أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 11 أيار 2012


دمشق «ضحية» أسوأ هجمات منذ بدء الاحتجاجات: 55 قتيلاً ومئات الجرحى في تفجير سيارتين

دمشق، لندن- «الحياة»، أ ف ب، رويتزر – في أسوأ هجمات تتعرض لها دمشق منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سورية، هز العاصمة السورية صباح امس انفجاران عنيفان اوقعا 55 قتيلاً ومئات الجرحى، وفق التلفزيون السوري، فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن عدد قتلى الانفجارين وصل الى 59، مشيراً إلى ان معظم المصابين هم من عناصر الامن. وقال المرصد السوري إن أحد التفجيرين على الاقل حدث نتيجة انفجار سيارة ملغومة، وإن الهدف كان مباني للاستخبارات، فيما أفاد ساكن لرويترز ان التفجيرين سبّبا أضراراً محدودة في مجمّع الاستخبارات العسكرية فرع فلسطين. وفرع فلسطين هو أكثر أجهزة الشرطة السرية المرهوبة الجانب في سورية، والتي يصل عددها إلى أكثر من 20 جهازاً. وظهرت آثار الصدمة والهلع على مواطنين كانوا على مقربة من مكان الهجوم، الذي أظهرت لقطات تلفزيونية وجود عشرات العربات المحترقة والمتفحمة فيه، الى جوار بعضها جثث، وفي داخل بعضها أشلاء بشرية، إضافة إلى أضرار مادية واضحة وحفرة عمقها ثلاثة أمتار.

كما أظهرت لقطات فيديو أرسلها نشطاء إلى وسائل الإعلام، عمودين من الدخان في السماء شكّل أحدهما سحابة داكنة، وشاحنةً واحدة على الاقل مقلوبة وجدرانَ مبانٍ منهارة على جانبي طريق واسع بالمنطقة، وسُمع صوت رجل يصرخ في خلفية اللقطات، فيما قال رجل يسير بين الحطام وهو يشير إلى بقايا سيارات محترقة: «هل هذه هي الحرية؟».

وجاءت الهجمات في ساعة الذروة الصباحية، ما يشير الى ان المنفذين هدفوا إلى ايقاع أكبر عدد من الخسائر في الأرواح. وكالعادة في كل التفجيرات السابقة في سورية، تبادل النظام والمعارضة المسؤولية عن الهجمات، ففي حين اتهمت السلطات السورية «انتحاريين بسيارتين مفخختين» بالمسؤولية عن الهجومين، اتهم «المجلس الوطني السوري» المعارض النظام بتدبير انفجاري دمشق «ليقول للمراقبين إنهم في خطر… وللمجتمع الدولي إن العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سورية».

وأعلنت الداخلية السورية أن «تفجيرين ارهابيين بسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان، حصلا امس في منطقة مكتظة بالسكان والمارة قرب مفرق القزاز على طريق المتحلق الجنوبي في دمشق، ما ادى الى سقوط 55 قتيلاً و372 جريحاً من المدنيين والعسكريين». وأشارت إلى أن السيارتين كانتا مفخختين بأكثر من ألف كيلوغرام من المواد المتفجرة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الوزارة، أنه في الساعة 7:56 من صباح امس «توقيت توجه السوريين إلى أعمالهم والأطفال إلى مدارسهم، وفي مدينة دمشق على طريق المتحلق الجنوبي موقع القزاز المكتظ بالسيارات وعابري الطريق وبالقرب من مركز لقوات حفظ الأمن والنظام، وفي جريمة جديدة للمجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف خارجية تتاجر بالدماء السورية، وقع انفجاران إرهابيان متتاليان بفارق زمني لا يتجاوز الدقيقة». واضاف بيان الداخلية أن «التفجيرين الإرهابيين حصلا بواسطة سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان محملتين بكميات كبيرة من المواد المتفجرة والتي تقدر بأكثر من ألف كيلوغرام، ما احدث حفرتين الأولى بطول 5.5 أمتار وعرض 3.30 أمتار وعمق متر واحد، والثانية بقطر 8.5 متر وعمق 2.5 متر». وقالت «سانا» ان الحصيلة الأولية حتى بعد ظهر امس «بلغت 55 شهيداً و372 جريحاً من المدنيين والعسكريين و15 محفظة لأشلاء مجهولة وتفحم 21 سيارة وتحطم 105 سيارات بالكامل وإصابة 78 سيارة بأضرار مختلفة إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة».

وأضافت الوزارة ان «الجهات المختصة في وزارة الداخلية توجهت على الفور إلى المكان وقامت برفع الادلة واخذ عينات من الاشلاء وبقايا المادة المتفجرة من مسرح الجريمة لإرسالها إلى المخابر المختصة لتحديد هوية الإرهابيين والأشلاء المجهولة ومعرفة نوع المادة المتفجرة وباشرت التحقيقات لكشف هوية مرتكبي هذا العمل الجبان الذي روع المواطنين الآمنين وللقبض على المجرمين القتلة»، مشيرة الى ان الوزارة «ستلاحق هؤلاء المجرمين القتلة ومن يمدهم او يؤويهم في أوكارهم، ولن تتهاون في ملاحقة فلول الإرهاب واستئصال من يعبثون بأمن المجتمع السوري لينالوا جزاءهم العادل». كما دعت «الإخوة المواطنين إلى ممارسة دورهم بالتعاون مع الجهات المختصة في الابلاغ عن أي حالة مشبوهة والإدلاء بأي معلومات لديهم تتعلق بنشاط الإرهابيين وتحركاتهم حفاظاً على أمن المواطنين واستقرار الوطن».

وبث التلفزيون الحكومي صوراً لأشلاء الضحايا وحجم الدمار الحاصل من التفجيرين، ولقاءات مع مواطنين من الموقع، اضافة الى لقاءات مع محللين وسياسيين. وأفادت «سانا» ان بعض الضحايا «كان متوجهاً إلى عمله، وآخرون إلى مدارسهم وجامعاتهم، وكانت الشمس تبعث أشعتها الأولى كرسل لإيقاظ المخلوقات وإحيائها، فاستغل الإرهاب وقتاً تشهد فيه هذه المنطقة ذروة الازدحام، وبين من سقط شهيداً أناس كانوا في بيوتهم نياماً».

ودعت وزارة الخارجية والمغتربين السورية مجلس الأمن إلى «اتخاذ إجراءات ضد الدول والأطراف وأجهزة الإعلام التي تمارس الإرهاب وتشجع على ارتكابه»، مشيرة إلى سقوط 300 عنصر من عناصر قوات الجيش وحفظ النظام منذ بدء تنفيذ خطة أنان في 12 الشهر الماضي على أيدي «المجموعات الإرهابية المسلحة».

ووجهت وزارة الخارجية أمس رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تناولتا «التفجيرين الإرهابيين». وأوضحت الوزارة أن «هذه الجرائم المتصاعدة تؤكد أن سورية تتعرض لهجمة إرهابية تقودها تنظيمات تتلقى دعماً مالياً وتسليحاً من جهات أعلنت تأييدها لهذا الجرائم الإرهابية والتشجيع على ارتكابها. كما تقف خلف هذه الأعمال الإرهابية أجهزة إعلامية تحريضية معروفة تدعو إلى اقتراف المزيد من هذه الجرائم وتبررها وتقدم لها الدعم الإعلامي».

من ناحيته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان، أن «المعلومات الأولية تشير الى سقوط نحو خمسين سورياً من المدنيين وقوات الأمن وإصابة أكثر من مئة» في الانفجارين اللذين وقعا امام مبنى من تسع طبقات يضم احد الفروع الأمنية. وأضاف المرصد أن «سيارة انفجرت وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة».

وبحسب المرصد السوري، فإن هذا الهجوم واحد من أعنف الهجمات التي وقعت في سورية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل أكثر من عام.

وأفاد مصور لوكالة فرانس برس، أن أشلاء بشرية كانت متناثرة في الموقع، وأن عدداً من المباني والسيارات في المكان تضررت جراء الانفجار الذي ترك حفرة بعمق ثلاثة أمتار.

واتهم «المجلس الوطني» النظام السوري بتدبير انفجاري دمشق،

وقال سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني» لوكالة فرانس برس، إن النظام يقف وراء هذه التفجيرات «ليقول للمراقبين إنهم في خطر… وليقول للمجتمع الدولي إن العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سورية». وأضاف نشار: «إذا كانت القاعدة وعصابات إرهابية تقوم بالتفجيرات، لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها؟».

وتوقع نشار ان تستمر التفجيرات «لا سيما في ايام الجمعة او قبل ايام الجمعة، للحد من التظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها». وأضاف: «للأسف، تأخُّر المجتمع الدولي في سورية يفتح المجال للنظام للقيام بالمزيد من هذه الاعمال».

كما ندد المجلس العسكري لـ «الجيش السوري الحر» في دمشق وريفها بهذا «العمل الإرهابي الجبان» محملاً النظام المسؤولية عنه.

وطالب المجلس الذي يضم العسكريين المنشقين عن القوات النظامية في دمشق وريفها «بتشكيل فريق من الخبراء الدوليين للتحقيق في هذه التفجيرات بالسرعة القصوى»، مشيراً الى أن «الجيش الحر لا يملك الامكانيات الكبيرة للقيام بهذين التفجيرين»، وان عناصره انشقوا عن القوات النظامية «لحماية المدنيين وليس لقتلهم». وطالب البيان أيضاً «بإعلان فشل خطة انان وعقد اجتماع طارئ في مجلس الامن لاتخاذ قرارات عاجلة لحماية المدنيين تحت الفصل السابع».

وشهدت دمشق في الأشهر الاخيرة عدة انفجارات كان آخرها في السابع والعشرين من نيسان (ابريل) أودى بحياة 11 شخصاً، فيما أسفر انفجار في كانون الاول (ديسمبر) عن مقتل 44 شخصاً.

دعوات لتدخل دولي على غرار ما حدث في كوسوفو والصومال

معارضون سوريون لـ الشرق : مبادرة عنان أثبتت فشلها

    إسطنبول – مالك داغستاني

أجمع معارضون سوريون في الداخل والخارج وأعضاء في المجلس الوطني السوري على أن مبادرة المبعوث الأممي كوفي عنان لوقف إطلاق النار في سوريا لم تنجح بعد مرور شهر على بدايتها، مطالبين، في تصريحاتٍ لـ «الشرق»، المجتمع الدولي بإيجاد حلول لإنقاذ السوريين بعدما ثَبُت أن نظام بشار الأسد لم يلتزم ببنود المبادرة.

واعتبر المعارض السوري المقيم في كندا، ميخائيل سعد، أن السوريين يعرفون، ومنذ بداية الثورة، أن النظام لن يجري أي إصلاح حقيقي، لأن ذلك سيؤدي به إلى السقوط.

وأضاف «لذلك كنا على يقين أنه لن يقبل لا المبادرة العربية، التي سرعان ما أفرغها من مضمونها، ولا المبادرة الدولية بقيادة عنان، والتي يحاول أيضا أن يفرغها من مضمونها».

من جانبه، توقع الناشط الحقوقي المعارض عضو المجلس الوطني السوري، نجاتي طيارة، أن «يؤدي فشل خطة عنان، وهو ما يتحقق الآن بصورة كبيرة حاليا، إلى دخول سوريا في نفق أشد ظلمة من الآن، لذلك علينا أن نبذل جهدنا لكي لا تحدث الحرب الأهلية، نظرا لأنه لا يوجد غيرها في الأفق»، حسب تأكيده.

بدوره، أشار الكاتب السياسي والناشط المعارض، ياسين الحاج صالح، المقيم في دمشق متواريا عن أنظار القوى الأمنية منذ بداية الثورة، إلى أن قيمة المبادرة مرهونة بالتزام النظام بها، «وهو لم يلتزم ولم يكن ينوي أن يلتزم بها في أي وقت، أظنه يستخدمها كأداة لكسب الوقت، لكن استمرار الثورة وعزمها المتجدد يبطل خطته هذه»، حسب توقعه.

وتابع «كان موقف المعارضة سليماً بتأييد المبادرة والتشكيك في التزام النظام بها، وبعد نحو شهر من المبادرة يبدو أن هذا صحيح، رغم ذلك لا يريد أحد أن يعلن موت المبادرة لأنه لا أحد جاهز لتحمل تبعات ذلك، وحده الشعب السوري مستمر بالثورة، وسيفرض على الجميع أن يصغوا إليه».

أما الصحفي والمحلل السياسي السوري المعارض المقيم في روسيا، الدكتور هيثم بدرخان، فذكر أن الوقت قد حان للانتقال إلى مرحلة الدفاع فعليا عن أرواح المدنيين على أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاههم.

وأكمل « في البداية أيدت المعارضة بكل أطيافها مبادرة عنان كتعبير عن سياستها السلمية ولعدم زج البلد في معركة الهلاك ولكن النظام يستهتر بكل القيم والقوانين الدولية، مستفيدا من التدخل الخارجي من قبل إيران وروسيا والعراق وحزب الله ومستندا إلى اللوبي الإسرائيلي».

من جهتها، كشفت عضو المجلس الوطني مرح البقاعي أن معهد الوارف للدراسات الإنسانية بالتعاون مع مكتب قانوني مختص بالقانون الدولي أعدّ مذكرة قانونية تتعلق بـ (مبدأ مسؤولية الحماية) الذي لا يعترف بحق السيادة منفصلاً، وإنما يربط هذا الحق بمسؤولية الدولة عن حماية السكان.

وأوضحت البقاعي إن هذا المبدأ أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة على خلفيات أحداث يوغوسلافيا السابقة ورواندا والكونغو والصومال وكوسوفو، وأضافت «اعتماد هذا المبدأ سيحيل الأزمة السوريّة إلى الأمم المتحدة، ويخوّل الجمعية العامة للأمم المتحدة في اتخاذ قرارات رادعة للنظام السوري، دونما الحاجة للجوء إلى مجلس الأمن، وذلك لتحاشي أي فيتو يمكن أن تستعمله الدول الداعمة للنظام».

تفجيرا دمشق الدمويان يدفعان سوريا نحو العرقنة

واشنطن تحذّر من المتطرفين وموسكو لا تغيّر موقفها

    نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات

55 قتيلاً و372 جريحاً في تفجيري حي القزاز ومجلس الأمن يندّد بهما

مسؤولون دوليون يحذّرون من غرق سوريا في الفوضى ويؤكدون انقسام المجلس

بدت دمشق امس كأنها بغداد بعدما استفاق سكانها على دوي اكثر التفجيرات دموية منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد قبل 14 شهراً، إذ قتل 55 شخصاً وجرح 372 آخرون عندما فجر انتحاريان نفسهما بفارق ثوان  سيارتين مفخختين في ساعة الذروة الصباحية في  حي القزاز بدمشق. وسلط الانفجاران اللذان كانا بقوة تفجيرية بلغت الف كيلوغرام بالقرب من مبنى المخابرات العسكرية – فرع فلسطين، الضوء على تزايد العناصر المتطرفة في صفوف المعارضين الذين يعملون على اسقاط النظام. وهذا ما ذهب اليه البيت الابيض الذي ندد بالتفجيرين محذراً في الوقت عينه من استغلال العناصر المتطرفة حال الفوضى في سوريا. واكدت السلطات ان منفذي التفجيرين “انتحاريان” وانهما يندرجان في اطار “الهجمة الارهابية عليها” بينما اتهمت المعارضة نظام الاسد بأنه وراءهما.

وندد مجلس الامن بالتفجيرين، مشدداً على ضرورة تطبيق خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان. وطلب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات في بيجينغ مع نظيره الصيني يانغ جيشي من جميع الاطراف وقف العنف والتعاون مع انان، مشيراً في الوقت عينه الى ان موقف بلاده من الوضع في سوريا لن يتغير. واتهم دولاً خارجية لم يسمها بتشجيع المعارضة على تفجير الوضع.

البيت الأبيض

وفي واشنطن صرّح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بأن “مثل هذه الهجمات التي تسفر عن قتل واصابة المدنيين من دون تمييز تستحق التنديد ولا يمكن تبريرها”. واضاف: “انها تذكرنا ايضاً بالحاجة العاجلة الى التوصل الى حل سياسي قبل فوات الاوان”.

وقال على متن طائرة الرئاسة الاميركية: “لا نعتقد ان (هذا) النوع من الهجمات التي شاهدتموها في دمشق تعبر عن المعارضة. هناك بوضوح عناصر متطرفة في سوريا كما نقول دوماً تحاول استغلال الفوضى في البلاد – الفوضى التي تسبب بها هجوم الاسد الوحشي على شعبه”.

مجلس الأمن

وفي نيويورك أصدر مجلس الامن بياناً صحافياً تلاه رئيسه لهذا الشهر المندوب الاذري الدائم لدى الامم المتحدة السفير اغشين مهدييف، جاء فيه ان اعضاء المجلس “ينددون بأشد العبارات بالتفجيرين الارهابيين” في دمشق ويعبرون عن “تعاطفهم العميق مع ضحايا هذه الاعمال الشائنة وتعازيهم الصادقة لذويهم”. ودعوا “كل الاطراف في سوريا الى التنفيذ الفوري والكلي لكل عناصر اقتراح المبعوث الخاص المشترك المؤلف من ست نقاط، طبقاً للقرارين 2042 و2043، وبالتحديد وقف العنف المسلح بكل اشكاله”، مكررين دعمهم التام لمهمة المراقبين، وانان ورأوا ان “الارهاب بكل اشكاله ومظاهره يشكل احد اخطر التهديدات للسلم والامن الدوليين، وان اي اعمال ارهابية هي اجرامية وغير مبررة، بغض النظر عن دافعها، اينما كانت ومتى كانت وكائناً من كان مرتكبها”. وذكروا كل الدول بأن “عليها ان تضمن ان كل الاجراءات المتخذة لمحاربة الارهاب تمتثل لواجباتها بموجب القانون الدولي، وبالتحديد القانون الدولي الانساني والخاص بحقوق الانسان واللاجئين”.

الجعفري

وفي كلمة له أمام اجتماعات اللجان الفرعية لمجلس الأمن، اعتبر المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن “استمرار بعض الدول والأطراف في إرسال السلاح وتهريبه الى سوريا… يشكل مسعى لاغتيال مهمة كوفي أنان”. وأشار الى أن “لدى سوريا العديد من الوثائق والأدلة المسجلة بالصوت والصورة تؤكد تسلل عناصر من تنظيم القاعدة الى سوريا لتنفيذ عمليات إرهابية كما أن تصريحات صادرة عن قيادات أجهزة استخبارات غربية تؤكد ذلك بتسهيل ودعم من دول عربية وإقليمية ودولية”.

وقال: “لدينا كم هائل من الوثائق المسجلة وكلها باللغة الإنكليزية توثق نشاطات إرهابية وأسماء أشخاص وجنسياتهم ومن دفع بهم ومن حرضهم وهي ستصل الى مجلس الأمن والأمين العام واللجان الفرعية، كما أن لدينا قائمة تضم 12 اسماً لـ12 إرهابيا أجنبياً قتلوا في سوريا من بينهم فرنسي وبريطاني وبلجيكي وهذه القائمة متاحة أيضا وسنرسلها لمجلس الأمن والأمين العام”. وأضاف: “أود أن أبلغ مجلس الأمن قيام السلطات اللبنانية المختصة في تاريخ 27 نيسان بضبط السفينة المسماة لطف الله 2”.

من جهة أخرى رسم ديبلوماسي غربي رفيع صورة قاتمة للغاية عن تطور الأزمة السورية، مستبعداً اتخاذ أي خطوات جديدة في مجلس الأمن، أو حتى خارجه، نظرا الى الإنقسامات العميقة في المجتمع الدولي حيال طريقة التعامل مع الوضع، محذراً في الوقت عينه من عواقب اخفاق مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا.

وكشف الديبلوماسي الغربي الرفيع أن السلطات السورية “رفضت منح تأشيرات دخول لثلاثة مراقبين، ايطالي ودانماركي وأسوجي”، موضحاً أن “المكون المدني لمهمة أنسميس سيتألف من 75 موظفاً دولياً، فضلاً عن المراقبين العسكريين الـ300”. وقال إنه “على رغم انخفاض مستوى العنف، لا يزال ثمة الكثير من عمليات اطلاق النار والتفجيرات والإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان”. وأضاف أن السلطات السورية “غيرت تكتيكاتها، فبدل القصف العنيف للمناطق السكنية، يستهدفون الآن المعارضين بالإغتيالات والإعتقالات”.

وأكد أن “إحدى المشاكل الكبرى” التي تواجه أنان هي “توحيد شراذم المعارضة وشتاتها في الداخل والخارج”. وهذا ما يعمل عليه خصوصاً نائب المبعوث المشترك ناصر القدوة.

ثم قال: “ما لم يحصل أي تطور دراماتيكي على الأرض، إن المكتوب لنا الآن هو انتظار انتهاء الأيام الـ90 لمهمة المراقبين وعملها في هذا الوضع المتأرجح”. وتحدث عن “انقسام واضح بين أعضاء مجلس الأمن، ذلك أن هناك عددا من الدول تتقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها تعتقد أن النظام السوري يحاول كسب الوقت وهذا غير مقبول. كما أنه من غير المقبول ألا تنفذ سوريا التزاماتها بموجب قراري مجلس الأمن 2042 و2043 وأن تستمر في الإستراتيجية ذاتها وإن بتكتيكات مختلفة. وهناك مجموعة من الدول الأخرى في المجلس تتقدمها روسيا والصين والهند وغيرها ترى أن الوضع صار أفضل بكثير من السابق وأن علينا الإنتظار واعطاء الوقت الكافي لكوفي أنان”. و”لا أرى كيف يمكننا تلافي هذا الجمود من الآن حتى 20 تموز المقبل حين تنتهي مهمة المراقبين”. وإذ أكد أن “لا خطة بديلة في حال فشل أنان”، لاحظ أن “هناك من يقول إن هذه المهمة نكتة. والسوريون يفعلون ما يريدون فعله، وأنه يجب علينا وقف هذه المهمة. لكن وقفها سيعني خوض مواجهة مع أنان نفسه. ونحن لا نريد مواجهة مع أنان”.

وخلص الى أنه “لا يأمل في موقف من مجلس الأمن لأن روسيا ستمنع المجلس من القيام بأي عمل”. كما استبعد القيام بأي عمل عسكري في الوقت الحاضر خارج اطار مجلس الأمن.

وحذر ديبلوماسي دولي من أن “سوريا قد تغرق في فوضى كبيرة إذا أخفق الأطراف المعنيون في وضع حد لتدهور الوضع على الأرض”. وأشار الى أن “انقسامات مجلس الأمن لا تساعد على ايجاد حلول ممكنة”.

425 قتيلاً وجريحاً .. وواشنطن ترى بصمات لـ«القاعدة»

الإرهاب يعصف بصباح دمشق

في هجوم هو الاكثر دموية منذ اندلاع الازمة في سوريا قبل 14 شهرا، فجر انتحاريان، بفارق دقيقة واحدة، وفي ذروة خروج السوريين إلى أعمالهم ومدارسهم، سيارتين تحملان طنا من المتفجرات في دمشق، ما أدى إلى مجزرة ذهب ضحيتها 55 من الشهداء، و370 من الجرحى.

ويشبه الهجوم المزدوج الطريقة التي يعتمدها تنظيم القاعدة في العراق، حيث فجر الانتحاري الأول سيارة، وبعد تجمع الناس والقوى الأمنية لتفقد المكان، فجر آخر سيارة تحمل الكمية الأكبر من المتفجرات. وكانت «جبهة النصرة»، وهي مجموعة إسلامية متشددة، أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات انتحارية في سوريا في الشهور الماضية.

وحملت موسكو «بعض الشركاء الأجانب» مسؤولية تصاعد التفجيرات الدموية في سوريا، مؤكدة أنها وبكين لن تغيرا موقفهما من الأزمة.

وحذرت واشنطن من أن «متشددين» يحاولون الاستفادة من «الفوضى». وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن الانفجارين في دمشق يحملان بصمات تنظيم القاعدة، ويذكران بتفجيرات «القاعدة» في العراق قبل سنوات، مشيرا إلى أن «عناصر التنظيم بدأت تتخذ من سوريا ملاذا لها مستغلة حالة الفوضى التي تسود البلاد». واستبعد بانيتا ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، عقب لقائهما رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت أوزال في واشنطن، «اللجوء إلى الخيار العسكري» في سوريا، واشارا الى أن «مجموعات أصولية سنية، بعضها من العراق، بدأت تظهر على الساحة الميدانية داخل سوريا، وهي ليست مرتبطة بالضرورة بالمعارضة السياسية للنظام السوري».

واعتبر مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان أن «كل عمل يؤدي إلى تصعيد التوتر ومستوى العنف سيؤدي إلى نتيجة عكسية بالنسبة إلى مصالح جميع الأطراف»، فيما طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من النظام والمعارضة في سوريا «النأي بنفسيهما عن الإرهاب»، مشددا على «ضرورة التعاون الفوري والكامل مع جهود الأمم المتحدة الهادفة إلى إنهاء العنف وتسهيل عملية انتقال سياسي يقودها السوريون بأنفسهم». وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن «من يقفون وراء الهجمات يحاولون إفشال مهمة المراقبين الدوليين وجر سوريا نحو الانزلاق إلى المزيد من أعمال العنف والقتل وسفك الدماء».

وقال شهود إن انتحاريا فجر سيارة قرب مركز المخابرات السورية – فرع فلسطين قرب مفرق القزاز في دمشق عند السابعة و56 دقيقة صباحا، وبعد تجمع الناس والقوى الأمنية فجر آخر بفارق دقيقة سيارة أخرى ما أدى إلى مجزرة ذهب ضحيتها 55 قتيلا، وأصيب 372، غالبيتهم من المدنيين. كما انه توجد اشلاء لـ15 جثة.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية، في بيان، أنها «ستلاحق هؤلاء المجرمين القتلة ومن يمدهم أو يؤويهم في أوكارهم، ولن تتهاون في ملاحقة فلول الإرهاب واستئصال من يعبثون بأمن المجتمع السوري لينالوا جزاءهم العادل» (تفاصيل صفحة 15).

وقال رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود، خلال زيارة لموقع التفجيرين، «أدعو الجميع في سوريا وخارجها إلى المساعدة على وقف أعمال العنف هذه». وأضاف «هذا مثال آخر على ما يعانيه الشعب السوري من أعمال العنف. لقد شاهدنا هذه الأعمال في دمشق وفي مدن وقرى أخرى في سوريا».

وبث التلفزيون السوري صورا من موقع الانفجار تظهر الدمار والجثث والأشلاء، ويُسمع فيها أشخاص يقولون «هذه هي الحرية التي يريدونها» في إشارة إلى المعارضين للنظام. وأدت قوة التفجيرين إلى تدمير عشرات السيارات وتهشم واجهات المباني على بعد أكثر من 50 مترا من مكان وقوع الهجوم.

مجلس الأمن

واستنكر مجلس الأمن الدولي بقوة «الهجمات الإرهابية» التي شهدتها دمشق، وحث كل الأطراف على الالتزام بخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان. وقال مندوب أذربيجان لدى الأمم المتحدة اقشين مهدييف، قارئا من البيان الذي وافق عليه مجلس الامن باجماع أعضائه، «استنكر أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي وقعت في دمشق في 10 أيار مسببة سقوط العديد من القتلى والجرحى».

وكان مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قرأ خلال جلسة للمجلس، الرسالة التي وجهتها وزارة الخارجية السورية إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأشارت فيها إلى التفجيرين الانتحاريين في دمشق.

وأوضحت الرسالة أن «هذه الجرائم المتصاعدة تؤكد أن سوريا تتعرض لهجمة إرهابية تقودها تنظيمات تتلقى دعما ماليا وتسليحا من جهات أعلنت تأييدها هذه الجرائم الإرهابية والتشجيع على ارتكابها، كما تقف خلف هذه الأعمال الإرهابية أجهزة إعلامية تحريضية معروفة تدعو إلى اقتراف المزيد من هذه الجرائم وتبررها وتقدم لها الدعم الإعلامي».

وأضافت «اتضح أنه مع كل خطوة إصلاحية قامت بها الحكومة، بما في ذلك اعتماد دستور جديد للبلاد جرت بموجبه انتخابات نيابية، فإن أعمال الإرهاب والقتل والتدمير كانت تتصاعد بوتيرة كبيرة، وتأتي هذه الأعمال الإرهابية الأخيرة، وما يواكبها من قتل للمدنيين وتدمير للمؤسسات العامة والخاصة واعتداءات منهجية على قوات حفظ النظام بعد قبول سوريا خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة كوفي انان، والتزامها بتنفيذ ما نصت عليه. ولم تكتف المجموعات الإرهابية المسلحة بانتهاك خطة المبعوث الخاص والتفاهم الأولي الذي تم التوصل إليه بل إنها اعتدت على موكب رئيس بعثة المراقبين ومرافقيه عندما كانوا في طريقهم الى محافظة درعا لتنفيذ مهماتهم. ولم تنكر المجموعات الارهابية ارتكابها هذه الجرائم بل اعلن قادتها على مختلف مستوياتهم وولاءاتهم أنهم سيستمرون بارتكاب اعمالهم الارهابية وعزمهم على متابعة انتهاكهم خطة انان، ويحملون مسؤولية ما يحدث للحكومة السورية بهدف حماية الإرهاب ودعما لتلك المجموعات التي تعمل على إفشال مهمة المبعوث الخاص والاستمرار في سفك دماء السوريين الأبرياء».

وقالت ان «الحكومة السورية تأمل من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته في محاربة الإرهاب الذي تتعرض له، والتصدي لتلك الدول التي تشجع وتحرض على الإرهاب، وقد برهنت سفينة لطف الله 2 التي أوقفها الجيش اللبناني على قيام ليبيا وتركيا، بالتعاون مع دول أخرى، بإرسال أسلحة فتاكة إلى المجموعات الإرهابية لممارسة القتل والدمار».

وأضافت «سوريا ستستمر بتقديم كل الدعم لبعثة المراقبين وتمكينها من تحقيق مهمتها بنجاح. وتؤكد الحكومة انها على الرغم من كل هذه الجرائم الإرهابية المدمرة فإنها ستمضي قدما في مكافحة الإرهاب، والدفاع عن شعبها وسيادتها، والحفاظ على الأمن والاستقرار فيها».

(«السفير»، سانا)

قلق أميركي من «المتشددين» وإدانة قطرية… والعربي يرى استهدافاً لمهمة المراقبين

موسـكو وبكيـن: موقفنـا مـن سـوريا لـن يتغيـر

حمّلت موسكو، أمس، «بعض الشركاء الأجانب» مسؤولية تصاعد التفجيرات الدموية في سوريا، مؤكدة أنها وبكين لن تغيرا موقفهما من الأزمة، فيما حذرت واشنطن من أن «متشددين» يحاولون الاستفادة من «الفوضى».

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في بيان، إن «من يقفون وراء الهجمات يحاولون إفشال مهمة المراقبين الدوليين وجر سوريا نحو الانزلاق إلى المزيد من أعمال العنف والقتل وسفك الدماء». وأضاف «الأمر لا يجوز السكوت عنه ويحمل تداعيات خطيرة على مستقبل مهمة (المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا) كوفي أنان».

ودانت الدوحة التفجيرين في دمشق. ودعا مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية في تصريح، لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، «جميع الأطراف في سوريا إلى الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2042 من أجل وقف نزيف الدم في سوريا، مكرراً موقف قطر الرافض للإرهاب بكل أشكاله وصوره وأيا كان مصدره».

وأكد أنان، في بيان، أن «هذه الأعمال المشينة غير مقبولة ويجب أن يتوقف العنف في سوريا». وأضاف أن «كل عمل يؤدي إلى تصعيد التوتر ومستوى العنف سيؤدي إلى نتيجة عكسية بالنسبة إلى مصالح جميع الأطراف».

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام والمعارضة في سوريا «بالنأي بنفسيهما عن الإرهاب». وقال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي إن بان كي مون «جدد نداءه العاجل للأطراف كافة بأن تحترم احتراما كاملا واجباتها بوقف العنف المسلح بكل أشكاله وحماية المدنيين والنأي بأنفسهم عن الاعتداءات العمياء بالعبوات وباقي العمليات الإرهابية». وتابع «على الأطراف كافة احترام قرار مجلس الأمن الرقم 2043 وخطة النقاط الست (للوسيط انان) التي تلزمهم بحل الأزمة سلميا».

وأكد بان كي مون «مجددا ضرورة التعاون الفوري والكامل مع جهود الأمم المتحدة الهادفة إلى إنهاء العنف ووقف انتهاكات حقوق الإنسان وضمان العمل الإنساني وتسهيل عملية انتقال سياسي يقودها السوريون بأنفسهم». وتابع ان الأمم المتحدة «تتعهد بالاستمرار في القيام بكل ما يمكنها لتحقيق هذه الأهداف».

موسكو

وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، بعد محادثات في بكين مع نظيره الصيني يانغ جيتشي، «نطلب من جميع الأطراف وقف العنف والتعاون مع أنان»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن موقف موسكو وبكين من الوضع في سوريا لن يتغير.

وقال «يفعل بعض شركائنا الأجانب أموراً عملية حتى يتفجر الوضع في سوريا بالمعنى الحرفي والمجازي للكلمة. أقصد تلك التفجيرات». وأضاف «زعماء المجتمع الدولي لهم تأثير عليها (الجماعات المسلحة). يجب أن يستغلوا نفوذهم من أجل الخير لا الشر».

وأكد لافروف أن «موقف روسيا والصين من الأزمة السورية لن يتغير، وهو يكمن في ضرورة وقف العنف بكل أشكاله ومهما كان مصدره، بالإضافة إلى تنفيذ الخطة التي اقترحها أنان». وشدد على أن «موسكو ترفض قطعاً أي تدخل عسكري في سوريا، وان مجلس الأمن لن يعطي تفويضاً لعملية من هذا القبيل». وتابع «للأسف، الدول التي لها تأثير كبير على المعارضة السورية، تحرّض الجماعات المسلحة، كي لا توافق على حلول وسط واتفاقيات، وتدفعها للاعتقاد أن العنف سيؤدي في نهاية المطاف إلى حتمية التدخل الخارجي».

وأكد جيتشي، من جهته، أن «بكين كانت دائما تعارض أي تدخل عسكري في سوريا»، داعيا «جميع أطراف النزاع في سوريا إلى تأييد خطة أنان وبعثة المراقبـين الدولية».

واشنطن

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «مثل هذه الهجمات التي تسفر عن قتل وإصابة المدنيين من دون تمييز تستحق التنديد ولا يمكن تبريرها»، مضيفا «إنها تذكرنا أيضا بالحاجة العاجلة للتوصل إلى حل سياسي قبل فوات الأوان». وأضاف «لا نعتقد أن (هذا) النوع من الهجمات التي شاهدتموها في دمشق يعبر عن المعارضة. هناك بوضوح عناصر متشددة في سوريا، كما نقول دوماً، تحاول استغلال الفوضى في البلاد… الفوضى التي تسبب فيها هجوم (الرئيس بشار) الأسد الوحشي على شعبه».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن «جميع أشكال العنف التي ينجم عنها قتل وإصابة المدنيين عشوائياً تستحق الشجب ولا يمكن تبريرها». وأضافت «نواصل دعوة النظام السوري إلى التطبيق الكامل والفوري (لخطة أنان) من أجل منع مزيد من تصـاعد العنف» في سوريا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست إن «اللجوء إلى مثل هذه الأساليب العنفية واستهداف الأبرياء، مؤشر لتوجهات هذه المجموعات في معارضة إرادة غالبية الشعب السوري، الذين أثبتوا بمشاركتهم الواسعة في الانتخابات البرلمانية دعمهم لمسيرة الإصلاحات التي تقوم بها الدولة».

واعتبرت باريس أن «النظام يتحمل المسؤولية الكاملة في الفظاعات التي تشهدها سوريا». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو «من خلال اختياره القمع الأعمى والوحشي، غرق النظام في دائرة عنف لا مخرج منها». وأكد ان «الخطة التي قدمها أنان تمثل الفرصة الاخيرة للخروج من الازمة وبات ملحا أكثر من أي مضى أن يغير النظام من سلوكه ويغتنمها».

ودانت أنقرة والمتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي مايكل مان التفجيرين.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب،

رويترز، ا ش ا)

الهجومان الأكثر دموية خلال أزمة سوريا: طن متفجرات وفي ساعة الذروة الصباحية

انتحاريان يدميان دمشق: 55 قتيلاً و370 جريحاً

تعرّضت دمشق، ومن خلفها خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان، إلى أعنف هجوم دموي امس، يذكّر بهجمات تنظيم «القاعدة» في العراق، حيث فجر انتحاري سيارته، وبعد تجمع الناس وعناصر القوى الأمنية فجر آخر سيارة، ما مزق أجساد 55 شخصا، وأصاب 372.

ويأتي الهجوم الدموي الجديد، وهو الأعنف منذ انطلاق الاحتجاجات قبل 14 شهرا، بعد ساعات من انفجار عبوة لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين، بينهم رئيس البعثة الجنرال النروجي روبرت مود، عند مدخل مدينة درعا أسفر عن إصابة عشرة جنود نظاميين.

وقال شهود إن انتحارياً فجر سيارة قرب مركز المخابرات السورية – فرع فلسطين قرب مفرق القزاز في دمشق عند السابعة و56 دقيقة صباحا. وبعد تجمع الناس والقوى الأمنية، فجرّ آخر بفارق دقيقة سيارة أخرى ما أدى إلى مجزرة ذهب ضحيتها 55 قتيلا، وأصيب 372، غالبيتهم من المدنيين.

وقالت وزارة الداخلية السورية، في بيان، «في الساعة 7،56 دقيقة، وفي التوقيت الذي يتوجه فيه السوريون إلى أعمالهم والأطفال إلى مدارسهم وفي مدينة دمشق على طريق المتحلق (الدائري) الجنوبي موقع القزاز المكتظ بالسيارات وعابري الطريق، وبالقرب من مركز لقوات حفظ الأمن والنظام، وفي جريمة جديدة للمجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف خارجية تتاجر بالدماء السورية وقع انفجاران إرهابيان متتاليان بفارق زمني لا يتجاوز الدقيقة».

وأضافت ان «التفجيرين الإرهابيين حصلا بواسطة سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان محملتين بكميات كبيرة من المواد المتفجرة، والتي تقدر بأكثر من ألف كيلوغرام، ما أحدث حفرتين، الأولى بطول 5،5 أمتار وعرض 3 امتار ونصف المتر وعمق متر واحد، والثانية بقطر 8،5 أمتار وعمق 2،5 متر».

وتابعت وزارة الداخلية ان «الحصيلة الأولية لهذه الأعمال الإرهابية كانت حتى ساعة إعداد هذا البيان 55 شهيداً و372 جريحاً من المدنيين والعسكريين، و15 محفظة لأشلاء مجهولة، وتفحم 21 سيارة وتحطم 105 سيارات بالكامل وإصابة 78 سيارة بأضرار مختلفة، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة».

وأكد البيان ان «وزارة الداخلية ستلاحق هؤلاء المجرمين القتلة ومن يمدهم أو يؤويهم في أوكارهم، ولن تتهاون في ملاحقة فلول الإرهاب واستئصال من يعبثون بأمن المجتمع السوري لينالوا جزاءهم العادل». ودعت «المواطنين إلى ممارسة دورهم، بالتعاون مع الجهات المختصة، في الابلاغ عن أي حالة مشبوهة، والإدلاء بأي معلومات لديهم تتعلق بنشاط الإرهابيين وتحركاتهم حفاظا على أمن المواطنين واستقرار الوطن».

مود

وأثناء زيارة الى موقع الانفجارين، أطلق رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود نداء للمساعدة على وقف أعمال العنف. وقال «أدعو الجميع في سوريا وخارجها الى المساعدة على وقف أعمال العنف هذه». وأضاف «هذا مثال آخر على ما يعانيه الشعب السوري من أعمال العنف. لقد شاهدنا هذه الاعمال في دمشق وفي مدن وقرى اخرى في سوريا». وتابع «أود أن أعبر عن تعازي الخالصة الى أولئك الذين فقدوا أعزاء لهم في هذا الحادث المأساوي، والى كل الشعب السوري الذي يعيش حوادث مأساوية مماثلة يوميا منذ أشهر طوال».

وشهدت دمشق في الأشهر الأخيرة عدة انفجارات كان آخرها في 27 نيسان الماضي أودى بحياة 11 شخصا، فيما أسفر انفجار في كانون الاول عن مقتل 44 شخصا.

وبث التلفزيون السوري صوراً من موقع الانفجار تظهر الدمار والجثث والأشلاء، ويسمع فيها أشخاص يقولون «هذه هي الحرية التي يريدونها» في إشارة إلى المعارضين للنظام. وظهر في اللقطات رجل يشير إلى الحطام ويقول «هل هذه هي الحرية؟ هذا عمل السعوديين» مشيراً الى المملكة التي طالبت بتسليح المعارضين الذين يسعون لإسقاطه.

وألقت نادين حداد وهي مرشحة في الانتخابات البرلمانية باللائمة على رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي يقول أيضا إنه يجب تسليح المعارضين السوريين.

ووسط دمار هائل بعد الانفجارين اللذين هزا دمشق، يملأ المسعفون أكياسا من النايلون ببقايا جثث متناثرة فيما بدا الذهول على كثيرين لوقع ما شاهدوا من الجثث المتفحمة والمشوهة. وشاهد مصور وكالة «فرانس برس» الموجود في المكان «دماغا صغيرا يعود لطفل ربما غارقا في بقعة من الدم».

وعلى بعد أكثر من خمسين مترا، أصيبت واجهات كل المباني بشظايا الانفجار وبانت الحفر في الطرقات. وفي كل مكان ظهرت سيارات مدمرة وحافلات لم يبق منها سوى هياكلها في حين اقتلعت أشجار من على حافة الطريق التي انتشرت فيها الحفر.

ووسط هذه الساحة التي سادها الدمار والخراب، صرخ رجل «هل هذه هي الحرية التي تريدون؟ طلاب يتوجهون الى مدارسهم وموظفون الى أعمالهم يقتلون»، في إشارة الى حركة الاحتجاج. وقال آخر «انها هدايا (رجب طيب) اردوغان وحمد (بن خليفة آل ثاني)»، أي رئيس الوزراء التركي وأمير قطر. وأضاف «انهم يقتلون الاطفال والعجزة ورجال الدين».

إدانات سورية

وطالب مجلس الشعب السوري، في بيان، «البرلمانات في أنحاء العالم التحرك سريعا لوقف أعمال العنف والإرهاب الدموي المنظم». وأضاف «لكي لا يكتب التاريخ أن الحكومات العربية انتقلت من دول راعية لمكافحة الإرهاب إلى دول داعية إلى مؤتمرات دعم الإرهاب وتسليحه، فإن مجلس الشعب السوري يدعو جميع البرلمانات العربية والدولية إلى الضغط على الأنظمة التي تدعم المجموعات الإرهابية في سوريا وتمدها بالسلاح والمال وتكنولوجيا الإعلام وإيقاف هدر الدم السوري لكي تستطيع سوريا استعادة الأمن والأمان».

ودان التفجير كل من «المرصد السوري لضحايا العنف والإرهاب» و«الاتحاد العام للفلاحين» ومشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا والهيئة الشعبية لتحرير الجولان.

المعارضة

واتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري بتدبير انفجاري دمشق. وقال عضو المكتب سمير نشار ان النظام يقف وراء هذه التفجيرات «ليقول للمراقبين انهم في خطر وليقول للمجتمع الدولي ان العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سوريا».

ميدانيات

وقال المتحدث باسم «اتحاد تنسيقيات حلب» محمد الحلبي ان «انفجارا وقع قرب حي بستان القصر، في مدينة حلب». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، ان «معلوماته الاولية تشير الى انفجار عبوة وسقوط ثمانية جرحى على الاقل».

وقال المرصد «قتل خمسة من عناصر المخابرات في انفجار استهدف دوريتهم في حلب. وقتل عنصران من الامن اثر إطلاق النار على عناصر أمن من قبل مسلحين مجهولين. وقتل مدني في ريف ادلب و4 في حمص وواحد في درعا».

(«السفير»، سانا،

ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

غليون: النظام السوري يحاول نسف خطة انان عبر الارهاب

طوكيو- دمشق- (ا ف ب)- (د ب أ): اتهم رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الجمعة في طوكيو النظام السوري بمحاولة “نسف خطة انان” عبر الارهاب وذلك غداة اعتداءين اوقعا 55 قتيلا في دمشق.

وقال برهان غليون خلال مؤتمر صحافي إن “النظام يحاول الان نسف خطة انان مع وسيلة جديدة هي الارهاب” في اشارة إلى خطة الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان لوقف اعمال العنف في البلاد.

وانتقد نظام الرئيس بشار الاسد لاستخدامه “تكتيك الانفجارات في المدن بهدف ترهيب الشعب”.

وانفجرت سيارتان مفخختان الخميس في احد احياء دمشق ما اوقع 55 قتيلا و372 جريحا في الاعتداء الاكثر دموية الذي يقع في البلاد خلال حوالى 14 شهرا من انتفاضة شعبية.

وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم الذي عزز المخاوف من اندلاع حرب اهلية في البلاد حيث يجري انتهاك وقف اطلاق النار بانتظام منذ دخوله حيز التنفيذ في 12 نيسان/ ابريل.

وقال غليون إن “خطة انان في أزمة اليوم” مضيفا “اذا واصل النظام السوري تحديها واذا واصل اللجوء الى الارهاب والقنابل، فان الخطة ستنتهي”.

ودعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المجموعة الدولية إلى عدم تخفيف الضغط على دمشق. وقال “اذا أرادت المجموعة الدولية انقاذ خطة انان، فعليها ان تبدأ الان. هؤلاء الذين يحاولون نسف الخطة سيتعين محاسبتهم”.

ومن جهة أخرى، قصفت القوات السورية صباح الجمعة مدينة الرستن السورية في محافظة حمص وسط البلاد بوابل من النيران.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الجمعة “تتعرض مدينة الرستن منذ صباح اليوم (الجمعة) لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات النظامية السورية التي تتمركز على أطراف المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر”.

ويذكر أن هناك لجانا تابعة للأمم المتحدة تضم أكثر من 70 مراقبا دوليا تعلم على رصد أي أعمال عنف أو تجاوزات في سورية.

البيت الأبيض: قمع الأسد سبب تفجيرات دمشق ولا تمثل المعارضة في سورية

واشنطن- (د ب أ): قال جاي كارني الناطق باسم البيت الأبيض الخميس “ندين بقوة” الهجمات التي وقعت في العاصمة السورية دمشق صباح الخميس، مبينا أن وقوع تلك الهجمات “نتيجة لأعمال القتل العشوائي وإصابة المدنيين لا يمكن تبريرها”.

وضرب انفجاران العاصمة السورية دمشق صباح الخميس وأسفرا عن مقتل 55 شخصا على الأقل وإصابة المئات بجروح.

وقال كارني إن الهجمات “تذكرنا بالضرورة الملحة لتحقيق حل سياسي قبل فوات الاوان”.

وذكر “لا نعتقد أن هذا النوع من الهجمات التي وقعت في دمشق يمثل المعارضة”.

وأضاف “من الواضح أنه توجد عناصر متطرفة في سورية تحاول استغلال حالة الفوضى في البلاد، وأن قمع الأسد الوحشي على شعبه هو سبب الفوضى”.

ودعا كارني الأسد إلى الوفاء بالتزاماته تجاه وقف إطلاق النار والانصياع لخطة كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لسحب قواته. وقال “اننا متشككون إزاء استعداده” للقيام بذلك.

أمريكا: مازال الوقت مبكرا لاعلان فشل خطة عنان للسلام بسوريا

بوكا راتون- (رويترز): قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس إن من السابق لأوانه للغاية إعلان فشل جهود كوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا لانهاء 14 شهرا من العنف هناك.

وتحدثت رايس مع رويترز في فلوريدا بعد ساعات من تفجير سيارتين ملغومتين في دمشق الخميس مما أسفر وفقا لوسائل إعلام رسمية سورية عن مقتل 55 شخصا وإصابة 372 . والتفجيران هما أعنف هجوم تتعرض له العاصمة السورية منذ اندلاع انتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد العام الماضي.

وقالت رايس “لا أعتقد أن الوقت قد حان للقول إن بعثة (الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار) ومبادرة عنان فشلتا”.

وأضافت “على الرغم من تشككنا في استعداد الحكومة السورية ورغبتها في تنفيذ التزاماتها فإن ما يحاول عنان عمله منطقي إلى حد كبير ونحن ندعمه”.

وقالت رايس في وقت سابق من هذا الأسبوع لمجلس الأمن الدولي إن حكومة الاسد لم تلتزم بالكامل بأي من النقاط الستة الواردة في خطة عنان للسلام والتي تدعو إلى سحب الأسلحة الثقيلة والقوات من البلدات وإنهاء العنف من كل الأطراف وإجراء محادثات مع المعارضة حول “تحول سياسي”.

وذكرت رايس أن واشنطن ستزيد المساعدات “غير المميتة” للمعارضة السورية لمساعدتها على توحيد صفوفها ودعمها.

وتدعو خطة عنان أيضا إلى نشر ما يصل إلى 300 مراقب أعزل لمتابعة الهدنة التي بدأت يوم 12 ابريل نيسان في سوريا.

وقالت رايس إن مبادرة عنان – إذا نفذت بشكل كامل – قد تنهي العنف وتسفر عن انتقال إلى حكومة بدون الأسد. وأضافت “ربما تكون هي الفرصة الأخيرة لمحاولة حل الأزمة عبر الطرق السلمية.”

وقالت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنها تقدم مساعدات لوجيستية وأخرى في الاتصالات للمعارضة السورية لكنها أحجمت عن تزويدها بالسلاح.

وفيما يتعلق بتسليح المعارضين قالت رايس “نعتقد أنها ليست خطوة حكيمة في هذا الوقت.. ندعم المعارضة بمعنى تقديم الدعم السياسي والدعم المادي لكنه دعم مادي غير مميت- معدات الاتصال والامدادات الطبية وما شابه ذلك”.

وأضافت رايس أن تفجيري الخميس “مثال كبير على أن الوضع أصبح عسكريا بالفعل وعنيفا بما يكفي ولا نعتقد أنه أمر حكيم أن نساهم في هذا بضخ المزيد من الأسلحة أو المعدات فيه”.

وأشارت رايس إلى أن واشنطن لا تعرف المسؤول عن تفجيري أمس لكنها أكدت أن الحكومة السورية مسؤولة في نهاية المطاف عن تصاعد العنف خلال العام الماضي.

وقالت رايس “رأينا بعض الأدلة على تصاعد نشاط المتعصبين وربما يكون ما حدث اليوم أحد مظاهر هذا”.

وردا على سؤال حول ما قد تفعله الولايات المتحدة لتعزيز السلام في سوريا قالت رايس إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعمل مع حلفاء لها لتشديد العقوبات خارج الأمم المتحدة وزيادة الضغط على الأسد.

وأوضحت روسيا والصين أنهما قد تستخدمان حق النقض (الفيتو) ضد أي محاولة لفرض عقوبات من الأمم المتحدة على دمشق.

حصدت 55 قتيلا واصابت المئات وسط العاصمة السورية

واشنطن تبرئ المعارضة ولا تدين النظام بتفجيرات دمشق وتتهم عناصر متطرفة وتطالب بحل سياسي قبل فوات الاوان

دمشق ـ عواصم ـ وكالات: قتل خمسة وخمسون شخصا على الاقل في انفجارين انتحاريين هزا دمشق صباح الخميس في احد اعنف الهجمات التي تشهدها سورية منذ اندلاع الاحتجاجات قبل اكثر من عام، مما اثار ردود فعل غاضبة وندد البيت الابيض بالتفجيرين وقال انهما لا يعبران عن المعارضين للرئيس السوري بشار الاسد مشيرا إلى أنهما يظهران الحاجة لإنهاء الاضطرابات في البلاد.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ‘مثل هذه الهجمات التي تسفر عن قتل وإصابة المدنيين بدون تمييز تستحق التنديد ولا يمكن تبريرها’ مضيفا ‘انها تذكرنا ايضا بالحاجة العاجلة للتوصل إلى حل سياسي قبل فوات الأوان’.

وأضاف كارني على متن طائرة الرئاسة الامريكية ‘لا نعتقد أن (هذا) النوع من الهجمات التي شاهدتموها في دمشق تعبر عن المعارضة. يوجد بوضوح عناصر متطرفة في سوريا كما نقول دوما تحاول استغلال الفوضى في البلاد.. الفوضى التي تسبب فيها هجوم الأسد الوحشي على شعبه’.

ومن جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف إلى وقف العنف والابتعاد عن ‘التفجيرات العشوائية وغيرها من الهجمات الإرهابية’، كما دفع رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود الى دعوة ‘الجميع في سورية وخارجها’ للمساعدة على وقف اعمال العنف. وقال زعماء في المعارضة السورية إن خطة عنان للسلام ماتت بينما أصرت قوى غربية على أنها مازالت أفضل طريقة للمضي قدما.

وقتل اكثر من 55 شخصا وجرح 372 آخرون في الانفجارين ‘الارهابيين الانتحاريين’ بحسب التلفزيون السوري الذي اشار الى ان كمية المتفجرات المستخدمة تفوق الف كيلوغرام. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان من جهة اخرى ان عدد قتلى الانفجارين وصل الى 59، مشيرا الى ان معظم المصابين هم من عناصر الامن.

ووسط دمار هائل بعد الانفجارين، يملأ المسعفون اكياسا من النايلون ببقايا جثث متناثرة فيما بدا الذهول على كثيرين لوقع ما شاهدوا من الجثث المتفحمة والمشوهة.

وبحسب المرصد السوري وقع الانفجاران بشكل شبه متزامن قرابة الساعة الثامنة صباحا بتوقيت دمشق (5.00 تغ) على المتحلق الجنوبي في دمشق اثناء ‘توجه الموظفين الى اعمالهم والطلاب الى مدارسهم’، بحسب التلفزيون السوري.

وافاد مصور لوكالة فرانس برس ان اشلاء بشرية كانت متناثرة في الموقع، وان عددا من المباني والسيارات في المكان تضررت جراء الانفجار الذي ترك حفرة بعمق ثلاثة امتار.

وقال رجل ‘مسكينة سورية، مساكين نحن’، فيما صرخ اخر ‘ابن عمي … اريد ان اعرف ما حصل لابن عمي’. وشاهد مصور وكالة فرانس برس الموجود في المكان ‘دماغا صغيرا يعود لطفل ربما غارقا في بقعة من الدم’.

وبث التلفزيون السوري صورا من موقع الانفجار تظهر الدمار والجثث والاشلاء، ويسمع فيها اشخاص يقولون ‘هذه هي الحرية التي يريدونها’ في اشارة الى المعارضين للنظام.

وقالت وزارة الخارجية السورية إن التفجير المزدوج الذي وقع في العاصمة دمشق الخميس يدل على أن سورية تواجه إرهابا مدعوما من الخارج. ودعت مجلس الأمن الدولي إلى التصدي للدول والجماعات الداعمة للعنف.

وأحدث أحد التفجيرين حفرة عمقها ثلاثة امتار على الطريق الدائري الجنوبي بالمدينة وتناثرت على الطريق جثث القتلى واشلاؤهم.

وأظهر التلفزيون الرسمي شاحنة واحدة على الاقل مقلوبة. وانهارت جدران مبان على جانبي طريق واسع بالمنطقة.

وقال ساكن لرويترز إن التفجيرين سببا أضرارا محدودة في مجمع المخابرات العسكرية فرع فلسطين. وفرع فلسطين هو أكثر أجهزة الشرطة السرية المرهوبة الجانب في سورية والتي يصل عددها إلى أكثر من 20 جهازا.

ووسط هذه الساحة التي سادها الدمار والخراب، صرخ رجل ‘هل هذه هي الحرية التي تريدون؟ طلاب يتوجهون الى مدارسهم وموظفون الى اعمالهم يقتلون’، في اشارة الى حركة الاحتجاج الشعبية.

وقال اخر التقط مصور فرانس برس صورة له ‘انها هدايا (رجب طيب) اردوغان وحمد (بن خليفة ال ثاني)’، اي رئيس الوزراء التركي وامير قطر. واضاف ‘انهم يقتلون الاطفال والعجزة ورجال الدين’. وقال شاهد اخر هذا عمل السعوديين، مشيرا الى المملكة التي طالبت بتسليح معارضي الاسد الذين يسعون لاسقاطه.

ودعت قطر الى تسليح المعارضين واصبحت تركيا حليفة دمشق السابقة، في طليعة منتقدي النظام.

واعتبر محلل في حديثه مع التلفزيون السوري الحكومي ان هذه المشاهد المروعة ‘تذكر بالانفجارات التي كانت تقع في العراق بعد الغزو الامريكي’ لهذا البلد في العام 2003.

ودان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي عنان التفجيرين، مؤكدا ان ‘هذه الاعمال المشينة غير مقبولة ويجب ان يتوقف العنف في سورية’.

كما دان المتحدث باسم الدبلوماسية الاوروبية مايكل مان التفجيرين، مضيفا ان ‘التصعيد في التفجيرات والانتهاكات المتواصلة لوقف اطلاق النار تجعل من مهمة عنان اكثر صعوبة وانما ايضا اكثر اهمية’.

ومن جهته قال نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية ان التفجيرين اللذين شهدتهما سورية الخميس يهدفان الى تقويض عمل البعثة التابعة للامم المتحدة التي تراقب الهدنة التي توسط فيها عنان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان النظام السوري ‘من خلال اختياره القمع الاعمى والوحشي، غرق في دائرة عنف لا مخرج منها’، مشددا على ان خطة عنان تمثل الفرصة الاخيرة للخروج من الازمة.

وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف للصحافيين بعد محادثات في بكين مع نظيره الصيني يانغ جيشي ‘نطلب من جميع الاطراف وقف العنف والتعاون مع عنان’، مشيرا في الوقت نفسه الى ان موقف بلاده من الوضع في سورية لن يتغير.

واتهم المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر في دمشق وريفها النظام بتدبير انفجاري دمشق ‘لاثبات رواية النظام بوجود ارهابيين’ في سورية.

التهديدات الامريكية للاسد.. مجرد كلام

صحف عبرية

الحرب التي يخوضها الدكتاتور السوري بشار الاسد ضد مواطنيه هي أحد أفعال القمع السياسي المضرجة بالدماء في الشرق الاوسط منذ أن شن والده، حافظ الاسد، هجوما شديدا على النشطاء ضد النظام قبل ثلاثة عقود. نحو عشرة الاف شخص قتلوا في الانتفاضة الحالية في سوريا، وفي كل يوم يقتل ويعذب المزيد من المواطنين، بينهم الكثير من الاطفال. بعض من الناقدين يقولون ان الولايات المتحدة أخجلت نفسها في أنها لم تتدخل بكثافة في صالح معارضي النظام في سوريا.

هم مخطئون. ادارة اوباما لم تساعد في تسليح الثوار، وهي أيضا لم توفر ملاجىء لمعارضي النظام المطاردين. ولكنها فعلت شيئا أهم بكثير: زودت المعارضة السورية بالكلمات الاكثر حدة لوصف الفظائع. الغارات اللفظية غير المسبوقة ضد نظام الاسد تضمنت عدة أوصاف في غاية القوة لم يسبق أن وجهت الى عدو للولايات المتحدة. هذه الحملة ساعدت السوريين على الفهم بانه في اللغة الانكليزية توجد الكثير من الكلمات المرادفة لكلمة ‘الصدمة’.

عندما بدأت الازمة في السنة الماضية، كان واضحا أن ادارة اوباما تأمل بان تقنع اللغة المعتدلة الاسد بالكف عن قتل السوريين. وقد استخدمت الصياغات الدبلوماسية الدارجة في الاعراب عن التحفظ ودعت سوريا ‘الى التصرف بضبط للنفس’، و ‘احترام حقوق مواطنيها’. وعندما بدأ يكون واضحا بان الانتقاد المعتدل لن يقنع الاسد، بدأت الادارة بقصف دمشق بشكل مكثف بالجمل، بل واحيانا بفقرات كاملة. في نيسان 2011، بعد وقت قصير من قتل قوات الامن 80 متظاهرا غير مسلح، اتهم الرئيس اوباما الحكم السوري باستخدام تكتيكات ‘وحشية’ ضد المواطنين. ولسبب ما، فان هذه الكلمات العدوانية لم تقنع الاسد بتغيير مساره. وسرعان ما اضطر الناطق بلسان الرئيس جي كارني الى أن يذكر الاسد والعالم ما هي القدرة الهجومية اللفظية للرئيس: ‘أنا واثق انكم سمعتم التصريح الحازم جدا للرئيس، حين شجب بالكلمات الاكثر حدة استخدام القوة من جانب حكومة سوريا تجاه المتظاهرين وقال ان هذا استخدام مخيف للقوة لقمع الاحتجاج’، قال كارني.

يبدو أن البيت الابيض متفاجىء في ضوء حقيقة أن الاسد مع ذلك اختار الا يهرب من دمشق. وعندها صعدت الادارة الهجوم. في الاشهر التي مرت منذئذ قال كارني ان الحرب التي أعلنت على الشعب السوري هي ‘شريرة’ و ‘لا تغتفر’. سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، أصبحت المرأة الأساس في انتشار كل قوة الترسانة اللفظية لامريكا. فقد اتهمت رايس الاسد بارتكاب ‘فظائع موثقة جيدا’ واشارت الى ان ‘صبر’ الاسرة الدولية ‘نفد’. كما قالت انها تتوقع من الحكومة السورية أن توافق على وقف النار بوساطة الامم المتحدة ‘دون شروط مسبقة ودون ابطاء’ (معروف أن كلمة ‘ابطاء’ تخيف الدكتاتوريين). من الصعب التصور بان حكم الاسد يمكنه أن يصمد في وجه مثل هذا النوع من الهجوم لزمن طويل آخر.

المتفائل الذي داخلي يؤمن بان البيت الابيض لن يحتاج الى تعزيزات لفترة زمنية طويلة. لماذا؟ لانه بعد بضعة اشهر من قولهم ان صبر الاسرة الدولية ‘نفد’، كتبت رايس في تويترها ان صبرنا ‘وهن’. الان، بعد أن نفد صبرنا و وهن أيضا، حتى الاسد يفهم ان بالتأكيد زمنه كاد ينتهي. أقدر أنه في غضون ثلاثة أربعة اسابيع، سنكتشف بان صبر الولايات المتحدة ‘نفد تماما’. وعندها فان على الاسد حقا أن يكون حذرا.

جيفري غولدبرغ

معاريف 10/5/2012

دمشق تفيق على تفجير مدمر.. والنظام يتهم تركيا وليبيا بالإرهاب

بيروت: ليال أبو رحال وبولا أسطيح واشنطن: هبة القدسي ـ لندن: «الشرق الأوسط»

استفاقت العاصمة السورية، دمشق، أمس، على تفجير مدمر يعد الأكبر والأفظع من حيث حجم الدمار الذي خلفه في المنطقة، ومن حيث عدد القتلى والجرحى, والذي عقبه تفجير آخر بعد دقيقة واحدة. وبحسب المعلومات الرسمية، سقط أكثر من 55 قتيلا من المدنيين ونحو 375 جريحا. ووقع التفجيران قرب مفرق القزاز على المتحلق الجنوبي بدمشق وهي منطقة تكتظ عادة بالسكان وبالسيارات، لا سيما في ساعات الصباح الأولى.

من جانبها، طالبت الحكومة السورية مجلس الأمن الدولي أمس بـ«تحمل مسؤولياته في محاربة الإرهاب الذي تتعرض له» و«التصدي للدول التي تشجعه وتحرض عليه». واتهمت الخارجية السورية في رسالة وجهتها إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاسم, كلا من ليبيا وتركيا ودولا أخرى بالارهاب.

من ناحيته، نفى «الجيش السوري الحر» أي علاقة له بالتفجيرين. وقال نائب قائد «الجيش الحر» العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أمس «ننفي أي مسؤولية لنا، بل وندين مثل هذه الأفعال، التي لا يرتكبها إلا النظام السوري المستمر في قتل المدنيين منذ بدء الثورة السورية».

كذلك، حمّل عضو «المجلس الوطني» جبر الشوفي النظام السوري المسؤولية عن هذين التفجيرين. وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المسؤولية القانونية والأخلاقية تقع على عاتق النظام».

من جهته أدان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ التفجيرين الذين وقعا في جنوب دمشق، وقال «تقع على عاتق السلطات السورية مسؤولية تنفيذ وقف إطلاق النار بالكامل».

وميدانيا تابعت قوات الأمن السورية قصفها لريف دمشق، وأفاد ناشطون بسماع دوي انفجارات متتالية. كما تواصل قصف إدلب وشهدت حمص حملة مداهمات واعتقالات. وفي غضون ذلك تتحدث قوى المعارضة السورية عن نقل النظام السوري معظم المعتقلين السياسيين لديه، وإخفائهم في سجون بمقرات عسكرية يمنع على المراقبين الدوليين الموجودين حاليا في سوريا زيارتها.

أنان يحذر من النتائج العكسية للهجمات على مصالح جميع الأطراف

إدانات دولية لتفجيرات دمشق.. وروسيا والصين ترفضان أي تدخل عسكري

واشنطن: هبة القدسي

أدانت الولايات المتحدة الهجوم الانتحاري في العاصمة السورية دمشق، والذي أسفر عن مقتل 55 شخصا. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن «واشنطن تدين بأشد العبارات الممكنة هجمات دمشق». وأكدت أن جميع أعمال العنف التي تؤدي إلى القتل العشوائي وإصابة المدنيين هي أمر يثير الاستهجان ولا يمكن تبريره. وأضافت نولاند «من أجل منع تصاعد العنف، فإننا ما زلنا ندعو النظام السوري إلى التنفيذ الفوري والكامل لخطة كوفي أنان».

وأدان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ التفجيرات التي وقعت في جنوب دمشق، وقال «أدين التفجيرات التي وقعت في دمشق ونجم عنها مقتل ما يفوق 40 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين، أغلبهم من المدنيين. نرى مجددا أن الشعب السوري هو من يعاني نتيجة القمع والعنف، والذي يجب أن يتوقف. وكما قال كوفي أنان لمجلس الأمن في وقت سابق من الأسبوع الحالي، تقع على عاتق السلطات السورية مسؤولية تنفيذ وقف إطلاق النار بالكامل وبدء الحوار السياسي وفق خطة أنان». وأضاف أن «المملكة المتحدة تدعم عمل الأمم المتحدة والمبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وجهودهم الرامية لإنهاء العنف وتسوية الأزمة في سوريا. وبالتالي من الضروري جدا نشر بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة بالكامل، وأن يتمكن المراقبون من الانتشار بأكبر عدد ممكن من المناطق، وبأسرع وقت ممكن».

وقد أدان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الانفجارين في دمشق اللذين وقعا صباح الخميس، واعتبرهما هجمات «غير مقبولة»، وطالب بوقف كل أشكال العنف في سوريا فورا، محذرا من النتائج العكسية لهذه الهجمات على مصالح جميع الأطراف.

وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، في بيان صحافي، إن «المبعوث الأممي يدين بأقصى العبارات الهجمات التي وقعت في وقت سابق صباح الخميس في دمشق، ويشعر بالحزن بسبب الخسائر في الأرواح الناجمة عن الانفجارين، ويقدم تعازيه لأسر الضحايا»، مؤكدا أن «هذه الأفعال البغيضة غير مقبولة، وأن العنف في سوريا يجب أن يتوقف».

وكرر أنان نداءاته إلى جميع الأطراف في سوريا إلى الالتزام بوقف العنف، وقال «إنني أدعو جميع الأطراف لتجنب المزيد من إراقة الدماء وحماية المدنيين، وقد عانى الشعب السوري بالفعل أكثر من اللازم». وحذر من تصعيد التوتر قائلا «أي أعمال لتصعيد التوتر، وزيادة مستويات العنف، ستكون لها نتائج عكسية على مصالح جميع الأطراف».

ومن جانبها طالبت الحكومة السورية مجلس الأمن الدولي أمس بـ«تحمل مسؤولياته في محاربة الإرهاب الذي تتعرض له» و«التصدي للدول التي تشجعه وتحرض عليه».

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن وزارة الخارجية أكدت في رسالة إلى مجلس الأمن أن هذين «التفجيرين الإرهابيين المدمرين» هما دليل على أن «سوريا تتعرض لهجمة إرهابية تقودها تنظيمات تتلقى دعما ماليا وتسليحا من جهات أعلنت تأييدها لهذه الجرائم الإرهابية والتشجيع على ارتكابها».

وأضافت الخارجية السورية في الرسالة التي أرسلتها إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الحكومة السورية «تأمل من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته في محاربة الإرهاب الذي تتعرض له والتصدي لتلك الدول التي تشجع وتحرض على الإرهاب». واتهمت دمشق في رسالتها تركيا وليبيا بالاسم بدعم «المجموعات الإرهابية»، كما اتهمت دولا أخرى لم تسمِّها.

وقالت: «لقد برهنت سفينة (لطف الله 2) التي أوقفها الجيش اللبناني على قيام ليبيا وتركيا بالتعاون مع دول أخرى بإرسال أسلحة فتاكة إلى المجموعات الإرهابية لممارسة القتل والدمار». وطالبت دمشق في رسالتها مجلس الأمن «باتخاذ إجراءات ضد الدول والأطراف وأجهزة الإعلام التي تمارس الإرهاب وتشجع على ارتكابه»، مؤكدة «تعاونها التام مع بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا لكشف الأطراف التي تمارس الإرهاب والعنف وتسعى بكل السبل لإفشال خطة المبعوث الدولي أنان».

من جانبه، أطلق رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود نداء للمساعدة على وقف أعمال العنف في سوريا. وقال مود في تصريحات للصحافيين أثناء وجوده في موقع التفجيرين «أدعو الجميع في سوريا وخارجها إلى المساعدة على وقف أعمال العنف هذه». وأضاف «هذا مثال آخر على ما يعانيه الشعب السوري من أعمال العنف، وقد شاهدنا هذه الأعمال في دمشق وفي مدن وقرى أخرى في سوريا». وعبر الجنرال مود عن تعازيه لمن فقدوا أعزاء لهم في هذا الحادث المأساوي، وإلى كل الشعب السوري الذي يعيش حوادث مأساوية مماثلة بشكل يومي منذ عدة أشهر.

ومن دون أن يوجه اتهامات أي جهة محددة، قال الجنرال مود «أتوجه لكل من يدعم ويقف وراء تلك التفجيرات سواء داخل سوريا أو خارجها بالقول إن عليهم أن يدركوا أن هذه التفجيرات تسبب المزيد من المعاناة للسوريين، وعليهم أن يتوقفوا عن ذلك، وإعطاء فرصة للسوريين للتقدم باتجاه سلمي من دون مقتل الأبرياء».

ورفض مود التعليق على تأثير تلك الهجمات على عمل المراقبين، وقال «بعثتي كما ترون هي على الأرض في سوريا، ومع الشعب السوري، ولا أعتبر ما حدث رسالة لبعثتي والمجتمع الدولي على الأرض في سوريا».

بدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي من التصاعد المزعج للهجمات في سوريا، واستمرار مقتل السوريين كل يوم. وأشار مون أمام الجمعية العام للأمم المتحدة مساء الأربعاء إلى تضاؤل فرص تفادي اندلاع حرب أهلية في سوريا إذا لم يتم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي ساندته منظمة الأمم المتحدة الشهر الماضي. وتوالت الإدانات من الاتحاد الأوروبي، حيث قال مايكل مان، المتحدث باسم كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي «إننا ندين بشدة الهجمات بالقنابل في دمشق صباح اليوم (أمس)، والتي يبدو أنها استهدفت إحداث أكبر قدر من الخسائر والأضرار، ونعتبر الهجمات عملا إرهابيا».

على الجانب الآخر، دعت كل من الصين وروسيا جميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف بعد التفجيرين في دمشق. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين بعد محادثات في بكين صباح الخميس مع نظيره الصيني يانغ جيشي «نطلب من جميع الأطراف وقف العنف والتعاون مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان». واتهم لافروف شركاء – لم يسمهم – بالضلوع في زعزعة الأوضاع في سوريا، وقال «يتخذ بعض شركائنا خطوات عملية تهدف إلى تفجير الوضع في سوريا بالمعنى الحرفي والمجازي للكلمة، وأقصد هنا التفجيرين في دمشق». وأضاف «للأسف الدول التي لها تأثير كبير على المعارضة السورية تحرض الجماعات المسلحة كي لا توافق على حلول وسط واتفاقيات وتطلب منهم عدم المساومة ومواصلة إحداث المشاكل، وتدفع المتمردين للاعتقاد أن العنف سيؤدي في نهاية المطاف إلى حتمية التدخل الخارجي».

وأكد لافروف أن روسيا لن تغير موقفها من الوضع في سوريا، مشيرا إلى أنه يكمن في ضرورة وقف العنف بجميع أشكاله، ومهما كان مصدره، إضافة إلى تنفيذ خطة كوفي أنان. وشدد الوزير الروسي إلى أن موسكو ترفض بشكل قاطع أي تدخل عسكري في سوريا، مؤكدا أن مجلس الأمن الدولي لن يعطي تفويضا لعملية من هذا القبيل.

ودعا هونغ لي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إلى إنهاء العنف. وأدان التفجيرات التي وقعت في كل من درعا ودمشق، وشدد على معارضة بكين لأي تدخل عسكري في سوريا، داعيا جميع أطراف النزاع إلى تأييد وتنفيذ خطة كوفي أنان واستكمال نشر المراقبين الدوليين.

وهاجمت صحيفة «واشنطن بوست» إدارة الرئيس أوباما، واتهمتها بالتخاذل عن الاعتراف بفشل خطة أنان رغم اقتناع الإدارة بأن الرئيس السوري بشار الأسد ليست لديه نية لإنهاء العنف أو الاستجابة لخطة أنان.

تفجيران عنيفان في دمشق يؤججان الغضب ضد النظام

عمليات دهم واعتقالات وقصف في ريف دمشق وإدلب وحمص

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

كان في طريقه إلى عمله في حي الروضة، وسط العاصمة دمشق، عندما هز صوت انفجار هائل أرجاء المدينة، عند الساعة الثامنة من صباح أمس, ويقول رضا: «كان صوتا يشبه صوت الرعد» كل من في الشارع راح يصرخ «يا لطيف.. الطف يا رب»، وتبين لاحقا أن صوت الانفجار كان يبعد عن وسط العاصمة أكثر من عشرة كيلومتر، في منطقة القزاز التي سبق وشهدت تفجيرا مماثلا ولكن أقل شدة عام 2008، وقالت السلطات حينها إن مجموعة إرهابية متطرفة (فتح الإسلام) استهدفت أحد أكبر المقرات الأمنية في العاصمة بسيارة مفخخة، وأسفر عن مقتل 17 شخصا وجرح 14 آخرين. لكن يوم أمس كان التفجير مختلفا ويأتي ضمن سلسلة تفجيرات شهدتها العاصمة دمشق ومدينة حلب، وتفجير أمس يعد الأكبر والأفظع من حيث حجم الدمار الذي خلفه في المنطقة ومن حيث عدد القتلى والجرحى، وبحسب المعلومات الرسمية سقط أكثر من 55 قتيلا من المدنيين ونحو 375 جريحا، وهناك خمس عشرة محفظة أشلاء، بينما تفحمت 105 سيارات، كما تضررت واجهات الأبنية المطلة على موقع التفجير. وكذلك واجهة المقر الأمني (فرع فلسطين). ومنطقة القزاز تعد من الأحياء الجنوبية في العاصمة دمشق، ووقع انفجار أول عند الساعة الثامنة وبعد دقيقة تلاه انفجار آخر، وذلك قرب مفرق القزاز على المتحلق الجنوبي بدمشق وهي منطقة تكتظ عادة بالسكان، وبالسيارات لا سيما في ساعات الصباح الأولى، حين يتجه الموظفون والعاملون إلى أعمالهم والطلاب إلى المدارس والجامعات، وفي تلك المنطقة التي تربط العاصمة مع ريفها الجنوبي حيث يوجد جامعات وتجمعات مدارس، ووقع الانفجار قريبا من مقر أمني فيه (فرع الدوريات وفرع فلسطين) ويفصل بناء المقر عن الشارع حيث البوابة الرئيسية ستة جدران إسمنتية و3 أبواب داخلية أما عند الباب الخارجي تم بناء جدارين جديدين ووضعت حواجز إسمنتية أرضية قبل 4 أشهر. بحسب ما قاله سكان هناك. والتفجيران حصلا في المنطقة المواجهة على مسافة 50 مترا الطريق عن البوابة الخارجية، وقال سكان إنه عادة وبسبب ازدحام السيارات يتم فتح طريق التحويل من طريق المطار القديم إلى المتحلق، لكن يوم أمس كان مغلقا. وكالة الأنباء السورية (سانا) وصفت التفجيرين بـ«إرهابيين» وقعا قرب مفرق القزاز على المتحلق الجنوبي بدمشق في منطقة تكتظ بالسكان والمارة، وأسفرا عن سقوط 55 شهيدا و372 جريحا من المدنيين والعسكريين. ولفتت «سانا» إلى «تزامن وقوع التفجيرين مع توجه الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم في وقت تشهد فيه المنطقة حركة مرورية كثيفة».

وقالت إن «شدة الانفجار وقوته حولت السيارات المارة في المكان إلى هياكل» وإن الانفجارين أحدثا حفرة كبيرة في الأرض. من جانبها قالت وزارة الداخلية السورية في بيان لها إنه «في الساعة 7.56 دقيقة من صبيحة هذا اليوم الخميس 10 – 5 – 2012 في التوقيت الذي يتوجه فيه السوريون إلى أعمالهم والأطفال إلى مدارسهم وفي مدينة دمشق على طريق المتحلق الجنوبي موقع القزاز المكتظ بالسيارات وعابري الطريق وبالقرب من مركز لقوات حفظ الأمن والنظام وقع انفجاران إرهابيان متتاليان بفارق زمني لا يتجاوز الدقيقة» واتهمت وزارة الداخلية «مجموعات الإرهابية مسلحة مدعومة من أطراف خارجية تتاجر بالدماء السورية» بارتكاب التفجيرين.

وقالت الوزارة إن التفجيرين الإرهابيين «تما بواسطة سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان محملتين بكميات كبيرة من المواد المتفجرة، التي تقدر بأكثر من ألف كيلوغرام، مما أحدث حفرتين الأولى بطول 5.5 متر وعرض 3.3 متر وعمق متر، والثانية بقطر 8.5 متر وعمق 2.5 متر».

وقالت الوزارة إن الحصيلة الأولية: «سقوط 55 شهيدا و372 جريحا من المدنيين والعسكريين و15 محفظة لأشلاء مجهولة وتفحم 21 سيارة وتحطم 105 سيارات بالكامل وإصابة 78 سيارة بأضرار مختلفة إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة». كما بينت الوزارة أنها باشرت «التحقيقات لكشف هوية مرتكبي هذا العمل الجبان»، وتوعدت ما وصفتهم بـ«المجرمين والقتلة» بأنها ستلاحقهم هم ومن «يمدهم أو يؤويهم في أوكارهم» وأنها «لن تتهاون في ملاحقة فلول الإرهاب» ودعت المواطنين «للتعاون مع الجهات المختصة في الإبلاغ عن أي حالة مشبوهة والإدلاء بأي معلومات لديهم تتعلق بنشاط الإرهابيين وتحركاتهم».

من ناحيته، نفى «الجيش السوري الحر» أي علاقة له بالتفجيرين. وقال نائب قائد «الجيش الحر» العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أمس: «نحن ننفي أي مسؤولية لنا، بل وندين مثل هذه الأفعال، التي لا يرتكبها إلا النظام السوري المستمر في قتل المدنيين منذ بدء الثورة السورية»، معتبرا أن «النظام هو المستفيد الأول من هذه التفجيرات، باعتبار أنه يريد أن يظهر أمام الرأي العام بأن (الجيش الحر) هو من يقتل المدنيين أمام أعين المراقبين».

ولاحظ الكردي «أوجه شبه كبرى بين تفجيري دمشق أمس وجريمة اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني الأسبق) رفيق الحريري، لناحية أن الاثنين يتطلبان إمكانيات ليست بمقدور أفراد أو مجموعات، بل هي إمكانات دولة وأجهزة استخباراتية»، مشددا على أن «حجم الجريمتين يشير إلى تورط جهة واحدة هي أجهزة استخبارات النظام السوري».

وذكر الكردي بـ«أننا في الجيش الحر سبق وأعلنا منذ بدء عملنا عن قدراتنا العسكرية المتمثلة بالأسلحة الخفيفة، وبالتالي فنحن لا نملك إمكانية لتنفيذ مثل هذه الانفجارات، كما أن سياستنا هي الدفاع عن المدنيين وليس قتلهم».

كذلك، حمّل عضو «المجلس الوطني» جبر الشوفي النظام السوري المسؤولية عن هذه التفجيرات. وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المسؤولية القانونية والأخلاقية تقع على عاتق النظام»، موضحا أنه «حتى لو افترضنا أن أجهزته الأمنية ليست من نفذت الانفجارين إلا أنه يبقى المسؤول عن أمن المدنيين».

واتهم الشوفي «النظام السوري، الذي اعتاد القيام بأعمال مماثلة كلما ضاق الخناق عليه من المجتمع الدولي منذ ما قبل الثورة السورية، بالوقوف وراء عملية التفجير مع دخول مبادرة أنان في مأزق وامتعاض المجتمع الدولي من إفشال النظام تطبيقها». وشدد في الوقت عينه على أن «النظام لن يستفيد هذه المرة من التضليل الإعلامي في توظيف هذه الأحداث، لأن ورقته لم تعد رابحة».

وأكد الشوفي أن «النظام السوري هو من يقتل شعبه ويوجه أسلحته نحو منازل المدنيين»، موضحا أن «الثورة والثوار بريئون من كل هذا الدم، وهم يطالبون بالحرية والكرامة، ولا يمكن لهم أن يضحوا بأهلهم بهذه الطريقة، خصوصا أن التفجيرات تحصل دوما في المناطق المكتظة».

وأعرب عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني»، سمير نشار، عن اعتقاده بأن «النظام يقف وراء هذه التفجيرات ليقول للمراقبين إنهم في خطر، وليقول للمجتمع الدولي إن العصابات المسلحة و(القاعدة) تتجذر في سوريا». وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إذا كانت (القاعدة) وعصابات إرهابية تقوم بالتفجيرات، لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها»، متوقعا أن «تستمر التفجيرات لا سيما في أيام الجمعة أو قبل أيام الجمعة للحد من المظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها».

ومن جهته اتهم مجلس قيادة الثورة في دمشق قوات الأمن السورية بإطلاق النار على الشاب فراس كيال (24 عاما)، بعد صعوده إلى سطح منزله لتفقد مكان الانفجار، ورجح أن يكون استهدافه بسبب «رؤيته ما لم تود قوات الأمن أن يخبر عنه»، موضحا أنه من المعروف أنه في مواقف مماثلة، تمنع قوات الأمن أيا كان من التقاط الصور أو الاقتراب من مكان التفجير لئلا يصبح شاهد عيان».

وقال، في ملاحظات أوردتها على هامش انفجاري دمشق، إن عملية التفجير شبيهة بعملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في بيروت، مشيرا إلى أن «خطوط الهاتف الجوال توقفت عن الخدمة لحظة وقوع الانفجار في الأمكنة المحيطة به». وذكر أن بعض الجثث التي وجدت في مكان الانفجار لم تبد عليها الدماء، من دون أن تستبعد أن يكون النظام السوري قد أقدم على نقل جثث قديمة إلى مكان الانفجار، مؤكدا أن عددا من الأشخاص الذين قيل عنهم إنهم أصيبوا بجروح وصلوا إلى المستشفيات ولا آثار على أجسادهم لإصابتهم أثناء الانفجارين.

ونهار دمشق الذي بدأ بالصدمة انتهى بمظاهرات حاشدة غاضبة في أحياء الشاغور وكفرسوسة والمزة لدى تشييع عدد من قتلى التفجيرات، وهتفت الجموع: «هي الليلة ليلة عيده.. بشار الأسد ما نريده» و«نصر لله يلعن روحك» في استنكار لمساندة حزب الله لنظام الرئيس بشار الأسد. وقالت مصادر في كفرسوسة إن الآلاف شاركوا في تشييع انطلق في ساحة كفرسوسة. لتشييع ثلاثة شبان قضوا في التفجير وهم أسامة نذير الزين ونذير عبد الكريم الزين وسارية الجعفري. وعلى وقع أصوات زغاريد النساء هتف المشيعون «عا الجنة رايحين.. شهداء بالملايين».

وفي حي الشاغور، خيم إضراب عام على شارع البدوي وجادة الإصلاح قبل وصول جثمان الشاب فراس الكيال، الذي تحول تشييعه إلى مظاهرة حاشدة انطلقت من دوار سوق الخضار وجابت شوارع الحي وسط حالة من الحزن الشديد والغضب. وفي حي المزة، جاء نبأ التفجير ليزيد الاحتقان والتوتر في الحي، بعد احتجاز قوات الأمن جثة الشاب معاذ عباس، الذي قتل أثناء مداهمة للحي منذ عدة أيام، واشتراط تسليمه لذويه بأن يتم الجفن بسرية تامة، وقد تم ذلك يوم أمس إلا أن المتظاهرين تجمعوا وبعد أن أدوا صلاة الغائب على معاذ عباس انطلقت مظاهرة غاضبة وتم بثها على الهواء مباشرة في عدة قنوات إعلامية. وفي حي الصالحية قال ناشطون إنه بعد أن رفض الأمن تشييع قتيل من أهالي الصالحية قضى في التفجير عند صلاة العصر خوفا من تحول التشييع إلى مظاهرة عارمة وقبل صلاة العصر بنحو ساعة تم التشييع بصمت وتحت حراسة أمنية مشددة في جامع الشيخ محي الدين.

وتابعت قوات الأمن السورية حملتها العسكرية في ريف دمشق، حيث حلق الطيران المروحي الحربي في بيت دجن ودوما، وأفاد ناشطون بسماع دوي انفجارات متتالية في منطقة الضمير، أعقبها حملة دهم واعتقالات وعمليات نهب للمحال. كما نفذت قوات الأمن عمليات مماثلة في مدينة الضميرن ترافقت مع سماع أصوات إطلاق رصاص وانفجارات.

وفي موازة ذلك، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن اثنين وعشرين شخصا قتلوا أمس في مناطق عدة في سوريا برصاص قوات الأمن السورية، بينما هز انفجار، قرابة الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، حي بستان القصر في مدينة حلب، وأدى إلى جرح ثمانية أشخاص على الأقل.

وفي إدلب، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن «قوات الجيش النظامي انتشرت بشكل كثيف على الطريق بين كفرومة والحامدية مع إطلاق نار وتجول للعربات والدبابات داخل البلدة، وجرى هدم منزل أحد المواطنين».

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بمقتل طفل إثر سقوط قذائف في مدينة خان شيخون، التي تعرضت لقصف عنيف أمس.

وفي حمص، ذكرت «لجان التنسيق» أن قوات الأمن «نفذت حملة مداهمات في القرى المحيطة بمدينة القصير»، وأفادت بـ«وصول لجنة من الهلال الأحمر إلى المدينة برفقة سيارتي مساعدات»، علما بأن قوات النظام كانت قد منعت مرور المساعدات طوال فترة القصف على المدينة». وفي حي باب هود في حمص، قتل شخص إثر سقوط قذيفة هاون بجانب منزله، فيما تعرضت مدينة الرستن لإطلاق نار من حواجز جيش النظام المتمركزة في المدينة. وفي دير الزور، شنت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في منطقة الجورة والوادي والطب، مدعومة بآليات ثقيلة.

مستشارة في البرلمان السوري المؤقت: ننتظر صدور بيان رسمي من المجلس الوطني تجاه البرلمان

قالت: سنعلن عن التنسيقيات التي رشحت أسماء النواب وفق المحافظات

لندن: نادية التركي

أكدت مايا الشامي المستشارة في مكتب البرلمان السوري المؤقت أنه لم يصدر بيان رسمي من المجلس الوطني تجاه البرلمان وإنما تصريحات متضاربة من بعض أعضائه، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «نحن بانتظار صدور بيانه الرسمي لا تصريحات شخصية، مع العلم أنه قد تم التواصل سابقا مع عدد من أعضاء المجلس، ثلاثة منهم من المكتب التنفيذي».

وأضافت: «أود التنويه والتأكيد أن هذه المبادرة لا تطرح نفسها كجهة سياسية أو تكتل جديد، بل هي مظلة وطنية لكل التكتلات والأجسام الثورية فلا تقصي أو تحابي أيا منها، وتم الإعلان بهذا الشكل لأنها أرادت كمشروع تحرير وبناء أن تكون بمنتهى الوضوح أمام جميع أطياف الشعب السوري وتنسيقيات وتكتلات الثورة، ليعلم الجميع أنه لم يتم إقصاء أو محاباة أحد».

موضحة أن «الإعلان جاء كدعوة لاستكمال بناء هذا المشروع تحت الأضواء وبمشاركة الجميع، وأيضا ليسرع العمل والشروع ببناء دولة الاستقلال وتصبح مبادرة كل السوريين، وليست مبادرة طرف دون آخر، كونها جاءت أساسا محاكاة لتجربة تاريخية أجمع عليها جميع السوريين في فترة الاحتلال الفرنسي وأنتجت دولة الاستقلال الأولى».

كما قالت الشامي إن «البرلمان الجديد بدأ عمله وفي اليومين الأخيرين على صعيدين أساسيين: الأول هو التواصل مع التنسيقيات التي لم يكن بالإمكان التواصل معها بسبب صعوبة الظروف الأمنية، وبعد الإعلان يجري استكمال التواصل للتعرف على ماهية المشروع والاطلاع على ما يمكن أن تشارك به في العمل. والصعيد الثاني هو التواصل من قبل بعض الجهات والتكتلات الثورية والشخصيات المستقلة التي تطرح تساؤلات عن مراحل العمل الحالية في المشروع وعن آلية الانضمام، ليكونوا شركاء في المبادرة، وهو ما تم فعلا حيث قاعدة الشركاء آخذة في الاتساع». وأوضحت أن «الأسماء الحقيقية لنواب البرلمان السوري المؤقت ستبقى سرية، وذلك حرصا على سلامتهم. سنعلن عن التنسيقيات التي رشحت الأسماء وفق المحافظات، وعند تحسن الأوضاع الأمنية سيتم الإعلان عن أسمائهم، وبالتالي يمكن الرجوع إلى هذه التنسيقيات للتأكد من هويات الأعضاء إلى حين مناسبة الظروف».

وقالت الشامي إنه «منذ أعلن التأسيس بدأ العمل على دراسة وتحضير اللجان التنفيذية لتتم المصادقة على تشكيلها من قبل البرلمان، وهي (لجنة السياسات الخارجية، اللجنة الإعلامية، اللجنة المالية، اللجنة الحقوقية والقانونية، لجنة الدفاع الوطني، لجنة الشؤون الداخلية، لجنة الشكاوى)، إضافة إلى أن هناك اقتراحا بتشكيل لجنة للشؤون الصحية. يأتي تشكيل هذه اللجان استكمالا لبناء مشروع دولة الاستقلال الثانية، فهي تشكل الجانب التنفيذي في المبادرة، وعلى عاتقها تقع مهام مباشرة بناء مؤسسات الدولة وبدء التحرير من الاحتلال الداخلي». وأضافت: «أود أن أشير إلى نقطة هامة، وهي أن هذه المبادرة هي مبادرة جميع التكتلات والأجسام والجهات الثورية ليكون بناء الجمهورية الثانية بمشاركة جميع السوريين الأحرار».

وحول كيفية تقبل البرلمان المؤقت من الداخل السوري قالت الشامي في رسالة إلكترونية أجابت من خلالها على أسئلة وجهتها إليها «الشرق الأوسط»: «إن الحراك الثوري في داخل سوريا كان ينتظر الإعلان عن تشكيل البرلمان السوري المؤقت ليكون بداية بناء دولة الاستقلال الثاني، نقصد هنا بالحراك الثوري جميع التنسيقيات والناشطين الميدانيين ممن تم التمكن من التواصل معهم من أجل ترشيح نواب مناطقهم»، وأضافت: «أما الجزء الذي لم يكن بالإمكان التواصل معه فالتواصل جارٍ على كل المستويات ليتعرف على المبادرة وماهية المشروع».

وحول موقف الحكومة قالت المستشارة: «جاء البيان التأسيسي للإعلان عن البرلمان السوري المؤقت وبتوقيته الذي سبق ما يسمى (انتخابات مجلس الشعب السوري) بيوم واحد بمثابة صفعة بوجه الاحتلال الداخلي، حيث إن تشكيل برلمان يمثل الحراك الثوري من داخل سوريا ويقوم على أساس دستوري (دستور 1950)، يعني في جملة ما يعنيه أن ثوار الداخل بدأوا بإمساك زمام المبادرة ووضعوا حجر الأساس في بناء الدولة المدنية التي من أجلها قاموا بثورتهم. وهذا ما يشكل خطرا حقيقيا بالنسبة للاحتلال الداخلي، فهو يشعر الآن أنه يتعامل مع الثورة كندّ له، هي الآن ثورة شكلت برلمانا لها يمثل غطاء سياسيا بأساس دستوري ويسحب ما تبقى من بساط تحت الاحتلال الداخلي الذي يعتبر أنه من يمسك بمؤسسات الدولة».

وبالنسبة للثوار قالت الشامي إنهم «الآن ومن خلال تشكيل برلمانهم يجسدون أحلامهم ويقدمونها على أرض الواقع، إنهم يؤسسون دولة الاستقلال وما بعد الاستقلال، وهي دولة المواطنة القائمة على المؤسسات. بالإضافة إلى ذلك فإن البرلمان والمؤسسات التابعة له تعطي للثورة شكلا وبُعدا آخرين، حيث انتقلت الثورة من مرحلة العمل القائم على الجهود الفردية أو التكتلات الصغيرة إلى العمل بعقلية دولة تسعى للتحرر من احتلال داخلي يستنزف طاقات البلد وكوادرها ومواردها البشرية والطبيعية». كما أشارت الشامي إلى أن «الإعلان عن مبادرة تشكيل هذا البرلمان جاء كخطوة في بنائه وليس نقطة انتهاء للبناء. فبعد أن وصل المشروع إلى مرحلة متقدمة تم الإعلان عنه ليكون هذا الإعلان مساعدا في إيصاله إلى كل منطقة، وكل حارة فيها حراك ثوري لم يكن من الممكن الوصول إليها خلال العمل في مرحلة ما قبل الإعلان. ولا تخفى على أحد الأوضاع الأمنية الخطيرة التي يعيشها الثوار داخل سوريا وصعوبة التواصل أو الحركة، وبالتالي جاء الإعلان ليكون بمثابة وسيلة إعلام لكل الثوار ودعوة لجميع السوريين الأحرار ليكونوا شركاء في مشروع بناء دولة الاستقلال التي ستكون نواة للدولة المدنية التي يطمح إليها كل السوريين».

مغاربة يرفعون علم الثورة السورية على قمة جبل «توبقال»

تحت شعار «جسد واحد»

مراكش: عبد الكبير الميناوي

إضافة إلى المسيرات الشعبية التي ظلت تخرج في مختلف المدن والقرى المغربية تضامنا مع عدد من القضايا العربية والإسلامية، في سوريا وفلسطين، اختار شبان مغاربة تنفيذ أشكال جديدة للتعبير عن التضامن والدعم والمساندة.

ورغبة في إيصال صوتهم والتعبير عن تضامنهم ومساندتهم لنضالات الشعبين السوري والفلسطيني، نظم مجموعة من الشباب المغربي رحلة إلى جبل «توبقال»، تحت شعار «جسد واحد»، توجت برفعهم علمي سوريا وفلسطين على قمته.

وتعتبر قمة جبل «توبقال»، الذي يقع على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة مراكش، ويبلغ ارتفاعه 4165 مترا، الأعلى في شمال أفريقيا والعالم العربي، والثانية في أفريقيا، بعد قمة جبل «كليمنغارو»، في تنزانيا، التي يبلغ ارتفاعها 5895 مترا.

وقال فؤاد الداني، وهو أحد المنظمين والمشاركين في الرحلة، لـ«الشرق الأوسط»: «جمعنا هدف واحد، يتلخص في إيصال رسالة تضامن، أردنا أن نؤكد، من خلالها، مساندة الشعب المغربي أشقاءه في فلسطين وسوريا في المحن التي يعيشونها».

ووصف الداني، وهو طالب مهندس، يتابع دراسته بكلية العلوم والتقنيات، التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، خطوات الإعداد للرحلة، بقوله: «نحن مجموعة من هواة صعود الجبال، حملنا همّ نشر هذه الثقافة، ومع متابعتنا ما يجري، في محيطنا العربي، وتأكيدا لانخراطنا في قضايا أمتنا، تساءلنا لماذا لا نعطي إحدى رحلاتنا، التي نتوجه فيها إلى قمة (توبقال)، شعارا نرفع من خلاله صوتنا، للتعبير عن رأينا في قضية ما، تكون ذات بعد محلي أو جهوي أو قومي. رفعنا شعار (جسد واحد)، تضامنا مع إخواننا في سوريا وفلسطين».

وحول المشاركين في الرحلة، قال الداني إن عددهم بلغ 24 شابا، أغلبهم طلاب، يتحدرون من مدن عديدة، مثل مراكش وأغادير وطنجة وسيدي إفني وأسفي، كلهم ذكور، مؤكدا أن عددا من الإناث عبرن عن رغبتهن في المشاركة، غير أن بعض من لهم تجربة في الصعود إلى قمة «توبقال» نصحوهم بالعدول عن المشاركة، وذلك بالنظر إلى وعورة المسالك، وغيرها من مشاق تسلق المرتفعات.

وأكد الداني أن ثلاثة، فقط، من بين المشاركين الـ24، متمرسون على أجواء ومتطلبات صعود الجبال والمرتفعات، مشيرا إلى أن برنامج الرحلة تضمن قضاء ليلة في فندق صغير قرب منطقة «إمليل»، قبل التوجه إلى قمة «توبقال»، في الساعة السابعة من صباح اليوم التالي، حيث استغرقت رحلة الصعود إلى القمة 5 ساعات ونصف. وقال إدريس الكريني، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاضي عياض بمراكش، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المبادرة التي قام بها هؤلاء الشبان تأتي في سياق سلسلة من المبادرات والمسيرات التي يقوم بها المغاربة، بشكل يعكس اهتمامهم بالقضايا القومية وتفاعلهم مع آلام الشعوب الشقيقة». وشدد الكريني على أن رحلة «توبقال» ورفع علمي سوريا وفلسطين، في أعلى قمة بالمغرب وشمال أفريقيا، لها أهمية رمزية كبرى، سواء في ما يتعلق بالأزمة السورية أو القضية الفلسطينية، التي تأخر حلها، ووصلت إلى حد متأزم، وبالتالي فنحن في حاجة إلى مثل هذه المبادرات، التي على الرغم من رمزيتها، فإنها تشهد مواكبة إعلامية ولها صداها، بشكل يدعم نضالات الشعب الفلسطيني، من جهة، ويحرج النظام السوري من أجل التراجع عن سياسة التقتيل والتنكيل بشعبه، كما يحرج القوى الكبرى، خاصة روسيا والصين، وذلك بشكل يدفعهما إلى التراجع عن القرارات التي تمنح هذا النظام هامشا للمناورة ومزيدا من الوقت للتقتيل والتنكيل».

وليست رحلة الشبان الـ24 إلى قمة «توبقال»، لرفع أحد الأعلام، تضامنا مع معاناة أحد الشعوب العربية، هي الأولى من نوعها، بعد أن تحولت هذه القمة، في السنوات الأخيرة، إلى قبلة للراغبين في البعث برسائل والتعبير عن مواقف تعبر عن التضامن مع قضايا قومية وعالمية مختلفة.

وكان فريق عربي، من هواة تسلق الجبال، تكون من المصري، عمر سمرة، الذي سبق له الوصول إلى قمة «إيفرست»، والمغربي ناصر بن عبد الجليل، واللبناني خيري سماقية، قد رفع علم فلسطين على قمة جبل «توبقال»، في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني) عام 2009، تعبيرا عن احتجاجهم على القصف الإسرائيلي لغزة.

المعارضة السورية: النظام يخفي المعتقلين السياسيين في مقرات عسكرية

زيادة لـ «الشرق الأوسط»: يمارس جريمة الإخفاء القسري وعدد المختفين يتخطى الـ 30 ألفا

بيروت: بولا أسطيح

تتحدث قوى المعارضة السورية عن تحويل النظام السوري معظم المعتقلين السياسيين لديه، وبعد التوقيع على اتفاقية المبعوث الدولي كوفي أنان، إلى سجون في مقرات عسكرية يمنع على المراقبين الدوليين الموجودين حاليا في سوريا زيارتها في إطار ما يدعي النظام أنه احترام للسيادة السورية وللأمن القومي السوري.

وفي هذا السياق، تنظم قوى في المعارضة السورية حملات إعلامية وحملات ضاغطة على المراقبين لحثهم على الاستفسار عن مصير هؤلاء المعتقلين الذين باتوا يصنفون في إطار المخفيين قسرا لعدم معرفة عائلاتهم وأقاربهم بمكان وجودهم وما إذا كانوا موتى أم أحياء.

ويحمل رضوان زيادة، الناطق باسم المجلس الوطني السوري، والمدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية، لواء هذه القضية، وهو من تم اعتقال شقيقه ياسين زيادة في 30 أغسطس (آب) 2011 من قبل أفراد المخابرات الجوية السورية وتم احتجازه نحو ثلاثة أشهر في مقر المخابرات الجوية في مطار مزة. وينطلق زيادة من تجربة شقيقه ليؤكد أن «آلاف المعتقلين السياسيين محتجزون حاليا في هذا المقر وكذلك في المقرات التابعة للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك لعدم السماح للمراقبين الدوليين بالاطلاع على أوضاعهم»، ويقول زيادة لـ«الشرق الأوسط»: «بمجرد فقدان أثر المعتقلين وعدم قدرة أهاليهم على التواصل معهم لمعرفة إذا ما كانوا أحياء أم قتلوا، يعتبر هؤلاء مخفيين قسرا، وبالتالي نحن نعتبر أن النظام يمارس حاليا جريمة الإخفاء القسري ونتوقع أن يكون عدد المخفيين قد تخطى الـ30 ألفا».

ويذكر زيادة بأن جرائم الإخفاء القسري مارسها النظام السوري في فترة الثمانينات، لافتا إلى أنه يمارسها حاليا بشكل أوسع بكثير، ويضيف: «النظام يجبر الشبان على الالتحاق بالخدمة العسكرية ليأخذهم بعدها إلى مناطق ساخنة ويمنعهم من التواصل مع أهلهم الذين لا يعودون يعرفون ما إذا كان أولادهم لا يزالون أحياء أم لا، وذلك يندرج أيضا في سياق جرائم الإخفاء القسري».

وعن الدور الذي تقوم به المعارضة والمجلس الوطني السوري بوجه خاص في إطار الكشف عن مصيرهم، يتحدث زيادة عن «دور إعلامي عاجل وعن تنسيق مع المنظمات الدولية ومع المراقبين الدوليين»، ويضيف: «كما تعمل المنظمات الحقوقية على توثيق حالات الإخفاء القسري لتقدم الملفات بوقت لاحق للمحاكم الدولية أو لمحكمة الجنايات الدولية أو حتى للحكومة الانتقالية في سوريا لمتابعة قضية هؤلاء».

يذكر أنه تم اعتقال شقيق المعارض رضوان زيادة في 30 أغسطس 2011 وأفرج عنه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011. وعقب اعتقاله، قالت عائلته لمنظمة العفو الدولية إنه لم يشارك في الاحتجاجات الحالية المؤيدة للإصلاح، ويعتقد أن اعتقاله مرتبط بعلاقته العائلية مع شقيقه المنفي رضوان زيادة، الذي يعيش في الولايات المتحدة، وهو الناطق باسم المجلس الوطني السوري ورئيس «مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان».

وقد أطلق سراح ياسين زيادة دون توجيه تهمة له، ولا تزال أسباب اعتقاله وإطلاق سراحه غير واضحة لعائلته. ويعتقد أن إطلاق سراحه مرتبط ببيان أصدرته وزارة الداخلية السورية في 5 نوفمبر الماضي، وأعلنت فيه أنه تم إطلاق سراح 553 معتقلا «ممن شاركوا في الأحداث ولكن لم تتلطخ أيديهم بالدم».

وطالب المجلس الوطني السوري قبل أيام مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار ملزم يفرض على النظام السوري الكف عن «تصعيد سياسة الاعتقال وقتل السجناء وتعذيبهم الممنهج»، داعيا المراقبين الدوليين إلى «زيارة السجون والمعتقلات بصورة مفاجئة ومتكررة». وأشار البيان الصادر عن المجلس الوطني إلى وجود أكثر من «20 ألف معتقل ومفقود وأسير، بينهم مئات النساء والأطفال وفق أكثر الإحصاءات جدية وتحفظا».

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدد المعتقلين في سوريا على خلفية الاحتجاجات، يتجاوز 25 ألفا، فيما يبلغ عدد الذين تعرضوا للاعتقال منذ بداية الاحتجاجات 100 ألف.

الإرهاب يضرب دمشق : سيمفونية الرعب والموت

أنس زرزر

دمشق | استفاق سكان العاصمة السورية دمشق صباح أمس على صوت تفجرين إرهابيين. العديد من سكان المناطق المختلفة، وضواحي العاصمة دمشق، أكدوا لـ«الأخبار» أن التفجير الذي استهدف منطقة «القزاز» هو «أكبر وأضخم التفجيرات التي استهدفت كافة المناطق السورية، منذ بداية سلسلة التفجيرات الإرهابية وحتى الآن». هذا ما أكدته أيضاً، حالة الرعب والخوف التي عمت الكثير من مناطق قريبة من منطقة الانفجار، الذي تسببت قوته في اهتزاز أبنيتها بشكل عنيف.

في منطقة الحجر الأسود الشعبية الفقيرة جنوب العاصمة دمشق، التي تبعد نحو 5 كيلومترات عن مركز الانفجار، اعتقد مجمل قاطنيها أن التفجير استهدف منطقتهم، وانتشرت شائعة بسرعة كبيرة، بين الأهالي أن حي المدارس الذي يضم مجمل المدارس لمختلف المراحل الدراسية، قد نسف بالكامل. «هل لك أن تدرك حجم الرعب والخوف الذي عم البيوت والشوارع والأزقة؟ جميعنا لنا أبناء وأطفال يرتادون هذه المدارس يومياً. ركضت بشكل هستيري حافي القدمين أرتدي ملابس النوم في الشوارع، حتى وصلت إلى مدرسة ابنتي لأعيدها إلى البيت، في حال مشابهة لمجمل سكان المنطقة»، يقول أبو نورس الرجل الأربعيني الذي اختلطت مشاعره أثناء كلامه بين الخوف والغضب والحزن.

«بغض النظر عن الجهة القذرة التي نفذت التفجيرات، أو عن الجهة الدموية الإجرامية المستفيدة من دماء وأشلاء الشهداء، بتنا جميعاً نفتقد الأمان، سواء كنا موالين أو معارضين للنظام الحاكم»، فضل أبو نورس عدم توجيه الاتهامات إلى أي جهة كانت بارتكاب تفجيرات حي القزاز، كما تعود على سماعها من جيرانه وأصدقائه في الحي لدى حصول تفجيرات إرهابية، في مختلف المدن السورية.

«المعارضون للنظام الحاكم في سوريا، سرعان ما يوجهون أصابع الاتهام إلى الأجهزة الأمنية، بحجة أن مثل هذه التفجيرات تحقق مكاسب سياسية أمام الرأي العام، وتؤكد فكرة وجود عصابات إرهابية مسلحة. أما المؤيدون للنظام فهم على يقين تام أن من خطط ونفذ جملة هذه التفجيرات، هم العصابات الإرهابية المسلحة والمدعومة من عصبة الدول المتآمرة على سوريا ونظامها الحاكم الممانع والمقاوم»، لكن تبقى مشاهد الرعب والدماء والأشلاء المتطايرة، التي عاشتها منطقة التفجير، ومجمل المناطق المجاورة لها، أكبر وأقسى وأعنف من مجمل التحليلات والاستنتاجات جميعاً. «من المسؤول عن أمننا وسلامتنا نحن الفقراء؟ حتى لو كانت هناك مؤامرة كونية أو كائنات مريخية تحارب النظام الحاكم في سوريا، يجب أن تنقل أبنية جميع الفروع الأمنية إلى خارج العاصمة دمشق، بعيداً عن الأحياء الفقيرة»، يقول احد السكان الغاضبين.

فصول الرعب والخوف التي خلفتها تفجيرات أمس، امتدت إلى مناطق بعيدة عن مكان حدوثها. الصحافي السوري عمر الشيخ (26 عاماً) عاش صباح أمس كابوساً حقيقياً، حاله مثل حال الكثير من العائلات السورية، «أصيبت عائلتي المقيمة في حي نهر عيشة بالذعر المفرط، وما أكمل المشهد قسوة وتوتر هو التفجير الثاني الهائل، الذي يبعد عنا نحو 15 كيلومتراً. كالعادة كان أخي الكبير يغادر البيت إلى عمله في مدينة الأرض السعيدة وأختاي تعملان إداريتين في مدارس للأطفال». أصيب الشيخ بحالة عجز تام، بسبب انشغال شبكة الهواتف الخلوية، وفي حال تمكنه من إجراء الاتصال، كان يجد جوالات أفراد أسرته خارج التغطية، أو كانت ترن بلا مجيب. أكثر شيء أصابه بالرعب هو توقيت التفجيرين اللذين تزامنا مع تجمع طلاب المدارس والجامعات ولحظة ازدحام الطريق بالسيارات. «للحظة كنت أفكر بالجلوس في غرفتي للأبد، بانتظار معجزة إلهيه لحل هذه الكارثة الإرهابية، التي ارتبطت بالمسلسل اليومي لحياتنا السورية، لم أفكر بأحد إلا بالأرض المسكينة التي طافت دماء أولادها رخيصة على الجميع..!!».

حاول السيناريست والمخرج المسرحي السوري أحمد كنعان (43 عاماً) إخفاء غضبه وحنقه وهو يتابع مشاهد دماء وأشلاء شهداء التفجيرات الأخيرة «لا جديد في الأمر، سوى انضمام أسماء جديدة إلى قافلة الشهداء. فمسلسل التفجيرات بدأ منذ زمن، ويبدو أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، لأنه توغل بالوحشية والقتل الأعمى». واعتبر أيضاً أن التفجيرات الأخيرة ومجمل التفجيرات السابقة ما هي إلا «محاولة يائسة لكسر إرادة الشعب السوري، الذي اتخذ موقفاً رافضاً لكل أشكال التسلح والعصيان المسلح، وهذه العمليات الإرهابية التي تدين كل من لا يدينها، لا تعبر إلا عن الخواء الروحي والفكري، للمخططين والمنفذين والداعمين، سواء بالمال أو بأي شكل آخر».

حاول الكاتب السوري الربط بين تفجيرات القزاز، ومجمل التحليلات التي أطلقها المجلس الوطني السوري المعارض بالتزامن مع التفجيرات، وإعلانه عن أن النظام السوري يقف وراء هذه التفجيرات، لأنه المستفيد منها، معتبراً مجمل هذه القراءات، والقراءات والتحليلات المشابهة «مثيرة للشفقة، حيث إن المطلوب من هذه التفجيرات هو هز ثقة الشعب بثبات النظام، ولن يستفيد النظام من اهتزاز هذه الثقة، وهذا الأسلوب الجبان ليس جديداً على الشعب السوري، فالكل يعرف من الذي يستخدمه منذ الثمانينيات، ولعل مروراً سريعاً على أغلب وجوه مجلس اسطنبول يذكرنا بأسوأ الذكريات عن تفجير وسائط النقل وعملية الأزبكية وغيرها من الذكريات البغيضة والتي تشبه إلى حد بعيد ما يحدث اليوم».

ربما العبارة التي افتتح بها المسرحي السوري سعيد محمود (35 عاماً) تلخص إلى حد ما مأساوية ودموية الوضع الذي بات يعيشه السوريون بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية عندما قال «استيقظ الدمشقيون صباح الخميس على انفجارات مهولة… استيقظوا ليدركوا أن أجساد السوريين أصبحت وقوداً لكافة أطراف النزاع». يتوقف سعيد كثيراً عند المشاهد الدموية التي يعرضها الإعلام السوري الرسمي، ومن في حكمه من الإعلام الخاص، فور حدوث انفجارات مشابهة لتفجيرات منطقة القزاز، ويستمر عرضها لفترات طويلة على مدار اليوم. «مسؤولو الرقابة في التلفزيون السوري، لا يتوانون عن حذف أي مشهد أو جملة أو كلمة من مسلسل ما، قد يعتبرونها غير لائقة، أو خارجة عن سياق التقاليد الاجتماعية، حرصاً على المُشاهد ومشاعره، لكنهم في نفس الوقت يبدعون في عرض أمعاء وأشلاء الشهداء على الفضائيات بعد كل تفجير!».

واعتبر سعيد أن هذه التجاوزات في عرف الصحافة والإعلام العالمي «لا تفيد في شيء سوى تعميق الجرح وتكريس الحقد لدى كل طرف». يستذكر الكاتب السوري بداية انطلاقة الأحداث السورية «كان الرعب والقلق يخيمان على كامل المنطقة التي تخرج فيها تظاهرة ما، أو كامل الحي الذي يُسمع فيه إطلاق رصاص، أما الآن، فإن الكثيرين يتناولون طعامهم أثناء متابعة الأشلاء والأجساد التي مزقتها التفجيرات. إلى أين نذهب؟ وأية ثقافة يتم تكريسها؟». في نهاية حديثه يطرح العديد من الأسئلة المعذبة التي ربما تدور في أذهان الغالية العظمى من المواطنين السوريين «ما الذي يتبقى من طفولة فتاة ترى أمعاء والدها على الفضائيات؟ ما الذي يتبقى من إنسانية امرأة ترى زوجها متفحماً في سيارته؟».

«عرقنة» سوريا: 55 قتيلاً وأكثر من 372 جريحاً

في مشهد يذكّر بالانفجارات، التي كانت تقع في العراق بعد الغزو الاميركي لهذا البلد في العام 2003، دمر انفجاران قويان أمس حياً في دمشق وأوقعا عشرات القتلى ومئات الجرحى، ما دفع مراقبين إلى الحديث عن «عرقنة» سوريا، ولا سيما بعد تكاثر موجة التفجيرات في الفترة الأخيرة، وإضفائها أجواء ذعر في العاصمة السورية

قتل 55 شخصاً وجرح ما لا يقل عن 370 شخصاً في انفجارين هزا دمشق صباح أمس، في واحد من أعنف الهجمات التي تشهدها سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات قبل اكثر من عام، ما دفع رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود إلى دعوة «الجميع في سوريا وخارجها» للمساعدة على وقف أعمال العنف، لتليه موجة من الادانات العربية والدولية، فيما حمل المجلس الوطني السوري المعارض النظام مسؤولية التفجيرين.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية أن الانفجارين «الارهابيين الانتحاريين» أوقعا 55 قتيلاً و372 جريحاً من المدنيين والعسكريين و15 محفظة لأشلاء مجهولة، مشيرةً إلى أن كمية المتفجرات المستخدمة تبلغ اكثر من الف كيلوغرام. كما أشارت إلى أن الانفجارين وقعا بنحو شبه متزامن قرابة الساعة الثامنة جنوب دمشق اثناء توجه الموظفين الى أعمالهم والطلاب الى مدارسهم.

ووسط دمار هائل بعد الانفجارين، أخذ المسعفون بملء اكياس من النايلون ببقايا جثث متناثرة فيما بدا الذهول على كثيرين. ووسط سيارات لا تزال تحترق، قام مواطنون بالتفتيش عن أقربائهم. وقال رجل، في موقع التفجيرين، «مسكينة سوريا، مساكين نحن»، فيما صرخ آخر «ابن عمي… أريد أن أعرف ما حصل لابن عمي». ووسط الساحة التي سادها الدمار والخراب، صرخ رجل «هل هذه هي الحرية التي تريدون؟»، وقال آخر «إنها هدايا (رجب طيب) اردوغان وحمد (بن خليفة ال ثاني)»، أي رئيس الوزراء التركي وامير قطر.

وتبنت «كتيبة أبي عبيدة عامر بن الجراح» التابعة للجيش السوري الحر، عبر صفحتها على «فايسبوك»، العملية الارهابية. وجاء في التعليق «تفجير فرع فلسطين بسيارتين مفخختين وعملية نوعية»، قبل أن يتم حذف هذا التعليق لاحقاً، فيما سارع المجلس الوطني السوري الى اتهام النظام بتدبير انفجاري دمشق. وقال المجلس، في بيان، انه «يدين التفجيرات التي طالت الابرياء في دمشق ويؤكد أن مثل هذه التفجيرات بالقرب من المراكز الامنية لا يمكن أن يقوم بها إلاّ النظام والقوة الكبيرة للانفجار تؤكد ضلوعه بهذه الجريمة». وأكد البيان أن «من ضحايا التفجير من أسماؤهم موثقة كسجناء لدى النظام حيث يقوم النظام بسرقة جثث الشهداء ووضعها في أماكن التفجيرات مدعياً أنهم ضحايا التفجيرات الارهابية، وهو بذلك يسعى إلى اثبات ادعائه وجود تنظيم القاعدة في سوريا».

وأثناء زيارة موقع الانفجارين، أطلق رئيس فريق المراقبين الدوليين العاملين في سوريا «اليونسميس»، الجنرال روبرت مود، نداء «للجميع في سوريا وخارجها الى المساعدة على وقف اعمال العنف» في سوريا. وأضاف مود في تصريحات للصحافيين«هذا مثال آخر على ما يعانيه الشعب السوري من اعمال العنف. لقد شاهدنا هذه الاعمال في دمشق وفي مدن وقرى أخرى في سوريا». ومع وصول الجنرال النرويجي الى مكان الاعتداءين، تجمع عشرات الاشخاص حوله، وهتف هؤلاء «بالروح بالدم نفديك يا بشار»، تعبيراً عن دعمهم للرئيس السوري.

وعلى إثر هذه التطورات، بعثت وزارة الخارجية السورية رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، اعتبرت فيهما أن التفجيرين الارهابيين يؤكدان أن «سوريا تتعرض لهجمة إرهابية تقودها تنظيمات تتلقى دعماً مالياً وتسليحاً من جهات أعلنت تأييدها لهذا الجرائم الإرهابية والتشجيع على ارتكابها، كما تقف خلف هذه الأعمال الارهابية أجهزة إعلامية تحريضية معروفة تدعو إلى اقتراف المزيد من هذه الجرائم وتبررها وتقدم لها الدعم الاعلامي».

وأكدت الخارجية السورية ان «المجموعات الإرهابية المسلحة لم تكتف بانتهاك خطة المبعوث الخاص (كوفي أنان) والتفاهم الأولي الذي تم التوصل اليه، بل إنها اعتدت على موكب رئيس بعثة المراقبين ومرافقيه عندما كانوا في طريقهم الى محافظة درعا لتنفيذ مهامهم». وتابعت «ولم تنكر المجموعات الارهابية ارتكابها لهذه الجرائم بل أعلن قادتها على مختلف مستوياتهم وولاءاتهم انهم سيستمرون بارتكاب اعمالهم الارهابية وعزمهم على متابعة انتهاكهم لخطة انان، ويحمّلون مسؤولية ما يحدث لحكومة الجمهورية العربية السورية بهدف حماية الارهاب ودعماً لتلك المجموعات التي تعمل على افشال مهمة المبعوث الخاص والاستمرار في سفك دماء السوريين الأبرياء». وأضافت الوزارة «برهنت سفينة (لطف الله 2) التي اوقفها الجيش اللبناني على قيام ليبيا وتركيا، بالتعاون مع دول أخرى، بإرسال أسلحة فتاكة إلى المجموعات الإرهابية لممارسة القتل والدمار». وأشارت الى ان سوريا «تؤكد على اهمية قيام المجلس باتخاذ اجراءات ضد الدول والأطراف وأجهزة الاعلام التي تمارس الارهاب وتشجع على ارتكابه».

في المقابل، أعلن سفير اذربيجان في الامم المتحدة، اقشين مهدييف، أن مجلس الأمن أصدر بياناً باجماع اعضائه استنكر فيه «بأشد العبارات الهجمات الارهابية التي وقعت في دمشق». وأكد المجلس أن «الارهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحداً من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مبررة بغض النظر عن دوافعها».

وجاء بيان مجلس الأمن بعد جلسة تطرقت إلى الحرب العالمية ضد الارهاب، وأكد خلالها المندوب السوري الدائم لدى الامم المتحدة، بشار الجعفري، أن هناك زيادة في «حجم وتواتر الأنشطة والعمليات الارهابية في سوريا» منذ الاتفاق على وقف اطلاق النار. واتهم الجعفري «بعض الدول العربية، والدول الإقليمية والدولية» بارسال المقاتلين والأموال والأسلحة إلى «جماعات ارهابية» في سوريا، داعياً مجلس الامن «لاتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً من أجل وقف جميع الانشطة الارهابية التي تجري في سوريا وممارسة أقصى قدر من الضغط على الدول التي تقوم بتسهيل وتمويل وتحريض الجماعات التي ترتكب هذا الارهاب».

وفي السياق، دان مبعوث الامم المتحدة الى سوريا، كوفي انان، الهجمات التي تعرضت لها دمشق. ونقل المتحدث باسمه، احمد فوزي، عن انان قوله «هذه الاعمال المشينة غير مقبولة ويجب أن يتوقف العنف في سوريا».

دولياً، اعتبر المتحدث باسم البيت الابيض، جاي كارني، أن «مثل هذه الهجمات التي تؤدي إلى القتل العشوائي للمدنيين وإصابتهم تستحق الشجب، ولا يمكن تبريرها»، مشدداً على أنها «تذكرنا أيضاً بالضرورة الملحة للتوصل إلى حل سياسي قبل فوات الأوان». وفيما قال كارني «لا نعتقد أن (هذا) النوع من الهجمات التي شاهدتموها في دمشق تعبر عن المعارضة»، أشار إلى أنه «يوجد بوضوح عناصر متطرفة في سوريا، كما نقول دوماً، تحاول استغلال الفوضى في البلاد.. الفوضى التي تسبب فيها هجوم الأسد الوحشي على شعبه.»

من جهتها، دعت الصين إلى جانب روسيا جميع الاطراف في سوريا إلى «وقف العنف». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف، قوله رداً على سؤال بشأن الهجومين في مؤتمر صحافي في بكين «يفعل بعض شركائنا الاجانب أموراً عملية حتى يتفجر الوضع في سوريا بالمعنى الحرفي والمجازي. أقصد تلك التفجيرات». ولم يحدد دولة بالاسم واكتفى بالاشارة إلى دول تشارك في محاولة تعزيز هدنة هشة. ونقلت وكالة الاعلام الروسية ووكالة انترفاكس عن لافروف قوله «زعماء المجتمع الدولي لهم تأثير عليها (الجماعات المسلحة). يجب ان يستغلوا نفوذهم من أجل الخير لا الشر».

من جهته، اعتبر الاتحاد الاوروبي أن عودة العنف الى سوريا يجعل مهمة كوفي انان «اصعب لكن اكثر اهمية ايضا». وقال المتحدث باسم الدبلوماسية الاوروبية مايكل مان، إن خطة انان «تبقى افضل طريقة للتقدم» نحو حل للأزمة السورية. وقال برنار فاليرو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رداً على سؤال حول التفجيرين، ان «النظام يتحمل المسؤولية الكاملة في الفظاعات التي تشهدها سوريا».

وحثّ وزير الخارجية البرياطني وليام هيغ، الحكومة السورية على «التنفيذ السريع والكامل لالتزاماتها في إطار خطة أنان ذات الست نقاط»، ودعا المعارضة السورية إلى «اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للتوصل إلى نهاية دائمة للعنف». وقال الامين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن تفجير سوريا يهدف الى افشال بعثة الامم المتحدة،.

إلى ذلك، اجرى الرئيس اللبناني ميشال سليمان اتصالاً هاتفياً مع نظيره السوري بشار الأسد. وقال بيان رئاسي ان سليمان اعتبر خلال اتصال مع الأسد ان «السبيل الوحيد والأمثل (لبلوغ الديمقراطية) هو الجلوس الى طاولة الحوار».

(الأخبار، سانا، أ ب، رويترز،

ا ف ب، يو بي آي)

روما مع مراقبين مسلّحين

رجّح وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرسي (الصورة)، احتمال التوجه إلى مجلس الأمن للدعوة إلى تشكيل بعثة مراقبة مسلحة في سوريا قوامها 2000 إلى 3000 مراقب. ونقلت وكالة «آكي» عن تيرسي قوله أن «من المحتمل العودة إلى مجلس الأمن من أجل بعثة أكثر كثافة في سوريا، يصل قوامها إلى ما بين ألفين وثلاثة آلاف مراقب». وقال ان البعثة يجب أن تكون مسلّحة «حتى تكون قادرة على التدخل بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة»، مذكراً بأن «خمسة عشرة مراقباً إيطالياً في طريقهم إلى سوريا للمشاركة في بعثة الأمم المتحدة المكوّنة من ثلاثمائة مراقب كما تقضي خطة كوفي أنان».

أما بالنسبة لاحتمال ألّا توافق روسيا والصين على بعثة مسلحة، فقال الوزير «يمكن القيام بذلك إذا اقتنعتا بأن الوضع لم يعد مقبولاً» أكثر من ذلك.

(يو بي آي)

عكار كلها وادي خالد: انفلات أمـني وتهريب وأشياء أخرى

حدود لبنان الشمالية سائبة. لا يمكن لزائر الشمال العكاري نهاراً رؤية المهربين، لكنه سيرى آثار أقدامهم فوق الطرقات الترابية التي يسلكونها يومياً، إما لتهريب السلاح، أو لإلهاء الجيش السوري المرابض هناك واستفزازه ليرد على مصادر النيران فيخترق السيادة اللبنانية

غسان سعود

لا يبالي المارة بنصب الجيش اللبناني عند مستديرة العبدة. لا يعيرونه أي اهتمام. ينشغل الصيادون بأسماكهم عن الأنصاب. يكشّون الذباب بيد وينادون الزبائن للاقتراب باليد الأخرى. كيلو السمك هنا بثلاثة آلاف ليرة. عكار (كانت) خزان الجيش. تُخزن فيها اليوم أشياء أخرى. تنفتح الطريق باتجاهي العبودية والعريضة. بحر من جهة وحائط شاحنات تحجب الطريق من الجهة الأخرى. فيما تقفل محال السمانة التي فتحها تهريب البضائع من سوريا إلى لبنان، ثم أقفلها. «كنا نبيع كل ما يمكن تهريبه، أما اليوم فنبيع كل ما توزعه الهيئة العليا للاغاثة للنازحين»، يقول صاحب متجر صغير. تسوّق زوجته أكثر لبضاعتهما: «أرز، طحين، سيريلاك، عدس، سكر، زيت، نوتيلا، كل ما تريدونه. وكله أوروبي».

لا جيش هنا، آخر عسكري «منتشر» كان يقف بالقرب من النصب التذكاري. بعده، على طول الطريق والشاطئ الهادئ هذه الأيام: «ولا عسكري». بعد مركز الأمن العام السابق في العبودية تنتصب طريق وُسّعت وزُفّتت أخيراً، تربط القرى الحدودية ببعضها البعض من العبودية حتى وادي خالد. صعوداً إذاً إلى الدبابية. لا جيش، مرة أخرى، هنا. تنتشر على طول الطريق بلدات صغيرة وأحراج خضراء ومساحات مقفرة وأخبار عن مسلحين يجوبون الخط الحدودي مساء ليطلقوا النار على مراكز الجيش السوري المرابض في نقاط ثابتة على الجهة الأخرى من الحدود.

في الدبابية، «دبابية غربية» للمسلمين و«دبابية شرقية» للمسيحيين. ومن الزفت إلى طريق ترابية تخبئها الأشجار، نقطة صغيرة للقوة الامنية المشتركة يجلس فيها عنصر أمني واحد، فمتعرجات توصل إلى النهر. النهر الكبير يغدو هنا صغيراً. يمكن القول ساقية. ساقية تفصل كل ما تشهده عكار من تعبئة مذهبية وانفلات أمني عن سوريا. قرب النهر، يجلس كرم في مزرعة أسماكه تحت شجرة عملاقة، مراقباً الجنود السوريين المتمركزين في نقطتهم على التلة قبالته. يفضل كرم، كغالبية أبناء الدبابية، عدم التعليق على الأشباح الذين يزورون البلدة كل بضعة ايام: يتمركزون في أحد بساتينها ويطلقون الرصاص على المراكز السورية. يردّ الجنود السوريون بالمثل، فتصاب منازل المدنيين النائمين. على الأوتوستراد الجديد، نحو سبع بلدات حدودية، وفي البلدة الواحدة أكثر من ثلاثين طريقاً فرعياً توصل إلى النهر الكبير، تنتشر القوة المشتركة على إحداها فقط. هذه حدود لبنان البرية «السائبة». تجمع التقارير الأمنية على أن مطلقي النار لا يهدفون بشكل أساسي إلى إصابة العسكريين السوريين: هم يلهونهم فقط، لشغلهم عن عملية تهريب أو لجذبهم بعيداً عن الطوق العسكري والأمني شبه المحكم على البلدات السورية الحدودية.

هنا المعابر غير الحدودية على مد النظر. أما المعابر الرسمية فسبعة: القبيلة، أم جامع، دوارة النهر، العريضة، السكة الحديدية، ملتقى النهرين وشهيرة. لكن عدد العناصر في أكبر هذه المعابر لا يتجاوز العشرين. في ظل دراسات عسكرية تؤكد الحاجة هنا إلى أكثر من 250 جندياً على الأقل ليمنع الجيش التهريب، أقله في محيط المعابر الرسمية.

الحدود سائبة والداخل أيضاً. تتعامل الحكومة مع النازحين السوريين بوصفهم لاجئين إنسانياً فقط. تمنع نفسها عن التعامل سياسياً وأمنياً معهم بوصفهم لاجئين أيضاً. فيحل الاهتمام بالعائلات البائسة المهجرة من منازلها محل الانتباه إلى عناصر يتنقلون في وادي خالد وجوارها على دراجات نارية جديدة، وبين الوادي وحلبا بسيارات «مفيمة». ويتمتعون ــــ تحت غطاء اللجوء الإنساني ــــ بحريّة مطلقة. فلا امن يدقق في تنقلهم من دون أوراق رسمية، ولا أمن يمنعهم من عقد اجتماعات هدفها الوحيد: توتير الأوضاع اكثر في سوريا. في ظل حرص المتعاطفين معهم على استئجار منازل لهم لا شقق: منازل كبيرة تحيط بها البساتين. في أحراج بلدة ببنين يمكن إحصاء منزلين على الأقل، ومنزلين آخرين في بلدة كوشا، ليتضاعف العدد في تكريت، وصعوداً من البرج باتجاه عكار العتيقة. يرعى أحد اشقاء النائب خالد ضاهر، بكل حنان أبوي وعطف وكرم، هؤلاء. وفي نقاط أمنية غير رسمية، هي في تزايد يومي، يمكن الملاحظة أن السوريين باتوا اكثر من اللبنانيين. لا عنصرية وطنية، ما دام الشباب «يقاتلون في سبيل الله». في عكار يطلق بعض المتهكمين على أحد المستشفيات اسم مستشفى «الجيش السوري الحر». وبمجرد الركون قليلاً في موقف المستشفى، يمكن ملاحظة سيارة بلا لوحة و«فوميه» أيضاً، محسوبة على أحد نواب المنطقة، تدخل وتخرج أكثر من ست مرات خلال ساعتين.

في وادي خالد، الناس لا يكذبون: يقولون، صراحة، إن التهريب وسيلة عيشهم الوحيدة. ويقولون، بصراحة أيضاً، إن الجيش السوري نجح منذ نحو شهرين بإحكام إقفال كل معابر التهريب التقليدية. توقف النهر عن حمل قوارير الغاز وتنك المازوت وربطات الخبز إلى الوادي. بات سعر كيلو الخيار هنا كسعره في طرابلس وربما في بيروت، لم يعد يباع الخيار هنا، كالبندورة واللحمة والدجاج، بالليرة السورية. ثمة من يغامرون بحياتهم وحياة آخرين «من أجل هزم النظام السوري»، لكن لا أحد سيغامر بقطع النهر من أجل علب السردين أو أكياس التشيبس وغيرها. هكذا يصبح الدخول في مافيات تهريب السلاح هدف كل من يود الحفاظ على نمط عيشه السابق. ملامح هذه المافيات لا تزال ملتبسة حتى بالنسبة الى المراجع الأمنية والنافذين في وادي خالد غير المتحمسين لإسقاط النظام. البعض يتحدث عن تجار كبار بنوا خلال السنوات الماضية خطوطاً لتهريب الأدوات الكهربائية والالكترونية لا يمكن قطعها، وعلاقات مع نافذين في الجمارك السورية والاستخبارات لا يمكن قطعها. يُذكر في هذا السياق اسمان على الأقل، أحدهما ينسق بشكل شبه علني مع مجموعات «الجيش السوري الحر» المرابضة في المنطقة. وتضاف إليهما مجموعات صغيرة لا تنسق إحداها مع الأخرى، وتنشط بشكل شبه منفصل في مهام يطغى الطمع المادي فيها على «الواجب الديني». ووسط هؤلاء، ثمة ناشطون سوريون في النصف اللبنانيّ من البلدة الفلانية لهم أشقاء وأبناء عم في النصف السوريّ من البلدة يهرب السلاح إليه من الشباك إذا أقفل الباب في وجهه.

في المقابل، لا سياسيون. مرت ثلاثة أشهر على آخر استعراض إعلامي قام به نواب تيار المستقبل في المنطقة. لا تنظيم حزبياً لتيار المستقبل هنا: في مشتى حمود للتيار الوطني الحر هيئة ولا هيئة لتيار المستقبل. نشاط مختار مشتى حسن ميسر خالد، المناوئ للمستقبل، أكبر في بلدته من نشاط التيار الأزرق. وفي وادي خالد يخبر شاب أنه حصد أكثر من 600 «لايك» على «ستايتس» كتبها على الـ«فايسبوك» قبل بضعة ايام، فيما لا يحصل أبرز نواب المنطقة على أكثر من 100 «لايك» مهما كتب، ليستنتج أن شعبيته أكبر من شعبية سعادته، وهو بالتالي (خصوصاً في ظل نضاله الميداني لإسقاط النظام السوري) أحق من النائب بالنيابة.

في الأشهر القليلة الماضية تمدد وادي خالد: تكاد تكون عكار كلها اليوم وادي خالد على صعيد الانفلات الأمني، الفراغ السياسي والرغبة الشديدة بتهريب السلاح وأشياء أخرى من لبنان إلى سوريا.

المجلس الوطني”: من تدبير نظام الأسد ليقول للمجتمع الدولي إن “القاعدة” يتجذر في سوريا

عشرات القتلى من المدنيين والعسكريين بانفجارين هزّا دمشق

                                            سقط عشرات القتلى واكثر من مئة جريح من المدنيين والعسكريين بانفجارين وقعا قرب مبنى يضم أحد الفروع الامنية في دمشق امس، في واحد من أعنف الهجمات التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات قبل اكثر من عام، ما دفع رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود الى دعوة “الجميع في سوريا وخارجها” للمساعدة على وقف اعمال العنف. كما سارع المجلس الوطني السوري الى اتهام النظام بتدبير الانفجاران “ليقول للمراقبين انهم في خطر (..) وليقول للمجتمع الدولي ان العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سوريا”.

وجاء الهجومان، بعد يوم من وقوع انفجار لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين من بينهم مود في درعا اسفر عن اصابة عدد من الجنود السوريين المرافقين بجروح.

وقالت وزارة الداخلية السورية ان الانفجارين “الارهابيين الانتحاريين” اللذين هزا دمشق اوقعا 55 قتيلا و372 جريحا من المدنيين والعسكريين، مشيرا الى ان كمية المتفجرات المستخدمة تبلغ اكثر من الف كيلوغرام ، بحسب ما نقل التلفزيون السوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد قتلى الانفجارين وصل الى 59، مشيرا الى ان معظم المصابين هم من عناصر الامن، مشيرا الى ان الانفجارين وقعا امام مبنى من تسع طبقات يضم احد الفروع الامنية. اضاف ان “سيارة انفجرت وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة”.

وبحسب المرصد السوري فان هذا الهجوم واحد من اعنف الهجمات التي وقعت في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد قبل اكثر من عام.

و افاد شهود عيان ان اشلاء بشرية كانت متناثرة في الموقع، وان عددا من المباني والسيارات في المكان تضررت جراء الانفجار الذي ترك حفرة بعمق ثلاثة امتار.

وبث التلفزيون السوري صورا من موقع الانفجار تظهر الدمار والجثث والاشلاء.

وشهدت دمشق في الاشهر الاخيرة انفجارات عدة كان آخرها في السابع والعشرين من نيسان (ابريل) اودى بحياة 11 شخصا، فيما اسفر انفجار في كانون الاول (ديسمبر) عن مقتل 44 شخصا.

وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني المعارض سمير نشار ان النظام يقف وراء هذه التفجيرات “ليقول للمراقبين انهم في خطر (..) وليقول للمجتمع الدولي ان العصابات المسلحة والتنظيم يتجذر في سوريا”. اضاف “اذا كانت القاعدة وعصابات ارهابية تقوم بالتفجيرات، لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها؟”.

وتوقع نشار ان تستمر التفجيرات “لا سيما في ايام الجمعة او قبل ايام الجمعة للحد من التظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها”. اضاف “للأسف، تأخر المجتمع الدولي في سوريا يفتح المجال للنظام للقيام بالمزيد من هذه الاعمال”.

واثناء زيارة الى موقع الانفجارين، اطلق رئيس فريق المراقبين الدوليين العاملين في سوريا نداء للمساعدة على وقف اعمال العنف في سوريا.

وقال مود في تصريحات للصحافيين “ادعو الجميع في سوريا وخارجها الى المساعدة على وقف اعمال العنف هذه”. اضاف “هذا مثال آخر على ما يعانيه الشعب السوري من اعمال العنف. لقد شاهدنا هذه الاعمال في دمشق وفي مدن وقرى اخرى في سوريا”. وتابع قائلا : “اود ان اعبر عن تعازي الخالصة الى اولئك الذين فقدوا اعزاء لهم في هذا الحادث المأسوي، والى كل الشعب السوري الذي يعيش حوادث مأسوية مماثلة بشكل يومي منذ اشهر طوال”.

وفي السياق الامني نفسه، قتل ثلاثة اشخاص من بينهم طفل في خان شيخون في ريف ادلب (شمال غرب) وفي حي باب هود في مدينة حمص (وسط)، ودرعا (جنوب) جراء قصف او اطلاق نار مصدره قوات الاسد، بحسب المرصد الذي اشار الى “حملة مداهمات واعتقالات في مدينة الضمير (بريف دمشق) تترافق مع سماع اصوات اطلاق رصاص وانفجارات”. الى ذلك، نددت الصين امس بالهجوم ضد موكب للمراقبيين الدوليين اول من امس.

واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية هونغ لي ان “الصين تندد بالاعتداء”. اضاف “ندعو جميع الاطراف في سوريا الى وقف اعمال العنف نهائيا والى التعاون مع مراقبي الامم المتحدة ودعم عملهم وضمان امنهم لبدء عملية الحوار السياسي باسرع ما يمكن”، مشددا على ان “الصين سبق وساهمت في مهمة لمراقبي الامم المتحدة وستواصل دعمها لها والتعاون معها”.

مجلس الأمن يدين والمعارضة تتهم النظام وواشنطن تعتبره نتيجة “الهجوم الوحشي” للأسد على شعبه

انفجاران يستهدفان مجمع استخبارات “فرع فلسطين” في دمشق

                                            دان المجتمع الدولي الإنفجارين اللذين هزّا دمشق أمس واستهدفا منطقة تضم مجمع مخابرات “فرع فلسطين” المرهوب، وأديا الى سقوط 55 شخصاً من العسكريين والمدنيين وجرح أكثر من 300 آخرين، فيما اتهمت المعارضة نظام بشار الأسد بالوقوف خلفهما.

وهيمن الحادث على مناقشات في مجلس الأمن كانت مخصصة لمكافحة الإرهاب، حيث استخدم مندوب نظام الأسد في الأمم المتحدة بشار الجعفري الحادث لرمي التهم هنا وهناك، وخصوصا باتجاه تنظيم “القاعدة”، فيما رأت واشنطن ان الفوضى التي تسبب بها هذا النظام و”الهجوم الوحشي” للأسد على شعبه هي التي سمحت للتطرف بالنمو في سوريا.

الانفجاران وقعا بشكل شبه متزامن قرابة الساعة الثامنة صباحاً في منطقة القزازين على الطريق المتحلق الجنوبي في دمشق اثناء “توجه الموظفين الى اعمالهم والطلاب الى مدارسهم”، بحسب التلفزيون السوري.

لكن وكالة “رويترز” نقلت عن شاهد يسكن في المنطقة قوله إن التفجيرين سببا أضراراً محدودة في مجمع “فرع فلسطين”.

و”فرع فلسطين” هو أكثر أجهزة المخابرات المرهوبة الجانب في سوريا والتي يصل عددها إلى أكثر من 20 جهازا.

مجلس الامن الدولي دان بقوة “الهجمات الارهابية” وحض الكل على الالتزام بخطة السلام التي تدعمها الامم المتحدة. وقال سفير اذربيجان في الامم المتحدة اقشين مهدييف قارئاً من البيان الذي وافق عليه مجلس الامن باجماع اعضائه: “استنكر اعضاء مجلس الامن بأشد العبارات الهجمات الارهابية التي وقعت في دمشق في 10 أيار (مايو) مسببة سقوط العديد من القتلى والجرحى”.

واكدت الدول الاعضاء الخمس عشرة مجددا “دعمها التام” لبعثة المراقبة الدولية في سوريا وللمبعوث الدولي ـ العربي إلى سوريا كوفي انان.

وسعى سفير نظام الأسد في الامم المتحدة بشار الجعفري الى استخدام التفجيرين لمصلحة نظامه، وزعم ان في حوزة حكومته لائحة من 12 “ارهابيا اجنبيا” قتلوا في سوريا بينهم فرنسي وبلجيكي وبريطاني.

واعلن اثناء نقاش حول مكافحة الارهاب في مجلس الامن الدولي “لدينا لائحة من 12 اسماً لارهابيين اجانب قتلوا في سوريا بينهم مواطن فرنسي ومواطن بريطاني ومواطن بلجيكي”. لكنه لم يعط توضيحات بشان ظروف مقتل هؤلاء الاجانب.

كما اعلن الجعفري ايضا ان حكومته تملك اعترافات مسجلة لـ”26 ارهابياً بعضهم مرتبط بالقاعدة”. واوضح لاحقاً للصحافيين ان الغالبية من هؤلاء هم من التونسيين والليبيين اضافة الى فلسطيني واردني. وهذه الاعترافات بثها التلفزيون السوري، كما قال.

وقال الجعفري ايضا ان “انفجارا” اخر وقع في حلب (شمال) صباح امس واسفر عن “سقوط عدد من الضحايا المدنيين” واضرار مادية جسيمة. ولم يعط توضيحات حول هذا الانفجار.

وكانت وزارة الخارجية السورية بعثت برسائل الى مجلس الأمن الدولي طالبته فيها بإدانة التفجيرين.

لكن “المجلس الوطني السوري” اتهم نظام بشار الاسد بالوقوف خلف الانفجارين، مؤكداً ان مكانهما وقوتهما الكبيرة هما دليل على “ضلوع النظام بهذه الجريمة”.

وقال المجلس في بيان انه “يدين التفجيرات التي طالت الابرياء في دمشق (…) ويؤكد ان مثل هذه التفجيرات بالقرب من المراكز الامنية لا يمكن ان يقوم بها الا النظام والقوة الكبيرة للانفجار تؤكد ضلوعه بهذه الجريمة”.

واعتبر المجلس ان النظام “يحاول من خلال هذه التفجيرات اثبات كذبه بان هناك عصابات مسلحة تعيق الاصلاحات المزعومة وتعبث بأمن المواطنين”، محملاً اياه “المسؤولية الكاملة عن هذه التفجيرات”.

واكد البيان ان “من ضحايا التفجير من أسماؤهم موثقة كسجناء لدى النظام حيث يقوم النظام بسرقة جثث الشهداء ووضعها في أماكن التفجيرات مدعياً أنهم ضحايا التفجيرات الارهابية وهو بذلك يسعى لاثبات ادعائه وجود تنظيم القاعدة في سوريا”، متسائلاً “لماذا لم تحدث هذه التفجيرات اثناء الانتخابات الهزلية”، في اشارة الى الانتخابات التشريعية التي شهدتها سوريا الاحد.

واعتبر المجلس ان “النظام يهدف من خلال نشر هذه الفوضى إلى تعطيل مهمة المراقبين وخلط الأوراق والقتل العشوائي ويهدف كذلك إلى صرف الإعلام عن جرائمه التي يرتكبها بحق المدنيين” مثل “حملات الاعتقالات” و”رمي الطلبة من الأسطح” في جامعة حلب، بحسب ما جاء في البيان.

واتهم “المجلس العسكري للجيش السوري الحر في دمشق وريفها” النظام بتدبير الانفجارين، منددا بهذا “العمل الارهابي الجبان”. وطالب المجلس الذي يضم العسكريين المنشقين عن القوات النظامية في دمشق وريفها “بتشكيل فريق من الخبراء الدوليين للتحقيق في هذه التفجيرات بالسرعة القصوى”، مشيرا الى ان “الجيش الحر لا يملك الامكانيات الكبيرة للقيام بهذين التفجيرين” وان عناصره انشقوا عن القوات النظامية “لحماية المدنيين وليس لقتلهم”.

واثناء زيارة الى موقع الانفجارين، اطلق رئيس فريق المراقبين الدوليين العاملين في سوريا الجنرال روبرت مود الخميس نداء للمساعدة على وقف اعمال العنف في سوريا.

وقال مود في تصريحات للصحافيين “ادعو الجميع في سوريا وخارجها الى المساعدة على وقف اعمال العنف هذه”، مضيفا “هذا مثال آخر على ما يعانيه الشعب السوري من اعمال العنف. لقد شاهدنا هذه الاعمال في دمشق وفي مدن وقرى اخرى في سوريا”.

وتابع “اود ان اعبر عن تعازي الخالصة الى اولئك الذين فقدوا اعزاء لهم في هذا الحادث المأسوي، والى كل الشعب السوري الذي يعيش حوادث مأسوية مماثلة بشكل يومي منذ اشهر طوال”.

البيت الابيض الأميركي ندد بالتفجيرين. وقال المتحدث جاي كارني: “مثل هذه الهجمات التي تسفر عن قتل وإصابة المدنيين بدون تمييز تستحق التنديد ولا يمكن تبريرها”، مضيفا “انها تذكرنا ايضا بالحاجة العاجلة للتوصل إلى حل سياسي قبل فوات الأوان”.

وتابع كارني الذي كان يتحدث الى الصحافيين على متن طائرة الرئاسة الاميركية “لا نعتقد أن (هذا) النوع من الهجمات التي شاهدتموها في دمشق تعبر عن المعارضة. يوجد بوضوح عناصر متطرفة في سوريا كما نقول دوما تحاول استغلال الفوضى في البلاد.. الفوضى التي تسبب فيها هجوم الأسد الوحشي على شعبه”.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند اكدت ان “جميع اشكال العنف التي ينجم عنها قتل واصابة المدنيين بشكل عشوائي تستحق الشجب ولا يمكن تبريرها”. واضافت “نواصل دعوة النظام السوري الى التطبيق الكامل والفوري” لخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لوقف العنف في سوريا “من اجل منع مزيد من تصاعد العنف” في هذا البلد.

في المواقف ايضا، ندد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بالاعتداء وطلب من النظام والمعارضة في سوريا “النأي بنفسيهما” عن الارهاب، بحسب المتحدث باسمه مارتن نيسيركي.

واكد بان كي مون “مجددا ضرورة التعاون الفوري والكامل مع جهود الامم المتحدة الهادفة الى انهاء العنف ووقف انتهاكات حقوق الانسان وضمان العمل الانساني وتسهيل عملية انتقال سياسي يقودها السوريون بانفسهم”.

ودان المبعوث الدولي والعربي الى سوريا كوفي أنان الهجمات، معتبراً أنها “غير مقبولة”. وأوضح الناطق أحمد فوزي في بيان خطي حصلت وسائل الإعلام على نسخ منه أن أنان يدين “بأقصى العبارات الاعتداءات التي وقعت في وقت سابق اليوم (أمس) في دمشق”.

كما دان المتحدث باسم الديبلوماسية الاوروبية مايكل مان التفجيرين، مشددا على ان “التصعيد في التفجيرات والانتهاكات المتواصلة لوقف اطلاق النار تجعل من مهمة انان اكثر صعوبة وانما ايضا اكثر اهمية”، مؤكدا ان خطة انان “تبقى افضل طريقة للتقدم” نحو حل للازمة السورية.

ونددت وزارة الخارجية الفرنسية بالهجوم، معتبرة ان “النظام يتحمل المسؤولية الكاملة في الفظاعات التي تشهدها سوريا”. وقال المتحدث باسمها برنار فاليرو ان النظام السوري “من خلال اختياره القمع الاعمى والوحشي، غرق في دائرة عنف لا مخرج منها”، مشددا على ان خطة انان تمثل الفرصة الاخيرة للخروج من الازمة.

وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ “انني ادين الهجمات في دمشق(…). مرة أخرى فإن الشعب في سوريا هو الذي يعاني نتيجة لأعمال القمع والعنف، التي يجب أن تنتهي”. واشار الى ان “الهجوم (أول من أمس) على دورية المراقبين في محافظة درعا يدل على مدى صعوبة الظروف وخطورتها على الأرض”.

وفي موسكو قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف للصحافيين بعد محادثات في بكين مع نظيره الصيني يانغ جيشي “نطلب من جميع الاطراف وقف العنف والتعاون مع انان”، مشيرا في الوقت نفسه الى ان موقف بلاده من الوضع في سوريا لن يتغير.

ودانت تركيا التفجيرين. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن “تركيا تدين بشدة انفجار دمشق الذي أسفر عن سقوط خسائر في الأرواح وهو الحادث الذي لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال”. وطالب بـ”وقف تدفق شلال الدم، وتلبية المطالب المشروعة للشعب السوري فوراً”.

ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي التفجيرين. وحذر من مضاعفات هذا التصعيد الخطير لأعمال العنف واستمرار التفجيرات والأعمال العسكرية في أنحاء مختلفة من سوريا.

(ا ف ب، رويترز، يو بي اي، ا ب، “المستقبل”)

المجلس الوطني السوري يتهم النظام بمحاولة “نسف خطة انان ” بالتفجيرات

طوكيو – هارومي اوزاو – اتهم رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الجمعة في طوكيو النظام السوري بمحاولة “نسف خطة انان” الهادفة لوقف اعمال العنف المستمرة في البلاد منذ 14 شهرا، وذلك غداة اعتداءين اوقعا 55 قتيلا في دمشق. وقال برهان غليون خلال مؤتمر صحافي ان “النظام يحاول الان نسف خطة انان مع وسيلة جديدة هي الارهاب” في اشارة الى خطة الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان لوقف اعمال العنف في البلاد.

ونددت عدة دول في العالم بالانفجارين اللذين يعتبران الاكثر دموية منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السوري.

وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم الذي عزز المخاوف من اندلاع حرب اهلية في البلاد حيث يجري انتهاك وقف اطلاق النار بانتظام منذ دخوله حيز التنفيذ في 12 نيسان/ابريل.

واتهم غليون الجمعة النظام السوري بالوقوف وراء الهجمات التي ادت ايضا الى اصابة حوالى 372 شخصا بجروح وبالتآمر مع جهات خارجية.

وقال للصحافيين “ان النظام تعامل بشكل وثيق جدا مع القاعدة والعراق” معتبرا ان تفجيري دمشق يشيران الى تغيير في التكتيك.

وقال “يجب ان نلاحظ توقيت هذه التفجيرات، فقد بدأت التفجيرات تقريبا مع سحب النظام اسلحته الثقيلة من المدن، ونعتقد ان هناك ترابط”.

وانفجرت سيارتان مفخختان الخميس في احد احياء دمشق ما اوقع 55 قتيلا و372 جريحا في الاعتداء الاكثر دموية الذي يقع في البلاد خلال حوالى 14 شهرا من انتفاضة شعبية.

وضمت الصين وروسيا، اللتان عرقلتا الجهود الدولية لاصدار ادانة اقوى لنظام الرئيس السوري، صوتيهما الى الدول الاخرى في مجلس الامن المنددة بالهجمات.

ودان اعضاء مجلس الامن ال15 “باشد التعابير الهجمات الارهابية” في العاصمة السورية كما جاء في بيان.

ودعا المجلس كل الاطراف الى تطبيق النقاط الست الواردة في خطة انان “فورا وبشكل شامل” وخصوصا “من اجل وقف كل اعمال العنف المسلحة”.

من جهتها دانت الولايات المتحدة بشدة التفجيرات التي ندد بها ايضا مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان معتبرا انها “غير مقبولة”.

الى ذلك اعتبر غليون ان “خطة انان في ازمة اليوم” مضيفا “اذا واصل النظام السوري تحديها واذا واصل اللجوء الى الارهاب والقنابل، فان الخطة ستنتهي”.

وانتقد غليون نظام الرئيس بشار الاسد لاستخدامه “تكتيك الانفجارات في المدن بهدف ترهيب الشعب”.

ودعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المجموعة الدولية الى عدم تخفيف الضغط عن دمشق.

وقال “اذا ارادت المجموعة الدولية انقاذ خطة انان، فعليها ان تبدأ الان. هؤلاء الذين يحاولون نسف الخطة سيتعين محاسبتهم”.

ودعا “جميع البلدان التي تدعم الخطة للقيام بمبادرات لتشديد الضغط على النظام السوري”.

وانتقد خطة انان لعدم تضمنها عقوبات في حال الفشل.

وقال “ان لم يطبق النظام الخطة، فلن تتم معاقبته، وهذا ما يثير قلقنا. الاسد يشعر بان في وسعه التهرب من الخطة بدون التعرض لعواقب”.

ويزور غليون طوكيو من اجل الحصول على دعم للمجلس الوطني السوري وسط المأزق الدبلوماسي المستمر في الازمة.

وتواصل روسيا والصين، حليفتا دمشق، عرقلة اي تحركات جوهرية من قبل المجموعة الدولية للضغط على النظام.

واوقعت اعمال العنف المستمرة منذ اذار/مارس 2011 اكثر من 12 الف قتيل معظمهم من المدنيين الذين قضوا في اعمال القمع، وقد سقط اكثر من 900 منهم منذ 12 نيسان/ابريل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

هذا فيما اعتبرت الصحف السورية الصادرة الجمعة ان التفجيرين “الارهابيين” اللذين وقعا الخميس واسفرا عن مقتل اكثر من 55 شخصا وجرح اخرين يهدفان الى افشال خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان مطالبة اياه بكشف “الحقائق”.

وذكرت صحيفة تشرين الحكومية ان التفجيرين يحملان “رسالة واضحة مفادها أن الجهات والدول المتورطة في الأحداث السورية مستمرة في تصعيدها ودعمها للعمليات الإرهابية، وتوفير ما تحتاجه المجموعات المسلحة من أموال وأسلحة، بغية المحافظة على مستوى معين من القتل والتخريب، سعيا منها لإفشال مهمة المبعوث الأممي كوفي عنان وخطته الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة”.

واعتبرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم ان الشعب السوري “لن يتقبل، الى ما لا نهاية، إصرار أنان على الوقوف في الوسط، وحرصه على خطب ود التحالف الغربي بتهربه من مكاشفة مجلس الأمن بالحقائق”. واضافت “لم يعد الشعب السوري يطيق السلوكية العبودية لدى (الامين العام للامم المتحدة بان) كي مون، عندما يقصر إدانته، مرة أخرى، على العمليات الإرهابية، دون أن يتوجه بهذه الإدانة للارهابيين أنفسهم”.

وتساءلت الصحيفة “هل ينبغي على السوريين أن يدفعوا من دمائهم ثمن نجاح خطة وافق عليها التحالف الغربي مكرها فيما هو يدرك ضمنا أنها لن تكون إلا مصيدة لتقطيع أذرعه الإقليمية، التي تدير وتشرف على عمليات تمويل وتهريب الأسلحة والمسلحين الى سوريا”.

من جهتها اعتبرت صحيفة الثورة الرسمية ان “محاربة الإرهاب لا تحتمل الانتقائية ولا الاستنسابية.. وتقتضي تجفيف منابعه.. مواجهة داعميه ومموليه.. مقاضاة منظريه ومحاكمة منفذيه”.

واضافت الصحيفة ان “الدور يتجاوز الإدانة والاستنكار.. والفرصة متاحة كي يغفر البعض لنفسه أخطاء حياده وصمته كل هذا الوقت ويتيح له الانتقال إلى حيث يجب أن يكون ” معتبرة انه “في الدم السوري.. باتت المهادنة مرفوضة”.

ورأت تشرين ان “بعض الدول والجهات أصبحت تفضل اليوم استخدام ورقة التنظيمات الإرهابية الإقليمية والدولية على غيرها من الأوراق، التي فشلت من خلالها سابقا في العبث باستقرار سوريا وقيادتها نحو حرب أهلية وتدخل عسكري دولي”.

واشارت الصحيفة الى “تطور الأوضاع في سوريا منذ الدعوة العلنية لسعود الفيصل وحمد بن جاسم لتسليح (المعارضة) السورية وحتى اليوم”.

كما طالبت الصحيفة المجتمع الدولي “بما هو أبعد من مجرد إدانات وتعاطف” ومواجهة ما تتعرض له البلاد عبر “تطبيق ما كانت قد أجمعت عليه الأسرة الدولية من إجراءات وقرارات لمواجهة الإرهاب ومحاربته عالميا بدءا من تجفيف قنوات التمويل المالي مرورا بوقف الدعم اللوجستي والعسكري وانتهاء بمنع وملاحقة التحريض والاحتضان الفكري والتدريبي للإرهاب”.

وانفجرت سيارتان مفخختان الخميس في احد احياء دمشق ما اوقع 55 قتيلا و372 جريحا في الاعتداء الاكثر دموية الذي يقع في البلاد خلال حوالى 14 شهرا من انتفاضة شعبية.

وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم الذي عزز المخاوف من اندلاع حرب اهلية في البلاد حيث يجري انتهاك وقف اطلاق النار بانتظام منذ دخوله حيز التنفيذ في 12 نيسان/ابريل.

نائب مرشد “الإخوان” في سوريا: تفجيرا دمشق من صنع نظام الأسد

اتّهم نائب المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا وعضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري محمد فاروق طيفور نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراء التفجيرين اللذين استهدفا العاصمة السورية دمشق صباح الخميس وأسفرا عن مقتل 55 شخصاً بحسب بيان صدر عن وزارة الداخلية السورية.

وقال طيفور في حديث لإذاعة “الفجر”: “إن النظام السوري يعتمد أسلوب التفجيرات بعدما فشل في قمع الحركة الاحتجاجية الشعبية الواسعة المطالبة برحيله”، معتبراً أن انفجاري دمشق من “صناعة النظام”.

(بيان)

دعوات للتظاهر والمعارضة تنأى عن تفجيرات دمشق

                                            دعا عدد من مواقع الثورة السورية إلى التظاهر اليوم الجمعة تحت شعار “نصر من الله وفتح قريب”، وذلك بعد يوم من تفجيرين عنيفين هزا العاصمة دمشق وأوقعا 55 قتيلا بحسب المصادر الرسمية، وهما التفجيران اللذان نفت المعارضة مسؤوليتها عنهما وحملتهما للنظام.

 ومثلما دأب عليه الناشطون السوريون، وجهت مواقع للمعارضة دعوات إلى الشعب السوري للتظاهر عبر مناطق سوريا المختلفة اليوم في جمعة “نصر من الله وفتح قريب”  للمطالبة بإسقاط النظام.

وتأتي هذه الدعوات في ظل استمرار الانتهاكات التي تنفذها القوات النظامية، فقد أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تسجيل أربعة قتلى صباح اليوم في كل من حمص ودمشق وريفها وإدلب.

وأشار ناشطون إلى أن أحياء في حمص تعرضت منذ فجر اليوم إلى قصف كثيف، وأن إطلاق نار كثيفا سمع في بلدة كفرنبل قرب إدلب، وفي مناطق عدة من درعا وريف دمشق، فيما شهد حي المرجة في مدينة حلب شن عناصر الأمن والشبيحة حملات دهم واعتقال.

وفي دير الزور قالت شبكة شام الإخبارية إن قوات الأمن وعناصر من الشبيحة اقتحمت المدينة واعتقلت عددا من الناشطين بمساندة قوات وعربات الجيش السوري، وتحديدا في حارتي الفنون التشكيلية وحارة مسجد أبي ذر إضافة إلى انتشار أمني وعسكري كبير في القورية.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها قامت بالتعاون مع مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، بتوثيق ما لا يقل عن 225 نقطة خرق لمبادرة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان وذلك عبر إطلاق نار مباشر وقصف مدفعي واقتحامات من قبل قوات الجيش السوري استهدف المتظاهرين السلميين، مما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى وتسجيل عدد من الاعتقالات. وأكد ناشطون أن حصيلة قتلى الأمس وصلت إلى 39 في عدة مدن سورية.

مسؤولية التفجيرين

وكانت وزارة الداخلية السورية أكدت أن 55 على الأقل قتلوا وأصيب 372 في آخر حصيلة للتفجيرين اللذين وقعا أمس الخميس قرب منطقة مفرق “القزاز” على الطريق الدائري الجنوبي في دمشق.

وأوضحت الوزارة أن التفجيرين تمّا بواسطة سيارتين مفخختين محملتين بكميات كبيرة من المواد المتفجرة التي تقدّر بأكثر من ألف كيلوغرام.

وقالت الوزارة في رسالتين إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة إن دمشق تتعرض لهجمة إرهابية “تقودها تنظيمات تتلقى دعما ماليا وتسليحا من جهات أعلنت تأييدها لهذا الجرائم الإرهابية”.

وأكد السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري أمس، أن في حوزة دمشق “لائحة من 12 اسما لإرهابيين أجانب قتلوا في سوريا بينهم مواطن فرنسي ومواطن بريطاني ومواطن بلجيكي”. لكنه لم يعط توضيحات عن ظروف مقتل هؤلاء الأجانب.

وأعلن أثناء نقاش عن مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن الدولي أن حكومته تملك اعترافات مسجلة لـ”26 إرهابيا بعضهم مرتبط بالقاعدة”. وأوضح لاحقا للصحفيين أن الغالبية من هؤلاء هم من التونسيين والليبيين إضافة إلى فلسطيني وأردني. وأشار إلى أن هذه الاعترافات بثها التلفزيون السوري.

في المقابل اتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام بتدبير انفجاري أمس لردع المحتجين ومنع المراقبين الدوليين من القيام بدورهم، حسب تعبيره. وأدان الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين التفجيرين ووصفهما بالإرهابيين، قائلا إن النظام السوري يقف وراءهما. وأكد التزام الجيش الحر بوقف إطلاق النار وتطبيق خطة كوفي أنان.

وحملت الهيئة العامة للثورة السورية النظام مسؤولية التفجيرين، وبررت موقفها بأن التفجيرين يصبان في مصلحة النظام، وتزامنا مع تصريحات بقرب فشل مبادرة أنان، وأكدت أن الهجومين يستهدفان “وضع الناس بحالة اختيار بين المطالبة بالحرية والأمان”.

جولات المراقبين

وزار وفد المراقبين الدوليين أمس محافظتي حمص وحماة في الوقت الذي تصل فيه أعداد جديدة من المراقبين إلى دمشق.

ففي حمص زار فريق المراقبين حي الخالدية ومدينة تلبيسة في ريف حمص، وفي حماة تفقد الوفد قسم شرطة الشريعة وجامع الفلاح ودوار السباهي وحي الأربعين والتقى عددا من المواطنين.

وقال مصدر سوري مطلع ليونايتد برس إنترناشيونال إن عشرة مراقبين دوليين يحملون الجنسية الدانماركية وصلوا مساء أمس الخميس إلى دمشق، ليرتفع عدد المراقبين إلى 123 حتى الآن، وينتظر أن يبلغ  عدد المراقبين إلى ثلاثمائة مراقب عملاً بخطة كوفي أنان.

واشنطن تعوّل على خطة أنان بسوريا

                                            أكدت الإدارة الأميركية أنه من السابق لأوانه إعلان فشل جهود المبعوث الأممي والعربي لسوريا كوفي أنان، وذلك رغم التفجيرين الكبيرين اللذين هزا أمس العاصمة دمشق وأوقعا عشرات القتلى ومئات الجرحى، واللذين قوبلا بتنديد دولي واسع. وحمّل النظام السوري أطرافا “إرهابية” مسؤولية وقوعهما، بينما اتهمت المعارضة النظام بتدبيرهما.

فمن جانبها رأت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس أن الوقت لم يحن بعد للقول إن بعثة الأمم المتحدة ومبادرة أنان قد فشلتا، وذلك “على الرغم من شكّنا في استعداد الحكومة السورية ورغبتها بتنفيذ التزاماتها، فإن ما يحاول أنان عمله منطقي لحد كبير ونحن ندعمه”.

ورأت رايس أنه إذا جرى تنفيذ خطة أنان بالكامل فإنها قد تنهي العنف وتسفر عن انتقال لحكومة دون بشار الأسد، وأضافت أنه “ربما تكون هي الفرصة الأخيرة لمحاولة حل الأزمة عبر الطرق السلمية”.

ووصفت فكرة تسليح المعارضين بأنها “غير حكيمة”، مشيرة إلى أن بلادها تكتفي حاليا بدعم المعارضة السورية سياسيا وماديا، “لكنه دعم مادي غير مميت، معدات الاتصال والإمدادات الطبية وما شابه ذلك”، واعتبرت أن تفجيري الأمس مثال كبير على أن الوضع أصبح عسكريا بالفعل وعنيفا بما يكفي، “ولا نعتقد أنه أمر حكيم أن نساهم بضخ المزيد من الأسلحة والمعدات فيه”.

وقالت رايس إن واشنطن لا تعرف المسؤول عن تفجيري الأمس، لكنها أكدت أن الحكومة السورية مسؤولة بنهاية المطاف عن تصاعد العنف خلال العام الماضي، وقالت “رأينا بعض الأدلة على تصاعد نشاط المتعصبين، وربما يكون ما حدث اليوم أحد هذه المظاهر”.

وردا على سؤال عما قد تفعله واشنطن لتعزيز السلام بسوريا، قالت إن الإدارة الأميركية تعمل مع حلفاء لها لتشديد العقوبات خارج الأمم المتحدة وزيادة الضغط على الأسد.

من جانبه اتهم زعيم المعارضة السورية بالخارج برهان غليون النظام السوري بتدبير التفجيرين، في محاولة لإفشال خطة أنان للتهدئة بسوريا.

وقال غليون في تصريحات صحفية إن النظام السوري غير من تقنياته في مواجهة مطالب الشعب بالإصلاح، وأنه أصبح يلجأ لأساليب إرهابية بعد أن سحب الكثير من قواته من المدن السورية.

وتدعو خطة أنان إلى نشر ثلاثمائة مراقب أعزل لمتابعة الهدنة التي بدأت بتاريخ 12 من الشهر الماضي.

وبدورها اعتبرت وزارة الخارجية السورية تفجيرا الأمس دليلا على أن سوريا تواجه “إرهابا مدعوما من الخارج”.

إدانة واسعة

وقد قوبل تفجيرا أمس اللذين يعتبران الأعنف منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا قبل نحو 14 شهرا؛ بإدانة دولية واسعة، أبرزها الاستنكار الشديد اللهجة الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي الذي دعا كافة الأطراف لوقف جميع أشكال العنف المسلح، والالتزام بخطة أنان.

كما طالب الأمين العام لـالأمم المتحدة بان كي مون كافة الأطراف بالالتزام بتعهداتها بوقف العنف المسلح بكافة أشكاله وحماية المدنيين.

وأكد البيت الأبيض أنه لا يمكن تبرير هذين التفجيرين اللذين أسفرا عن مقتل 55 وإصابة 372، وشدد على أهمية التوصل لحل سياسي قبل فوات الأوان، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني “لا نعتقد أن هذا النوع من الهجمات يعبر عن المعارضة السورية”.

في المقابل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن التفجيرين ربما كانا من تنفيذ “إرهابيين” محليين بمساعدة قوى خارجية، وتعهد إلى جانب نظيره الصيني يانغ جي تشي في ختام مباحثاتهما ببكين ببذل جهود مشتركة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

ودعا وزيرا خارجية ألمانيا وكندا لاحترام خطة أنان، بينما أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان باتصال مع الأسد أن استمرار التفجيرات بسوريا ليس السبيل الأمثل لبلوغ الديمقراطية بالبلاد، وإنما هو الجلوس لطاولة الحوار.

وقال حزب الله في لبنان “هذه الجرائم الإرهابية تعبر عن إفلاس المجرمين ويأسهم من ضرب إرادة السوريين، وثنيهم عن الوقوف سدا منيعا في وجه المؤامرة الكبرى التي تستهدف وجودهم ودولتهم”.

فيما نبه أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية من تخوف مجموعة دول عدم الانحياز من انزلاق سوريا لمستنقع حرب أهلية.

قتلى في سوريا على وقع تظاهرات حاشدة

العديد من المدن خرجت في جمعة “نصر من الله وفتح قريب” هاتفة بإسقاط النظام

العربية.نت

خرجت العديد من المدن السورية، كما في كل نهار جمعة بعيد الصلاة، للتظاهر والهتاف بإسقاط النظام في جمعة ما سمّاها الناشطون جمعة “نصر من الله وفتح قريب”. وأفادت لجان التنسيق المحلية بخروج تظاهرة حاشدة في بلدة كفرشمس بدرعا على الرغم من التواجد الأمني الكثيف تهتف بإسقاط النظام.

كذلك خرجت احتجاجات في منين بريف دمشق تهتف للحرية، وتكرر المشهد في الأتارب في حلب. وفي المقابل شهدت منطقة القصير في حمص وصول لجنة المراقبين الدوليين إلى المدينة.

إلى ذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط ستة قتلى في إدلب وحرستا بريف دمشق وحماة.

وفي التفاصيل قالت شبكة “شام” إن جيش النظام اقتحم بلدتي بلحسن والقصيعية في ريف حماة، وشنّت القوات العسكرية حملة اعتقالات واسعة، كما قصف الجيش الرستن في ريف حمص بالمدفعية. وتعرضت بلدة تلكلخ في ريف حمص الى قصف بالأسلحة الثقيلة.

وفي إدلب أفادت شبكة “شام” بسماع دوّي انفجارات في منطقة جبل الزاوية دير الزور، كما شهدت حملة اعتقالات طالت العشرات من الناشطين.

الجيش السوري الحر يتهم نظام الأسد بتفجيري دمشق

وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أكد وجود القاعدة في سوريا

العربية.نت

أعلن المجلس العسكري للجيش السوري الحر في دمشق وريفها أن تفجيري

دمشق من صنع النظام الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عنهما، مطالباً في الوقت نفسه الأمم المتحدة بتشكيل فريق من الخبراء الدوليين للتحقيق في التفجيرين.

ورداً على اتهامات النظام له، أكد المجلس أن الجيش الحر لا يملك من الأساس أي إمكاناتٍ للتحضير لتفجير بهذا الحجم، وأنه انشق ليحمي الشعب. كما أكد قائد المجلس العسكري في دمشق العقيد خالد الحبوس لـ”العربية” أن التفجيرات من فِعل النظام.

وفي المقابل، أكد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا وجود تنظيم القاعدة في سوريا، مشيراً إلى أنه استفاد من حال الفوضى في البلاد، على حد وصفه، إلا أنه لفت في الوقت نفسه إلى أن المعلومات المتوافرة حول نشاط القاعدة في سوريا ضبابية، قائلاً إنه “لا وجود لمعلومات جيدة تشير الى مدى فعالية نشاطهم هناك، ولهذا السبب نحن غير قادرين على معرفة ماذا يفعلون، لكنهم مصدر قلق، وبصراحة نحن نبذل كل ما في وسعنا لتحديد أي نوع من التأثير لديهم في سوريا”.

كما أشار إلى أن عملية وقف إطلاق النار في سوريا غير فعالة، وذكر بأن مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي عنان عبر بنفسه عن مخاوفه من حيث التزام الطرفين بوقف إطلاق النار. وأكد أن الولايات المتحدة تواصل حثّ الأسد على التنحي عن السلطة.

ومن جهتها، رأت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس أنه من السابق لأوانه إعلان فشل جهود كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا لإنهاء 14 شهراً من العنف.

وقالت: “لا أعتقد أن الوقت قد حان للقول إن بعثة الأمم المتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار ومبادرة عنان فشلتا”. وأضافت “على الرغم من تشككنا في استعداد الحكومة السورية ورغبتها في تنفيذ التزاماتها فإن ما يحاول عنان عمله منطقي إلى حد كبير ونحن ندعمه”.

وكانت رايس ذكرت سابقاً أن واشنطن ستزيد المساعدات غير المميتة للمعارضة السورية لمساعدتها على توحيد صفوفها ودعمها.

كما أشارت إلى أن “تفجيري أمس مثال كبير على أن الوضع أصبح عسكريا بالفعل وعنيفاً بما يكفي، ولا نعتقد أنه أمر حكيم أن نساهم في هذا بضخ المزيد من الأسلحة أو المعدات فيه”. ولفتت إلى أن واشنطن لا تعرف المسؤول عن تفجيري أمس لكنها أكدت أن الحكومة السورية مسؤولة في نهاية المطاف عن تصاعد العنف خلال العام الماض، لكنها لفتت إلى أن لدى الحكومة الأمريكية بعض الأدلة على تصاعد نشاط المتعصبين وربما يكون ما حدث أحد تلك المظاهر.

ومن جهته، اتهم رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون اليوم الجمعة في طوكيو النظام السوري بمحاولة “نسف خطة عنان” عبر الارهاب. وانتقد كذلك نظام الرئيس بشار الأسد لاستخدامه “تكتيك الانفجارات في المدن بهدف ترهيب الشعب”.

كما أكد غليون أن “خطة عنان في أزمة اليوم”، مضيفاً “إذا واصل النظام السوري تحديها وإذا واصل اللجوء الى الارهاب والقنابل، فإن الخطة ستنتهي. ودعا المجموعة الدولية الى عدم تخفيف الضغط على دمشق، بل محاسبة ناسفي الخطة”، كما وصفهم.

“المغاوير” يدربون الجيش السوري الحر

سلام هنداوي- إدلب – سكاي نيوز عربية

اتخذت مجموعة تطلق على نفسها “المغاوير” مركزا لإجراء تدريبات عسكرية في نقطة جبلية من ريف إدلب بسوريا، وهو تجمع متنقل حسب الوضع الأمني يهدف إلى تدريب المدنيين الذين يودون الانضمام للجيش السوري الحر.

وقال أحد القادة بالجيش السوري الحر لـ”سكاي نيوز عربية” إن الضباط والعسكريين المنشقين عن الجيش النظامي يدخلوا بكثرة في الجيش الحر، مضيفا أنه يتم أيضا إدخال المدنيين في صفوف الجيش الحر وهم غالبا من العسكريين القدماء.

وتشمل التدريبات التي يتلقاها العناصر المنضمة حديثا على كيفية القيام بعمليات دهم واعتقال وحيازة أسلحة، ويتم الفرز لمجموعات حسب اختيار المتطوع، ثم توزع عليها المهام القتالية والاستطلاعية والشرطية لتسيير شئون الأهالي.

وذكر أحد المنتسبين للجيش الحر لـ”سكاي نيوز عربية” بأن مجموعة قامت بمهام استطلاعية للشبيحة والجيش النظامي لمراقبة تحركاتهم في حالة الهجوم على تجمع الجيش الحر وتنبيه الكتائب بتحركات الجيش.

ويواجه الجيش الحر صعوبات في توفير الأسلحة للمنتسبين الجدد، حيث يغنمونها بحسب قولهم خلال المواجهات مع الجيش النظامي.

ويتبع الجيش الحر تكتيك الانتشار على مساحات متفرقة وواسعة ضمن مجموعات تتراوح بين 5 إلى 7 أفراد لتفادي استهدافهم جوا، وبسبب عدم التكافؤ في التسليح يفضل الجيش الحر استدراج الجيش النظامي للقتال في المناطق الجبلية الوعرة.

يذكر أن تأسيس الجيش السوري الحر جاء على أيدي ضباط مُنشقون عن الجيش العربي السوري في 29 يوليو 2011 لحماية المتظاهرين السوريين، تحت قيادة العقيد رياض موسى الأسعد.

وقام الجيش السوري الحر لاحقا بعدة هجمات على أهداف أمنية في مدن مختلفة.

ويلقى كلا من الجيش السوري والجيش الحر اتهامات واسعة من قبل منظمات حقوقية بانتهاك حقوق الإنسان خلال هذا الصراع.

ويتكون الجيش الحر من عدة كتائب منها كتيبة خالد بن الوليد في محافظة حمص، كتيبة القاشوش في مدينة حماة، كتيبة أبي الفداء في شمال محافظة حماة، كتيبة معاذ الركاض في مدينة دير الزور، كتيبة الله أكبر في مدينة البوكمال، كتيبة حمزة الخطيب في جبل الزاوية، كتيبة الأبابيل في مدينة حلب، كتيبة آل الهرموش في معرة النعمان ومحيطها ومناطق أخرى من محافظة إدلب، كتيبة معاوية بن أبي سفيان في العاصمة دمشق، كتيبة أبو عبيدة بن الجراح في ريف دمشق كتيبة العمري في درعا، كتيبة الشهيد أحمد خلف في درعا، كتيبة الرشيد في الرقة، وسرية سومر إبراهيم في شمال شرق محافظة إدلب.

غليون: دمشق تسعى لنسف خطة أنان

سكاي نيوز عربية – أبوظبي

اتهم رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، الجمعة النظام السوري بمحاولة نسف خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان عبر الارهاب، وذلك غداة اعتداءين اوقعا 55 قتيلا في دمشق.

وقال برهان غليون خلال مؤتمر صحافي في العاصمة اليابانية طوكيو إن “النظام يحاول الآن نسف خطة أنان مع وسيلة جديدة هي الارهاب.”

وانتقد غليون نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاستخدامه “تكتيك الانفجارات في المدن بهدف ترهيب الشعب”.

وقال إن “خطة أنان في أزمة اليوم” مضيفاً “إذا واصل النظام السوري تحديها وإذا واصل اللجوء إلى الإرهاب والقنابل، فإن الخطة ستنتهي”.

ودعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المجموعة الدولية إلى عدم تخفيف الضغط على دمشق، مشيراً إلى أنه “إذا أرادت المجموعة الدولية انقاذ خطة أنان، فعليها أن تبدأ الآن. هؤلاء الذين يحاولون نسف الخطة سيتعين محاسبتهم”.

وتأتي تصريحات غليون متوافقة مع الاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية، في تحميل النظام مسؤولية التفجيرات التي ضربت دمشق الخميس وأسفرت عن مصرع وإصابة أكثر من 400 شخص.

وكانت دمشق شهدت الخميس “تفجيرين إرهابيين نفذهما انتحاريان بواسطة سيارتين مفخختين” أسفرا عن مصرع 55 شخصاً على الأقل وإصابة 372، بالإضافة إلى أشلاء مجهولين، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السورية “سانا”.

يشار إلى أن السلطات السورية والمعارضة تبادلتا الاتهامات بشأن المسؤولية عن أحد أعنف الاعتداءات في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من عام.

فقد أشار مندوب سوريا في مجلس الأمن بشار الجعفري إلى أن التفجيرين اللذين هزا دمشق الخميس “يحملان بصمات القاعدة”، فيما أكّدت المعارضة السورية أن “النظام السوري انتهج أسلوبا أكثر دموية لإجهاض الثورة”.

وقالت وزارة الخارجية السورية إن التفجيرين يشيران إلى أن سوريا تواجه إرهابا تدعمه دول أجنبية، وحثت مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على التصدي للدول أو الجماعات التي تدعم هذا النوع من العنف.

في المقابل، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض “نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلف الانفجارين”، معتبراً أن “النظام يحاول من خلال هذه التفجيرات إثبات كذبه بأن هناك عصابات مسلحة تعيق الاصلاحات المزعومة وتعبث بأمن المواطنين”.

من جهتها، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن “النظام السوري يستهل مسعى أكثر إثارة ودموية، وإن لم يكن مفاجئا، لإجهاض ثورة الحرية والكرامة وإغراقها بدماء المواطنين السوريين الأبرياء واستدراج المجتمع الدولي ومنظماته الأممية لتبني تصوره ومنظوره للأحداث في سورية”.

وأضافت اللجان في بيان تلقت سكاي نيوز عربية نسخة منه أن النظام “صعد إجرامه مستخدما الأساليب والأدوات ذاتها التي استعملها وأعوانه في سورية ولبنان والعراق بأوقات سابقة، لغرض تبرير سياسة القمع والقبضة الحديدة على الداخل السوري أو الدفاع عن بقاءه وبقاء أدواته خارج الحدود”.

وأكدت على استمرار “الثورة بأساليب العمل السلمي وأدواته”، محملة النظام السوري “المسؤولية السياسية والجنائية عن سقوط مدنيين أبرياء في هذين التفجيرين وما سبقهما”.

سوريا تتهم “القاعدة” بتفجيري دمشق

بهاء الحجار – أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تبادلت السلطات السورية والمعارضة الاتهامات بشأن المسؤولية عن أحد أعنف الاعتداءات في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من عام، إذ أشار مندوب سوريا في مجلس الأمن بشار الجعفري إلى أن التفجيرين اللذين هزا دمشق الخميس “يحملان بصمات القاعدة”، فيما أكّدت المعارضة السورية أن “النظام السوري انتهج أسلوبا أكثر دموية لإجهاض الثورة”.

وقالت وزارة الخارجية السورية إن التفجيرين يشيران إلى أن سوريا تواجه إرهابا تدعمه دول أجنبية، وحثت مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على التصدي للدول أو الجماعات التي تدعم هذا النوع من العنف.

في المقابل، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض “نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلف الانفجارين”، معتبرا أن “النظام يحاول من خلال هذه التفجيرات إثبات كذبه بأن هناك عصابات مسلحة تعيق الاصلاحات المزعومة وتعبث بأمن المواطنين”.

وأمام مجلس الأمن الدولي الذي استنكر بقوة “الهجمات الإرهابية” في دمشق، قال الجعفري إن “وتيرة العمليات الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المسلحة تزايدت، وتجلى ذلك في الانفجارات التي وقعت أخيرا في سوريا”.

وكشف أن لدى السلطات السورية “قائمة تضم 26 اسما لإرهابيين بعضهم مرتبط بالقاعدة”، مضيفا “نقلنا هذه القائمة إلى الأمين العام، بالاضافة الى اعترافات مسجلة للأشخاص أنفسهم يعترفون بأنهم قدموا إلى سوريا لتنفيذ عمليات إرهابية ونستطيع أن نزود أعضاء مجلس الأمن بها”.

وأضاف “لدينا لائحة من 12 اسما لارهابيين أجانب قتلوا في سوريا، بينهم مواطن فرنسي ومواطن بريطاني ومواطن بلجيكي”.

واتهم دولا عربية وأجنبية لم يسمها بدعم العمليات الإرهابية في سوريا.

من جهتها، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن “النظام السوري يستهل مسعى أكثر إثارة ودموية، وإن لم يكن مفاجئا، لاجهاض ثورة الحرية والكرامة وإغراقها بدماء المواطنين السوريين الأبرياء واستدراج المجتمع الدولي ومنظماته الأممية لتبني تصوره ومنظوره للأحداث في سورية”.

وأضافت اللجان في بيان تلقت سكاي نيوز عربية نسخة منه أن النظام “صعد إجرامه مستخدما الأساليب والأدوات ذاتها التي استعملها وأعوانه في سورية ولبنان والعراق بأوقات سابقة، لغرض تبرير سياسة القمع والقبضة الحديدة على الداخل السوري أو الدفاع عن بقاءه وبقاء أدواته خارج الحدود”.

وأكّدت على استمرار “الثورة بأساليب العمل السلمي وأدواته”، محملة النظام السوري “المسؤولية السياسية والجنائية عن سقوط مدنيين أبرياء في هذين التفجيرين وما سبقهما”.

وجاء تفجيرا الخميس بعد يوم من انفجار قنبلة بالقرب من مراقبين تابعين للأمم المتحدة يشرفون على تنفيذ وقف لإطلاق النار، وبعد أقل من أسبوعين على اعلان السلطات السورية أن مفجرا انتحاريا قتل 9 أشخاص على الأقل في دمشق.

يشار إلى أن التفجيرين اللذين أسفرا عن مقتل 55 شخصا وإصابة المئات، ألحقا ضررا بالغا بعملية وقف إطلاق النار التي يتابعها المبعوث الدولي كوفي أنان منذ 12 أبريل الماضي، وهي عملية فشلت حتى الآن في وقف إراقة الدماء، إذ لاتزال قوات الأمن تواجه متظاهرين سلميين وعددا من المعارضين المسلحين.

غير أن الدول الأعضاء الخمس عشرة جددت الخميس “دعمها التام” لبعثة المراقبة الدولية في سوريا ولكوفي أنان.

مصدر دبلوماسي عربي: الجامعة العربية ملتزمة بوحدة المعارضة السورية ولا انحياز لفريق دون آخر

القاهرة (11 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أشار مصدر دبلوماسي في جامعة الدول العربية إلى أن اهتمام الجامعة بعقد مؤتمر توحيدي للمعارضة السورية “نابع من التزامات وقرارات عربية ودولية ومن مسوغات أخلاقية”، مذكرا برغبة لدى الأمين العام نبيل العربي في توحد المعارضة

وحول اهتمام الجامعة العربية بلمّ شمل المعارضة السورية وقيامها بمحاولات عديدة لتوحيدها رغم صعوبة الأمر، قال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن مبادرة الجامعة العربية الأولى والثانية تحوي نصوصاً صريحة تدعو إلى توحيد المعارضة السورية، وعليه أصبح من واجب الجامعة أن تعمل لتوحيد هذه المعارضة، وقد حاولت بالفعل عملياً نهاية العام الماضي جمعها في القاهرة، وتوصّل التياران الرئيسيان (المجلس الوطني وهيئة التنسيق) إلى تقاربات، إلا أن جهودها لم تتوّج باتفاق عملي رغم استلام الأمانة العامة لنص اتفق عليه الطرفين مبدئياً”

وأضاف “ليس الأمر ناتج عن قرارات عربية فقط، بل إن الجمعية العامة للأمم المتحدة شددت على ضرورة وحدة المعارضة السورية، وكذلك الأمر نوّه مجلس الأمن بدوره بضرورة وحدتها، كما أشار كوفي أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى العمل على وحدة المعارضة لمحاورة النظام، وعلى هذا يصبح من واجب الجامعة العربية العمل بجدية لوحدة المعارضة السورية، وهذه هي المسوغات الأساسية لتبنّيها هذه المبادرات” وفق قوله

وأكّد على أن الأمين العام للجامعة العربية “لديه رغبة شخصية في أن تتوحد المعارضة، وأن لا يتم الانحياز إلى فريق منها دون الآخر، ولذلك يتواصل منذ الأيام الأولى مع جميع تيارات وقوى وأحزاب المعارضة السورية، ودون استثناء” وفق تأكيده

وتابع المصدر “لا يقتصر الأمر على التزام الجامعة بقرارات عربية ودولية، وإنما هناك مسوغات أخلاقية أيضاً، فلابد من التنويه إلى أن دولاً عربية عديدة لا تريد التدخل الأجنبي في سورية، وهي مقتنعة بأنها بوحدة المعارضة السورية وبالمبادرة العربية يمكن أن يتحقق الانتقال في سورية وأن تُحلّ الأزمة، والجامعة العربية على اطلاع بهذه الآراء، وهي تفضّل أن تُحل الأزمة السورية بطريقة سلمية” حسب قوله

وكانت الجامعة العربية قد دعت لعقد مؤتمر في السادس عشر من الشهر الجاري في العاصمة المصرية القاهرة يضم جميع أطياف المعارضة السورية التي تعاني من انقسامات وتعددات داخل مكوناتها، لبحث سبل حل الأزمة السورية ومناقشة إمكانية تقريب وجهات نظر المعارضة وتوحيد رؤيتها بالحد الأدنى حول مستقبل سورية والمرحلة الانتقالية

ومن المعروف أن المعارضة السورية تعاني من انقسامات، وهو الأمر الذي تخشى الجامعة العربية ومعها المجتمع الدولي أن يؤدي إلى فشل توحيد رؤى هذه المعارضات تجاه الأوضاع في سورية، وأن ينعكس سلباً على الوضع في سورية عموماً

الرئيس التونسي لـ آكي: تسليح المعارضة بسورية سيدفع إلى الحرب الأهلية والحل السيناريو اليمني

تونس (10 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي تسليح المعارضة السورية سيدفع البلاد نحو الحرب الأهلية ورأى الحل لهذه الأزمة يكمن في “نقلة على غرار السيناريو اليمني”

ورد المرزوقي في مقابلة حصرية مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء على سؤال حول ما إذا كانت الحرب الأهلية في سورية فرضية قائمة، قائلا “الحرب الأهلية واقعة بالأساس لأن بعض الأطراف ومنهم أصدقاء نعزهم تصوروا أن تسليح المعارضة السورية سيؤدي إلى الحل”، منوها بأن تسليح المعارضة “هو خطأ سيدفع الى حرب اهلية، والنظام السوري لا يريد شيئا قدر أن يكون هناك عنف من بعض الأطراف ليبدو في حالة دفاع عن النفس”، حسب قوله

وقال الرئيس التونسي “نحن ضد التسليح والتدخل الخارجي في سورية والذي سيزيد الطين بلة، ووضع سورية أصعب من وضع ليبيا والأحداث ستثبت ان هذا الموقف صحيح “، حسب تعبيره

وحول تصوره للحل لهذه الأزمة، قال المرزوقي “اليوم يجب علينا كلنا مع أصدقائنا الإيرانيين والروس والصينيين وكل الأطراف ممارسة الضغط على الرئيس السوري حتى يرحل، وتكون هناك نقلة على غرار السيناريو اليمني وان تكون هناك قوة حفظ سلام عربية تحت راية الأمم المتحدة، وكما قلت تونس ستكون مستعدة لتساهم في هذه القوة العربية وما عدا هذا السيناريو فإننا سنذهب إلى فوضى وحرب اهلية وهذا ما يجب ان تتضافر كل الجهود لمنعه”، حسب قوله

غليون يتهم دمشق بمحاولة “نسف خطة عنان

اتهم رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون الحكومة السورية بمحاولة نسف خطة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان، وذلك باستخدام “تكتيك الانفجارات في المدن”.

وجاءت تصريحات غليون بعد يوم واحد من وقوع انفجارين هزا العاصمة السورية دمشق وأسفرا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وقال غليون، خلال مؤتمر صحفي في طوكيو، إن “النظام يحاول الان نسف خطة انان باستخدام وسيلة جديدة هي الارهاب”.

وأضاف أن السلطات السورية تستخدم “تكتيك الانفجارات في المدن بهدف ترهيب الشعب”.

الأكثر دموية

وكان الانفجاران اللذان نفذا بواسطة سيارتين مفخختين أوقعا 55 قتيلا على الأقل وأكثر من 300 جريحا.

وهي التفجيرات الأكثر دموية حتى الآن خلال الأشهر الـ14 الماضية التي شهدت انتفاضة شعبية ضد حكم الرئيس بشار الاسد.

قال غليون ان “خطة انان في ازمة اليوم”، مضيفا “اذا واصل النظام السوري تحديها واذا واصل اللجوء الى الارهاب والقنابل، فان الخطة ستنتهي”.

ودعا المجتمع الدولي الى عدم تخفيف الضغط على دمشق والعمل لإنفاذ خطة عنان.

مجلس الأمن

على صعيد متصل، أدان مجلس الأمن الدولي تفجيري دمشق.

وتبنى المجلس بالإجماع بيانا يحث كل الأطراف عل التطبيق الفوري والكامل لخطة إحلال السلام في سوريا.

ودعا البيان كل الأطراف إلى تطبيق الخطة التي وضعها عنان، خاصة ما يتعلق بوقف العنف المسلح.

وقالت باربرا بليت مراسلة بي بي سي في نيويورك إن هناك قلقا دوليا متزايدا من تورط مقاتلين على صلة بتنظيم القاعدة في بعض التفجيرات التي شهدتها سوريا.

وأوضحت مراسلتنا أنه إذا كان ذلك صحيحا فهو يعني وجود “طرف ثالث” خارج حسابات عنان الذي تهدف خطته إلى تهيئة الأجواء لتسوية سياسية بين الحكومة السورية والمعارضة.

نداء عاجل

وأقرت الدول الأعضاء في مجلس الأمن بأن خطة عنان تتعرض لضغوط لكن لا يوجد بديل عنها، وأكدت دعمها التام لبعثة المراقبة الدولية في سوريا ولكوفي عنان.

كما استنكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تفجيري دمشق، وجدد بحسب المتحدث باسمه مارتن نيسيركي “نداءه العاجل للاطراف كافة بان تحترم بشكل كامل واجباتها بوقف العنف المسلح بكافة اشكاله وحماية المدنيين والنأي بانفسهم عن الاعتداءات العمياء بالقنابل وباقي الأعمال الإرهابية”

أما السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري فقال إن في حوزة دمشق لائحة من 12 “ارهابيا اجنبيا” قتلوا في سوريا بينهم فرنسي وبلجيكي وبريطاني.

وأعلن الجعفري اثناء نقاش حول مكافحة الارهاب في مجلس الأمن أن “حكومته تملك اعترافات مسجلة لـ”26 ارهابيا بعضهم مرتبط بالقاعدة”.

واوضح لاحقا للصحافيين ان الغالبية من هؤلاء هم من التونسيين والليبيين إضافة الى فلسطيني وأردني.

كما أوضح أن انفجارا اخر وقع في حلب أمس الخميس أسفر عن “سقوط عدد من الضحايا المدنيين” واضرار مادية جسيمة.

سوريا: مقتل 55 على الاقل واصابة المئات في تفجيري دمشق

نقل التلفزيون السوري الحكومي بيانا عن وزارة الداخلية السورية قالت فيه ان التفجيرين الانتحاريين بسيارتين اللذين وقعا في دمشق الخميس اسفرا، حتى الآن، عن مقتل ما لا يقل عن 55 شخصا، واصابة نحو 372 آخرين.

واتهم المجلس الوطني السوري، الذي يعد الجماعة الرئيسية في المعارضة، الحكومة السورية بتدبيرهما، في حين وجهت دمشق اصابع الاتهام الى المعارضة المسلحة.

وأثار الانفجاران حملة ادانات دولية واسعة، فقد اعتبرت واشنطن ان قتل المدنيين بلا تمييز “امر فظيع”.

أما روسيا فقد أدانت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف الهجومين وطالبت كافة الأطراف بوقف العنف فورا.

وقال التلفزيون السوري ان الانفجارين وقعا عند تقاطع “القزاز” في العاصمة السورية، التي يقع فيها فرع كبير للأمن العسكري يُسمى فرع فلسطين، وبجانبه معهد العلوم المصرفية والمالية التابع لجامعة دمشق.

حطام مركبات

شوهد حطام العديد من المركبات بعد الانفجار

وافاد سكان ان قوات امنية أغلقت حي التضامن بالمدينة، وسمعت صفارات سيارات الاسعاف.

وقال سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني إن “النظام السوري يقف خلف هذه التفجيرات ليقول للمراقبين انهم في خطر، وليقول للمجتمع الدولي إن العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سوريا”.

واضاف نشار، في تصريحات لوكالة فرانس برس: “اذا كانت القاعدة وعصابات ارهابية تقوم بالتفجيرات، لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها”.

وتوقع نشار ان تستمر التفجيرات “لا سيما في ايام الجمعة او قبل ايام الجمعة للحد من المظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها”.

واضاف “للأسف، فإن تأخر المجتمع الدولي في سوريا يفتح المجال للنظام للقيام بالمزيد من هذه الاعمال”.

سيارات إسعاف

وشوهدت سيارات الإسعاف متجهة بكثافة إلى منطقة الانفجار، كا ارتفعت سحابة دخان في سماء المنطقة.

وقال شهود من سكان المنطقة إن الانفجار الأول نجم عن سيارة يقودها انتحاري محملة بكمية صغيرة نسبيا من المتفجرات حاولت اختراق بوابة المقر الأمني تبعتها سيارة ثانية يقودها انتحاري ثان محملة بكمية كبيرة من المتفجرات.

وقال مراسل بي بي سي إن الانفجار أسفر عن تحطم نوافذ المقر الأمني والبنايات المحيطة، ولم يؤد الانفجار إلى تحطم بوابة المقر الأمني بشكل كامل لكنه تعرض لأضرار، ولم يسفر الانفجار عن تحطيم سور المقر.

وأدى الانفجار أيضا إلى حرق وتدمير ما بين 30 إلى 40 سيارة تدميرا كاملا بسبب الازدحام في ساعة الذروة.

وكانت دمشق هدفا لعدة تفجيرات خلال الفترة الاخيرة وسط استمرار أحداث العنف في سوريا.

ففي أبريل/ نيسان الماضي قتل عشرة اشخاص في انفجار وقع عند أحد المساجد.

55 قتيلا في تفجيرين انتحاريين في سوريا ووقف اطلاق النار يترنح

بيروت (رويترز) – قالت وسائل اعلام رسمية سورية ان 55 قتيلا و372 جريحا سقطوا في التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا في العاصمة دمشق يوم الخميس.

والتفجيران هما الاعنف في دمشق منذ بدء انتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد قبل 14 شهرا.

وأضر التفجيران بشكل أكبر بوقف اطلاق النار الذي أعلنه المبعوث الدولي كوفي عنان يوم 12 ابريل نيسان لكنه فشل في وقف اراقة الدماء حيث مازالت قوات الاسد تواجه متظاهرين سلميين ومعارضين مسلحين.

وقال زعماء في المعارضة السورية ان خطة عنان للسلام ماتت بينما أصرت قوى غربية على أنها مازالت أفضل طريقة للمضي قدما.

وأدان عنان نفسه التفجيرات “الكريهة” وحث كل الاطراف على وقف العنف وحماية المدنيين. وقال في بيان “عانى الشعب السوري كثيرا بالفعل.”

كما استنكر البيت الابيض والامم المتحدة الهجمات.

وقالت وزارة الخارجية السورية ان التفجيرين علامة على ان سوريا تواجه ارهابا تدعمه دول اجنبية وحثت مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة على التصدي للدول او الجماعات التي تدعم هذا العنف.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن الوزارة قولها في رسالة الى مجلس الامن ان سوريا “تؤكد على اهمية قيام المجلس باتخاذ اجراءات ضد الدول والاطراف وأجهزة الاعلام التي تمارس الارهاب وتشجع على ارتكابه كما تؤكد سوريا على تعاونها التام مع بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا لكشف الاطراف التي تمارس الارهاب والعنف وتسعى بكل السبل لافشال خطة المبعوث الدولي عنان.”

وقال سكان ان التفجيرين اللذين وقعا في وقت متزامن تقريبا نفذا في منطقة القزاز قبيل الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش).

وأحدث أحد التفجيرين حفرة عمقها ثلاثة امتار على الطريق الدائري الجنوبي بالمدينة وتناثرت على الطريق جثث القتلى واشلائهم.

وأظهر التلفزيون الرسمي شاحنة واحدة على الاقل مقلوبة. وانهارت جدران مبان على جانبي طريق واسع بالمنطقة.

وقال ساكن لرويترز ان التفجيرين سببا أضرارا محدودة في مجمع المخابرات العسكرية فرع فلسطين. وفرع فلسطين هو أكثر أجهزة الشرطة السرية المرهوبة الجانب في سوريا والتي يصل عددها الى أكثر من 20 جهازا.

وكان فرع فلسطين وهو مجمع ضخم على الطريق الدائري في دمشق هدفا لتفجير وقع عام 2008 وأسفر عن مقتل 17 شخصا وألقت السلطات باللائمة فيه على اسلاميين متشددين.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان عدد القتلى جراء التفجيرين بلغ 59 قتيلا معظمهم يعملون في قوات الامن. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن تفجيري يوم الخميس.

وتوعدت وزارة الداخلية السورية بتعقب مرتكبي الهجوم ومن يساعدونهم ويقدمون لهم المأوى.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان 849 شخصا – 628 منهم من المدنيين و221 من قوات الجيش من بينهم 31 منشقا – قتلوا منذ بدء سريان وقف اطلاق النار. ولم تتضمن حصيلة القتلى التي اعلنها المرصد قتلى تفجيري اليوم.

وجاء تفجيرا يوم الخميس بعد يوم من انفجار قنبلة بالقرب من مراقبين تابعين للامم المتحدة يشرفون على تنفيذ وقف اطلاق النار وبعد أقل من أسبوعين على اعلان السلطات السورية أن مفجرا انتحاريا قتل تسعة أشخاص على الاقل في دمشق.

وقال الميجر جنرال روبرت مود رئيس فريق مراقبي الامم المتحدة الذين تفقدوا الموقع “هذا مجددا هو مثال للمعاناة التي يتكبدها الشعب السوري من جراء أعمال العنف.”

وتحولت المعارضة لنظام الاسد والتي بدأت باحتجاجات سلمية في مارس اذار من العام الماضي الى انتفاضة مسلحة بشكل متزايد وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاربعاء ان هناك فرصة ضئيلة لتفادي حرب أهلية شاملة في سوريا.

وعرض التلفزيون السوري مشهدا لرجل يشير الى اثار تفجير ويقول “هل هذه حرية.. هذا عمل السعوديين”. ودعت السعودية الى تسليح المعارضة الساعية الى اسقاط الاسد.

وألقت نادين حداد وهي مرشحة في الانتخابات البرلمانية التي قاطعتها معظم شخصيات المعارضة السورية باللائمة على رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي يقول أيضا انه يجب تسليح المعارضين السوريين.

وأدانت قطر تفجيري دمشق ودعت كل الاطراف الى وقف اراقة الدماء في سوريا.

وقال البيت الابيض انه لا يعتقد ان الهجمات تعبر عن المعارضة للاسد.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض “لا نعتقد ان (هذا) النوع من الهجمات التي شاهدتموها في دمشق تعبر عن المعارضة. يوجد بوضوح عناصر متطرفة في سوريا كما نقول دوما تحاول استغلال الفوضى في البلاد.. الفوى التي تسبب فيها هجوم الاسد الوحشي على شعبه.”

وأدان الاتحاد الاوروبي التفجيرين أيضا ووصفهما بأنهما “ارهاب محض” لكنه قال ان خطة عنان للسلام والتي يؤيدها الاتحاد والامم المتحدة والجامعة العربية مازالت قابلة للتطبيق.

وقال مايكل مان المتحدث باسم كاثرين اشتون منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي في بروكسل “انها (خطة عنان) الخيار الافضل لمحاولة ضمان السلام في سوريا.. انها الخيار الافضل للمضي قدما.”

وتدعو خطة عنان الى وقف اطلاق النار وبدء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة والسماح بمرور المساعدات الانسانية ودخول الصحفيين الى سوريا.

ونبذت قوى غربية أي تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا ومنعت روسيا والصين أي تحرك في مجلس الامن الدولي ضد دمشق لكنهما أعربتا عن دعمهما لجهود السلام التي يبذلها عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف “أدان بشدة الاعمال الارهابية التي وقعت في سوريا في الايام الاخيرة” وذلك خلال لقائه مع السفير السوري في موسكو.

وقالت فرنسا وهي من أشد منتقدي عنان ان خطته كانت “الفرصة الاخيرة” لانهاء الازمة. وأضافت الخارجية الفرنسية “يتحمل النظام المسؤولية الكاملة عن الفظائع في سوريا.. اختار النظام القمع الوحشي والاعمى لذا دخل في سلسلة من العنف لا سبيل للخلاص منها.”

ووصفت السفارة الامريكية في بيروت التفجيرين بأنهما يستوجبان الشجب وغير مقبولين لكنها قالت انهما لن يغيرا المطالب الامريكية بأن تنفذ الحكومة السورية خطة سلام مدعومة من الامم المتحدة.

وتقول الامم المتحدة ان القوات السورية قتلت أكثر من تسعة الاف شخص في حملة لقمع الاحتجاجات. وتلقي السلطات السورية باللوم في أعمال العنف على اسلاميين متشددين مدعومين من الخارج وتقول انهم قتلوا 2600 من أفراد الجيش والشرطة.

وقال سمير نشار وهو عضو في المجلس الوطني السوري المعارض ان الحكومة السورية لم تنفذ أي جزء من خطة عنان للسلام المكونة من ست نقاط.

وأضاف لرويترز أن المجلس توقع أن يقول عنان ان خطته وصلت الى طريق مسدود وان النظام السوري يجب أن يتحمل مسؤولية عدم وقف عمليات القتل التي يقوم بها واستخدامه للاسلحة الثقيلة.

وأضاف أن المجلس يريد تدخلا دوليا لوقف سياسة القتل هذه لكنه لم يفسر شكل هذا التدخل.

وألقى نشار باللائمة في التفجيرين على السلطات السورية وقال انهما يهدفان الى ردع المحتجين والمراقبين الدوليين. وكرر قادة في الجيش السوري الحر المعارض هذا المعنى.

وقال العميد الركن مصطفى الشيخ قائد الجيش السوري الحر ان الحكومة السورية تحاول افشال خطة عنان وان التفجيرات ليست من عمل مقاتلي المعارضة مضيفا أن الجيش السوري الحر لا يملك القدرة على شن مثل هذه التفجيرات الكبيرة.

وقال رياض الاسعد قائد العمليات في الجيش السوري الحر ان المعارضين مستعدون لاستئناف الهجمات على القوات الحكومية بمجرد أن يعلن عنان فشل مبادرته.

وقالت مصادر في المعارضة ان عشرة معارضين قتلوا الليلة الماضية عندما قصفت دبابات قرية عين شيب في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا. وقتل مدني أيضا بنيران دبابات في بلدة أخرى بشمال غرب البلاد.

(اعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

من اوليفر هولمز ومريم قرعوني

روسيا تتهم “أطرافاً خارجية” بإشعال أوضاع سوريا

موسكو، روسيا (CNN)– خطت الخارجية الروسية على نفس النهج الذي دأب عليه نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، عندما وجهت موسكو اتهامات لمن أسمتها “أطراف خارجية”، بالعمل على إثارة المزيد من أعمال القتل والعنف في الدولة العربية، التي تشهد اضطرابات دامية، منذ ما يزيد على 14 شهراً، خلفت آلاف القتلى.

وفيما عبرت موسكو عن إدانتها للتفجيرات الدامية، التي شهدتها دمشق الخميس، وأسفرت عن سقوط أكثر من 50 قتيلاً، فقد عبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن اعتقاده بأن مجلس الأمن الدولي لن يسمح لـ”القوى الخارجية”، بالتدخل العسكري في سوريا.

وقال لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصيني في بكين، إن “بعض البلدان لا تساعد في تسوية النزاع السوري بل على العكس تحرض المعارضة على أن تفعل ما يتطلب التدخل العسكري”، وتابع بقوله: “هذا أمر غير مقبول، ولن يقبله مجلس الأمن.”

وفيما لم يفصح الوزير الروسي عن أسماء الدول أو الأطراف التي يقصدها، فقد شدد، في تعليق له على الانفجارين اللذين وقعا على الطريق المؤدية إلى مطار دمشق الدولي، صباح الخميس، على قوله إن هناك من “يلحق ضرراً عملياً، ويقوم بأعمال تهدف إلى تفجير الوضع”، حسبما نقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء.

وعن بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، ومدى نجاح مهمتها في وقف أعمال العنف في سوريا، بموجب خطة “النقاط الست”، التي قدمها المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي عنان، قال لافروف إن “هناك من ينبئ بفشل مهمة المراقبين”، وتابع بقوله إن “من ينبئ بذلك، فهو يلحق ضرراً ببعثة المراقبين.”

وفي ذات السياق، نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن وزير الخارجية الروسي قوله، خلال اجتماع لوزراء خارجية “منظمة شنغهاي”، إن ” التدخل الخارجي باستخدام القوة في النزاعات الداخلية، يمكن أن يؤدي إلى تفجير الاستقرار، وتقوية عوامل الفوضى في الشؤون الإقليمية، على غرار ما نشاهده في النموذج الليبي.”

من جانبها، وجهت وزارة الخارجية والمغتربين بالحكومة السورية، رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، على خلفية التفجيرات التي شهدتها دمشق الخميس، تضمنت أيضاً إلى تفجيرات سابقة شهدتها مدن سورية أخرى.

واعتبرت دمشق، في رسالتيها إلى المسؤولين الدوليين، أن “هذه الجرائم المتصاعدة، تؤكد أن سوريا تتعرض لهجمة إرهابية، تقودها تنظيمات تتلقى دعماً مالياً، وتسليحاً، من جهات أعلنت تأييدها لهذا الجرائم الإرهابية، والتشجيع على ارتكابها”، دون أن تسمها، رغم أن دمشق وجهت اتهامات مماثلة سابقة، إلى كل من السعودية وفطر وتركيا.

وتابعت الخارجية السورية في كلتا الرسالتين: “كما تقف خلف هذه الأعمال الإرهابية أجهزة إعلامية تحريضية معروفة، تدعو إلى اقتراف المزيد من هذه الجرائم، وتبررها، وتقدم لها الدعم الإعلامي.”

يُذكر أن كلاً من روسيا والصين كانتا قد استخدمتا حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار حول سوريا، يدعم دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، ويدين الحكومة السورية، بينما صوتت لصالحه سائر الدول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى