أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 26 نيسان 2015

 

انهيار قوات النظام في جسر الشغور وريف حماة

لندن – «الحياة»

بعد أربعة أيام من المعارك العنيفة، سيطر تحالف لجماعات إسلامية سورية على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في محافظة إدلب بشمال غربي البلاد، ما شكّل نكسة شديدة لنظام الرئيس بشار الأسد تضع معاقله على الساحل السوري في مرمى نيران المعارضة، كما تُضعف موقفه التفاوضي عشية لقاءات جنيف التي دعا إليها الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا مطلع أيار (مايو) المقبل.

وأُفيد بأن المعارضة سيطرت على خمس قرى في ريف حماة، ما يُضاعف نكسة النظام.

وأقرت الحكومة السورية بانسحابها من جسر الشغور، مؤكّدة أن جيشها «يعيد انتشاره» قرب المدينة بعدما أخلاها «تجنباً لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين»، في حين عرض ناشطون مشاهد فيديو تُظهر الجنود النظاميين وهم ينسحبون، بعدما اتخذوا مدنيين «دروعاً بشرية».

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى مقتل 60 من جنود النظام وضباطه في معركة جسر الشغور، متهماً استخباراته بقتل 23 من السجناء في أحد مقراتها في المدينة قبل إخلائها.

وقال محللون إن سيطرة مقاتلي الفصائل الإسلامية – وعلى رأسها «جبهة النصرة» (فرع «القاعدة» السوري) و «حركة أحرار الشام الإسلامية» – على جسر الشغور تضع فصائل المعارضة على بوابة معقل النظام، مدينة اللاذقية الساحلية غرب البلاد، إذ إن الريف الغربي للمدينة يضم قرى علوية باتت بين «فكّي كماشة» لمقاتلي «الجيش الحر» في ريف اللاذقية وجبل الأكراد قرب حدود تركيا شمالاً ومقاتلي المعارضة الإسلامية في ريفي إدلب شمالاً وحماة وسط سورية، كما أن السيطرة على جسر الشغور تقطع خط إمداد أساسياً عن قوات النظام في إدلب وحلب شمال البلاد، وتجعل معسكري المسطومة ومعمل القرميد في ريف إدلب، في عزلة كاملة عن أي إمداد بري، ما يجعل هذه القوات في موقع القتال حتى الرمق الأخير أو الاستسلام. وأشار ناشطون إلى أن مقاتلي المعارضة كثّفوا هجماتهم على مراكز قوات النظام على الطريق السريع بين اللاذقية وأريحا في إدلب، بالتزامن مع تكثيفهم العمليات للسيطرة على معسكري المسطومة والقرميد والتقدم في ريف أريحا، الذي بات في الأيام الأخيرة معقلاً لقوات النظام بعد انسحابها من مدينة إدلب في ٢٨ آذار (مارس) الماضي.

واعتبرت وكالة «فرانس برس» سيطرة «جبهة النصرة» وكتائب أخرى إسلامية على جسر الشغور «ضربة موجعة للنظام قد تكون مقدمة لتهديد معاقل أخرى أساسية له». ونقلت عن مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، أن جسر الشغور «أكثر أهمية من مدينة إدلب، لأنها تقع على تخوم محافظة اللاذقية ومناطق في ريف حماة الشمالي الشرقي خاضعة لسيطرة النظام»، الذي بات وجوده في محافظة إدلب يقتصر على مدينة أريحا (على بعد 25 كيلومتراً من جسر الشغور) ومعسكر المسطومة القريب منها. ونسبت «فرانس برس» إلى «مسؤول سياسي في دمشق» قوله، إن ما تشهده إدلب «هجوم كبير يحصل بناء على اتفاق» بين قوى إقليمية داعمة للمعارضة، مضيفاً أن الهدف هو «وصول النظام في موقع ضعيف إلى مفاوضات جنيف».

في غضون ذلك، قال ناشطون معارضون إن طائرات إسرائيلية قصفت مواقع للنظام و «حزب الله» في منطقة القلمون قرب دمشق ليل الجمعة- السبت. وأوردت وكالة «مسار برس» المعارضة، أن «طائرات حربية إسرائيلية شنت ليل الجمعة غارات على مواقع تابعة لقوات الأسد وميليشيا حزب الله اللبناني في القلمون بريف دمشق»، موضحة أن الغارات «استهدفت اللواء 92 في مدينة القطيفة الذي يُعدّ مركز انطلاق صواريخ «سكود»، إضافة إلى اللواءين 155 و65 القريبين من منطقة حفير». ونقلت عن مواطن من حفير، أنه «شاهد طائرة غريبة تحلّق على علو منخفض… وحصلت انفجارات شديدة بعد مرورها هزت المنطقة بكاملها ثم تصاعدت سحب دخان من اللواء 65».

 

60 جثة لعناصر قوات النظام في شوارع جسر الشغور بعد معارك ضارية

بيروت – أ ف ب

أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” وجود 60 جثة على الأقل لعناصر من قوات النظام، في شوارع مدينة جسر الشغور التي سيطرت عليها “جبهة النصرة” وكتائب إسلامية اليوم (السبت) بشكل شبه كامل.

وقال “المرصد”: “أبلغتنا مصادر موثوقة عن مشاهدة ما لا يقل عن 60 جثة لعناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضباط، قتلوا خلال السيطرة على مدينة جسر الشغور اليوم”.

ودخل آلاف المقاتلين من “جبهة النصرة” ذراع القاعدة في سورية، وكتائب إسلامية اليوم مدينة جسر الشغور الاستراتيجية، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام مستمرة منذ الخميس الماضي، ولم يعرف حجم الخسائر في صفوف المهاجمين.

وأشار المرصد إلى أن “الاشتباكات مستمرة مع بعض جيوب قوات النظام والمسلحين الموالين لها في جنوب غربي المدينة”.

وأعلن جيش “الفتح”، وهو تحالف يضم “جبهة النصرة” وفصائل إسلامية مقاتلة أبرزها حركة “احرار الشام”، الخميس الماضي بدء “معركة النصر” الهادفة إلى تحرير جسر الشغور”.

وتحولت جسر الشغور عملياً إلى مركز إداري للنظام السوري بعد انسحاب قواته في 28 آذار(مارس) من مدينة إدلب مركز المحافظة، إثر هجوم لـ”جيش الفتح” الذي أُعلن تأسيسه قبل “غزوة إدلب ” -كما أطلق عليها-.

وقال رئيس “المرصد” رامي عبد الرحمن إن “جسر الشغور أكثر أهمية من مدينة إدلب، لأنها تقع على تخوم محافظة اللاذقية ومناطق في ريف حماة الشمال الشرقي خاضعة لسيطرة النظام”.

ولا يزال النظام موجوداً في بلدتين صغيرتين في محافظة إدلب، هما أريحا والمسطومة (على بعد 25 كيلومتراً من جسر الشغور)، بينما مجمل المحافظة بين أيدي مقاتلي المعارضة، لا سيما “جبهة النصرة”.

 

ريف حماة الشرقي متروك لمصيره على حدود “داعش

عبسي سميسم

نجح النظام السوري إلى درجة كبيرة، في جرّ سكان ريف حماة الشرقي إلى لعبة المقارنة بينه وبين تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، كما تمكن من استقطاب معظم أصحاب الموقف الرمادي من الثورة السورية في المنطقة، وجرّهم إلى العمل لصالحه بعد أن وجدوا أنفسهم محاصرين بمجموعة من الأخطار أهونها النظام، علماً أن مدينة سلمية أكبر مدن ريف حماة الشرقي، هي ثاني مدينة سورية تثور على النظام بعد درعا منذ بداية الثورة.

أبو حسين، مزارع من قرية المبعوجة في ريف حماة الشرقي، وهو رب لأسرة مكونة من ستة أفراد، يؤكد لـ”العربي الجديد” أنه “ليس مؤيداً للنظام، ولكنه لم يتمكن من تقديم شيء للثورة أو المشاركة فيها بسبب قبضة النظام المحكمة على المنطقة منذ بداية الثورة”، موضحاً أن قريته “محاصرة من تنظيم “داعش” من الشرق منذ نحو سنتين، فيما النظام الذي يسيطر على المنطقة قد تخلّى عن معظم واجباته تجاهها، تاركاً إياها تواجه خطر “داعش” الذي يتهددها في كل لحظة، وفي ذات الوقت يلاحق أبناءنا للالتحاق بالخدمة الإلزامية وخدمة الاحتياط .أما المعارضة المسلحة فتتعامل مع سكان المنطقة كعملاء للنظام، من دون أن تترك لهم أدنى فرصة للذهاب إلى الطرف الآخر (المعارض)”.

ويتابع أبو حسين: “لقد فقدت كل الأراضي الزراعية التي أملكها وهي مصدر رزقي الوحيد، بعد أن استولى عليها سكان قرى صلبا وقليب الثور التابعون لتنظيم داعش، فأنا لم أتمكن من الذهاب إلى أرضي منذ أكثر من سنة، وبعد الهجوم الأخير الذي شنه تنظيم داعش على المبعوجة، جاءت قوات من لواء صقور الصحراء الموالية للنظام باتجاه القرية، فظن الناس أن تلك القوات جاءت لتشكل حواجز تمنع عناصر التنظيم من التسلل إلى القرية، وتشجعوا بالذهاب إلى أراضيهم، ولكننا فوجئنا أن أراضينا معظمها قد زرعت بالألغام، إذ تعرضت المنطقة لستة حوادث انفجار ألغام معظمها ضمن الأراضي الزراعية وعلى الطرقات المؤدية إليها، تسببت بمقتل خمسة مواطنين، فيما عاد لواء صقور الصحراء من حيث أتى تاركا المنطقة تواجه مصيرها مع داعش”.

ولواء صقور الصحراء هي مليشيا خاصة ممولة من قبل رجل الأعمال محمد جابر الذي يمتلك معامل لتصنيع الحديد، وتصنيع البراميل المتفجرة، وقد تشكّلت من اجل استعادة السيطرة على حقل الشاعر النفطي وتضم عناصر من أهالي مدينة سلمية.

ويقول علي. ق. الرجل الستيني من قرية المبعوجة، لـ”العربي الجديد”: “أولادي جميعهم متزوجون عدا ابني يامن الذي يبلغ 19 عاماً، وهو الوحيد ضمن عائلتي الذي يمكن أن يساعد بمصاريف المنزل، إلا أنه وبسبب الطلب من الخدمة الإلزامية في صفوف جيش النظام، احترتُ في الطريقة التي يمكن أن أخفيه فيها كي لا يتم سوقه إلى القتال، فأنا أسعى لإخراجه من البلد إلا أن مروره على أي حاجز قد يتسبب بسوقه إلى الخدمة الإلزامية، كما أن خروجه عن طريق مناطق المعارضة فيه خطر أكبر، خصوصاً بعد الحادثة الأخيرة التي تم فيها قتل أربعة شبان من سلمية، على يد جبهة النصرة في ريف إدلب، أثناء محاولتهم الهرب الى تركيا، على الرغم من أنهم من ناشطي الثورة”.

ويتابع: “أصبح معظم السكان هنا يدركون أن النظام لم يترك أمامهم أي خيار سوى التهجير أو البقاء تحت رحمة داعش، فقد سمعنا عن مبادرات كثيرة من بعض سكان القرى المحاذية لأماكن سيطرة داعش، من أجل تسليحهم لمواجهة التنظيم، إلا أن الرد دائماً كان يأتيهم بأنكم غير مهددين”.

ويروي جهاد. س. وهو مزارع من قرية عقارب الصافية شرق مدينة السلمية، لـ”العربي الجديد” كيف ساهم شبيحة النظام في المنطقة بتوتير العلاقة بين قراهم وبين سكان قرى البدو المجاورة لهم، وذلك من خلال سلبهم ما يتسوقونه من مدينة السلمية، أثناء مرورهم على الحواجز التي كان ينصبها الشبيحة على الطرقات في الفترة التي سبقت مجيء “داعش” للمنطقة، الأمر الذي خلق ردود فعل انتقامية لدى سكان قرى البدو، إذ قاموا بعد مبايعتهم لتنظيم “داعش” بالاستيلاء على الأراضي الزراعية للقرى المجاورة لهم، ومارسوا عمليات سرقة وتعدٍ على الثروة الحيوانية التي يربيها سكان تلك القرى، بالإضافة إلى مشاركة عناصر التنظيم بالهجمات عليها كالهجوم الأخير الذي حصل على قرية المبعوجة.

ويضيف جهاد: “هناك مواطنون من بلدة عقارب الصافية لم يستطيعوا استخدام أراضيهم الزراعية منذ نحو سنتين، بسبب استيلاء البدو من سكان بلدة ابو حنايا عليها، لأن مجرد تواجد أي مواطن ضمن أرضه يعرضه لإطلاق نار من التنظيم، كما أن هناك مواطنين من ريف حماة الشرقي كانوا يعتمدون في معيشتهم على تربية الأغنام، ولكن اضطر معظمهم لبيعها بسبب التضييق عليهم من قبل قرى البدو التابعة للتنظيم وسرقة أغنامهم، ما ساهم في فقدان معظم الثروة الحيوانية في المنطقة”.

ويقود ما يسمى بلجان الدفاع الوطني (الشبيحة) في ريف حماة الشرقي، عضو مجلس الشعب فاضل وردة، الذي تفرّغ لتشكيل قوى خاصة في معظم ريف سلمية تقوم على أساس عائلي. ففي كل منطقة من مناطق ريف سلمية شكّل قوة تابعة له من خلال استقطاب بعض العائلات المعروفة بولائها للنظام، وبدورها أسست بعض هذه القوى مجموعات في القرى الأصغر تابعة لها بالطريقة نفسها، إذ يتبع لوردة الذي يتخذ من مدينة سلمية مقراً له مجموعة من المليشيات، أهمها مليشيا غزوان السلموني في مدينة صبورة، والذي كان يعمل جابي عدادات مياه تحوّل خلال السنوات الثلاث السابقة إلى ملياردير يمتلك الكثير من العقارات والمطاعم، من خلال عمليات النهب التي يقودها مع عناصره في مدينة صبورة، وعن طريق العناصر التابعة له في القرى الأخرى، بعدما استطاع تجنيد أنصار في قرية عقارب الصافية للعمل معه في عمليات التشبيح تحت اسم الدفاع الوطني.

وتؤكد مصادر متطابقة لـ”العربي الجديد” أن لجان الدفاع الوطني تعمل نهاراً فقط، ويعود عناصرها ليلاً الى بيوتهم في الوقت الذي من المفترض فيه ان يراقبوا تحركات تنظيم “داعش”. وتوضح المصادر أنه بعد تحويل طريق حلب دمشق عن طريق سلمية نصبت لجان الدفاع الوطني حاجزاً بالقرب من بلدة خنيفس، يُعرف باسم “حاجز المليون” لأن عناصره يتفاخرون بأنهم لا يبرحون الحاجز حتى يحصلوا على مليون ليرة سورية يومياً، إذ يبتز الحاجز ركاب الباصات التي تمر من الطريق بألف ليرة عن كل راكب، كما يبتز الشاحنات التي تنقل بضائع بمبالغ أكبر بكثير حسب نوع السيارة والحمولة.

 

جسر الشغور بيد المعارضة: عين على القرداحة… والمنطقة الآمنة

أنس الكردي

بعد معارك دامت لثلاثة أيام فقط، نجحت قوات المعارضة السورية في السيطرة على مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي الغربي، أسفل جبل الأكراد، التابع لريف اللاذقية. وأضافت المعارضة بذلك إنجازاً جديداً لها، بعد السيطرة على مدينة إدلب وبصرى الشام ومعبر نصيب على الحدود الأردنية، فضلاً عن تقدمها المستمرّ في القلمون وحلب.

وجاء هذا الانتصار بعد تمكّن المقاتلين من السيطرة على الحواجز العسكرية للنظام من الجهة الشمالية، والتسلل إلى المدينة والسيطرة على حواجز النمر والأمن السياسي والمدرسة والبرج. أسقطت المعارضة 18 حاجزاً، مهّدت من خلالها لفتح الطريق إلى داخل المدينة، وإدخال الأرتال العسكرية وتأمينها بشكل كامل، بعد قتل وجرح العشرات من جنود النظام السوري، الذين فرّ معظمهم إلى قرية جورين في سهل الغاب.

 

ولمدينة جسر الشغور أهمية جغرافية وميدانية كبيرة، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 150 ألف نسمة، وتضمّ خليطاً طائفياً ودينياً متنوعاً، بينهم قرابة عشرة آلاف مسيحي. وتُعدّ المدينة استراتيجية جداً لقوات النظام، بسبب موقعها الجغرافي كموقع متوسط بين الساحل السوري ومحافظة إدلب، وأضحت الآن استراتيجية أكثر لقوات المعارضة السورية، وستتيح لعناصرها محاصرة كافة القطع العسكرية المتبقية لقوات النظام في معسكري القرميد والمسطومة وجبل الأربعين وأريحا، فضلاً عن منطقتي كفريا والفوعة، المحاصرتين أصلاً، ما يمهّد لإعلان السيطرة على محافظة إدلب بالكامل.

 

كما ستُشكّل المدينة الخطر الأكبر على النظام في معقله الأساسي الأبرز في الساحل السوري، فبعد أن كانت خزاناً عسكرياً وبشرياً له لتأمين الساحل وضرب قوات المعارضة من الخلف، تحوّلت إلى خزان عسكري.

وقد تتحوّل إلى منطقة بشرية آمنة لصالح المعارضة، في حال إقامة منطقة حظر جوي فوق الأراضي السورية المحررة، ويتمكن عبرها آلاف اللاجئين السوريين في تركيا من العودة إليها. كما يُمكن للمعارضة السورية اعتبار جسر الشغور من المناطق التي يُمكن الاستناد إليها في أي معركة في الشمال أو الساحل، خصوصاً لناحية طرق الإمداد، إذ تبعد المدينة عن القرداحة، معقل الرئيس السوري بشار الأسد، نحو 30 كيلومتراً، ناهيك عن أن سيطرة المقاتلين على المدينة، تعني فصل محافظة إدلب عن محافظة اللاذقية بالنسبة للنظام.

وتُشير المعطيات القائمة إلى أهمية التوحّد القائم بين قوات المعارضة السورية، فبعد نجاح التجربة الأولى لـ”جيش الفتح” في مدينة إدلب، توحّدت الجهود العسكرية لقوات المعارضة عبر ثلاث محافظات في إدلب وحماة واللاذقية. ويعكس هذا طبيعة النضج الذي وصلت إليه هذه القوات في حربها ضد النظام السوري منذ ما يزيد على الثلاث سنوات.

وتعمل قوات المعارضة على إطباق الحصار على النظام وإحكام منافذ التضييق عليه من إدلب شرقاً، إلى حماة في الوسط، واللاذقية غرباً، وقطع طرق الإمداد التي كان النظام يحاول الحصول عليها من الخزان البشري الموالي له في ريف حماة الشمالي، بعد معركة سهل الغاب، التي أطلقتها فصائل المعارضة بالتوازي مع معارك القرميد والمسطومة وجسر الشغور.

 

كما يعتبر عامل “السرعة” العنصر الأبرز في حسم معركة جسر الشغور، اذ لم تعط المعارضة فرصة لقوات النظام للمّ شملها، والتقاط أنفاسها وتجميع قواتها وإعادة انتشارها والردّ على خسارة مدينة إدلب. وجاء الهجوم خاطفاً ومربكاً لجيش النظام، المُنهك من معركة إدلب، والمستنزف من معارك الساحل المستمرة منذ ثلاث سنوات.

 

وامتد خط الاشتباك من منطقة نبع المرّ قرب الحدود السورية التركية شمالاً، بالقرب من مدينة كسب، وصولاً إلى مناطق المواجهة في محمية وغابات الفرنلق ومناطق زاهية وبيت أبلق وربيعة في جبال التركمان. كما شمل المناطق الجبلية والتلال القريبة من منطقة القسطل وسلمى ودورين في منطقة جبال الأكراد، وصولاً إلى قمة النبي يونس الاستراتيجية، التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، والتي تعتبر أعلى قمم جبال اللاذقية، وترتفع 1537 متراً عن سطح البحر.

 

وفي السياق، تحدث شهود عيان في مدينة اللاذقية، رفضوا الكشف عن أسمائهم، لـ”العربي الجديد”، عن “حالة توتر تسيطر على عناصر قوات النظام المنتشرين على الحواجز الأمنية والعسكرية في المدينة، مع زيادة الإجراءات الأمنية عليها، ورفع الجاهزية والانتشار على الأطراف، بعد سيطرة المعارضة على جسر الشغور، التي أذابت خط دفاع قوات النظام الأخير عن مناطق سيطرتها في الساحل السوري”.

وعلى المستوى الإعلامي أيضاً، كان لافتاً التنظيم والتكتم الإعلامي على المعارك، فبخلاف صفحات رسمية على موقع “تويتر”، يتم من خلالها تأكيد السيطرة على حواجز ومواقع عسكرية أو نفيها، لم يكن هناك تسريبات تُذكر كما حصل في معارك سابقة، سبّبت خسارة لقوات المعارضة.

 

وبعد نشر معظم الوسائل العربية والدولية خبر السيطرة على معسكر القرميد، جنوبي إدلب، ذكرت صفحة “جيش الفتح”على موقع “تويتر”، والذي يمثل اتحاد كبرى فصائل المعارضة في ريف إدلب، أن “المجاهدين في جيش الفتح يتقدمون بخطى كبيرة ويسيطرون على أجزاء واسعة في محيط معمل القرميد، لكن لا صحة للأنباء التي تتحدث عن السيطرة عليه بالكامل.

 

سياسياً، لا يُمكن فصل ما حدث ميدانياً عن الواقع السياسي، وتداعيات مؤتمر “جنيف 3″، فبعد انطلاق “عاصفة الحزم” في اليمن، بقيادة السعودية لضرب الحوثيين هناك، تغيّر الوضع العسكري سوريّاً، في درعا والقلمون وحلب وإدلب.

ويُمكن اعتبار انتصار جسر الشغور، انتصاراً سياسياً للمعارضة السورية، مع اقتراب جلسة المفاوضات الخاصة بجنيف 3 في الرابع من شهر مايو/ أيار المقبل، في ظل إعلان الأمم المتحدة أن “أطرافاً لها صلات بتنظيمي داعش وجبهة النصرة، ستكون من ضمن المدعوين إلى طاولة المفاوضات، وضمن نشاط المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي مستورا”، الذي يعتزم إجراء محادثات منفردة، منخفضة المستوى مع كل الأطراف الرئيسيين في فترة تراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع.

 

ويرى نائب هيئة الأركان السابق في الجيش السوري الحر، العقيد هيثم عفيسي، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “هذا الدرس واضح للجميع، فعندما نضع يداً بيد، نتغلّب على هذا النظام ونحرر بلادنا”. وطلب عفيسي من “جميع الفصائل في المحافظات أن تحذو حذو ثوار إدلب ودرعا بالتوحّد”.

 

وأوضح القيادي العسكري، المتحدر من إدلب، أنهم “قادرون على فرض الحل العسكري، ولقد تم قطع خطوط إمداد النظام، وبتنا على مشارف معقل النظام في اللاذقية، ولن نتراجع حتى نصل إلى مواقع النظام في القرداحة، ومن هناك سيبدأ بالسقوط وصولاً إلى دمشق”. من جانبه، أشاد “الائتلاف الوطني” المعارض بـ”البطولات التي يسطرها الثوار وبانتصاراتهم المستمرة في محافظتي حماة وإدلب”.

 

وسبق أن عانت مدينة جسر الشغور من إهمال النظام السوري لها منذ فترة حكم الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، مثلها مثل معظم مناطق محافظة إدلب، بالإضافة إلى أن المدينة كان لها نصيب أكبر من الإهمال بسبب نشاط “الإخوان المسلمين” فيها في فترة الثمانينات. وتعرّضت لمجازر من الأسد الأب، وشُرّد أبناؤها في العام 1980 أثناء الحملة التي قادها رفعت الأسد شقيق حافظ الأسد ضد “الإخوان”.

 

النظام يرتكب مجزرتين في جسر الشغور… انتقاماً لطرده منها

إدلب ــ هيا خيطو

لم تبيّت قوات النظام السوري الردّ على خسارتها لمدينة جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي الغربي يوماً واحداً، بل ردّت بأسرع ما يمكن، لترتكب مجزرتين مروّعتين في المدينة، راح ضحيتها 53 قتيلاً وفق حصيلة أولية، أكثر من نصفهم مدنيون.

وأكّد الناشط الإعلامي من إدلب، إبراهيم الإدلبي، لـ”العربي الجديد”، أنّ “ثلاثين شخصاً، من المدنيين ومقاتلي المعارضة المسلّحة، لقوا حتفهم بعد ظهر السبت، جرّاء استهداف الطيران الحربي بستة صواريخ لساحة الصومعة وسط جسر الشغور، فضلاً عن وقوع أكثر من عشرة جرحى، أسعفوا إلى مستشفيات ميدانية”، مشيراً إلى أنّ “الساحة كانت تعجّ بالمدنيين والمقاتلين الذين تجمّعوا عقب تحرير المدينة”.

ووفقاً للإدلبي، فإنّ “مقاتلي المعارضة اكتشفوا أثناء تمشيطهم المدينة مجزرة ثانية ارتكبتها قوات النظام في فرع الأمن العسكري قبل الانسحاب منه، إذ أعدمت ميدانياً بالرشاشات 23 معتقلاً من المدنيين”.

وكان مقاتلو “جيش الفتح”، قد أحكموا سيطرتهم الكاملة صباح السبت على جسر الشغور بعد معارك عنيفة، قتل على إثرها بحسب ما أشار الناشط الإعلامي، معاذ العباس، لـ”العربي الجديد”، “العشرات من عناصر قوات النظام، حيث ملأت جثثهم الطرقات، فيما انسحب البقية محتمين بدروع بشرية من المدنيين، إلى قرية جورين في ريف حماة الشمالي”.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّ “عدد الغارات التي نفذها طيران النظام الحربي منذ صباح السبت على مناطق في مدينة جسر الشغور ومحيطها، ارتفع إلى ثلاثين غارة على الأقل”.

وعلى الجانب الآخر، نقلت وكالة “سانا” الرسمية عن مصدر عسكري قوله، إنّ “سلاح الجو في الجيش العربي السوري نفذ ضربات مركزة دمر خلالها عشرات العربات بمن فيها من إرهابيين في بشلامون وعين الباردة وعين السودة في منطقة جسر الشغور”، مشيراً إلى أنّ “الجيش السوري تمكن من إعادة انتشاره بنجاح في محيط جسر الشغور تجنباً لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين”، الأمر الذي نفته بشكل قاطع مصادر عسكرية معارضة تتمركز حالياً داخل جسر الشغور.

وتظهر ردّة فعل النظام العنيفة، بارتكاب المجازر، في أنّه أدرك تماماً حجم الخسارة التي مُني بها في جسر الشغور، حيث صارت كتائب المعارضة على أعتاب اللاذقية، مسقط رأسه والتجمّع الأكبر لمواليه.

 

المعارضة السورية تتقدم بسهل الغاب بعد تحرير جسر الشغور

أنطاكية -أنس الكردي

بعد ساعات قليلة من إعلان المعارضة السورية تحرير مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي الغربي، تمكن مقاتلو المعارضة، اليوم السبت، من السيطرة على مواقع جديدة في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي.

وأفاد مدير مركز حماة، يزن شهداوي، لـ”العربي الجديد” بأن “الثوار سيطروا على ناحية الزارة وقرية القاهرة وتل واسط وتل زجرم والمنصورة بسهل الغاب بريف حماة الغربي، عقب مقتل عدد كبير من قوات النظام وتدمير دبابتين للأخير ومستودع ذخيرة”.

وتعتبر هذه القرى امتداداً لمدينة جسر إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف اللاذقية على طول الطريق الواصل بين ريف إدلب الجنوبي الغربي وريف حماة الشمالي الغربي.

وتكمن أهمية قرية القاهرة بأنها تشرف على الطريق الواصل بين سهل الغاب وقرية العنكاوي حتى بلدة كفرعويد بجبل الزاوية بريف إدلب، بالإضافة لموقعها الاستراتيجي الهام والمطل على العديد من المناطق والقرى بسهل الغاب بريف حماة والتي كانت محطة قصف للمدنيين في كل يوم.

وتأتي هذه السيطرة عقب اشتباكات اندلعت، مساء أمس الجمعة، على حواجز قرية القاهرة انتهت بسيطرة الثوار على القرية وحواجزها الثلاثة بداخلها بشكل كامل وعلى حاجز السرمانية بقربها في سهل الغاب في ريف حماة.

وأشار شهداوي إلى أن “حواجز النظام في قرية القاهرة كانت تفرض حصاراً على الطرق الواصلة بالقرى والبلدات المحررة جراء استهدافها من حواجز القاهرة التابعة للنظام بشكل شبه يومي”.

وانطلقت معركة “سهل الغاب”، الخميس الفائت، بالتزامن مع معارك جسر الشغور والقرميد والمسطومة، والتي تهدف للسيطرة على امتداد ريف إدلب الجنوبي الغربي إلى الساحل السوري، والذي يشمل سهل الغاب في ريف حماة الشمالي لفصل إدلب عن اللاذقية.

وكانت قوات المعارضة قد نجحت، في وقت سابق اليوم، من السيطرة على مدينة جسر الشغور بعد معارك دامت نحو أربعة أيام، تمكنت خلالها من قتل وجرح العشرات من قوات النظام لتضيف انتصاراً نوعياً آخر بعد السيطرة على مدينة إدلب قبل نحو شهر.

 

قوات المعارضة السورية تبدأ معركة فصل إدلب عن اللاذقية

أنطاكيا _ أنس الكردي

بدأت قوات المعارضة السورية، اليوم الأربعاء، معركة كبرى في ريف إدلب الجنوبي الغربي ضد قوات النظام السوري في كل من معسكري القرميد والمسطومة ومدينة جسر الشغور وقرى سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ما يمهّد لفصل محافظة إدلب عن محافظة اللاذقية.

ووجّه “جيش الفتح”، الذي سيطر على مدينة إدلب قبل نحو شهر، ويمثل اتحاد كبرى فصائل المعارضة في ريف إدلب، رسالة على الحساب الرسمي الوحيد له على موقع التواصل “تويتر”، قبل بدء المعركة، أكد فيها أنه يتمركز على أسوار جسر الشغور عاقداً العزم على تحرير المدينة، وداعياً أبناء جسر الشغور إلى التوبة والوقوف ضد “النصيرية ورافضة أعداء الله”.

وتأتي معركة جسر الشغور بالتزامن مع معركتين في معسكري قوات النظام في القرميد والمسطومة، وقرى سهل الغاب القريبة من الساحل السوري، فيما يبدو أن المعارك مجتمعة تهدف للسيطرة على امتداد ريف إدلب الجنوبي الغربي إلى الساحل السوري، والذي يشمل سهل الغاب في ريف حماة الشمالي، وبالتالي فصل إدلب عن اللاذقية بالكامل.

وأفاد أحد المقاتلين المؤيدين لـ”جيش الفتح”، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ”العربي الجديد”، بأن “مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على حواجز قوات النظام المتمركزة في تل إسفن ومعمل المخلل ومعمل البطاطا، وحاجز الجرمايات على أوتوستراد اللاذقية”.

وأوضح المقاتل، الذي منعته إصابة تعرّض لها في وقت سابق عن الانخراط بالمعركة، أن”عدة عمليات استشهادية نفذها مقاتلو جيش الفتح، استهدفت معمل البطاطا في معسكر القرميد، وحاجزي التنمية ودوار الصومعة في جسر الشغور، وكذلك حواجز السمان والخزانات”، مشيراً إلى “مشاركة نحو 12 ألف مقاتل وعشرات الاستشهاديين والانعماسيين، من جيش الفتح وفصائل المعارضة في حماة والساحل السوري الممثل في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي”.

وتُعتبر ثكنة المسطومة مع معسكرها، “الطلائع”، من أبرز الثكنات المتبقية للنظام السوري، ومن أكبر معسكراته، وتبلغ مساحة معسكر المسطومة، “الطلائع”، كيلومتراً مربعاً واحداً، ويحوي على أكثر من 30 دبابة ونحو 400 جندي، بالإضافة إلى عدد كبير من الرشاشات المتوسطة والثقيلة، وكان “جيش الفتح” قد أوقف معركته عندها بعد السيطرة على مدينة إدلب.

كما يُعدّ معسكر “القرميد”، الذي يبعد أقلّ من خمسة كيلومترات شرق المسطومة، أهم مربض مدفعية لقوات النظام السوري شمال البلاد، وهو نقطة انطلاق لقصف معظم قرى وبلدات ريف إدلب، بقطر 30 كيلومتراً، ويتمتع بأهمية استراتيجية عالية.

وفي السياق نفسه، ذكرت “شبكة شام الإخبارية” أن “الثوار نفذوا عملية اسشهادية بمفخخة في معاقل قوات الأسد في قرية السرمانية بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي”.

من جهته، أشار الناشط الإعلامي، سليم العربي، لـ”العربي الجديد”، إلى أن “قوات النظام كانت في ما يبدو على علم مسبق بتحضيرات المعارضة، وحاولت تشتيت قواتها في اليومين الماضين من خلال معارك جانبية في نبع المر بجبل التركمان وجب الأحمر والكبينة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية بهدف ثنيهم عن التوجه لدعم جيش الفتح في معركة جسر الشغور”.

ولفت العمر إلى “وجود آلاف المقاتلين من جيش الفتح يتربصون بقوات النظام في محيط جسر الشغور في الجنوب الغربي، ويتمركز قسم منهم في منطقة الدبوس بهدف قطع طريق الإمداد لقوات النظام القادم من ريف حماة الشمالي”.

وكانت “جبهة النصرة” قد أكدت، في بيان لها أول من أمس الاثنين، أن “اثنين من مقاتليها تسللا إلى مراكز قوات النظام في مدرسة البنات والمركز الصحي في أريحا واشتبكا مع مليشيا الدفاع الوطني في المبنيين لأكثر من نصف ساعة، قبل أن يفجّرا نفسيهما بأحزمة ناسفة كانا يرتديانها، ويوقعا عشرات من قوات النظام بين قتيل وجريح”.

يشار إلى أن وجود قوات النظام في محافظة إدلب يتمثل في مدينتي أريحا وجسر الشغور، والفوعة وكفريا ومنطقة المسطومة ومعسكر القرميد.

 

سقطت جسر الشغور فخرج المؤيدون عن طورهم: سنحرق دمشق

إدلب ــ هيا خيطو

بعدما وعد عضو مجلس الشعب السوري، أحمد شلاش، بحلاقة شواربه على الهواء مباشرة، في حال بقي”الإرهابيون”، على حد وصفه، داخل مدينة إدلب لمدة عشرة أيام، ولم يحلقها حتى الآن، عاد مؤيديون للنظام السوري للوعيد من جديد، بعد سيطرة كتائب المعارضة المسلّحة على مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي الغربي، والمتاخمة للاذقية، مسقط رأس الرئيس بشار الأسد.

“سنحرق دمشق، ونرجع للاذقية للدفاع عن أهلنا”، هكذا عقّب أحدهم على خبر خروج جسر الشغور عن سيطرة النظام، على إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. بينما اندرجت تعليقات كثيرة أخرى من قبل المؤيدين للنظام، تتوعّد باستعادة المدينة في أقرب فرصة، و”الدعس على الإرهابيين، أينما كانوا”، مشيرين للمرة المئة أنّ ما تعيشه “سورية هو حرب كونية وعلنية”.

وما إن انتشرت أخبار تفيد بسيطرة المعارضة على جسر الشغور صباحاً، حتى بادرت كل وسيلة إعلام تابعة للنظام او مقرّبه منه لتكذيب الأخبار، كل واحدة على طريقتها. فقناة “الميادين،” المقرّبة من النظام، قالت إنّ”الجيش السوري يعيد انتشاره في جسر الشغور”، في حين نشرت وكالة أنباء “سانا” الرسمية: “قواتنا المسلّحة تقوم بتعزيز مواقعها الدفاعية وتوجيه ضربات مركزة على تجمعات الإرهابيين وخطوط إمدادهم في جسر الشغور”. أمّا قناة “سما”، فاكتفت في نشرتها الإخبارية المقتضبة بالقول: “خلافاً لما خطط له تنظيم القاعدة وحلفاؤه، صمدت مدينة جسر الشغور”.

وفي حين ركّزت وسائل إعلام النظام وصفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي على “تصويب الأخبار الكاذبة، وتوضيح معالمها”، على حد تعبيرها، صبّ المؤيدون جلّ غضبهم في التعليقات أسفل تلك الأخبار. فكتب أحدهم، ويدعى علي فاضل: “انتوا قناة إعلام وطنية.. انتوا قناة ****.. خليكن عالموز وفوائدو”، فيما عقّب وسام إسماعيل: “إعلامنا بيكون عم يصوّر شي منظر طبيعي”. وأمّا شخص يدعى أحمد حمود، فكتب: “أنا ما عم افهم شغلة، انو ليش ما بتحكوا إلا لبعد ما نخسر، ليش ما بتنقلو أول بأول”.

وعلى الجانب الآخر، أبدى نشطاء معارضون فرحتهم بـ”تحرير جسر الشغور”، فكتبوا “جايينك يا لاذقية. ومن أبرز التعليقات التي جرى تداولها، استهزاءً بإعلام النظام ورموزه،  كانت أنّ “النظام انسحب من جسر الشغور، لأن مفتيه حسّون اعتبر القتال في شهر رجب حرام”، وأنّ “شريف شحادة، قال: لا يوجد في سورية مدينة اسمها جسر الشغور”.

