أحداث الأحد 27 تموز 2014
«داعش» يواصل التقدم شرقاً… وصدمة في دمشق
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف
صُدم الموالون للنظام السوري بخسارة مقر «الفرقة 17» في محافظة الرقة واستمرار تقدم «الدولة الاسلامية» (داعش) في شمال شرقي البلاد، بعد ايام على تعهد الرئيس بشار الأسد استعادة السيطرة على «الرقة الحبيبة»، بالتزامن مع اسقاط مقاتلي المعارضة طائرة مروحية في حلب شمالاً، في وقت ارتفع الى 1100 عدد قتلى النظام في عشرة ايام بينهم 115 قتلوا اول امس. لكن القوات الحكومية استعادت حقل الغاز في وسط البلاد.
ولم تبث وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الى مساء امس خبراً إزاء تطورات الوضع في مقر «الفرقة 17» وسيطرة «داعش» عليها بعد بضعة ايام على قول الأسد في خطاب أداء القسم انه «لن ينسى الرقة الحبيبة» لاستعادتها من المعارضة التي سيطرت عليها في آذار (مارس) العام الماضي. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «أكثر من 1100 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها قتلوا منذ خطاب الوعود الوردية لبشار الأسد» في 16 الشهر الجاري.
وفي مقابل صمت المسؤولين السوريين، نشرت صفحات «موالية» للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وأسماء لعشرات من ضباط وجنود القوات النظامية الذين سقطوا قتلى في «الفرقة 17». وكتب رئيس «تيار بناء الدولة» (معارضة الداخل) لؤي حسين: «صحيح أن الأسد لم يحدد وقتاً لتنفيذ وعده باستعادة الرقة، لكن الأخبار الميدانية للمعارك بين النظام وداعش تدل على أن هذا الوعد بعيد التحقق، بل تدل على نقيضه تماماً. سيضحّي النظام بالكثير من الجنود السوريين ليس دفاعاً عن الوطن بل ليثبت للولايات المتحدة والعالم أن صراعه هو مع الإرهاب فقط، وكي لا يعترف أن هذا الصراع أساساً مع قسم كبير من الشعب السوري، ويقبل بالتنازل عن بعض سلطاته لجهات المعارضة».
وقال «المرصد» ان مقاتلي «داعش» لم يتمركزوا في مقر الفرقة «خشية إقدام النظام على شن غارات جوية» عليه. وأشار ناشطون الى انسحاب بعض قوات النظام الى مقر «اللواء 93» المجاور وتعرض عدد منهم لمكمن نصبه «داعش». وقال «المرصد»: «ارتفع إلى 5 مواطنين بينهم طفل عدد الذين استشهدوا نتيجة غارة من الطيران الحربي على مناطق بالقرب من المشفى الوطني في مدينة الرقة». وافاد لاحقا بان «داعش» سيطر على «أجزاء واسعة من فوج الميلبية جنوب مدينة الحسكة».
وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن ان «الدولة الإسلامية» اقدم على أسر اكثر من 50 جندياً بعدما نصب مكمناً لهم خلال انسحابهم من «الفرقة 17». وقُتل 19 جندياً في تفجيرين انتحاريين وقعا عند بدء الهجوم، ولقي 16 آخرون حتفهم في المعارك التي بدأت الخميس، مشيراً الى ان «مصير نحو 200 عنصر لا يزال مجهولاً».
في محافظة حلب، افاد «المرصد» عن مقتل «ما لا يقل عن ثلاثين عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، إثر مكمن نصبته لهم الدولة الإسلامية بين قريتي المقبلة والرحمانية في ريف حلب الشرقي أعقبتها اشتباكات بين الطرفين في محيط قرى طعانة والرحمانية وأعبد والمقبلة». وتقع هذه القرى شرق وشمال شرقي مدينة حلب. ويسيطر «داعش» على أجزاء واسعة من ريف حلب الشمالي الشرقي.
في حلب أيضاً، أعلنت المعارضة عن إسقاط مروحية ومصرع طاقمهما المكوّن من أربعة ضبّاط بعد استهدافها بصاروخ حراريّ، ومقتل قرابة 25 جندياً من «لواء القدس» الفلسطيني الموالي للنظام بعد سقوطها فوق الصالة الرياضيّة القريبة من مطار النيرب العسكريّ التي تعدّ مركزاً للواء. وكانت المرة الأولى التي تسقط فيها مروحية منذ بضعة أشهر.
في المقابل، استعادت قوات النظام السيطرة الكاملة على حقل شاعر للغاز في ريف حمص الشرقي ا(وسط) عقب اشتباكات عنيفة مع «داعش» الذي كان سيطر عليه قبل ايام وقتل 300 من موالي النظام.
النظام السوري يستعيد حقل “الشاعر” النفطي من “داعش”
بيروت – أ ف ب
استعادت قوات النظام السوري، مساء اليوم (السبت)، حقل “الشاعر” النفطي، في حمص، من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بعد أكثر من أسبوع من استيلاء التنظيم عليه، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن القوات النظامية تمكنت من استعادة هذا الحقل، “بعد معارك عنيفة اندلعت صباحاً واستمرت طيلة النهار”، مشيراً إلى أنّ القوات النظامية “استعادت كل أجزاء الحقل ومنشآته والتلال المحيطة به”.
وكان “داعش” سيطر على الحقل في 17 تموز (يوليو) الحالي، في معركة قُتل فيها أربعون مقاتلاً من التنظيم، وأكثر من 270 من عناصر القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني الموالي له.
هدنة برائحة الدم
غزة – فتحي صبّاح
الموت في كل مكان. اشلاء متناثرة ورائحة دماء تفوح من بين ركام مئات المنازل، وروائح كريهة تنبعث من كل شارع وزقاق في حيّي الشجاعية والتفاح، شرق مدينة غزة، حيث هرع عدد كبير من الفلسطينيين الى انتشال جثث شهدائهم والتزوّد بالغذاء مع بدء سريان هدنة انسانية لمدة 12 ساعة.
وبدا الشحوب والذهول على وجوه المواطنين وهم يتفقدون ما تبقى من منازلهم في الحيّين. ومع قيام المسعفين بانتشال الشهداء من تحت انقاض منزل مدمر في الحي تتعالى صرخات اطفال ونساء مفجوعين.
وعلى طول جانبي شارع بغداد الذي يشق الشجاعية، اكبر احياء قطاع غزة الذي يسكنه اكثر من 130 الف مواطن، بدت المباني والبيوت مدمرة، وكأن زلرالاً بقوة سبعة درجات على مقياس ريختر ضربها، فهرس مئات المباني هرساً، ومسح اخرى عن وجه الأرض، واحترقت أوراق أشجار الزيتون، وغطى الأرض رماد البارود القاتل.
المنازل المدمرة سدت شارعاً صغيراً. بدا عددها قليلاً، لكن مروان البنا (42 سنة)، قال لـ «الحياة» وهو يجلس أمام ورشتة وسيارته المدمرة مع زوجته المنقبة إنه «أكثر من عشرين منزلاً».
الموت في كل مكان. أبقار وخراف وحمير نافقة ومنتفخة ملقاة على الطرقات، وعائلات ملهوفة تبحث عن أبنائها الذين فقدت آثارهم منذ تلك الليلة.
سار عشرات الآلاف من سكان حيّي الشجاعية والتفاح على الأقدام كيلومترات عدة وصولاً الى المنطقة، يحدو كل واحد فيهم الأمل بأن يجد بيته لا يزال قائماً.
وفُجع الآلاف عندما دخلوا الحيّين ليجدوا جثامين أحبتهم تحت ركام منازلهم، التي أصبحت أثراً بعد عين، فصرخت النسوة وبكى الرجال والأطفال بمرارة.
وأينما سرت في الحيّين تجد جنازة شهيد، فيما اقتصرت الجنازات الحزينة على مشاركة العائلة فقط وبعض الجيران، بينما لم يلتفت كثير من المنكوبين حتى لمعرفة من يكون الشهيد، وهو يدرك تماماً أن الصراخ والعويل الذي يسمعه يعني أن جنازة تمر من المكان.
سائد أبو العطا (23 سنة)، الذي فرّ مع 110 من أقاربه الى منزل عمه الأستاذ الجامعي ناصر أبو العطا القريب من شاطئ المدينة، قال لـ «الحياة»: «كالجحيم» كانت ليلة السبت الأحد التاسع عشر والعشرين من الشهر الجاري»، وأضاف: «وجدنا جثث عشرة من أقاربي تحت الأنقاض» في الشجاعية. وتابع: «القصف كان شديداً جداً، والشظايا كانت تتساقط في كل مكان. لو أخرجت يدي من النافذة لقطعتها شظية طائشة».
وفي حي التفاح كان عدد من المواطنين يبحثون تحت الأنقاض عن أي شيء، حتى ولو قطعة قماش، فيما انشغل أشقاء في اخراج غسالة وثلاجة ووضعوها مع أغراض اخرى على دراجة نارية مزودة بصندوق معدني «توك توك»، لحملها الى حيث تقيم عائلته في أحد مراكز الإيواء التي لجأ اليها نحو 250 الفاً، أكثر من 70 في المئة منهم في مدينة غزة.
سكتت أصوات المدافع، وتوقف دوي القذائف، واختفى هدير محركات طائرات «اف 16» الأميركية الصنع، ولو الى حين، لكن عشرات طائرات الاستطلاع من دون طيار (زنانة) ظلت تطن في الرؤوس كخلية نحل هائج، خلال «تهدئة انسانية» مدتها 12 ساعة سرت في قطاع غزة أمس.
إلا ان الخسائر في الأرواح والممتلكات أكبر من ان تحصى. وتختصر شفا شمالي (60 سنة)، التي خسرت منزلها ومنزل اخوتها وأولادها، بالقول: «لقد دمروا المنطقة كلها. ما حصل اكبر من زلزال، انه ابادة للبشر والحجر لم أرَ مثله في حياتي».
مباحثات أميركية تركية قطرية لوقف إطلاق النار في غزة
باريس ــ منى السعيد
شهدت باريس لقاءً بين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ووزيري خارجية تركيا، أحمد داوود أوغلو، وقطر خالد بن محمد العطية، في مقر السفارة الأميركية، وتركز اللقاء حول سبل تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاء اللقاء الثلاثي على هامش الاجتماع الدولي في مقرّ الخارجية الفرنسية، للغاية نفسها.
وقال داوود أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيريه الأميركي والقطري، إن “الوضع في غزة يزداد سوءاً، وإننا نواصل بذل الجهود من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار، واللقاءات مستمرة”، موضحاً أنه “كاد يتم التوصل إلى صيغة تحقق وقف إطلاق النار لكن الجانب الإسرائيلي رفضها”.
بدوره، واصل كيري تبرير المواقف الإسرائيلية الرافضة لوقف العدوان، وقال: “أتفهم أنه لا يمكن لإسرائيل التوصل إلى وقف إطلاق نار دون حل مشكلة الأنفاق، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن أن يبقى الوضع على حاله”، مشيراً إلى أنه “على الفلسطينيين أن يبدأوا بالتنفس والتحرك بحرية عبر المعابر، وأن يتم إدخال المواد من الخارج، لأن هذه اعتبارات ضرورية”.
من جهته، قال وزير الخارجية القطري، خالد بن محمد العطية، إن “الوضع المأساوي في غزة يستحق أن يكون هناك حرية في التنقل وإدخال المواد”، مشدداً على أن “الفلسطينيين يستحقون أن يكون لهم ميناؤهم الخاص والتحرك، حتى ولو تمت الأمور تحت المراقبة الدولية”.
وجاء الاجتماع الثلاثي، على هامش الاجتماع الدولي الذي عقد في مقر الخارجية الفرنسية، وشارك فيه عدد من الدول الأوروبية ووزراء خارجية الولايات المتحدة وتركيا وقطر، إذ دعا المشاركون إلى تمديد الهدنة في القطاع.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس في مؤتمر صحفي مقتضب، “إننا نريد التوصل جميعنا والحصول بأسرع وقت ممكن على وقف إطلاق نار دائم، يتم التفاوض عليه ويستجيب بنفس الوقت لحاجات إسرائيل الأمنية وحاجات الفلسطينيين المتعلقة بالتنمية الاقتصادية وحرية التنقل في قطاع غزة”، مضيفاً “لقد قررنا، وأكدنا على ضرورة إشراك السلطة الفلسطينية بكل هذه الأهداف”.
غزة: الشهداء 1049… وإسرائيل تناور بالهدنات
غزة ــ ضياء خليل
تبدو عروض “الهُدنات الإنسانية” التي تسارع الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينيت” إلى إقرارها والموافقة عليها، محاولة لجرّ “هدنة” وراء “هدنة”، للالتفاف على مطالب المقاومة الفلسطينية التي تُصرّ عليها، منذ تحركت الجهود العربية والدولية لإنجاز تهدئة توقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتشترط المقاومة في غزة، في موقف جماعي تبنته السلطة الفلسطينية أيضاً في الأيام الماضية، بوقف إطلاق نار متبادل، مشروط بإنهاء حصار القطاع وفتح جميع المعابر، ووقف التدخل الإسرائيلي في الشأن الفلسطيني، وخاصة في ملف حكومة الوفاق الوطني.
ومع بداية اليوم العشرين للعدوان، ارتفعت حصيلة الشهداء في غزة، إلى 1049 شهيداً، إلى جانب أكثر من ستة آلاف جريح.
وكان “الكابينيت” الإسرائيلي قرّر الموافقة على طلب الأمم المتحدة بتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة 24 ساعة أخرى، وذلك حتى منتصف ليلة الأحد، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أن نشاطات الجيش ضد أنفاق غزة ستستمر.
وسارعت حركة “حماس” وفصائل أخرى إلى رفض التهدئة، ما لم تكن “هدنة إنسانية” حقيقية تسمح بعودة الفلسطينيين إلى منازلهم، وانتشال الشهداء المتبقين أسفل منازلهم المدمرة على رؤوسهم، وانسحاب جيش الاحتلال إلى ما وراء السلك الشائك.
وقال المتحدث باسم “حماس”، سامي أبو زهري، إن “أي تهدئة إنسانية لا تضمن انسحاب جنود الاحتلال من داخل حدود القطاع وتمكين المواطنين من العودة إلى منازلهم وإخلاء المصابين غير مقبولة”.
أما القيادي البارز في الحركة، نائب رئيس المجلس التشريعي، أحمد بحر، فأكّد في بيان مقتضب أن “على الاحتلال رفع الراية البيضاء وإعلان فشل الحرب على غزة بدلاً من الإعلانات المتكررة بوقف إطلاق النار لساعات”.
بدوره، أوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، أن “إعلان الاحتلال عن تمديده للهدنة مدة أربع ساعات وبعدها إلى 24 ساعة، هدفه الالتفاف على مطالب المقاومة ودماء شعبنا”، مشدداً على أنه: “لا هدنة ولا تهدئة بدون الاستجابة لمطالب المقاومة وعلى رأسها وقف العدوان وفك الحصار عن القطاع بشكلٍ كامل”.
ولفت مزهر في بيان، إلى أن “الاحتلال يحاول جرّ فصائل المقاومة الفلسطينية إلى مصيدة”، مطالباً الجميع بالإبقاء على أقصى درجات الحيطة والحذر “فقد عودّنا الاحتلال دائماً على الغدر وعلى اختراق أي هدنة وتهدئة وارتكاب المزيد من الجرائم”.
وأكد أن الاحتلال يستغل “هكذا خداع وألاعيب لتجميل صورته دولياً، في الوقت الذي يواصل فيه عملياته العدوانية على الأرض”.
من جهته، قال نائب الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي”، زياد نخالة، إن أي “اتفاق لوقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي لا يأخذ بعين الاعتبار إنهاء حصار غزة، غير مقبول”، مشيراً إلى أن “المقاومة في غزة التي تحمل مطالب الشعب الفلسطيني كله مستمرة في معركتها حتى إنهاء الحصار بشكل كامل”.
ومع رفض “حماس”، لتمديد التهدئة، أطلقت قوى المقاومة وابلاً من صواريخها على الأراضي المحتلة والمستوطنات المحاذية للقطاع. وقالت كتائب الشهيد “عز الدين القسام”، الذراع العسكرية لـ “حماس”، إنها “قصفت تل أبيب بصاروخ (أم 75) وناحل عوز بعدد من صواريخ 107 وقذاف الهاون”.
كما أعلنت “القسام”، قصف الحشود العسكرية شرقي حي الشجاعية بصواريخ 107، ودوت صافرات الإنذار في مناطق مختلفة من الكيان ليل السبت.
من جهتها، أعلنت “سرايا القدس”، الذراع العسكرية لـ”الجهاد الإسلامي”، تمكنها من قصف موقع كرم أبو سالم العسكري، برشقة من الصواريخ المتنوعة منها صواريخ 107 وصواريخ (سي 8 ك).
هل انتهى شهر العسل بين النظام السوري و”داعش”؟
إسطنبول ــ عبسي سميسم
لم تختلف المعركة التي سيطر خلالها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، على الفرقة 17 (أهم معاقل النظام السوري في محافظة الرقة)، عن سابقاتها من المواجهات التي جرت بين الطرفين، والتي اتسمت إما بحسم سريع لصالح التنظيم، يعقبه استيلاؤه على كميات كبيرة من الأسلحة التي تخلّفها قوات النظام، كما حصل بعد سيطرته على الفرقة 17 واستيلائه على مدرعات ومدافع وأسلحة خفيفة، وإما بعمليات كر وفر بين الجانبين، لفترة محدودة، ثم يعود كل فريق إلى النقطة التي انطلق منها.
استناداً لهذا السيناريو في المواجهات، مضافاً إليه، في كثير من الأحيان، دخول “داعش” على خط المواجهة ضد فصائل المعارضة المسلّحة، في الوقت الذي تكون فيه تلك الفصائل في حالة اشتباك مع قوات النظام، أو العكس، ذهب الكثير من سياسيي المعارضة، وخاصة أعضاء الائتلاف الوطني المعارض، إلى اعتبار المواجهات بين تنظيم “داعش” وقوات النظام على أنها “تمثيلية” بين الطرفين، معتبرين أن “داعش” ما هو إلا صنيعة للنظام وينسّق معه ويأتمر بأوامره، من أجل مساعدته على تسويق نفسه كمحارب للإرهاب.
فالأمين العام للائتلاف الوطني المعارض، نصر الحريري، وصف المواجهات في الرقة بين “داعش” وقوات النظام بأنها “انقلاب مؤقت على سياسة النفع المتبادل، المسيطرة على العلاقة بين الطرفين”.
فيما يرى مراقبون سياسيون أن الحديث عن تنسيق وارتباط بين النظام و”داعش” فيه الكثير من المغالاة. فـ”داعش”، الذي يختلف مع “جبهة النصرة” (الأقرب إليه أيديولوجياً)، ويخوض ضدها حرباً ضروساً، من المستبعد أن يتفق مع النظام، ومن السذاجة القول إنه صنيعة للنظام، فالتنظيم لديه مشروع يقوم على إقامة دولة ضمن مواصفات تتطابق مع أيديولوجيته التي بالنتيجة ستصطدم بكل مَن يخالفها، فيما الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وعد في خطاب القَسَم باستعادة الرقة، خسر أهم معاقله وعدداً كبيراً من جنوده فيها بعد نحو أسبوع من هذا الوعد.
ولكن ثمة تقاسم مصالح بين النظام و”داعش”، الأرجح أنه كان يتم دون تنسيق مسبق، وإنما تفرضه طبيعة الصراع في المنطقة. فالنظام، الذي يبحث عن شرعية دولية وأسباب بقاء، وجد في “داعش” التنظيم الأخطر الذي من الممكن أن يسوّق لنفسه دولياً على أنه يحاربه، بالإضافة إلى المصلحة المشتركة في ما يخص النفط، ومياه الفرات. فالتنظيم، الذي يسيطر على الآبار، لا يمتلك سوقاً للتصريف سوى النظام وليس لديه خيار للاستفادة من هذا النفط سوى بالإبقاء على موظفي النظام الذين يتقاضون رواتبهم منه ويعملون تحت حماية “داعش”، وكذلك الأمر بالنسبة للكهرباء التي ينتجها سد الفرات، إذ لا يزال موظفو المؤسسة العامة لسد الفرات يتبعون للنظام ويتقاضون رواتبهم منه وهم بحماية “داعش”.
ولا يزال الموقف الدولي متردداً تجاه اتخاذ إجراء بما يخص الوضع في المنطقة، رغم نجاح النظام في نقل الأولوية من رحيل الأسد إلى محاربة الإرهاب. ويبدو أن ثمة خيارين أمام الدول المتدخلة بالمنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة، هما: إما دعم نظامي بشار الأسد ورئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي، وإما دعم المعارضة المعتدلة في كل من سورية والعراق.
ولكن يبقى الخياران صعبان مع ميل لتطبيق الخيار الثاني، بسبب فقدان الثقة بنظام الأسد من قبل الولايات المتحدة. لذلك فمن المرجح أن تبقى الأمور، في الفترة الحالية، في حالة استنزاف لفريقين المطلوب التخلّص منهما. إذ من الممكن أن يحصل تحرك في فترة لاحقة قد تمتد لسنة أو أكثر، لدعم قوى يمكن أن تقاتل “داعش”.
وفي هذا الإطار، رأى المعارض السوري، وليد البني، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن “غض النظر من قبل النظام عن تمدّد “داعش”، وعدم قصف مواقعه في الرقة وجرابلس ومنبج، في الوقت الذي يستمر فيه النظام بإلقاء براميله القاتلة على أهالي حلب وريف دمشق، لم يكن نتيجة اتفاق بينهما أو تحالف، بل أراد النظام أن يقضي على أي قوة معارضة مدنية معتدلة، ليقول للمجتمع الدولي والعالم، أنا أو التطرف والإرهاب”.
ولفت البني إلى أن امتناع تنظيم “داعش” عن مهاجمة قوات النظام في المرحلة نفسها أيضاً، لم يكن نتيجة تحالف أو توافق بينهما، بل لأن له مصلحة أيضاً في القضاء على أي حراك مدني أو وطني معتدل متناقض تماماً مع قناعاته وأهدافه الظلامية، أي أنه تحالف المصلحة الذي انتهى بالقضاء على الحراك المدني والقوى الثورية الوطنية.
واعتبر البني أن “الهدف الذي ساعد على إتمام هذا المهمة، الائتلاف الوطني الذي بلغ من الهزالة والضعف والتشتّت حداً أفقد القوى المعتدلة حاضنتها الوطنية، لتبدأ معركة ستكون أكثر عنفاً وبشاعة بين جماعة الأسد المتحالفة مع قوى طائفية كحزب الله والميليشيات الطائفية العراقية والإيرانية من جهة، وجماعة “بالذبح جيناكم” التابعة للخليفة والأمير من جهة أخرى”.
سورية: معارك ضد “داعش” بكوباني… والنظام يستعيد حقل الشاعر
ريوان عثمان _ غازي عنتاب
تستمر الاشتباكات بين تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من جهة، و”وحدات حماية الشعب الكردية” (YPG) إضافة إلى “لواء ثوار الرقة” و”لواء جبهة الكرد” التابعين للجيش الحر من جهة أخرى، وذلك في الريف الغربي والشرقي لمدينة عين العرب (كوباني)، ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سورية.
وأكد الناشط الإعلامي، سامان كالو، في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” يقصف القرى الواقعة غربي مدينة عين العرب بقذائف “الهاون” ومدافع محلية الصنع. وأوضح أن “التنظيم يقصف كلاً من تعلك، دربازين، بوراز ودورات، من قرى جبّ الفرج، والشيوخ فوقاني”. ولم يحدد كالو حجم الخسائر الناجمة عن الاشتباكات.
بدوره، صرّح المتحدث الرسمي باسم “لواء جبهة الكرد”، أحمد حسو، لـ”العربي الجديد”، بأن قواته وبالتعاون مع وحدات حماية الشعب، استهدفت، يوم الجمعة، مقراً للتنظيم في قرية كطاش، غربي مدينة عين العرب، على أثر تجدد الاشتباكات بينهم في كل من جبهات: خراب عطو، جب الفرج، الجبنة، دربازين وتعلك. وأسفرت المعارك عن مقتل عدد من عناصر التنظيم، وتدمير آلية عسكرية، مؤكداً أن “داعش يواصل قصفه لقرى شرقي وغربي المدينة”.
وكانت “وحدات حماية الشعب” قد “أعادت السيطرة، فجر يوم الأربعاء الماضي، على قرية جل أوغلي (25 كيلومتراً غربي مدينة عين العرب)، بعد اشتباكات مع “داعش”، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من التنظيم، حسب ما أكد حسو.
في هذه الأثناء، أكد مركز إعلام وحدات “حماية الشعب” على صفحته الإلكترونية الرسمية، وقوع اشتباكات بين الوحدات و”داعش”، يوم الجمعة، أثناء محاولة الأخير التوغل أكثر في مدينة الحسكة. وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل ثلاثة عناصر من الوحدات، بحسب المركز.
كذلك شهد الريف الجنوبي لمدينة قامشلي (قامشلو)، أقصى شمال شرق سورية، مواجهات بين الطرفين في قرى العامرية، وتل حمدي. وحسبما أشار الناشط خليل حمكي، لـ”العربي الجديد”، فإن “وحدات حماية الشعب” قامت بتمشيط قرية تل حمدي بعد وصول أنباء عن تمركز لعناصر “داعش” فيها، مشيراً إلى أن العملية أسفرت عن وقوع عدد من القتلى في صفوف الوحدات.
في غضون ذلك، استعادت قوات النظام السوري، مساء السبت، السيطرة على حقل الشاعر الغازي في محافظة حمص، وسط سورية، من تنظيم “الدولة الاسلامية”، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”. وتأتي هذه التطورات في إطار المواجهة العنيفة المستجدة بين قوات النظام و”داعش”.
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان مساء السبت، “أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات (الدفاع الشعبية) أحكمت سيطرتها الكاملة على جبل الشاعر وحقول الغاز في ريف حمص الشرقي بعد عملية نوعية دقيقة قضت من خلالها على أعداد كبيرة من إرهابيي ما يسمى تنظيم (الدولة الإسلامية)”.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان”، رامي عبد الرحمن، لوكالة “فرانس برس”، إن “القوات النظامية تمكنت من استعادة حقل الشاعر الغازي من (الدولة الإسلامية) بعد معارك عنيفة اندلعت صباحاً واستمرت طيلة النهار”.
واشار الى أن القوات النظامية “استعادت كل أجزاء الحقل ومنشآته والتلال المحيطة به”. وكان تنظيم “داعش” قد سيطر على الحقل في 17 يوليو/ تموز الجاري، في معركة دامية قتل فيها 40 من مقاتليه وأكثر من 270 من عناصر القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني الموالي له وحراس الحقل والعاملين فيه، بحسب المرصد. وجرى ذبح غالبية هؤلاء والتنكيل بجثثهم. بينما أعلن تنظيم “الدولة الاسلامية” أنه قتل 300 عنصر من قوات النظام في الحقل.
دير الزور تتأهّب للموقعة الأولى بين النظام السوري و”داعش”
دير الزور ــ غيث الأحمد
عزّز النظام السوري مواقعه العسكرية عند مداخل أحياء مدينة دير الزور، التي لا تزال تحت سيطرته، بالجنود والذخيرة خلال اليومين الماضيين، خوفاً من أي هجوم ينفذه تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، الذي يحاول السيطرة على كامل المنطقة.
وأفاد ناشطون عن تحركات كبيرة يجريها النظام على الحواجز، التي نصبها داخل المدينة وعلى أطرافها، وشوهد، أمس الثلاثاء، خروج ثلاث سيارات محمّلة بالذخيرة وناقلات جند من مستودعات الذخيرة في منطقة عياش، والتي تُعتبر أكبر مستودعات الذخيرة للنظام في المنطقة الشرقية، والثالثة في سورية، وتوجهت جميعها إلى جبهات القتال، في اتجاه مطار دير الزور العسكري.
ونقل النظام عناصر الجيش والميليشيات التي تقاتل إلى جانبه، من حاجزي دوار الكرة الأرضية، وحاجز ضاحية الجورة، إلى جبهات القتال المباشرة، وتم تعويض الحاجزين بعناصر من الشرطة وحفظ النظام، كما نصب حاجزاً جديداً وسط شارع السجن، وهو أحد الشوارع الرئيسية المؤدي إلى فرع أمن الدولة.
وأشار أحد قادة “كتائب الجيش الحرّ”، الذين خرجوا من دير الزور، بعد دخول “داعش” إليها، المكنّى بأبو عمار، لـ”العربي الجديد”، الى أنه “جاء اليوم الذي يقوم به الوحش بالانقضاض على مَن ترعرع في كنفه”. وأضاف أن “النظام لم يتوقع أن يغدو الوحش بهذه القوة، ويفلت من بين يديه ويهدد مناطقه”.
ولفت إلى أن “خطة داعش مدروسة بعناية، إذ إنه عاد إلى النقطة عينها التي تركها قبل أشهر عدة، عند بدء الاشتباكات مع الجيش الحر؛ وهي مستودعات الذخيرة في عياش، والتي في حال تمّت السيطرة عليها، ستسقط باقي مقرات النظام تباعاً”.
وأوضح أبو عمار أن “داعش سيعمل على السيطرة على كامل دير الزور، لما لها من أهمية استراتيجية وموارد نفطية وغذائية ومائية، وستشهد المدينة أول المواجهات المباشرة بين داعش وقوات النظام”. ولفت الى أن “الشعب السوري لفظ الطرفين، وهو يسعى إلى الحرية والكرامة، ولن يقبل باستمرارهما على الإطلاق”.
وأعلن “داعش”، أمس الثلاثاء، عن مقتل 28 جندياً للنظام، بالقرب من منطقة عياش، والاستيلاء على عدد من الآليات. وأظهرت صور بثتها مواقع للتنظيم وجود عناصره بالقرب من مبنى الإذاعة، الواقع على جبل الحجيف الملاصق لمستودعات الذخيرة في عياش، والذي يعتبر المدخل الشمالي لدير الزور.
وكان النظام قد فقد، خلال العامين الماضيين، السيطرة على ثلثي المدينة لصالح المعارضة السورية المسلّحة، بالإضافة إلى كامل ريف المحافظة، وتمركزت قواته في أربعة أحياء من المدينة فقط، وهي أحياء الجورة، والقصور، وغازي عياش، في الجزء الشمالي من المدينة، والتي تحوي على المجمع الأمني (فرع أمن الدولة، وفرع الأمن الجوي، وفرع الأمن العسكري)، وحي هرابش، في جزئها الجنوبي، بالإضافة إلى مطار دير الزور العسكري الملاصق لهرابش، والذي يقع على مساحة واسعة ويمتاز بطبيعة جبلية صعبة.
“داعش”.. تنظيم مالي يمنع الفساد
رامي سويد
بسط تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” مؤخرا سيطرته على مناطق واسعة شرق سوريا بعد تمكنه من القضاء على جميع التنظيمات السلفية الجهادية الاخرى التي كانت تنازعه النفوذ في محافظتي الحسكة ودير الزور، كان على رأس هذه التنظيمات جبهة النصرة، التي كانت تضع يدها على أكبر ثلاثة أبار نفط في سوريا وهي بئر عمر، بئر الملح، بئر التنك، وهي جميعها موجودة في محافظة دير الزور.
تغلب التنظيم على منافسيه من المجموعات السلفية الجهادية الاخرى في سوريا، جاء بعد سيطرته على مناطق واسعة في العراق، وبالتالي حصوله على موارد مالية كبيرة من خلال سيطرته على مؤسسات استراتيجية عراقية، كبنك الموصل الذي سلب منه التنظيم حوالي نصف مليار دولار كانت في خزائنه.
يحظى التنظيم أيضاً بموارد مالية ضخمة في المناطق السورية التي بسط عليها سيطرته في الأشهر الأخيرة، فهو يحصّل من مشتركي شبكات الكهرباء والماء والاتصالات الأرضية في محافظة الرقة وأرياف حلب الشرقية، رسوماً شهرية ثابتة بغض النظر عن وصول الخدمات أو عدمها، كما أنه يحصّل من مستأجري أملاك الدولة الإيجارات الشهرية التي كان يدفعها المستأجرون من السكان لمؤسسات الدولة المالكة لهذه العقارات، بالإضافة إلى سيطرته على جميع الأراضي الزراعية العائدة ملكيتها للنظام.
وضع التنظيم يده خلال صراعه مع مختلف فصائل الثوار على أملاك منتسبي الفصائل التي أعلنت الحرب عليه مع بداية العام الحالي، شملت هذه السيطرة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بالإضافة إلى كمية كبيرة من العقارات السكنية والتجارية في مدينة الرقة وريفها وريف حلب الشرقي ومدينة دير الزور وأريافها، وارياف مدينة الحسكة الشرقية والجنوبية.
الموارد المالية الكبيرة التي أصبح يتمتع بها التنظيم مكنته من بناء مؤسسات أمنية يحافظ من خلالها على سيطرة محكمة على المناطق التي بسط نفوذه عليها، كما مكنته من تطوير قدراته العسكرية التي اعتمد عليها في توسع مناطق سيطرته، كل ذلك بفضل الادارة المالية المركزية التي أقامها التنظيم، والتي جعلت كل هذه الموارد المالية الضخمة التي يحوزها تصب في ما يسميه التنظيم بـ”بيت مال المسلمين”.
وكان القيادي في تنظيم “داعش” عمرو العبسي، المعروف باسم أبو الأثير الشامي، قد وضع النظام المالي للتنظيم بعد أن اقترح على قائد التنظيم أبو بكر البغدادي، تطبيق نظام مالي متكامل يتمكن التنظيم من خلاله من حفظ المكاسب المالية التي يحصل عليها من الضياع الذي أصاب الموارد المالية للتنظيمات السلفية الاخرى المنافسة لتنظيم داعش.
ويقول أبو صفية السوري، أحد المنشقين عن التنظيم لـ”المدن” عن كيفية إقرار الإدارة المالية للتنظيم، أن أبو الأثير الذي كان والياً لحلب في صيف العام الماضي أرسل كتاباً مطولاً لأبو بكر البغدادي، أرفقه ببحث بعنوان “فتنة الغنائم”، شرح فيه مدى الترهل الذي أصاب التنظيمات العاملة في سوريا بسبب عدم وجود نظام مالي يضمن حفظ أموال وغنائم هذه التنظيمات، فجبهة النصرة وحركة أحرار الشام ومختلف كتائب الجيش الحر كانت تفتقد إلى آلية تنظيم للأموال والأملاك التي كانت تبسط سيطرتها عليها، حيث كانت هذه التنظيمات تقوم بتقسيم الأموال على قادة الكتائب المشاركة في العمل العسكري الذي أدى لاكتساب هذه الأموال، بدون أن يكون لديها نظام لتجميعها وتسخيرها لخدمة المصلحة العامة لهذه التنظيمات.
وبحسب أبو صفية، اقترح أبو الأثير في كتابه أن يقوم أبو بكر البغدادي بإقرار نظام مالي يقوم على وضع جميع الأموال التي يكتسبها التنظيم في انتصاراته العسكرية في صندوق واحد، يعود الاشراف المباشر عليه لأمير التنظيم، من دون أن يقوم التنظيم بتوزيع أي حصص من الغنائم التي يكتسبها على العناصر المشاركين في العمليات العسكرية، في المقابل أقترح أبو الأثير أن يُوضع نظام رواتب متكامل يضمن للعناصر الكفاية المادية، بالإضافة لوضع نظام عقوبات تطبق على العناصر الذين يقومون بالتعدي على الأموال التي يغتنمها التنظيم.
ويتضمن النظام المالي الذي أقترحه أبو الأثير أيضاً، تأسيس ما أُطلق عليه في ما بعد اسم “ديوان الغنائم”، الذي تسجل فيه جميع الاموال التي يحوز عليها التنظيم بعد انتصاراته العسكرية، بحيث تبقى هذه الاموال مسجلة ليتم تحويلها في ما بعد إلى “بيت مال المسلمين”، الذي يشكل المالية العامة للتنظيم.
حظيت خطة أبو الأثير بإعجاب ابو بكر البغدادي القائد العام للتنظيم، فأخذ بها بحذافيرها، وعمّم على الأمراء المحليين في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم تعليماته القاضية بتطبيق هذه الخطة، التي مكنته من خلال سيطرته على جميع أموال الكتائب التابعة للتنظيم وأسلحتها من ضمان ولاء جميع هذه الكتائب.
في المقابل أقر التنظيم نظاماً للرواتب والمكافآت لعناصره، حيث يتقاضى العنصر المقاتل راتباً يتراوح بين 300 و500 دولار أميركي كراتب شهري، مع حصوله على مكافآت في حال مشاركته في عملية عسكرية كبيرة انتهت بإحراز التنظيم تقدماً مهماً.
وتطبيقاً لخطة أبو الأثير كذلك، وضعت قيادة التنظيم نظاماً للعقوبات على العناصر الذين يتعدون على أموال التنظيم أو يجاوزون الصلاحيات الممنوحة لهم بالمداهمة والمصادرة حين يقومون بأخذ أموال أعداء التنظيم وحيازتها لملكهم الخاص. أطلق التنظيم على هذه الافعال اسم “الاحتطاب”، ويعاقب مرتكبها من عناصره باتباع دورات شرعية في سجون التنظيم، قد تصل في حال التكرار إلى الإعدام.
هذا النظام المالي الذي طبقه “داعش” مكنه من التفوق على الحركات السلفية الجهادية الاخرى المنافسة له، ذلك من خلال تسخير جميع الموارد المالية لخدمة المصلحة العليا لتنظيم “داعش”، على عكس حالة الترهل والفساد التي قضت على فرص التنظيمات السلفية الجهادية الاخرى في بناء منظومة مركزية موحدة، تضمن لهم حيازة إمكانات مادية موازية للإمكانات التي تمتع بها “داعش”.
قوات المعارضة تسيطر على “رحبة خطاب” في حماة
محمد صافي
أعلنت كتائب المعارضة السورية، في 25 تموز/يوليو، عن بدء معركة جديدة في ريف حماة الشمالي والغربي، تحت مسمى “غزوة بدر الشام الكبرى”، حيث تمكنت من السيطرة على مستودعات “رحبة خطاب” العسكرية بعد ساعات من بدء المعركة. وقد أوضح بيان إعلان “غزوة بدر الشام الكبرى”، أن المنطقة الممتدة من رحبة خطاب إلى مطار حماة العسكري، هي منطقة عسكرية، وستُستهدف جميع نقاط ومراكز النظام فيها. وتشارك أكبر فصائل المعارضة في المنطقة، في المعركة، مثل جبهة حق وجبهة ثوار سراقب وجند الأقصى وتجمع أجناد الشام، والجبهة الإسلامية ممثلة بلواء الإيمان، ولواء الخطاب ولواء المهاجرين والأنصار.
وبدأت المعركة، بهجوم عنيف بالدبابات والمدافع الثقيلة على مستودعات رحبة خطاب، فتمّ تدمير مستودعين كان جنود النظام يتحصنون بداخلهما. وتمكنت قوات المعارضة من الوصول لباقي المستودعات بعد ساعتين من القصف، لتنقل دائرة الاشتباكات، إلى مركز الرحبة، الذي يضم القيادة ومساكن الضباط والجنود. وسيطرت المعارضة على قسم كبير منها، ليبقى الباب الرئيسي للرحبة “مركز القيادة”. وقد فرض مقاتلو المعارضة حصارهم عليه، حتى يتم تمشيط المستودعات وإخلاء الغنائم.
وبالتزامن مع اشتباكات رحبة خطاب، لم يتوقف مقاتلو المعارضة، عن قصف مطار حماة العسكري بصواريخ الغراد. وقد بلغ عدد الصواريخ التي استهدفت المطار الجمعة، أكثر من 60 صاروخاً. الأمر الذي ساهم في تحييد تأثير المطار على سير المعركة، وقد أكد
المرصد 80، في ريف حماة الشمالي، إصابة طائرتين مروحيتين داخل المطار. وقد أحدثت إصابة أحداها انفجارات ضخمة، لأنها تحمل براميل متفجرة. فيما أفاد “المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة” عن وصول جثث 7 قتلى وأربعة عشر جريحاً، من جنود النظام، إلى مشفى حماة الوطني، من المطار.
الفصائل المشاركة في المعركة، تبنت قتل خمسة وعشرين جندياً من قوات النظام والدفاع الوطني، داخل مستودعات الرحبة. كما فجرت ثلاث دبابات من طراز T72، وأغتنمت ثلاثاً آخرى، إضافةً لإغتنامها مستودعين من الذخائر والمدافع والرشاشات الثقيلة. وفور سيطرة قوات المعارضة على الرحبة، بدأت شبكات وصفحات النظام على مواقع التواصل الاجتماعي، توجيه التهم والانتقادات لرئيس اللجنة الأمنية للنظام في حماة العميد أحمد خلوف. كما ونشرت مجموعة من النداءات للعقيد سهيل الحسن، أو كما يطلقون عليه “النمر”، للعودة إلى حماة، وإيقاف تقدم “الإرهابين” بحسب وصفهم.
مقاتلو المعارضة تابعوا في اليوم الثاني حصارهم لمركز قيادة الرحبة، وقصفوه بشكل مكثف بقذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع، حتى تمكنوا من السيطرة عليه. كما تصدوا للرتل المتقدم من مطار حماة العسكري، إلى البوابة الرئيسية للرحبة، ودمروا سيارتين تحملان رشاشات “دوشكا”.
القائد العسكري لـ”تجمع أجناد الشام” العقيد أبو قتيبة، قال لـ”المدن” إن التنسيق بين الفصائل العاملة في رحبة خطاب، كان سبب نجاحهم. ودعا بقية الفصائل الموجودة في المنطقة، إلى رفع درجة التنسيق بينها، كطريق وحيد لكسر جيش النظام في المنطقة، بحسب ما يقول.
تعد رحبة خطاب، من أهم النقاط العسكرية لقوات النظام في ريف حماة الغربي. وتعتبر السيطرة عليها من قبل قوات المعارضة، مرحلة متقدمة، تؤهلها لمواجهة مطار حماة العسكري، وتسهل من عملية حصاره واقتحام جميع معسكراته. كما أن الرحبة، لا تبعد عن مدينة حماة سوى 9 كيلومترات. وقد سبق لقوات المعارضة السيطرة على مستودعات الرحبة، قبل شهرين، ضمن معركة “فتح من الله”، وحينها تمكنت من دخول المستودعات لساعات، واضطرت للانسحاب بعد اشتداد القصف عليها، وقدوم أرتال التعزيزات لقوات الدفاع الوطني .
مدينة السلمية على خطى عدرا العمالية؟
صبر درويش
بالقرب من مدينة السلمية، شرق حماة وسط البلاد، تجري معارك ضارية بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وقوات النظام السوري. يأتي ذلك بعد أن تمكنت “داعش” من السيطرة على حقل غاز “شاعر” قبل أيام. واقتراب داعش من تخوم السلمية المجاورة، وهو ما تسبب في خلق مناخ من الخوف لدى سكان المدينة.
أغلب سكان السلمية هم من الطائفة الإسماعيلية؛ وهي واحدة من أصغر الأقليات الطائفية في سوريا، ولا تتجاوز نسبتها الواحد بالمائة من عدد السكان، الذين تمكنوا من إخراج تظاهات حاشدة ضد الأسد في عام الثورة الأول. وهي تتمدد بالقرب من طريق الرقة الدولي، وتعتبر معبراً أساسياً للقوافل بين جنوب البلاد وشمالها، وهو ما يعطيها أهميتها الاستراتيجية.
وبحسب المركز الإعلامي في مدينة السلمية، فإن الاشتباكات استمرت نحو 4 أيام في حقل شاعر، وذلك في ظل قصف مدفعي وغارات للطيران الحربي على المنطقة. كما وردت أنباء تفيد بتقدم عناصر داعش باتجاه منطقة حجار “معمل ليد”، وتواجدها بالقرب من قرية عقارب شمال شرق السلمية. كما أكدت مصادر عديدة حشد الطرفين لقوات إضافية؛ حيث استقدمت قوات النظام تعزيزات من مدرعات وآليات ثقيلة تمركزت بالقرب من منطقة حجار ومنطقة التيفور، كما قدمت قوات إضافية تابعة لداعش. ترافق ذلك مع قيام الطيران الحربي بشن أكثر من 15 غارة، على القرى الشرقية من السلمية، والتي تسيطر عليها داعش، كقرية عقيربات، وقرية حمادة عمر. وسجل سقوط العديد من القتلى والجرحى.
من جهة ثانية، قام النظام برفع الحواجز العسكرية التي كانت موجودة على أطراف المدينة. وذلك بدل أن يقوم بإزالة الحواجز الإسمنتية المتواجدة في شوارع المدينة الرئيسية، لما تسببه من أزمة سير وإزعاج للسكان. يقول أحد الناشطين في المدينة لـ”المدن”: “قام النظام بسحب بعض حواجزه في أطراف المدينة، والعديد من السكان يشعرون بالقلق إزاء هذه الخطوة، التي تجعل المدينة من دون حماية من قوات داعش”.
مقاتلو “الدولة الإسلامية”، تواجدوا في الأشهر السابقة في جبال البلعاس شرق السلمية. وبعدها تمددوا للسيطرة على القرى القريبة شمال شرقي المدينة. وذلك في وقت تراجع فيه وجود مقاتلي الكتائب التابعة للجيش الحر في المنطقة. كما عمد مقاتلو داعش أثناء سيطرتهم على هذه القرى، على منع سكانها من الوصول إلى السلمية. شمل ذلك أيضاً منع نقل منتجات حيوانية وزراعية لبيعها في أسواق المدينة. وهو الأمر الذي دفع الأهالي إلى التخوف من تهديدهم بلقمة عيشهم، وحتى من امكانية استخدامهم كدروع بشرية من قبل التنظيم.
ويسود الآن في مدينة السلمية جو من القلق والتخوف من لعبة يقوم بها النظام، فيسلم المدينة لمقاتلي داعش كما فعل سابقاً في مناطق سورية أخرى، كعدرا العمالية في دمشق وغيرها، وذلك لما يخدم خطابه الإعلامي في حماية الأقليات ومواجهة الإرهاب.
ففي مدينة عدرا العمالية بريف دمشق، وبعد اقتحام قوات زهران علوش وجبهة النصرة للمدينة، تعرض عدد من الاهالي القاطنين في المدينة، وغالبيتهم من مدينة السلمية، للاعتقال وذلك بحجة مبادلتهم بمعتقلين لدى نظام الأسد، وهو ما أثار الكثير من الاستياء لدى سكان السلمية، الذين باتوا يتلمسون طائفية بغيضة تلوح بالأفق، يقول الناشطون إنها لا تخدم في نهاية الأمر سوى نظام الأسد، وادعائه في حماية الأقليات.
ومن المعلوم أن تنظيم داعش كثف تواجده في شمال البلاد وشرقها، واليوم بعد سيطرته على الفرقة 17 في مدينة الرقة، والذي سبقته السيطرة على حقل غاز “شاعر”، تتوسع دائرة سيطرة التنظيم على أراضٍ سورية جديدة، ومع اقترابه من تخوم مدينة السلمية تسود تساؤلات لدى قطاعات واسعة حول مصير الأهالي في حال انسحبت قوات النظام من محيط المدينة وتم تسليمها لتنظيم داعش، ولاسيما أنه لم يحرك ساكناً لاستغاثات جنوده في الفرقة 17 بالرقة.
تعثر هدنة غزة.. والسلطة غاضبة من كيري
رام الله: كفاح زبون
عبرت السلطة الفلسطينية، أمس، عن «استيائها» من خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما تبعها من عقد مؤتمر باريس الذي جرى على قاعدة هذه المبادرة، ولم تدع له السلطة ولا مصر. وكشفت مصادر فلسطينية عن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر عن هذا الاستياء خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وسأله: «لماذا تتصل بي؟»، بينما هاجمت حركة فتح، التي يتزعمها عباس، تصدر تركيا وقطر المشهد في فرنسا.
وبدا غضب فتح كبيرا من خلال تصريح مقتضب صدر عن المكتب الإعلامي لمفوضية الحركة، جاء فيه: «لا أحد يمثل الشعب الفلسطيني في أي محفل إلا أوجاع ودم الشعب الفلسطيني النازف. من يريد أن تمثله قطر أو تركيا فعليه الرحيل والعيش هناك، نحن ممثلنا الشرعي والوحيد فقط منظمة التحرير الفلسطينية».
وحسب الطرف الفلسطيني، فإن كيري وافق على خطة عباس التي أعلنها الأسبوع الماضي والتي تتضمن وقفا لإطلاق النار مدة خمسة أيام تتضمنها مفاوضات للتهدئة، مع توفير ضمانات أميركية – عربية لرفع الحصار عن قطاع غزة. إلا أن كيري أعلن بعد يومين عن مبادرة خاصة، على خلفية اتصالات مكثفة مع قطر وتركيا، تضمنت وقف القتال سبعة أيام. وقالت حماس إنها تدرس المبادرة ورفضتها إسرائيل وطلبت تعديلات عليها.
واتهم مسؤول فلسطيني كيري بمحاولة تخريب المبادرة المصرية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كيري حاول عبر إطلاق خطته الأخيرة تخريب المبادرة المصرية والملاحظات الفلسطينية عليها (خطة عباس).. هذه المبادرة هي بديل لمبادرتنا». وتابع: «كل ما في الموضوع أن كيري أراد خلق إطار بديل للمبادرة المصرية ولفهمنا حولها، بما يرضي الدور القطري والتركي». وتابع: «كيري خرج بمبادرته بعدما كنا قريبين جدا من اتفاق شامل يضمن رفع الحصار عن غزة ويحقق كل مطالب الفلسطينيين». ومضى يقول: «لو كان الموضوع رفع الحصار وإلغاء المناطق العازلة وفتح المعابر ومنطقة الصيد البحري، فلقد حصلنا على كل ذلك منذ يوم الأربعاء. كان يفترض أن يعلن عن كل ذلك، لكن خرج (خالد) مشعل (رئيس المكتب السياسي لحماس) في مؤتمر صحافي وخرب المبادرة، ومن ثم خرج كيري بمبادرة جديدة».
وردا على سؤال لماذا يسعى كيري لتخريب المبادرة المصرية لإرضاء قطر وتركيا، قال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: «إنه يريد استغلال الحرب لإعادة تقوية نفوذ الإخوان المسلمين في المنطقة، فالأميركيون يعتقدون، وهو اعتقاد خائب، أن الإسلام السياسي المعتدل المتمثل بـ(الإخوان) ومن والاهم يمكن أن يحارب الإسلام المتطرف، وبالنسبة لهم فإن هذه الحرب فرصة لإعادة الاعتبار لهم (الإخوان) في المنطقة».
وتعقيبا على مؤتمر باريس، قال المسؤول الفلسطيني: «هذا المؤتمر يأتي على قاعدة مبادرة كيري.. قاعدة دعم (الإخوان) وتقويتهم، لم ندع له ولم تدع مصر ودعيت قطر ودعيت تركيا وهذا يفسر كل شيء».
وكشف عن أن «عباس يعد مبادرة كيري الآن بحكم المنتهية بعد أن رفضتها إسرائيل، وأنه غاضب جدا من التلاعب بالدم الفلسطيني ورهنه بالتجاذبات الإقليمية».
وفي حين التزم الرئيس الفلسطيني الصمت رسميا، لكن حديثه أمس عن «الدم الفلسطيني» أعطى إشارات واضحة إلى رفضه خطة كيري وما يجري في باريس. وقال عباس: «الهم الأول والأساسي هو وقف نزيف الدم الفلسطيني، بعيدا عن كل المحاولات الإقليمية، لأن الدم الفلسطيني هو الأغلى».
وبعد انتهاء مؤتمر باريس، اتصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالرئيس الفلسطيني وأطلعه على النتائج.
وقال مساعد للرئيس عباس، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «أبو مازن سأل فابيوس: هل وافقت إسرائيل على وقف النار؟ فقال له: لا. فسأله: هل وافقت حماس؟ فقال له: لا. فأحرجه بسؤال: وما المطلوب مني الآن؟». وتظهر مكالمة عباس مع فابيوس حجم الغضب وعدم الرضا من دور كيري وفرنسا.
وسألت «الشرق الأوسط» عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد المجدلاني، المقرب من عباس، عن موقف القيادة الفلسطينية من مؤتمر باريس عقب انتهاء الاجتماع اليومي للقيادة، فقال: «إن معالجة قضية العدوان على شعبنا الفلسطيني يجب أن تجري في المنطقة انطلاقا من المبادرة المصرية والملاحظات التفسيرية الفلسطينية عليها التي قدمت مكملة للمبادرة المصرية». وأضاف: «نحن لا نرى أي خيار آخر أو أي طرف آخر مؤهل لمعالجة الموضوع انطلاقا من فهمنا للأحداث، أن هذا الموضوع لا يحل إلا في المنطقة ولن يحل خارجها، إضافة إلى أننا نريد أن نبعد قضية فلسطين عن التجاذبات الإقليمية لأننا لسنا طرفا، والقضية الفلسطينية أكبر من أن تكون طرفا في صراعات إقليمية».
وفي مؤشر على غضب حركة فتح والسلطة الفلسطينية من مؤتمر باريس، كتب القيادي في فتح ووزير الزراعة السابق وليد عساف على صفحته على «فيسبوك»: «أول اجتماع دولي لبحث شأن فلسطيني بغياب فلسطين. دولة قطر الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني». وأضاف: «إنه مؤتمر أصدقاء إسرائيل في باريس». وتابع: «إسرائيل تحقق أول أهدافها من الحرب، استبعاد فلسطين، شكرا للمحور التركي – القطري».
ولم يتوقف الانتقاد للدور الأميركي – التركي – القطري فقط على المنطقة وفتح، بل أصدرت حركة الجهاد الإسلامي، شريك حماس في المواجهة ضد إسرائيل، بيانا حذرت فيه من «الالتفاف على الدم الفلسطيني».
وقال زياد النخالة، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، في تصريح تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «إننا نتعامل بحذر مع المبادرات التي يجري الحديث عنها لوقف إطلاق النار، ونحذر من الالتفاف على تضحيات ودماء الشعب الفلسطيني». وعبر عن خشيته من تحول معاناة غزة والعدوان عليها إلى ورقة في لعبة التجاذبات الإقليمية والدولية.
كذلك، لم تتشجع إسرائيل للمؤتمر الفرنسي، كما رفضت خطة كيري، وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يستبعدون أن تحدث محادثات باريس اختراقا في مفاوضات وقف إطلاق النار. وأوضح أحدهم: «الأحداث التي ستؤثر على وقف إطلاق النار ستأتي من غزة، وليس من باريس».
وكان المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل رفض مقترح وزير الخارجية الأميركي. وأوضح مسؤول إسرائيلي أمس أن «المجلس الوزاري يعتقد أن مقترح كيري يميل إلى مواقف حماس وتركيا وقطر، في حين تفضل إسرائيل المقترح المصري». وقال دبلوماسي أجنبي لموقع «والا» الإسرائيلي: «إسرائيل ومصر ليستا راضيتين عما يحدث في باريس – الولايات المتحدة تفضل تركيا وقطر. ولن يحقق هذا تقدما».
وتجري تركيا – كما يبدو – مفاوضات أخرى مع إسرائيل، وقالت مصادر إسرائيلية إن تركيا تدير مفاوضات جدية ومباشرة بين إسرائيل وحماس من أجل التوصل لوقف إطلاق النار.
وبحسب المصادر، فإن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يدير هذه المفاوضات مع أحد مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي.
«داعش» تسيطر على مقر «الفرقة 17» بالرقة وتكبد النظام أكثر من 115 جنديا خلال يومين
«النصرة» تبث فيديو لانتحاري أميركي.. و«المرصد» يؤكد إسقاط مروحية بحلب
بيروت: ليال أبو رحال
ارتفعت حصيلة خسائر النظام السوري إلى أكثر من 115 جنديا نظاميا قتلوا خلال اليومين الأخيرين على يد «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا، حيث قضى 85 منهم على الأقل في محافظة الرقة، مع سيطرة مقاتلي «الدولة» على مقر الفرقة 17 الاستراتيجي بالكامل، وذلك في إطار هجوم متزامن هو الأول من نوعه، بدأته الدولة يوم الخميس الماضي، على ثلاث جبهات في الرقة وريفي حلب والحسكة لطرد النظام من آخر معاقله في مناطق نفوذها.
وفي حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ثلاثين جنديا نظاميا، بكمين نصبه مقاتلو «الدولة» في ريف حلب ليل الجمعة – السبت، أحصى مقتل 85 جنديا خلال يومين في محافظة الرقة، حيث انسحب أول من أمس عناصر القوات النظامية من مقر الفرقة 17، وهي عبارة عن قاعدة عسكرية كبيرة، بشكل كامل. وبث مؤيدون لتنظيم الدولة الإسلامية على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة فيديو من داخل الفرقة، في وقت ذكر فيه المرصد أن «مقاتلي التنظيم المتطرف لم يتمركزوا داخل المقر خشية إقدام النظام على شن غارات جوية عليه».
وبذلك، تكون القوات النظامية خسرت واحدا من ثلاثة مواقع كانت تحتفظ بسيطرتها عليها في محافظة الرقة، الواقعة بكاملها تحت سيطرة «الدولة الإسلامية»، وتعد بمثابة معقلها الأساسي، ولا تزال بالتالي تحتفظ بموقعين اثنين هما مقر اللواء 93، والمطار العسكري في مدينة الطبقة في غرب المحافظة.
وقالت مصادر قيادية في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن سيطرة «الدولة» على مقر الفرقة 17 الاستراتيجي في الرقة «يأتي بعد حصاره لأكثر من عام ونصف من قبل مقاتلي (الجيش الحر) الذين لم يتمكنوا طوال الأشهر الماضية من التقدم أكثر بسبب النقص في الذخيرة والسلاح الذي يخوله الحسم لصالحه». وأوضحت أن «مقاتلي تنظيم داعش وبعد سيطرتهم على كامل محافظة الرقة وإقصائهم خصومهم تدريجيا، واستفادتهم من حصار الجيش الحر لمقر الفرقة، تمكنوا خلال يومين فقط من السيطرة الكاملة عليه».
وكان مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أفاد بأن تنظيم الدولة الإسلامية أسر أكثر من 50 جنديا بعد أن نصب كمينا لهم خلال انسحابهم من الفرقة 17 أول من أمس، وقتل 19 جنديا في تفجيرين انتحاريين وقعا عند بدء الهجوم، ولقي 16 آخرون حتفهم في المعارك التي بدأت الخميس الماضي.
وفي حين لا يزال مصير مائتي جندي نظامي مجهولا، أشار المرصد إلى أنه جرى «قطع رؤوس العشرات من جنود وضباط النظام وعرضت جثثهم على أرصفة الشوارع في مدينة الرقة».
وكان الطيران المروحي ألقى عدة براميل متفجرة على مناطق في حي المرجة وأوتوستراد مطار حلب الدولي، بموازاة اشتباكات عنيفة بين «الدولة» ومقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» عند قرى خراب عطو وجب الفرج والجبنة ودربازن وتعلك، في الريف الغربي لمدينة عين العرب الكردية «كوباني» وسط قصف مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي مقرات «الدولة» في قريتي خراب عطو وجب الفرج.
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري إسقاط مقاتلي المعارضة طائرة مروحية للنظام ما أدى إلى مقتل طاقمها بحلب، من دون صدور أي تعليق رسمي بهذا الصدد. وأفاد المرصد بسماع «دوي انفجار ليل لجمعة في مخيم النيرب الذي تسيطر عليه القوات النظامية، تبين أنه ناجم عن انفجار طائرة مروحية إثر استهدافها من قبل مقاتلين بصاروخ».
وفي ريف دمشق، ألقى الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة على مناطق في مدينة داريا، فيما وقعت اشتباكات عنيفة في محيط بلدة المليحة بين مقاتلي «جبهة النصرة» ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني و«حزب الله» اللبناني من جهة أخرى، وقصفت قوات النظام ليل أمس مناطق في جرود بلدة فليطة، بينما قتل ستة من عناصر الكتائب الإسلامية في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في جرود منطقة القلمون.
من جهة أخرى، نشرت جبهة النصرة، التي تعد ذراع «القاعدة» في سوريا، شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر انتحاريا أميركيا معروفا بأبو هريرة الأميركي، أقدم نهاية شهر مايو (أيار) الماضي على القيام بعملية انتحارية استهدفت تمركزا للقوات النظامية في شمال غربي سوريا.
ويعد أبو هريرة الأميركي، ويدعى منير محمد أبو صالحة، المواطن الأميركي الأول الذي نفذ عملية انتحارية مماثلة منذ بدء أزمة سوريا قبل أكثر من ثلاثة أعوام، علما بأن خبراء يقدرون عدد المقاتلين الأجانب الذين توجهوا إلى سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية بأنه يتراوح بين تسعة آلاف و11 ألفا.
ويظهر الشاب في شريط فيديو مدته 17 دقيقة، وهو يقول بالعربية: «أريد أن أرتاح في الآخرة. الجنة ليست في الدنيا، كلها شر، القلب ليس مرتاحا هنا». ويضيف: «لقد جئت إلى سوريا ولم يكن معي مال لأشتري به بندقية… والله أعطاني بندقية وكل شيء وأعطاني أكثر».
وكان الانتحاري الأميركي استهدف في 25 مايو الماضي قاعدة عسكرية تابعة للجيش السوري في محافظة إدلب، واعترفت الولايات المتحدة بعد ستة أيام من العملية بأن منفذها يتمتع بالجنسية الأميركية.
قوّات النظام تستعيد حقل الشاعر النفطي في حمص
بيروت – استعادت قوّات النظام السوري، مساء اليوم السبت، حقل الشاعر النفطي في محافظة حمص، وسط سوريا، من تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد أكثر من أسبوع من استيلاء التنظيم عليه، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “تمكّنت القوّات النظامية من استعادة حقل الشاعر الغازي من الدولة الإسلامية بعد معارك عنيفة اندلعت صباحاً واستمرّت طيلة النهار”، مشيراً إلى أنّ “القوّات النظامية استعادت كلّ أجزاء الحقل ومنشآته والتلال المحيطة به”.
وكان التنظيم الجهادي سيطر على الحقل في 17 تموز/يوليو في معركة دامية قُتل فيها 40 مقاتلاً من “الدولة الإسلامية” وأكثر من 270 من عناصر القوّات النظامية وجيش الدفاع الوطني الموالي له وحراس الحقل والعاملين فيه، وفق المرصد.
وتمّ ذبح هؤلاء والتنكيل بجثثهم. بينما أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” أنّه قتل 300 عنصر من قوّات النظام في الحقل.
ويسيطر التنظيم الجهادي على عدد كبير من حقول النفط في محافظة دير الزور في شرق سوريا.
وكانت السيطرة على حقل الشاعر بداية المواجهات العنيفة بين القوّات النظامية وتنظيم “الدولة الإسلامية” اللذين لم تفد التقارير عن مواجهات كبيرة بينهما منذ ظهور التنظيم في سوريا عام 2013.
“الدولة” يعدم عشرات الجنود وقتلى بمفخختين بسوريا
أعدم تنظيم الدولة الإسلامية العشرات من ضباط وجنود النظام السوري الفارين من الفرقة 17 في الرقة، بينما سقط عدد من القتلى في انفجار سيارتين مفخختين بمنطقتين حدوديتين مع تركيا، كما استعادت قوات النظام السيطرة على حقل نفطي في حمص.
وأعلن تنظيم الدولة أنه أعدم أكثر من 150 من ضباط وجنود النظام الفارين من الفرقة 17 في الرقة، بينما لقي عدد من عناصر التنظيم حتفهم في اشتباكات مع فارّين آخرين. وبث التنظيم صورا تظهر جنود النظام الذين أعدمهم في الرقة مقطوعي الرؤوس.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن مئات العناصر من قوات النظام انسحبوا إلى أماكن آمنة أو نحو اللواء 93 المجاور، وأشار إلى أن مصير نحو مائتي عنصر لا يزال مجهولا.
وبعد سيطرة التنظيم على مقر الفرقة 17 -وهو قاعدة عسكرية كبيرة لقوات النظام- تكون القوات النظامية قد خسرت أحد آخر ثلاثة مواقع لها في محافظة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة. والموقعان المتبقيان حاليا هما مقر اللواء 93 والمطار العسكري في مدينة الطبقة غرب المحافظة.
تطورات بحلب
وأفاد المرصد السوري بمقتل ما لا يقل عن ثلاثين عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، إثر كمين نصبه لهم تنظيم الدولة بين قريتي المقبلة والرحمانية في ريف حلب الشرقي، وفي اشتباكات بين الطرفين في محيط قرى طعانة والرحمانية واعبد والمقبلة الواقعة شرق وشمال شرق مدينة حلب.
وتحدث المرصد عن سقوط مروحية تابعة للنظام في حلب، وقال إن دوي انفجار سمع خلال الليلة الماضية في مخيم النيرب الذي تسيطر عليه قوات النظام، تبين أنه ناجم عن انفجار مروحية بعد استهدافها من قبل مسلحين بصاروخ.
وأوضح أن الطائرة سقطت فوق مبنى سكني في المخيم، مما أدى إلى مقتل طفلة وإصابة عدة مواطنين بجراح خطرة، كما قتل طاقم الطائرة المكون من ثلاثة ضباط وضابطيْ صف.
من جانب آخر قال مراسل الجزيرة إن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب عشرات جراء انفجار سيارة ملغمة وسط سوق مزدحم في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي. وبعد ذلك بنحو ثلاث ساعات، انفجرت سيارة أخرى في بلدة أطمة الحدودية مع تركيا في محافظة إدلب، وتسببت في مقتل عشرة أشخاص وجرح 22 آخرين.
وتجددت معارك بين تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل من المعارضة المسلحة اليوم السبت في قرية إخترين القريبة من مدينة إعزاز, حيث يسعى التنظيم إلى استعادة السيطرة على إعزاز التي انسحب منها قبل أربعة أشهر.
تقدم بالحسكة
وأكد تنظيم الدولة أنه سيطر على كامل الفوج 121 التابع لقوات النظام والمعروف باسم فوج الميلبية قرب مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا, وذلك بعد معارك دارت لأيام بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام.
ويعتبر الفوج من أكبر التشكيلات العسكرية في محافظة الحسكة التي تخضع معظم مناطقها لسيطرة النظام وما تعرف بقوات الدفاع الوطني.
وفي حمص استعادت قوات النظام السوري مساء السبت حقل الشاعر النفطي من تنظيم الدولة بعد أكثر من أسبوع على استيلاء التنظيم عليه.
وأكد الجيش السوري استعادة الحقل “بعد عملية نوعية قضى خلالها على أعداد كبيرة من الإرهابيين”.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن القوات النظامية استعادت حقل الشاعر بعد معارك عنيفة اندلعت صباحا واستمرت طيلة النهار، وأشار إلى أن القوات النظامية “استعادت كل أجزاء الحقل ومنشآته والتلال المحيطة به”.
وسيطر تنظيم الدولة على الحقل يوم 17 يوليو/تموز الجاري في معركة دامية قتل فيها أربعون من مقاتليه وأكثر من 270 من عناصر القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني الموالي له وحراس الحقل والعاملين فيه، بحسب المرصد.
الائتلاف يترقب السلاح الأميركي والجربا قائدا ميدانيا
واشنطن – بيير غانم
تتابع الحكومة الأميركية عن كثب التطورات داخل ائتلاف المعارضة والمجلس العسكري، فالإدارة الأميركية شككت دائماً في أن المعارضة السورية قادرة على “القيادة والسيطرة”، وهما تعبيران مفتاحان في مساعدة أي طرف خارجي.
وتتفهم المعارضة السورية المطلب الأميركي منذ حين، وعلمت “العربية.نت” أن تغييرات جذرية تأخذ مجراها في صفوف الائتلاف والمجلس العسكري والجيش الحر، وسيكون هدف المعارضة التأكد من الحصول على أكبر دعم أميركي وبأسرع وقت.
من الواضح أن الأميركيين يحفظون إعجاباً واحتراماً لرئيس الائتلاف الجديد هادي البحرة، وهو زار الولايات المتحدة من قبل، وكان ضمن وفد أحمد الجربا إلى واشنطن، كما ترأس وفد المفاوضات في جنيف.
وتقول مصادر المعارضة السورية في واشنطن إن قيادة الائتلاف الجديدة تعمل على ترتيب عمل مؤسسات الائتلاف السياسية والعسكرية، وستتجاوب قيادة الائتلاف الجديدة مع مطلب أميركي قديم، هو أن تكون قيادات المعارضة على اتصال مباشر مع الأرض، أو داخل الأراضي السورية، وليس مجرد مكتب سياسي على أراضي دول جارة.
ومن ضمن هذا السعي، يناقش الرئيس السابق للائتلاف، أحمد الجربا، مع مساعدين له إمكانية أن ينتقل إلى الداخل ويتحول إلى قائد ميداني بقدر ما هو شخصية سياسية معروفة، على أن يأخذ مجمّع جبل الزاوية مركزاً له بعد عيد الفطر.
ومنذ أيام أيضاً، أعلنت 8 فصائل من المعارضة السورية أنها تعتبر جبهة النصرة تنظيماً إرهابياً، وإنها ترفض أي تنسيق أو تعاون معه، وكان ذلك التنسيق والتعاون سبباً في امتناع الحكومة الأميركية عن توفير دعم أكبر، أو تقديم مساعدات نوعية لفصائل المعارضة، خصوصاً أن الحكومة الأميركية وضعت جبهة النصرة على لائحة الإرهاب منذ خريف العام 2012، وقد استاءت الحكومة الأميركية، لأن مساعدات كانت تُقدم إلى المجلس العسكري خلال فترة قيادة العميد سليم إدريس، ولكن بعضها وصل إلى جبهة النصرة.
علاقة أمنية استراتيجية
ترتيب البيت الداخلي للائتلاف يأتي من ضمن خطة المعارضة السورية لإنشاء علاقة بعيدة المدى مع الأميركيين مبنية على التعاون الأمني. وتحرص المعارضة الناشطة في واشنطن على القول للأميركيين إن “الشراكة المثمرة” هي الطريق المفيد للطرفين، فالولايات المتحدة تعتبر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” خطراً داهماً، ولا تريد واشنطن إعادة عقارب الساعة، فهي ترفض التعاون مع نظام بشار الأسد.
وتعتبر مصادر المعارضة السورية أيضاً أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ينظر إلى مشكلة سوريا على أنها مشكلة إرهاب وليست قضية وطنية، وباتت المعارضة السورية تقبل بمقاربة الرئيس الأميركي هذه، ليس لأنها توافق عليها، بل لأنها تستطيع الاستفادة منها.
وتريد المعارضة السورية من الأميركيين وحلفائهم فوراً، زيادة الدعم المالي بما يضمن للمعارضة الاحتفاظ بالمقاتلين، ولا ينضمون إلى تنظيمات إرهابية مثل داعش والنصرة، والتنظيمان يملكان الكثير من المال.
وتريد المعارضة السورية أيضاً سلاحاً وذخيرة، فهي في سباق مع الوقت على جبهتي النظام والتنظيمات الإرهابية، خصوصاً في حلب، حيث يحاول النظام تطويق المدينة، ويحاول الجيش الحر قطع الطريق بين عناصر النظام.
على المدى الطويل، تعتبر المعارضة السورية أن الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر وفصائله وبقاء المعارضة السورية قادرة على مواجهة النظام والتنظيمات الإرهابية، يحتاج إلى التزام أميركي على المدى الطويل أيضاً.
قوات الأسد تربح أمام “داعش” في حمص وتخسر في الرقة
بيروت – فرانس برس
استعادت قوات النظام السوري، مساء اليوم السبت، حقل الشاعر النفطي في محافظة حمص، وسط سوريا، من تنظيم “الدولة الاسلامية”، في حين أنها خسرت آخر مراكزها في محافظة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم.
استعادة حقل “الشاعر”
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن “القوات النظامية تمكنت من استعادة حقل الشاعر الغازي من الدولة الإسلامية بعد معارك عنيفة اندلعت صباحا واستمرت طيلة النهار”، مشيراً إلى أن القوات النظامية “استعادت كل أجزاء الحقل ومنشآته والتلال المحيطة به”.
ومن جهتها، أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بيانا أعلنت فيه أن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أحكمت سيطرتها الكاملة على جبل الشاعر وحقول الغاز في ريف حمص الشرقي بعد عملية نوعية دقيقة قضت من خلالها على أعداد كبيرة من إرهابيي ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية”.
وكان تنظيم “داعش” سيطر على الحقل في 17 يوليو في معركة دامية قتل فيها 40 مقاتلا من “الدولة الإسلامية” وأكثر من 270 من عناصر القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني الموالي له وحراس الحقل والعاملين فيه، بحسب المرصد.
ويسيطر داعش على عدد كبير من حقول النفط في محافظة دير الزور في شرق سوريا.
فقدان السيطرة على “الفرقة 17”
وكانت السيطرة على حقل الشاعر بداية المواجهات العنيفة بين القوات النظامية وتنظيم “الدولة الاسلامية” اللذين لم تفد التقارير عن مواجهات كبيرة بينهما منذ ظهور التنظيم في سوريا في 2013.
وتشهد هذه المواجهات تصعيدا جديدا منذ الخميس في معارك بين قوات الأسد وتنظيم “داعش” في ريف الرقة وريف حلب وريف الحسكة.
وتمكن داعش من السيطرة على مقر “الفرقة 17” شمال مدينة الرقة، وهو قاعدة عسكرية كبيرة لقوات النظام. وبذلك تكون قوات النظام خسرت أحد آخر ثلاثة مواقع لها في محافظة الرقة التي يسيطر عليها “داعش”.
تقدم للمعارضة بحماة واشتباكات قرب دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
حقق مسلحو المعارضة السورية تقدما في ريف حماة، الأحد، في حين دارت اشتباكات بالقرب من ساحة العباسيين.
وقالت “شبكة سوريا مباشر” إن مقاتلين من الجيش الحر اقتحموا حاجزا للقوات الحكومية في بلدة قمحانة، وأضافت الشبكة أن نحو 10 مقاتلين من “قوات الدفاع الوطني” الموالية للحكومة قتلوا في معارك مع المعارضة المسلحة.
وفي دمشق، قال “اتحاد تنسيقيات الثورة” إن اشتباكات عنيفة دارت بالأسلحة الرشاشة المتوسطة و الخفيفة من جهة الطريق الرئيسي المطل على ساحة العباسيين وسط العاصمة السورية.
وكانت قوات النظام السوري استعادت مساء السبت حقل الشاعر النفطي في محافظة حمص وسط سوريا، من تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد أسبوع من استيلاء التنظيم عليه.
كما انسحبت القوات الحكومية السورية من “الفرقة 17” أحد آخر ثلاثة مواقع لها في محافظة الرقة في شمال سوريا، معقل “الدولة الإسلامية”، بعد أن تكبدت خسائر فادحة.
معارضون سوريون: قلبنا المعادلة ضد الأسد وحزب الله بالقلمون وحلب.. ولن نقبل داعش وأخواتها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تابع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” تقدمه في شرق البلاد، فبعد الحدث البارز المتمثل في سيطرته على مقر الفرقة 17، إحدى أكبر الفرق العسكرية النظامية والقوة الأخيرة الباقية للحكومة بالمناطق الشرقية، بينما قدر متابعون مقتل 1100 من قوات النظام منذ خطاب القسم للرئيس السوري، بينما حذرت المعارضة داعش ودمشق، مؤكدة قرب سقوط النظام.
وجاء سقوط مقر “الفرقة 17” بعد أيام على تعهد الرئيس السوري، بشار الأسد، في خطاب القسم باسترداد السيطرة على الرقة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة تتخذ من لندن مقرا لها، إن المعارك منذ خطاب الأسد أدت إلى مقتل أكثر 1100 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
ودعا المرصد “الشباب من أبناء قرى وبلدات ومدن جبال الساحل السوري إلى عدم الانضمام إلى ميلشيات الشبيحة وقوات الدفاع الوطني لأن هذه القوات أقحمها النظام في معركته لقتال الشعب السوري والذي أدى لقتلهم عشرات آلاف المدنيين ومقتل عشرات الآلاف من هذه القوات.”
ميدانيا، ذكر المرصد أن مقاتلي “داعش” سيطروا على “فوج الميلبية” الواقع في جنوب مدينة الحسكة، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، ولكن مقاتلي التنظيم تراجعوا من محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب، وذلك جراء القصف العنيف من قبل قوات النظام، والقصف من الطيران الحربي والطيران المروحي على أماكن تقدمهم.
من جانبه، أشاد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض، أنس عيروط، بما وصفها بـ”انتصارات الجيش الحر خلال الفترة الماضية” مضيفاً أن نظام الأسد “تكبد خسائر كبيرة في العتاد والعديد في الكثير من المناطق السورية” مشيرا إلى “انتصارات الجيش الحر في القلمون (قرب حدود لبنان) حيث أحبط محاولات قوات نظام الأسد وميليشيا حزب الله الإرهابي السيطرة على المنطقة، ما أدى إلى تقهقرهم وتكبدهم خسائر فادحة.”
وتابع عيروط بالقول: “المعادلة انقلبت في حلب أيضاً، وبدأت قوات الجيش السوري الحر تهاجم مقرات قوات النظام، بعد أن كانت تصد هجماته فقط. وكذلك كبد الجيش الحر قوات النظام خسائر كبيرة في الزبداني” بينما اعتبر عضو الائتلاف، خالد العلي، أن تقدم الجيش الحر “رسالة من ثوار سورية للمجتمع الدولي يقولون فيها: لن نبقى تحت رحمة قراركم السياسي، وإنّ فشلكم في وقف كيماوي وبراميل الأسد، لا يعني الاستسلام للواقع الدولي.”
وتابع العلي بالقول: “هذا التنظيم والانتصار العسكري للحر يجعلنا على ثقة أكبر باقتراب سقوط الأسد وعصابته، والذي لا يكون إلا إذا تعاونا في تحقيق أهداف الثورة، عندها يكون إسقاطه نتاجا طبيعيا للحراك الشعبي والعسكري المنظم، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من تغيير ملامح الخريطة العسكرية في سوريا.”
وتوجه العلي إلى داعش بالقول: “على داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة التي خلقها الأسد في المنطقة، من أجل تكريس وجوده القائم على الإرهاب، أن يعلموا بأنّ الشعب الذي واجه اسطورة أكبر ديكتاتوريات المنطقة، لن يقبل بإعادة استنساخ نظام متطرف وإرهابي آخر بدلا من الأسد، كداعش وأخواتها.”
الجيش السوري يهزم “داعش” في جبل الشاعر ويستعيد حقول النفط والغاز
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– أعلن الجيش السوري عن استعادة سيطرته على حقول النفط والغاز في جبل الشاعر التي كان يسيطر عليها تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية “داعش”.
وذكر بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة نقلته وكالة الأنباء السورية، “أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أحكمت سيطرتها الكاملة على جبل الشاعر وحقول الغاز في ريف حمص الشرقي، بعد عملية نوعية دقيقة قضت من خلالها على أعداد كبيرة من إرهابيي ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية” ودمرت أدوات إجرامهم وتقوم وحدات الهندسة بإزالة الألغام والعبوات المتفجرة التي زرعتها العصابات الإرهابية في المنطقة.”
وقالت القيادة في بيانها “إن ما تقوم به العصابات الإرهابية من أعمال إجرامية تخريبية بهدف التدمير الممنهج للبنى التحتية والمقدرات الاقتصادية للشعب السوري إنما يؤكد حقيقة ارتباط هذه العصابات بالمشروع الصهيو أمريكي الرامي إلى تفتيت المنطقة ونهب خيراتها.”
وأضاف البيان “إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تؤكد جاهزية قواتنا المسلحة وإصرارها على مواصلة حربها ضد الإرهاب والقضاء على فلوله أينما وجد.. عدتها في ذلك إرادة لا تلين وثقة مطلقة بتحقيق النصر.”
مسؤول مخابرات أمريكي: تدمير حماس سيؤدي لظهور شيء أخطر منها
أسبين (كولورادو) (رويترز) – حذر مسؤول كبير في مخابرات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) السبت من أن تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن يؤدي إلا لظهور شيء أخطر منها مكانها في الوقت الذي طرح فيه صورة متشائمة لفترة من الصراع المستمر في المنطقة.
وجاءت تصريحات اللفتنانت جنرال مايكل فلين رئيس وكالة دفاع المخابرات المنتهية ولايته في الوقت الذي أشار فيه وزراء إسرائيليون إلى أن التوصل لاتفاق شامل لإنهاء الحرب الدائرة منذ 20 يوما في قطاع غزة أمر بعيد على ما يبدو.
وقتل مالايقل عن 1050 من سكان غزة معظمهم من المدنيين كما قتل أيضا 42 جنديا إسرائيليا وثلاثة مدنيين في إسرائيل.
وانتقد فلين حماس لاستنفادها الموارد والتقنية المحدودة لبناء أنفاق ساعدتها على إلحاق خسائر بشرية قياسية بالإسرائيليين .ومع ذلك أشار فلين إلى أن تدمير حماس ليس هو الرد.
وأردف قائلا في منتدى أسبين للأمن في ولاية كولورادو الأمريكية “لو دمرت حماس واختفت فربما ينتهي بنا الأمر بشيء أسوأ بكثير. سينتهى الأمر بمواجهة المنطقة لشيء أسوأ بكثير.”
وجاءت تصريحات فلين عن القتال في غزة خلال تقييم متشائم أوسع للاضطرابات في الشرق الأوسط بما في ذلك سوريا والعراق. وقال فلين بشكل صريح “هل سيكون هناك سلام في الشرق الأوسط؟ ليس في حياتي.”
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية- تحرير عبد الفتاح شريف)