أحداث الأحد 13 كانون الأول 2015
موسكو تستبق «أصدقاء سورية» بالتمسك بالأسد
الرياض، لندن، موسكو – «الحياة»
تلقّى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، تناول تطورات الأزمة السورية. وفيما أُفيد بأن خادم الحرمين أطلع الرئيس الفرنسي خلال الاتصال على نتائج مؤتمر المعارضة السورية الذي عُقد في الرياض، أبدى هولاند ارتياحه إلى ما توصّل إليه المجتمعون وثقته بأنه «خطوة مشجعة إلى أمام».
جاء ذلك في وقت صعّدت روسيا حملتها على مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، معتبرة أن الجماعات والشخصيات التي اجتمعت في العاصمة السعودية لا يحق لها «احتكار» تمثيل معارضي نظام الرئيس بشار الأسد. ولم تكتفِ موسكو بهذا الموقف بل استبقت اجتماعاً مقرراً غداً الإثنين لـ «مجموعة أصدقاء سورية» في باريس، بالقول إن نهجها معروف سلفاً في خصوص «التمسك بالإطاحة بالحكومة الشرعية في دمشق»، ما يؤكد رفض الروس أي محاولة من دول غربية وإقليمية لربط مسار الحل السياسي في سورية بمستقبل الأسد.
وعلى رغم أن هذا الموقف الروسي ليس جديداً، إلا أن إعلانه عشية زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لموسكو الثلثاء، يحمل على الاعتقاد بأن مهمة الضيف الأميركي لن تكون سهلة في زحزحة الكرملين عن موقفه المتمسك بـ «شرعية» الأسد.
وجاءت هذه التطورات في وقت شن الطيران الروسي عشرات الغارات على مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة في العديد من المناطق السورية، كما أعلن النظام أن قواته حققت تقدُّماً لافتاً في ريف محافظة اللاذقية الشمالي قرب الحدود التركية، وكذلك في ريف حلب الجنوبي (شمال سورية). وشهدت مدينة حمص (وسط) تفجيرين دمويين أوقعا عشرات الضحايا في حي الزهراء الموالي للنظام والذي يقطنه مواطنون غالبيتهم من الطائفة العلوية .
وخرج زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني عن صمته الذي التزمه منذ شهور، موجّهاً انتقادات شديدة إلى مؤتمر المعارضة السورية في الرياض. ونقلت قناة «أورينت نيوز» عن الجولاني قوله في مؤتمر صحافي إن «مقاتلي الفصائل المشاركة في الرياض لن يتبعوا أوامر قادتهم»، وزاد: «لم نُدعَ إلى مؤتمر الرياض وحتى إن دُعينا فلن نقبل». وأضاف أن المؤتمر هو «الخطوة الأولى لتنفيذ ما اتُّفِق عليه في فيينا بين الروس والأميركان» وأن «هدف المجتمع الدولي هو دمج المعارضة المسلّحة مع النظام وبقاء الأسد رئيساً وإعلان هدنة». واعتبر أن مؤتمر الرياض «يهدف إلى تجريد جميع مقاتلي المعارضة من سلاحهم طوعاً أو كرهاً».
وأعلن الجولاني صراحة أن تنظيمه الذي يُعتبر الفرع السوري الرسمي لتنظيم «القاعدة» يُعرقل الهُدن التي يحاول النظام الاتفاق عليها مع جماعات محلية معارضة، قائلاً إن «الهُدن تصب فقط في مصلحة النظام». واعتبر أن «النظام فقد قوته كدولة وتحوّل مجموعة فصائل مستقلة»، مضيفاً أن «ما تملكه الفصائل المقاتلة مجتمعة من عتاد ودبابات اليوم أكثر مما يمتلكه النظام». ورأى أن «تدخُّل الروس لم يكن لحمايته بل لإعادة إحيائه لأنه كان ميتاً».
وعلى صعيد موقف موسكو، انتقدت وزارة الخارجية الروسية أمس مؤتمر المعارضة السورية الذي عُقِد في الرياض وانتهى باشتراط رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية. وجاء في بيان للوزارة: «لا نستطيع أن نوافق على محاولة الجماعة التي اجتمعت في الرياض لاحتكار حق التحدث باسم المعارضة السورية بأكملها».
وبصدد الدعوة إلى انعقاد اجتماع لـ «أصدقاء سورية»، تابع البيان: «تلقينا بدهشة نبأ الدعوة إلى اجتماع عاجل في 14 كانون الأول (ديسمبر) لمجموعة «أصدقاء سورية» المعروف عنها نهجها الذي استُنفِد والمتمسك بالإطاحة بالحكومة الشرعية في دمشق، ومحاولات حصر عملية التسوية في نطاق منفرد من شأنها الإضرار بالتسوية، وتطعن بهيبة المجموعة الدولية لدعم سورية التي تم في نطاقها- وبفضل جهود مضنية- حشد جميع اللاعبين الخارجيين الرئيسيين»، كما أوردت قناة «روسيا اليوم».
وأعربت الخارجية الروسية عن «استعداد موسكو لمواصلة العمل الجماعي في إطار الفريق الدولي لدعم سورية، بمشاركة جميع الأطراف المعنية بلا استثناء، وبهدف تسوية المسائل المتعلقة بالتمهيد لعملية سياسية سورية حقيقية وشاملة من دون أي شروط مسبقة». وشدّدت على أن «جميع المشاركين في الفريق الدولي لدعم سورية أجمعوا على مبدأ رئيسي للتسوية، هو أن الشعب السوري وحده المخوّل تقرير مصير سورية، ولا بد من التقيُّد التام بتنفيذ الاتفاقات».
شرق أوسط جديد «حتمي» للتسوية السورية
موسكو – رائد جبر
كلما تطرّق الحديث إلى التنسيق الروسي – الإسرائيلي في سورية، وضع خبراء أسئلة حول مستقبل التعاون بين موسكو وطهران في هذا البلد، خصوصاً مع توسيع الوجود العسكري الروسي واتخاذه بعداً يكرس وجوداً طويل الأمد، بَرَزَ من خلال التعزيزات التي أرسلتها موسكو بعد تفجُّر الأزمة الروسية – التركية، وعلى رأسها أنظمة الصواريخ المتطورة من طراز «إس 400» التي تخدم أهدافاً أخرى غير الحرب على تنظيم «داعش»، على رأسها فرض نوع من الحظر على تحليق المقاتلات التركية الآن. وتجعل التعزيزات مهمة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أكثر تعقيداً، طالما لم تنسِّق واشنطن خطواتها مع موسكو.
وكان لافتاً أخيراً، التقدُّم الروسي باتجاه السيطرة على «قواعد جوّية» جديدة في سورية، بعضها قرب حمص، وهي منطقة حيوية بالنسبة إلى إيران وحلفائها في لبنان.
وعلى رغم تأكيد وزارة الدفاع الروسية أن موسكو لا تتطلع إلى إقامة قواعد جديدة في سورية، إلا أنها استدركت أن «من حقها بموجب التفويض الذي منحه طلب (سورية) التدخُّل الروسي استخدام كل القطعات والقواعد العسكرية لإنجاح مهمتها».
وتتعامل وسائل الإعلام الروسية بحذر شديد مع ملف العلاقة الملتبسة بين موسكو وطهران، إذ تنقل عن مسؤولين عسكريين أهمية تواصل التنسيق وتطابق مصالح الطرفين في سورية، ولكن في الوقت ذاته، لا تخفي تحليلات تُنشر نادراً أن تمدُّد النفوذ الروسي يسحب البساط من تحت أقدام الإيرانيين تدريجاً. كما أن التصريحات الرسمية الصادرة عن الكرملين أو وزارة الخارجية الروسية لم تُشِر مرة واحدة إلى إيران كطرف رئيسي بين حلفاء روسيا «الميدانيين» في سورية، فيما تتحدّث دائماً عن «القوات الحكومية والوحدات الكردية». في المقابل، لاحظ خبراء روس حرص شخصيات إيرانية بارزة مثل قاسم سليماني على «الظهور» في المناطق التي تشهد تشديداً للضربات الروسية، كما حصل قبل أسابيع في حلب.
وإضافة إلى التعاون مع إسرائيل الذي أعاد الرئيس فلاديمير بوتين تأكيده خلال اجتماع القادة العسكريين الروس الجمعة، لوضع خطط التحرك للعام المقبل، وهو أمر يبدو محرجاً لطهران وحلفائها في سورية، يضع خبراء روس جملة من العناصر التي تعزّز نظرية «التنافس وحتمية تضارب المصالح» بين موسكو وطهران.
ويعتبر رئيس مجلس السياسة والدفاع فيودور لوكيانوف المقرّب من الكرملين، أن روسيا تقف «أمام معادلة صعبة»، إذ عليها ضمان وجودها الجيوسياسي في سورية المستقبل، بصرف النظر عن بنية السلطة هناك، مع محاولة عدم تقويض العلاقات مع إيران، بصفتها «الشريك الإقليمي المهم جداً في المستقبل». ومع إقراره بأن الحفاظ على النظام الحالي في سورية مهم جداً بالنسبة إلى طهران، لأنها «تعتقد بأن أي تغيير سيصبح كارثياً بالنسبة إلى السيطرة الإيرانية في سورية»، يشير لوكيانوف إلى نقطة حساسة جداً. فهو يعتقد بأن المشكلة السورية «تكاد أن تكون الموضوع الوحيد الذي يعزز العلاقات مع موسكو، أما في الاتجاهات الأخرى فتنظر طهران إلى موسكو بعين الشك». ولا ترغب روسيا كما يقول الخبير في لعب دور «القوة العظمى التي تحمي طموحات دولة إقليمية».
ويحذّر من أن التسوية السورية لم تعد ممكنة من دون إعادة بناء سياسية للشرق الأوسط، وهذه مهمة أكبر حجماً بمرات، ومحفوفة بأخطار كثيرة.
«داعش» يتبنى تفجيرا انتحاريا في حمص
بيروت – أ ف ب
تبنى تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) تفجيراً بسيارة مفخخة استهدف صباح اليوم (السبت) حي الزهراء في مدينة حمص في وسط سورية تبعته عملية انتحارية.
وقال التنظيم ف في بيان أوردته مواقع متطرفة باسم «ولاية حمص»: «تمكن الاخ المجاهد ابو احمد الحمصي من ركن سيارة مفخخة في وسط حي الزهراء وتفجيرها على تجمع (…) ثم انطلق لينغمس بحزامه الناسف بوسط تجمع لهم».
وقال محافظ حمص طلال البرازي ان التفجير اسفر عن مقتل 16 شخصاً واصابة 54 آخرين.
وقال البرازي: «شاحنة متوسطة الحجم مفخخة بحوالى 150 الى 200 كيلوغرام انفجرت بالقرب من المستشفى الاهلي في حي الزهراء». وأشار الى ان «التفجير وقع امام مطعم لديه الكثير من اسطوانات الغاز ما اسفر عن اضرار اضافية».
وتسيطر قوات النظام منذ بداية أيار (مايو) 2014 على مجمل مدينة حمص باستثناء حي الوعر الذي بدأ مسلحو الفصائل المقاتلة بالخروج منه الاسبوع الحالي في اطار اتفاق مع الحكومة السورية برعاية الامم المتحدة.
عشرات الضحايا بانفجارين في حمص… وتقدّم للنظام في اللاذقية وحلب
لندن – «الحياة»
قُتل ما لا يقل عن 16 شخصاً بانفجارين وقعا أمس في حي موال للنظام في مدينة حمص بوسط سورية، في حين واصلت الطائرات الروسية قصف مناطق خارجة عن سيطرة النظام، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. وأعلنت الحكومة السورية أن القوات النظامية حققت تقدماً في ريفي اللاذقية (شمال غربي البلاد) وحلب (شمال).
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن انفجارين وقعا السبت في حي تسيطر عليه الحكومة بمدينة حمص، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً على الأقل وإصابة عشرات آخرين. وجاء الانفجاران بعد أيام من بدء تنفيذ اتفاق الهدنة في حي الوعر آخر أحياء المعارضة في مدينة حمص. وتضمن هذا الاتفاق بين الحكومة المحلية وجماعات المعارضة تحت إشراف الأمم المتحدة، انسحاب مقاتلي الجماعات المسلحة المعارضة من الوعر الذي أشرفت الأمم المتحدة الخميس على إدخال مواد غذائية وطبية إليه، وفق ما لفتت وكالة «رويترز».
وفيما قال المرصد أن مركبة مفخخة انفجرت قرب مستشفى في حي الزهراء الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية شرق مدينة حمص، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً بينهم ضابط برتبة عقيد وشرطي، أشارت وسائل إعلام رسمية إلى وقوع انفجار ثان نتج من انفجار أسطوانة غاز، ما أدى إلى إصابة أشخاص كانوا هرعوا لإنقاذ ضحايا الهجوم الأول في الحي المكتظّ بالسكان. ووصف التلفزيون السوري الهجوم على حي الزهراء بأنه «تفجير إرهابي»، فيما قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن المركبة المفخخة كانت معبأة بنحو 150 كيلوغراماً من المواد الناسفة ونشرت الوكالة صورة فوتوغرافية لرجلين يحملان امرأة بعيداً من موقع حطام محترق. وظهرت في المقاطع التي عرضها التلفزيون السوري مشاهد تضج بالفوضى وارتفعت سحابات سود من الدخان من حطام معدني فيما تعثر الناس وسط الحطام وهم يحاولون نقل أناس بعيداً من موقع الانفجار.
وفي حلب (شمال)، تحدث المرصد عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً بينهم فتى في قصف جويّ روسي على الأرجح استهدف مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، فيما قصفت طائرات حربية منطقة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، وكذلك منطقة منبج في الريف الشمالي الشرقي أيضاً حيث أُعلن مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص. وتابع أن طائرات حربية أغارت أيضاً على قرى الشخير والصعب وجب القهوة ومحيط بلدة الخفسة في ريف حلب الشرقي، في حين استمرت «الاشتباكات العنيفة بين حزب الله اللبناني وقوات النظام ومسلحين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وتنظيم جند الأقصى والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى، في بلدة دلامة وتلّتها، ومحاور عدة أخرى بريف حلب الجنوبي، وسط قصف مكثف من طائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق الاشتباك».
وفي ريف حلب الجنوبي، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الجيش النظامي سيطر أمس على 5 قرى جديدة، ناقلة عن مصدر عسكري «إن وحدات من الجيش والقوى المؤازرة نفذت عمليات دقيقة وسريعة بريف حلب الجنوبي انتهت بإحكام السيطرة الكاملة على قرى مريقص وأبورويل وقريحية والصعيبية ودلامة جنوب تلة الأربعين». ولفتت «سانا» إلى أن جماعات المعارضة المسلحة في ريف حلب الجنوبي منيت في الفترة الماضية بـ «هزائم متتالية» كانت آخرها القرى الخمس التي سيطر عليها النظام أمس وقرى خلصة والقلعجية والحمرا وزيتان التي سيطر عليها الاثنين الماضي.
وفي محافظة اللاذقية الساحلية (غرب)، تحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى، في محيط جبل الكوز قرب المرصد 45 في ريف اللاذقية الشمالي، ووردت معلومات عن تقدم لقوات النظام في المنطقة». أما وكالة الأنباء السورية «سانا» فنقلت عن «مصدر عسكري» تأكيده أن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية نفذت عملية نوعية أحكمت خلالها السيطرة على جبل الكوز في الريف الشمالي (اللاذقية) بعد تدمير آخر مقار وتحصينات» جماعات المعارضة المسلحة فيه. وأضاف المصدر أن وحدات الجيش النظامي أحبطت أول من أمس «محاولات تسلل لإرهابيي جبهة النصرة والتنظيمات باتجاه جبل عطيرة والتلال المحيطة بالبرج الفرنسي وجبل القزغدار وجبل العذر بريف اللاذقية الشمالي».
وفي محافظة حماة (وسط)، أفاد المرصد بأن طائرات حربية نفّذت غارات على بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بريف حماة الشمالي، ما أدى إلى سقوط ضحايا.
وفي محافظة ريف دمشق، أشار المرصد إلى مقتل طفل وسقوط جرحى نتيجة قصف طائرات حربية، «يُعتقد أنها روسية»، مدينة زملكا في الغوطة الشرقية، بينما قُتل خمسة أشخاص على الأقل في غارات أخرى على حمورية في الغوطة الشرقية أيضاً.
وفي دير الزور (شرق)، قال المرصد أن ما لا يقل عن 12 مواطناً معظمهم من عائلة واحدة قُتلوا أو أصيبوا «نتيجة استهداف منزلهم من جانب طائرات حربية في قرية سوسة بريف دير الزور الشرقي».
15 ألف جواز سفر تضاعِف قلق الأوروبيين من «داعش»
واشنطن، جنيف – أ ف ب، رويترز
أعلن ديبلوماسيون أن دولاً أوروبية تتداول منذ الصيف لائحة تضم جوازات سفر سورية وعراقية مفقودة، تخشى أن يستخدمها أشخاص، بعد تزوير بياناتها، في السفر، ما يشكل خطراً أمنياً إضافياً لهذه الدول في ظل مواجهتها موجات من تدفق اللاجئين من بلدان بينها سورية والعراق، بسبب صعوبة إثبات تزييف هذه الجوازات.
وأوضح هؤلاء الديبلوماسيون أن اللائحة تشمل أرقاماً متسلسلة لـ 5 آلاف جواز سفر استولت عليها جماعات مسلحة بينها تنظيم «داعش»، من مكاتب حكومية في محافظتي الرقة ودير الزور السوريتين، و10 آلاف جواز سفر أخرى فقِدت في مناطق الأنبار ونينوى وتكريت العراقية.
ولم تُعرف الجهة التي زودت الدول الأوروبية بالأرقام المتسلسلة للجوازات المفقودة، فيما كشف تقرير لوكالة التحقيقات في وزارة الأمن الداخلي الأميركية أن «داعش يملك قدرة على إصدار جوازات سفر سورية مزوّرة باستخدام معدات لطباعتها، كما يستطيع سرقة هويات مواطنين سوريين عبر الوصول إلى بياناتهم الشخصية وبصماتهم».
وكان عُثِر على جواز سفر سوري قرب انتحاري شارك في اعتداءات باريس التي أوقعت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأظهر التحقيق أن بصمات الانتحاري تعود إلى مهاجر سجل وصوله إلى اليونان في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، مع عدم إمكان تأكيد أنه صاحب جواز السفر.
وفي سياق آخر، أفادت الشرطة الأميركية بأنها تحقق في علاقة شخص بحريق اندلع في باحة مسجد الجمعية الإسلامية في منطقة ريفرسايد جنوب ولاية كاليفورنيا، «ما يرجح احتمال كونه حادثاً متعمداً وجريمة كراهية». وجاء الحادث بعد 9 أيام على قتل زوجين مسلمين يرجح أنهما من «أنصار داعش» 14 شخصاً في منطقة سان برناردينو المجاورة لريفرسايد.
وتحققت السيطرة على الحريق بعد 35 دقيقة على اندلاعه بسبب إلقاء زجاجة حارقة، أدت إلى تصاعد دخان كثيف ألحق أضراراً بالمسجد، لكنه لم يسفر عن خسائر. ثم تجمّع عدد من المسلمين أمام المسجد، وقال أحدهم: «أي شيء يحدث في أي مكان يتهم الإسلام به، لكن من يفعل ذلك ليس الإسلام». وأضاف: «نحب أميركا. ترامب هاجم الإسلام وقد يصغي إليه بعضهم». وكان دونالد ترامب الطامح إلى ترشيحه باسم الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، طالب بعد هجوم كاليفورنيا، بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
مقاتلات مسيحيات سريانيات على خطوط المواجهة ضد الجهاديين في سوريا
الحسكة – (أ ف ب) – تركت بابيلونيا طفليها الصغيرين ليمار وغابريلا ومهنتها كمصففة شعر لتلتحق مع نساء اخريات بكتيبة مسيحية سريانية ينتشر عناصرها على عدد من خطوط القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة الحسكة في شمال غرب سوريا.
وتقول هذه السيدة (36 عاما) القوية البنية بلباسها العسكري المرقط “اشتاق لطفليّ ليمار (تسع سنوات) وغابرييلا (ست سنوات) وافكر دائما أنهما يعانيان من الجوع والعطش والبرد، لكنني أشرح لهما انني مقاتلة لأحمي مستقبلهما”.
بابيلونيا هي واحدة من السيدات والفتيات السريانيات اللواتي التحقن بكتيبة نسائية تضم عشرات المقاتلات السريانيات، وتخرجت الدفعة الاولى منهن في آب/اغسطس 2015 في مدينة القحطانية في محافظة الحسكة، حيث تقيم بابيلونيا منذ تسع سنوات.
وتحمل هذه الكتيبة اسم “قوات حماية نساء بيث نهرين”، وهي تسمية تاريخية باللغة السريانية تعني بلاد الرافدين، في اشارة الى المناطق التي تتحدر منها الاقلية السريانية حول نهري دجلة والفرات.
وتضيف بابيلونيا بنظرة ثاقبة وهي تحمل سلاحها “انا مسيحية مؤمنة وتفكيري بطفليّ يزيدني قوة وتصميما على مواجهة داعش”.
قبل انضمامها الى صفوف المقاتلات السريانيات، عملت بابيلونيا كمصففة شعر، لكنها قررت ان تصبح مقاتلة بتشجيع من زوجها المقاتل هو ايضا، وبهدف “تبديد فكرة أن المرأة السريانية تجيد الأعمال المنزلية والتبرج فقط”، على حد تعبيرها.
تركت لوسيا (18 عاما) العازبة والخجولة الاطباع دراستها لتنضم على غرار شقيقتها الى صفوف المقاتلات السريانيات برغم اعتراض والدتها.
وتقول وهي تلف رأسها بوشاح عسكري، وحول عنقها قلادة تحمل صليبا خشبيا وايقونة، “سلاحي هو الكلاشنيكوف ولدي معرفة بسيطة في التقنيص”.
وتضيف “شاركت في معركة بلدة الهول للمرة الأولى لكن نقطتي لم تتعرض للهجوم من قبل عناصر تنظيم الدولة الاسلامية”.
ويعد السريان احدى جماعات الكنيسة المشرقية والتي تتكلم وتصلي باللغة الارامية. وغالبية السريان هم من الارثوذكس او اليعقوبيين فيما اقلية منهم من الكاثوليك الذين تبعوا روما في القرن الثامن عشر. ويتواجد السريان حاليا في لبنان والعراق وسوريا وحتى في الهند.
وكانت اولى مشاركة المقاتلات السريانيات على جبهات القتال الى جانب “وحدات حماية المرأة الكردية” في الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة الحسكة في اطار الحملة العسكرية التي قادتها “قوات سوريا الديموقراطية” وتمكنت خلالها من السيطرة على عشرات البلدات والقرى والمزارع بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها، وابرزها بلدة الهول قبل شهر.
وتضم “قوات سوريا الديموقراطية” التي تحظى بدعم اميركي فصائل كردية وعربية اعلنت توحيد جهودها العسكرية قبل شهرين لقتال الجهاديين في شمال شرق سوريا.
وتقول اورميا (18 عاما)، التي انضمت قبل خمسة أشهر الى صفوف الكتيبة وشاركت في القتال في جبهة الهول، “خفت من أصوات المدافع في البداية لكن الخوف تلاشى بعد لحظات. كم أتمنى أن أكون في مقدمة المشاركين في القتال ضد الارهابيين”.
تتلقى المقاتلات تدريباتهن في أكاديمية عبارة عن طاحونة قديمة، تم تأهيلها في ريف مدينة القحطانية لتتحول الى معسكر تدريبي.
وتخضع المقاتلات قبل انضمامهن الى الكتيبة لتدريبات عسكرية ورياضية واكاديمية، تبدأ صبيحة كل يوم بحصة رياضية هدفها تقوية البنية الجسدية للمقاتلات مرورا بتمرين على كيفية استخدام السلاح، ومحاضرات فكرية تتناول اللغة السريانية وتاريخ السريان ودور المرأة.
ولا يزال عناصرها في مرحلة التدريب ويملكن القليل من التجربة لأنها حديثة التشكيل. وتنحصر مهام المقاتلات في حماية القرى والمناطق ذات الغالبية المسيحية في الحسكة.
وتوضح ثبيرثا سمير (24 عاما) التي تشغل “منصبا قياديا في التدريب” “عدد عناصرنا يقارب الخمسين مقاتلة سريانية حتى الان” تخرجن خلال ثلاث دورات تدريبية.
وتقول ثيبرتا التي تضع على رأسها قبعة صوف سوداء اللون “كنت أعمل في الجمعية الثقافية السريانية، لكنني اشعر الآن بمتعة في العمل في المجال العسكري”، مضيفة “لا أخاف تنظيم داعش وسيكون لنا وجود في المعارك المقبلة ضد الارهابيين”.
ومع تأكيدها وجود “مدربين محليين يتمتعون بخبرة”، لكنها تقر بان “قوات اجنبية أشرفت على تدريبنا” من دون ان تحدد جنسياتها.
ووصل عشرات العسكريين الاميركيين نهاية الشهر الماضي الى شمال وشمال شرق سوريا بهدف تدريب ودعم “قوات سوريا الديموقراطية” في معاركها المقبلة ضد الجهاديين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويبدو ان لكل فتاة هدفا من الالتحاق في صفوف المقاتلات السريانيات اللواتي يحملن راية “القضية” السريانية، على حد قولهن.
وتقول اثراء البالغة من العمر 18 عاما والتي لا تفارق الابتسامة وجهها “التحقت بهذه القوات منذ اربعة أشهر لأدافع عن قضيتي السريانية لأننا شعب مضطهد من قبل الآخرين”.
وتضيف انها تخشى ان ترتكب التنظيمات المتطرفة “مجزرة جديدة بحقنا على غرار العثمانيين الذين ارتكبوا بحقنا مجزرة سيفو في تركيا الأمر الذي كان بمثابة محو لمسيحيتنا وسريانيتنا”، في اشارة الى مقتل عشرات الالاف من السريان والاشوريين والكلدان على يد العثمانيين في جنوب شرق تركيا وشمال غرب ايران في العام 1915.
ويقيم نحو 100 الف سرياني في سوريا من اجمالي 1,2 مليون مسيحي. ويخشى هؤلاء ان يلقوا المصير ذاته كمسيحيي العراق الذين تعرضوا لانتهاكات جمة وعمليات تهجير من قبل المجموعات المتطرفة والجهادية.
السوريون يعتمدون الدولار في عقود الزواج والهيئة الشرعية تتجه لاعتماد الليرة الذهبية في المهور
سلامي محمد
دمشق ـ «القدس العربي»:واجه السوريون وما زالوا، داخل البلاد وخارجها، الكثير من العقبات والصعوبات أثناء عزمهم على الزواج. ومن أهم هذه العراقيل مخاوفهم من التوجه إلى مناطق سيطرة النظام السوري لتثبيت زواجهم والحصول على عقد الزواج إن كانوا داخل البلاد. أما من كان منهم خارجها فكانت الصعوبات أمامهم أكثر، نتيجة عدم القوانين المنظمة في الدول التي لجأوا إليها.
يعتمد السوريون داخل البلاد وخارجها على صكوك زواج غير مقيدة لدى الدولة السورية، فضلاً عن تحويل مهور الزواج من الليرة السورية إلى العملات الأجنبية (تكون في غالبية الحالات من فئة الدولار) نتيجة انهيار العملة المحلية، وتفاوت نسب العملات في البلاد التي يقطنونها.
محمد – لاجئ سوري في المملكة الأردنية الهاشمية – أكد لـ«القدس العربي» خلال اتصال خاص معه، مواجهته لمصاعب كبيرة في تثبيت عقد الزواج لدى المحاكم الشرعية في المملكة. فهي تشترط توافر بنود عدة لتثبيت عقود زواج السوريين. وفي غالب الأوقات يكون تثبيت الزواج أمراً ليس هيناً، على حد وصفه، وإنه يخشى تثبيت عقد قرانه عن طريق السفارة السورية لأنه مناهض للنظام في دمشق.
واستطرد يقول: «نحن خارج البلاد لا نتعامل بالليرة السورية مطلقاً بسبب انهيار قيمتها، ويشمل ذلك صكوك الزواج. فقد اعتمدت في تسجيل المهور (المقدم والمؤخر) على الدولار الأمريكي كمئات الحالات التي سبقتني من السوريين. وفي هذه الخطوة أكون قد حافظت على حقوق زوجتي من الضياع، لأن الاعتماد على الليرة السورية أمر خارج الحسبان كلياً».
وأضاف محمد: «صك الزواج بالنسبة لي أمر مصيري، إذ كنت من الذين تم قبول طلب لجوئهم المقدم إلى مفوضية الأمم في المملكة. لكنني لم أنجح حتى اليوم في ضم ملف زوجتي إلى ملف اللجوء الخاص بي، جراء رفض مفوضية الأمم المتحدة الاعتراف بملفها بســـبب غيــاب أي إثباتات قانونية لزواجنا، ولا أستطيع السفر إلى الدول الأوربية وتركها وحيدة».
بدروها قالت أم إبراهيم، وهي سيدة سورية تقيم في تركيا، لـ«القدس العربي» خلال اتصال خاص معها، «لا يمكننا الاعتماد أبداً على الليرة السورية في المهر، فقيمة الليرة تتهاوى باستمرار، لذا أصر والدي على أن يكون المهر بالعملة الأجنبية (الدولار) في مستوى يعادل المهور المتداولة بالليرة في سوريا». وقالت:» أما في ما يخص عقود الزواج، فقد قام زوجي بتثبيت زواجنا لدى الهيئات الشرعية في المناطق المحررة. ولكن عقد الزواج هذا ليس مقيدا لدى الدولة السورية، وبالتالي أنا ما زلت في القيود المدنية «عزباء». إلا أن هذا العقد سهل أمامنا الكثير من المعوقات، وخاصة مع وجود بعض التسهيلات في تركيا، والتي تعترف بمثل هذه العقود، كما أننا استطعنا عبر بعض المكاتب السورية إخراج دفتر عائلة وتسجيل ابننا فيه، وكل ذلك بدون قيود لدى الدولة السورية».
وأضافت: «هذه الإجراءات يمكن اعتبارها مرحلية وتسييراً لأمورنا الحالية في ظل غياب أي أفق للحل في سوريا. ومن المؤكد أننا سنعيد تثبيت زواجنا واستخراج دفتر العائلة من المحاكم الشرعية في الدولة السورية عقب رحيل النظام الحالي. وإلى ذلك الوقت نحن مضطرون لتيسير أمورنا».
أما من جانب المحاكم الشرعية العاملة في مناطق النظام السوري، فقد كشف القاضي الشرعي الأول بدمشق، محمود معراوي، قيامه برفع مقترح إلى وزارة العدل لدى النظام، لإصدار تعميم يجيز فيه التعامل بالليرة الذهبية السورية أثناء فرض المهر، وذلك بسبب ورود الكثير من العقود إلى المحكمة والمهر المنصوص فيها أن يكون بالليرة الذهبية، معيداً ذلك إلى انخفاض قيمة الليرة السورية إلى العُشر. إلا أنهم حينما يثبتون زواجهم في المحكمة الشرعية يكتشفون أن القانون حظر التعامل بالذهب فيعادلون قيمته بالليرة السورية.
وأضاف المعراوي، بحسب ما نقلته مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري، قوله: «ستتم مناقشة موضوع المهور القديمة، ولا سيما التي وضعت منذ 50 أو30 عاماً. المهور كانت في تلك الفترة قليلة جداً لا تتجاوز خمسة إلى عشرة آلاف منذ 50 سنة وأحياناً لا تتجاوز 25 ألف ليرة منذ 30 سنة. ومن هذا المنطلق رأت المحكمة أن يتم تحديد مهر المثل في هذه الحالات في حال طلاق بين الزوجين أو موت للزوج».
وأعاد المعراوي أسباب تقديم مقترحه، إلى انخفاض قيمة العملة الشرائية إلى العُشر والدليل على ذلك ارتفاع الأسعار في الأسواق إلى عشرة أضعاف، ما استدعى المحكمة إلى مناقشة موضوع المهور القليلة والقديمة وكيفية التعامل مع هذه المسألة في حال ورود دعاوى في هذا الخصوص إلى المحكمة.
غالبية المشاكل آنفة الذكر ربما يجد أصحابها حلاً في نهاية المطاف، لتبقى حوادث الطلاق هي الأصعب لدى السوريين نتيجة التشتت الأسري الحاصل، وعدم تحصين أمور الزواج من الناحية القانونية، وكذلك غياب إثباتات زواج لدى الدولة السورية، والتي من شأنها خلق مشاكل ومشاحنات بين المنفصلين وعائلاتهم.
ثلاثون قتيلاً بقصف للنظام السوري على دوما
أحمد حمزة
قتل ثلاثون شخصاً، اليوم الأحد، بقصف جوي وصاروخي، للنظام السوري، على مدينة دوما بريف دمشق، فيما تشهد بلدات أخرى بالغوطة هجمات مماثلة.
وأوضح الناشط الإعلامي، وليد الدومي لـ”العربي الجديد”، أن “أسراب الطيران الحربي، وحركة الإقلاع والهبوط لا تكاد تتوقف في مطار الضمير العسكري، وتصب حمم قذائفها ونيرانها على مدينة دوما، بالترافق مع قصف عنيف بالصواريخ العنقودية والمحرمة دولياً، استهداف مدرسة ابتدائية راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى الأطفال، ومن نجا منهم يتحدثون كيف شاهدوا رؤوس أصدقائهم تتطاير أمامهم”.
كذلك، تعرضت دوما، وفق الدومي، لاستهدافٍ بـ “أحد عشر صاروخاً عنقودياً حتى وقت الظهيرة”، مضيفاً أن “مدن وبلدات أخرى في الغوطة تتعرض لحملة قصفٍ شرسة وعنيفة للغاية، وهناك شهداء وجرحى في مناطق أخرى لم نستطع حصرها حتى الساعة”.
من جهته، قال الناشط الإعلامي كريم زبدين لـ”العربي الجديد” إن “الطيران الحربي شن غارات على حي جوبر، كما تعرضت بلدات سقبا، عربين، عين ترما، لضربات جوية مماثلة أدت لوقوع إصابات بين المدنيين”.
وكان عشرات الضحايا، سقطوا أمس، بين قتيل وجريح، في هجمات جوية وصاروخية، استهدفت عدة مدن وبلدات في الغوطة الشرقية، التي تعتبر أبرز معاقل المعارضة السورية المتاخمة لوسط دمشق.
هذا وسقطت عدة قذائف هاون على أحياء في العاصمة دمشق، إذ أفادت مصادر محلية بأن “القذائف توزعت حتى ظهر اليوم على مناطق: العدوي، أبو رمانة، الشعلان وغيرها، وأدت قذيفة سقطت في حي عين الكرش لوقوع إصابات”.
شبكة إسرائيلية تتاجر بالأعضاء المسروقة من اللاجئين السوريين
القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد
كشف موقع صحيفة مكور ريشون الإسرائيلي أن السلطات التركية اعتقلت، مؤخرا، إسرائيليا يدعى بوريس ولفمان (روسي الأصل ومطلوب للإنتربول) بتهمة التجارة بالأعضاء البشرية، لدى وصوله إلى إسطنبول في تركيا، بهدف شراء أعضاء بشرية من لاجئين سوريين لبيعها لأثرياء من مختلف أنحاء العالم.
وأشار الموقع إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت قد نشرت قبل سبعة أشهر عن تقديم لوائح اتهام ضد شبكة إسرائيلية مكونة من سبعة أشخاص، نشطت في التجارة بالأعضاء البشرية وعمليات زراعة غير قانونية عبر تسهيل سفر “زبائنها”، إلى كل من تركيا وأذربيجان وكوسفو وسيرلانكا. وبلغت أرباح الشبكة المذكورة من التجارة غير القانونية بالأعضاء البشرية أكثر من 7 ملايين دولار.
وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإن دور ولفمان تمحور بالأساس بالعثور على “متبرعين” بالأعضاء البشرية “أبدوا استعدادهم لبيع كلاهم مقابل ثمن باهظ ، عبر نشر إعلانات بالروسية في إسرائيل، كما جاء في لائحة الاتهام المذكورة أنه عمل من أجل العثور وتجنيد أطباء جراحيين ومشاف لإجراء هذه العمليات في الدول التي نشطت فيها الشبكة.
وكان تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” حول هذه القضية أشار إلى شبهات حول الدور المركزي الذي يقوم به إسرائيليون في هذه الشبكة، بمن فيهم ولفمان وآخرون، نشطوا في سوق تجارة وبيع الأعضاء البشرية في إسرائيل والعالم، وقد حصل أفراد المجموعة على مدار سنوات عملهم على مبالغ هائلة مقابل الربط بين “المتبرعين” وبين من اشتروا هذه الأعضاء.
وبحسب التقرير المذكور فقد ادعى الإسرائيليون أن نشاطهم كان غير مباشر، وأنه قانوني للغاية.
وقال تقرير صحيفة مكور ريشون إن الجديد في القضية، وتحديدا اعتقال ولفمان في تركيا، هو شكوك السلطات التركية أنه وصل إلى تركيا بهدف تجنيد “متبرعين” وأعضاء بشرية من لاجئين سوريين في تركيا عبر استغلال حاجتهم للمال.
وتنقل مراسلة الصحيفة ومعدة التقرير، بازيت ربينا، عن مصدر في المرصد السوري لحقوق الإنسان، تصفه بأنه مواطن سوري من أصل كردي قوله إن العرض على الأعضاء البشرية في صفوف اللاجئين السوريين في تركيا كبير للغاية، وأن اللاجئين الذين علقوا في مخيمات اللجوء في تركوا تحولوا منذ مدة لفريسة سهلة لتجار الأعضاء البشرية، وأن “قسما من اللاجئين الذي أعلن في الصحف أنهم غرقوا في البحر أو اختفت آثارهم، هم في الوقاع ضحايا لعمليات سرقة أعضائهم البشرية.
ووفقا للمصدر المذكور، فإن تجار الأعضاء البشرية يعرضون على اللاجئين السوريين عمليات استئصال كلية مقابل مبالغ مالية تؤمن تهريبهم وعائلاتهم من سورية إلى أوروبا. ويتراوح المبلغ بين خمسة وعشرة آلاف دولار، بحيث تتم العمليات في مشاف صغيرة أو عيادات لأطباء أسنان”.
مع ذلك يشير المصدر إلى أن حالات حصول اللاجئين على المبالغ التي وعدوا بها هي “حالات جيدة”، لكن في كثير من الأحيان لا يحصل اللاجئون على المبالغ التي وعدوا بالحصول عليها، وهم لا يجرؤون على تقديم شكاوى للسلطات التركية. لكن هناك قسم من اللاجئين الذي تم الادعاء أنهم غرقوا في الطريق، لاقوا حتفهم عمليا أثناء عمليات استئصال أعضاء منهم .
وبحسب التقرير الإسرائيلي، فقد وصلت هذه الظاهرة أيضا لداخل إسرائيل، وحتى للقدس المحتلة.
وبحسب مصدر فلسطيني في القدس المحتلة فإن هذه الظاهرة بدأت أصلا بين عامي 2005-2006 عبر السفر إلى العراق للحصول هناك “على تبرعات” لزراعة أعضاء بشرية، وأن هذه العمليات تتم اليوم في الأردن في عيادات خاصة. وينقل التقرير أيضا عن “مصدر عربي في الجليل من الطائفة الدرزية قوله إن تبرعات بالأعضاء كانت تُجرى في السباق في سورية أيضا قبل الحرب، أما اليوم فإن “الأعضاء البشرية” تصل من سورية وتجري العمليات في الأردن.
وبحسب هذا المصدر، فإن سوق “تجارة الأعضاء البشرية” يشهد إقبالا كبيرا وطلبا كبيرا على الأعضاء البشرية، وأن هناك عرضا كبيرا، سواء من اللاجئين السوريين وحتى الأفارقة، وأن الطلب يأتي من أوروبا وحتى من إسرائيليين يهود، مع تفضيل لمتبرعين سوريين بسبب المخاوف من الأمراض التي قد يحملها متبرعون أفارقة.
تصعيد روسي عسكري وسياسي في سورية
أحمد حمزة
لا تزال روسيا تصعّد تحركاتها ضد الشعب السوري، ففيما يتواصل سقوط قتلى مدنيين بغارات للطيران الحربي الروسي، ترفع السلطات الروسية من نبرتها تجاه مؤتمر الرياض الذي نجحت خلاله المعارضة السورية على اتفاق حول وفد موحّد للتفاوض مع النظام على أساس رحيل رئيس النظام بشار الأسد.
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أمس السبت، أن مؤتمر الرياض لم يمثّل كل أطراف المعارضة في البلاد، قائلة إنه “لا يمكن أن نقبل محاولة المجموعة التي التقت في الرياض أن تعطي لنفسها حق الحديث بالنيابة عن كل المعارضة السورية”. يأتي هذا في وقت كُشف فيه عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو الثلاثاء المقبل، حيث سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث الجهود القائمة للتوصل إلى انتقال سياسي في سورية، كما أفادت الخارجية الأميركية.
في المقابل، استبعدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أي تعاون مع الأسد، في الحرب ضد تنظيم “داعش”. وقالت، في تصريحات نقلها التلفزيون النمساوي الرسمي (أو أر إف)، أمس السبت: “نستثني الأسد وقواته من التعاون في الحرب ضد الإرهاب”. وأكدت ضرورة إيجاد حل سياسي للصراع بين النظام والمعارضة السورية.
ميدانياً، ارتكبت الطائرات الحربية الروسية مجازر بالجملة أمس السبت، راح ضحيتها عشرات المدنيين السوريين، لا سيما في ريفي حلب ودير الزور، وغوطة دمشق الشرقية. ففي دير الزور، قُتل وجرح عشرات المدنيين، بغاراتٍ روسية، استهدفت قرية السوسة قرب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وأكد الناشط الإعلامي عامر هويدي، لـ”العربي الجديد”، أن القصف الروسي أدى إلى “مجزرة مروعة بعد استهداف منزل في منطقة السوسة، ما تسبب بسقوط أكثر من 10 قتلى وعدد كبير من الجرحى في حصيلة أولية”.
وكانت أرياف حلب هي الأخرى، على موعد كذلك، مع يومٍ دامٍ جديد، سقط فيه عشرات القتلى والجرحى، نتيجة القصف الروسي، إذ ذكر سكان محليون لـ”العربي الجديد” أن غارة روسية استهدفت صباح السبت مخبز بلدة الأتارب (التي تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب الغربي) والمنازل المحيطة به، ما أدى لسقوط ما لا يقل عن عشرة قتلى ونحو 30 جريحاً.
كما تحدث الناشط الإعلامي عبد الرزاق مصطفى المتواجد في ريف حلب، عن قصف روسي لمدينة منبج، أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، في حين طاولت الغارات الروسية محاور الاشتباكات بين كتائب المعارضة ووحدات حماية الشعب الكردي في قريتي دير جمال وأبين بريف حلب الشمالي.
أما في ريف دمشق، وتحديداً في الغوطة الشرقية، فقد حصد قصف الطيران الروسي والسوري، مزيداً من أرواح المدنيين، إذ سقط قتيلان وعشرات الجرحى، جراء غارة جوية على السوق الشعبي في بلدة زملكا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة.
وأفاد ناشطون معارضون في الغوطة الشرقية بأن الطيران الحربي الروسي والنظامي يواصل حملة القصف اليومي على عدة مناطق من الغوطة الشرقية، ما تسبب أمس بمقتل خمسة أشخاص وجرح العشرات في عدة بلدات بالغوطة. وتسبّب الطيران الحربي، جراء غاراته الجوية بالصواريخ الفراغية والعنقودية في الأيام الأخيرة، بمقتل عشرات المدنيين في عموم الغوطة الشرقية، وخصوصاً بلدة حمورية، إذ كانت أعلى حصيلة من الضحايا يوم الأربعاء الماضي مع سقوط 18 قتيلاً، وعشرات الجرحى.
من جهته أكد الناشط الإعلامي كريم زبدين لـ”العربي الجديد”، أن “مدنياً واحداً على الأقل قُتل، وأصيب آخرون في مدينة دوما، باستهداف النظام ظهر أمس للأحياء السكنية بصواريخ عنقودية محرمة دولياً”.
كما أكد الناشط المتواجد في الغوطة الشرقية، شَنّ الطيران الحربي الروسي، غارة على سقبا استهدفت منازل المدنيين في البلدة، بالتزامن مع تعرض البلدة لقصفٍ عنيف براجمات الصواريخ، وسط تحليقٍ كثيفٍ للطيران الحربي، فوق جبهة المرج التي تشهد اشتباكات عنيفة. إذ تصد فصائل المعارضة المسلحة هناك محاولات قوات النظام للتقدّم منذ أسابيع في تلك المنطقة الاستراتيجية بالغوطة الشرقية.
في موازاة ذلك، أفادت مصادر محلية متطابقة في العاصمة دمشق، عن سقوط قذائف هاون في أحياء أبو رمانة، الصالحية، الشعلان، شارع الحمراء، ما تسبّب بوقوع إصابات.
من جهة أخرى، شهدت مدينة حمص أمس انفجاراً وصف بـ”الأضخم من نوعه” بسيارة مفخخة، تلاه انفجار مماثل، أديا إلى سقوط نحو 15 قتيلاً وأكثر من ثلاثين جريحاً، في حي الزهراء الموالي للنظام. وقال مصدر في مركز حمص الإعلامي لـ”العربي الجديد”، إن “الانفجار الذي سُمع في أرجاء المدينة قبل الساعة الثانية عشرة ظهراً بقليل، كان ضخماً جداً، وتبيّن أنه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة، رُكنت في الشارع الواصل بين المستشفى الأهلي وساحة العباسية في حي الزهراء الموالي للنظام”، مضيفاً أنه “بعد دقائق قليلة، سُمع دويٌ آخر ناجم عن انفجار مركز لتوزيع الغاز قريب من مكان الانفجار الأول”. وأكد المصدر “سقوط ما لا يقل عن خمسة عشر قتيلاً، وعشرات الجرحى، فضلاً عن أضرار مادية كبيرة لحقت بالمكان”.
وبعد التفجيرين، خرج عشرات المتظاهرين في مدينة حمص في تظاهرة طالبوا خلالها بإسقاط محافظ حمص طلال البرازي وذهب بعضهم لاتهامه بالإرهاب. ورد البرازي من خلال إحدى الإذاعات المحلية بأنه “يتفهم الانفعال العاطفي للمتظاهرين بسبب الانفجار”، مؤكداً أن “التفجير الأخير لن يؤثر على إكمال تنفيذ هدنة الوعر”.
توقعات بارتفاع أعداد السوريين في تركيا لثلاثة ملايين
إسطنبول – عدنان عبد الرزاق
توقع تقرير تركي زيادة عدد اللاجئين السوريين إلى أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ في غضون بضعة أشهر، ما يهدد محافظات الجنوب التركي التي يقع عليها العبء الأكبر في استضافة اللاجئين بمزيد من معدلات البطالة.
ويبلغ عدد السوريين في تركيا حالياً نحو 2.2 مليون شخص، وفق التقرير الذي أعدته مجموعة من الخبراء في الاتحاد التركي للعمل ومن جامعة هغتبه التركية.
وتوصل التقرير إلى أن 10% فقط من اللاجئين السوريين في تركيا يسكنون مخيمات اللجوء بينما الغالبية العظمى منهم باتوا يستقرون في المدن التركية، ولا سيما في المحافظات الجنوبية المحاذية للحدود السورية، حيث باتوا يشكلون أكثر من 50% من سكان تلك المحافظات، بينما وصلت نسبتهم إلى 95% في مدن أخرى مثل “كلس”.
التقرير الذي تطرق إلى الأضرار الاقتصادية التي تكبدتها تركيا على مدى أربع سنوات نتيجة استقبالها نحو 50% من عموم اللاجئين السوريين في دول الجوار، أكد أن نسبة البطالة في بعض المحافظات الجنوبية تجاوزت المعدل العام التركي للبطالة والبالغ 10%.
في المقابل، قال الخبير الاقتصادي السوري، سمير رمان، في تصريح لـ “العربي الجديد”، إن السوريين شكّلوا عبئاً اقتصادياً على تركيا، تجلى بإنفاق أنقرة نحو 8.5 مليارات دولار بحسب التصريحات الرسمية، وضغطاً على قطاعات خدمية في المدن الحدودية، وربما أثرت العمالة السورية على زيادة نسبة البطالة بين الأتراك.
وتابع: “لكن هذه نصف الحقيقة، والنصف الآخر هو أن السوريين نشّطوا الاقتصاد التركي أيضاً، سواء في قطاع الخدمات أو الزراعة، كما تصدروا قائمة الأكثر استثماراً وتأسيساً للشركات للعام الثاني على التوالي، إذ وصل عدد الشركات التي أسسها السوريون بتركيا هذا العام 1284 شركة وفق تقرير اتحاد الغرف التجارية التركية”.
من جهته، استغرب أيمن فهمي أبو هاشم، رئيس هيئة شؤون اللاجئين الفلسطينيين بالحكومة السورية المعارضة، تركيز التقرير على سيناريو واحد، وهو زيادة أعداد اللاجئين في تركيا بصورة حتمية تتجاوز 3 ملايين لاجئ وتركيزه على الصعوبات الكثيرة التي يواجهونها في تركيا على صعيد البطالة والتعليم وأوضاعهم المعيشية.
وطالب أبو هاشم، في تصريح لـ “العربي الجديد”، بأن يبحث الخبراء القائمون على التقرير السيناريوهات التي تشكل حلولاً حقيقية لمشاكل اللاجئين، كالمنطقة الآمنة.
وسبق أن أعلنت الأمم المتحدة أن عدد السوريين الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية وصل إلى 13.5 مليون شخص، بزيادة 1.2 مليون شخص خلال الأشهر العشرة الأخيرة.
موسكو لن تعترف بمؤتمر الرياض..ولن تكون مع “اصدقاء سوريا“
عبّرت موسكو عن رفضها مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد يومي الأربعاء والخميس الماضيين في العاصمة السعودية الرياض، بدعوى أن المشاركين فيه منحوا أنفسهم الحق في التحدث باسم جميع فصائل المعارضة السورية، وبأنهم لا يمثلون كل المعارضة السورية.
وفي ما يخص الدعوة لانعقاد اجتماع “أصدقاء سوريا” الشهر المقبل، قالت وزارة الخارجية الروسية: “لقد تلقينا بدهشة، نبأ الدعوة إلى اجتماع عاجل في الـ14 من ديسمبر/كانون الأول لمجموعة أصدقاء سوريا، المعروف عنها نهجها الذي استنفذ، والمتمسك بالإطاحة بالحكومة الشرعية في دمشق. ومحاولات حصر عملية التسوية في نطاق منفرد من شأنها الإضرار بالتسوية، وتطعن بهيبة المجموعة الدولية لدعم سوريا (الدول التي شاركت في محادثات فيينا) والتي تم في نطاقها وبفضل جهود مضنية حشد جميع اللاعبين الخارجيين الرئيسيين”. وأضافت الخارجية الروسية في بيانها “موسكو (مستعدة) لمواصلة العمل الجماعي في إطار الفريق الدولي لدعم سوريا بمشاركة جميع الأطراف المعنية بلا استثناء”، واعتبرت أن “جميع المشاركين في الفريق الدولي لدعم سوريا قد أجمعوا على مبدأ رئيسي للتسوية، ألا وهو أن الشعب السوري وحده المخول بتقرير مصير سوريا، ولا بد من التقيد التام بتنفيذ الاتفاقات”.
في السياق، قال ممثل “جيش الإسلام” في مؤتمر المعارضة السورية في الرياض محمد علوش، إن تلبية “جيش الإسلام” للدعوة جاءت بعد أن اتضحت لهم أسباب انعقاد اجتماع الرياض بشكل مفصل. ووصف علوش في مقابلة مع النسخة الالكترونية لصحيفة “الرياض” المؤتمر بأنه “سوري- سوري”، ولم تتدخل في مجرياته أطراف خارجية.
وأشار علوش إلى أن الفصائل تنازلت عن حقها في التمثيل داخل “الهيئة العليا للمفاوضات”، من 50 في المئة إلى الثلث، كون الفصائل هي الجهة التي ستتحمل أعباء تنفيذ أي اتفاق سيبرم. وأكد علوش على أن الفصائل المشاركة في المؤتمر أجمعت على رؤية تقضي باندماج جميع الفصائل المشاركة، لتكون بذلك نواة “الجيش الوطني” الذي ستؤسسه الحكومة الشرعية. مشيراً إلى أن تطبيق تلك الرؤية يرتبط بما ستفضي إليه المفاوضات.
وكانت مصادر دبلوماسية قد كشفت لـ”المدن”، قبيل انعقاد المؤتمر، أن الفصائل الإسلامية الكبرى، التي تمت دعوتها إلى الرياض، تحضّر لتحالف عسكري كبير، يلاقي التحالف القائم حالياً بين السعودية وتركيا وقطر.
وأكد علوش أن “جيش الإسلام” دفع باتجاه أن ينص البيان الختامي على عدد من الفقرات التي تدعو للتمسك بوحدة الأراضي السورية، وأن تكون الدولة السورية وطنية ودولة مؤسسات وعدل، وهويتها عربية- إسلامية، كما نصت الدساتير السابقة كدستور ١٩٥٠ والدستور الحالي الذي لا يعمل به. وهو ما تم التأكيد عليه من قبل معارضين من طوائف أخرى، على حد تعبيره.
وفي ما يتعلق بوقف إطلاق النار في حال التوصل إلى هيئة انتقالية، أكد علوش على أن الفصائل تعتبر الضامن للحل السياسي خلال المرحلة الانتقالية، وفقاً لما أشار إليه البيان الختامي في اجتماع الرياض، والذي نص على أن مؤسسات الدولة السورية الشرعية، التي يختارها الشعب السوري عبر انتخابات حرة ونزيهة، هي من يحتكر حق حيازة السلاح.
وحول أولوية الحل السياسي وقبول الفصائل المسلحة به كخيار أول، قال علوش إن هناك عبارة دقيقة في البيان الختامي تم الاتفاق عليها وهي أن الحل السياسي هو الأفضل بالدرجة الأولى، وهذا يعني أن هناك درجة ثانية في حال عدم الالتزام. وأضاف :”كنا أمام ادعاء عريض من قبل النظام وحلفائه أن المعارضة غير موحدة وغير موجودة ولا تحمل رؤية للحل، أما الآن فالرؤية موجودة واتفق عليها، والمعارضة متوحدة، ومعترف بها ليس فقط من الدول الصديقة والمقربة، بل من دول عالمية، لذلك على الأسد أن يرحل مع بداية المرحلة الانتقالية، والتي ستخلو ممن تلوثت أيدهم بدماء الشعب السوري”.
وفي استمرار لتضارب مواقف المشاركين في المؤتمر، أكد الشيخ معاذ الخطيب انسحابه من مؤتمر الرياض قبيل التوصل إلى “هيئة التفاوض”، حيث أدرج اسمه كأحد أعضائها. وقال الخطيب على صفحته الشخصية في “فايسبوك”: “تتداول العديد من المواقع إسمي بين مجموعة من الأسماء الذين تم اختيارهم في مؤتمر المعارضة الأخير. إن خدمة بلدي تشرفني، ولكني كنت قد غادرت المؤتمر قبل وضع أي أسماء ولم أحضر الجلسة الأخيرة وطلبت عدم وضع اسمي في أي قوائم”.
الجولاني: مؤتمر الرياض خيانة لدماء آلاف الشهداء
اتهم زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني، المشاركين بمؤتمر الرياض بأنهم خانوا “دماء الآلاف من الشهداء”، وما قاموا به يعد استسلاماً للنظام.
كلام الجولاني جاء خلال مقابلة مشتركة، السبت، أجرتها معه قنوات “الجزيرة”، و”الغد العربي”، و”أورينت”.
واعتبر الجولاني أن “مؤتمر الرياض هو الخطوة الأولى لتنفيذ ما اتفق عليه في فيينا بين الروس والأميركيين، ويهدف إلى تجريد كل مقاتلي المعارضة من سلاحهم طوعاً أو كرهاً”، وأشار إلى أن “بعض الفصائل ذهبت إلى مؤتمر الرياض وجنودهم لن يطيعوهم إن وافقوا على أهداف المؤتمر. الضغوط تبقى مبررات واهية إذا ما قورنت بحجم الخسارة لو مرر اتفاق الرياض”. وأضاف “أرض المعركة لا ينبغي أن يغامر بها بحجة المناورة السياسية. لنتخيل ما سيحدث لأهل السنة في الشام إذا ما تم تثبيت أركان النظام من جديد؟”. وقلل من أهمية نتائج المؤتمر، معتبراً أن “هدف المجتمع الدولي دمج المعارضة مع النظام وبقاء الاسد وإعلان هدنة. وحتى لو وافقت الفصائل على ما سيصدر بالرياض فإنها لن تستطيع تطبيق شيء”.
وعن التدخل الروسي، قال الجولاني إن “تدخل الروس لم يكن لحماية النظام بل لإعادة إحيائه لأنه كان ميتاً. لقد استطعنا أن نمتص الصدمة الأولى والنظام والروس ألقوا كل ما في جعبتهم”. ورأى أن “روسيا تعلمت من حرب أفغانستان ودخولها في سوريا خجول وحذر وله أهداف محددة” وأضاف “لا اعتقد أن روسيا تنافس إيران وهم قد وزعوا الأدوار في ما بينهم”.
وتعليقاً على التصريحات التركية حول المنطقة الآمنة في سوريا، قال الجولاني إن “موضوع المنطقة الآمنة معقد، أميركا ترفضها و تركيا لن تستطيع فعل شيء من دون موافقة أميركا. ينبغي أن يعلم الناس أن المنطقة الآمنة هدفها الأساسي حماية الأمن القومي التركي (ضد الأكراد). مشكلة تركيا مع الأكراد أكبر من داعش”. وأضاف “المجتمع الكردي مجتمع مسلم ونحن نعتبرهم جزءاً منا. مشكلتنا مع الميليشيات الكردية الشيوعية والعلمانية المتحالفة مع النظام”. ورد على الاتهام الموجه لـ”جيش الفتح”، بأنه أوقف التقدم إلى الساحل نظراً لوجود خطوط حمراء تفرضها تركيا وقطر، وقال الساحل وجورين ليسا خطاً أحمر و جبهة النصرة قرارها داخلي ولايتدخل فينا أحد”، وأكد أن “جبهة النصرة” لا تتلقى أي دعم من قطر، أو من تركيا، ومصادر تمويلها ذاتية، من الغنائم ومن أعمال تجارية. وتابع “لا نرى جواز قتال تنظيم الدولة تحت غطاء تركيا او التحالف الدولي. انسحبنا من شمال حلب لانه لايجوز التعاون مع تركيا أو التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة، وتركيا هدفها تمدد الاكراد وليس تنظيم الدولة”.
وعن صفقة تبادل أسرى الجيش اللبناني، قال الجولاني إن “صفقة أسرى الجيش اللبناني هدفت إلى تمرير المواد الغذائية وإيجاد ممر طبي لأهالي المنطقة، وفك أسر نساء وأطفال. من المعيب بحق حكومة لبنان أن يكون ثمن التفاوض تحقيق مكاسب إغاثية وطبية. معركتنا لم تكن مع الجيش اللبناني بالأصل وإنما مع حزب الله الذي ورط الجيش اللبناني”. وشدد على أن “النصرة” لن تتنازل عن ثوابتها ومبادئها “سواء كنا تنظيم القاعدة أو لم نكن.. لا نية لدينا بفك الارتباط بالقاعدة. والغرب يصنف الفصائل بناءعلى الفكر الذي تحمله، والارتباط بتنظيم القاعدة ليس له علاقة بهذا التصنيف”.
وكشف الجولاني أن “جبهة النصرة” كانت وراء تعطيل هدنة في الغوطة الشرقية، كانت قد بادرت إليها روسيا مؤخراً، وطرحت “مبادرة ثقة” تتمثل بضمان عدم قيام النظام بقصف الغوطة الشرقية لـ15 يوماً، ومن ثم يتم البحث في تفاصيل اتفاق الهدنة.
حمص: انفجار الزهراء يهدد إتفاق الوعر
بعد أربعة أيام على بدء تنفيذ اتفاق حي الوعر، ضرب انفجار سيارة مفخخة، السبت، حي الزهراء في حمص، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً على الأقل، وجرح ما يزيد عن 50 آخرين.
الانفجار وقع بالقرب من المستشفى الأهلي داخل الحي، عند امتداد الشارع الواصل بين المستشفى ودوار العباسية. ما أدى إلى أضرار بالغة في المكان، وسبب انفجاراً ثانياً نجم عن عدد من اسطوانات الغاز المنزلي في مركز للتوزيع.
وبينما نقلت صفحات موالية على “فايسبوك” أن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة محملة بعبوة من المواد المتفجرة، يقدر وزنتها بـ200 كيلوغرام على الأقل، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن مصدر أمني في حمص، قوله إن “التفجير الإرهابي تم بسيارة مفخخة بنحو 150 كيلوغراماً من المتفجرات، ركنها إرهابيون في شارع فرعي قرب جمعية النهضة الخيرية والمستشفى الأهلي بحي الزهراء المزدحم بالسكان، ما تسبب بارتقاء عدد من الشهداء واصابة العشرات بجروح اصابة أغلبيتهم خطرة جداً”. وأضاف “انفجار أسطوانة غاز داخل أحد المحلات القريبة بعد دقائق من حصول التفجير الإرهابي ما تسبب باصابة عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي والدفاع المدني الذين حضروا الى المكان لاسعاف الجرحى وازالة الأنقاض”.
وقال محافظ حمص طلال البرازي في تصريحات صحافية إن “التفجير الإرهابي تسبب باستشهاد 16 شخصاً وإصابة 54 آخرين بجروح إصابات بعضهم خطيرة”. ونقلت عنه “سانا” قوله إن “المشافي العامة والخاصة في مدينة حمص قامت بتقديم الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة للجرحى حيث غادر 15 آخرون، المشافي في حين لا يزال 39 يتلقون العلاج”.
من جهة ثانية، قالت “لجان التنسيق المحلية في سوريا”، إن الانفجار حصل قبيل ساعات من وصول لجنة من الأمم المتحدة إلى حي الوعر، لتشرف على تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الذي بدأ في التاسع من الشهر الحالي.
ونقلت “لجان التنسيق” عن مصادر في حمص، خشيتها من أن يؤدي الانفجار إلى عودة حالة التوتر بين الأحياء الواقعة تحت سلطة النظام، وسكان حي الوعر، الذين شرعوا بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، ما قد يهدد بسقوط الاتفاق بشكل كامل في حال حدوث أي حالات انتقامية، إذ سبق أن كانت التفجيرات المتلاحقة التي ضربت أحياء حمص سبباً لاندلاع حالات من القصف الانتقامي على حي الوعر بدعوى أن سكانه من المعارضة المسلحة، المسؤولة عن استهداف الأحياء ذات الأغلبية العلوية.
موقف مشترك للمعارضة السياسية والعسكرية السورية
مواقف دولية من مؤتمر الرياض
بهية مارديني
بهية مارديني: أنهى المشاركون في اجتماع الرياض الموسع للمعارضة السورية السياسية والعسكرية اجتماعاتهم ببيان ختامي تحدث عن رؤية واحدة للحل السياسي والعملية الانتقالية، وقائمة مؤلفة من 34 عضوا شكّلت هيئة تفاوضية عليا ستجتمع في 17 الشهر الجاري لتقرر أسماء لجنة ستقوم بالتفاوض مع النظام السوري يقرر عددها الموفد الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا.
وبين الانتخاب والتوافق تألفت الهيئة التفاوضية من “أحمد الجربا، أحمد العسراوي، بشار منلا، بكور السليم، جورج صبرا، حسام حافظ، حسن ابراهيم، خالد خوجة، رياض حجاب، رياض سيف، رياض نعسان أغا، زياد وطفة، سالم المسلط، سامر حبوش، سهير الأتاسي، صفوان عكاش، عبد الحكيم بشار، عبد العزيز الشلال، عبد اللطيف الحوراني، فاروق طيفور، لبيب نحاس، لؤي حسين، محمد جمعة عبد القادر، حسن حاج علي، محمد حجازي، محمد مصطفى علوش، محمد منصور، معاذ الخطيب، منذر ماخوس، منير بيطار، هند قبوات، وليد الزعبي، يحيى قضماني، إياد أحمد”.
واختارت اللجنة ثلاثة متحدثين باسمها وهم منذر ماخوس عضو الائتلاف وممثله في فرنسا، رياض نعسان آغا وزير الثقافة المنشق، سالم المسلط عضو الائتلاف والناطق الرسمي له، وتردد أن رئيسها أو أمينها العام سيكون رياض حجاب رئيس الحكومة السورية المنشق .
وقال منذر آقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض في تصريح لـ”إيلاف” إن المؤتمر أنتج “موقفا سياسيا مشتركا بين كافة أطياف المعارضة”.
وتلخص الموقف، بحسب آقبيق، في أن السوريين “يناضلون من أجل إحداث تغيير و انتقال سياسي حقيقي في نظام الحكم بعيدا عن الأسد وطغمته، مما يقطع بالكامل مع حقبة الديكتاتورية العسكرية التي بدأت في آذار 1963، و البدء في مرحلة إنتقالية تنتهي بانتخابات حرة و نزيهة، أي أن التغيير سوف يكون نحو دولة ديمقراطية تعددية تساوي بين جميع أبنائها في المواطنة”.
اختراق حقيقي
واعتبر أنه “لا يمكن للمعارضة السورية أن تتعاون مع الأسد ضد داعش، هو أصلا يشن الحرب على الشعب و ليس على داعش، و يمول داعش عن طريق شراء النفط منه، و يتجنب شن عمليات عسكرية ضده. الأسد و داعش وجهان لعملة واحدة، و هما يشتركان في النوعية الإجرامية، و يختلفان في الكمية، حيث الأسد يقتل عشرة أضعاف ما يقتله داعش. و بالتالي الإثنان هما أعداء للشعب السوري، و الشعب سوف يتخلص منهما معا، و لا يوجد خيار بين أحدهما، و من يروج لمثل هذا الخيار يتجاهل تماما الشعب السوري و تضحياته و طموحاته و معاناته و مثل هؤلاء يتصفون بالبرود الأخلاقي”.
فيما رأى منذر ماخوس أن “ما حققته المعارضة في مؤتمر الرياض، بدعم من السعودية التي اكتفت بالدعم اللوجستي وحرصت على إبقاء الحوار سوريًا – سوريًا، هو اختراق حقيقي”.
وقال إن ما تم إنجازه للمرة الأولى في تاريخ المعارضة السورية بجمع معظم أطياف المعارضة، ولا سيما العسكرية منها، في ظل الاختلافات العقائدية لدى بعضها، ترك شعورا تفاؤليا لدى الجميع”.
لا يفاوض إرهابيين!
وبعد اختتام المؤتمر قال بشار الأسد لوكالة اسبانية في أول تعليق من النظام على ماجرى في الؤياض “أنه لا يفاوض ارهابيين”.
وعلّق بسام اسحق القيادي في الجمعية الوطنية السورية في تصريح لـ”إيلاف” بالقول “في مفاوضات جنيف 2 انتقد وفد النظام وفد المعارضة، وقالوا أنه لايملك تأثيرا على من هم على الارض ليطبق أي اتفاق واليوم يقول رأس النظام أنه لايفاوض ارهابيين بعد تشكيل هيئة التفاوض الجديدة في مؤتمر الرياض”.
ولكنه أكد أنه في حال “وجهت روسيا النظام الى طاولة المفاوضات سيفاوض “. ورأى أنه” من المحزن أن الشعب السوري اليوم لا يملك صوت حقيقي في الفعل السياسي الحالي”.
مواقف دولية
وفي المواقف الدولية رحبت باريس باجتماع المعارضة السورية في الرياض، داعية إلى «مواصلة الجهود» لبدء مرحلة انتقالية.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، أن “فرنسا ترحب بمؤتمر المعارضة السورية، الذي خلص إلى تبني وثيقة مشتركة تؤكد على الالتزام بسوريا موحدة وحرة وديموقراطية، تحترم حقوق جميع المواطنين، بالإضافة إلى تشكيل هيئة مكلفة اختيار الوفد التفاوضي للمعارضة”.
وأضافت “هذه مرحلة مهمة في المسار الذي بدأ في 14 تشرين الثاني في فيينا، بهدف إيجاد حل سياسي للنزاع السوري”. وتابع البيان “يجب أن نعمل على إطلاق مفاوضات ذات مصداقية بين المعارضة والنظام السوري بإشراف الأمم المتحدة، بغية الوصول إلى مرحلة انتقالية في سوريا”، والتي ستكون أحد أهداف الاجتماع المقرر عقده الإثنين المقبل في باريس حول سوريا.
إلا أن الولايات المتحدة اعترضت على بعض نقاط البيان الختامي للاجتماع وأعلن جون كيري وزير خارجيتها، انه سيتباحث مع نظيره السعودي عادل الجبير لمعالجة النقاط العالقة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الرياض بين المعارضة السورية، السياسية والعسكرية.
وأضاف أن “بعض المسائل، وتحديداً نقطتين، في رأينا بحاجة إلى معالجة”. وتابع “إني واثق من أنها ستعالج وسأتباحث معهم”.، فيما اعتبرت روسيا أن مؤتمر الرياض لايمثل كل اطياف المعارضة السورية.
وتساءل عبد العزيز التمو القيادي في الجمعية الوطنية السورية اذا “كانت روسيا تصنف بالارهاب، السوري المعتدل الذي وافق أن يوقع على بيان ختامي في مؤتمر الرياض ليؤكد بأن سوريا دولة مدنية ديمقراطية، فماذا عن ميليشيا حزب الله وابو الفضل العباس وهي ميليشيا بامتياز تقتل وتحرق وتنحر بحجة حماية الأضرحة ؟”.
وشدد أن “الفصائل العسكرية المعتدلة هم سوريون يدافعون عن أرضهم ووطنهم ويطمحون الى تحقيق الحرية والكرامة لشعبهم”.
خطوة هامة
من جانبه اعتبر أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن “نتائج اجتماع الرياض للمعارضة السورية تعتبر خطوة هامة على طريق تفعيل الصوت الموحد للمعارضة السورية، استعداداً لخوض العملية التفاوضية بين الحكومة السورية والمعارضة”، وفق تعبيره
وأضاف أبو زيد، أن تلك العملية “تحت إشراف الأمم المتحدة وبدعم من مجموعة فيينا لدعم سورية، وعلى أساس إعلان جنيف لعام2012 فضلاً عن بياني فيينا الصادرين في تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) الماضيين”.
وأشارأبو زيد إلى “أهمية ما تضمنه البيان الختامي لاجتماع الرياض بشأن تمسك المشاركين في المؤتمر بوحدة الأراضي السورية وإيمانهم بمدنية الدولة السورية وسيادتها، والتزامهم بآلية الديمقراطية التعددية دون تمييز عرقي أو طائفي، وبالحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، ورفضهم للإرهاب بكافة أشكاله”، معتبرًا أن كل هذه القيم متسقة مع ما صدر عن مؤتمر القاهرة للمعارضة الوطنية السورية في حزيران (يونيو) الماضي”
ولفت المتحدث إلى “أهمية ان يسفر هذا التطور عن الاستمرار في جهود جمع إرادة السوريين على التوصل إلى تسوية سياسية تفتح الطريق لعودة الاستقرار وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري، والقضاء على كافة أشكال الإرهاب وتنظيماته على الأراضي السورية”، مشددا على أن مصر ستستمر في بذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الأهداف خلال الفترة القادمة.
الجولاني: روسيا لن تجرؤ على التدخل البري
قال زعيم جبهة النصرة في سوريا أبو محمد الجولاني إن روسيا لن تجرؤ على التدخل البري في سوريا، وانتقد الفصائل المشاركة في مؤتمر الرياض، مؤكدا تحقيق تقدم في ثلاثة محاور منذ بداية التدخل الروسي.
فقد شدد الجولاني في حديث مع صحفيين -بينهم مراسل الجزيرة- على أن التدخل الروسي في سوريا لم يغير شيئا في الوضع على الأرض.
ولفت إلى أن المعارضة السورية المسلحة حققت تقدما في ثلاثة محاور منذ بداية التدخل الروسي، مؤكدا أن الروس تعلموا من تجربتهم في أفغانستان وأنهم لن يغامروا بإرسال قوات برية.
وأكد الجولاني في حواره مع الصحفيين رفض الجبهة عقد هدنة مع النظام في الغوطة، موضحا أن هناك فرقا بينها وبين هدنة الفوعة. وأضاف أن تقدم المليشيات الموالية لنظام الأسد في الريف الجنوبي كان في أرض فضاء ولم يكن هناك وجود مكثف للمقاومة, مشيرا إلى أنه تم أسر مقاتلين عراقيين وإيرانيين وآخرين تابعين لحزب الله.
وأشار إلى أنه لا يوجد تنافس بين روسيا وإيران على سوريا لأن لكل منهما أهدافا خاصة، وقال إن هدف موسكو هو الحفاظ على قواعد عسكرية واستعادة مكانتها الدولية, في حين تستهدف طهران السيطرة على المجتمع، على حد قوله.
وتأتي تصريحات الجولاني بعد تطبيق اتفاق هدنة في حي الوعر -آخر منطقة تخضع لسيطرة المعارضة في مدينة حمص- بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.
وبموجب اتفاق الوعر سُمح لمقاتلين ومدنيين بالرحيل وبدخول مساعدات إنسانية. وكان مقاتلون من جبهة النصرة من بين رافضي وقف إطلاق النار ورحلوا عن المكان. وقال مسؤول كبير بالأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن وقف إطلاق النار في حي الوعر يمثل نموذجا جيدا يمكن البناء عليه، وقد يساعد في طرح فكرة هدنة في أنحاء سوريا.
مؤتمر الرياض
كما انتقد الجولاني الفصائل المشاركة في مؤتمر الرياض، وقال إن جبهة النصرة لم تتلق دعوة للحضور، مشيرا إلى أن تلك الدعوة كانت ستواجه بالرفض.
واعتبر زعيم جبهة النصرة الذي كان يرتدي زيا أسود اللون بينما أخفيت ملامح وجهه أثناء بث المقابلة، “أن هذا المؤتمر خطوة تنفيذية لما جرى في فيينا ومرتبط به ارتباطا وثيقا، وخرج مؤتمر فيينا بأشياء لا تصب في مصلحة أهل الشام، وهو مرفوض جملة وتفصيلا”.
في سياق متصل أكد الجولاني أنه لا توجد مشكلة بين الجبهة والجيش اللبناني, متهما حزب الله بأنه هو الذي ورط الجيش في تلك المعركة، وأن الحزب كان وراء تعطيل صفقة تسليم الجنديين لأكثر من عام.
وكانت قوى المعارضة السورية أنهت اجتماعها في الرياض الخميس الماضي بإصدار بيان ختامي شدد على ضرورة التسوية السياسية للقضية السورية، بناء على بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة، ودون أي إخلال بثوابت الثورة السورية ومبادئها.
ونص البيان على أن “يترك بشار الأسد وزمرته سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية”، وأكد “حل الكيانات السياسية المعارضة حال تكوين مؤسسات الحكم الجديد”. واتفق الحاضرون على تشكيل “الهيئة العليا للمفاوضات” -وسيكون مقرها الرياض- لتتولى مهام اختيار الوفد التفاوضي، وتكون مرجعية المفاوضين مع ممثلي النظام السوري.
أنباء عن بدء انسحاب الحرس الثوري الإيراني من #سوريا
دبي – قناة العربية
أفادت أنباء عن بدء إيران سحب قوات النخبة أو ما يسمى الحرس الثوري الإيراني من العملية العسكرية التي تقودها وتديرها روسيا في سوريا، بحسب ما ذكرت قناة “العربية” اليوم الأحد.
وذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية أن من بين أسباب هذا الانسحاب الإيراني الخسائر الكبيرة التي تكبّدتها القوات الإيرانية في سوريا خلال الشهرين الماضيين وبالتحديد منذ بدء العملية العسكرية الروسية هناك.
وتناقلت وكالات الأنباء طيلة الشهرين الماضيين أخبارا كثيرة وبصورة شبه يومية حول مقتل إيرانيين في سوريا من عناصر وضباط وقوات النخبة الإيرانية الذين يشاركون بصورة مباشرة في العمليات القتالية في غالبية المدن السورية.
زعيم جبهة النصرة: لن نقاتل #داعش
دبي – العربية.نت
أعلن زعيم تنظيم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، أبو محمد الجولاني، عدم جواز قتال داعش تحت غطاء تركيا والتحالف الدولي، مشيراً إلى أن تركيا هي المستفيدة من وجود “منطقة آمنة” على حدودها.
وأكد أن جبهة النصرة لن تعلن انفصالها عن تنظيم القاعدة.
وشن الجولاني هجوما على “الجيش السوري الحر”، مشيراً إلى أن هذا الكيان “لا وجود له”، بحسب نص تصريحاته.
وجاءت تصريحات الجولاني، في مؤتمر صحافي محدود حضره 4 مراسلين: مستقل و3 ممثلين لقنوات تلفزيونية.
وشن زعيم جبهة النصرة هجوماً على الفصائل السورية المعارضة، متهما إياها بما سماه “الخيانة”، موضحا أن تلك الفصائل لا تملك السيطرة على عناصر النصرة في الميدان.
وقال إنه “في حال تم تحرير الشام واجتمع المسلمون في دولة إسلامية راشدة، فإن الجبهة ستخضع لها وستكون من جنودها”.
زعيم جبهة النصرة: مؤتمر الرياض مؤامرة تسعى لإبقاء الأسد بالسلطة
انتقد زعيم جبهة النصرة أحد أكبر فصائل المعارضة المسلحة، والمرتبطة بتنظيم القاعدة، اجتماع المعارضة الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض واصفا إياه بأنه “مؤامرة”.
ولم تدع الجبهة إلى الاجتماع الذي شارك فيه نحو 100 ممثل عن فصائل سياسية ومسلحة.
وقال أبو محمد الجولاني، في تصريحات بثتها قناة أورينت التابعة للمعارضة السورية، “لا يلزمنا أي شئ في مؤتمر الرياض ومن ذهب إلى المؤتمر ليس لديه القدرة على التنفيذ على أرض الواقع”.
تجاوز ميديا بلايرمساعدة خاصة بميديا بلايرخارج ميديا بلاير. اضغط ‘enter’ للعودة أو tab للمواصلة.
وأضاف ان الاجتماع سعى لإبقاء الرئيس السوري في السلطة.
وقال الجولاني “في تصوري أن هذا المؤتمر هو خطوة تنفيذية لما جرى في فيينا ويرتبط به ارتباطا وثيقا وخرج مؤتمر فيينا بأشياء لا تصب في مصلحة أهل الشام وهو مرفوض جملة وتفصيلا”.
وكان المشاركون في اجتماع الرياض قد أصدروا بيانا موحدا يدعو إلى “تأسيس نظام تعددي يمثل كل الطوائف في سوريا ولا يميز فيه لا على أساس الدين ولا العرق ولا الجنس”.
وشددت قوى المعارضة في بيانها على “عدم وجود أي دور للرئيس السوري بشار الأسد ومساعديه في الفترة الانتقالية”.
كما انتقد الجولاني اتفاقات الهدنة بين الحكومة السورية ومسلحي المعارضة قائلا إن “لا تفيد سوى النظام”.
وجاءت تصريحات الجولاني بعد أيام من بدء تطبيق اتفاق هدنة في حي الوعر في مدينة حمص بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة.
وبموجب اتفاق الوعر سمح لمسلحي المعارضة والمدنيين بالرحيل وبدخول مساعدات إنسانية.
وكان مسلحو “جبهة النصرة” من بين الرافضين لوقف إطلاق النار.
هل ينجح ضغط السعودية في إرساء السلام في سوريا؟
جيم موير
بي بي سي نيوز- بيروت
أظهر إعلان فصائل المعارضة والتنظيمات المسلحة السورية استعدادها الدخول في مفاوضات مع نظام الرئيس بشار الأسد أن عملية التسوية السورية ربما اجتازت عقبتها الأولى، مدفوعة بالاعتداءات التي ارتكبها التنظيم المسمى بـ”الدولة الإسلامية”.
لكن العملية اصطدمت بعقبتها الأولى الكبيرة بعد يوم واحد فقط، وذلك مع حديث الرئيس السوري بشار الأسد عن استبعاد المحادثات مع من وصفههم بأنهم “إرهابيون” متنكرون في هيئة منظمات سياسية.
وتجاوز مؤتمر الرياض توقعات كثيرين اعتقدوا أنه سيقع تحت وطأة تناقضات التباين السياسي والجماعات المتحاربة المشاركة، والتي قاطع الكثير منها جهود التسوية السابقة.
ورغم استمرار تلك التناقضات، إلا أنه تم استبعادها في تعهد مشترك لرؤية تعددية ديمقراطية شاملة في سوريا، والتي يجب أن تكون لعنة على الكثير من الجماعات الإسلامية المتشددة التي تقاتل.
وقالت أحرار الشام، إحدى تلك الجماعات، إنها انسحبت بسبب أن البيان الختامي “أخفق في التأكيد على الهوية الإسلامية لشعبنا”.
لكنهم أعلنوا في وقت لاحق أن لديهم أفكارا أخرى وأنهم وقعوا “مع تحفظات”. وبدون شك فإن هذا نتاج ضغوط سعودية على الجماعة المدعومة بشدة من الرياض.
ويكشف الحدث الدور الرئيسي للسعوديين في عملية التسوية، مع تصميم أمريكي قوي وراءها.
وقرر الاجتماع تشكيل “هيئة عليا للمفاوضات” لتوجيه مشاركة المعارضة في المحادثات المقترحة مع النظام في مطلع العام المقبل، واختيار فريق التفاوض.
جماعات المعارضة تخلت عن مطلبها السابق برحيل الأسد قبل بدء المفاوضات
وسيكون مقر تلك الهيئة القيادية في الرياض، ما يمنح السعوديين السيطرة الدائمة والجاهزة عليها.
خياران
ما هو ثمن هذا التفاني السعودي الواضح من أجل تسوية سلمية للصراع، الذي لعبت فيه المملكة ومعها قطر وتركيا دورا رئيسيا بدعم جماعات متمردة تقاتل القوات الحكومية؟
ربما يكون الثمن رأس بشار الأسد والمقربين منه، أو “رموز وأركان نظامه”، كما ورد مرتين في بيان المعارضة.
حتى عندما كان مؤتمر الرياض جاريا، كرر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إصرار بلاده على أن الأسد “لديه خياران: الرحيل من خلال المفاوضات، التي ستكون أسرع وأسهل، أو أن يُزاح بالقوة”.
وقدم مؤتمر الرياض تسوية بسيطة بخصوص هذه النقطة، إذ تخلى عن طلب المتمردين القائم منذ فترة طويلة بأن الأسد وشركاءه يجب أن يغادروا السلطة قبل أي محادثات.
لكن البيان الختامي أصر على أنه وفريقه يجب أن لا يكون لهم أي دور في مستقبل سوريا، وأنهم يجب أن يتركوا السلطة في بداية الفترة الانتقالية، والتي تتفق جميع القوى الخارجية الرئيسية على أنها ينبغي أن تبدأ بعد ستة أشهر في عملية تجري بإشراف مؤسسة حكم جديدة.
تنظيم أحرار الشام وقع على اتفاق الرياض مع تحفظات
يبدو أن هذا بيت القصيد بالنسبة للسعوديين وحلفائهم. ومن الصعب رؤية لماذا قد يتخلوا عن استثمارهم الهائل في محاولة لتحرير سوريا من الأسد بأي ثمن.
ولكن الأسد نفسه استبعد هذا السيناريو بعد لقاء الرياض بفترة وجيزة.
ومن الصعب بنفس الدرجة أن نرى لماذا قد يتخلى الروس والإيرانيون، الذين استثمروا بصورة أكبر في “سوريا الأسد”، عن ما يعتبرونه استثمارا استراتيجيا لتمهيد الطريق لنظام حكم ديمقراطي جديد تسيطر عليه حتما الأغلبية السنية، تماما مثلما فعلت الأغلبية الشيعية في العراق.
ويكمن مفتاح الحل الوسط ربما في جملة هامة جاءت في بيان المعارضة تتبنى “مبدأ اللامركزية الإدارية” كقاعدة لدولة سوريا المستقبلية.
يمكن لهذا أن يكون مصطلحا لـ”التقسيم الناعم” الذي يراه البعض الصيغة الوحيدة القابلة للتطبيق في مستقبل سوريا، حيث ستحتفظ الأطراف المتحاربة بالمناطق التي بحوزتها بالفعل، ضمن اتحاد فضفاض – باستثناء تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي قد يتعرض حينها لهجوم من الآخرين جميعا.
وقد تسمح هذه المعادلة للجماعات الكثيرة المقاتلة وأنصارها بالتعبير عن إسلاميتها، كما أنها تمثل منفعة خاصة للأكراد الذين مازالوا خارجها حتى الآن، والذي يرون مستقبلهم في “إدارة ذاتية داخل سوريا موحدة”.
هذه المعادلة، أو أخرى مشتقة منها، هي ما يرى الغرب وآخرون أنه الاستراتيجية الواقعية الوحيدة للقضاء على تنظيم الدولة المسلح، منذ أن أصبحت الأدوات المتاحة – القوة الجوية والدعم الأرضي المحدود من الأكراد وغيرهم – لا تفعل شيئا سوى احتواء التنظيم، إذا كان قد حدث هذا أصلا.
روسيا وإيران التزمتا الصمت تجاه مؤتمر الرياض
ولكن حتى في هذا السيناريو، يبدو أن السعوديين وحلفاءهم مازالوا مصرين على رحيل الأسد والدائرة المحيطة به، كمقابل للتعايش بدلا من الاحتكاك الدائم والحرب الجارية.
هل سيكون هذا عرضا لا يمكن لموسكو وطهران رفضه؟ أم هل يمكنهما تحمل استمرار القضية بلا حل وتكلفة أكثر من أي وقت مضى في الصراع المستعصي؟
في حين تبقى هذه الأسئلة الكبيرة معلقة، سيكون هناك مزيد من الخلافات في التحضير للمفاوضات المقترحة في يناير/ كانون الثاني.
بينما كان رد فعل إيران وروسيا على إعلان الرياض صامتا، فقد أشاروا إلى تناقض واضح في الفريق الآخر.
فجماعات مثل أحرار الشام هم رفقاء في القتال على الأرض مع جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة التي هي قريبة أيديولوجيا من تنظيم الدولة إذا لم تكن قريبة أيضا في الممارسات. كما صنف المجتمع الدولي جبهة النصرة كجماعة إرهابية حتى وإن خاضت قتالا ضد تنظيم الدولة.
إذا فمن هو إرهابي، ومن هو “معتدل” يستحق أن تشمله في عملية التسوية؟
الأسد لم يضيع الكثير من الوقت في وصف جميع المشاركين في مؤتمر الرياض بأنهم إما إرهابيون أو مأجورون سياسيا لقوى خارجية، مشيرا إلى أنه لا يريد الحديث مع أي منهم.
من الواضح أن وزير الخارجية الأمريكي كان على حق عندما قال إنه مازال هناك “مكامن خلل” يجب التعامل معها قبل المضي قدما في المحادثات.