أحداث الأحد 4 تشرين الأول 2015
الغرب يعرقل منح «الغارات الروسية» شرعية في مجلس الأمن
موسكو – رائد جبر
لندن، واشنطن – «الحياة»، رويترز – واصل الطيران الروسي أمس غاراته على مناطق المعارضة وقصف مؤسسة دولية و «عناصر الدفاع المدني» في ريفي اللاذقية وإدلب وسط دعوات غربية وإقليمية حضت موسكو على ضرب تنظيم «داعش» الذي لم يتعرض سوى لخمسة في المئة من إجمالي الغارات الروسية. وقال رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيدف إن العمليات العسكرية في روسية «دفاعية لحماية الشعب الروسي». وذكر أن الدول الغربية تعارض منح «الغارات الروسية» شرعية في مجلس الأمن.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «39 مدنياً على الأقل و14 من داعش قتلوا منذ بداية الضربات الجوية الروسية يوم الأربعاء»، لافتاً إلى أن غارات أمس استهدفت مناطق في ريف إدلب ما أدى إلى مقتل 15 مدنياً. وبث نشطاء معارضون فيديو أظهر تعرض عناصر من «الدفاع المدني» للقصف خلال إسعافهم مصابين في غارة سابقة. كما ضرب قاذفات روسية جبل التركمان في ريف اللاذقية.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن طائراتها «نفذت أكثر من 20 طلعة جوية في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة وقصفت تسعة أهداف لتنظيم لداعش وأن الأهداف شملت موقعاً قيادياً ومخبأ تحت الأرض فيه أسلحة ومتفجرات حول الرقة ومخزن للأسلحة في معرة النعمان»، علماً أن لا وجود لـ «داعش» في ريف إدلب الذي يضم عناصر من «أحرار الشام الإسلامية» التي سعت دول غربية إلى فتح حوار معها.
وقال مسؤول كبير في رئاسة الأركان الروسية الجنرال أندريه كارتابولوف: «نجحنا في خفض القدرات العسكرية للإرهابيين إلى حد كبير. لقد بدأ الذعر ينتابهم وسجلت حالات فرار في صفوفهم». مضيفاً أن «حوالى 600» مسلح من التنظيم «غادروا مواقعهم ويحاولون الفرار إلى أوروبا».
من جهته، قال رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف: «التقويم الشامل للسبب في اتخاذ مثل هذا القرار قدمه الرئيس (فلاديمير بوتين) عندما أوضح ما الذي نحميه في هذه الحالة. نحن ندافع عن أنفسنا. نحن ندافع عن شعب روسيا من تهديد الإرهاب، لأنه من الأفضل أن نفعل ذلك في الخارج بدلاً من محاربة الإرهاب داخل البلاد».
في لندن، انضم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون الى قادة أوروبيين آخرين في قوله إن «التدخل العسكري الروسي لا يهدف سوى لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد». وقال: «من الواضح أن روسيا لا تميز بين داعش ومجموعات المعارضة السورية المشروعة. وعليه، فهي تساعد الأسد السفاح وتزيد من تعقيد الوضع». وقال وزير الدفاع مايكل فالون إن واحدة من كل 20 ضربة روسية تستهدف «داعش». وأعلنت لندن أن لا مستقبل لمحاولة روسيا الحصول على موافقة الأمم المتحدة على حملاتها العسكرية، الأمر الذي اعتبرته موسكو غريباً، لأنه ليس هناك ما يدعو للاعتراض على مقترحها.
وكان الرئيس باراك أوباما قال إن تدخل موسكو وتحالفها «مع إيران والأسد» وضربها المعارضة المعتدلة أمور «مآلها الفشل»، وقد تجرها «إلى مستنقع» في الحرب السورية. وفتح أوباما لأول مرة إمكان إنشاء مناطق حدودية مع تركيا، مؤكداً أن الدعم الأميركي للمعارضة المعتدلة سيستمر، وأن «نظام الأسد سيسقط في النهاية». مضيفاً: «لن نحول سورية إلى حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا. هذا ليس نوعاً من التنافس بين قوى عظمى على رقعة شطرنج».
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه أبلغ نظيره الروسي في باريس وجوب أن تنحصر الضربات الجوية الروسية بـ «داعش». وقال هولاند إن «الضربات ينبغي أن تستهدف داعش، وداعش فقط»، في إشارة الى التنظيم المتطرف، فيما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مؤتمر صحافي مشترك: «شددنا معاً على أن الدولة الإسلامية هي العدو التي علينا محاربته».
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيدعو بوتين إلى «إعادة النظر في الضربات»، متهما العسكريين الروس بإغفال سقوط عشرات المدنيين قتلى.
كاميرون: التدخل الروسي يساعد نظام الأسد فقط
لندن – أ ف ب
أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم (السبت) عن أسفه لكون التدخل العسكري الروسي في سورية “لا يهدف سوى إلى مساعدة الأسد السفاح”، معتبراً أن الغارات الروسية “تزيد من تعقيد الوضع”.
وقال كاميرون أنه “من الواضح أن روسيا لا تميز بين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومجموعات المعارضة السورية المشروعة. وعليه، فهي تساعد الأسد السفاح وتزيد من تعقيد الوضع”.
وأضاف من معقله الانتخابي في أوكسفوردشير قبل توجهه إلى مدينة مانشيستر للمشاركة في مؤتمر الحزب “المحافظ” أن “العالم العربي محق تماماً في التنديد بالتدخل الروسي”.
وكان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أكد اليوم في مقابلة مع صحيفة “ذي صن” أن “خمسة في المئة فقط من الغارات الروسية في سورية تستهدف مقاتلي التنظيم المتطرف”، مضيفاً أن “العناصر المتوافرة لدينا تؤكد أنهم يقصفون في شكل عشوائي المناطق التي يقصدها المدنيون، ما يؤدي إلى مقتلهم، خصوصاً في المناطق التي ينتشر فيها الجيش السوري الحر الذي يقاتل الأسد”.
وأشار إلى أن الدعم الروسي يطيل من عمر المعاناة”.
من جهة أخرى، أوضح فالون ان الحكومة ستطلب تمديد مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية ضد تنظيم “داعش”، معتبراً أن عدم ضرب التنظيم في سورية يعد “خطأ أخلاقياً”.
يذكر أن المقاتلات البريطانية لا تستهدف حالياً سوى مواقع التنظيم المتطرف في العراق.
فالس: على موسكو «ألا تخطئ الأهداف» في سورية
كيوتو (اليابان) – أ ف ب
قال رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس اليوم (الأحد) إنه يجب على روسيا «أن لا تخطئ الأهداف في سورية بضرب منظمات غير تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)»، مذكّراً أيضاً بضرورة تجنب المدنيين.
ورداً على أسئلة حول الغارات الروسية واستراتيجية موسكو في سورية، قال فالس في تصريحات على هامش زيارة إلى اليابان إن «رئيس الجمهورية ذكر بوضوحٍ كامل لدى اجتماعه بفلادمير بوتين الجمعة الماضية في باريس، ضرورة عدم حدوث خطأ في الأهداف».
وشدد فالس على أهمية ضرب الأهداف الجيدة وتحديداً لـ«داعش»، موضحاً: «إذا كانت داعش هي العدو الذي يهاجم مجتمعاتنا، وهذا صحيح بالنسبة لفرنسا، فإن ذلك من المرجّح أن يكون صحيحاً أيضاً بالنسبة لروسيا، وبالتالي يجب ضرب التنظيم. وندعو الجميع إلى عدم ارتكاب خطأ في الهدف».
وأضاف أن «الشرط الثاني هو أنه لا يمكن مهاجمة مدنيين. وأنتم تعرفون أن نظام بشار الأسد يواصل استخدام البراميل المتفجرة وأسلحة كيماوية ضد مدنيين، وهذا أمر لا يمكن قبوله».
وتابع أن «الشرط الثالث هو إجراء عملية انتقالية سياسية من دون الأسد». وأكدت روسيا مجدداً أمس، أنها تهاجم «داعش» في سورية، مشيرةً إلى شنّها 60 غارة خلال ثلاثة أيام، لكن واشنطن جددت انتقادها لموسكو التي تقول إنها تسعى في الأساس للدفاع عن النظام السوري.
التدخل الروسي في سورية يعيد تركيا إلى أحضان الغرب
أنقرة – باسل الحاج جاسم
استولت روسيا في شهر آذار (مارس) عام 2014 على شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، وأعلنت عن مواصلة تطوير أسطولها في البحر الأسود، وجاء توسع روسيا هذا، بعد فترة من الاستقرار في حوض البحر الأسود ليغير الكثير من التوازنات، ولعل أبرزها متعلق بمستقبل العلاقات التركية الروسية.
اعتبر البعض أن التقدم الروسي نحو القرم الخطوة الأخيرة أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنقاذ حكمه الهش، ولكن لدى الأتراك وجهة نظر أخرى، فقد اعتبر بعضهم أن غزو روسيا شبه جزيرة القرم يسير على نمط يعود إلى 340 عاماً، فقد كان فقدان الإمبراطورية العثمانية القرم وانضمامها للإمبراطورية الروسية في عام 1783 بمثابة نقطة تحول في تاريخ الحضارتين، بالنسبة للعثمانيين، كانت الخسارة الأولى الدائمة لأراض تقطنها غالبية مسلمة لتصبح تحت سيادة مسيحية، وبالنسبة للروس كانت بداية تحول بلادهم إلى قوة عالمية، وعبر البحر الأسود، تمكنت روسيا من الإبحار نحو الغرب.
تجدر الاشارة إلى أن منطقة البحر الأسود أصبحت منطقة عالمية على نحو أكبر بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وأكدت تركيا دورها في الحفاظ على الاستقرار في تلك المنطقة، بينما أكدت روسيا على قدرتها على تقديم الغاز الطبيعي للجميع، وفي ظل الهدوء النسبي الذي اتسمت به المنطقة، لم تول الأوساط الأكاديمية التركية والشعب التركي الكثير من الاهتمام بها خلال العشرين سنة الماضية، في حين اتجهت الأنظار نحو دور تركيا في الشرق الأوسط أو عضويتها في الاتحاد الأوروبي.
وفي وقت تحركت روسيا عسكرياً في أوكرانيا، كانت ردود القوى الغربية التي تحقق التوازن أمام روسيا ضعيفة ومنقسمة. ووفق العديد من المراقبين، أظهرت الحرب السورية أن قدرة الولايات المتحدة الأميركية على إبراز قوتها بالقرب من منطقة التأثير الروسي بدت محدودة، وإذا أخذنا بالاعتبار أن روسيا قد تكون ضعيفة أيضاً، فإن دول الجوار المباشر أضعف، والغـرب ليس مستعـداً لحمايتها.
لا يمكن تجاهل ما ذهب إليه بعض العسكريين، لجهة أن روسيا تميل إلى التوسع عندما تكون كافة الدول المجاورة لها ضعيفة وغير قادرة على ردها، وعادة ما تكون السيطرة على البحر الأسود تهديداً أولياً، ينذر بوقوع المزيد من التدخلات، والأهم أن السيطرة على البحر الأسود تتطلب تغيير الموقف من وضع مضيق البوسفور، لأن السفن الروسية التي تقوم بدوريات لا يُمكنها التحرك نحو البحر الأبيض المتوسط إلا من خلال هذا المضيق، ومن المؤكد أن القوى الغربية ترى في أي وجود روسي داخل البحر الأبيض المتوسط تهديداً لها، وبالتالي، لم تؤكد روسيا وجودها في البحر الأسود من دون أن تستعد للنزاع مع قوى عظمى أخرى.
ومن خلال سيطرة موسكو على مدن سيفاستوبول في القرم، وطرطوس في سورية تتمكن من الوصول إلى المياه الإقليمية على جانبي شبه جزيرة الأناضول، وسوف تجد تركيا نفسها بين فكي كماشة من قبل قوات البحرية الروسية الضخمة.
ويؤكد مارك غالوتي، الأستاذ في جامعة نيويورك، وفق مجلة «الشاهد»، أن القدرات الروسية في البحر الأسود لا تزال بدائية نسبياً، وأن تلك القوة لن تتمكن من الصمود أمام مواجهة طويلة مع حلف الـ «ناتو»، ولكن من المرجح أن تراهن روسيا على عدم تدخل «ناتو»، في الوقت الحالي، وسوف يحدد القدر الذي سيتدخل به الحلف، للرد على روسيا، وإذا ما كانت تركيا ستشارك في جهود الاحتواء أو أنها سوف ترضخ تحت وطأة الضغوط الروسية، أو بسبب المصالح الاقتصادية بين أنقرة وموسكو.
على رغم أن العلاقات بين روسيا وتركيا شهدت خلال القرون الماضية، حروباً دامية وصراعات سياسية، إلا أن المرحلة الحالية تقدم نموذجاً معاكساً، يتمثل بتطور التعاون السياسي والاقتصادي بينهما، وتعكس مسيرة السياسة الخارجية التركية على مدار السنوات العشر الأخيرة بوضوح هذا التوجه.
تحرص موسكو وأنقرة على تنمية علاقاتهما حفاظاً على مصالحهما المتبادلة، وشهدت العلاقات حالات من الفتور في مراحل مختلفة، ويرتبط ذلك بعوامل عديدة: توجهات القيادة السياسية في الدولتين، وحجم الارتباطات الدولية والإقليمية لكل طرف، وطبيعة القضايا والمشكلات الخلافية بينهما.
وحددت طبيعة الموقع الجغرافي لتركيا عبر التاريخ شكل علاقاتها مع دول الجوار، ولا يمكن إنكار ميراث تاريخي من الخلافات بين البلدين، لعل أبرزها: الخلافات حول المرور في مضيق البوسفور، والتّنافس على نقل بترول آسيا الوسطى وبحر قزوين، والموقف من قضية النزاع حول منطقة ناغورني كاراباخ، بين أذربيجان وأرمينيا، والقضية القبرصية، والدعم الروسي لليونان، ومشكلة الشيشان والموقف التركي منها.
ويصح القول إن الجانب الاقتصادي يمثل حجر الزاوية في مسار التقارب التركي الروسي، إذ تعتبر تركيا سابع أكبر شريك تجاري لروسيا، وتسبق معظم أعضاء مجموعة «بريكس» لأكبر الأسواق النامية في العالم، كما أنها الوجهة الأولى للسياح الروس، وثاني أكبر أسواق التصدير بعد ألمانيا بالنسبة لشركة غاز بروم الروسية العملاقة، في حين تشغل روسيا المركز الثاني بين الشركاء التجاريين الرئيسيين لتركيا، وتجاوز حجم التبادل التجاري بين تركيا وروسيا 32 بليون دولار أميركي، ويعتزم البلدان رفع ذلك التبادل ليصل إلى 100 بليون دولار، وفق وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، وتبلغ الاستثمارات التركية في روسيا نحو 1.5 بليون دولار، بينما يتراوح حجم الاستثمارات الروسية في تركيا بين 200 مليون و300 مليون دولار.
مما لا شك فيه أن نشر القوات الروسية في سورية مؤخراً لا يهدف فقط إلى إعادة رسم مسار الأحداث هناك فقط، وانما موقع روسيا على الساحة الدولية، فقد عانت موسكو من العزلة، بسبب العقوبات التي لجمتها نتيجة لقرار ضم شبه جزيرة القرم، والدعم الذي تقدمه للانفصاليين في شرق أوكرانيا، ولعل الانضمام لتحالف دولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية هو الطريقة الأنجح لكسر العزلة الدولية بسبب أزمة أوكرانيا، وذكرت صحيفة «أوبزيرفر» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحاول لعب دور عالمي على الساحة الدولية، في وقت دخلت فيه قواته إلى سورية، وأنه من خلال مضاعفة دعم بوتين للنظام السوري المحاصر، فقد أرسل رسالة بأنه لن يكون هناك حل للأزمة السورية من دون موسكو.
من الواضح أن التحركات العسكرية الروسية في سورية، لا تهدف إلى استعراض العضلات، ولكنها محاولة لحماية القاعدة العسكرية الوحيدة لها في المـــياه الدافئة في البحر المتوسط، ووفق تصريحات بوتــــين أيــــضاً منع تغيير النظام في دمشق، الذي بـــــات لا يسيطر إلا على أجزاء محدودة من البلاد. وكشـــف الكثير من التقارير أن هناك مخاوف في روسيا من تزايد تأثير الإسلاميين في المناطق المسلمة في روسيا والدول المجارة في آسيا الوسطى والقوقاز.
ومن المؤكد أن القاعدة البحرية التي يعمل الروس على توسيعها في طرطوس، موقع مهم لهم على البحر المتوسط، ومن خلالها تحاول روسيا توسيع حضورها في المنطقة. وتبنت موسكو «عقيدة» بحرية جديدة، وهي «تأكيد حضور دائم وكاف هناك. كما يخدم الوجود الروسي العسكري في المنطقة موسكو من ناحية تجارية، في ظل تراجع أسعار النفط.
التوسع الروسي في عهد الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين دفع تركيا لأن تصبح عضواً قوياً في حلف الناتو، ومن المحتمل أيضاً أن يؤدي غزو القرم، وتواجد روسي مكثف في شواطئ المتوسط السورية، إلى دفع تركيا، التي اتجهت بعيداً عن الغرب في عهد رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان، لتذكر الأسباب التي أدت إلى انضمام البلاد إلى ذلك التحالف في المقام الأول. وببساطة لم تتمكن الإمبراطورية العثمانية ولا الدولة التركية الحديثة من ردع التوسع الروسي أو مقاومته بمفردها.
ومن المحتمل أن تبدأ روسيا المراوغة حول الوضع القانوني لمضيق البوسفور، مثلما فعل ستالين سابقاً، خصوصاً أن اتفاقية مونترو تستدعي إجراء تحديث لمنح روسيا قدرة أكبر على الوصول إلى المنطقة من دون عائق.
ومع أن روسيا تدرك المساحة التي يمكنها التحرك فيها قبل إثارة رد فعل غربي كبير، فإن التدخل الروسي في البحر الأسود والمتوسط، سوف يؤدي حتماً إلى تعقيد الأمور بالنسبة لتركيا.
أوروبا تأسف لسقوط حدود «شنغن»
كوبنهاغن، برلين – أ ف ب، رويترز
بعد التدابير الحدودية المنفردة التي اتخذتها دول عدة في الاتحاد الأوروبي لمواجهة تدفق اللاجئين عبر أراضيها، بخاصة دول شرق أوروبا، أعربت رئيسة الحكومة النروجية ايرنا سولبرغ أمس، عن أسفها لـ «سقوط» الحدود الخارجية لـ»فضاء شنغن»، داعيةً إلى فرض مزيد من تدابير المراقبة لوقف الهجرة غير الشرعية.
وكانت سولبرغ، المحافظة التي تحكم مع حزب التقدم المعارض للهجرة، بما فيها هجرة السوريين، تتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع رؤساء وزراء 4 بلدان شمالية أخرى، هي السويد والدنمارك وفنلندا وأيسلندا، في مقر إقامة رئيس الوزراء الدنماركي في «كونغينس لينغبي» في ضاحية كوبنهاغن.
ولفتت إلى أن «التحدي الذي تواجهه المنطقة الشمالية ليس داخلياً، لكنه يتمثل في سقوط الحدود الخارجية لفضاء شنغن. علينا الآن أن نتأكد من أن هذه الحدود الخارجية صامدة».
وتشرف النروج التي ليست عضواً في الاتحاد الاوروبي لكنها جزء من فضاء شنغن، على حدود خارجية مع روسيا دخل منها أكثر من 250 لاجئاً سورياً هذا العام.
واعتبر رئيس الوزراء السويدي، الاشتراكي – الديموقراطي ستيفان لوفن أن «كل الذين يحق لهم باللجوء يجب أن يحصلوا عليه. والذين لا يحق لهم ذلك يجب ترحيلهم».
وأعلن المضيف، رئيس الوزراء الدنماركي الليبرالي لارس لوك راسموسن، تأييده الاقتراح الأخير. وقال إن «الذين لا يحتاجون إلى حماية يجب ترحيلهم أيضاً في أسرع وقت.
وأثار التدفق غير المسبوق للمهاجرين واللاجئين إلى المنطقة، بعض التجاذبات بين البلدان الأوروبية الشمالية في أيلول (سبتمبر) الماضي. وانتقدت السويد، الدنمارك عندما تخلت عن إرغام المهاجرين على تقديم طلب لجوء، مفسحةً لهم المجال لمتابعة طريقهم نحو السويد. وقال لوفن «إنه قرار مؤسف».
ثم انتقدت فنلندا السويد، التي تركت بدورها آلاف الأشخاص يجتازون حدودها من دون تسجيل طلب لجوء، قبل أن يجتاز هؤلاء الذين يشكل العراقيون القسم الأكبر منهم، الحدود الفنلندية.
وإذا كان وزير الخارجية الفنلندي تيمو سويني أقر بأن بلاده تستطيع استقبال مزيد من اللاجئين، فقد اعتبر أن «من غير الوارد أن نفعل ذلك متجاهلين قواعد الاتحاد الأوروبي، بحيث نسمح بنقل اللاجئين عبر بلد ثم بلد آخر حتى يصلوا إلى بلادنا».
في غضون ذلك، احتفلت ألمانيا بمرور 25 سنة على إعادة توحيدها أمس، وقالت المستشارة أنغيلا مركل بالمناسبة إن الألمان يواجهون «تحديات كبيرة» (للمزيد).
وصرحت مركل للصحافيين في بيان قصير على هامش الاحتفالات الرسمية في فرانكفورت إن «قضية اللاجئين تشغلنا، خصوصاً في هذه الأيام وأنا أذكّر مرة أخرى أننا في ألمانيا لا يمكننا حل المشكلة بمفردنا، معاً فقط، في أوروبا. ومن خلال توزيع عادل للمهام». وأضافت: «ينبغي أن نحقق هذا معاً، ألمانيا وأوروبا والعالم، يجب على الجميع القيام بمهمتهم هنا».
ويقدَّر أن أكثر من 200 ألف شخص وصلوا إلى ألمانيا في أيلول الماضي، أي تقريباً العدد ذاته للمهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد خلال العام الماضي كله. وتقدر الحكومة الألمانية أن 800 ألف أو أكثر ربما يأتون خلال العام الحالي.
أجواء من عدم الثقة تسيطر على المحادثات الأمريكية الروسية ومخاوف من حدوث كارثة قبل التوصل لاتفاق يمنع الاشتباك
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي»:أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما محادثات عسكرية مع روسيا وسط تصاعد الارتباك بشأن الأهداف الجوية ناهيك عن تزايد الانتقادات من الكونغرس إلى حد استهزاء بعض أعضاء مجلس الشيوخ باسم محادثات فواصل الأجواء ومنع الاشتباك. إذ قال السناتور جون ماكين ان المفاوضات لسوء الحظ هي مجرد كناية غريبة لسياسة قبول إدارة أوباما لدور روسي موسع في سوريا وبالتالي استمرار المعاملة الوحشية لبشار الأسد ضد الشعب السوري.
وجاءت المحادثات التي جرت في دائرة تلفزيونية مغلقة بعد يوم واحد من بدء مقاتلات روسية شن ضربات جوية في غرب سوري، قالت روسيا انها تستهدف اتباع تنظيم «الدولة الإسلامية» ولكن قادة وزارة الدفاع الأمريكية قالوا انه لا يبدو ان هذا هو الحال في الواقع، إذ صرح الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم الجيش، ان الجيش الأمريكي لا يعتقد ان روسيا ضربت اهدافا لتنظيم الدولة، وهذه مشكلة. ولكن وارن لم يحدد بالضبط ماهية الجماعات التي ضربتها الطائرات الروسية.
وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية ان ما يعقد الأمور أكثر هو ان المزيد من القوات الإيرانية وصلت إلى سوريا من أجل عملية برية تتزامن مع الضربات الجوية الروسية.
وتهدف المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا بالدرجة الاولى إلى التيقن من ان الضربات الجوية الروسية لا تتعارض مع عمليات التحالف الجارية في سوريا ولكن المشكلة كما قال اللفتانت جنرال روبرت أوتو نائب رئيس الأركان للاستخبارات والمراقبة، انه لا يوجد أي تبادل حقيقي للمعلومات الاستخبارية مع موسكو رغم رغبة الولايات المتحدة في نجاح المفاوضات. وأوضح ان الهدف الرئيسي هو ضمان عدم اصطدام الطائرات مع بعضها البعض.
وستنعكس أي اتفاقيات سيتم التوصل إليها بين مواشنطن وموسكو، كما أضاف وارن، على العمليات الجوية لقوات التحالف التي تتضمن غارات يومية في سوريا والعراق على أهداف الدولة الإسلامية.
وقد اوضح وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في وقت سابق ان المحادثات تهدف إلى تسهيل تدفق المعلومات بين قوات التحالف والقوات الروسية من أجل المحافظة على سلامة العناصر الأمريكية في المنطقة كما انها امر حاسم لضمان عدم تداخل الإجراءات الروسية مع الجهود الأمريكية لهزيمة تنظيم الدولة وللتاكيد على ان الالتزامات الأمنية الأمريكية لم تتغير في المنطقة. ومن الواضح عدم وجود حالة ثقة بين الأمريكان والروس في هذه المحادثات إذ اعترف أوتو بان لديه ثقة منخفضة المستوى مع الروس مشيرا إلى ان الثقة ضرورية لتبادل بيانات واقعية تحدد أماكن العمليات على الأقل ولكنه لا يتصور وجود أي علاقة استخبارية معقولة بين الجانبين. وقال ان الاستهداف العشوائي للقنابل الروسية الغبية سيؤدي إلى قتل المزيد من المدنيين الأبرياء وبالتالي خلق عواقب غير مقصودة تتثمل في ظهور جيل جديد من الإرهابيين.
ويمثل الجانب الأمريكي من المفاوضات اليسا سلوتكين القائمة بأعمال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي التي نقلت إلى المسؤولين الروس المخاوف الأمريكية من ان الضربات الروسية لم تستهدف حتى الآن معاقل تنظيم الدولة الإسلامية.
ووصف مسؤولون أمريكيون المحادثات الأولية مع الروس بانها ودية ومهنية وانها تركزت بشكل صريح للغاية على منع اشتباكات غير مقصودة بين الطائرات الأمريكية والروسية فوق الأجواء السورية، ووفقا للمعلومات الأولية فقد تم تقديم اقتراحات من الجانب الأمريكي للحد من المخاطر المحتملة على الطيارين.
وركز الجانب الأمريكي خلال المحادثات على تكرار موقف وزير الدفاع كارتر بان تركيز الأنشطة العسكرية في سوريا يجب ان يكون لهزيمة تنظيم الدولة ولكن الجانب الروسي لم يقدم استجابة مميزة.
وشملت المحادثات مناقشات عملية حول الترددات الدولية التي ينبغي استخدامها لنداءات الاستغاثة وما هي اللغة المستخدمة في الاتصالات، ووفقا لمسؤول امريكي فان هذه الاسئلة التى يبحث الامريكان عن اجابة لها في الوقت الحاضر من أجل ان لا يكون هناك أي سوء تقدير في الهواء.
وقد وافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الماضي على عقد مباحثات قبل بدء العمليات الجوية الروسية ولكن واشنطن فوجئت بشن روسيا الضربات الجوية قبل ان يتم الاتفاق على التفاصيل حين اجراء المحادثات.
ووصف وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر الاتصال الروسي الاول للإعلان عن بدء الضربات الروسية في سوريا قبل ساعة فقط من شنها بالفعل بانه اشعار غير مهني، وقال للصحافيين ان هدف المحادثات مع موسكو هو درء أي صراع محتمل في الأجواء السورية.
وقال متحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد ان الهجمات الروسية لم تؤثر على العمليات الجوية الأمريكية في سوريا مشيرا إلى ان الولايات المتحدة لم تغير العمليات في سوريا لاستيعاب لاعبين جدد في ساحة المعركة، ولاحظ المتحدث ان الطيارين الأمريكيين لديهم حالة من الوعي الرائع ردا على سؤال حول المخاطر الدائمة لسوء التقدير أو الاحتكاك المحتمل بين طائرات من دول مختلفة في سماء روسيا.
ورغم حرص الولايات المتحدة على اتخاذ اجراءات ما يسمى باجتثاث نشوب النزاعات لتفادي وقوع كارثة محتملة في السماء إلا ان روسيا استمرت باجراء الغارات الجوية ولكنها ابلغت المسؤولين الأمريكيين بخططها في وقت سابق.
وفي تصريح يكشف التشويش الروسي على أهداف الضربات الجوية في سوريا قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقر الأمم المتحدة ان الضربات لا تتجاوز تنظيم الدولة أو جبهة النصرة أو الجماعات المعترفة بها من قبل مجلس الأمن أو القانون الروسي. أما تعريفه للجماعات الإرهابية الأخرى فكان :»إذا كان يبدو كانه إرهابي، وإذا تصرف كانه إرهابي، وإذا كان يمشى كانه إرهابي، فهو إرهابي، اليس كذلك؟».
ووفقا لتوقعات العديد من المسؤولين والخبراء فان المحادثات العسكرية الأمريكية الروسية هي بداية لحوار اوسع حول مستقبل سوريا وحل مشكلة الأسد فمن الواضح إصرار موسكو على ضرب الجماعات المعارضة للنظام السوري المحاصر، أما الولايات المتحدة فقد تجنبت الحديث عن مصير الرئيس السوري على المدى القصير.
استهدفت المساجد وتجمعات الجيش الحر أساساً: المقاتلات الروسية تقصف المناطق المحررة وتصف الجميع بأنهم تنظيم الدولة
منهل باريش
إدلب ـ «القدس العربي»: تجدد القصف الروسي على المواقع التي تسيطر عليها كتائب الثوار في شمال سوريا، وركز الطيران الحربي في قصفه على المقرات والمعسكرات التابعة لفصائل الجيش السوري الحر، أو الفصائل المعتدلة كما يسميها الغرب.
وقصف الطيران الروسي مدينة جسر الشغور، ومحيط كفرنبل ودارة عزة وعدداً من المناطق قرب معرة النعمان وخان شيخون في محافظتي حلب وإدلب شمالي سوريا.
رئيس الدفاع المدني في مدينة جسر الشغور أحمد يازجي قال في تصريح لـ«القدس العربي» إن «مكان القصف هو الحارة الشمالية، ولا توجد أية مقرات عسكرية لأي فصيل، وأطلق الطيران ثلاثة صواريخ أحدها أصاب جامع عمر بن الخطاب بينما سقط الصاروخان الآخران بعيداً عن المنازل».
وفي السياق ذاته،أكد الناشط الإعلامي محمد خضيرفي حديث لـ«القدس العربي» أنه شاهد الطيران الذي قصف جسر الشغور، وقال: «هو عبارة عن رف مؤلف من طيارتين، والحارة التي قصفت هي حارة شعبية ومكتظة وأغلب بيوتها بيوت قديمة». وعن الاضرار قال خضير: «سقط شهيد واحد وأصيب ثمانية آخرون، وأسفر القصف عن تهدم قسم كبير من الجامع، إضافة إلى سقوط مئذنته وتدمير منزل بشكل كامل بينما لحق الضرربالمنازل المحيطة». وبث ناشطون صوراً للناشط مصطفى الأحمد من جسر الشغور جاثياً فوق جثة أخيه باكياً، مرتدياً ثياب عرسه، الذي كان موعده مساء يوم استشهاده، فيما بررت وزارة الدفاع الروسية جريمة قصف جسر الشغور قائلة إن «الطائرات الروسية دمرت بشكل كامل مركز قيادة لتنظيم الدولة في الضاحية الشمالية لجسر الشغور في ريف إدلب».
وزارة الدفاع الروسية أكدت على لسان متحدثها، اللواء إيغور كوناشيتكوف أن «طائرات قاذفة تابعة للقوات الفضائية الجوية الروسية استمرت خلال اليوم بشن الضربات الدقيقة على البنية التحتية لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في الأراضي السورية، حيث قامت الطائرات الروسية من طراز سو-24 إم وسو-25 بـ8 طلعات من مطار حميميم استهدفت خلالها 5 مواقع لتنظيم الدولة».
وفي إطار الحرب النفسية قام طيران النظام السوري بإلقاء منشورات فوق البلدات المحررة في ريف حمص الشمالي بعد يومين من المجزرة التي قام بها الطيران الروسي في الزعفرانة وتلبيسة، والمنشورات هي عبارة عن قصاصة صغيرة معنونة بـ»بطاقة مرور آمن» وجاء فيها: «يسمح لحامل هذه البطاقة عبور حواجز الجيش العربي السوري لتسليم نفسه، ونضمن لحاملها حسن المعاملة، والعودة إلى أهله بعد تسوية وضعه لدى الجهات المختصة».
من جهته قال النقيب حسن حاج علي قائد لواء صقور الجبل في الجيش السوري الحر في حديث لـ«القدس العربي» إن «أحد معسكرات التدريب التابعة للواء والذي يقع في جرد حاس،غرب مدينة معرة النعمان، تعرض لقصف من الطيران الروسي الساعة 12ظهراً يوم الخميس الماضي بغارتين جويتين، وقصفت قاذفات روسية نوع سوخوي ستة عشر صاروخاً على المعسكر، بينما كانت الغارة بعد خمسين دقيقة وقصف المعسكر بثمانية صواريخ». ويضيف النقيب حاج علي إن «عناصر المعسكر كانوا متحصنين بالملاجئ والخنادق وهو ما حافظ على سلامة العناصر وجرح بعض عناصر سرية الحراسة بجروح طفيفة، ولحقت بالمعسكر أضرار مادية كبيرة».
وعاود الطيران الحربي الروسي ظهر يوم الجمعة الفائت قصف مقرات «تجمع العزة» أحد فصائل الجيش الحر.
واعتبر قائد لواء صقور الجبل القصف الروسي المركز على الجيش الحر، المدعوم من دول أصدقاء الشعب السوري، أن «بوتين يتحدى العالم أجمع»، ليقول أن «لا بديل عن بشار الأسد، سواء كان الجيش الحر أو أي فصيل آخر».
ومن جهته، اعتبرأسامة أبو زيد المستشار القانوني في الجيش الحر، في تصريح لـ«القدس العربي» أن روسيا «تلعب في الوقت بدل الضائع من خلال قصفها للجيش الحر». وأنها «تحاول إنهاك الجيش الحر من خلال قصفها المكثف عليه، وستحاول استثمار الوقت بذلك، لإخراجه من المعادلة، ولتقول روسيا لاحقاً لا يوجد جيش حر». وتوقع أبو زيد أن يقوم النظام، مدعوما بالحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله، بفتح معارك برية في أماكن تواجد أحرار الشام وجيش الإسلام بغية تحطيم قوتهما، ليأتي الروس ويقولون انه لم تبقَ معارضة معتدلة، وعلينا مساعدة الأسد للخلاص من داعش والنصرة.
القصف الروسي الوحشي سيغير خريطة الفصائل المسلحة بشكل شبه أكيد في المسقبل القريب، وربما ستدفع الوحشية الروسية إلى توحيد فصائل الجيش الحر على الأقل. كما قد نشهد اندماجاً كبيراً لبعض الفصائل الإسلامية ملتحقة بحركة أحرار الشام، فيما يبقى الرهان على قدرة حزب الله على تحمل تبعات خوض معركة برية لاستعادة سهل الغاب وصولاً إلى جسر الشغور، مسنوداً بالتمهيد الجوي الروسي.
قيادات سياسية في المعارضة السورية لـ«القدس العربي»: الغزو الروسي لن يهزم الثورة والمجتمع الدولي متواطئ
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: أجمعت قيادات بارزة في المعارضة السياسية في لقاءات خاصة مع «القدس العربي» على أن ما وصفوه بـ«الغزو الروسي» لن يتمكن من هزيمة وإنهاء الثورة السورية، معتبرين أن الموقف الدولي ضعيف ومتواطئ في دعم الثورة ووقف التدخل روسيا وحلفائها في سوريا.
واعتبرت قيادات في الائتلاف السوري المعارض أن بوتين تجرأ على التدخل المباشر في سوريا بعد تيقنه من ضعف الإدارة الأمريكية وفقدان الرئيس باراك أوباما لقرار الحسم في سوريا.
هادي البحرة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض رأى في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» أن الموقف الدولي لم يتبلور بعد بشكل نهائي، والمواقف الصادرة حتى الآن والتي كان آخرها البيان الصادر عن سبع دول «لا يرقى عن المواقف الكتابية.. لا بد من ضغوط جادة على روسيا لوقف هجومها على الشعب السوري».
وصدر بيان الجمعة، باسم تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاؤها في دول الخليج، دعا روسيا إلى «وقف اعتداءاتها على المعارضة السورية والمدنيين فوراً، وتركيز جهودها على مكافحة تنظيم الدولة»، وذلك في إشارة للعمليات العسكرية الروسية التي أطلقتها في سوريا يوم الأربعاء الماضي، بحجة مقاتلة تنظيم «الدولة»، واستهدفت قوات المعارضة السورية الموصوفة دولياً بـ«المعتدلة».
وجاء في البيان: «نعرب عن قلقنا البالغ حيال الحشود العسكرية التي تقوم بها روسيا الاتحادية في سوريا، وعلى الأخص حيال الغارات الجوية التي تشنها القوات الجوية الروسية منذ البارحة والتي أدت سقوط ضحايا في صفوف المدنيين في كل من حماة وحمص وإدلب، ولم تستهدف تنظيم الدولة».
وكشف البحرة عن وجود وفد كبير من قيادة الائتلاف في نيويورك حيث يجري سلسلة لقاءات واتصالات مع ممثلي دول العالم المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن الوفد يقوم بشرح ما يحصل في سوريا ويعمل على تحريك الموقف الدولي، بالتوازي مع الجهود التي يقوم بها الائتلاف من أجل التواصل والتنسيق مع الكتائب المقاتلة على الأرض من أجل دراسة التطورات ووضع الخطط المستقبلية.
وقال البحرة: «التدخل العسكري الروسي المباشر هو آخر بطاقة في يد النظام السوري الذي فقد سيطرته على معظم الأراضي السورية وبات لا يسيطر سوى على 25٪ منها.. فكل الدعم الإيراني وحزب الله والميليشيات الإيرانية والشيعية من العالم لم تكن كافية لحماية النظام من السقوط مما اضطر روسيا للتدخل بنفسها عسكرياً وبشكل مباشر لتثبيت النظام»، مشدداً على أن روسيا لن تتمكن من هزيمة الثورة السورية أو القضاء عليها «فلا توجد قوة على وجه الأرض يمكنها هزيمة مطالب مشروعة لشعب ثار لأجل الحرية»، بحسب وصف البحرة.
ورأى البحرة أن الاجتماعات بين أمريكا وروسيا تأتي في إطار «التنسيق لمنع الاشتباك فقط» معتبراً أن «العالم يمر بتحولات كبيرة وخطيرة».
من جهته شدد سمير نشار عضو الائتلاف السوري المعارض على أن روسيا «لن تتمكن» من هزيمة الثورة السورية، موضحاً أن «هدف موسكو وقف حالة انهيار النظام وخاصة في مناطق الساحل السوري».
وقال نشار في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»: «ان روسيا وإيران وحلفاءهم يحاولون الدفاع عما يعرف بسوريا المفيدة ـ وهي دولة في الساحل والغاب بحسب نشار ـ والحفاظ عليها لوقف حالة انهيار النظام.. فالعمليات الروسية ستتركز على منع اختراق مناطق الساحل»، مؤكداً على أن الضربات الجوية لن تحسم المعركة وأنه «لا توجد أي قوة عسكرية رسمية حتى الآن مستعدة لأن ترسل قواتها البرية إلى سوريا».
وعن الموقف الأمريكي والدولي، يقول يضيف نشار: «روسيا استفادت جداً وقرأت الموقف الأمريكي.. أوباما رئيس عاجز عن اتخاذ القرارات الحاسمة، موسكو اختبرت أوباما في قضية الكيميائي واكتشفت أنه ليس جاداً بوقف ما يحصل في سوريا، ولذلك كانت قاعدة الانطلاق لبوتين في سوريا أن أوباما فاقد القدرة على الحسم في سوريا».
مصطفى أوسو نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض أكد أن تدخل روسيا في سوريا «هو بمثابة احتلال وغزو سافر لأراضي دولة أخرى، ونرى فيه احتلالا من حق الشعب السوري مقاومته بكل الوسائل الممكنة».
وعن الموقف الدولي من العمليات الروسية في سوريا، قال أوسو في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»: «المجتمع الدولي متواطئ وقبل بفكرة التدخل الروسي.. حتى الآن لا يوجد موقف أو ممانعة قوية لتحركات موسكو»، مشيراً إلى أن مواقف بعض الدول بدأت تتغير إلى الأفضل في اليوم الأخير، مطالباً المجتمع الدولي بـ»الارتقاء لحجم الحدث وتحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري».
وأكد أن الشعب السوري سيواجه «الغزو الروسي» بكافة الأشكال وأن مصيره سيكون الفشل، قائلاً: «لا يستطيع الروس الوقوف أمام طموح الشعب السوري بالحرية ستفشل روسيا والأسد كما فشلت إيران وحزب الله وجميع الميليشيات الشيعية التي جلبت من حول العالم، الشعب السوري سيدحر جميع الغزاة».
تقرير حقوقي: النظام السوري ارتكب 31 مجزرة الشهر الفائت
اسطنبول ـ سما الرحبي
ارتكبت قوات النظام السوري 31 مجزرة، خلال شهر أيلول الفائت، فيما نفّذت فصائل المعارضة 8 مجازر، فضلاً عن مجزرتين على يد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بحسب تقرير أصدرته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، اليوم الأحد.
وقد اعتمد التقرير في توصيف لفظ مجزرة، “الحدث الذي يُقتل فيه خمسة أشخاص مسالمين دفعة واحدة”.
بحسب التقرير فإن قوات النظام، ارتكبت 7 مجازر في كل من حمص وحلب، و6 في ريف دمشق، و5 في إدلب، و4 في دير الزور، و2 في درعا. أما تنظيم “الدولة الإسلامية” فقد ارتكب مجزرتين في كل من الحسكة والرقة.
كذلك، نفذت فصائل المعارضة المسلحة 7 مجازر في حلب، ومجزرة واحدة في دمشق. فيما حصلت مجزرتان في السويداء على يد جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.
وتسببت هذه المجازر، في مقتل 467 شخصاً، بينهم 130 طفلاً و62 سيدة، طبقاً للتقرير.
وبلغ عدد ضحايا المجازر التي ارتكبتها قوات النظام 338 شخصاً، بينهم 93 طفلاً، و48 سيدة. أما عدد ضحايا المجازر التي نفذها تنظيم “داعش” فقد بلغ 21 شخصاً، بينما وصل عدد ضحايا مجازر الفصائل المعارضة 77 شخصاً، بينهم 36 طفلاً، و11 سيدة.
أما ضحايا المجازر التي لم يستطع التقرير تحديد مرتكبيها، فقد بلغ 31 شخصاً، بينهم طفل و3 سيدات.
ولفت التقرير إلى أن “حالات القصف كانت متعمدة أو عشوائية، وموجهة ضد أفراد مدنيين عزّل”، معتبراً أن قوات النظام “انتهكت أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحق في الحياة”.
وأوصت الشبكة بإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، والتوقف عن تعطيل القرارات التي يُفترض بالمجلس اتخاذها بشأن النظام السوري.
مقاطعة مجموعات دي ميستورا الخيار الأكثر ملاءمة للمعارضة
عبسي سميسم
اختار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الانضمام إلى الفصائل العسكرية وتوحيد القرار بشأن رفض المشاركة في مجموعات العمل الأربع التي نصّت عليها خطة المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، والتي جرى اعتبارها إعادة لإنتاج النظام السوري الحالي بصيغة جديدة وإعطاء دور لمن تلطخت أيديهم بدماء السوريين في المرحلة الانتقالية، بحسب البيان المشترك الصادر عن المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري.
ويبدو أن الازدواجية في التعاطي مع الدور الروسي في سورية، لجهة السكوت الدولي عن التدخل الروسي المباشر لصالح النظام، وفي الوقت نفسه إعطاء روسيا الضوء الأخضر بالتدخل كوسيط في طرح حل سياسي للقضية السورية، قد جعلت المعارضة السياسية في سورية أمام خيارين صعبين، إما القبول بالمبادرات الدولية بما تتضمنه من تقديم المزيد من التنازلات والتخلي عن مقررات جنيف، وإما مقاطعة هذه المبادرات، والظهور بمظهر غير المتعاون مع الجهود الدولية.
ويبدو أن الائتلاف قرّر الذهاب باتجاه الخيار الثاني، والتوجّه نحو الفصائل العسكرية الفاعلة على الأرض ومحاولة توحيد جهودها وتسويق نفسه كممثل سياسي لها، ما يعطي قوة لتلك الفصائل ككتلة متماسكة بحامل سياسي، كما يُقوّي في الوقت ذاته من موقف الائتلاف أمام الجهات الدولية، وفي جلسات التفاوض في حال حصلت، ويجعله أكثر قدرة على فرض شروطه كونه مرتكزاً على قوة كبيرة وفاعلة على الأرض تمكّنه من تطبيق مخرجات أي اتفاق يقوم به.
ومما زاد من محدودية الخيارات أمام المعارضة السورية، الانقسام الداخلي والتشرذم بين صفوفها السياسية والعسكرية والثورية، والذي ترافق أخيراً مع تراجع الدول الصديقة عن شرط رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وقبوله في المرحلة الانتقالية كجزء من الحل.
وعلى الرغم من صعوبة قرار القوى السياسية والعسكرية برفض خطة دي ميستورا، إلا أنها عاجزة عن الموافقة والمشاركة في مجموعات العمل في وضعها الحالي، والتي تتطلب فريقاً قوياً ومتماسكاً وله قرار مركزي يستطيع مجابهة كتلة النظام. ويدرك الائتلاف والفصائل العسكرية تماماً أن مشاركتهما ستكون انتحاراً أمام النظام السوري، فالتنسيق بينهما لا يزال ضعيفاً والقرار يصدر بعد مخاض عسير ولم تتكوّن رؤية موحّدة لمستقبل سورية وللحل السياسي فيها. كما أن هناك أطيافاً أخرى من المعارضة السياسية ستشارك إلى جانب فريق المعارضة، كهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي وافقت على المشاركة، لم يتم التواصل معها والتشاور حول المفاوضات داخل مجموعات العمل.
وبالتالي فإن المشاركة تحتاج تنسيقاً وتواصلاً دائماً وتجهيز فريق من الخبراء، وهذا ما لا تملكه المعارضة السورية في الوقت الحالي، ما دفع بها إلى رفض هذا الخيار الذي سيكون محرقتها الأخيرة.
وعلى الرغم من أن قرار المقاطعة يدفع بالمعارضة السورية لأول مرة للوقوف بوجه الأمم المتحدة وعرقلة الحل السياسي، إلا أنه يبدو الأكثر ملاءمة لوضعها الحالي والأسهل تنفيذاً، كون خطة دي ميستورا تزامنت مع التدخل العسكري الروسي وبدء الضربات الجوية على مواقع الفصائل العسكرية واهتمام الولايات المتحدة والدول الغربية بهذا التدخل، وفي الوقت نفسه تقويض الروس لعملية الحل السياسي، الأمر الذي يقوّي موقف المعارضة برفض الخطة كون التدخل الروسي جاء للمحافظة على النظام ومنع سقوطه.
أما النظام السوري المنتشي بالتدخّل العسكري الروسي، فقد وافق على المشاركة في مجموعات العمل والانخراط فيها، بعد إعلان وزير خارجيته وليد المعلم عن قبول المشاركة وبدء تجهيز أسماء الخبراء لإرسالها لفريق المبعوث الدولي على الرغم من امتعاضه من أسماء بعض الميسّرين للجلسات وطلبه من دي ميستورا تغييرها، بحسب تسريبات سابقة وصلت إلى “العربي الجديد”.
قرار عدم مشاركة الائتلاف والفصائل العسكرية في مجموعات العمل الأربع لن يثني دي ميستورا عن متابعة خطته وهو مُطالب بعد 90 يوماً من إصدار بيان مجلس الأمن، بتقديم أول تقرير له حول نتائج المجموعات، ومن المتوقّع أن تبدأ المجموعات عملها في منتصف الشهر الحالي وبانتظار تشكيل مجموعة الاتصال الدولية التي ستعطي الغطاء السياسي للحل.
في حين ستقوم المعارضة السورية، وفق مصادر خاصة لـ”العربي الجديد”، بالهروب إلى الأمام، وتحقيق ما يمكن خلال فترة قصيرة لكسب مزيد من الثقل أثناء العملية السياسية. ولا يوجد أمام الائتلاف والفصائل العسكرية سوى أمرين يمكن تحقيقهما، أولهما السعي وراء تشكيل جيش وطني يضم جميع الفصائل وصاحب قرار مركزي يكسب ثقة أصدقاء الشعب السوري، والسعي لإقناع تركيا ودول خليجية لإنشاء المنطقة الآمنة في شمال سورية والتمركز فيها، بغض النظر عن الموقف الأميركي الذي لا يزال يرفض هذا الطرح، وإعطاء نموذج جيد حول تجربتهم في الإدارة المدنية، وبالتالي تقليل أكبر قدر ممكن من تدفق اللاجئين على أوروبا وتشكيل حليف قوي قادر على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
حكومة مصر تشيد بالغارات الروسية في سورية
أبدت الحكومة المصرية، السبت، تأييداً للغارات الجوية التي تشنها روسيا في سورية، وقالت إنها ستساهم في محاصرة الإرهاب والقضاء عليه، وذلك على الرغم من الانتقادات الغربية للتدخل الروسي، وفقاً لرويترز.
وكانت روسيا قالت، السبت، إنها ستكثف غاراتها الجوية في سورية تصعيداً لتدخلها العسكري الذي تقول موسكو، إنه ينال من تنظيم داعش المتشدد، وتقول قوى غربية إن هدفه دعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في تصريحات لقناة العربية أذيعت، السبت، إن “المعلومات المتاحة لدينا خلال اتصالاتنا المباشرة مع الجانب الروسي تؤشر إلى اهتمام روسيا بمقاومة الإرهاب والعمل على محاصرة انتشار الإرهاب في سورية”.
وأضاف أن “دخول روسيا بما لديها من إمكانات وقدرات في هذا الجهد هو أمر نرى أنه سوف يكون له أثر في محاصرة الإرهاب في سورية والقضاء عليه”.
وأثارت الغارات الجوية التي تنفذها روسيا في سورية انتقادات قوية من الولايات المتحدة وحلفائها. وتقود واشنطن تحالفاً ينفذ بدوره غارات جوية في سورية الغارقة في حرب أهلية منذ ما يزيد على أربع سنوات.
لكن شكري قال: “إن التواجد (الروسي) الهدف منه توجيه ضربة قاصمة متوافقة مع الائتلاف المقاوم لداعش (الدولة الإسلامية) في سورية والعراق”.
وتوطدت العلاقات بين القاهرة وموسكو بشكل ملحوظ منذ انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر العام الماضي.
وكانت مصر حليفة وثيقة للاتحاد السوفييتي حتى سبعينيات القرن الماضي حين تقاربت القاهرة مع الولايات المتحدة التي كانت وسيطة في اتفاق السلام مع إسرائيل عام 1979.
وفترت العلاقات الأميركية المصرية بعد عزل الرئيس السابق، محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما دفع السيسي إلى تعزيز العلاقات مع موسكو.
وقال مسؤول كبير في الجيش الروسي، اليوم السبت، إن مقاتلات نفذت، انطلاقاً من غرب سورية، أكثر من 60 طلعة جوية خلال 72 ساعة في مختلف أنحاء البلاد.
تدمير البنية التحتية للمعارضة للسورية أولوية الغارات الروسية
رامي سويد
تتأكّد يوماً بعد يوم، أهداف تدخل روسيا في سورية من خلال المواقع التي تستهدفها غاراتها لليوم الرابع على التوالي، إذ استهدفت بشكل أساسي مناطق سيطرة المعارضة السورية في أرياف حمص وحماة واللاذقية وإدلب.
وبعد يوم واحد من استهداف الطيران الروسي لمستشفى ميداني في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، واستهدافه لمنظومة “أورينت” الإسعافية في قرية بينين في جبل الزاوية بريف إدلب، واستهدافه مساء الجمعة طريقاً يخدم مخيمات نازحين يصل بين بلدتي الغدفة ومعرشورين قرب مدينة معرة النعمان، بدأ الطيران الروسي غاراته أمس السبت باستهداف مستشفى في ريف اللاذقية، ونقاط يقيم فيها نازحون في ريف إدلب، ما يدل على أن القصف الروسي يستهدف تدمير البنية التحتية التي تقوم عليها المؤسسات التابعة للمعارضة في المناطق التي تسيطر عليها، خصوصاً في المناطق التي يتوقع أن تشنّ فيها قوات النظام السوري هجوماً برّياً معاكساً، وهي مناطق ريف اللاذقية وريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، بهدف استعادة السيطرة على هذه المناطق لتأمين مناطق سيطرة النظام السوري في الساحل السوري ووسط سورية.
وأكّد الناشط الإعلامي حسام الجبلاوي لـ”العربي الجديد” أنّ “الطيران الحربي الروسي قصف صباح السبت مستشفى بقرية البرناص” بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، والتي تبعد عن الشريط الحدودي مع تركيا نحو 2 كيلومتر فقط، وكانت تعتبر بالنسبة للمدنيين من المناطق الآمنة التي لا يطاولها القصف الجوي، كونها متاخمة للشريط الحدودي.
وقال الناشط الإعلامي الذي ينحدر من ريف اللاذقية، إن “مشفى برناص الذي طاوله القصف، هو تخصصي بالدرجة الأولى في الأمراض النسائية والتوليد ويحوي حاضنات أطفال، وكان يقدّم الخدمات لآلاف المدنيين من سكان جبلي التركمان والأكراد بريف المحافظة”.
ولم يتبين حتى اللحظة ما إذا كان القصف قد أوقع ضحايا، لكن أغلب المعلومات الواردة حتى الآن، تتحدث عن أضرار مادية كبيرة في المستشفى، إذ يبدو أن القصف أصاب أطرافه.
وكانت الغارات الروسية قد استهدفت مقرّاً للفرقة الساحلية الأولى التابعة للجيش الحر، الجمعة. وأكد ناشطون في المنطقة، أن “المقرّ المستهدف كان مخصصاً لخدمة اللاجئين بريف اللاذقية وتأمين احتياجاتهم فقط، وهو غير معد أساساً للاستخدام العسكري”.
كما استهدف الطيران الروسي نقاطاً تخدم مخيما للنازحين السوريين في قرية اليمضية بريف اللاذقية الشمالي قرب الحدود السورية التركية.
ومن خلال أهداف الغارات الروسية، يتبين أن موسكو أخذت على عاتقها مهمة تدمير النقاط الخدمية التي تقيمها المعارضة السورية قرب الحدود السورية التركية، بهدف تحييد طيران النظام السوري عن قصفها، نظراً للحرج الكبير الذي تواجهه تركيا في حال فكرت بإسقاط طائرة روسية بسبب اقترابها من الحدود المشتركة مع سورية، على عكس الحال فيما إذا كانت هذه الطائرات سورية، والتي أسقطت الدفاعات الجوية التركية عدداً منها في وقت سابق.
وفي ريف إدلب، استهدفت أربع غارات للطيران الروسي منطقة قرب بلدة إحسم بجبل الزاوية، ومكانا لإقامة النازحين، ما أسفر عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن أربعة أشخاص، ثم استهدفت الطائرات الروسية فرق الدفاع المدني والإسعاف التي هرعت إلى المكان لإنقاذ الجرحى.
كما استهدف الطيران الروسي نقاطاً تابعة لقوات المعارضة عند أطراف بلدة البارة في منطقة جبل الزاوية. ولم يسفر القصف عن وقوع إصابات بسبب إفراغ قوات المعارضة لمقراتها العسكرية في المنطقة خوفاً من استهداف الطيران الروسي لها لتنتقل إلى مقرات بديلة.
ويغير هذا الانتقال لقوات المعارضة إلى مقرات في الجبال من وضعها الميداني الذي كانت تتحكم من خلاله بالطرقات في المناطق التي تسيطر عليها وتشرف على عمل المؤسسات الأمنية والخدمية، الأمر الذي سيزيد من فرصة قوات النظام السوري لإحداث اختراقات أمنية في مناطق سيطرة المعارضة السورية.
كما أن انسحاب قوات المعارضة السورية من مقراتها في المدن والبلدات بمناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها سيعني توريط الطيران الروسي بارتكاب مجازر بحق المدنيين إذا أصر على استهداف المناطق السكنية التي كانت توجد بها مقرات للمعارضة السورية.
ويزيد ذلك من احتمال أن يكون لدى روسيا عزم على اتباع سياسة الأرض المحروقة من خلال استهداف مناطق المعارضة السورية تمهيداً لعملية عسكرية تشنها قوات النظام السوري مدعومة بقوات حزب الله اللبناني والمليشيات المحلية والأجنبية الموالية للنظام، تهدف من خلالها إلى استعادة السيطرة على منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي ومنطقة سهل الغاب بريف حماة، وصولاً إلى منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.
ويرجح هذا الاحتمال التحركات العسكرية التي شهدتها مناطق الاشتباكات في ريف اللاذقية وسهل الغاب، حيث عزّز النظام السوري من قواته المنتشرة هناك بمزيد من راجمات الصواريخ والمدرعات، والتي بدأت بشكل فعلي باستهداف مناطق سيطرة المعارضة المواجهة لمناطق تواجدها بالصواريخ وقذائف المدفعية بشكل يومي.
وعلى الرغم من تأكيد المصادر المحلية لخريطة الأهداف الروسية هذه، غير أنّ وزارة الدفاع والجيش الروسيين أعلنا عن استهداف مراكز لـ”داعش”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الغارات الروسية دمرت مركزاً للقيادة وتحصينات تحت الأرض تابعة لتنظيم “داعش” بالقرب من معقله في الرقة. وأضافت أنه “خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، قامت مقاتلات (أس يو 34) و(أس يو 24 أم) ضمن التشكيل الروسي الجوي في سورية بأكثر من عشرين طلعة فوق تسع منشآت للبنى التحتية تابعة لتنظيم “داعش”، مشيرةً إلى تدمير مركز للقيادة في الرقة، بالإضافة إلى تحصينات تحت الأرض تستخدم لتخزين متفجرات.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الروسي أن “سلاح الجو نفذ أكثر من 60 طلعة جوية في سورية خلال 72 ساعة”.
وأضاف الجيش الروسي، بحسب ما نقلت عنه وكالة “إنترفاكس”، أن “موسكو مهتمة بتنسيق التحركات ضد الإرهابيين في سورية”، وأن “الجيش الروسي سيزيد ضرباته الجوية على الإرهابيين”. وأوضح أنه “أوصى الولايات المتحدة بوقف طلعاتها الجوية في مناطق عمل سلاح الجو الروسي”، وأنه “حذر الولايات المتحدة قبل شن ضربات جوية على “داعش”، بحسب زعمه.
من جهته، دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، جامعة الدول العربية إلى عقد جلسة طارئة لبحث العدوان العسكري الروسي على الشعب السوري، وتقرير التدابير اللازمة لدفع هذا الاعتداء. وجاء ذلك خلال رسالة بعث بها رئيس الائتلاف خالد خوجة للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وجاء في الرسالة أن “هذا الاحتلال والتدخل الروسي العلني في سورية يعتبر نسفاً لقرارات مجلس الأمن، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات جامعة الدول العربية، خصوصاً بيان جنيف، ويدمر كل جهود الحل السياسي في سورية، ويهدد الأمن، والسلم الدوليين، كما أنه يهدد الأمن القومي العربي”.
وطلب من المجتمع الدولي إدانة التدخل الروسي الذي اعتبره عدواناً سافراً، كما طالب بخروج كافة القوات الأجنبية من سورية، (الروسية والإيرانية إلى جانب تنظيم “داعش” ومليشيا حزب الله الإرهابي والمليشيات الطائفية)”، بحسب ما جاء في نص الرسالة.
التدخل الروسي وتعطيل اتفاق الزبداني-الفوعة
علي دياب
بدأت نتائج التدخل العسكري الروسي في الظهور، على صعيد تغيير التوازن، بين نفوذي إيران وروسيا على آليات اتخاذ القرار في سوريا. وظهر ذلك جلياً في وقف تنفيذ اتفاق الهدنة المتبادل بين الزبداني ومضايا وبقين في ريف دمشق من جهة، والفوعة وكفريا في ريف إدلب من جهة أخرى.
وكانت جولات طويلة من التفاوض بين إيران والمعارضة الممثلة بـ”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جيش الفتح”، قد شهدت في الفترة الأخيرة نوعاً من الالتزام وإجراءات كسب الثقة. وذلك تمهيداً للبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق المتعلق بإخراج الجرحى من مدينة الزبداني باتجاه محافظة إدلب، وإخراج الدفعة الأولى من جرحى ومدنيي الفوعة وكفريا. وكان من المفروض أن يتم الأمر الأربعاء، الذي شهد بدء تنفيذ الطيران الروسي لضربات جوية على مواقع المعارضة السورية المسلحة. فتم تأجيل ساعة الصفر في تنفيذ التبادل ليومين متتاليين لينتهي الأمر بعد ذلك بإلغاء العملية.
وحول الأسباب التي أدت لإلغاء العملية، قال مصدر في “الأمم المتحدة” لـ”المدن”: “كان من المفروض أن تتم العملية في 30 أيلول/سبتمبر، ولكننا واجهنا عقبات في محيط الفوعة وكفريا نتيجة القصف الروسي لمناطق في ريف إدلب فتم التأجيل إلى 1 تشرين أول/أوكتوبر، الذي شهد استهداف الطيران الروسي لثلاث نقاط على خط سيرنا المفترض في ريف إدلب، ما اضطرنا إلى تأجيل العملية إلى صباح الجمعة. وما حدث بعدها أن الحكومة السورية لم تعطنا الضوء الأخضر، وأبلغتنا بإلغاء العملية حتى إشعار أخر”.
مصدر “الأمم المتحدة” المشرفة على تنفيذ الإتفاق، قال بإن ذلك “الإشعار كان خيبة كبيرة لنا، بعد أن عمل فريقنا بجهد وبشكل متواصل لتنسيق الأمور اللوجستية، وأنهينا كافة التحضيرات لعملية الإخلاء”. التحضيرات شملت أيضاً البدء في المرحلة الثانية المتضمنة إدخال المساعدات الطبية والغذائية لبلدات مضايا وبقين وسرغايا المحاصرة (كجزء من الاتفاق). وكل ذلك الجهد ذهب أدراج الرياح، بحسب مصدر “المدن”، الذي أوضح بالقول: “ما يثير حزننا هو وقع هذا الأمر على من تأملوا نجاح العملية سواء من سيتم إخلاؤهم أو من ستصلهم المساعدات”.
ويضيف المصدر: “يبدو أن التطورات الأخيرة ألقت بظلالها على العملية، فقد علمنا من خلال مكتب الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا، أنه ربما سيكون هناك جولة تفاوض جديدة بناء على المستجدات، وأنه تم التواصل مع الطرف الروسي من أجل التهدئة، كي يتسنى لنا إتمام العملية، وللأسف كان الرد سلبياً”.
أما رسمياً، فقد أوردت وكالة “رويترز” تصريحاً للمتحدثة باسم دي ميستورا، الجمعة، بأن الأمم المتحدة اضطرت لتعليق العمليات الإنسانية المزمعة في سوريا، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بسبب زيادة الأنشطة العسكرية.
وقال مكتب دي ميستورا في بيان له: “تدعو الأمم المتحدة كل الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين والتوصل إلى التفاهمات الضرورية من أجل تنفيذ هذا الاتفاق بأسرع ما يمكن”.
واللافت في البيان، تجاهله تسمية الجهة المعطلة للاتفاق: العمليات العسكرية الروسية ضد أهداف تقع على خط السير المفترض للقوافل في ريف إدلب.
وفي السياق، قال مصدر مطلع على مجريات الأحداث في منطقة الفوعة وكفريا لـ”المدن”: “هناك حالة من الترقب والانتظار للبدء بالعملية، مع وعود تتوالى عقب كل تأجيل. والأمور في الفوعة وكفريا مجهزة تبعاً لأولويات تبدأ بإخلاء الجرحى مع عوائلهم، ومن ثم عائلات القتلى، وبعدها عائلات المقاتلين”. ونقطة التسليم ستكون منطقة مورك في ريف حماة، ومن ثم ستكون الوجهة إلى القصير بريف حمص التي يسيطر عليها “حزب الله” اللبناني. المصدر يؤكد وجود “قوائم سجلت فيها ممتلكات كل عائلة في الفوعة وكفريا، ليتم تعويضهم عنها من أراضي وممتلكات أهالي القصير”.
أما في الزبداني، فقد قال رئيس الهيئة الطبية في المدينة عامر برهان، لـ”المدن”، إنه تم صباح يوم 28 أيلول، إخلاء جريحين من الزبداني بشكل استثنائي، بسبب سوء حالتهما الصحية، بوساطة الأمم المتحدة، عبر الحدود السورية اللبنانية. ووصل الجريحان إلى مشفى دار الحكمة في بعلبك، حيث خضعوا للعناية الطبية.
ويستمر الحصار المطبق على المدنيين في كل من مضايا وبقين في ريف دمشق، اللتين غدتا معتقلين كبيرين يعاني قاطنوهما من الجوع وانعدام مقومات الحياة والرعاية الطبية مع استمرار حالات القنص من الحواجز المحيطة بهما. وقد وُثق مقتل رجل وطفلة وجرح خمسة مدنيين أخرين في بلدة مضايا، رغم أن الهدنة تشملها.
وفي الوقت ذاته، يستمر القصف المدفعي من معسكر الطلائع باتجاه الجبل الشرقي في الزبداني، الذي لم يتم إدراجه في الهدنة.
وفي ظل هذه المستجدات، يبدو بإن تنافساً إيرانياً-روسياً قد بدأ بالظهور. فالضربات العسكرية الروسية تستهدف معاقل الثورة السورية في ريف حماة وحمص. أما الضربات التي استهدفت ريف إدلب، فقد كان هدفها تعطيل عملية الإخلاء من الفوعة وكفريا، بحيث تمركزت على خط السير المفترض لقوافل الإخلاء، في ما يُعتقد بأنه رسالة روسية إلى الإيرانيين.
النظام السوري يعتقل عضوًا بارزًا في هيئة التنسيق
بهية مارديني
أوقفت السلطات السورية صباح الأحد منذر خدام المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، التي تعد جزءًا من معارضة الداخل المقبولة من النظام.
بهية مارديني: أعلنت زوجة منذر خدّام، العضو البارز في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي المعارضة في سوريا، اعتقاله اليوم من قبل الأمن السوري على حاجز القطيفة في ريف دمشق.
وقالت عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: “تم تحويله للأمن العسكري، اعتقال خدّام جاء بعد أن كتب في وقت سابق أن التدخل الروسي “يزيد تعقيد” الأزمة السورية”.
وقال مصدر قيادي في الهيئة لوكالة فرانس برس: “تم توقيف منذر خدام عند الساعة 9:30 (6:30 تغ) من صباح اليوم لدى مروره على حاجز القطيفة، الذي تشرف عليه اجهزة امنية عدة” في ريف دمشق.
واوضح ان خدام “اتصل به لإبلاغه بخبر توقيفه عند الحاجز”، مضيفاً انه “اقتيد بعد ذلك الى جهة مجهولة، وحاولت الاتصال به مرارًا عبر هاتفه الخلوي، لكن خطه كان مقفلاً”.
واكدت زوجة خدام لوكالة فرانس برس نبأ توقيفه، وقالت “اتصل بي صباح اليوم لإبلاغي بتوقيفه على حاجز القطيفة”، مضيفة انه أعلمها “بوجود مذكرة توقيف صادرة بحقه من فرع الأمن العسكري”.
وخدام (67 عامًا) كاتب وسياسي واستاذ في جامعة تشرين في اللاذقية (غرب)، وهو عضو في هيئة التنسيق، التي تتخذ من دمشق مقرًا اساسيًا لها، وتضم مجموعة من الاحزاب والشخصيات السورية من معارضة الداخل المقبولة من النظام.
كما يرأس المكتب الاعلامي للهيئة. واعتقل خدام في الفترة الممتدة من ايار/مايو 1982 لغاية تشرين الاول/اكتوبر 1994 بسبب مواقفه السياسية المعارضة.
وتعد هذه المرة الثانية التي يتم توقيفه فيها منذ اندلاع النزاع السوري في منتصف اذار/مارس 2011، اذ اعتقلته السلطات الامنية على حاجز طرطوس (غرب) للأمن العسكري في كانون الاول/ديسمبر 2013 ثم افرجت عنه بعد ساعات على توقيفه بعد “ضغوط روسية ودولية”، وفق ما اكد احد زملائه في وقت سابق.
واعتقلت سلطات النظام عددًا من قياديي الهيئة في السنوات الثلاث الماضية، ابرزهم رجاء الناصر وعبد العزيز الخير اللذان لا يزالان مسجونين بدون أن ترد أي معلومات عنهما.
وطالب القيادي في الهيئة في تصريحاته لوكالة فرانس برس السلطات “بالافراج عن معتقلي الهيئة كافة وعن جميع المعتقلين السياسيين في سوريا”.
وتم توقيف الناصر في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 في حي البرامكة في وسط دمشق. وقالت الهيئة إن “دورية امنية اعتقلته، وانه كان ينوي زيارة موسكو”، حليفة النظام.
وتحتجز السلطات منذ ايلول/سبتمبر 2012 عبد العزيز الخير الذي اوقف في دمشق لدى عودته من رحلة في الخارج، ولم يعرف عنه شيء منذ ذلك الوقت.
ويرى معارضون أن للاعتقالات لدى النظام السوري تاريخاً طويلاً ومؤلماً ما بين سجون واختفاء قسري دون القدرة على حصر الارقام، اذ يبقى مصير المحامي خليل معتوق مجهولاً، كما أن الدكتورة رانيا العباسي بطلة العرب في الشطرنج وأطفالها الستة وزوجها في السجون مع عشرات الآلاف من المعتقلين، وبقي مازن درويش لسنوات في الاعتقال دون أن توجه له تهم محددة غير التهم الجاهزة مثل اضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الامة، والتي يستخدمها النظام كما يريد.
خدام عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية اعتبر في آخر ما كتبه على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي أن “حل الأزمة السورية ليس قاب قوسين أو أدنى كما يتصور الحالمون، والتدخل الروسي ربما يزيدها تعقيداً”.
وقال خدام إنه “إذا كان لدينا نظام جاذب للإرهاب، بحسب الخطاب السياسي الغربي، فسوف تزداد هذه الجاذبية من جراء التواجد العسكري الروسي”.
وقال: “صار واضحًا أكثر أن أميركا وحلفاءها مع إطالة أمد الصراع المسلح في سوريا، وهذا ما ردده كثير من المسؤولين الأميركيين منذ بدء الأزمة وحتى اليوم فهو تطبيق لإستراتيجية الفوضى الخلاقة”.
وحذر خدام من امتداد الحرب إلى دول الخليج، وقال “ألم يقل أوباما منذ بضعة أيام أن الحرب في سوريا طويلة؟!”.
وتابع “بل سوف تتوسع لتشمل دولاً عديدة وبصورة خاصة دول الخليج العربي”، معتبرًا أنه “للأسف لا أحد يهتم بما يعانيه السوريون أو العراقيون أو الليبيون أو اليمنيون، بل بما يدره هذا الصراع من أموال على خزائنهم؟!”
من جانبه، اعتبر المجلس الإسلامي السوري الوجود الروسي في سوريا، قوة احتلال تمارس دور المحتل في العدوان والقتل، ودعا الدول العربية والإسلامية لاتخاذ المواقف الحازمة من هذا “التدخل السافر والعدوان الغادر”.
وأكد المجلس الإسلامي السوري في بيان نشره على موقعه الرسمي: “ها هي الأمم تتداعى علينا كما يتداعى الأكلة إلى قصعتهم، وكان آخرهم الروس الذين جاؤوا إلى بلادنا بخيلهم وخيلائهم، وبدأت طائراتهم تصول وتجول في سماء سوريا، التي ضاقت عن صنوف الطيران، فها هو الطيران الروسي بدأ يأخذ نصيبه من الإجرام وحظه من القتل والدمار، في تدخل سافر فاضح معلن لحماية النظام المتهالك المترنح، متذرّعاً بمشروعية دعوة النظام له في الحضور لقتل الشعب السوري، بمباركة من راعي الكنيسة (الأرثذوكسية) الروسية بدعوى أنها حرب مقدّسة”.
واعتبر أن “هذا التدخل لن يحل القضية السورية بل سيعقدها، وسيزعزع الأمن في المنطقة كلها، ولن يثني الثورة السورية عن بلوغ أهدافها، وإذا ظن الروس أنهم سيجهضون الثورة فهم واهمون، وسيكون مصيرهم كمصير كل القوى المعتدية المتغطرسة في العالم وسيمرغ أنفهم بالوحل إن شاء الله”.
وتوجه لراعي كنيستهم بالقول “إنها ليست حرباً مقدسة بل هي حرب قذرة من جانبكم تشن على الأطفال والنساء والعجائز”، وذكّر الروس أنهم بهذا الانحياز السافر إلى المجرم القاتل “يعرضون مصالحهم في المنطقة بل في كل العالم الإسلامي للخطر ويقامرون بها باختيارهم الرهان الخاسر”
وطالب” الدول العربية والإسلامية بأن يتخذوا المواقف الحازمة من هذا التدخل السافر، فلا يُقبل من دول العرب والمسلمين هذا السكوت المريب”.
ورأى المجلس الإسلامي السوري “أن الوجود الروسي قوة احتلال تمارس دور المحتل في العدوان والقتل، وانها جاءت لنصرة طاغية مجرم على شعب مظلوم، وعلى هذا يجب على كل الفصائل قتالها وإخراجها مدحورة من سوريا بكل الوسائل المتاحة، كما اعتبر قتالها من أعظم الجهاد”.
وناشد المجلس الثوار لرص صفوفهم وتوحيد جهودهم والعمل كشخص واحد، “فلن يستطيع الروس ولا غيرهم أن ينالوا منكم ما دمتم على قلب رجل واحد”.
«جيش الإسلام» يقتل أكثر من 50 جنديا في ضاحية الأسد
أعلن «جيش الإسلام» في شريط مصور تمكن وحداته المقاتلة من قتل أكثر من 50 جنديا من قوات النظام، بما فيهم ضابط كبير كان مسؤولا عن عملية اقتحام في المعارك الدائرة محيط ضاحية «الأسد» وحرستا بالغوطة الشرقية.
وقال الموقع الرسمي لجيش الإسلام، في تسجيل مصور نشره أمس السبت: يواصل مجاهدو جيش الإسلام التصدي لمحاولات قوات الأسد المتكررة للسيطرة على المناطق المحررة في معركة «الله غالب».
وتابع التسجيل: «لقد تمكن المجاهدون في الأيام الثلاث الأخيرة من تدمير عدة آليات ثقيلة بينها دبابتين نوع T72 وثلاث مدافع عيار 23 وعربتين مدرعتين، إضافة إلى قتل أكثر من 50 عنصرا من القوات المقتحمة».
كما ظهرت في التسجيل المصور جثث عناصر الأسد اللذين تم قتلهم على جبهة الأمن العسكري والجبال المحاذية له في يوم واحد أثناء محاولتهم الاقتحام والتمركز في بعض النقاط.
وقال الجيش إن «من بين القتلى الضابط ‘‘محمد العمري’’ الذي كان يترأس مجموعة الاقتحام، وتم القضاء على معظم عناصر المجموعة بين قتيل وجريح بعد استدراجهم إلى إحدى الكمائن المتقدمة على المنطقة الجبلية المحاذية للأمن العسكري، واستطاع مجاهدو جيش الإسلام سحب بعض الجثث القريبة منهم».
وأضاف أن جيش «الأسد» وميلشياته تحاول استعادة بعض المناطق، ولم تستطع كل الأرتال والمؤازرات التقدم شبرا واحدا بالرغم من استخدام سلاح الجو والمدفعية بشكل كثيف، حيث يستخدم جيش الإسلام سياسة الكمائن لاستدراج المشاة ثم قتلهم.
وتمكنت قوات تابعة لجيش الإسلام مدعومة بقوات فيلق الرحمن من التصدي لمحاولات جديدة لقوات النظام السوري، للتقدم من جهة ضاحية «الأسد» التي تسيطر عليها نحو التلال الجبلية الواقعة إلى الشمال منها.
وسيطر «جيش الإسلام» الشهر الماضي على هذه التلال، التي مكنته من السيطرة عليها على أتوستراد حمص دمشق من جسر حرستا شمال العاصمة، وصولا إلى مخيم الوافدين شمال مدينة دوما.
وتمكنت قوات المقاومة من التصدي مجددا لمحاولات قوات النظام الرامية لاستعادة التلال المشرفة على الأوتوستراد، بحسب مصادر مقربة من «جيش الإسلام».
كاميرون: موسكو تساعد «الأسد السفاح»
طهران تعزل قائد قواتها الفاشل في سوريا
أثبت دخول الدب الروسي إلى الكرم السوري فشل القوة الضاربة الإيرانية في سوريا في دعم بشار الأسد «السفاح» حسب تعبير رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والذي كان يترنح تحت ضربات قوات المعارضة السورية، ما ألجأ القيادة في طهران إلى عزل قائد قوات الحرس الثوري في سوريا اللواء حسين همداني الذي يُعد من أهم قادة العسكريين في حرب الشوارع.
فقد أفادت مصادر إيرانية أن طهران أقالت اللواء همداني من قيادة قوات الحرس الثوري المقاتلة في سوريا، بسبب ضعف أدائه وفشله في العمليات العسكرية المتتالية ضد قوات المعارضة.
وذكرت وكالة «سحام نيوز» أن إقالة همداني جاءت بضغوط من حسين طائب، رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، وله دور مباشر في إرسال القوات العسكرية الإيرانية والميليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية للقتال إلى جانب قوات الأسد في سوريا.
وبحسب موقع «العربية»، فإن الوكالة المقربة من الإصلاحيين ذكرت أن همداني يُعد من أهم القادة العسكريين في حرب الشوارع، وكان يرأس سابقاً «الفيلق 27» في الحرس الثوري، وتم تكليفه بمهام «منسق قوات الحرس الثوري في سوريا»، كما شغل منصب مسؤول العمليات الخارجية في جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، لكنه ترك منصبه بعد مشاكل مع حسين طائب الذي كان مسؤولاً عن استجواب زوجة سعيد إمامي ضابط وزارة الاستخبارات الذي تمت تصفيته في زنزانته، وكان متهماً بتنفيذ «الاغتيالات المسلسلة» ضد الكتاب والشعراء والمثقفين المعارضين للنظام، إبان عهد حكومة خاتمي الإصلاحية في أواخر التسعينات.
وكان قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» وهو قسم العمليات الخارجية في الحرس الثوري، عيّن همداني كمنسق بين قوات الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية (فيلق فاطميون) والباكستانية (لواء زينبيون)، بالإضافة إلى الميليشيات العراقية و»حزب الله» التي تنتشر في سوريا.
وبحسب المصادر، فإنه بسبب فشل همداني في العمليات التي يخوضها الحرس الثوري والميليشيات المرافقة، تمت إقالته وتم تعيينه بمنصب جديد في قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية كمسؤول عن إرسال المعدات اللوجستية إلى سوريا.
يُذكر أن مصادر غربية ذكرت أن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا إلى سوريا خلال الأيام الأخيرة، مع بدء التدخل الروسي للانضمام إلى هجوم بري كبير لدعم الأسد وسط نفي إيراني، حسبما نقل موقع «العربية.نت».
وفي لندن أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أسفه لكون التدخل العسكري الروسي في سوريا لا يهدف سوى لمساعدة الأسد الذي وصفه بأنه «سفاح»، معتبراً أن الغارات الروسية تزيد «من تعقيد الوضع».
وصرح كاميرون «من الواضح أن روسيا لا تميز بين تنظيم «داعش» ومجموعات المعارضة السورية المشروعة. وعليه فهي تساعد الأسد السفاح وتزيد من تعقيد الوضع». وأضاف من معقله الانتخابي في اوكسفوردشير قبل أن يتوجه الى مانشستر للمشاركة في مؤتمر الحزب المحافظ أن «العالم العربي محق تماماً في التنديد» بالتدخل الروسي.
وكان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أكد في مقابلة مع صحيفة «ذي صن» أن 5 في المئة فقط من الغارات الروسية في سوريا تستهدف مقاتلي التنظيم المتطرف.
وقال فالون إن «العناصر المتوافرة لدينا تؤكد أنهم يلقون بذخائر غير موجهة على مناطق يقصدها مدنيون ما يؤدي الى مقتل مدنيين، وأنهم يلقون بهذه الذخائر على قوات الجيش السوري الحر الذي يقاتل الأسد». وأضاف ان روسيا «تدعم الأسد وتطيل المعاناة».
من جهة أخرى، أوضح فالون أن الحكومة ستطلب تمديد مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية ضد تنظيم «داعش»، معتبراً أن عدم ضرب التنظيم في سوريا «خطأ أخلاقي».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يرغب في تجنب علاقة خصومة مع موسكو لكنه لا يعلم كيف سيؤثر التدخل العسكري الروسي الأخير في سوريا على الوضع هناك. ولم ينضم نتنياهو إلى الولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء بحلف شمال الأطلسي في انتقاداتهم ضد العمل العسكري الذي تقوم به روسيا في سوريا. جاء ذلك في حديث لشبكة (سي.ان.ان) الإخبارية الأميركية.
وقال نتنياهو الذى التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أواخر الشهر الماضي، «لا نريد العودة إلى الأيام التي كانت فيها روسيا وإسرائيل في موقع خصومة.. أعتقد أننا غيرنا العلاقة. وهي جيده بوجه عام».
وقالت روسيا إنها ستكثف غاراتها الجوية في سوريا تصعيداً لتدخلها العسكري الذي تقول موسكو إنه ينال من تنظيم «داعش» وتقول قوى غربية إن هدفه دعم الأسد.
وقال مسؤول كبير بالجيش الروسي إن مقاتلات نفذت- انطلاقاً من غرب سوريا- أكثر من 60 طلعة جوية خلال 72 ساعة في مختلف أنحاء البلاد.
وتابع أندريه كارتابولوف من رئاسة أركان الجيش الروسي «لن نواصل الغارات الجوية فحسب.. بل سنزيد كثافتها أيضاً«، مضيفاً أن «الغارات نفذت على مدار الساعة من قاعدة حميميم في عمق الأراضي السورية».
وأضاف «في ثلاثة أيام نجحنا في إضعاف البنية التحتية للإرهابيين وتقليل قدراتهم العسكرية بدرجة كبيرة«.
ولكن قال مقاتلون من المعارضة المسلحة إن الضربات الجوية الروسية قصفت ما لا يقل عن أربعة فصائل من المعارضة المسلحة التي تعمل تحت مظلة الجيش السوري الحر الذي يتلقى دعماً عسكرياً كبيراً من الدول المعارضة للأسد.
وقال البيان إن الضربات في معرة النعمان التي استهدفت بالقنابل قد دمرت سبع مركبات ومنشآت أخرى ومخازن أسلحة. وقال عمال إغاثة في مناطق تسيطر عليها المعارضة في غرب سوريا إن الغارات قتلت عشرات المدنيين على الأقل بينهم أطفال.
وقال المرصد السوري إن 39 مدنياً على الأقل بينهم ثمانية أطفال وثماني نساء قتلوا في ضربات جوية روسية في سوريا خلال الأربعة أيام المنصرمة. وأضاف أن 14 مقاتلا قتلوا بينهم 12 من تنظيم الدولة في مدينة الرقة الشرقية واثنان من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا. وفي بلدة إحسم التي تقع إلى الشمال الغربي من معرة النعمان قال عمال إغاثة إن 11 شخصاً قتلوا في غارتين. وكان بين القتلى تسعة من عائلة واحدة. أما المرصد السوري فقال إن الضحايا 12 شخصاً بين قتيل وجريح.
وأفاد مقاتل في إقليم الغاب بشمال غرب سوريا بوقوع غارات جوية عديدة هناك. وقال إن «الطائرات الروسية ضربت عدداً من المناطق في سهل الغاب.»وأضاف المقاتل واسمه أبو البراء الحموي من جماعة أجناد الشام المعارضة «أصابت (الغارات) جميع الفصائل التي تقاتل ضد الأسد. جميع الضحايا من المدنيين«. كما قال إن هناك خبراء روساً في قاعدة للجيش السوري بالمنطقة وزيادة في أعداد الأفراد من إيران وحزب الله. وقال سكان في ريف حماة إن منشورات ألقيت تدعو المقاتلين للاستسلام وتعدهم بمعاملة حسنة. وقال مصدر بالجيش السوري إن هجوماً لتنظيم «داعش» على المطار في دير الزور قد فشل وإن الجيش قتل عدداً كبيراً من «الإرهابيين«.
(ا ف ب، العربية، رويترز)
غارات روسية تستهدف مسعفين ينتشلون أطفالاً في سوريا
مقتل 39 مدنياً على الأقل و14 مقاتلاً في 4 أيام من الغارات الروسية
العربية.نت
أظهر فيديو تم تداوله من قبل نشطاء سوريين تعرض بعض المسعفين في بلدة دوما لغارات قيل إنها روسية أثناء قيامهم بإسعاف مصابين وانتشالهم من تحت الأنقاض. وأظهر الفيديو الذي التقط في الثاني من أكتوبر، بوضوح تعرض عناصر الدفاع المدني للقصف أثناء إخلائهم لعدد من الأطفال.
وأفادت تنسيقية دوما بمقتل 4 عناصر من الدفاع المدني في المدينة الواقعة في ريف دمشق جراء قصف الطيران.
من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن طائرات حربية يعتقد أنها روسية قصفت أطراف بلدة الهبيط بريف إدلب، كما قتل وأصيب نحو 12 شخصاً بينهم عناصر من الدفاع المدني جراء تنفيذ الطائرات الحربية عدة ضربات على مناطق في أطراف بلدة احسم في جبل الزاوية.
إلى ذلك، استهدفت غارات روسية مستشفى تابع لمنظمة طبية دولية في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى لأضرار مادية في المباني، بحسب المرصد.
كما أشار المرصد إلى مقتل 39 مدنياً على الأقل و14 مقاتلاً في 4 أيام من الغارات الجوية الروسية.
أردوغان: موسكو ترتكب “خطأ جسيما في سوريا“
العربية.نت – وكالات
وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد حملة القصف الجوي التي تشنها موسكو في سوريا بأنها “غير مقبولة” قائلا إن روسيا “ترتكب خطأ جسيما”.
وصرح أردوغان في مؤتمر صحافي في مطار اسطنبول قبل توجهه في زيارة إلى فرنسا أن “الخطوات التي تقوم بها روسيا وحملة القصف في سوريا غير مقبولة بأي شكل من الأشكال، وللأسف فإن روسيا ترتكب خطأ جسيما”.
وكان مسؤول عسكري روسي كبير قد صرّح أمس السبت، أن الطائرات الروسية المتمركزة في غرب سوريا نفذت أكثر من 60 طلعة خلال 72 ساعة.
وقال أندريا كارتابولوف من هيئة الأركان العامة بالجيش الروسي “لن نواصل الضربات فحسب… ولكننا سنزيد من كثافتها أيضا”.
عمليات مشتركة للقوات الإيرانية والروسية في سوريا
العربية.نت – صالح حميد
أفادت مصادر إيرانية بأن القوات الروسية والإيرانية تنفذ عمليات مشتركة في سوريا، بعد وصول 1700 جندي من الحرس الثوري الإيراني من ألوية مختلفة، خلال اليومين الماضيين.
وبحسب وكالة “سحام نيوز”، تتهيأ القوات الإيرانية وعناصر حزب الله اللبناني لتنفيذ عمليات برية تحت إمرة القيادة الروسية، التي تنفذ ضربات جوية مكثفة ضد قوات المعارضة السورية.
وقالت الوكالة إن “ثلاثة ألوية من قوات النخبة في وحدة “صابرين” التابعة للحرس الثوري الإيراني و1500 عنصر من عناصر حزب الله اللبناني، وصلت إلى دمشق خلال الأيام الثلاثة الماضية وتنتظر الأوامر لتنفيذ عملياتها البرية بغطاء جوي روسي”.
ويتولى الحملة البرية لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء سيد مرتضى ميريان، الذي سيقود 1700 جندي إيراني و1500 عنصر من حزب الله، خلال الهجوم البري.
ونقلت وكالة “سحام نيوز” عن مصادر مطلعة في طهرا قولها إن أولوية طهران ودمشق في محاربة قوات المعارضة تتطابق مع أولوية الروس، حيث تنص الخطة على استعادة سيطرة النظام على المحافظات المركزية (دمشق وحمص وحماة) والمحافظات الساحلية (اللاذقية وطرطوس). كما ستقوم القوات الروسية بمهاجمة “جيش الفتح” في محافظة إدلب أيضا.
سفير أمريكا السابق بدمشق لـCNN: إذا لم ترسل روسيا الآلاف من عناصرها البرية لسوريا فلن تحدث الغارات فرقا كبيرا.. النظام قصف المعارضة لأعوام
سفير أمريكا السابق بدمشق لـCNN: إذا لم ترسل روسيا الآلاف من عناصرها البرية لسوريا فلن تحدث الغارات فرقا كبيرا.. النظام قصف المعارضة لأعوام
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال روبيرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا، إن العمليات الجوية التي يخوضها سلاح الجو الروسي في سوريا لن تحدث فرقا كبيرا.
وتابع قائلا في مقابلة مع الزميلة عالة غوراني لـCNN: “على الصعيد العسكري البري لا اعتقد أن الغارات الجوية الروسية ستؤثر كثيرا على مجريات الأمور إلا في حال ارسلوا أعدادا كبيرة من عناصر الجيش وبالآلاف.”
وأضاف: “لا اعتقد أن العمليات الجوية فقط ستغير أي شيء بتسلل الأحداث على الأرض بصورة كبيرة، فلوقت طويل قام نظام بشار الأسد بشن غارات جوية في محاولة لوقف التقدم الذي يخطوه الثوار، وعلى مدى العام 2015 تراجعت قوات الأسد بشكل عام وتركزت حول المناطق التي تأوي أقلية تابعة للنظام، ولا اعتقد أن الغارات الجوية الروسية ستقوم بتغيير ذلك.”
ولفت الدبلوماسي الأمريكي السابق إلى أن “ما أثار اهتمامي هو استهداف الروس لمعاقل تابعة لقوات لا علاقة تجمعها مع الدولة الإسلامية.. الغارات التي استهدفت تلبيسة استهدفت جماعة جيش التوحيد التي كانت تقاتل داعش في تلك المنطقة، الأمر الذي يظهر أن روسيا مهتمة بتعزيز جهود نظام بشار الأسد أكثر من محاولة ضربها للتنظيم.”