أحداث الأحد 20 أذار 2016
أنباء عن نقل ماهر الأسد إلى رئاسة «الأركان»
لندن، جنيف – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
قال مصدر قريب من الوفد الحكومي السوري في جنيف إن المفاوضات التي بدأت الاثنين سعياً إلى إيجاد تسوية سياسية للنزاع في سورية «لم تحرز أي تقدم»، ووجّه انتقادات إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لأنه يمارس «ضغوطات» على الوفد، في وقت أفادت مواقع إعلامية موالية لدمشق أن العميد ماهر الأسد نُقل من «الفرقة الرابعة» في الحرس الجمهوري إلى رئاسة الأركان في الجيش.
وأفادت «شبكة أخبار اللاذقية» الموالية للنظام على موقع «فايسبوك» مساء أول من أمس: «مهم جداً، نقل العميد ماهر الأسد من قيادة اللواء 42 في الفرقة الرابعة إلى الأركان العامة» في الجيش من دون ذكر تفاصيل إضافية. وانتشر الخبر في عدد من المواقع المعنية بسورية، لكن وسائل الإعلام الرسمية لم تؤكده. ويأتي هذا الخبر، بغض النظر عن صحته، بعد أيام من قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب «الجزء الأكبر» من قواته من سورية بعد خمسة أشهر من بدء عملياتها لدعم القوات النظامية في أيلول (سبتمبر) الماضي.
وفي جنيف، قال مصدر قريب من الوفد الحكومي لـ «فرانس برس»: «لم يتم تحقيق أي تقدم في الأيام الخمسة الأخيرة» في المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة السوريتين والتي بدأت الاثنين في جنيف. وانتقد المصدر دعوة دي ميستورا الوفد الحكومي الجمعة إلى تقديم مقترحاته في شأن الانتقال السياسي الأسبوع المقبل، مؤكداً انه «لا يحق لدي ميستورا ممارسة الضغط على أحد وعليه أن ينقل الأفكار» بين طرفي المحادثات. وأضاف: «دي ميستورا هو ميسّر المحادثات ولا يمكن أن يكون طرفاً» فيها.
وقال دي ميستورا الجمعة في ختام أسبوع من المحادثات في جنيف: «أنا أحض (الوفد الحكومي) على تقديم ورقة حول الانتقال السياسي وسبق أن تلقيت ورقة جيدة وعميقة حول رؤية وفد الهيئة العليا للمفاوضات» لهذه المسألة.
وسلّم الوفد الحكومي دي ميستورا الاثنين ورقة بعنوان «عناصر أساسية للحل السياسي» يتحدث أبرز بنودها عن ضرورة الالتزام «بتشكيل حكومة موسعة» من دون أن تأتي على ذكر الانتقال السياسي، الذي يعتبره دي ميستورا النقطة الأساسية في المفاوضات.
وقال بشار الجعفري كبير مفاوضي الوفد الحكومي ومندوب سورية لدى الأمم المتحدة بعد لقاء دي ميستورا ظهر الجمعة: «جرى التركيز على ورقة العناصر الأساسية للحل السياسي للأزمة في سورية»، مضيفاً: «نعتقد أن إقرار هذه المبادئ (…) سيفتح الباب على حوار جدي بين السوريين بقيادة سورية من دون تدخل خارجي أو طرح شروط مسبقة».
وانتقدت بسمة قضماني عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات ما وصفته بأسلوب «المناورة» من الوفد الحكومي، آملة أن يسهم اللقاء المرتقب بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في دفع عملية المحادثات في جنيف.
وأعلن كيري يوم الثلثاء أنه سيتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل للقاء الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الروسي في ٢٣ الشهر «لمناقشة كيف يمكن أن نحرك العملية السياسية في شكل فعال ونحاول الاستفادة من هذه اللحظة».
وأقر دي ميستورا الجمعة بأن «هوة كبيرة» تفصل بين الطرفين، مضيفاً أنه خلال المحادثات التي ستستكمل مطلع الأسبوع المقبل «سنسعى إلى بناء أرضية مشتركة بالحد الأدنى».
ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية على مدينة الرقة معقل تنظيم «داعش» في شمال سورية أوقعت أمس ما لا يقل عن 39 قتيلاً من المدنيين و5 من «الشرطة الإسلامية»، موضحاً أنها المذبحة الثانية في يومين من الغارات على الرقة، من دون أن تتضح هوية الطائرات التي تشن الضربات وهل هي للتحالف أم للروس أم للنظام. وجاءت غارات الرقة في وقت تدور معارك عنيفة حول مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي حيث تحاول قوات النظام استعادة هذه المدينة الأثرية التي سيطر عليها «داعش» في أيار (مايو) الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان السبت إن وقف إطلاق النار في سورية متماسك على نحو كبير، مضيفة أن المراقبين الروس لم يسجلوا أي انتهاكات لوقف النار باستخدام أسلحة ثقيلة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وجاء في البيان: «منظومة وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية وقوات المعارضة مطبقة بوجه عام على الأراضي السورية».
دي ميستورا ينتظر إجابات عن 29 سؤالاً و «مجموعة موسكو» تريد نظاماً رئاسياً – برلمانياً
لندن – إبراهيم حميدي
سلّم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى أعضاء وفدي الحكومة السورية والمعارضة 29 سؤالاً للعمل على تقديم إجابات عنها لدى لقائه بهم في جنيف بعد غد، في وقت طالب ممثلو «منتدى موسكو» في المفاوضات بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في نهاية المرحلة الانتقالية وتأسيس «جمهورية رئاسية – برلمانية». وبدا أن الفيديرالية التي أعلنها «الاتحاد الديموقراطي الكردي» وحلفاؤه في شمال شرقي سورية أبعدته عن حلفائه القدامى وقرّبت المسافة بين الحكومة وقوى رئيسية في «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة.
وعكف وفد الحكومة و «الهيئة التفاوضية» خلال عطلة نهاية الأسبوع على تنفيذ الواجبات التي كلّفهم بها المبعوث الدولي لدى تسليمهم قائمة بـ 29 سؤالاً، يعتقد أنها تتعلق بالانتقال السياسي والنقاط الأربع المدرجة على جدول الأعمال وتتعلق بتشكيل «حكم غير طائفي وذي صدقية وصوغ دستور جديد والإعداد للانتخابات والمرحلة الانتقالية وما بعدها»، إضافة إلى البرنامج الزمني المتوقع باعتبار أن القرار ٢٢٥٤ نص على أن المرحلة الانتقالية تستمر ١٨ شهراً وطبعة النظام السياسي المقبل ما إذا كان برلمانياً أم رئاسياً أم مختلطاً وتحديد عبارة «الصلاحيات التنفيذية الكاملة» الواردة في «بيان جنيف».
وكان دي ميستورا حض الوفد الحكومي على تقديم مقترحاته في شأن الانتقال السياسي الأسبوع المقبل. وقال: «أحضهم على تقديم ورقة حول الانتقال السياسي وسبق أن تلقيت ورقة جيدة وعميقة حول رؤية وفد الهيئة العليا للمفاوضات» لهذه المسألة تقع في أربع صفحات. لكن مصدراً قريباً من الوفد الحكومي أبلغ «فرانس برس» أنه «لا يحق» للمبعوث الدولي ممارسة «الضغط» في مفاوضات جنيف و «عليه أن ينقل الأفكار» بين طرفي المحادثات. وأضاف: «دي ميستورا هو ميسّر المحادثات ولا يمكن أن يكون طرفاً» فيها.
وكان رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري أعلن أنه سلّم دي ميستورا «ورقة العناصر الأساسية للحل السياسي. نعتقد أن إقرار هذه المبادئ سيؤدي إلى حوار سوري سوري جاد وسيفتح الباب على حوار جدي بين السوريين بقيادة سورية من دون تدخل خارجي أو طرح شروط مسبقة». وقال إن النقاش «لا يزال يتعلق بالشكل».
وقال مصدر معارض لـ «الحياة» أمس، إن ورقة الحكومة تتعلق بوحدة سورية واستعادة الجولان المحتل من إسرائيل واستقلال سورية وسيادتها و «أمور أخرى غير خلافية بين السوريين»، لافتاً إلى أن «النظام يريد التركيز على الشكليات لتجنب مناقشة جوهر المفاوضات وهو الانتقال السياسي».
وراهنت دول غربية ودي ميستورا على أن يؤدي الانسحاب الروسي الجزئي من سورية إلى ممارسة ضغوط على النظام كي يصبح وفد الحكومة أكثر مرونة في التعاطي مع جوهر المفاوضات وليس إجراءاتها.
وكان المبعوث الدولي سلّم الوفدين ورقة من صفحتين حددتا إطار المفاوضات عبر التركيز على «التحول السياسي» وعدم مناقشة ملف الإرهاب في المفاوضات غير المباشرة بل عبر مجموعات العمل شرط أن يتناول الطرح تنظيمات مدرجة على قائمة الإرهاب الدولي وهما «داعش» و «جبهة النصرة»، علماً أن الحكومة سعت في الجولات السابقة إلى إعطاء أولوية لمناقشة «الإرهاب ووقف تمويله، بما يشمل جميع التنظيمات بينها جيش الإسلام وفصائل الجيش الحر وحركة أحرار الشام»، وهي فصائل لم تعتبرها موسكو «إرهابية» في اتفاقها مع واشنطن على «وقف الأعمال القتالية» نهاية الشهر الماضي.
وإلى ورقة المبادئ ذات النقاط التي تسلّمها دي ميستورا من الوفد الحكومي والوثيقة السياسية من «الهيئة التفاوضية» عن التحول السياسي والهيئة الانتقالية، تسلّم من وفد «منتدى موسكو» برئاسة رئيس «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» قدري جميل ورقة من صفحة واحدة. وجاء في الوثيقة، التي حصلت «الحياة» على نصها، سبع نقاط بينها التأكيد على «وجوب موافقة الأطراف المعنية على كل القرارات الدولية بدءاً من بيان جنيف وصولاً إلى القرارين ٢٢٥٤ و٢٢٦٨» و «ضرورة الاتفاق على جسم انتقالي يجري الاتفاق على تعريفه وتحديد مضمونه خلال المفاوضات على أن يتمتع بصلاحيات كافية لتنفي مختلف القرارات الدولية» و «الاتفاق على الإطار العام والمبادئ الأساسية التي ستفضي إلى الدستور اللاحق في سورية الذي يمكن أن يكون إعلاناً دستورياً».
وتضمنت الورقة، التي لا تمثّل فريق «إعلان القاهرة» برئاسة جهاد مقدسي الذي حضر اللقاء مع المبعوث الدولي أول من أمس، «وجوب إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في نهاية المرحلة الانتقالية بحسب القرار ٢٢٥٤، ارتباطاً بالانتقال إلى دولة رئاسية – برلمانية في سورية» وأن سورية «جمهورية رئاسية -برلمانية تعددية وعلمانية (…) وتطبيق مبدأ اللامركزية الواسعة» واعتماد مبدأ التساوي في التمثيل والرضا المتبادل عند تشكيل الهيئات المختلفة خلال المرحلة الانتقالية وأن «المهمة الأساسية للجسم الانتقالي والهيئات المنبثقة هي تحقيق مهمتي المصالحة الوطنية بملفاتها الإنسانية، وإعادة الإعمار».
ومن المقرر أن يعقد دي ميستورا خلال الأسبوع الثاني جلستين يومياً مع وفدي الحكومة والمعارضة قبل تعليق المفاوضات في ٢٤ الشهر الجاري لعقد مؤتمر وزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية»، قبل العودة إلى جولة جديدة بين 9 و11 الشهر المقبل.
حلفاء الأمس خصوم الفيديرالية
واستمرت منعكسات إعلان «الاتحاد الديموقراطي الكردي» فيديرالية بين إدارات الجزيرة وعين العرب (كوباني) وعفرين من جهة ومناطق عربية شرق سورية. وبعد إعلان 70 فصيلاً مقاتلاً أن «تشكيل منطقة حكم ذاتي أو فيديرالية في الشمال السوري (…) خطوة خطيرة تهدف إلى تقسيم سورية» مع التعهد بـ «مقاومتها بكل الوسائل»، نأى هيثم مناع حليف الأكراد في «مجلس سورية الديموقراطي» بنفسه عن الخطوة. وقال باسم «تيار قمح»: «نرفض هذا الإجراء الأحادي الجانب (الفيديرالية) ونطالب بالتراجع عنه والعمل في إطار مجلس سورية الديموقراطية».
وفيما أبدت فصائل معارضة أخرى موافقتها على مبدأ اللامركزية والإدارات المحلية وهي أمور وافقت عليها دمشق، قال مناع الذي كان قد قام بزيارة نادرة إلى شمال سورية: «نحن مع سورية المركزية الديموقراطية».
كما نأت «هيئة التنسيق الوطني» التي كانت تضم «الاتحاد الديموقراطي»، بنفسها عن الفيديرالية. وأعلنت بعد اجتماع للمكتب التنفيذي في دمشق أن «الهيئة ترى في الخطوة إجراء انفرادياً يهدف إلى محاولة تحديد شكل سورية المستقبلي، عبر فرض أمر واقع في أجزاء من الأرض السورية».
وزادت: «مستقبل سورية في نظام برلماني تعددي مع لامركزية إدارية، وليس في فيديرالية تنبني على أساس «المكوّنات». هذا المستقبل يجب أن يقرره اتفاق وتوافق جميع السوريين».
كما أعلن «حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي» الذي يمثّله أحمد عسراوي في «الهيئة التفاوضية العليا» ومفاوضات جنيف: «بدأت تظهر مزاعم تهدد باللجوء إلى تقسيم البلاد وفق سيطرة بعض القوى على الأرض عبرت عنها دعوات لقيام الفيديرالية في سورية، وأننا في حزب الاتحاد الاشتراكي ندين ونرفض أي دعوة لتقسيم سورية أو قيام فيديرالية فيها وأنه لا بديل من وحدة التراب والشعب السوري وحريته على أرضه وضمن دولته الواحدة والمعبرة عن طموحاته وآماله وتقدمه».
تدمر: مفتاح التقدم نحو دير الزور
وائل عصام
يهدف النظام السوري من حملته العسكرية الشرسة على تدمر تحقيق نصر رمزي وميداني. فاستعادة تدمر الأثرية المهددة يدعم صورة الأسد كمحارب بوجه الإرهاب، وكحليف دولي بالحرب على تنظيم الدولة. وبعد انسحاب روسيا من العمليات القتالية الرئيسية، فان الأسد وحلفائه الشيعة من حزب الله وميليشيات إيران يريدون إثبات قدرتهم على تحقيق انجازات عسكرية بعيدا عن الإشراف الروسي المباشر.
ولعل الموقع الهام الميداني لتدمر، يجعلها محط اهتمام أيضا. فهي بوابة الصحراء الشرقية نحو مدن سوريا الحيوية على خط حلب حمص دمشق، وتمركز قوات تنظيم الدولة فيها يجعلهم مطلين على ثلاثة محاور هامة، حمص، القلمون، وجنوبا نحو دمشق. وتمثل بلدة القريتين إلى الغرب من تدمر قاعدة ارتكاز متقدمة نحو طريق دمشق حمص الدولي الاستراتيجي، لذلك فإن الطرف الذي يسيطر على تدمر يمتلك زمام التأثير والمبادرة شرق سوريا الحيوية.
ولسيطرة التنظيم على المدينة أهمية اقتصادية، فعدة حقول للغاز ومنشآت تقع قربها مثل «بئر الحفنة» وقرية «أرك» شمال شرق تدمر، وحقل «الهيل» النفطي، بالإضافة إلى حقول الشاعر الاستراتيجية ومنطقة «خنيفيس» القريبة من مدينة تدمر، تعد من أهم مناطق الفوسفات الإستراتيجية في سوريا.
النظام السوري يريد إيضا الوصول لمدينة دير الزور التي تقع تدمر في منتصف الطريق إليها، ويحاصر تنظيم الدولة قوات النظام السوري في مدينة دير الزور منذ نحو عامين. وكما كانت معارك خناصر وكويريس خطوة أولى للتقدم نحو الطبقة والرقة، فإن تدمر هي مفتاح التقدم نحو دير الزور.
لكن تكون معارك تدمر سهلة بالنسبة للنظام السوري، ورغم أنه يمتلك تغطية جوية وتفوقا عسكريا، إلا ان التقدم نحو مناطق البادية الشامية سيكون غاية في الصعوبة، فالغارات الجوية لا تجدي كثيرا مع أسلوب تنظيم الدولة في الهجمات الخاطفة وعدم التمركز في مواقع محددة، وطبيعة الأراضي الشاسعة تجعل أمر مراقبتها جويا مكلفا بلا جدوى في أغلب الأحيان، لذلك وان كان استمرار قصف مدينة تدمر سيؤدي ربما لتراجع في صفوف التنظيم، إلا ان توغل النظام شرقا والقتال خارج المدينة سيكون مكلفا، عدا ان القوات النظامية المدعومة جويا والمسنودة بامكانيات جيش نظامي قد تستطيع السيطرة على مدينة ما، لكن الأمر الأصعب هو البقاء فيها ومسك المواقع وحمايتها أمام الهجمات الخاطفة المتكررة التي ستحول تلك القوات وكأنها فريسة دخلت فخا لإستنزافها وان على مدى طويل.
تدمر تعد من المدن المركزية لإقليم صحراوي يمنح تنظيم الدولة عمقا استراتيجيا كبيرا من الانبار غرب العراق نحو بادية الشام، لذلك فان تمركز قوات التنظيم في محيط تدمر يعتبر خط دفاع أوليا لهذا الإقليم الصحراوي الذي يشكل بالقرى وبالسكان العشائريين أحد أهم معاقل التنظيم الرئيسية.
وبالنظر إلى أن الهجوم على تلك المعاقل يعتبر تهديدا لتلك «الرمال الدافئة» التي كانت منذ سنوات موقعا لاحتماء تنظيم القاعدة العراقي خصوصا بعد مقتل ابو عمر البغدادي والمهاجر، فان معركة تدمر ومحيطها الطويلة (والتي قد لا تعني معركة المدينة نفسها) قد تحدد مدى قدرة التنظيم على مواجهة الضغوط العسكرية، مع الأخذ في الإعتبار ان هذه الحملة العسكرية الشرسة التي يتعرض لها تنظيم الدولة شمال الرقة ودير الزور من قبل الأكراد، وجنوبيهما من قبل قوات النظام، من محور تدمر والطبقة وكويريس، هذه الحملة قد تجبر التنظيم على التراجع والإنسحاب من بعض مواقعه في الأشهر المقبلة، في حرب أهلية لن تحسم نهائيا قبل سنوات.
فصائل درعا تكسب جولة جديدة ضد “داعش”
عمر البلخي
هدوء حذر يخيّم على بلدة انخل غربي درعا، بعد ليلة طويلة شهدت اشتباكات بين تجمع “أنصار الأقصى” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، و”فرقة الحمزة” التابعة للجيش السوري الحر، انتهت بمقتل أمير “أنصار الأقصى” مالك الفروان، ومقتل قرابة 30 شخصاً في الاشتباكات بين الطرفين.
وكانت المواجهات قد اندلعت بعد إقدام “أنصار الأقصى” على اغتيال رئيس المكتب التنفيذي في المجلس المحلي لبلدة انخل ورئيس المكتب السياسي للواء “المجاهدين” بشار الدوخي، وشقيقه أمين، ومدنيين اثنين كانا برفقتهما، لتتوسع رقعة الاشتباكات بقدوم مؤازرات لمساندة “فرقة الحمزة” من فصائل الجيش الحر في المنطقة.
القيادي في “سرايا الفاتحين” في انخل أبوأحمد، قال لـ”المدن” إن مجموعة تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” مؤلفة من 200 شخص بقيادة مالك الفروان أبو فيصل، تحاول منذ مدة فرض سيطرتها على البلدة عن طريق تنفيذ عمليات اغتيال في البلدة، وفي وضح النهار، كما نسب لهذه المجموعة عمليات سطو على مراكز للجيش الحر ونهب محتوياتها، وأشار إلى أن “أنصار الأقصى” أعلن مبايعته الصريحة لتنظيم الدولة منذ شهرين فقط.
ولفت أبوأحمد إلى أن هذه المجموعة غير مرغوب فيها من قبل المدنيين والعسكريين في البلدة، لذلك اجمعت جميع الفصائل في البلدة على اعطائهم مهلة للخروج منها خلال مدة أقصاها أسبوع تنتهي يوم الجمعة. بدأت الاشتباكات بعد ان قام عناصر من جند الاقصى باختطاف عدد من عناصر الجيش الحر وجبهة النصرة في البلدة، وقتل المهندس بشار الدوخي. وأضاف “أجمعت جميع الفصائل في البلدة على قتالهم، حيث جرت اشتباكات عنيفة على مدار يوم كامل في بلدة انخل اشترك فيها عدد من الفصائل المسلحة كفرقة الحمزة والمجاهدين وجبهة ثوار سوريا وجبهة النصرة”.
تجمع “أنصار الأقصى” موجود منذ مدة طويلة في المنطقة، ويبلغ عدد مقاتليه حوالى 200 عنصر، ويقوده مالك الفروان، المنشق عن “جبهة النصرة” منذ عام، ويُتهم بقربه من تنظيم “داعش”، ومبايعته له سراً، ويضمّ في صفوفه عدداً من العناصر التابعين لـ”جيش الجهاد” أحد خلايا تنظيم “الدولة” الذين تم القضاء عليهم في القنيطرة العام الماضي، وأسر زعيمهم أبومصعب الفنوصي. وكذلك، يضمّ عناصر منشقين عن جبهة “أنصار الاسلام”، كما يرتبط “أنصار الأقصى” بعلاقة مع لواء “شهداء اليرموك”، الفصيل الأقوى في منطقة حوض اليرموك، والمبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
القيادي في جبهة “ثوار سوريا” أبوالفداء الجولاني، قال لـ”المدن”، إن عناصر من “داعش”، قاموا “بالاعتداء على عناصر من الجيش الحر حيث قام الجيش الحر في بلدة انخل بمحاصرة المنطقة وطلب المؤازرة من عدد من الفصائل المسلحة، ومن بينها جبهة ثوار سوريا،و جرت اشتباكات عنيفة بين الطرفين انتهت بمقتل مالك الفروان ابو فيصل وهو قائد المجموعة المبايعة لتنظيم الدولة مع عدد كبير من عناصره، وأسر عدد آخر، بالإضافة لفرار من تبقى منهم لتصبح مدينة انخل خالية تماماً من أي عنصر تابع لتنظيم الدولة”.
وبانتهاء المواجهات لصالح الجيش الحر، تفشل محاولة جديدة من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” لإيجاد نقطة تمركز له في الجنوب السوري، كما فشل سابقاً في ريف القنيطرة، لكن ذلك لا يعني انتهاء خطر التنظيم على درعا، خصوصاً وأن للتنظيم خلايا نائمة في أكثر من منطقة، يسعى الجيش الحر إلى كشفها، ومقاتلتها، قبل أن تتمكن من تحقيق شروط تمكينها في تلك المناطق.
رغم قرار الانسحاب.. الإرث العسكري الروسي سيبقى حاضرا بقوة في سوريا
لا زالت أعمال البناء جارية في «قاعدة باسل الأسد»
بينما بدأت موسكو في 14 مارس/آذار الجاري سحب قواتها الرئيسية من سوريا، تشير دلائل إلى استمرار عمليات البناء في «قاعدة باسل الأسد» الجوية التي أقامتها روسيا في محافظة اللاذقية، شرقي البلاد؛ ما يدل على وجود نوايا لدى الأخيرة في الحفاظ على وجودها العسكري هناك.
بينت ذلك صور عبر الأقمار الصناعية بتاريخ 17 مارس/آذار الجاري لقاعدة «باسل الأسد» الجوية والقاعدة الروسية البحرية في ميناء طرطوس السوري على البحر المتوسط (شرق).
قاعدة «باسل الأسد» الجوية
الصور التي نشرها مركز«ستراتفور» الأمريكي للاستخبارات والأبحاث الدولية، عبر موقعه الإلكتروني واطلع عليها و«الخليج الجديد» تلقي الضوء على الانسحاب الروسي المستمر من سوريا الذي ترجح موسكو اكتماله اليوم الأحد.
إذ تظهر الصور، المتلقطة منتصف نهار 17 مارس/آذار، أن أكثر من ربع المقاتلات الروسية التي كانت متمركزة في «قاعدة باسل الأسد» قد غادرت سوريا.
وكانت ثلاث طائرات من طراز «سوخوي 34» وطائرة نقل من طراز «TU-154» هي أول من غادرت سوريا في 15 مارس/آذار، وتبعتها بعد يوم واحد 12 طائرة من طراز «سوخوي 25» وعدد من طائرات النقل من طراز«IL 67».
ورغم أن الصور تشير إلى أن مجموعة من طائرات «سوخوي 24» لا تزال ترابط في القاعدة، فإنه من المحتمل أن تكون قد غادرت المكان في وقت لاحق لتاريخ التقاط الصور.
ومع ذلك، تظهر الصور الملتقطة لـ«قاعدة باسل الأسد» أن الروس ما زالوا بصدد توسيع البنية التحتية والمرافق في القاعدة الجوية، كما نشروا آليات عسكرية إضافية في الأيام القليلة الماضية.
وتشمل هذه الآليات العسكرية مروحيات من طراز «Mi-28» و«Ka-52»، التي تتميز بإمكانيات متعددة؛ حيث تستخدم في حماية المنشآت، وإجراء عمليات البحث والإنقاذ، وتقديم الدعم الجوي القريب للقوات البرية.
الروس شددوا، أيضا، على أن دفاعاتهم الجوية ستبقى في مكانها.
وتظهر الصور الملتقطة ذلك بالفعل؛ حيث لا تزال إحدى بطاريات منظمة الدفاع الصاروخي «S-400» مرابطة في «قاعدة باسل الأسد». وعلاوة على ذلك، لم يقم الروس بسحب مقاتلات «سوخوي-30» و«سوخوي-35»، والتي يمكنها ضمان التفوق الجوي لقوات «بشار الأسد».
وبعد بدء الانسحاب، واصلت موسكو دعم قوات «الأسد» التي تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» بالقرب من بلدة تدمر(وسط)، وذلك عبر طلعات جوية انطلقت من «قاعدة باسل الأسد».
القاعدة البحرية في طرطوس
وبخصوص القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، تظهر الصور أي دلائل على عمليات تحميل كبير للمعدات، والتي تعد مؤشرا على انسحاب الآليات العسكرية.
وبينما تصطف المركبات العسكرية في القاعدة البحرية في وضع أقرب للمغادرة لا يبدو أن المدفعية الثقيلة والمدرعات ستكون بين الآليات التي ستغادر سوريا.
ويسلط ذلك الضوء على إمكانية أن تواصل روسيا دعمها البري لقوات «الأسد» كلما قامت بعمليات ضد قوات المعارضة أو تنظيم «الدولة الإسلامية».
هناك أيضا إمكانية لأن يقدم الروس بعضا من تلك المعدات العسكرية إلى قوات «الأسد» كما فعلوا على مدى الأشهر الماضية.
المصدر | الخليج الجديد + ترجمة عن ستراتفور
السعي لحكم ذاتي في سوريا يثير انقساماً داخل تحالف العرب والأكراد
ندد أحد زعيمي تحالف سياسي من الأكراد والعرب في سوريا، بمحاولة الأكراد الحصول على حكم ذاتي في المناطق التي يسيطرون عليها عسكرياً شمال البلاد، مما يظهر معارضة للخطوة حتى بين أقرب حلفائهم.
واتفقت المناطق الشمالية السورية الثلاث في مؤتمر، على إقامة نظام ديمقراطي اتحادي للإدارة الذاتية بشمال سوريا.
وسارعت الحكومة السورية وتركيا إلى إدانة الخطوة وكذلك واشنطن، التي تخشى من أن تعقد محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف.
وقال رئيس مجلس سوريا الديمقراطية هيثم مناع، الذي يرأس المجلس إلى جانب الناشطة الكردية إلهام أحمد، إن الخطوة غير مناسبة.
وأضاف متحدثاً بالنيابة عن تيار (قمح)، وهو تيار رئيسي في المجلس “نرفض هذا الإجراء الأحادي الجانب، ونطالب بالتراجع عنه، والعمل في إطار مجلس سوريا الديمقراطية”.
وتشكل المجلس الذي يجمع الأكراد والعرب وآخرين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، خلال اجتماع في شمال شرق سوريا، بهدف تشجيع رؤية ديمقراطية علمانية للبلاد.
وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي، جزء من المجلس، وكان إلى جانب المجموعات العربية والآشورية والتركمانية وغيرها في الشمال، من المؤيدين الرئيسيين للعملية التي أدت إلى إعلان النظام الاتحادي أمس الخميس.
وقال مناع “حزب واحد من مكونات مجلس سوريا الديمقراطية قام بهذا الإجراء بشكل منفرد”، مضيفاً أن “هذا الإعلان يتناقض مع أهداف المجلس”.
وتابع “نحن مع سوريا المركزية الديمقراطية، ولكن عندما أتحدث عن ذلك، نتحدث عن نظام يتناسق مع الوضع السوري، وينطلق من المعطيات السورية، ويقرره الشعب السوري، ولا يفرض من أي جانب بسبب وجوده العسكري في المنطقة”.
ولم يُدعَ مجلس سوريا الديمقراطية إلى محادثات السلام في جنيف هذا الأسبوع.
ودعت الأمم المتحدة مناع بصفة شخصية إلى المفاوضات، لكنه رفض الحضور إذا لم يدعَ المجلس ككل، ويقول إنه ما زال مصراً على هذا الموقف.
معارك بين تنظيم الدولة والنظام بحمص وحلب
قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، إن مقاتلي التنظيم سيطروا على خمسة حواجز لقوات النظام غربي جبل شاعر بريف حمص الشرقي شمال دمشق، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا أن وحدات من قوات النظام أحرزت تقدما في تلة عرين قرب مدينة التمثيل شمال غرب تدمر بمحافظة حمص.
وقالت سانا إن قوات النظام قتلت عددا من مسلحي تنظيم الدولة وأصابت آخرين في سلسلة جبال الهيال غربي تدمر، كما تمكنت قوات النظام مدعومة بما يسمى قوات الدفاع الوطني من السيطرة على جبل جبيل في محيط مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، بعد معارك مع مقاتلي تنظيم الدولة.
وفي محافظة حلب بشمال البلاد، قالت مصادر للجزيرة إن تنظيم الدولة اقتحم المدينة الصناعية في شمال المحافظة من عدة محاور، وسيطر على قرية كفر صغير.
هجوم للنصرة
من ناحية ثانية، أفاد مراسل الجزيرة في ريف حمص أن جبهة النصرة شنت هجوما على مواقع قوات النظام في قرية تلدرة شمال حمص، مما أسفر عن مقتل عدد من جنوده.
وقد نشرت الجبهة إصدارا مرئيا جديدا تحدثت فيه عن دورها في مسار الثورة السورية بعد خمسة أعوام من انطلاقها، وظهر في الإصدار لأول مرة عدد من قادة النصرة.
على صعيد آخر، أفادت مصادر للجزيرة بأن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على مدينة خان الشيح الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف دمشق الغربي، مما تسبب في حدوث دمار كبير بمنازل وممتلكات المدنيين.
واستهدفت قوات النظام المرابطة على أحد الحواجز الأمنية منطقة المزارع في محيط خان الشيح بالأسلحة الرشاشة، في محاولة لقطع طرق يسلكها المدنيون باتجاه هذه المزارع، حيث قُتل طفل وجرح آخرون.
القائد العام لحركة أحرار الشام مهند المصري: تقسيم سوريا خط أحمر والمفاوضات لم تحقق شيئا
رفض القائد العام لحركة أحرار الشام مهند المصري تقسيم سوريا، واصفا إياه بالخط الأحمر الذي لا يمكن قبوله، وانتقد المفاوضات مع النظام، مؤكدا أنها لم تحقق أي مصلحة للشعب السوري حتى الآن، معربا عن قناعته بأن الهيئة العليا للتفاوض تعرضت لضغوط.
وأكد المصري لحلقة (16/3/2016) من برنامج “بلا حدود” أن الشعب السوري لا يمكن أن يقبل أن تصبح بلاده فدرالية”، معربا عن اعتقاده بأن الروس غير قادرين على فرض حل سياسي على النظام السوري.
وطالب المفاوضين السوريين بالتمسك بثوابت الثورة، وأهمها إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه، وهذا هو مطلب الشعب منذ اليوم الأول، مشددا على ألا يكون هناك دور للنظام في المرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى ضرورة المحافظة على الهوية الإسلامية للشعب السوري.
وفي ما يتعلق بقرار موسكو سحب قواتها من سوريا، وصف المصري القرار بالمفاجئ للجميع، خاصة أنه جاء في ظل التصريحات الروسية المستمرة بشأن استهداف ما تسميه موسكو “المنظمات الإرهابية”.
وأضاف قائد “أحرار الشام” أنه إذا كان الانسحاب الروسي حقيقيا فإن الوضع في الميدان سيعود لما كان عليه قبل خمسة أشهر، مؤكدا أن ما حققه النظام من تقدم في ظل التدخل العسكري الروسي كان انتصارا هشّا لا يستطيع المحافظة عليه.
وأعرب عن قناعته بأن قرار الانسحاب الروسي أثر سلبا على معنويات النظام السوري، مدللا على ذلك بتبدل طريقة تعاطي وفد النظام للمفاوضات مع المعارضة قبل القرار الروسي وبعد القرار، حيث أكد أن وفد النظام تعامل بجدية أكثر مع المفاوضات ومطالب الوسيط الدولي في المفاوضات.
وفي السياق ذاته، لم يستبعد المصري أن يؤدي القرار الروسي إلى عودة هيمنة الإيرانيين على النظام السوري.
ووصف التدخل الروسي في سوريا بالخاطئ، ولو أرادت روسيا مصالحها لوقفت مع الشعب السوري، لكنها انحازت لجانب النظام سياسيا ثم عسكريا، ورغم ذلك فإنها لم تحقق مصالحها، وقال إن الروس بدؤوا يخافون من أن يضعهم النظام السوري في موقف حرج مع النظام الدولي.
وفي حين قال المصري إنهم يعدّون الروس محتلين لسوريا، خاصة بعد المجازر التي ارتكبوها بتدخلهم العسكري، فإنه أشار إلى إمكانية التفاوض معهم إذا كانوا سيضغطون على النظام بما يحقق أهداف الشعب والثورة ويحفظ الهوية الإسلامية.
وانتقد المصري الموقف الأميركي من القضية السورية، واصفا إياه “بالضعيف”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لم تسمح بإمداد فصائل المعارضة بالسلاح النوعي، ولو حدث لذلك لتوقفت المجازر بحق الشعب السوري خلال سنوات الثورة.
وفي ما يتعلق بموقف إسرائيل من النظام السوري ومجريات الأزمة السورية، قال إنه لا يوجد نظام حقق مصالح إسرائيل كما فعل النظام السوري، ولذلك فإن إسرائيل ترى أن الانسحاب الروسي سيؤثر سلبا على النظام، ومن ثم ستتضرر جراء ذلك، معربا عن قناعته بأنه لو لم تكن إسرائيل بالمنطقة لحسمت الأمور لصالح الثورة منذ البداية.
تقييم الثورة
وعن تقييمه للثورة السورية في ذكرى انطلاقتها الخامسة، قال قائد “أحرار الشام” إن الشعب السوري قدّم الغالي والنفيس طيلة خمس سنوات، وضحى كثيرا، وباستطاعته الاستمرار لخمس سنوات أخرى لتحقيق أهدافه.
وأضاف أن خروج الشعب السوري في تظاهرات مؤخرا أرسل رسالة للعالم بأنه مستمر في ثورته، “سواء وقفتم معنا أم لا”، كما أرسل رسالة دعم للمجاهدين.
وبشأن تعرض بعض المظاهرات في إدلب للتضييق من قبل منتسبي حركة أحرار الشام، وصف الأمر بأنه أخطاء فردية تم تداركها لاحقا وسُمح للمتظاهرين بالخروج، وأضاف “الشعب سيخرج في مظاهراته حاملا علم الثورة ولن يستطيع أحد أن يقف في وجهه، فكما خرج هذا الشعب ضد النظام سيخرج أمام أي أحد”.
وحول تفسيره عدم نجاح الثورة بإسقاط النظام حتى الآن، قال المصري إن النظام عندما شعر بالخطر من تقدم الثوار استقدم حزب الله ثم الإيرانيين، ثم ظهر تنظيم الدولة الإسلامية، “الذي كان خنجرا في ظهر الثورة”، وهو ما فتح جبهات كثيرة، بالإضافة إلى عدم دعم العالم للثورة.
ووصف المصري تنظيم الدولة بأنه مجموعة من الغلاة تم استغلالهم من قبل بعض الدول، وتمكنوا من تحقيق بعض الانتصارات بسبب ضعف الثوار، بينما كان “المجاهدون على الفطرة الإسلامية وهو ما منعهم من قتال فصيل يرفع راية إسلامية”.
وأشار إلى أن جل قصف النظام والروس كان موجها للمجاهدين دون تنظيم الدولة، بل إنه كان لصالح هذا التنظيم أحيانا. وتابع أنه إذا توحد الثوار فإنهم قادرون على إلحاق الهزيمة بالنظام وتنظيم الدولة.
وعن العلاقة مع الفصائل الكردية المسلحة، قال المصري “إننا نعدّها فصائل معادية للشعب السوري”، مشيرا إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية امتداد لحزب العمال الكردستاني، ولها علاقة مع النظام السوري، كما أنها تقاتل الثوار في بعض المناطق كريف حلب الشمالي.
وطمأن المصري العلويين في سوريا بأنه لن يحدث انتقام عشوائي حال انتصار الثورة، مؤكدا أنه سيتم القصاص ممن تلطخت أيديهم بالدماء دون غيرهم.
ووصف المصري حركة أحرار الشام بأنها “حركة إسلامية شاملة قامت من أبناء الشعب السوري وولدت من رحم الثورة، ولا تخلو جبهة سورية منها، وأنها تسعى لإقامة دولة عدل ومؤسسات تكون السيادة فيها لشرع الله”، وأكد أن الحركة لم تتأثر بتصنيف بعض الدول لها كحركة إرهابية.
مضامين الاتفاق الأوروبي التركي بشأن اللاجئين
اتفاق أقره قادة الاتحاد الأوروبي مع تركيا يوم 18 مارس/شباط 2016 ودخل حيز التنفيذ بعد يومين من إقراره، يهدف لمعالجة تدفق اللاجئين نحو أوروبا، ويقضي بإبعاد اللاجئين الجدد إلى تركيا، ويقر تسريع كل من تسديد المساعدات لتركيا، وإلغاء تأشيرات دخول الأتراك إلى أوروبا، وانضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.
وتم الاتفاق بعد لقاء جمع رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك في بروكسل.
وفي ما يلي أهم بنود الاتفاق:
1- إعادة جميع اللاجئين الجدد الذين يصلون من تركيا إلى الجزر اليونانية اعتبارا من 20 مارس/آذار 2016 إلى تركيا، لوضع حد للرحلات الخطيرة عبر بحر إيجه والقضاء على عمل المهربين.
وستخضع طلبات اللجوء للدراسة في الجزر اليونانية، أما الذين لا يقدمون طلب لجوء أو يتم التثبت من أن طلبهم لا يستند إلى أساس أو لا يمكن قبوله، فستتم إعادتهم إلى تركيا.
وستتخذ تركيا واليونان التدابير الضرورية لذلك بمساعدة المفوضية العليا للاجئين والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك وجود عناصر أتراك في الجزر اليونانية، وعناصر يونانيين في تركيا، كما سيتكفل الاتحاد الأوروبي بنفقات إعادة اللاجئين.
2- مبدأ “واحد مقابل واحد”: ففي مقابل كل سوري يعاد من الجزر اليونانية إلى تركيا سيتم استقبال سوري آخر من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتعطى الأولوية للذين لم يحاولوا الوصول بصورة “غير شرعية” إلى هناك.
وتم تحديد سقف قدره 72 ألف لاجئ، وفي حال الاقتراب من هذا السقف ستتم مراجعة الآلية، أما في حال تخطيه فسيتم وقفها.
3- تحرير تأشيرات الدخول: سيتم تسريع العمل على خريطة الطريق للسماح بإعفاء مواطني تركيا من تأشيرات الدخول إلى أوروبا في مهلة أقصاها نهاية يونيو/حزيران 2016، على أن تستوفي تركيا المعايير الـ72.
4- مساعدة مالية: سيسرع الاتحاد بتسديد المساعدة الأوروبية لتركيا البالغة ثلاثة مليارات يورو لتحسين ظروف معيشة اللاجئين الذين يقدر عددهم بنحو 2.7 ملايين. وحين تصبح هذه الموارد على وشك النفاد سيقدم الاتحاد الأوروبي تمويلا إضافيا مماثلا بحلول نهاية عام 2018.
5- الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي: وافق الاتحاد الأوروبي وتركيا على فتح الفصل 33 (المسائل المالية) خلال الرئاسة الهولندية للاتحاد التي تنتهي بنهاية يونيو/حزيران.
وسيتواصل العمل التحضيري لتسريع فتح فصول جديدة “دون إلحاق الضرر بمواقف دول أعضاء”، وذلك في إشارة إلى قبرص التي تحاول عرقلة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
تضامن بجنيف وبيروت مع الثورة السورية
شارك العشرات من مؤيدي الثورة السورية في وقفة أمام مكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف في سويسرا، دعما لـ وفد المعارضة السورية الذي يشارك في المحادثات غير المباشرة مع وفد النظام السوري برعاية المنظمة الدولية، بينما شهدت العاصمة اللبنانية بيروت وقفة تضامنية مع الشعب السوري في الذكرى الخامسة لثورته.
وردد المعتصمون في جنيف شعارات الثورة السورية، مؤكدين ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد ومحاكمته على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب.
وفي بيروت شارك مئات الناشطين اللبنانيين والسوريين في وقفة تضامنية مع الشعب السوري، ورفعوا علم الثورة السورية، ولافتات منددة بجرائم النظام السوري.
واحتشد نحو ثلاثمئة من الناشطين السياسيين والحقوقيين والإعلاميين والمثقفين من البلدين الجارين، رافعين أعلام الثورة بالقرب من تمثال الشهداء وسط بيروت، مع لافتة كبيرة كتب عليها “18 آذار عيد ميلاد الثورة السورية (الخامس) بسقوط أول شهيد” بالإضافة لعلم كبير للثورة.
كما ارتدى عدد من المشاركين قمصانًا طُبع عليها “ثورة لا إرهاب”.
نظام الأسد: على دي مستورا نقل الأفكار فقط
دبي – قناة العربية
المحادثات السورية في جنيف على حالها، ولم يخرقها إلا مواقف النظام التصعيدية، لاسيما تجاه الموفد الأممي. فقد انتقد مصدر قريب من النظام دي ميستورا، معتبرا أنه لا يحق له ممارسة الضغط على أي طرف في المفاوضات لتقديم تنازلات.
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن دي ميستورا “مُيَسر” المحادثات ولا يمكن أن يكون طرفا فيها، وأن عليه أن ينقل الأفكار فقط. وانتقد المصدر دعوة دي ميستورا الوفد الحكومي إلى تقديم مقترحاته بشأن الانتقال السياسي خلال أسبوع. وكان الوفد الحكومي سلم دي ميستورا ورقة بعنوان عناصر أساسية للحل السياسي يتحدث أبرز بنودها عن ضرورة الالتزام بتشكيل حكومة موسعة من دون أن تأتي على ذكر الانتقال السياسي، الذي يعتبره دي ميستورا النقطة الأساسية في المفاوضات.
من جهته أعلن رئيس وفد النظام السوري في مفاوضات جنيف، بشار الجعفري، عن تقدمه بطلب تأجيل الجولة المقبلة لمفاوضات جنيف، لتزامنها مع الانتخابات البرلمانية التي دعا إليها رأس النظام والتي لاقت ردود فعل سلبية حتى من حلفائه الروس.
ونقل موقع “سيريا نيوز” عن الجعفري قوله في حديث إذاعي أن جولة الحوارات المباشرة لا يمكن تحقيقها إلا بعد استكمال مرحلة الشكل أولاً، وأن لا يكون هناك جدول أعمال واضح يجمع المتحاورين حوله وأن توجد قواسم مشتركة”.
وأضاف الجعفري أنه قدم ورقة “عناصر أساسية للحل السياسي” إلى دي ميستورا لينقلها إلى بقية الوفود، وأن يعود إليه بتعليقات هذه الوفود على هذه الورقة”. وأردف أن “المبعوث الخاص إلى سوريا يخلق مشكلة من حيث عدم تحديد هوية من يخاطبهم فهو يخاطب البعض بصفة وفد ويخاطب البعص بصفة مجموعات استشارية ويخاطب البعض الآخر بصفتهم مستشارين فقط”.
هل عزل بشار شقيقه ماهر الأسد؟
العربية.نت
منذ يومين وأخبار وجود خلافات بين الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري بشار الأسد والحرس الجمهوري، تتناقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والناشطين السوريين دون تأكيدات في طبيعة الحال، مما وضعها في خانة الشائعات.
إلا أن دخول “شبكة أخبار اللاذقية” الموالية للنظام على خط تلك “الأنباء”، جعل العديد من المواقع السورية تتناقلها. فقد أفادت الشبكة على حسابها على “فيسبوك” تحت زاوية “مهم جداً”، بأنه تم نقل العميد ماهر الأسد من قيادة اللواء 42 في الفرقة الرابعة إلى الأركان العامة” في جيش النظام السوري من دون ذكر تفاصيل إضافية.
وانتشر الخبر في عدد من المواقع المعنية بسورية، لكن وسائل الإعلام الرسمية لم تؤكده.
وتم تداول الخبر مرة على أنه تم عزل ماهر المعروف بإجرامه، ومرة على أنه محاولة انقلاب فاشلة لم توافق عليها طهران.
في حين تداوله بعض المغردين على أساس أنه ترقية لماهر الأسد، وتسليمه إدارة المعلومات في “هيئة الأركان”.
وعلى الرغم من عدم صدور أي تعليق من النظام بالطبع، إلا أنه من المعروف أن ماهر الأسد مقل جداً في الظهور، لا بل لم يسجل له ظهور يذكر بعد إشاعة إصابته في عملية “خلية الأزمة، التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في وسط دمشق في18 يوليو 2012 وقتل فيه صهره آصف شوكت.
نظام الأسد يطالب بتأجيل جنيف المقبل لتزامنه والانتخابات
العربية.نت
أعلن رئيس وفد النظام السوري في مفاوضات جنيف، بشار الجعفري، عن تقدمه بطلب تأجيل الجولة المقبلة لمفاوضات جنيف، لتزامنها مع الانتخابات البرلمانية التي دعا إليها رأس النظام والتي لاقت ردود فعل سلبية حتى من حلفائه الروس.
ونقل موقع “سيريا نيوز” عن الجعفري قوله في حديث إذاعي أن جولة الحوارات المباشرة لا يمكن تحقيقها إلا بعد استكمال مرحلة الشكل أولاً، وأن لا يكون هناك جدول أعمال واضح يجمع المتحاورين حوله وأن توجد قواسم مشتركة”.
وأضاف الجعفري أنه قدم ورقة “عناصر أساسية للحل السياسي” إلى دي ميستورا لينقلها إلى بقية الوفود، وأن يعود إليه بتعليقات هذه الوفود على هذه الورقة”. وأردف أن “المبعوث الخاص إلى سوريا يخلق مشكلة من حيث عدم تحديد هوية من يخاطبهم فهو يخاطب البعض بصفة وفد ويخاطب البعص بصفة مجموعات استشارية ويخاطب البعض الآخر بصفتهم مستشارين فقط”.
حمص “عاصمة ثورة السوريين”.. خالية من أهلها
حمص- أسامة أبو زيد
لطالما أطلق السوريون على مدينة حمص لقب “عاصمة الثورة” التي اشتهرت بمظاهراتها السلمية الحاشدة، التي لم يمض يوم من دون استهدافها من قبل قوات النظام، واعتصاماتها المشهورة التي كان لها لونها وطابعها.
وعاصمة الثورة السورية اليوم بأحيائها الثلاثة عشر أضحت أشبه بمدينة أشباح، ليس فيها سوى بعض الميليشيات التي استوطنت مع عوائلها منازل أصحابها وتقاسمت ممتلكاتهم بعد تعرضها لأطول حصار ترافق مع أشد عملية عسكرية أدت في نهايتها لدمار أجزاء كبيرة، وقتل المئات وخروج من تبقى من أبنائها خارجها بعد عام ونصف من الدفاع والمقاومة دون معرفة وقت للعودة، لكن الأمل داخل النفوس كبير.
أما ما بقي من أحياء حمص كحي “الإنشاءات والدبلان والحمراء وكرم الشامي” وغيرها كان ولا يزال محتلاً من قبل قوات النظام، مع تشديد القبضة الأمنية عليه من خلال حواجز إسمنتية لم يخلُ منها شارع، وعناصر شبيحة النظام مطلقة الصلاحيات، تسعى لإذلال الناس ليل نهار.
تنظر في هذه الأحياء فلا تجد شباباً، فمعظمهم قد هاجر خارج البلاد أو تبع إحدى الكتائب المقاتلة في الأراضي السورية، أو سيق إجبارياً ليجند في صفوف قوات النظام، فمن كان عمره بين 18عاما حتى 40 مهددا بالسوق بأي لحظة للاحتياط دون استثناء، حتى الموظفون لدى مؤسسات النظام هم أول من يكون عليهم الاختيار عند الحاجة والرفض ممنوع فعليك الاختيار “قاتلاً أو مقتولاً”.
يقوم النظام في كل فترة بشن عمليات اعتقال واسعة في أحياء حمص، ليقود الشباب الذين قام بصيدهم نحو مطار دير الزور العسكري أو حقل شاعر أو أي مكان فيه الموت لا يرحم أحداً.
تغيير ديمغرافي
يعمل النظام اليوم بقيادة محافظ حمص والأفرع الأمنية مع توجيه من القيادات العليا لإحداث تغيير ديمغرافي في مدينة حمص، فبعد نجاحه في أحياء حمص القديمة ينتقل اليوم إلى حي الوعر، آخر أحياء المعارضة السورية الخارج عن سيطرته والذي كان قد أبرم هدنة إنسانيةً معه من أجل حقن الدماء ومساعدة المدنيين داخل الحي، بعد أن بات الجوع خطراً يهددهم، ومع التزام الطرفين ببنود اتفاق شهدت عليه الأمم المتحدة، سرعان ما قام النظام بنقضه من خلال شخصياته ذاتها التي أقرته ليبدأ عملية مراوغة رُفِضت من قبل ثوار الحي وهي “التنازل عن إخراج المعتقلين”
وترافقت المماطلة من طرف النظام بقطع الكهرباء عن المنطقة، ومنع سيارات الأغذية من الدخول، والمعضلة الكبرى، هي رغيف الخبز الذي حرمت منه الناس ولا يوجد مصدر له داخل الحي، إضافة لخنق الجانب الطبي من خلال حرمان الأطباء من الدخول للحي، ومنع دخول الأدوية حتى في أوقات إبرام الاتفاق وعدم السماح للمحروقات التي أوقفت المشافي عن تخديم مرضى غسيل الكلى والولادات والعمليات الجراحية وأعدادهم كبير.
وما كانت عليه الحال في بداية حصار النظام يختلف عما أصبح عليه مع تقدم الوقت، فالحال في فترة ما قبل بدء الاتفاق كان يتزامن مع دخول الخبز والكهرباء وشيء من القوافل الإنسانية في كل فترة مع السماح للموظفين والأطباء الدخول والخروج من وإلى الحي بشكل يومي وبعد بدء الاتفاق تحسن الحال كثيراً وأصبح الحي يعيش شيئاً من الرخاء إلى أن علق الاتفاق من قبل طرف النظام، ليبدأ سياسة جدية ضد الحي وأهله أشد من سياسته القديمة والتي جميعها تصب في مصلحة إخراج الناس وتهجيرهم.
فمن خلال المراقبة والمتابعة نلاحظ أن النظام وفي كل فترة يقوم بتشديد الحصار والضغط كي يخلو الحي من ساكنيه، فالحي الذي يعد من أكبر أحياء مدينة حمص والذي سكنه نحو 600 ألف نسمة، هو اليوم لا يتجاوز عدد سكانه الـ 100 ألف نسمة، والخناق يضيق أكثر فأكثر، والأمم المتحدة متابعة لكل الأحداث عن كثب من أجل تأمين ممرات الخروج الآمنة عند اللزوم.
أهالي حي الوعر يتابعون ما بدأته أحياء مدينة حمص، فالتظاهرات عادت للساحات ورفع أعلام الثورة فوق منازلهم ورفضهم التخلي عن أبنائهم المعتقلين من كل محافظة حمص، فهم ماضون بثورتهم ما دام هناك رمق في عروقهم ونفس في صدورهم وصوت في حناجرهم.
علوش: لا حل وسطاً مع النظام السوري
دبي – قناة العربية
جدد محمد علوش، كبير مفاوضي المعارضة السورية، مطالب المعارضة بضرورة رحيل الأسد في أي عملية سياسية، مؤكدا أن المعارضة لن تقبل بحل وسط في مفاوضات جنيف.
وجاءت تصريحات علوش على وقع مظاهرة أمام مبنى الأمم المتحدة في جنيف السبت، حيث تعقد المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام، لإيجاد حل للأزمة السورية.
علوش الذي شارك في تلك المظاهرة، اتهم نظام الأسد بتحويل الشعب السوري إلى شعب لاجئ.
فقد تظاهر العشرات أمام مبنى الأمم المتحدة، مطالبين برحيل الأسد، ومرددين شعارات لا لتقسيم سوريا ومعارضين أي فكرة قد تطرح في المفاوضات بهذا الشأن.
الجيش السوري “يسيطر” على مناطق بريف حمص
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجيش السوري استعاد السيطرة على جبل جبيل المشرف على قرية القريتين في ريف حمص، السبت، إذ نشرت الوكالة مقطع فيديو للقوات السورية مسيطرة على ما يبدو على المنطقة.
وقال قائد عسكري ميداني إن هذا الانجاز سيكون خطوة نحو تحرير مدينة تدمر من قبضة تنظيم داعش.
وأضاف “أهمية الإنجاز هذا خطوة في طريق تحرير وتخليص تدمر”، إذ تسعى القوات الحكومية وحلفائها لتحرير تدمر التي تبعد نحو 200 كيلومتر جنوب غرب محافظة الرقة ويسيطر عليها تنظيم داعش منذ مايو الماضي.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية روسية قصفت مدينة تدمر التاريخية والمنطقة المحيطة بها بنحو 70 قذيفة مما أدى لمقتل 18 على الأقل من مقاتلي داعش.
جبهة النصرة تنشر فيديو لقياديين حول الربيع العربي وسوريا: الغرب أوصل مرسي بمصر ثم دعموا السيسي لينقلب.. و”الجهاد” بالشام مراحل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— نشرت المنارة البيضاء، التي تعتبر الذراع الإعلامي لجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، مقطع فيديو حمل اسم “ورثة المجد 2″ حيث ظهر فيه عدد من قادة الجبهة يتحدثون عن الثورات والربيع العربي إلى جانب ما تشهده سوريا ووصفوه بـ”الجهاد.”
وقال القيادي أحمد مبروك، المعروف باسم أبوالفرج المصري: “كل ما يحصل يجعلنا نفهم أن مصطلحات الديمقراطية والشرعية الدولية ما هي إلا أداة استعمارية جديدة، فالديمقراطية التي أوصلت مرسي للحكم هم أنفسهم (الغرب) انقلبوا عليها ودعموا قائد الانقلاب السيسي وكذلك في الجزائر عندما فازت جبهة الإنقاذ في الانتخابات ووصلت إلى السلطة أطاح بها الجيش بعملية انقلابية وبمباركة فرنسية..”
وقال عبدالرحمن عطون، القيادي في الجبهة والمعروف باسم أبوعبدالله الشامي: “إذا أردنا أن نفهم ما يجري في بلدان الربيع العربي فعلينا أن ننظر إلى المسألة بصورة أكثر شمولية، فبلدان الربيع العربي تقع ضمن منظومة النظام العالمي الذي له مرجعية سياسية تتمثل في الأمم المتحدة ومرجعية دينية تتمثل في مجلس الأمن والدول الكبار الدائمة العضوية إلى جانب مرجعية اقتصادية تتمثل بصندوق النقط الدولي، وهذا النظام لم يأتي إلى بعد إسقاط الخلافة الإسلامية وتقسيم العالم الإسلامي إلى أكثر من 50 دولة وزرع الكيان اليهودي في قلب العالم الإسلامي في فلسطين..”
أما خالد باطرفي، المعروف باسم أبوالمقداد الكندي، فقال: “انتهج النظام الغربي باحتواء ووأد الثورات العربية فيما يسمى بالربيع العربي، وذلك أولا بامتصاص غضب هذه الشعوب والانقلاب على وكلائهم أثناء تلك الثورات، وثانيا السماح للنخب الإسلامية الضعيفة بتولي الحكم لتكون مخرجا مؤقتا للغرب ريثما يرتب خططه..”
من جهته قال جمال زينية، المعروف باسم أبومالك الشامي: “الحقيقة أن الجهاد الشامي مر بمراحل وأطوار كثيرة حتى أصبح مدرسة يتربى فيها المؤمنون الصادقون فأحيانا يكون في تقدم وازدهار وأحيانا يكون في تراجع ولكن الشيء الثابت فيه أن أصحابه لا يهنون ولا يستكينون..”
بشار الأسد: الانتصار بهذه الحرب سيساهم بقيام عالم عادل.. ووليد المعلم: مستمرون بإحراز انتصارات رغم اشتداد الهجمة
دمشق، سوريا (CNN)— قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن الانتصار في هذه الحرب سيساهم بقيام عالم أكثر عدلا وتوازنا، وذلك في لقاء كمال خرازي رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في مكتب قائد الأعلى بإيران.
وأوضح الأسد بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية: “إن انتصار الشعب السوري وحلفائه في هذه الحرب سيساهم في قيام عالم أكثر توازناً وعدالة في مواجهة محاولات الغرب الاستعماري وعملائه في المنطقة فرض إرادته التي تتناقض مع مصالح شعوب المنطقة المتمسكة بسيادتها وحقها في تقرير مصيرها.”
وتابع الأسد قائلا: “إن وقوف الدول الصديقة وفي مقدمتها إيران وروسيا إلى جانب سورية سياسياً وعسكرياً ساهم بشكل فاعل في تعزيز صمود السوريين في الحرب التي يخوضونها ضد الإرهاب وصولاً إلى استعادة الأمن والاستقرار وتوفير الظروف الملائمة التي تمكن السوريين من أن يقرروا بأنفسهم مستقبل بلدهم.”
من جهته قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم: “إن سوريا تواصل رغم اشتداد الهجمة والتآمر عليها تحقيق انتصارات ميدانية وسياسية بفضل شجاعة جيشها وإيمان قيادتها بأن النصر لا بد آت في معركة الدفاع عن وحدة وسلامة الأراضي السورية وحق الشعب السوري في قراره المستقل،” بحسب ما نقله تقرير الوكالة السورية.