 

حزب الله” – إسرائيل: جولة جديدة تنطلق من القلمون

شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على مواقع لـ”حزب الله” والجيش السوري في القلمون في ريف دمشق الشمالي، استهدفت الغارتان موقع اللواء ١٥٥ و٦٥ ليتبعها انفجارات قوية دوت في المحيط والأرجاء ناجمة، وفق ما أشار شهود عيان في المناطق المحيطة، عن ذخيرة وصواريخ تفجرت بفعل الغارات.

 

ولم يتضح حتى الساعة حجم الخسائر، لكن مصادر “المدن” تشير الى أن الموقعين دمرا بالكامل من دون الحديث عن عدد القتلى الذين قضوا في هذه الغارات. وإن كانت ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الطيران الاسرائيلي مواقع للحزب أو مواكب أو تحركات لنقل الأسلحة، إلا أنه لم يتبيّن حتى الساعة ان كان الاستهداف ناجماً عن تحرّكات لنقل الأسلحة وبالتالي هذه الغارات ضربت هدفاً لمنع السماح لنقل الأسلحة للحزب، أو إن كانت على المواقع لمجرّد أنها مواقع لتخزين الأسلحة والصواريخ البعيدة المدى، إذ أنه في حال كانت الأرجحية للخيار الثاني فهذا يعني أن قراءة الغارة من الممكن أن تشمل قراءة الهدف السياسي منها.

 

ويحيط “حزب الله” والجيش السوري ما حصل بتكتم شديد، في وقت يشير أحد الضباط السوريين والذي كان يخدم في اللواء ١٥٥ قبل فترة لـ”المدن” أنه من المستحيل لأحد أن يسرب أي اخبار من هذا اللواء ان لم يكن النظام او الحزب يريدان التحدث عن الموضوع، ويضيف أن هذه المواقع كانت تحوي صواريخ سكود بالإضافة الى تحوّلها مؤخراً الى مراكز تخزين أسلحة لـ”حزب الله” من بينها صواريخ بعيدة المدى.

 

وتشير مصادر قريبة من “حزب الله” لـ”المدن” إلى ان لا ضحايا في هذه الغارات، وبالتالي لم تستهدف تحركات للحزب او عمليات نقل أسلحة، اذ أن المواقع المستهدفة هي مخازن لا تحتاج الى حراس في داخلها بل يكون الحراس في مراكز بعيدة عنها، لا سيما أن مواقع كهذه يكون مدخلها بعيداً جداً عن مراكز التخزين.

 

من هنا تعتبر مصادر أخرى لـ”المدن” أنه بالإمكان وضع الغارة في إطار تذكير الإسرائيلي لجميع الاطراف بأنه موجود على الساحة، ولدي قرار في التسوية وحصة كذلك، لكن هذه الرسالة لا تتأكد إلا بمدى تبني الطرف الإسرائيلي لهذه العملية، أي بمعنى أنه سيعلن مسؤوليته عن هذه الغارات، وبما أنه يرفض حتى الآن الحديث عن الموضوع فلا بد من الانتظار، وربما قد يكون الأمر محصوراً فقط بضرب هدف عسكري ليس أكثر.

 

وفي المقابل، يلاحظ أن هذه الغارات تأتي في وقت تشهد فيه إسرائيل تعاظماً للحديث عن قدرات “حزب الله” خصوصاً في الصحافة الإسرائيلية، وبعد ساعات من كشف مجلة “آي أتش أس جينز” أن صوراً التقطت بالأقمار الاصطناعية تشير إلى قيام “حزب الله” بإعداد مدرج للطائرات إلى الشمال من وادي البقاع، يستخدم على الأرجح لتسيير طائرات الاستطلاع من دون طيار التي يملكها الحزب.

 

وعلى الرغم من إختلاف الهدف، إلا أن هذا الإستهداف يعيد إلى الأذهان، قصف موكب لـ”حزب الله” بالقرب من الجولان، قبل أشهر، والذي رد عليه “حزب الله” بإستهداف قافلة عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا، فارضاً منذ ذلك الحين معادلة الرد.

 

اسرائيل قصفت مواقع للجيش السوري يستخدمها “حزب الله

شنّ طيران حربي إسرائيلي، غارات على مواقع لقوات النظام السوري، في جبال القلمون بريف دمشق الشمالي، مساء الجمعة. الغارات استهدفت مخازن لصواريخ “سكود” وموقعاً للواء 155 وآخر للواء 65 الذين تستخدمهما مليشيا “حزب الله” اللبناني وتُخزّن فيهما صواريخ ثقيلة بعيدة المدى.

 

الرئيس السابق للإئتلاف الوطني السوري المعارض، هادي البحرة، غرّد في “تويتر” قائلاً: “اللواء 155 الذي تعرض للقصف، هو الأكثر تحصيناً بين القواعد العسكرية، ويضم صواريخ سكود – ب، المستخدمة في قتل المدنيين”.

 

 

وسُمع دوي الانفجارات في مدن القطيفة ويبرود وقارة، بمنطقة القلمون بريف دمشق. وتعتبر هذه المناطق خط إمداد رئيسي لتهريب أسلحة للمليشيا اللبنانية.

 

ويقول مسؤولون غربيون وإسرائيليون، إن الغارات غالباً ما تستهدف أسلحة “كاسرة للتفوق الإسرائيلي” تكون في طريقها إلى مليشيا “حزب الله” في لبنان. والغارات الإسرائيلية الأخيرة، هي الثالثة من نوعها خلال أقل من أسبوع، والتي تستهدف قوافل أو مواقع لـ”حزب الله” في منطقة القلمون السورية، إذ سبقتها غارتان، الأربعاء، استهدفتا قافلة سلاح لـ”حزب الله”، بحسب قناة “العربية”.

 

ورفض الجيش الإسرائيلي التعقيب على الغارات التي استهدفت اللوائين ‏155 و65، المتخصصين بالأسلحة الإستراتيجية والصواريخ البعيدة المدى. كما رفض مكتب رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع الإسرائيلية التعليق على التقارير.

 

وكشفت صحيفة “هأرتز” الإسرائيلية، الجمعة، أن “حزب الله” شيّد مهبط طائرات جديد في منطقة وادي لبنان، والتي يمكن استخدامها للطائرات بدون طيار “درونز”، كما كشفت صور الأقمار الصناعية التي ظهرت في نشرة “IHS Jane’s” الدفاعية الأسبوعية. ومهبط الطائرات يبعد 10 كيلومترات من مدينة الهرمل، بالقرب من الحدود السورية-اللبنانية. وقد بُني هذا المهبط بين العامين 2013-2014.

 

واستهدفت إسرائيل في 7 كانون الأول/ديسمبر 2014، منطقتي الديماس ومطار دمشق الدولي. كما استهدفت بغارة جوية في 18 كانون الثاني/يناير موقعاً في مزرعة الأمل بمحافظة القنيطرة، ما أدى إلى مقتل عناصر مليشيا “حزب الله” بينهم قياديون، وقائد في مليشيا “الحرس الثوري” الإيراني.

 

جيش الفتح” يدخل جسر الشغور

اقتحمت قوات “جيش الفتح”، السبت، مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، والتي تشكل أهم خط دفاع عن معاقل النظام في الساحل السوري. ووصل “جيش الفتح” إلى قلب “جسر الشغور” في إطار “معركة النصر” التي أعلنها قبل أيام. واستطاع مقاتلو المعارضة المسلحة تحرير 18 حاجزاً وموقعاً عسكرياً لقوات النظام، في طريقهم إلى جسر الشغور.

 

وكان النظام السوري قد اتخذ من الجسر مركزاً لمحافظة إدلب من قبل سيطرة “جيش الفتح” على مدينة إدلب في 28 آذار/مارس. ويتكون “جيش الفتح” بشكل رئيسي من حركة “أحرار الشام الإسلامية” و”جبهة النصرة” و”جند الأقصى”.

 

وسيطر “جيش الفتح” على حواجز الأمن السياسي والنمر والمدرسة والبرج وبشلامون والأفندي، وعلى “المثلث الأمني” لقوات النظام الذي يضم شعبة الحزب وبنائي البريد والسرايا. كما أعلنت “النصرة” استيلاء “جيش الفتح” على ثلاث دبابات لقوات النظام وعربتي “BMP”.

 

ولاذت قوات النظام بالفرار إلى جورين في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي. وتتواصل الاشتباكات في بعض أحياء جسر الشغور، مع تنفيذ الطيران الحربي 10 غارات، السبت، استهدفت أطراف المدينة ومحيطها.

 

 

وفي الأثناء، تمكنت المعارضة من السيطرة على قرية غاني في ريف جسر الشغور الغربي، ما دفع مليشيات “الدفاع الوطني” في قرية الجعفريات القريبة منها إلى الهرب باتجاه مدينة طرطوس.

 

وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مشاهدة “ما لا يقل عن 60 جثة لعناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضباط، ممن قتلوا خلال السيطرة على مدينة جسر الشغور اليوم (السبت)، والقصف العنيف عليها من قبل المقاتلين والاشتباكات التي لا تزال مستمرة، مع بعض جيوب لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في جنوب غربي المدينة”.

 

وفي هذا الوقت، واصل “جيش الفتح” تضييق الخناق على معسكري “القرميد” و”المسطومة”. وتميزت الاشتباكات على جبهة “المسطومة” بأسلوب الكر والفر، في ظل تصميم المعارضة المسلحة على إنهاء وجود قوات النظام في محافظة إدلب. وقُتل 3 عناصر من قوات النظام حاولوا التسلل إلى محيط معسكر القرميد، في حين ما تزال الاشتباكات بين الطرفين في المنطقة متواصلة منذ 3 أيام. وأعلنت المعارضة عن إعطاء الأمان لعناصر قوات النظام الذين يرغبون في الانشقاق أو الانسحاب من مطار أبو الظهور العسكري المحاصر شرقي إدلب. ويُعد أبو الظهور أكبر المطارات في الشمال السوري، وآخر معاقل قوات النظام في ريف إدلب الشرقي.

 

وفي سهل الغاب بريف حماة استهدفت المعارضة المسلحة بصواريخ “غراد” تجمعات لقوات النظام في حاجز التنمية بالقرب من بلدة الزيارة، وحاجز القاهرة.

 

محلل سياسي لـ”إيلاف”: مبادرة دي مستورا ولدت ميتة

بهية مارديني

أرسل المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي مستورا عدة رسائل لممثلي النظام السوري، وبعض أطراف المعارضة من أجل الاجتماع في جنيف الشهر المقبل بشكل منفرد، لكن مراقبين استبعدوا أن تخرج هذه اللقاءات بأية نتيجة، ذلك أن التطورات على الأرض تجاوزت المبادرة الأممية.

 

بهية مارديني: قالت مصادر في المعارضة السورية إن المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي مستورا وجه دعوات لحضور لقاءات الشهر المقبل تحت عنوان ” جنيف 3″، ضمن جهود المجتمع الدولي لإيجاد مخرج سياسي للحرب في سوريا.

وأكد محمود مرعي الأمين العام لهيئة العمل الوطني توجيه دعوات من المبعوث الاممي للقاءات الشهر القادم باسم ” جنيف 3 “.

وقال مرعي في حديث لـ”إيلاف”، “إنه لا بد من دعوة غالبية أطراف المعارضة وطرح رؤية ممكنة التطبيق لاننا لا نريد رؤية نارية غير قابلة للتنفيذ”.

ولفت الى أنه “لا يمكن لطرف ان يحسم الصراع بسوريا لذلك لابد من التوافق بين المعارضة والحكومة ولابد من حسم وفقا لجنيف 1″.

 

المراقبون يستبعدون

 

واستبعد مراقبون أن ينتج أي شيء عن لقاءات جنيف، وقال الكاتب السوري محمد خليفة لـ”ايلاف” إن دي ميستورا يحاول أن ينقل مهمته الى جنيف للعلاج والاقتراح الجديد القاضي بدعوة الأطراف الرئيسية المؤثرة في الأزمة الى حوارات منفردة  محاولة يائسة لانقاذ مهمته”.

 

وأضاف خليفة أن مهمة المبعوث الأممي وصلت الى طريق مسدود منذ بداية العام الجاري حين قاطعه قادة الفصائل المقاتلة في حلب، ورفضوا لقاءه لبحث مقترحه بتجميد القتال في حلب، ردا على فشله في اثبات صدقية النظام بوقف القصف الجوي على حلب لمدة ستة اسابيع فقط .”

 

تطورات

 

وأشار إلى أن “قادة المعارضة السياسية قد شككوا بجدية مهمة دي مستورا، واقتراحاته الشفوية غير المدونة، وترافق ذلك مع تطورات مهمة، ميدانية وعسكرية، تمثلت بتحرير ادلب، وسياسية تمثلت باخفاق موسكو في جهودها لجمع النظام ببعض فصائل “المعارضة” والتي لم تسفر سوى عن تمسك النظام بخياره الامني ورفضه أي حل آخر، بالإضافة إلى إصراره على استعمال السلاح الكيميائي المحرم دوليا في حربه على شعبه الوحشية، وكذلك اصراره على افشال جهود الامم المتحدة لادخال مساعدات انسانية للمدنيين في المناطق المحاصرة في الداخل، واصراره على استعمال الغذاء والماء والدواء سلاحا لتركيع المواطنين وفرض مصالحات غير سياسية باركتها جهود موسكو ودي ميستورا على استحياء”.

 

مبادرة هلامية

 

وتابع:” الواقع قد تجاوز عمليا مقترحات دي ميستورا التي كانت منذ بدايتها في سبتمبر الماضي هلامية وغير مدونة، مما جعل المعارضة السورية تشكك بها، لا سيما وأنها سارت في خط مواز لجهود موسكو التي اتسمت أيضا بالهلامية وسعت لحوار بين النظام والمعارضة بلا اساس” .

 

وحسب الكاتب السوري، فإن المبعوث الأممي أشار إلى أن مبادرته مرتبطة شكليا بجهود موسكو وقال:”إن موسكو استغلت مبادرته بطريقة توحي بأنها مرتبطة بمبادرتها”.

 

وأضاف أنه التقى دي مستورا الشهر الماضي، مشيرا إلى أن الأخير عجز عن رسم أي أفق سياسي  لمبادرته، ولم يقدم سوى مشاعر انسانية متعاطفة مع الشعب السوري، لكنها لا تكفي لحل الأزمة السورية.

ونقل خليفة عن المبعوث الأممي تأكيداته “أنه غير سعيد بالقيام بالمهمة لولا أنه يريد فعل شيء في المجال الانساني. كما بدا أنه يريد البناء على تجربته في العراق”.

واعتبر أن”ما يقدمه دي ميستورا اليوم محاولة أخرى لاعادة الحياة لمهمته، باستغلال رصيد مسار جنيف السابق الذي تتمسك به المعارضة ردا على الاعيب موسكو، مصرة على البناء على انجازه الرئيسي الذي تضمنته وثيقة جنيف1 وخاصة نقل السلطة من الاسد الى هيئة انتقالية”.

 

إيران مشاركة

 

وأضاف: “هذا الاستغلال غير جدي ومجرد حيلة لخداع السوريين، لأن جنيف هذه المرة مجرد مكان للاجتماع وليست جنيف التي انجبت وثيقة 30 يونيو 2012 التي أصبحت حجر الزاوية في العملية السياسية لحل الازمة “.

ولفت الى أنه “ما يثير الريبة سلفا أن الرجل حجز مقعدا ودورا لايران في أجندة لقاءاته، بينما كان هناك استبعاد لها في جنيف 2 لكونها جزءا من المشكلة لا من الحل وهي سبب استعصاء الاسد في خياره الامني”.

وقال أخيرا إن ” المعارضة السورية ( أعني الائتلاف هنا تحديدا) ربما تكون مضطرة لتلبية دعوة الدبلوماسي الاممي، ولكن بسرعة، لتذكيره بما سبق أن أبلغته له بعد أن تكتشف أن أفكاره الجديدة لا تختلف كثيرا عن السابقة”.

 

تشييع رستم غزالي في دمشق

إيلاف- متابعة

تقارير تتحدث عن مقتله بانفجار قنبلة

شيّع في العاصمة السورية دمشق جثمان اللواء رستم عزالي، رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في النظام السوري، وذكرت تقارير أنه توفي متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها خلال اشتباك مع مسلحين تابعين لرئيس شعبة الأمن العسكري رفيق شحادة.

 

إيلاف-متابعة: ذكر موقع إخباري سوري معارض، اليوم السبت، أنه جرى تشييع جثمان اللواء رستم غزالي رئيس شعبة الأمن السياسي في النظام السوري في العاصمة السورية دمشق، وسط تواجد أمني كثيف.

وحسب موقع ” مراسل سوري” المعارض، فقد جاء في النعوة المتداولة لغزالة أن الصلاة جرت في مسجد “لالا باشا” عقب صلاة ظهر اليوم بعد تشييعه من مستشفى الشامي في دمشق، وجرى دفنه في مقبرة الدحداح في شارع بغداد، على أن تقام مراسم العزاء في صالة دار السعادة بالمزة فيلات غربية جانب برج تالة.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر في آذار (مارس) الماضي قرارا بإقالة غزالي ورئيس شعبة الأمن العسكري اللواء رفيق شحادة، على خلفية شجار عنيف نشب بين الرجلين، وذكرت مصادر إعلامية أن غزالي أصيب بشظايا قنبلة أثناء اشتباك مع مجموعة تابعة لشحادة.

وشغل غزالي منصب رئيس جهاز المخابرات العسكرية للقوات السورية في لبنان سابقا قبل أن تنسحب من هناك عام 2005، وبعد ذلك عين رئيسا للفرع العسكري لمخابرات ريف دمشق، فرئيسا لإدارة الأمن السياسي التابعة لمخابرات النظام.

وتولى غزالي رئاسة جهاز الأمن السياسي بعد مقتل أربعة من كبار القادة الأمنيين السوريين في تفجير استهدف اجتماعا لهم بدمشق يوم 18 تموز (يوليو)  2012.

 

سوريون في مصر مصممون على المجازفة بالهجرة

أ. ف. ب.

القاهرة: يعلم اللاجىء السوري فارس الباشاوات ان ابنتيه الاثنتين يمكن ان تغرقا اثناء عبورهما البحر المتوسط في الطريق الى اوروبا، لكنه يقول ان بقاءهما في مصر سيتركهما فريسة لمصير ربما اسوأ.

 

ووصلت زوجة الباشاوات مع ابنتين لها اخريين الى ايطاليا بالمركب عبر المتوسط، بعد ايام عدة على مقتل مئات المهاجرين اثر غرق مركبهم المكتظ في عرض المتوسط. وبعد ان وصلت زوجته وابنتاه الى ايطاليا، يخطط الباشاوات حاليا لارسال ابنتيه الباقيتين معه الى اوروبا من ساحل الاسكندرية على البحر المتوسط.

 

ويؤكد اللاجىء السوري انه تعرض للتعذيب في سوريا ولاطلاق النار قبل هروبه الى مصر. ويقول الباشاوات والأسى يرتسم على ملامح وجهه لوكالة فرانس برس في مدينة الاسكندرية “افضل ان تموت بنتاي في عرض البحر على أن اتركهما هنا خلفي”.

 

ويعرض الباشاوات (55 عاما) على ابنه الصغير نمر صورة فوتوغرافية لامه وشقيقتيه وهم يتناولون الطعام في مطعم في ايطاليا. ونجا اعضاء اسرة الباشاوات هؤلاء من رحلة تنتهي احيانا في قعر البحر. فقد غرق الاحد الماضي700  شخص على الاقل قرابة سواحل ليبيا في واحدة من اسوأ كوارث الهجرة غير الشرعية في المتوسط.

 

واوضح الباشاوات الذي يقول انه كان يمتلك سلسلة مطاعم ومنتجعا في سوريا “في البداية كنت ضد هذا النوع من الرحلات، لكن لا يوجد خيار اخر”. مأساة الاسبوع الفائت دفعت الى عقد قمة اوروبية الخميس في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث قرر القادة الاوروبيون زيادة الموارد المخصصة لانقاذ المهاجرين غير الشرعيين في المتوسط ثلاثة اضعاف .

 

لكن المأساة المتواصلة لغرق المهاجرين لم تردع باشاوات ومئات اللاجئين عن المغامرة بحياتهم في المتوسط من اجل حلم تأمين ظروف معيشة افضل في اوروبا. ويأمل الباشاوات ان يستفيد ابنه نمر من برنامج لم الشمل لدى المفوضية العليا للاجئين ليتمكن من السفر الى اوروبا، في حين ان ابناءه ال15 مشتتون حاليا بين مصر وسوريا والمانيا وايطاليا وبلجيكا وتركيا.

 

ويقول الباشاوات ان اسرته الكبيرة كانت ميسورة الحال وتعيش في فيلا من طابقين في ريف دمشق، لكنه الآن غير قادر “حتى على شراء الدواء” لابنائه. ويظهر الباشاوات علامات على بطنه حيث يقول انه اصيب برصاص “ميليشيا شيعية” في سوريا.

 

المفارقة ان اصل اسم باشاوات نفسه يشير الى علو المكانة والثراء. لكن اسرته التي اعتادت على بحبوحة العيش اصطدمت بضيق الحال وندرة فرص العمل في مصر التي تعاني اصلا وضعا اقتصاديا مترديا منذ اكثر من اربع سنوات.

 

ويقول نشطاء حقوق الانسان ان لاجئين مثل السوري باشاوات يستخدمون وسطاء للتواصل مع المهربين الذين يقومون بنقلهم على مراكب متهالكة نحو اوروبا.

 

ويقول احد هؤلاء الوسطاء ويدعى ابو براء انه وفر اربعة اماكن مجانية لزوجته وابنائه الاربعة على مركب متجه لايطاليا العام الفائت نظير استقدام عشرة لاجئين سافروا على نفس المركب مقابل 2000 دولار لكل منهم.

 

ويسترجع ابو براء في لقاء مع صحافيي فرانس برس على شاطئ المتوسط محاولته الهرب عبر المتوسط قائلا “حاولت ان اغادر مع اسرتي 11 مرة وفشلت حيث جرى ايضا اعتقالي مرتين”. وقابل ابو براء متعهدا يعمل مع مهرب وعده بتوفير اماكن مجانية لزوجته وابنائه لو جلب له عشرة لاجئين يريدون السفر بشكل غير شرعي الى اوروبا.

 

واضاف ابو براء (41 سنة) “احضرت لهم عشرة اشخاص واخذوا هم اسرتي معهم مجانا”، موضحا ان المجموعة اُخذت اولا من الاسكندرية في قارب صغير الى مركب اكبر واخيرا استقلوا سفينة اكبر القتهم قرب الساحل الايطالي.

 

واضاف ابو براء “نقطة الانزال الاخيرة تتم عبر اولئك الذين يصطادون في المياه الدولية. ياخذون مجموعات من 300 شخص في رحلات تتم مرة كل اسبوعين”. ويقول النشطاء المعنيون بقضية الهجرة غير الشرعية ان ابو براء نفسه يتحول احيانا الى متعهد هجرة غير شرعية، وهو الامر الذي ينفيه ابو براء، مشددا انه يريد فقط ان يجمع المال ليلتئم شمل عائلته.

 

ويستخدم المهربون متعهدين يمكن الوصول اليهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي على فيسبوك عبر اسماء مستعارة منها “القبطان” و”الدكتور”. ويقول الناشط احمد الشاذلي من “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” ومقرها القاهرة انه مع قدوم الصيف من المتوقع ان يزداد عدد الراغبين بالتسلل بحرا الى اوروبا من مصر.

 

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان 219 الف شخص عبروا المتوسط وان 3500 شخص لقوا حتفهم في العام 2014، وحتى الان وصل 35 الفا من طالبي اللجوء والمهاجرين الى شواطئ جنوب اوروبا في العام 2015.

 

وبحسب الناشط الشاذلي فان الباحثين عن حلم الوصول الى اوروبا يعملون بشكل متزايد مع المتعهدين السوريين الذين يثقون فيهم بسبب “خبرتهم، وشبكات معارفهم الافضل وقدرتهم على الوصول لمقاصدهم”.

ويرى السوري الباشاوات المتوسط كطريق خطر لكنه وحيد للم شمل عائلته الكبيرة.

 

ويقول الرجل الذي حولته الحرب من مليونير ثري الى مستأجر شقة بائس الحال فيما كان ابنه نمر ينظر لصورة امه وشقيقتيه في حياتهم الجديدة “حلمنا ان نجتمع مجددا تحت سقف واحد”.

 

إطلاق سراح رهينتين سويديين كانا محتجزين في سوريا

أ. ف. ب.

بمساعدة من الاستخبارات الفلسطينية والأردنية

اطلقت جبهة النصرة سراح رهينتين سويديين كانت تحتجزهما في سوريا، وجاء الإفراج عن الرهينتين بعد تفاوض قادته الاستخبارات الفلسطينية على مدار شهرين.

 

ستوكهولم:  اعلنت وزارة الخارجية السويدية السبت ان رهينتين سويديين كانا محتجزين في سوريا اطلق سراحهما بمساعدة من السلطات الفلسطينية والاردنية.

 

ورفضت الوزارة اعطاء اي تفاصيل عن القضية، الا ان الوزيرة مارغو والستريم شكرت السلطات الفلسطينية والاردنية على جهودها التي ساهمت في اطلاق سراح مواطنيها.

 

ونقلت وكالة الانباء السويدية “تي تي” عن ولستريم قولها انها تتقدم ب”شكر خاص الى فلسطين والى الرئيس (محمود) عباس شخصيا الذي التزم بشكل حاسم هذه القضية، وكذلك الى السلطات الاردنية”.

 

وبحسب السفيرة الفلسطينية في السويد هالة حسني فريز فان الرجلين السويديين اللذين اطلق سراحهما الجمعة كانا محتجزين رهينتين لدى جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

 

واوضحت السفيرة ان الرهينتين كانا محتجزين في منطقة قريبة من الحدود الاردنية وان الاستخبارات الفلسطينية تفاوضت على مدى شهرين من اجل اطلاق سراحهما.

 

جسر الشغور حرة.. القرداحة على مرمى قذيفة

سالم ناصيف

مني النظام السوري مجدداً أمس بهزيمة كبرى في مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في محافظة إدلب، حيث تمكن الثوار من السيطرة على المدينة بشكل كامل بعد ثلاثة أيام من إطلاقهم «معركة النصر» الهادفة إلى تحريرها. واتخذ نصر الثوار بعداً بارزاً مع تحريرهم سهل الغاب في الجهة المقابلة حيث بسطوا سيطرتهم بشكل كامل على الريف الشمالي الغربي من السهل الواقع في ريف حماه.

 

الاشتباكات العنيفة بدأت في جسر الشغور ومحيطها بعد أن تقدمت فصائل غرفة عمليات «معركة النصر« المؤلفة من أحرار الشام وجبهة النصرة وعدد من الفصائل الإسلامية من جهتي الشمال والغرب، وتمكنت من دخول بعض أحيائها وحققت خرقاً في تحصينات قوات النظام داخل المدينة، حتى وصلت إلى منطقة المثلث الأمني وسطها، وانتهت بانسحاب قوات النظام من كافة أحيائها، مخلفة وراءها مجزرة بحق 23 معتقلاً لدى الأمن العسكري، وما يزيد عن ستين جثة ملقاة في الشوارع لمقاتلين أكثرهم يعود لمرتزقة تم استحضارهم للدفاع عن قوات النظام داخل جسر الشغور، التي تحولت إلى مركز إداري عوضاً عن مدينة إدلب التي خسرها نظام الأسد أواخر شهر آذار الماضي.

 

وتعتبر خسارة النظام أمس في جسر الشغور أكثر وقعاً عليه من خسارته مدينة إدلب لكونها تعتبر البوابة باتجاه قرى الساحل السوري التي باتت بدورها على مرمى قريب من نيران مدفعية الثوار، فضلاً عن أن خسارة النظام جسر الشغور تقطع طريق الإمداد من اللاذقية إلى قواته المتقدمة في كل من أريحا شرقاً، خاصة في معسكري القرميد والمسطومة، إضافة لقواته التي باتت محاصرة أيضاً في جبل الأربعين.

 

وذكر مدير مركز التنسيق والمتابعة في حلب وريفها باسم الحلبي أن قوى الأمن العسكري في جسر الشغور أقدمت على إعدام 23 معتقلاً احتجزوا في المشفى الطبي.

 

ولفت الحلبي الى أنه بعيد تحرير جسر الشغور سارعت فصائل «معركة النصر« إلى استهداف بلدة أشتبرق الواقعة باتجاه الجنوب بنحو كيلومترين، ومحاولة اقتحامها بعد انسحاب القوات النظامية من جسر الشغور إليها. وما زالت المواجهات العنيفة تدور في محيط القرية التي اشتهرت بموالاتها للنظام وتصديرها للشبيحة المناصرين له في عملياته العسكرية ضد مدن وقرى إدلب.

 

وفي هذه الاثناء استمرت عمليات المواجهة والاشتباكات شرقاً، في كل من معسكري المسطومة والقرميد بالقرب من مدينة أريحا وسط انتشار حالة من التخبط والانهيار لمعنويات القوات النظامية فيهما، خاصة بعد أن أدى تحرير جسر الشغور إلى حصارهم داخل المنطقة.

 

وبالتوازي مع التقدم الحاصل في جسر الشغور، حقق تقدم فصائل الجيش الحر في سهل الغاب في محافظة حماه جنوباً فارقاً جوهرياً لا يقل أهمية عن تحرير جسر الشغور.

 

وكانت الفرقة الأولى التابعة للجيش الحر في سهل الغاب تمكنت أمس من تحرير 13 نقطة من القوات النظامية. وأعلنت الفرقة الأولى التابعة للجيش الحر في حماه من قلب حاجز السرمانية أن المنطقة الواقعة من منطقة «الكم» إلى منطقة «الشيخ سنديان» منطقة محررة، ومن تلك النقاط المحررة كان حاجز المدرسة في القاهرة، وحاجز بين شحود، وحاجز الصوامع في القاهرة أيضاً وحاجز تل واسط إضافة لحاجز تل زجرم، وجميع تلك الحواجز تقع في ريف الغاب الشمالي بمحافظة حماه ما ينبئ باندماج للمناطق المحررة بين محافظتي إدلب وحماه في المرحلة المقبلة، فيما لو تم إخراج النظام من أريحا وباقي الجيوب العسكرية له في المنطقة.

 

وأصبحت فلول قوات الأسد في ريفي إدلب وحماه وأجزاء من اللاذقية بين فكي كماشة، أو بالأحرى بين مطرقة ثوار إدلب وسندان ثوار حماه، إذ لم يتبق أكثر من 5 كيلومترات تفصل بين الثوار في المحافظتين، ووسط أنباء عن تقدم الثوار على مشارف مدينة كسب، وصلنفة أيضاً من جهة سلمى وغابات الفرنلق.

 

وللعارف بجغرافية المنطقة تبدو الأحداث المتسارعة بالساعات بل بالدقائق واضحة جداً، فقد باتت القرداحة (حصن آل الأسد الأخير) على مرمى قذيفة هاون، ولا سيما بعد اختراق أولى خطوط حمايتها وهي بلدة اشتبرق (الموالية) التي تبعد عن جسر الشغور 3 كيلومترات فقط، واقتراب الثوار من شطحة وجورين حتى أقل من 10 كيلومترات. وفيما يبدو أن الثوار يسيرون بخطوات مدروسة وواثقة، ويتجهون نحو تحرير معسكري جورين والزيارة والقرقور، وهي آخر معاقل النظام في المنطقة، وبتحريرها تلتقي المناطق المحررة (جغرافياً) في محافظات حماه واللاذقية وإدلب ببعضها من دون عوائق ليكون الطريق مفتوحاً إلى اللاذقية.

 

غارات للنظام على جسر الشغور بعد سيطرة المعارضة عليها  

قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وأصيب آخرون اليوم السبت في قصف نفذته طائرات النظام على مدينة جسر الشغور بريف إدلب شمال غرب سوريا بعيد سيطرة المعارضة عليها, في حين أعدم الأمن العسكري السوري 23 سجينا قبيل انسحابه من المدينة.

 

وأفاد مراسل الجزيرة بأن من بين القتلى الذين سقطوا في غارات للطيران الحربي السوري ثلاث نساء, في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين القتلى والجرحى مقاتلين من المعارضة.

 

من جهته نقل مراسل الجزيرة نت عن مصادر محلية أن عدد القتلى ربما يكون في حدود 30 قتيلا.

وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر نزوح المدنيين من مدينة جسر الشغور خوفا من القصف. وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام أعدمت 23 معتقلا في فرع الأمن العسكري بجسر الشغور قبيل انسحابها من المدينة.

 

ونشر ناشطون صورا للسجناء الذين قتلوا رميا بالرصاص في معتقل يديره الأمن العسكري قرب المشفى الوطني في المدينة. وكانت القوات النظامية أعدمت أيضا سجناء قبيل انسحابها من مدينة إدلب نهاية الشهر الماضي.

 

سيطرة ميدانية

ودخلت فصائل سورية بينها جبهة النصرة صباحا وسط مدينة جسر الشغور الإستراتيجية التي تقع بين مدينتي حلب واللاذقية بعدما سيطرت في الأيام الأربعة الماضية على معظم الحواجز والمواقع العسكرية المحيطة بالمدينة.

 

وتمكنت المعارضة خلال ساعات من السيطرة على أغلب مناطق المدينة إثر اشتباكات قتل فيها ستون عسكريا نظاميا بينهم ضباط، حسب حصيلة قدمها المرصد السوري. كما سقط قتلى لم يُحدد عددهم في صفوف المعارضة.

 

من جهتها, نقلت وكالة وسائل الإعلام الرسمية السورية عن مصدر عسكري أن وحدات من القوات السورية تعيد انتشارها في محيط جسر الشغور تجنبا لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين.

 

وقال المصدر إن المسلحين “تدفقوا من تركيا” للمشاركة في معركة جسر الشغور, وهو نفس ما قاله مصدر رسمي أثناء استيلاء المعارضة على مدينة إدلب نهاية الشهر الماضي.

 

وذكر مراسل الجزيرة أدهم أبو الحسام أن الاشتباكات مقتصرة على محيط المشفى الوطني الذي يتحصن فيه جنود النظام جنوبي المدينة، مشيرا إلى مفاوضات تجري حاليا لانسحاب الجنود من المنطقة لتصبح المدينة بالكامل تحت سيطرة المعارضة.

 

وشاركت في المعركة -التي أعلنتها المعارضة قبل أيام تحت مسمى “معركة النصر”- فصائل أحرار الشام وجيش الإسلام وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين وألوية الفرقان.

 

وكانت مدينة جسر الشغور انضمت في وقت مبكر إلى المدن والقرى التي انتفضت ضد النظام. وتكتسب المدينة أهميتها بسبب موقعها الواصل بين ثلاث محافظات رئيسية في سوريا هي: إدلب وحلب واللاذقية.

 

وتشكل المدينة نقطة إمداد أساسية لقوات النظام المتبقية بريف إدلب، خاصة في معسكرات القرميد والمسطومة التي تحاصرها المعارضة. ولا تزال القوات النظامية تسيطر على مدينة اريحا بريف إدلب, وقد يمهد هذا التطور لسيطرة المعارضة على محافظة إدلب برمتها, وتهديد محافظة اللاذقية, وهي معقل رئيسي للنظام.

 

معارك متزامنة

وبالتزامن مع الهجوم الذي انتهى إلى السيطرة على مدينة جسر الشغور, تخوص فصائل سورية معارضة معركة أخرى في سهل الغاب بريف حماة (وسط). فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات المعارضة السورية سيطرت على قرية القاهرة وحاجزين لقوات النظام في سهل الغاب بريف حماة.

 

وقد بَثت المعارضة المسلحة تسجيلا مصورا يُظهر ما قالت إنه تدميرها لمستودع ذخيرة تابع لقوات النظام في قرية القاهرة. كما استهدفت المعارضة رتلا عسكريا لقوات النظام في منطقة سهل الغاب إثر انسحابه من مدينة جسر الشغور بريف إدلب.

 

وخسر النظام في الأسابيع الماضية العديد من مواقعه، أبرزها مدينة إدلب، ومعبر نصيب الحدودي في الجنوب.

 

سوريا.. جثث عناصر النظام في شوارع جسر الشغور

العربية.نت

بعد سيطرة الثوار على جسر الشغور، تمكن الثوار من السيطرة على 25 حاجزاً ونقطة عسكرية على الطريق الدولي المؤدي إلى المدينة، كما سقطت مروحية تابعة للنظام بعد تعرضها لحريق في الجو بريف حماة.

وفي وقت سابق، أفاد ناشطون معارضون والمرصد السوري بأن الفصائل المعارضة السورية المسلحة مدعومة بجبهة النصرة، تمكنت من السيطرة على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية وحواجزها كافة بشكل كامل للمرة الأولى منذ أربع سنوات ..

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان عن وجود 60 جثة على الاقل لعناصر من قوات النظام في شوارع المدينة.

 

وقال المرصد في بريد الكتروني “أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري عن مشاهدة ما لا يقل عن ستين جثة لعناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضباط، قتلوا خلال السيطرة على مدينة جسر الشغور”.

وبحسب الناشطين، فاق عدد قتلى قوات النظام خلال المعركة الأخيرة والتي امتدت على مدار ثلاثة ايام، نحو مئتين وخمسين.

وتعتبر مدينة جسر الشغور مدينة استراتيجية، حيث تفتح الطريق أمام الثوار باتجاه محافظة اللاذقية.

وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن “دخلت جبهة النصرة وكتائب إسلامية اليوم إلى مدينة جسر الشغور بعد معارك عنيفة مع قوات النظام مستمرة منذ الخميس، وقد سيطرت على القسم الأكبر من المدينة”.

