أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 29 تموز 2012


واشنطن تخشى تكرار سيناريو العراق في سورية وتدعو للحافظ على أجهزة الأسد

أميركا – يو بي أي – حثّت الإدارة الأميركية المعارضة السورية على الامتناع عن تفكيك الأجهزة الأمنية والحكومية التابعة للنظام الحاكم بشكل كامل لتفادي وضع مماثل للوضع في العراق في حال مقتل الرئيس بشار الأسد أو إجباره على التخلي عن السلطة.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” اليوم الأحد أن إدارة الرئيس باراك أوباما حذرت المعارضة السورية ودعتها إلى عدم تفكيك الأجهزة الأمنية والحكومية التابعة للأسد في حال قتل أو أجبر على التخلي عن السلطة، لأن المسؤولين الأميركيين يريدون تفادي وضعاً مشابهاً للوضع في العراق الذي أعقب الغزو الأميركي عام 2003.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين وفي جلسات إستراتيجية مفصلة خلال الأسابيع الماضية حثوا المتمردين والمعارضة السياسية السورية على رفض أعمال الانتقام ذات الطابع الطائفي في حال سقوط حكومة الأسد.

وأضاف المسؤولون إنهم يسعون إلى تعلم المعارضة السورية من خطأ الولايات المتحدة في العراق، حيث أدى حلّ الجيش وغيره من المؤسسات إلى زيادة الاضطرابات.

وقال مسؤول أميركي رفض الكشف عن اسمه “لا يمكن حلّ ذلك النظام بشكل كامل لأنه سيكون هناك حاجة لتلك المؤسسات في عملية انتقالية سياسية”.

وأشارت الصحيفة إلى أن المكاسب التي حققتها المعارضة السورية مؤخراً يزيد القناعة الأميركية بأن الأسد سيسقط أو يقتل في النهاية، غير ان عدداً من الدبلوماسيين الغربيين والعرب يرون أن النظام لا يزال يملك موارد كافية ليسيطر عسكرياً على مدن أساسية لعدة أشهر ما قد يعني زيادة في أعمال العنف.

وقال دبلوماسي في الشرق الأوسط إن “أيام الأسد معدودة ما يجعله أكثر تشدداً من قبل، الآن سيهاجم بشراسة وإيران تدعمه بكل ما لديها”.

وقال محللون من خارج الإدارة الأميركية إن الأسد قد يصمد لأشهر ولكن ليس إلى ما لا نهاية.

وتحث الإدارة الأميركية المعارضة السورية على احترام حقوق الأقليات في مرحلة ما بعد الأسد.

وقالت الصحيفة إن الإدارة الأميركية تعلّمت من درس العراق بعد أن تمّ تسريح حتى عناصر النظام الأقل مرتبة من الحكومات ما أدى إلى فراغ في البلاد.

وأشارت إلى أنه من بين أسباب حذر الإدارة الأميركية في دعم المعارضة المسلحة في سورية وجود أدلة حول صلة للقاعدة ببعض المجموعات المقاتلة.

المروحيات تشارك في قصف حلب ونزوح كبير للاهالي

دمشق، بيروت، موسكو – «الحياة»، رويترز، ا ب

عاشت مدينة حلب امس يوماً من القصف العنيف من قبل قوات النظام شاركت فيه مروحيات الجيش، واستهدف خصوصاً حي صلاح الدين الذي كان من بين الاحياء الاولى التي سيطر عليها «الجيش السوري الحر» بعدما نجح النظام في اخراج قوات هذا الجيش من دمشق. واستخدمت قوات النظام طائرات الهليكوبتر ومدفعية الهاون في القصف الذي ادى الى نزوح كبير للسكان الى القرى المجاورة التي تسيطر عليها قوات المعارضة او الى المناطق الحدودية داخل تركيا.

واعلن قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في «الجيش السوري الحر» العقيد عبد الجبار العكيدي انه تم وقف هجوم قوات النظام «بعدما تكبدت خسائر كبيرة»، مشيراً الى «تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود بالاضافة الى انشقاق طاقمي دبابتين». واكد ان «القوات النظامية لم تحقق اي تقدم بل تراجعت الى مواقعها السابقة في حي الحمدانية».

ولفت العكيدي الى ان الوضع مساء امس السبت «كان يقتصر على قيام قوات النظام بقصف الاحياء الخارجة عن سيطرتها بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقا من حي الحمدانية وكلية المدفعية».

وقال رجل في الاربعينات من العمر كان ينقل اسرته على دراجة نارية انه هارب من القتال في حلب وانه في طريقه الى بلدة أعزاز القريبة من الحدود التركية. ونقلت عنه وكالة «رويترز» قوله «إننا نعيش في منطقة حرب. أنا وأقاربي نتحرك هنا وهناك في محاولة للبقاء بعيداً عن القتال. غادرنا حلب عندما شاهدنا الدخان وطائرات الهليكوبتر تطلق النار».

وقال احد مقاتلي المعارضة على حاجز عند مدخل مدينة الاتارب ان اكثر من ثلاثة الف لاجئ عبروا الجمعة، لكن النزوح لم ينقطع منذ صباح امس، وهرب خلال ساعات قبل الظهر اكثر من الف مدني.

وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان اشتباكات هي الاعنف منذ بدء الثورة كانت تدور امس في احياء عدة من حلب. واشار الى استقدام الجيش تعزيزات الى حي صلاح الدين الذي استمر القصف عليه وعلى مساكن هنانو بالتزامن مع تحليق الطائرات الحوامة التي تستخدم رشاشاتها. وشوهدت دبابات في حي سيف الدولة ووقعت اشتباكات عنيفة على مداخل حي الصاخور واحياء اخرى.

وذكر المرصد ان الوضع في حلب جيد بالنسبة الى الثوار حتى الآن لانه على رغم استخدام الدبابات فان الجيش النظامي لم يُحرز اي تقدم منذ الصباح ودمرت له خمس دبابات.

وذكر مراسل لوكالة «فرانس برس» ان حلب تعاني انقطاع المياه والكهرباء، ويواجه الذين بقوا فيها صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز. وقال متحدث باسم ناشطين في حلب للوكالة عبر «سكايب» ان «آلاف الناس خرجوا الى الشوارع هرباً من القصف، وهم في حالة ذعر من قصف المروحيات التي كانت تحلق على علو منخفض».

ولفت الى ان «عدداً كبيراً من المدنيين لجأوا الى الحدائق العامة، ومعظمهم احتمى في المدارس»، موضحاً ان هؤلاء «لا يمكنهم مغادرة المنطقة كما ان لا مكان آمن تبقى لهم في سورية».

وفي الطريق المؤدي الى حلب من الحدود التركية أقام جنود منشقون نقاط تفتيش كتب عليها انها تابعة لـ «الجيش السوري الحر». وعند مداخل حلب من الشمال كان عدد كبير من القرويين يتسوقون أو يعملون في حقولهم. لكن أمكن ايضاً مشاهدة مقاتلين من «الجيش الحر» في حين كانت طائرات هليكوبتر عسكرية تحلق فوق المنطقة.

وفي حين تتركز الانظار على حلب وردت انباء عن وقوع قتال في مناطق اخرى في انحاء سورية مثل درعا مهد الانتفاضة وحمص وحماة. وتحدثت مصادر المعارضة عن مواجهات مع قوات النظام في معضمية الشام بريف دمشق وفي مدينة دير الزور. وقالت المعارضة ان اكثر من 125 قتيلاً سقطوا امس ننتيجة قصف قوات النظام. بينما ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان اكثر من 20 ألف قتيل سقطوا في سورية منذ بدء الاحتجاجات ضد النظام بينهم 13978 مدنياً ومقاتلاً معارضاً، بالاضافة الى 968 منشقاً، و5082 من القوات النظامية.

وحذرت موسكو أمس من انها لن تتعاون في تنفيذ العقوبات الاوروبية الجديدة ضد سورية مشددة على انها لن تقبل بأي تفتيش لسفنها وطائراتها التي يشتبه في انها تنقل اسلحة الى دمشق. وكانت روسيا دانت الاربعاء العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الاوروبي الاثنين الماضي على سورية ووصفتها بانها بمثابة «حصار». وتشمل هذه الاجراءات تجميد ارصدة جديدة واجراء عمليات تفتيش ملزمة للسفن والطائرات المتجهة الى دمشق.

من جهة اخرى قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس انه سيحاول مرة اخرى اقناع روسيا والصين بتأييد عقوبات مشددة ضد نظام الرئيس بشار الاسد من أجل تجاوز مأزق ديبلوماسي ومنع المزيد من إراقة الدماء. واضاف انه سيبذل جهودا جديدة كي تدرك موسكو وبكين «انه ستكون هناك فوضى وحرب اهلية إذا لم يتم وقف بشار الاسد سريعا» وقال «ان نظام الاسد يعرف ان مصيره محتوم ولهذا فانه سيستخدم القوة حتى النهاية… ودور الدول الاعضاء في مجلس الامن بالامم المتحدة هو التدخل بأسرع ما يمكن».

اشتباكات عنيفة في عدد من احياء مدينة حلب

بيروت – ا ف ب – تدور اشتباكات عنيفة الاحد في عدد من احياء حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي بدات امس السبت هجوما لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة بدون ان تحقق اي تقدم، غداة يوم شهد مقتل 168 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واشار المرصد في بيان الى ان احياء باب الحديد والزهراء والعرقوب ومخيم الحندرات في مدينة حلب (شمال) تشهد اشتباكات عنيفة، بينما تسمع اصوات انفجارت في عدة احياء اخرى وشوهدت المروحيات في سماء حيي صلاح الدين وسيف الدولة.

وفي مدينة حمص وسط سورية، لفت المرصد الى ان اشتباكات تدور بالقرب من قيادة الشرطة في بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، اسفرت عن سقوط مقاتل معارض.

وفي محافظة ريف دمشق، استمرت الحملة على بلدة معضمية الشام التي شهدت امس مقتل 29 شخصا. وقد واصلت القوات النظامية اليوم حملات الدهم والاعتقال، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل مدني برصاص قناص في بلدة عربين.

وجنوبا، تعرضت بلدات الحراك والغريا الغربية والكرك الشرقي في درعا للقصف من قبل القوات النظامية.

وقال المرصد ان “اشتباكات عنيفة تدور قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة ادلب (شمال غرب)، بينما قتل مدنيان بعد منتصف ليل السبت الاحد اثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف ادلب.

من جهتها ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان القوات النظامية في حماه (وسط)، اقتحمت العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج في سهل الغاب “وسط إطلاق نار كثيف ومحاصرة كفرنبودة من كل المداخل وقصفها بالرشاشات الثقيلة و إقتحام قرية المغير وهدم العديد من المنازل”.

وحصدت اعمال العنف في سورية امس 168 قتيلا هم 94 مدنيا و33 من المقاتلين المعارضين بالاضافة الى ما لا يقل عن 41 من القوات النظامية.

روسيا تؤكد «اختلاق» قائد بحريتها قضية استعادة «قواعد سوفياتية»!

موسكو – رائد جبر

سعت روسيا إلى التقليل من أهمية تصريحات أدلى بها قائد بحريتها الأميرال فيكتور تشيركوف أول من امس، حول إجراء مفاوضات لتعزيز الوجود العسكري لبلاده في مناطق مختلفة من العالم، واستعادة السيطرة على قواعد استخدمتها خلال «الحرب الباردة» في كوبا وفيتنام وجزر سيشيل.

وأفاد بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية بأن «تناول مسائل مرتبطة بالعلاقات بين الدول ليست من صلاحيات قائد البحرية، لذا لا يمكن عرضها بأي طريقة على وسائل إعلام». واعتبر ما نسب إلى الأميرال «محض اختلاق، علماً بأنه لم يدلِ بأي تصريح رسمي حول المسألة».

وكان تشيركوف أعلن في مقابلة مع وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية أن «موسكو تتفاوض مع كوبا وفيتنام وجزر سيشيل لإعادة التمركز في قواعد عسكرية شغلتها في هذه البلدان خلال الحقبة السوفياتية».

وأجاب رداً على سؤال عن الشوط الذي قطعته المفاوضات: «نواصل العمل كي تستطيع قواتنا البحرية التمركز خارج حدود الاتحاد الروسي، وندرس إنشاء نقاط دعم مادي وتقني في كوبا وجزر سيشيل وفيتنام».

كما تطرق تشيركوف إلى الوجود العسكري الروسي في البحر المتوسط، وقال: «لن نتخلى أبداً عن قاعدة طرطوس السورية، لأنها تشكل منفذاً اساسياً لنشاط أسطول البحر الأسود في المياه الدولية، كما تستخدم لتموين وإمداد السفن الروسية لتنفيذ مهمات لمكافحة القرصنة في خليج عدن».

وأثارت تصريحات الأميرال الروسي ضجة كبيرة، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول عسكري روسي بارز نيات لإعادة نشر القوات الضاربة الروسية في مناطق مختلفة من العالم، وإعادة تأهيل محطات تجسس أساسية استخدمتها الدولة العظمى سابقاً خلال حربها الباردة مع الغرب، خصوصاً في كوبا.

وكان لافتاً أن تصريحات تشيركوف جاءت قبل ساعات من لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفيتنامي تروانغ تان سانغ، واستباق الرئيس الفيتنامي اللقاء بتأكيد أقوال الأميرال الروسي، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم تسهيلات واسعة لروسيا من أجل إعادة استخدام هذه القاعدة. لكن البيان الختامي للاجتماع خلا من أي إشارة إلى إبرام اتفاق حول مسألة الوجود العسكري الروسي في قاعدة «كام رانه» الفيتنامية.

وكانت روسيا أعلنت عام 2001 التخلي عن قاعدتها البحرية في «كام رانه» جنوب فيتنام، والتي كانت استأجرتها بموجب اتفاق وقِع بين هانوي والاتحاد السوفياتي السابق عام 1979. كما أعلنت انسحابها من كوبا حيث امتلكت محطة تجسس في لورديس عادت إلى الحقبة السوفياتية.

وعزت موسكو حينها هذه القرارات إلى المعطيات الجديدة في العالم، وضرورة إعادة تركيز جهودها لمواجهة التهديد الإرهابي.

ولم تحتفظ روسيا، إلا بمرفأ سيفاستوبول في جنوب أوكرانيا حيث مقر أسطولها في البحر الأسود، وبنقطة إمداد ومساعدة تقنية في مرفأ طرطوس السوري والذي تستخدمه البحرية الروسية منذ السبعينات من القرن العشرين.

وأبدت الولايات المتحدة قلقها من التقارب المحتمل بين موسكو وحلفائها في العهد السوفياتي، وقال الناطق باسم وزارة دفاعها جورج ليتل إن «تملك روسيا مصالح في أنحاء العالم وحق تعزيزها، كما نملك أيضاً مصلحة كبيرة في الحفاظ على علاقات عسكرية جيدة مع الروس».

هجوم عنيف على معاقل المقاتلين المعارضين في حلب

بيروت، حلب – أ ف ب، رويترز

بدأ الجيش السوري فجر أمس هجوماً على أحياء في مدينة حلب، شمال سورية، حيث يتمركز المقاتلون المعارضون وبعض المقاتلين الأجانب، فيما أبلغ مصدر أمني سوري «فرانس برس» أن «كل المنافذ الساخنة جرى إغلاقها بالكامل لمنع هروب الإرهابيين».

وفي غضون ذلك، ارتفع إلى أكثر من 20 ألف قتيل عدد ضحايا أعمال العنف في سورية منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 15 آذار (مارس) 2011 بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وأفاد مراسل «فرانس برس» في حلب بأن حي صلاح الدين في المدينة شهد معارك عنيفة مع فجر أمس حيث اشتعلت النيران في أربعة مبان، في وقت تمركز المقاتلون المعارضون وبعض المقاتلين الأجانب في الشوارع وبعض الأبنية خلال تصديهم لهجوم الجيش السوري.

وأفاد المراسل بأن الهجوم «بدأ الساعة الرابعة فجراً. وبعد ثماني ساعات لا يزال القصف وإطلاق النار غزيراً. هذا جنون».

وأضاف أن اربع طائرات مروحية كانت تطلق الصواريخ ونيران رشاشاتها، مع سقوط قذائف المدفعية والدبابات، على الحي المحاصر من كل الجهات.

وتضم المجموعات المسلحة المعارضة مقاتلين سوريين وكذلك مقاتلين أجانب إسلاميين يقولون انهم ينضوون تحت راية «لواء التوحيد المجاهدين» وهم قادمون من الشيشان والجزائر والسويد ومن مسلمي فرنسا.

وحين كان مراسل «فرانس برس» يهم بإعطاء الهاتف لأحد المقاتلين الفرنسيين لإجراء حديث معه، انقطع الخط.

كذلك تصدى المقاتلون المعارضون لهجوم شنته القوات النظامية على حي الحمدانية حيث كان يتواجد مراسل «فرانس برس». وعلى الطريق شوهدت ثلاث دبابات وآليتان مدرعتان للقوات النظامية وقد دمرها مقاتلون معارضون، بالإضافة إلى جثث خمس أو ست من القوات النظامية، مقابل أربعة من المقاتلين المعارضين.

وأفاد قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي بأن «جيش النظام حاول الهجوم على صلاح الدين لكن الحمدلله فإن أبطال الجيش الحر صدوا الهجوم ودمروا ثماني آليات ومدرعات».

وأشار العكيدي إلى «وجود نحو 100 دبابة لجيش النظام خارج صلاح الدين تم استقدامها من الجهة الغربية».

وأكد أن معركة حلب «ستكون قاسية لغياب التكافؤ، لكن لدينا ثقة بالله ولدينا التصميم».

وفي احد الأحياء جنوب غربي مدينة حلب، اظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت مقاتلين معارضين وقد ثبتوا مدفعاً رشاشاً على شاحنة صغيرة حمراء اللون رشت على جانبها عبارة «لواء التوحيد المجاهدين»، حيث كانوا يطلقون النيران بشكل كثيف باتجاه الطائرات المروحية، وسط صيحات تكبير اطلقها مقاتلون محتشدون إلى جنب الطريق.

وفي فيديو آخر، تظهر بناية تحترق وتسمع أصوات إطلاق نار بالتزامن مع سماع صوت المؤذن يتلو آيات قرآنية من جامع قريب.

وشهدت المنطقة منذ الجمعة نزوحاً للنساء والأطفال بشكل خاص هرباً نحو مناطق أكثر أمناً، في حين احتمى من فضل البقاء منهم في أقبية المنازل.

وأفاد عامر، وهو متحدث باسم ناشطين في حلب، بأن «آلاف الناس خرجوا إلى الشوارع هرباً من القصف، وهم في حالة ذعر من قصف المروحيات التي كانت تحلق على علو منخفض».

ولفت إلى أن «عدداً كبيراً من المدنيين لجأوا إلى الحدائق العامة، ومعظمهم احتمى في المدارس»، موضحاً أن هؤلاء «لا يمكنهم مغادرة المنطقة كما انه لم يتبق لهم أي مكان آمن في سورية».

وأفادت معلومات جمعها مراسل «فرانس برس» بأن المعارضين المسلحين لم يشنوا أي هجوم كبير منذ يومين بهدف الإبقاء على ذخائرهم من القذائف المضادة للدروع (آر بي جي).

وقال إن حلب تعاني انقطاع المياه والكهرباء، بينما يواجه الذين بقوا فيها صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز.

وأبلغ مصدر امني سوري «فرانس برس» أن «كل المنافذ الساخنة جرى إغلاقها بالكامل لمنع هروب الإرهابيين».

من جهة أخرى، اعلن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن أن 63 شخصاً قتلوا في سورية السبت حيث بدأ الجيش السوري هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب، ثاني مدن البلاد.

وقال عبد الرحمن بعد إعلان بدء الهجوم على حلب، إن «اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في أحياء عدة» في المدينة.

وأشار إلى استقدام الجيش السوري «تعزيزات عسكرية إلى حي صلاح الدين» الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين ويقع جنوب غربي العاصمة الاقتصادية للبلاد.

وتحدث عن «مروحيات تشارك في الاشتباكات على مداخل الحي الذي يتعرض للقصف»، مشيراً إلى «مشاهدة دبابات في حي سيف الدولة واشتباكات عنيفة على مداخل حي الصاخور وأحياء أخرى».

وأشار إلى «سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح».

ويتحصن المعارضون المسلحون خصوصاً في الأحياء الجنوبية والجنوبية الغربية لحلب.

وفي هذا السياق، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأجهزة الأمنية المختصة اشتبكت السبت مع «مجموعة إرهابية مسلحة تستقل سيارة نوع كيا وتقوم بترويع الأهالي وإطلاق النار في حي الفرقان بحلب».

وفي حي سليمان الحلبي في المدينة وبعد تلقي معلومات من الأهالي نصبت الجهات المختصة مكمناً لمجموعة إرهابية مسلحة تستقل سيارة لاند كروز لونها بني، بحسب «سانا».

وأفاد المصدر بأن الاشتباك «أدى إلى القضاء على الإرهابيين ومصادرة أسلحتهم وتدمير السيارة التي كانت بحوزتهم».

كما أوردت «سانا» أن الجهات المختصة «لاحقت مجموعة إرهابية أخرى في حي الأنصاري الشرقي وأسفر الاشتباك عن إلحاق خسائر فادحة في صفوف المجموعة الإرهابية ومصادرة أسلحتهم وسيارة من نوع جيلي كانت بحوزتهم وجهازين لاسلكيين وجهاز ثريا».

وفي حين تتركز الأنظار على حلب وردت أنباء عن وقوع قتال في بلدات عدة في أنحاء سورية، مثل درعا مهد الانتفاضة وحماة بالإضافة إلى حمص التي سقط فيها العدد الأكبر من القتلى.

وحصدت أعمال العنف في سورية السبت 63 قتيلاً، بحسب المرصد، هم 29 مدنياً منهم 12 في معضمية الشام بريف دمشق التي تعرضت لاقتحام القوات النظامية، بالإضافة إلى 18 مقاتلاً معارضاً، و16 من القوات النظامية.

وفي دمشق، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن حي كفرسوسة يشهد «حملة دهم واعتقالات في منطقة القاري من قبل قوات الأمن والشبيحة».

وفي حمص، قال المرصد إن أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء.

وفي حماة (وسط)، اقتحمت القوات النظامية بلدة كرناز بعد القصف العنيف الذي تعرضت له وبدأت حملة مداهمات وإحراق منازل، بحسب المرصد الذي أشار إلى اشتباكات في مدينة دير الزور (شرق) حيث يتعرض حيي الحميدية والشيخ ياسين للقصف.

وتحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة» تدور بين المعارضين المسلحين والقوات النظامية التي «تحاول اقتحام منطقة اللجاة (في درعا جنوب) بأعداد كبيرة من المركبات العسكرية والدبابات».

وينظر إلى معركة السيطرة على حلب، التي يسكنها 2.5 مليون نسمة، على أنها اختبار حاسم لقدرة الحكومة على السيطرة على مركزي القوة الأساسيين وهما حلب ودمشق في مواجهة تمرد متنام، خصوصاً أن المدينتين بقيتا حتى وقت قريب من الأماكن الآمنة في سورية.

ويعتقد خبراء عسكريون انه في الوقت الذي سيتغلب فيه جيش الأسد الأقوى على المعارضة في حلب والمدن الكبرى الأخرى فإنه يجازف بفقد السيطرة في الريف لوجود شك في ولاء قطاعات كبيرة من الجيش هناك.

وقال المحلل أيهم كامل من «أوراسيا غروب» إن «قوات الأسد ستحقق على الأرجح انتصاراً تكتيكياً سيمثل انتكاسة لقوات المعارضة وسيمكن النظام من إظهار تفوقه العسكري» غير انه أضاف أن المعارضة تزداد قوة بينما الجيش آخذ في الضعف.

في غضون ذلك، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن أعمال العنف في سورية حصدت اكثر من 20 ألف قتيل منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 15 آذار 2011.

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن انه «حتى منتصف ليل 27 تموز (يوليو) الجاري بلغ عدد القتلى في سورية نتيجة الاحتجاجات 20028 قتيلاً»، مشيراً إلى أن بينهم «13978 مدنياً ومقاتلاً معارضاً، بالإضافة إلى 968 منشقاً، و5082 من القوات النظامية».

ويحصي المرصد القتلى من المقاتلين المعارضين، أي المسلحين، ضمن حصيلة القتلى المدنيين.

ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل منذ توقفت الأمم المتحدة عن إحصاء الضحايا في أواخر العام 2011، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود المفروضة على تحركات الإعلاميين.

المعركة الفاصلة تغرق حلب في أحلك ساعاتها

الطيران يشارك في القتال ونزوح كثيف للأهالي

هولاند يطالب موسكو وبيجينغ بتدارك الموقف

لافروف: لا نفكر حتى في منح الأسد حق اللجوء

تعيش حلب ثانية كبرى المدن السورية منذ فجر امس احلك ساعاتها واكثرها قسوة وبشاعة مع بدء الجيش السوري هجومه الكاسح على احيائها وبيوتها مستخدما كل انواع الاسلحة بما في ذلك الطيران الحربي الذي شارك في القصف، في مواجهة مقاتلين بأسلحة خفيفة ومتوسطة انتشروا في الشوارع وبينهم مقاتلون من جنسيات مختلفة، كما افادت وكالات انباء عالمية، مما ينذر بان يكون مصير المدينة مثل مصير مدن وبلدات سورية اخرى دمارا وخرابا ونزوحا ومجازر. (راجع العرب والعالم)

وفتحت نيران المعركة الفاصلة في حلب، على رغم الهدنة الاولمبية في النزاعات التي تعلن تقليديا في فترة اقامة دورات الالعاب الاولمبية. وتسبب القتال بسقوط عشرات القتلى ونزوح الاف عن المدينة.

ومساء اكد “الجيش السوري الحر” وقف الهجوم الذي بدأه الجيش السوري النظامي، من دون تحقيق اي تقدم، مؤكدا في الوقت عينه تواصل القصف المدفعي. واشار الى ان القوات النظامية “لم تحقق اي تقدم لا بل هي تراجعت الى مواقعها السابقة في حي الحمدانية”، موضحا ان “اوتوسترادا يفصل بين حي الحمدانية (الذي يسيطر عليه الجيش النظامي) وحي صلاح الدين (الذي يتحصن فيه الثوار)”. ولفت الى ان الوضع مساء “كان يقتصر على قيام قوات النظام بقصف الاحياء الخارجة عن سيطرتها بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقا من حي الحمدانية وكلية المدفعية”.

هولاند

دوليا، تواصلت المواقف من الازمة السورية على انقسامها بين الغرب من جهة، وروسيا من جهة أخرى.

 وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارة لمدينة مونلوزان في جنوب غرب فرنسا: “ان دور دول مجلس الامن هو التدخل في اسرع وقت ممكن” لوقف اراقة الدماء في سوريا. واضاف: “اتوجه مرة اخرى الى روسيا والصين لكي تأخذا في الاعتبار ان سوريا ستكون عرضة للفوضى والحرب الاهلية في حال لم يتم وقف بشار الاسد في اسرع وقت”. وشدد على ان “الوقت لم يفت بعد، الا ان كل يوم يمر يحدث فيه قمع واحتجاجات وبالتالي مجازر”.

لافروف

ومن جهته، اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه “قريبا سيكون لدينا بعض الاتصالات المقررة” مع معارضين سوريين “سواء في سوريا أو في الخارج”.

 وسئل عن امكان منح حق الرئيس  بشار الاسد اللجوء، فأجاب: “اننا لا نفكر حتى في هذا الامر”.

 وكان لافروف حذر في وقت سابق من وقوع “مأساة” في حلب، معتبرا انه “من غير الواقعي” تصور ان تبقى الحكومة السورية مكتوفة الايدي فيما يحتل مسلحون معارضون المدن الكبرى.

وجدد تأكيده أن لا علاقة خاصة لموسكو بالحكومة السورية، قائلا: “لسنا أقرب اصدقاء النظام السوري ولم نكن كذلك. أفضل اصدقائه في اوروبا”.

اطلاق رهائن

وبعد الاعلان عن اطلاق رهينتين ايطاليتين في سوريا، اكدت وزارة الخارجية التشيكية   ان السلطات السورية اطلقت مواطنة تشيكية كانت محتجزة منذ نهاية حزيران الماضي للاشتباه في دعمها لمعارضي النظام السوري. وقال الناطق باسمها فيت كولار ان “المواطنة التشيكية ساندرا بيتاروفا التي اعتقلت واحتجزت في سوريا اطلقت” امس.

  واستنادا الى القناة العامة للتلفزيون التشيكي، فان والد ساندرا سوري الجنسية ومعارض معتدل للنظام السوري.

ضرب حزب العمال الكردستاني في سوريا سيكون خطرًا

أ. ف. ب.

اسطنبول: تتصدر مسألة وجود عناصر من متمردي حزب العمال الكردستاني التركي أو مقربين منه في شمال سوريا، جميع الخطب في أنقره التي تتحدث عن احتمال القيام بتحركات عسكرية أو حتى إنشاء منطقة عازلة، الأمر الذي يعتبره المحللون في غاية الخطورة.

فهذه الفكرة محفوفة بالمخاطر أولا لأن سوريا التي تشهد نزاعًا داخليًا ليست العراق حيث السلطة المركزية على غرار الادارة الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق، تآلفت طوعا او كرها مع الغارات التي يشنها الطيران الحربي التركي بين الحين والاخر على القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني.

وحذر الخبير عثمان بهادير دينتشر من مركز الدراسات حول الشرق الاوسط قائلا “ان اردتم تنفيذ (عملية) مطاردة في هذا الظرف الساخن في شمال سوريا، فان الحكومة السورية سترد بشكل مختلف جدا عن الحكومة العراقية”.

فالعلاقات متوترة اصلا بين دمشق وجارتها انقرة التي تطالب بانهاء القمع ورحيل الرئيس السوري بشار الاسد. ثم تفاقم تدهورها عندما اسقطت سوريا طائرة حربية تركية في 22 حزيران/يونيو قبالة سواحلها.

ويتوقع الاسوأ في هذه الحالة من نظام مسلح بقوة ويواجه وضعا حرجا ويحظى علاوة على ذلك بحلفاء لهم وزنهم.

وقال جنكيز جندار من صحيفة راديكال الليبرالية “ان ادخلت تركيا جنودا الى الاراضي السورية بمفردها وبدون غطاء عملية دولية، سيكون ذلك بمثابة استفزاز معلن لروسيا وايران”. وسيتسبب اسلوب القوة باضرار جانبية اخرى، لان اي عملية عسكرية “ستجر (تركيا) حتما الى مغامرات جديدة غير مستحبة، ستقوض ليس فقط التقارب الجاري مع شمال العراق الكردي، بل ستزيد المشكلة الكردية في تركيا تفاقما”.

و”سيحدث ذلك عداوة بين تركيا وجميع الاكراد” في الشرق الاوسط كما لفت جنكيز جندار. ويحمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الحكم في انقرة منذ 1984، ويطالب الان بدلا من الاستقلال، بحكم ذاتي في جنوب شرق الاناضول المأهول بغالبية كردية. واسفر هذا النزاع عن سقوط اكثر من 45 الف قتيل.

ويعتبر المحللون ان الحل الفعلي يمر عبر الدبلوماسية ولعبة النفوذ. “ففي هذه المنطقة من شمال سوريا (…) هناك العديد من العشائر العربية السنية وتتمتع بنفوذ كبير على السكان الاكراد” كما قال دينتشر. واضاف “ان استطاعت تركيا التعاون مع هذه العشائر فستتمكن من القضاء على نفوذ حزب العمال الكردستاني او حزب الاتحاد الديمقراطي” في اشارة الى حزب الاتحاد الديمقراطي السوري القريب من الكردستاني التركي.

واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء النظام السوري بانه وضع خمس مناطق في شمال سوريا “في عهدة” حزب العمال الكردستاني او حزب الاتحاد الديمقراطي للاساءة لتركيا، قبل ان يؤكد ان تركيا ستستخدم حقها في ملاحقة المتمردين في حال الضرورة. واعتبر ايضا ان انشاء منطقة عازلة في الاراضي السورية يشكل احد الخيارات الممكنة.

ولفت هيوغ بوب من مجموعة الازمات الدولية “ان الوضع اكثر فوضوية من ذلك (…) فالواقع هو ان حزب الاتحاد الديمقراطي لا يسيطر كليا على الوضع في شمال سوريا (…) ومن الواضح انهم يعملون في الوقت الحاضر بالتعاون مع مجموعات اخرى”.

وقد وقع المجلس الوطني الكردي الذي يضم اثني عشر حزبا كرديا سوريا، والمجلس الشعبي لكردستان الغربية المنبثق عن حزب الاتحاد الديمقراطي، في اربيل بشمال العراق في 11 تموز/يوليو الماضي اتفاقا لتوحيد الصفوف تحت رعاية الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني.

وفي هذه الحالة يبدو مفتاح مشاكل انقرة في اربيل عاصمة كردستان العراق التي يمكن ان تستخدم نفوذها لدى الحركات الكردية السورية لنزع فتيل التوترات مع تركيا. ويبدو ايضا ان الحكومة التركية ادركت هذا الامر، وسيتوجه وزير الخارجية احمد داود اوغلو الاربعاء الى اربيل ل”يتقاسم وجهة نظر” انقرة مع الاكراد العراقيين.

المجلس الوطني السوري يطالب بتسليح المعارضين ومحاكمة الأسد

طالب المجلس الوطني السوري المعارض الدول الصديقة والشقيقة الى تسليح المعارضين، مشددا على وجوب محاكمة الرئيس بشار الاسد لارتكابه “مجازر” بحق السوريين.

ابوظبي: دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض السبت الدول “الصديقة” و”الشقيقة” الى تسليح المعارضين السوريين، مشددا على وجوب محاكمة الرئيس بشار الاسد لارتكابه “مجازر” بحق السوريين، في وقت يشن الجيش النظامي هجوما على مدينة حلب في شمال البلاد.

وقال عبد الباسط سيدا في مؤتمر صحافي في ابوظبي “نتوجه الى الاشقاء والاصدقاء لتقديم الدعم الى الجيش الحر، الدعم الذي نريده هو دعم نوعي حيث ان الثوار يقاتلون باسلحة بدائية”.

واضاف “نريد سلاحا نستطيع به ايقاف الدبابات وايقاف الطائرات” التي يستخدمها النظام السوري في المواجهات.

واعتبر سيدا ان “التجربة اليمنية لا تطبق على سوريا”، في اشارة الى العفو الذي منح للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بعد تنحيه تحت وطأة ثورة شعبية.

وتابع “هناك مجازر، بالنسبة لنا بشار الاسد يجب ان يحاكم، هذا مجرم لا يمكن ان يؤمن له ملاذ امن”.

عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري خلال مؤتمر صحافي في الامارات

الى ذلك، اعلن سيدا ان المجلس الوطني السوري سيبحث موضوع الحكومة الانتقالية في سوريا مع “الفصائل على الارض”، مشددا على وجوب ان تترأس هذه الحكومة شخصية تلتزم اهداف الثورة.

وقال “نقوم بدراسة هذه الفكرة (حكومة انتقالية) وسنتواصل مع سائر القوى الموجودة بالفعل على الارض” في سوريا.

واضاف ان هذه الحكومة يجب ان تترأسها “شخصية وطنية نزيهة متوافق عليها ملتزمة باهداف الثورة السورية منذ بدايتها”.

وردا على سؤال عن مدى التنسيق مع العميد مناف طلاس، ابرز ضابط سوري اعلن انشقاقه عن النظام السوري وكان صديق الرئيس بشار الاسد، اوضح سيدا ان “التنسيق سيكون بالدرجة الاولى مع الفصائل على الارض”، وابرزها الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين عن الجيش النظامي ومقاتلين معارضين.

واعلن الجيش السوري الحر وقف الهجوم الذي بدأه الجيش السوري النظامي صباح السبت لاستعادة بعض احياء مدينة حلب، من دون تحقيق اي تقدم، مؤكدا في الوقت نفسه تواصل القصف المدفعي الذي ادى الى نزوح كبير للسكان.

وفيما بلغت حصيلة العنف في سوريا السبت 145 قتيلا هم 81 مدنيا و28 مقاتلا معارضا ومنشق واحد و35 جنديا نظاميا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد القتلى نتيجة اعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الاسد في 15 آذار/مارس 2011، بلغ حتى الجمعة 20028 قتيلا، مشيرا الى ان بينهم “13978 مدنيا ومقاتلا معارضا، بالاضافة الى 968 منشقا، و5082 من القوات النظامية”.

معارضون سوريون يتدربون في ألمانيا تأهباً لسقوط الأسد

أشرف أبو جلالة

خضع أعضاء من مختلف ديانات وجماعات المعارضة السورية لتدريبات في العاصمة الألمانية برلين، بمن فيهم جنرالات انشقوا عن الأسد، وذلك بهدف اقامة نظام ديمقراطي في حال سقوط بشار الأسد، بحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية.

القاهرة: أكدت مصادر دبلوماسية ألمانية أن أعضاء بارزين في حركة المعارضة السورية حصلوا مؤخراً على تدريبات في العاصمة الألمانية، برلين، بشأن الطريقة التي يمكنهم من خلالها إنشاء نظام ديمقراطي في حال خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة.

وأشارت في هذا السياق صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أن ما يقرب من 40 سورياً قد خضعوا لتلك التدريبات، بمن فيهم جنرالات انشقوا عن الأسد وخبراء اقتصاديين ومحامين يعيشون في المنفى. وأضافت الصحيفة أن تلك المجموعة ضمت أفراداً من ديانات وجماعات عرقية مختلفة، وكذلك أفراداً من جماعة الإخوان المسلمين.

وشددت المصادر الدبلوماسية على أن الحكومة الألمانية لم تشارك بشكل مباشر في تلك الاجتماعات، التي كانت تتم في إطار من السرية، وإن كانت تُبلَّغ بما يجري وتقدم في ذات الوقت الدعم اللوجيستي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية “هذه هي سياسة وزير الخارجية غيدو فيسترفيله المعلنة لتعزيز الترابط بداخل المعارضة السورية والمساهمة في تحويل قوى المعارضة السورية إلى قوى أكثر احترافية”.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن الجهة التي تقف وراء هذا المشروع الذي أطلق عليه “اليوم وبعد ذلك: دعم التحول الديمقراطي في سوريا” هو المعهد الأميركي للسلام، وأن قائمة الممولين شملت الخارجية الأميركية والخارجية السويسرية ومنظمات غير حكومية من هولندا والنرويج. وبحسب ما ذكره سيتفن هيديمان، رئيس المشروع لدى المعهد الأميركي للسلام، فإن قادة المعارضة يتحضرون لمرحلة ما بعد انهيار النظام، بهدف تجنب حدوث فوضى اقتصادية وضمان فرض النظام العام.

وأكد منظمو الحدث أن الخطط التي تم وضعها في برلين لم تهدف لتغيير الحكومة في دمشق. وكما أوضح هيديمان في مدونته بمجلة فورين بوليسي الأميركية، فإن المشروع يتركز على “اليوم التالي” في الوقت الذي يعمل فيه آخرون على “اليوم السابق”.

وتابع هيديمان حديثه بالإشارة إلى أن مسألة انهيار النظام كانت من بين النقاط التي تم التطرق إليها، مثلما تم التطرق للحديث عن الترتيبات الانتقالية، مؤكداً على ضرورة التحضر للعملية الانتقالية. وأضاف هيديمان أن النقاشات التي تمت حتى الآن تمحورت حول إصلاحات النظام القضائي، من بين عدة أمور أخرى، إلى جانب دور المعارضة المسلحة في مرحلة ما بعد رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة في الأخير.

وأشارت هآرتس إلى أن المرحلة المقبلة ستعنى بتكوين شبكة من المسؤولين لإدارة المرحلة الانتقالية، وأنه سيتم التركيز على أفراد النظام القديم الذين يمكنهم القيام بدور في سوريا الجديدة. وتعتزم المجموعة التي تلقت تلك التدريبات أن تتقدم بتوصياتها خلال الأسابيع المقبلة فيما يتعلق بمفهوم التحول والحكومة الانتقالية.

ورغم النجاحات التي يحققها الجيش السوري الحر، إلا أنه مازال ينظر إلى المعارضة السورية باعتبارها منقسمة وغير منظمة. وقد قلل كثير من الخبراء من دور المجلس الوطني السوري، رغم الاعتراف به مؤخراً من جانب مجموعة أصدقاء سوريا.

سكان حلب ينزحون الى غرب المدينة هربا من القصف

حلب: يتوافد سوريون هاربون من حلب، مكدسون في حافلة صغيرة او في عربة تجرها سيارة او في سيارات، ويتحدث الرجال بصوت خافت والى جانبهم نساء واطفال مرعوبون، وليس على لسانهم سوى كلمة واحدة: القصف.

وعلى مدخل مدينة الاتارب التي غمرها الغبار على مسافة ثلاثين كلم غرب حلب، يصل النازحون بدون انقطاع منذ الجمعة مرعوبين من هجوم شنه الجيش السوري صباح السبت.

وقال احد المقاتلين وهو يتحقق من هوية الوافدين بحثا عن شرطيين محتملين او عسكريين او عناصر “الشبيحة” ان “اكثر من ثلاثة الف لاجئ عبروا امس” الجمعة، “لكن النزوح لم ينقطع منذ هذا الصباح، فر اكثر من الف مدني من هذا الطريق”.

ودفعت شدة القصف بالالاف من سكان حلب، المركز الاقتصادي للبلاد، الى الطرقات هربا من المعارك الى القرى التي يسيطر عليها المتمردون او الى الجانب الاخر من الحدود في تركيا.

واوقف المقاتلون حافلة عند الحاجز ولزم فيها الصمت لاجئون ما زالوا تحت صدمة الفرار المتسرع، يعانون من شدة الحر، ولم ينطق احد باسمه لكن بعضهم لفظ كلمات حذرة دون التطرق لمصدر القصف والمعارك ودون اتهام الجيش النظامي او المتمردين.

وقال رجل وبقربه زوجته التي ترتدي نقابا اسود وتحمل رضيعا “اربعة ايام بدون ماء ولا كهرباء في السكري” احد احياء جنوب حلب، واضاف “هذا الصباح كانت القذائف تسقط على منازلنا وعماراتنا كل دقيقتين او ثلاث”.

يحمل المواطنون بعض  أمتعتهم في رحلة نزوحهم القسرية

توجهت العائلة الى محطة الحافلات وفرت من المدينة تحت القصف وقال الرجل منفعلا “رايت الطائرات تقصف والقذائف تسقط” وتحدث عن “صخب كبير” “واطفال يبكون” ثم رفض قول المزيد، والمقاتلون على عجلة والحافلة يجب ان تنطلق.

وفي حافلة اخرى يتحدث سوري في الستين من عمره تقريبا ويضع نظارات سميكة بغضب عن “القصف العشوائي”.

ويقول “القذائف تسقط في كل مكان من حي الفردوس (جنوب) بعض المباني انهارت، هناك قتلى وجرحى تحت الانقاض” مضيفا وهو يمد يديه مشيرا الى العجز “ماذا نستطيع ان نفعل سوى الفرار؟”

وتحدث اللاجئون عن القصف ايضا في حي صلاح الدين الذي يعتبر من معاقل المتمردين في حلب، وفي احياء المشهد والسكري والفردوس.

ورحل كثيرون مع الفجر وقال رجل في سيارة مكشوفة “انتظرنا الساعة السادسة (الثالثة تغ) وهربنا، انظروا الى الاطفال”، مشيرا الى عشرة اطفال، واضاف “لست متاكدا من اننا سنعود”.

ويفتش المتمردون كل السيارات ووثائق كل رجل يستطيع القتال وقال احدهم “اننا نطارد الشبيحة” موضحا ان لدى قيادته “قوائم بالاسماء”.

واضاف “اننا ننظر في اي حي يسكن اللاجئون ونتاكد مع القيادة”، واعتقل المتمردون هذا الصباح شرطيا واقتادوه لاستجوابه.

ويصل مقاتل من الجيش السوري الحر الى الحاجز ويتبين انه قريب الشرطي الموقوف، ويؤكد الرجل ان قريبه “مجنون” ويجب اطلاق سراحه، لكنه يعود ادراجه خائبا.

ويبدو الانفعال على المتمردين فيصيحون في سائقي السيارات بالاسراع والانطلاق.

وتشهد الاتارب التي كانت ميدانا لمعارك عنيفة قبل عدة اسابيع نزوحا على عجل.

وامام بوابة المخبز الصناعي الكبير الذي تتزود منه العديد من القرى، ينتظر مئات النازحين من حلب ومن سكان الاتارب والقرى المجاورة منذ ساعات للحصول على الخبز الذي يباع في اكياس سعة كل منها 8 ارغفة، مقابل 15 ليرة سورية (0,25 يورو).

واوضح احد العاملين في المخبز الذي يعمل بنصف طاقته ان “العمال لا ياتون للعمل، انهم خائفون من القصف”. ويشير الى اثار قذائف تركت ثقبا في سقف وجدران المخبز.

وانخفض انتاج المخبز وقال احد المسؤولين “تراجع الانتاج اليوم من 35 الف كيس الى عشرة الاف”.

واضاف “اضطررنا لبيع ثلاثة اكياس فقط لكل شخص، لان السكان خائفون ويريدون شراء عشرة”.

وكان التوتر شديدا بين العمال والسكان الذين تسلق بعضهم جدران المخبز، بينما طرق اخرون بابه الحديدي.

وعندما فتح الباب هرع عشرات السوريين الى الداخل لكن احد الحراس اطلق الرصاص في الهواء ليستتب الهدوء.

المعارضة في الداخل وليس طلاس ستحكم سوريا بعد الأسد

صبري عبد الحفيظ حسنين

القاهرة: رفض معارضون سوريون الدفع بالعميد المنشق مناف طلاس إلى الواجهة السياسية، وتقديمه بديلاً لنظام بشار الأسد في حالة انهياره، مؤكدين أن الشعب السوري سوف يقف ضد محاولة إعادة إنتاج هذا النظام أو الحفاظ على بنيته الأساسية، وتوقعوا ألا يحكم طلاس أو المعارضة الخارجية سوريا في المرحلة الإنتقالية، بل المعارضة الداخلية التي تقاتل حالياً، لإسقاط النظام.

خطة أميركية عربية

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تبحث ومسؤولين من دول عربية وغربية سبل وضع العميد السوري المنشق مناف طلاس في مركز عملية نقل السلطة في سوريا، ونقلت عن مصادر سياسية القول إن التركيز على العميد طلاس صديق الرئيس بشار الأسد في أيام الطفولة، يتزايد مع تبدد الآمال المعقودة على نجاح المجلس الوطني السوري في توحيد المعارضة. وقالت المصادر إن الجهود الرامية إلى ايجاد شخصية انتقالية مقبولة لروسيا التي تدعم الأسد، وللدول العربية الكبرى فضلاً عن قبول المعارضة بها، اكتسبت طابعًا أشد الحاحًا بتأثير النجاحات التي يحققها مقاتلو المعارضة في مدن سورية كبيرة، وانشقاق مسؤولين كبار في النظام.

وأشارت المصادر إلى أن العميد طلاس واحد من القلائل بين شخصيات المعارضة التي يمكن أن تساعد في إعادة النظام في دمشق وتأمين ترسانة سوريا الكبيرة من الأسلحة الكيميائية. وكان العميد طلاس قائدًا في الحرس الجمهوري النخبوي قبل انشقاقه في 16 تموز(يوليو)، وعمل والده وزيرًا للدفاع 30 عامًا في عهد حافظ الأسد والد بشار. كما أن طلاس عربي سني يأمل المسؤولون الغربيون بأن تجعله هويته هذه مقبولاً للمقاتلين وقادة المعارضة الذين غالبيتهم من السنة.

طلاس لن يقود سوريا

غير أن المعارضة السورية في القاهرة ترى أن طلاس لن يقود سوريا بعد الأسد، معتبرين أن الدفع به إلى الواجهة السياسية يعتبر محاولة لترميم النظام والحفاظ عليه، بعد التضحية برأس النظام فقط، وقال المعارض السوري في القاهرة أحمد رياض لـ”إيلاف” إن هناك أطرافا غربية وعربية تمارس لعبة سياسية لإفشال الثورة السورية، وأوضح أن هذه الأطراف تحاول الدفع بمناف طلاس إلى الواجهة وتقديمه للرأي العام السوري والعربي، باعتباره معارضاً وأنه الأقدر على قيادة سوريا بعد الأسد، ولفت رياض إلى أن الهدف من ذلك هو الحفاظ على النظام الحاكم بشكله الحالي، بأجهزته الأمنية والجيش ذي البعد الطائفي، وضمان خروج آمن لبشار الأسد، مشيراً إلى أن هذا السيناريو يهدف إلى إفشال الثورة وإهدار دماء عشرات الآلاف من الشهداء.

زواج المعارضة بالنظام

وأضاف رياض أن هذا السيناريو الذي وصف بـ”زواج النظام بالمعارضة” مرفوض من الشعب السوري، وأضاف أن الثورة السورية والمعارضة سوف تحاربه وتقف ضده، لأنه لا يعقل أن يكون رموز النظام أبطال الثورة، الذين يقودونها بعد إسقاطه. وقال إن طلاس إذا كان يريد الإنضمام للمعارضة فيجب عليه أن يضع نفسه تحت إمرة الثورة، وهي التي ستفصل في أمره بعد سقوط النظام، إما أن يقدم للمحاكمة إذا كانت يداه ملطختين بالدماء أو يحصل على البراءة ويمارس السياسة إذا كان غير ذلك.

ونبّه رياض إلى أن والده مصطفى طلاس يجب أن يقدم للمحكمة بعد سقوط النظام، مشيراً إلى أن والده كان يوقع على 150 حكماً بالإعدام يومياً أثناء مذبحة حماة في الثمانينات من القرن الماضي، وأضاف أن هذه العائلة لعبت دور المحلل السني للطائفة العلوية، وساهمت في ارتكاب الكثير من المجازر ضد الشعب السوري، ولا يمكن أن يدير أحد أفرادها الثورة بعد انتصارها، وقال: لن يسمح له أحد بالقفز فوق الثورة ودماء الشهداء.

وحسب وجهة نظر المعارض السوري في القاهرة معتز شقلب، فإن انشقاق طلاس جاء متأخراً، ومشكوكا في نواياه، مشيراً إلى أن الشعب السوري لا يثق في أي شخص خدم مع النظام وكان مقرباً منه، وقال لـ”إيلاف” إن المعارضة السورية في الداخل هي من ستقرر من يحكم سوريا في المرحلة الإنتقالية، وليس معارضة الخارج أو الأطراف الغربية أو العربية، لاسيما أن هؤلاء جميعاً خذلوا الثورة وساهموا في مقتل عشرات الآلاف فضلاً عن تهجير نحو 2.5 مليون سوري من منازلهم، وأشار شقلب إلى أن البدلة العسكرية لا يمكن أن تدير سوريا الثورة، لأنها لن تبني حياة ديمقراطية سليمة، بل سوف تسعى للحفاظ على النظام الأمني القمعي، وإعادة إنتاجه مرة أخرى.

لا أرضية لهم

ولفت شقلب إلى أن من يتحدثون في الإعلام أو من يظهرون عبره من المنشقين لا يمثلون الثورة السورية، وليست لديهم أرضية في الشارع السوري، مشيراً إلى أن المعارضة الخارجية لا رصيد لديها أيضاً، بما فيها المجلس الوطني، وقال إن المعارضين الأبطال لم يغادروا سوريا، ومازالوا يقاتلون هناك. ونبه إلى أن جميع المخططات التي تحاك في الخفاء ضد الثورة لن يكتب لها النجاح، لأنها تدار مع أطراف لا شعبية لديها ، وأضاف شقلب أنه يجب أن تكون الحكومة الإنتقالية ووزير الدفاع من الجيش السوري الحر، والمعارضة في الداخل، وأن يتم دمج ما تبقى من الجيش الأسدي في الجيش الحر، ولكن بعد محاسبة من تلطخت أيديهم بالدماء، إضافة إلى المعارضة في الخارج التي لم تتورط في أية أعمال تضر بالثورة.

ابن النظام

أما الجيش السوري الحر فيرفض هذا السيناريو أيضاً، وقال فهد المصري، مسؤول الإعلام في الجيش السوري الحر، في تصريحات له إن الشعب السوري الثائر صاحب الحق الوحيد في تحديد قادة المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أن خروج العميد مناف من دائرة السلطة، جاء بعد أكثر من عام ونصف على الثورة السورية. وهو مطالب مع والده بالاعتذار الرسمي للشعب السوري، وتحديد مسؤولياتهما خلال وجودهما في السلطة.

كما أعلن عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في الجيش الحر، رفضه القاطع لترؤس طلاس حكومة انتقالية. و قال في تصريحات له :”لن نقبل به بأي حال من الأحوال لأنه ابن النظام، ونحن نعلم تماما ما قام ويقوم به اللواء 105 من الحرس الجمهوري الذي يرأسه طلاس”.

تحضير غربي

يأتي رفض المعارضة في الوقت الذي يبدو أن القوى الدولية تسعى بقوة لتحضير طلاس لهذه المهمة، فالتقى وزير الخارجية التركي داوود أوغلو، ومسؤولين في الحكومة الروسية، إضافة إلى مسؤولين فرنسيين. لكن هل ينجح المجتمع الدولي الذي خذل الشعب السوري في ثورته بفرض طلاس عليه؟ هذا ما ستجيب الأيام القادمة عنه.

سوريا وسَّعت ترسانة أسلحتها الكيميائية بمساعدة إيران

أشرف أبو جلالة

على الرغم من المحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية لمنع الأسلحة الكيميائية عن دمشق، الا أن وثائق أظهرت أن سوريا نجحت بتوسيع ترسانتها الكيميائية بمساعدة إيران، ما يبرر المخاوف السائدة في الأيام الأخيرة من استخدام النظام السوري لهذه الأسلحة.

القاهرة: أظهرت مجموعة من الوثائق والمقابلات أن سوريا قامت بتوسيع نطاق ترسانة أسلحتها الكيميائية خلال السنوات الأخيرة، بمساعدة من جانب إيران، وباستخدام منظمات تعمل في الواجهة لشراء معدات متطورة زعمت أنها ستخصص لبرامج مدنية.

وقد حدث ذلك على الرغم من المحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية لمنع بيع المواد الكيميائية وما يطلق عليها التكنولوجيا ثنائية الاستخدام إلى دمشق، وفقاً لما ورد في تلك الوثائق التي تناولتها صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وأوضحت تلك الوثائق كذلك أن الاتحاد الأوروبي قدم في وقت قريب، خلال العام 2010، معدات ومساعدات تقنية بقيمة 14.6 مليون دولار، في صفقة مع وزارة الصناعة السورية. وتحدث دبلوماسيون وخبراء أسلحة عن أن الوزارة عملت كواجهة لبرنامج البلاد الخاص بالأسلحة الكيميائية. ولإدراكه إمكانية قيام سوريا بتحويل المعدات لبرنامج الأسلحة، قرر الاتحاد الأوروبي أنه سيُسمَح له بتفقد أماكن تخزين تلك المعدات لمعرفة طريقة استخدامها. لكن عمليات الفحص توقفت في أيار/ مايو عام 2011، حين فرض الاتحاد عقوبات على سوريا بعد قمعها جماعات المعارضة.

وكانت المخاوف قد تجددت بشكل كبير بخصوص ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية قبل بضعة أيام، حين حذر مسؤول سوري كبير من أن نظام الرئيس بشار الأسد سوف يستخدمها في حالة تعرض البلاد لاعتداء خارجي. وعبر مسؤولون أميركيون عن مخاوفهم بخصوص ما إن كان سيجيز الأسد استخدام الأسلحة ضد شعبه كمحاولة أخيرة من جانبه للبقاء في السلطة. وقال المسؤولون في الوقت ذاته إنهم قلقون بشأن الناحية الأمنية لتلك الترسانة في حالة سقوط نظام الأسد في نهاية المطاف.

هذا وقد تم الكشف عن الجهود التي تبذلها سوريا لتطوير برنامج أسلحة كيميائية كبير من خلال وثائق تخص الاتحاد الأوروبي وحفنة من برقيات الخارجية الأميركية التي لم تكن لها أهمية وكشف عنها ويكيليكس وكذلك مقابلات أجريت مع خبراء خارجيين.

ومضت الصحيفة تنقل عن خبراء أسلحة قولهم إن سوريا تبنت استراتيجية مكونة من شقين لتطوير وإنماء مخزونها من الأسلحة الكيميائية، وذلك من خلال مساعدة علنية وجلب للسلائف الكيميائية والخبرات من إيران بالإضافة إلى امتلاك معدات ومواد كيميائية من شركات غير معتمدة على ما يبدو في بلدان أخرى، في كثير من الحالات عن طريق شبكة من المنظمات التي تعمل في الواجهة. وكانت المواد في كثير من الأحيان مزدوجة الاستخدام، بأغراض في محطات مدنية وفي منشآت خاصة بالأسلحة.

هذا وقد وصفت برقية تعود للعام 2006 عرضاً سرياً من جانب مسؤولين ألمان أمام المجموعة الاسترالية، وهي منتدى غير رسمي لـ 40 دولة إلى جانب المفوضية الأوروبية التي تتصدى لانتشار الأسلحة الكيميائية. وكشفت البرقية عن وجود تعاون بين سوريا وإيران بخصوص تطوير دمشق أسلحة كيميائية جديدة، وقيامها كذلك بتطوير ما يصل إلى خمسة مواقع جديدة تنتج السلائف للأسلحة الكيميائية.

وورد في تلك البرقية التي أعدها دبلوماسي أميركي “ستقوم إيران بتوفير المعدات وتصاميم البناء لإنتاج كمية سنوية تتراوح ما بين عشرات إلى مئات الأطنان من السلائف لغاز الأعصاب وغاز السارين وغاز الخردل. وكان يقوم مهندسون من منظمة الصناعات الدفاعية التابعة لإيران بزيارة سوريا ويمسحون الأماكن للمحطات، ووضعت خطط وبرامج لأعمال البناء والتشييد بدءًا من نهاية 2005-2006”.

بينما لخصت برقية أخرى خاصة بالخارجية الأميركية، يعود تاريخها للعام 2008، عرضاً قدمه مسؤولون استراليون لفريق الرصد الذي خلص إلى أن سوريا أضحت متطورة على صعيد جهود نقل المعدات والموارد من البرامج المدنية إلى تطوير الأسلحة.

ورغم هذه التحذيرات، إلا أن محللين أوضحوا أنه قد تبين أنه من الصعب على الولايات المتحدة وبلدان غربية أخرى أن تمنع سوريا من امتلاك المواد والمعدات، بالنظر إلى تعدد استخداماتهم المدنية. ومضت الصحيفة تنقل عن جيمس كوينليفان، محلل بحوث العمليات البارز لدى مؤسسة راند، قوله إن مثل معدات الاختبار هذه قد تكون مكوناً مهماً لبرامج الأسلحة الكيميائية، خاصة في ما يتعلق بالاستبقاء وطول العمر.

ثوار حلب يصدون جيش الأسد.. والمعارضة تحذر من مجزرة

النظام عزز قواته بـ100 دبابة.. وقصف حي صلاح الدين بالمدفعية > تدهور في الوضع الإنساني ونزوح الآلاف

بيروت: نذير رضا دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

تدهور الوضع الإنساني في مدينة حلب السورية، أمس، بالتزامن مع إطلاق الجيش السوري النظامي هجومه المضاد لاستعادة الأحياء التي سيطر الثوار على قسم منها، وشهد حي صلاح الدين معارك عنيفة مع بزوغ فجر أمس، حيث اشتعلت النيران في أربعة مبان، في وقت تمركزت فيه عناصر الجيش السوري الحر في الشوارع وبعض الأبنية خلال تصديهم لهجوم الجيش السوري النظامي.

وبينما وُصفت هذه المعركة بـ«أم المعارك» لناحية أهميتها بالنسبة للثورة السورية، وبالنسبة للنظام على حد سواء، حذر نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، من مجزرة ترتكبها القوات النظامية في حي صلاح الدين، مشيرا إلى أن «القصف المتواصل على الحي، بعد فشل الجيش في اقتحامه، ينذر بوقوع مجزرة بحق المدنيين»، مشددا على أن «هذا الحي في خطر، كونه خط الدفاع الأول عن المدينة، وأساس المقاومة فيها».

وأكد الحمود أن الجيش النظامي «أطلق عملياته العسكرية في الخامسة والنصف من فجر أمس، وتصدت له عناصر الجيش الحر، فلم يحقق حتى الساعة السابعة صباحا أي تقدم على محور صلاح الدين»، لافتا إلى أن الجيش النظامي «استعاض عن التوغل، بقصف الحي من كلية المدفعية القريبة منه بقذائف مدفعية من عيار 122 و130 ملم». بينما أفاد قائد المجلس العسكري للمعارضين في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي بأن نحو 100 دبابة تحتشد خارج حي صلاح الدين.

في هذا الإطار، أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى «اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة دارت في أحياء عدة في المدينة»، لافتا إلى وصول «تعزيزات عسكرية نظامية إلى حي صلاح الدين الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين المعارضين في حلب».

وقال عبد الرحمن في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «إن حي صلاح الدين يتعرّض للقصف، وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار»، متحدثا عن «سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الأهالي بعد سقوط قذائف». وأشار إلى اشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح أمس استمرت لنحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متجهة إلى حي صلاح الدين. وتابع عبد الرحمن «كما شوهدت الدبابات في حي سيف الدولة، وتدور اشتباكات على مداخل حي الصاخور وعدة أحياء أخرى في المدينة». وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن الحصيلة الأولية لضحايا حلب أمس، بلغت «20 شهيدا حتى الساعة الثانية ظهرا».

من جهة ثانية، أكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن القوات النظامية «قامت بقصف الطريق بين صلاح الدين وشارع الحمدانية بالمدفعية وبرشاشات المروحيات الهجومية، منذ الصباح الباكر». وأوضح الناشطون أن المعارك «اشتعلت منذ الصباح على المحور الجنوبي في المدينة، كون هذه المنطقة تضم أربع معاهد عسكرية وقواعد وثكنات عسكرية، بالإضافة إلى أكاديمية الأسد».

وفي حين أكد الناشطون أن القوات النظامية، حتى بعد ظهر أمس، لم تستطع أن تقتحم الأحياء الثائرة، قال عضو لجان التنسيق المحلية في مدينة حلب ماجد عبد النور إن الجيش النظامي «اعتمد على المدفعية والقصف العنيف تمهيدا لاقتحام المدينة». وتزامن هذا الواقع مع ما أعلنته لجان التنسيق المحلية في سوريا من أن القصف المدفعي هو «محاولة لإخراج مقاتلي الجيش السوري الحر الموجودين داخل حلب من معاقلهم ولمنع رفاقهم خارج المدينة من إعادة تزويدهم بالإمدادات».

وشهدت تلك الأحياء قصفا عنيفا أمس، بالتزامن مع محاولة اقتحامها. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن معارك في محيط صلاح الدين، مشيرة إلى «سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الأهالي بعد سقوط قذائف»، بالإضافة إلى «اشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح أمس استمرت نحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متوجهة إلى حي صلاح الدين». كما أفادت اللجان «بمشاهدة دبابات في حي سيف الدولة، ووجود اشتباكات دارت على مداخل حي الصاخور وأحياء عدة أخرى في المدينة، فيما تعرض حي سليمان الحلبي لقصف عنيف تسبب في مقتل أحمد يوسف الجانودي، ومحمد نور الدين عبد السلام سلوم، وعدي طه حاج خليل، وعبد الباسط أبو الليل».

وبث ناشطون صورا تظهر طائرات مقاتلة قالوا إنها في طريقها لقصف حلب. وذكرت لجان التنسيق المحلية في حلب أن سماء الأحياء الغربية في المدينة شهدت «تحليقا للطيران الحربي من طراز (ميغ 21)»، كما شوهدت «حشود عسكرية في مدرسة المدفعية بعد ظهر أمس، تمهيدا لشن حملة عسكرية على المدينة».

إلى ذلك، أعلن المركز الإعلامي أن الجيش الحر دمر عددا من دبابات قوات النظام أثناء محاولة اقتحامه. وأكد العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن القوات النظامية «حاولت اقتحام الشوارع بعربات (بي إم بي) وسيارات الدفع الرباعي، لأن الدبابات لا تدخل الأحياء الضيقة، لكنها فشلت بفعل المقاومة الشرسة التي أبداها عناصر الجيش الحر»، مشددا على أن القوات النظامية «لا تستطيع اقتحام الأحياء إلا بعد تدميرها بالقصف العنيف، وهو ما يؤدي إلى قتل المدنيين». وقال الحمود «إننا ننتهج سياسة نصب الكمائن التي تلحق بالقوات المهاجمة خسائر كبيرة»، مؤكدا «إننا متفوقون على الأرض، وقادرون على الصمود ما دامت لم تنفد ذخيرتنا»، لافتا إلى أن «الصمود يتوقف على قدرة الإمداد».

وبينما ذكر شهود أن الجيش النظامي عزز وجوده العسكري في حلب باستقدام مدرعات 100 دبابة استعدادا للمعركة، قال الحمود إن الجيش النظامي «يعاني صعوبة في نقل قواته ومدرعاته إلى مدينة حلب التي لم يحشد فيها مدرعات قبل المعركة الأخيرة»، لافتا إلى أن القوات النظامية «تنقل أرتالها من جبل الزاوية ببطء، حيث لم تستطع أن تحشد خلال أربعة أيام ما قوامه لواء كامل».

من ناحية أخرى، شهدت الأحياء التي تدور فيها المعارك حركة نزوح كثيفة. وقال ناشطون من حلب لـ«الشرق الأوسط» إن النازحين «يخلون أحياء حلب المتاخمة لحي صلاح الدين، ويتوجهون إلى مدن الشرق السوري ومنطقة جبل الزاوية المحررة في ريف إدلب، وبعضهم يتوجه إلى مخيمات النازحين في تركيا».

كذلك تصدى مقاتلو الجيش السوري الحر لهجوم شنته القوات النظامية على حي الحمدانية حيث كان يوجد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وعلى الطريق شوهدت ثلاث دبابات وآليتان مدرعتان للقوات النظامية وقد دمرها مقاتلون معارضون، بالإضافة إلى جثث خمسة أو ستة مقاتلين من القوات النظامية، مقابل أربعة من المقاتلين المعارضين.

وفي أحد الأحياء جنوب غربي مدينة حلب، أظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت مقاتلين معارضين وقد ثبتوا مدفعا رشاشا على شاحنة صغيرة حمراء اللون رشت على جانبها عبارة «لواء التوحيد المجاهدين»، حيث كانوا يطلقون النيران بشكل كثيف باتجاه الطائرات المروحية، وسط صيحات تكبير أطلقها مقاتلون محتشدون إلى جنب الطريق. وفي فيديو آخر، تظهر بناية تحترق وتسمع أصوات إطلاق نار بالتزامن مع سماع صوت المؤذن يتلو آيات قرآنية من جامع قريب.

وأفادت معلومات بأن المعارضين لم يشنوا أي هجوم كبير منذ يومين بهدف الإبقاء على ذخائرهم من القذائف المضادة للدروع (آر بي جي). وقال ناشط إن المدينة تعاني انقطاع المياه والكهرباء، بينما يواجه الذين بقوا فيها صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز. وأفاد عامر، وهو متحدث باسم ناشطين في حلب، عبر «سكايب» بأن «آلاف الناس خرجوا إلى الشوارع هربا من القصف، وهم في حالة ذعر من قصف المروحيات التي كانت تحلق على علو منخفض». ولفت إلى أن «عددا كبيرا من المدنيين لجأوا إلى الحدائق العامة، ومعظمهم احتموا في المدارس»، موضحا أن هؤلاء «لا يمكنهم مغادرة المنطقة، كما أنه لا مكان آمنا تبقى لهم في سوريا».

وفي هذا السياق، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأجهزة الأمنية المختصة اشتبكت السبت مع «مجموعة إرهابية مسلحة تستقل سيارة نوع (كيا) وتقوم بترويع الأهالي وإطلاق النار في حي الفرقان بحلب». وفي حي سليمان الحلبي في المدينة، وبعد تلقي معلومات من الأهالي، نصبت الجهات المختصة كمينا لمجموعة إرهابية مسلحة تستقل سيارة «لاند كروز» لونها بني، بحسب «سانا». وأفاد المصدر بأن الاشتباك «أدى إلى القضاء على الإرهابيين ومصادرة أسلحتهم وتدمير السيارة التي كانت بحوزتهم».

عاصمة سوريا الاقتصادية في قلب الإعصار

سكان حلب معروفون بحنكتهم في التجارة

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

غرقت مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا وثاني أكبر مدنها في دوامة الحرب، بعد أن ظلت لفترة طويلة في منأى عن الأحداث الدموية التي تهز البلاد، منذ بدء الحركة الاحتجاجية المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد في مارس (آذار) 2011.

وحلب التي يصل تعداد سكانها لنحو 2.5 مليون نسمة، والمعروفة منذ عقود بصناعاتها الحرفية خصوصا النسيجية بفضل القطن الذي يعد من ثروات البلاد، تقع في شمال سوريا، وهي مركز محافظة حلب، وتعتبر مركزا تجاريا بالغ الأهمية.

وتقع حلب على طريق الحرير تاريخيا، وتشتهر بمعالمها التاريخية، مثل قلعتها الشهيرة، وكذلك بصناعاتها اليدوية التقليدية. وكانت أيضا عاصمة لولاية مترامية الأطراف، تشمل جنوب شرقي الأناضول وسهول الشمال حتى الحرب العالمية الأولى.

وعانت حلب من انتفاضة الإخوان المسلمين (1979 – 1982) ضد نظام الأسد (الأب، حافظ الأسد)، كما عانت من اتفاق التبادل الحر الذي وقع مع تركيا في 2005، حيث أفلست شركات صغيرة كثيرة أمام منافسة المنتجات التركية.

وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن أبناء حلب المعروفين بمهارتهم وحنكتهم في التجارة، عرفوا كيف يواجهون الوضع؟ ليصبحوا أكثر قدرة تنافسية من خلال تطوير القطاعات الزراعية الغذائية والعقاقير والأدوية والتركيز على الصناعات الحرفية. وشهدت التجارة مع تركيا تطورا لافتا.

وقال عالم الجغرافيا فابريس بالانش مدير «مجموعة الأبحاث والدراسات حول المتوسط والشرق الأوسط» إن « حلب كانت هادئة لأنها مدينة صناعية وتجارية استعادت حظوتها في نظر النظام بعد عشر سنوات من العقاب»، وأضاف أن «التدابير الأمنية شديدة جدا منذ ذلك التاريخ والمتمردون يأتون من الريف لأن أهالي حلب الأصليين يبقون في منازلهم».

وقد جذب كثير من سكان الأرياف، خصوصا من السنة والأكراد بفرص العمل، وقدموا ليستقروا في منطقة حلب الكبرى، التي تمتد على مساحة 120 كيلومترا مربعا.

والحي التاريخي في المدينة الذي يشتهر بسوقه ومنازله البورجوازية، التي يعود تاريخ بنائها إلى الحقبة العثمانية والانتداب الفرنسي، صنفته منظمة اليونيسكو ضمن التراث العالمي.

ويمثل العرب السنة 65 في المائة من التعداد السكاني للمدينة، بينما يقدر الأكراد من الطائفة نفسها والمقيمون في شمال المدينة بـ20 في المائة، والمسيحيون يمثلون نحو 10 في المائة نصفهم من الأرمن، بينما الآخرون هم من السريان والروم الكاثوليك والموارنة.

أما العلويون الذين لجأوا خصوصا إلى حلب في 1939 بعد ضم لواء الإسكندرون إلى تركيا، فيشكلون 5 في المائة من التعداد السكاني للمدينة خلافا لدمشق وحمص، ولا يوجد حي علوي صرف غير الحي المخصص للموظفين في الحمدانية في شرق المدينة.

ويسيطر المعارضون المسلحون على أحياء عشوائية في منطقة حلب، التي يأتي سكانها من الأرياف. وهم لا يسيطرون على الأحياء المركزية، وتلك الواقعة في الغرب والمأهولة من البورجوازية، من المسيحيين خصوصا أبناء حلب الأصليين.

سكان حلب يفرون منها غربا إلى الأتارب ومعاقل الثوار

أحدهم: أربعة أيام من دون ماء ولا كهرباء

الأتارب: «الشرق الأوسط»

يتوافد سوريون هاربون من حلب، مكدسين في حافلة صغيرة أو في عربة تجرها سيارة أو في سيارات، ويتحدث الرجال بصوت خافت وإلى جانبهم نساء وأطفال مرعوبون، وليس على لسانهم سوى كلمة واحدة: القصف. وعلى مدخل مدينة الأتارب التي غمرها الغبار على مسافة ثلاثين كلم غرب حلب، يصل النازحون من دون انقطاع منذ الجمعة مرعوبين من هجوم وشيك شنه بالفعل جيش النظام صباح أمس.

وقال أحد المقاتلين وهو يتحقق من هوية الوافدين بحثا عن شرطيين محتملين أو عسكريين أو عناصر «الشبيحة»، إن «أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ عبروا أمس (أول من أمس)»، «لكن النزوح لم ينقطع منذ هذا الصباح، فر أكثر من ألف مدني من هذا الطريق». وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، دفعت شدة القصف بالآلاف من سكان حلب، المركز الاقتصادي للبلاد، إلى الطرقات هربا من المعارك إلى القرى التي يسيطر عليها الثوار أو إلى الجانب الآخر من الحدود في تركيا.

وأوقف المقاتلون حافلة عند الحاجز، ولزم فيها الصمت لاجئون ما زالوا تحت صدمة الفرار المتسرع، يعانون شدة الحر، ولم ينطق أحد باسمه، لكن بعضهم لفظ كلمات حذرة دون التطرق لمصدر القصف والمعارك ودون اتهام الجيش النظامي أو الثوار. وقال رجل وبقربه زوجته التي ترتدي نقابا أسود وتحمل رضيعا «أربعة أيام من دون ماء ولا كهرباء في السكري» أحد أحياء جنوب حلب. وأضاف «هذا الصباح كانت القذائف تسقط على منازلنا وعماراتنا كل دقيقتين أو ثلاث».

توجهت العائلة إلى محطة الحافلات وفرت من المدينة تحت القصف، وقال الرجل منفعلا «رأيت الطائرات تقصف والقذائف تسقط»، وتحدث عن «صخب كبير» «وأطفال يبكون» ثم رفض قول المزيد، والمقاتلون على عجلة والحافلة يجب أن تنطلق.

وفي حافلة أخرى، يتحدث سوري في الستين من عمره تقريبا ويضع نظارة سميكة، بغضب، عن «القصف العشوائي». ويقول: «القذائف تسقط في كل مكان من حي الفردوس (جنوب)، بعض المباني انهارت، هناك قتلى وجرحى تحت الأنقاض»، مضيفا وهو يمد يديه مشيرا إلى العجز «ماذا نستطيع أن نفعل سوى الفرار؟».

وتحدث اللاجئون عن القصف أيضا في حي صلاح الدين الذي يعتبر من معاقل المتمردين في حلب، وفي أحياء المشهد والسكري والفردوس. ورحل كثيرون مع الفجر، وقال رجل في سيارة مكشوفة: «انتظرنا الساعة السادسة (الثالثة تغ) وهربنا، انظروا إلى الأطفال»، مشيرا إلى عشرة أطفال. وأضاف «لست متأكدا من أننا سنعود».

ويفتش الثوار كل السيارات ووثائق كل رجل يستطيع القتال، وقال أحدهم: «إننا نطارد الشبيحة».

يوم دام آخر في سوريا وسقوط أكثر من 100 قتيل في دمشق وريفها

انفجارات تهز دمشق.. و20 ألف قتيل منذ اندلاع الثورة.. و«الجيش الحر» يعلن تحرير أجزاء في جبل الزاوية

بيروت: يوسف دياب

في الوقت الذي كانت فيه الأنظار مشدودة إلى الهجوم العسكري الواسع على مدينة حلب من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة السيطرة على أحياء سقطت في يد المعارضة – تصاعدت أعمال العنف في كافة أنحاء المدن والمناطق السورية وخلفت أكثر من مائة قتيل بينهم نساء وأطفال ومنشقون، معظمهم سقطوا في العاصمة دمشق وريفها، بحسب ما أعلنت أمس «الهيئة العامة للثورة السورية». وجاء ذلك بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أعمال العنف في سوريا حصدت أكثر من 20 ألف قتيل منذ اندلاع الثورة في مارس (آذار) 2011.

وعاشت العاصمة السورية أمس يوما عصيبا، إذ شنت قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات بمنطقة القاري في حي كفرسوسة، وهدمت عددا من المنازل والمحال التجارية في حي القابون، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات النظام في حي برزة البلد. وأعلن الناشط آدم سموري، لـ«الشرق الأوسط»، أن «انفجارين هائلين هزا منطقة الطلياني في العاصمة صباحا، وعلى الأثر هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان، وشوهدت وهي تنقل ضحايا إلى مشفى المواساة». مشيرا إلى أن «أربعة انفجارات ضخمة هزت قلب العاصمة دمشق ظهرا، لم يحدد مكانها بالضبط، وعلى أثرها أقفلت كل الطرقات والشوارع وباتت الحركة شبه معدومة». وعن الوضع في ريف دمشق، أكد السموري أن «مدينة معضمية الشام تعرضت لقصف عنيف بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة، كما قصفت مدينة داريا بالطيران المروحي وقذائف المدفعية والهاون، واعتقلت القوات النظامية في المعضمية نحو 80 شخصا في حملة دهم واعتقالات عشوائية واسعة، امتدت إلى مدينة إنخل في درعا، حيث قام الأمن بالتنكيل بالأهالي وإهانتهم وتخريب منازلهم ونهبها».

أما مدينة حمص، فقد تجدد القفص عليها أمس، وأعلن الناشط جواد الحمصي لـ«الشرق الأوسط»، أن «قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة والهاون، استهدف أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص». لافتا إلى أن «منطقة الرستن تعرضت بدورها للقصف العنيف براجمات الصواريخ والمدفعية، مما أدى إلى انهيار مبان بكاملها وسقوط أعداد من الضحايا بين قتيل وجريح»، مشيرا إلى أن «المشهد العنفي هذا انسحب على مدن القصير وتلكلخ وقلعة الحصن في ريف حمص، وبلدات السلومية والشومرية وعش الورور». في حين أفاد ناشطون بأن «الجيش النظامي قصف بالمدفعية مدينة كرناز بريف حماه المطوقة من كافة جهاتها بأكثر من مائتي آلية، بينما اقتحمت قوات الأمن والشبيحة مدعومة بالدبابات قرية العشارنة في ريف حماه بعد قصفها لمدة ساعتين». غير أن قناة «الميادين» اللبنانية الموالية للنظام السوري، أفادت بأن «الجيش السوري قتل 30 مسلحا في اشتباكات دارت على أطراف مدينة تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية».

وفي حين أعلن مصدر قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجيش النظامي حوّل طائرات التدريب (L – 39) إلى قاذفات، وهناك خوف من استخدامها ضد الثوار والمدنيين في محافظة إدلب» – أعلن المقدم المظلي في الجيش السوري الحر خالد يوسف الحمود، أن «(الجيش الحر) يخوض معركة كسر عظم مع الجيش النظامي في منطقة جبل الزاوية وفي مناطق أخرى في محافظة إدلب». وأكد الحمود في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «الجيش الحر» «حرر القسم الأكبر من جبل الزاوية، وهو يحاصر الآن قوات النظام في عدد من المناطق التي عجزت عن الانسحاب منها»، مشيرا إلى أن «كتائب الأسد تتكبد خسائر كبيرة في هذه المنطقة». وقال: «لقد سيطرنا على كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، بينها أربع قواعد (شيلكا) التي هي عبارة عن قذائف صاروخية مضادة للطيران، تستطيع أن تسقط أي طائرة على بعد أربعة كيلومترات، كما غنمنا كميات كبيرة من رشاشات نوع (بي كي سي) وكمامات ومناظير ليلية وقناصات متطورة جدا من نوع (آي 4 ديجيتال) مزودة بكواتم للصوت وقياس سرعة الهواء»، مشددا على أن «الجيش الحر» «بدأ إعادة ترتيب صفوفه في جبل الزاوية وكل محافظة إدلب، وسيعيد توزيع نفسه في دمشق وحلب»، لافتا إلى أن «ضعف (الجيش الحر) في العاصمة دمشق كان بسبب بدء عملياته العسكرية بأسلحة خفيفة، ولأن طرق الإمداد كانت معدومة»، مشيرا إلى أن «معركة دمشق لم تنته كما يصور النظام، فهي بدأت ومستمرة كما حال معركة حلب وكل المناطق السورية، التي تنتهي عند سقوط النظام السوري والقضاء على كل رموزه».

إلى ذلك، حصدت أعمال العنف أكثر من 20 ألف قتيل في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الأسد في 15 مارس 2011، بحسب ما أفاد به مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.

وأوضح عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «حتى منتصف ليل 27 يوليو (تموز) الحالي بلغ عدد القتلى في سوريا نتيجة الاحتجاجات 20028 قتيلا»، مشيرا إلى أن بينهم «13978 مدنيا ومقاتلا معارضا، بالإضافة إلى 968 منشقا، و5082 من القوات النظامية». ويحصي المرصد القتلى من المقاتلين المعارضين أي المدنيين المسلحين ضمن حصيلة القتلى المدنيين. ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل منذ توقفت الأمم المتحدة عن إحصاء الضحايا في أواخر عام 2011، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود المفروضة على تحركات الإعلاميين.

أنصار الأسد في دمشق يفقدون الثقة به وباتوا يسلمون بسقوطه في نهاية المطاف

يقارنون تكتيكاته بـ«الاحتلال الفرنسي» وآخرون يرونه مثل نيرون الذي أحرق روما

دمشق: مراسل خاص*

حتى في ظل تأكيد القوات الموالية للرئيس الأسد سيطرتها على أغلب مناطق دمشق، يقول سكان العاصمة إنهم يشعرون باتساع الهوة بينهم وبين النظام الذي طالما دعموه، وباتوا على ثقة من سقوطه في نهاية المطاف. وأسفر هجوم كبير شنته قوات الأسد الأسبوع الماضي عن إبعاد المقاتلين الثوار عن أجزاء كثيرة من دمشق، واستمر القصف العنيف ليلا ونهارا هنا خلال الأسبوع الحالي مما أدى إلى اضطرابات في المدينة التي ظلت بمعزل عن أعمال العنف التي شهدتها أنحاء البلاد الأخرى خلال الثورة التي اندلعت منذ 16 شهرا. وكان الدخان الكثيف المنبعث من الركام يلفّ شوارع دمشق، وأصوات أسلحة المروحيات تدوي في الجو والصفوف الطويلة تنتظر أمام المخابز. واضطر السكان، الذين يتقاسمون منازلهم مع السوريين الذين فروا إلى العاصمة هربا من أعمال العنف، للنجاة بأنفسهم خلال الأسبوع الماضي. ونزح أكثر من مليون شخص بسبب القتال الذي يحدث في سوريا بحسب بيانات صادرة من الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري.

وقال رجل يبلغ من العمر 62 عاما: «في نفوسنا كراهية الآن تجاه النظام لا يمكن أن تنمحي». ويمتلك الرجل أربعة منازل في العاصمة، لكن لا يعتقد أن أيا منها آمن بحيث يمكن البقاء به. ورفض ذكر اسمه، مثله مثل كثيرين، لقلقه من العواقب المحتملة.

واضطر بعض سكان دمشق، الذين عادوا إلى بيوتهم، لمواجهة عواقب العنف المهلكة، فقد تم ذبح أسرتين بالكامل في ميدان عام في حي الميدان، حيث تسيطر قوات النظام بعد نحو أسبوع من القتال الشديد، على حد قول أحد السكان الذي يبلغ من العمر 30 عاما. لقد هُدمت المنازل ونُهبت المتاجر وتم اقتحام منزله على يد قوات الأمن التي ظلت تنتقل من منزل إلى آخر بعد القتال على حد قول الشاب. وأوضح قائلا: «لا يمكننا البقاء في حي الميدان، فلم تعد به حياة».

وقال الشاب الذي عمل كموظف حكومي وكان يتم دفع المال له لفض المظاهرات المناهضة للأسد من خلال استخدام العصي الكهربائية ضد المتظاهرين. مع ذلك قال إن أي ولاء يشعر به تجاه النظام قد تبدد من نفسه. وتساءل: «كيف يمكنك العمل لحساب نظام يقصف ويدمر الحي الذي تسكن به؟».

باتت المناقشات السياسية هذه الأيام معتادة وأصبح الكثيرون خاصة سكان المدينة من كبار السن يقارنون تكتيكات الأسد الحالية بتكتيكات الاحتلال الفرنسي لسوريا منذ عام 1918 حتى عام 1936. ويقول البعض هنا إن المحتلين القدامى كانوا أرحم منه. ويقول أحد الموظفين الحكوميين المتقاعدين وهو أب لأربعة أبناء إن النظام مثل نيرون الذي حرق روما.

ويحظى الجيش السوري الحر بدعم كبير في الكثير من المناطق بالعاصمة بما فيها الجزء الجنوبي من المدينة وحي برزة في الشمال. ويهلل الشباب للمقاتلين عندما يدخلون المناطق المضطربة، وقال سكان حي الميدان إن سكان الأحياء يقدمون لهم الطعام والمياه أثناء مرورهم بتلك الأحياء، لكن مع مجيء وذهاب الثوار المقاتلين، يقول الناس هنا إنهم يشعرون بأن باقي العالم تخلى عنهم.

وقال الرجل الذي يبلغ من العمر 62 عاما: «يواجه السوريون مأساتهم بأنفسهم» مشيرا إلى أن جماعات حقوق الإنسان نأت بنفسها عما يحدث. وأضاف: «يا له من عار على المجتمع الدولي بأكمله أن يشاهد المذابح المستمرة ولا يحرك ساكنا».

وفي ظل عدم ترجيح القيام بأي تدخل خارجي، تولى الناس أمر الأمن بأنفسهم، حيث يتسلح الشباب بعصي طويلة وسكاكين وكثيرا ما يُشاهدون خارج منازلهم ليلا لحراسة الأحياء من أي هجمات محتملة من قبل الشبيحة المأجورين من النظام. ومع تزايد عدد السوريين الذين يتعرضون للعنف، يقول الناس هنا إنه بات من الصعب أن يستمر الأسد ونظامه، رغم اعترافهم بأن انتصار المعارضة قد يستغرق أشهرا. وقال الموظف الحكومي السابق البالغ من العمر 62 عاما والذي عمل لدى الحكومة لأكثر من 30 عاما: «سقوط النظام أمر حتمي، فلا يمكنه الاستمرار».

* أعد هذا التقرير المراسل الخاص لصحيفة «واشنطن بوست» في دمشق والذي لم يتم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية

*خدمة «واشنطن بوست»

المباركية.. ظهر بابا عمرو الذي قصمه النظام

ناشط حمصي يروي قصة قرية وعائلة انضم كل أبنائها للجيش الحر

لندن: «الشرق الأوسط»

قبل الثورة لم يكن أحد يسمع باسم قرية المباركية في ريف حمص، كما هو حال عشرات القرى السورية التي برزت على ساحة الأحداث كقرى تخرج عن صمتها، وتعلن الثورة على تاريخ تهميش الريف.. فكان لكل قرية قصتها المأساوية المقترنة بمجزرة أو بقائمة طويلة من الشهداء، كما كان لها ملحمتها في الثورة وتقديم التضحيات من أجل نيل الحرية، ورد الاعتبار بعد عقود من الإهمال.

والمباركية، تلك القرية الصغيرة الواقعة قرب حي بابا عمرو الحمصي، وفي أقصى الشمال الشرقي من ريف منطقة القصير في محافظة حمص، بتعداد سكانها البسيط والذين ينتمون في غالبيتهم لعائلة إدريس، كانت كالجندي المجهول من حيث حجم التضحيات التي قدمتها والبطولات التي سطرتها، وكان الثمن مقتل معظم عائلة إدريس وتدمير القرية بشكل كامل.

ويقول ناشط من حمص لـ«الشرق الأوسط» إن قلة قليلة تعرف «قصة صمود عائلة إدريس ونهاية قرية المباركية»، ويتابع أنها «قصة مأساة وتضحية وصمود وبطولة». فعندما كان حي بابا عمرو محاصرا في فبراير (شباط) الماضي، كانت المباركية ممر سكانه للنجاة من البطش والموت، وقبلها شارك «أهالي المباركية أهالي بابا عمرو ثورتهم، فكانوا معا في المظاهرات.. ومن ثم تقديم المساعدات والملاذ الآمن للفارين من جحيم القصف، وقدموا الشهيد تلو الشهيد، وانضمت نخبة أبنائهم من المنشقين عن الجيش النظامي إلى الجيش الحر».

ويوضح الناشط أن المباركية كانت أيضا «الطريق الآمن» الذي يعبره الجرحى نحو لبنان للعلاج، وممرا للمساعدات الذاهبة إلى بابا عمرو المحاصر.. «ما رتب عليه ثمنا باهظا دفعته لاحقا». ويقول في أسى: «بعد تدمير قوات النظام لأكثر من أحد عشر حيا في مدينة حمص، قررت سحق القرية الصغيرة بالقذائف الثقيلة، وتم دكها بالقذائف المدفعية وصواريخ الهاون المنطلقة من كتيبة المدفعية في أم الصخر وكتيبة الصواريخ في منطقة شنشار. وبعد قصف شرس استمر أياما طويلة ولم يبق في القرية حجرا على حجر، اقتحمت الدبابات والمدرعات المدعومة بالمدفعية الثقيلة القرية، ليخوض أهلها والجيش الحر بسلاحهم الخفيف معركة ضارية استمرت خمسة أيام.. حيث كان وابل من الصواريخ والقذائف المدفعية ينهمر بغزارة أجبرت المقاتلين من الأهالي والجيش الحر على الانسحاب بعد نفاد العتاد، لتتقدم قوات النظام وتقوم بسحق القرية وتجريف بعض المنازل وطرد السكان وإحراق المحاصيل الزراعية».

وفجأة أصبحت القرية «أثرا بعد عين»، بحسب الناشط الحمصي الذي يحتفظ بعشرات من مقاطع الفيديو لقرية المباركية ولآثار الدمار ولضحاياها من المدنيين والمقاتلين. ويقول إن «للمباركية فضلا كبيرا على بابا عمرو ومدينة حمص، فقد قدمت الكثير».. ويضيف «عندما نذكر المباركية فإننا نذكر عائلة إدريس البطلة»، مشيرا إلى أن معظم سكان المباركية من آل إدريس، وتابع: «لم يتأخر أبناؤها من الضباط في الجيش الأسدي عن إعلان انشقاقهم وانضمامهم إلى الثورة، وأولهم كان النقيب الشهيد محمد عاطف إدريس الذي أعلن انشقاقه بمظاهرة بحي بابا عمرو».

وشارك عاطف، بحسب الناشط، في معارك بابا عمرو مع «كتيبة الفاروق»، كما أن «شقيقه الرائد معد إدريس أصيب في معركة المباركية بعد أن أبلى أروع بلاء وهو الآن مصاب ويخضع للعلاج.. وشقيقهم الثالث معتصم إدريس قائد كتيبة صواعق الحق، والشقيق الرابع أحمد يخضع أيضا للعلاج بعد إصابته في إحدى المعارك»، ويضيف الناشطون أنه بالإضافة للأشقاء الأربعة هناك أيضا «ابن عمهم الملازم أول عرابة إدريس قائد كتيبة سلمان الفارسي التابعة لكتائب الفاروق، ومع هؤلاء عشرات الشباب من عائلة إدريس يقاتلون في الجيش الحر. منهم من استشهد ومنهم من ما زال يقاتل».

ويتابع الناشط: «لعل أبرز شهداء المباركية، والذي قضى في بابا عمرو حيث كان يعيش، هو أسامة برهان إدريس الذي أطلق أول صيحة: الله أكبر، وقاد أول مظاهرة في الحي. وكان في مقدمة كل المظاهرات التي خرجت فيه واستشهد وهو يدافع عن الحي».. موضحا أن «النظام لم يكتف بقتل أسامة؛ بل قام بذبح والده وابنه بالسكاكين بعد اقتحام قواته لحي بابا عمرو».

الناشط الحمصي الذي يروي قصة المباركية يعدد قائمة طويلة بأسماء الضحايا بكثير من الحزن والفخر المشوب بالتحدي، لينهي كلامه «ها هو الطفل برهان ابن الشهيد البطل أسامة يستلم الراية من والده ويقود المظاهرات.. المباركية اغتيلت، لكن بطولتها ستبقى راسخة في وجداننا لن ننساها».

نحو 190 قتيلا أمس السبت

معارك بحلب والجيش يقصف عدة مدن

                                            أفاد ناشطون بأن مدينة حلب شمال سوريا تشهد معارك بين الجيشين النظامي والحر، في حين قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن نحو 190 شخصا قتلوا السبت بنيران القوات النظامية، بينما أعلن الجيش الحر سيطرته على آليات لجيش النظام وقتله للعشرات من جنوده.

وفي أحدث التطورات الميدانية صباح اليوم الأحد، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن عشرة قتلى سقطوا فجر اليوم وأصيب العشرات بجروح في قصف عنيف نفذه الجيش النظامي على بلدة الهبيط في إدلب.

وفي غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر في نقاط متفرقة من مدينة حلب، وسط تواصل التحذيرات من شن الجيش النظامي لهجوم عسكري واسع النطاق على المدينة التي خرجت تقريبا من تحت سيطرة القوات النظامية.

وأفاد ناشطون بأن أفراد عائلة كاملة قتلوا جراء قصف القوات النظامية لحي الأنصاري في مدينة حلب، كما قصف الجيش براجمات صواريخ حي صلاح الدين في حلب. واستهدف أيضا أحياء في دير الزور والبوكمال والحراك في درعا. وفي وسط البلاد اقتحمت قوات النظام السوري قرية بريديج في ريف حماة بأكثر من 50 آلية عسكرية.

وكان يوم السبت داميا على غرار الأيام السابقة، حيث قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن نحو 190 شخصا قتلوا بنيران جيش النظام السوري، معظمهم في حلب ودمشق. في حين أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على دبابات وآليات لجيش النظام وقتله للعشرات من جنوده.

وقال ناشطون إن الجيش قصف زملكا ومعضمية الشام في ريف دمشق، كما تجدد القصف على الرستن والحولة الخالدية في ريف حمص.

وفي دير الزور، استهدفت قوات النظام حافلة تقل مدنيين، كما تعرضت أحياء في المدينة لقصف عنيف. وفي بلدة الهبيط بريف إدلب سُجل سقوط عدد من القتلى، وفي درعا شن الجيش حملة دهم واعتقالات وقصف مخيم درعا وطريق السد، كما شن حملة مماثلة في كرناز والعشارنة وقلعة المضيق بريف حماة.

اشتباكات حلب

وفي تفاصيل الوضع في مدينة حلب التي تتجه إليها الأنظار الدولية، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 34 شخصا على الأقل قتلوا، فيما تواصلت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في بعض أحياء المدينة، أبرزها صلاح الدين الذي تعرض أيضا لقصف نفذه الطيران الحربي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مروحيات تابعة للنظام هاجمت حي صلاح الدين، وأن اشتباكات عنيفة دارت في أماكن أخرى من المدينة.

وقال ناشط في المعارضة إنه شاهد دبابات وناقلات جند مدرعة تابعة للجيش السوري تتجه إلى حي صلاح الدين. كما شوهد مقاتلون من الجيش السوري الحر في حين كانت طائرات هليكوبتر عسكرية تحلق فوق المنطقة.

تدمير دبابات

إلى ذلك، أكد الجيش السوري الحر سيطرته على عدد من دبابات وآليات الجيش النظامي وقتله نحو مائة عنصر منهم.

وقال قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش الحر العقيد عبد الجبار العكيدي إن قواته نجحت في تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية وقتل عشرات الجنود التابعين لقوات الأسد، فضلا عن انشقاق طاقميْ دبابتين بالمدينة.

وبث ناشطون تسجيلا مصوراً يظهر سيطرة كتيبة من الجيش الحر على حاجز التمثال عند مدخل مدينة الرستن. وقال الملازم أول إبراهيم أيوب إن كتائب الرستن حررت الحاجز بعد حصار دام ثمانية أيام.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن العكيدي قوله إن “الجيش الحر أوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة”، مشيرا إلى أن “الهجوم الذي بدأ منذ نحو 12 ساعة توقف ولم تحقق القوات النظامية أي تقدم، لا بل تراجعت إلى مواقعها السابقة في حي الحمدانية”.

وأوضح أن “أوتوستراداً يفصل بين حي الحمدانية (الذي يسيطر عليه الجيش النظامي) وحي صلاح الدين (الذي يتحصن فيه الثوار)”.

وأضاف العكيدي أن إستراتيجية الجيش الحر في حلب تقوم على سياسة “التقدم من حي إلى حي، أي السيطرة على حي وتنظيفه من الأمن والشبيحة ومن ثم الانتقال إلى الحي الآخر”.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى نتيجة أعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 15 مارس/آذار 2011، بلغ حتى الجمعة 20028 قتيلا، من بينهم 13978 مدنيا ومقاتلا معارضا، إضافة إلى 968 منشقا، و5082 من القوات النظامية.

 أنان يحذر وهولاند يدعو لتحرك سريع

دعوة لتسليح المعارضة ومحاكمة الأسد

                                            دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الدول “الصديقة والشقيقة” إلى تسليح الجيش السوري الحر، مشددا على ضرورة محاكمة الرئيس بشار الأسد لارتكابه مجازر بحق السوريين، وفي الوقت نفسه حذر المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان من معركة وشيكة في حلب بعد أنباء عن حشود لقوات النظام.

وقال سيدا -خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي في وقت متأخر من مساء السبت- إن الحلفاء الأجانب للمجلس يتحملون مسؤولية إراقة الدماء في مدينة حلب إذا لم يتحركوا بسرعة لمنعها، وأضاف أن عليهم أن يعملوا خارج مجلس الأمن الدولي، لأن المبادرات داخل المجلس يمكن عرقلتها باستخدام حق النقض (الفيتو).

وأوضح أن أي إجراء يجب أن يكون من خارج مجلس الأمن من خلال مبادرة الجامعة العربية، ومن خلال قرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه ناقش مع وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان فكرة تشكيل حكومة انتقالية لسوريا قبل إجراء انتخابات في نهاية الأمر.

ورفض سيدا تسوية للأزمة السورية وفق النموذج اليمني، الذي قضى بمنح عفو للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بعد تنحيه تحت وطأة ثورة شعبية استمرت عاما. واعتبر أن “التجربة اليمنية لا تطبق على سوريا”، مضيفا “هناك مجازر، بالنسبة لنا بشار الأسد يجب أن يحاكم، هذا مجرم لا يمكن أن يؤمن له ملاذ آمن”.

أنان حذر من معركة وشيكة في حلب

من ناحية أخرى، أعرب المبعوث الدولي كوفي أنان عن خشيته من وقوع معركة وشيكة في مدينة حلب. وقال في بيان “يساورني القلق بشأن تقارير عن حشد قوات وأسلحة ثقيلة حول حلب، وهو ما يشير إلى معركة وشيكة في أكبر مدينة بسوريا”.

واعتبر أنان أن “تصاعد الحشد العسكري في حلب والمنطقة المحيطة بها دليل آخر على الحاجة إلى تكاتف المجتمع الدولي لإقناع الطرفين بأن انتقالا سياسيا يؤدي إلى تسوية سياسية هو وحده الذي سيحل هذه الأزمة ويحقق السلام للشعب السوري”.

ويُنظر إلى معركة السيطرة على حلب التي يسكنها 2.5 مليون نسمة على أنها اختبار حاسم لحكومة خصصت موارد عسكرية كبيرة للحفاظ على السيطرة على مركزيْ القوة الأساسيين -وهما حلب ودمشق- في مواجهة الاحتجاجات المتزايدة.

تدخل سريع

في هذه الأثناء، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مجلس الأمن إلى التدخل بسرعة لتجنب وقوع مجازر جديدة في سوريا، في وقت قالت فيه روسيا إنها لم تتعهد بإعطاء اللجوء للأسد.

وقال هولاند -في تصريح صحفي أثناء زيارة له لمدينة مونلوزان في جنوب غربي فرنسا- “إن دور دول مجلس الأمن هو التدخل في أسرع وقت ممكن” لوقف إراقة الدماء بسوريا. وأضاف أنه سيحاول مرة أخرى إقناع روسيا والصين بتأييد عقوبات مشددة على الرئيس السوري بشار الأسد, من أجل تجاوز مأزق دبلوماسي ومنع المزيد من إراقة الدماء.

وأضاف هولاند أنه سيبذل جهودا جديدة “حتى يتسنى لروسيا والصين أن تدركا أنه ستكون هناك فوضى وحرب أهلية إذا لم يتم وقف بشار الأسد سريعا”، وتابع “نظام بشار الأسد يعرف أن مصيره محتوم ولهذا سيستخدم القوة حتى النهاية. دور الدول الأعضاء في مجلس الأمن هو التدخل بأسرع ما يمكن”.

لا لجوء بموسكو

وتزامنت تصريحات هولاند مع أخرى لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس السبت قال فيها إن روسيا لم تبرم اتفاقا تمنح بموجبه الرئيس السوري حق اللجوء، “وهي لا تفكر في القيام بذلك”.

ولم تصل تصريحات لافروف إلى حد اعتبارها بيانا بأن روسيا لن تبحث استقبال الأسد، لكنها من أقوى المؤشرات حتى الآن على أن موسكو لا تخطط لعمل ذلك، إذ قال لافروف عند سؤاله عن تقارير إعلامية بأن روسيا مستعدة لمنح الأسد حق اللجوء “قلنا علنا أكثر من مرة إننا لا نفكر في ذلك”.

وتأتي هذه التصريحات في وقت حذرت فيه روسيا ودول غربية عديدة ومنظمات دولية من “مأساة” قد تقع في مدينة حلب السورية التي يدور فيها قتال عنيف بين الجيشين النظامي والحر منذ أيام، استخدم فيه النظام الطائرات ومختلف أنواع الأسلحة الثقيلة.+

 الموت يلاحق السوريين بطريقهم للأردن

                                             محمد النجار-عمّان

“كانت المرأة تمسك بي وترجو الله أن لا أتركها وحيدة فيما كان الرصاص يتطاير حولي من كل مكان، والحمد لله تمكنت من تأمينها بعد الاختباء لست ساعات”، بهذه الكلمات لخص أبو شريف صورة عاشها بنفسه كونه أحد السوريين المعنيين بنقل العائلات السورية من الحدود نحو الأردن في الرحلة اليومية لمئات اللاجئين الفارين بأرواحهم.

ويصف أبو شريف رحلته اليومية مع شبان من الجيش السوري الحر المنتفض على نظام الرئيس بشار الأسد واللاجئين في طريقهم نحو الأردن بأنها إما أن تكون موعدا مع حياة جديدة أو مع الموت.

فجر الجمعة الماضي كانت رائحة الموت حاضرة في الطريق من تل شهاب السورية حتى الحد الأردني في قرية الطرة, الذي يمتد لنحو كيلومتر واحد ويعتبر الأصعب في طريق اللاجئ السوري نحو الأردن.

وأثناء خروج المئات من اللاجئين نحو الأردن بحماية الجيش الحر أطلقت قوات النظام السوري الرصاص عليهم من كمين كانت أعدته سابقا.

ووصل الرصاص للطفل الحمصي بلال اللبابيدي (4 سنوات) الذي كانت والدته تحمله في حضنها وهي تحاول الوصول به للأردن, أملا في أن يعيش حياة تختلف عن الموت الذي طاردهم خلال أكثر من سنة ونصف من عمر الثورة على نظام الأسد.

ووصل الطفل للحد الأردني مصابا وقد نزف الكثير من دمائه، نقلته سيارة إسعاف تابعة للجيش الأردني لمستشفى الرمثا الحكومي لكنه وصل متوفيا متأثرا بجراحه، وتقدم والداه جنازته في اليوم التالي حيث دفن في الرمثا التي وصلها جثة هامدة.

وشهدت تلك الليلة أعنف اشتباكات بين الجيشين الأردني والسوري على الحد الأردني أدت لإصابة جندي أردني, ودفعت بالعشرات من الجنود والضباط السوريين على الحد السوري للانشقاق والهروب للأردن.

تأمين الحدود

الجزيرة نت تحدثت عبر الهاتف مع “أبي حسين” وهو أحد جنود الجيش الحر المعنيين بتأمين طريق اللاجئين نحو الأردن.

ويقول أبو حسين إن طريق اللاجئين السوريين نحو الأردن تبدأ من كافة مناطق سوريا، حيث يتم التنسيق بين أشخاص من مدن سوريا كافة مع آخرين في محافظة درعا، ليقوم الدرعاويون بالاتصال بالأشخاص المعنيين بتأمين الحدود من الجيش الحر لتنسيق وصول العائلات.

ويستدرك بأن وصول هؤلاء لمحافظة درعا يتم عادة عبر طرق فرعية تستغرق ساعات طويلة, نظرا للمخاطر الأمنية التي يتخللها المرور بمناطق تتعرض للقصف وحواجز الجيش النظامي.

ويتابع “تصل العائلات للمنطقة المحددة بالسيارات ويتم تجميعهم ببيوت في اليوم المحدد حتى ساعات المساء، وتتراوح مدة التجميع بين الساعة واليوم الكامل نظرا للوضع الأمني، وهو ما يزيد معاناة العائلات التي تتكون في الغالب من نساء وأطفال وعدد قليل من الرجال”.

ويضيف أبو حسين “نضطر لتقسيم اللاجئين لمجموعات، خاصة وأن الأعداد في الأيام الأخيرة باتت تتجاوز السبعمائة في الليلة الواحدة”.

ويتحدث عن مواقف إنسانية غاية في الصعوبة أثناء التقسيم حيث تقوم عائلات بتقسيم أفرادها بين عدة مجموعات وتوديع بعضها أملا في وصول البعض إن تم إطلاق الرصاص أو أسر البعض الآخر, كما حدث قبل شهرين عندما وصل أطفال بلا أمهاتهم اللواتي اعتقلهن كمين للجيش النظامي داهم اللاجئين في طريقهم نحو الأردن.

وأهم الصعوبات التي تواجه عملية نقل اللاجئين -بحسب أبو حسين- هي نقلهم لنقطة الأمان ومن ثم كشف الطريق وتأمينه من جنود الجيش الحر والأهم أن كل المراحل تتم تحت جنح الظلام ووسط الصمت.

أطلق الرصاص

ويقول أبو حسين “نوصي اللاجئين وخاصة النساء والأطفال بالصمت وعدم الحديث طوال مدة الوجود بالمنطقة الحدودية حتى الوصول للأردن، ومع ذلك نجد الصراخ والبكاء يعلو المكان عندما يبدأ إطلاق الرصاص وهو ما يزيد من صعوبة مهمتنا”.

ويضيف “اضطررنا أحيانا لإغلاق أفواه من يصرخون بأيدينا حفاظا على حياتهم، وفي مرات واجهنا جلوس نساء وأطفال على الأرض وخوفهم من الاستمرار مع كثافة الاشتباكات، والأسوأ أن يتفرق الناس ولا ينصاعوا لإرشاداتنا”.

ويصف مراحل نقل الجرحى بالأكثر صعوبة، ويقول “لدينا فريق طبي يرشدنا لحالة الجريح فنقوم بوضعه على حمالة وننقله محمولا، وهو ما يبطئ حركة المجموعات التي يوجد فيها عادة جرحى”.

أما عن الأطفال فيقول أبو حسين “لدينا أطفال تعودوا على الاشتباكات والتنقل ليلا لذا لا تجد أي علامات خوف على وجوههم، ولدينا آخرون تجدهم مرتبكين وخائفين ويرجفون أحيانا خوفا من الظلام الدامس”.

وفي كل مراحل نقل اللاجئين يرافق جندي من الجيش الحر المجموعة حتى تصل للجنود الأردنيين الذين يصف أبو حسين دورهم بالإنساني الذي يخفف عن الجرحى أحزانهم وآلامهم.

وتحتضن مقبرة مدينة الرمثا العشرات من جثث اللاجئين السوريين الذي يصلون للأردن جرحى قبل أن ينقلوا للمستشفيات التي يلاقي بعضهم مصيره فيها, ومنذ الأربعاء الماضي شيع للمقبرة أربعة سوريين منهم اثنان يوم الجمعة فقط.

وكما تتجاور درعا مع الرمثا، تتجاور قبور السوريين والأردنيين في المقبرة التي يلاحظ الزائر لها أسماء سورية إلى جانب الأردنية، وفيما تشيع الغالبية من السوريين بعضا من عائلاتهم شيع سوريون آخرون دون حضور أحد من معارفهم ليكون موتهم غربة تضاف إلى غربتهم عن وطنهم.

المعارضة: 21 قتيلا في سوريا الأحد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت مصادر في المعارضة السورية، الأحد، إن 21 شخصا قتلوا في أنحاء متفرقة من البلاد، وأشارت إلى أن غالبية القتلى سقطوا في حلب وإدلب. وتزامن ذلك مع استمرار القصف العنيف على مختلف المدن السورية.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 7 أشخاص قتلوا في إدلب، و7 في دمشق وريفها، و4 في حلب وريفها، وقتيل في كل من درعا ودير الزور واللاذقية.

وتدور اشتباكات عنيفة الأحد في عدد من أحياء حلب بين قوات من الجيش النظامي السوري ومقاتلين معارضين.

وكانت قوات الجيش النظامي بدأت السبت هجوماً لاستعادة السيطرة على ثاني أكبر المدن السورية.

من جهة أخرى، أعلن العقيد فواز شهاب أحد ضباط الجيش السوري في حلب انشقاقه وانضمامه للجيش الحر، ودعا شهاب أفراد الجيش السوري النظامي إلى الالتحاق بالثورة.

وشهد السبت مقتل 186 شخصا في مدن سورية عدة، بينهم مصور صحفي و20 طفلا، بالإضافة إلى 9 سيدات، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

سيدا لـ”سكاي نيوز”: نستعد لما بعد الأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الأحد إن مجلسه يستعد لمرحلة ما بعد رحيل الرئيس بشار الأسد، مشيرا إلى أن مشاورات تشكيل حكومة انتقالية، ستكون مشروطة برحيل النظام.

وأكد سيدا في حوار حصري أجرته معه قناة “سكاي نيوز عربية” أنه سيتم التوافق على الشخصية التي ستقود الحكومة، مشيرا إلى أن هناك عدد من الشخصيات في سوريا لم تتلطخ أياديها بدماء السوريين، لكنه أعتبر أن الوقت مازال مبكرا للإعلان عن أسماء أعضاء الحكومة الانتقالية.

ولفت رئيس المجلس الوطني السوري إلى أن روسيا بدأت الحديث عن مرحلة ما بعد الأسد، لافتا إلى أنه ليس ثمة قدرة على مواجهة روسيا حاليا، ومعتبرا في الوقت ذاته، أن الحوار مع موسكو أمر “ضروري”.

وأضاف سيدا في الحوار الذي جاء على هامش زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي، واجتماعه بوزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد، أنه ينتظر قرارات حاسمة من مؤتمر أصدقاء سوريا المقبل، مطالبا المجتمع الدولي بفرض حظر على المدن السورية.

واعتبر سيدا أن الانتصارات الميدانية التي يروج لها النظام السوري زائفة، مشيرا إلى أن خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب على حد قوله، وأعرب عن ثقته في انتصار الثورة السورية في النهاية، رغم الكلفة الكبيرة.

وفيما يتعلق بالموقف التركي استبعد سيدا أن تشارك أنقرة بأي عمل خارج نطاق الشرعية الدولية.

وكان سيدا قد تحدث في مؤتمر صحفي في أبوظبي الأربعاء عن نية المجلس الوطني العمل على إيجاد حل للأزمة السورية خارج مجلس الأمن.

ودعا الدول العربية والغربية إلى التحرك خارج مجلس الأمن، والتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف الضغط على الحكومة السورية.

واتهم سيدا السلطات السورية باستخدام المقاتلات الحربية في قصف أحياء سكنية في مدينة حلب، وحذر من مجازر قد ترتكب في المدينة في غياب التحرك العربي والدولي.

وسقط 186 قتيلا، السبت، في مدن سورية عدة، حسب ما أفاد ناشطون، في حين واصلت طائرات تابعة للجيش السوري قصف مناطق متفرقة في مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد.

حلب: تواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة

المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض يقول إن طائرات الهليكوبتر هاجمت حي صلاح الدين في مدينة حلب وإن اشتباكات عنيفة دارت في أماكن أخرى من المدينة، فيما هددت وزارة الداخلية السورية بـ “اقتلاع الإرهاب بكل أشكاله وبإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن”.

وأضاف المرصد، ومقره العاصمة البريطانية لندن، “إن طائرات الهليكوبتر تشارك في الاشتباكات عند مدخل حي صلاح الدين وتقصفه”، مشيرة إلى وقوع “اشتباكات عنيفة أيضا بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة عند مدخل حي الصاخور”.

في غضون ذلك، أفاد شهود عيان من حلب الواقعة شمالي سوريا بأن مسلحين من “الجيش السوري الحر” المعارض كانوا منتشرين في مناطق مختلفة من المدينة، بينما كانت طائرات الهليكوبتر العسكرية التابعة للقوات الحكومية تحلق فوق تلك المناطق”.

وقال رجل في الأربعينيات من العمر كان ينقل أسرته على دراجة نارية هربا من القتال الدائر في حلب ومتوجها إلى بلدة أعزاز القريبة من الحدود التركية: “إننا نعيش في منطقة حرب، فأنا وأقربائي نتحرك هنا وهناك في محاولة للبقاء بعيدا عن القتال. لقد غادرنا حلب عندما شاهدنا الدخان وطائرات الهليكوبتر تطلق النار”.

تصريحات الشعار

من جانبه، قال اللواء محمد إبراهيم الشعار، وزير الداخلية السوري، إن الجيش والأمن “سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا”.

ففي أول تصريح له منذ تعرضه للاغتيال في العملية التي وقعت في الثامن عشر من الشهر الجاري واستهدفت خلية الأزمة وأودت بحياة أربعة من كبار القادة الأمنيين بينهم وزير الدفاع ومعاون نائب رئيس الجمهورية ورئيس مكتب الأمن القومي ونائب رئيس هيئة الأركان، قال الشعار للتلفزيون الرسمي السوري:

“إن وجود بعض الثغرات يجب ألا يكون مبررا لأي أحد لكي يبيع نفسه إلى خارج الحدود، فنحن جاهزون لمساعدة هؤلاء والعودة بهم إلى جادة الصواب وحضن الوطن ليكونوا بنائين فيه بدلا من أن يكونوا مخربين له”.

وحض الشعار كل من يحمل السلاح في سوريا على “العودة إلى رشدهم”، قائلا “هؤلاء ليسوا إلا وقودا يستثمرهم الآخرون في مخططهم لضرب استقرار بلدهم”.

ومضى إلى القول: “إن هذا الوقود سيتحول في النهاية إلى تراب لا فائدة منه، وأنا أنصحهم، لكونهم أبناء جلدتنا ووطننا، بالعودة إلى جادة الصواب”.

اللواء محمد الشعار، وزير الداخلية السوري

الشعار: سنستنفر ما هو احتياطي في طاقاتنا، وسنبذل عشرة أضعاف ما كنا نبذله سابقا لمتابعة فلول الإرهابيين.

وحول التقارير التي تحدثت عن مقتله جرَّاء تفجير مقر الأمن القومي في ما بات يُعرف بـ “عملية خلية الأزمة”، قال الشعار: إن هذا الأمر يندرج ضمن الحرب النفسية التي يشنونها على سوريا، فقد أشاعوا عني وعن غيري مثل هذه الأخبار التي أصبحت مكشوفة لدى الجميع”.

وقال الشعار إنه عاد إلى عمله “بهمة أعلى وجهد أكبر وإصرار أمضى على خدمة الوطن، فقبل عملية التفجير الجبانة كنا نعمل بكامل طاقاتنا، ولكننا الآن سنستنفر ما هو احتياطي في طاقاتنا، وسنبذل عشرة أضعاف ما كنا نبذله سابقا لمتابعة فلول هؤلاء الإرهابيين الذين يعبثون بأمن بلدنا”.

إشاعات

من جانب آخر، قالت وزارة الداخلية السورية “إن المجموعات الإرهابية المسلحة تقوم ببث بعض الإشاعات التي تدعو المواطنين لمغادرة منازلهم بحجة الحرص على حياتهم وعندها تقوم هذه المجموعات بالسطو على هذه المنازل واستخدامها أوكارا لهم ولأعمالهم الإرهابية”.

وجاء في بيان أصدرته الوزارة: “نهيب بالمواطنين عدم الاستجابة لمثل تلك الدعوات والإبلاغ عمن يقف وراءها حرصا على سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم”.

“صد” الهجوم

وكان العقيد عبد الجبار العكيدي، وهو قائد ميداني تابع لـ “الجيش السوري الحر” في حلب، قد قال إن قواته “صدت هجوما شنته القوات الحكومية النظامية على حلب”.

وأشار العكيدي إلى أن الوضع مساء يوم السبت “اقتصر على قيام الجيش النظامي بقصف الأحياء الخارجة عن سيطرة المعارضة بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقا من حي الحمدانية وكلية المدفعية”.

وينظر للمعركة للسيطرة على حلب التي يسكنها أكثر من 2.5 مليون نسمة على أنها اختبار حاسم لحكومة خصصت موارد عسكرية كبيرة للحفاظ على سيطرتها على مركزي القوة الأساسيين في البلاد، أي حلب والعاصمة دمشق، في مواجهة حركة معارضة مسلحة تزداد قوتها يوما بعد يوم.

دعا قادة المعارضة السورية إلى زيادة “تسليح الجيش السوري الحر”

من جهته، طالب عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، بإمداد مسلحي المعارضة “بأسلحة تمكنهم من مواجهة القوات الحكومية”.

وقال سيدا، الذي كان يتحدث في أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة: “نريد أسلحة قادرة على إيقاف الدبابات ومواجهة الطائرات، هذا ما نريده”.

بدوره، قال كوفي عنان، المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، إنه يخشى وقوع “معركة وشيكة” في مدينة حلب السورية.

وأضاف: “يساورني القلق من تقارير عن حشد قوات وأسلحة ثقيلة حول حلب فيما يشير الى قرب وقوع معركة وشيكة في أكبر مدينة في سوريا”.

ومضى عنان إلى القول: “تصاعد الحشد العسكري في حلب والمنطقة المحيطة بها دليل آخر على الحاجة إلى تكاتف المجتمع الدولي لإقناع الطرفين بأن إنتقالا سياسيا يؤدي إلى تسوية سياسية هو وحده الكفيل بحل هذه الأزمة وبتحقيق السلام للشعب السوري.”

المعلم في طهران

على الصعيد الدبلوماسي، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيصل الأحد إلى طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين في شأن التطورات في سوريا والتعاون بين البلدين.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية الإيرانية أن المعلم سيعقد في وقت لاحق الأحد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نظيره الإيراني على أكبر صالحي يوضحان فيها آخر مستجدات علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين الحليفين.

يُشار إلى أن إيران تُعتبر الحليف الأوثق لسوريا، لا سيما في الصراع الدائر حاليا بين القوات الحكومية والمعارضة التي تتلقى دعما سياسيا وعسكريا من كل من قطر والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والسياسي من تركيا ودول عربية وغربية عدة.

أما دمشق فتتلقى أيضا دعما سياسيا كبيرا من كل من روسيا والصين اللتين استخدمتا مؤخرا حق النقض الفيتو ثلاث مرات ضد مشاريع قرارات في مجلس الأمن الدولي كانت ترمي إلى إدانة سوريا وفرض عقوبات عليها بسبب قمعها للمعارضة.

BBC © 2012

كوفي عنان يخشى من “معركة وشيكة” في مدينة حلب السورية

تل رفعت (سوريا) (رويترز) – قال الوسيط الدولي كوفي عنان انه يخشى من وقوع “معركة وشيكة” في مدينة حلب السورية .

وقالت مصادر المعارضة السورية ان طائرات هليكوبتر تابعة لجيش الرئيس السوري بشارالاسد قصفت منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بحلب السبت بينما تأهبت وحدات مدرعة لشن هجوم يمكن ان يحدد مصير حلب .

وقال عنان في بيان “يساورني القلق بشأن تقارير عن حشد قوات وأسلحة ثقيلة حول حلب فيما يشير الى معركة وشيكة في أكبر مدينة في سوريا.

“تصاعد الحشد العسكري في حلب والمنطقة المحيطة بها دليل آخر على الحاجة الى تكاتف المجتمع الدولي لإقناع الطرفين بأن إنتقال سياسيا يؤدي الى تسوية سياسية هو وحده الذي سيحل هذه الأزمة ويحقق السلام للشعب السوري.”

ولكن عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض للاسد حث الحلفاء الاجانب على العمل خارج مجلس الامن الدولي المنقسم على نفسه والتدخل.

وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الذي يزور الامارات العربية المتحدة ان اي إجراء يجب ان يكون من خارج مجلس الامن من خلال مبادرة الجامعة العربية ومن خلال قرار أصدرته الجمعية العامة للامم المتحدة.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند السبت انه سيحاول مرة اخرى اقناع روسيا والصين بتأييد عقوبات مشددة ضد الاسد من أجل تجاوز مأزق دبلوماسي ومنع المزيد من إراقة الدماء.

واضاف اولوند قائلا للصحفيين اثناء زيارة الي مزرعة في بلدة مونلزن في جنوب غرب فرنسا انه سيبذل جهودا جديدة حتى يمكن لروسيا والصين ان “تدركا انه ستكون هناك فوضى وحرب اهلية إذا لم يتم وقف بشار الاسد سريعا.”

ومضى قائلا “نظام بشار الاسد يعرف ان مصيره محتوم ولهذا فانه سيستخدم القوة حتى النهاية… دور الدول الاعضاء في مجلس الامن بالامم المتحدة هو التدخل بأسرع ما يمكن.”

وقللت روسيا من اهمية تكهنات بانها قد تمنح الاسد حق اللجوء مع اعلان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم السبت ان موسكو لم تتوصل لاتفاق من هذا القبيل ولا حتى تفكر في ذلك.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان طائرات الهليكوبتر هاجمت حي صلاح الدين في حلب وان اشتباكات عنيفة دارت في اماكن اخرى من المدينة.

وقالت الجماعة المعارضة في بيان عبر البريد الالكتروني ان طائرات الهليكوبتر تشارك في الاشتباكات عند مدخل حي صلاح الدين وتقصفه مضيفة ان هناك اشتباكات عنيفة ايضا عند مدخل حي الصاخور.

وقال ناشط بالمعارضة انه شاهد دبابات وناقلات جند مدرعة تابعة للجيش السوري تتجه الى صلاح الدين.

وعند مداخل حلب من الشمال كان العديد من القرويين يتسوقون أو يعملون في حقولهم. لكن أمكن ايضا مشاهدة مقاتلين من الجيش السوري الحر في حين كانت طائرات هليكوبتر عسكرية تحلق فوق المنطقة.

وقال رجل في الاربعينات من العمر كان ينقل اسرته على دراجة نارية انه هارب من القتال في حلب وانه في طريقه الى بلدة أعزاز القريبة من الحدود التركية.

وقال لرويترز “إننا نعيش في منطقة حرب. أنا وأقاربي نتحرك هنا وهناك في محاولة للبقاء بعيدا عن القتال. غادرنا حلب عندما شاهدنا الدخان وطائرات الهليكوبتر تطلق النار.”

وينظر للمعركة للسيطرة على حلب التي يسكنها 2.5 مليون نسمة على انها اختبار حاسم لحكومة خصصت موارد عسكرية كبيرة للحفاظ على السيطرة على مركزي القوة الاساسيين وهما حلب ودمشق في مواجهة التمرد المتزايد.

وفي حين لم يتمكن اي طرف من تحقيق نصر حاسم تراقب الدول المجاورة بقلق نتيجة الانتفاضة وسط مخاوف من امتداد الاضطرابات الطائفية اليها.

ويعتقد خبراء عسكريون انه في الوقت الذي سيتغلب فيه جيش الاسد الاقوى على المعارضة في حلب والمدن الكبرى الاخرى فإنه يجازف بفقد السيطرة في الريف لوجود شك في ولاء قطاعات كبيرة من الجيش هناك.

وقال المرصد السوري ان ثلاثة من مقاتلي المعارضة لاقوا حتفهم قبل فجر السبت في حلب. وذكر ان هناك انباء عن مقتل 160 شخصا في سوريا يوم الجمعة ليضافوا الى اجمالي عدد القتلى الذي بلغ نحو 18 الفا منذ بدء الانتفاضة قبل أكثر من 16 شهرا.

واظهر تسجيل مصور عرضه المرصد دخانا يتصاعد من بنايات سكنية في المدينة السبت وكان يمكن سماع دوي اطلاق نار متقطع بوضوح.

وقال المرصد انه وردت انباء عن وقوع قتال في بلدات في انحاء سوريا مثل درعا مهد الانتفاضة وحمص التي سقط فيها العدد الاكبر للقتلى وحماة حيث قمع حافظ الاسد والد بشار تمردا ضد حكمه في الثمانينات راح ضحيته آلاف القتلى.

وقال المرصد ان ما لا يقل عن عشرة اشخاص قتلوا يوم السبت عندما اقتحمت قوات الامن معضمية الشام قرب دمشق.

وقالت روسيا ان الدعم الدولي للمعارضة السورية سيقود “لمزيد من الدماء” وانه لا يمكن توقع ان تذعن الحكومة لمعارضيها طواعية.

وقالت ايضا انها لن تقبل بتفتيش سفن ترفع علمها وفق ما تقضي به عقوبات جديدة فرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا بقيام الدول الأعضاء بالاتحاد بتفتيش السفن التي تشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى سوريا.

ويأتي التصعيد في القتال في حلب بعد تفجير أسفر عن مقتل أربعة من كبار القادة المقربين من الأسد في دمشق يوم 18 يوليو تموز وهو الهجوم الذي دفع بعض المحللين إلى التكهن بأن زمام الأمور بدأ يفلت من يدي الحكومة.

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

من اريكا سولومون

المعارضة السورية تحث على اجراء دولي لمنع الهجوم على حلب

    أبوظبي (رويترز) – قال رئيس المجلس الوطني السوري ان الحلفاء الاجانب للمجلس يتحملون مسؤولية اراقة الدماء في مدينة حلب اذا لم يتحركوا بسرعة لمنعها.

    وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الذي يزور الامارات العربية المتحدة لاجراء محادثات مع مسؤولين في مؤتمر صحفي في وقت متأخر يوم السبت ان الاصدقاء والحلفاء يتحملون المسؤولية عما يحدث في حلب اذا لم يتحركوا على وجه السرعة.

    ولم يحدد سيدا الطريقة التي يتعين على حلفاء المجلس الوطني السوري تقديم المساعدة بها ولكنه قال ان عليهم ان يعملوا خارج مجلس الامن الدولي لان المبادرات داخل المجلس يمكن عرقلتها باستخدام حق النقض (الفيتو). وعرقلت روسيا جهودا بتهديد الاسد بفرض عقوبات من الامم المتحدة.

    وقال سيدا ان أي إجراء يجب ان يكون من خارج مجلس الامن من خلال مبادرة الجامعة العربية ومن خلال قرار أصدرته الجمعية العامة للامم المتحدة.

    وقالت مصادر المعارضة يوم السبت ان طائرات هليكوبتر عسكرية قصفت حيا في حلب تسيطر عليه المعارضة واتخذت وحدات مدرعة مواقع لشن هجوم على المدينة.

    وقال سيدا انه التقى مع وزير خارجية دولة الامارات الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان يوم السبت وناقشا فكرة تشكيل حكومة انتقالية لسوريا قبل اجراء انتخابات في نهاية الامر.

    واضاف ان المجلس الوطني السوري أنشأ لجنتين لمعالجة هذه الفكرة الاولى ستقوم بالاتصال بالجيش السوري الحر وستتولى الثانية التعامل مع جماعات المعارضة الاخرى.

تحقيق-مقاتلو المعارضة السورية يقولون إنهم يحققون مكاسب

ريحانلي (تركيا) (رويترز) – منذ أن انضم إلى الجيش السوري الحر أصبح المقاتل السوري رضوان الساعور هاربا أغلب الوقت ويختبيء في غابات محافظة ادلب قرب تركيا في الوقت الذي سيطرت فيه القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد على بلدة تلو الأخرى وكانت تقتل الناس كلما يحلو لها ذلك.

لكن مصيره ومصير حركة المقاومة المسلحة ضد حكم الأسد تغير بشكل جذري خلال الأسابيع القليلة الماضية. ففي الشهر الماضي احتفل الساعور بصد هجوم للجيش على بلدة كفر كرمين من خلال إضرام النار في دبابة تابعة للجيش روسية الصنع.

وقال الساعور (26 عاما) وهو عامل سابق كان يكسب قوت يومه في ميناء اللاذقية “أخذنا مدافعهم المضادة للطائرات.. والغنائم وتركنا عشرات من رجالهم قتلى.”

وبعد 16 شهرا من اندلاع الانتفاضة ضد الاسد أصبحت المعركة بين مقاتلي المعارضة المسلحين الذين يحملون أسلحة خفيفة وقوة النيران الهائلة للجيش السوري – وهو من أكبر الجيوش النظامية في منطقة الشرق الأوسط – حرب استنزاف مع تسبب الانشقاقات في إضعاف قوات الأسد وتحسين المهارات القتالية لدى مقاتلي المعارضة.

وكان النجاح الذي يحققه الساعور يقابله مكاسب أوسع نطاقا يحققها مقاتلو المعارضة في أنحاء البلاد خلال الأسبوعين الماضيين مع سيطرة مقاتلي المعارضة على عدد من المعابر الحدودية ونقلوا المعركة ضد الأسد إلى العاصمة دمشق وإلى حلب.

لكن ليس كل ما يتمناه مقاتلو المعارضة يدركوه فقد استعادت القوات الحكومية السيطرة على أغلب دمشق وقامت بهجوم مضاد في حلب بعد جلب تعزيزات من محافظات مجاورة.

لكن في حين أن القصف المكثف للجيش خلال الأسابيع القليلة الماضية أجبر المئات من زملاء الساعور على التراجع من البلدات داخل محافظة إدلب والمناطق الريفية إلى الشمال من حلب أصبحت أغلب المناطق الريفية في شمال غرب سوريا خارج نطاق سيطرة الجيش الذي يعاني ضغطا شديدا.

وقال الساعور وهو بين مئات المقاتلين الذين يتنقلون عبر الحدود مع تركيا لرويترز في شقة بمدينة ريحانلي الحدودية التركية “نحن الآن نسيطر على أغلب الريف المحيط بإدلب والمنطقة الريفية إلى الشمال من حلب.”

ويقول عدد من قادة الجيش السوري الحر إن نحو 70 في المئة من بلدات كبيرة على الحدود في شمال غرب سوريا المتاخم لتركيا – وهي بلدات مثل معرة النعمان وسرمدا وكفر تخاريم وتفتناز وبنش – أصبحت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

وفي المناطق الريفية في شمال البلاد وغربها قرب حلب المركز التجاري للبلاد سقطت بلدات كبيرة مثل الأتارب ودارة عزة وعندان وتل رفعت وعشرات من القرى الأصغر سقطت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

وأدى هذا إلى جعل المشارف الجنوبية والشرقية الريفية فقط من مدينة حلب تحت سيطرة قوات الأسد.

وقال أبو عمر وهو مقاتل صغير السن من إدلب “لولا القصف لما تمكن من السيطرة على الريف على الإطلاق. كلما زادت الخسائر على الأرض كلما أضعفت الانشقاقات الجيش.”

ويقول مقاتلو المعارضة إن بلدة حارم وهي بلدة حدودية تسكنها أغلبية سنية موالية للأسد وقرى مثل كفريا التي تسكنها أغلبية شيعية على بعد 25 كيلومترا من الحدود مع تركيا وكذلك أجزاء من جسر الشغور أصبحت أرضا معزولة موالية للجيش في محافظة إدلب التي تقطنها أغلبية سنية قرب تركيا.

وأصبحت كتائب الأسد في الشمال الغربي التي تعرضت لهجمات أكثر تكرارا وتفجير قنابل على الطرق مقتصرة في وجودها بشكل متزايد على عدد من القواعد الكبيرة بما في ذلك قاعدة مصطومة للجيش على بعد أربعة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة إدلب.

ويقول مقاتلو المعارضة إن مقر الكتيبة 46 من الحرس الجمهوري المرهوبة الجانب إلى الجنوب من بلدة الأتارب المضطربة على بعد 15 كيلومترا إلى الغرب من بلدة ريحانلي على الحدود التركية كانت مصدرا لبعض من أعنف هجمات المدفعية.

وعلى مدى الشهرين الماضيين هجر الجيش نقاط تفتيش كانت تفصل بلدة عن أخرى بعد تكبد خسائر من الكمائن والألغام الأرضية التي استهدفت قوافل الجيش في مسارات إمداد إلى حلب وإدلب وحمص.

وأسفرت عملية في الشهر الماضي عن سيطرة مقاتلي المعارضة لفترة قصيرة على قاعدة غنطو الجوية الاستراتيجية قرب بلدة الرستن المضطربة حيث دمروا صواريخ أرض-جو.

وفي الوقت ذاته تقريبا أسفر هجوم جريء على جبل شيخ بركات على بعد نحو 20 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من حلب عن سيطرة مقاتلي المعارضة على محطة للرادار ونهب محتوياتها وقتل المدافعين عنها. وفي الأسبوع الماضي سيطر مقاتلو المعارضة أيضا على معبر باب الهوى الرئيسي مع تركيا ونقطتين حدوديتين أخريين.

وقال شخص يدعى بركات دخل المعبر من حلب “سلطة الدولة اختفت تقريبا من الطريق السريع الرئيسي طوال الطريق من تركيا إلى حمص.”

وفي بلدة عندان على بعد 20 كيلومترا إلى الشمال من حلب يقول مقاتلون إنهم يعودون ليلا للاشتباك مع الجيش في هجمات كر وفر على نقاط تفتيش ومجمعات امن مجاورة حتى بعد أن أجبرهم الجيش على التقهقر إلى الجبال المجاورة.

وقال إبراهيم معتوق (35 عاما) وهو قائد محلي للمقاتلين نقله زملاؤه في سيارة إسعاف تركية على الحدود لتجرى له جراحة بعد إصابته بأعيرة نارية في الصدر والساق اليسرى “ليست لديهم سيطرة ليلا وحتى خلال النهار لا يمكنهم البقاء لفترة طويلة.”

وأضاف “إنهم يقصفون بلدات الريف التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بعشوائية على مسافة تصل إلى 30 كيلومترا من قواعدهم. وهدفهم هو ترويع السكان وجعل الناس يكرهوننا وينقلبون علينا لكن الأثر عكسي. كلما قصفونا كلما زاد تلاحم الناس وكرههم لهم.”

ويقول مقاتلون شبان والكثير منهم أصيب بجروح بسبب الشظايا أو بكسور في العظام إن معارك الأسلحة النارية التي استمرت شهورا صقلت مهاراتهم القتالية.

وقال خلدون العمر والذي وصل من سرمدا على بعد خمسة كيلومترات من الحدود التركية “لم يكن لدينا خبرة في زرع المتفجرات أو أي قيادة متماسكة… لكن هذا الوضع يتغير الآن.”ذ

وأضاف “المعارك تبدو وكأنها حرب بين جيشين حتى على الرغم من أنهم يتفوقون علينا من حيث المعدات.”

ويجلب ضباط أعلى رتبة انضموا إلى صفوف مقاتلي المعارضة في يونيو حزيران ومعهم قاذفات صواريخ تم الاستيلاء عليها من مستودعات الجيش في قرية خان السبل وجبل الزاوية معهم خبرتهم التي يحتاج إليها بشدة الجيش السوري الحر الذي يعاني نقصا في المعدات.

وقال العمر الذي أجريت له جراحة لمدة ست ساعات في تركيا بسبب جرح في ساقه “قبل شهرين لم نكن قادرين على مواجهة دبابة. الآن أصبحنا قادرين على ذلك وخبأنا الدبابات التي نستولى عليها في الجبال للوقت الملائم لاستخدامها.”

وقال العمر إن مئات الشبان والكثير منهم تلقوا بالفعل تدريبات عسكرية عندما التحقوا بالتجنيد أصبحوا الآن يحصلون على تدريب أكثر ضراوة في مناطق غابات بامتداد الحدود التي يسهل اختراقها في معسكرات مؤقتة.

كما أن مقاتلي المعارضة من الشبان يستخدمون الآن عبوات ناسفة أكثر تقدما ضد المدرعات التي يستخدمها الجيش السوري في معركته معهم.

وأظهرت وسائل إعلام سورية رسمية ذخيرة قالت إنها صودرت من “مجموعات إرهابية مسلحة” في عرض يقول مسؤولون إنه يثبت اكثر أن أسلحة تمولها دول أجنبية تصل إلى أيدي مقاتلي المعارضة.

وعلى الرغم من أن مقاتلي الجيش السوري الحر أصبحوا أكثر جرأة وأكثر فاعلية في أجزاء كبيرة من الريف يقول مقاتلون إن قصف الأسلحة المضادة للدبابات والرصاص والقذائف الصاروخية يجعلهم عرضة للخطر لدى مهاجمة قواعد محصنة بشدة تابعة للجيش السوري.

ويقول مقاتلون إنه قبل عدة أشهر تراجع مقاتلو المعارضة من مدينة إدلب حيث أسفرت هجمات شنها شبان يحملون بنادق كلاشنيكوف عن إحداث خسائر محدودة ورد عنيف من المدفعية. وقال عبد الرحمن الشيخ وهو قائد لواء يعمل الآن في المزارع قرب تفتناز وهي بلدة مضطربة في محافظة إدلب “نفدت مننا الذخيرة وتعين علينا الانسحاب حتى رغم أننا كان بإمكاننا الاحتفاظ بها لأسابيع لو كان لدينا المزيد (من الذخيرة).”

وقال أنس حاج حسن وهو من مقاتلي المعارضة إن استخدام الجيش لأجهزة متقدمة في الطائرات الهليكوبتر لرصد اتصالات مقاتلي المعارضة ساعد على تحديد أماكن الكثير من مخابئ المقاتلين لقصفها.

وقال حسن الذي كان الوحيد الذي نجا من هجوم أسفر عن مقتل خمسة من مجموعته من خلال ترك الموقع قبل ساعة من الهجوم “يتوصلون إلى المواقع عن طريق الهواتف المحمولة والأجهزة اللاسلكية التي نستخدمها في الاتصال لقصف مبنى نحتمي به.”

وقال شاب مصاب يقول إن اسمه أبو عبد الله (27 عاما) وصل من بلدة سراقب إن نقص الأسلحة الكافية المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية يحول دون تحقيق المزيد من المكاسب.

وقال أبو عبد الله وهو يرقد في مستشفى تركي على بعد كيلومترات محدودة من أرض المعركة داخل سوريا “ما زالت أسلحتنا ضعيفة.. نحتاج الكثير منها.. على الأقل قاذفات صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات هي التي نستخدمها في الغالب. لم يعد للبنادق الروسية كلاشنيكوف دور في المعارك الضارية التي نشنها الآن على قوات الأسد.”

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

من سليمان الخالدي

نيران طائرات هليكوبتر ومدفعية على حلب السورية

حلب (سوريا) (رويترز) – فتحت طائرات هليكوبتر حربية النار على حلب يوم الأحد كما دوت المدفعية في مختلف الأحياء في الوقت الذي استمرت فيه المعارك بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة للسيطرة على ثاني أكبر المدن السورية.

وتحدث نشطاء المعارضة عن وقوع اشتباكات في عدد من المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الصباح فيما يمكن أن يكون إيذانا ببدء ملاحقة حاسمة في معركة السيطرة على حلب المركز التجاري لسوريا.

وقال الوسيط الدولي كوفي عنان وزعماء آخرون إن الوضع في حلب يؤكد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي عبر التفاوض للصراع في سوريا الذي مر عليه 16 شهرا حتى الآن.

وحث زعيم في المعارضة السورية الحلفاء الأجانب على تجنب مجلس الأمن المنقسم التابع للأمم المتحدة والتدخل مباشرة في المعركة التي تهدف إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري تحالف المعارضة الرئيسي للأسد إن الأصدقاء والحلفاء يتحملون مسؤولية ما يحدث في حلب ما لم يتحركوا قريبا.

وتحتشد قوات الأسد لشن هجوم لاستعادة أحياء من وحدات مقاتلي المعارضة والمناوشات مستمرة منذ أيام في أحياء مثل صلاح الدين في جنوب غرب البلاد.

وقال نشط في المعارضة إنه رأى دبابات وحاملات جند مدرعة تابعة للجيش تتجه إلى صلاح الدين يوم الأحد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتال وقع في وقت مبكر يوم الأحد في الأحياء الواقعة بوسط المدينة وفي حي على المشارف الغربية.

وبدت المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والتي زارها مراسل لرويترز مهجورة من السكان. ويستخدم المقاتلون المنازل التي سارع أهلها بتركها حتى انهم تركوا الطعام كما هو بالبرادات قواعد لهم.

وعند مداخل حلب من الشمال كان العديد من سكان القرى يتسوقون أو يعملون في حقولهم. لكن أمكن ايضا مشاهدة مقاتلين من الجيش السوري الحر في حين كانت طائرات هليكوبتر عسكرية تحلق فوق المنطقة.

وقال رجل في الاربعينات من العمر كان ينقل اسرته على دراجة نارية انه هارب من القتال في حلب.

وقال لرويترز “إننا نعيش في منطقة حرب. أنا وأقاربي نتحرك هنا وهناك في محاولة للبقاء بعيدا عن القتال. غادرنا حلب عندما شاهدنا الدخان وطائرات الهليكوبتر تطلق النار.”

وينظر للمعركة للسيطرة على حلب التي يسكنها 2.5 مليون نسمة على انها اختبار حاسم لحكومة خصصت موارد عسكرية كبيرة للحفاظ على السيطرة على مركزي القوة الاساسيين وهما حلب ودمشق في مواجهة التمرد المتصاعد.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان “إذا هزم النظام فستكون مرحلة حاسمة لسوريا.”

وفي حين لم يتمكن اي طرف من تحقيق نصر حاسم تراقب الدول المجاورة بقلق نتيجة الانتفاضة وسط مخاوف من امتداد الاضطرابات الطائفية اليها.

ويعتقد خبراء عسكريون انه في الوقت الذي سيتغلب فيه جيش الاسد الاقوى على المعارضة في حلب والمدن الكبرى الاخرى فإنه يجازف بفقد السيطرة في الريف لوجود شك في ولاء قطاعات كبيرة من الجيش هناك.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا أن 26 قتلوا في حلب يوم السبت. وفي أنحاء سوريا تحدث المرصد عن اندلاع معارك في درعا مهد الانتفاضة وحمص التي شهدت بعضا من أعنف المعارك وحماة وبلغ إجمالي عدد القتلى 190 قتيلا منهم 41 جنديا.

وأظهر تسجيل مصور عرضه المرصد دخانا يتصاعد من بنايات سكنية في المدينة يوم السبت وكان يمكن سماع دوي اطلاق نار متقطع بوضوح.

وفي باريس قال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند يوم السبت انه سيحاول مرة أخرى إقناع روسيا والصين بتأييد عقوبات مشددة ضد الاسد من أجل تجاوز مأزق دبلوماسي ومنع المزيد من إراقة الدماء.

وأضاف أولوند “أوجه مرة أخرى كلامي إلى روسيا والصين حتى تدركا أنه ستكون هناك فوضى وحرب أهلية إذا لم يتم وقف بشار الأسد سريعا.”

ومضى يقول إن نظام الأسد يعرف أن مصيره محتوم ولهذا فإنه سيستخدم القوة حتى النهاية.

وتابع “دور الدول الاعضاء في مجلس الامن بالامم المتحدة هو التدخل بأسرع ما يمكن.”

وقللت روسيا من شأن تكهنات بأنها قد تمنح الاسد حق اللجوء مع اعلان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف السبت ان موسكو لم تتوصل لاتفاق من هذا القبيل ولا حتى تفكر في ذلك.

وتقول روسيا إن الدعم الدولي لمقاتلي المعارضة السورية سيؤدي إلى إراقة “المزيد من الدماء” ولا يمكن توقع أن تستسلم الحكومة لمعارضيها طواعية.

وقالت أيضا إنها لن تسمح بتفتيش السفن التي ترفع العلم الروسي بموجب عقوبات جديدة فرضها الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالسفن التي يشتبه في نقلها سلاحا إلى سوريا.

ويأتي تصاعد القتال في سوريا بعد تفجير وقع يوم 18 يوليو تموز وأسفر عن مقتل وزير الدفاع وثلاثة آخرين من كبار المسؤولين السوريين في دمشق وهو تطور دفع بعض المحللين إلى التكهن بأن سيطرة الحكومة بدأت تتراجع.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية- تحرير محمد هميمي)

من اريكا سولومون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى