على أرض الواقع لدى الشعب السوري”.
سوريا: حمام الدم يتواصل.. والمعارضة تتوقع اعترافا عربيا
السعودية توزع مشروع قرار سوريا في الأمم المتحدة >عشرات القتلى في حمص.. ونزوح كثيف من حي الإنشاءات.. وتوتر في دوما > مقتل ضابط كبير في دمشق * السفير الأميركي ينشر صور أقمار صناعية تثبت بأن النظام يبادر بمهاجمة المدنيين تقارير عن إرسال 15 ألفا من الحرس الثوري إلى سوريا
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال ويوسف دياب واشنطن: محمد علي صالح طرابلس: سوسن الأبطح القاهرة: سوسن أبو حسين باريس: ميشال أبو نجم
واصلت قوات الأمن السورية، أمس، حملتها العسكرية على مدينة حمص، وتحديدا في بابا عمرو والخالدية والإنشاءات.
وأعلن «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية»، عن مقتل 54 شخصا، معظمهم في حي بابا عمرو.
جاء ذلك بينما قال دبلوماسيون ان السعودية وزعت مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، على خطى مشروع قرار جامعة الدول العربية الذي استعملت روسيا والصين «الفيتو» ضده في مجلس الأمن في الأسبوع الماضي.
ويتوقع أن تناقش الجمعية العامة مشروع القرار السعودي غدا، الاثنين، وأن يصوت عليه قبل نهاية الأسبوع. ويتكون المشروع السعودي من 3 صفحات، وعباراته «تدين بشدة» انتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات السورية. ومن دون الإشارة إلى دول أجنبية، وفي هذه الحالة، روسيا والصين، ينتقد المشروع السعودي «المدافعين عن حقوق استخدام القوة ضد المدنيين، والإعدام التعسفي، وقتل واضطهاد المتظاهرين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والصحافيين، وأيضا الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، وعرقلة إمكانية الحصول على العلاج الطبي، والتعذيب، والعنف الجنسي، وسوء المعاملة، بما في ذلك ضد الأطفال».
وفي القاهرة يجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون قبل اجتماع في نفس اليوم لوزراء الخارجية العرب لبحث مساعدة الشعب السوري.
ويبحث اجتماع اليوم مجمل التفاصيل الخاصة بتقييم الوضع ومراجعة القرارات التي صدرت ولم تنفذ والخاصة بالمقاطعة وطرد السفراء وقطع العلاقات مع النظام السوري. كما يتم مناقشة المقترح التركي الفرنسي المدعوم أميركيا والخاص بتأسيس مجموعة أصدقاء سوريا، لتقديم الدعم الكامل للشعب السوري وإنقاذه مما يتعرض له من إبادة جماعية عبر أسلحة النظام العسكرية.
وبرز تطور جديد تمثل في إعلان «المجلس الوطني السوري»، توقعه أن تعترف الدول العربية به كممثل شرعي للشعب السوري.
وأعلن عضو المجلس الوطني السوري، هيثم المالح، أن «هناك تبدلا كبيرا طرأ على السياسة العامة لدى معظم الدول العربية بعد قرار مجلس التعاون الخليجي بطرد سفراء سوريا من دوله وسحب سفرائه من دمشق».
وعلى الصعيد الميداني شهد حي الإنشاءات بحمص أمس حركة نزوح كثيفة من سكانه، على أثر الحصار المفروض عليهم منذ أيام.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات وقعت بين القوات السورية ومجموعات منشقة عند مداخل مدينة دوما».
وفي دمشق قتل، أمس، العميد والطبيب عيسى أحمد الخولي (55 عاما)، الذي يشغل منصب مدير مشفى الشهيد أحمد حاميش العسكري، أمام منزله في حي ركن الدين، أثناء توجهه إلى عمله. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «مجموعة إرهابية من 3 مسلحين ترصدوا خروج الخولي من منزله وأقدموا على إطلاق النار عليه، مما أدى إلى استشهاده».
إلى ذلك أفادت تقارير إعلامية، أول من أمس، بأن طهران أرسلت 15 ألف مقاتل من «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، «للمساعدة في مجابهة الاضطرابات في المدن السورية».
ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، نقلا عن مصادر، خبرا مفاده أن قائد «فيلق القدس»، العميد قاسم سليماني، انتقل مؤخرا إلى العاصمة السورية، دمشق، للإسهام الفعلي في مواجهة الاحتجاجات المتواصلة منذ 11 شهرا ضد النظام.
على صعيد آخر, نشر روبرت فورد، السفير الأميركي لدى سوريا، الذي سحبته حكومته تعليقات عن الوضع في سوريا وصورا في صفحته على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت التقطتها الأقمار الصناعية لإعطاء دليل على هجمات الحكومة على الأحياء السكنية، وذلك بعد أيام فقط من إغلاق السفارة الأميركية في دمشق. وهذه الصور الملتقطة بواسطة أقمار صناعية تجارية، والتي كان عنوانها «تصاعد العمليات الأمنية في حمص»، مؤرخة بتاريخ السادس من فبراير (شباط)، وبها بطاقات معنونة تشير إلى مبان محترقة ودخان وحفر نجمت عن صدمات شديدة ومركبات عسكرية ومركبات مصفحة.
تعزيز الإجراءات الأمنية في حلب.. واقتحام المسيفرة في درعا
حركة نزوح كثيفة من حي الإنشاءات في حمص.. والقصف على بابا عمرو متواصل
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
واصلت قوات الأمن السورية، أمس، حملتها العسكرية على مدينة حمص، التي دعا ناشطون إلى تسميتها «عاصمة الانتفاضة السورية»، حيث لا تزال أحياؤها تتعرض لقصف عنيف ومتواصل منذ أكثر من أسبوع، وتحديدا في بابا عمرو والخالدية والإنشاءات. وبينما أعلن ثائر الحاجي، الناطق الإعلامي في أوروبا وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد التنسيقيات السورية، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن عدد القتلى أمس بلغ 54 شخصا، أغلبهم في حمص، ومعظمهم في حي بابا عمرو، شهد حي الإنشاءات حركة نزوح كثيفة من سكانه، على أثر الحصار المفروض عليهم منذ أيام، الذي أدى، وفق ناشطين، إلى فقدان المواد الأساسية، وخصوصا حليب الأطفال، مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي واتصالات الجوال والإنترنت وتقطع متكرر للاتصالات عبر الهاتف الأرضي، عدا تعرض محاله ومؤسساته التجارية للسرقة والنهب. وقال أحد الناشطين إن قوات الأمن و«الشبيحة» اقتحموا منازل خالية من سكانها، وأقدموا على سرقة محتوياتها من أجهزة إلكترونية وكهربائية.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «إطلاق نار متقطع وانفجارات عدة وقعت في حي الربيع العربي، في ظل استمرار انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات والكهرباء والماء وعدم توفر الخبز». كما تعرضت منطقة كرم الزيتون لقصف عنيف، في وقت شهدت فيه منطقة الرفاعي اشتباكات بين الجيش النظامي وأفراد من «الجيش السوري الحر».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد أعضاء «الهيئة العامة للثورة السورية»، هادي عبد الله، إشارته إلى أن «حي بابا عمرو تعرض للقصف الذي كان يتوقف لمدة ربع ساعة قبل أن يعود من جديد»، لافتا إلى أن «هناك منازل تضررت بشكل جزئي إذ أحدثت القذائف فتحات في جدران المنازل». وأكد «تردي الحالة الإنسانية في هذا الحي، حيث لا يتمكن سكانه من الخروج إلى الأحياء المجاورة للحصول على المواد الغذائية والطبية في ظل انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات».
وفي دمشق، التي وثقت فيها لجان التنسيق المحلية 40 نقطة تظاهر في «جمعة روسيا تقاتل أطفالنا»، اقتحمت قوات الأمن و«الشبيحة» شارع الثورة وساحة الحرية في منطقة الحجر الأسود، وقامت بإنشاء حواجز أمنية وتنفيذ حملة اعتقالات عشوائية.
أما في ريف دمشق، فقد أكد محمد وهو أحد الناشطين في دوما، لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات الأسدية اقتحمت بالدبابات والمدرعات المدينة قبل موعد تشييع أحد قتلى (جمعة روسيا تقتل أطفالنا) ويدعى أحمد عمر الشيخ، كما حاصرت الجامع الكبير، منفذة حملة اعتقالات في داخل الجامع بين صفوف المصلين، الذين أصيب عدد كبير منهم بجروح».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات وقعت بين القوات السورية ومجموعات منشقة عند مداخل مدينة دوما»، بينما نقلت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك»، عن ناشطين إشارتهم إلى أن «الجيش اقتحم المدينة بالدبابات لمنع أي حراك فيها، وقاموا بإطلاق النار على المارة والمدنيين والمصلين الذين كانوا داخل المساجد يصلون صلاة الظهر، ثم قاموا باعتقالهم». وكانت مظاهرة نسائية خرجت في منطقة التل في ريف دمشق من جوار جامع الفاروق، هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام.
وفي دمشق قتل، أمس، العميد والطبيب عيسى أحمد الخولي (55 عاما)، الذي يشغل منصب مدير مشفى الشهيد أحمد حاميش العسكري، أمام منزله في حي ركن الدين، أثناء توجهه إلى عمله. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «مجموعة إرهابية من 3 مسلحين ترصدوا خروج الخولي من منزله وأقدموا على إطلاق النار عليه، مما أدى إلى استشهاده».
ويحمل الخولي، وهو من مواليد جبلة، محافظة اللاذقية، إجازة في طب المفاصل من جامعات رومانيا وتخصص في باريس، قبل أن يعين رئيسا لشعبة المفاصل في مشفى تشرين العسكري عام 2004 ثم رئيسا لأطباء مشفى الشهيد أحمد حاميش، وله 4 أبناء شباب و3 فتيات.
وأفادت وكالة «سانا» بأن «عملية اغتيال الخولي تأتي في إطار استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة الكفاءات الوطنية والعقول والكوادر الطبية والتقنية والفنية»، معددة أسماء عدد من حملة «الخبرات العلمية والكوادر الوطنية الكفؤة والمتخصصة، ممن اغتالتهم المجموعات المسلحة».
أما في حلب، فقد كثفت قوات الأمن تعزيزاتها في الأحياء التي تشهد حركة احتجاجات عقب الانفجارين اللذين هزا المدينة، وخصوصا في أحياء المرجة والفردوس والصاخور في شمال المدينة وحي صلاح الدين في جنوبها. وذكر أحد الناشطين أن «3 مدرعات دخلت للمرة الأولى حي الصاخور حيث انتشر عدد من القناصة في كل مكان»، مشيرا إلى «تدهور الحالة في هذه المناطق التي تشهد تقنينا للكهرباء ونقصا في المحروقات».
وفي الزبداني، وبعد ليلة من القصف العنيف، وصلت قوات الجيش لتخوم المدينة بعد أن دخلت مدينة مضايا، أول من أمس، وقال ناشطون إن المدينة تحولت إلى مدينة أشباح بعد أن هجرها معظم سكانها، وهي بحالة من الدمار الهائل بسبب القصف المستمر منذ بداية الحملة. وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن عناصر من «الجيش الحر» انسحبوا بشكل تكتيكي ومنظم بعد مفاوضات مع الجيش الأسدي مقابل عدم قيام الأخير بأي تخريب، وحرصا من «الجيش الحر» على منع الجيش الأسدي من استمراره في التخريب العشوائي وتدمير الأبنية وقتل الأبرياء، مؤكدا في الوقت عينه أنه «مستعد للرد في حال حدوث أي عمل مباغت في الزبداني».
في موازاة ذلك، اقتحمت قوات الأمن السوري صباح أمس بلدة المسيفرة في محافظة درعا، مدعمة بالدبابات والآليات العسكرية، وأطلقت النار بشكل عشوائي وكثيف من الرشاشات الثقيلة ومضادات الطيران على المدنيين العزل وعلى المنازل. كما نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات وتفتيش شرسة، تخللها حرق للدراجات النارية ومصادرة الحواسيب وتخريب للأثاث في المنازل.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مواطنين اثنين قتلا وأصيب ثلاثة بجروح خلال العمليات العسكرية التي نفذتها القوات السورية في المسيفرة، وذكر أن «قوات عسكرية أمنية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة المسيفرة، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف وبدء تنفيذ حملة مداهمات واعتقالات وإحراق للدراجات النارية ومصادرة أجهزة الكومبيوتر وتنكيل بالأهالي».
وبعد ظهر أمس، أفاد ناشطون بانسحاب «العصابات الأسدية من المسيفرة بشكل طارئ، خشية احتمال الوقوع في مصيدة (الجيش الحر) الذي يستنفر في كل مناطق حوران، متخوفين من أن يكون هذا الانسحاب يهدف لإعادة التموضع أو مهاجمة أماكن أخرى في حوران».
وفي بلدة تسيل (درعا)، استمرت الحملة الأمنية في البلدة والمداهمة العشوائية للمنازل بعد حرق وسرقة المحال التجارية، خلال اليومين الماضيين، وحرق بعض البيوت انتقاما من أصحابها. كما شهدت داعل إطلاق نار كثيفا يوم أمس.
وفي دير الزور، خرجت مظاهرة صباحية في الطيانة نصرة لحمص وللمدن المحاصرة، وهتفت للحرية ولإسقاط النظام، على الرغم من الحصار المفروض على المنطقة من قبل الأمن وعصابات «الشبيحة».
معارك طرابلس تثير مخاوف من انتقال الأزمة السورية إلى لبنان
أحمد الحريري: هناك مؤامرة خارجية تحاك ضد المدينة وأهلها
جريدة الشرق الاوسط
طرابلس (شمال لبنان): سوسن الأبطح
تواصلت الاشتباكات المسلحة يوم أمس في مدينة طرابلس (شمال لبنان) لليوم الثاني على التوالي، فيما لم تبد الأطراف المعنية تفاؤلا كبيرا بوضع حد نهائي وحاسم للتوتر الأمني، الذي انفجر بعد ظهر يوم الجمعة إثر مظاهرتين معارضتين للنظام السوري.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين منطقتي باب التبانة (غالبية سنية) وجبل محسن (غالبية علوية) في طرابلس بعد صلاة الجمعة، استخدمت فيها القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة، لم تهدأ حدتها رغم انتشار قوات الجيش وملالات مغاوير البحر، ومحاولتهم قمع المسلحين، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وجرح نحو 10 عناصر من الجيش وما يقرب من 30 مدنيا.
من جهته، أكد الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، أن «هناك مؤامرة تحاك ضد طرابلس وأهلها لأهداف خارجية»، متهما النظام السوري بـ«توتير الوضع الأمني ومحاولة إشعال الساحة اللبنانية بدءا من طرابلس». وقال الحريري في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «نحن نرفض الفتنة، لأننا في أيام أصعب بكثير من هذه الأيام رفضناها، لذلك طالبنا من قبل ونطالب الآن بجعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح كما كل لبنان باستثناء سلاح الجيش والقوى الأمنية الشرعية»، معلنا رفضه مقولة «محاصرة جبل محسن مقابل محاصرة حمص التي يروجها بعض جماعة سوريا في لبنان»، معتبرا أن «الجيش والقوى الأمنية مسؤولون عن ضبط الانفلات الأمني الحاصل».
وتبادل الطرفان من جبل محسن وباب التبانة الاتهامات بإشعال المعركة، وقال رفعت علي عيد مسؤول العلاقات السياسية في «الحزب العربي الديمقراطي» في جبل محسن (العلوي) لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس «نحن لا نشارك في المعارك، ونتلقى الضربات بكل أنواع الأسلحة، والدمار عندنا في المنطقة كبير، ومع ذلك لا نرد على الاعتداء الذي يشارك فيه سلفيون وعناصر من تيار المستقبل. الجيش تمركز في مناطقنا وهو الذي يتولى الرد على مصادر النيران، ومع ذلك لا يزالون يضربون على الجيش. نحن سنبقى على موقفنا هذا حتى يقول لنا الجيش لا علاقة لنا بكم وتدبروا أمركم معهم». وأكد عيد أن حزبه حين يطلق النار لا يخجل من ذلك «لكن هذه المرة هم مصرون على الهجوم علينا». ووصف القذائف التي تخرج من الجبل مستهدفة المدينة بأنها «عمل عناصر غير منضبطة». وأضاف عيد «ما يحدث اليوم تم التحضير له، فقد بدأت بوادره منذ الأسبوع الماضي حين أطلقوا شعار (جبل محسن مقابل حمص) وأخذوا يطلقون علينا القذائف يوميا، وبعد صلاة ظهر الجمعة أخذت جماعات موتورة تطلق النار علينا، بشكل جنوني».
ورد النائب السابق، وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، مصطفى علوش في حديث لـ«الشرق الأوسط» على ما قاله عيد حول مسؤولية تيار المستقبل عن الهجوم على جبل محسن بالقول «المجموعات الموجودة في التبانة لا وجه سياسيا محددا لها، ولها عدة انتماءات، بينهم من يوالون تيار المستقبل، لكننا لا نملك القدرة على ضبطهم». واعتبر علوش أنه «لا حل لمشكلة جبل محسن وباب التبانة بشكل جذري إلا بسقوط النظام السوري، الذي سيغير المعادلة الحالية. هناك فئات مرتبطة بهذا النظام ومنها حزب رفعت عيد، لذلك يريدون توتير الأجواء».
وبينما كانت الاشتباكات على أوجها يوم أول أمس الجمعة، دوى انفجار كبير في مزرعة تقع في منطقة أبي سمراء، قرب جامعة الجنان، في طرابلس نحو الساعة السادسة مساء، تبين أنه ناجم عن انفجار مستودع للذخيرة، أدى إلى جرح ثلاثة سوريين ولبنانيين، توفي أحدهم أمس، بينما يخضع آخرون لحراسة مشددة لاستجوابهم عندما تتحسن حالتهم. وقال رفعت عيد في حديثه أمس «إن المستودع تابع لتيار المستقبل، والجرحى باتت أسماؤهم معروفة كما انتماءاتهم السياسية، وجميعهم لا يزالون في المستشفى بعد أن توفي أحدهم، بينهم شابان لبنانيان من تيار المستقبل وثلاثة معارضين سوريين». عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش رد على هذا الاتهام قائلا «لا معلومات عندي عن المستودع الذي انفجر سوى أنه لتاجر أسلحة. ولا علم لي أيضا بوجود أي مخازن أسلحة لها علاقة بتيار المستقبل. وإذا كان هناك من اتهام فليوجه إلي باعتباري مسؤول تيار المستقبل في طرابلس، ولتقم القوى الأمنية بتحرياتها، فأنا لست نائبا في الوقت الحالي، ولا أتمتع بأي حصانة، ويمكنهم أن يوجهوا لي التهمة مباشرة». وكان وزراء طرابلس ونوابها على اختلاف انتماءاتهم قد اجتمعوا مساء الجمعة، في منزل النائب محمد كبارة، وطلبوا من جميع المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي كان يتابع الوضع من باريس، استعمال الحزم، مؤكدين أنهم يرفعون الغطاء السياسي عن كل مخل بالأدب.
وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا يوم أمس أكدت فيه «قرارها الحاسم بالتصدي للعابثين بالأمن في الشمال إلى أي جهة انتموا، وملاحقة جميع المتورطين في الأحداث حتى توقيفهم وتسليمهم إلى القضاء المختص. وحمّلت العناصر المسلحة ومن يقف خلفهم، مسؤولية أي خسائر جسدية ومادية تقع في صفوف المدنيين أو العسكريين».
وذكر بيان قيادة الجيش أن «قوى الجيش واصلت تعزيز إجراءاتها الأمنية في منطقة باب التبانة – جبل محسن، والقيام بعمليات دهم دقيقة لأماكن الذين شاركوا بالاشتباكات التي حصلت يوم أمس، حيث تمكنت من توقيف عدد من المسلحين، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر الموجودة بحوزتهم، فيما أصيب عدد من العسكريين بجروح مختلفة، أحدهم في حال خطر». وتأتي هذه الاشتباكات بعد احتقانات طائفية تشهدها منطقة الشمال اللبناني بشكل عام، وطرابلس بشكل خاص، كانعكاس لما يدور في الداخل السوري، خاصة في حمص المحاذية للحدود اللبنانية. وشهدت طرابلس في الأيام الأخيرة مظاهرات شبه يومية ضد النظام السوري وتضامنا مع المعارضة السورية. وبينما يرفع أهالي جبل محسن صورا للرئيس السوري ووالده حافظ الأسد والسيد حسن نصر الله، كقادة لهم، يرفع أهالي منطقة باب التبانة المتداخلة مع الجبل صورا مناهضة للنظام السوري وصور بعض الضحايا الذين قضوا على يده، وكان آخرها صورة للرئيس السوري كتب عليها «السفاح». واعتبر مصطفى علوش أن هذه الجولة من المعارك من المفترض ألا تطول بين المنطقتين لأنه «لا قرار سوريا أو إقليميا بالتفجير، وإلا لكانت امتدت المعارك على نطاق أوسع. هناك توترات أسبابها محلية، لذلك من المفترض أن تتمكن القوى الأمنية من ضبطها إذا هي تدخلت بشكل حازم».
شهبا.. مدينة درزية تنضم لمناهضي نظام الأسد
حالة فوضى بعد اقتحامها من «الشبيحة» وإحراق منازل لناشطين
جريدة الشرق الاوسط
لم يخطر ببال الرئيس السوري بشار الأسد أن مدينة شهبا التابعة لمحافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية والتي زارها قبل أسبوع فقط من اندلاع الثورة السورية واستقبلته آنذاك، بحفاوة بالغة، ستنتفض ضده وتعلن انضمامها إلى ثورة الشعب السوري.
المدينة التي تقع على بعد 85 كيلومترا إلى الجنوب، من العاصمة دمشق شهدت الثلاثاء الماضي اشتباكات عنيفة بين متظاهرين معارضين وعناصر من الشبيحة، حيث خرجت مظاهرات تطالب برحيل نظام بشار الأسد في أكثر من حي من أحياء المدينة وفقا لأحد الناشطين «مما دفع الأمن والشبيحة إلى الانتشار بكثافة في شوارع شهبا وملاحقة المتظاهرين واعتقال عدد منهم». ويشير الناشط إلى أن «المدينة شهدت حالة فوضى فقد تم اقتحام منازل بعض الناشطين وتخريب محتوياتها على يد الشبيحة». وقد أظهرت مجموعة من الصور قامت تنسيقية شهبا للثورة السورية بنشرها في صفحتها على «فيس بوك» بعض المنازل التي تم إضرام النيران بها وتخريبها.
هذا التصعيد في البلدة الدرزية التي تقع على أحد تلال جبل العرب، دفع مجلس الثورة في مدينة حمص إلى إصدار بيان يحيي فيه «هبة أبناء شهبا العرب لنصرتهم وغيرتهم على الدم السوري الواحد». كما دعا المجلس عبر بيانه أهالي شهبا للاستمرار في تصعيدهم دون خوف أو تردد «أنتم أهل البسالة والشجاعة، فلا تسمحوا لما قام به شبيحة النظام من قمع وترهيب أن يثني عزيمتكم عن المضي والاستمرار في تطوير تكتيكات المواجهة وفق خصوصية منطقتكم ونحن معكم بكل ما نستطيع. لا يغرنكم أسلحتهم وتعجرفهم، نحن خبرناهم وكشفنا جبنهم وكسرنا شوكتهم وأسقطنا نظامهم في حمص حتى في أعينهم أنفسهم، وهو أوهن عليكم من بيت العنكبوت إن توحدتم وآمنتم بقضيتكم النبيلة».
وشهبا هي إحدى بلدات محافظة السويداء، المحافظة التي تعد أكبر مدن جبل الدروز. ورغم أن درعا مهد الثورة السورية ومكان انطلاقتها، تحد مدينة السويداء من الغرب، فإن تأثيرات انتفاضة أهل درعا ومعظم قرى سهل حوران، اقتصرت في السويداء على النخبة والمحامين وبعض طلاب الجامعات حيث نظمت بعض الاعتصامات والأنشطة الإنسانية والتي لم تتحول إلى حركة شعبية شاملة. ويعزو سامر أحد الناشطين في مدينة السويداء ضعف مشاركة مدينته في الثورة السورية إلى «نجاح النظام السوري في ترويج خطاب تخويفي استهدف فيه الأقليات ومنهم الدروز والمسيحيون الذي يقطنون في هذه المدينة». ويضيف الناشط الذي يعاني من تضييق أمني شديد «هذا الخطاب بدأت مفاعيله تنتهي والناس في السويداء صارت تدرك أن النظام ليس حامية لها، هناك حالة معارضة شاملة في المدينة تنتظر رفع القبضة الأمنية لتنتفض ضد نظام الأسد». ويتساءل الناشط «كيف لنظام يقتل أكثر من 8000 من شعبه ويكون حاميا للأقلية؟» مؤكدا أن «السويداء ستنضم بقوة أكبر في الأيام المقبلة إلى مظاهرات الثورة السورية ولن تستطيع قطعان الشبيحة ردعنا عن مساندة إخوتنا في حمص وريف دمشق ودرعا».
يذكر أن محافظة السويداء تملك تاريخا طويلا بمقاومة الاحتلالات التي تعاقبت على سوريا، حيث قاوم أبناؤها العثمانيين وكانوا من أوائل من دخلوا دمشق بعد خروج الجيش العثماني. وتزعمهم بعد ذلك سلطان باشا الأطرش في الثورة السورية الكبرى عام 1925 ضد الاحتلال الفرنسي.
«الوزاري العربي» ينظر اليوم في إجراءات لإنقاذ الشعب السوري
يناقش مقترحا بتأسيس مجموعة أصدقاء سوريا وتداعيات الملف السوري
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: سوسن أبو حسين
تشهد القاهرة اليوم نشاطا دبلوماسيا عربيا مكثفا، حيث تعقد 4 اجتماعات وزارية متتالية، منها 3 تتعلق بالوضع السوري على رأسها اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، بالإضافة إلى اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لتدارس آلية الحراك الفلسطيني والخيارات التي ستتخذ من منظمة التحرير الفلسطينية.
ويبدأ النشاط الدبلوماسي العربي اليوم باجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لتنسيق مواقفهم بشأن سوريا، يليه اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا لبحث الوضع هناك وتحديد مصير بعثة المراقبين العرب وهي اللجنة التي تضم قطر (رئيسا) ومصر، والجزائر، وسلطنة عمان والسودان، ثم سترفع اللجنة توصياتها إلى الاجتماع المستأنف لمجلس وزراء الخارجية العرب لإصدار قراراته في هذا الشأن.
وتعقد اللجنة الوزارية المعنية بسوريا اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي وحضور وزراء خارجية مصر وسلطنة عمان والسعودية والجزائر والسودان، إضافة للفريق محمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين في سوريا.
ويبحث اجتماع اليوم مجمل التفاصيل الخاصة بتقييم الوضع ومراجعة القرارات التي صدرت ولم تنفذ والخاصة بالمقاطعة وطرد السفراء وقطع العلاقات مع النظام السوري. كما يتم مناقشة المقترح التركي الفرنسي المدعوم أميركيا والخاص بتأسيس مجموعة أصدقاء سوريا، لتقديم الدعم الكامل للشعب السوري وإنقاذه مما يتعرض له من إبادة جماعية عبر أسلحة النظام العسكرية.
وسوف تضع اللجنة مسودة مشروع قرار يتعلق بالتحرك الجماعي العربي والغربي لوضع الحل المناسب للتعامل مع الملف السوري. ومن المقرر أن يعقد الاجتماع الوزاري الشامل اليوم في الساعة الثانية ظهرا بتوقيت القاهرة، للنظر في المقترحات المقدمة من قطر والسعودية وتركيا، حيث استضافت قطر مؤخرا لقاء مع المعارضة السورية واستمعت إلى آخر تطورات الوضع في الميدان.
كما ينظر الاجتماع في إمكانية الوصول إلى الاعتراف الجماعي العربي والدولي بالمعارضة السورية، وبحث مشروع القرار الذي تقدمت به السعودية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد رفض مجلس الأمن دعم المبادرة العربية.
كما تشهد القاهرة أيضا اجتماعا لدول وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي حول تداعيات الملف السوري على الأمن والاستقرار في دول المنطقة وإمكانية إقناع دول الخليج بجدوى الخطوة التي اتخذتها بطرد السفراء السوريين وسحب سفرائهم من دمشق لتصبح إجراء شاملا تقوم به كل الدول العربية.
ومن المقرر أن تعقد كل هذه الاجتماعات في أحد الفنادق الواقعة في ضاحية الزمالك بعيدا عن مقر الجامعة العربية الواقع في محيط ميدان التحرير الذي أصبح موطنا دائما لشباب مصر ومقرا للمظاهرات لاستكمال مطالب الثورة.
كما تعقد لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعا وزاريا برئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير خارجية قطر، ويشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذا الاجتماع حيث سيقدم تقريرا مفصلا حول نتائج الجولات الاستكشافية التي عقدت بالعاصمة الأردنية عمان الشهر الماضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وينتظر أن يطرح عباس على اللجنة آلية الحراك الفلسطيني القادمة فيما يتعلق بحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والخيارات المنوي اتخاذها من قبل منظمة التحرير الفلسطينية للتعامل مع ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وقضايا وقف الاستيطان وتهويد القدس.
على صعيد متصل وصل إلى القاهرة مساء أمس (السبت) الرئيس الفلسطيني محمود عباس على رأس وفد في زيارة لمصر تستغرق يومين، يلتقي خلالها المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كما يلتقي وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، فيما يحضر أيضا اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ومن المقرر أن يشارك رياض المالكي وزير خارجية فلسطين اليوم في اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث الأزمة السورية.
«المجلس الوطني السوري» يتوقع اعترافا عربيا به قريبا
أعضاؤه يأملون أن يطرح الموضوع في اجتماع وزراء الخارجية العرب وأن «ينجم عنه شيء»
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: يوسف دياب
تدخل الأزمة السورية بين سباقي محاولة الحسم العسكري والأمني الذي يعمل له النظام على الأرض، وبين التحرك العربي والدولي المتسارع في الخارج لكبح جماح الحل الأمني ووقف آلة القتل وتشديد الطوق السياسي والدبلوماسي على النظام السوري. وفي موازاة الحشد الفرنسي لـ«مؤتمر أصدقاء سوريا» وتقديم المملكة العربية السعودية مشروع قرار جديدا إلى الأمم المتحدة من أجل سوريا، برز تطوّر جديد تمثّل بإعلان «المجلس الوطني السوري» توقعه أن تعترف الدول العربية به كممثل شرعي للشعب السوري.
وأعلن عضو المجلس الوطني السوري هيثم المالح، أن «هناك تبدلا كبيرا طرأ على السياسة العامة لدى معظم الدول العربية بعد قرار مجلس التعاون الخليجي بطرد سفراء سوريا من دوله وسحب سفرائه من دمشق». وكشف المالح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك توجها لدى دول مجلس التعاون الخليجي للاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، من خلال آلية عمل سياسي جديدة اعتمدت لدى دول مجلس التعاون». معتبرا أن «هذا الأمر تحصيل حاصل، في ضوء إمعان النظام دمشق بقتل الناس بالدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ والطائرات، وبالنتيجة العالم لن يسكت على هذه الجرائم وسيعطي الشرعية للمجلس الوطني». وردا على سؤال عن تأثير هذا الاعتراف على مسار الأحداث في سوريا، قال المالح «ستكون لدينا الصلاحية السياسية من أجل التوجه إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة ودول القرار، وستصبح حركتنا أكثر فاعلية، وهذا ما سيعطي ثقة ومصداقية أكبر لعمل المجلس الوطني». وعن موعد الإعلان عن هذا الاعتراف وما إذا كانت دول عربية أخرى ستنضم إلى مجلس التعاون الخليجي في هذا الشأن، أوضح أن «هذا الأمر قد يطرح في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وسوف ينجم شيء عن هذا الاجتماع، وسيلتقي ممثلون للمجلس الوطني بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي». معتبرا أن «أي خطوة لجهة تعزيز الاعتراف السياسي والدبلوماسي بالمجلس تصب في خانة حماية الشعب السوري».
بدوره أعلن عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» أحمد رمضان أن «المجلس يتوقّع أن يصدر قريبا اعتراف عربي به بعد اجتماع قيادة المجلس في الدوحة»، قال رمضان في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «لدينا تأكيدات بوجود اعتراف عربي سيتم في وقت قريب، لكن هذا الاعتراف لن يتم في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب أو في اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي المرتقبين في القاهرة، ولكن بالتأكيد ستكون هناك إشارات قوية في هذا الاتجاه من دول مجلس التعاون الخليجي». ولفت رمضان إلى أن «المجلس الوطني بحث في فكرة إقامة مجموعة اتصال دولية تحمل اسم (أصدقاء سوريا)»، مشيرا إلى أنه «تقرر خلال اجتماع الدوحة الدعوة إلى تحالف دولي لمنظمات حقوق الإنسان لتتوجه متضامنة إلى محكمة الجنايات الدولية بوثائق تدين جرائم النظام السوري».
حزب الله: المتآمرون على سوريا سيسقطون ونشهد على خروجها من نفق الأزمة
اعتبر أن سوريا تعاقب على دعمها المقاومة في لبنان
جريدة الشرق الاوسط
جدد حزب الله التأكيد على أن «المتآمرين على سوريا سيسقطون وسيتاح للشعب السوري أن يأخذ خياراته التي يريد، وهي الخيارات التي تعبر عن حقيقة مصالحه». وأكد الحزب، على لسان رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد: «إننا نشهد على أن سوريا اليوم بدأت الخروج من نفق الأزمة ولن تطول فترة هذا الخروج».
وقال رعد، خلال احتفال حزبي في منطقة البقاع اللبنانية، إن «سوريا تعاقب اليوم على دعم المقاومة في لبنان وتعاقب لأنها الدولة الوحيدة التي لم تقبل أن تقف إلى جانب صدام حسين في حربه العدوانية على إيران، وتعاقب لأنها لم تخضع للشروط الأميركية ولم تقبل بالشروط الإسرائيلية التي قبل بها كثيرون من الأنظمة المتداعية في هذه المنطقة».
ولفت إلى أن «في سوريا هناك من يعترض على أداء النظام وسياساته، لكن هؤلاء ليسوا بمستوى أن يشكلوا غالبية في الشعب السوري»، معتبرا أنه «حتى الذين يعترضون سلما إنما يريدون إصلاحات عن طريق الحوار ويقبلون بما طرحه النظام من إصلاحات لأنهم واقعيون في تعاطيهم مع التغيير». وسأل: «هل يمكن أن يقتنع أحد أن من يقوم بأعمال تفجيرية ليقتل الناس من أهل وأبناء سوريا يريد إصلاحا وإنقاذا للشعب السوري»، مجددا الإشارة إلى أن «المطلوب هو قطع الطريق بين الثورة الإسلامية في إيران وإنجازاتها وقوة المقاومة في لبنان، وبين سوريا».
وفي سياق متصل، دعا النائب عن حزب الله حسن فضل الله، في احتفال حزبي جنوب لبنان، إلى «الكف عن محاولات زج لبنان في الأزمة الداخلية السورية من خلال تهريب السلاح والتحريض السياسي والإعلامي، بما يتناقض مع مصلحة لبنان وميثاقه الوطني، ويخرج عن اتفاق الطائف الذي يدعي البعض التمسك به».
ورأى أن «من يسهم في قتل الشعب السوري اليوم، هو من يهرب السلاح وينقل المتفجرات إلى المجموعات المسلحة، ظنا منه أنه بذلك سيتمكن من تغيير النظام الحالي، ليأتي بدلا عنه نظام آخر يواليه ويسانده للعودة إلى السلطة على صهوة دعم خارجي». وقال: «من لديه موقف حيال الأزمة في سوريا، فليكن موقفه مساعدا على حلها، وليس لتحريض السوريين بعضهم ضد بعض، فالمواجهة في سوريا باتت مكشوفة وقاسية حيث هناك محور تقوده أميركا ومعها إسرائيل لا يريد إصلاحا ولا ديمقراطية بل نقل الدولة من محور إلى آخر، لذلك فالتدخل الخارجي هو ضد الشعب قبل أن يكون ضد النظام، وفي مقابله هناك محور يريد الإصلاح والحوار الداخلي ويرفض إدخال سوريا في الفوضى، فهي وحدها تقرر كيف تعالج مشكلاتها».
وأشار النائب نواف الموسوي إلى أن «المشكلة في لبنان هي أن البعض الذي يحمل على المقاومة هو غير مستعد للتعايش معها، ويسعى للقضاء عليها من خلال التطورات الإقليمية بعد فشله في ذلك من خلال العدوان الإسرائيلي أو الرهان على سقوط النظام السوري». ولفت إلى أنه «في لبنان نزعة تكفيرية سياسية لا تعترف بالآخر المقاوم بل تنظر إليه نظرة استئصالية، وهذه النزعة إنما هي نزعة انتحارية تضر بمن يحملها قبل غيره».
وشدد الموسوي على «أنه في هذه اللحظة من التطورات التي تحصل في العالم العربي يجب الحفاظ على الأولويات وأهمها الحفاظ على وحدة الأمة ومكوناتها، وأولوية مقاومة الهيمنة الاستكبارية فلا يمكن أن تكون ثائرا ثم لا تكون في الآن نفسه مقاوما للهيمنة الاستكبارية، وأولوية الصراع مع العدو الإسرائيلي».
وفي الإطار عينه، اعتبر نائب حزب الله نوار الساحلي، أن «استهداف النظام السوري وعدم ترك المجال أمامه للإصلاح، هو بسبب وقوفه إلى جانب المقاومة وتحرير الأرض»، داعيا إلى «الحفاظ على الاستقرار، لأن استقرار لبنان هو من مصلحة الجميع في الأكثرية والأقلية». وشدد، خلال احتفال حزبي في منطقة البقاع، على «جهوزية المقاومة التي دحرت العدو الصهيوني، هذه المقاومة التي تتعرض اليوم إلى مؤامرة بما فيها سوريا»، شاكرا الجيش اللبناني على الجهود التي يقوم بها في الشمال». وقال: «هذا الجيش الحامي للحدود في وقت تحيرنا فيه بعض القوى، فهم ساعة يريدون الجيش وساعة لا يريدونه، ونقول لهم اتركوا الجيش وشأنه ليقوم بعمله وليحمي حدود لبنان، ولا يجوز أن ننجر وراء فتن ومحاور، وهناك من يعملون ويسعون إلى تدمير سوريا من البوابة اللبنانية».
السفير الأميركي لدى سوريا ينشر صورا التقطتها أقمار صناعية دليلا على عنف النظام
روبرت فورد: الحكومة السورية تبادر دائما بالهجمات على المناطق المدنية وتستخدم أثقل أسلحتها
جريدة الشرق الاوسط
نشر روبرت فورد، سفير أميركا لدى سوريا، الذي ترك منصبه وعاد إلى واشنطن، تعليقات عن الوضع في سوريا وصورا في صفحته على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت التقطتها الأقمار الصناعية لإعطاء دليل على هجمات الحكومة على الأحياء السكنية، وذلك بعد أيام فقط من إغلاق السفارة الأميركية في دمشق. وهذه الصور الملتقطة بأقمار صناعية تجارية التي كان عنوانها «تصاعد العمليات الأمنية في حمص» مؤرخة بتاريخ السادس من فبراير (شباط) وبها بطاقات معنونة تشير إلى مبان محترقة ودخان وحفر نجمت عن صدمات شديدة ومركبات عسكرية ومركبات مصفحة.
وقال فورد في ملاحظة مصاحبة لصور الأقمار الصناعية على الـ«فيس بوك»: «أسمع عن الروايات المدمرة لمواليد جدد في حمص يموتون في المستشفيات حيث قطعت الكهرباء، وعندما نرى الصور المزعجة التي تقدم أدلة على استخدام النظام للمورتر والمدفعية ضد الأحياء السكنية نصبح كلنا أكثر قلقا بشأن النتيجة المفجعة للمدنيين السوريين».
وبدا أيضا أن فورد يوجه انتقادا غير مباشر لروسيا التي استخدمت «الفيتو» ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا. وقال دبلوماسيون إن من بين الاعتراضات الروسية الاعتقاد بأن مشروع القرار يلقي باللائمة بشكل غير مناسب على الحكومة السورية في أعمال العنف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال فورد: «من الغريب بالنسبة لي أن يحاول أي شخص المساواة بين أعمال الجيش السوري وجماعات المعارضة المسلحة، لأن الحكومة السورية تبادر دائما بالهجمات على المناطق المدنية وتستخدم أثقل أسلحتها».
وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق لأسباب أمنية يوم الاثنين الماضي، وهو اليوم نفسه الذي تم تأريخ هذه الصور فيه.
وقال فورد في ملاحظته: «بوسعي أن أقول دون مبالغة إن السادس من فبراير كان أكثر الأيام إرهاقا من الناحية النفسية خلال عملي كمسؤول في الخدمة الخارجية».
وأضاف: «غادرت دمشق بحزن وأسف بالغين، وتمنيت لو كان رحيلنا غير ضروري، ولكن سفارتنا إلى جانب الكثير من البعثات الدبلوماسية في المنطقة لم تكن محمية بشكل كاف في ضوء المخاوف الأمنية الجديدة في العاصمة».
وأضاف فورد إنه سيواصل العمل على دعم حدوث تحول سلمي. وقال: «العام الذي قضيته في سوريا يوضح لي أن مثل هذا التحول ممكن ولكن ليس في الوقت الذي يبادر فيه جانب واحد بشكل مستمر بمهاجمة الناس الذين يحتمون في منازلهم».
خلافات بين المرشحين للرئاسة في روسيا حول سوريا.. وأنباء عن إرسال إيران 15 ألف مقاتل من فيلق القدس لمساعدة الأسد
جيرينوفسكي يطالب بتنحي الأسد.. وبروخوروف ينتقد وزارة الخارجية الروسية
جريدة الشرق الاوسط
موسكو: سامي عمارة
بينما تتواصل في موسكو وكبريات المدن الروسية اللقاءات الجماهيرية والمؤتمرات الانتخابية استعدادا للانتخابات الرئاسية في الرابع من مارس (آذار) المقبل، أفادت تقارير إعلامية أول من أمس بأن طهران قد أرسلت 15 ألف مقاتل من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، للمساعدة في مجابهة الاضطرابات في المدن السورية.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن صحف صينية قولها إن السلطات السورية طلبت في وقت سابق من الجمهورية الإسلامية إرسال مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني. ولم تؤكد أي مصادر رسمية أخرى هذا الخبر، حسب موقع «روسيا اليوم». ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلا عن مصادر خبرا مفاده أن قائد فيلق القدس العميد قاسم سليماني انتقل مؤخرا إلى العاصمة السورية دمشق للمساهمة الفعلية في مواجهة الاحتجاجات المتواصلة منذ 11 شهرا ضد النظام.
وجاءت هذه الأنباء رغم إعلان رضا مقدسي، مدير عام وكالة «مهر» الحكومية الإيرانية للأنباء، في حديث أدلى به لإذاعة «صوت روسيا» أول من أمس، أن القيادة الإيرانية لم توافق ولا تنوي الموافقة على برنامج إرسال العسكريين الإيرانيين إلى سوريا.
وفي ما يتعلق بالانتخابات الروسية، وعلى الرغم من حدة الملاسنات اللفظية والاختلافات والتناقضات بين مواقف المرشحين الخمسة حول الكثير من القضايا الاقتصادية والاجتماعية الداخلية وسبل تطور المجتمع في المرحلة المقبلة، فإن هناك ما يكشف عن اختلافات جذرية في مواقف هؤلاء المرشحين تجاه السبل والسياسات الرامية للخروج من المأزق الراهن في سوريا، لا سيما في ما يتعلق باستمرار الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم.
أما غينادي زيوغانوف، زعيم الشيوعيين الروس، فلم يجد في ذلك الموقف ما يستحق النقد أو الاعتراض، مؤكدا اتفاقه مع بوتين في عدم جواز التدخل الخارجي في سوريا. وقال في تصريحاته لوكالة «إنترفاكس» إن «موقف روسيا تجاه الأحداث في سوريا صائب تماما»، وإنه على قناعة بأن الرئيس بشار الأسد لا يجب عليه الاستقالة من منصبه. وأضاف بقوله «إن موسكو كانت محقة في موقفها، عندما حالت في مجلس الأمن دون صدور القرار بشأن سوريا، الذي يرمي عمليا إلى الإطاحة بسلطتها الشرعية». وذكر زيوغانوف أن هيئة رئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي أصدرت بيانا خاصا بشأن هذا الموضوع، عكست فيه بجلاء موقف الشيوعيين الروس من الوضع في سوريا.
ومن جانبه، طالب فلاديمير جيرينوفسكي القومي المتشدد روسيا بوقف الأميركان على مسافات بعيدة، على حد قوله، مشيرا إلى أنه «يجب على روسيا في كل الأحوال دعم سوريا، وذلك من أجل التصدي لضغط الولايات المتحدة على هذا البلد». ونقلت عنه وكالة «إنترفاكس» قوله «نعول على ألا تترك روسيا سوريا بمفردها، لأنه من المفيد لنا إيقاف الأميركيين عند حدود بعيدة، ويتعين علينا دعم البلدان، التي تقاوم الولايات المتحدة، في كل مكان». وعلى الرغم من قوله «إنه من الخطأ إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالاستسلام»، فقد عاد جيرينوفسكي ليتخذ موقفا مغايرا في ما يتعلق بتقديره للرئيس السوري ونظام الحزب الواحد بقوله «إن النظام الحالي في سوريا شبيه بالأنظمة في العراق وليبيا ومصر واليمن في الماضي القريب، وكوريا الشمالية»، والتي قال إنها «قلدت النظام الستاليني، نظام الحزب الواحد والزعيم الواحد وجهاز إدارة شؤون البلد الواحد». وأشار إلى أن «بشار الأسد حكم سوريا مع والده 40 عاما، كالقذافي ومبارك وصالح وصدام حسين، وأسرة كيم في كوريا الشمالية منذ أكثر من 60 عاما». وأضاف جيرينوفسكي رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي أن «المواطنين السوريين تعبوا، لذلك يودون من جانب العيش في بلد ديمقراطي مرن أكثر، ومن جانب آخر تسعى الولايات المتحدة إلى السيطرة على كل العالم العربي، خاصة هناك، حيث يوجد نفط، أو أنابيب نفط». أما الملياردير ميخائيل بروخوروف، الذي تكاد تبدو فرصته في الفوز بالرئاسة في روسيا أقرب إلى المعدومة، فقد اتخذ موقفا يقترب في بعض أوجهه من مواقف جيرينوفسكي تجاه الرئيس السوري، حيث قال بوجوب أن تكون روسيا حاسمة في تذكيره بعدم جواز قصف الجيش للمدن السورية. وكتب بروخوروف في موقعه على الشبكة الإلكترونية الدولية أنه «لا يجوز بالطبع قصف المدن بالمدفعية، وأن روسيا ملزمة بمواجهة الأسد بوضوح وصلابة وبأعلى صوتها بذلك». لكنه عاد ليقول إنه يجب أن ترد الأخبار عن الوضع في سوريا، من «مصادر مستقلة، وليس من قنوات تعود لشيخ قطر والكويت، فهاتان الدولتان ليستا ديمقراطيتين ولا ليبراليتين».
الى ذلك انتقد معارضون سوريون، أمس، في فيينا، دور إيران وروسيا في قمع سوريا لمعارضيها، متهمين موسكو وطهران بتزويد الرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة والرجال. وأكدت الناشطة سهير الأتاسي خلال لقاء لسوريين معارضين في المنفى، قدموا من 18 بلدا ويجتمعون بانتظام في العاصمة النمساوية، أن «روسيا ترسل دبابات للنظام وإيران ترسل جنودا». كما انتقد الناشطون استخدام الصين وروسيا «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي، وأوضحوا أنه «لو كان ذلك مراعاة لمصالح اقتصادية، فالأفضل لهم أن يساندوا الانتفاضة لأن المستقبل تملكه سوريا الجديدة».
وقال عامر الخطيب، وهو من الشخصيات السورية المنفية في النمسا، إن المعارضين عقدوا هذا الاجتماع لمناقشة مستقبل سوريا، مضيفا «كما نبحث أيضا في طريقة إدارة الفوضى التي قد تحصل بعد سقوط النظام ومحاولة احتوائها بأفضل طريقة».
سكان دمشق يخرجون تعاطفا مع حمص.. وأحوازها جزء من «سوريا المحررة»
تقارير إعلامية بريطانية تتحدث عن لعبة القط والفأر بين أجهزة النظام والمعارضة
جريدة الشرق الاوسط
تحدثت الصحافة البريطانية، أمس، في تقارير مختلفة عن أحواز حمص المحررة, بمعنى خضوعها للثوار و«الجيش الحر», كما نقلت مدى توسع الثورة، خاصة في دمشق، حيث تشجع ساكنوها على الخروج تضامنا مع حمص، وتعبيرا عن غضبهم ونقمتهم على ما يحدث فيها. ونشرت الـ«ديلي تلغراف» تقريرا موسعا حول سيطرة المعارضة المسلحة على منطقة خارج حمص، وتحويلها إلى «سوريا الحرة»، تحت عنوان «الثوار يتحدون الأسد بإعلانهم عن حصتهم في (سوريا الحرة)».
ويقول مراسل الصحيفة، ريتشارد سبنسر، إن الناس يتجولون في الشوارع بحرية على الرغم من أصوات القصف القريبة في حمص. ونقل الكاتب عن النشطاء الذين يقصدون المنطقة «العازلة» تلك قولهم إنه في النهاية تحقق ما كانوا يطالبون تركيا أو حلف الناتو بأن يفعله.
ويرتفع علم سوريا الجديدة في المنطقة، وهو علم البلاد مع الاستبدال باللون الأحمر فيه اللون الأخضر. ويمشي الناس في طرقات حمص بكل حرية ويتجول المقاتلون بأسلحتهم. وتحدث الكاتب بتفصيل عن تمكن الثوار، وبعد قتال طويل ليلة الخميس، من احتلال مركز للشرطة ومركز للاستخبارات. بعد أن هاجموهما بالصواريخ والقنابل اليدوية إلى أن سقطت جدرانهما, ولم يتراجع المقاتلون إلى أن رفعوا علمهم فوق المبنى وكلفتهم العملية ثلاثة قتلى، ولم يمكن تحديد عدد عناصر الأمن الذين فقدوا حسبما أعلن ناشط.
ومن جانبه، أعلن تلفزيون «الدنيا» الموالي للنظام عن مقتل 11 عنصرا خلال المواجهات.
وقال الكاتب إن «الحقيقة الآن أن المناطق المحيطة بحمص، التي تمتد حتى الحدود اللبنانية هي محررة من حكم بشار الأسد، ولكن تبقى المدينة مهددة؛ أين تتوجه قوات النظام للنصر؟». كما تحدث الكاتب على أن الحياة لا تسير بشكل عادي، مع استمرار تبادل إطلاق النار و«من الخطر التجرؤ على القيام بأي نشاط». وعن موقف السوريين من روسيا والصين، قال سبنسر: «كل شخص في سوريا الآن يكره سوريا والصين بقدر ما يكرهون الأسد».
ومن جانبها، كتبت شارلوت مكدونالدز غيبسون في الـ«إندبندنت» مقالا موسعا حول تعاطف أهل دمشق وعمل الناشطين فيها تضامنا مع حمص, الذي جاء تحت عنوان «الأسد.. أفق نحن مع حمص حتى الموت». وقامت الصحافية برصد الناشطين في دمشق.
ووصفت الكاتبة كيف كان يبدو الجميع هادئين جدا، والصمت الذي يطبق على جامع الفاروق بدمشق، ثم كيف أنه بعد الصلاة مباشرة ترتفع الأصوات وتعلو، ثم يتقدم عدد من الرجال الملثمين ويلقون المناشير ذات الألوان البيضاء والوردية في الساحة، التي كتب عليها «الأسد أفق انتهى وقتك».
وتواصل أنه، بعد أن كان عدد الملثمين قليلا، أصبح المتظاهرون الآن، الذين اجتمعوا أول من أمس، يعدون بالآلاف, والذين كانوا يبدون غاضبين مما حدث في حمص, وهتفوا هذه المرة أنهم مع حمص إلى الموت. واعتبرت تنظيم المسيرات كأنه بمثابة لعبة القط والفأر، فيتم تأجيل التنظيم أحيانا حتى الدقائق الأخيرة في محاولة لتجنب أن يتفطن الأمن والشبيحة لهم، تجنبا للمواجهات معهم. لكن لا يطول الوقت لتكتشف الأجهزة الأمنية وتحضر، وكما وصفت الكاتبة، في مواجهات أول من أمس، قدمت ثلاث سيارات أجرة تحمل مسلحين ببنادق الـ«كلاشنيكوف» ولم يكونوا يرتدون أزياءهم الرسمية، بل بدوا في أزياء مدنية. وكانوا جاهزين لبداية إطلاق النار.
ونقلت الكاتبة عن الناشطين أنه، وفي دمشق، ليس من الممكن على الإطلاق أن يتجدد مشهد ميدان التحرير، في إشارة إلى ميدان القاهرة، لأنهم، بكل بساطة، إن تجمعوا بمئات الآلاف فإن النظام سيسحقهم جميعا.
أحمد الشيخ يدعو المعارضة لتوحيد الصفوف من أجل إسقاط النظام
المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا يتوجه بنداء للدول العربية لمساندة السوريين
جريدة الشرق الاوسط
دعا قائد المجلس العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ جميع أطراف المعارضة السورية إلى توحيد جهودهم وحشد طاقاتهم بهدف إنجاح الثورة و«إسقاط النظام القاتل والمستبد وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل المصالح، وأن ينبذوا الخلافات والصراعات الهامشية، وأن يركزوا الجهد الرئيسي على الهدف الرئيسي وهو إسقاط النظام».
وأضاف: «على كافة العسكريين الذين ما زالت في عقولهم وقلوبهم مصلحة الوطن وأمنه واستقراره وصيانة كرامة شعبه أن يتمردوا على النظام، وأن يلتحقوا بقواتهم بالجيش الحر الوطني للعمل من أجل تحرير الوطن وحماية الشعب».
كما توجه إلى الحكومات العربية وإلى شعوبها أن يساندوا الشعب السوري ويدعموا ثورته، وأن يقدموا له المساعدات، سواء عبر المؤسسات الدولية أو بصورة مباشرة إلى السوريين عبر أقنية مختلفة يمكن توفيرها.
وقال أيضا: «نتوجه بندائنا إلى جميع الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري وأعلنت إسقاط شرعية النظام وطالبت الطاغية بشار الأسد بالرحيل عن السلطة أن تستمر في دعمها ومساندتها وأن تتجنب اللجوء إلى مجلس الأمن بسبب ما يمكن أن يقوم به الاتحاد الروسي من استخدام لحق النقض ويسبقه مفاوضات تؤدي إلى تنازلات للحصول على توافق دولي كما حدث خلال مناقشة المبادرة العربية، وأن يستعاض عن مجلس الأمن بتشكيل ائتلاف دولي عسكري لحماية الشعب السوري وتمكينه من تحقيق طموحاته». وجاء هذا في بيان أصدره من المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا أمس حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه.
موجز الثورة السورية
جريدة الشرق الاوسط
* الداخلية العراقية: جهاديون ينتقلون إلى سوريا
* لندن ـ «الشرق الأوسط»: أكد أكبر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية، عدنان الأسدي، أمس، أن «جهاديين عراقيين» توجهوا من العراق إلى سوريا، وأن الأسلحة تهرب إليها عبر الحدود. وقال الأسدي الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية: «لدينا معلومات استخباراتية تفيد بأن عددا من الجهاديين العراقيين توجهوا إلى سوريا».
وذكر أنه «في السابق، كان السوريون يأتون للقتال في العراق، لكنهم يقاتلون الآن في سوريا، مثل أن المصريين يقاتلون في مصر، واليمنيين في اليمن، والليبيين في ليبيا».
* أدونيس ينتقد المعارضة السورية و«الربيع العربي»
* فيينا ـ «الشرق الأوسط»: وجه الشاعر السوري المقيم بالخارج أدونيس، انتقادات لاذعة إلى المعارضة السورية والربيع العربي، منددا بالدعوات التي توجهها هذه المعارضة إلى الغرب لدعمها، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال الشاعر علي أحمد سعيد أسبر، المعروف باسم أدونيس، في مقابلة مع مجلة «بروفايل» النمساوية التي تصدر الاثنين، نشرت مقتطفات منها السبت، «كيف يمكن بناء أسس دولة بمساعدة نفس الأشخاص الذي استعمروا هذا البلد؟»، في إشارة الى الانتداب الفرنسي على سوريا من عام 1920 إلى عام 1946. وأضاف أدونيس «أنا لا أدعم المعارضة» السورية ضد الرئيس بشار الأسد، معتبرا أن أي تدخل عسكري غربي في سوريا ستكون له نفس عواقب غزو العراق عام 2003، «وسيدمر البلد».
كما أعطى أدونيس صورة قاتمة للربيع العربي. وقال إنه أعجب ببداية الثورات في العالم العربي، لكنه تحول إلى انتقادها مع وصول الإسلاميين إلى الحكم في تونس ومصر إثر الانتخابات الأخيرة التي جرت في هذين البلدين.
وقال «لا توجد إسلاموية معتدلة»، مشبها الإخوان المسلمين الفائزين في الانتخابات المصرية بـ«الفاشيين».
* سوريا تطلب من ليبيا وتونس اغلاق سفارتيهما
* لندن ـ «الشرق الأوسط»: قال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية، أمس، إن سوريا طلبت من ليبيا وتونس إغلاق سفارتيهما في دمشق في غضون 72 ساعة، ردا على إجراءات مماثلة اتخذها البلدان ضد سوريا في وقت سابق. وكانت ليبيا قد قالت الخميس إنها منحت القائم بالأعمال السوري وطاقم السفارة في طرابلس ثلاثة أيام لمغادرة البلاد. كما قالت تونس الأسبوع الماضي إنها بدأت إجراءات لطرد السفير السوري وسحب اعترافها بالقيادة السورية تحت حكم الرئيس بشار الأسد.
توتر في حلب واستمرار حملة قوات الأسد على حمص
واشنطن تنفي وجود أفكار لإرسال قوات
روسيا تتهم الدول الغربية بتصعيد الوضع
المجلس الوطني السوري يتوقع اعترافاً عربياً قريباً به
في وقت اشتد التوتر في مدينة حلب غداة وقوع انفجارين عنيفين فيها وتكثيف القوات السورية تعزيزاتها في احيائها التي تشهد تظاهرات مناهضة للنظام ومتبعة عملياتها في حمص، معقل الحركة الاحتجاجية في البلاد، اعلن القيادي في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض احمد رمضان امس انه يتوقع ان يصدر اعتراف عربي قريبا بالمجلس. فيما نفى السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد وجود اي فكرة لارسال قوات اميركية أو أخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى سوريا، ونشر على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت صورا التقطتها الاقمار الصناعية لاعطاء دليل على هجمات الحكومة على الاحياء السكنية وذلك بعد ايام فقط من إغلاق السفارة الاميركية في دمشق.
وبعد اجتماع لقيادة المجلس في الدوحة، قال رمضان “لدينا تأكيدات بوجود اعتراف عربي سيتم في وقت قريب”.
ويعقد اجتماعان في القاهرة اليوم للنظر في تطورات الازمة السورية الاول لدول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان والامارات)، التي قررت طرد سفراء سوريا والثاني لوزراء الخارجية العرب.
وقال رمضان ان الاعتراف لن يتم “بالضرورة الاحد لكن الاحد ستكون هناك اشارات قوية في هذا الاتجاه من دول مجلس التعاون الخليجي”، بدون ان يضيف اي تفاصيل. وصرح ان المجلس بحث في فكرة اقامة مجموعة اتصال دولية تحمل اسم “اصدقاء سوريا”.
وفي هذه الاثناء، نفى السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد وجود اي فكرة لارسال قوات اميركية أو أخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى سوريا. وقال في تصريح خاص لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس، إن فكرة تسليح الجيش السوري الحر كذلك غير مطروحة في واشنطن، حالها كحال ارسال قوات أجنبية للتدخل فى الأزمة السورية. وشدد على ضرورة إيجاد حل سلمي لايقاف عمليات القتل الوحشية التي ترتكب في سوريا، مؤكدا أن واشنطن تعمل مع المجتمع الدولي لوقف العنف في دمشق عبر زيادة الضغط وتشديد العقوبات على المسؤولين ورجال الأعمال السوريين.
وأكد رغبة بلاده فى العمل مع المعارضة السورية لتمكينها من التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة بشكل سلمي، مشيرا إلى أنه من المبكر الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل شرعي عن الشعب السوري.
يأتى هذا في وقت أكد الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن أن الحلف لا ينوي التدخل عسكريا في سوريا. وقال في حديث بثته فضائية (إن تي في) التركية امس، إن نصب الدرع الصاروخية على الأراضي التركية جاء بناء على طلب أنقرة.
في المقابل، اتهم المندوب الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين الدول الغربية بتصعيد الوضع في سوريا عبر دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، مشيراً إلى ان الأخير ليس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي كان معزولاً، بينما استبعد السفير الأميركي السابق بدمشق تيودور قطوف حصول تدخل عسكري غربي أو تركي.
وقال تشوركين، في حديث لشبكة “سي إن إن” الأميركية ان هناك “مزاعم” حول قيام دول غربية بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية، معتبراً انه في حال ثبوت صحة ذلك فسيكون الوضع “خطيراً” وستتجه الأمور إلى “نزاع مسلح بالكامل”.
ورداً على سؤال عن استمرار روسيا ببيع السلاح لسوريا قال تشوركين “لدينا صفقات ونحترمها”، مضيفاً انه حتى في حال وقف بيع السلاح للحكومة السورية فلن يكون هناك من وسيلة للتأكد من عدم وصول أسلحة للمجموعات المسلحة التي قال إنها تعمل في سوريا، كما حصل في ليبيا.
واعتبر تشوركين ان الحديث عن نجاح الثورة في المحافظة على سلميتها لفترة طويلة سبقت الأحداث المتصاعدة حالياً أمر “غير صحيح،” مضيفاً ان القتيل الأول من عناصر الأمن السورية سقط منتصف أيار (مايو) الماضي، مضيفاً انه “كان هناك تظاهرات سلمية” ولكنها انتهت وحلت مكانها “تحركات مسلحة تهاجم السلطة وهي مسؤولة عن العنف”.
الى ذلك، نشر فورد على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت صورا التقطتها الاقمار الصناعية لاعطاء دليل على هجمات الحكومة على الاحياء السكنية.
وهذه الصور الملتقطة باقمار صناعية تجارية والتي كان عنوانها”تصاعد العمليات الامنية في حمص” مؤرخة بتاريخ السادس من شباط (فبراير) وبها بطاقات معنونة تشير الى مبان محترقة ودخان وحفر نجمت عن صدمات شديدة ومركبات عسكرية ومركبات مصفحة.
وبدا ايضا ان فورد يوجه انتقادا غير مباشر لروسيا التي استخدمت السبت الماضي الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الامن بشأن سوريا. وقال ديبلوماسيون ان من بين الاعتراضات الروسية الاعتقاد بان مشروع القرار ينحي باللائمة بشكل غير مناسب على الحكومة السورية في اعمال العنف.
وقال فورد “من الغريب بالنسبة لي ان يحاول اي شخص المساواة بين اعمال الجيش السوري وجماعات المعارضة المسلحة لان الحكومة السورية تبادر دائما بالهجمات على المناطق المدنية وتستخدم اثقل اسلحتها.”
وبالامس، اشتد التوتر في مدينة حلب وقد كثفت القوات السورية تعزيزاتها في احيائها التي تشهد تظاهرات مناهضة للنظام وتابعت عملياتها في حمص.
يأتي ذلك فيما قتل عشرة اشخاص في سوريا هم سبعة مدنيين وثلاثة عناصر امن بحسب ناشط فيما اغتيل ضابط يشغل منصب مدير مشفى عسكري، بحسب مصدر رسمي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “ثلاثة عناصر امن قتلوا وجرح اثنان اثر تفجير عبوة ناسفة بسيارتهم من قبل مجموعة منشقة على طريق السد في درعا” (جنوب).
وفي ريف درعا، اضاف المرصد “استشهد مواطنان واصيب ثلاثة بجروح خلال العمليات العسكرية التي تنفذها القوات السورية في بلدة المسيفرة منذ صباح اليوم.
افاد المرصد ان قوات عسكرية امنية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة المسيفرة واضاف ان الاقتحام تزامن مع اطلاق رصاص كثيف وبدء تنفيذ حملة مداهمات واعتقالات واحراق للدراجات النارية ومصادرة الحواسيب وتنكيل بالاهالي.
وفي حمص، قتل اربعة مدنيين بينهم سيدة اثر اطلاق النار من رشاشات ثقيلة والقصف الذي يتعرض له حي بابا عمرو” في حمص.
وفي دمشق، اكد المرصد ان “ناشطا استشهد بعد منتصف ليل الجمعة السبت اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن في حي القابون الذي شهد اشتباكات يوم امس بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة”.
وفي ريف دمشق، اضاف المرصد “اقتحمت قوات عسكرية امنية مشتركة الجامع الكبير في مدينة دوما بعد صلاة الظهر وبدات حملة اعتقالات داخل الجامع واصيب بعض المصلين بجروح”.
ولفت المرصد الى ان ذلك حصل اثر “اشتباكات بين القوات السورية ومجموعات منشقة عند مداخل مدينة دوما” مشيرا الى عدم ورود معلومات عن اصابات حتى اللحظة.
وفي شمال غرب البلاد، اعلن المرصد ارتفاع حصيلة قتلى الانفجار الذي قامت به مجموعة منشقة واستهدف اليات عسكرية امس في ريف ادلب الى عشرة عسكريين.
وافادت وكالة الانباء الرسمية من جهتها ان “مجموعة ارهابية مسلحة” اغتالت صباح امس العميد الطبيب عيسى الخولي مدير مشفى حاميش العسكري في دمشق. وقالت ان “ثلاثة مسلحين ترصدوا خروج العميد الخولي من منزله في حي ركن الدين وأقدموا على إطلاق النار عليه ما أدى إلى استشهاده”.
وفي تطور لافت كثفت قوات الامن تعزيزاتها في الاحياء التي تشهد حركة احتجاجات في حلب بعد ان هزها امس انفجاران عنيفان” بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
واسفر هذان الانفجاران عن مقتل 28 شخصا وجرح 235 اخرين، بحسب وزارة الصحة.
واكد مدير المرصد “سمع مساء امس (اول من امس) صوت اطلاق نار في عدد من احياء المدينة”.
ويشتد التوتر في هذه المدينة التي بقيت الى حد ما بمنأى عن الحركة الاحتجاجية.
واكد الناشط محمد من المدينة للوكالة انه تم تشديد الاجراءات الامنية وبخاصة في احياء المرجة والفردوس والصاخور في شمال المدينة وحي صلاح الدين في جنوبها.
(رويترز، ا ش ا، ا ف ب)
توتر أمني ومظاهرات في حلب واستمرار حملة القوات السورية على درعا والزبداني وحمص
دمشق – يشتد التوتر في مدينة حلب غداة وقوع انفجارين عنيفين فيها وقد كثفت القوات السورية تعزيزاتها في احيائها التي تشهد تظاهرات مناهضة للنظام وتابعت عملياتها في حمص، معقل الحركة الاحتجاجية في البلاد.
ياتي ذلك فيما قتل عشرة اشخاص السبت في سوريا هم سبعة مدنيين وثلاثة عناصر امن بحسب ناشط فيما اغتيل ضابط يشغل منصب مدير مشفى عسكري، بحسب مصدر رسمي.
توتر أمني ومظاهرات في حلب واستمرار حملة القوات السورية على درعا والزبداني وحمص
وسياسيا، اعلنت انقرة انها ستطلب من الامم المتحدة مساعدة انسانية لضحايا العنف في سوريا.
ونقلت وكالة انباء الاناضول عن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قوله لصحافيين اتراك خلال زيارة لواشنطن “اعطيت اليوم توجيهات لرفع طلب الى المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في جنيف بشأن مساعدة انسانية” مشيرا الى “مأساة انسانية” خصوصا في حمص (وسط) والزبداني (قرب دمشق) اللتين تتعرضان لقصف ينفذه الجيش السوري.
وتخلت تركيا عن حليفتها السابقة سوريا بسبب اعمال القمع التي ينفذها نظام دمشق وتقول منظمات مدافعة عن حقوق الانسان انها اوقعت اكثر من ستة الاف قتيل منذ اذار/مارس 2011.
من جهة اخرى وبعد اجتماع لقيادة المجلس الوطني السوري الذي يضم اغلب اطياف المعارضة في الدوحة، قال القيادي احمد رمضان لوكالة فرانس برس “لدينا تأكيدات بوجود اعتراف عربي سيتم في وقت قريب”.
ويعقد اجتماعان في القاهرة الاحد للنظر في تطورات الازمة السورية الاول لدول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان والامارات) التي قررت طرد سفراء سوريا والثاني لوزراء الخارجية العرب.
من جهة اخرى، صرح رمضان ان المجلس بحث في فكرة اقامة مجموعة اتصال دولية تحمل اسم “اصدقاء سوريا” وفق فكرة طرحت غداة استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد قرار يدين القمع في سوريا.
واعلن احمد داود اوغلو الجمعة تأييد بلاده للفكرة التي اعتبرتها موسكو “غير شرعية”.
ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “ثلاثة عناصر امن قتلوا وجرح اثنان اثر تفجير عبوة ناسفة بسيارتهم من قبل مجموعة منشقة على طريق السد في درعا” (جنوب).
وفي ريف درعا، اضاف المرصد “استشهد مواطنان واصيب ثلاثة بجروح خلال العمليات العسكرية التي تنفذها القوات السورية في بلدة المسيفرة منذ صباح اليوم.
افاد المرصد ان قوات عسكرية امنية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة المسيفرة واضاف ان الاقتحام تزامن مع اطلاق رصاص كثيف وبدء تنفيذ حملة مداهمات واعتقالات واحراق للدراجات النارية ومصادرة الحواسيب وتنكيل بالاهالي.
وفي حمص، قتل اربعة مدنيين بينهم سيدة اثر اطلاق النار من رشاشات ثقيلة والقصف الذي يتعرض له حي بابا عمرو” في حمص.
وفي دمشق، اكد المرصد ان “ناشطا استشهد بعد منتصف ليل الجمعة السبت اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن في حي القابون الذي شهد اشتباكات يوم امس بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة”.
وفي ريف دمشق، اضاف المرصد “اقتحمت قوات عسكرية امنية مشتركة الجامع الكبير في مدينة دوما بعد صلاة الظهر وبدات حملة اعتقالات داخل الجامع واصيب بعض المصلين بجروح”.
ولفت المرصد الى ان ذلك حصل اثر “اشتباكات بين القوات السورية ومجموعات منشقة عند مداخل مدينة دوما” مشيرا الى عدم ورود معلومات عن اصابات حتى اللحظة.
وفي شمال غرب البلاد، اعلن المرصد ارتفاع حصيلة قتلى الانفجار الذي قامت به مجموعة منشقة واستهدف اليات عسكرية امس في ريف ادلب الى عشرة عسكريين.
وافادت وكالة الانباء الرسمية من جهتها ان “مجموعة ارهابية مسلحة” اغتالت صباح اليوم السبت العميد الطبيب عيسى الخولي مدير مشفى حاميش العسكري في دمشق.
وقالت الوكالة ان “ثلاثة مسلحين ترصدوا خروج العميد الخولي من منزله في حي ركن الدين وأقدموا على إطلاق النار عليه ما أدى إلى استشهاده”.
وفي تطور لافت كثفت قوات الامن تعزيزاتها في الاحياء التي تشهد حركة احتجاجات في حلب بعد ان هزها امس انفجاران عنيفان” بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
واسفر هذان الانفجاران عن مقتل 28 شخصا وجرح 235 اخرين، بحسب وزارة الصحة.
واكد مدير المرصد في اتصال هاتفي مع فرانس برس “سمع مساء امس صوت اطلاق نار في عدد من احياء المدينة”.
ويشتد التوتر في هذه المدينة التي بقيت الى حد ما بمنأى عن الحركة الاحتجاجية.
واكد الناشط محمد من المدينة للوكالة انه تم تشديد الاجراءات الامنية وبخاصة في احياء المرجة والفردوس والصاخور في شمال المدينة وحي صلاح الدين في جنوبها.
واضاف محمد الذي فضل عدم ذكر اسم عائلته ان “ثلاث مدرعات دخلت للمرة الاولى حي الصاخور حيث انتشر عدد من القناصة في كل مكان”.
واشار الى تدهور الحالة في هذه المناطق التي تشهد تقنينا للكهرباء ونقصا في المحروقات.
وبالتزامن مع ذلك، يستمر القصف العنيف على حي بابا عمرو في حمص، احد معاقل الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد منذ صباح الاثنين.
وذكر هادي عبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “حي بابا عمرو ما زال يتعرض للقصف منذ الساعة الرابعة (2,00 تغ)” مشيرا الى ان “القصف يتوقف لمدة ربع ساعة قبل ان يعود من جديد”.
واضاف عبد الله ان “هناك منازل تضررت بشكل جزئي اذ احدث القصف فوهات في جدران المنازل”.
واشار الناشط الى تردي الحالة الانسانية في هذا الحي “حيث لا يتمكن سكانه من الخروج الى الاحياء المجاورة للحصول على المواد الغذائية والطبية في ظل انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات”.
وفي حي الانشاءات، اكد عبد الله ان قوات مشتركة امنية وعسكرية اقتحمت الحي معززة بعدد من الشاحنات الصغيرة وقامت باطلاق النار تمهيدا لدخول المنازل ونهب محتوياتها.
وعمدت هذه القوات الى سرقة المنازل الخالية من سكانها في هذا الحي الذي يسكنه ميسورون حيث شوهدوا وهم يحملون اجهزة الكمبيوتر والتلفزيونات والاجهزة الكهربائية المنزلية، بحسب الناشط.
ولفت الناشط الى ان هذه القوات قامت كذلك بسرقة الاغطية، واشار الى انها وسيلة التدفئة الوحيدة حاليا خلال الطقس البارد في غياب الوسائل الخرى نظرا لانقطاع الكهرباء ونقص المحروقات.
الثوار ينفون اغتيال ضابط طبيب بدمشق
قتلى بسوريا والجيش يدخل الزبداني
أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن عدد القتلى ارتفع أمس السبت إلى 67 شخصاً في حمص ودرعا وريف دمشق وإدلب وحماة والحسكة، في حين أكد مسؤول محلي بمدينة الزبداني أن قوات الجيش السوري دخلت المدينة بعد اتفاق مع الجيش السوري الحر لحقن الدماء وإدخال المواد الإغاثية والأدوية للمدينة.
وقالت الهيئة في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إن 34 شخصا قتلوا في حمص برصاص الجيش والأمن بينهم طفل وثلاث نساء و14 مجندا منشقا، بينما قتل في درعا 11 شخصا وفي دمشق وريفها 11 آخرون، في حين سقط في الحسكة خمسة أشخاص وثلاثة في إدلب واثنان في حماة وواحد في دير الزور.
وذكرت الهيئة أن قوات الجيش والأمن واصلت قصفها لعدد من الأحياء في مدينة حمص، كما كثفت قصفها لأحياء في ريف دمشق وحماة، وواصلت إطلاق النار على المنازل بشكل عشوائي في درعا.
وقال الطبيب محمد المحمد من المستشفى الميداني بحمص في اتصال مع الجزيرة إن المستشفى يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، مشيرا إلى أن بعض المصابين فارقوا الحياة بسبب عدم القدرة على تقديم أي مساعدة طبية لهم.
وناشد المحمد ملوك وأمراء الدول العربية التدخل فورا لوقف ما وصفه “بمجزرة وشيكة” في بابا عمرو بسبب ارتفاع أعداد مرضى القصور الكلوي والجرحى من الأطفال والنساء.
وكان الجيش النظامي قد انتشر صباح السبت في حمص، وسُمع إطلاق نار كثيف من الأسلحة الخفيفة والرشاشات الثقيلة استمر أكثر من ثلاث ساعات، بينما اعتلى القناصة أسطح المنازل العالية، وتمركزت الدبابات بأعداد كبيرة جدا في منطقة مرتفعة مطلة على عدة أحياء بالمدينة.
وذكر ناشط في حمص للجزيرة أن مروحيتين حربيتين تحلقان في سماء أحياء بابا عمرو والبياضة والخالدية، مضيفا أن منطقة كرم الزيتون تتعرض لقصف عنيف، بينما تشهد منطقة الرفاعي اشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر.
وأكد الناشط أن حي الإنشاءات الراقي الواقع بمدينة حمص تتعرض محلات تجارية فيه لعمليات نهب وسلب متواصلة.
كما اقتحم الجيش السوري منطقة القصور في حماة وسُمع إطلاق نار كثيف، وشنّ الجيش حملات دهم واعتقالات واسعة، كان أكثرها في عائلتي حجازي والجاجة.
واقتحمت دبابات الجيش النظامي كذلك بلدة المسيفرة في درعا وسط إطلاق نار كثيف، وأفادت الهيئة بسقوط قتيلين وعدد من الجرحى من سكان المسيفرة جراء إطلاق النار عشوائياً على بيوتهم.
اتفاق بالزبداني
في السياق نفسه، نفى الناطق باسم المجلس المحلي في الزبداني بريف دمشق علي إبراهيم ما بثه الإعلام الحكومي السوري أمس السبت من أن القوات التابعة للأسد دخلت مدينة الزبداني منتصرة على الجيش السوري الحر، مؤكدا أن دخول هذه القوات جاء بناء على اتفاق بين الجانبين لحقن الدماء والسماح بدخول الإمدادات الطبية والإغاثية للمدينة، وذلك في أول إعلان عن اتفاق من نوعه بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر.
ونقلت رويترز عن المعارض السوري في المنفى كمال اللبواني تأكيده أن دخول الجيش النظامي للمدينة الواقعة قرب الحدود مع لبنان، جاء بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار مع الجيش السوري الحر وانسحاب أفراده من المدينة.
وقال اللبواني إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد قصف بالدبابات والمدفعية استمر أسبوعا وخلف مائة قتيل على الأقل في البلدة التي يقطنها نحو 20 ألف شخص، يقضي بأن يعيد الجيش السوري الحر أسلحة ومدرعة استولى عليها من القوات السورية مع عدم ملاحقة أفراده.
من ناحية أخرى، نفى بيان صادر عن مجلس قيادة الثورة في دمشق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) حول اغتيال مدير مشفى حاميش العميد الطبيب عيسى الخولي، ومحاولتها إلصاق التهمة بمن سمتهم “عصابات مسلحة تتحرك في طول سوريا وعرضها”.
وقتل الخولي بنيران أطلقها عليها ثلاثة مسلحين بعد خروجه من منزله في حي ركن الدين الدمشقي حسبما أفادت به وكالة سانا.
وقال البيان ردا على هذه الاتهامات إن من عادة العصابات المسلحة أن تتبنى عملياتها، وهو ما لم يحدث “لأن الفاعل هو النظام وليس العصابات المزعومة”.
وأضاف أن “من يخرج في المظاهرات السلمية مواجهاً رصاص عناصر الأمن بالصدور العارية لا يمكنه أن يقتل الأطباء.. وأن عملية القتل بالطريقة التي حدثت تحمل بصمات النظام بشكل واضح، وهو ما رأيناه في حمص قبل أشهر عندما بدأت عملية الانتقام الجماعي فيها على يد النظام وبدأ باستهداف الكفاءات مجدداً سيرته القديمة في أحداث الثمانينيات”.
مسلحون يخطفون ثلاثة سوريين بلبنان
هدنة توقف الاقتتال بطرابلس
خطف أمس مسلحون مجهولون ثلاثة سوريين في البقاع الأوسط شرق لبنان بعد عبورهم نقطة الحدود اللبنانية السورية المشتركة. في غضون ذلك توصلت الأطراف المتقاتلة بمدينة طرابلس شمال لبنان إلى اتفاق هدنة ينهي يوما طويلا من المواجهات التي أسفرت عن مقتل ثلاثة وجرح 23 بينهم عسكريون.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن عملية الخطف جرت أمس السبت في تعنايل بالبقاع الأوسط على طريق دمشق.
وأضافت أن سيارة فيها أربعة مسلحين ملثمين اعترضت سيارة سورية آتية من الحدود اللبنانية السورية قرب محلة المصنع تقل ثلاثة سوريين وخطفوهم إلى جهة مجهولة.
وسارعت القوى الأمنية والجيش اللبناني إلى تطويق مكان الحادثة وتسعى حاليا لملاحقة الخاطفين.
هدنة
وفي طرابلس بشمال لبنان، أفاد مراسل الجزيرة بأن الهدنة التي توصلت إليها مختلف الأطراف المتقاتلة تمت برعاية الجيش اللبناني. وجاء ذلك بعد استمرار التوتر وإطلاق النار الذي بدأ الجمعة بين مؤيدين لنظام الرئيس بشار الأسد بمنطقة جبل محسن، وبين معارضين له في باب التبانة بمدينة طرابلس.
وقال الجيش في بيان أصدره أمس إنه سيتصدى بحزم “للعابثين بالأمن إلى أي جهة انتموا، ومتابعة وملاحقة جميع المتورطين في الأحداث”، مضيفا أن قواته واصلت تعزيز إجراءاتها الأمنية في المناطق التي تشهد توترا.
وأشار البيان إلى إصابة عدد من العسكريين بجروح مختلفة -أحدهم في حالة خطرة- نتيجة تعرضهم لإطلاق نار وسقوط قذيفة قرب آلية عسكرية.
وكان الرئيس ميشال سليمان قد دعا الجمعة القوى العسكرية والأمنية الموجودة على الأرض في طرابلس إلى الحزم في قمع المخلين بالأمن والسلم الأهلي.
وأثارت هذه الاشتباكات المخاوف من أن تمتد الاضطرابات المندلعة منذ 11 شهرا في سوريا إلى لبنان.
ثلاثة اجتماعات عربية بشأن سوريا
اجتماع سابق للجامعة العربية أعلنت فيه موافقة سوريا على مبادرتها
تعقد في القاهرة اليوم الأحد ثلاثة اجتماعات عربية تبدأ باجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي يليه اجتماع اللجنة العربية الخاصة بسوريا وبعدها اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث الموقف من التطورات في سوريا ومناقشة عدة أفكار في هذا الموضوع.
وقال مراسل الجزيرة في القاهرة عبد البصير حسن إن مجلس الوزراء العرب من المتوقع أن يناقش عدة اقتراحات من بينها تشكيل بعثة مراقبة مشتركة من الدول العربية والأمم المتحدة تحل محل بعثة المراقبين التي شكلتها جامعة الدول العربية وأوقفت عملها نهاية الشهر الماضي.
وقالت مصادر مطلعة إن الجامعة تتجه لتشكيل بعثة جديدة من ثلاثة آلاف مراقب تحمِل صبغة دولية بإشراف الجامعة العربية. وستضم البعثة الجديدة مراقبين من دول عربية وإسلامية وأجنبية وستزود بمعدات وآليات وأدوات أكثر قدرة وتطورا.
ومن بين الاقتراحات كذلك التي سيناقشها الوزراء العرب حسب مصادر بالجامعة العربية أن يكون هناك مبعوث من الأمم المتحدة ومن الجامعة العربية للتعامل مع الملف السوري.
نهاية مهمة
وعلم المراسل أن الجامعة العربية تتجه لإنهاء مهمة الفريق محمد الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، وذلك بعد اعتراضات من طرفي الأزمة في سوريا على المعدات والمؤن التي يحملها المراقبون العرب، وقال المعارضون إنها بدائية وضعيفة ولا تكفي للمهمة المطلوبة، كما تردد كذلك أن سوريا استولت على بعضها.
وقالت المعارضة إن النظام السوري تحكم وسيطر على مسار عمل بعثة المراقبين، وصارت البعثة بكلها في أيدي النظام مما أدى إلى تشويه مهمتها التي أوقفت نهاية الشهر الماضي بعد تجديدها شهرا ثانيا.
وقد اعترضت المعارضة على رئيس البعثة الدابي بصفة خاصة وشككت في مصداقيته واتهمته بالانتماء إلى جهات معينة، مما قد يكون من الدوافع وراء تقديم الفريق الدابي -الذي وصل القاهرة أمس السبت- استقالته للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
ومن المقرر أن يبحث الوزراء مختلف جوانب تطورات الأزمة السورية في ضوء العرض الذي سيقدمه رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع السوري رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وتقرير الأمين العام للجامعة لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع هذه التطورات، بما في ذلك إمكانية إعادة عرض الموضوع مرة أخرى على مجلس الأمن.
وأشار مراسل الجزيرة إلى أن هناك أنباء بأن وزراء الخارجية العرب سيقترحون على الجامعة العربية أن تعترف -اعتمادا على نصوص المبادرة العربية- بـالمجلس الوطني السوري.
وقد استبق المسؤول الإعلامي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان الاجتماع بالقول إنه يتوقع اعترافا عربيا قريبا بالمجلس، موضحا أن الاعتراف لن يتم بالضرورة الأحد عقب اجتماعيْ وزراء مجلس التعاون الخليجي ووزراء الخارجية العرب.
الاجتماع الخليجي
من ناحية أخرى، قال المراسل إن اجتماع وزراء مجلس التعاون الخليجي الذي انتقل من الرياض لينعقد بالقاهرة اليوم يتردد أنه سيدعم مذكرة تقدمت بها المملكة العربية السعودية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تحتوي نفس نص مشروع القرار الذي رفض مجلس الأمن تمريره قبل أسبوع بسبب الفيتو الروسي الصيني.
ويشمل المشروع المرفوض عدة أمور من بينها الوقف الفوري للعنف ودعم إقامة حكومة وحدة وطنية والدعم الكامل لمبادرة الجامعة العربية التي تطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتفويضه قائمة صلاحياته إلى نائبه لتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين.
وكان الوفد السعودي قد وزع الجمعة في الجمعية العامة الأممية مشروع قرار جديد بشأن سوريا، يشير إلى الدعم الكامل لخطة الجامعة العربية التي تدعو الرئيس السوري إلى التنحي وتفويضه نائبَه صلاحياته لوقف الانتفاضة المتواصلة في البلاد منذ نحو 11 شهراً.
وسيطرح مشروع القرار غير الملزم أمام الجمعية العامة المكونة من 193 دولة، ومن المتوقع أن يبدأ بحثه الاثنين القادم.
وقد ألمح غينادي غاتيلوف -نائب وزير الخارجية الروسي- إلى أن بلاده سترفض مشروع القرار الذي وزّعه الوفد السعودي بشأن سوريا لطرحه على الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرا أنه “غير متوازن”.
السيناريو اليمني
من جانب آخر دعا الرئيس التونسي نظيره السوري بشار الأسد إلى التنحي من منصبه، وقال خلال مؤتمر صحفي في نواكشوط إن الحل الوحيد حاليا بسوريا يتمثل في مرحلة انتقالية تبدأ بنقل الأسد صلاحياته وسلطاته إلى نائبه، على أن يقوم الأخير بإدارة مرحلة انتقالية تهيئ لانتخابات حرة ونزيهة.
وطالب الرئيس المنصف المرزوقي باعتماد الحل اليمني في سوريا، وأوضح أن التدويل بدأ يفرض نفسه عبر تدخل الكثير من الأطراف الخارجية في مسار وتطورات الأزمة، محذرا من أن التدويل الذي أصبح واقعا عمليا قد يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير.
واعتبر أن ما يشاهده الجميع الآن من اتجاه الأمور نحو منزلقات خطيرة، يدل على أن بعض الأطراف في سوريا “ركبت رؤوسها” وبدأت تمارس سياسة الأرض المحروقة، في إشارة إلى تعاطي النظام السوري مع المتظاهرين ضد نظامه.
وفي مقابلة مع الجزيرة في نشرة سابقة قال السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد إن الولايات المتحدة ستعمل على ثلاثة مسارات في أعقاب إجهاض روسيا والصين قراراً لمجلس الأمن يدين قمع النظام السوري للاحتجاجات السلمية، ونفى تقديم بلاده أيّ مساعدة عسكرية للجيش السوري الحر.
مظاهرات دولية تضامنا مع السوريين
شهدت عدة عواصم ومدن عربية وعالمية مظاهرات لدعم صمود الشعب السوري في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد، كما نظمت منظمة العفو الدولية سلسلة مظاهرات في أكثر من ست عشرة دولة حول العالم للتنديد بالاستخدام المفرض للقوة من جانب الجيش النظامي ضد معارضي النظام.
ففي العاصمة الفرنسية باريس تظاهر مئات الأشخاص -أمس السبت- رافعين لافتات تطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين السوريين والعمل على إنهاء ما أسموها “المجازر” التي ترتكب ضدهم.
ووفقا لمراسل الجزيرة نت عبد الله بن عالي، فقد اعتبر متحدثون باسم المشاركين في المسيرة أن سوريا تمر بـ”أسوأ حالة إنسانية” تشهدها المنطقة منذ بدء الربيع العربي نهاية 2010، وطالبوا البلدان العربية والدول الغربية بالعمل على فرض منطقة حظر جوي في سوريا وتقديم “الدعم الحقيقي” للجيش السوري الحر.
وجابت المسيرة -التي شارك فيها ممثلون عن أحزاب اليسار والنقابات والجمعيات الحقوقية الفرنسية- شوارع رئيسية في قلب باريس مرددين هتافات تطالب بطرد السفيرة السورية بفرنسا لمياء شكور، وتبشر بانتصار الثورة، كما حملوا لافتات باللغتين الروسية والصينية مكتوبا عليها “أوقفوا دعم بشار”.
أرجاء مختلفة
في غضون ذلك أقامت منظمة العفو الدولية بمناسبة “يوم العمل العالمي” سلسلة من فعاليات التضامن في ما لا يقل عن 16 بلدا، منها النمسا وبلجيكا وألمانيا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وآيسلندا والمغرب وهولندا والنرويج وباراغواي وإسبانيا وسويسرا، وذلك للتضامن مع دول الربيع العربي بشكل عام بينما حازت القضية السورية الاهتمام الأكبر.
وتجمع سوريون من جميع أنحاء بريطانيا بميدان الطرف الأغر في لندن للتعبير عن دعمهم للثورة في سوريا ورفضهم عمليات القمع التي تقوم بها أجهزة الأمن السورية ضد المعارضين للنظام.
وردد المتظاهرون هتافات ضد نظام الأسد، مستنكرين ما يتعرض له معارضو النظام من قتل وتعذيب على يد الجيش النظامي.
وعلى صعيد مواز نظم أهالي مدينة باقا الغربية في الجليل من فلسطينيي ما يعرف بأراضي 48 مسيرة لدعم الثورة السورية، مرددين هتافات تؤيد مطالب المتظاهرين السوريين وتستنكر ما يتعرضون له من قتل وتعذيب على يد “قوات الأسد”.
وفي الضفة الغربية أقيمت صلوات من أجل سوريا في كنيسة العائلة المقدسة للاّتين في رام الله، ورفعت في الكنيسة لافتات طالبت بالكف عن قتل الأبرياء.
وفي إسرائيل تظاهر عشرات الإسرائيليين من أصل روسي أمام السفارة الروسية في تل أبيب للاحتجاج على (الفيتو) الروسي والصيني بشأن سوريا في مجلس الأمن.
يأتي ذلك بعد أيام من قيام سوريين معارضين للنظام السوري باقتحام أو محاولة اقتحام عدد من سفارات وقنصليات بلادهم بالعالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة عقب مقتل وجرح مئات المدنيين في مدينة حمص.
ونجح المعارضون في نزع علم سوريا من على السفارة السورية بالعاصمة الليبية طرابلس ووضعوا مكانه علم الثورة, كما تم نزع العلم السوري من على سفارة دمشق بالكويت.
11 قتيلا وانتشار كثيف للجيش بحماة
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 11 شخصا قتلوا اليوم بسوريا بينهم ثلاثة تحت التعذيب، وأفادت بأن قوات الجيش السوري تغلق المدخل الشمالي لمدينة حماة، وذلك بعد يوم قتل فيه 67 شخصا. وفي الأثناء أعلن تنظيم القاعدة في شريط جديد دعمه الثوار السوريين.
وأوضحت الهيئة أن أربعة من القتلى في إدلب، والخامس في درعا، كما قالت إن قوات الجيش تغلق حماة من جهة دوار السباهي وتمنع الموظفين الحكوميين من التوجه لعملهم، مع انتشار كثيف جدا للجيش داخل المدينة معززا بمدرعات وسيارات عسكرية.
من جهة أخرى تواصل القصف لليوم الثامن على التوالي على المنازل في حي بابا عمرو وأحياء أخرى من مدينة حمص، واستخدم الجيش النظامي السوري المدفعية والهاون والرشاشات الثقيلة في ذلك.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن حصيلة القتلى يوم السبت بلغت 67 شخصا في كل من حمص ودرعا وريف دمشق وإدلب وحماة والحسكة، ولكن معظمهم في حمص التي سقط فيها 34 شخصا برصاص الجيش والأمن بينهم طفل وثلاث نساء و14 مجندا منشقا.
الطبيب محمد المحمد يستغيث في قوت سابق بالقادة العرب والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية
وأكدت الهيئة أن القصف تصاعد من جديد على حمص، خاصة حي بابا عمرو وأحياء أخرى كالخالدية وأحياء حمص القديمة، كما أكد ناشط في قوت سابق أن حي الإنشاءات الراقي الواقع بمدينة حمص تعرضت محال تجارية فيه لعمليات نهب وسلب متواصلة.
وقال الطبيب محمد المحمد من المستشفى الميداني بحمص في اتصال مع الجزيرة في وقت سابق إن المستشفى يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، مشيرا إلى أن بعض المصابين فارقوا الحياة بسبب عدم القدرة على تقديم أي مساعدة طبية لهم.
وناشد المحمد ملوك وأمراء الدول العربية التدخل فورا لوقف ما وصفه “بمجزرة وشيكة” في بابا عمرو بسبب ارتفاع أعداد مرضى القصور الكلوي والجرحى من الأطفال والنساء.
وقالت الهيئة إن إطلاق نار كثيفا على المنازل جرى بشكل عشوائي من حاجز الأمن الموجود بالقرب من حي برزة في دمشق. كما اقتحمت قوات الأمن بلدة الكرك الشرقي بدرعا، وأطلق الرصاص بشكل عشوائي.
وفي درعا كذلك قالت الهيئة إن الجيش اقتحم بلدة أسيل وأسفر إطلاق النار العشوائي هناك عن سقوط قتيلين على الأقل وعشرات الجرحى واعتقال العشرات من الشباب، كما تم إحراق وتخريب العديد من المنازل والمحال التجارية.
اتفاق بالزبداني
في السياق نفسه، نفى الناطق باسم المجلس المحلي في الزبداني بريف دمشق علي إبراهيم ما بثه الإعلام الحكومي السوري أمس السبت من أن القوات التابعة للأسد دخلت مدينة الزبداني منتصرة على الجيش السوري الحر.
وأكد أن دخول هذه القوات جاء بناء على اتفاق بين الجانبين لحقن الدماء والسماح بدخول الإمدادات الطبية والإغاثية للمدينة، وذلك في أول إعلان عن اتفاق من نوعه بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر.
الجيش السوري الحر يسمح بدخول الجيش النظامي إلى الزبداني في اتفاق بين الجيشين
ونقلت رويترز عن المعارض السوري في المنفى كمال اللبواني تأكيده أن دخول الجيش النظامي للمدينة الواقعة قرب الحدود مع لبنان، جاء بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار مع الجيش السوري الحر وانسحاب أفراده من المدينة.
وقال اللبواني إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد قصف بالدبابات والمدفعية استمر أسبوعا وخلف مائة قتيل على الأقل في البلدة التي يقطنها نحو عشرين ألف شخص، يقضي بأن يعيد الجيش السوري الحر أسلحة ومدرعة استولى عليها من القوات السورية مع عدم ملاحقة أفراده.
من ناحية أخرى، نفى بيان صادر عن مجلس قيادة الثورة في دمشق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بشأن اغتيال مدير مشفى حاميش العميد الطبيب عيسى الخولي، ومحاولتها إلصاق التهمة بمن سمتهم “عصابات مسلحة تتحرك في طول سوريا وعرضها”.
وقتل الخولي بنيران أطلقها عليه ثلاثة مسلحين بعد خروجه من منزله في حي ركن الدين الدمشقي حسبما أفادت به وكالة سانا.
وقال البيان ردا على هذه الاتهامات إن من عادة العصابات المسلحة أن تتبنى عملياتها، وهو ما لم يحدث “لأن الفاعل هو النظام وليس العصابات المزعومة”.
وأضاف أن “من يخرج في المظاهرات السلمية مواجهاً رصاص عناصر الأمن بالصدور العارية لا يمكنه أن يقتل الأطباء.. وأن عملية القتل بالطريقة التي حدثت تحمل بصمات النظام بشكل واضح، وهو ما رأيناه في حمص قبل أشهر عندما بدأت عملية الانتقام الجماعي فيها على يد النظام وبدأ باستهداف الكفاءات مجدداً سيرته القديمة في أحداث الثمانينيات”.
الظواهري مع الثوار
من جهة أخرى قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهر أعلن في شريط مسجل ظهر على مواقع جهادية على الإنترنت دعمه للثوار السوريين، كما ذكر مركز أميركي لمراقبة المواقع الإسلامية.
وقالت الوكالة إن الظواهري اتهم النظام السوري بارتكاب جرائم ضد مواطنيه، وفي نفس الشريط الذي يحمل عنوان “إلى الأمام يا أسود سوريا” امتدح أولئك الذين يواجهون النظام.
وبدا الظواهري في الشريط -الذي لا تزيد مدته على ثماني دقائق- وهو يحث السوريين على عدم الوثوق بالحكومات الغربية والعربية التي تريد تنصيب نظام موال للغرب.
وقال الظواهري “لا ترتبطوا بالغرب ولا بتركيا فقد اقاموا علاقات واتفاقيات مع النظام عشرات السنين، ولم يتخلوا عنه إلا بعد أن رأوه قريبا من السقوط”.
نذر حرب في الشرق الأوسط
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن شبح الحرب الذي يخيم على أجواء الشرق الأوسط من شأنه تبديد آمال المنطقة بالسلام، خاصة وأن أهالي المنطقة لا يزالون يحتفلون بسقوط الأنظمة الطاغية ويحلمون ببدء حقبة جديدة من الديمقراطية.
وأوضحت أن التهديدات الإيرانية بتلغيم وإغلاق مضيق هرمز أدت إلى تأجيج الصراع بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج العربي، وأن التهديدات الإسرائيلية بقصف المنشآت النووية الإيرانية من شأنها زيادة احتمالات تفاقم الأزمة على المستوى الأوسع في المنطقة.
وأضافت أن أكثر ما يثير القلق هو المشهد الدموي السوري الذي يزيد من قتامة الأوضاع في المنطقة، خاصة في ظل مواصلة قوات الرئيس السوري بشار الأسد قصف المدن والبلدات السورية بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ.
وقالت إن الأوضاع في سوريا تنذر بانزلاق البلاد إلى أتون الحرب الأهلية، والتي قد يتطاير شررها إلى خارج الحدود السورية.
حرب أهلية
وفي حين حذرت الصحيفة من مستنقع الحرب الأهلية في سوريا، أضافت أن حربا على المستوى الأوسع ربما لا يمكن تجنبها في عام 2012، والتي من شأنها تبديد فرحة الناس بالديمقراطية في أعقاب سقوط العديد من الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة.
ونسبت الصحيفة إلى مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط بول سالم قوله إن المنطقة متجهة عبر مسارين مختلفين، موضحا أن دول شمال أفريقا تتجه نحو مزيد من الديمقراطية.
وأضاف مدير مركز كارنيغي للسلام أن دول منطقة المشرق العربي بما فيها إسرائيل ولبنان وسوريا والعراق متجهة نحو المواجهة والصراعات الطائفية بشكل خطير وكبير.
وقالت واشنطن بوست إنه برغم مظاهر الفوضى في القاهرة والحيرة والاضطراب في طرابلس، فإن تونس ومصر وليبيا ماضية نحو بناء ديمقراطيات تتبلور على أرض الواقع في الدول الأفريقية الثلاث بعد عام على الأكثر.
وحذرت الصحيفة بالقول إنه على عكس الحال في تونس ومصر وليبيا، والتي بقيت آثار الثورات الشعبية داخلها، فإن الحال في سوريا مختلفة تماما، في ظل ما تمثله سوريا من شبكة للمصالح الإستراتيجية وللتعقيدات العرقية والطائفية، والتي سرعان ما تنفجر إثر سقوط النظام.
أماكن أخرى
وأشارت واشنطن بوست إلى تزويد روسيا للنظام السوري بالسلاح، وإلى تلقي الأسد الدعم التقني والفني والمشورة العسكرية من إيران، مما ينذر بحرب بالوكالة مع الولايات المتحدة والغرب في سوريا، حرب قد يتطاير شررها إلى لبنان والعراق وربما إلى أماكن أخرى في المنطقة.
ونسبت الصحيفة إلى محللين قولهم إن إيران تبقى اللاعب الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وإن سوريا تشكل ميدان المعركة ضد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، والذي تمدد بشكل مثير في سوريا والعراق ولبنان.
المصدر: واشنطن بوست
مذيع سوري منشق: اتهمنا الشهداء بالعصابات العميلة
أعلن انشقاقه عبر “العربية.نت” في أول ظهور له بعد خروجه من سوريا
بيروت – محمد زيد مستو
اعتبر الصحفي السوري هاني الملاذي، أن الإعلام الرسمي في بلاده كان شريكاً في القتل، وهو ما دفعه للانشقاق عن التلفزيون الرسمي والسفر خارج البلاد.
وقال الملاذي الذي كان يعمل كمذيع للنشرة الاقتصادية، إن اضمحلال فرص الحل والوفاق السلمي خلال الأحداث، دفعته لاتخاذ موقف منحاز لإرادة الشعب، معتبراً أنه رفض المشاركة في خداع الناس وتضليلهم وآثر احترام الشهداء وعقول المشاهدين حسب تعبيره.
وقال الملاذي، إن الإعلام في سوريا أخطأ كثيراً لأنه قام بدور إعلام “النظام الأمني” بدل دور إعلام “الشعب السوري”.
وأكد أن نسبة من يصدق الروايات الرسمية من العاملين في الإعلام السوري لا يتعدى 10% منهم، وأن نسبة أخرى مماثلة متعاطفين مع الشعب، في حين أن الأغلبية يلتزمون الصمت أو مجاراة رأي السلطة “بسبب خوف غير مبرر من المستقبل المجهول بنظرهم”، أو بسبب خشيتهم على أمنهم الشخصي ورزقهم الوظيفي.
وأضاف أنه من غير المعقول أن تستضيف شاشات الإعلام الرسمي أكثر من 1000 محلل وكاتب وأديب وفنان خلال العام الماضي يتناوبون على مديح النظام والسخرية من مطالب المتظاهرين، دون أن تستضيف معارضاً واحداً يجرؤ على انتقاد ضابط أو عنصر أمن.
وأشار إلى أن التلفزيونات والإذاعات التي تبث من سوريا تناولت عبر مئات التحليلات “المؤامرة الخارجية” و”الخطر السلفي” وانتقاد القنوات الإخبارية، في حين أنها لم تتحدث عن الوضع والمشاكل الداخلية.
وقال الملاذي في أول حديث له عبر وسيلة إعلام منذ انشقاقه لـ”العربية.نت”: “قمنا في نشراتنا وبرامجنا بتخوين كل المعارضين دون استثناء واستفزاز أهالي الشهداء ومنهم مدنيون ونساء وأطفال وشيوخ، وذلك حين وصفناهم منذ الأيام الأولى بالإرهابيين، ووصفنا شهداءهم بالعصابات العميلة”.
وأضاف “لقد نقل الإعلام السوري أفراح واحتفالات المؤيدين وتجمعاتهم وأغانيهم في الساحات، فيما كانت مجالس العزاء لشهداء المعارضين منتشرة في كل مكان، معتبرا أن أي عاقل لديه “ذرة إنسانية” لم يكن ليقبل ذلك.
وأعرب الإعلامي السوري الذي رافق الرئيس السوري ورئيس الوزراء في بعض الزيارات الخارجية، عن صدمته من طريقة تعاطي رؤوس النظام ومعالجتهم لمأساة درعا، لافتاً إلى أن النظام عاقب الأهالي الذين أهينت كرامتهم عقاباً جماعياً، بدل محاسبة المسؤولين والاعتذار للأهالي، وهو ما تكرر لاحقاً في مدينة بانياس وباقي المدن السورية حسب تأكيده.
انهيار وشيك
وتوقع هاني الملاذي انهياراً وشيكاً للنظام، مدللاً على ذلك بالمؤشرات العسكرية والاقتصادية.
وأوضح أن الجيش النظامي يواصل قصفه البعيد عبر المدفعية لغالبية المناطق والمدن السورية بغية إعادة إخضاعها، فيما شوارع وحارات هذه المناطق خارجة عن سيطرة النظام، وتدار أمنياً من قبل الجيش الحر.
كما أن المؤشر الثاني الذي سيعجل بانهيار النظام السوري حسب تقديره، هو البنية المالية والاقتصادية المتهالكة، وذلك أن كبار رجال الأعمال الداعمين للنظام عوقبوا دولياً أو هرّبوا أموالهم أو في طريق الإفلاس، في وقت توقفت فيه عجلة التنمية الاقتصادية منذ الأشهر الأولى للاحتجاجات.
وما زاد في انهيار الاقتصاد السوري حسب الملاذي، هو انعدام العائد السياحي تماماً، وشبه انعدام العائد المالي والضريبي، وانهيار بورصة دمشق، وشلل الصادرات، فيما تضررت كل القطاعات وخصوصاً القطاع الزراعي الذي يعتبر محرك الاقتصاد السوري، وكذا تدهور القطاعان الصناعي والنفطي.
وزراء الخارجية العرب بالقاهرة لبحث الأزمة السورية
العفو الدولية تصف ما يحدث في سوريا بأنه حالة متطرفة من العنف وتطلب إحالة ملف الأسد للجنائية الدولية
دبي – العربية
تشهد القاهرة اليوم الأحد اجتماعين للنظر في تطورات الأزمة السورية، الأول لدول مجلس التعاون الخليجي التي قررت طرد سفراء سوريا، والثاني لوزراء الخارجية العرب.
ويأتي ذلك في ظل التصعيد الذي يمارسه النظام السوري بحق المدنيين والأطفال والذي رفع حصيلة الضحايا الى أرقام مضاعفة منذ الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن، وكان الأبرز قيام الجيش السوري بإعادة اقتحام الزبداني بحسب ما أكدت لجان التنسيق وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من سيطرة الجيش السوري الحر عليها.
من جهته وصف الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شتي ما يحدث في سوريا بأنه حالة متطرفة من العنف، وأضاف أن المنظمة طلبت إحالة ملف الرئيس السوري بشار الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال: “طلبنا من مجلس الأمن إحالة قضية بشار الأسد إلى المحكمة الدولية كما طلبنا تجميد أرصدة الأسد ونظامه وحظر الأسلحة، ونعلم أن السفن الروسية بدأت في شحن أسلحتها إلى سوريا الأسابيع الماضية، أعتقد أن روسيا والصين قامتا بعمل غير مسؤول من خلال الفيتو الذي استخدمتاه في مجلس الأمن”.
الجيش السوري يقتحم الزبداني بعد سبعة أيام من القصف
بعد أسبوع من القصف المتواصل مستهدفاً المنازل والسكان بشكل عشوائي وعنيف وسقوط أكثر من 100 قتيل
العربية.نت
اقتحم الجيش السوري بلدة الزبداني بعد سبعة أيام من القصف والحصار، ورغم التنديد العربي والدولي وسقوط المزيد من القتلى، تتمسك دمشق بالخيار العسكري الذي ارتفعت وتيرته في الأيام الأخيرة مع اعتماد حصار الاستنزاف.
كما واصل الجيش السوري حملته على حي بابا عمرو في حمص التي دخلت أسبوعها الثاني، وأفادت تنسيقيات الثورة السورية أن قتلى اليوم وصل لخمسة أشخاص بينهم طفلة.
وعمد الجيش السوري إلى قصف المدينة بشكل متواصل خلال الأيام الماضية مستهدفا المنازل والسكان بشكل عشوائي وعنيف، الأمر الذي شكل تحديا كبيرا للجيش السوري الحر الذي يحاول التصدي للهجوم بأسلحته الخفيفة
وتعد الزبداني من أولى المدن التي شهدت مظاهرات في سوريا، وسقط فيها عشرات القتلى حتى الآن.
ومن جهة أخرى، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، أمس السبت، عن سقوط 67 قتيلا برصاص الأمن السوري. فيما ذكر مصدر رسمي أنه تم اغتيال ضابط يشغل منصب مدير مشفى عسكري.
وميدانياً، اشتد التوتر في مدينة حلب غداة وقوع انفجارين عنيفين فيها، وقد كثفت القوات السورية تعزيزاتها في أحيائها التي تشهد تظاهرات مناهضة للنظام، وتابعت عملياتها في حمص، معقل الحركة الاحتجاجية في البلاد.
ومن ناحية أخرى، أكد المسؤول الأرفع مستوى في وزارة الداخلية العراقية، عدنان الأسدي، لوكالة “فرانس برس” أن “جهاديين عراقيين” توجهوا من العراق إلى سوريا، وأن الأسلحة تهرب إليها عبر الحدود.
وقال الأسدي، وهو الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية، في مقابلة مع الوكالة السبت: “لدينا معلومات استخباراتية تفيد بأن عددا من الجهاديين العراقيين توجهوا إلى سوريا”. وأضاف أن “عملية تهريب السلاح مستمرة” من العراق إلى سوريا.
إلى ذلك، أعلنت أنقرة أنها ستطلب من الأمم المتحدة مساعدة إنسانية لضحايا العنف في سوريا.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قوله لصحافيين أتراك خلال زيارته لواشنطن: “أعطيت اليوم توجيهات لرفع طلب إلى المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف بشأن مساعدة إنسانية”، مشيرا إلى “مأساة إنسانية”، خصوصا في حمص (وسط) والزبداني (قرب دمشق) اللتين تتعرضان لقصف ينفذه الجيش السوري.
وتخلت تركيا عن حليفتها السابقة سوريا بسبب أعمال القمع التي ينفذها نظام دمشق. وتقول منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان إنها أوقعت أكثر من ستة آلاف قتيل منذ مارس/آذار 2011.
من جهة أخرى، وبعد اجتماع لقيادة المجلس الوطني السوري الذي يضم أغلب أطياف المعارضة في الدوحة، قال القيادي أحمد رمضان: “لدينا تأكيدات بوجود اعتراف عربي سيتم في وقت قريب”.
وأضاف أن المجلس بحث فكرة إقامة مجموعة اتصال دولية تحمل اسم “أصدقاء سوريا” وفق فكرة طرحت غداة استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قرار يدين القمع في سوريا.
ضباط مخابرات خارج سيطرة الأسد وراء تفجيري حلب
موالون لنظام الحكم بتركيبة معقدة ويرفضون تقديم أي شكل من أشكال التنازل
دبي – نجاح محمد علي
قدم معارضون سوريون، قراءة ثالثة، لحقيقة التفجيرين اللذين وقعا أمس الجمعة في حلب بسوريا، ووجهوا اتهاما لجهات أمنية وصفوها بغير المنضبطة، وذكروا أنها فجرت الموقف في حلب، وهي تخطط لتفجيرات أخرى، للاستمرار في الحل الأمني، على حساب الحلول السلمية، وحل اقتصادي للأزمة ينادي به سوريون سيعقدون مؤتمرا لهم هذا الشهر في باريس.
وزاد هؤلاء أن المتورطين في التفجيرين، يتعاملون أيضاً في سوق بيع السلاح لأفراد وفئات من المعارضة السورية، على أساس أن العملية مجرد “بيزنيس للإثراء” بينما هم يثيرون الفوضى الأمنية، ويعملون ضمن مخطط لإشعال نيران لن تُخمد إلا باستخدام المزيد من القسوة مع الاحتجاجات” حسب تعبير معارض مقرب من حزب سوري معارض أكد أن لديه معلومات مؤكدة تفيد بأن ضباطا من مخابرات النظام السوري، ومؤيدين للرئيس بشار الأسد، يقفون وراء تفجيرين وقعا اليوم الجمعة في حلب.
تركيبة نظام الأسد الأب
وقال المصدر في حزب “سوريا للجميع” الذي أُعلن عنه الشهر الماضي في باريس، طلب عدم الكشف عن اسمه إنه على اتصال مباشر بجهات داخل النظام قريبة جداً من بشار الأسد، ويعلم جيدا كيف نُفذت التفجيرات في دمشق وفي حلب أيضاً، موضحا أن ضباطا خارجين عن سيطرة الرئيس بشار الأسد، نفذوا التفجيرين في حلب وتفجيرات سابقة في دمشق، وهم موالون لنظام الحكم بتركيبة معقدة وضعها الرئيس السابق حافظ الأسد للأجهزة العسكرية والأمنية، ويرفضون تقدم أي شكل من أشكال التنازل، وتخلي الأسد عن السلطة، لأن ذلك يعني انتحارا لهم.
وكان المصدر أبلغ “العربية” الشهر الماضي وطلب عدم النشر آنذاك، أن التفجيرات التي شهدتها سوريا مؤخراً، نفذتها جماعات منتمية للنظام، لكنها خارجة عن سيطرة الأسد وتحذره من أي مصالحة مع المعارضة في الخارج بشكل خاص، وأكد أنها تستعد منذ الشهر الماضي لتنفيذ تفجيرات أخرى، مثلما حصل في حلب.
الموت سيلاحق الجميع
وقال المصدر إن هذه الجماعات تريد إيصال رسالة مفادها أن البلد لن يستقر إلا بالحل الأمني، وأن الموت سيلاحق الجميع إذا استمرت الاحتجاجات، حتى تذعن الأطراف المعنية في سوريا وفي الخارج بأن التغيير الشامل للنظام، غير ممكن إطلاقا.
وأعلن حزب “سوريا للجميع” الشهر الماضي ،أنه يعمل على تغيير النظام في سوريا سلميا، ومن بوابة الاقتصاد، وتفادي التدخل العسكري الغربي، وأنه يوشك أن يعقد مؤتمره التأسيسي الأول في باريس في غضون هذا الشهر حيث تجري تحضيرات واسعة لدعوة جميع الأطراف.
وحسب معلومات خاصة، تعرض الخميس في باريس، رئيس الحزب محمد عزت خطاب لاعتداء من قبل أشخاص هاجموه في أحد شوارع باريس وأدخل المستشفى للعلاج، وتم ضربه بعد دقائق على اعتداء مماثل تعرضت له مسؤولة صفحته على الفيسبوك وتم سرقة هاتفها آي فون ومافيه من معلومات وأرقام اتصالات وصور وإيميلات، أثناء توجههما إلى اجتماع.
وذكر مقربون من الحزب أن الشرطة الفرنسية تحقق في القضيتين، وما إذا كان لهما صلة بخطط الحزب وتقديمه لبرنامج اقتصادي يمهد لعملية سياسية تغير النظام بانتخابات حرة نزيهة، وهو ما يرفضه الكثير من المعارضين السوريين.
وقالت المشرفة على صفحة “سوريا للجميع حزب لحل الأزمة من بوابة الاقتصاد” على الفيسبوك إنها تعتبر تعرضها لاعتداء، جناية سرقة عادية، وليست عملا سياسيا، لكنها أكدت أن أحد المعارضين السوريين،رفضت الكشف عن اسمه، وجه رسالة قبل ثلاثة أيام لرئيس الحزب عن طريق الفيسبوك، وحذره من عمل دعاية لحزب “سوريا للجميع”.
كاهن ايطالي مقيم بسوريا: تدخل دون عنف من أجل السلام
الفاتيكان (11 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
رأى كاهن ايطالي مقيم في سوريا إن “تدخلا دون عنف من أجل السلام، عربي ودولي وبمشاركة متطوعين محليين، قوة من خمسين ألف رجل مسالمين وعزّل من مختلف أنحاء العالم هو السبيل الوحيد للتفاوض ومحاولة حل الأزمة في البلاد” حسب قوله
وفي مقابلة مع مؤسسة (الواحة) الفينيسية نقلتها خدمة الإعلام الديني التابعة لمجلس الأساقفة الايطاليين، أشار مؤسس رهبنة دير مار موسى الحبشي في سوريا الأب باولو دالوليو، إلى أن هذه القوة “ينبغي أن تتألف من مرافقين لا مراقبين، لأن هؤلاء الأخيرين يُنظر إليهم من قبل كثيرين في سوريا كطلائع الغزوات المسلحة، ورقباء تحركهم العداوة”، مؤكدا أن “دعوة ممثلين عن الصليب والهلال الأحمرين والكشافة وسانت إيجيديو، وقوة السلام التي لا تتبنى العنف، وممثلين عن المجتمع المدني العالمي، بهدف مساعدة عملية نضوج الديمقراطية في سوريا ينبغي أن تبدر عن سوريا نفسها بناء على اقتراح من الأمم المتحدة” وفق تعبيره
وشدد الأب دالوليو على أنه “لا حاجة أبدا لقوات عسكرية دولية يُنظر إليها هنا على أنها قوات احتلال تسهم في إجراء انقلاب في البلاد، مدفوعة من مصالح اقتصادية واستراتيجية”، لافتا إلى أن “العنف الإجرامي يمكن بل يجب مواجهته من قبل شرطة الدولة بالتعاون مع السكان المحليين تحت رقابة الصحافة الحرة والمرافقين” على حد جزمه
وفي وقوفه عند الوضع في سوريا تحدث الكاهن اليسوعي عن “تجزّئها إلى مناطق تسيطر عليها حركة المعارضة، وأخرى تفرض عليها الدولة سيطرة كاملة، بل أنها تلقى دعما واضحا من قبل الشعب أيضا”، مشيرا إلى أن “ميزان القوى متعادل”. وأردف أنه “على الرغم من الصعوبات فإن الخدمات الأساسية للحكومة مضمونة، وهناك نسبة كبيرة من السكان غير قادرة على اتخاذ موقف وهي تلتزم موقف الحياد”، من ناحية أخرى “وبغض النظر عن الانتماء الديني، لا يزال واسعا رغم زعزعته، التأييد الشعبي للسلطة القائمة، ويرجع ذلك جزئيا للتمسك الشديد للسوريين بالوحدة الوطنية، ورفض الكثيرين الاقتصار على أن تكون الطائفية المرجع الوحيد للهوية” حسب قوله
أما بالنسبة للمسيحيين، فقد رأى الأب دالوليو أن “هناك موقف تأييد واضح جدا للحكومة من قبل معظم الرئاسات الكنسية المختلفة” ومع ذلك فإن “هذا الموقف يميل إلى فسح المجال لحيادية أكثر وضوحا”، مبينا أن “هناك الكثير من الشباب المسيحيين والمسلمين يضحون في سبيل ولادة ديمقراطية جديرة بهذا الاسم في سوريا”، وختم بالقول إن “هذه هي الحقيقة الجديدة لهذا الصراع، فرغبة الشباب بالتحرر تمثل عنصرا من عناصر الخلل في ميزان الصراع التقليدي” على حد تعبيره
وزارء الخارجية العرب يبحثون الملف السوري
يجتمع وزراء خارجية الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية الاحد في القاهرة ليقرروا بشأن الخطوة التالية تجاه سوريا بعد فشل اصدار قرار من مجلس الامن.
ويقول المسؤولون ان الوزراء سيبحثون ارسال بعثة مراقبة مشتركة مع الامم الامتحدة والاعتراف بجماعة المعارضة الرئيسية.
“قصف مستمر”
في الوقت نفسه، واصلت القوات السورية قصف مدينة حمص لليوم الثامن فيما تشهد عدد من بلدات ومدن محافظة درعا عمليات عسكرية للجيش السوري حسب اوساط نشطاء المعارضة.
وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” ان حي باب عمر يشهد منذ صباح الاحد قصفا بالاسلحة الثقيلة بعد ليلة تراجع فيها القصف، مما اوقع خمسة قتلى في الحي.
وحسب الهيئة بلغت حصيلة قتلى عمليات الجيش والامن يوم السبت 67 شخصا اكثر من نصفهم في حمص وبينهم 14 عسكريا منشقا.
بينما وقع بقية القتلى في كل من درعا وحماة وادلب وريف دمشق ودير الزور.
من جهة اخرى اعلنت اوساط المعارضة ان الجيش السوري دخل بلدة الزبداني بعد عدة ايام من القصف والحصار.
ونقلت وكالة رويترز عن المعارض كمال اللبواني المنفي خارج سوريا ان وقفا لاطلاق النار تم التوصل اليه في البلدة يمكن بمقتضاه للمعارضة المسلحة الانسحاب اذا سلمت الاسلحة والعتاد الذي استولت عليه من الجيش
وقتل السبت العميد د. عيسى الخولي، وهو مدير مستشفى عسكري بدمشق، بينما كان يغادر منزله في العاصمة وقالت وكالة الانباء الرسمية ان “جماعة ارهابية مسلحة” هي المسؤولة عن اغتياله باطلاق النار عليه.
مسودة قرار
ويقول مسؤولون ان وزراء الخارجية العرب سيبحثون ارسال بعثة مراقبين عرب ودوليين لتحل محل بعثة المراقبين العرب التي غادرت سوريا الشهر الماضي بسبب استمرار العنف.
ويمكن ان يجري ايضا بحث الاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني السوري، جماعة المعارضة الرئيسية، الا انه لا يبدو ان هناك اتفاقا عاما حول ذلك.
وسيسبق اجتماع الجامعة اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، التي طردت سفراء سوريا لديها الاسبوع الماضي.
واعلن الناطق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي ان سوريا طلبت من سفيري ليبيا وتونس مغادر الارضي السورية وانه تم اغلاق السفارة السورية في قطر وتونس وليبيا.
وحول امكانية ارسال بعثة مراقبين عرب ودوليين الى سوريا قال المقدسي خلال مؤتمر صحفي عقده الاحد ان بلاده “ستدرس ذلك وفق اليات جديدة وبرتوكول جديد، والاتفاق على تفويض جديد”.
واضاف “هناك واقعا جديدا، هناك فيتو مزدوج حصل وعملية حسم أمني ورأينا أن كلفة عملية الحسم الأمني أقل بكثير من الفوضى رغم أن هذا الأمر مؤلم ولا يحل محل المسار السياسي ولا يحل أزمة”.
نفي
ونفت السعودية، عضو مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، تقديم مشروع قرار للجمعية العامة للامم المتحدة تماثل مشروع القرار الذي صوتت ضده روسيا والصين في مجلس الامن.
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مسؤول في الخارجية ان المجموعة العربية في الامم المتحدة بحثت امكانية التقدم بمشروع القرار ورأت ان يتم التريث حتى انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب الاحد وما يتمخض عنه من قرارات.
ويؤيد مشروع القرار “بشكل كامل” خطة سلام الجامعة العربية التي نشرت الشهر الماضي وتطالب الرئيس السوري بشار الاسد بتسليم السلطة لنائبه تمهيدا لتشكيل حكومة وفاق وطني تضم المعارضة.
سوريا
تواصل قصف حمص لاكثر من اسبوع
ومن المقرر ان تناقش الجمعية العامة الوضع في سوريا الاثنين وستستمع الى المفوض السامي لحقوق الانسان نافي بيلاي، لكن لا ينتظر ان يتم التصويت على اي قرار عندئذ.
ولا يوجد حق نقض (فيتو) في الجمعية العامة، الا ان قراراتها ليست ملزمة قانونيا مثل قرارات مجلس الامن.
BBC © 2012
مسؤول عراقي يؤكد انتقال “جهاديين” وتهريب اسلحة الى سوريا من العراق
الحدود العراقية السورية تشهد تهريبا للأسلحة و”الجهاديين”
اعلن وكيل وزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي أن “جهاديين عراقيين” ينتقلون من العراق الى سوريا للقتال الى جانب المعارضة السورية، موضحا ايضا ان السلاح يهرب من العراق الى سوريا.
وقال الاسدي، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية “لدينا معلومات استخباراتية تفيد بان عددا من الجهاديين العراقيين توجهوا الى سوريا”.
كما اكد هذا المسؤول الامني ان “عملية تهريب السلاح مستمرة” من العراق الى سوريا. واضاف “في السابق، كان السوريون يأتون للقتال في العراق، لكنهم يقاتلون الآن في سوريا”.
ويؤكد الأسدي ان تهريب السلاح الى سوريا من العراق يتم عبر معبرين اساسيين، ويتابع الأسدي “السلاح يهرب من الموصل عبر معبر ربيعة الى سوريا لان العائلات في هذه المنطقة مختلطة بين الجانبين. وهناك بعض التهريب من معبر قرب البوكمال”.
وكانت السلطات السورية أعلنت في بداية الحركة الاحتجاجية انها “ضبطت اسلحة مهربة من العراق”، فيما قال مصدر أمني سوري في تشرين الثاني/نوفمبر ان “نحو 400 جهادي عراقي وصلوا الى سوريا آتين من العراق”.
ويذكر ان النظام السوري كان يواجه في السابق اتهامات بأنه قدم دعما ماليا وعسكريا ولوجستيا لجماعات “جهادية” متمردة في العراق.
وشدد الاسدي على ان معدلات العنف في العراق انخفضت “لان عددا كبيرا من عناصر القاعدة باتت لديهم اماكن اخرى يقاتلون فيها”.
ويملك البلدان الجاران، سوريا والعراق، حدودا مشتركة يبلغ طولها حوالى 600 كلم.
BBC © 2012
القوات السورية تقصف حمص قبل اجتماع عربي
عمان/بيروت (رويترز) – قصفت القوات السورية احياء في مدينة حمص يوم السبت في حملتها لسحق الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد قبل اجتماع لوزراء الخارجية العرب من المقرر ان يناقش تشكيل بعثة مراقبة مشتركة مع الامم المتحدة.
وقالت لجان التنسيق المحلية ان وفقا لمحصلة من اطباء في مستشفيات مؤقتة قتل 31 شخصا على الاقل يوم السبت في احدث هجمات خلال حصار حكومي بدأ قبل اسبوع لحمص ثالث اكبر مدن سوريا والتي تعد مركز الانتفاضة التي اندلعت قبل 11 شهرا.
وقال ناشط يدعى مالك محمد هاتفيا عبر الاقمار الصناعية من المدينة التي تبعد 140 كيلومترا الى الشمال من دمشق ان عشرات “الشبيحة” وهم ميليشيا علوية موالية للاسد انتشروا مع قناصة من الجيش في قلعة حمص ويقصفون البلدة القديمة بقذائف المورتر والاسلحة المضادة للطائرات.
وقال ناشط معارض اخر في حمص يدعى محمد حسن لرويترز عبر الهاتف ايضا ان امرأة تبلغ من العمر 55 عاما كانت ضمن من لقوا حتفهم جراء قصف حي بابا عمرو.
ويلتقي في القاهرة يوم الاحد وزراء من الجامعة العربية لمناقشة فكرة تشكيل بعثة مراقبة مشتركة من الدول العربية والامم المتحدة لنشرها في سوريا لتحل ملح بعثة مراقبة عربية علق عملها الشهر الماضي. وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا ردا على قمع الاحتجاجات.
وصرح مصدر مسؤول بالجامعة العربية ان اقتراحا اخر يدعو الى تعيين مبعوث من الامم المتحدة والجامعة العربية للتعامل مع سوريا مضيفا ان بعض الدول ربما تقترح ان تعترف الجامعة العربية رسميا بالمجلس الوطني السوري المعارض.
وفي علامة نادرة على التوصل الى تفاهم قال الزعيم المعارض في المنفى كمال اللبواني ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد دخلت بلدة الزبداني المحاصرة قرب الحدود مع لبنان يوم السبت بعد الاتفاق على وقف اطلاق النار مع المتمردين.
وقال اللبواني لرويترز ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد قصف بالدبابات والمدفعية استمر اسبوعا وخلف مئة قتيل على الاقل في البلدة التي يقطنها نحو 20 ألف شخص يقضي بأن يعيد المتمردون أسلحة ومدرعة استولوا عليها من القوات السورية مع عدم ملاحقتهم.
وأضاف ان اصوات اصحاب التفكير السديد في الجيش تغلبت بشكل ما على اولئك الذين يصدرون الاوامر بقصف الزبداني بالاسلحة الثقيلة . وتابع ان من مصلحة الجانبين التوقف عن اراقة الدماء.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة اشخاص قتلوا في القصف يوم السبت.
وأدى تفجيران استهدفا قوات الامن يوم الجمعة الى مقتل 28 شخصا في مدينة حلب ثاني اكبر المدن السورية والتي ظلت حتى الان على هامش الانتفاضة.
وتجاهل الاسد النداءات الدولية المتكررة لوقف حملته.
غير ان العالم مازال منقسما بشأن كيفية انهاء الصراع في سوريا بعد ان استخدمت روسيا والصين قبل اسبوع حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بمجلس الامن رعته دول غربية وعربية يساند دعوة الجامعة العربية للاسد الى التنحي.
ومع تدهور الاوضاع في سوريا وزعت السعودية مسودة جديدة في الجمعية العامة للامم المتحدة مماثلة للمسودة السابقة التي قدمت لمجلس الامن.
لكن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قال السبت ان موسكو لا يمكن ان تؤيد خطوة في الجمعية العامة للامم المتحدة تقوم على “نفس نص مسودة القرار غير المتوازن.”
ولم يؤد النزاع الدبلوماسي الى التخفيف عن حمص حيث قال نشطاء ان هجوم القوات الحكومية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وأغلبها مناطق سنية في حمص أدى الى مقتل ما لا يقل عن 300 شخص في الاسبوع المنصرم.
وتتناقص الامدادات الغذائية والطبية في المناطق المحاصرة حيث لا يبرح كثير من السكان منازلهم خوفا من التعرض لاطلاق النار.
وأظهرت لقطات مصورة على موقع يوتيوب للتواصل الاجتماعي على الانترنت طبيبا في مستشفى ميداني في حي بابا عمرو بجوار جثة المرأة التي يبلغ عمرها 55 عاما والتي قالت تقارير انها قتلت يوم السبت.
وقال الطبيب “ام لثلاثة اولاد.. الشهيدة ابتسام الدلاتي… استهدفت بقذائف… خروج كامل لمادة الدماغ.”
ولا يمكن التأكد من روايات الشهود على نحو مستقل حيث تقيد سوريا عمل معظم الصحفيين الاجانب.
وقالت وكالة الانباء العربية السورية ان مسلحين قتلوا طبيبا عسكريا رفيعا امس السبت في شمال دمشق.
والقت الوكالة باللائمة على “جماعة ارهابية مسلحة” في قتل العميد طبيب عيسى الخولي الذي وصف بأنه طبيب ومدير مستشفى. والخولي هو ارفع مسؤول يعلن عن مقتله في دمشق.
وجاء مقتل الخولي بعد اشتباك دام اربع ساعات يوم الجمعة بين متمردي الجيش السوري الحر وقوات سورية تدعمها مدرعات في حي القابون في العاصمة السورية حسب رواية نشطاء.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان عشرة جنود قتلوا في كمين نصبه منشقون على الجيش في محافظة ادلب يوم الجمعة.
واضاف ان ضابطا وثمانية جنود انشقوا ومعهم دبابة في دوما جنوبي دمشق بعد اشتباكات بين منشقين على الجيش وقوات الامن.
وتحولت المعارضة للاسد من احتجاجات شوارع سلمية مطالبة بالديمقراطية الى تمرد مسلح على مدار 11 شهرا وتخشى قوى عالمية ان تنزلق سوريا الى حرب اهلية شاملة وهو ما قد يشعل الاوضاع في جيران سوريا – تركيا والعراق والاردن واسرائيل ولبنان.
وتأمل دول الخليج العربية والولايات المتحدة واوروبا وتركيا بان تتمكن الدبلوماسية من اجبار الاسد على ترك السلطة لكنها تستبعد اي تدخل عسكري كالذي اسقط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي العام الماضي.
وبوسع الاسد ان يعول على روسيا اكبر مزود لسوريا بالاسلحة وحليف يعود الى الحقبة السوفيتية وكذلك على ايران. وتصر موسكو الحريصة على مواجهة النفوذ الامريكي في الشرق الاوسط على عدم وجوب تدخل القوى الخارجية.
ومن المقرر ان تناقش الجمعية العامة مسالة سوريا يوم الاثنين وان تصوت على مشروع القرار في وقت لاحق من الاسبوع المقبل.
ومثل مشروع قرار مجلس الامن الذي تم احباطه فان مشروع قرار الجمعية العامة “يؤيد بشكل كامل” خطة الجامعة العربية التي طرحت الشهر الماضي والتي تدعو من بين امور اخرى الى تنحي الاسد.
وقال ايهم كامل وهو محلل في مجموعة اوراسيا ان الفيتو الروسي والصيني يبين ان التغيير في سوريا ليس امرا وشيكا.
وأضاف انه مع افتقار القوات المتمردة لوجود هيكل واضح وقيادة موحدة فان الاسد سيحتفظ بتفوقه العسكري لكنه سيجد ان من الصعب سحق الثورة.
وتابع “خلال الشهور القادمة ستتحول سوريا من الصراع المدني الى حرب اهلية. ومضى يقول ان سلطة وسيطرة الاسد على الدولة ستتلاشى ومن المتوقع ان يتزايد سقوط القتلى المدنيين في الجانبين.”
ومما يسلط الضوء على خطر انتشار الصراع خارج سوريا قال مصدر امني ان اشتباكات وقعت بين انصار وخصوم للاسد في شوارع مدينة طرابلس اللبنانية الشمالية يوم السبت. وقتل شخصان واصيب ثمانية بعضهم من جنود الجيش الذين تم نشرهم لوقف القتال في المدينة.
من خالد يعقوب عويس ودومينيك ايفانز
السعودية تنفي تقديم مسودة قرار بشأن سوريا للامم المتحدة
دبي (رويترز) – نقلت وكالة الانباء السعودية عن مسؤول بوزارة الخارجية نفيه يوم الاحد لتقارير وسائل اعلام سعودية أفادت أن المملكة قدمت مشروع قرار جديد بشأن سوريا للجمعية العامة للامم المتحدة.
وأبلغ المسؤول الوكالة “لم يتم تقديم أي مشروع قرار باسم المملكة للجمعية العامة.”
وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية قال يوم الجمعة ان حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته روسيا والصين لايقاف مشروع قرار في الامم المتحدة بشأن سوريا خطوة “غير محمودة” وذكر دبلوماسيون أن السعودية وزعت مشروع قرار يدعم مبادرة للجامعة العربية لوقف العنف في سوريا على الدول الاعضاء بالجمعية العامة.
هدوء في قصف حمص يتيح تجمع الاف المحتجين وفرار بعض الاسر
عمان (رويترز) – قال نشطاء ان قوات الامن السورية خففت يوم الاحد من قصفها لمدينة حمص الذي استمر اسبوعا ما سمح لعدد محدود من الاسر بالخروج من أحياء للمعارضة بينما تجمع الاف المحتجين في الشوارع الليلة الماضية.
وأسفر القصف المكثف لحمص عن مقتل المئات مع استمرار انتفاضة قائمة منذ 11 شهرا ضد حكم الرئيس بشار الاسد.
وقال النشط المعارض محمد الحسن لرويترز في مكالمة هاتفية من حمص “سمح لنحو 15 أسرة بالخروج من بابا عمرو والانشاءات.”
وأضاف أن قوات الامن سمحت للاسر السنية بالخروج خلال هدوء القصف لكن باستثناء من يخرجون للمشاركة في الاحتجاجات فان الناس لا يغامرون بالخروج من منازلهم.
ومضى يقول “تحولت المدفعية الثقيلة الى نيران متقطعة لمدافع مضادة للطائرات الليلة الماضية وتسري شائعات روجها النظام عن أنه لا مشكلة في الخروج للشوارع اليوم.. لكن ما من أحد يفعل ذلك لان ما من أحد يصدقهم.”
وهناك امدادات للكهرباء وتعمل خطوط الهواتف في بعض مناطق حمص بعد أن انقطعت عن العالم الخارجي لاكثر من اسبوعين.
وأظهرت لقطات على موقع يوتيوب حشدا من عدة الاف يتجمعون في منطقة دير بعلبة حيث تم تفكيك حاجز وضعته قوات موالية للاسد بعد أن استهدفها الجيش السوري الحر بهجمات متكررة.
ورقص شبان ولوحوا بعلم سوريا القديم بلونيه الاخضر والابيض والذي كان لغاه حزب البعث الذي ينتمي اليه الاسد في انقلاب عام 1963 .
وجاء الهدوء في القتال بعد يوم من هدنة تم التوصل اليها بين القوات الموالية للاسد ومقاتلين في بلدة الزبداني قرب دمشق بعد أسبوع من القصف الذي قامت به قوات الاسد. وتقول مصادر في المعارضة انه لم تكن هناك أي مفاوضات مماثلة في حمص.
وسيجتمع وزراء خارجية الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية التي علقت عضوية سوريا ردا على قمع المحتجين في القاهرة يوم الاحد لبحث تشكيل بعثة مراقبة مشتركة بين جامعة الدول العربية والامم المتحدة بدلا من بعثة للمراقبين العرب تم تعليق عملها الشهر الماضي.
ناشط: القوات السورية تستخدم معتقلين كدروع بشرية
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — اتهم ناشط سوري معارض، الأحد، القوات السورية باستخدام معتقلين كدروع بشرية أثناء عملياته العسكرية الدائرة في مدينة “حمص،” تزامناً مع نفي السعودية التقدم بمشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية.
وقال الناشط، ويدعى عمر، إن الجنود يضعون المعتقلين المدنيين في الدبابات لمنع عناصر “الجيش السوري الحر” من مهاجمتهم في المدينة المحاصرة.
وتتعرض “حمص” لقصف عنيف متواصل منذ أكثر من أسبوع، وسط تصعيد عسكري تقوم به القوات النظامية لسحق احتجاجات مناهضة للرئيس، بشار الأسد، أدى لمقتل قرابة 690 شخصاً، الأسبوع الفائت.
وكان السفير الأمريكي لدى سوريا، روبرت فورد، قد كشف مطلع الأسبوع، عبر صور بالأقمار الصناعية، أن “حمص” تعرضت لقصف من قبل القوات السورية وليس “جماعات مسلحة” كما يزعم النظام السوري.
وقال فورد في مقابلة مع CNN، الجمعة: “نعلم من يقصف حمص، ليست الجماعات المسلحة، بل الحكومة لذلك نشرت الصور على الإنترنت.”
ويتهم النظام السوري من يسميهم “جماعات إرهابية مسلحة” بالوقوف وراء موجة عنف تجتاح البلاد منذ منتصف مارس/آذار الماضي، فجرها حملة عسكرية أطلقها لاجتثاث احتجاجات تطالب بالتغيير.
السعودية: لم نقدم مشروعاً للأمم المتحدة
وعلى الصعيد الدبلوماسي، نفت السعودية التقارير المتداولة بشأن تقدمها بمشروع قرار لحل الأزمة السورية.
وصرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، أنه لم يتم تقديم أي مشروع قرار باسم المملكة للجمعية العامة، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واس.
وتزامنت التقارير مع جلسة مقررة للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة لمناقشة الوضع في سوريا، حيث أعداد القتلى في ارتفاع، وتواصل القوات الحكومية القمع العنيف للمتظاهرين.
ويأتي النفي السعودي مع اجتماعات مقررة بالقاهرة، الأحد، يناقش فيها وزراء الخارجية العرب سُبل التعامل العربي مع الأزمة السورية.
نشطاء: القوات السورية قتلت 687 شخصاً بأسبوع
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال نشطاء إن العمليات العسكرية المتواصلة لسحق تحركات مناهضة للنظام السوري أوقعت نحو 690 قتيلاً، الأسبوع الماضي، معظمهم في “حمص”، في الوقت الذي يناقش فيه وزراء الخارجية العرب، الأحد، مقترحات للتعامل مع الأزمة السورية.
وذكرت “لجان التنسيق المحلية في سوريا”، إن 687 شخصاً قتلوا برصاص القوات النظامية السورية، بينهم 59 طفلاً، الأسبوع الفائت.
وأوضحت الحركة السورية المعارضة، التي تنظم وتوثق الاحتجاجات داخل سوريا، إن معظم القتلى سقطوا في “حمص”، شمال العاصمة دمشق، والتي تتعرض منذ أسبوع لحملة عسكرية شرسة.
والسبت، قال ناشط يدعي عمر، إن المدينة تتعرض، ولليوم السابع على التوالي، لقصف متواصل، ويطوقها الآلاف من القوات النظامية وعشرات الدبابات.
وبموازاة ذلك، قتل خمسة أشخاص في مدينة “درعا”، مركز انطلاق شرارة الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، في منتصف مارس/آذار الماضي.
وقالت لجان التنسيق إن الضحايا الخمسة ضمن 13 شخصاً قتلوا بالمدينة، السبت.
وعلى الجانب الآخر، أعلنت السلطات السورية تشييع جثامين 39 من عناصر الأمن السوري، قتلوا أثناء أداء الواجب بالقرب من دمشق و”حمص”، على حد قولها.
وأجج إطلاق النظام السوري حملة عسكرية لاجتثاث تحركات شعبية تدعو للديمقراطية موجة عنف بالبلاد، عزتها دمشق إلى “جماعات إرهابية مسلحة.”
وأوقعت حملة القمع المتواصلة منذ قرابة العام ما يزيد عن 7 آلاف قتيل، وفق تقديرات دولية.
ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من أي من تلك التقارير نظرا لقيود تفرضها سوريا على تحركات المراسلين الأجانب داخل أراضيها.
اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة
ومن المقرر أن تشهد العاصمة المصرية، القاهرة، الأحد، ثلاثة اجتماعات وزارية لبحث تطورات الوضع في سوريا، تبدأ باجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، برئاسة وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، يعقبه اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ثم اجتماع موسع لمجلس الجامعة العربية بكامل هيئته.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، واس، أن الفيصل سيرأس اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لمناقشة الوضع السوري بهدف بلورة الموقف الخليجي من تطورات الأوضاع في سوريا قبيل اجتماع مجلس الجامعة العربية.
هذا ومن المقرر أن تناقش الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاثنين، مشروع قرار قدمته السعودية لإنهاء الأزمة السورية. (للمزيد)
ومن جانبه سيرأس الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية واجتماع اللجنة الوزارية المعنية بمبادرة السلام العربية، على ما أوردت وكالة “قنا” القطرية.
وتتواصل المساعي العربية بعد فشل مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، تبني مشروع قرار عربي-غربي يتماشى مع مبادرة الجامعة العربية الأخيرة بشان الأزمة السورية، وذلك بسبب استخدام كل من روسيا والصين حق “الفيتو”.
وبدوره، قال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، أن استخدام روسيا والصين لحق النقض:”كان نابعا من قناعاتهما المبدئية والمتمثلة برفضهما التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحل المسائل بالطرق السلمية واحترام ميثاق الأمم المتحدة.”
وأكد المقداد، وعلى ما نقلت وكالة الأنباء السورية، خلال لقائه مجموعة من الصحفيين، السبت، أن “من يراهن على سقوط سوريا فإنما يراهن على الفشل.”