وأضاف “تدور اشتباكات في بعض أحياء المدينة، بينما انسحب القسم الأكبر من عناصر قوات النظام”، مشيرا إلى وجود “آلاف المقاتلين من الكتائب وجبهة النصرة داخل المدينة”.

ووفق ما ذكرته فرانس برس، نقل التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري عاجل نقلا عن مصدر عسكري أن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة تخوض معارك عنيفة في جسر الشغور ومحيطها بريف إدلب”، دون تفاصيل إضافية.

وكان “جيش الفتح”، وهو تحالف يضم جبهة النصرة وفصائل إسلامية مقاتلة، أبرزها حركة أحرار الشام، أعلن الخميس بدء “معركة النصر” الهادفة إلى “تحرير جسر الشغور”.

وتحولت جسر الشغور عمليا إلى مركز إداري للنظام السوري بعد انسحاب قواته في 28 مارس من مدينة إدلب، مركز المحافظة، إثر هجوم لـ”جيش الفتح” الذي أعلن تأسيسه قبل “غزوة إدلب” كما أسماها.

ورأى عبدالرحمن أن جسر الشغور “أكثر أهمية من مدينة إدلب، لأنها تقع على تخوم محافظة اللاذقية ومناطق في ريف حماة الشمالي الشرقي خاضعة لسيطرة النظام”.

ولايزال النظام موجودا في بلدتين صغيرتين في محافظة إدلب، هما أريحا والمسطومة (على بعد حوالي 25 كيلومترا من جسر الشغور)، بينما مجمل المحافظة بين أيدي مقاتلي المعارضة، ولاسيما جبهة النصرة.

 

محققون فرنسيون يدققون في ثروة رفعت الأسد

باريس – فرانس برس

يحاول قضاة فرنسيون منذ حوالي العام معرفة كيف تمكن نائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد الذي يقاطعه نظام دمشق من بناء ثروة عقارية في بلادهم تتضمن اسطبلا للخيول وعشرات الشقق البالغة قيمتها 90 مليون يورو.

وتعتبر جمعية “شيبرا” التي تدافع عن ضحايا الجرائم الاقتصادية وقدمت شكوى في فبراير 2014 أدت إلى بدء التحقيقات، أن هذه الممتلكات تم شراؤها بفضل أموال الفساد عندما كان رفعت الأسد اليد اليمنى لشقيقه الأكبر الرئيس حافظ الأسد الذي توفي عام 2000 وخلفه ابنه بشار.

لكن بنامين غروندلر، أحد محامي الدفاع عن رفعت الأسد يرد قائلا “إنها ليست أموالا سورية”. كما أشار موكله الذي استجوبه المحققون بصفة شاهد في 30 يناير إلى تمويل سعودي.

وأكد غروندلر “تقديم وثائق تظهر الأصل القانوني لثروة رفعت الأسد” إلى المحققين.

والأسد (77 عاما) المتهم بقيادة حملة القمع الدامية ضد الإخوان المسلمين وخصوصا الهجوم على حماة في 1982، أرغم على سلوك طريق المنفى بعد عامين من ذلك.

وقال مصدر قريب من التحقيق لفرانس برس إن الأسد أكد خلال جلسة الاستجواب أن “الحكومة السورية تكفلت” بمصاريفه، وإن “الأموال التي كان يكسبها أعطاها للفقراء”.

وأضاف أنه لم “يكن يملك شيئا عندما حانت لحظة مغادرة سوريا”. وتابع “فرنسوا ميتران (الرئيس الفرنسي الأسبق) طلب مني المجيء إلى فرنسا ومنحنا رخص حمل السلاح، كما زودنا بعناصر أمنية. لقد كان في غاية اللطف”.

وفي باريس، بدا رفعت الأسد الاستثمار في العقارات.

وقال السبعيني المقيم في لندن إن ذلك كان “لاستقبال أولادي ومن يأتي بمعيتهم”، مشددا على عدم معرفته بتفاصيل إدارة العقارات والإشراف عليها.

وأوضح في هذا السياق “لا أعرف بواسطة أي أموال تم الشراء. أنا أهتم بالشؤون السياسية حصرا. يجلبون لي الأوراق لأوقعها وأفعل ذلك. فأنا لا أعرف كيف أدفع الأموال، حتى فاتورة المطعم”.

وقدر محققون من الجمارك قيمة ممتلكات عائلته في تقرير صدر في 15 مايو 2014 وحصلت فرانس برس على نسخة منه.

وأفاد التقرير أن “القيمة الكاملة للإرث العقاري في فرنسا لرفعت الأسد وعائلته، من خلال شركات في لوكسمبورغ، وغالبيته عقاري بحوالي تسعين مليون يورو”.

ومن أصل هذا المبلغ “أكثر من 52 مليون يورو يمتلكها رفعت الأسد بشكل غير مباشر”، خصوصا عبر شركة سنون المسجلة في لوكسمبورغ.

وتتضمن الممتلكات اسطبلا للخيول قرب باريس وقصرين ومبنيين وقطعة أرض في باريس ومكاتب في مدينة ليون.

بدورهم، تحدث عدد من أبناء رفعت الذين تم استجوابهم كشهود عن سعودي “يقوم بتمويلنا في المنفى منذ 30 عاما”.

وقال سومر الأسد (43 عاما) إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي حكم السعودية بين 2005 و 2015 “منح والدي الاسطبل”.

أما ابنه الآخر سوار (39 عاما)، فقال إن الأسد “يعيش من بيع الشقق بشكل رئيسي (…) والمساعدة التي تقدمها السعودية بشكل منتظم”.

وأكد رفعت الأسد صداقته مع الملك عبدالله وسببها الولع المشترك بالصيد، وقال إنه قبل المنفى و”في كل مرة كانت سوريا بحاجة إلى شيء ما كانوا يرسلونني للطلب من عبدالله. لقد جلبت الكثير من الأموال إلى سوريا كمساعدات”.

لكن فابريس بالانش الخبير في الشؤون السورية أبدى شكوكا إزاء ذلك قائلا للمحققين إن “السعودية ليس لها مصلحة في دعم رفعت الذي لا يمثل شيئا”.

ويحتفظ المحققون بشهادة موظف سابق لدى العائلة أكد كيف أن الشقق في أحد المباني التي كان يديرها “كان يتم تأجيرها لأسبوع أو شهر من دون الإعلان عن ذلك مطلقا”.

أما رفعت الأسد فإنه يعتبر أن التحقيق الذي يستهدفه مرده دوافع سياسية. وقال “أجد هذه المسألة غريبة (…) فهذه القضية لا تشرف فرنسا”.

 

أخيراً.. تجديد جوازات سفر السوريين قانونياً

العربية.نت

أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين التابعة للنظام السوري، أمس الخميس، قراراً يقضي بالسماح للقنصليات والسفارات السورية في دول العالم بمنح وتجديد جوازات ووثائق السفر السورية دون الرجوع إلى إدارة الهجرة والجوازات في العاصمة دمشق.

ويتضمن نص القرار “رفع الأجور القنصلية المتعلقة بمنح الجوازات الجديدة للسوريين المقيمين في الخارج إلى 400 دولار أميركي أو ما يعادلها باليورو، إضافة إلى وضع رسم جديد للجوازات المراد تجديدها في القنصليات والسفارات السورية في دول العالم، وقدره 200 دولار أميركي أو ما يعادلها باليورو”.

ويؤكد نص القرار المرفق في أسفل المقال، أن “للسفارات والقنصليات السورية خارج البلاد الصلاحية لتجديد أو منح جوازات السفر بمجرد استيفاء الرسوم المترتبة على ذلك، دون انتظار أو الرجوع إلى إدارة الهجرة والجوازات العامة في العاصمة دمشق”.

كما أجاز القرار “تسديد الرسوم القنصلية وأجور تجديد ومنح الجوازات بالعملات المحلية للدول التي تتواجد فيها البعثات الدبلوماسية والقنصلية السورية، وفقاً لنشرة سعر الصرف الصادرة عن مصرف سوريا المركزي في الربع الأول من كل عام”.

وألغى القرار تجديدات السفر الممنوحة للسوريين حول العالم لمدة تتجاوز السنتين، إضافة إلى أنه أجاز منح جوازات ووثائق السفر السورية للأشخاص الذين غادروا البلاد بصورة “غير شرعية”، على أن يتم استيفاء الرسوم المترتبة على منحها.

وقد كان كل من يريد من السوريين حول العالم استصدار جواز سفر أو تجديده مجبراً على انتظار الموافقة الأمنية على ذلك الإجراء، والتي تصدر من إدارة الهجرة والجوازات العامة في دمشق بالتنسيق مع الأفرع الأمنية المختلفة في سوريا، وتتوقف عملية إصدار أو تجديد جوازات السفر في حال عدم الموافقة.

 

مقتل عالم دين إيراني في معارك درعا بسوريا

العربية.نت

أعلن الحرس الثوري الإيراني عن مقتل عالم الدين محمد مهدي مالامیري في سوريا.

وتداولت العديد من وكالات الأنباء الإيرانية خبر مقتل مالاميري الذي لقبته بحجة الإسلام، وهي مكانة يوصف بها أهل العلم في الدين بإيران.

وقتل مالاميري والذي كان يلقب بين عائلته بـ “أبا القاسم” في معارك بصرى الحرير بمحافظة درعا، وحسب “إيران برس” فإن مالاميري كان يعمل أيضا في التصوير.

 

المعارضة تسيطر على حواجز عسكرية بريف حماة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة، ليل السبت الأحد، من السيطرة على عدد من حواجز القوات الحكومية في سهل الغاب بريف حماة وسط سوريا، وذلك بعد 3 أيام من المعارك العنيفة، في حين قتل نحو 30 عنصرا من القوات الحكومية.

 

وتأتي سيطرة المعارضة المسلحة على حواجز عسكرية أبرزها “القاهرة وتل واسط وتل عترم والصوامع”، بعد السيطرة بشكل كامل، السبت، على مدينة جسر الشغور في ريف إدلب، ومقتل أكثر من 60 جنديا حكوميا.

 

وسيطرت قوات المعارضة خلال الاشتباكات على دبابة من نوع 55، و4 عربات “بي إم بي”، بالإضافة إلى عتاد ثقيل وذخائر، وقتلت أكثر من 30 عنصراً للقوات الحكومية خلال المعارك التي دارت للسيطرة على هذه الحواجز، وفقا لناشطين.

 

في المقابل، شنت الطائرات الحربية عشرات الغارات الجوية على  محاور الاشتباكات وبلدة الزيارة والحواش، كما ألقت الطائرات المروحية البراميل المتفجرة أيضا على أغلب مناطق سهل الغاب.

 

من جانب آخر، قتل نحو 10 أشخاص وأصيب آخرون في قصف نفذته الطائرات الحربية على مدينة جسر الشغور بريف إدلب شمال غرب سوريا بعيد سيطرة المعارضة عليها.

 

مقتل جنود في حلب

 

وفي حلب، شمالي البلاد، نقلت مصادر معارضة عن مصدر عسكري تأكيده مقتل ما لا يقل عن 16 عنصرا من القوات الحكومية كانوا موجودين داخل مبنى “العلم” في ‫حلب القديمة، جراء قيام مسلحي المعارضة بتفجيره مساء الجمعة.

 

وقالت المصادر إن مسلحي المعارضة “نسفوا مبنى العلم الذي كان مقراً للقوات الحكومية في حي الجديدة بمنطقة حلب القديمة، وذلك بعد أن قاموا بحفر نفق أسفل المبنى، وتم زرعه بالألغام، ومن ثم تفجيره”.

 

وأشاروا إلى أن العشرات من أفراد القوات الحكومية أصيبوا جراء تفجير المبنى الواقع عند مدخل سوق الصوف، كما أعقبه اشتباكات عنيفة بين الجانبين.

 

معارضون: “حالة هستيرية” تصيب قوات النظام بعد خسائر بجسر الشغور وقرب حماه وموجة مدمرة من البراميل

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال معارضون سوريون إن القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أصيبت بـ”حالة هستيرية” بعد الخسائر المتتالية في محافظة إدلب بفقدانها مدينة “جسر الشغور” ومن ثم اضطرارها للتراجع في منطقة “سهل الغاب” غير البعيد عن مدينة حماه، ما دفعها لشن حملة من القصف الجوي المدمر، بينما قالت وسائل إعلام حكومية إن المقاتلين المعارضين تدفقوا من تركيا.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، إن هناك “حالة هستيرية تصيب قوات النظام” بعد الخسائر التي تعرضت لها، ما دفعها إلى قصف ريف حماة الشمالي الغربي بأكثر من 30 برميلا متفجرا، مضيفا أن القصف الجوي العنيف يشهده ريف حماة الشمالي الغربي لأول مرة.

 

وكانت “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”صقور الغاب” و”صقور الجبل” و”صقور الشام” و”جبهة شام” و”أجناد الشام،” و”جبهة صمود” تمكنت اليوم من السيطرة على قرى السرمانية وتل واسط والقاهرة والمنصورة والزيارة في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

 

وكانت الفصائل المعارضة قد تمكنت من التقدم مجدداً في سهل الغاب والسيطرة على قرية الزيارة ليرتفع إلى 5 عدد القرى التي سيطرت عليها الفصائل المقاتلة والإسلامية في سهل الغاب القريب من حماه.

 

من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن الجيش “عزز مواقعه الدفاعية في محيط جسر الشغور” ووجه ما وصفها بـ”ضربات مركزة على تجمعات الارهابيين وخطوط امدادهم القادمة من تركيا”، وأضافت الوكالة أن الجيش يخوض ما اعتبرته “معارك ضارية مع التنظيمات الارهابية المتدفقة بأعداد كبيرة عبر الحدود التركية إلى جسر الشغور.”

 

وفي ريف القنيطرة القريبة من الحدود الإسرائيلية، قالت الوكالة إن الجيش “كثف رماياته النارية على تجمعات التنظيمات الإرهابية التكفيرية المرتبطة مع غرفة عمليات في العاصمة الأردنية تديرها أجهزة استخبارات إسرائيلية وأمريكية وبريطانية وفرنسية وتركية وأردنية وسعودية وقطرية” وفق وصفها.

 

مستشار للجيش الحر لـCNN بالعربية : معاقل النظام في مرمى الثوار ولا نريد المشاركة بالتدريب الأمريكي

عمان، الأردن(CNN)– قال المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبو زيد، إن سيطرة المعارضة السورية قبل ساعات على منطقة جسر الشغور في ريف إدلب، هي انتصار استراتيجي ومقدمة لخوض معركة  مناطق الساحل واللاذقية، التي ما تزال تسيطر عليها قوات نظام بشار الأسد، فيما أكد أن الوضع الأمني في مركز نصيب الحدودي مستقر وأن هناك تنسيقا بالحد الأدنى مع الجانب الأردني.

 

وقال أبو زيد في لقاء خاص مع CNN بالعربية  السبت، إن تقدم فصائل المعارضة في ريف إدلب، “أقوى رد” على من يزعم بتراجع وانهيار المعارضة السورية، مؤكدا أن المعركة أنجزت عبر غرفة عمليات جيش الفتح وفصائل أخرى، بينما شكلت جبهة النصرة فقط ما نسبته 30 في المائة من مجمل القوات المشاركة.

 

وأضاف أبو زيد أنه ” لابد من التأكيد على أن السيطرة على جسر الشغور محطة حاسمة لأنها من المناطق التي بقيت غير محررة وسبقها منذ حوالي 10 أيام تحرير مركز محافظة إدلب، العملية أنجزت عبر غرفة عمليات لجيش الفتح وبمشاركة أحرار الشام وفيلق الشام وجبهة النصرة و حركة أحرار الشام وجند الأقصى ، وأؤكد أن النصرة لم تتجاوز قوتها 30 في المائة وهي حقيقة لابد من توضيحها”.

 

وعسكريا، بين أبو زيد أن معركة تحرير جسر الشغور شهدت فتح أطول  “جبهة عسكرية منذ بداية الثورة السورية بحسبه، امتدت على طول 60 كم  ابتداء  من قلعة المضيق في حماة إلى معسكر المسطومة في ريف إدلب…هذه الجبهة هي الأطول  على امتداد تاريخ الثورة السورية، وشارك بها  بقيادة زهران علوش زعيم جيش الإسلام،  وفصائل من الجيش الحر وكذلك الفرقة الساحلية الأولى والفرقة 13 “.

 

وقال أبو زيد :” بتحرير جسر الشغور وهذه المساحة الجغرافية  بين إدلب واللاذقية أهم معاقل النظام  السوري أصبح الساحل على مرمى من  نيران الثوار”.

 

أما بشأن الوضع الأمني عند مركز نصيب الحدودي مع الأردن الذي يقابله مركز جابر، فقد أكد أبو زيد استقراره الآن وانسحاب عناصر الجيش الحر من المنطقة الحرة، مشيرا الى أن الجيش الحر اعترف بتقصيره في البداية عند السيطرة على نصيب، ما تسبب بحدوث عمليات سلب .

 

وقال :”  في الثورات تحدث حالات فوضى واعترفنا بتقصيرنا في نصيب وأصدرت الفصائل بيانات في هذا الشأن،  وقامت محكمة دار العدل المتوافق عليها بين فصائل الجيش الحر بإعادة بعض ما سلب ..الحالة الأمنية الآن مستقرة .”

 

وأكد أبو زيد أن هناك تنسيقا أمنيا بالحدود الدنيا مع الجانب الأردني في مركز جابر،وأعرب عن أمل المعارضة السورية باعتراف دولي وأردني  ليصار إلى تنظيم عمل المركز الحدودي، بعد أن تمت السيطرة على الجبهة الجنوبية، مشيرا إلى الصعوبات الناجمة عن الاعتراف السياسي وليس القانوني بالمعارضة السورية. مؤكدا أن ” أمن الأردن يهمنا والتنسيق قائم لكننا بحاجة إلى رفع مستوى التنسيق ودعم المجتمع الدولي في ذلك”.

 

وانتقد أبو زيد ما سماها بالضغوطات التي تتعرض لها المعارضة السورية، لتوجيه حربها إلى “داعش” فقط، بالإضافة إلى دعوتها للذهاب إلى جنيف 3، دون التمسك بمقررات جنيف1، وكشف عن توقف إمداد الجيش الحر وفصائله بالسلاح منذ 5 أشهر، والتي كانت ترد من دول أصدقاء سوريا، خاصة السعودية وتركيا وقطر وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وأن غرفة التنسيق الواقعة جنوب سوريا لم تتلق أي دعم عسكري منذ ذلك الحين.

 

وقال إن المفوضية الأوروبية أشارت إلى مشاركة 6 آلاف مقال أوروبي في سوريا، ولم تذكر بأنهم جاءوا لمقاتلة الجيش الحر معتبرا هذا الأمر “كذب كبير”، وفي حديثه عن برنامج التدريب الأمريكي الذي أعلنت عنه وزارة الدفاع قال بأن الأطراف التي دعيت للتدريب للآن  هي فصائل غير معروفة، مرجحا  أنها مخصصة   لقتال داعش، معتبرا أن استقالة المسؤول عن البرنامج مايكل ناغاتا تؤكد على وجود خلافات دولية بشأنه، وأن “تركيا أعلنت التدريب يهدف لمقاتلة داعش وقوات الاسد معا ولكن استبعاد الجيش الحر يعني أن الخطة هي جزء من أهداف التحالف الدولي لمقاتلة داعش فقط ، ونحن لانريد المشاركة في التدريب”، مستشهدا بأن المجموعات التي تواصل معها فريق من البنتاغون داخل سوريا، تمكنت من احلال مواقع تمتد لمسافة 50 كليومرا بجوار مناطق يسيطر عليها النظام وأن ” تلك المناطق لم يطلق فيها رصاصة واحدة على قوات النظام هذا يعني أن الخطة هي لمحاربة داعش فقط”.

 

سوريا: الجهاديون يستولون على بلدة جسر الشغور بإدلب

يقول ناشطون سوريون معارضون إن متمردين اسلاميين نجحوا في الاستيلاء على مدينة جسر الشغور المهمة بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا.

وكانت جسر الشغور آخر مدينة تسيطر عليها الحكومة السورية في محافظة إدلب.

ويقول مراسلون إن الاستيلاء عليها قد يتيح للمتمردين طريقا لمهاجمة معاقل الطائفة العلوية الحاكمة.

وكان المتمردون الاسلاميون، بمن فيهم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، قد بدأت هجومهم على جسر الشغور يوم الخميس الماضي.

وقال الاعلام السوري الرسمي إن الجيش قد انسحب من البلدة وتجحفل خارجها “لأجل تجنب الخسائر في صفوف المدنيين.”

ونقل الاعلام السوري عن مسؤول عسكري قوله إن القوات الحكومية خاضت قبل انسحابها قتالا شرسا مع “مجموعات ارهابية مسلحة” كانت قد وصلت الى البلدة قادمة من الحدود التركية.

 

لكن المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض يقول إن القوات الحكومية فرت من البلدة، مضيفا أن جثث 60 على الأقل من المسلحين الموالين للحكومة ما زالت ملقاة في الشوارع.

يذكر أن جبهة النصرة كانت تعتبر أكبر وأقوى الحركات المسلحة المعارضة في سوريا قبل صعود تنظيم ما يسمى “بالدولة الاسلامية.”

وكان المسلحون المعارضون قد استولوا على مدينة إدلب مركز المحافظة الشهر الماضي.

ومنذ ذلك الحين، ما لبثت القوات الحكومية تحاول حماية خط امدادها الواصل بين محافظتي حلب وحماة من جانب ومحافظة اللاذقية من الجانب الآخر.

يذكر أن محافظة اللاذقية تعتبر معقل الأقلية العلوية التي ينحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد، ولم تتأثر هذه المحافظة الى الآن بالحرب الدائرة منذ أربع سنوات.

ويقول محلل شؤون الشرق الأوسط في بي بي سي سباستيان أشر إنه لو نجح المتمردون في طرد القوات الحكومية تماما من محافظة إدلب، سيتمكنون حينئذ من التقدم نحو اللاذقية.

رهينتان سويديان

من جانب آخر، قالت وزارة الخارجية السويدية يوم السبت إن رجلين سويديين كانا قد اختطفا في سوريا قد اطلق سراحهما بوساطة فلسطينية واردنية.

ولم تدل الوزارة بالمزيد من التفاصيل، ولكن وزيرة الخارجية مارغوت فالستروم شكرت الفلسطينيين والأردن للدور الذي قام الطرفان به لاطلاق سراح الرهينتين.

وقالت الوزيرة السويدية في تصريح أدلت به لوكالة TT الأخبارية “شكري الخاص لفلسطين وللرئيس محمود عباس شخصيا، الذي تدخل بشكل حاسم، وكذلك للأردن.”

من جانبها، أوضحت سفيرة دولة فلسطين لدى السويد هالة حسني إن الرجلين اللذين اطلق سراحهما أمس الجمعة، كانا قد اختطفا من قبل جبهة النصرة مضيفة أنهما كانا محتجزين في مكان قريب من الحدود الأردنية.

 

الإندبندنت: جبهة النصرة تسيطر على أحد معاقل النظام السوري

إدلب شهدت معارك عنيفة قبل سيطرة جيش الفتح

الإندبندنت أفردت مساحة كبيرة نسبيا لأخرالتطورات في سوريا ونشرت موضوعا لمراسلتها ليزي ديردين تحت عنوان “جبهة النصرة تسيطر على أحد أهم معاقل النظام في سوريا”.

تقول ديردين إن سيطرة “جيش الفتح” وهو تحالف إسلامي تقوده “جبهة النصرة” على مدينة جسر الشغور أكمل السيطرة على محافظة إدلب بعدما سيطر على مدينة إدلب الشهر المنصرم.

وتوضح أن القوات النظامية والميليشيات المتحالفة معها هربوا من المدينة بسبب الهجوم المكثف والذي استمر عدة أيام واستخدمت فيه قذائف الهاون.

وتضيف أن مقاطع مصورة أظهرت عناصر من الفرقة 13 التابعة للجيش السوري الحر تتجول في الميدان الرئيسي في جسر الشغورحيث تحالفوا مع جبهة النصرة بعدما قاتلوا في السابق “الدولة الإسلامية”.

وتؤكد ديردين أن القتال بدأ الأربعاء واستمر حتى الجمعة حين تم الهجوم على حاجز لقوات النظام في ضواحي المدينة الجنوبية وبدأت مقاتلات الأسد في قصف المنطقة.

وتوضح أن جسر الشغور تقع على الطريق الرئيسية التى تربط حلب بمحافظة اللاذقية الساحلية والتى تقطنها أغلبية علوية.

وتعتبر ديردين أن السيطرة على جسر الشغور سيمنح “جيش الفتح” المقدرة على قطع طرق الإمداد التى تستخدمها قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها بين اللاذقية وبقية المحافظات التى تتواجد فيها.

وتقول إن مدينة جسر الشغور لها تاريخ من العداء للنظام في سوريا وهو ما جعل الجيش النظامي يشن هجوما عليها في بداية الحرب الأهلية كما استهدفت المدينة عدة مرات خلال المعارك المستمرة منذ نحو 4 أعوام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى