أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 23 أذار 2014

 اتساع «معركة الساحل» … والمعارضة تتقدم في حلب

 لندن، واشنطن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

اتسعت أمس المواجهات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في ريف اللاذقية مع دخول قوات إضافية من الطرفين في «معركة الساحل» واستمرار الاشتباكات في أطراف معبر كسب الحدودي مع تركيا، في وقت تحدثت المعارضة عن سيطرتها على موقع استراتيجي في حلب.

وبدأت الجمعة معارك محتدمة في محيط معبر كسب تقدم خلالها مقاتلون من كتائب إسلامية وسيطروا على ثلاث نقاط حدودية. وقتل في المعارك والقصف الذي رافقها 34 شخصاً بينهم خمسة مدنيين، بحسب حصيلة أوردها «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «توسّعت السبت (أمس) رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية مدعمة بعناصر الدفاع الوطني من جهة، وبين جبهة النصرة وكتائب مقاتلة من طرف آخر»، وباتت «تشمل محيط قرى خربة سولاس وبيت حلبية والملك» الواقعة تحت سيطرة النظام.

وأشار إلى دخول كتائب جديدة غير إسلامية على خط المعارك، في حين قال نشطاء إن النظام سحب عدداً من مقاتليه من ريفي حماة وإدلب ودفع بهم إلى المشاركة في معارك ريف اللاذقية.

وأفادت وكالة أنباء «أناضول» التركية أن بلدة يايلاداغي الحدودية التابعة لولاية هاطاي شهدت سقوط قذائف في محيطها مع اشتداد المعارك حول معبر كسب السوري. ونقلت الوكالة عن هيئة الأركان العامة التركية أن أنظمة رادار لصواريخ مضادة للطائرات من طراز «إس. إيه. 17» تابعة للجيش النظامي السوري تعقبت ورصدت تشكيلاً جوياً تركياً مكوّناً من ثماني طائرات مقاتلة من طراز «أف – 16» كانت تحلّق قرب حدود سورية في إطار تدريبات جوية.

في حلب، قتل عشرون عنصراً من القوات النظامية و15 مقاتلاً معارضاً في معارك في جبل شويحنة الواقع شمال غربي مدينة حلب. وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن «الجيش الحر تمكن من تحرير كامل جبل شويحنة»، مشيرة إلى أن المنطقة ذات «أهمية استراتيجية وتعتبر نقطة حماية لمدفعية الزهراء»، وهي بلدة تضم مركزاً لقوات النظام.

في واشنطن، قال المبعوث الأميركي الجديد دانيال روبنستين لـ «الحياة» في أول حديث صحافي منذ تسلمه منصبه، إن «تقوية المعارضة المعتدلة السورية وتوحيدها» سيكونان جزءاً محورياً من مهمته، إضافة إلى محاربة تنظيم «القاعدة»، قائلاً إنه «واهم» من يعتقد بإمكان أن يكون هناك «حل عسكري»، وإن واشنطن «لن تقبل» ببقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم.

وأضاف: «سنزيد ونكثّف مراجعاتنا واستشاراتنا لنرى ما بالإمكان فعله لتقوية المعارضة، وهذا يتطلب الكثير من التنسيق مع شركائنا الدوليين». وإذ تحفظ المسؤول الأميركي عن إبداء رأي في كيفية تغيير موازين القوى على الأرض وحتى الانتهاء من مراجعته، لفت إلى أن «ما أسمعه من الآخرين هو حاجة ضرورية لتغيير التوازن والأنماط الحالية للأزمة والضغط بشتى الوسائل على النظام لجعله ينظر إلى العملية السياسية بشكل مختلف».

من جهتها، حضت رئيسة بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الكيماوي سيغريد كاغ في حديث إلى «الحياة»، الحكومة السورية على «تسريع» عملية إزالة الترسانة الكيماوية وإخراجها، لـ «الوفاء» بالموعد النهائي في 30 حزيران (يونيو) المقبل، لكنها أشارت إلى أن التخلص من الكيماوي «لا يحل المشكلة الأساسية» في سورية، وإلى أن «بعض الأشخاص» يربط بين موعد 30 حزيران وانتخابات الأسد. وأوضحت منسقة البعثة المشتركة أن الحكومة السورية أعلنت عن وجود 26 موقعاً جرى تدمير 13 منها و «لم يتم الوصول» إلى أحد المواقع، في حين يُجري وفد من خبراء منظمة الحظر محادثات مع الجانب السوري في هذه الأيام لـ «تقديم المساعدة والخيارات» المتعلقة بتعطيل هذه المواقع التي تضم هنغارات وأنفاقاً». ومن المتوقع أن تقدم الحكومة السورية خطتها إلى اجتماع منظمة الحظر في لاهاي في 28 الشهر الجاري. وقالت كاغ: «إذا قبل المجلس التنفيذي للمنظمة خطة الحكومة السورية، يعني الاتفاق على موعد جديد» لتعطيل المواقع الـ 12.

المبعوث الأميركي الجديد لـ «الحياة»: واهم من يؤمن بالحل العسكري… ولن نقبل بقاء الأسد

واشنطن – جويس كرم

يصفه المقربون منه بـ «آرابيست» نسبة الى الديبلوماسيين الأميركيين الذين تماهوا مع الحضارة العربية وتاريخ منطقة الشرق الاوسط. دانيال روبنستاين، صاحب خبرة ٢٤ عاماً وعمل في عواصم المنطقة بينها دمشق، أهلته لتولي منصب المبعوث الى سورية منذ أسبوعين.

وهو أكد لـ «الحياة» في أول حديث صحافي منذ تسلمه منصبه، ان «تقوية المعارضة المعتدلة السورية وتوحيدها» سيكونان جزءاً محورياً من مهمته، اضافة الى محاربة تنظيم «القاعدة»، قائلاً انه «واهم» من يعتقد بإمكان ان هناك «حلاً عسكريا» وان واشنطن «لن تقبل» بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم.

واضاف روبنستاين عشية جولة اقليمية وأوروبية تشمل تركيا والأردن وباريس وجنيف لبحث واقع الأزمة السورية والاستراتيجية الأميركية وخيارات المرحلة المقبلة، أن «الوضع شائك وهناك حالة كبيرة من الاحباط انما نريد الدفع قدماً والعمل مع أصدقائنا في المعارضة وفي المنطقة وفي المجتمع الدولي” للتأثير بالأزمة السورية.

وترمي الجولة الأولى لروبنستاين الى الاستماع الى ممثلي المعارضة والمسؤولين الاقليميين والأوروبيين وأعضاء المنظمات الدولية حول تقويمهم للوضع والمسائل المقلقة لديهم و «سنعيد التزامنا بفعل ما يمكننا لوضع الأمور على سكة أفضل». كما يتوقع روبنستاين لقاء المبعوث الدولي – العربي الأخضر الابراهيمي خلال الجولة وتبادل الأفكار والطروحات.

ويعرف المبعوث الأميركي استراتيجية واشنطن والهدف في سورية للوصول الى ”حل سياسي للنزاع، وطبقاً لإطار دولي لآلية جنيف». وقال: “نفهم احباط الكثيرين بأن الجولة الأخيرة في جنبف لم توصلنا الى ما نريد الذهاب اليه». طبقاً لذلك اشار المسؤول الأميركي أن واشنطن ستقوم باستشارة “أصدقائنا الاقليميين حول كيفية الدفع لاستنباط نهج مختلف من قبل النظام (السوري) حيال آلية جنيف». وشدد روبنستاين وهو يتقن اللغة العربية على أهمية التنسيق الاقليمي و «فعل ما أمكن لضمان أعلى درجة ممكنة لتوحيد المعارضة المعتدلة وتقويتها». وربط تحقيق ذلك بـ «التوازن على الأرض ونهج النظام حيال آلية جنيف للوصول الى جسم لمرحلة انتقالية. هذا سيكون تركيزنا».

ورداً على سؤال عن امكان تسليح مجموعات في المعارضة المعتدلة في شكل سري وبعد رسالة من اعضاء في الكونغرس بهذا الشأن، قال: “ما يمكنني قوله أننا سنزيد ونكثف مراجعتانا واستشاراتنا لنرى ما بالامكان فعله لتقوية المعارضة. وهذا يتطلب الكثير من التنسيق مع شركائنا الدوليين».

واذ تحفظ المسؤول الأميركي عن ابداء رأي بكيفية تغيير موازين القوى على الأرض وحتى الانتهاء من مراجعته، لفت الى ان «ما أسمعه من الآخرين هو حاجة ضرورية لتغيير التوازن والأنماط الحالية للأزمة والضغط بشتى الوسائل على النظام لجعله ينظر الى العملية السياسية بشكل مختلف».

وسألت «الحياة» روبنستاين عن الموقف الأميركي من امكان ترشح الرئيس السوري بشار الأسد لولاية جديدة في حزيران (يونيو) المقبل واجراء انتخابات رغم الأزمة، فــــقال: «لا أريد الـــقيام بأي توقعات مستقبلية انما ما أفهمه أن اجراء انتـــــخابات بهذه الظروف هو انتهاك لميثاق جنيف وسيكون من الصعب على الولايات المتحدة والمـــجتمع الدولي اعـــــتبارها شرعية ومن هنا سنرى أن الولايات المتحــــدة وغــــيرها لن تــتردد في اعتبارها غير شرعية» في حال حصلت.

أما عن المعارك الميدانية وفرص حسم النظام عسكرياً، لفت الى أن “من يعتقد أن هناك حلاً عسكرياً فهو يوهم نفسه. و أي حل ثابت ويحسن مستقبل سورية يجب أن يكون سياسياً». ونفى المسؤول بشكل واضح امكان قبول واشنطن ببقاء الأسد مستقبلاً، وقال: «تحدثنا بوضوح حول مستقبل سورية وهو لن يتضمن القيادة في هذا النظام».

وتحدث روبنستاين بإسهاب عن التنسيق الاقليمي حول الوضع في سورية بين تركيا والسعودية والأردن وقطر ودول أخرى، مشيراً الى أن من «حسن حظ واشنطن أن يكون لديها أصدقاء وشركاء في المنطقة تتلاقى معهم حول عدة مصالح، والوضع في سورية بسبب موقعها الحساس والاستراتيجي يرتبط بهذه المصالح، ونحن نقدر التنسيق الموجود وسأعمل ما بوسعي على تعميقه ولتفادي انتقال النزاع» الى خارج حدود سورية.

وعن المخاوف من تنظيم «القاعدة « والمجموعات المتصلة بها في سورية، رحب روبنستاين بـ «موقف المعارضة (الائتلاف) الرافض للقاعدة والبيانات حول المخاوف منها».

ورأى أن المعارضة «واضحة وجدية في مواجهة القاعدة ولن تتردد في جهودها لمكافحة هذا التهديد».

وعبّر المسؤول الأميركي عن تقديره لهذه الجهود ومشاركة «الحلفاء الاقليميين» أيضاً في مكافحة هذا التهديد.

14 رئيس دولة في قمة الكويت

الكويت ـ حمد الجاسر { ومحمد المكي احمد

قبل يومين من انعقاد القمة العربية الخامسة والعشرين في الكويت يسود قلق لدى المنظمين من مستوى التمثيل الذي ستشارك به الدول الاعضاء. وعلى رغم تصريح وزير الاعلام الكويتي الشيخ سلمان الصباح بأن 13 رئيس دولة أكدوا حضورهم، بالاضافة الى رئيس القمة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، فان اعلان دولة الامارات ترؤس حاكم الفجيرة الشيخ حمد الشرقي وفدها الى القمة، وترجيح اعتذار عدد من القادة عن عدم الحضور، واختيار دول اخرى تمثيلاً منخفضاً، قد يؤثر في مستوى النتائج والقرارات. (للمزيد)

وذكرت مصادر انه مع استبعاد تضمن جدول أعمال القمة بنداً في شأن الخلافات الخليجية، إلا ان حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مترئساً وفد بلاده ولقائه أمير الكويت، قد يفتح المجال أمام تخفيف حدة الخلافات بين بعض الدول الخليجية خلال الاجتماعات الثنائية.

وتواصلت في الكويت أمس الاجتماعات التحضيرية لعقد القمة العربية التي تباشر اعمالها بعد غد الثلثاء وسط استعدادات ادارية وأمنية واسعة. وعقد المجلس الوزاري الاجتماعي والاقتصادي لوزراء المال العرب، برئاسة وزير المال الكويتي انس الصالح، اجتماعاً أمس واصدر مجموعة من القرارات تمهيداً لرفعها الى القمة العربية، فيما يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً تحضيرياً اليوم.

وقال نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي لـ»الحياة» ان أهم القضايا التي يناقشها اجتماع وزراء الخارجية اليوم رؤى حول موضوع تطوير الجامعة العربية رفعها الى الوزراء كبار المسؤولين والسفراء الدائمين لدى الجامعة العربية.

وأشار الى «اعلان الكويت» الذي سيصدر عن القمة، وقال إن دولة الرئاسة، الكويت، هي التي وضعته، ويتناول التأكيد على عدد من المبادىء والاسس والمواقف الثابتة للجامعة العربية تجاه قضايا معينة مثل الوضع في ليبيا ومساعدته، والمسار الديموقراطي في اليمن، وموضوع الجزر الاماراتية المحتلة من ايران، والوضع في السودان.

وشدد على أن «الارهاب هو أحد المواضيع الساخنة» التي ستناقشها القمة، مشيراً الى وجود افكار لاعادة النظر في الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب التي صدرت عام 1998 وتم تجديدها عام 2006، موضحاً ان «الاقتراحات تهدف الى تفعيل الاتفاقية أكثر لأن الارهاب لا يهدد المواطن والاستقرار فقط بل بات عائقاً أمام التنمية».

وما زال موضوع شغل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مقعد سورية في الجامعة مثار خلاف بين الدول العربية، فيما ذكر ابن حلي ان الامين العام للجامعة «حسم هذا الامر بأن المقعد سيظل شاغراً لوجود قواعد وإجراءات ضمن النظام الداخلي يتم التعامل معها».

وسيفتتح اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية بكلمة تتناول قضايا التعاون العربي وتحديات العمل العربي المشترك باعتبار ان بلاده ترأس الدورة السابقة للقمة العربية، ثم يسلم رئاسة الاجتماع الى النائب الاول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح.

وزراء الخارجية العرب يدعون الى “وقف إطلاق النار” في سورية

بدأ وزراء الخارجية العرب إجتماعهم التحضيري للقمة العربية، التي تستضيفها الكويت بالدعوة مجدداً الى “وقف النار في سورية”، والى “إتخاذ مجلس الأمن قراراً ملزماً في هذا الاطار”. وبعد سنة من قمة الدوحة العربية، التي جلس فيها الائتلاف السوري المعارض على مقعد سورية، سيبقى مقعد دمشق شاغراً في القمة التي تستضيفها الكويت الثلثاء والاربعاء، الا أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا سيلقي كلمة امام القادة العرب. واعتبر وزير الخارجية القطري خالد العطية، الذي القى كلمة بصفته ممثلاً عن رئيسة الدورة العربية السابقة انه “بات الوضع (في سورية) أكثر تعقيداً ولا بد من إنهاء هذه المأساة عبر استخدام وسائل الشرعية الدولية كافة”. ودعا العطية الى “تقديم كافة أشكال الدعم المدي والمعنوي” لفصائل المعارضة السورية، وحثّ مجلس الأمن على “تحمل مسؤولياته بقرار ضمن الفصل السابع”، معتبراً أنه هو “السبيل الوحيد لوقف اطلاق النار”. من جانبه، وصف وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح الأزمة السورية  بـ “المأساة الأكبر في التاريخ الانساني المعاصر”. وقال “نجدد مطالبتنا السلطات السورية وقف القصف العشوائي باستخدام البراميل المتفجرة وروفع الحصار عن المدنيين”. كما طالب الوزير الكويتي بـ”محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم ضد الشعب السوري الشقيق”. الى ذلك، اكد الامين العام للجامعة العربية في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية ان المبعوث الدولي العربي الخاص للأزمة السورية الاخضر الابراهيمي سيقدم تقريراً عن عمله أمام القمة. ووفق العربي، فان القضية الفلسطينية بدورها ستكون “على رأس أولويات القمة”. واعتبر العربي ان “مسار الاحداث في سورية يلزم مجلس الأمن اتخاذ “قرار ملزم بوقف اطلاق النار ووقف اعمال العنف والتدمير والتخفيف من حدة المعاناة”. ووافق وزراء الخارجية في اجتماعهم التحضيري للقمة على طلب لبنان ادراج موضوع جديد على اجندة القمة وهو “الانعكاسات السلبية والخطيرة المترتبة على لبنان جراء أزمة النازحين السوريين”.

وزير الخارجية الكويتي يطالب بمحاسبة المسؤولين السوريين

الكويت- (د ب أ): طالب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح السلطات السورية بالكف عن شن الهجمات ضد المدنيين ووقف الاستخدام العشوائي للأسلحة، مشددا على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن ارتكاب الجرائم وانتهاكات القانون الدولي الانساني وقانون حقوق الإنسان ضد الشعب السوري.

وقال خالد، في كلمة خلال افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية التي تستضيفها الكويت بعد غد الثلاثاء إن “الأزمة في سورية دخلت عامها الرابع ولازال الجرح النازف يهدر دما ولا زالت آلة القتل والدمار تنهش بأنيابها البشعة جسد الشعب والدولة السورية بكل وحشية وهمجية لا يردعها في ذلك دين أو قانون أو مبادئ إنسانية ولا حتى موقف دولي موحد يستطيع الوقوف بوجه هذه الكارثة”.

وأشار إلى أن الازمة السورية حصدت أرواح ما يزيد على 130 ألف شخص مع وجود أكثر من 5ر2 مليون لاجيء وستة ملايين نازح اضافة الى عشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين ما يضع المجتمع الدولي بأسره أمام مسؤولية أخلاقية وانسانية وقانونية لمضاعفة الجهود لوقف هذه المأساة الأكبر في التاريخ الإنساني المعاصر.

ودعا السلطات السورية إلى رفع الحصار عن كافة المناطق المحاصرة في مختلف أنحاء سورية والسماح بالخروج الآمن للمدنيين وكذلك دخول المساعدات الانسانية والوكالات الاغاثية الدولية وفقا لقرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة واستجابة لقرار مجلس الأمن 2139 بشأن الوضع الانساني في سوريا مع ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن ارتكاب الجرائم وانتهاكات القانون الدولي الانساني وقانون حقوق الإنسان ضد الشعب السوري الشقيق.

وأضاف أن تعثر مفاوضات (جنيف 2) بين النظام السوري والمعارضة السورية في التوصل الى صيغة تنفيذية لما تم الاتفاق عليه في بيان (جنيف1) الصادر في 30 حزيران/ يونيو 2012 يعد مدعاة للأسف والأسى.

وأشار إلى أن دولة الكويت بذلت من منطلق مسؤوليتها العربية والانسانية جهودا متواصلة على الصعيدين السياسي والانساني بهدف وقف الازمة في سوريا ومحاولة تخفيف معاناة المتضررين جراء وطأتها المأساوية مضيفا ان هذه الجهود السياسية جاءت ضمن الاطار العربي خلال ترؤس الكويت لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري للدورة 137 التي شهدت العديد من الاجتماعات المخصصة لمناقشة الوضع في سوريا على أمل أن ينصت النظام السوري للنداءات العربية.

وأدان الاعتداءات الوحشية التي شنتها اسرائيل ضد قطاع غزة مؤخرا والحصار المفروض عليه وكذلك الانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد الأقصى المبارك والخطط العنصرية المتطرفة والممنهجة في مدينة القدس الهادفة إلى تغيير التركيبة الديمغرافية للمدينة.

وطالب المجتمع الدولي وبخاصة مجلس الأمن واللجنة الرباعية بالتحرك بشكل عاجل لوقف هذه التداعيات التي تعمل على نسف أي فرص حقيقية للسلام في الشرق الأوسط والزام اسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال باحترام قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 ووقف كافة انتهاكاتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية.

وانطلق اليوم الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب برئاسة دولة الكويت لإعداد مشروع جدول أعمال القمة العربية العادية في دورتها ال25 ومشروع اعلان الكويت والبيان الختامي في صورته النهائية تمهيدا لرفعها الى القادة العرب بعد غد الثلاثاء.

وتسلم وزير الخارجية الكويتي الرئاسة من وزير خارجية دولة قطر خالد بن محمد العطية بصفة بلاده رئيسا للدورة السابقة للقمة العربية ال24 وذلك خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية.

ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية جلسة عمل مغلقة لمناقشة واعتماد مشاريع وبنود جدول الاعمال المرفوعة من وزراء المالية وكبار المسؤولين في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في وزارات الخارجية خلال اجتماعاتهم التحضيرية الاخيرة تعقبها جلسة ختامية يتم فيها اقرار مشاريع القرارات.

ويناقش وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري للقمة العديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية أبرزها القضية في سورية والأزمة الإنسانية للاجئين والنازحين الناجمة عنها والقضية الفلسطينية وملفات عملية السلام في الشرق الاوسط اضافة الى مناقشة التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له.

وكانت الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية في الكويت قد شهدت خلافات حادة بين الدول العربية حول مقعد سورية بالقمة الامر الذي جعل الامين العام للجامعة العربية يحيل الموضوع إلى اجتماع وزراء الخارجية الأحد بعدما فشل اجتماع الجامعة على مستوى المندوبين في حسم الخلاف.

استمرار المعارك من أجل السيطرة على معبر كسب في محافظة اللاذقية

بيروت- (أ ف ب): تتواصل المعارك بين القوات النظامية السورية ومقاتلي المعارضة اليوم الاحد في محيط معبر كسب الحدودي مع تركيا في محافظة اللاذقية (غرب) من اجل السيطرة على المعبر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “مقاتلي جبهة النصرة وكتائب اخرى تمكنوا من دخول معبر كسب واخراج القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني منه، لكن لا يمكن الحديث عن سيطرة كاملة، لان المعارك لا تزال عنيفة في محيطه وعلى بعد عشرات الامتار منه في مدينة كسب التي تتواجد فيها القوات النظامية”.

وبدأت المعركة على المعبر الجمعة. وتحصل فيها اقتحامات وسيطرة ثم انسحابات. الا ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من التقدم نحو نقاط عسكرية عدة في المنطقة.

واشار المرصد الى “استقدام القوات النظامية تعزيزات عسكرية كبيرة الى المنطقة”.

وتسببت المعارك منذ الجمعة بمقتل حوالى خمسين عنصرا من الجانبين، بحسب المرصد.

في مدينة حلب (شمال) ومحيطها، احتدمت المعارك امس بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين تمكنوا من السيطرة على تلة استراتيجية شمال غرب المدينة هي جبل الشويحنة. ثم عمدوا الى قطع الطريق على مطار حلب الواقع في شرق المدينة عند نقطة قرية العزيزة لبعض الوقت، قبل ان يخسروا موقعهم مجددا، بحسب المرصد السوري.

وتسببت المعارك على هاتين الجبهتين وفي مواقع اخرى في حلب السبت بمقتل حوالى خمسين مقاتلا سوريا واجنبيا من الكتائب المعارضة و”ما لا يقل عن 26 عنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها بينهم قائد قوات الحرس الجمهوري في حلب العميد سميع عباس″، بحسب ما اورد المرصد السوري.

تعامل أوباما مع الأزمة السورية يهدد أمن الاتحاد الأوروبي

تشهد العلاقات بين ادارة اوباما والاتحاد الأوروبي حالة من التوتر بسبب طريقة تعاطي اميركا مع الأزمة السورية، وتدفق الآلاف من مقاتلي القاعدة إلى دمشق.

القاهرة : بدأت العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تشهد حالة من التوتر على خلفية الحرب التي تخوضها القاعدة في سوريا. وقال دبلوماسيون بهذا الصدد إن الاتحاد الأوروبي بات قلقاً بخصوص السياسة التي تتعامل بها واشنطن مع الأحداث في سوريا.

وأضاف الدبلوماسيون أن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تبدي انزعاجاً بخصوص عمليات تدفق المقاتلين والسلاح للميليشيات التي تنتمي لتنظيم القاعدة في شمال سوريا.

ونقلت صحيفة وورلد تريبيون الأميركية عن أحد الدبلوماسيين قوله: “اجتذبت سوريا آلاف الأوروبيين وعاد بعضهم إلى بلادهم الأصلية مرة أخرى بعد فترة قضوها هناك”.

 وخلص حلف شمال الأطلسي، الناتو، إلى أن ما يصل إلى 11 ألف مقاتل أجنبي يحاربون في سوريا، وأن معظمهم يلتحق بميليشيات منتمية لتنظيم القاعدة. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري:”لقد تحدثت مع قادة في بلدان أوروبية، ممن لديهم تخوفات عميقة بخصوص ما يمكنه لهؤلاء الأشخاص فعله عند عودتهم لبلادهم”.

والتقى كيري على مدار الشهر الماضي مجموعة من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للتحدث عن احتمالات نشوب ردود فعل من جانب تنظيم القاعدة. وأوضح كيري أن واشنطن تتعاون مع بروكسل من أجل تقفي أثر المقاتلين الأجانب في سوريا.

وتابع كيري بقوله:”ولهذا نحن مهتمون على الصعيد العالمي بمحاولة معرفة ما الذي يخطط الإرهابيون لفعله قبل أن يقوموا به”. وعاود هنا الدبلوماسيون ليوضحوا أن التهديدات القادمة من لبنان وسوريا تشكل تخوفاً كبيراً لدى الاتحاد الأوروبي”.

ومضت وورلد تريبيون لتنقل في نفس الإطار عن وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، قوله: “الصراع ما يزال محتدماً في سوريا، ولم يعد مجرد معركة بين الحكومة والمعارضة في سوريا، وإنما معركة بين مختلف جماعات المعارضة”.

وثيقة سورية جديدة تكشف دعم بغداد المطلق لنظام الأسد وتفهم «خطوطه الحمراء»

زيباري استفسر عن تأخر تشكيل حكومة لبنان.. والمعلم عول على عقلانية نصر الله

لندن: «الشرق الأوسط»

وثيقة سورية جديدة تنشرها «الشرق الأوسط»، في إطار سلسلة الوثائق المسربة من الدوائر السورية الدبلوماسية والأمنية، هي نسخة عن محضر اجتماع بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، ومسؤولين من البلدين في بغداد يوم 26 مايو (أيار) الماضي.

وتُظهر الوثيقة قراءة بغداد للأزمة السورية وللاتفاق الروسي – الأميركي عشية الإعداد لمؤتمر «جنيف 2»، وتوقعها بقاء تشكيل «هيئة حكم انتقالية» نقطة خلافية، يفسرها كل فريق وفق قراءته الخاصة. كما تبيّن مدى دعم الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي «على كل الصعد» وتفهمها لـ«خطوط دمشق الحمراء»، في إشارة إلى رفض طرح أو نقاش مطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. ولم يقتصر البحث بين الوفدين الدبلوماسيين على الشأن السوري؛ بل تخطاه إلى الشأن اللبناني، إذ اطلع زيباري من المعلم على قراءته للوضع السياسي والأمني في لبنان وأسباب تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية حينها.

«لست بحاجة لكي أؤكد موقف الحكومة العراقية الداعم على كل الصعد. نعلم أن هناك خطوطا حمراء بالنسبة لكم، لكن مجرد حضوركم للمؤتمر (جنيف 2) سيعطي رسالة قوية بالتزامكم بالتسوية السياسية والخطوات العملية لنقل البلد من الوضع الراهن إلى الاستقرار». بهذه العبارات، طمأن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري نظيره السوري وليد المعلم خلال اجتماع تنسيقي عقد في بغداد في 26 مايو الماضي، تزامنا مع الإعداد حينها لعقد مؤتمر «جنيف 2» بهدف إيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية.

الطمأنة العراقية قابلها وزير الخارجية السورية بتعهد قال فيه «أعدك بأن الوفد السوري لن ينسحب من المؤتمر مهما حدث، وسنبقى حتى آخر لحظة فيه، خاصة أن وضعنا الميداني أصبح مريحا أكثر».

وثيقة جديدة تنفرد «الشرق الأوسط» بنشر مضمونها، على أن ينشرها حرفيا موقع «وثائق دمشق»، بإشراف مركز «مسارات» الإعلامي السوري المعارض، خلال الأيام المقبلة. وتتضمن الوثيقة محضر اجتماع شارك فيه عن الجانب السوري إضافة إلى المعلم كل من معاون الرئيس السوري اللواء محمد ناصيف، والسفير السوري في بغداد صطام جدعان الدندح، ومدير مكتب معاون نائب رئيس الجمهورية سمير جمعة، في حين حضر عن الجانب العراقي إضافة إلى زيباري كل من وكيلي وزير الخارجية العراقي لبيد عباوي وعلي الدوركي، ومستشار وزير الخارجية محمد الحاج حمود.

تبدأ الوثيقة بالإشارة إلى أنه بعد «تبادل عبرات المجاملة»، اقترح المعلم تلاوة بيانين موجزين للمؤتمر الصحافي، على أن يترك «مجالا لعدد من أسئلة الصحافيين»، وهو ما أيده زيباري، لافتا إلى أنه سيؤكد في بيانه على «أهمية الزيارة في هذا التوقيت». وأضاف «سأشير إلى أننا كنا نطالب على الدوام بالحل السلمي للأزمة في سوريا وندعم الجهود الدولية في هذا الإطار، وسأترك لكم المجال لتعلنوا موقفكم». وأبلغ المعلم بأن «اتصالات مكثفة تجري معنا بخصوص الأزمة السورية، لكن لم نحضر بعض الاجتماعات مثل اجتماع أصدقاء سوريا الأخير الذي جرى في عمان».

وأثنى زيباري على «موافقة الولايات المتحدة على عقد مؤتمر (جنيف 2)»، ورأى أن ذلك «تحولا مهما»، متابعا «عندما التقيتهم في شهر سبتمبر (أيلول) 2012 في نيويورك كنت أقترح على الأطراف الدولية عقد اجتماع (جنيف 2) باعتباره أفضل وسيلة لإيجاد مخرج من الأزمة، ولذلك فإن موافقة الولايات المتحدة تعني الكثير». وبدا الجانب العراقي من خلال مداخلات زيباري متفائلا بالاتفاق الأميركي الروسي، إذ لفت انتباه الوفد السوري خلال الاجتماع إلى أنه «قبل الموافقة والتفاهم الأميركي الروسي كان الجو مختلفا، حيث كان يدور الحديث عن سلاح كيماوي وتدخل خارجي وضربة عسكرية وسيناريوهات مختلفة وتغيير ورحيل فوري خلال أيام. بعد الاتفاق الروسي الأميركي شعر جميع الأطراف بأن اللعبة قد تغيرت في اتجاه مخاوف حقيقية مما يحصل داخل سوريا وامتداداتها والسيطرة عليها».

وقال زيباري في السياق ذاته «نحن بذلنا كل جهدنا في توضيح الصورة، ولأنه لا يوجد قائد واحد، فأميركا غير مستعدة وأوروبا كذلك الأمر، واللاعبون الإقليميون مثل تركيا غير جاهزين، كما أن اللاعبين العرب غير مستعدين لقيادة العملية في سوريا». وشدد على أن «هذا المؤتمر هو الأساس للحل، وفي تقديري هو آخر محاولة من خلال قراءتي للمواقف الدولية، ففي كل المباحثات التي نقوم بها يكون الموضوع السوري قبل العراق»، مشيرا إلى أنه «زارنا مرة ثلاثة وزراء أوروبيين، من هولندا وبلغاريا والسويد، وعندما عادوا لحضور الاجتماع الوزاري في بروكسل قالوا بصراحة: إذا أردتم أن تسمعوا رأيا منطقيا حول سوريا فاذهبوا إلى العراق». وعاد زيباري في مداخلته إلى مؤتمر «جنيف 1» بقوله إن «الخلاف الذي كان في المؤتمر، حيث كنا شهودا على ما حدث، هو حول حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة برضا الطرفين، فهل القصد منها رحيل الرئيس (الأسد)، وهو ما لم يكن مطروحا؟ لكن بعدما انتهى الاجتماع خرجت الولايات المتحدة بتفسيرها المعروف». وقاطعه المعلم قائلا «جاء ذلك على لسان (وزيرة الخارجية الأميركية السابقة) هيلاري كلينتون مباشرةً بعد المؤتمر».

وعد زيباري أن «هذا الذي عطّل عملية الحل»، وتوقع عودة «الأطراف لذات النقطة الخلافية هذه المرة أيضا»، في إشارة إلى «جنيف 2»، لافتا إلى أن «هناك ضغوطا على المعارضة للمشاركة في المؤتمر دون شروط، لكن في الوقت ذاته تضغط عليهم بعض الأطراف للتمسك بشرط رحيل الرئيس».

وتوقف زيباري عند اجتماع اللجنة الوزارية العربية الذي عقد قبل يوم من الاجتماع، مشيرا إلى اعتراض ممثل العراق الدائم على ورقة جاء بها القطريون، فقاطعه المعلم ليقول إنها «كانت ورقة مكتوبة باللغة الإنجليزية»، قبل أن يضيف «اعترضنا على الورقة، وكذلك الجزائر ودول أخرى، حتى السعودية قالت كلاما في هذا الاتجاه عندما قالت بأن هذا الموضوع يترك للسوريين ولن نصبح أوصياء عليهم، من ثم سحب القطريون ورقتهم، لكن المحاولات ما زالت مستمرة». وقال إنه يعتقد أنه «يجب على الروس والأميركيين والأطراف الأخرى أن يخرجوا من هذا المؤتمر بشيء ملموس، وألا يكون الهدف منه الحضور فقط، وأعتقد أنه ينبغي وجود آلية لكيفية التنفيذ والمتابعة وإدارة الحوار».

وانتقل الكلام إلى المعلم الذي اعتبر أن «الوضع على الأرض مختلف، حيث إن هناك حربا مع جبهة النصرة، ومع ذلك هناك فرصة لحل سياسي ونحن معه»، جازما بأن «التنحي لا نقبل به، فلا يستطيع أي أحد أن يذهب للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2) دون توجيه، والتوجيه في حد ذاته يعطي دورا لرئيس الجمهورية». وقال «نحن مؤمنون بأنه لا أحد في الكون يقرر بالنيابة عن الشعب السوري، وإن كان الطرف الآخر مؤمنا بالديمقراطية فليأت لصناديق الاقتراع».

وأكد المعلم «اننا مع حكومة وحدة وطنية موسعة لمن يرغب في المشاركة، وستكون على عاتقها مهام أساسية، منها إقرار الدستور وقانون الانتخابات النيابية، حتى إن برنامج الإصلاح السياسي الذي طرحه السيد الرئيس (بشار الأسد) توجد فيه فقرة خاصة بالدستور والميثاق الوطني، وهي غير موجودة في أي بلد عربي».

وفي ما يتعلق بهيئة الحكم الانتقالية، توجه المعلم إلى نظيره العراقي، وفق ما هو وارد في محضر الاجتماع المسرب، بالقول «لم نفهم ما المقصود بهيئة الحكم في (جنيف 1)، وسألنا أصدقاءنا الروس عنها فأجابونا بأنه غموض بنّاء يمكن استغلاله». وأوضح «فهمناها على أنها حكومة وحدة وطنية موسعة من الأحزاب السورية وصلاحياتها كاملة وفق الدستور السوري، أي صلاحياتها كاملة، ما عدا الجيش والقوات المسلحة فهي من صلاحيات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة، وهو أمر ليس بغريب عن كثير من دول العالم منها أميركا وروسيا».

وأكد في ما يخص انعقاد المؤتمر في جنيف أنه «لا مانع لدينا من إطلاق الحوار المباشر هناك، ولكن باعتباره سيستغرق وقتا ويحتاج إلى تشكيل لجان مختصة، وهو ما سنصر عليه بدعم من أصدقائنا الروس، لِمَ لا يبدأ المؤتمر في جنيف ثم ينتقل إلى دمشق مع ضمانات كاملة للمعارضة في حال قبلت بذلك؟ هذا باختصار موقفنا وأعدك بأن يكون بناءً موضوعيا وقانونيا».

وأثنى زيباري على كلام المعلم الذي وصفه بـ«الجيد»، متسائلا عن «موعد الانتخابات الرئاسية وفق الدستور السوري الحالي»، وأجابه المعلم «في الشهر السادس من عام 2014»، ليتابع بعدها زيباري «هذا يعني أن هذه السنة ستكون حيوية بالنسبة للآلية التي تكلمتم عنها. بالنسبة لهيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات، فقد كانت موجودة سابقا على أن يبقى الرئيس ويفوض صلاحياته لبحث المرحلة الانتقالية».

وقال المعلم إنه «من الممكن بحث كل شيء، كالانتخابات والدستور، أما مقام رئاسة الجمهورية والجيش والقوات المسلحة فهذا غير ممكن من الناحية العملية، فالجيش أصلا لن يقبل بذلك».

وفي موازاة نصيحة زيباري المعلم بأنه «من المفيد لكم الانفتاح على بعض الدول مثل السودان والجزائر وعمان»، وتأكيد الأخير «اننا جاهزون للانفتاح على الجميع، ولم نقاطع أحدا. ومتى كانوا جاهزين لاستقبالنا فسنتوجه إليهم في اليوم التالي»، لم يغفل وزير الخارجية العراقي السؤال عن الوضع في لبنان. وأجاب المعلم «خطير، فلديهم نفس اللاعبين»، مضيفا ردا على سؤال ثان عما إذا كان «سيتأخر تشكيل حكومتهم»، بقوله «نعم سيتأخر، لكن ليس لدي تخوف من اندلاع حرب أهلية في لبنان، أولا لأنهم جربوها، وثانيا لأن (أمين عام حزب الله) السيد حسن نصر الله رجل عاقل ولا يريد الانجرار إلى حرب داخلية أو أهلية، وهو أكثر الناس وعيا لجهة عدم طرح الأمور على أساس عرقي أو ديني، إنه يعد صمام الأمان بالنسبة للبنان».

وتابع زيباري بعدها «لقد استسهلوا تشكيل الحكومة في البداية، لكن تأخيرها يعني وجود تعقيدات، ولا شك في أن الوضع السوري ينعكس عليهم». في حين شدد المعلم على أن «لبنان واستقراره مهم بالنسبة لنا، لكننا سنقطع اليد التي تمتد إلى أمن واستقرار سوريا».

مندوب البرازيل لدى الأمم المتحدة: الأزمة السورية لها وقع خاص على بلادنا

أشار إلى أن جزءا من البرازيليين يتحدرون من أصول سورية ولبنانية

نيويورك: سكوت ماكلويد

قال السفير أنطونيو باتريوتا، المندوب الدائم للبرازيل لدى الأمم المتحدة بأن الأزمة السورية لها وقع خاص على بلاده على اعتبار أن الكثير من البرازيليين يتحدرون من أصول سورية ولبنانية، وأضاف في لقاء خاص أنه رغم أن غالبية هؤلاء من المسيحيين فإن بينهم أيضا من المسلمين، وعليه، فإن حالة عدم الاستقرار واتساع نطاق العنف في الأراضي السورية له تأثير كبير علينا بشكل شخصي وعاطفي.

وأشار باتريوتا الذي شغل سابقا منصبي وزير الخارجية وسفير بلاده لدى واشنطن أن الوضع في سوريا في الوقت الحالي أصبح أكثر عنفا ووحشية ودموية، مؤكدا أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لنا للخروج من تلك الأزمة، حيث إننا لا نحبذ الحل العسكري للوضع في سوريا، وهذا ما أكدنا عليه مرارا وتكرارا في مجلس الأمن. وأضاف قائلا: «إن الوثيقة الختامية لمؤتمر جنيف الأول في منتصف عام 2012، مثلت خطة عمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة السورية. غير أنه وللأسف، لم يقر مجلس الأمن تلك الوثيقة خلال الأشهر التالية لأسباب أعتقد أن لها علاقة بالسياسة الداخلية في بعض الأعضاء (الدول) الدائمين في مجلس الأمن، وليس لها علاقة بالأزمة السورية نفسها. وقد أدى ذلك إلى تأخر وضع استراتيجية للضغط على الأطراف للقبول بالدخول في عملية انتقال السياسي. وبعد عدة أشهر، أدى استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا إلى عقد اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا انضمت سوريا بموجبه إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، ووافقت على تفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية الخاصة بها، وهو ما يعد في حد ذاته تطورا إيجابيا للغاية. ولكن ربما كان الأمر الأكثر أهمية هو إقرار وثيقة مؤتمر جنيف الأول بشكل نهائي من قبل مجلس الأمن، والتي تنص – ضمن أمور أخرى – على أنه ليس هناك حل عسكري للأزمة السورية وتتوقع تنفيذ برنامج سياسي وخطة انتقالية للبلاد.

وحول رؤيته للصيغة المناسبة لتحقيق السلام في سوريا قال: إن الصيغة موجودة بالفعل في وثيقة مؤتمر جنيف الأول، ولهذا فنحن لسنا في حاجة إلى البدء من المربع صفر. وأعتقد أن السؤال الذي ينبغي أن نطرحه في الوقت الحالي هو: هل سيكون لخطوة تنقية الأجواء بين السلطات الإيرانية والحكومات الغربية – لا سيما الولايات المتحدة – والتي أدت إلى توقيع اتفاق مؤقت بشأن الملف النووي الإيراني، آثار إيجابية على الوضع في سوريا. التأثير الذي أصبح أكثر وضوحا في الأشهر القليلة الماضية هو أنه بعد أن كانت بعض البلدان تعد رحيل (الرئيس السوري) بشار الأسد شرطا مسبقا لبدأ مرحلة انتقالية في سوريا، حسنا، لم يعد هذا الاقتراح واقعيا بالمرة، وعد الاتفاق الخاص بالأسلحة الكيماوية نقطة تحول على الكثير من المستويات.

وعن نظام الأسد والمخاوف من انحدار سوريا إلى سناريو الدولة الفاشلة قال: إن مصطلح «الدولة الفاشلة» يبدو مبالغا فيه بعض الشيء. لأن سوريا تتميز بذلك الشعور القوي بالهوية. لكن السؤال المهم هو كيف يمكن التعامل مع بعض من هذه الأجندات الإسلامية التي تطفو على السطح في الوقت الحال في منطقة الشرق الأوسط. وتابع قائلا: «أعتقد أنه طالما أن تلك الجماعات الإسلامية لا تدعو إلى العنف، وتظهر المزيد من الاستعداد للمشاركة في العملية الديمقراطية، فيجب أن يعطوا الفرصة للمشاركة في العملية السياسية».

وبالنسبة إلى الاتفاق النووي الأخير مع إيران قال: «أعتقد أن شيئا مهما قد حدث بالفعل، وأعتقد أن الإدارة الجديدة في طهران – المنتخبة على أساس برنامج يقوم على فكرة التغلب على هذا الانسداد الذي يخلق المزيد من الصعوبات لإيران – تمضي نحو تحقيق المزيد من التقدم. وبالنسبة للولايات المتحدة، أعتقد أن هناك استعدادا لفتح قنوات جادة للاتصال مع طهران، وهذا شيء طيب لم يحدث منذ سبعينات القرن الماضي. وعليه، فإن ما حدث في جنيف بين طهران وواشنطن يعد حدثا دبلوماسيا كبيرا، وعلينا ألا نقلل من أهميته. وأعتقد أنه سيؤدي إلى تغيير حقيقي في قواعد اللعبة السياسية في الشرق الأوسط بشكل إيجابي، أي أنه سيساعد في الحد من العنف وتقليل التوتر وإضافة مزيد من العقلانية لطرق حل مشكلات المنطقة». وردا على سؤال حول مشاركة البرازيل في مفاوضات إعلان طهران الذي صدر في عام 2010. وما إذا كان لها دور حاليا في المفاوضات لضمان التوصل إلى نتائج إيجابية قال: «أعتقد أن إعلان طهران يبقى مساهمة هامة على الصعيد الدبلوماسي، إذ يجري اللجوء إليه عندما تُستنفد قنوات الاتصال الأخرى وقبل اللجوء إلى فرض قرارات معينة».

وحول جهود وزير الخارجية الأميركي بشأن القضية الإسرائيلية – الفلسطينية أعرب عن اعتقاده بأن الذين يتشككون فيما قد تؤدي إليه هذه الجهود، لديهم بعض الحق في ذلك. في الواقع، هناك شعور بأن تلك الجهود نسخة مكررة مما جرى قبل ذلك، حيث يواصل الإسرائيليون بناء المستوطنات، وعليه، فنحن لا نرى نتائج ملموسة على أرض الواقع تتمخض عن تلك المفاوضات الدبلوماسية. لكن الجانب الآخر، تثبت التجربة العملية أنه حتى عندما يبدو أن الأمر يتكرر على نفس النحو السابق، تبقى هناك بعض العناصر الجديدة التي تدخل إلى السياسة على المستوى المحلي أو إلى الدبلوماسية على المستوى الدولي والتي تغير المعادلة بطريقة أو بأخرى. وإذا نظرنا إلى حقيقة أن الولايات المتحدة تدخل في محادثات مع إيران في الوقت الحالي وأنه جرى التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي، فإن ذلك يدحض حجة السلطات الإسرائيلية بأن التهديد الحقيقي لوجود إسرائيل هو الملف النووي الإيراني. وكلنا نعلم أن التهديد الحقيقي لإسرائيل ليس إيران، بل هو الفشل في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، وهذا هو ما تحتاجه إسرائيل حقا من أجل الاستمرار في مسار مستدام من التنمية والسلام في منطقتها. تلك هي العناصر الأساسية لما ينبغي أن يُبنى عليه أي اتفاق بين الجانبين. إنها حقا مسألة إرادة سياسية وقيادة مستنيرة قادرة على اتخاذ القرار الصعب لعمل تنازلات حيث ينبغي أن تكون التنازلات.

* بالاتفاق مع «كايرو ريفيو»

«داعش» تقتحم قريتين كرديتين في الرقة.. والمعارك تتوسع في ريف اللاذقية

اشتباكات في درعا للسيطرة على مقر أمني وقصف على مخيم اليرموك

بيروت: «الشرق الأوسط»

تواصلت المعارك العسكرية أمس في محيط معبر كسب الحدودي في ريف اللاذقية، بين القوات النظامية من جهة وكتائب المعارضة السورية وجبهة «النصرة» من جهة أخرى، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، تزامنا مع اقتحام تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، قريتي «كندار» و«الطباش» الكرديتين، شمال الرقة، مما أدى إلى تهجير نحو 600 كردي، وفق ما ذكر ناشطون.

ونقلت مواقع المعارضة عن الناشط أبو إبراهيم الرقاوي قوله إن «اقتحام تنظيم داعش للقريتين هو جزء من حملة ممنهجة لإخلاء القرى الكردية شمال الرقة – وتحديدا في ريف تل أبيض الغربي». واضطر السكان مع بدء التنظيم عملية اقتحام القريتين إلى النزوح نحو الحدود التركية ومنطقة عين العرب. وسبق لتنظيم «الدولة الإسلامية» أن اقتحم قرية تل أخضر الكردية، القريبة من مدينة تل أبيض في ريف الرقة، وأرغم السكان على مغادرتها أيضا، بعدما أرسل رتلا عسكريا إليها إثر رفض السكان الخروج منها. وتشهد مناطق شمال شرقي سوريا معارك عنيفة بين «داعش» وقوات «حماية الشعب» الكردية، لكن الأخيرة لا توجد في جميع المناطق الكردية السكنية، مما يتيح لتنظيم داعش تنفيذ سياساته بطرد الأكراد.

وتزامنا مع اقتحامه القريتين الكرديتين، أعدم تنظيم «الدولة الإسلامية» مواطنا من الرقة في «ساحة الساعة» وسط المدينة برصاصة في رأسه بتهمة قتل مسلم عمدا بغرض السرقة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وأثارت الصور التي تداولت على صفحات التواصل الاجتماعي وهي تظهر جثته معلقة بوضعية «الصلب» وسط الساحة استنكارا كبيرا من قبل الناشطين المعارضين.

في موازاة ذلك، توسعت رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية مدعمة بعناصر «الدفاع الوطني» من جهة، وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة من جهة ثانية في ريف اللاذقية، لتشمل محيط قرى «خربة سولاس» و«بيت حلبية» و«الملك» الواقعة تحت سيطرة القوات النظامية، بحسب «المرصد السوري».

وكانت المعارك قد احتدمت أول من أمس مع تقدم مقاتلين معارضين من كتائب إسلامية، من بينها جبهة «النصرة»، في اتجاه المعبر، وسيطرتهم على ثلاث نقاط حدودية، مما أدى إلى مقتل 34 شخصا بينهم خمسة مدنيين، بحسب «المرصد السوري». وأتى تقدم المقاتلين المعارضين بعد أيام من إعلان «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام» بدء «معركة الأنفال» في الساحل السوري لـ«ضرب العدو في عقر داره»، في إشارة إلى الغالبية العلوية التي تقطن في مدينة اللاذقية.

وأشار «المرصد السوري» إلى دخول كتائب جديدة غير إسلامية على خط المعارك تزامنا مع قصف القوات النظامية لقرى يسيطر عليها المعارضون، بينها «الكبير» و«الشحرورة» و«خان الجوز». كما أفاد «المرصد» بـ«اندلاع معارك عنيفة تتركز عند محيط معبر كسب في موازاة عمليات كر وفر بين النظام ومقاتلي المعارضة». وأوضح المرصد أن «المعارك أدت إلى مقتل 16 عنصرا على الأقل من القوات النظامية والدفاع الوطني و13 مقاتلا معارضا، وخمسة مدنيين قضوا جراء قصف مقاتلي المعارضة قرية (كرسانا) ذات الغالبية العلوية».

من جهتها، أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «الجيش الحر والكتائب الإسلامية تمكنوا من تحرير أبنية عدة لقوات النظام إثر الاشتباكات في مدينة كسب الحدودية». في المقابل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن «القوات النظامية استعادت السيطرة على مخفرين حدوديين كان المسلحون دخلوا إليهما أول من أمس». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن القوات النظامية دمرت مستودعا للصواريخ والذخيرة وعددا من السيارات المحملة بالأسلحة في مناطق «الكبير» و«بيت الشروق» و«محمية الفرنلق» و«الشحرورة» و«خان الجوز».

واتهمت دمشق في رسالة بعثت بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، تركيا بتوفير «غطاء» للهجوم على كسب، مطالبة مجلس الأمن «بإدانة هذا الاعتداء الإرهابي على الأراضي السورية».

وتعد محافظة اللاذقية الساحلية أحد أبرز معاقل النظام، وتضم القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد. وبقيت المحافظة هادئة نسبيا منذ اندلاع النزاع منتصف مارس (آذار) 2011، إلا أن المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض أريافها الجبلية، لا سيما في أقصى الشمال قرب الحدود التركية.

في غضون ذلك، نفذ الطيران الحربي النظامي غارات عدة على مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين وحي طريق السد في مدينة درعا، استهدف فيها أبنية سكنية في محيط بناء المهندسين بالمدينة، في حين أكد ناشطون ميدانيون معارضون أن «اشتباكات متقطعة تدور حاليا في محيط بناء فرع الأمن الجوي، شرق مدينة درعا».

ويعتبر فرع الأمن الجوي «الهدف التالي» لكتائب المعارضة، بعد سيطرتها على «حاجز الصوامع العسكري» وسجن درعا المركزي. واستقدمت القوات النظامية تعزيزات عسكرية مؤلفة من ثماني دبابات وعربات مصفحة إلى ثكنة البانوراما في مدينة درعا، وذلك لمنع تقدم كتائب المعارضة باتجاه الفرع فرع الأمن، وفق ناشطون.

وفي دمشق، قصفت القوات النظامية أبنية سكنية في شارع الثلاثين بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب العاصمة دمشق، بالصواريخ المثبتة على أبراج في منطقة القاعة بحي الميدان، محدثة أضرارا مادية كبيرة، كما تجددت الاشتباكات بين كتائب المعارضة السورية وقوات من الجيش النظامي على مداخل المخيم، من محور شارعي اليرموك والثلاثين.

قتل العقيد محمد مخلوف في ريف حماة وقائد قوات الحرس الجمهوري في حلب 

حقق مقاتلو المعارضة عدة مكاسب ميدانية أمس، حيث أعلن الجيش السوري الحر أن مقاتليه استطاعوا القضاء على قائد عمليات الحرس الجمهوري في حلب العميد الركن سميع عباس، وكذلك على العقيد محمد حسن مخلوف قائد حملة قوات الأسد في ريف حماة، تزامناً مع سيطرتهم على جبل الشويحنة الاستراتيجي في ريف حلب، واستمرار المعارك العنيفة في محيط معبر كسب في اللاذقية غرب البلاد.

فقد أعلن الجيش السوري الحر مقتل العميد الركن سميع عباس قائد قوات الحرس الجمهوري في حلب في شمال سوريا، حيث سقط في اشتباكات مع الثوار في الليرمون شمال غربي المدينة. وذكرت مواقع معارضة على شبكة الانترنت أن عباس من مرتبات الحرس الجمهوري وهو من قرية المنيزلة التابعة لمدينة جبلة، وأنه من كبار مساعدي ماهر شقيق بشار الأسد، وأنه قائد الفرقة 102 إنزال.

كذلك أكدت مواقع تابعة للمعارضة السورية مقتل العقيد محمد حسن مخلوف قائد الهجوم الذي تقوم به قوات الأسد على مورك في ريف حماة، المعروفة بأنها «مقبرة الدبابات» التابعة للنظام.

وسيطر مقاتلون من كتائب سورية معارضة على منطقة استراتيجية غرب مدينة حلب أمس، بعد معارك عنيفة قتل فيها 39 عنصرا في صفوف القوات النظامية والمعارضة المسلحة، حسب المرصد السوري الذي قال في بريد الكتروني بعد الظهر «تمكن مقاتلو كتائب إسلامية وجيش المهاجرين والأنصار وفرسان الخلافة وجيش المجاهدين وجبهة النصرة من السيطرة على جبل شويحنة الاستراتيجي» الواقع الى شمال غربي مدينة حلب بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية التي كانت تسيطر على المنطقة مدعومة من جيش الدفاع الوطني التابع لقوات النظام.

وتسببت المعارك بحسب المرصد بمقتل ما لا يقل عن 18 مقاتلا معارضا و21 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وأوضح «مركز حلب الاعلامي» المعارض ان «أهمية تحرير جبل شويحنة تكمن في كونه خط الدفاع الرئيسي للنظام عن مدفعيته في جمعية الزهراء (حي في غرب مدينة حلب تسيطر عليه قوات النظام) ومنها تقصف قرى وبلدات في ريف حلب الشمالي والغربي»، كما يوجد في حي جمعية الزهراء مركز للمخابرات الجوية.

وفي غرب البلاد، توسعت رقعة المعارك في ريف محافظة اللاذقية بين قوات النظام ومجموعات من المقاتلين المعارضين بينها جبهة النصرة، مع استمرار المعارك في محيط معبر كسب الحدودي مع تركيا، بحسب ما افاد المرصد.

واشار المرصد الى ارتفاع عدد القتلى في المعارك التي اندلعت الجمعة في المنطقة الى 41 مع مقتل سبعة مقاتلين معارضين.

وبدأت الجمعة معارك محتدمة في محيط معبر كسب تقدم خلالها مقاتلون من كتائب اسلامية وجبهة النصرة في اتجاه المعبر وسيطروا على ثلاث نقاط حدودية. وقتل الجمعة في المعارك والقصف الذي رافقها 34 شخصا هم 16 عنصرا من القوات النظامية والدفاع الوطني، و13 مقاتلا معارضا، وخمسة مدنيين قضوا جراء قصف مقاتلي المعارضة قرية كرسانا ذات الغالبية العلوية.

ثم توسعت رقعة الاشتباكات السبت لتشمل محيط قرى خربة سولاس وبيت حلبية والملك، الواقعة تحت سيطرة النظام. واشار المرصد الى سيطرة المقاتلين المعارضين السبت على نقطة عسكرية جديدة قرب معبر كسب يطلق عليها «المرصد 45».

واتهمت دمشق في رسالة بعثت بها الى الامم المتحدة انقرة بتوفير «تغطية» للهجوم على كسب.

وأتى تقدم المقاتلين في ريف اللاذقية بعد ايام من اعلان «جبهة النصرة» و»حركة شام الاسلام» و»كتائب انصار الشام» بدء «معركة الانفال» في الساحل السوري» لـ«ضرب العدو في عقر داره».

وتعد محافظة اللاذقية الساحلية احد ابرز معاقل النظام، وتضم القرداحة مسقط رأس بشار الاسد. وبقيت المحافظة هادئة نسبيا منذ اندلاع النزاع منتصف آذار 2011، الا ان المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض اريافها الجبلية ولا سيما في اقصى الشمال قرب الحدود التركية.

وفي محافظة الرقة (شمال)، تدور منذ الصباح معارك عنيفة بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية و»لواء جبهة الاكراد» مع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في الريف الغربي لمدينة تل أبيض، ما تسبب بمقتل 18 مقاتلاً من «داعش» وسبعة مقاتلين اكراد بينهم قائد كتيبة.

في ريف دمشق، افاد المرصد عن وفاة طفل وامرأة في مدينة دوما «من جراء سوء الأوضاع الصحية والمعيشية ونقص الأدوية والأغذية في الغوطة الشرقية» المحاصرة من قوات النظام منذ اشهر طويلة.

على صعيد آخر، نفذت طائرات حربية غارتين على مناطق في سهل رنكوس في منطقة القلمون شمال العاصمة.

وبعد سيطرة القوات النظامية في 16 آذار على بلدة يبرود، آخر ابرز معاقل مقاتلي المعارضة في القلمون، بات وجود المجموعات المعارضة المسلحة في القلمون يقتصر على رنكوس وفليطا وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية.

(ا ف ب، رويترز، الانترنت)

معارك باللاذقية بعد سيطرة المعارضة على معبر حدودي

                                            شهد ريف محافظة اللاذقية في شمال غرب سوريا معارك ضارية السبت بين قوات النظام ومسلحي المعارضة في أعقاب سيطرة المعارضة على معبر كسب الحدودي مع تركيا.

وأعلن مركز صدى الإعلامي أن الجيش الحر سيطر على معبر كسب ومنطقة نبع المر بريف اللاذقية، وقتلَ وأسر عددا من قوات النظام.

ويعد معبر كسب آخر معبر بين تركيا وسوريا كانت قوات النظام تسيطر عليه، كما سيطرت فصائل المعارضة على المرصد العسكري 45 في كسب.

وفي اللاذقية أيضا قال ناشطون إن الطيران الحربي قصف منطقة مصيف سلمى بالبراميل المتفجرة، وأفادت الهيئة العامة بأن قوات النظام قصفت قريتي غمام والزوبك، كما اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام ببرج حليبية في جبل التركمان بريف اللاذقية.

وتعد محافظة اللاذقية الساحلية أحد أبرز معاقل النظام، وتضم القرداحة مسقط رأس الرئيس بشار الأسد. وبقيت المحافظة هادئة نسبيا منذ اندلاع النزاع منتصف مارس/آذار2011، إلا أن المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض أريافها الجبلية، لا سيما في أقصى الشمال قرب الحدود التركية.

قتلى

في الأثناء قالت لجان التنسيق في سوريا إن العشرات قتلوا السبت بمناطق متفرقة من سوريا بينهم أطفال، في حين أعلن ناشطون أن كتائب المعارضة المسلحة ألحقت خسائر فادحة بصفوف قوات النظام في مدينة حلب.

وذكرت لجان التنسيق أن 42 قتيلا لقوا حتفهم بينهم ثلاثة أطفال، وسقط هؤلاء في حلب وريفها، ودرعا وريفها، ودمشق وريفها، وإدلب وريفها، وحمص وريفها، وحماة واللاذقية والرقة.

وقالت شبكة شام إن طفلا قتل وأصيب ثلاثة أشخاص برصاص قناصة النظام عند معبر كراج الحجز في حي بستان القصر بحلب.

وذكر ناشطون أن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على محيط سجن حلب المركزي وعلى المنطقة الصناعية بحلب وعلى بلدة معرة الأرتيق وضهرة شويحنة في ريف حلب بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام تدور في المنطقة.

كما استهدفت البراميل المتفجرة التي يلقيها الطيران الحربي حي مساكن هنانو ودوار بعدين بحلب.

جبل شويحنة

في المقابل، قالت شبكة سوريا مباشر إن كتائب الجيش الحر وكتائب إسلامية أعلنت السيطرة على جبل شويحنة بريف حلب الشمالي.

وقال المكتب الإعلامي لغرفة عمليات أهل الشام إن السيطرة على جبل شويحنة جاءت إثر اشتباكات عنيفة مع جيش النظام, موضحا أن أهمية موقع جبل شويحنة الإستراتيجي تكمن في أنه إحدى النقاط التي كان يستهدف منها جيش النظام القرى والبلدات المحيطة به في ريف حلب الشمالي.

وذكر ناشطون نقلا عن غرفة عمليات أهل الشام أن خمسين عنصرا من قوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني لقوا حتفهم في معركة جبل شويحنة.

وفي شرقي مدينة درعا، تواصل المعارضة السورية المسلحة إحكام سيطرتها على محيط حاجز صوامع الغلال وحاجز قصاد بعد سيطرتها قبل يومين على سجن درعا المركزي. ويعتبر هذا المربع من أكبر معاقل قوات النظام وآخرها في هذه المنطقة التي تقع إلى الشرق من مدينة درعا.

اتجاهات حرب سوريا وأبرز معاركها

                                             تلبيسة قصفت مع بداية الحرب وما زالت تحت نيران الجيش

أحمد يعقوب

ينظر المراقبون المحايدون بتشكك إلى التقدم العسكري الذي حققه الجيش السوري وقوات حزب الله المتحالفة معه بعد إعلان سيطرتهم في مارس/آذار 2013 على يبرود (شمال دمشق) والزارة وقلعة الحصن (في ريف حمص الغربي).

وتنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في جامعة أدنبره توما بييريه تعليقه على الانتصارات العسكرية الأخيرة للنظام وحزب الله بالقول إن” التطورات العسكرية محددة جغرافيا، النظام يتقدم في بعض المناطق، ويتراجع في أخرى “في إشارة إلى سيطرة مقاتلي المعارضة أخيرا على سجن درعا المركزي وتقدمهم في حي جوبر شرق دمشق، واستيلائهم على حواجز عديدة في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط)، ومنع النظام من التقدم في حلب (شمال).

من جانبه، يقول المحلل العسكري العميد صفوت الزيات للجزيرة نت عبر الهاتف “إن الحرب في سوريا وصلت إلى مأزق, إلى نوع من حرب الاستنزاف ترى مناطق يسيطر فيها النظام بشكل كامل مثل اللاذقية, طرطوس, السويداء, بينما تحرز المعارضة تقدما بطيئا في دمشق وريف دمشق ودير الزور وإدلب, وهنالك مناطق يخسر فيها النظام أرضا (القنيطرة, درعا, حماة) ويظل الوضع في الحسكة غامضا”.

وسط هذا الانتشار للمعارك على كامل الجغرافيا السورية يصبح تلمس اتجاهات الحرب مرتبطا إلى حد بعيد بعدة عوامل، أهمها المنعطفات الحاسمة التي شهدتها والتكتيكات العسكرية المتبعة فيها حاليا وما راكمه طرفا الصراع أثناء الأعوام الثلاثة الماضية.

ويحدد العميد الزيات منعطفين مهمين للحرب، هما دخول المعارضة المسلحة إلى حلب في

يوليو/تموز عام 2012 وسيطرتها على نصف المدينة، إضافة إلى توسعها في ريفها, ثم استخدام النظام السلاح الكيميائي ضد السكان المدنيين بغوطة دمشق في أغسطس/آب الماضي.

ويقول للجزيرة نت “إن المعارضة المسلحة قدمت أقصى ما تستطيع عسكريا قبل أزمة الكيميائي، مما دفع النظام لاستخدام هذا السلاح”، مضيفا أن النظام استفاد من اتفاق وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف على نزع أسلحة سوريا الكيميائية لتجنيبها ضربة عسكرية، “فتجرأ وبدأ هجوما على حلب وسيطر على السفيرة ومحيط المطار الدولي”.

وبخصوص التكتيكات المتبعة حاليا من كلا الطرفين تنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري سوري قوله إن النظام يعتمد منذ أشهر إستراتيجية جديدة تقوم على “تطويق المنطقة التي يراد الدخول إليها والسماح للمقاتلين داخلها بالخروج شرط تسليم سلاحهم”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا “يخلق انقسامات بين المقاتلين، ثم يحصل الهجوم” بعد أن يخلي العدد الأكبر منهم المنطقة، كما حصل في يبرود وغيرها من قرى القلمون قبلها، وفي الزارة والحصن”.

تكتيك الطرفين

إلا أن العميد الزيات رأى أن تغيير التكتيك كان من الطرفين، فالنظام استخدم ما سماه الزيات “قواعد القصير” القائمة حسب تفسيره على حشد قوة نيران بعيدة المدى واستخدام عمليات الحصار والتطويق وتليين دفاعات الخصم ثم الاقتحام. وأضاف أن “المعارضة بالمقابل غيرت تكتيكاتها، ورأت أنه من الأفضل عدم التمسك بمناطق ذات كثافة سكانية وجلب معاناة لها، والخروج بدلا من ذلك إلى مناطق أوسع من دون تكلفة بشرية”.

أما ما راكمه الطرفان أثناء الأعوام الثلاثة الماضية والذي يوضح أيضا طبيعة انتشارهما عبر سوريا فقد عرضه مركز العدالة للدراسات والتوثيق وفق تسلسله الزمني على النحو التالي:

– الرستن وتلبيسة بريف حمص 27 سبتمبر/أيلول 2011: أول معركة خاضها الجيش الحر  واستمرت أسبوعا أعلن بعدها انسحابه منها.

– الزبداني (جبال القلمون) 13 يناير/كانون الثاني 2013: معركة استمرت أربعة أيام بعد ظهور الجيش الحر في المدينة.

– اجتياح قوات النظام مدينة حمص 3 فبراير/شباط 2013 في إطار ما سماه النظام “معركة الحسم” وراح ضحية الهجوم نحو ألف قتيل و1800 مصاب من المدنيين.

– تلاه مقاومة لافتة لكتائب الجيش الحر في بابا عمرو، أعقبها انسحاب من الحي بعد معركة استمرت 26 يوما.

– مواجهة بين جيش النظام والجيش الحر في 10 مارس/آذار 2012 في محافظة إدلب انتهت بسيطرة الجيش الحر بشكل شبه كامل على المحافظة.

– معركة بين الجيش الحر والنظامي في دمشق سماها الثوار “معركة بركان دمشق في 14 يوليو/تموز 2013 بدأت في الحجر الأسود، ثم امتدت المعارك إلى حي التضامن ومنه نحو أحياء القدم والميدان ونهر عيشة ومخيم اليرموك وباب سريجة وكفرسوسة وبساتين المزة.

– 18 يوليو/تموز 2012 حصل تفجير مبنى الأمن القومي، مما أودى بحياة وزير الدفاع العماد داود راجحة ونائبه العماد آصف شوكت نائب رئيس أركان الجيش السوري وصهر الرئيس بشار الأسد والعماد حسن تركماني وأيضا اللواء هشام بختيار.

– 19 يوليو/تموز 2012 معركة حلب، حيث باغت الثوار قوات الأمن في حي صلاح الدين واستطاعوا التمدد إلى مناطق جنوبية موازية للحي، وكان من نتائجها السيطرة على نصف مدينة حلب.

– مايو/أيار 2013 سيطر الثوار على مدن وبلدات تل كردي ومنطقتها الصناعية وعدرا البلد وعدرا الجديدة وحوش الفارة في ريف دمشق.

معارك النظام

أما أبرز المعارك التي خاضها النظام وقوات حزب الله المتحالفة معه فوقعت في بلدة القصير في يونيو/حزيران عام 2013، وانتهت باحتلاله المدينة الواقعة في ريف حمص وهجرة جميع سكانها.

وتلت معركة القصير أهمية عملية السيطرة على يبرود وقلعة الحصن بالتعاون مع حزب الله الذي وضع “كل ثقله في المعركة وانضمام مليشيات عراقية بكثافة”، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط سوري.

ويقول الخبير الفرنسي في الشؤون السورية فابريس بالانش إن هدف النظام في إطار إستراتيجيته التي بدأها منذ معركة القصير “استعادة كل الجيوب المعارضة الموجودة في مناطق سيطرته، بقعة وراء بقعة، بالقوة (القلمون)، أو بالتفاوض (ببيلا والزبداني في ريف دمشق)، إلا أن بييريه يحذر من المبالغة في تقييم النجاحات العسكرية الأخيرة للنظام.

وهو ما يؤكده -بدوره- العميد الزيات، قائلا إن أبرز أسباب تراجع المعارضة في يبرود وقلعة الحصن أن “هذه المناطق محاذية للبنان، وبالتالي فلحلفاء النظام قدرة فيها على التقدم وحشد القوات أفضل من أي منطقة أخرى بسوريا، وهذه المناطق أيضا تعتبر الأنسب للحلفاء لتوفير قدرات نارية لصالح دعم النظام”.

إرهاب داعش: قتل شاب وصلبه في الرقة

دمشق – جفرا بهاء

الحدث: شاب مقتول برصاصة في رأسه ومصلوب بربط يديه بأسلاك على خشبة.

المكان: دوار الساعة في وسط مدينة الرقة.

الفاعل: تنظيم داعش الإرهابي.

اسم القتيل: غير معروف.

التهمة: قصاصة ورق صغيرة موضوعة فوق رأس الشاب مكتوب عليها “التهمة”، وهي القتل بغرض السرقة.

استيقظ سكان مدينة الرقة، أو ما تبقى من سكانها، أمس السبت 22 مارس، على مشهد يذكر بأيام الاجتياح المغولي لسوريا، وربما يكون أقسى حتى من ممارسات التتار أنفسهم.

وقف الناس مذهولين من منظر الشاب، يتمتمون فيما بينهم عبارات الخوف والذهول، ويتساءلون عن هوية المقتول. ويقول “أ. الرقاوي”: “كنا نتساءل: ألم يأمر الإسلام بإكرام الميت ودفنه؟ ما هو تبرير القرار بأن تبقى الجثة معلقة في الساحة العامة 3 أيام بلياليها؟”.

وعلمت “العربية.نت” من الناشط “أ. الرقاوي” أن الشاب المصلوب من عشيرة الحليسات، وأما الشاب المقتول على يد الأول فهو من منطقة رطلة، دون أن يستطيع أحد تحديد اسمه وعائلته حتى الآن.

قطع الرأس

يقوم تنظيم داعش الإرهابي بتنفيذ أحكامه بشكل علني في ساحة المدينة، من قطع اليد في حال الاتهام بالسرقة، إلى قطع الرأس في حال الاتهام بالقتل.

ونفذ داعش إلى اليوم 4 إعدامات ميدانية بقطع الرأس لأربعة من شباب المدينة، ولكن التنظيم يحرص في هذه الحالة على منع التصوير منعاً باتاً، كما يقول “أ. الرقاوي”. ومنع التصوير لا يأتي لأسباب تتعلق بأن التنظيم يخجل أو يخاف من الفعل نفسه، وإنما بحسب ما أشار الرقاوي لأسباب عاطفية بحتة، فالتنظيم يرى أن المشهد قاسٍ على الناس.

شبيحة مع الأسد.. دواعش مع داعش

ثمة عشائر في الرقة كانت من شبيحة نظام الأسد، تقبض منه ثمن العمل كمخبرة وشبيحة، وبعد أن تحررت الرقة من حكم الأسد (وهي “أول مدينة سورية محررة”) تحولت هذه العشائر وبمجرد دخول داعش للمدينة إلى مخبرة وعميلة ودواعش لداعش.

يقيم تنظيم داعش الحدود، بحسب وصف التنظيم في الرقة، على سكان هذه المدينة، ولكنه لا يقيمها على مواليه والمتعاونين معه ومبايعيه.

ويذكر أهل الرقة جيداً ذلك الرجل من عشيرة البريج “الشبيحة المتحولة لداعشية” عندما سرق، وتمت محاكمته والحكم عليه بقطع يده.

وتنتهي حكاية الداعشي السارق عند هذه النقطة، فالحكم لم ينفذ “طبعاً”، وتبرير داعش الرسمي كان “المسروق منه أسقط حقه عن السارق”، وأما ما يعرفه ويدركه الرقاويون أن داعش لا ينفذ أحكامه على الدواعش.

وعشيرة البريج بحسب “أ. الرقاوي” كانت من أسباب انتصار داعش على الثوار، إذ إنها أرسلت رتل مؤازرة في حرب التنظيم ضد الثوار، وساعدته على إخلاء الرقة تقريباً من الثوار.

يدرك “الرقاوي” أن داعش توغل في محاولة ترهيب الناس وتخويفهم، وهو ما نجح به التنظيم في الرقة.

فرمانات وقرارات يصدرها التنظيم، وما على سكان المدينة “المنكوبة بداعش” إلا التنفيذ، ولعل أكثر الأفعال حكمة والتي بات يمارسها الرقاويون هو عدم الخروج من المنزل إلا للحاجات القصوى، والاكتفاء بمشاهدة شكل الشارع من نافذة البيت، أو ربما من شق في الباب.

قوات الأسد تسلم مقارها في حلب إلى ميليشيات عراقية

دبي – قناة العربية

قامت قوات الأسد بتسليم مقراتها في حلب إلى ميليشيات عراقية، بحسب ما أكد ناشطون ميدانيون.

وتحتدم المعارك بين الجيش الحر من جهة وبين قوات النظام المدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية من جهة أخرى في حلب.

وقال ناشطون ميدانيون إن صورا تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر ميليشيات عراقية، من بينها ميليشيات تسمي نفسها حركة النجباء العراقية، وهي تجري تدريبات في أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية، وأن قوات النظام سلمت مقراتها إلى تلك الميليشيات.

وبحسب مركز حلب الإعلامي، فإن مقاتلي الجيش الحر تمكنوا من السيطرة على جبل شويحنة بريف حلب الشمالي، وذلك بعد معارك عنيفة ضد قوات النظاام وميليشيات حزب الله، أسفرت عن مقتل العشرات من قوات الأسد وحزب الله.

وأفادت شبكة “سوريا مباشر” أن قوات الأسد المتمركزة في بلدة الفوعة قصفت بالمدفعية مدينة الأتارب بريف حلب الغربي.

وفي تقدم آخر سجله الجيش الحر باستهدافه مقر قوات الدفاع أو ما يعرف بالشبيحة قرب قرية بللوران بريف اللاذقية، بصواريخ غراد، وحقق إصابات مباشرة، كما أعلن عن مقتل قائد قوات الحرس الجمهوري خلال اشتباكات جرت في منطقة الليرمون شمال غربي المدينة.

وبعد سيطرة مقاتلي المعارضة على معبر كسب في ريف اللاذقية، أعلن الجيش الحر تشكيل غرفة عمليات في القطاع الغربي الشمالي للساحل السوري، فيما تحدث ناشطون عن حشد النظام لقواته في المنطقة بهدف استعادة المعبر، وأفاد الناشطون باستمرار المعارك في بيت حليبية والسولاس في كسب.

رضيعة فرنسية وسط جحيم ميدان القتال السوري

ليون – فرانس برس

حثت سيدة فرنسية، أمس السبت، السلطات الفرنسية على الاعتراف بصفة الرهينة لابنتها “آسيا”، التي لم تتعد السنتين من العمر والتي أخذها والدها إلى سوريا، حيث توجه للمشاركة في القتال إلى جانب إحدى المجموعات المتطرفة.

وكان الوالد قد اعتاد قضاء كل يوم اثنين مع ابنته، ليعيدها بعد ذلك إلى والدتها. إلا أنه وفي 14 أكتوبر 2013 لم يعد الوالد الرضيعة إلى أمها.

وغادر إثر ذلك فرنسا إلى تركيا من حيث كان يتصل بالأم بانتظام طالباً منها الالتحاق به. كما أعلن نيته اجتياز الحدود إلى سوريا مع البنت لقتال النظام السوري.

وقالت مريم رحيم، التي تبلغ من العمر 25 عاماً، خلال مؤتمر صحافي عقدته في مدينة ليون (شرق فرنسا): “كان آخر اتصال به منتصف يناير من هاتف بشريحة سورية. وقال لي إنه لا يريد جلب آسيا إلى فرنسا ويفضل أن تموت شهيدة. وأكد لي أنها بخير ومررها لي لأتكلم معها فكانت تناديني بتأثر ماما ماما”.

وتابعت وقد امتلأت عيناها بالدموع: “أريد أن تعتبر الحكومة الفرنسية آسيا الفرنسية البالغة من العمر 23 شهرا، أصغر رهينة فرنسية لأنها بالفعل رهينة”.

وأكدت أن زوجها الذي بدأت إجراءات الطلاق منه – وهو موضع بطاقة جلب دولية – موجود في سوريا.

وأوضحت رحيم، التي سعت بصرخة اليأس التي أطلقتها إلى التأثير على الرأي العام: “إنها ابنتي وهي فرنسية وأريد أن تتدخل أعلى السلطات الفرنسية من أجلها فلكل ثانية قيمتها”.

كما أعلنت إطلاق عريضة دولية وتنظيم “مسيرة رمزية من أجل أطفال جمهوريتنا” مع أولياء أطفال آخرين موجودين على الأراضي السورية.

اشتباكات عنيفة بين “الحر” وقوات الأسد قرب حدود تركيا

دبي – قناة العربية

أكدت شبكة “شام” الإخبارية، وقوع اشتباكات عنيفة في برج حليبية بجبل التركمان بريف اللاذقية بين الجيش السوري الحر وقوات نظام بشار الأسد، تزامنا مع قصف عنيف استهدف المنطقة من قبل قوات النظام، بحسب قناة “العربية”، اليوم السبت.

وتشتد الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على الحدود السورية التركية، إذ سيطر الجيش الحر على معابر باب الهوى في إدلب، وباب السلامة في اعزاز بريف حلب، وتل أبيض في الرقة.

ومن جهة العراق، استطاع الثوار إحكام سيطرتهم على معبر البركمال في دير الزور، فيما سيطر مقاتلو حزب العمال الكردستاني على معبر اليعربية في الحسكة.

ويقول مقاتلون في صفوف المعارضة السورية، إنهم سيطروا على معبر كسب في اللاذقية، آخر نقطة حدودية للنظام مع تركيا في الشمال.

وعوض النظام خسارته على الحدود مع تركيا بالتشبث بمعابره على حدوده مع لبنان، لاسيما معبر العريضة على الطريق الساحلي السوري اللبناني من جهة حمص، كما يحكم سيطرته على معبري الدبوسية وجوسية الهامين، لكونهما ممرين أساسيين يصلان البقاع الشمالي اللبناني وريف حمص الغربي.

وحُسمت حرب المعابر على طول الحدود الجنوبية بين سوريا والأردن التي يبلغ طولها أربع مئة كيلومتر تقريباً، بسيطرة الثوار على معبر الرمثا القديم، لكن إغلاقه من قبل الأردن قلل من أهميته.

في حين بقي معبر نصيب تحت سيطرة النظام، ويرجح الناشطون صعوبة التقدم لاشتداد المعارك في درعا وريفها.

وتبدو حرب المعابر الأشد خطورة، لاسيما بالنسبة لدول الجوار، فعلى الرغم مساعي الكتائب المنضوية تحت جناح الجيش الحر إلى طمأنة تلك الدول من أن حرب المعابر هي جزء من الصراع مع النظام على الأراضي السورية، فإن بعض التداعيات التي أفضت إلى سيطرة المقاتلين المنتمين لتنظيم القاعدة على بعض المعابر الشمالية تؤجج مخاوف الدول المجاورة من تصدير الأزمة إلى داخل أراضيها.

الحر” يحاول فتح ممر للبحر شمالي اللاذقية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تواصلت المعارك بين الجيش السوري وقوات المعارضة الأحد، في محيط معبر كسب الحدودي مع تركيا في محافظة اللاذقية (شمال غرب) من أجل السيطرة على المعبر.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان إن “مقاتلي جبهة النصرة وكتائب أخرى تمكنوا من دخول معبر كسب وإخراج الجيش السوري منه.

وكان المرصد قد أشار إلى أن مقاتلي المعارضة يحاولون فتح ممر إلى البحر من أجل الحصول على شحنات السلاح، بعد التقدم الذي أعلن عنه الجيش السوري مؤخراً في يبرود ومحيطها وصولاً إلى قلعة الحصن.

ويعد معبر كسب آخر معبر بين تركيا وسوريا كانت القوات الحكومية قد سيطرت عليه، كما سيطرت فصائل المعارضة على المرصد العسكري 45 في كسب.

وأدت المعارك منذ الجمعة إلى مقتل نحو خمسين عنصرا من الجانبين، بحسب المرصد.

وفي حلب، تمكن الجيش الحر من السيطرة على جبل شويحنة الاستراتيجي بعد اشتباكات مع القوات الحكومية.

أما في ريف دمشق الشمالي، نفذت طائرات حربية غارتين على مناطق في سهل رنكوس بالقلمون.

كما قصف الطيران السوري بالبراميل المتفجرة بلدة كفرزيتا في حماة.

المعارضة تحاول الوصول إلى البحر بمعاقل الأسد ودمشق تهاجم تركيا

دمشق، سوريا (CNN) — أكدت تقارير إعلامية للمعارضة السورية أن اشتباكات عنيفة تجري حول مدينة كسب التي يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة عليها ليكونوا على مقربة من معقل نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، في اللاذقية، وليضمنوا في الوقت عينه ممرا آمنا إلى البحر، في وقت اتهمت فيه دمشق أنقرة بتسهيل مرور المقاتلين إلى المنطقة عبر أراضيها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدة مناطق في مدينة اللاذقية تشهد انتشاراً للقوات النظامية وسط تدقيق على المارة، وأضاف المرصد أن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي “جبهة النصرة” وعدة كتائب اسلامية مقاتلة من جهة أخرى على مداخل مدينة كسب، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية.

وعلى خلفية تطورات الأوضاع في الشمال السوري، وجه مندوب دمشق الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، رسالتين متطابقتين اليوم إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، اتهم فيها تركيا بالسماح لمجموعات المعارضة بالتسلل عبر أراضيها ومهاجمة الجانب السوري من المعبر الحدودي في كسب.

وتعتبر كسب واحدة من آخر النقاط الحدودية التي كانت ماتزال بيد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، مع تركيا، وتتيح السيطرة عليها فتح جبهة جديدة معه في منطقة الساحل السوري، حيث يتركز الثقل السكاني لأنصاره، وخاصة في أوساط الطائفة العلوية.

أما في حلب، فقد ذكر المرصد أن المعارضة تمكنت من قطع الطريق بين مدينة حلب ومطار حلب الدولي والتقدم في قرية عزيزة الاستراتيجية، وأضاف المرصد أن المعارك أدت إلى مقتل العميد سميع عباس، قائد قوات الحرس الجمهوري في  حلب.

يذكر أن التقدم الميداني الذي أعلنت عنه المعارضة السورية الأحد يأتي بعد الضربة التي تلقتها بسقوط مدينة يبرود، كبرى مدن القلمون بريف دمشق، على يد الجيش السوري المدعوم بقوات من حزب الله، وما تبع ذلك من سقوط بلدات أخرى في المنطقة القريبة من الحدود مع لبنان، علما أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا.

قطر: لا خلافات مع السعودية بشأن سوريا

الدوحة (رويترز) – رفضت قطر تقارير عن وجود تنافس مع السعودية بشأن الجهود الرامية لإنهاء الحرب السورية قائلة إن البلدين وهما أكبر داعمتين عربيتين لقوى المعارضة بينهما أعلى مستوى من التنسيق.

وذكر دبلوماسيون ومصادر من المعارضة أن هناك توترا بين الجماعات التي تدعمها كل من قطر والسعودية داخل الائتلاف الوطني السوري المعارض وأن البلدين تدعمان جماعات مسلحة مختلفة على الأرض.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن وزير الخارجية خالد العطية “نفى الشائعات” بشأن وجود خلاف بين الرياض والدوحة بشأن سوريا في كلمة له في منتدى مفتوح في بروكسل يوم السبت.

ونقلت قنا عن العطية قوله “في الملف السوري نحن على أعلى مستوى من التنسيق مع مجموعة أصدقاء سوريا وبالأخص المملكة العربية السعودية.”

ويقول دبلوماسيون ومصادر بالمعارضة إنه في حين أن قطر تدعم الجماعات المسلحة المعتدلة التي تلقى أيضا مساندة السعودية والغرب فإنها تدعم أيضا جماعات أكثر تشددا تسعى لإقامة دولة إسلامية متشددة.

وتقول مصادر المعارضة إن الخلافات المزعومة تقوض جهود المعارضة لقتال قوات الرئيس بشار الأسد.

ويقول المعجبون بالسياسة القطرية في سوريا إن السعودية تميل إلى دعم نفس الجماعات المسلحة التي تدعمها قطر.

وتتعرض قطر لضغوط شديدة من السعودية للحد من دعمها للإسلاميين من جميع المشارب.

وفي تحرك لم يسبق له مثيل داخل مجلس التعاون الخليجي استدعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سفراءها من قطر في الخامس من مارس آذار متهمة الدوحة بالتقاعس عن الالتزام باتفاق ينص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وتنفي قطر بشدة التدخل في شؤون دول الخليج العربية قائلة إن الاختلافات مع جيرانها تتعلق بالتطورات في المنطقة العربية في إشار إلى مصر حيث تساعد السعودية الحكومة المدعومة من الجيش وتعبر قطر عن دعمها لقوى المعارضة الإسلامية.

ورفض العطية مطالب الدول الثلاث بتغيير سياستها الخارجية واصفا استقلالها بأنه غير قابل للتفاوض.

(اعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)

مقاتلو المعارضة يحاربون للسيطرة على معبر حدودي سوري قرب البحر

(رويترز) – خاض مقاتلون إسلاميون في سوريا يوم السبت معركة مع قوات الرئيس بشار الأسد للسيطرة على معبر حدودي مع تركيا قريب من البحر المتوسط في إطار هجوم يهدف إلى فتح ممر لقوات المعارضة نحو البحر.

وقالوا إن اشتباكات عنيفة استمرت حول معبر كسب وقرية قريبة تحمل الاسم ذاته يقعان على بعد نحو ثمانية كيلومترات من الساحل بعد يوم من بدء هجوم مقاتلي المعارضة.

وفقدت قوات الأسد بالفعل السيطرة على معظم المعابر الحدودية مع تركيا خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاثة أعوام لكنها تسيطر على معبر كسب في محافظة اللاذقية الساحلية التي لا تزال معقلا للأسد.

وحققت قوات الأسد في الأشهر الأخيرة مكاسب حول العاصمة دمشق وفي منطقة الحدود مع لبنان بالسيطرة على قاعدتين لمقاتلي المعارضة في الأسبوع الماضي.

واتهمت السلطات السورية تركيا بمساعدة مقاتلي المعارضة على شن هجومهم على كسب من الأراضي التركية قائلة إن الجيش التركي “وفر غطاء لهذا الهجوم الإرهابي” على المنطقة الحدودية.

ونفذ الهجوم على معبر كسب مقاتلون من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وجماعة أحرار الشام الإسلامية وهي جزء من تحالف الجبهة الإسلامية.

وقالت الجبهة الإسلامية إن مقاتليها تصدوا لقوات الجيش والميليشيات المؤيدة للأسد التي تتقدم لاستعادة المعبر المحرر ووضعت تسجيل فيديو على الانترنت لمقاتلين يطلقون النار على من تقول إنها قوات حكومية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا والذي يراقب الصراع في سوريا إن مقاتلي المعارضة سيطروا “مبدئيا” على المعبر رغم أن القتال مستمر في المنطقة ولا تزال قوات الأسد تسيطر على قرية كسب التي تقع على بعد نحو كيلومترين شمال غربي المعبر.

وأضاف رامي عبد الرحمن مدير المرصد “يحاول مقاتلو المعارضة فتح ممر للبحر كي يتسنى لهم الحصول على شحنات الأسلحة.” وتابع قائلا إن 13 مقاتلا من المعارضة بعضهم أجانب قتلوا يوم الجمعة بالإضافة إلى 16 من القوات الحكومية والميليشيات المؤيدة للأسد. وقتل أيضا خمسة مدنيين.

وأصبحت سوريا مجزأة على نحو متزايد مع تآكل سلطة الدولة حيث يسيطر الأسد على وسط البلاد ويسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق كثيرة في الشمال والشرق ويخطو الأكراد نحو الحكم الذاتي في شمال شرق البلاد.

وأثار ذلك انزعاج كثيرين من جيران سوريا.

وقال الملك عبد الله عاهل الأردن في مقابلة نشرتها صحيفة الحياة يوم السبت “كل سيناريوهات التقسيم كارثية النتائج على سوريا والمنطقة.”

وتابع قائلا إن هذا التقسيم “سيطلق موجات لا تنتهي من العنف والتطرف والكراهية ويهدد بتعميق الحرب الأهلية الطائفية العرقية” محذرا من أنها ستمتد عبر الحدود وتهدد الاستقرار الإقليمي.

وامتد الاضطراب في سوريا بالفعل إلى لبنان المجاور حيث وقعت انفجارات بسيارات ملغومة في بيروت ومدن أخرى. وقتل 11 شخصا يوم الجمعة في مدينة طرابلس في شمال البلاد.

ويخوض مقاتلون إسلاميون في محافظة الأنبار في غرب العراق المجاور للحدود الشرقية لسوريا معركة أيضا مع قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وقالت وسائل إعلام سورية رسمية يوم السبت إن وحدة بالجيش نصبت في شرق دمشق كمينا لمجموعة من مقاتلي جبهة النصرة تسللوا من الأردن. وعرض التلفزيون السوري لقطات لجثث حوالي 12 رجلا على الأرض بعضها بجواره أسلحة.

من دومينيك إيفانز

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير ملاك فاروق)

سقوط قتيل في اشتباكات بين مؤيدين للرئيس السوري ومعارضين له في بيروت

(رويترز) – قالت مصادر أمنية إن شخصا قتل وأصيب عشرة آخرون في اشتباكات بجنوب بيروت يوم الأحد بين مؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد وأنصار للمعارضة السورية.

واندلعت الاشتباكات قبيل الفجر بين مسلحين مؤيدين لشاكر البرجاوي وهو سني يؤيد الأسد ومسلمين سنة يؤيدون الانتفاضة المندلعة منذ ثلاث سنوات ضد حكم الأسد.

وسمع السكان دوي إطلاق نار وإنفجارات من الحي الغربي في جنوب بيروت حيث يوجد مكتب للبرجاوي.

وقالت مصادر أمنية إن القتيل يدعى نبيل الحنش. وأضافت أن آخرين بينهم مدنيون أصيبوا في الاشتباكات. وجرى نشر الجيش في وقت لاحق في المنطقة ويبدو أن الاشتباكات خفت حدتها.

ويأتي القتال في بيروت بعد أسبوع من العنف في مدينة طرابلس الشمالية حيث قتل 27 شخصا في إشتباكات بين مؤيدي الأسد ومعارضيه والتي فجرت أيضا اشتباكات مع الجيش اللبناني.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى