أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 03 تشرين الأول 2012


النظام يستعد لتنفيذ «مذبحة المذابح» في حلب

نيويورك – راغدة درغام؛ لندن، بيروت، دمشق، عمان – «الحياة»، رويترز، اف ب، ا ب

تجاوز عدد قتلى الانتفاضة السورية مستوى 31 الفاً على مدى 18 شهراً. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن ان الضحايا هم 22257 مدنياً و7578 جنديا نظامياً و1187 منشقاً، وبلغ عدد قتلى ايلول (سبتمبر) الماضي4727 شخصاً. ولا تشمل هذه الحصيلة الاف الاشخاص الذين فقدوا في اقبية السجون السورية و»تكتشف جثثهم تباعاً» او المئات من الجثث التي لم يتم التعرف اليها، وعثر على غالبيتها خلال الاشهر الثلاثة الماضية. وتوقعت الامم المتحدة ان يرتفع عدد اللاجئين السوريين الى 700 الف، بينما تقول مصادر المعارضة، ان العدد سيتجاوز المليون قبل نهاية السنة.

ومع ارسال تعزيزات حكومية الى حلب توقع معارضون ان ترتكب قوات النظام «مذبحة المذابح» في المدينة «اذا تمكنت من تطويق الاف المقاتلين المشاركين في المعارك هناك.

وكانت وكالات الانباء نقلت صوراً لجنود نظاميين يسيرون بكل برود قرب جثث معارضين قُتلوا في خنادق قرب مطار حلب بعدما تمت تصفيتهم باعصاب باردة. وقالت مصادر سورية مطلعة أن النظام قرر إرسال تعزيزات ضخمة إلى حلب لتصفية المعارضة المسلحة هناك واستعادة السيطرة على المدينة. وبدأت طلائع الآلاف من قوات المشاة المدعومة بناقلات جند وآليات عسكرية تصل إلى حلب ومن ثم قد تتجه الى قرى الحدود مع تركيا، وأن كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين يتابعون الوضع عن كثب ويشرفون على العمليات. في الوقت نفسه شنت القوات النظامية هجمات على محاور عدة في العاصمة دمشق وريفها.

وقال المرصد في بيان ان مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة سقط فيها «شهيدان اثر القصف الذي تعرضت له فجراً كما قتل ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية المتمركزين في مبنى البرج الطبي اثر اقتحام المبنى من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة». واضاف ان مدينة الزبداني «تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة منذ شهور»، و»ان القصف شمل ايضا بلدات سقبا وحوش عرب وببيلا لقصف ادى لسقوط عدد من الجرحى».

وفي العاصمة، «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في احياء القدم والعسالي، ترافقت مع قصف عنيف ادى لسقوط جرحى وتهدم بعض المنازل»، بحسب المرصد. فيما اكدت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم مواصلة القوات السورية «لمهمتها الميدانية في ملاحقة المرتزقة في مختلف المناطق موقعة خسائر فادحة في صفوفهم… خصوصاً في بساتين حرستا ما يشير الى قرب انتهاء العمليات الأمنية في كامل ريف دمشق».

ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة عن سكان ان «دوما شهدت أعنف حملة منذ بدء الأزمة في البلاد»، معتبرة ذلك «مؤشرا على تصميم الجيش على القضاء على المسلحين فيها».

ويبدو ان النظام في دمشق تشجع نتيجة فشل اي اجراء دولي ضده، ومن مطالبة روسيا دول غربية وعربية والحلف الاطلسي «عدم البحث عن ذريعة» للقيام بتدخل عسكري في سورية، داعية دمشق وأنقرة الى «ضبط النفس». وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لوكالة «انترفاكس» امس: «خلال اتصالاتنا مع شركائنا في حلف الاطلسي وفي المنطقة… دعيناهم الى عدم البحث عن ذريعة لتطبيق سيناريو يشمل القوة او اطلاق مبادرات تتعلق بممرات انسانية او مناطق عازلة».

وعلى رغم اعلان وزير الخارجية السورية في الامم المتحدة اول من أمس، ان المطلوب هو الحوار بين اطراف النزاع، اعتقلت السلطات السورية صباح أمس الحقوقي البارز خليل معتوق اثناء توجهه الى عمله في العاصمة السورية، حسب ما افاد المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية في بيان. ودان المركز الاعتقال معتبرا ذلك «رسالة واضحة للنشطاء السلميين المدافعين عن حقوق الإنسان وللمحامين المدافعين عن معتقلي الرأي الذي يعتبر خليل من أبرز وجوههم». واكد ان «طبيعة وأهداف وممارسات النظام واضحة ومعروفة لنا ولن تزيدها هذه الرسالة إلا وضوحا»، واصفا جهود «النظام حول الحوار والحريات والنشاط السلمي» على انها «إضاعة للوقت بسماع ما لا يلزم أمام الواقع والحقائق».

وفي لبنان، شُيّع القائد التنظيمي لعمليات «حزب الله» في سورية، محمد حسين الحاج ناصيف شمص الملقب بـ»أبوعباس»، الذي لقي حتفه الأحد الماضي خلال قتاله ضد الثوار السوريين في منطقة القصير في حمص.

وأشارت معلومات إلى أن ناصيف لقي حتفه إثر كمين نصبه له «الجيش السوري الحر»، حيث انفجرت عبوة ناسفة استهدفت موكبه، ما أسفر عن مقتله مع عدد آخر من عناصر الحزب وإصابة عدد من مرافقيه. وأكد «حزب الله» مقتل ناصيف، مشيراً فقط إلى أنه «قتل أثناء تأدية واجبه».

وفي نيويورك، قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن بلاده ترى أن الرئيس السوري «بشار الأسد ليس له دور في أي مفاوضات قادمة»، مشيراً الى أنه «فات أوان الإصلاح، ولا يمكن إصلاح النظام الحالي» في سورية، بعدما «اقترفه في الفترة الأخيرة ضد الشعب وهو يجب أن يتغير».

وقال عمرو، في لقاء مع «الحياة» في نيويورك، إن بين أطراف مجموعة الرباعية (مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران) إتفاقاً «على ضرورة التغيير في سورية لكن ما يتم الحديث في شأنه هو كيفية الوصول الى هذا التغيير»، متوقعاً لقاء قريباً للرباعية دون أن يحدد موعده أو مكانه.

ورداً على ما أعلنه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بأن إيران قدمت اقتراحاً الى الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي وأنها ستستضيف لقاء للمعارضة والحكومة السوريين في طهران، نفى نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون علمه بأي «ورقة إيرانية للحل طرحت على الإبراهيمي» أو «بأي لقاء أو اجتماع مقرر في طهران للمعارضة والحكومة»، مشيراً الى أن «ما أعلمه أن قطر ستستضيف مثل هذا الاجتماع في وقت قريب للبحث في توحيد المعارضة». وقال: «انطلاقاً من خبرتي المهنية من الأفضل تجنب تعدد المنابر في أي عملية وساطة».

وعن قول صالحي أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك أن «وجهة النظر الإيرانية متطابقة مع وجهة الأخضر الإبراهيمي ونحن على صفحة واحدة»، رد إلياسون «أشك بأن آراء» صالحي والإبراهيمي «متطابقة أو حتى متشابهة… ولا علم لي» بورقة إيرانية قال الوزير الإيراني أنه قدمها الى الإيراهيمي» إنما «لإيران دور مهم جداً في المسألة السورية».

وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بحث مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مسألة «الإجراء الضروري لخفض العنف بحيث تبدأ الحكومة السورية به على أن تتبعها المجموعات المعارضة «لتسريع انطلاق العملية السياسية، مما يتطلب إرادة سياسية من الحكومة السورية أولاً».

وأشار الى أن «الدول ذات التأثير على الحكومة والمعارضة في سورية يمكنها أن تساهم في التوصل الى قرار خفض العنف». وشدد على أن الهدف من خفض العنف «وقف إطلاق النار». وقال إن المعلم «استمع بكل حذر ووعد بنقل الفكرة الى القيادة في دمشق».

وإذ حذر إلياسون من «تبعات الأزمة السورية على الدول المجاورة والمنطقة» أشار الى احتمالين لتطور الوضع في سورية «إما أن يستمر العنف بسبب اقتناع الأطراف بإمكانية تحقيق حل عسكري، أو أن ينخفض العنف من جهة الحكومة أولاً ومن ثم من المعارضة» للتوصل الى «إطلاق عملية سياسية بناء على روحية بيان جنيف».

وأكد أن الأزمة السورية كانت البند الأول في كل الاجتماعات التي عقدت في نيويورك على هامش أعمال افتتاح الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال إن الإبراهيمي «سينقل مكتبه وفريق عمله من نيويورك الى القاهرة الأسبوع المقبل».

عشرات القتلى والجرحى في انفجار سيارات مفخخة في حلب

ا ف ب

انفجرت سيارتان مفخختان على الاقل في وسط حلب ثاني المدن السورية ما ادى الى “قتل وجرح العشرات” معظمهم عسكريون، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان والتلفزيون الرسمي الذي يتحدث عن “ثلاثة تفجيرات ارهابية”.

وافاد المرصد في بيان عن “قتل وجرح العشرات معظمهم من القوات النظامية اثر انفجار سيارات مفخخة بساحة سعد الله الجابري” مشيرا الى ان التفجيرات استهدفت نادي الضباط وفندقا.

واوضح المرصد الذي يستند الى شبكة واسعة من الناشطين ان السيارات انفجرت “بعد اشتباكات بين عناصر الحراسة في نادي الضباط” ومقاتلي المعارضة.

وسمع مراسل فرانس برس في حلب دوي انفجارين قويين بفارق دقائق وشاهد بعد ذلك واجهة فندق مدمرة ومقهى من طبقتين منهارا في ساحة سعد الله الجابري واحصى خمسة جرحى الى الاقل في المنطقة احدهم كان خارجا من فندق اخر ووجهه ملطخ بالدماء.

وقال الصحافي ان جميع المباني الحكومية اغلقت

كامل عمرو لـ«الحياة»: اتفاق في الرباعية على حتمية التغيير في سورية وخلاف على الكيفية

نيويورك – راغدة درغام

أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أن هناك «اتفاقاً» في إطار مجموعة العمل الرباعية التي شكلتها مصر وتضم السعودية وتركيا وإيران على حتمية التغيير في سورية، لكنه أشار إلى أن الخلاف يتمحور حول «كيفية الوصول إلى هذا التغيير».

وقال عمرو في مقابلة مع «الحياة» على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن مصر «ناشطة في تقريب وجهات النظر ضمن إطار مجموعة العمل الرباعية»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «لم تدعمنا في هذه المبادرة».

واعتبر أن «إرسال أية مساعدات عسكرية إلى النظام السوري مشاركة في القتل، وأي دعم سياسي له يساهم في إطالة أمد الأزمة». وشدد على أن الرئيس السوري بشار الأسد «لا يمكن أن يكون طرفاً في أية مفاوضات مقبلة».

ولفت إلى أن مصر أبلغت إيران بأنها «لن تسمح بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج أو (تهديد) أمنها». وهنا نص الحوار.

> عقدتم لقاءات عدة أثناء وجودكم هنا في الأمم المتحدة، وكان أحدها شبه سري، وهو اللقاء الثلاثي بينكم وبين وزيري الخارجية التركية والإيراني. لماذا كان اللقاء سرياً؟

– إطلاقاً، لم يكن سرياً، حتى أننا أعلنا عنه ونحن في القاهرة، ولم يكن هناك أي نوع من السرية حوله. طبعاً نحن (الوزراء) جلسنا سوياً مع المساعدين ولم نكن في مكان علني، لكن من الطبيعي أن نجتمع وكما قلت كنا أعلنا عن هذا اللقاء من القاهرة قبل التوجه إلى نيويورك.

> وماذا حدث في ذلك اللقاء؟

– بعد لقاء القاهرة الذي تم بيننا، ذهب وزير خارجية إيران إلى دمشق والتقى بالرئيس (بشار) الأسد والمسؤولين السوريين، فأعطانا ملخصاً عما دار في هذه اللقاءات. كان هناك بعض الأفكار للخطوات المقبلة في التحرك. كما تعلمين طبعاً هدف هذه اللقاءات كلها الوصول إلى حل للأزمة ووقف سفك الدماء.

> ما هي الخطوات المقبلة التي ستتخذونها؟

– ستكون هناك لقاءات أخرى. لا نزال في مرحلة استكشاف المواقف وستكون هناك لقاءات أخرى لنتحدث ربما عن اقتراحات أكثر تحديداً.

> ماذا نقل إليكم وزير خارجية إيران بعد لقاءاته مع الرئيس الأسد والمسؤولين في دمشق. ما هي النظرة الإيرانية إلى ما يحدث في إطار الرباعية (مصر والسعودية وتركيا وإيران)؟

– طبعاً، الجميع متفق على أنه يجب وضع حد لسفك الدماء في سورية، لأنه غير مقبول من أي أحد، وكلما أسرعنا بالوصول إلى حل كان ذلك في مصلحة الشعب السوري بالأساس ومصلحة المنطقة العربية والإقليم كله. كلنا متفقون على هذا. ما نتكلم فيه حالياً هو اختلاف الآراء في كيفية الوصول إلى ذلك، وهذا هو هدف هذه اللقاءات.

> وكيف تختلف الآراء؟ حدد لنا ما هو موقع اختلاف رأيكم أنتم كمصر عن الرأي الإيراني مثلاً.

– ليس مصر فقط بالضرورة، أو أي أحد. على الساحة آراء كثيرة مطروحة للحل ومتباينة، بعضها ينادي بتدخل عسكري، وبعضها يرفض التدخل العسكري الأجنبي، ومصر كان موقفها واضحاً أن التدخل العسكري الأجنبي غير وارد وأن أي حل يجب أن يتم في إطار عربي وفي إطار مقررات الجامعة العربية التي سبق أن تعاملت مع هذا الموضوع. هناك آراء تنادي بأنه يجب قبل الشروع في أي حل أن يتخلى الرئيس السوري عن السلطة تماماً، وهذا الرأي صدر عن الجامعة العربية في 22 يناير (كانون الثاني) بأن يسلم الرئيس سلطاته كاملة إلى نائبه الذي يتحادث مع المعارضة لتشكيل حكومة انتقالية. وهناك آراء تقول لا.

> أنتم دعيتم إلى تشكيل الرباعية، ولا بد من أنكم وضعتم خطوات عملية لإنجازات من قبلها. ولكن، يبدو أن هذه الرباعية تتدحرج نحو اختلاف الآراء، وتتقلص إلى ثلاثية ومن هنا، ما هو معنى تلك الرباعية وهل لها أية مقومات للاستمرار الآن؟

– أعتقد أن مقومات الاستمرار موجودة، لم يكن أحد يتوقع أبداً… هذا ثاني اجتماع يعقد.

> وهو ثاني اجتماع تقاطعه السعودية.

– نحيط السعودية علماً بكل ما يدور.

> ولكن، هي لم تحضر للمرة الثانية. حضرت فقط مرة واحدة.

– إنما حضرت في المرة الأولى التي كانت (على مستوى) كبار المسؤولين ولم تحضر في المرتين التاليتين. أنا معك في هذا إنما طبعاً كانت السعودية تعلم تماماً بما يدور ولم يكن أحد يتوقع أن نحل فوراً مثل هذه المشكلة المعقدة من الاجتماع الأول أو الثاني، إنما ندرس الكثير من الآراء ونحاول التقريب بين وجهات النظر.

> سمعنا أيضاً أن تركيا على وشك الانسحاب من «الثلاثية» الآن؟

– بالعكس. ليس لدي معلومات عن هذا. تركيا عضو نشيط في هذه المجموعة.

> ما هي الطروحات التركية معكم في إطار هذه المجموعة؟

– أنا لا أريد أن أحدد من يحدد ماذا في هذه الفترة.

> واضح أن هناك اختلاف آراء شاسعاً بين تركيا وإيران فكيف تنوون أنتم كرباعية القيام بشيء؟ ما هي خطة عملكم؟

– خطة العمل في الوقت الحالي، لنكن واقعيين، أننا نطرح كثيراً من الآراء ونحاول أن نقرب بين وجهات النظر للوصول إلى حلول منطقية عملية تؤدي فعلاً إلى حل في نطاق مبادرات الجامعة العربية في المقام الأول، ومنعاً للتدخل العسكري الأجنبي. هذا الحل قائم على أن هذا النظام الموجود لا يمكن أن يستمر. هناك اتفاق على أنه يجب أن يكون هناك تغيير. لازم.

> عفواً، أرجو الوضوح، هل هذا ما تتفق إيران معكم عليه؟

– لا أريد أن أدخل في هذا الآن، لا بد من تقدير الموقف. حالياً نحن في مرحلة محادثات ويجب ألا نحدد المواقف من الآن لأن المواقف تتغير ويحدث تقريب بين وجهات النظر.

> ولكن هذا مهم. هل تقول إن هناك اتفاقاً في إطار الرباعية على أنه لا مناص من عدم استمرار النظام؟

– في إطار الرباعية هناك اتفاق على ضرورة التغيير. لا أحد يختلف على ضرورة التغيير، كيفية الوصول إلى هذا التغيير هي ما نتحدث فيه حالياً.

> التغيير في النظام أم في الرئاسة؟

– لا أحد يختلف أن هناك معارضة وأنه يجب الاستجابة إلى طلباتها. حتى النظام نفسه يقول إننا مستعدين أن نخضع لطلبات المعارضة.

> فكلمة تغيير غير صادقة إذاً، لأنها مطاطية؟

– عفواً، يجب أن لا نقف عند كلمة محددة للتغيير، إنما قطعاً في سورية لا بد من أن يكون هناك تغيير. الوضع الحالي لا يمكن القبول به ولا يمكن أن يستمر، وأعتقد أن هناك إجماعاً على هذا.

> المبعوث الدولي – العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي كان واضحاً حين قال إنه فات أوان الإصلاح وحان وقت التغيير.

– نحن في مصر متفقون مع هذا تماماً. فات أوان الإصلاح، ولا يمكنك أن تصلحي النظام الحالي في شكله الحالي، هذا غير وارد. النظام الحالي بما اقترفه في الفترة الأخيرة ضد الشعب أصبح غير قابل للإصلاح ويجب أن يتغير.

> كيف تتعاطون في هذا الأمر مع إيران عندما تبادر بكل وضوح إلى الاعتراف بأنها ترسل الحرس الثوري للقتال إلى جانب النظام؟ ما هي الأرضية المشتركة مع إيران المتمسكة بهذا النظام وببقائه في السلطة؟

– هذه هي مهمة أية محادثات. تبدأ من مواقف تبدو أنها متباعدة جداً وتحاول تقريبها من خلال المحادثات، هذه هي المهمة. لهذا، أقول إن من المبكر أن نتوقع نتائج لحل مثل هذا الوضع المعقد جداً من خلال هذا الاجتماع، هذا الاجتماع الثاني على مستوى الوزراء.

> قلت سابقاً إن الوضع في سورية لا يتحمل البطء وأخذ الوقت…

– نحن لا نتكلم عن شهور، بل عن عملية تفاوض وتحادث مستمرة وسريعة. هذا كان في اللقاء الثاني وأتوقع أن يكون هناك لقاء قريب آخر.

> متى؟

– حالياً نحن في مرحلة الاتصال مع بعضنا لنحدد متى وأين.

> وهل ستستمعون إلى طروحات إيران بأن تكون فنزويلا مثلاً طرفاً في هذا التجمع؟

– ما قلناه إن هذا التجمع في الوقت الحالي هو للدول التي ذكرت، وهذا كاف في الوقت الحالي، إذا كانت هناك أي أطراف من المنطقة لديها أي مساهمة إيجابية في هذا الموضوع، فنحن منفتحون تماماً.

> حتى لو كانت إسرائيل؟

– لا، إسرائيل ليس لها دخل في هذا الموضوع بالمرة، ولا يمكن أن تكون جزءاً من هذه العملية.

> لماذا إذاً قال الرئيس محمد مرسي في صيغة عامة غير موجهة إلى إسرائيل «أهلاً بكم إذا أردتم أن تكونوا طرفاً»؟

– أظن كان مفهوماً أنه لا يقصد إسرائيل بالمرة في هذا الموضوع، بل دول المنطقة المعنية بهذا الأمر.

> هناك نوع من التناقض أو التضارب في موقف مصر. مثلاً توجه الرئيس مرسي إلى إيران وكان حازماً في الموضوعين السوري والإيراني، وفي الوقت ذاته هناك طروحات تتطلب موافقة إيران ضمن الرباعية.

– أبداً، الموضوع متناسق ومنطقي تماماً. الرئيس ذهب إلى إيران في اجتماع عدم الانحياز لتسليم الرئاسة المصرية إلى الرئاسة الإيرانية وكان هذا هو الهدف من الزيارة. كان موقفه هناك واضحاً وحازماً وقاطعاً جداً من موضوع سورية، وكان الموقف واضحاً جداً من أمن الخليج وضرورة حمايته وحرص مصر على أمن الخليج، وهذا أولوية أولى لنا لا تراجع فيها ولا تنازل عنها.

بالنسبة إلى الوضع في سورية وإلى أن تكون إيران ضمن مجموعة تحاول التوصل إلى حل للوضع، فهذا تعامل مع واقع على الأرض. إيران كما قلت، قيل إنها تساعد. وكي نصل إلى حل من المهم أن تكون إيران موجودة لأنها على الأرض فاعلة. إذا لم تستجب إيران فنحن موجودون ليس بشروط إيران، ولكن بالشروط الموضوعة من الدول العربية. إذا تماشت إيران مع هذه الشروط، عظيم، إذا لم تتماشَ فنحن لنا شروط محددة لا يمكن التنازل عنها.

> إيران تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي بمدها سورية بمساعدات عسكرية. وها أنتم شركاء معها بدل الاحتجاج على انتهاكها قرار الأمم المتحدة ومساعدة النظام.

– نحن لسنا شريكاً لإيران، وهذا واضح. نحن ضد تقديم أطراف مساعدات عسكرية للنظام السوري الذي يقتل أبناءه يومياً، وأية مساعدات له هي مساعدة على هذا القتل، والمشاركة في هذا الفعل لا يقبلها أحد. نحن واضحون في هذا تماماً.

> هل تقولون ذلك للإيرانيين؟

– نقوله بوضوح للإيرانيين ولغير الإيرانيين.

> للروس؟

– نقوله لأي شخص. من يقف اليوم بجوار النظام السوري يعتبر مشاركاً إن كان يقدم السلاح، وإذا كان يدعمه سياسياً فهو يؤدي إلى إطالة أمد هذا الصراع الذي نعلم أنه سينتهي لمصلحة الشعب السوري في النهاية.

> وبماذا ترد على من يدعون إلى وقف تسليح المعارضة باعتبار أن ذلك يدخل في إطار عسكرة النزاع؟

– لنكن واقعيين. المعارضة السورية استمرت نحو سبعة أو ثمانية أشهر سلمية تماماً، لم يكن هناك أي سلاح. بدأ بعض الانشقاقات في الجيش وتشكيل الجيش السوري الحر والناس بدأت تدافع عن نفسها في النهاية. نحن لسنا مع تقديم الأسلحة أو زيادة الصراع، إنما في النهاية الشعب الذي يحاول الدفاع عن نفسه اليوم، لا أستطيع أن أساويه أبداً بالنظام الذي يملك الدبابات والمدافع والطائرات وخلافه.

> وهل تعتقدون أن هناك تراجعاً عن وعود تسليح المعارضة بصواريخ على نسق «ستينغر» في أفغانستان؟

– لا أستطيع أن أتكلم عمن يقدمون هذه الوعود. ما يهمنا في مصر الآن هو وقف هذا الوضع، وإيجاد حل. وكما قلنا هذا الحل أساساً يكون في التغيير وليس في الإصلاح.

> ما هي الأفكار لإخراج الوضع الراهن من حال الجمود؟ عملية سياسية بمشاركة بشار الأسد أم ضرورة تسليمه سلطة التفاوض إما لنائب الرئيس أو لغيره؟

– نحن نرى أن بشار الأسد ليس له دور في أية مفاوضات مقبلة. هذا رأينا ورأي الجامعة العربية، وهو واضح تماماً.

> وماذا عن المنطقة الأمنية التي تحدث عنها الأتراك. هل هذه أيضاً دخلت في خانة الوعود بلا تنفيذ أم إن هناك فعلاً محاولات جدية وراء الكواليس؟

– لا تسأليني عن هذا الموضوع. اسألي الأطراف عن هذا الموضوع. اسألي الأتراك. هم من أثاروا هذه النقطة، فيمكن أن تسأليهم بالضبط ما هي الخطط لوضع هذه المنطقة الأمنية موضع التنفيذ.

> أراك لست واثقاً من أن هناك إمكانية لتنفيذ هذه الفكرة.

– هناك أفكار كثيرة جداً مطروحة، هناك خطط من الجامعة العربية، هناك مجموعة الخمس التابعة للجامعة وهناك خطة مجلس الأمن التي كانت في مجموعة الاتصال في جنيف. هناك خطط كثيرة. نحن نحاول الآن استكشاف طريق يؤدي فعلاً إلى وقف سريع لسفك الدماء، هذه بالنسبة إلينا مرحلة استكشافية.

> وماذا عن الوقت؟

– طبعاً الوقت مهم جداً. نحن نريد حلاً لهذه المأساة منذ أمس وليس منذ اليوم.

> حتى الروس لديهم خريطة طريق للحل. ولكن كما تفضلت، تعددت الأفكار.

– تعددت الأفكار. ولهذا السبب نحن طرحنا هذه المبادرة، ربما تكون في هذه المبادرة فائدة توصلنا إلى حل قريب.

> هل دعمتكم الولايات المتحدة في هذه المبادرة؟

– الدعم غير موجود، لكننا نسير في هذه المبادرة وسنرى إلى أين تقودنا.

> هل دعمتكم الأمم المتحدة في هذه المبادرة؟

– حصل اتصال وقالوا إنهم مستعدون لدعمنا في هذه المبادرة ولتقديم أي دعم نراه.

> وهل سيتعاون الأخضر الإبراهيمي معكم مباشرة في هذه المبادرة؟

– الأخضر الإبراهيمي كان اجتمع معنا وقدم لنا ملخصاً كرباعية، وقدم لنا ملخصاً بعد زيارته دمشق. هناك الكثير من الأطراف ترى أملاً في هذه المبادرة.

> لكن، هناك مبادرات كثيرة والفعل لا شيء. الجميع يهرب إلى الأمام…

– لهذا السبب طرحت مصر مبادرتها وربما يكون فيها التوصل إلى حل، وكما قلنا، نحن منفتحون على أية مساهمات قد يرى البعض أنها قد تكون مفيدة. ليطرح من يطرح مبادرته. نحن نتمنى نجاح أي مبادرة وليس هناك تنافس. الأمم المتحدة عرضت مساعدات، الأخضر الإبراهيمي قدم لنا ملخصاً، جامعة الدول العربية معها اتصال، ونحن منفتحون على من يرى أنه يمكن أن يساهم في هذا الحل.

> كيف تصف العلاقة السعودية – المصرية الآن؟

– العلاقة مع السعودية قوية جداً وأنا على تشاور مستمر مع السيد الوزير سمو الأمير سعود الفيصل وسمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، والقيادة على تشاور مستمر على أعلى مستوى وهي علاقة وثيقة كما كانت دائماً.

> وتحفظاتهم ومقاطعتهم للرباعية؟ واضح أنهم يرون أنه لا فائدة.

– لماذا أنت مُصِّرة على الرباعية ألا يوجد شيء آخر؟ لا داعي لأن نبحث فقط عن الأمور السلبية، دعينا ننظر إلى الأمور الإيجابية في هذا الموضوع.

> قلت قبل قليل إنكم أبلغتم الإيرانيين بأن أمن الخليج مسألة أساسية لكم؟

– لم نبلغهم فحسب بل قلناها علناً في كل محفل.

> ماذا يعني ذلك؟

– يعني ذلك أننا لن نسمح بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج وفي أمن الخليج من أي طرف.

> وهل هناك من صياغات جديدة للعلاقة مع الخليج في ظل العهد الجديد في مصر؟

– العلاقات قوية جداً ومستمرة. أولى زيارات الرئيس كانت للسعودية، الاتصالات مستمرة وتأتي وفود باستمرار، ودعوات للرئيس لزيارة هذه الدول، وزيارات على أعلى مستوى من هذه الدول إلى مصر فالعلاقات قائمة ومستمرة وقوية.

> عودة إلى سورية. هل هناك مجال لخطوة عربية؟

– تفضيلنا الأول أن يكون الحل في إطار عربي، وهذا ما قلناه منذ بداية الأزمة، ونقوله الآن، وهناك خطط من الجامعة العربية موضوعة لخريطة طريق لهذا الحل. إنما كما قلت نحن نستكشف جميع الطرق، وطبعاً الحل العربي وارد ومطلوب، ونحن منفتحون على أي طرف يمكن أن يساهم في هذا.

> بما في ذلك اقتراح أمير قطر تدخلاً عربياً في سورية؟

– هذه الفكرة طرحت في الجمعية العامة منذ يومين فقط وسنبحث فيها ونتكلم ونتشاور ونرى بالضبط ما هي أبعادها. كما قلت، هل هي قوة حفظ سلام؟ هل هي قوة فرض سلام؟ هناك فرق بين الاثنين. هذا كله سنبحث فيه ونحن منفتحون على أية أفكار. إنما هذه طبعاً فكرة جديدة لم ندخل في بحثها بعد.

> وهل تبيع تركيا كلاماً معسولاً وترفع سقف التوقعات من دون أن توضح فعلياً آلية للتنفيذ؟

– أنا في الحقيقة لا أرد على هذا. ولكن كل ما أستطيع قوله إن تركيا دولة جوار، دولة لها حدود مشتركة وتعاني من نزوح اللاجئين إليها، وعندها اعتبارات أمنية مشروعة جداً مما يحدث في سورية، فهي دولة معنية بالمقام الأول بهذه المشكلة.

> وهل توافق رأي الأمين العام للأمم المتحدة بأن الوضع في سورية يهدد الأمن والسلم الإقليميين، ويهدد دول الجوار؟

– بلا شك. الوضع في سورية يهدد ليس دول الجوار المباشر فقط، بل المنطقة كلها، إن لم يكن الأمن والسلم الدوليين. سورية دولة محورية مهمة جداً استراتيجياً وذات تركيبة اجتماعية مركبة سواء من الناحية العرقية أو المذهبية وخلافه. إذا حصل تفكك لهذه الدولة كما نعرفها الآن سيؤثر في جميع الدول المجاورة، بل سيمتد تأثيره أبعد من ذلك. أظن أنه واضح جداً كيف سيكون التأثير في دول الجوار المباشر. إذا حدث تفكك داخلي على أسس عرقية أو مذهبية أو خلافه، هناك صدى لهذا سيحدث في دول أخرى.

> أنت تخشى إذاً من حرب إقليمية؟

– طبعاً، نخشى تماماً من انعكاسات ما يحدث في سورية على الوضع الإقليمي من دون شك، ولهذا يجب أن يتعاون الجميع بمن فيهم مجلس الأمن لحل لهذه المشكلة.

> وإن بقي عاجزاً عن التحرك بسبب المواقف الروسية والصينية؟ ماذا تقولون لروسيا والصين؟

– في اتصالاتنا نقول إننا يجب أن نصل إلى حل، لا بد من أن تتفق الدول الخمس الدائمة العضوية على حل يحقن الدماء. تحدثنا إلى روسيا والصين وقلنا لهما إن استمرار هذا الوضع غير مقبول.

> وماذا تريد روسيا والصين كي تتغير مواقفهما؟

– همت تُسألان عن هذا. إنما نحن نتصور مثلاً أن هذه الدول، إن كان لدينا تصور لمرحلة ما بعد النظام التي هي آتية قطعاً، يمكن التعامل معها. من هنا، تأتي مثلاً أهمية توحيد مواقف المعارضة السورية، هذا موضوع مهم جداً. توحيد المعارضة سيمكن أي طرف من أن يرى شكل الوضع بعد النظام، وهذا يمكن أن يساعد على تحريك مواقف بعض الأطراف.

> وأنتم تعملون مع المعارضة؟

– طبعا، نعمل مع المعارضة ولنا اجتماعات مع جميع أطيافها في الداخل وفي الخارج، ونعمل بجد لتوحيد مواقفها.

أعمال شغب في مخيم «الزعتري» وإحراق مستشفى ميداني وخيام وجرحى من الأمن واللاجئين

عمان – تامر الصمادي

علمت «الحياة» أن أجهزة الأمن الأردنية ألقت القبض على مجموعات سورية مسلحة ليلة أول أمس، كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات داخل فعاليات خاصة بالمعارضة الأردنية لخلق حال من الفوضى في البلاد، يأتي ذلك فيما استخدمت قوات الأمن الأردنية في مخيم «الزعتري» للاجئين السوريين الغازات المسيلة للدموع لفض تحرك احتجاجي تحول إلى أعمال شغب أوقعت إصابات في صفوف اللاجئين ورجال الأمن.

وقال الناطق باسم مديرية الأمن العام الأردنية المقدم محمد الخطيب لـ»الحياة»، إن «أجهزة الأمن الوقائي ألقت القبض على مجموعات سورية مسلحة أول أمس، كانت تعتزم القيام بأعمال تخريبية داخل بعض الفعاليات الشعبية المزمع تنظيمها خلال الفترة المقبلة». لكن مصدراً أمنياً – فضل عدم الإشارة إليه – أكد لـ «الحياة» أن هذه المجموعات، كانت تخطط لتنفيذ عمليات تفجيرية داخل فعاليات خاصة بقوى المعارضة الأردنية، في عمان ومحافظات أخرى.

وفي الإطار ذاته، قال الخطيب إن: «هذه المجموعات ضبطت في مدينة المفرق شمال شرقي البلاد وبحوزتها أسلحة ومعدات عسكرية ومناظير ليلية وأجهزة حاسوب، وخلال التحقيق مع عناصرها تبين وجود عناصر أخرى ما زلت طليقة والبحث جار عنها». وأكد الخطيب أن إحدى المجموعات التي ألقي القبض عليها اعترفت «بنيتها القيام بأعمال تخريبية في مناطق مختلفة من البلاد».

وجاءت هذه التصريحات وسط تجدد أعمال الشغب داخل مخيم «الزعتري» للاجئين السوريين المشيد في مدينة الفرق الحدودية أمس وأمس الأول، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية ونقص الخدمات.

لكن الخطيب أكد لـ «الحياة» وجود عناصر «مدسوسة» داخل المخيم، «تعمل على استغلال نقص الخدمات المقدمة، بهدف إثارة الفوضى».

وقال إن «الحالة الجوية التي شهدتها المملكة ليلة أول أمس والرياح القوية أدت إلى تطاير مئات الخيام في المخيم وانقطاع التيار الكهربائي ما دفع عشرات اللاجئين إلى الاحتجاج السلمي، وفوجئنا لاحقاً بقيام أعداد أخرى كبيرة بتحطيم المستشفيات والمراكز الطبية والمركبات». وأكد زايد حماد رئيس جمعية (الكتاب والسنة)، المكلفة من جهة الحكومة الأردنية بتقديم المعونات لعشرات آلاف اللاجئين السوريين ما ذهب إليه الخطيب، متحدثاً عن معلومات تشير إلى تسلل عناصر موالية للنظام السوري داخل المخيم، لتنفيذ أعمال تخريبية، على حد قوله.

وقال لـ «الحياة» إن «قوات الدرك استخدمت الغاز المسيل للدموع، لتفريق لاجئين أثاروا شغباً في المخيم ليلة أول أمس». وأضاف أن «حوالى 500 لاجئ شاركوا بأعمال الشغب واحتكوا برجال الأمن ما أوقع عشرات الإصابات بين الطرفين»، لافتاً إلى أن «مثيري الشغب احرقوا مستشفى ميداني وخياماً وحطموا سيارات إسعاف كانت موجودة لخدمتهم».

وفي السياق ذاته، كشفت مصادر إغاثية داخل المخيم لـ «الحياة» أن قيادات أمنية رفيعة المستوى وصلت إلى «الزعتري» مساء أمس، وطلبت من ممثلي المؤسسات الإغاثية مغادرة المخيم على الفور، تمهيداً لقيام السلطات بإجراء تمشيط أمني واسع على كل خيام اللاجئين، المتناثرة على طول الصحراء الشمالية الشرقية، بحثاً عن عناصر يتبعون للأمن السوري.

ويؤوي الأردن الذي يشترك وسورية بحدود يزيد طولها عن 370 كيلومتراً، أكثر من 200 ألف سوري منذ بدء الأحداث في جارته الشمالية في آذار (مارس) 2011.

الإبرهيمي يركّز على خفض العنف أولاً في سوريا

وأحمدي نجاد يقترح الانتخابات سبيلاً  إلى الحل

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات :

حذرت طهران حليفتها دمشق من اللجوء الى استخدام الاسلحة الكيميائية وأكدت ان السبيل الوحيد لحل الازمة التي مضى عليها اكثر من 18 شهراً يكمن في الحوار السياسي واجراء انتخابات. اما موسكو فطالبت حلف شمال الاطلسي “بعدم البحث عن ذريعة” للقيام بتدخل عسكري في سوريا. وواصلت القوات السورية النظامية هجماتها وقصفها العنيف على بلدات عدة في ريف دمشق، وتحدثت انباء سورية عن ارسال تعزيزات من الجيش الى حلب في محاولة لحسم المعركة التي بدأت في 20 تموز الماضي. وفي تطور عسكري لافت، قالت أنقرة ان الجيش التركي أطلق النار في اتجاه الاراضي السورية مما أدى الى سقوط قتيلين  ينتميان الى “حزب العمال الكردستاني” كانا يحاولان دخول تركيا. (راجع العرب والعالم)

ورأى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ان الصراع في سوريا يمكن أن يبتلع المنطقة. واتهم بعض السوريين بمحاولة استخدام الأزمة لتسوية حسابات مع طهران. وقال إن السبيل لحل الأزمة السورية هو الحوار الوطني وانتخابات جديدة وليس الحرب وإن الشعب السوري ينبغي ان يختار طريقه بنفسه. وأضاف: “هناك طريقة ثانية لا بد ان ننتبه اليها هي التفاهم الوطني من اجل خوض الانتخابات في المستقبل”.

الأمم المتحدة

وفي ظل الاجواء الآخذة بالتصعيد أمنيا، حذر نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون أمس من امتداد “الكارثة الإنسانية” التي تشهدها سوريا الى دول الجوار ومنها لبنان، كاشفاً أن “الهدف الأول” للممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي هو العمل على خفض أعمال العنف وصولاً الى وقف للنار.

وفي مؤتمر صحافي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، صرح الياسون بأن “الوضع في سوريا كان الموضوع الأهم” في الدورة السنوية السابعة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة، إذ أنها “ذكرت عملياً في كل اجتماع، وغالباً بنوع من القلق وشعور بالإحباط لأن هذه الحرب متواصلة”. ولفت الى أنه “حين يكون مجلس الأمن غير متحد على الموضوع، فإن ذلك يضعف امكانات أن تحدث الأمم المتحدة أي فارق”. وذكر أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي “يضطلع بدور رئيسي في العملية السياسية، وكذلك في العواقب الإنسانية… التي تجاوزت حدود سوريا، إذ أنها خطرة جدا في دول الجوار: لبنان والعراق وتركيا والأردن”.

وتحدث عن اتجاهين محتملين للأحداث، الأول “تصعيد الأعمال العدائية”، والآخر أن “نأمل في امكان خفض العنف، وحتى في أفضل الحالات، التوصل قريباً الى وقف النار”، ملاحظا أن “أحد لا يعرف أي مسار سيتخذ المتحاربون”. وشدد على أن “العواقب على الشعب السوري والمنطقة ستكون بالطبع خطرة جدا إذا كان ثمة اعتقاد أن الحل العسكري ممكن”. وأوضح أن “الهدف الأول للابرهيمي هو خفض العنف”، معلنا أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أبلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الحكومة السورية يجب أن تتخذ الخطوة الأولى في هذا الإطار.

وأشار الى “كارثة انسانية” في سوريا، وأفاد أن الابرهيمي “سيعمل من القاهرة بدءاً من الأسبوع المقبل حتى يكون على مقربة من المنطقة، وهذا بالطبع يوحي بأنه سيعمل عن كثب مع زملائه المصريين”.

وفد أمني مصري

¶ في القاهرة، كشف مسؤولون في مطار العاصمة المصرية، ان وفداً أمنياً مصرياً رفيع المستوى توجه الاثنين الى سوريا، من غير ان تتضح المهمة التي سيقوم بها هناك.

ومع ان الناطق باسم الرئاسة المصرية ياسر علي نفى الخبر، فإن مسؤولاً أمنياً مصرياً رفيع المستوى قال ان لا علم له بالوفد، لكنه لم ينف في المطلق التقرير الذي تحدث عن الزيارة.

ومعلوم ان مصر تقود مجموعة الاتصال الرباعية حول سوريا والتي تضم في عضويتها المملكة العربية السعودية وتركيا وايران. ولم يعرف ما اذا كانت لزيارة الوفد الامني المصري علاقة بالمجموعة.

وقال المسؤولون في مطار القاهرة، ان زيارة الوفد ستستغرق يومين.

الاردن

¶ في عمان، أعلن ناطق اعلامي باسم المدير العام للامن الاردني القبض على أربعة سوريين يحملون عتاداً يتكون من أسلحة “كلاشنيكوف” ومناظير ليلية وحاسوب.

وبثت قناة “العربية” السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها، ان هذه المرة ليست الاولى يقبض الامن الاردني على عناصر محسوبة على النظام السوري تدخل بين اللاجئين.

وقد تجددت احتجاجات اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بمحافظة المفرق بسبب سوء الظروف المعيشية التي يواجهونها داخل المخيم، فيما انسحبت كل منظمات الاغاثة الدولية العاملة داخل المخيم وعلقت نشاطها موقتاً خوفاً من تجدد الاحتجاجات.

روسيا تحذر من «ديبلوماسية القنابل» وإيران تجدّد دعوتها للحوار

مراوحة الأزمة السورية بانتظار الإبراهيمي .. وحلب

استمرت حالة المراوحة السورية على المسارين السياسي والعسكري. وبينما بدت جهود التسوية بانتظار العودة القريبة للمبعوث المشترك الاخضر الابراهيمي الى القاهرة، او اعادة تحريك مبادرة «اللجنة الرباعية» الاقليمية، فان معركة حلب ظلت في مكانها، لا الجيش السوري تحرك لاستعادتها بالكامل، فيما يعزز حشوده العسكرية، ولا مسلحو المعارضة حققوا تعهدهم بالسيطرة عليها.

وفي هذه الاثناء، التقطت روسيا المزيد من الاشارات المقلقة حول احتمالات التمدد الاقليمي للنزاع السوري المسلح، بعد مقتل مسلحين سوريين من الاكراد بنيران قوات تركية، واطلقت دعوتها الى كل من دمشق وانقرة الى ضبط النفس، فيما دعت الدول الغربية، خصوصا حلف شمال الاطلسي، الى التخلي عن افكار التدخل العسكري مهما كان شكله، بعدما برهنت «ديبلوماسية القنابل» عن عقمها في نزاعات اخرى وزعزعت استقرار الدول. وحذرت طهران من أن الصراع في سوريا يمكن أن يبتلع المنطقة، مكررة ان السبيل لحل الأزمة هو الحوار الوطني وانتخابات جديدة وليس الحرب وإن الشعب السوري ينبغي أن يختار طريقه بنفسه.

وأعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون، في مؤتمر صحافي في نيويورك، إن الإبراهيمي سيعود إلى المنطقة هذا الأسبوع لمحاولة خفض حدة القتال تمهيدا لإجراء حوار سياسي.

وقال الياسون إن الإبراهيمي «سيعود إلى المنطقة لمواصلة العمل، ونأمل أن نتمكن على الأثر من التقدم نحو خفض العنف الذي يجب أن يكون الأولوية بالنسبة لنا». وأشار إلى أن السيناريو الايجابي هو أن توافق الحكومة السورية على وقف «قصف شعبها»، معتبراً أن هذه التهدئة يمكن أن «يعقبها خفض للعنف من قبل الفريق الآخر، ووقف إطلاق نار في أفضل الأحوال»، موضحا ان ذلك «سيحسن فرص التقدم على الصعيد السياسي» بين دمشق والمعارضة السورية.

وبشأن المبادرة التي طرحها الرئيس المصري محمد مرسي بتنظيم لقاء في القاهرة حول سوريا يضم إيران والسعودية وتركيا، أوضح الياسون أن «الإبراهيمي سيعمل من القاهرة اعتباراً من الأسبوع المقبل، ليكون أكثر قرباً من المنطقة وليعمل بشكل وثيق مع المسؤولين المصريين».

ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مصادر ملاحية في مطار القاهرة قولها إن وفداً عسكرياً رفيع المستوى سافر إلى دمشق أمس الأول، وانه سيبقى هناك لمدة

يومين، لكن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي نفى هذا الأمر. وأعلن مسؤول امني رفيع المستوى انه لا يعرف شيئاً عن الموضوع، من دون أن ينفي سفر الوفد.

وفي حين أكد رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، أمام البرلمان، دعم العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمنية، يبدو أن السلطات السورية قررت تسريع عملية الحسم العسكري في حلب، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية السورية والمسلحين.

وذكرت صحيفة «الوطن» إن تعزيزات عسكرية جديدة وصلت إلى حلب «ما يعني أن الجيش عازم على تطهير ما تبقى من أحياء المدينة من المسلحين، خصوصاً الشرقية منها في أسرع وقت ممكن». وأشارت «البعث» إلى قرب انتهاء العمليات الأمنية في «كامل» ريف دمشق، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات عنيفة في حيي القدم والعسالي في العاصمة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 51 شخصا، بينهم 23 مدنيا و13 متمردا و6 جنود نتيجة أعمال العنف». (تفاصيل صفحة 14)

وبعد ساعات من نقل وكالة «رويترز» عن صحيفة «الديار» إن الرئيس السوري بشار الأسد موجود في حلب، وانه أعطى الأوامر لقوات يقدر قوامها بثلاثين ألف جندي و2000 ناقلة جند وآلية بالانتقال إلى المدينة لقتال المسلحين، نقل موقع «داماس بوست» عن مصادر مطلعة قولها إن الأسد زار حلب بعد تقارير وردت إلى رئاسة الأركان السورية عن أن الوضع صعب في المدينة، خاصة بعد احتراق الأسواق القديمة.

روسيا

وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» الروسية، «خلال اتصالاتنا مع شركائنا في حلف شمال الأطلسي وفي المنطقة ندعوهم إلى عدم البحث عن ذريعة لتطبيق سيناريو يشمل القوة، أو إطلاق مبادرات تتعلق بممرات إنسانية أو مناطق عازلة» في سوريا، مكرراً موقف موسكو الداعي إلى التوصل إلى حل سياسي ديبلوماسي للأزمة السورية.

وذكر غاتيلوف أن هناك أمثلة معروفة على التدخل العسكري في المنطقة، أظهرت أن «ديبلوماسية القنابل» لم تؤد أبداً إلى النتائج المطلوبة منها، بل أدت إلى زعزعة الوضع الأمني في تلك الدول والمنطقة بأكملها. وقال «من المهم الآن بذل قصارى الجهود من أجل إقناع الأطراف السورية بوقف العنف وإقامة حوار وطني وتنفيذ بيان جنيف».

ودعا غاتيلوف دمشق وأنقرة إلى «ضبط النفس» بعد قتل جنود أتراك لمسلحين كرديين داخل الأراضي السورية. وقال «نعتبر أن على السلطات السورية والتركية إبداء أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوضع، عبر الأخذ بالاعتبار ارتفاع عدد المتطرفين في صفوف المعارضة السورية الذين يمكن أن يتسببوا بنزاعات عبر الحدود». وأشار إلى أن «روسيا قلقة بشأن خروج الأزمة السورية من نطاق الحدود الجغرافية لهذا البلد، وزعزعة الأوضاع الأمنية في دول الجوار من خلال تزايد اللاجئين من سوريا».

إيران

وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، رداً على سؤال خلال مشاركته في حلقة حوار نظمها مجلس العلاقات الخارجية الأميركي للدراسات في نيويورك بشأن احتمال استخدام دمشق أسلحة كيميائية ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة، انه «إذا ما تحققت هذه الفرضية سيكون ذلك نهاية كل شيء». وأضاف «إذا ما قام أي بلد، بما في ذلك إيران، باستخدام أسلحة دمار شامل، ستكون نهاية صلاحية، شرعية هذه الحكومة». وشدّد على أن «أسلحة الدمار الشامل، كما سبق وقلنا، ضد الإنسانية، انه أمر لا يمكن القبول به بتاتاً». وذكر بأن القوات الإيرانية كانت ضحية هجمات بأسلحة كيميائية من جانب القوات العراقية خلال الحرب بين البلدين.

وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» بثت أمس، إن الحرب ليست السبيل الصحيح للمضي قدماً، مضيفاً «هناك طريقة ثانية لا بد أن ننتبه إليها هي التفاهم الوطني من أجل خوض الانتخابات في المستقبل». وتابع إن «قضية سوريا معقدة وهي أيضاً مسألة مهمة. هل أنضم إلى دعاة الحرب؟ لا أعتقد أن لغة الحرب لغة جيدة». وقال «لا بد أن تكون هناك طريقة جديدة لحل الخلاف. أنا منذ البداية عارضت الحرب، ولكن الذين يريدون أن تسوّى الأمور بالحوار هم أقلية وربما الغالبية هي التي تريد أن تنطلق في إطار الحرب».

وحذر نجاد من أن الصراع في سوريا يمكن أن يبتلع المنطقة. وقال إن السبيل لحل الأزمة السورية هو الحوار الوطني وانتخابات جديدة وليس الحرب وإن الشعب السوري ينبغي أن يختار طريقه بنفسه. وأضاف «هناك طريقة ثانية لا بد أن ننتبه إليها هي التفاهم الوطني من أجل خوض الانتخابات في المستقبل».

وقال نجاد، خلال مؤتمر صحافي في طهران، «أنا لا أقرر ما الذي يجب أن يسير عليه الشعب السوري. الشعب السوري هو الذي يجب أن يحدد مصيره ومستقبله بنفسه». واعتبر أن كل القوى العالمية التي انخرطت في الأزمة السورية ارتكبت «أخطاء»، محذراً من أن الصراع السوري سيمتدّ إلى دول أخرى في المنطقة إذا لم يحل. وقال «من الممكن أن تشهد الأجواء الأردنية غداً مثل ما تشهده سوريا حالياً. لذلك يجب أن نفتش عن حل عملي وجيد لشعوب المنطقة كافة، لكن إذا صارت الأمور على هذا المنوال فإن الكوارث ستنزل علينا جميعاً».

وألمح نجاد إلى أن الأزمة السورية تستخدم لتقويض إيران، قائلاً «كل الشعب السوري محترم، ولكن البعض يريدون تصفية الحسابات مع إيران». وعبر عن قلقه من تزايد الدعوات للتدخل العسكري في سوريا، مضيفاً «أنا منذ البداية عارضت الحرب، ولكن الذين يريدون أن تسوى الأمور بالحوار هم أقلية، وربما الغالبية هي التي تريد أن تنطلق في إطار الحرب».

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

تعزيزات عسكرية إلى حلب واشتباكات عنيفة في دمشق

تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية السورية والمسلحين في حلب، أمس، فيما ذكرت صحيفة «الوطن» أن تعزيزات عسكرية جديدة وصلت إلى حلب «ما يعني أن الجيش عازم على تطهير ما تبقى من أحياء المدينة من المسلحين، وخصوصا الشرقية منها، في أسرع وقت ممكن». وأشارت «البعث» إلى قرب انتهاء العمليات الأمنية في «كامل» ريف دمشق، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات عنيفة في حيي القدم والعسالي في العاصمة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 51 شخصا، بينهم 23 مدنيا و13 متمردا و6 جنود نتيجة أعمال العنف».

وأضاف أن «مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة سقط فيها «شهيدان» اثر القصف الذي تعرضت له. كما قتل ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية المتمركزين في مبنى البرج الطبي بدوما اثر اقتحام المبنى من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة». وتابع أن «مدينة الزبداني تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة منذ أشهر. وشمل القصف أيضا بلدات سقبا وحوش عرب وببيلا وأدى لسقوط عدد من الجرحى. كما قامت القوات النظامية المتمركزة في مدينة معضمية الشام بإطلاق النار عشوائيا، ما أدى إلى إصابات في صفوف المدنيين، بينما هزت انفجارات عنيفة بلدة القطيفة ووردت أنباء عن إصابات في صفوف المدنيين».

وتابع «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في القدم والعسالي، ترافقت مع قصف عنيف أدى لسقوط جرحى وتهدم بعض المنازل».

وأشارت «البعث» إلى قرب انتهاء العمليات الأمنية في «كامل» ريف دمشق، والى مواصلة القوات السورية «مهمتها الميدانية في ملاحقة المرتزقة في مختلف المناطق موقعة خسائر فادحة في صفوفهم، وخاصة في بساتين حرستا، ما يشير إلى قرب انتهاء العمليات الأمنية في كامل ريف دمشق».

ونقلت «الوطن» عن مصادر من السكان أن «دوما شهدت أعنف حملة منذ بدء الأزمة في البلاد»، معتبرة ذلك «مؤشرا على تصميم الجيش القضاء على المسلحين فيها».

وقال المرصد «تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في أطراف حيي العرقوب وسليمان الحلبي (في حلب) كما تتعرض أحياء الشيخ خضر والصاخور والشيخ فارس للقصف من قبل القوات النظامية السورية». وأكد «سقوط عدد من الجرحى في قصف عنيف من قبل القوات النظامية على حي مساكن هنانو».

وأشارت «الوطن» إلى «وصول تعزيزات جديدة لمؤازرة الجيش في حلب، ما يعني أنه عازم على تطهير ما تبقى من أحياء المدينة من المسلحين، وخصوصا الشرقية منها، في أسرع وقت ممكن». وأشار إلى «تواصل الاشتباكات والقصف على قرى في محافظة حمص وريف درعا ودير الزور وادلب».

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان، أن خمسة ضباط يمنيين معتقلين لدى مجموعة إسلامية في سوريا تتهمهم بدعم قوات النظام، هم طلاب في الكلية العسكرية في حلب ولم يشاركوا في المعارك الجارية بين المسلحين والقوات النظامية. وكانت «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة قد أعلنت أنها تحتجز في سوريا خمسة ضباط يمنيين حضروا إلى هذا البلد دعما للقوات النظامية.

(ا ف ب، ا ب، رويترز)

عشرات القتلى والجرحى في انفجار سيارات مفخخة بحلب

بيروت- (ا ف ب): انفجرت سيارتان مفخختان على الاقل في وسط حلب ثاني المدن السورية ما أدى إلى “قتل وجرح العشرات” معظمهم عسكريون، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان والتلفزيون الرسمي الذي يتحدث عن “ثلاثة تفجيرات ارهابية”.

وافاد المرصد في بيان عن “قتل وجرح العشرات معظمهم من القوات النظامية اثر انفجار سيارات مفخخة بساحة سعد الله الجابري” مشيرا إلى ان التفجيرات استهدفت نادي الضباط وفندقا.

وأوضح المرصد الذي يستند إلى شبكة واسعة من الناشطين ان السيارات انفجرت “بعد اشتباكات بين عناصر الحراسة في نادي الضباط” ومقاتلي المعارضة.

وسمع مراسل فرانس برس في حلب دوي انفجارين قويين بفارق دقائق وشاهد بعد ذلك واجهة فندق مدمرة ومقهى من طبقتين منهارا في ساحة سعد الله الجابري واحصى خمسة جرحى إلى الاقل في المنطقة احدهم كان خارجا من فندق اخر ووجهه ملطخ بالدماء.

وقال الصحافي إن جميع المباني الحكومية اغلقت.

رئيس الوزراء السابق: الأسد رفض مطالب مسؤولين كبار بالحوار مع المعارضة

دبي- (رويترز): قال رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب في تصريحات بثت الثلاثاء إن الرئيس بشار الأسد رفض مطالب مسؤولين كبار بالسعي لحل سياسي للأزمة في البلاد بعد مقتل عدد من كبار مساعديه الأمنيين في هجوم في يوليو تموز.

وقال حجاب الذي انشق في مطلع اغسطس اب لتلفزيون العربية إن مقتل وزير الدفاع داود راجحة ونائبه صهر الأسد آصف شوكت في تفجير قنبلة خلال اجتماع أمني في دمشق أقنعه بأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة.

وقال إنه التقى مع مسؤولين كبار آخرين بينهم نائب الرئيس فاروق الشرع ورئيس البرلمان ونائب الأمين العام لحزب البعث الحاكم واتفقوا على مطالبة الأسد ببدء محادثات مع المعارضة.

وقال حجاب “قابل بشار الذى اجتمعنا عليه برفض قاطع ورفض أي شكل من اشكال الحوار مع المعارضه فى الداخل او فى الخارج وقال انا لا افاوض معارضة مشتتة لها اجندات هي معارضة غير وطنية فى الداخل هناك مجموعات مسلحة.

“هذا كان صدمة بالنسبة لنا جميعا وخرجنا من القصر وانا افتقدت الأمل نهائيا خاصة مع الأيام الاخيرة عندما سيطر الجيش الحر على اكثر من سبعين بالمئه من محافظة حلب”.

ولم يكن حجاب ضمن دائرة المقربين من الأسد لكن باعتباره رئيسا للوزراء وأكبر مسؤول مدني ينشق شكل رحيله ضربة رمزية للحكومة.

ولم يتسن على الفور التحقق من تصريحات حجاب.

وقال حجاب إنه نظرا لفشل تدخل المجتمع الدولي في وقف اراقة الدماء في سوريا فإن البديل الوحيد هو تسليح المعارضة التي قال إنها تسيطر على كثير من الأراضي في سوريا.

واضاف “لا بد من تقديم كل أشكال الدعم للثورة حتى تنهى هذه المعانا’ والمأساة التى يعيشها الشعب السورى. الحل من الداخل وابناء سوريا هم قادرون على هذا الحل”.

ورفض حجاب أيضا الدبلوماسية الدولية لحل الأزمة والتي يقودها الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الابراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية وقال إنها مضيعة للوقت.

وقال “النظام يشترى الوقت وانا سمعت ذلك من بشار لن يكون هناك حل فى سوريا الا كما تقوم به الآن الكتائب الثورية والجيش الحر”.

حزب الله يشيع مقاتلا له قضى خلال تأديته “واجبه الجهادي” وأنباء عن مقتله في سوريا

بيروت- (ا ف ب): شيع حزب الله مقاتلا له في منطقة سهل البقاع شرق لبنان قتل اثناء قيامه “بواجبه الجهادي”، على ما اعلن موقع تابع للحزب الثلاثاء، في حين قالت مصادر في المعارضة السورية انه قتل في سوريا.

وجاء على موقع تابع لحزب الله “شيع حزب الله واهالي بلدة بوداي والجوار جثمان الشهيد القائد علي حسين ناصيف (ابو عباس) الذي قضى خلال قيامه بواجبه الجهادي”، من دون تحديد مكان مقتله او ملابساته.

وخلال الاشهر الماضية، اعلن حزب الله تشييع عدد من مقاتليه قضوا في ظروف مشابهة من دون تحديد ملابسات وفاتهم.

واتهمت قوى 14 آذار المعارضة اللبنانية ومعارضون سوريون في مناسبات عدة حزب الله بمساعدة نظام الرئيس السوري بشار الاسد عسكريا.

وفي اتصال مع فرانس برس، قال أحد قادة مقاتلي المعارضة السورية في محافظة حمص وسط سوريا يعرف عن نفسه باسم ابو مؤيد ان “القيادي المعروف بابو عباس واثنين من مرافقيه قتلوا بانفجار لغم ارضي محلي الصنع قرب القصير”، المدينة المحاصرة الواقعة في حمص والتي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

واشار ابو مؤيد إلى أن مقاتلي المعارضة زرعوا الغاما ارضية قرب نقطة عسكرية كبيرة في المنطقة بعد سماعهم معلومات بأن موكبا عسكريا مهما سيصل الى المكان نهاية الاسبوع الماضي.

واضاف ان الجيش السوري والنقطة العسكرية في تلك المنطقة كانت تمنع المقاتلين من ادخال المعدات والمؤن ومن اخراج الجرحى، لافتا الى ان مقاتلي المعارضة لم يستهدفوا تحديدا مقاتلي حزب الله.

وقال ان “ضابطا في الجيش السوري لم يعلن انشقاقه لكنه يتعاون مع الجيش السوري الحر اعلمنا، بعد العملية، ان من بين القتلى ثلاثة عناصر من حزب الله بمن فيهم القيادي” الذي تم تشييعه الثلاثاء.

وتعذر التأكد من هذه المعلومات من مصدر مستقل، في حين لم يعلق مسؤولون في حزب الله اتصلت بهم فرانس برس على هذه الانباء.

القدس العربي فتحت الملف: حوريات الشام ومافيا زواج السترة وطوابير (ذكور) تتربص باللاجئات السوريات

عمان- القدس العربي- منال الشملة: ظاهرة قائمة بحد ذاتها باتت هي الأكثر جدلا واثارة بكل تفاصيلها في الشارع الأردني بعدما نشرت عشرات التقارير عن شغف الشباب الأردنيين والعرب بالزواج من فتيات سوريات تحت ضغط الوضع الإنساني للاجئين.

بين مافيات تلاحق اللاجئات السوريات للاتجار بهن من خلال الزواج وعبر شبكات قال الكاتب الإسلامي حلمي الأسمر أنها تتستر بغطاء ديني الى ظاهرة عروض الزواج من حورية من حوريات الشام حصلت مبالغات في هذا الأمر وحصلت غرائب وطرائف.

الناشط الإنساني وليد عواد يعمل بالتعاون مع قطبين في البرلمان الأردني على إيصال مساعدات للاجئين السوريين شمالي المملكة ويوثق ملاحظات حول نشاط محتمل لمافيات الزواج من سوريا ويقول بان تعبيرات بدأ يسمعها فعلا على لسان بعض المشايخ ورجال الدين من بينها :زواج السترة وأحيانا زواج الإكراه.

لاحقا إعترف عواد بظهور إشارة إجتماعية عامة فالأردني بدأ يهدد زوجته بين الحين والأخر بالزواج من لاجئة سورية, الأمر الذي طالبت دائرة الإفتاء بالإمتناع عنه.

قصص وروايات عديدة انتشرت في الآونة الأخيرة عن عروض قدمت للزواج من لاجئات سوريات رآها البعض انها من باب الاستغلال والبعض الاخر رآها انها من باب السترة .

مقولة شهيرة ترددت وانتشرت وذاع صيتها في الشارع الاردني ” يمكن الزواج من الزوجة السورية هذه الأيام “بمائة دينار.. او بمائتي دينار وماعليك الا ان تذهب الى المفرق أو عمان أو الرمثا او اربد او الكرك، لتختار حورية من حوريات الشام ..اهالي هؤلاء الفتيات يريدون سترة بناتهم ويقبلون بزيجات دون شروط مجرد مهر عادي وزواج سريع للظروف المعيشة الصعبة ومخاوف من التعرض للاغتصاب- هذا ما تقوله الخاطبة (أم عدي) التي تنشط بالسياق في مدينة المفرق شرقي المملكة.

واجمع ناشطون في المجال الاجتماعي على أن تزايد الطلب على الزواج من لاجئات سوريات واستغلال ظروف اللجوء ظهرت كحالات فردية في مناطق متعددة من المملكة خاصة مع بداية اندلاع اﻷزمة في سوريا .

أنمار الحمود الناطق الرسمي باسم مخيم الزعتري للاجئين السوريين اكد على ان اللاجئين السوريين يخضعون للقوانين الاردنية المعمول بها سواء تعلق ذلك بحالات الزواج او غيرها وسواء أقاموا في مخيمات خاصة باللاجئين او خارجها نافيا وجود اي استثناء من اي جهة بما يخص اللاجئات السوريات مستشهدا بالتقارير الرسمية التي تؤكد أن معدل زواج السوريات في اﻷردن هو ضمن المعدل الطبيعي وان المخيم لم يشهد أية حالات زواج غير مألوفة وأن القوانين اﻷردنية المعمول بها يجري تطبيقها على أية حالات زواج وكذلك عملية الدخول إلى المخيم من أي زوار من الخارج ومعرفة أسباب الزيارة وتوثيقها.

ومن جانبه قال الشيخ حسان أبوعرقوب مدير العلاقات العامة والتعاون الدولي في دائرة الإفتاء العام ان الاهتمام بأمر المسلمين وأحوالهم من دلائل الإيمان وحسن الإسلام، فالمؤمنون كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم كالبنيان يشد بعضهم بعضاً، وهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى .

وفقهيا اكد أبو عرقوب للقدس العربي بانه لا مانع من الزواج باللاجئات اللاتي يباح الزواج منهن شرعا ، شريطة أن يكون هذا الزواج بأركانه و شروطه الشرعية المرعية، ومن غير إخلال بحقيقة الزواج ومقاصده، وأن لا يكون فيه هضم لحقوق الزوجة من المهر والنفقة والمسكن وغير ذلك مما يفي بحقها، من غير استغلال للأوضاع الصعبة التي تمر بها اللاجئات.

وقال: بل إن من مقتضيات الإيمان وحسن الإسلام أن يراعي الزوج زوجته، وأن يحرص على مواساتها في مصابها مؤكدا ان الزواج شأنه عظيم، ومقاصده جليلة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتحول إلى تجارة واستغلال نسيء بها إلى أنفسنا وإلى إخواننا وأخواتنا ، وكذلك لا ينبغي أن يكون الدافع للزواج إغاظة الزوجة الأولى مما قد يعود على الزوجتين بالضرر المادي والمعنوي.

وقال ابو عرقوب وبعد الاطلاع على الإحصائيات في الأردن تبين أن زواج الأردنيين من أخواتنا السوريات هو ضمن المعدلات السنوية الاعتيادية كما أن المحاكم الشرعية لا توافق على إجراء أي عقد زواج من أجنبيات إلا بتوافر شروط رئيسة أهمها توافر الإيجاب والقبول، والاتفاق البيّن بين الطرفين، لا سيما موافقة ورضا المخطوبة على إتمام الزواج، وإثبات حالة التكامل الاجتماعي والاقتصادي لدى الطرفين داعيا المواطنين للمحافظة على الأحكام الشرعية، ومراعاتها عند الإقدام على الزواج سواء كان من أردنيات أو من غيرهن وإكرام الزوجات، والقيام بحقوقهن، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك) رواه الترمذي.

وأكدت دائرة قاضي القضاة اﻷردنية وهي الجهة الرسمية المخولة بالتعامل مع عقود الزواج في المملكة في إحصائية عن أن زواج السوريات من أردنيين خلال النصف الأول من العام الجاري كان ضمن المعدلات السنوية الاعتيادية، وبلغ 189 سورية مقارنة بنحو 270 حالة سجلتها المحاكم الشرعية في المملكة العام الماضي وان حالات الزواج توزعت على 88 حالة زواج في محافظة العاصمة عمان، و33 في اربد، 32 في الزرقاء، 24 في المفرق، و 5 في مادبا، وحالتين في محافظتي البلقاء والكرك، وحالة واحدة لكل من معان والعقبة وعجلون، بينما لم تسجل المحاكم الشرعية في محافظتي جرش والطفيلة اية حالة زواج لسوريات من اردنيين.

كما اظهرت الارقام ذاتها ان عدد حالات الزواج المسجلة في المملكة للسوريات اللائي تزوجن ممن يحملون جنسيات اخرى غير اردنية خلال الشهور الستة الماضية بلغت 114 حالة زواج كان جلها لأزواج سوريين بواقع 69 حالة، تبعها الجنسية السعودية بـ 24 حالة.

كما سجلت المحاكم الشرعية في المملكة 5 حالات زواج سوريات لأزواج من حملة الجنسية الامريكية و 3 من الجنسية الكندية، وحالتين لكل من الجنسية الالمانية والفرنسية والفلسطينية، في حين تزوجت سورية واحدة خلال الفترة نفسها لكل من حملة الجنسيات المصرية، الليبية، القطرية، العراقية، البحرينية، السودانية، والجزائرية..

ووفقا لمختصين في دائرة قاضي القضاة فإن المحاكم الشرعية لا توافق على اجراء أي عقد زواج الا بتوافر شروط رئيسة اهمها للزواج من الجنسية الاجنبية موافقة وزارة الداخلية على إتمام اجراءات الزواج، وتوافر الايجاب والقبول والاتفاق البيّن بين الطرفين لا سيما موافقة ورضا المخطوبة على إتمام الزواج وإثبات حالة التكامل الاجتماعي والاقتصادي لدى الطرفين . الناشطة السورية آلاء غزال المقيمة في المملكة كانت قد أطلقت مع مجموعة من الناشطين حملة توعية لوقف ما أسمته “امتهان اللاجئات السوريات” تحت شعار (لاجئات لا سبايا) حيث رصدت في جولات ميدانية عروض زواج قدمت للاجئات عبر وسطاء أردنيين في محافظات المفرق – شرق العاصمة عمان ومحافظة معان الجنوبية لرجال سعوديين قدموا خصيصا للبحث عن سوريات للزواج.

ووفقا لتقارير نشرتها صحف أردنية من بينها الدستور فقد قالت الناشطة غزال أن غالبية هذه العروض قوبلت بالرفض غير ان حالات فردية تم تزويجها لافتة لأن حملتها تسعى إلى التوعية بقضية زواج اللاجئات وأن أي زواج لا بد أن يضمن حقوق المرأة الكاملة ودون التعرض ﻷية ضغوط مؤكدة على ان المنظمات الدولية والمعنية بشؤون اللاجئين والجهات الطوعية ضرورة القيام بحملات توعية في أماكن تجمع اللاجئين خاصة فئة اﻷمهات.

زايد حماد رئيس جمعية الكتاب والسنة وهي إحدى الجهات الرئيسية المشرفة على تقديم المعونات والمساعدات للاجئين السوريين قلل من وصف زواج اللاجئات بـ الإكراه كظاهرة نافيا تسجيل حالات زواج لسعوديين من سوريات بلغت ما بين 10- 15 حالة مع بدايات اﻷزمة موضحا ان الجمعية تلقت طلبات من أردنيين للزواج من سوريات بلغت نحو 500 طلب زواج وجميعها حاليا منظورة أمام الجمعية.

وفقا لحماد القضية لا تشكل ظاهرة مؤكدا على ان هناك مافيا حاولت بالبداية الاتجار بزواج لاجئات لكن تم كشفهم وايقافهم وكان من بينهم مجموعات سورية يروجون لهذا الزواج من خلال توزيع صورهن بمبالغ معينة لكن تم ضبطهم الى جانب العديد من الاشكاليات كاستغلال فئة قليلة من اللاجئين السوريين الظروف القائمة كبيع المواد التموينية التي تصلهم كمساعدات للأردنيين أو استدرار العطف من الجهات الداعمة في العلاج والمبالغة في ذلك مشيرا لان هناك رغبة لدى العديد من الشباب الأردنيين بالزواج من سوريات بدوافع الاستقرار الحقيقي في الوقت الذي يعاني منه الشباب من غلاء المهور في المملكة وارتفاع كلفة الزواج والشروط التي تطلبها العائلات الأردنية.

ويقيم في المملكة ما يزيد عن 200 ألف لاجئ سوري فيما يقيم نحو 33 ألف لاجئ في مخيم الزعتري للاجئين.

صحيفة: الاسد في حلب للاشراف على المعارك بنفسه ويأمر بارسال 30 الف جندي الى المدينة

بيروت ـ (رويترز) – قالت صحيفة الديار اللبنانية المؤيدة لسوريا الثلاثاء إن الرئيس السوري بشار الاسد أعطى الاوامر لقوات يقدر قوامها بثلاثين الف جندي و2000 ناقلة جند وآلية بالانتقال الى مدينة حلب على الحدود مع تركيا لقتال مسلحي المعارضة.

وفي نبأ خاص قالت الديار ان الاسد توجه الى اكبر مدينة في سوريا فجرا للاشراف على المعركة المحتدمة بين قواته ومقاتلي المعارضة الذين تدفقوا على المدينة في يوليو تموز الماضي.

وقالت الديار إنه عقب ابلاغ الاسد بتردي الاوضاع في حلب قرر ترك قصر الشعب والسفر الى حلب لتفقد المعركة ميدانيا عند الرابعة فجرا “واكتشف ان المعركة صعبة”

أضافت الصحيفة “وعند الظهر اعطى الرئيس الاسد الاوامر للفرق 5و6 وهم نخب مغاوير وليسوا وحدات خاصة يقدر عددهم بثلاثين الف جندي و2000 ناقلة جند وآلية بالانتقال من حماة الى حلب والهجوم من جهة الحدود التركية اي احتلال ريف حلب من جهة تركيا”

ولم تستطع رويترز التحقق بشكل مستقل من التقرير. وقال موظف في جريدة الديار المعروفة بمواقفها المؤيدة للاسد لرويترز ان لدى الجريدة مراسلين في المدينة.

وقالت الصحيفة إن الاسد لا يزال في حلب وان الزيارة جاءت بعد ورود تقارير الى رئاسة الاركان السورية تفيد بان الوضع صعب في المدينة خاصة بعد احتراق الاسواق القديمة فيها.

ويقول نشطاء المعارضة ان 30 الف شخص قتلوا خلال 18 شهرا من الحرب التي بدأت على شكل انتفاضة مدنية وما لبثت ان تحولت الى مواجهات مسلحة استخدمت فيها معظم انواع الاسلحة بما فيها الطائرات الحربية.

وخلال فترة طويلة من الثورة استطاع الاسد احكام السيطرة على حلب التي تعد مركزا اقتصاديا وتجاريا في البلاد وحيث العديد من التجار الاثرياء والاقليات يخشون من عدم الاستقرار ويفضلون البقاء على الحياد.

=ويعود الاسد الى المدينة المقسمة الى قسمين حيث المقاتلون في الشرق وقواته وثكناته في الغرب.

وتصف السلطات السورية الانتفاضة على انها مؤامرة مدعومة من الخارج وقالت الديار ان الرئيس الاسد “اتصل باحد المسؤولين في العالم وقال له ان هناك 5000 عنصر يقومون بتفجير انفسهم بالجيش السوري بشكل منتشر في كل مكان وقال له ان 5000 انتحاري هم من الاجانب وليسوا سوريين”

وقالت الصحيفة ان “الاسد اعطى أوامره بوجوب تطهير حلب قبل الفجر وان الرئيس الاسد موجود بصورة سرية في حلب ويقود المعارك شخصيا والى جانبه اركانه”

اضافت “يمكن القول ان المعركة ستكون قوية الليلة لان المعارضة تسيطر على شواورع حلب القديمة وعلى ابنية من حجارة سميكة وتنتشر المعارضة في الساحة الداخلية لحلب”

ومضت الصحيفة تقول “ويبدو ان الرئيس الاسد لا يريد العودة الى قصر الشعب قبل انهاء معركة حلب وريف حلب ويقول عسكريون سوريون برتب عالية انه تم تحضير استدعاء الفرقة الثامنة والعاشرة من ادلب ودير الزور لحسم معركة حلب وان الفرقتين قادرتان خلال 24 ساعة بالوصول الى المدينة اضافة الى نقل اكثر من 5000 جندي من المغاوير بواسطة الطوافات الى محيط حلب لتطويق المعارضة المسلحة”.

تركيا تقتل كرديا داخل الحدود.. واشتباكات عنيفة في ساحة العباسيين

انباء عن اشراف الاسد على معارك شرسة في حلب

ارسال 30 ألف جندي من النخبة في محاولة لاستعادة المدينة

دمشق ـ حلب ـ بيروت ـ وكالات: شنت القوات السورية هجمات عنيفة على بلدات في ريف دمشق، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حلب كبرى مدن شمال البلاد، فيما قالت انباء صحافية إن الرئيس السوري بشار الاسد أعطى الاوامر لقوات يقدر قوامها بثلاثين الف جندي من النخبة و2000 ناقلة جند وآلية بالانتقال الى مدينة حلب على الحدود مع تركيا لقتال مسلحي المعارضة.

كما اشتبكت عناصر من الجيش السوري الثلاثاء مع مجموعة مسلحة، في محيط ملعب العباسيين بدمشق.

ودارت اشتباكات بين الجيش والمجموعات المسلحة التي كانت تستقل سيارات وتقوم بإطلاق الرصاص فردت عليها عناصر الجيش، ولم يعرف ان كان هناك ضحايا أو قتلى خلال الاشتباكات حتى الآن.

وقالت صحيفة ‘الديار’ اللبنانية المؤيدة لسورية في نبأ خاص الثلاثاء ‘ان الاسد توجه الى اكبر مدينة في سورية فجرا للاشراف على المعركة المحتدمة بين قواته ومقاتلي المعارضة الذين تدفقوا على المدينة في تموز (يوليو) الماضي’.

وقالت ‘الديار’ إنه عقب ابلاغ الاسد بتردي الاوضاع في حلب قرر ترك قصر الشعب والسفر الى حلب لتفقد المعركة ميدانيا عند الرابعة فجرا ‘واكتشف ان المعركة صعبة’.

أضافت الصحيفة ‘وعند الظهر اعطى الرئيس الاسد الاوامر للفرق 5 و6 وهم نخب مغاوير وليسوا وحدات خاصة يقدر عددهم بثلاثين الف جندي من النخبة و2000 ناقلة جند وآلية بالانتقال من حماة الى حلب والهجوم من جهة الحدود التركية اي احتلال ريف حلب من جهة تركيا’.

ولم تستطع رويترز التحقق بشكل مستقل من التقرير. وقال موظف في جريدة ‘الديار’ المعروفة بمواقفها المؤيدة للاسد لرويترز ان لدى الجريدة مراسلين في المدينة.

وقالت الصحيفة إن الاسد لا يزال في حلب وان الزيارة جاءت بعد ورود تقارير الى رئاسة الاركان السورية تفيد بان الوضع صعب في المدينة خاصة بعد احتراق الاسواق القديمة فيها.

وقالت الصحيفة ان ‘الاسد اعطى أوامره بوجوب تطهير حلب قبل الفجر وان الرئيس الاسد موجود بصورة سرية في حلب ويقود المعارك شخصيا والى جانبه اركانه’.

اضافت ‘يمكن القول ان المعركة ستكون قوية الليلة لان المعارضة تسيطر على شوارع حلب القديمة وعلى ابنية من حجارة سميكة وتنتشر المعارضة في الساحة الداخلية لحلب’.

ومضت الصحيفة تقول ‘ويبدو ان الرئيس الاسد لا يريد العودة الى قصر الشعب قبل انهاء معركة حلب وريف حلب ويقول عسكريون سوريون برتب عالية انه تم تحضير استدعاء الفرقتين الثامنة والعاشرة من ادلب ودير الزور لحسم معركة حلب وان الفرقتين قادرتان خلال 24 ساعة بالوصول الى المدينة اضافة الى نقل اكثر من 5000 جندي من المغاوير بواسطة الطوافات الى محيط حلب لتطويق المعارضة المسلحة’.

الى ذلك قتل مسلح كردي سوري واصيب آخران الثلاثاء برصاص اطلقه الجنود الاتراك عبر الحدود بين البلدين في اول حادث من نوعه منذ اندلاع النزاع في سورية قبل 18 شهرا، كما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن فرانس برس.

ونشرت تركيا الثلاثاء دبابات على نقطة تماس مع الحدود السورية قرب مدينة شانلي أورفا جنوب شرق البلاد المحاذية للحدود السورية.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن تعزيزات عسكرية جديدة أرسلت إلى مركز ‘سروتش’ في مدينة شانلي أورفا المحاذية للحدود السورية، تضم مركبات نقل محملة بمركبات عسكرية وناقلات جند مدرعة قادمة من اللواء مدرع 20 الموجود في محافظة أورفا.

وأشارت الوكالة إلى أنه تم إنزال الدبابات من الناقلات العسكرية ووضعها عند نقطة التماس مع الحدود السورية في المنطقة.

يأتي ذلك فيما قالت مصادر محلية إن عضوا بارزا في الجناح العسكري لحزب الله اللبناني دفن في سهل البقاع بعدما قتل قرب بلدة حدودية سورية حيث يقاتل معارضون مسلحون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف حزب الله.

وقال حزب الله في بيان على موقعه الالكتروني ‘شيع حزب الله وأهالي بلدة بوداي والجوار جثمان الشهيد القائد علي حسين ناصيف (أبو عباس) الذي قضى خلال قيامه بواجبه الجهادي.’ ودفن ناصيف الاثنين في بعلبك البلدة الرئيسية في شمال سهل البقاع معقل حزب الله.

ولم يذكر حزب الله تفاصيل بشأن وفاة ناصيف لكن مصادر في بعلبك قالت إنه ورجلين آخرين من حزب الله قتلوا قرب بلدة حدودية سورية يقاتل فيها المعارضون المسلحون القوات الحكومية.

وأضافت المصادر أن الثلاثة قتلوا عندما أصاب صاروخ الغرفة التي كانوا يقيمون فيها. ولم تذكر المصادر مصير الجثتين الأخريين.

ولم يعلن المعارضون المسلحون في المنطقة التي يعتقد ان ناصيف قتل فيها مسؤوليتهم عن اي هجوم على مقاتلين من حزب الله في الأيام الماضية.

وقال موقع تجمع 14 آذار الخصم السياسي لحزب الله إن ناصيف وعددا من مقاتلي الحزب قتلوا يوم الأحد عندما نصب مقاتلون سوريون كمينا لقافلتهم قرب بلدة القصير.

التلفزيون السوري يشن هجوما غير مسبوق على مشعل ويصفه بأنه ‘مقاوم متشرد

بيروت ـ رويترز: شن التلفزيون السوري هجوما غير مسبوق الثلاثاء على خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) واصفا اياه بانه ‘مقاوم مشرد’ واتهمه بالجحود بعد ان فتحت له دمشق ابوابها قبل عقد من الزمن وقال إنه ‘باع المقاومة من اجل السلطة’.

وكان مشعل يوما حليفا لدمشق يتشاركان العداء لاسرائيل لكنه غادرها العام الماضي اثر احتدام المعارك بين قوات الرئيس بشار الاسد ومسلحي المعارضة.

وقال التلفزيون السوري ‘إن سورية ليست نادمة لانها لم تفعل ما فعلت لتنتظر وفاء او جميلا او شكورا فقد فعلت ما رأت أنه واجبها القومي والوطني مع مقاوم مشرد وفرت له ولرفاقه كل الدعم لمواصلة مقاومتهم’.

لكنه أضاف ‘ان سورية فرحة بأن يغادرها من باع المقاومة بالسلطة.. ان ما جعل لكم مكانة عند شعب فلسطين كان خياركم المقاوم وليس هويتكم الاخوانية وستكتشفون ذات يوم ان من ينام بين المقابر سيرى المنامات الموحشة وستتذكر ذات يوم ان مشهدكم في مؤتمر (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) اردوغان كان كحجار المقابر يسند بعضها بعض وكل منكم يحتاج من يسنده’.

وكان مشعل شارك في مؤتمر حزب العدالة والتنمية في تركيا برفقة الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس قرغيزستان ألمظ بيك أتامباييف ورئيس منطقة كردستان العراق شبه المستقلة مسعود البرزاني.

وقال التلفزيون ‘بئس ما قال على منبر حزب اردوغان كشريك في الحملة الانتخابية لاردوغان بعد انجازه لصداقات صفر مع الجيران من ارمينيا الى ايران والعراق وسورية واليونان’.

وأضاف ‘يستنجد اردوغان بفرقة الطبالة التي ضمت (الرئيس المصري محمد) مرسي ومشعل فذلك اقرار بما نشرته الصحف التركية عن تدني شعبيته من 53 بالمئة الى 27 بالمئة فقط’.

وخاطب التلفزيون السوري مشعل قائلا ‘تذكر يوم تشردك وتسكعك في الاجواء حتى جاءتك رحمة الشام قالوا لك ان هبطت في مطاراتنا فنحن مضطرون لتسليمك بموجب اتفاقياتنا. فالتسفير الوحيد لفتح ابوابهم لك اليوم اذن هو انك لم تعد مطلوبا للاحتلال ولم تعد خطرا على امنهش’.

أضاف ‘بالمناسبة طالما انت في حالة عاطفية رومانسية على ما تسميه عذابات الشعب السوري يا مشعل فلماذا لم تتفتق عاطفتك الواجبة على شعب فلسطين وما دمت قد ادمنت على القسمة وما فيها من مغانم السلطة والجباية فلن نسألك عن الشعب الفلسطيني المظلوم في الاراضي المحتلة عام 48 ولا عن القدس التي تناسيتموها انتم ثلاثي الهراء ولا عن الضفة بل نسألك عن عذابات اهلنا المحاصرين في غزة’.

ومضى يقول ‘كيف تسكت على مواصلة الحصار من الجهة المصرية وقد صار اخوانك في الحكم وكيف ترضى وتتعاون لضرب انفاق الحرية والحياة كما كنت تسميها؟ ام ان وعود تطبيع علاقاتك بكيان الاحتلال والادارة الامريكية وصولا لتسميتك رئيسا بديلا للسلطة قد افقرت المناعة واسكتت العاطفة وطار الوجع واطار الفزع يا جدع’.

المقاتلون المعارضون: مجموعات متناحرة

جهاديو سوريا: شقاقٌ حدّ الطلاق

المجموعات الجهادية الإسلامية هي أقوى الكتائب المقاتلة في سوريا. بديهةٌ يُجمع عليها مختلف فصائل المعارضة المسلّحة. ويعود السبب إلى تفوّق مقاتليها في الإعداد البدني ونوعية السلاح، لكن هذه المجموعات منقسمة على نفسها. وما يُفرّق بينها أكثر من خلاف عقائدي

رضوان مرتضى

لا تقاتل المعارضة المسلّحة في سوريا نظام بشار الأسد وحده. بل تقاتله وتقاتل نفسها وتتقاتل في ما بينها. في إمارة بلاد الشام وأرض الجهاد، يختلط الحابل بالنابل. هنا تضيع البوصلة، فيُشتبه في الصديق والعدو. يُصبحان سواسية في خانة واحدة. فتوجّه فوّهة البندقية إلى كليهما. لا، بل تُسفك دماؤمهما حتى. وهنا أيضاً، لا أُخوّة في دين الإسلام.

منذ أيام، قُتل أحد أمراء تنظيم «القاعدة في بلاد الشام»، أبو محمد الشامي، المعروف بـ«العبسي». قتله جهاديون إسلاميون يقاتلون تحت لواء كتيبة الفاروق السلفية، الموالية لـ«تنظيم القاعدة» فكرياً. تآمر هؤلاء مع عناصر من الجيش السوري الحر وكمنوا له لـ«اغتياله في منطقة حدودية قريبة من تركيا». تروج هنا روايتان عن كيفية مقتله. تذكر الأولى أن منفّذي الاغتيال انقضوا عليه خفية واختطفوه إلى جهة مجهولة، ثم قتلوه طعناً بالسكاكين وألقوا بجثّته في حفرة. وتذكر المعلومات أن الشيخ أبو بصير الطرطوسي وأمير «كتائب أحرار الشام»، أبو عبد الله، توسّطا من أجل العمل على إطلاق سراح الشيخ أبو محمد الشامي قبل تصفيته، لكن ذلك لم يُجدِ نفعاً.

أما الرواية الثانية، فتشير إلى أن مجموعة الاغتيال المنفّذة طلبت الاجتماع بأبو محمد للتشاور بشأن بعض الأمور، لكنها غدرت به فجأة. وقد أدى مقتل الأمير العبسي إلى حصول اشتباكات عنيفة بين مجموعة العبسي من جهة، وعناصر من كتيبة الفاروق ومجموعات الجيش السوري الحر من جهة أخرى، ونتج منها سقوط عشرات الإصابات بين قتيلٍ وجريح. وقد وُصفت هذه الاشتباكات بأنها من «أخطر الصدامات التي وقعت منذ بدء الثورة بين العناصر الجهادية»، التي تدفّقت إلى سوريا من مصر وتونس والجزائر والإمارات والسعودية والكويت وأوروبا وغيرها.

والجدير ذكره أن أبو محمد كان قد جاء موفداً من دولة العراق الإسلامية لإقامة الإمارة الإسلامية في سوريا، علماً بأن الأخير «كان مع كتيبته أول من حرّروا معبر باب الهوى الحدودي ورفعوا الرايات السود على مقارّه الرسمية». أما الأسباب التي أدّت إلى تصفيته فتتعدد. يُذكر منها الخلاف على النفوذ والإمارة والاختلاف على تطبيق الشريعة والتخوين. وفي هذا السياق، يكشف مصدر سلفي جهادي لـ«الأخبار » أنّ «السبب المباشر لاغتيال الشيخ أبو محمد هو حصة السلاح التي فرض دفعها»؛ إذ بعد سيطرة الشيخ أبو محمد العبسي على معبر باب الهوى، الذي كانت شحنات السلاح تمرّ عبره، فرض ما يُشبه «الخوّة» على جميع مهرّبي السلاح والمجموعات المتسلمة له. والخوّة هنا حصّة أو نسبة من السلاح بات العبسي يحصل عليها. وقد وصلت أحياناً إلى ثلاثين في المئة من حجم الشحنة. والسلاح المصادر هذا، كان يُعلن الشيخ أبو محمد أنه يُخبأ استعداداً للمعركة الكبرى. والمعركة الكبرى هنا، بحسب المصدر الجهادي، «معركة مبشرٌ بها تحصل بعد سقوط النظام وتهاويه». لذلك كان هذا السلاح يُخفى في مخابئ ويُطمر أحياناً استعداداً لهذه المعركة الموعودة. إزاء ذلك، ثارت حفيظة كل من كتيبة الفاروق الناشطة في كل من حلب وإدلب إلى جانب مجموعات من الجيش السوري الحر. ورغم الخلافات الموجودة بين الفاروق وفصائل الجيش الحر، جرى تجاوزها واتُّفق على تصفية الشيخ أبو محمد الشامي بإيعازٍ تركي. ولا سيما أن الجانب التركي كان قد حاول أكثر من مرة إقناع أبو محمد باستثناء شحناته التي يُرسلها إلى المجموعات التابعة له، لكنّ «العبسي» كان يُصرّ على الرفض بذريعة أن واجبه الإسلامي يفرض عليه ذلك.

إذاً. فقد قتل الجهاديون جهادياً. معادلة يستحيلُ فهمها، لكن تلك الحادثة لم تكن الأولى من نوعها وليست الوحيدة على أرض سوريا. وتحديداً بين مجموعات الجهاديين أنفسهم. إذ تكشف معلومات المعارضة السورية الواردة من إدلب وحلب أن هناك اشتباكات عنيفة تحصل باستمرار بين المجموعات الإسلامية الجهادية. وتشير هذه المعلومات إلى أن هؤلاء منقسمون حيال الأحقية والأولى بالإمارة وأصول تطبيق العقيدة الإسلامية الحقّة. ليس هذا فحسب، فقد وقع شقاقٌ بين جماعات الجهاديين، القادمين من باكستان وأفغانستان والبلقان والشيشان من جهة، وأولئك السوريين والليبيين والتونسيين والأردنيين من جهة أخرى، حيال الإماء. والإماء هنّ النسوة الذين يعدّهم الجهاديون غنائم حرب. فقد ظهر في سوريا قسمٌ من الجهاديين يرى أن نساء الرجال الموالين للنظام، حقٌّ شرعي لهم. وتحت هذه الذريعة، اعتُدي على عشرات النساء واستُحلّت حرماتهم. في المقابل، وقف جهاديون إسلاميون في وجه هؤلاء بالمرصاد، رافضين لهذه الممارسات. ورأى هؤلاء أن ذلك يؤلّب المجتمع السوري الحاضن لهم ضدّهم، باعتبار أن للمرأة والعرض والشرف مكانة حسّاسة في المجتمع السوري يستحيل تجاوز خطوطها الحمراء. أضف إلى ذلك، صراع النفوذ الذي بدأ يُترجم على الأرض تصفيات متبادلة. والذريعة دوماً حاضرة: «ثبت لدينا أنّه عميل للنظام». كذلك جرى تقسيم المناطق تبعاً للألوية المسيطرة والمجموعات العسكرية المقاتلة، يفصل بينها خطوط تماس بحيث يُمنع على أفراد باقي المجموعات تجاوزها تحت طائلة المواجهة أو التصفية.

في موازاة ذلك، علمت «الأخبار» أن عدداً من الجهاديين اللبنانيين والفلسطينيين الذي توجّهوا إلى سوريا للالتحاق بركب الجهاد، عاد بعضهم أدراجه بعدما شهد الاشتباكات الضارية التي تحصل بين الإسلاميين أنفسهم. وفي السياق، يُبدي أحد هؤلاء خشيته ممازحاً: «بتنا نخشى من سقوط النظام لأن جماعتنا لحّموا بعض منذ الآن، فكيف غداً بعد انهياره». انطلاقاً مما سبق، اتّضحت الرؤيا. يؤمن عدد من قادة الجماعات الإسلامية الذين تواصلت معهم «الأخبار» بأن الانشقاق الحاصل يكاد يودي بالثورة، لا بل يحرف القضية عن مسارها بالمطلق. لذلك، فإن العمل يجري على لمّ الشمل لإعادة وحدة الصف وتوحيد البندقية. يُنسّق هؤلاء مع قيادات إسلامية عالمية معروفة في الخط الجهادي. وقد تُرجم ذلك، بإرسال عدد من الوفود، لكن ذلك لم يؤت أُكُله بعد.

ريف دمشق يشتعل.. ومعارك «ضارية» في حلب

حركة نزوح كبيرة في دوما.. وقتلى في قصف على مخيم للنازحين في درعا

بيروت: بولا أسطيح

ركزت قوات الأمن السورية حملتها العسكرية يوم أمس على مناطق ريف دمشق فيما استمرت المعارك العنيفة في حلب ما أدى وبحسب لجان التنسيق المحلية لمقتل ما يزيد عن 100 قتيل في مختلف أنحاء سوريا.

وكثفت قوات النظام السوري، وبحسب الناشطين في الداخل، قصفها الجوي والمدفعي لأحياء بمدينة دمشق ومدن وبلدات بريفها. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات النظام قصفت مدن وبلدات يبرود وببيلا ودوما والمليحة والزبداني وقدسيا في ريف دمشق. وفي الوقت الذي تحدث فيه الناطق باسم تنسيقية دوما، عبد الله الشامي عن مقتل ما يزيد عن 30 قتيلا في المدينة، أفاد محمد الدوماني من مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق عن «نزوح عشرات العوائل من المدينة جراء استمرار العملية العسكرية عليها وسط تهديدات باقتحامها إضافة لإخلاء أحياء بكاملها كحي بتوانة بسبب استهدافه بالدبابات مباشرة وهو ذو مساكن عشوائية لا أقبية فيه». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا ويستمر القصف والموت في مدينة الزبداني التي استيقظت لليوم الـ93 على التوالي على أصوات نحو المائة القذيفة تدك المدينة» متحدثا عن تدمير ممنهج يعتمده النظام مؤخرا. وأشار الدوماني إلى أن مدينة الزبداني تدك من دبابات متواجدة عند مطعم جنة بلودان في الجبل الشرقي ومن حاجز العقبة في الجبل الغربي.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن مدن الغوطة الشرقية في ريف دمشق تعرضت لحملة عنيفة شنتها قوات النظام السوري ذهب ضحيتها في اليومين الأخيرين أكثر من ثمانين قتيلا، وسط سقوط الكثير من الجرحى معظمهم في سقبا ودوما وحرستا، مشيرة إلى أن هذه المدن تعرضت لحصار خانق فرضته قوات النظام مع قطع أشكال الاتصالات كافة.

وأضافت اللجان أن قوات النظام استهدفت النازحين من هذه المدن مما ينذر بمأساة إنسانية سببها الارتفاع الكبير لأعداد الجرحى والنقص الحاد في المواد الإسعافية إلى جانب ملاحقته للكوادر الطبية والمشافي الميدانية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن سقوط شهيدين في مدينة دوما إثر القصف الذي تعرضت له فجر يوم أمس، لافتا إلى مقتل ما لا يقل عن 6 من القوات النظامية المتمركزين في مبنى البرج الطبي في دوما إثر اقتحام المبنى من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة. وأضاف المرصد أن مدينة الزبداني في المحافظة نفسها «تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة منذ أشهر»، مشيرا إلى أن القصف شمل أيضا بلدات أخرى في ريف العاصمة، وأسفر عن سقوط الكثير من الجرحى، من دون أن يحدد عددهم. وأوضح أن القصف استهدف خصوصا إضافة إلى مدينة دوما، بلدتي سقبا وحوش عرب، كما هزت انفجارات عنيفة بلدة القطيفة في ريف دمشق، ووردت أنباء عن إصابات في صفوف المدنيين، لافتا إلى تعرض بلدة ببيلا لقصف من قبل القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وتابع المرصد أن القوات النظامية المتمركزة في مدينة معضمية الشام قامت بإطلاق النار عشوائيا ما أدى إلى إصابات في صفوف المدنيين، فيما «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في أحياء القدم والعسالي، ترافقت مع قصف عنيف أدى لسقوط جرحى وتهدم بعض المنازل».

وفي العاصمة دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام في مخيم اليرموك وجرت حملة هدم وتفجير للأبنية السكنية بحي التضامن وفق ما أفادت شبكة «شام»، كما أشارت الهيئة العامة للثورة إلى أن قوات النظام قصفت بالدبابات منطقة حرملة الواقعة على أطراف حي جوبر، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت أيضا في حيي القدم والعسالي ترافقت مع قصف عنيف أسفر عن سقوط جرحى وهدم منازل. وأفاد الناطق الإعلامي باسم شبكة «شام» الإخبارية في دمشق سلام محمد، عن أن «قوات النظام تقوم منذ أسبوعين تقريبا بهدم المباني السكنية في حي التضامن، في دمشق، مستخدمة الديناميت، بغية تحويل الحي إلى ثكنة عسكرية للفرقة الرابعة».

وكانت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم أشارت إلى قرب انتهاء العمليات الأمنية في «كامل» ريف دمشق متحدثة عن مواصلة القوات السورية «لمهمتها الميدانية في ملاحقة المرتزقة في مختلف المناطق موقعة خسائر فادحة في صفوفهم (…) وخاصة في بساتين حرستا ما يشير إلى قرب انتهاء العمليات الأمنية في كامل ريف دمشق». ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة عن مصادر من السكان أن «دوما شهدت أعنف حملة منذ بدء الأزمة في البلاد»، معتبرة ذلك «مؤشرا على تصميم الجيش على القضاء على المسلحين فيها».

وفي حلب، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في أطراف حيي العرقوب وسليمان الحلبي، كما تعرضت أحياء الشيخ خضر والصاخور والشيخ فارس للقضف من قبل القوات النظامية السورية، في حين سقط عدد من الجرحى في قصف عنيف من قبل القوات النظامية على حي مساكن هنانو، حسب ما أفاد ناشطون هناك.

وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن سقوط خمسة قتلى بينهم سيدة والكثير من الجرحى نتيجة القصف المدفعي لباب جنين بحلب. وشملت الاشتباكات والقصف، وفق ناشطين، أحياء الصاخور ومساكن هنانو والشيخ خضر والشيخ فارس والعرقوب وسليمان الحلبي. وأشارت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام إلى وصول «تعزيزات جديدة لمؤازرة الجيش في حلب».

بدورها، قالت صحيفة «الديار» اللبنانية المؤيدة للنظام السوري إن الرئيس السوري بشار الأسد أعطى الأوامر لقوات يقدر قوامها بثلاثين ألف جندي و2000 ناقلة جند وآلية بالانتقال إلى مدينة حلب على الحدود مع تركيا لقتال مسلحي المعارضة. وأفادت الصحيفة عن أن الأسد توجه إلى أكبر مدينة في سوريا فجرا للإشراف على المعركة المحتدمة بين قواته ومقاتلي المعارضة الذين تدفقوا على المدينة في يوليو (تموز) الماضي. وقالت: إنه عقب إبلاغ الأسد بتردي الأوضاع في حلب قرر ترك قصر الشعب، والسفر إلى حلب لتفقد المعركة ميدانيا عند الرابعة فجرا «واكتشف أن المعركة صعبة».

وفي محافظة حمص «تعرضت مدن وبلدات تلبيسة وحوش حجو وابل لقصف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط عدد من الجرحى»، كما «تعرضت قرية السعن في ريف حمص لقصف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط عدد من الجرحى»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى مقتل سبعة أشخاص قتلوا برصاص قوات النظام في تل شهاب على الحدود مع الأردن، كما قامت قوات النظام بحملة إحراق لمنازل المواطنين في بلدة زيزون بدرعا. بدوره أفاد المرصد عن تعرض بلدات محجة حوران وتسيل والغارية الغربية وأم الميادن وجلبين ومنطقة وادي اليرموك «لقصف عنيف من قبل القوات النظامية»، مشيرا إلى أن القصف أسفر عن قتيل واحد على الأقل وعدد من الجرحى.

إلى ذلك قتل مسلح كردي سوري وأصيب آخران برصاص أطلقه الجنود الأتراك عبر الحدود بين البلدين في أول حادث من نوعه منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل 18 شهرا، كما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية.

إلى ذلك أكد اليمن أن خمسة من ضباطه معتقلين لدى مجموعة إسلامية في سوريا، وتتهمهم المجموعة بدعم قوات النظام، هم طلاب في الكلية العسكرية في حلب ولم يشاركوا في المعارك الجارية بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في هذا البلد.

ونفت وزارة الدفاع اليمنية «نفيا قطعيا أي ارتباطات أو مشاركة للضباط اليمنيين في الأحداث التي تشهدها سوريا حاليا»، وذلك في بيان نشرته مساء الاثنين على موقعها الإلكتروني.

استمرار الغليان في القرداحة بعد وصول جثامين ضباط علويين

النظام يسعى لاحتواء الصدع ويفصل بين منطقتين إحداهما موالية والأخرى متذمرة

لندن: «الشرق الأوسط»

ما زال الوضع متوترا في مدينة القرداحة بعد تدخل قوات من الحرس الجمهوري وقوات الأمن لوقف الاشتباكات بين العائلات العلوية بالقوة، وقال ناشط في اللاذقية لـ«الشرق الأوسط» عبر «سكايب» إن شيخ الجبل وزعيم الشبيحة الأول محمد الأسد «لم يفارق الحياة وما زال يرقد في المشفى ووضعه الصحي خطير». وأكد أن الرئيس بشار الأسد يتابع شخصيا تطورات الوضع في القرداحة (مسقط رأس عائلة الأسد) وحصنها المنيع، ونقل الناشط عن عدة مصادر أنه تم الطلب من آل الخير وعثمان مغادرة القرداحة مقابل تعهد الرئيس بشار الأسد بمحاسبة المتورطين بالهجوم على آل الخير من آل الأسد. ولفت الناشط إلى أن قوات النظام قامت بحملة اعتقالات واسعة شملت كل الأطراف التي شاركت في الاشتباكات التي تجددت يوم الأحد الماضي وامتدت إلى محيط القرداحة.

وأضاف الناشط أنه يوم أول من أمس الاثنين خرجت «مظاهرة لموالي عم الرئيس المنفي رفعت الأسد إلى جانب أبناء عدد من العائلات العلوية التي راحت تعلن تذمرها من سياسة الرئيس بشار الأسد الوحشية في قمع المعارضة، والتي باتت تشكل خطرا على وجود العلويين في سوريا، وليس فقط خطرا على النظام، وفي مقدمة تلك العائلات آل الخير وآل قوزي – عثمان وكنعان وديب. ومع أن المتظاهرين لم يهتفوا ضد النظام، إلا أنهم هتفوا: (القرداحة نزلت عالساحة)، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن قتل العلويين، وزاد في التوتر والاحتقان يوم الاثنين وصول جثامين لضباط علويين قضوا في اشتباكات دير الزور».

وفي تفاصيل جديدة حول أسباب اندلاع الأزمة في القرداحة، قال الناشط: «إن ما حصل جاء نتيجة تنامي المخاوف بين العلويين التي بدأت تظهر للعلن منذ نحو شهرين، حول من يحمي القرداحة في حال سقط النظام، والخشية من مجازر يكونون هم ضحيتها، بسبب الممارسات الوحشية لشبيحة آل الأسد بحق المعارضين. في المقابل، بدأت الشكوك تثار حول عدد من العائلات بدأت ترفض التحاق أبنائها بالشبيحة وتعمل على النجاة برأسها من أعمال انتقامية لا شك ستطال شبيحة الأسد بعد سقوط النظام». على خلفية هذا الجدل يقول الناشط: «تفجر الوضع حين كان (شيخ الجبل) محمد توفيق الأسد يسهر في مقهى لعارف الخير مساء السبت الماضي، وحصل تلاسن بينهما حول مصير النظام، حيث قال ابن الخير بضرورة اقتناع الأسد بتسليم السلطة والاكتفاء بمن قتل من أبناء الطائفة العلوية، بدل أن تباد الطائفة بأكملها. وكان رد محمد الأسد بمطالبة خصمه (بعدم التطاول على أسياده) وتهديد كل من يعارض الرئيس. وبدأ العراك بالأيدي ثم تطور إلى إشهار السلاح فأصيب شيخ الجبل إصابة بليغة أدخلته العناية الفائقة وأصيب أيضا فراس الخير وصخر عثمان. إثر العراك الحاصل في المقهى، تجمع شبيحة آل الأسد وهجموا على منازل آل الخير وقوزي عثمان، وأسفر الهجوم عن إصابة عدد من أبناء الخير وقتل خمسة من آل عثمان، بعد ذلك تدخلت قوات من الحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية وأنهت الاشتباك وقامت باعتقال المشاركين بالاشتباك، إلا إن الاشتباكات عادت لتتجدد يوم الأحد الماضي بالقنابل والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ويوم الاثنين خرجت مظاهرات غاضبة مع وصول جثماني ضابطين أحدهما من آل عدرا والآخر من آل فاضل قضيا في اشتباكات في دير الزور، وكانا ضمن 26 عسكريا من الطائفة العلوية قتلوا في مناطق عدة من البلاد خلال يومين وصلت جثامينهم الاثنين إلى القرى العلوية في منطقة الساحل».

مقتل القيادي في حزب الله (أبو عباس) بكمين في القصير بريف حمص

مصادر مطلعة: كان يشغل منصب القائد التنظيمي لعمليات حزب الله في الداخل السوري

لندن: «الشرق الأوسط»

أكدت وسائل إعلام لبنانية تابعة لحزب الله مقتل القيادي في حزب الله محمد حسين الحاج ناصيف (شمص) الملقب بـ«أبو عباس» وقالت جريدة «الانتقاد» أن «حزب الله وأهالي بلدة بوداي والجوار شيعوا القائد علي حسين ناصيف (أبو عباس) الذي قضى خلال قيامه بواجبه الجهادي» دون أن تذكر طبيعة المهمة الجهادية التي قضى فيها، إلا أن موقع «14آذار» الإلكتروني اللبناني نقل عن مصادر مطلعة خاصة أن اللبناني محمد حسين الحاج ناصيف (شمص) الملقب بـ«أبو عباس» قد لقي حتفه الأحد الماضي «داخل الأراضي السورية» وأن «أبو عباس يشغل منصب القائد التنظيمي لعمليات حزب الله في الداخل السوري ويعمل على تنسيق العلاقة مع الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لنظام بشار الأسد فيما خص أنشطة حزب الله في الداخل السوري». وأهمية «أبو عباس» ظهرت في التشييع الذي حضره رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك ورئيس المجلس السياسي في الحزب إبراهيم أمين السيد ومسؤول منطقة البقاع الحاج محمد ياغي، ولفيف من العلماء، وحشد من الفعاليات الاجتماعية والحزبية والسياسية. وقال ناشط في منطقة القصير بريف محافظة حمص، القريبة من الحدود مع لبنان أن «المسؤول في حزب الله قتل في هجوم للجيش الحر على أحد معاقل قوات النظام في قرية الغسانية ذات الأغلبية المرشدية» وقال الناشط لـ«الشرق الأوسط» عبر «سكايب» إن الجيش الحر بمنطقة القصير أعلن يوم الأحد الماضي قيامه بمحاصرة قرية الغسانية، واستهدفوا إحدى المدارس التي «تتمترس» خلف جدرانها قوات الأسد وقد تمكنوا من اقتحامها، بعد استخدامهم أكثر من عشرين قذيفة هاون ورشاشات (14.5) و(23) المضادة للطيران ومنها بدأ الزحف نحو قرية الحيدرية، ليتم تحريرها بشكل كامل. كما قام الأبطال بقنص عسكري موجود على حاجز حامد عامر. ورجح الناشط أن يكون القيادي في حزب الله قتل في هذه العملية لافتا إلى أن قريتي الغسانية والحيدرية من القرى العلوية والشيعية، التي تتمركز فيها قوات النظام وتقوم بقصف مدينة القصير والقرى المحيطة، جوسية والنزارية والبويضة. مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي يقتل فيها عناصر من حزب الله في القصير في اشتباكات مع الجيش النظامي، مشيرا إلى أن عناصر حزب الله يتواجدون بشكل دائم في القرى الشيعية الواقعة إلى الحدود من لبنان، وتعتبر هذه المنطقة منطقة نفوذ لحزب الله الذي يقوم بمساندة قوات الأسد، وأكثر من مرة كان هناك حالات اختطاف متبادل.

وبحسب مصادر الموقع أن المصاب من آل سماحة يخضع حاليا للعلاج أحدهم في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت منذ ليلة الأحد – الاثنين وقد رفض حزب الله تزويد إدارة مستشفى الجامعة بأي معلومات شخصية تتعلق بالجريح المذكور. أما بالنسبة لأبي عباس – محمد ناصيف فقد ظلت جثته داخل الأراضي السورية حتى ظهر يوم الاثنين قبل أن تنقل الجثة إلى بلدته بوداي – البقاع حيث ووري الثرى عصر الاثنين وسط تكتم تام وسرية بالغة حول مكان وظروف مقتله بطلب من الحزب.

وعرف أبو عباس (40 عاما) بأنه من أشرس مسؤولي حزب الله العسكريين ويشتهر ببطشه وجبروته وهو مهاب الجانب داخل تنظيمه، لأنه ممن يمسكون بالأرض. وقد التحق بصفوف الحرس الثوري الإيراني منذ دخوله إلى لبنان في أواسط الثمانينات حيث تدرب على أيديهم في معسكرات البقاع. ومنذ بداية الثورة السورية أدار «أبو عباس» عمليات نقل عناصر حزب الله إلى سوريا وتنظيمهم لقمع التحركات الشعبية ولقتال الجيش الحر.

«المناطق المحررة»: حصان طروادة الغربي في الأزمة السورية

فرنسا تراهن على توسعها وتضغط على المعارضة لتقديم برنامج سياسي موحد يسهل قيام حكومة مؤقتة

باريس: ميشال أبو نجم

في حين يبدو الوضع الميداني في سوريا يراوح في مكانه؛ حيث لم يفلح، حتى الآن، الجيش السوري الحر ومعه التشكيلات المسلحة الأخرى في إحراز تقدم ميداني حاسم، تراهن باريس ومعها دول غربية وعربية على ما يمكن أن تنتجه «المناطق المحررة» التي خرجت عن سلطة الدولة السورية من أجل إحداث تغيير في الوضع الراهن والخروج من مأزق المراوحة.

وتحاول فرنسا، كما تقول مصادرها، أن تروج لأهمية «المناطق المحررة» ولما يمكن أن تشكله في المستقبل من نقطة انطلاق من أجل الالتفاف على تعطيل مجلس الأمن الدولي بسبب الفيتو المزدوج الروسي – الصيني، وحرص موسكو على حماية نظام الرئيس بشار الأسد ومنع المجلس من تبني أي قرار تحت الفصل السابع يمكن أن يفرض عقوبات اقتصادية أو يهدد بفرضها أو يجيز التدخل العسكري في سوريا.

وحتى الآن، اكتفت باريس بتقديم الدعم «الإنساني» لهذه المناطق القائمة شمال وشرق سوريا التي تضم نحو مليون شخص. وتتعامل فرنسا مع المجالس المحلية والثورية من أجل توفير الحاجيات الأساسية مثل الخبز والدواء والخدمات الملحة وإنشاء شرطة محلية وتسيير مصالح الناس، وذلك تحت شعار «إبقاء الناس في قراهم ومساكنهم». لكن الهدف السياسي واضح: التحضير لما بعد سقوط الأسد.

وبموازاة ذلك، تقوم فرنسا بتقديم الدعم للمعارضة، ورغم إعلان مصادرها، أكثر من مرة، أنها «تدرس جديا» موضوع تسليم السلاح للمعارضة المسلحة، فإنها ما زالت ملتزمة بحظر تصدير السلاح إلى سوريا الذي فرضه الاتحاد الأوروبي. ولذا، فإنها تقدم «معدات غير قاتلة» ومنها معدات اتصال ومناظير للرؤية الليلية لبعض مكونات المعارضة السورية.

وقالت مصادر فرنسية إن ما تتمناه باريس هو أن تشكل هذه المناطق والمناطق الأخرى التي قد تتحرر، وحدة جغرافية متكاملة يمكن أن توفر الدليل على أن سلطة الدولة السورية (النظام الحالي) قد تلاشت وأن ثمة سلطة جديدة قامت.

ولا يمكن فهم إعلان باريس، بلسان رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند، عن استعدادها للاعتراف بشرعية حكومة مؤقتة ذات صفة تمثيلية، إلا على ضوء هذه الخطة. وعمد هولاند بداية الأسبوع الماضي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى تكرار استعداده للاعتراف بحكومة كهذه «حال قيامها». وفي المفهوم الفرنسي، فإن قيام حكومة معارضة انتقالية تحوز الشرعية الدولية سيكون حدثا «له انعكاسات قانونية وسياسية بالغة الأهمية» وفق قول المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط».

ويقوم التصور الفرنسي على الدعوة لقيام حكومة تكون بمثابة الواجهة السياسية للجيش السوري الحر الذي تريد منه أن يكون المظلة التي تستظل بها أغلبية الفرق المقاتلة. ولذا، فإن توسع «المناطق المحررة» ميدانيا وقيام حكومة مؤقتة جامعة للمعارضة وتشكيل هيئة تضم القوى المسلحة المقاتلة، هي العناصر المكونة لمنظومة متكاملة سياسية وعسكرية من شأنها التأثير على مسار الحرب الجارية في سوريا؛ لا، بل إحداث تغيير حقيقي فيها.

وتعتبر باريس أن «تركيبة» كهذه يمكن أن تساعد على الالتفاف على مجلس الأمن الدولي بحيث تستطيع الحكومة الشرعية المؤقتة التعاطي مع المجتمع الدولي على أنها «ممثلة» الشعب السوري. وبالتوازي، تستطيع هذه الحكومة أن تطلب مدها بالسلاح؛ لا، بل توفير الحماية للمدنيين من الأمم المتحدة أو من أطراف «صديقة». ومع وجود مظلة سياسية وهيئة عسكرية شبه موحدة، تتراجع عندها المخاوف من إيصال أسلحة متطورة إلى المعارضة لوضع حد للتفوق الجوي الذي يستفيد منه النظام وقواته المدرعة التي لم تنجح حتى الآن قاذفات «آر بي جي» القديمة من منعها من التقدم ودك المدن والقرى.

غير أنه دون الوصول إلى هذه التركيبة «المثالية» عقبات كأداء؛ أبرزها انقسام المعارضة وتفتتها بين داخل وخارج، ومعارضة علمانية مدنية وأخرى دينية، فضلا عن الفروقات الإثنية، وتراجع دور المجلس الوطني السوري لصالح الهيئات والتنسقيات القائمة ميدانيا. وعلى الصعيد العسكري، تعاني المعارضة المسلحة من التفتت والتنافس بين تشكيلاتها. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن تفتت المعارضة المسلحة حرمها حتى الآن من الحصول على الأسلحة التي تحتاجها من المصادر التي قبلت تسليحها.

وبسبب مجمل هذه العوامل، تراهن الدول الغربية على الاجتماع الذي من المفترض أن تعقده المعارضة في الدوحة خلال الأسبوعين المقبلين للخروج ببرنامج سياسي واضح يفتح الباب أمام تشكيل حكومة انتقالية. وترغب هذه الدول في أن يحصل هذا التطور قبل انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مدينة مراكش المغربية أواخر الشهر الحالي. والمراهنة الغربية تقوم على انتهاء فترة «الشلل» الأميركي بسبب الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وبالتالي فإن الأمل يحدو العواصم الغربية وعددا من العواصم العربية بأن تجاوز الاستحقاق الرئاسي الأميركي سيحفز واشنطن على العودة بقوة إلى التحرك بدل الاكتفاء بمراقبة الوضع عن بعد و«تقطيع» الوقت. وحتى ذلك الوقت، تأمل العواصم المعنية بأن يتطور الوضع في الاتجاه الذي تتمناه؛ الأمر الذي لا يبدو مؤكدا حتى الآن.

إيران تحذر الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه

صالحي: إذا ما تحققت هذه الفرضية.. سيكون ذلك نهاية كل شيء

واشنطن: محمد علي صالح

بينما عبر بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه من أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يحتمل أن يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة المسلحة التي زادت سيطرتها على أجزاء أكبر من سوريا، وجهت إيران تحذيرا ضمنيا لحليفها الرئيس الأسد بأن أي استخدام للأسلحة الكيماوية سيؤدي إلى فقدان مشروعية نظامه كله.

وردا على سؤال في ندوة بنيويورك عن احتمال استخدام دمشق أسلحة كيماوية لمواجهة المعارضة المسلحة، أجاب وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أنه «إذا ما تحققت هذه الفرضية، سيكون ذلك نهاية كل شيء». وأضاف: «إذا استخدمت حكومة أي دولة، بما في ذلك إيران، أسلحة دمار شامل، ستكون أنهت شرعيتها». وقال، في ندوة بمجلس العلاقات الخارجية: «أسلحة الدمار الشامل، كما سبق وقلنا، ضد الإنسانية. لا يمكن القبول بها بتاتا». وأشار إلى أن القوات الإيرانية كانت ضحية هجمات بأسلحة كيماوية من جانب القوات العراقية خلال الحرب بين البلدين بين عامي 1980 – 1988.

وأمس، عبر بان كي مون عن قلقه من احتمال استعمال نظام الأسد للأسلحة الكيماوية.

وقال: «ذلك سيشكل جريمة فاحشة مع عواقب وخيمة».. قال ذلك قبل انعقاد اجتماع في الأمم المتحدة رفيع المستوى حول حظر الأسلحة الكيماوية. وكان بان قال ذلك أيضا، قبل أسابيع، في رسالة أرسلها إلى الرئيس الأسد. وطلب منه ضمان «سلامة وأمن» مخزونات الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وقبل أربعة أيام، كان وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، أعرب عن قلقه من أن جزءا من ترسانة الأسلحة الكيماوية في سوريا، ربما فقد أثناء نقلها من مكان إلى آخر داخل سوريا. وقال بانيتا إنه بينما كانت أغلبية مواقع الأسلحة الكيماوية في سوريا آمنة، غير أنه «لا يستطيع تأكيد» إن كان جزء من المواد المنقولة وصل إلى أيدي قوات المعارضة، أو إلى قوات إيرانية داخل سوريا أم لا.

وأشارت مصادر إخبارية في الأمم المتحدة إلى أن تصريحات بان صدرت في بيان من مكتبه بعد اجتماع مغلق مع وليد المعلم، وزير خارجية سوريا، الذي كان ألقى خطاب سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكرر المعلم اتهام دول غربية وعربية بدعم ما يسميه نظام الأسد «إرهابا مسلحا». غير أن البيان أشار إلى أكثر من قلق بان، وقال إن بان، أيضا، وبخ المعلم بسبب «عمليات القتل والتدمير الهائل، وانتهاكات حقوق الإنسان، والهجمات الجوية والمدفعية» ضد السكان السوريين. وأن بان حث على «إظهار التعاطف» للسوريين الذين يقتلون كل يوم.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن من أسباب قلق بان عدم التزام المعلم بالمحافظة على سلامة الأسلحة النووية. وكان المعلم، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجاهل تماما الإشارة إلى هذه الأسلحة.

موسكو تدعو أنقرة ودمشق إلى ضبط النفس

دعت حلف الناتو إلى عدم البحث عن ذرائع للتدخل

موسكو: سامي عمارة

أعربت موسكو رسميا عن قلقها تجاه الأوضاع الراهنة على صعيد العلاقات السورية – التركية. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» ما قاله غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، حول قلق بلاده تجاه التوتر الراهن في سوريا واحتمالات انتشار الأزمة السورية إلى ما وراء الحدود الجغرافية وبما قد يسفر عن زعزعة الأوضاع الأمنية في الدول المجاورة، من خلال تزايد أعداد اللاجئين السوريين الذين يمكن أن يتدفقوا إليها. وكشف المسؤول الروسي عن دعوة موسكو إلى كل من دمشق وأنقرة لما وصفه بـ«ضبط النفس». وكان غاتيلوف أشار أيضا إلى وجود أعداد تتزايد يوما بعد يوم ممن سماهم «المتشددين» في صفوف المعارضة السورية، الذين قال عنهم: «إنهم قد يقدمون على أعمال استفزازية وإثارة نزاعات على الحدود». ودعا نائب وزير الخارجية الروسي حلف الناتو ودول المنطقة إلى عدم البحث عن ذرائع للتدخل الخارجي بغية تبرير ما قد يقدمون عليه من استخدام للقوة المسلحة ضد سوريا أو لإقامة ممرات إنسانية أو مناطق عازلة هناك، مجددا موقف موسكو الداعي إلى التوصل إلى حل سياسي دبلوماسي للأزمة السورية. وأعاد غاتيلوف إلى الأذهان ما سبق أن شهدته المنطقة من وقائع التدخل العسكري، أظهرت أن «دبلوماسية القنابل» لم تؤد أبدا إلى النتائج المطلوبة منها، بل أدت إلى زعزعة الوضع الأمني في تلك الدول والمنطقة بأكملها، في إشارة غير مباشرة إلى ما حدث في ليبيا. وأضاف تأكيده أهمية بذل قصارى الجهود من أجل إقناع كل الأطراف السورية بوقف العنف، وبدء الحوار الوطني، وتنفيذ بيان جنيف الذي أقرته مجموعة الاتصال في نهاية يونيو (حزيران) الماضي. وقد جاءت هذه التصريحات في أعقاب إصدار وزارة الخارجية الروسية لبيانها الذي كذبت فيه ما نشرته بعض القنوات العربية من أخبار تقول بتورط موسكو في حادث إسقاط الطائرة التركية على مقربة من الشواطئ السورية.

الخدمات الحياتية في سوريا بلغت أدنى مستوياتها.. والمدارس والجامعات تحولت إلى مأوى للاجئين

فليحان تحذر من انتشار الأمراض بسبب الجثث الملقاة في الطرقات واستهداف الجسم الطبي

بيروت: يوسف دياب

بلغت الخدمات الحياتية في سوريا أدنى مستوياتها، حيث أثرت الأحداث والمعارك على معظم نواحي الحياة، خصوصا على صعيد التقديمات الصحية والتعليمية والمياه والكهرباء والهاتف، وباتت هذه الأمور في كثير من المناطق شبه مفقودة وأقرب إلى التمنيات، في ظل اتهام المعارضة والناشطين للنظام بمعاقبة الشعب السوري جماعيا، عبر قصف المخابز ومحولات الكهرباء واستهداف أنابيب المياه، واعتقال الأطباء واستهداف الجسم الطبي ككل. والتحذير من انتشار الأوبئة بسبب الجثث الملقاة في الشوارع والأحياء.

ورأت ريما فليحان، الناطقة باسم «لجان التنسيق المحلية» في سوريا، أن «الدولة السورية تخلت منذ الشهر التاسع من العام الماضي عن دورها في تقديم الخدمات للشعب السوري في المناطق المناوئة لها أو التي كانت تحت الحصار العسكري والأمني». وأوضحت في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة العقاب هذه بدأت في حمص وانتقلت تدريجيا إلى درعا وحماه وإدلب ومن ثم إلى العاصمة دمشق، حيث يعاقب النظام كل الأحياء المناوئة له ومنها أحياء القابون والتضامن والتل ومخيم اليرموك، وصولا إلى دوما وحرستا ومعظم ريف دمشق». وقالت فليحان: «هناك خطر حقيقي اليوم من انتشار الأوبئة والأمراض في المناطق المحاصرة بسبب القصف العنيف وانتشار الجثث في الأحياء وتكديس القمامة في الشوارع». ولفتت إلى «الغياب الكامل للخدمات، وفي مقدمتها الخدمات الطبية والغذائية في المناطق المحاصرة، وفي ظل وجود ما يزيد على مليونين ونصف المليون نازح داخل سوريا، والقسم الأكبر من هؤلاء بلا مأوى على أبواب فصل الشتاء». وإذ اعترفت بأن المعارك تتسبب ببعض النقص في الخدمات، أكدت أن «هناك إصرارا من النظام على معاقبة الشعب السوري». وسألت «ما المغزى من قصف المخابز وتدميرها؟، وما المقصود من استهداف أنابيب المياه وقصف محولات الكهرباء لمنعها من الوصول إلى المحاصرين». وإذا كان هذا الواقع ينسحب على معظم المناطق السورية، فإن محافظة الرقة الأقل سوءا لحقها التقنين وشح الموارد، خصوصا مع سقوط مدينة تل الأبيض الواقعة على الحدود مع تركيا في أيدي الثوار والجيش السوري الحر، وبعد المجزرة الكبيرة التي وقعت في هذه المنطقة. وأوضح الناشط أبو صالح من تنسيقية الرقة، أن «محافظة الرقة قد تكون الأقل تضررا من باقي المحافظات لكن لم يبق فيها شيء سليم إلا ما ندر». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن المحافظة تحولت إلى ملجأ لعشرات آلاف العائلات التي هجرت من منازلها في حلب وريفها. وقال أبو صالح «إن مدارس وجامعات المحافظة لم تعد مكانا للتعليم، لأنها تحولت إلى ملاجئ لآلاف العائلات المشردة». وكان رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، أكد أن حكومته «مستمرة بالاهتمام بالأسر المتضررة وإيوائها لتجاوز الظروف الراهنة والتي بلغ عددها 671 ألفا هجرت من منازلها بسبب إجرام الإرهابيين، وهي تعمل مع المنظمات الدولية على تقديم كل الدعم للأسر المهجرة كما تسعى لإعادتها إلى بيوتها وقد رصدت من أجل ذلك مليار ليرة سورية». وشدد الحلقي في كلمة ألقاها أمام مجلس الشعب السوري أمس (الثلاثاء) على «تأمين كل متطلبات صمود شعبنا والحكومة تولي الاهتمامات لقطاعي الخدمات والقطاع الاقتصادي والقطاع الاقتصادي يتعرض لهجمات عبر استهداف البنية التحتية». وقال: «إن هجمات المسلحين تسببت في تعطل الخدمات في كل مناطق البلاد، لا سيما قطاع الكهرباء».

أما وزير الصحة السوري سعد النايف، فأعلن أن «خسائر القطاع الصحي في بلاده جراء الأحداث الحالية بلغت حتى الآن 6 مليارات ليرة (نحو 100 مليون دولار)، إذ تضرر 57 مستشفى، منها 18 خرجت من الخدمة تماما و387 سيارة إسعاف تأذت». وقال: «إن الأدوية الوطنية تغطي احتياجات المواطنين بنسبة 93 في المائة، بينما تعمل الوزارة على تأمين الأدوية النوعية عن طريق الشراء المباشر أو عبر المنح والمساعدات المقدمة من المنظمات الدولية، إضافة إلى مواصلة العمل على المستوى التشريعي، حيث توجد قوانين قيد الدراسة حاليا تتعلق بملاك وزارة الصحة ومزاولة المهن الطبية».

مقتل العشرات بتدمير نادي الضباط بحلب

                                            قال التلفزيون السوري ونشطاء إن عشرات القتلى والجرحى معظمهم عسكريون سقطوا بثلاثة انفجارات هزت اليوم وسط مدينة حلب، ودمر أحدها نادي الضباط، كما تحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن سقوط 26  قتيلا قتلى اليوم معظمهم في دمشق وريفها بنيران قوات النظام بعد يوم دام قتل فيه 161 شخصا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن مصادر طبية في حلب التفجيرات أوقعت 40 قتيلا و90 جريحا، وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مسؤول سوري قوله إن 27 شخصا قتلوا وجرح 72 على الأقل بتفجيرات حلب.

من جهته أفاد المرصد في بيان “مقتل وجرح العشرات معظمهم من قوات النظام إثر انفجار سيارات مفخخة بساحة سعد الله الجابري”، مشيرا إلى أن التفجيرات استهدفت نادي الضباط وفندقا سياحيا.

وأوضح المرصد أن السيارات انفجرت بعد اشتباكات بين عناصر الحراسة في نادي الضباط ومقاتلي المعارضة. وبحسب لجان التنسيق المحلية في سوريا فإن نادي الضباط دمر بالكامل.

بدورها تحدثت شبكة سوريا مباشر عن سقوط 15 قتيلا وعشرات الجرحى من قوات النظام في باب جنين بحلب. كما أشارت الشبكة إلى مقتل وجرح العشرات من قوات الأمن أثناء محاولتهم تفكيك سيارة مفخخة في حي الجميلية بحلب.

-وفي حلب أيضا تعرضت أحياء مساكن هنانو طريق الباب والشعار للقصف من قبل قوات النظام، كما تعرضت بلدتا حيان وحريتان بريف حلب لقصف تلك القوات ولم ترد أنباء بسقوط ضحايا.

كما تحدثت شبكة شام عن قصف عنيف من الطيران الحربي على بلدات رتيان وحيان وعندان بريف حلب الشمالي.

المزيد من القتلى

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط عشرة قتلى اليوم الأربعاء معظمهم في ريف دمشق جراء القصف العشوائي من قبل قوات الأمن وجيش النظام.

وبحسب الهيئة فإن أربعة قتلى سقطوا في ريف دمشق وثلاثة في حمص واثنين في الرقة وقتيل واحد في دور الزور.

كما تحدثت الهيئة عن سقوط قتلى وجرحى جراء القصف العنيف على منازل المدنيين العزل في منطقة الغنطو في حمص.

وتعرضت مدينة الرستن بريف حمص لقصف عنيف من الدبابات وراجمات الصواريخ، وسمع دوي الانفجارات يهز المدينة، بحسب شبكة شام.

وفي منطقة برقا في درعا شنت قوات النظام السوري حملة دهم واعتقالات وتفتيش وتخريب لمنازل المدنيين وسط إطلاق نار كثيف من قبل هذه القوات، بحسب الهيئة.

وفي منطقة أريحا بريف إدلب قال نشطاء إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين أفراد الجيش الحر وجيش النظام، وسمع  دوي الانفجارات يهز المنطقة من شدة الاشتباكات.

اشتباكات عنيفة

من جهتها قالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش الحر وقوات جيش النظام في بلدات اليونسية وبداما بريف منطقة جسر الشغور بريف إدلب، مشيرة إلى أن القوات النظامية ترد بالقصف العنيف من الدبابات على المنطقة.

وفي محافظة الرقة، قتل وجرح عدة أشخاص جراء اشتباكات مع القوات النظامية الليلة الماضية في بلدة الطبقة بريف الرقة، بينما هز انفجار اليوم فرع الأمن السياسي في مدينة دير الزور تبعته اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية في المنطقة، وأنباء أولية عن خسائر في صفوف القوات النظامية، وقتل مسلح في مدينة البوكمال بريف دير الزور.

من جهتها ذكرت شبكة شام أن مدينة قدسيا ومنطقة الهامة بريف دمشق تعرضت لقصف عنيف بالهاون وسط توافد تعزيزات بأعداد ضخمة لقوات جيش النظام إلى المنطقة تمهيدا للاقتحام.

وفي منطقة دوما في ريف دمشق عثر على أربع جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا في حي الملعب، بحسب نشطاء.

كما تحدث ناشطون سوريون عن سقوط جرحى إثر اشتباكات بين الأهالي في القرداحة بريف اللاذقية.

‫وكان 161 شخصا قد قتلوا أمس الثلاثاء بنيران النظام في سوريا، معظمهم في دمشق وحلب ودرعا، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

المعارضة تشترط رحيل الأسد قبل التسوية

الإبراهيمي يعود للمنطقة وإيران تحذر

                                            يعود المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي إلى المنطقة في محاولة جديدة لإيجاد حل للأزمة السورية، التي يحذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي من تداعياتها، في حين تشترط المعارضة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل أي تسوية سياسية.

وقال يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة إن الإبراهيمي “سيعود إلى المنطقة هذا الأسبوع، في محاولة لخفض حدة القتال تمهيدا لإجراء حوار سياسي”.

وأعرب إلياسون عن أمله بأن توافق الحكومة السورية على وقف قصف شعبها لخفض العنف، ووقف إطلاق النار “في أحسن الأحوال”، من أجل تحسين فرص التقدم على الصعيد السياسي بين النظام السوري والمعارضة.

ولفت المسؤول الأممي إلى أن الإبراهيمي سيعمل من القاهرة اعتبارا من الأسبوع المقبل، ليكون أكثر قربا من المنطقة ويعمل بشكل وثيق مع المسؤولين المصريين.

وكان الإبراهيمي أعلن مؤخرا عزمه على فتح مكتب لفريقه في القاهرة إضافة إلى مكتبه في دمشق، وعلى العودة إلى المنطقة بعد مشاورات على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تحذير مزدوج

وفي التداعيات الإقليمية والدولية للملف السوري حذر الرئيس أحمدي نجاد من أن الأزمة في سوريا يمكن أن تبتلع المنطقة، واتهم بعض السوريين بمحاولة استخدام الأزمة لتسوية حسابات مع طهران.

وقال الرئيس أحمدي نجاد إن السبيل لحل الأزمة السورية هو الحوار الوطني وانتخابات جديدة وليس الحرب، وإن الشعب السوري ينبغي أن يختار طريقه بنفسه.

وأضاف أحمدي نجاد في تصريحات للجزيرة أن كل القوى العالمية التي انخرطت في الأزمة السورية ارتكبت “أخطاء”، وحذر من أن الأزمة السورية ستمتد إلى دول أخرى في المنطقة إذا لم تحل.

ولمح الرئيس الإيراني إلى أن الأزمة السورية تستخدم لتقويض إيران قائلا “كل الشعب السوري محترم، ولكن البعض يريدون تصفية الحسابات مع إيران”.

من جانبه حذر نبيل العربي أمس الثلاثاء مما وصفه بتداعيات كارثية للأزمة السورية على المنطقة العربية برمتها، ووصف الأزمة السورية بأنها تحد رئيس للدول العربية في هذه اللحظة.

وقال العربي في خلال القمة الثالثة للدول العربية ودول أميركا اللاتينية التي اختتمت أمس الثلاثاء في العاصمة البيروفية ليما إن “كل مبادرات السلام لم تفض إلى أي نتيجة، ولم توجد أي حل لمعالجة الوضع من وجهة نظر سياسية”.

ودعا إلى ضرورة إنهاء “جرائم الآلة العسكرية للدولة السورية والعنف الذي تمارسه المعارضة”، وأعرب عن أمله بأن يحصل الشعب السوري على ما يطمح إليه من ديمقراطية.

غير أن المعارضة السورية تحت مظلة المجلس الوطني السوري اشترطت أمس الثلاثاء رحيل نظام بشار الأسد كمقدمة لحل سياسي للأزمة السورية.

وجاء ذلك على لسان رئيس المجلس عبد الباسط سيدا في حوار مع الجزيرة قال فيه إنه لا حل للأزمة المستمرة منذ ما يزيد عن 18 شهرا قبل رحيل نظام الأسد.

وكان سيدا يرد على وزير الخارجية وليد المعلم الذي أكد في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رفضه الدعوات الدولية إلى تنحي الأسد عن السلطة.

وتحدث سيدا عما وصفه بالمفارقات، قائلا إن النظام يدعي الإصلاح وهو يدمر، ويتحدث عن الحوار وهو يقتل السوريين، ويتحدث عن التدخل الخارجي وهو يستقوي بالخارج، في إشارة إلى الدعم الذي يتلقاه من روسيا والصين وإيران.

رفض الأسد

من جانبه تحدث رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب في تصريحات تلفزيونية عن رفض الأسد لطلب مسؤولين كبار في نظامه بالحوار مع المعارضة.

وأشار حجاب الذي انشق عن النظام في مطلع أغسطس/آب إلى أنه كان من بين مجموعة من المسؤولين وعلى رأسهم فاروق الشرع نائب الرئيس ورئيس البرلمان ونائب الأمين العام لحزب البعث الحاكم، الذين اتفقوا على مطالبة الأسد ببدء محادثات مع المعارضة.

وقال إن الأسد رفض كل أشكال الحوار مع المعارضة في الداخل أو في الخارج قائلا “أنا لا أفاوض معارضة مشتتة لها أجندات”، وعدّها غير وطنية.

وتعليقا على محاولة الإبراهيمي الجديدة في المنطقة قال حجاب إنها مضيعة للوقت، وأشار إلى أن البديل الوحيد لما وصفه بفشل المجتمع الدولي هو تسليح المعارضة التي قال إنها تسيطر على الكثير من أراضي سوريا.

وأضاف “لا بد من تقديم كل أشكال الدعم للثورة حتى تنتهى هذه المعاناة والمأساة التى يعيشها الشعب السورى”، وأكد أن “الحل من الداخل وأن أبناء سوريا قادرون على هذا الحل”.

 تفتناز .. بلدة أشباح وعنوان للدمار بسوريا

                                            محمد النجار-تفتناز

لا رائحة سوى رائحة الموت في بلدة تفتناز السورية إحدى بلدات ريف إدلب المنكوبة كما يصفها ناشطون، وجريمتها بحسبهم أنها تقع إلى جانب مطار عسكري يحاول النشطاء إعاقة الطائرات التي تقلع منه لتساهم في قصف مناطق عدة بإدلب وحلب والريف التابع لهما.

في البلدة المنكوبة يلحظ الزائر غياب الناس عنها، فمن بين حوالي 18 ألفا -هم عدد سكانها- لم يتبق سوى بضع عشرات لا يشكلون سوى أقل من 30 عائلة والنشطاء والمقاتلين لا سيما من لواء الحق الذي يسيطر على البلدة.

تعرضت تفتناز -حسب نشطاء رافقوا الجزيرة نت- لثلاثة اقتحامات كبيرة خلال عمر الثورة السورية، كان آخرها في أبريل/نيسان الماضي عندما حدثت مجزرة راح ضحيتها 65 من أهالي البلدة معظمهم من عائلة غزال حيث أعدم الكثيرون منهم ميدانيا.

لكن البلدة منذ ذلك التاريخ تعد خارجة عن سيطرة النظام السوري الذي لم يغب قصفه للبلدة يوما واحدا.

إحراق منازل

وأثناء الاقتحامات المتواصلة أحرق في البلدة 680 منزلا حسب إحصاءات المركز الإعلامي لتفتناز، عوضا عن مئات المنازل التي تعرضت للهدم بفعل القصف الذي لا يتوقف سواء بالمدفعية أو الطيران، وعبر القذائف أو الصواريخ أو البراميل التي تلقيها المروحيات من الجو فتحدث دمارا كبيرا شاهدته الجزيرة نت أثناء جولتها في البلدة.

الاقتراب من المطار العسكري في تفتناز مغامرة كبرى كما قال نشطاء ومقاتلون من الجيش السوري الحر.

وعند الاقتراب يلاحظ الزائر حجم الدمار الذي لحق بالمنازل التي تقع على مسافة كيلومتر واحد من المطار، وقد أظهرت المشاهدة بالعين المجردة وجود عشرات المروحيات في المطار وحركة دائمة بداخله لسيارات من أحجام مختلفة فسرها نشطاء بأنها تظهر حجم العتاد الذي تحمله الطائرات وتنقله إما لإمداد الجيش الذي يقاتل في حلب، أو المشاركة بالجهد القتالي هناك وفي مناطق عدة.

حركة الطائرات من وإلى المطار لا تتوقف، واللافت أن الإنارة في المطار لا تنطفئ ليلا أو نهارا، رغم أن تفتناز لا ينعم الباقون من سكانها بالكهرباء إلا ما ندر.

لم يخل سماء تفتناز طيلة يوم الاثنين من الطائرات، وكان الحذر واضحا على حركة النشطاء وبعض الأهالي الذين لا يزالون في البلدة، وعندما كانت الطائرة المروحية تقترب أكثر من الأرض كان الجميع يخلي المكان خوفا من إلقائها برميلا من الـ”تي أن تي” الذي يخلف دمار كبيرا.

ساحة معركة

بعض الأطفال كانو يلهون في أحد الشوارع داخل البلدة الصغيرة لكنهم غادروا عندما شاهدوا غريبا يقترب، وقال أحد النشطاء إنهم يخافون الغرباء لأن الاقتحامات السابقة للجيش أحدثت في نفوسهم هلعا من كل من لا يعرفونه.

أبو عمر التفتنازي -قائد لواء الحق- قال للجزيرة نت إن البلدة هي عبارة عن بيوت مهجورة لا يوجد فيها أي مظهر للحياة، لأنها تعيش من دون كهرباء أو اتصالات باعتبارها ساحة معركة وخط مواجهة أماميا مع الجيش النظامي الذي يفضل أبو عمر تسميته “بعصابات الأسد”.

تحدث القائد العسكري عن القصف اليومي والمناوشات والاعتداءات اليومية بالطائرات والدبابات مما يؤدي لمزيد من الدمار للبلدة وبيوتها.

وعن مهمة لواء الحق في البلدة، قال أبو عمر “مهمتنا حماية الثوار بالخطوط التي خلفنا من أي اقتحامات قد تتحرك من المطار والتصدي للطائرات التي تقصف الأهالي في القرى والبلدات المجاورة”.

لم يخف أبو عمر الأخبار عن فشل هجوم الثوار على المطار قبل فترة وجيزة، لكنه قال إن المحاولة ستتكرر وسيُخطط لها لتكون أكثر نجاحا، لكنه اشتكى من ضعف التسليح والإمكانات لإدامة تعطيل المطار.

وألقى أبو عمر باللوم على غياب الدعم عن الثوار وقيام العالم بـ”التفرج” على الشعب السوري فقط ونقل أخبار المجازر وأعداد الضحايا واللاجئين.

المكتب الإعلامي في تفتناز بدا واحدا من أكثر المكاتب نشاطا في توثيق ونقل ما تتعرض له البلدة، وظهر أن أرشيف المكتب زاخر بصور الدمار والقتلى وما تعرضت له في سنوات الثورة السورية.

والتقت الجزيرة نت الناشط الإعلامي إبراهيم الخطيب الذي قال إن المكتب يوثق القصف والقتل اليومي في تفتناز وينقلها للعالم.

وبدا الخطيب عاتبا على غياب تفتناز عن الإعلام رغم حجم الدمار اليومي الذي يلحق بها كما قال، غير أنه قال إن هذا العتب لا يتسلل ليصبح إحباطا لأن مهمة الإعلامي في الثورة السورية رسالية وليست وظيفية ولا تقل عن أهمية المقاتل بالبندقية.

موسكو حذرت مجددا من التدخل العسكري

سيدا: لا حل قبل رحيل الأسد

                                            اشترط المجلس الوطني السوري المعارض اليوم الثلاثاء رحيل نظام الرئيس بشار الأسد كمقدمة لحل سياسي للأزمة السورية. وفي الوقت نفسه، حذرت روسيا مجددا من تدخل عسكري أجنبي في سوريا، فيما حذرت إيران ضمنا دمشق من استخدام السلاح الكيمياوي.

 وقال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا للجزيرة إنه لا حل للأزمة المستمرة منذ ما يزيد على 18 شهرا قبل رحيل نظام الأسد. وكان سيدا يرد بهذا على تصريحات لوزير الخارجية السوري وليد المعلم في نيويورك بشأن الحل السياسي.

وقال المعلم أمس في خطاب ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة إن دمشق ما تزال تأمل في حل سياسي للأزمة، معلنا رفضه الدعوات الدولية إلى تنحي الأسد عن السلطة. وأضاف أن نجاح أي جهد دولي يتطلب التزام تركيا والسعودية وقطر بوقف دعمها للمجموعات المسلحة.

وفي رده على تصريحات المعلم تحديدا، قال سيدا إن خروج الأسد وحاشيته التي تتحكم في مفاصل الدولة والمجتمع يتيح للسوريين أن يتحاوروا حول مستقبل بلدهم.

وأضاف أن تصريحات المعلم والمسؤولين السوريين الآخرين تنطوي على مفارقات، حيث إن النظام يدعي الإصلاح بينما هو يدمر، ويتحدث عن الحوار وهو يقتل السوريين، كما أنه يتحدث عن التدخل الخارجي وهو يستقوي بالخارج، في إشارة إلى الدعم الذي يلقاه من روسيا والصين وإيران.

التدخل الخارجي

في هذه الأثناء، دعا غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي اليوم حلف شمال الأطلسي ودول المنطقة إلى عدم البحث عن ذريعة لاستخدام القوة في سوريا أو إقامة منطقة عازلة أو ممرات إنسانية فيها.

وكان غاتيلوف يشير إلى دعوات تتبناها دول في المنطقة بينها تركيا لإقامة ممرات إنسانية في سوريا وحتى فرض حظر على الطيران الحربي السوري في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وكان أمين عام الحلف الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن قال أمس إن الحلف لا يعتزم التدخل في سوريا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي إنه لا سبيل لحل الأزمة في سوريا إلا بالوسائل السياسية والدبلوماسية، ودعا إلى حوار بين السلطة والمعارضة. ودعا غاتيلوف من جهة أخرى أنقرة ودمشق إلى ضبط النفس بعد مقتل عنصر كردي مسلح برصاص القوات التركية عند الحدود السورية التركية.

وأعلنت قطر وتونس أنهما تؤيدان إرسال قوات عربية لحفظ الأمن خلال مرحلة انتقالية تبدأ بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

وجدد الرئيس التونسي منصف المرزوقي -في مقابلة صحفية نشرت اليوم- الدعوة إلى إرسال قوات عربية إلى سوريا لتحفظ الأمن خلال المرحلة الانتقالية، ولتطمئن الأقليات. وقال إنه يتعين الاستعداد من الآن لإعمار سوريا.

تحذير إيراني

على صعيد آخر، وجهت إيران تحذيرا ضمنيا لدمشق من مغبة استخدام الأسلحة الكيمياوية. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس بنيويورك إن أي دولة -بما في ذلك إيران- تستخدم أسلحة دمار شامل (ضد شعبها) فإن حكومتها تفقد شرعيتها.

وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون حذر قبيل ذلك دمشق من اللجوء إلى السلاح الكيمياوي، وذلك خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

وقال المعلم من جهته إن احتمال استخدام دمشق السلاح الكيمياوي ضد المعارضة لا يعدو أن يكون “هراء”.

سقوط 40 قتيلاً وعشرات الجرحى في تفجيرات حلب

إعلان اتحاد بين كتائب مسلحة ومدنيين من مدينة حماة قرب الحدود التركية السورية

دبي – قناة العربية، بيروت – رويترز وفرانس برس

ارتفع عدد ضحايا تفجيرات مدينة حلب السورية، اليوم الأربعاء، إلى 40 قتيلاً، فضلاً عن سقوط 90 جريحاً، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز، نقلاً عن نشطاء سوريين.

وأشارت تقارير إلى تفجير مبنى نادي الضباط بالكامل في ساحة سعد الله الجابري بالمدينة.

وانفجرت سيارتان مفخختان على الأقل في وسط حلب، ثاني المدن السورية، الأربعاء، ما أدى إلى “قتل وجرح العشرات”، معظمهم عسكريون، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، والتلفزيون الرسمي، الذي تحدث عن “3 تفجيرات إرهابية”، نقلاً عن فرانس برس.

وأفاد المرصد في بيان عن “قتل وجرح العشرات معظمهم من القوات النظامية إثر انفجار سيارات مفخخة بساحة سعدالله الجابري”، مشيراً إلى أن التفجيرات استهدفت نادي الضباط وفندقاً.

وأوضح المرصد، الذي يستند إلى شبكة واسعة من الناشطين أن السيارات انفجرت “بعد اشتباكات بين عناصر الحراسة في نادي الضباط” ومقاتلي المعارضة.

اتحاد كتائب مسلحة

ومن ناحية أخرى، أفاد مراسل قناة “العربية” على الحدود التركية السورية أن مجموعة كتائب مسلحة معارضة للنظام من العسكريين والمدنيين من مدينة حماة وريفها أعلنت عن تشكيل اتحاد بينها.

وتم الإعلان عن هذه الخطوة في أحد المواقع على الحدود التركية السورية، وفي حضور ممثلين عن المجلس الوطني السوري المعارض.

آلة التدمير تصل دمشق

وإلى ذلك، ركزت سياسة التدمير الممنهج التي يعتمدها النظام على حي “برزة” الدمشقي، في ما اعتُبر محاولة لتهجير سكانه.

والمشهد ليس بجديد على الواقع السوري، لكنه الحدث الأبرز في العاصمة، التي لا يبدو أن الخراب، الذي طال مدينتي حلب وحمص، ببعيد عنها.

وعكست صور ومناظر التدمير في حي “برزة” الدمشقي، الحالة التي يعيشها النظام في التعامل مع دائرة الانشقاقات والمعارضة التي تتسع يوماً بعد يوم.

وكانت المنازل والمحال التجارية في حي “برزة” الدمشقي مسرحاً لحملة شرسة جديدة لقوات النظام أدت في نهايتها إلى هدم العديد من المباني والمحال التجارية الواقعة على طرفي مستشفى “تشرين” العسكري.

وارتفع عدد القتلى بنيران قوات بشار الأسد، أمس الثلاثاء، إلى 161قتيلاً، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وأوردت شبكة سوريا مباشر أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش الحر وجيش النظام في الحمدانية في حلب بالتزامن مع وقوع انفجارات قوية.

وفي تطور آخر، ذكر ناشطون أن صاروخاً من طائرة حربية استهدف سيارة عبدالرؤوف كريم، عضو المجلس العسكري الثوري وقائد لواء الثورة الحلبية، مما أدى لإصابته بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى تركيا.

الوثائق المسربة تكشف حقيقة اغتيال رجل دين سنّي

أمر مباشر بتصفية الأشخاص الواردة أسماؤهم في جداول فرع الاستطلاع

دبي – العربية الحدث

كشفت حلقة جديدة من سلسلة الوثائق السورية المسربة بثتها “العربية الحدث”، الثلاثاء، حقيقة اغتيال رجل الدين السني الشيخ أحمد عبدالواحد الذي قيل إنه ضد النظام السوري، وخبايا الأوامر بزرع الفتنة في لبنان لإشعال حرب طائفية.

وتظهر الوثيقة المؤرخة في الخامس من أبريل/نيسان 2012 أمراً مباشراً مرسلاً من مدير مكتب الأمن في المخابرات الخارجية السورية بسام مرهج لرئيس فرع العمليات في نفس الجهاز حسن عبدالرحمن، بتنفيذ الأوامر التالية في ما يطلقون عليه في الوثائق “القطر اللبناني”.

ويتضح جلياً في النقطة الأولى من الوثيقة طلب بإرسال عناصر من فرعي العمليات والمعلومات في المخابرات الخارجية السورية إلى لبنان وتحديداً إلى منطقة طرابلس.

أما النقطة الثانية فتنطوي على أمر مرهج بدراسة مقترحات فرع الاستطلاع، وهو الفرع المتخصص في جمع المعلومات من العملاء وإيصالها إلى القيادات الأمنية في دمشق على أن تنفذ هذه المقترحات بسرية تامة.

أما النقطة الثالثة فتتمحور حول التواصل مع من سمّتهم الوثيقة الأصدقاء في لبنان.

أما النقطة الرابعة والحاسمة فهي أمر مباشر بتصفية الأشخاص الواردة أسماؤهم في جداول فرع الاستطلاع.

وفي النقطة الخامسة من نفس الوثيقة يؤكد مرهج ضرورة إرسال ضابط ذي خبرة كافية بلبنان لتنفيذ المهمة بشكل جيد.

أما النقطة السادسة فتتطلب وبكل وضوح القيام بكل ما يلزم من عملاء النظام السوري في لبنان لإبقاء التوتر والاحتقان قائمين في تلك المناطق، أي طرابلس والمناطق المجاورة لها.

أما النقطة الأخطر في هذه الوثيقة والتي تهدف لزرع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب اللبناني فتكمن في الأمر بشن عمليات اغتيال لشخصيات بارزة في طوائف مختلفة بهدف تأجيج الوضع بصورة غير قابلة للتهدئة.

وللتعرف إلى كيفية تنفيذ النظام السوري مخططه في طرابلس توضح الوثيقة المؤرخة في الثاني عشر من مايو/آيار 2012 والتي تحمل عنوان “لبنان وتنفيذ المهمة 8-3 على يد شوقي مخلوف – زرع الفتنة في لبنان”، تعليمات حسن عبدالرحمن، رئيس فرع العمليات في المخابرات الخارجية، للعميد شوقي مخلوف بالتوجه إلى “القطر اللبناني” كما يسمونه لتنفيذ المهمة 23/8 بالسرعة القصوى مستخدماً سيارة أجرة.

وبعد أيام من صدور هذه الوثيقة وفي العشرين من مايو من العام الجاري، أوقف رجل الدين السني أحمد عبدالواحد على حاجز للجيش اللبناني، تقول المعارضة السورية إن القائد المسؤول عن الحاجز والموالي للنظام السوري كلف باغتيال الشيخ أحمد عبدالواحد بالتنسيق مع شوقي مخلوف والذي تسبب اغتياله في اندلاع مواجهات عنيفة بين الجيش اللبناني وأتباع الشيخ عبدالواحد.

جد يعلن تشكيل كتيبة من أولاده وأحفاده لقتال الأسد

أطلق عليها اسم “أحفاد المصطفى”.. وأكد أنهم سيطاردون قوات بشار في حلب

دبي – قناة العربية

في فيديو لافت من الثورة السورية، بث موقع “يوتيوب” مشاهد لشيخ متقدم في السن يحمل سلاحه ويرتدي ملابس القتال، وهو يعلن قيامه هو وأولاده وأحفاده بتشكيل كتيبة عسكرية باسم “أحفاد المصطفى” لقتال قوات بشار الأسد في حلب، ثاني أكبر المدن السورية.

وبدا الشيخ، وهو ممتلئ إرداة وتصميماً، ومن خلفه أبناؤه وأحفاده وأفراد عائلته، وهم يحملون السلاح، وأعلن تشكيل الكتيبة، واصفاً أسرته بأنها “ثوار في سبيل الله”.

ووسط تكبيرات من عناصر كتيبته، قال الشيخ: “نحن في حي سيف الدولة في حلب، وسنطارد قوات الأسد من شارع إلى شارع، ومن بيت إلى بيت، حتى يخرجوا من مدينتنا”.

وتحدث الشيخ السوري إلى شخص يقوم بتصوير المقطع، قائلاً: “أنا متفائل بالنصر قريبا”، فيما دوت أصوات طلقات رصاص أثناء تبادل الحديث.

وتشهد حلب معارك ضارية بين قوات الجيش السوري الحر، التي تسيطر على حوالي 70% من المدينة، وبين الجيش السوري، الذي دفع قوات كبيرة للحفاظ على المدينة ذات الطابع الاستراتيجي.

ويستخدم نظام الأسد الطائرات والمدفعية لقصف أحياء المدينة، فيما تؤكد قوات المعارضة سيطرتها على الأرض.

هيئة من المجلس الوطني و”الحر” لدعم متضرري سوريا

تسعى لتقديم الدعم النفسي والخدماتي للمدنيين ضحايا العنف والقتال في البلاد

العربية.نت

أعلن المجلس الوطني السوري والجيش الحر عن تأسيس منظمة غير حكومية تعنى بشؤون المدنيين المتضررين من المعارك الدائرة في سوريا، وتهدف هذه المنظمة إلى تقديم مساعدات نفسية وخدماتية للمدنيين ضحايا الوضع الراهن في البلاد.

فالمعارك المستمرة بين الثوار وجيش النظام السوري قد تتوقف اليوم أو غداً أو بعد عام، لكن جروحها الغائرة في نفوس من عايشوها ستبقى طويلاً.

لذا تأتي خطوة تأسيس تلك المنظمة لمساعدة المدنيين المتضررين من القتال والعنف الدائر في البلاد عن طريق السعي إلى تأمين جميع الاحتياجات التي تساعدهم على استعادة الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والماء والاتصالات.

وكذلك تقديم بعض الخدمات الصحية والإدارية الغائبة عن كثير من أنحاء سوريا الآن.

إلى ذلك، يسعى أعضاء المنظمة إلى تحييد الجانب السياسي عن نشاطهم عبر الوقوف على مسافة واحدة من المجموعات السياسية، والعمل على توفير الدعم النفسي للأطفال ضحايا الصدمات النفسية والعوائل التي عاشت ظروف القتال الدائر في أنحاء البلاد.

ويبقى الهدف الأسمى العمل مع الأطفال وعائلاتهم للانتقال وبدء حياة جديدة، انطلاقاً من مبدأ أن لكل إنسان الحق في أن يحيا حياة طبيعية.

ففي ظل أرقام تتحدث عن مقتل نحو ثلاثين ألف سوري منذ بدء الثورة قبل أكثر من عام، فضلاً عن مئات الآلاف من النازحين والمهجرين يبدو دور المنظمة معقداً للغاية وإن كان وجودها على الأرض ملحاً وضرورياً.

السلطات السورية تعتقل الحقوقي البارز خليل معتوق

عناصر الأمن ألقت القبض عليه أثناء توجهه إلى مكتبه بدمشق

دمشق – فرانس برس

قامت السلطات السورية، صباح الثلاثاء، باعتقال الحقوقي البارز خليل معتوق أثناء توجهه إلى عمله في العاصمة السورية دمشق، حسب ما أفاد المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية في بيان تلقت وكالة “فرانس برس” نسخة منه.

وذكر البيان أن “عناصر من الأمن قامت صباحاً باعتقال المحامي خليل معتوق المدير التنفيذي للمركز أثناء انتقاله من منزله بصحنايا (ريف دمشق) إلى مكتبه بوسط مدينة دمشق”.

وأدان المركز الاعتقال، معتبراً ذلك “رسالة واضحة للنشطاء السلميين المدافعين عن حقوق الإنسان وللمحامين المدافعين عن معتقلي الرأي والذي يعتبر الأستاذ خليل من أبرز وجوههم”.

وأكد المركز في بيانه أن “طبيعة وأهداف وممارسات النظام واضحة ومعروفة لنا ولن تزيدها هذه الرسالة إلا وضوحاً”، واصفاً جهود “النظام حول الحوار والحريات والنشاط السلمي” على أنها “إضاعة للوقت بسماع ما لا يلزم أمام الواقع والحقائق”.

وحمل المركز “النظام مسؤولية حياة خليل الذي يخضع لعلاج مكثف ودقيق لوضعه الصحي”، مشيراً إلى إصابته “بخلل بالرئتين أدى إلى تعطل 60% منهما عن العمل ولم تمض على عودته من رحلة العلاج بالخارج سوى أيام ويحتاج لرعاية طبية دائمة”.

130 قتيلا وجريحا بثلاث تفجيرات حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ارتفع عدد قتلى التفجيرات التي وقعت في وسط مدينة حلب الأربعاء إلى 40 شخصاً على الأقل وأصيب 90 آخرون، غالبيتهم من القوات الحكومية وفقاً لمصادر مختلفة، بينما ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن السورية في مختلف أنحاء سوريا إلى 44 قتيلاً.

في حلب، هزت 4 تفجيرات بواسطة سيارات مفخخة ساحة سعدالله الجابري، ما أسفر عن مقتل وإصابة 130 شخصاً على الأقل.

وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن ثلاث سيارات مفخخة انفجرت بأوقات متقاربة في ساحة سعدالله الجابري بحلب، مضيفة أنه كان “يقودها إرهابيون انتحاريون.. ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين”.

ونقلت عن مصدر رسمي بحلب قوله إن “السيارة الأولى والثانية تم تفجيرهما من قبل إرهابيين انتحاريين قرب فندق النادي السياحي ما أدى إلى استشهاد 31 وإصابة العشرات من المواطنين إضافة إلى إحداث أضرار مادية كبيرة بموقع التفجيرين”.

وأضافت أنه تزامن مع التفجيرين سقوط “عدد من قذائف الهاون أطلقها إرهابيون في منتصف الساحة وفي سوق الهال وتلى ذلك دخول ثلاثة مسلحين مزودين بأحزمة ناسفة من الجهة الشمالية للفندق كانوا يرتدون لباس الجيش العربي السوري وتم التعامل معهم والقضاء عليهم”.

وبالمقابل، أفاد ناشطون سوريون أن نادي الضباط في ساحة سعدالله الجابري في حلب دُمر بالكامل.

وأوضح المركز الإعلامي السوري أن سيارتين مفخختين انفجرتا في ساحة سعد الله الجابري ما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا، مشيرا إلى أن معظمهم من “القوات الحكومية والشبيحة”.

وأضاف أنه بعد التفجيرات سقط صاروخان محليان على الساحة عند تجمع الأمن والشبيحة ما ألحق أضرارا كبيرة بنادي الضباط ومقهى جحا.

وقال الناشط المقيم في حلب، محمد سعيد، إن انفجارين وقعا في الميدان الرئيسي للمدينة بفاصل زمني استغرق بضع دقائق، مضيفاً أن الانفجارين يبدو أنهما نجما عن سيارات مفخخة ثم أعقبهما إطلاق نار كثيف، أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فأفاد بوقوع 3 انفجارات قوية بالميدان الرئيسي في حلب.

ناشطون: 44 قتيلا بأنحاء سوريا

من جهة ثانية، ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن السورية الأربعاء إلى 44 قتيلاً، وفقاً للجان التنسيق المحلية في سوريا.

وقالت اللجان إن 20 شخصاً قتلوا في دمشق وريفها، بينهم 16 شخصاً أعدموا ميدانياً في مدينة دوما.

وأضافت أن 7 أشخاص قتلوا في حمص و6 في درعا و3 في حلب و2 في كل من دير الزور وحماة وإدلب.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية ذكرت في وقت سابق أن طائرات ميغ قامت بقصف منطقة البساتين في مدينة سقبا بريف دمشق، بينما أشارت إلى أن القوات الحكومية ارتكبت مجزرة في دوما حيث عثر على 4 جثث في حي الملعب تم إعدامهم ميدانياً.

وذكرت شبكة شام إن انفجارا ضخما وقع داخل فرع الأمن السياسي في مدينة دير الزور، مشيرة إلى أن الانفجار هزّ كافة أحياء المدينة، وتلاه تصاعد دخان كثيف من داخل الفرع.

وتعرضت مدن وبلدات يبرود في ريف دمشق وعندان وحريتان بريف حلب ومساكن هنانو في حلب لقصف عنيف، بينما قصفت طائرات ميغ معارة الأتاريق.

كما قصفت القوات الحكومية مدن وبلدات البرهانية والغنطو وتلبيسة والرستن في حمص وعقربا وكفر شمس وزيزون واللجاة في درعا.

من ناحية ثانية، اعتقل عناصر مسلحة مجهولة، كانت متمركزة على أحد الحواجز المنتشرة على أوتستراد سوريا- الأردن الدولي، الناشط الحقوقي خليل معتوق.

وكان الثلاثاء شهد مقتل 162 شخصا، معظمهم في ريف دمشق ودرعا وحلب جراء القصف  العشوائي، بينهم 12 امرأة و7 أطفال، وفقا لمصادر المعارضة السورية، مشيرة إلى أن 58 شخصاً قتلوا في دمشق وريفها و29 في حلب و28 في درعا و18 في دير الزور و16 في حمص و6 في إدلب و4 في حماة و3 في الرقة.

تفاصيل مقتل ناصيف القيادي بحزب الله

حزب الله , حزب الله في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كشفت المعارضة السورية المسلحة تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني، علي حسين ناصيف المعروف بـ”أبو عباس”، الذي شيع جثمانه في لبنان الثلاثاء، مع 7 أفراد آخرين من الحزب اللبناني.

وذكرت تقارير إعلامية لبنانية أن ناصيف قتل أثناء أداء “واجبه الجهادي”، من دون أن تذكر متى أو أين قتل.

وقالت المعارضة السورية المسلحة إن ناصيف قتل بتفجير لغم أرضي أثناء مرور موكب كان يقله مع عناصر أخرى بالقرب من مدينة القصير.

وأشارت إلى أن القائد العام لكتائب الفاروق في مدينة القصير كلف “كتيبة البراء” في المدينة بشن هجوم على أهم نقطة استراتيجية للقوات السورية الحكومية في ريف المدينة، لوقوعها على الطريق الدولي باتجاه لبنان، ولوجود عناصر من حزب الله اللبناني في هذا الحاجز، المؤلف من مدرستين وفرقة حزبية ومستوصف.

وأضافت المعارضة أن الكتيبة حاصرت الحاجز لمدة 8 أيام متواصلة بالاشتراك مع كتيبة الزبير بن العوام وكتيبة الشيخ أحمد أمون وبعض كتائب الفاروق، مشيرة إلى أنه تم قتل قائد الحاجز الرائد رامي العلي و15 عنصراً من “الشبيحة”، بينما أصيب الملازم باسل شعبان وقتل 3 من عناصر من حزب الله كانوا يرتدون الزي الأسود.

وأوضحت المعارضة السورية المسلحة أن هذه العملية دفعت القوات الحكومية إلى إرسال تعزيزات لانتشال جثث عناصر حزب الله، بهدف إزالة أي آثار أو إثباتات لتورط حزب الله في دعم النظام السوري.

وكان على رأس هذه التعزيزات القيادي العسكري في حزب الله علي حسين ناصيف “أبو عباس”، وهو واحد من أهم القياديين في حزب الله داخل سوريا، بالإضافة إلى العقيد قيس كنجو وبعض عناصر الحزب وجنود النظام السوري.

وترافقت هذه التعزيزات مع غطاء جوي مؤلف من طائرة ميغ 23 ومروحيتين، وقصف شديد للحاجز العسكري، الأمر الذي منح هذه التعزيزات إمكانية الدخول للحاجز عبر طريق البساتين المتجهة من قرية النزارية في ريف القصير.

وقالت المعارضة السورية المسلحة إنه عند خروج هذه التعزيزات من منطقة الحاجز، تم تفجير لغم زرع على الطريق العام ما أدى إلى مقتل “أبو عباس” وقيس كنجو و3 من المرافقين، واستعاد عناصر كتائب الفاروق السيطرة على الحاجز قبل أن يتم تفجيره لمنع القوات الحكومية من العودة إليه والتمركز فيه.

وكان حزب الله اللبناني قال في بيان على موقعه الإلكتروني “شيع حزب الله وأهالي بلدة بوداي والجوار جثمان الشهيد القائد علي حسين ناصيف (أبو عباس) الذي قضى خلال قيامه بواجبه الجهادي”.

ودفن ناصيف الاثنين في بلدة في مدينة بعلبك، تعتبر المعقل الرئيسي في شمال سهل البقاع لحزب الله، بمشاركة رئيس المجلس السياسي في الحزب الشيخ محمد يزبك.

على أن حزب الله نفى لسكاي نيوز عربية مقتل ناصيف داخل سوريا.

وقال مصدر مسؤول في الحزب إن هذا الاتهام بمشاركة الحزب في الأعمال القتالية داخل سوريا ليس بجديد، خصوصاً من قبل المعارضين للنظام.

ولفت المصدر إلى أن تشييعه جرى بطريقة علنية، وأن بيان الحزب قال إنه “استشهد خلال قيامه بواجبه الجهادي”، وهو تعبير يستخدمه حزب الله للإعلان عن مقتل عناصره من دون تحديد الأسباب أو المكان الذي قتلوا فيه.

غير أن مصدر حزب الله أكد مقتله داخل الأراضي اللبنانية، رافضاً الدخول في أي تفاصيل كي لا تزج القضية في سجال إعلامي كما قال.

سيدا: اقتربنا من هيكلة “الوطني

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كشف رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا عن قرب الانتهاء من إعادة مشروع هيكلة المجلس الوطني السوري، الذي سيتم بموجبه تفعيل هيئات المجلس، وإجراء عمليات انتخابية، كما سينضم أكثر من 20 كيانا إلى المجلس الوطني.

وأوضح سيدا في حوار مع سكاي نيوز عربية أن تلك الخطوة ضرورية لمناقشة فكرة تشكيل حكومة مؤقتة، خاصة بعد وجود “مناطق محررة” في بلاده التي تتواصل بها حركة احتجاجية منذ مارس 2011.

واعتبر أن تشكيل تلك الحكومة يمثل ضرورة لضبط الأمن وتوفير احتياجات السكان ودعم الاستقرار.

وطالب سيدا “بإقامة مناطق حظر لتوفير ملاذات آمنة في الداخل السوري”، وقال إن ذلك سيجنب السكان الانتقال إلى دول الجوار، مشيرا إلى أن هناك أكثر من نصف مليون لاجيء سوري إلى دول الجوار، ونحو 3 ملايين نازح داخل البلاد.

واعتبر رئيس المجلس المعارض أن مهمة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في سوريا ليست سهلة، كاشفا أنه التقى بالإبراهيمي قبل أيام في نيويورك من أجل توضيح وجهة نظر المعارضة.

وقال إن الإبراهيمي يواجه “آلية معطلة” في مجلس الأمن، هي التي حكمت على مهمة سلفه، كوفي أنان، بالفشل.

ورفض سيدا دعوات انطلقت من مجلس النواب السوري تدعو إلى إعدام “منشقين” عن النظام، معتبرا أنها دعوات طبيعية من مجلس “الدمى والتصفيق الذي يحمل زورا وبهتانا لقب مجلس الشعب” على حد تعبيره، كما قال إنها دعوات تمثل جانبا من حملة القمع التي يقودها النظام السوري.

ثلاثة تفجيرات تهز حلب وأنباء عن عشرات الضحايا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال التلفزيون الرسمي السوري، يوم الأربعاء، إن ثلاثة تفجيرات وصفها بـ”الإرهابية،” هزت مدينة في حلب، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.

وأشار التلفزيون إلى أن “التفجيرات الإرهابية،” وقعت في ساحة سعد الله الجابري بحلب، وأدت إلى “سقوط عدد من الشهداء.”

وزعم مراسل التلفزيون السوري الذي كان في موقع الانفجارات أنه بعد وقوع الانفجار الثالث حاول “إرهابيون” يرتدون ملابس الجيش السوري، الدخول إلى الساحة الرئيسية، إلا أنه تم إطلاق النار عليهم من قبل القوات النظامية.

وبث التلفزيون الحكومي لقطات تظهر جثثا بالزي العسكري، أحدها لرجل قال التلفزيون إنه يحمل أداة التفجير في يده، بينما يشير إلى أن حصيلة القتلى وصلت نحو 25 شخصا، وسقط أكثر من 75 جريحا.

من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانفجارات نجمت عن سيارات مفخخة في ساحة عامة رئيسية في مدينة حلب، واستهدفت نادي ضباط الجيش وأحد الفنادق.

ووفقا للمرصد في بيان على الانترنت، فقد خلفت تفجيرات لديك خلفت عشرات القتلى غالبيتهم من قوات النظام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى