أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 18 تشرين الثاني 2016

قصف جوي ومدفعي عنيف على أحياء حلب الشرقية

حلب (سورية) – أ ف ب

أجبر القصف الجوي والمدفعي العنيف لقوات النظام السوري على شرق حلب اليوم (الجمعة) السكان على البقاء في منازلهم بعد ليلة شهدت اشتباكات عنيفة في جنوب المدينة، وفق ما أفاد مراسل و«المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وفي اليوم الرابع لاستئناف قوات النظام قصفها على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، قال المراسل إن الطائرات لا تهدأ في الأجواء، وفي حال غابت قليلاً يبدأ القصف العنيف براجمات الصواريخ والمدفعية.

واستهدف القصف صباحاً أحياء عدة بينها مساكن هنانو والفردوس والهُلّك وبستان الباشا وبستان القصر وطريق الباب والصاخور، وفق «المرصد السوري». وبحسب المراسل فإن فرق الإسعاف غير قادرة على التوجه إلى الأماكن التي تم استهدافها بسبب شدة القصف بالصواريخ والقذائف.

وأشار إلى أن سكان في مساكن هنانو يطلبون الإسعاف، لكن الفرق غير قادرة على الوصول إليهم. وكان القصف عنيفاً أمس أيضاً، واشتد مساء وحتى منتصف الليل، وكانت الأبنية ترتج نتيجة قوة الغارات.

وشهدت الليلة الماضية اشتباكات عنيفة في حي الشيخ سعيد الذي تسعى قوات النظام للتقدم فيه في جنوب الأحياء الشرقية، وفق المراسل و«المرصد». وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن إن «الاشتباكات عنيفة جداً وترافقت مع قصف مدفعي متبادل»، مشيراً إلى أن قوات النظام تقدمت لفترة قصيرة قبل أن تصدها فصائل المعارضة.

وردت الفصائل المعارضة على التصعيد العسكري في شرق حلب بإطلاق «أكثر من 15 قذيفة صاروخية» بعد منتصف الليل على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وبينها الجميلية والاسماعيلية وبستان الزهرة وسليمان الحلبي.

واستأنفت قوات النظام الثلثاء الماضي بعد توقف لحوالى شهر قصف الأحياء الشرقية التي تحاصرها منذ حوالى أربعة أشهر، ووثق «المرصد السوري» مقتل 65 مدنياً على الأقل خلال أربعة أيام من القصف الجوي والمدفعي.

ويعيش أكثر من 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية في ظروف مأسوية. وتزامن التصعيد العسكري في مدينة حلب مع إعلان روسيا، حليفة دمشق، حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب (شمال غربي) وحمص (وسط).

ومنذ الثلثاء، تركز الطائرات الروسية غاراتها على مناطق متفرقة في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة «جيش الفتح»، وهو تحالف فصائل إسلامية على رأسها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة).

 

قتلى بغارات سورية على شرق حلب… وقصف روسي على إدلب

لندن – «الحياة»

قتل عشرات المدنيين بغارات و «براميل متفجرة» سورية على شرق حلب وقصف شنته القوات الروسية من البحر المتوسط على ريف إدلب في شمال غربي البلاد، ما أدى إلى خروج المزيد من المستشفيات والمراكز المدنية من الخدمة نتيجة دمارها. وطالب مجلس محلي معارض الأمم المتحدة بحماية حي الوعر في حمص بعد تعرضه لقصف عنيف.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: «ارتفعت حصيلة القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، إلى 25 مدنياً على الأقل».

وكان «المرصد» أفاد في وقت سابق بمقتل 11 مدنياً، مشيراً إلى سقوط عشرات الجرحى.

واستهدف القصف بالطائرات الحربية والمروحية والقذائف أحياء عدة بينها المعادي والأنصاري والصالحين ومساكن هنانو وبستان الباشا والفردوس.

وأفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية، بأن القصف هدأ ليلاً لكن الغارات تجددت عند الساعة العاشرة صباحاً، مشيراً إلى أن القصف يتخلله غارات وبراميل متفجرة وراجمات صواريخ. وقال أن إحدى الغارات استهدفت مركزاً للدفاع المدني في حي باب النيرب، من دون وقوع إصابات.

واستأنفت قوات النظام الثلثاء بعد توقف لنحو شهر، قصفها الجوي للأحياء الشرقية في مدينة حلب، تزامناً مع إعلان روسيا حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب وحمص (وسط). ووثق «المرصد» مقتل حوالى 65 مدنياً في الأحياء الشرقية منذ استئناف قوات النظام قصفها الجوي والمدفعي.

وقال «المرصد» في تقرير أن «الطائرات الحربية قصفت مناطق في أحياء مساكن هنانو والميسر وقاضي عسكر، في حين ارتفع إلى 25 على الأقل عدد الشهداء نتيجة الضربات الجوية والصاروخية من الطائرات الحربية والمروحية وقصف قوات النظام بقذائف المدفعية والقذائف الصاروخية مناطق في أحياء الفردوس والمعادي ومساكن هنانو والصالحين والأنصاري والمواصلات وبستان الباشا والشيخ فارس والنيرب، فيما لا تزال الطائرات الحربية والمروحية وقوات النظام مستمرة في استهداف أحياء حلب الشرقية بضرباتها، مخلفة مزيداً من الدمار في ممتلكات المواطنين وموقعة مزيداً من الخسائر البشرية. أيضاً قصفت الفصائل الإسلامية والمقاتلة مناطق في حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردي وتقطنه غالبية من المواطنين الكرد، ما أسفر عن إصابة 7 أشخاص على الأقل بجروح بينهم 3 أطفال، في حين قصفت الطائرات الحربية مناطق خان العسل وكفر ناها وكفر داعل وأورم الصغرى وقبتان الجبل في ريف حلب الغربي، في حين سقطت قذائف على مناطق في حيي الحمدانية ومناطق أخرى بجمعية الزهراء في أطراف حلب الغربية، بينما استهدفت الفصائل بنيران قناصتها مناطق سيطرة قوات النظام في حي صلاح الدين بمدينة حلب، بينما استهدفت الطائرات المروحية مناطق في حي صلاح الدين. كما استهدفت الطائرات الحربية أماكن في قريتي كفر حوت والسميرية بالريف الجنوبي لحلب، في حين تبين أن الـ5 الذين قضوا نتيجة الغارات التي استهدفت مناطق في بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي، هم مقاتلون من جيش المجاهدين».

في إدلب المجاورة، قال «المرصد» أن طائرت حربية «استهدفت مواقع للفصائل غرب قرية الرويحة في جبل الزاوية بريف إدلب، في حين قصفت طائرات حربية مناطق في مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل بريف إدلب، كما نفذ الطيران الحربي 4 غارات على الأقل على مناطق في بلدة سراقب وأطرافها بريف إدلب الشرقي». وأفاد بمقتل ستة مدنيين على الأقل من عائلة واحدة بينهم طفلان، في قصف جوي روسي استهدف قرية كفر جالس في ريف إدلب الشمالي.

وكانت الطائرات الروسية قصفت كفر جالس مساء الثلثاء أيضاً، متسببة بمقتل سبعة مدنيين، بينهم طفلان.

وأفاد مراسل فرانس برس في كفر جالس بأن القصف استهدف الحي ذاته الذي قتل فيه مدنيون الثلثاء.

وقال أحد أبناء القرية سليمان زينون، في العشرينات من العمر: «استهدف الطيران الحربي الثلثاء بعد صلاة العشاء بيوت المدنيين واليوم استهدفهم مجدداً قبل صلاة الظهر». وأضاف: «استشهد في المجزرة الثانية أفراد من عائلة واحدة هي آل شاهين».

وأكد زينون أنه لا يوجد مقر عسكري لأي فصيل في القرية، كما أن سكانها وبعد الضربة الثانية بدأوا النزوح منها.

وتحدث مراسل فرانس برس عن حركة قليلة جداً في القرية، ونقل مشاهدته لبعض الأهالي يشاركون في دفن القتلى في مقبرة القرية وآخرين يحملون أغراضهم للخروج من القرية هرباً من التصعيد العسكري الذي شهدته خلال اليومين الماضيين.

ونقلت «شبكة الدرر الشامية» المعارضة عن منظمة «هيومن رايتس ووتش» تأكيدها «وجود أدلة جديدة تثبت تورُّط روسيا ونظام الأسد في قصف مجمع مدارس في بلدة حاس بمحافظة إدلب». وقالت أنها «بعثت برسالة إلى وزارة الدفاع الروسية تؤكد فيها أن تحليل صور الأقمار الاصطناعية يقدم تأكيداً إضافياً بأن استهداف مجمع المدارس في قرية حاس بإدلب في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وراءه هجمات جوية روسية وسورية». وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن الضربات أصابت موقعين داخل مجمع المدارس، ودمرت جزئياً جدران فناء المدارس، وعدداً من المباني الصغيرة داخل المجمع. كما دُمرت في إحدى الغارتين مبانٍ في الجهة المقابلة من الشارع، فضلاً عن مقتل العشرات، غالبيتهم من الطلاب.

واستندت المنظمة كذلك إلى فيديو نشره المكتب الإعلامي لـ «قوى الثورة السورية»، أظهر طائرة SU – 24 روسية «تحلق على ارتفاع متوسط، والجزء الثاني تم تصويره من نقطة تصوير واحدة أظهر عمود دخان يتصاعد من المباني من بُعد، وسقوط جسم سبّب الانفجار». وأشارت إلى أن المعالم والمباني الظاهرة في الفيديو تتناسب مع صور الأقمار الاصطناعية لقرية حاس في إدلب.

وطالب «مجلس محافظة مدينة حمص الحرة» مؤسسات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل العاجل لحماية المدنيين في حي الوعر المحاصر. وذكر أن الوعر «تعرَّض خلال اليومين الماضيين لحملة قصف عشوائي طاولت مدارس ومراكز طبية وبيوتاً سكنية ودور عبادة، ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرين شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، مطالباً مؤسسات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المؤسسات الدولية والمحلية المهتمة بالشأن المدني أن تضع آليات عاجلة وفورية لحماية المدنيين وتحييدهم عن الجنون الروسي والإجرام الأسدي».

 

حزب كردي يتهم تركيا بـ «إعلان حرب على المعارضة»

أنقرة، برلين، براغ – أ ب، رويترز، أ ف ب

اتهم حزب كردي السلطات التركية بـ «إعلان حرب على المعارضة»، متوعداً بـ «مقاومة الاحتلال»، بعد توقيف رئيسه. كما احتجزت الشرطة رئيس بلدية مدينة فان في جنوب شرقي البلاد، وسيطرت على ثلاث بلديات في المنطقة التي تقطنها غالبية من الأكراد.

وأعلن «حزب المناطق الديموقراطي» أن الشرطة أوقفت رئيسه المشارك كاموران يوكسيك، قرب الحدود السورية. وأضاف أن الحكومة عيّنت أوصياء لإدارة مجلس بلدية فان وإقليمَي سيرت وماردين.

وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بتوقيف رئيس بلدية فان بكير كايا، في إطار «تحقيق مرتبط بالإرهاب»، في إشارة إلى اتهامه بالاتصال بـ «حزب العمال الكردستاني». وأشارت إلى أن الشرطة فتّشت مبنى البلدية ومنازل كايا وأربعة مسؤولين آخرين في مجلس البلدية، صدرت مذكرات لتوقيفهم. وذكّرت بحكم صدر في كانون الثاني (يناير) الماضي بسجن كايا 15 سنة، لاتهامه بـ «الانتماء إلى جماعة إرهابية»، لكنه طعن في الحكم.

وأظهرت لقطات مصوّرة شرطيين يرتدون ملابس مدنية، يقتادون كايا من مكتب مجلس البلدية، واستخدام الشرطة خراطيم ماء وقنابل مسيّلة للدموع، لتفريق حوالى مئة شخص تجمّعوا خارج مبنى البلدية، احتجاجاً على توقيف كايا.

وتوعد «حزب المناطق الديموقراطي» الذي ينتمي إليه كايا، بمقاومة «احتجاز رهائن» من ممثليه، وانتزاع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم 34 من المجالس المحلية التي يسيطر عليها في تركيا. وأضاف: «أعلن حزب العدالة والتنمية والحكومة الحرب على كل دوائر المعارضة في البلاد، خصوصاً الأكراد، متذرعين (بالمحاولة الانقلابية الفاشلة). ردّ شعبنا على هذه الهجمات والاحتلال سيكون المقاومة».

وكانت السلطات أوقفت الشهر الماضي رئيسَي بلدية دياربكر، أبرز مدن جنوب شرقي تركيا، كما احتجزت 10 من نواب «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي، بينهم رئيساه، لاتهامهم بالاتصال بـ «الكردستاني».

ونشرت الجريدة الرسمية قرارات بفصل 203 من القضاة والمدعين، لاتهامهم بالارتباط بجماعة الداعية المعارض فتح الله غولن الذين تحمّله أنقرة مسؤولية المحاولة الانقلابية.

إلى ذلك، أفادت وكالة «د.ب.أ» الألمانية للأنباء بأن عسكريين أتراكاً يتمركزون في قاعدة جوية للحلف الأطلسي في رامشتاين جنوب غربي ألمانيا، طلبوا اللجوء على أراضيها مع أفراد عائلاتهم.

في غضون ذلك، أعلنت ناطقة باسم وزارة الخارجية التشيخية أن تركيا أوقفت تشيخيَين في محافظة شرناق، فيما كانا يحاولان عبور الحدود إلى العراق، واتهمتهما بالانتماء إلى تنظيم إرهابي. وأضافت أن السلطات التركية عثرت على مواد تربطهما بوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية.

وأوردت صحيفة «صباح» الموالية للحكومة أن الموقوفَين يدعيان ميروسلاف فاركاس وماركيتا فسيليشوفا، وكانا أعربا عن دعمهما القوات الكردية.

وأعلن البرلمان الأوروبي تأجيل زيارة وفد لأنقرة، بسبب خلاف مع السلطات التركية حول تركيبة الوفد. وكان مقرراً أن يمثّل البرلمان الأوروبي الألماني ايلمار بروك والهولندية كايتي بيري، لعقد «لقاءات بارزة مع السلطات التركية» ومع ممثلين للمعارضة والمجتمع المدني، من أجل «استعادة الحوار السياسي» بين الجانبين بعد توتر اثر المحاولة الانقلابية. وقال مصدر برلماني إن «الأتراك وافقوا على لقاء بروك»، مشيراً إلى تحفظهم على لقاء بيري، بسبب مواقفها المتشددة من الوضع في تركيا.

 

موسكو توسّع وجودها في قاعدة طرطوس

لندن، موسكو، واشنطن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعلنت واشنطن أن الجيش الروسي يعتزم توسيع قاعدته في طرطوس على الساحل السوري، في وقت بدأت موسكو اتصالات جدية مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حول سورية. وقوّم الرئيس فلاديمير بوتين مع مجلس الأمن القومي الروسي نتائج الغارات على سورية التي أسفرت أمس عن مقتل عشرات المدنيين، إضافة إلى سقوط آخرين بقصف القوات النظامية السورية على شرق حلب. (للمزيد)

وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، إن روسيا تعتزم توسيع وجودها في قاعدتها البحرية في طرطوس في سورية لدعم عملياتها البحرية شرق البحر المتوسط، حيث أقامت نهاية العام الماضي قاعدة عسكرية في مطار حميميم في اللاذقية. وأعلن الكرملين أن بوتين عقد اجتماعاً مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي، حيث «نوقش تفصيلاً الوضع في سورية، وبخاصة تطورات الأوضاع قرب مدن إدلب وحمص وحلب».

وأعلن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن موسكو بدأت اتصالات مع فريق ترامب حول سورية، معرباً عن «الأمل في أن تبلور الإدارة الأميركية الجديدة مواقف جديدة في التعامل مع الأزمة السورية». وقالت بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس بشار الأسد، إن دمشق تريد فتح أقنية اتصال مع ترامب، وإن «المؤشرات جيدة»، في وقت قدّم رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أنس العبدة في مؤتمر صحافي في إسطنبول «مجموعة مطالب للإدارة الأميركية الجديدة»، بينها «سحب إدارة ترامب الاعتراف بشرعية تمثيل حكومة الأسد لدى الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى ضم الميليشيات الطائفية والعابرة للحدود من إيران والعراق وأفغانستان ولبنان إلى قائمة التنظيمات الإرهابية الصادرة عن الحكومة الأميركية». كما طالب بـ «تفعيل تطبيق منطقة حظر جوي لطيران النظام أو منطقة خالية من القصف ضمن المناطق التي يتم تحريرها من تنظيم داعش».

ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «ارتفعت حصيلة القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، إلى 25 مدنياً على الأقل». واستهدف القصف بالطائرات الحربية والمروحية والقذائف أحياء عدة، بينها المعادي والأنصاري والصالحين ومساكن هنانو وبستان الباشا والفردوس.

في إدلب المجاورة، قال «المرصد» إن طائرت حربية «استهدفت مواقع للفصائل غرب قرية الرويحة بجبل الزاوية في ريف إدلب، في حين قصفت طائرات حربية مناطق في مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل بريف إدلب، كما نفذ الطيران الحربي 4 غارات على الأقل على مناطق في بلدة سراقب وأطرافها بريف إدلب الشرقي». وأفاد بمقتل ستة مدنيين على الأقل من عائلة واحدة بينهم طفلان، في قصف جوي روسي استهدف قرية كفر جالس في ريف إدلب الشمالي. وكانت الطائرات الروسية قصفت كفر جالس مساء الثلثاء أيضاً، متسببة في مقتل سبعة مدنيين بينهم طفلان. وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» في كفر جالس، بأن القصف استهدف الحي ذاته الذي قُتل فيه مدنيون الثلثاء.

وفي نيويورك، استعد مجلس الأمن ليل أمس لتمديد ولاية آلية التحقيق المشتركة في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية لفترة سنة إضافية مع الاحتفاظ بحق «المجلس تمديدها وتطويرها، كما يرى مناسباً». واعتزم المجلس التصويت على تمديد القرار 2235 الذي وضع أسس الولاية المشتركة التي تضم كل من «بعثة تقصي الحقائق» في استخدام الأسلحة الكيماوية «ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية».

ويطلب المجلس في قراره الجديد من الآلية المشتركة أن تنخرط مع الدول الإقليمية المعنية سعياً وراء تعريف هوية الكيانات والأفراد ذوي العلاقة بما توصلت إليه الآلية من استنتاج حول استخدام كل من الحكومة السورية و «داعش» الأسلحة الكيماوية المحظورة.

ويطلب المجلس من الآلية المشتركة أن تقدم تقريراً في غضون 90 يوماً، واستكمال التقارير التي تراها مناسبة. ويعطي القرار الآلية المشتركة صلاحية التحقيق في أية معلومات إضافية أو أدلة ذات علاقة بأي استخدام للأسلحة الكيماوية في سورية.

 

موسكو بدأت اتصالات عن سوريا مع فريق ترامب

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، “روسيا اليوم”)

كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن موسكو بدأت اتصالات مع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب في شأن سوريا، آملاً في أن تبلور الإدارة الأميركية العتيدة مواقف جديدة في التعامل مع الأزمة السورية، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قاذفات استراتيجية من القوات الجوية الفضائية الروسية وجهت أمس ضربات بصواريخ مجنحة إلى مواقع تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” في سوريا.

ولدى استقباله بطريرك كنيسة المشرق الاشورية مار كيوركيس الثالث في الفاتيكان، أشاد البابا فرنسيس بقوة بتضحيات “الشهداء” المسيحيين في العراق وسوريا الذين ظلوا مخلصين لعقيدتهم ودفعوا حياتهم ثمناً لذلك، قائلاً: “نحن مصدومون بشدة لما يحصل في الشرق الاوسط” وخصوصا في العراق وسوريا.

وندد مرة أخرى “بعنف بالنزاعات الدموية” التي يتعرض لها آلاف الاشخاص من دون “أي دافع مبرر”، وقالإن “اخوتنا واخواتنا المسيحيين وكذلك مختلف الاقليات الدينية والاتنية يتعرضون يومياً ويا للأسف لمحن كبرى”. وأضاف أن هؤلاء “الاخوة والاخوات يشكلون بالنسبة إلينا مثالاً ونموذجاً ويحضوننا على البقاء متحدين مع الرب… هذا الأمر نتعلمه خصوصاً من الشهداء الذين حافظوا على أمانتهم للرب ودفعوا حياتهم ثمنا لهذه الأمانة”.

ودعا بطريرك كنيسة المشرق الاشورية الى اجتماع دولي كبير لجميع البطاركة من أجل “فهم أفضل للمعضلة الحالية التي يعيشها المسيحيون في الشرق الاوسط” الذين يضطرون الى النزوح بكثافة من المنطقة.

وفي موسكو، قال بوغدانوف في ندوة عن الوضع في الشرق الأوسط أن روسيا” بدأت اتصالات في واشنطن مع أشخاص يمكن أن يساعدوا الرئيس الجديد. ونأمل في أن تدرك الإدارة المنتهية صلاحياتها والإدارة الجديدة أن حل الأزمة في سوريا من دون روسيا أمر مستحيل”.

ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية سيرغي لافروف نظيره الأميركي جون كيري في البيرو هذا الأسبوع للبحث في ملفي سوريا وأوكرانيا.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخ “كروز” أطلقتها مقاتلات روسية من طراز” تو-95 إم.إس” استهدفت مواقع تابعة لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) و”جبهة فتح الشام”، في هجمات ثلاثية هي الأولى تشنها روسيا منذ بدء حملتها في سوريا قبل أكثر من سنة.

وباتت الهجمات الروسية المنسقة ممكنة بعد وصول مجموعة من السفن الحربية إلى المياه المقابلة للساحل السوري في وقت سابق من هذا الشهر.

وغادرت الطائرات روسيا وقطعت مسافة 11 الف كيلومتر “فوق مياه البحور الشمالية وشرق الاطلسي” من غير ان توضح سبب سلوك الطائرات هذا الخط.

وقالت الوزارة إن قاذفات “سوخوي اس يو-33” اقلعت من حاملة الطائرات “الاميرال كوزنيتسوف” المبحرة في شرق المتوسط ، قدمت الدعم لهذه الضربات التي استهدفت “مراكز قيادة الارهابيين ومخازن فيها ذخيرة وأسلحة” اضافة الى ورشة عمل لصناعة الاسلحة.

وفي وقت سابق، قالت الوزارة إن 30 جهادياً على الاقل قتلوا في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة ادلب، في غارات بدأت الثلثاء لطائرات انطلقت من حاملة الطائرات الاميرال كوزنيتسوف.

 

قصف حلب

وفي اليوم الثالث لتجدد القصف لحلب، قتل 25 شخصاً على الأقل في غارات جوية وقصف مدفعي لمناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في شرق حلب. واستهدف القصف أحياء عدة بينها المعادي والانصاري والصالحين ومساكن هنانو وبستان الباشا والفردوس.

ووثق “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل 65 مدنياً تقريباً في الاحياء الشرقية منذ معاودة قوات النظام قصفها الجوي والمدفعي الثلثاء.

وردت الفصائل المعارضة باطلاق قذائف على حيي الحمدانية وجمعية الزهراء في الجزء الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام.

وفي محافظة ادلب، تحدث ميدر المرصد رامي عبد الرحمن عن مقتل ستة مدنيين على الاقل من عائلة واحدة بينهم طفلان، في غارة جوية روسية استهدفت قرية كفر جالس في الريف الشمالي.

الى ذلك، قتل 25 شخصاً في انفجار سيارة مفخخة استهدف أحد مقار “حركة نور الدين زنكي” المعارضة في مدينة اعزاز قرب الحدود التركية في محافظة حلب بشمال سوريا. وقال عضو المكتب السياسي في الحركة ياسر اليوسف: “استشهد 25 شخصاً من مدنيين وعسكريين إثر انفجار سيارة مفخخة قرب مقر للحركة في مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي”.

وتشهد مدينة اعزاز، التي تعد أبرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب بين الحين والآخر تفجيرات بسيارات مفخخة، تبنى بعضها “داعش”.

وتدور معارك عنيفة منذ نحو ثلاثة أشهر بين فصائل معارضة سورية تدعمها قوات تركية و”داعش” في ريف حلب الشمالي الشرقي.

ووصلت تلك الفصائل منذ بضعة أيام الى تخوم مدينة الباب، آخر معقل لتنظيم الدولة الاسلامية، في محافظة حلب.

 

مناوشات ميدانية تركية ـ أميركية: الزحف نحو الباب يتوقف

عبد الله سليمان علي

قُبيل معركتين مصيريتين متوقعتين في الفترة المقبلة في كلٍّ من مدينتي حلب والرقة، تتبلور شيئاً فشيئاً خريطةٌ جديدة لتوزّع القوى فوق الأراضي السورية، وكيفية تفاعلها في ما بينها، وفق شبكات معقدة من المصالح الآنية والمستقبلية لكل طرف. وفيما تتزاحم غالبية هذه القوى فوق الشطر الغربي من البلاد، وتحديداً في محافظة حلب ومحيطها، يبدو الشطر الشرقي أقلّ ازدحاماً، خصوصاً في ظل عدم وضوح مصير معركة الرقة وماهية الأطراف المشاركة فيها، ودور كلّ منها، وذلك مع عدم التغافل عن أنّ ما يجري غرباً سيكونُ له دورٌ في تحديد العديد من مسار التطورات شرقاً، خصوصاً ما يجري في مدينتي منبج والباب.

ولم يعد خافياً أن عملية «درع الفرات» لم تؤدّ إلى طرد «داعش» من الشريط الحدودي مع تركيا، الممتد بين جرابلس وحتى إعزاز، وحسب، بل هي توّجت أنقرة باعتبارها اللاعب الرئيسي في تلك المنطقة، وسط تراجع واضح للدور الأميركي.

هذا الأمر انعكس بسرعة على علاقة الفصائل بعضها ببعض، حيث تراجع دور ما يسمّى «فصائل البنتاغون»، والمقصود بها الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة، وهي «الحمزة» و«المعتصم» و «اللواء 51»، مقابل تزايد دور الفصائل الإسلامية والتركمانية المدعومة من أنقرة، وعلى رأسها «أحرار الشام» و «نور الدين الزنكي». والأخيرة انضمت إليها خلال يومين ثلاثة فصائل هي «أحرار سوريا» و«سيوف الشهباء» و«جيش الشمال».

ويبدو أن «حركة نور الدين الزنكي» يجري تحضيرها تركياً لتقوم بأدوار أساسية في المرحلة المقبلة، سواءً في أحياء حلب الشرقية أو في ريف حلب الشمالي.

وأشارت «السفير» في تقرير سابق إلى أن الصراع الذي حصل في إعزاز حول «حاجز الذهب» كان من تجليات القوة التركية المتنامية ورغبتها في توجيه الرسائل إلى حلفائها وخصومها للاعتراف لها بهذا الدور. وكانت الرسالة الأبرز موجهةً إلى واشنطن، وقد أثبتت التطورات اللاحقة صحة ذلك، إذ بعد مرور ساعات قليلة على الرسالة التركية، كان شمال حلب على موعد مع تطورات لافتة تصبُّ جميعها في إطار التضارب بين أنقرة وحلفائها مقابل واشنطن وحلفائها.

فمن جهة، أعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» نيتها الانسحاب من مدينة منبج، وهو مطلب تركي قديم. وتدلُّ الاستجابة إليه (ولو ظاهرياً) بعد مرور كل هذا الوقت على مدى النفوذ التركي المستجد في المنطقة. ومن جهة أخرى، أعلن «التحالف الدولي» أنه لا يدعم فصائل «درع الفرات» المدعومة تركياً في عمليتها الرامية للسيطرة على مدينة الباب.

وقال المتحدث باسم «التحالف» الكولونيل جون دوريان في تصريح للصحافيين في مقر وزارة الدفاع الأميركية، أمس الأول، إن «لنا قوات شاركت مع تركيا والقوات المتحالفة معها لبعض الوقت في كثير من العمليات في شمال سوريا، لكنها لا تشارك في الزحف نحو الباب»، مؤكداً أن «التحالف لا يشن ضربات جوية لدعم العملية أيضاً».

وتزامنت تلك التصريحات مع تلويح تركي غير مسبوق بأن الهدف التالي بعد مدينة الباب قد يكون مدينة عفرين، الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة أميركياً، وذلك بحسب ما ذكرته شبكة «سي أن أن» التركية نقلاً عن هيئة أركان الجيش التركي قبل يومين.

وتأتي مجمل هذه التطورات لتؤكد انحسار الدور الكردي، واضطراره للتراجع أمام تقدم الدور التركي في مناطق غرب نهر الفرات على الأقل. ومما لا شك فيه، أن «قسد» لم تكن لتكرر إعلان نيتها الانسحاب من منبج، برغم أنها ادّعت انسحابها منها في وقت سابق، لولا إحساسها بوطأة الضغط الذي شكّله الحضور التركي. وقد بدا لافتاً أن الإعلان عن الانسحاب أعقبه تقدم جديد لقوات «قسد» في مناطق شرق الباب بمحاذاة بلدة قباسين، حيث سيطرت على ثماني قرى كانت بقبضة تنظيم «داعش»، ما جعلها على تماس مع قوات «درع الفرات» التي سيطرت على قباسين مؤخراً.

وأكد بعض النشطاء في المنطقة لـ «السفير» أنه منذ الإعلان عن الانسحاب لم يخرج من منبج سوى رتلٍ واحد اتجه لتعزيز جبهات القتال في الرقة، فيما شكك بعضهم في جدية الانسحاب الكردي، بل إن بعض النشطاء الأكراد تحدثوا صراحة عن «أن ما يقال في الإعلام مختلف تماماً عما يجري على الأرض»، من دون توضيح ما يعنيه ذلك.

ومن غير الواضح حتى الآن ما هي مدلولات التطورات المشار إليها والمآلات التي يمكن أن تصلها، خصوصاً على صعيد العلاقة بين تركيا وأميركا من جهة، وأميركا والأكراد من جهة أخرى، وما هي انعكاسات هذه التطورات على معركة عزل الرقة. وقد تكون الأطراف جميعها بانتظار أن تتضح توجهات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حول العديد من القضايا ذات التأثير.

فهل عدم مشاركة «التحالف الدولي» في «معركة الباب» هو تعبير غير مباشر عن رفض واشنطن لدخول تركيا إلى هذه المدينة، أم هو أسلوب أميركي للرد على الرسالة التركية السابقة، والقول إن لديها وسائل يمكنها استخدامها لضبط الاندفاعة التركية التي يبدو أنها خرجت عن الخطوط الحمراء المرسومة لها؟

كذلك هل انسحاب «قسد» من منبج هو انسحاب حقيقي هذه المرة، أم هو مجرد خطوة إعلامية؟ وفي هذه الحالة، لماذا جاءت هذه الخطوة في هذا التوقيت، هل لحفظ ماء وجه أنقرة التي لطالما هددت باقتحام منبج بسبب عدم انسحاب «قسد» منها، وبالتالي سحب صاعق التفجير في الأزمة بين الطرفين عبر إعلان وهمي؟ أم أن الغاية منها تتعلق بمعركة الرقة، وهذه المرة لحفظ ماء وجه «قسد» التي أعلنت أكثر من مرة أنها لا تقبل بمشاركة تركيا في المعركة، لكنها اضطرت للتراجع عن هذا الموقف بسبب الضغوط الكبيرة عليها. والحال كذلك هو أنها لا ترغب بأن يؤخذ عليها مرور الأرتال التركية من أراضٍ تسيطر عليها للمشاركة في معركة الرقة، فأعلنت الانسحاب من منبج لئلا تقع في هذا الفخ، باعتبار منبج أنسب الطرق لتصل تركيا وحلفاؤها إلى الرقة؟

ويبدو أن المسؤولين الأتراك مصممون على اقتحام مدينة الباب، وهذا ما تشير إليه تصريحاتهم العلنية على الأقل، وآخرها تصريح وزير الدفاع فكري ايشيق، أمس، حيث أوضح أن «المرحلة التالية من الهجوم التركي في سوريا (الذي يطلق عليه اسم درع الفرات) تهدف إلى الزحف جنوباً وتطهير مناطق منها مدينة الباب من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية». ولم يكتف ايشيق بذلك، بل أكد أنه «من المتوقع استكمال تأمين حدودنا تأميناً تاماً في النصف الأول من 2017»، وهو ما يشير إلى خطة تركية طويلة الأمد.

ويبدو أن التقدم نحو الباب تحول دونه العديد من العراقيل، هذا بالإضافة إلى امتناع «التحالف الدولي» عن المشاركة فيه، وأهم هذه العراقيل يتمثل بالدفاع الشرس الذي يبديه «داعش» أمام قوات «درع الفرات» المتقدمة، في واحدة من المعارك القليلة حتى الآن التي تشهد اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وفي هذا السياق، تمكن «داعش» من استعادة السيطرة على بلدة قباسين بعد ساعات من سيطرة «درع الفرات» عليها، وهو ما يعني مبدئياً ابتعاد هذه القوات عن مدينة الباب، لكن الأهم أنه يمنح تركيا مزيداً من الوقت ربما للتباحث مع الأطراف المعنية بخصوص مصير المدينة، خصوصاً أن رئيس وزرائها بن علي يلديريم سيزور موسكو عما قريب.

ومن العراقيل أيضاً ما يجري من تقدم لـ «قسد» شرق مدينة الباب، حيث سيطرت على قرى محاذية لبلدة قباسين، كما أصبحت تحاصر تقريباً بلدة العريمة الواقعة تحت سيطرة «داعش» من ثلاث جهات، ما سيسهل لها السيطرة عليها، وتشكل بذلك خطراً حقيقياً على أي قوات تتقدم نحو الباب، ما يُرجح عدم حسم مصير المدينة في المدى القريب، وتحديداً قبل زيارة رئيس الوزراء التركي لموسكو، إلا إذا قررت أنقرة خوض مغامرة من النوع الثقيل.

من جهة أخرى، تعرضت معركة «غضب الفرات» الهادفة إلى عزل الرقة لنكسة هي الأخرى، إذ تمكن تنظيم «داعش» من استعادة بلدة تلّ السمن بعد ساعات من خسارتها. وكانت التوقعات تشير إلى أن المعركة الحقيقية ستبدأ في بلدة تل السمن، باعتبارها بداية المنطقة الخضراء التي تنتشر فيها الغابات والمزارع، وهو ما يعطي سلاح القنص فعالية كبيرة بسبب سهولة التواري عن الأنظار، وهو ما حدث بالفعل، حيث كان لقناصي «داعش» الدور الأبرز في إجبار «غضب الفرات» على الانسحاب من تل السمن.

 

قصف عنيف على احياء حلب الشرقية

حلب – أ ف ب – أجبر القصف الجوي والمدفعي العنيف لقوات النظام السوري على شرق حلب الجمعة، السكان على البقاء في منازلهم بعد ليلة شهدت اشتباكات عنيفة في جنوب المدينة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وفي اليوم الرابع لاستئناف قوات النظام قصفها على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، قال مراسل فرانس برس ان الطائرات لا تهدأ في الاجواء، وفي حال غابت قليلاً يبدأ القصف العنيف براجمات الصواريخ والمدفعية.

 

واستهدف القصف صباحاً أحياء عدة بينها مساكن هنانو والفردوس والهلك وبستان الباشا وبستان القصر وطريق الباب والصاخور، وفق المرصد السوري.

 

وبحسب المراسل، فإن فرق الاسعاف غير قادرة على التوجه الى الاماكن التي تم استهدافها بسبب شدة القصف بالصواريخ والقذائف.

 

واشار الى ان سكان في مساكن هنانو يطلبون الاسعاف، لكن الفرق غير قادرة على الوصول اليهم.

 

وكان القصف عنيفاً الخميس ايضاً، واشتد مساء وحتى منتصف الليل، وكانت الابنية ترتج نتيجة قوة الغارات.

 

وشهدت الليلة الماضية اشتباكات عنيفة في حي الشيخ سعيد الذي تسعى قوات النظام للتقدم فيه في جنوب الاحياء الشرقية، وفق المرصد.

 

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن “الاشتباكات عنيفة جداً وترافقت مع قصف مدفعي متبادل”، مشيراً الى ان قوات النظام تقدمت لفترة قصيرة قبل ان تصدها الفصائل المعارضة والاسلامية.

 

وردت الفصائل المعارضة على التصعيد العسكري في شرق حلب باطلاق “اكثر من 15 قذيفة صاروخية” بعد منتصف الليل على الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وبينها الجميلية والاسماعيلية وبستان الزهرة وسليمان الحلبي.

 

واستأنفت قوات النظام الثلاثاء بعد توقف لنحو شهر قصف الاحياء الشرقية التي تحاصرها منذ حوالى اربعة أشهر، ووثق المرصد السوري مقتل 65 مدنياً على الاقل خلال اربعة ايام من القصف الجوي والمدفعي.

 

ويعيش اكثر من 250 الف شخص في الاحياء الشرقية في ظروف مأساوية.

 

وتزامن التصعيد العسكري في مدينة حلب مع اعلان روسيا، حليفة دمشق، حملة واسعة النطاق في محافظتي ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط).

 

ومنذ الثلاثاء، تركز الطائرات الروسية غاراتها على مناطق متفرقة في محافظة ادلب الواقعة تحت سيطرة “جيش الفتح”، وهو تحالف فصائل اسلامية على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة).

 

لافروف : التوترات بين موسكو وواشنطن لاتصب في مصلحة الشعب الامريكي

موسكو- د ب ا- صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان دعوات الإدارة الامريكية المنتهية ولايتها للرئيس المنتخب دونالد ترامب بأن يواصل سياستها المعادية لروسيا تتعارض مع مصالح الشعب الأمريكي.

 

وتعليقا على دعوة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته باراك أوباما للرئيس المنتخب بان يتصدى لموسكو عندما تنتهك المعايير الدولية، قال لافروف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب ناقشا بالفعل الوضع الحالي في العلاقات الثنائية التي وصلت إلى “ادني مستوياتها”.

 

واضاف لافروف في تصريحات لقناة روسيا 24 التليفزيونية “اذا كان أوباما يريد استمرار التوترات، فانني متأكد أن هذا لن يفيد الشعب الامريكي وحل المشاكل الدولية”.

 

وتابع وزيرالخارجية الروسي ان هذا يتعارض مع تصريحات سابقة لاوباما اكد فيها على ضرورة التعاون مع موسكو لحل المشاكل الرئيسية بما في ذلك الصراع في سوريا.

 

وفيما يتعلق بالعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بعد يوم العشرين من كانون ثان/ يناير المقبل ،وهو موعد تسلم الرئيس المنتخب مقاليد السلطة، قال لافروف ان الكرة في ملعب ترامب.

 

وكان أوباما قد حذر الخميس بعد محادثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين ترامب من التخلي عن مبادئ ضرورية مقابل توطيد العلاقة مع روسيا.

 

وقال أوباما إنه يأمل في ألا يتخذ الرئيس الأمريكي الجديد وجهة نظر السياسة الواقعية ويقول: “لنعقد الصفقات مع روسيا حتى وإن أضرت بالبعض أو انتهكت الأعراف الدولية أو حقوق الدول الأصغر”.

 

مراسلة «روسيا اليوم» تسأل المتحدث باسم الخارجية الأمريكية عن أسماء المستشفيات التي قصفتها موسكو في سوريا فيجيب: لماذا لا تسألي الروس

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: كررت الخارجية الأمريكية إدانتها لقصف الروس لـ5 مستشفيات سورية ووحدة صحية متنقلة على الأقل وان ذلك يعتبر خرقاً للقانون الدولي.

وأشار جون كيربي الناطق باسم الخارجية الأمريكية إلى انه على الرغم من إدعاءات الروس أنهم اوقفوا القصف في الشهر الماضي فإنهم لم يسمحوا للمواد الغذائية بالدخول إلى شرقي حلب، وأضاف «وترك سكان حلب يتضورون جوعاً بينما حاول الروس الحصول على المديح لإيقافهم القصف العشوائي لثلاثة أسابيع. لقد حاولنا باستمرار العمل للتخفيف من تصعيد وتيرة العنف في سورية خلال تواجدنا على طاولة المفاوضات في جنيف. ونطالب باستمرار بتزويد المدنيين المحاصرين بالمساعدات الإنسانية ولكن عوضاً عن الإستجابة لتحقيق هذا الهدف فإن روسيا انضمت إلى دعم نظام الأسد في حربه الوحشية ضد الشعب السوري، وان استئناف القصف الجوي الروسي لم يكن مفاجئاً بل مخيباً للآمال». وكرر ان الروس يقصفون المدنيين في حلب وادلب وأن الأمريكيين اثاروا هذا الموضوع مع الروس في جنيف.

واضاف كيربي أنه ليس لديه اي شك ان الذي أعاق ويعيق دخول المساعدات لحلب هما النظام السوري وروسيا. وعندما طلبت مراسلة قناة «روسيا اليوم» إعطاءها أسماء المستشفيات التي قصفت ومواقعها أجابها كيربي: «ولماذا لا تسألي وزارة الدفاع الروسية التي قصفت هذه المستشفيات بإعطائك اسماءها. وخاصة ان كل ما لدينا تقارير من منظمات انسانية ذات مصداقية حول قصف الروس لتلك المستشفيات».

وأكد كيربي عدم اتصال فريق الرئيس المنتخب ترامب بالخارجية الأمريكية وأن الخارجية لديها فريق جاهز لتقديم المعلومات والمساعدات. وأكد الناطق أنه لا يوجد اي تحديد لاتصالات ترامب بزعماء الدول وله الحق والحرية بالقيام بذلك.

وحول كيفية حصول حزب الله على المصفحات والدبابات الأمريكية التي عرضت في حمص؟

أجاب الناطق «اننا مازلنا نحقق في الأمر. وتقوم السفارة الأمريكية في بيروت بالإتصال مع قيادة الجيش اللبناني للتحقيق بالصور التي نشرت على الإنترنت لأسلحة حزب الله الأمريكية في سوريا، وقد قال الجيش اللبناني ان الدبابات ام 113 اس الأمريكية لم يكن مصدرها الجيش اللبناني وإنها قديمة جداً وصنعت منذ 40 إلى 50 عامًا وتتوافر في بلدان عدة في المنطقة، ومن الصعب تحديد مصدرها، ولكننا نعمل مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والأجهزة الاستخباراتية لمعرفة المزيد حول مصادر تلك الدبابات لحزب الله».

ورفض ان يحدد الدول التي حصلت على هذه الدبابات الأمريكية، ولكن من المعروف أن بعض الدول التي حصلت على هذا النوع من الدبابات الأمريكية هي اسرائيل وايران في عهد الشاه والعراق حالياً.

 

الخلافات في صفوف المعارضة السورية المسلحة تؤدي إلى خسائر جغرافية وبشرية

خليل السامح

حماة ـ «القدس العربي»: مع استمرار المعارك منذ أكثر من سنة في مدينة حلب وريفها وتقدم قوات المعارضة هناك، حاول تنظيم «جند الأقصى» المُنسحب أخيراً من تشكيل «جيش الفتح» بدء معركة بشكل فردي تستهدف تحرير الريف الشمالي لمدينة حماه وصولاً إليها، فانحازت إليه الكثير من الفصائل المتناثرة، وقاموا بتشكيل قوة حررت الكثير من المناطق التي تكثر فيها النقاط الأمنية للنظام السوري، منها «معردس، صوران، حلفايا، معان وطيبة الإمام»، وقاموا بكسر الطوق الأمني الأول عن مدينة حماه.

وتزامن ذلك مع ضبط سيارة على حواجز «أحرار الشام» تابعة لتنظيم «جند الأقصى» فيها عدد من المهاجرين، كانت تتجه شرقاً إلى مدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة»، الأمر الذي أشعل شرارة لبدء اقتتال شرس بين الفصيلين انتهى بالقضاء على «جند الأقصى» ودمجها ضمن «جبهة فتح الشام» وخسارة معظم المناطق التي سيطرت عليها المعارضة حديثاً في حلب وحماه.

يقول المقاتل في صفوف «جبهة فتح الشام» الملقب «أبو محمد الإدلبي»: إنه في ظل هذا الاقتتال ظهرت جماعات مجهولة الهوية قامات باستغلال الانفلات الأمني الحاصل، وتنفيذ عمليات خطف مدروس وقتل ممنهج لعدد من الأشخاص المحسوبين على احد الفصائل المؤثرة على الأرض، أو من المدنيين العزُل بهدف إرباك الساحة المحررة وتسعير نار الفتنة بين الفصائل.

وتابع الإدلبي قائلاً: إن الشرعيين المحسوبين على الفصائل انحصرت مهمتهم في الانحياز لمجموعاتهم، والدفاع عنها بدلاً من فض النزاع، والمطالبة بوقف النار بعد مقتل خيرة المقاتلين بين الطرفين.

بدوره، قال أبو حسين الحموي: هناك العديد من المقاتلين اعتزلوا هذا الاقتتال وآثروا البقاء في منازلهم والتزام الحياد عن هذا النزاع، الذي سموه بـ»الفتنة».

وأضاف «لقد عاينتُ مراحل الثورة منذ بدايتها وبجميع مراحلها من الحراك السلمي إلى تشكيل ألوية الجيش الحر والكتائب المناهضة للنظام إلى الوقت الحالي الذي تدخلت فيه روسيا وإيران بالملف السوري، فلم أجد يوماً أننا انسحبنا من معركةٍ أو خسرنا مناطق واسعة لضعفٍ منا أو لقلة في العدد والعدّة، بل كان السبب هو الخلافات الفصائلية المقيتة وطبيعة بعض الأمراء الأنانية الذين لم يكونوا يوماً على قدر المسؤولية والدراية بالسياسة العسكرية التي تتطلبها المعركة الحالية الحساسة من عمر الثورة السورية».

 

التوتر الأمني يعود مجددا إلى مدن الساحل السوري… فتاة تختطف وسط النهار ورجل يحرق نفسه

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: انتشرت أخيرا عمليات سرقة وسطو مسلح على تجار في مدن الساحل تبعتها عمليات خطف وسرقة عبر عناصر يرتدون لباساً عسكرية مشابهاً للباس قوات الأمن، آخر الأحداث الأمنية التي زادت من توتر الأوضاع في مدينة اللاذقية عملية خطف طالت فتاة في الثامنة عشرة تدعى رهف انجروا، أكدت أم عمر من اللاذقية أن الفتاة مخطوبة وكانت ترتب أوراق سفرها للحاق بخطيبها إلى اوروبا، وقد كانت بصحبة والدتها في احد الاسواق التجارية وسط المدينة (حي الشيخ ضاهر)، إلا أن الفتاة طلبت من والدتها التوجه إلى المنزل وأنها ستلحقها، لأن والدتها كانت تشعر بالتعب.

وحسب أم عمر فقد اختفت الفتاة في 13 من الشهر الحالي، وأكد المصدر أن اهلها يرجحون انها تعرضت للخطف عبر احد سائقي سيارات الأجرة العامة في المدينة.

وفي منتصف الشهر الماضي رصدت عدسة الكاميرا في سوق التجار عملية سرقة وسط النهار، حيث اقدم شخص على سرقة دراجة نارية أمام أعين الناس دون أي ردة فعل، ونشرت الحادثة على فيسبوك على صفحة «شبكة أخبار اللاذقية».

وبالانتقال إلى مدينة جبلة، أقدم رجل من عائلة زيدان في مدينة جبلة على حرق نفسه وسط الناس في سوق العمارة بعد تضييق شرطة البلدية على الباعة الجوالين في المدينة، ويرى احد وجهاء مدينة اللاذقية أن الأمور تسير إلى «الهاوية»، حسب تعبيره، ويقول: «القبضة الأمنية الشديدة تتساهل كثيراً مع ابناء الطائفة العلوية وصلوا إلى درجة الاعتقاد بأنهم الاوصياء على المدينة، وكل رجل مقرب من رأس النظام يقسم الأحياء حسب هواه، فيقول مثلاً ان هذا الحي لي والاخر لابن عمي، ويحق لهم طرد ومعاقبة من يريدون، وحتى ظاهرة حمل السلاح بين العلويين باتت عادية وفق القانون، بينما تعتبر جريمة اذا كانت مع آخرين معارضين مثلاً.

ويضيف: هناك فقراء ومرضى ينامون على الارصفة في الشوارع لا أحد يريد مساعدتهم خشية التبعات القانونية التي تتدخل فيها أفرع الأمن السيئة السمعة.

كما أشار إلى قيام مليشيات عسكرية من ريف جبلة بانتهاز السلطة الممنوحة لهم من قبل النظام وتنفيذ عمليات سطو وسرقة على الطرقات، وكان آخرها قيام مجموعة مؤلفة من اربعة اشخاص يرتدون الزي العسكري بعمليات «تشبيح « على المدنيين في منطقة رأس العين في ريف جبلة، وأكد أن السلطات ألقت القبض عليهم لكن بعد أن نفذوا عشرات العمليات باسم الدولة السورية.

نشطاء من أبناء اللاذقية يؤكدون أن الأوضاع الأمنية متردية في المدينة، وأدت إلى تفشي ظواهر عديدة بعلم قوات الأمن ومن بينها انتشار ظاهرة التسول في احياء المدينة، وغالباً ما يكون هؤلاء إما لصوصاً أو متعاونين مع النظام الامر الذي يثير خوف السكان، فالمكان الذي تنتشر فيه هذه الظاهرة غالباً ما ستكون النتيجة عملية سطو أو جريمة قتل، وفق ما أكدته ام عمر.

يرى ناشطون أن النظام السوري يبدع في ابتكار الطرق التي تتيح له الحصول على معلومات تخص معارضيه في الأحياء السنية خصوصاً، ويسمح لأبناء الطائفة العلوية تنفيذ اجندات خاصة بعضها يكون انتقامياً كنوع من السلطة، سيما وانهم يعانون من فقدان شبانهم في معارك مع المعارضة المسلحة، حتى أن بعضهم يرى كل من يرتاد المسجد أو يلتحي يكون من انصار تنظيم «الدولة» او «النصرة».

 

مجلس الأمن يمدد التحقيق بهجمات الغاز السام في سورية

وافق مجلس الأمن الدولي، ليل الخميس – الجمعة، على تمديد تحقيق دولي يهدف إلى تحديد المسؤولين عن هجمات بأسلحة كيماوية وقعت في سورية، بما يمهد الطريق لمواجهة بشأن كيفية معاقبتهم.

وأقر مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً قرار التمديد لعام واحد الذي صاغته الولايات المتحدة بالإجماع.

ووجد التحقيق، الذي تجريه الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بالفعل أنّ قوات النظام السوري مسؤولة عن ثلاث هجمات بغاز الكلور، وأنّ تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) استخدم غاز الخردل.

وأملت كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى أعضاء في مجلس الأمن، في بدء مفاوضات بشأن مشروع قرار، لمحاسبة المسؤولين عن الهجمات بما يشمل على الأرجح عقوبات من الأمم المتحدة.

 

وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنتا باور إن “آلية التحقيق المشتركة هي أداة أساسية لمكافحة الإفلات من العقاب”، مؤكدةً أن هناك “أدلة موثوقاً بها على هجمات عديدة أخرى بالأسلحة الكيميائية شنها النظام السوري”.

في المقابل، اعتبرت روسيا، وهي حليف للرئيس السوري بشار الأسد، أنّ نتائج التحقيق لا يمكن أن تستخدم لاتخاذ إجراءات في مجلس الأمن، وإن الحكومة السورية يجب أنّ تحقق في الاتهامات.

 

وصوّت المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الأسبوع الماضي، لإدانة استخدام النظام السوري و”داعش” مواد سامة محظورة.

(رويترز, فرانس برس)

 

مناطق الهدن في محيط دمشق… حياة اللاحرب واللاسلم

ريان محمد

لم يتردد النظام السوري طوال سنوات في اللجوء إلى سياسة الحصار والتجويع والقصف قبل أن يتمكن من فرض اتفاقات عرفت باسم “هدن الجوع”، إذ إنها تمحورت حول وقف القصف والاشتباكات التي تتعرض لها المناطق المحاصرة مقابل السماح بإدخال المواد الغذائية وحركة المدنيين غير المطلوبين أمنياً. وتحول هذا الوضع إلى أمر واقع في مناطق عدة تقع في محيط العاصمة السورية دمشق على غرار برزة، وببيلا، ويلدا، وبيت سحم، وعقربا.

وتحاصر القوات النظامية والمليشيات الموالية لها، منذ عام 2012، عشرات الآلاف من المدنيين في جنوب دمشق بمناطقه المهادنة باتفاقات علنية أو بحكم الأمر الواقع – كمناطق تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أو جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً). وتعتمد قوات النظام في حصارها على حواجز ترابية مدعمة مرتفعة، إضافة إلى نقاط قنص وحراسة ودشم تساندها مدرعات ثقيلة. في مقابل ذلك تترك قوات النظام معبرين لحركة دخول المدنيين والبضائع، الأول في ببيلا والثاني في حي العسالي. وأطلق الأهالي اسم “ميدنا” (من مأذنة) على المعبر في حي العسالي.

تقول أم مهند، ربة منزل في الخمسينيات من العمر، وهي نازحة اضطرت للخروج من منزلها من مخيم فلسطين جنوب دمشق منذ عام 2012 باتجاه العاصمة السورية، في حديث مع “العربي الجديد” إنه “بعد اتفاق الهدنة الأخير في جنوب دمشق، أصبحت أختي المقيمة في ببيلا قادرة على دعوتي لزيارتها، وقد دخلت إلى الآن مرتين، ورافقتني للاطمئنان على منزلي على أطراف مخيم فلسطين”. وتضيف “لا أستطيع أن أصف مدى سعادتي وأنا أرى بيتي بعد أكثر من 4 سنوات، والحمد الله أنه على حاله لم يتهدم كغيره، حتى أن الأثاث بغالبيته مازال موجوداً”.

تروي السيدة الفلسطينية كيف أنها في المرة الأولى أدخلت كمية قليلة من المواد الغذائية كهدية لعائلة أختها. وتضيف “أخرجت معي قطعة كهربائية منزلية كنت في حاجتها، إضافة بعض الملابس التي اشريتها، والتي هي أرخص من مثيلاتها في مناطق النظام، وذلك يشمل أسعار الأدوات المنزلية الكهربائية أو غير الكهربائية”. وتلفت إلى أن “حواجز الفصائل المسلحة والنظام كانت تسمح في البداية بنقل مثل هذه الأغراض، إلا أنها أخيراً فرضت العديد من القيود، إذ أصبح إخراج أي قطعة بحاجة إلى معرفة بعناصر الحواجز أو دفع مبالغ مالية مقابل ذلك”.

وتوضح أم مهند أن “عملية الدخول إلى ببيلا لم تكن معقدة”. وتصف مراحلها في حديث مع “العربي الجديد” بالقول “وصلت إلى حاجز القوات النظامية باكراً ووقفت ضمن صف الداخلين. أخذوا بطاقتي الشخصية وفتشوني وفتشوا أغراضي، ومن ثم وصلنا إلى حاجز القوات المعارضة والذي يبعد نحو 250 متراً، والذي يقوم بالإجراءات نفسها لأجد ابن أختي في انتظاري. طبعاً في الداخل أعداد كبيرة من الناس، بل فوجئت بالحركة داخل ببيلا، فهناك محال تجارية وبسطات، إضافة إلى حركة جيدة للناس والأطفال في الشوارع”. أما بالنسبة لرحلة تفقّد منزلها فتقول “عندما ذهبنا للاطمئنان على منزلي اضطررنا للبس النقاب الأسود، لأنه يقع في منطقة خاضعة لجبهة النصرة أو فتح الشام الآن. لكن على كل حال لم يتعرض لنا أحد ونحن حاولنا ألّا نتجول في منطقتهم، حتى أن الحركة كانت خفيفة مقارنة ببيلا”، على حد وصفها.

من جهته، يشرح الناشط الإعلامي في جنوب دمشق، أحمد مصطفى، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “معبر ببيلا هو خاص باتفاق هدنة ببيلا ــ يلدا ــ بيت سحم، والمسؤول عنه من جهة النظام هو فرع فلسطين التابع للاستخبارات العسكرية”. ويوضح أنه “يُسمح عبره بحركة المدنيين من هذه المناطق بشكل مباشر، علماً أن غالبية الحركة تقتصر على النساء والأطفال وكبار السن، وجزء ضئيل جداً من الشباب الذين أجروا تسوية لأوضاعهم، منهم طلاب ومنهم موظفون”. من جهة ثانية، يشير مصطفى إلى أن “من يطلق عليهم الغربتلية (مشتقة من غرباء وهي تسمية تستخدم لوصف من هم ليسوا من أبناء هذه المناطق ويرغبون بالخروج لمناطق النظام أو استقبال أقارب لهم)، فهم مضطرون لأن يسجلوا أسماءهم أو أسماء أقاربهم لدى لجنة مختصة بانتظار الرد، والذي قد يستغرق أياما عدة ليحدد بالموافقة أو الرفض. علماً أنه لا ضمانات بعدم اعتقالهم من قبل النظام، فكل من يخرج أو يدخل يكون ذلك على مسؤوليته الشخصية”.

ووفقاً للناشط نفسه، فإنه “في بداية تطبيق الاتفاق كان يسمح للأهل بإخراج بعض الأدوات المنزلية، إلا أن حواجز المعارضة والنظام سرعان ما قيدت الأمر، فاقتصر الوضع على إخراج البضائع من المستودعات والورش الكبيرة، لصالح أشخاص محددين بالاتفاق مع ضباط النظام ومقابل مبالغ مالية. أما إخراج الأدوات المنزلية فبقي قسراً على الواسطة، ما جعله في حدوده الدنيا، في وقت يسمح النظام لتجار معروفين بإدخال الحاجات الأساسية والحطب، مقابل مبالغ مالية متوافق عليها”.

ويلفت مصطفى إلى أن “المعبر الثاني في جنوب دمشق هو في العسالي، ويشمل القدم والعسالي والحجر الأسود، وكان لداعش دور مهم في إقراره، وهو معبر أقل تقييداً من معبر ببيلا”، على حد وصفه.

ووفقاً لمصطفى “يسمح بخروج ودخول الجميع من نساء وأطفال وكبار السن ما عدا الشباب، في وقت تعتبر حركة البضائع قليلة جداً بسبب قلة التجار، في حين تفرض القيود نفسها على إخراج الأدوات الكهربائية في المعبرين”. ويوضح أنه “يتجمع كل من سجل اسمه راغباً بالخروج، في الصباح الباكر بالقرب من الحاجز التابع للفصائل، وتتم عملية الإخراج في مجموعات عبر حافلة صغيرة إلى حاجز النظام الذي يبعد نحو 800 متر، ويستمر هذا الخروج حتى الساعة 12 ظهراً، ليبدأ موعد الدخول إلى الساعة الـ4 عصراً”.

وعن الحياة داخل جنوب دمشق، يبين مصطفى أن “نحو 90 في المائة من سكان جنوب دمشق يعانون من البطالة والفقر المدقع”. ويشير إلى أنهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية والمحلية، والتي تعتبر أساساً لتبادل البضائع مع ما يتوفر في السوق.

كما يتوقف مصطفى عند ظاهرة أخرى، لافتاً إلى أنه “في ظل حياة اللاحرب واللاسلم بدأ الشباب يبحثون عن مواصلة حياتهم، فجزء كبير تزوج ويحلم بطفل يحمل اسمه. علماً أن التقاليد والعادات الخاصة بالزواج قد تغيرت فلا مهر يدفع ولا ذهب يقدم. ويقتصر الأمر على بعض الملابس البسيطة وحفلة صغيرة”. كما يوضح أن “هناك شبابا تابعوا تحصيلهم العلمي عبر التعليم عن بعد، علماً أن الهاجس الأكبر لدى الجميع هو مصيرهم المجهول، إذ لا أحد يعلم إلى أين قد تتجه الأمور، وما إذا كانوا سيبقون في مناطقهم أم سيهجرون كأهالي المناطق الأخرى في دمشق وريفها”.

العربي الجديد

 

أعزاز: “الشامية” والفصائل..صراعات السيطرة والفساد

عمرو ياسين

عاد الخلاف بين الفصائل المسلحة في أعزاز، في الشمال الحلبي قرب الحدود السورية-التركية، إلى الواجهة من جديد، بعدما شهد مقر عسكري لـ”حركة نور الدين الزنكي”، الخميس، تفجيراً أودى بحياة 14 مقاتلاً وتعددت الروايات حوله.

 

الرواية الأكثر تداولاً تؤكد أن الانفجار نتج عن مجموعة ألغام كان مقاتلو الحركة يقومون بزرعها حول المقر، الذي يحتوي بدوره على أسلحة وذخائر. وزرع الحركة للألغام المتفجرة في محيط موقعها في إعزاز هو للتصدي لمحاولات “مجلس مارع العسكري” الذي كان قد تدخل في وقت سابق لفض النزاع، وأصدر بيانات دعا فيها الفصائل المتقاتلة إلى إفراغ المقرات داخل المدينة، وتسليمه كافة الأسلحة والذخائر التي تم الاستيلاء عليها ليعمل على رأب الصدع الحاصل في ما بينها كمرحلة لاحقة.

 

من جهتها، ادعت “الزنكي” أن الانفجار نتج عن سيارة مفخخة كانت مركونة أمام المقر، وتم تفجيرها عن بعد. الحركة لم تتهم فصيلاً بعينه بتدبير التفجير. وتقدم “حركة الزنكي” دلائل على ذلك بأنها تحتفظ ببقايا السيارة المفخخة التي انفجرت أمام المقر العسكري. وربما عزز ادعاءات “الزنكي” تسريبات صوتية لأحد قادة “الجبهة الشامية” يتحدث فيها عن مقر “أبو العلاء الديري” التابع لـ”حركة الزنكي”، ويرصد فيها أوقات تواجد مقاتلي الحركة في المقر والأوقات التي يكون فيها الموقع خالياً إلا من بعض أشخاص لحراسته.

 

الاحتقان والترقب سادا الموقف في الشمال الحلبي، بعد التطورات الأخيرة، وانسحاب “فرقة الصفوة الإسلامية” من “مجلس مارع العسكري”، وهي أحد مكوناته العسكرية على خلفية محاولة التدخل لفض النزاع. كما أصدرت “حركة الزنكي” بياناً قالت فيه إن “مجلس مارع العسكري” يُعتبر طرفاً لا جهة حيادية، واعتبرته  منحازاً لـ”الجبهة الشامية” التي رحبت بمقرراته ودعت لحل الخلاف في بيان لها صدر الخميس.

 

ويبدو أن دعوة “مجلس مدينة إعزاز” الأخيرة، في بيان له، يطلب فيه من الفصائل العسكرية المتواجدة داخل المدينة إخلاء مقراتها ومغادرة المدينة، لم تلقَ أذاناً صاغية. التصعيد وحده المتوقع في أعزاز وما حولها، ليمتد إلى معبر باب السلامة الحدودي، الذي تسيطر عليه “الجبهة الشامية”.

 

ومن المتوقع أن تعاود كل من “فرقة الصفوة الإسلامية” و”حركة نور الدين الزنكي”، بالإضافة إلى “جيش الشمال” و”لواء أحرار سوريا” المنضمين حديثاً للحركة، وكتائب تابعة لـ”حركة أحرار الشام الإسلامية” مهاجمة مقرات “الجبهة الشامية” داخل أعزاز وخارجها.

 

وتؤكد الفصائل باستمرار أنها لا تستهدف “الشامية” كجسم عسكري، بل تطالب بتسليم عدد من الأشخاص كقائد “الشامية” حسام سلامة، والقياديين أبو علي سجو، ومصطفى كورج، المتهمين بـ”الفساد والخيانة”.

 

واجتمع حلف الفصائل على قتال “الشامية” بعدما تلاقت مصالحهم، ولدى كل فصيل دوافعه الخاصة. فـ”جيش الشمال” يرغب في بسط سيطرته على إعزاز التي تخضع لسيطرة “لواء عاصفة الشمال” التابع لـ”الجبهة الشامية”، وكلاهما من المدينة ذاتها. بينما تسعى “أحرار الشام” و”الزنكي” إلى تقوية وجودهما عبر القضاء على أبرز منافسيهما هناك؛ “الشامية”.

 

ولا تبدو ادعاءات الفصائل التي تقف في مواجهة “الجبهة الشامية” وتسعى لسحقها، بريئة كما يتم تصويرها، فالأصل في الخلاف هو محاولة تلك الفصائل مقاسمة “الشامية” في الموارد المالية التي تحصل عليها من إدارة معبر باب السلامة، والمعابر الداخلية التي تديرها، خصوصاً الحاجز العسكري الذي تتحكم فيه والذي يمر منه الطريق نحو عفرين الواقعة تحت سيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية.

 

أما عن الفساد الذي تتحدث عنه الفصائل التي تنوي اقتلاع “الشامية” فلا يقتصر على شخصيات بارزة ومتحكمة في “الشامية”، بل يتعداها ليشمل معظم الفصائل المتمركزة في الشمال الحلبي والتي تقاتل “وحدات الحماية” الكردية وتنظيم “الدولة الإسلامية”. أمراء الحرب في ريف حلب الشمالي، المنتمون للفصائل المسلحة، متهمون بشكل مباشر، بتسهيل دخول شاحنات أسمدة إلى مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” قبل طردها مؤخراً من ريف حلب الشمالي. والأسمدة يستخدمها التنظيم لصناعة المفخخات.

 

وتعتبر الحواجز المنتشرة بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة التنظيم، مورداً مهماً يدرُّ عشرات آلاف الدولارات، يومياً، من خلال فرض “ضرائب” مالية ضخمة على المدنيين القادمين من الشرق والشمال الشرقي السوري، ممن هجّرهم “داعش” و”قسد”.

 

كذلك الاتهامات بشأن تهريب الأسلحة والذخائر إلى عفرين وبيعها لـ”وحدات الحماية” ليست من حصة قادة معروفين في “الشامية” فقط، بل تشمل العديد من الشخصيات المحسوبة على الفصائل التي تنشط بشكل كبير في مدينة إعزاز، وتعتبر قاعد انطلاق لكل عمليات التهريب والاتجار بالبشر. اتهام الفصائل بتوريد الأسلحة والذخائر لـ”وحدات الحماية” لم يأتِ من فراغ، فقسم كبير من الأسلحة تلك، استخدمتها “الوحدات” في التصدي لهجوم المعارضة الأخير، والذي كان يهدف لاستعادة تل رفعت. ومن بين الأسلحة التي استخدمتها “الوحدات” للتصدي لهجوم المعارضة؛ قذائف هاون أميركية وذخائر متوسطة بالإضافة لعربات عسكرية رباعية الدفع، كانت فصائل قد باعتها لـ”الوحدات”.

 

من جانب آخر، لا يمكن اختصار الأسباب التي أدت لاندلاع الاقتتال الداخلي في الشمال الحلبي، في مسألة الصراع على المال والسلطة، بين مكونات المنطقة العسكرية. بل يمكن أيضاً العثور على غضب تركي من “الشامية” التي لم تعد تصرفاتها تروق للأجهزة الأمنية التركية المسؤولة عن المنطقة. فـ”الشامية” ونتيجة تحكمها بمردود مالي هائل من معبر باب السلامة، لا تأبه كثيراً للتوجيهات التركية.

 

الموقف التركي الممتعض من “الشامية” بسبب إدارتها الفاسدة للمعبر الحدودي، تجلى بشكل غير رسمي، في الصحافة التركية التي كتبت عن عدد من الشخصيات في الجبهة، أبرزها أبو علي سجو، من المتهمين بتهريب الأسلحة لـ”وحدات الحماية” الكردية والتعاون معها في مجالات متعددة عبر علاقات شخصية مع قادة “الوحدات”.

 

الفصائل فشلت في تحقيق أهدافها في الزمان والمكان المحددين، بسبب صمود بعض المواقع ومقاومتها، ورفضها للتسليم، من بينها مواقع في أعزاز ومحيطها قرب المخيمات الحدودية مع تركيا شمال شرقي أعزاز.

 

وتزامن اقتتال المعارضة المسلحة في اعزاز مع إغلاق معبر باب السلامة من قبل الجانب التركي، وتوقفت معه حركة المعبر التجاري. وقد أعلن، الخميس، عن فتح معبر جرابلس شمال شرقي حلب لإدخال البضائع كبديل عن السلامة الذي ما يزال متوقفاً حتى الآن. ويُرجع مراقبون سبب الإغلاق إلى محاولة تركية للضغط على “الشامية” للقبول بمطالب الفصائل.

 

ولا يمكن مقارنة النفوذ التركي في ريف حلب الشمالي، مع ذاك الواقع في منطقة جرابلس شمال شرقي حلب، فالأمر مختلف تماماً من جوانب متعددة. ففي جرابلس، تتمتع تركيا بنفوذ واسع على الفصائل هناك، بينما ماتزال المعارضة في ريف حلب الشمالي تمتلك هامشاً كبيراً من قرارها، وتتوافق أحياناً مع الرغبات التركية ولا تتلاقى في أحيان أخرى.

 

وتعتبر حركتا “أحرار الشام الإسلامية” و”نور الدين الزنكي” من الفصائل الدخيلة على المنطقة في الشمال الحلبي، قرب الحدود التركية. وهي لا تمتلك العدد والعتاد الذي يوازي مثلاً ثقل “فرقة الصفوة الإسلامية”، أو “الجبهة الشامية” التي تعتبر وريثة “لواء التوحيد” الذي كان مسيطراً على كامل حلب بين العامين 2012 و2013. ولعل مدن تل رفعت وإعزاز ومارع، من المدن الأكثر تصديراً لمقاتلي “الشامية” بالتشارك طبعاً مع عندان ورتيان وبيانون وحريتان.

 

ولا تزال الخشية قائمة من انجرار بعض الفصائل المحلية خلف “الزنكي” و”أحرار الشام”، والعمل على التصعيد من جديد ضد “الشامية”، ما من شأنه تقوية وجود الحركتين في الشمال اللتين لا تتمتعان بتأييد شعبي في المنطقة. فـ”الزنكي” نشأت في ريف حلب الغربي، بينما تحاول “أحرار الشام” التوسع والتمدد أكثر في حلب قادمة من إدلب.

 

الفايننشال تايمز: سكان حلب يخيرون بين الاستسلام أو الجوع

بي. بي. سي.

نشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا عن أوضاع ومعاناة سكان شرقي حلب المحاصرين والبالغ عددهم 275 ألفا.

 

وكتبت إيريكا سولومون تقول على لسان طبيب بأحد مستشفيات حلب كلما زادت وتيرة الغارات الجوية على حي الشعار، تبعثرت الأشلاء على الأرض، ثم تجمع بعدها في أكياس ليتعرف عليها الأهل في مستشفى البيان.

 

وتجلس العائلات معا لفرز أشلاء أقاربها الذين مزقتهم جثثهم القنابل.

 

وتحدثت الكاتبة مع الطبيب حاتم الذي شاهد مثل هذه الصور في مستشفى البيان، وهو يساعد عجوزا في دفن ما تعتقد أنه كيس فيه أشلاء زوجها، ولكن امرأة أخرى ربتت على كتفيهما قائلة إنهما أخذا بالخطأ أشلاء ابنها، فإحداهما تقول هذه رجل زوجي والأخرى تقول هذه ذراع ابني، وكلاهما تبكيان، ولا تريد أي منهما التخلي عن أي طرف من جثة قتيلها لتدفن في قبر آخر.

 

وتذكر إيريكا سولومون أن الغارات الجوية الروسية الجديدة على مناطق المعارضة، شمالي سوريا، هذا الأسبوع، وللمرة الثالثة هذا العام، تسببت في مأساة قتل فيها العشرات، وأشاعت الفوضى والدمار في الأحياء الشرقية من المدينة.

 

وتقول الكاتبة إن 1،2 مليون شخص يعيشون في حصار تام، وتقدر الأمم المتحدة نحو 4 ملايين من السكان “يصعب الوصول إليهم”، من بينهم 275 ألفا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، شرقي حلب، يتعرضون لحصار تام.

 

وتتعرض جميع المناطق في الشمال إلى الغارات الجوية، فقد سقطت القنابل هذا الأسبوع على ريف حلب، ومحافظة إدلب شمال غربي البلاد.

 

ويخشى الناس في شرقي حلب من انهيار الأوضاع تماما، حسب الكاتبة، إذ ان العديد من العائلات تعيش على وجبة طعام واحدة في اليوم، وهي أرز أو عدس، وكلما قلت المؤونة زاد التوتر والغضب مثلما نقرأ على إحدى اللافتات كتابة تنتقد المجلس المحلي على طريقة توزيع المواد الغذائية، كما تعرضت المستشفيات للتخريب، فلم تبق إلا 5 مراكز صحية أوشكت الأدوية فيها على النفاد.

 

ويقدر الأطباء أن الأدوية ووسائل العلاج في مستشفى الأطفال قد تكفي حتى شهر ديسمبر/ كانون الأول، أما في مستشفى أمراض النساء فيرون أنه لن يصمد أكثر من شهر واحد إذا تواصلت الغارات الجوية واستمر توافد الأعداد الكبيرة من المصابين.

 

حلب تتعرض لقصف بقنابل الكلور والصواريخ المجنحة  

قتل عدد من المدنيين في حلب وأصيب آخرون بحالات اختناق بسبب قصف النظام السوري أحياء المدينة ببراميل تحوي غاز الكلور، في وقت أعلنت روسيا أن طائراتها الإستراتيجية قصفت بالصواريخ المجنحة مواقع بسوريا.

 

وقال مراسل الجزيرة في حلب إن عدة حالات اختناق وصلت إلى المستشفى الميداني جراء إلقاء مروحيات النظام السوري براميل متفجرة تحوي غاز الكلور على حي هنانو والأرض الحمرة في مدينة حلب المحاصرة.

 

وأضاف المراسل أن الطيران استهدف المستشفى ذاته بقنابل مظلية أدت إلى خروجه عن العمل جراء الدمار الذي لحق به، كما استهدف القصف بالبراميل المتفجرة والمدافع مختلف الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب.

 

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن القصف الجوي والمدفعي العنيف لقوات النظام على شرق حلب أجبر السكان على البقاء في منازلهم بعد ليلة شهدت اشتباكات عنيفة في جنوب المدينة.

 

وقالت شبكة سوريا مباشر إن سبعة قتلى من عائلة واحدة أغلبهم أطفال سقطوا في غارات جوية على بلدة عرادة بريف حلب الغربي، بعد استهداف منزلهم بالصواريخ، مما أدى إلى تدميره بشكل كامل.

 

من جهته قال مركز حلب الإعلامي إن قتلى وجرحى سقطوا في غارات جوية على بلدتي قبتان الجبل وكفرجوم في ريف حلب الغربي، تزامنا مع غارات مماثلة على بعض أحياء حلب المحاصرة، واشتباكات على جبهة الشيخ سعيد بالمدينة.

 

وكان مراسل الجزيرة في ريف دمشق قال في وقت سابق إن عشرة قتلى بينهم نساء، إضافة إلى عشرات الجرحى، سقطوا في قصف مدفعي وجوي من قوات النظام السوري، استهدف مدن وبلدات سقبا وحمورية وكفربطنا ودوُما التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في غوطة دمشق الشرقية.

 

صواريخ مجنحة

في الأثناء قالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرات إستراتيجية روسية قصفت بصواريخ مجنحة من منطقة في البحر الأبيض المتوسط مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في سوريا.

 

وقال بيان للوزارة إن الطائرات أقلعت من قاعدة جوية في روسيا وقطعت مسافة أكثر من أحد عشر ألف كيلومتر، وحلقت فوق البحار الشمالية ومنطقة شرق المحيط الأطلسي ثم عادت إلى قواعدها بعد تنفيذ مهمتها القتالية.

 

كما قصفت الطائرات مواقع لتنظيم الدولة وجبهة فتح الشام انطلاقا من حاملة الطائرات كوزنتسوف وقاعدة حميميم، وشمل القصف مراكز قيادة ومستودعات ذخيرة، حسب المصادر الروسية.

 

يذكر أن طيران النظام السوري والطيران الروسي يشنان منذ أيام غارات مكثفة على أحياء مدينة حلب وبلدات ريف المحافظة خلفت عشرات الضحايا، بعد رفض المعارضة المسلحة الخروج من أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

ميركل: الأسد لن يكون حليفا لألمانيا  

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يمكن أن يكون حليفا لبلادها، وإنه يتحمل مسؤولية المأساة الإنسانية التي يعيشها شعبه.

 

وقالت ميركل أثناء مؤتمر صحفي مشترك الخميس مع الرئيس الأميركي باراك أوباما عقب لقائهما في العاصمة برلين إن “الأسد قصف شعبه بشكل مخيف جدا مستخدما البراميل المتفجرة”.

 

وحملت المستشارة الألمانية الأسد مسؤولية المأساة الإنسانية التي تشهدها مدينة حلب، مشيرة إلى أن “معظم اللاجئين جاؤوا إلى هنا هربا من الأسد، وليس من تنظيم الدولة الإرهابي، لذلك لا يمكن للأسد أن يكون حليفا من وجهة نظري الشخصية”.

 

وأثناء المؤتمر الصحفي دعا أوباما خليفته المنتخب دونالد ترمب إلى الوقوف في وجه روسيا حليفة النظام السوري “عندما لا تحترم قيمنا والمعايير الدولية”.

 

وكان ترمب قد أكد في أول حواراته على إثر انتخابه رئيسا جديدا للولايات المتحدة أنه سيتعاون مع روسيا في مكافحة “الإرهاب”، وأن إسقاط النظام السوري ليس أولوية بالنسبة له.

 

يذكر أن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قد طالب سابقا النظام السوري بالتوقف عن قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة، وعبر عن انزعاج بلاده الشديد من التقارير التي تفيد بمقتل مدنيين في عمليات قصف للنظام السوري بحلب وغيرها.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

أوباما: ساذج من يتوقع تغيير سياسة روسيا في سوريا

برلين – فرانس برس

بشيء من التشاؤم، تناول الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما السياسة الروسية في سوريا. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك عقده الخميس في برلين بعد اجتماع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: “من السذاجة توقع أي تغيير في سياسة موسكو.” وأضاف: “إنه سيكون من السذاجة توقع تحول 180 درجة من جانب روسيا أو الرئيس السوري بشار الأسد لكن الولايات المتحدة وحلفاءها سيواصلون محاولة إحداث تغيير لإنهاء الصراع الدموي في سوريا.”

وأكد أنه “بعد كل القدرات العسكرية التي سخرتها موسكو لدعم أفعال نظام الأسد الوحشية لسحق المعارضة والقصف العشوائي الذي نراه ليس فقط في حلب، وإنما أيضاً في أجزاء كثيرة من البلاد على مدى السنوات الماضية، لا يمكن توقع تغير شامل في الموقف الروسي أو الإيراني أو سياسة نظام الأسد في هذه اللحظة”

كما شدد على ضرورة أن تضغط روسيا على الأسد، “للاعتراف بأن السلام الدائم في سوريا يحتاج موافقة الشعب التي لا يمكن كسبها عبر قتل الناس”.

إلى ذلك، أعرب عن أمله في أن يقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب في وجه روسيا في حال الضرورة وألا يسعى إلى تسويات بأي ثمن مع موسكو. وقال “آمل أن يكون لدى الرئيس المنتخب الإرادة في الوقوف في وجه روسيا عندما لا تحترم قيمنا والمعايير الدولية”.

وأضاف أن “الرئيس المنتخب لن يتبع مقاربتنا بالكامل، لكن أملي هو ألا يتبع الواقعية السياسية” التي تمر عبر “صفقات مع روسيا” تريح الولايات المتحدة بشكل آني، لكنها تؤدي إلى أضرار جانبية جسيمة.

يأتي ذلك وسط تصعيد للقصف والغارات على مختلف أنحاء سوريا، وفي ظل تنديد المعارضة بالصمت الدولي إزاء المجزرة المستمرة في حلب.

ووسط هذا التصعيد “الدامي” في حلب والمستمر منذ أيام، عقد الخميس لقاء خجول تناول الوضع السوري بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، لم تسفر عنه مواقف واضحة حتى الساعة.

 

الأمم المتحدة: قصف المشافي في سوريا جرائم حرب

أكد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الخميس أن مهاجمة المرافق والمستشفيات الطبية في حلب وإدلب شمالي سوريا خلال الأيام الماضية “قد يرقى إلى جريمة حرب”.

ودعا حق في مؤتمر صحفي في نيويورك جميع الأطراف المعنية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا وليس في حلب فقط، معبراً عن قلق الأمم المتحدة من تكثيف القصف الجوي شرقي حلب وفي ريفها الغربي وإدلب، خلال اليومين الماضيين، الأمر الذي أودى بحياة العشرات ودمر البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية والمدارس، ومن بينها مرفقين طبيين بحسب قوله.

على صعيد آخر، أقر مجلس الأمن ليل الخميس بالإجماع تمديد فترة عمل لجنة التحقق من وقوع هجمات كيمياوية في سوريا لمدة سنة تنتهي في نوفمبر المقبل 2017.

 

حجاب: موسكو تستغل فراغ السلطة بواشنطن لضرب السوريين

ردود أفعال متباينة للمجازر المرتكبة في سوريا خلال الساعات الأخيرة، فعقب لقاءه مع وزيرة الخارجية الأسترالية، دعا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب إلى حراك سياسي دولي مكثف لوقف المجازر التي تشهدها مدينةُ حلب.

وأشار حجاب إلى أن روسيا تسعى للحسم مستغلة الفراغَ السياسي خلال عملية انتقال الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية.

ونوه حجاب إلى أن النظام السوري رفض كل الطروحات التي قدمت في بداية الثورة لتحقيق الانتقال السياسي وتجنب إراقة الدماء، مشدداً على ضرورة إلزام النظام وروسيا بوقف العمليات العدائية بشكل فوري.

وأكد حجاب على عدم القبول بأي دور للأسد في مستقبل سوريا واصفا إياه بأنه منفصل عن الواقع وبأن همه الأكبر البقاء على كرسي الحكم.

 

أوباما يطالب ترامب بالتصدي لروسيا وعدم توقيع اتفاقيات “مؤذية” مع بوتين

برلين، ألمانيا (CNN)– دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الخميس، الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى أن يتصدى لروسيا عندما تنتهك القواعد الدولية، وكشف أنه نصحه بتخفيف حدة لهجته الخطابية التي استخدمها خلال حملته الانتخابية.

 

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألمانية أنغيلا ميركل في برلين، قال أوباما إنه يجب مواجهة موسكو مباشرة في قضايا مثل أوكرانيا وسوريا، ونصح أوباما ترامب بعدم عقد صفقات يمكن أن تضر الأمريكيين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

وأعرب أوباما عن أمله في أن يكون لدى ترامب “الإرادة لمواجهة روسيا عندما تنحرف عن قيمنا والقواعد الدولية”، وقال: “لا أتوقع أن يتبع الرئيس المنتخب مسارنا الحالي نفسه، ولكن أملي هو ألا يعقد صفقات مع روسيا، إذا كانت ستؤذي الناس أو تنتهك القواعد الدولية أو تترك الدول الصغيرة معرضة للهجوم”.

 

وأكد أوباما، الذي يقوم بجولة خارجية أخيرة لطمأنة الحلفاء قبل تسليمه السلطة في يناير المقبل، أنه نصح ترامب بتخفيف حدة خطابه، قائلا إن “ما قد يصلح في حشد التأييد وإثارة الحماس خلال الحملات الانتخابية، ربما يكون مختلفا عما يصلح في أمور الحكم”. وأضاف أوباما أن لديه “تفاؤل حذر” حيال تغيير ترامب ليصبح قائدا جديا عندما يتولى مسؤوليات البيت الأبيض.

 

اليوم الثالث من حملة قصف الأسد لشرق حلب

تصلنا تقارير من الناشطين السوريين على أرض الواقع تفيد بوقوع عشرات التفجيرات.. براميل متفجرة ومدفعيات. والكثير من هذه التفجيرات تحدث في مناطق مأهولة ومليئة بالمدنيين. تضيف التقارير أن عدد القتلى في اليوم الثالث ارتفع من 21 إلى 45، ما يعني مقتل 140 شخصاً خلال ثلاثة أيام من القصف المستمر. وإذا استمرت وتيرة الخسائر هكذا، فسيصبح عدد القتلى أكثر حتى من الحالة السابقة حيث قُتل 500 شخص في شهر واحد، والتي حدثت قبل ثلاثة أسابيع من الرسالة المشؤومة التي وصلت يوم الأحد الماضي تخبر سكان شرق حلب أن لديهم خيار الخروج أو الموت.

 

الطعام والأدوية قليل جداً، ونحن على اتصال مع السكان، بينهم أب لرضيع في الشهر الرابع من عمره، وهو يدعو ألا يمرض ابنه لأنه يعلم أن ليس هناك دواء. كما تحدثنا مع رجل زوجته حامل بالشهر السابع، وهو يقول إنها لا تستطيع أخذ فيتامينات ما قبل الولادة وهي تعاني من سوء تغذية بسبب عدم وجود الطعام في السوق. أغلب النساء الحوامل في شرق حلب لا تعانين فقط من سوء التغذية بل حياتهن في خطر أيضاً خلال الولادة. إنها حقيقة محبطة فعلاً بالنسبة للآباء والأمهات الذين يجلبون الأطفال إلى هذا العالم في حين لا يعرفون كيف يبدو مستقبلهم.

 

نرى فيديوهات لأطفال يحملون حقائبهم المدرسية ويمشون وسط الدمار باكيين. هم يعيشون الخوف كل يوم، وبالنسبة للأطفال بهذا العمر في شرق حلب، هذه الحقيقة الوحيدة التي يعرفونها، فهم لا يعرفون كيف تبدو الحياة من دون خوف.

 

وللأسف، لا يستطيع آباؤهم أن يواسوهم لأنهم لا يعلمون ما الذي سيحدث في المستقبل. لقد رأينا النظام في الماضي يستخدم الحصار لقطع مناطق المعارضة عن العالم الخارجي، وقصفها، وتجويع شعوبها. لكن هناك أكثر من ربع مليون مدني في شرق حلب مع ثمانية آلاف مقاتل للمعارضة.. بين هؤلاء المدنيين الكثير من الأطفال، المزيد منهم يُقتلون في حملة القصف هذه ومن المتوقع موت المزيد بالتأكيد إذا استمر هدر الدماء هذا.

 

إلياسون: محققون من الأمم المتحدة يجمعون الأدلة في موقع هجوم حلب

جنيف (رويترز) – قال يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة يوم الجمعة إن محققي المنظمة الدولية الذين يحققون في هجوم دام على قافلة للمنظمة قرب مدينة حلب السورية في سبتمبر أيلول الماضي موجودون في المنطقة لجمع الأدلة وإنهم سيحيلون الأمر لمجلس الأمن إن هم تمكنوا من تحديد منفذه.

 

وأضاف إلياسون في مؤتمر صحفي في جنيف “نعرف أنها مهمة صعبة… ندرك أن من الممكن التلاعب في الأدلة أو اختفاءها.” وتابع “هجوم من هذا النوع يصل بلا أدنى شك إلى حد جريمة الحرب.”

 

وأردف “نتمنى الحصول على معلومات كافية بحيث نتمكن من تقديم تحقيق متماسك في أسرع وقت ممكن.”

 

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى