أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 03 أيلول 2013

النظام يستعيد السيطرة على مدينة استراتيجية في شمال غرب سورية

بيروت – ا ف ب

استعادت القوات النظامية السورية السيطرة على مدينة استراتيجية في محافظة إدلب (شمال غرب)، بعد قصف واشتباكات عنيفة مع المقاتلين الذين سيطروا على المدينة في 24 آب/اغسطس الماضي، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد “استعادت القوات النظامية مدعمة بقوات من جيش الدفاع الوطني الموالية لها السيطرة على مدينة اريحا بعد عشرة ايام من القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة منذ ان سيطرت عليها كتائب احرار الشام وصقور الشام وجبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة) وكتائب مقاتلة عدة في 24 آب/اغسطس الماضي”.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، ان المدينة “استراتيجية لوقوعها على الطريق الدولية بين حلب (شمال) واللاذقية (غرب)”، مشيراً الى ان “النظام تمكن من استعادة السيطرة على المدينة خلال عشرة ايام”.

واشار الى ان المدينة “تعرضت خلال الاسبوع الماضي لقصف متواصل من الطيران الحربي والمدفعية، اضافة الى اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني”.

ونقل المرصد عن ناشطين ان المدينة “التي نزح عنها معظم سكانها، تشهد حالات سلب ونهب تقوم بها القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني”.

في غضون ذلك، تواصل القوات النظامية قصفها على جبل الاربعين المجاور لأريحا “في محاولة للسيطرة عليه”، في حين قصف الطيران المروحي بلدة سرجة المجاورة.

ويسيطر النظام السوري على غالبية أحياء مدينة إدلب، في حين يسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من المحافظة.

باريس: صواريخ «الكيماوي» انطلقت من مناطق النظام

واشنطن – جويس كرم؛ باريس – آرليت خوري؛ بروكسيل – نور الدين الفريضي

لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – في وقت كثفت إدارة الرئيس باراك أوباما حملتها لإقناع الكونغرس بدعم قرار توجيه ضربة عسكرية إلى قوات نظام الرئيس بشار الأسد رداً على استخدام السلاح الكيماوي قرب دمشق، أكد تقرير استخباراتي فرنسي أن الصواريخ الكيماوية انطلقت من مناطق تخضع لسيطرة قوات الأسد. وشدد الأمين العام لـ «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) أندرس فوغ راسموسن على ضرورة توجيه «رد حازم وصارم» على استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي «كي لا نوجه رسالة خاطئة وسلبية إلى المستبدين في العالم».

وفيما دخلت حاملة الطائرات الأميركية «نيميتز» وأربع سفن أخرى في مجموعتها الهجومية، مياهَ البحر الأحمر في انتظار قرار إرسالها إلى البحر المتوسط، حيث توجد ست قطع عسكرية أميركية، دفعت موسكو بسفينة استطلاع إلى شرق البحر المتوسط مقابل السواحل السورية.

وتضمن تقرير أصدره جهازا الاستخبارات العسكرية والخارجية الفرنسيين وقُدم إلى أعضاء البرلمان، خمسَ نقاط تشير إلى أن الأسد مسؤول عن الهجمات، ويصف ما حصل في 21 آب (أغسطس) بأنه كان «هجوماً كيماوياً ضخماً ومنسقاً»، مؤكداً أن ذلك «يمثل تهديداً كبيراً للأمن الوطني (الفرنسي) والعالمي».

وأرفق التقرير بصور التقطت بالأقمار الاصطناعية تظهر أن الهجمات شنت من مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية في شرق دمشق وغربها، ووجهت إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة. ويشير إلى أن القوات النظامية قصفت بعد ذلك المناطق المستهدفة لمحو الأدلة.

وأوضح التقرير أنه «على عكس هجمات سابقة استخدمت فيها القوات النظامية كميات صغيرة من المواد الكيماوية ولم تكن تهدف إلى ترويع الناس، كان هذا الهجوم تكتيكياً واستهدف استعادة أراض» من المعارضة.

في موازاة ذلك، حذر الرئيس الاسد فرنسا من ان اي عمل عسكري تقوم به ضد حكومته ستكون له عواقب سلبية. ونقلت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية عن الاسد قوله في مقابلة: «من يوجهون اتهامات عليهم ابراز الدليل. لقد تحدينا الولايات المتحدة وفرنسا ان تأتيا بدليل واحد. ولم يتمكن (الرئيسان) أوباما وهولاند من ذلك».

واضاف الرئيس السوري ان «كل من يساهم في الدعم المالي والعسكري للارهابيين هو عدو للشعب السوري. اذا كانت سياسات الدولة الفرنسية معادية للشعب السوري فالدولة عدوته. وستكون هناك عواقب… سلبية بالتأكيد.. على المصالح الفرنسية».

وفي إطار التعبئة التي تقوم بها إدارة أوباما للكونغرس للدفاع عن تدخل عسكري في سورية، يشارك وزيرا الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هاغل ومسؤولون آخرون اليوم في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي، كما يُجري الرئيس الأميركي ونائبه جو بادين اتصالات هاتفية بعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، إضافة إلى لقائه عضوي مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام، اللذين يؤيدان تدخلاً أكبر مما يريده اوباما. ويأتي هذا قبل توجه أوباما إلى السويد مساء اليوم في طريقه إلى سانت بطرسبورغ الروسية للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، من دون موعد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن «نيميتز» دخلت مياه البحر الأحمر من دون أن تتلقى المجموعة الهجومية أي أوامر بالتحرك صوب البحر المتوسط، حيث تتمركز خمس مدمرات أميركية وسفينة إنزال استعداداً لهجمات صاروخية محتملة من البحر على سورية. وقال احدهم: «إنها تجعل هذه المجموعة الهجومية في وضع للرد على مختلف الطوارئ»، لافتاً إلى أنه لم يتغير وضع ست سفن أميركية تتمركز الآن في شرق البحر المتوسط، لكن مخططين عسكريين يعيدون تقييم الوضع بالنظر إلى تأخير الهجمات الصاروخية التي كانت متوقعة مطلع هذا الأسبوع.

في المقابل، قالت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء إن روسيا دفعت بسفينة استطلاع حربية إلى شرق البحر المتوسط. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن سفينة الاستطلاع «بريازوفي» غادرت القاعدة البحرية الروسية في ميناء سيفاستوبول الأوكراني المطل على البحر الأسود في مهمة «لجمع المعلومات الراهنة في منطقة الصراع المتصاعد». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية جنوب افريقيا مايتي نكوانا-ماشاباني في موسكو: «إذا نفذت بالفعل العملية (العسكرية) التي أعلنها الرئيس الأميركي، وهو أمر مؤسف لنا جميعاً، فسيؤدي ذلك إلى تأجيل فرص عقد هذا مؤتمر جنيف-2 لفترة طويلة، إن لم يكن للأبد». وقالت رئيسة المجلس الأعلى في البرلمان الروسي فالنتينا ماتفيينكو، إن أعضاء بالبرلمان يرغبون في السفر إلى واشنطن لحض الكونغرس على عدم دعم خطة أوباما توجيه ضربات عسكرية.

وفي بروكسيل، قال راسموسن إنه رأى أدلة جعلته على قناعة بأن السلطات السورية هي المسؤولة عن الهجوم بالأسلحة الكيماوية. لكنه رأى أن الامر متروك لكل دولة من الدول الأعضاء في «ناتو» أن تقرر الطريقة التي ترد بها على الهجوم. وقال: «قدمت لي معلومات ملموسة. يمكنني القول إنني شخصياً مقتنع ليس فقط بوقوع هجوم كيماوي بل مقتنع أيضاً بأن النظام السوري مسؤول عنه. وأعتقد أن هناك اتفاقاً على أننا بحاجة إلى رد دولي صارم لتجنب حدوث هجمات كيماوية في المستقبل. يمكنني القول إن الأمر سيبعث برسالة خطيرة للحكام المستبدين في شتى أنحاء العالم إذا وقفنا مكتوفي الأيدي ولم نرد».

ميدانياً، صعدت قوات النظام قصفها لمناطق الهجوم الكيماوي في الغوطتين في محاولة لاقتحامها. وقُتل 20 مقاتلاً معارضاً في مكمن للقوات النظامية السورية قرب مدينة عدرا شمال شرقي دمشق، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أشار أيضاً إلى مقتل 42 شخصاً في قصف من القوات النظامية على بلدة الرحيبة شمال شرقي دمشق بعد هجوم لمقاتلي «الجيش الحر» على مواقع تابعة لقوات نظام الأسد أول من أمس. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد أن «الجهد العسكري لن يتوقف» في الفترة المقبلة في ريف دمشق.

تضارب معلومات حول اطلاق صواريخ شرق المتوسط… وسورية ليست مستهدفة!

بيروت – “الحياة”

شكّل رصد وزارة الدفاع الروسية عبر الإنذار المبكر الروسي إطلاق صاروخين باليستيين في منطقة شرق البحر المتوسط، بلبلة كبيرة على الصعيد العالمي، انسحبت اصداؤه على أسواق المال وخاصة في الدول العربية وخاصة الأسواق الخليجية، خاصة وانه يأتي بعد أيام من اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما انه قرر توجيه ضربة لسورية بعد اتهام النظام بشن هجوم كيميائي.

وأعلنت اسرائيل مسؤوليتها عن اطلاق الصاروخين، موضحة أنه “تم اختبار مشترك مع الاميركيين لصواريخ في منطقة شرق المتوسط”، على أن تصدر الادارة الاسرائيلية بياناً عن العملية في وقت لاحق. إعلان اسرائيل جاء بعد نفي لجيش الاسرائيلي علمه باطلاق صواريخ في البحر المتوسط. وقالت متحدثة باسم الجيش لوكالة “فرانس برس” لسنا على علم باطلاق صواريخ في البحر المتوسط”. إلاّ أن متحدثا باسم البحرية الاميركية نفى لـ”رويترز” إطلاق أي صواريخ من سفن في البحر المتوسط.

وكانت وكالة الأنباء الروسية نقلت عن وزارة الدفاع الروسية أن الصاروخين البالستيين اللذان تم رصدهما عبر الإنذار المبكر الروسي سقطا في البحر المتوسط ، مرجّحة أن تكون سفينة أميركية هي من نفذ إطلاق الصاروخين من سفينة اميركية بهدف استطلاع الاحوال الجوية. وقال المصدر للوكالة ان “الصاروخين .. اطلقا على ما يبدو من سفينة اميركية في البحر المتوسط” مرجحا ان يكون اطلاقهما يهدف الى “رصد الاحوال الجوية بدقة”. واكد مصدر امني سوري لوكالة ريا نوفوستي اطلاق صاروخين مشيرا بدوره الى انهما سقطا في البحر.

وكان مصدر امني سوري أكد ان “اجهزة الرادار السورية لم تكتشف سقوط صواريخ على الاراضي السورية”، ونفت السفارة الروسية في سورية حصول أي انفجارات، موضحة أن لا اشارات على هجوم صاروخي أو انفجارات في دمشق.

وسارعت روسيا، إلى إعلان حظر تحليق طائراتها المدنية فوق سورية بعد رصد إطلاق صاروخين بالستيين في المتوسط.

وكانت الوكالة قد نقلت عن وزارة الدفاع انه تم اطلاق صاروخين عند الساعة 6:16 بتوقيت غرينتش من صباح اليوم، وفي حين لم ترد اي تفاصيل اضافية، نقلت وكالة “رويترز” الخبر على انه رصد لـ”جسمين” بالستيين، ورفضت وزارة الدفاع الروسية التعليق على الخبر لـ”رويترز”. واعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم 3 سبتمبر/أيلول أن مسار الصاروخين الباليستيين يمر من وسط البحر المتوسط صوب القسم الشرقي لساحل البحر المتوسط .

ونقلت روسيا اليوم عن وكالة انترفاكس الروسية، أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية برصد إطلاق صاروخيين باليستيين في منطقة المتوسط .

وذكر مصدر عسكري ديبلوماسي روسي الاثنين ان روسيا ارسلت سفينة للاستطلاع والمراقبة الالكترونية باتجاه الساحل السوري في شرق المتوسط. وقالت قيادة اركان الجيش الروسي الاسبوع الماضي ان مجموعة من السفن متمركزة اصلا في المتوسط تقوم بانشطة المراقبة والتحليل بصورة مستمرة للانشطة العسكرية حول سورية.

وتتمركز سفن حربية روسية في شرق المتوسط حيث تقوم بدوريات منذ بداية الازمة السورية قبل سنتين ونصف السنة. وتمد روسيا النظام السوري بالاسلحة وهي تستخدم منذ العهد السوفياتي قاعدة مرفأ طرطوس العسكرية على بعد 220 كلم شمال دمشق.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن انه قرر توجيه ضربة لسورية بعد اتهام النظام بشن هجوم كيميائي في 21 اب/أغسطس قرب دمشق. وتعارض روسيا بشدة توجيه ضربة لسورية ورفض بوتين الاتهامات الموجهة للنظام السوري.

ماكين وغراهام يتحدّثان عن ضربة “جدّية” لسوريا الأسد لحرب إقليمية وباريس تحمّله المسؤولية

العواصم الاخرى – الوكالات

واشنطن – هشام ملحم

واصل الرئيس الأميركي باراك أوباما وكبار مساعديه حملتهم المكثفة لإقناع الكونغرس والرأي العام الاميركي بصواب قراره توجيه ضربة عسكرية “محدودة” الى النظام السوري لمعاقبته وردعه عن استخدام الاسلحة الكيميائية، فاجتمع بأبرز صقرين جمهوريين في مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام لاقناعهما بدعم مفهوم الضربة المحدودة، خصوصاً انهما من دعاة توجيه ضربات قوية واستراتيجية الى النظام السوري للتعجيل في اسقاطه ودعم المعارضة بالسلاح. وسبق للسناتورين ان قالا إنهما قد لا يصوتان على قرار الضربة المحدودة الا اذا اقنعا اوباما بتوسيعها من حيث الاهداف او بتوفير دعم عسكري نوعي للمعارضة.

وبعد اجتماع استمر ساعة صرح ماكين وغراهام بأنهما يعتقدان الان ان الضربة قد تكون “جدية” وليست “تجميلية” وانها ستكون في سياق خطة اوسع تهدف الى اضعاف قدرات النظام السوري، وتعزيز قدرات المعارضة. وبعدما أشار الى انهما سيعملان مع البيت الابيض في الايام المقبلة على صوغ القرار كي يعكس هذا الموقف، وكي يحصل على اكثرية اصوات الاعضاء، حذّر ماكين من ان “التصويت ضد القرار سيكون كارثيا لانه سيقوض صدقية الولايات المتحدة الاميركية والرئيس الاميركي ولا احد منا يريد ذلك”. واضاف: “ما نريده تحديد هدف يؤدي مع مرور الوقت الى تقويض قدرات (الرئيس السوري) بشار الاسد ويزيد ويرفع قدرات الجيش السوري الحر”. وشدد على الابعاد الاقليمية للحرب في سوريا وكيف اثرت سلباً على جوارها قائلاً: “لبنان في حال مضطربة، والاردن في حال مضطربة جداً، والعراق تحول ارضاً خصبة لتنظيم القاعدة”.

أما غراهام، فطالب المعارضة السورية بأن تعلن انها عندما تتسلم السلطة ستتخلى عن الترسانة الكيميائية. وألقى اللوم على الرئيس اوباما لأنه تلكأ في دعم المعارضة او في شرح ما تعنيه الحرب في سوريا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

وفي الوقت عينه، نظم البيت الابيض اتصالا هاتفيا جماعيا شارك فيه 130 عضواً ديموقراطيا في مجلس النواب واستمر 70 دقيقة وتولى خلاله وزيرا الخارجية والدفاع جون كيري وتشاك هيغل الى مستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي سوزان رايس، ورئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ومدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر شرح نوع الضربة للاعضاء، الذين طرحوا اسئلة واقترحوا تعديلات. وجرى حوار ساخن بين كيري والنائب ريك نولان الذي قارن سوريا بفيتنام وهي مقارنة رفضها كيري الذي حارب وجرح في فيتنام.

وللتركيز على اهمية الموافقة على الضربة العسكرية قال كيري للنواب ان اللحظة الراهنة مماثلة “للحظة ميونيخ”، في اشارة الى ضرورة تفادي “استرضاء” الاسد كما فعل رئيس الوزراء البريطاني الراحل نيفيل تشامبرلين بعد اتفاقه مع ادولف هتلر في ميونيخ وقبوله باعتدائه واستيلائه على اراض تشيكوسلوفاكية.

واكد كيري للنواب ان الضربة ستكون “محدودة وضيقة” وفقا لما سربه بعض النواب، وانه يجب الا يسمح للاسد الذي وصفه بالديكتاتور بأن يتصرف وكأن لديه مناعة من العقاب، ونسب النواب الى كيري ان اسرائيل تدعم الاجراء العسكري الاميركي، كما قال إن دولاً عربية مثل المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والكويت سوف تدعمه فضلاً عن فرنسا وتركيا.

وقال مسؤول في الادارة الأميركية ان البيت الأبيض مستعد لإعادة صوغ مسودة قرار يطلب الترخيص باستخدام القوة العسكرية في سوريا لمعالجة بواعث قلق أعضاء الكونغرس. وأضاف أن الإدارة مستعدة لإجراء أي تغييرات “في اطار المعالم التي سبق للرئيس أن أوضحها”.

تقرير الاستخبارات الفرنسية

وفي باريس، أفاد مصدر في الحكومة الفرنسية أن قوات الرئيس الأسد شنت هجوما كيميائياً “ضخماً ومنسقاً” في دمشق في 21 آب استناداً الى تقرير للاستخبارات الفرنسية عرض على أعضاء الجمعية الوطنية أمس. وقال إن التقرير المؤلف من تسع صفحات والذي أصدره جهازا الاستخبارات العسكرية والخارجية يتضمن خمس نقاط تشير إلى أن مقاتلي الأسد مسؤولون عن الهجوم. وأضاف: “يمثل ذلك تهديدا كبيراً للأمن الوطني والعالمي”. وأشار إلى أن بعض الأدلة الفرنسية الأخرى كشف تفاصيل ما يشتبه في أنه هجمات كيميائية أخرى في بلدتي سراقب وجوبر في نيسان ويبدو الآن أنها أودت بنحو 280 شخصا.

وأوضح أن معلومات الاستخبارات تتضمن صورا بالأقمار الاصطناعية تظهر أن الهجمات شنت من مناطق تسيطر عليها الحكومة إلى الشرق والغرب من دمشق مستهدفة مناطق تسيطر عليها المعارضة، وإن قوات الاسد قصفت مناطق الهجوم بعد ذلك لمحو الأدلة.

وللتقرير دور محوري في دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى معاقبة الأسد بعمل عسكري على الهجوم الكيميائي.

وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت ان نقاشاً برلمانياً في شأن الوضع في سوريا سيجري غداً، الا انه سيكون “من دون تصويت”، رافضا بذلك طلبات فئة من المعارضة اعطاء الكلمة للبرلمان قبل الموافقة على أي عمل عسكري في سوريا على غرار ما حصل في بريطانيا والولايات المتحدة.

وقال: “سيجري الاربعاء نقاش من دون تصويت لانه أياً تكن الاحتمالات، القرار الاخير لرئيس الجمهورية الا بعد تشكيل ائتلاف” دولي. وفي غضون ذلك “يواصل (هولاند) عمله في مجال الاقناع لتشكيل هذا الائتلاف في اسرع وقت ممكن” لمعاقبة النظام السوري على استخدامه السلاح الكيميائي.

الاسد

وحذر الاسد في مقابلة مع صحيفة “الفيغارو” الفرنسية من ان “الشرق الاوسط برميل بارود والنار تقترب منه اليوم … الجميع سيفقدون السيطرة على الوضع حين ينفجر برميل البارود. خطر نشوب حرب اقليمية موجود”.

هولاند في موقف حرج بعد تراجع أوباما: ماذا يفعل إذا رفض الكونغرس ضرب سوريا؟

موناليزا فريحة

بعد التمرد التاريخي لبريطانيا والتراجع المفاجئ لاميركا، وجد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نفسه في موقف صعب.في الداخل صار بين جبهتين. وفي الخارج، لن يكون في بطرسبرج بمنأى عن الرياح القطبية التي تهب بين نظيريه الاميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين.

فرضت الديموقراطية نفسها بقوة على قرار شن ضربة على سوريا، أولا في بريطانيا ذات التقاليد القديمة جداً، ثم في أميركا. فجأة، صارت فرنسا في عين العاصفة. اتجهت اليها أنظار المعارضين للحرب والمؤيدين لها. فهل يمضي هولاند في قراره المشاركة في “التأنيب” المؤجل للرئيس السوري بشار الاسد على استخدامه اسلحة كيميائية ضد شعبه في الغوطة في 21 آب الماضي، من دون العودة الى البرلمان؟

في الاليزيه، ليست خطوة كهذه مستبعدة. ولكن في ظل الاتجاه السائد لدى الشريكين الحربيين للحصول على تفويض برلماني، بات هولاند في موقع غير مريح إذ صار الرئيس الغربي الوحيد الذي لم يطلب موافقة برلمانه على الضربة. فمع أن الجمعية الوطنية دعيت الى جلسة لمناقشة الأزمة السورية، تصر الحكومة على أن النقاش لن يتبعه أي تصويت.

ويمكن الرئيس بموجب الدستور الفرنسي تجاوز موافقة البرلمان لارسال قوات الى الخارج.

وتنص مادته الـ 35 على أن “الحكومة تطلع البرلمان على قرارها ارسال القوات المسلحة الى الخارج في موعد اقصاه ثلاثة أيام من بدء التدخل. وتحدد الاهداف المرجوة منه. ويمكن ان يكون هذا الامر موضع مناقشة لا يعقبها اي تصويت”. ولا تنظم عملية تصويت الا اذا تجاوزت مدة التدخل اربعة اشهر كما هي الحال في مالي.

هذا في الدستور الفرنسي. وهذا أيضاً ما دأب زعماء غربيون، وخصوصاً في أنظمة رئاسية كالولايات المتحدة وفرنسا، على القيام به في حروب كثيرة شنوها من دون العودة الى برلماناتهم. وكان يمكن الضربة السورية ألا تشذ عن هذه القاعدة، لو لم يتذكر أوباما خصوصاً، المتردد أصلا حيال عمل عسكري ضد نظام الاسد، فجأة دور الكونغرس وحذر الرأي العام في بلاده حيال الحرب وهاجس حرب العراق.

لو كان أوباما يقصد اضعاف نظيره الفرنسي، لما كان وجد طريقة أفضل مما فعل. باتصاله به السبت ليبلغه أنه سيطلب الضوء الاخضر من الكونغرس لتدخل عسكري في سوريا،فتح عليه جبهة داخلية تمتد من المعارضة ممثلة خصوصاً بالاتحاد من أجل حركة شعبية، ولا تنتهي بالاعلام.

على جبهة الحزب الاشتراكي، يرص الرفاق صفوفهم خلف هولاند. ففي مؤتمر صحافي في 26 آب، صرح الناطق باسم الحزب الاشتراكي دافيد أسولين بأن “رد فعلنا يجب أن يكون بمستوى الخط الاحمر الذي تم تجاوزه… مبادئنا الدولية وانسانيتنا لا تسمح بقبول اللامبالاة أمام جريمة ضد الانسانية”. وأضاف أمس أن “عدم التحرك يعتبر جبناً”.

وفي صحيفة “ليبراسيون” امتدح النائب الاشتراكي جان – كريستوف كامباديليس “الموقف الشجاع والمتبصر لرئيس الجمهورية”، مؤكدا أن “نتيجة تصويت في البرلمان مؤكدة”.

في المقابل، يواجه هولاند نداءات متزايدة من المعارضة التي تطالب بتصويت برلماني، لا مجرد نقاش للأزمة السورية. ففي تشخيص الازمة، يقول المسؤول البارز في الاتحاد من أجل حركة شعبية جان – فرنسوا كوبيه أن “هولاند محق في الشكل كما في الجوهر”.

ولكن في الطريقة، ثمة مشكلة . ويطالب رئيس الكتلة النيابية للحزب في الجمعية الوطنية كريستيان جاكوب باستشارة البرلمان، قائلا: “يتحمل فرنسوا هولاند مسؤولية كبيرة بالزام فرنسا .. من خارج الامم المتحدة. انتصرت فرنسا دائما للقانون على الحرب. انه موقف ثابت لجميع رؤساء الجمهورية”. وأمس، صعد كوبيه أكثر قائلاً إن “عدم استشارة البرلمان سيؤدي به الى مواصلة العمل وحيدا وقت أرى أن علينا أن نتصرف معاً بطريقة مسؤولة… يعود اليه أن يختار (أن يطلب تصويتا)”. اما الانتقادات الأكثر حدة لهولاند فجاءت من وسائل الاعلام الفرنسية.

ففي صحيفة “ليبراسيون”، كتب ألان أوفريه وغريغوار بيزو أن واشنطن تفرض روزنامة سياستها الداخلية على حليفها، وتعزز الانطباع أن فرنسا تتصرف كأنها مقطورة للولايات المتحدة.

وتساءلت “الفيغارو” كيف يتصرف هولاند إذا رفض الكونغرس الاميركي عملا عسكريا ضد بشار الاسد؟

أما خارج الحدود، فلن يكون هولاند خلال قمة مجموعة العشرين في بطرسبرج الخميس والجمعة بمنأى عن التوتر المتزايد بين أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على خلفية الازمة السورية.

وكذلك الامر بالنسبة الى وزير دفاعه جان – ايف لودريان الذي يلتقي الخميس في فيلنيوس بليتوانيا نظراءه الاوروبيين الذين أراحهم التصويت البريطاني ضد الضربة.

وفي كل الحالات، تبدو باريس في وضع حساس سواء أيد الكونغرس الاميركي الضربة أم رفضها، ثمة شعور متزايد بأن هولاند بات أسير تردد أوباما.

أعضاء الكونغرس قابلوا طلب أوباما تفويضاً لضرب سوريا بالتأييد القوي والاستهجان وتقديم الدعم المشروط

واشنطن – هشام ملحم

فاجأ الرئيس الاميركي باراك اوباما مستشاريه عندما ابلغهم مساء الجمعة قراره بطلب تفويض من الكونغرس للضربة العسكرية، وهو قرار كان متأثرا برفض مجلس العموم البريطاني تفويض رئيس الوزراء ديفيد كاميرون المشاركة في الضربة، ولان اوباما يريد غطاء الكونغرس ليس لهذه الضربة فحسب بل للمستقبل اذا كان ثمة تحد اكبر للامن القومي يتطلب رداً عسكرياً كبيراً، مثل المواجهة مع ايران، اذ سيحتاج الرئيس عندها الى دعم قوي من الكونغرس.

وعلى رغم ان قرار تأجيل الضربة اثار مجدداً اسئلة وشكوكاً حول اسلوب اوباما القيادي، بما في ذلك الانتقادات التي تتهمه بـ”الضعف”، الا ان هناك تفسيرات تظهر ان وراء القرار بعض الدهاء السياسي الذي يمكن ان يخدم الرئيس ولو على نطاق محدود. ففي حال حصول اوباما على تفويض الكونغرس وتم توجيه الضربة وادى ذلك الى مضاعفات لم تكن محسوبة، مثل توسيع القتال او زج اطراف، عندها سوف يشارك اوباما والكونغرس معا في تحمل تبعات ذلك. وفي حال رفض الكونغرس تفويض اوباما، يمكن ان يقول الرئيس انه بذل كل جهده، لكن الكونغرس الاميركي قيد يديه. وليس متوقعاً اجراء يتم أي تصويت قبل التاسع من الشهر الجاري بعد عودة الكونغرس من اجازته الصيفية. ومع ان اوباما قادر على المطالبة بجلسة استثنائية، الا انه لا يبدو انه يريد ان يفعل ذلك كي يعطي حكومته الوقت الكافي لاقناع الاعضاء المترددين.

صحيح ان اكثرية المشرعين رحبت بقرار اوباما استشارتهم، لكن مواقف بعضهم تراوحت بين التأييد القوي والاستهجان او الدعم المشروط. ومن المتوقع ان يحصل اوباما على تفويض من مجلس الشيوخ ذي الغالبية الديموقراطية لكن مجلس النواب بأكثريته الجمهورية، وسجله السلبي في السنوات الاخيرة برفض التعاون مع اوباما، يشكل تحدياً مهماً. بيد ان الرئيس ومساعديه يعولون على ان تساعدهم الادلة الجديدة مثل استخدام غاز السارين، وان الضربة العسكرية ستكون محدودة وقصيرة الاجل، في اقناع الاعضاء المترددين.

وقال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين ان ضميره لا يسمح له بدعم عملية عسكرية محدودة لا تكون جزءا من استراتيجية “تغير طبيعة الزخم” على الارض وتعجل في اطاحة نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وأضاف: “أي شيء اقل من ذلك لن يكون كافيا للرد على الجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها الاسد وقواته”. ولكن يعتقد ان ماكين وبعض زملائه الجمهوريين مثل ليندسي غراهام، قد يوافقون على الضربة اذا نجحوا في اقناع اوباما وكيري بان يشمل “الرد” الاميركي اكثر من ضربة محدودة مثل التعجيل في تزويد المعارضة اسلحة نوعية.

واللافت ان مواقف المشرعين من الازمة السورية ليست مبنية على اعتبارات ايديولوجية او حزبية، ذلك ان الاصوات المعارضة والمؤيدة للضربة تتقاطع بين اعضاء المجلسين. ويقول السناتور الجمهوري جيمس اينهوف العضو في لجنة القوات المسلحة انه لا يتوقع ان يصوت الكونغرس على تفويض الرئيس.

ويقول رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الجمهوري مايك روجرز “ان الكونغرس سوف يرتفع الى مستوى المسؤولية” ويدعم الرئيس، وخصوصاً بعد كشف استخدام غاز السارين. ديموقراطياً، اعلن السناتور هاري ريد زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ، والنائبة نانسي بيلوسي زعيمة الاقلية في مجلس النواب دعمهما للرئيس اوباما في قراره.

والموقف الذي اتخذه النائب الجمهوري بيتر كينغ، الذي يؤيد الضربة، والمعروف ايضا بانتقاداته القوية لاوباما في شأن قضايا داخلية عدة، استرعى الانتباه حين قال تعليقا على طلب التفويض: “الرئيس اوباما يتنازل عن مسؤوليته بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة، وهو يقوض صلاحيات الرؤساء في المستقبل”. وذكَر بان “الرئيس لا يحتاج الى موافقة 535 عضوا في مجلسي الكونغرس لتطبيق التزام الخط الاحمر الذي رسمه”.

العودة الى البرلمانات

العودة إلى البرلمانات”، يبدو أنها ستكون كلمة السر التي ستتيح للدول الغربية التراجع عن تنفيذ عملية عسكرية ضد سوريا، او على الأقل تأجيلها.

بعد رفض البرلمان البريطاني مشاركة بلاده في أي عمل عسكري على عكس رغبة حكومة دايفيد كاميرون، فاجأ الرئيس الأميركي، باراك اوباما، الجميع باعلانه انه “سيرجع إلى ممثلي الشعب (الكونغرس) لاصدار قرار يجيز ضرب سويا”. وبالفعل، أرسل البيت الأبيض إلى الكونغرس مشروع قرار يطلب فيه السماح بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا وإعطاء أوباما الضوء الأخضر لـ”وقف” و”تجنب” حصول هجمات كيماوية.

وسرعان ما انتقل الدور إلى فرنسا، التي بدأت تمهد لخطوة مماثلة. بعدما أكد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أن “تصويت البرلمان البريطاني برفض العمل العسكري في سوريا لن يؤثر على رغبة فرنسا في معاقبة حكومة (الرئيس السوري بشار) الأسد”، دفع قرار أوباما فرنسا إلى التريث، وخصوصاً أن الكونغرس، وفقاً لتأكيدات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، هاري ريد، سيجري تصويتاً على إجازة استخدام أوباما قوة عسكرية محدودة ضد سوريا في موعد لا يتجاوز أسبوعاً من التاسع من أيلول/ سبتمبر.

وأعلن وزير الداخلية، مانويل فالز، أن فرنسا لن تشن هجوماً على سوريا بمفردها، وستنتظر قرار الكونغرس الاميركي، فيما قال رئيس الوزراء الفرنسي، جان مارك إيرولت، إنه سيلتقي مع رئيسي مجلسي البرلمان وزعماء المعارضة لبحث الوضع السوري قبيل نقاش برلماني يوم الأربعاء المقبل، وذلك في الوقت الذي يزداد فيه الضغط على هولاند لإجراء تصويت برلماني على مسألة التدخل في سوريا.

في مقابل التردد الغربي، رأت المعارضة السورية، أن قرار أوباما يمثلا فشلاً للقيادة الأميركية. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن المتحدث باسم التحالف الوطني السوري، لؤي صافي، قوله إن “هذا التأجيل يشجع القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، ويزيد من وقاحتها”. بدروه، أكد عضو الائتلاف، سمير نشار، أن  قرار أوباما أصاب المعارضة بخيبة أمل.

في موازاة ذلك، نقل عن رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي قوله إن “سوريا قوية بتلاحم شعبها مع جيشها ودعم أصدقائها”. وفيما أكد على أنه “لن يرهبها التهديد والوعيد وجاهزة لصد أي عدوان”، اعتبر نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد، أن الولايات المتحدة لا قضية لها في الشرق الأوسط سوى النفط وأمن إسرائيل.

ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، أن حصيلة القتلى الذين سقطوا فى سوريا منذ بدء النزاع فى منتصف آذار/  مارس 2011 تجاوزت الـ ١١٠ آلاف. وأوضح المرصد، أنه “وثق سقوط 110371 قتيلاً منذ انطلاقة الثورة السورية مع سقوط أول شهيد فى محافظة درعا فى 18 آذار/ مارس 2011، حتى تاريخ 31 آب/ أغسطس 2013″، لافتاً إلى أن بين القتلى 40146 مدنياً.

الكونغرس يقتحم السجال السوري بتعديل مشروع أوباما

الأسد: النار إقليمية .. إذا اشتعلت حرب

لم تتراجع احتمالات الحرب، وظلت الانظار متجهة نحو الكونغرس الاميركي لتتبع مسار الخيار العسكري الذي لوح به الرئيس الاميركي باراك اوباما، وما اذا كان سينجح في كسب تأييد النواب الاميركيين لانخراط بلادهم في حرب جديدة في الشرق الاوسط، ام سيتحول «التراجع» الذي قام به السبت الماضي، الى «انسحاب» كامل من خيار الحرب، بعد الانتكاسة البريطانية والتخبط الفرنسي.

وبينما كانت الامم المتحدة تعلن عن 7 ملايين سوري نازح ولاجئ داخليا وخارجيا، استمرت الاشتباكات العنيفة في منطقة ريف دمشق، في وقت وجه الرئيس السوري بشار الاسد التحذير الاوضح بشأن تداعيات الحرب المحتملة عندما قال في مقابلة صحافية، هاجم فيها السياسات الاميركية والفرنسية والتركية والسعودية، إن «النار تقترب من برميل بارود الشرق الأوسط… وإذا اندلعت الحرب فإن الجميع سيخسر»، ملمحا بشكل واضح الى ان المعركة لا تتعلق بسوريا وحدها، وإنما بوضع اقليمي اوسع يشمل ايران و«حزب الله» ويرتبط ايضا بمصالح روسيا ونفوذها.

وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا سيؤدي إلى تأجيل مؤتمر السلام في جنيف لفترة طويلة «إن لم يكن إلى الأبد». وأرسلت روسيا سفينة استطلاع قبالة السواحل السورية. وقال مصدر عسكري روسي أن «المهمة الموكلة إلى الطاقم تقضي بجمع معلومات حول العمليات في المنطقة التي تشهد نزاعا متفاقما».

وجدد شيخ الأزهر أحمد الطيب رفض الأزهر لأي عمل عسكري ضد سوريا «كدولة عربية إسلامية يعتبر أمنها امتدادا للأمن الوطني والإقليمي للأمة العربية والإسلامية، ولما يشكله ذلك من خرق للقوانين والأعراف الدولية».

الكونغرس وأوباما

في هذا الوقت، تعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى انتكاسة أولى في طريقه للحصول على تفويض من الكونغرس الأميركي لاستخدام القوة العسكرية ضد سوريا، قد تجبره على تعديل مشروع قراره الذي قد يفتح الباب أمام استهداف دول أخرى غير سوريا.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن البيت الأبيض مستعد لإعادة صياغة مسودة قرار يطلب الترخيص باستخدام القوة العسكرية ضد سوريا لمعالجة بواعث قلق أعضاء الكونغرس، مضيفا ان الإدارة مستعدة لإجراء أي تغييرات «في إطار المعالم التي سبق أن أوضحها الرئيس».

وبدأ أعضاء في الكونغرس العمل على نسخة خاصة بهم من مشروع قرار يسمح للرئيس باستخدام القوة العسكرية ضد سوريا، بسبب تخوفهم من أن المسودة التي قدمتها الإدارة الأميركية قد تفتح الباب أمام إنزال جنود على الأرض أو استهداف دول أخرى.

ويسمح مشروع القرار الذي تقدم به أوباما له باستخدام القوة «بشكل يتناسب مع استخدام الأسلحة الكيميائية أو أي أسلحة دمار شامل أخرى في النزاع السوري» و«لردع أو منع نقل تلك الأسلحة إلى سوريا ومنها» إلى الخارج. ولا يقدم مشروع القرار وقتا محددا لأي عمل عسكري ولا حدودا لاستخدام القوة، وهو أمر يقلق أعضاء الكونغرس.

وقال النائب الديموقراطي جايمس مكافورن إن «مشروع القرار الذي قدموه يفتح على كل الاحتمالات، واعتقد أن هناك مشكلة لدعمه لدى الأشخاص الذين يدعمون الإدارة». وأشار محللون إلى أن مشروع القرار الذي تقدم به أوباما يفتح الباب أمام إمكانية شن عمل عسكري، ليس ضد سوريا فقط، بل ضد أي دولة قد يتم اتهامها بأنها تقف وراء الأسلحة الكيميائية السورية.

وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين انه إذا رفض الكونغرس التصويت بالموافقة على طلب اوباما اجازة استخدام القوة في سوريا فسيكون ذلك كارثة. واضاف انه، والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي شارك ايضا في اجتماع مع أوباما، يريدان توسيع القرار. وتابع: «نريد النص على هدف يؤدي تحقيقه مع الوقت إلى الحد من قدرات بشار الأسد وزيادة وتطوير قدرات الجيش السوري الحر والحكومة السورية الحرة حتى يمكنهما أن يزيدا القوة الدافعة في ساحـــات القـــتال». واشــار الى ان الطريق لا يزال طويلا قبل الوصول الى قرار بشــأن الموافـــقة على حرب.

ويشارك وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان جون كيري وتشاك هايغل ورئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي في جلسة استماع برلمانية في مجلس الشيوخ اليوم للدفاع عن خطة ضرب سوريا، في وقت أفادت فيه شبكة «آي بي سي» الإخبارية الأميركية، بأن حاملة الطائرات النووية الأميركية «يو أس أس نيميتز» تتوجه غرباً باتجاه البحر الأحمر، على الرغم من انها لم تتلق بعد أوامر بدعم أية ضربة عسكرية محتملة ضد سوريا.

الأسد

وسخر الأسد، في مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية نشرت أمس، من مزاعم ان قواته مسؤولة عن هجوم بأسلحة كيميائية. وقال: «من يوجهون اتهامات عليهم إبراز الدليل. لقد تحدينا الولايات المتحدة وفرنسا أن تأتيا بدليل واحد». وحذر باريـــس من مواصـــلة دعم «الإرهابيين حيث ستكون هناك عواقب سلبية بالتأكيد على المصالح الفرنسية».

وبشأن طبيعة الرد السوري إذا شنت الدول الغربية العدوان، قال الأسد: «اليوم ان تتحدث عن برميل بارود هو الشرق الأوسط، وقد اقتربت النار جداً من هذا البرميل، فالموضوع لا يعد فقط بالرد السوري، وإنما بماذا سيحدث بعد أول ضربة. من يضع اليوم خطة الحرب يمكن له أن يجيبك عن أول خطوة فقط، أي ماذا سيفعل هو، لكن بعدها، لا يمكن لأحد أن يعرف ما الذي سيحصل، والجميع سيفقد السيطرة عندما ينفجر برميل البارود. لا أحد يملك جواباً عن الشكل النهائي لما سيحدث، لكن الأكيد هو الفوضى، الحروب، التطرّف وتداعياته في كل مكان».

وحذر الأسد من «خطر اندلاع حرب إقليمية، بل هذا الخطر يأتي في المرتبة الأولى. الموضوع اليوم ليس متعلقاً بسوريا، بل بمنطقة كاملة متكاملة مرتبطة اجتماعياً وسياسيا وعسكريا، فمن الطبيعي أن تكون التحديات إقليمية، لا سورّية فقط».

ورفض الرد على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستكون هدفا من أهداف سوريا. وعما إذا كانت دمشق تعول على دعم إيران و«حزب الله» إذا تعرضت لضربة غربية، قال: «الآن لا أريد أن أتحدث نيابة عنهم. لكن تصريحاتهم كانت واضحة. وبما أننا ذكرنا أنّ القضية اقليمية، فلا يستطيع أحد أن يفصل مصالح سوريا عن مصالح إيران، ومصالح سوريا وإيران وحزب الله عن مصالح دول أخرى تقف معنا». وأضاف: «اليوم استقرار هذه المنطقة يتوقّف على الوضع في سوريا، وهناك وعي روسي لهذا الموضوع، لذلك روسيا لا تدافع عن الرئيس ولا عن الدولة السورية، وإنما عن الاستقرار في هذه المنطقة، لأنّ الأمر سينعكس أيضاً على روسيا. إن أي نظرة للأمور تحت عنوان تحالف سوريا مع إيران هي نظرة ضعيفة ومحدودة، فالموضوع أكبر من ذلك».

ووجه الأسد سؤالا إلى البرلمانيين الفرنسيين الذين سيجتمعون غدا. وقال: «كيف يمكن أن يقفوا ضد أشخاص مثل محمد مراح في فرنسا، ومع أشخاص مثله في سوريا؟ كيف يمكن لفرنسا أن تحارب الإرهاب في مالي وتدعمه في سوريا، هل ستكون فرنسا نموذجا لسياسة المعايير المزدوجة التي سوّقتها أميركا؟ كيف يمكن أن يقنع أعضاء البرلمان الشارع الفرنسي بأن دولتهم دولة علمانية، وفي الوقت ذاته تدعم التطرف والطائفية في مكان آخر، دولة تدعو للديموقراطية، لكن حليفها الأساسي دول من العصور الوسطى كالسعودية؟».

وقال: «لسنا نحن من اختار القتال. أمامنا خياران: إما أن نقاتل وندافع عن بلدنا ضد الإرهاب، أو أن نستسلم، وتاريخنا في هذه المنطقة لا يذكرنا بأننا استسلمنا سابقا. هذه المنطقة تعيش حروباً دائماً لكنها لم، ولا، ولن تستسلم». وأضاف: «تاريخ منطقتنا يقول إنه عندما تدافع الشعوب عن نفسها تنتصر، وهذه الحرب ليست حرب الرئيس ولا الدولة، هي حرب كل الوطن، وسننتصر». (تفاصيل صفحة 14 ـ 15)

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

مصر تهجّر السوريين عبر مطار بيروت

زينب ياغي

يروي شاب سوري، كان يستقبل صديقه العائد من ألمانيا في مطار بيروت، حكاية نزوحه إلى مصر، ثم عودته منها، ومنعه من السفر إليها مجدداً.

يقول الشاب إنه عندما قرر النزوح من سوريا، قدم إلى مطار بيروت مباشرة، لكي ينتقل إلى القاهرة، مع عائلته الصغيرة المكونة من زوجته وطفلته، بعدما سبقه إليها والدته وأخوته وأخواته وبيت عمه.

أقام في القاهرة فترة من الزمن، وافتتح مطعماً ومقهى من أجل مساعدة أشقائه، الذين كانوا يعملون لديه أصلا في سوريا. ثم قرر الانتقال من مصر إلى تركيا لمدة خمسة عشر يوماً بداعي العمل، وبعدها إلى لبنان، من أجل العودة إلى مصر ثانية والاقامة مع عائلته. تقدم من السفارة المصرية في بيروت بطلب الحصول على تأشيرة دخول، بعد عطلة عيد الفطر مباشرة. لكنه لم يحصل عليها حتى اليوم، وكلما سأل عن التأشيرة يجيبه المعنيون في السفارة: عليك المراجعة بعد أيام عدة، إلى أن قالت له إحدى الموظفات بطريقة سرية: لا تعذب نفسك، لقد أصبح السوريون ممنوعين من الدخول إلى مصر، ولن تحصل على التأشيرة.

واستنادا إلى التقديرات، يقارب عدد السوريين النازحين إلى مصر ثلاثمئة ألف نازح. وتعتبر هذه المرة الأولى منذ تجربة الوحدة بين مصر سوريا في العام 1958، التي تتخذ السلطات المصرية إجراءات بضرورة حصول السوريين على تأشيرات، وموافقة أمنية للدخول إلى مصر. ولم تتخذ تلك الإجراءات حتى في عز الأزمة السياسية بين مصر وسوريا بعد توقيع اتفاقية كمب ديفيد.

وقد جاء القرار بعد مشاركة عدد من السوريين في التظاهرات المؤيدة للأخوان المسلمين، لكن نتيجته العملية هي منع السوريين من دخول مصر، في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى أماكن آمنة.

وأوضحت مصادر في السفارة المصرية في بيروت أن طلبات التأشيرات، تذهب إلى القاهرة من أجل التدقيق فيها والموافقة عليها. ولدى سؤالها لماذا لم تعط تأشيرات للسوريين منذ صدور القرار: أجابت بسبب الوضع الحالي في مصر. في حين أوضحت مصادر على صلة بالسفارة السورية أن الاجراءات الجديدة تعود للسلطات المصرية، مذكرة بأن أي عربي لا يحتاج تأشيرة دخول إلى سوريا.

حسابات معلقة

يبدو أن تعدد الأزمات في كل من مصر وسوريا، جعل أوضاع المواطنين النازحين في الدرجة الثانية من الاهتمام. فقد ترتب على تلك الاجراءات، التفريق بين عائلات نازحة، جزء منها في لبنان، وجزء في مصر. وأصاب السوريين الذين يضعون أموالهم في المصارف المصرية في حالة من القلق لأن نقل أموال السوريين إلى المصارف اللبنانية شديد الصعوبة، إن لم يكن مستحيلاً، بسبب الرقابة الأميركية الصارمة عليها.

يوضح الشاب السوري أنه حاصل على شهادة ماجستير في الاقتصاد، ولديه خبرة في مجال التجارة، ويعمل حالياً مديراً في إحدى الشركات في لبنان، لكنه يريد الذهاب للعيش مع زوجته وأهله في القاهرة. ويقول إنه يضع حساباً مصرفياً كبيراً في أحد المصارف المصرية، وقد اضطر إلى إعطاء وكالة مصرفية لزوجته، بعدما حاول نقل أمواله إلى لبنان، لكن محاولاته باءت بالفشل.

يحتار الشاب ماذا سيفعل. فقد وجد نفسه عالقاً بين الإجراءات السياسية والإجراءات المالية بحق السوريين. فهو غير قادر على السفر إلى مصر، ولا جلب زوجته وابنته وترك أمواله فيها. ويبحث حاليا عن مخرج ثالث، عبر أبناء عمه المقيمين في دبي، موضحا أنه يسعى بمساعدتهم لفتح حساب مصرفي في دبي، وسفره إليها مع زوجته وطفلته.

لقد ترك في ريف دمشق مستودعاً لتخزين البضائع وسبع شقق سكنية، مخصصة للبيع. وكل ما يتمناه ألا يطالها التدمير. مع ذلك، تسجل في جامعة دمشق من أجل نيل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد.

ويؤكد النازحون السوريون الذين تم لقاؤهم أنه من بين دول الخليج يسمح لهم بالسفر إلى قطر ودبي فحسب، بعد حصولهم على تأشيرات دخول، بينما يمنع عليهم دخول الكويت والسعودية التي «ينصب اهتمامها على إرسال الأسلحة».

إلى القنيطرة ودمشق مجدداً

يشكل «طيران الشرق الأوسط» و«الخطوط الجويّة المصرية»، خط سير النازحين بين بيروت والقاهرة. وقد تأخرت الطائرة التابعة لطيران الشرق الأوسط مدة ساعتين ونصف الساعة عن موعد هبوطها في المطار. وبعد الهبوط، يبدأ التفتيش الدقيق، فيخرج الركاب على فترات متباعدة، في بلد ليس بلدهم، لا ينتظرهم فيه أهل ولا أقارب، ولا أحبة.

وقد أوضح جميع الركاب الذين جرى الحديث معهم بالصدفة أنهم عائدون إلى سوريا ولن يقيموا في لبنان، ربما لأنهم تعبوا من الترحال.

تقول سيدة إنها عادت لأن زوجها لم يستطع السفر من لبنان إلى القاهرة. مضيفة أن السوري المقيم حالياً في مصر يحصل على إقامة. لكنه في حال قرر الخروج، يتبلغ من السلطات بمنعه من العودة إليها.

ويوضح رجل آخر أنه كان يقيم في منطقة أسيوط، وحصل على إقامة لمدة ثلاثة أشهر. لكنه غادرها وهو يعرف أنه غير قادر على العودة مجدداً. يقول إن السلطات المصرية لم تطرد نازحين مقيمين في المنطقة، لكن السكان يسمعونهم كلاماً سيئاً عن مشاركة السوريين في تظاهرات الأخوان المسلمين. وكما هي العادة فإن الجميع يؤخذون بجريرة بعضهم.

هكذا قرر رجل آخر ترك الجيزة في القاهرة، والعودة إلى مدينته القنيطرة، مع عائلته المكونة من سبعة أشخاص هم زوجته وأولاده ووالدته. يقول إنه بقي هناك مدة ثلاثة أشهر، وحصل على إقامة لمدة ستة اشهر، لكنه لم يوفق بعمل لأن عدد سكان مصر تسعون مليون نسمة: «أنا موظف وحصلت على إجازة لمدة ثلاثة أشهر، وعندما انتهت قررت العودة».

وصل الرجل وعائلته عند السابعة والثلث مساء إلى بيروت، وبذلك تأخر الوقت للانتقال إلى سوريا، فقرروا المبيت في أحد الفنادق، والمغادرة صباحاً. ويوضح أنهم طردوا رجالاً سوريين ألقوا القبض عليهم وهم يشاركون في تظاهرات رابعة العدوية، المؤيدة للأخوان المسلمين. بينما يروى شاب آخر أنه نزح مع عائلته من سوريا إلى مدينة نصر في القاهرة، قبل ثورة الثلاثين من حزيران، موضحاً أن عدد العائلات السورية المقيمة في المنطقة لا يتعدى السبع عائلات، لكن لسوء حظهم أن ثورة الثلاثين من حزيران حصلت، وأن الأخوان المسلمين اعتصموا في رابعة العدوية.

ويؤكد مراسل «السفير» في القاهرة أنه تم ترحيل عدد من النازحين السوريين من مصر، بعد الثورة، ولكن طلب منهم اختيار البلد الذي يودون الذهاب إليه. وما هو البلد ذاك إلا لبنان؟ ومنه مجدداً إلى سوريا حيث تضيق الخيارات في الأردن وتركيا، وتنعدم في الخليج.

الأسد لـ«الفيغارو»: أي عدوان قد يؤدي إلى حرب إقليمية

تهديد أوباما دليل ضعف والسعودية من العصور الوسطى

سخر الرئيس السوري بشار الأسد من الاتهامات التي وُجهت الى القوات السورية بشن هجوم بأسلحة كيميائية على غوطة دمشق في 21 آب الماضي، متحديا أن تقدم الدول الغربية دليلا واحدا على هذا الامر.

وشن الاسد، في مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية نشرت امس، هجوما على الحكومة الفرنسية التي أصبحت تابعة للولايات المتحدة وللسياسة القطرية، وحذر من أن أي عدوان على سوريا قد يؤدي الى اندلاع حرب اقليمية.

وقال الاسد، ردا على سؤال حول تقديم دليل على أن الجيش السوري لم يقم بشن هجوم على الغوطة وهو ما يتهمه الأميركيون والفرنسيون به، «من يتهم هو المسؤول عن تقديم الدليل، ونحن تحديناهم أن يقدموا دليلاً واحداً على هذا الاتهام، ولم يفعلوا، تحديناهم أن يقدموا دليلاً لشعوبهم ما دامت السياسات الخارجية تبنى باسم الشعوب ومصلحتها، ولم يفعلوا».

وأضاف «لنتحدث عن مدى منطقية هذا الاتهام، إن كان منطقياً أم لا، وأنا أسألك هنا: نحن نحارب منذ عامين وأستطيع أن أقول إن وضعنا اليوم ميدانياً أفضل بكثير من العام الماضي مثلاً، فكيف يمكن لجيش، في دولة ما، أن يستخدم أسلحة دمار شامل، بينما هو يحقق تقدماً من خلال الأسلحة التقليدية. أنا هنا لا أحدد إذا كان الجيش السوري يمتلك هذه الأسلحة أم لا يمتلكها، فهذا موضوع لا نناقشه. ثم لنفترض أن هذا الجيش يريد أن يستخدم أسلحة الدمار الشامل، إن كان لديه مثل هذا النوع من الأسلحة، فهل يمكن أن يستخدمها في منطقة فيها قواته، أين المنطق في ذلك؟ بالإضافة إلى ذلك هل من الممكن أن تستخدم أسلحة دمار شامل في ضواحي عاصمة من دون أن تقتل عشرات الآلاف، هذه المواد تتحرك مع الهواء».

وأشار الاسد الى إصابة جنود بهذه الاسلحة «في منطقة البحارية، وهي منطقة في ضواحي دمشق، ولجنة التحقيق قابلت الجنود في المستشفى».

وبشأن إعلان واشنطن أنها التقطت اتصالاً هاتفيا بين أحد المسؤولين وعناصر من الجيش يعطيهم أمراً لاستخدام هذه الأسلحة، قال الاسد «لو كان لدى الأميركيين أو الفرنسيين أو البريطانيين دليل واحد لأعلنوه منذ اليوم الأول. نحن لا نناقش شائعات أو ادعاءات، نحن لا نناقش إلا حقائق، وإن كان ما يقولونه حقيقة فليقدموا دليلهم على ذلك».

وعن تفسيره لقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تأجيل الضربات العسكرية على سوريا، أوضح الأسد أن «هناك من قال إن أوباما ضعيف لأنه تراجع عن توقيت العدوان أو أجّله إما أياماً أو أسابيع، وهناك من رأى أنه رئيس دولة عظمى قوي، لأنه هدّد بشن حرب على سوريا».

وأضاف «بالنسبة لنا نحن، القوي هو من يمنع الحرب وليس من يشعلها. القوي هو الذي يقف ويعترف بخطأ اقترفه. لو كان أوباما قوياً لوقف وقال ليس لدينا أدلة على استخدام الدولة السورية للسلاح الكيميائي. لوقف وقال: إن الطريق الوحيد هو تحقيقات الأمم المتحدة وبالتالي فلنعد جميعاً إلى مجلس الأمن، لكنه وحسب ما أرى كان ضعيفاً، لأنه خضع لبعض الضغوط الداخلية وهدد بالحرب هذا ما نراه، حكماً قلت لك، القوي هو من يمنع الحرب وليس من يفتعلها ويشعلها».

وعن رسالته الى أعضاء الكونغرس الاميركي، اعتبر الاسد ان «من يريد أن يأخذ القرار عليه أن يسأل نفسه سؤالاً بديهياً قبل أن يصوّت، وهو: ماذا حقّقت الحروب لأميركا أو حتى لأوروبا، ماذا حقق العالم من الحرب على ليبيا وعمّ الارهاب فيها، ماذا حقق العالم من حرب العراق وغيرها، وماذا سيحقّق العالم من دعم الارهاب في سوريا؟».

وقال إن «مهام أي عضو كونغرس هو العمل من أجل مصلحة بلاده، وقبل أن يصوّت يجب أن يضع القرار في كفة ومصلحة بلاده في الكفة الاخرى. فما مصلحة الولايات المتحدة في أن تزيد من الاضطراب والتطرف في الشرق الأوسط. ما مصلحتهم في استمرار ما بدأه جورج بوش وهو نشر الحروب في العالم؟ إذا فكروا منطقياً، ومن خلال مصلحة بلادهم، فلن يروا مصلحة لهم في مثل هذه الحروب، لكن أنت تعرف بأن المنطق ليس سيد المواقف السياسية لديهم في كثير من الأحوال».

وعن كيف سترد دمشق، قال الاسد «اليوم أن تتحدث عن برميل بارود هو الشرق الأوسط، وقد اقتربت النار جداً من هذا البرميل، فالموضوع لا يُعّد فقط بالرد السوري، وإنما بماذا سيحدث بعد أول ضربة. من يضع اليوم خطة الحرب يمكنه أن يجيبك عن أول خطوة فقط، أي ماذا سيفعل هو، لكن بعدها، لا يمكن لأحد أن يعرف ما الذي سيحصل، والجميع سيفقد السيطرة عندما ينفجر برميل البارود. لا أحد يملك جواباً عن الشكل النهائي لما سيحدث، لكن الأكيد هو الفوضى، الحروب، التطرّف وتداعياته في كل مكان».

وحذر الاسد من «خطر اندلاع حرب إقليمية، بل هذا الخطر يأتي في المرتبة الأولى. الموضوع اليوم ليس متعلقاً بسوريا، بل بمنطقة كاملة متكاملة مرتبطة اجتماعياً وسياسياً وعسكرياً، فمن الطبيعي أن تكون التحديات إقليمية، لا سورّية فقط».

ورفض الرد على سؤال عما اذا كانت اسرائيل ستكون هدفاً من أهداف سوريا. وقال «هل تتوقع مني أن أعلن كيف سيكون الرّد؟ من غير المنطقي أن نعلن ما هي خطتنا، لكن كما قلت، بما أن اللاعبين كثر فالحديث عن لاعب واحد يقلّل أهمية ما سيحدث».

وعن الخطر الذي يتهدّد الأردن، شدد الأسد على أن «سياستنا ألا ننقل مشاكلنا لدول الجوار، وبالتالي كنا نتعامل مع الآلاف من الإرهابيين الذين أتوا سابقاً من الأردن ونضربهم داخل سوريا. كما أن الأردن أعلنت أنها لن تكون منطلقاً لأية عمليات عسكرية ضد سوريا. لكن لو فشلنا في ضرب الإرهاب في سوريا فبطبيعة الحال سينتقل إلى دول أخرى وسيزيد انتشار التطرف والفوضى».

وعمّا اذا كانت دمشق تعوّل على دعم ايران و«حزب الله» اذا تعرضت لضربة غربية، قال «الآن لا أريد أن أتحدث نيابة عنهم. لكن تصريحاتهم كانت واضحة. وبما أننا ذكرنا أنّ القضية اقليمية، فلا يستطيع أحد أن يفصل مصالح سوريا عن إيران، ومصالح سوريا وإيران وحزب الله عن مصالح دول أخرى تقف معنا». وأضاف «اليوم استقرار هذه المنطقة يتوقّف على الوضع في سوريا، وهناك وعي روسي لهذا الموضوع، لذلك روسيا لا تدافع عن الرئيس ولا عن الدولة السورية، وإنما عن الاستقرار في هذه المنطقة، لأنّ الأمر سينعكس أيضاً على روسيا. إن أي نظرة للأمور تحت عنوان تحالف سوريا مع إيران هي نظرة ضعيفة ومحدودة، فالموضوع أكبر من ذلك».

وعن الحل، أعلن أنه «عندما تكون الأزمة في بدايتها وتتحدث عن حل فذلك يختلف تماماً عن الحديث عن الحل اليوم. أنا قلت منذ البداية إن الحل من خلال الحوار، وهذا الحوار يؤدي إلى حلول وأفكار تُنفّذ عبر خطوات سياسية. اليوم الوضع مختلف، نحن نقاتل إرهابيين، 80-90 في المئة من الذين نقاتلهم هم من القاعدة، وهؤلاء لا يهمهم الإصلاح، ولا السياسة ولا القوانين، هؤلاء لا يمكنك التعامل معهم إلا عبر القضاء عليهم، عندها يمكننا الحديث عن خطوات سياسية، لذلك وجواباً على سؤالك الحل اليوم هو وقف إدخال الإرهابيين من خارج سوريا، بما في ذلك وقف دعمهم بالمال والسلاح وأي دعم آخر».

واتهم الاسد «السعودية بدعم المسلحين بالدرجة الأولى، وتركيا – الأردن (عبر تهريب المسلحين) وفرنسا وبريطانيا وأميركا».

وبشأن الانقلاب التام في العلاقة مع فرنسا وخاصة في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، قال «لم تكن علاقة صداقة. كانت محاولة لتغيير توجّه السياسة السورية من قبل فرنسا بتكليف أميركي، وكان هذا الموضوع واضحاً بالنسبة لنا. حتى التحول الإيجابي تجاه سوريا في العام 2008 كان بتأثير قطري، والانقلاب الفرنسي السلبي عام 2011 أيضاً كان بتأثير قطري. لأكن واضحاً، السياسة الفرنسية تجاه سوريا كانت تابعة تماماً لما تريده قطر وأميركا».

وحول الرسالة التي يوجهها الى البرلمان الفرنسي الذي سيجتمع غدا، قال «منذ أيام نُقِل تصريح عن لسان وزير الداخلية الفرنسي قال فيه: إن مشاركة فرنسا تنتظر الكونغرس الأميركي، ولم يقل بأنه ينتظر البرلمان الفرنسي، وبالتالي أنا أسألك هنا لمن تتبع الحكومة الفرنسية في قرارها، للبرلمان الفرنسي أم للكونغرس؟ منذ العام 2003 وعلى خلفية غزو العراق، وموقفها قبل الحرب، قررت فرنسا أن تتخلى عن استقلاليتها وأصبحت تابعة للسياسة الأميركية. هذا ينطبق على (جاك) شيراك بعد الحرب، على ساركوزي والآن هولاند. والسؤال هنا: هل اجتماع البرلمان الفرنسي سيعني عودة استقلالية القرار الفرنسي للفرنسيين؟ نتمنى أن يكون الجواب نعم، وعندها أقول لهم: لينطلق كل عضو برلماني فرنسي من مصلحة فرنسا، هل سيقف ممثلو الشعب الفرنسي مع التطرف والإرهاب، مع الذين قاموا بهجمات 11 ايلول في نيويورك، أو مع من فجروا المترو في إسبانيا. هل سيقف ممثلو الشعب الفرنسي مع الذين قتلوا الأبرياء في فرنسا؟».

وأضاف «كيف يمكن أن يقفوا ضد أشخاص مثل محمد مراح في فرنسا، ومع أشخاص مثله في سوريا. كيف يمكن لفرنسا أن تحارب الإرهاب في مالي وتدعمه في سوريا، هل ستكون فرنسا نموذجاً لسياسة المعايير المزدوجة التي سوّقتها أميركا؟ كيف يمكن أن يقنع أعضاء البرلمان الشارع الفرنسي بأن دولتهم دولة علمانية، وفي الوقت ذاته تدعم التطرف والطائفية في مكان آخر، دولة تدعو للديموقراطية، لكن حليفها الأساسي دول من العصور الوسطى كالسعودية. أقول لأعضاء البرلمان الفرنسي عودوا لمبادئ الثورة الفرنسية التي تباهى العالم بها: حرية – عدالة – مساواة».

وتهرب الاسد من الاجابة عن سؤال حول ما اذا كان سيتم استهداف المصالح الفرنسية في سوريا أو المنطقة اذا شاركت في العدوان. وقال «لا أعرف إن كانت ستضرب أم لا. هذا يعتمد على تداعيات الحرب. لكن بكل تأكيد ستخسر مصالحها. هناك كره واحتقار تجاه السياسة الفرنسية، هذا أصبح واضحاً وهو ينعكس على المصالح مباشرة، سينعكس على مصالح فرنسا سلباً طبعاً، وخاصةً أن دولاً مهمة في المنطقة بدأت تتجه باتجاه الشرق، ولم تعد تنظر لأوروبا كما كانت في السابق. البدائل موجودة والاحترام المتبادل موجود بيننا وبين هذه الدول».

وأعلن ان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة «يعتمد على رصد رغبات الشعب السوري في ذلك الوقت. إذا شعرت بأن هناك رغبة بهذا الشيء فلن أتردد والعكس صحيح. قد لا يكون لدينا إحصائيات الآن لكن لدينا مؤشرات، والمؤشر الأساسي هو أنك عندما تحارب إرهابيين يأتون من أكثر من ثمانين دولة مدعومين غربياً وعربياً أحياناً، وفي بالمقابل الشعب لا يريدك، فلا يمكنك أن تستمر. ما دامت سوريا صمدت لعامين ونصف العام فذلك مؤشر مهم بأن هناك دعما شعبيا».

وقال «لسنا نحن من اختار القتال. أمامنا خياران: إما أن نقاتل وندافع عن بلدنا ضد الإرهاب، أو أن نستسلم، وتاريخنا في هذه المنطقة لا يذكرنا بأننا استسلمنا سابقا. هذه المنطقة تعيش حروباً دائماً لكنها لم، ولا، ولن تستسلم». وأضاف «تاريخ منطقتنا يقول إنه عندما تدافع الشعوب عن نفسها تنتصر، وهذه الحرب ليست حرب الرئيس ولا الدولة هي حرب كل الوطن، وسننتصر».

وعما إذا كانت الدولة الفرنسية اليوم عدوة لسوريا، قال «بقدر ما تكون سياسة الدولة الفرنسية معادية للشعب السوري تكون عدوة له، وينتهي هذا العداء عندما تغيّر الدولة الفرنسية سياساتها».

(«السفير»)

معارضة أوباما تأتي أيضاً من داخل بيته السياسي

رنا الفيل

ما يشير إلى أن إقناع أعضاء الكونغرس بشن هجوم على سوريا لن يكون سهلاً للرئيس الأميركي باراك أوباما، وأنه سيتطلب جهداً كبيراً، هو أن المعارضة تأتي ليس فقط من النواب الجمهوريين، بل من الديموقراطيين أيضاً.

ومن بين ابرز المعارضين لأوباما في هذه القضية، النائب الديموقراطي آلان غريسون، وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، وقد قام بإعداد عريضة ضد التدخل في سوريا نشرها على صفحة إلكترونية بعنوان «لا تقصفوا سوريا».

وجاء في العريضة أن «الإدارة تنظر في التدخل في الحرب الأهلية السورية. نحن نعارض ذلك، لسنا شرطياً على العالم، ولا القاضي ولا هيئة المحلفين». وتقول العريضة أيضاً إن «حاجاتنا في الولايات المتحدة كبيرة، وهي تأتي أولاً».

ويطلب غريسون من الأميركيين الانضمام إليه في معارضة الحرب، حيث حصلت العريضة على توقيع 17390 شخصاً حتى الآن.

ويقول غريسون لموقع «ريل كلير بوليتيكس» الإلكتروني، إنه «من الممكن أن يكون الثوار قاموا بالهجوم الكيميائي، أو بعض المستائين في الجيش السوري». ويتابع «حتى لو قام به الجيش، لا أدلة على أنه كان قراراً متعمداً من القيادة في سوريا».

ويشار إلى أن ثمة تخوفا لدى كثيرين في الولايات المتحدة، من أن تكون الأدلة ضد الحكومة السورية مفبركة، كتلك التي استخدمت لتبرير حرب العراق.

وفي هذا الإطار، قالت هيلاري مان ليفيريت، الأستاذة في الجامعة الأميركية والتي عملت سابقاً في الإدارة الأميركية، لمحطة «أم أس أن بي سي» الأميركية، إن «العالم لا يصدق ما نقول لسبب جيد، هو أننا قمنا بتركيبها (الأدلة) في المرة السابقة».

وفي محاولة لإزالة هذه الشكوك، بدأ مسؤولون في الإدارة الأميركية بكشف تقرير سري للنواب، يقولون إنه يظهر أن الحكومة السورية هي من قامت بالهجوم الكيميائي في 21 آب في سوريا.

غير أن غريسون، الذي يشك في صحة الأدلة، يقول إنه «حتى لو كان لدينا أدلة لا يمكن دحضها، فهذه ليست مسؤوليتنا».

وفي حديث إلى محطة «أم أس أن بي سي»، قال غريسون إن «الأدلة قليلة على أن تدخل الولايات المتحدة سيحمي سوريا من هجمات كيميائية في المستقبل».

وتساءل كيف أن التدخل يحمي المصالح القومية الأميركية، لافتاً إلى أنه «لم يتم الهجوم على الولايات المتحدة أو حلفائها في المنطقة، بمن فيهم الأردن وتركيا وإسرائيل».

ويقول محللون، إن الديموقراطيين الليبراليين في مجلس النواب، مثل غريسون، قد يتحالفون مع مؤيدي «حزب الشاي» من الجمهوريين لمعارضة التدخل في سوريا. وقد تم تحالف مماثل لمحاولة منع حرب العراق في العام 2002.

ومن المتوقع أن يواجه طلب الموافقة على استخدام القوة معارضة من عدد كبير من الجمهوريين في مجلس النواب، الذين يمثلون 233 نائباً من أصل 435.

وعادة ما يقف الجمهوريون في وجه غالبية مشاريع أوباما في المجلس، لكنهم لا يصوتون ككتلة واحدة وينفرد كل بقراره، مما يعني أنه لا يوجد شيء مؤكد في ما يتعلق بالتصويت على التدخل في سوريا.

أما في مجلس الشيوخ، فالجمهوريون الـ46 من أصل 100 عضو في المجلس، هم أكثر ميلاً إلى تأييد استخدام القوة من الجمهوريين في مجلس النواب ويعتبرون من الصقور.

والتوقعات هي أن يكون أسهل لأوباما الحصول على موافقة مجلس الشيوخ من مجلس النواب. غير أن أعضاء الكونغرس من الحزبين وفي المجلسين، يطالبون بمعلومات أكثر حول المسألة قبل اتخاذ قرارهم. ويبدو أن الإدارة الأميركية ستحاول استخدام مسألة حماية إسرائيل من الأسلحة الكيميائية لحشد الدعم، وهو ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري «لا أظن أنهم سيصوتون لوضع إسرائيل في خطر».

وبوسع مجموعة الضغط الأميركية اليهودية «آيباك» التأثير على أعضاء الكونغرس من الحزبين، لكن سياستها حتى الآن على الأرجح، هي عدم الإعلان عن موقف تجنباً لأن تبدو وكأنها تجر الولايات المتحدة إلى حرب جديدة.

وبحسب صحف أميركية، من المتوقع أن تنتظر «آيباك» لترى كيف ستتطور الأمور في الكونغرس، قبل إبداء رأيها في الموضوع.

 نتنياهو تبلّغ مسبقاً والتأجيل مرتبط بإيران

انتقادات في إسرائيل لأوباما

حلمي موسى

في ظل الخيبة الإسرائيلية من تأجيل الضربة العسكرية الأميركية، طالب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الجمهور بـ«التسلح بالصبر»، مبدياً إيمانه بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يمر بهدوء عن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي. وقد دفع الغضب من قرار التأجيل معلقين مقربين من حكومة بنيامين نتنياهو لوصف الموقف الأميركي بأنه تجسيد لرغبة دولة عظمى في التخلي عن مسؤولياتها.

وسربت أوساط سياسية إسرائيلية لصحيفة «هآرتس» تقريراً يخالف ما تحدثت به الصحافة الأميركية عن مفاجأة أوباما لمستشاريه بالقرار الذي اتخذه بشكل منفرد، وذكرت أنه أبلغ نتنياهو به مسبقاً. وأشاعت أوساط عسكرية إسرائيلية وجود خشية من تهور النظام السوري وحلفائه في أعقاب الإحساس بضعف الإرادة الأميركية. وفي هذه الأثناء، تزايدت الإشاعات بأن أوباما قرر تأجيل الضربة لسوريا من أجل أن يضمن تأييد الكونغرس لضربة عسكرية أميركية لإيران.

وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، قال بيريز إنه واثق بأن أميركا ستعمل في سوريا وسترد على استخدام السلاح الكيميائي. وطلب من الجمهور الإسرائيلي «التسلح بالصبر، أنا واثق بأن الولايات المتحدة سترد». ورفض بيريز الانتقادات التي وجهتها أوساط إسرائيلية مختلفة لأوباما بسبب قرار التأجيل، وقال إنه لا يستخف بالقرار، لكن «الاتزان ليس تلعثما. إنه أنقذ الاقتصاد الأميركي، ولم يكن لإسرائيل صديق أفضل منه استجاب لكل طلباتها».

وجاءت أقوال بيريز رداً على الحملة التي يشنها ساسة ووزراء ومعلقون في إسرائيل ضد إدارة أوباما. إذ كتب دان مرغليت في صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من نتنياهو، مقالة بعنوان «أميركا فقدت الرغبة للعمل كقوة أعظم». وبعدما عدد مثالب أوباما، التي أبرزها رسم خطوط حمر وإطلاق الوعود لدول بينها إسرائيل بالحماية، عاد عن كلامه ليذهب إلى الكونغرس. واعتبر أن الكونغرس ملاذ أخير لرئيس متردد يبحث عن ذرائع، بينما يحطم بلسانه وبرداءة قراراته مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى ربما الوحيدة في العالم. واعتبر أن أوباما نسخة عن الرئيس جيمي كارتر، وهما واهمان بأحلامهما عن «الربيع العربي»، حيث أسقط كارتر الشاه الإيراني، بينما أسقط الثاني الرئيس المصري حسني مبارك ويعرقل الفريق عبد الفتاح السيسي برعايته المريبة لجماعة «الإخوان المسلمين».

ومعروف أن القرار الأميركي أربك إسرائيل التي كانت في ذروة قلق جمهورها واستعداداتها لمواجهة عواقب الهجوم الاميركي، وأثار مخاوف لدى القادة السياسيين والعسكريين من تراجع مستوى التنسيق. لكن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي وصحيفة «هآرتس» أشاعتا أن جهات أميركية أبلغت إسرائيل مسبقاً بنية الرئيس أوباما الطلب من الكونغرس المصادقة على الضربة. وأشار التلفزيون إلى أن وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين جون كيري وتشاك هايغل أبلغا نظيريهما الإسرائيليين بالتأجيل المقترح لمنع انتقادات علنية من جانب إسرائيل.

وكانت الصحف الإسرائيلية قد أشارت إلى طلب نتنياهو من وزرائه التزام الصمت وعدم التعليق على أي تطورات لها دخل بالشأن السوري أو التعامل الأميركي معه. غير أنها عادت لتقول ان نتنياهو وبخ وزير إسكانه المستوطن أوري أرييل بسبب انتقاداته العلنية للرئيس أوباما لتأجيل الضربة العسكرية. ولم تخف مصادر سياسية إسرائيلية أخرى شدة خيبتها من القرار الأميركي، ما يشير إلى أنها لم تكن في صورة القرار قبل إعلانه.

ومعروف أن غالبية وسائل الإعلام الأميركية نقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن أوباما اتخذ القرار في «اللحظة الأخيرة» منفرداً ومن دون مشاورة أقرب مستشاريه. وأشارت هذه الوسائل إلى أن قرار أوباما اتخذ خلافاً لرأي مستشاريه في مجلس الأمن القومي، الذين دعوا إلى عمل عسكري من دون مصادقة الكونغرس.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتس قد أعلن أنه «في العامين الأخيرين بتنا شهودا على هزة إقليمية هائلة. ومقابل هذه الهزة، هذه الحساسية التي تشير لها وتنتجها لدينا، مطلوب منا مستوى جاهزية عالية. وفي الأسبوعين الأخيرين جسدت الأحداث الفتاكة والمأساوية في سوريا بشدة أكبر ضرورة استعداد وجاهزية الجيش الإسرائيلي على مستويات أعلى».

وجاء كلام غانتس في ظل ما تشيعه القيادة العسكرية من حالة التأهب القصوى في غرفة العمليات في هيئة الأركان خصوصاً، وأن فترة الأعياد اليهودية وشيكة. وقد شددت إسرائيل من إجراءاتها المنظورة والمستترة بما فيها طلعاتها الاستكشافية فوق لبنان وسوريا بهدف جمع المعلومات الاستخبارية. ويبدو القلق كبيراً في ظل التقديرات باحتمال إقدام سوريا على فعل متهور سواء جراء الطلعات الجوية السورية، التي قد تنقلب في كل لحظة إلى هجومية أو القوات الصاروخية. وتتحسب القوات الإسرائيلية من تطور عمليات من فعل منفرد إلى تحرك على طول الجبهة.

عموماً كانت صحف أميركية قد أشاعت أن القرار الأميركي بتأجيل الضربة لسوريا جاءت بسبب الخشية من أن التصرف الحربي المنفرد من جانب الرئيس أوباما قد يضر باحتمالات قبول الكونغرس لضربة عسكرية لإيران لاحقاً. وأمس كتب المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل أن النبوءة حول إيران قد تحقق نفسها. وأشار إلى أن المعسكر الإسرائيلي المعارض لهجوم إسرائيل المنفرد على إيران ويتمسك بالعلاقات مع أميركا يجد فرصة لتفعيل اللوبي الصهيوني ونيل تأييده للضربة العسكرية لسوريا.

 وثائق تفتقر للأدلة «تدين» الأسد بالهجوم «الكيميائي»

الاستخبارات الفرنسية تحاول إنقاذ هولاند

محمد بلوط

تسع صفحات من الاستخبارات الفرنسية عن هجوم الغوطة الكيميائي، لإنقاذ «الجندي» فرنسوا هولاند من مأزق الرقص أسرع من الموسيقى الأميركية في الحرب على سوريا.

وثائق الاستخبارات الفرنسية أخرجت من عتمة الأدراج قبل موعدها. بعضها نشر على مواقع الانترنت الرئاسية ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية، ليطلع المواطنون على ما كان امتيازا حصريا للجواسيس وأرباب السلطة.

رئيس حكومته جان مارك ايرولت استعرضها أمام فرنسا البرلمانية ورؤساء كتلها وأحزابها قبل أن يتم نشرها في كل مكان. رئيس الوزراء الفرنسي قام بالخطوة التراجعية التي لن يجرؤ الرئيس على الإعلان عنها مساء «لن نذهب إلى سوريا وحدنا. هناك واقعة لا ينكرها احد عن استخدام الكيميائي، والخطر على أمننا الجماعي، وضرورة معاقبة (الرئيس بشار) الأسد، لكن لن نعمل وحدنا في سوريا»، كي لا تبقى فرنسا معلقة على كلمة من الكونغرس، تعدو خلف الولايات المتحدة في تعرجاتها وترددها.

وكان على وثائق الاستخبارات أن تدين النظام السوري بحرق الغوطة في 21 آب الحالي، كي يستعيد الرئيس الفرنسي، في مرحلة أولى بعض مصداقية لا بد منها، في استناده إلى براهين قاطعة في اتهامه النظام السوري، بارتكاب «المجزرة الكيمائية».

وواحدا تلو الآخر، استقبل جان مارك ايرولت زعماء البرلمان، يمينا ويسارا، واضعا على الطاولة مقتطفات من تقارير الاستخبارات العسكرية، وأخرى تستند إلى فرضيات، أو معلومات صحافية، وتقريرا شاملا عن المخزون الكيميائي السوري الذي أصبح امتلاكه حجة على النظام، فليس من قوة في الحرب السورية غيره تمتلك مخزونا أو خبرة بالكيميائي، ما يجرمه، دونما حاجة لأي تحقيق دولي في فرضية مضادة.

وتقول الاستخبارات الفرنسية ما بات معروفا في أي وسيلة إعلامية متخصصة، من أن المخزون الكيميائي السوري يبلغ الألف طن، ويحوي مزيجا من الغازات السامة وغاز الأعصاب. وبعد فترة من التعلم لدى الروس وغيرهم، طور السوريون برنامجهم الخاص. كما حصلوا على صواريخ «سكود سي» و«سكود بي» و«اس اس ٢١». وكانت دمشق قد رفضت التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية في العام ١٩٩٥. لكن المعاهدة، التي رفضت دمشق التوقيع عليها، طرحتها وكالة الطاقة الدولية في إطار عرض واسع لتحويل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ومبادرة رفضتها أصلا إسرائيل ومعها الولايات المتحدة.

ويكرر التقرير الفرنسي، معلومات تداولتها مواقع المعارضة السورية، وتقارير الاستخبارات الأميركية والتركية، «عن قيام النظام بتطوير عناصر كيميائية مخففة لاستعمالات تكتيكية» في حرب المدن. ويروي التقرير أن الفرع ٤٥٠ يشرف على الأسلحة الكيميائية وتذخيرها، وشحنها وأمنها، وان الرئيس بشار الأسد، وبعض المحيطين به، يملكون وحدهم قرار استخدامها، وانه يمكنه ان ينقل الامر الى هيئة الاركان لتقوم عبر الوحدة ٤٥٠ بتنفيذ الهجوم.

لكن الاستخبارات الفرنسية، لا تسوق سوى استنتاجات وافتراضات حول تركيبة سلسلة القيادة السورية. وتختلف الاستخبارات الفرنسية عن الاستخبارات الأميركية (سي اي أيه) في غياب رواية التنصت على المكالمات، ووجود دلائل على استخدام الجيش السوري لعناصر كيميائية في عين ترما وجوبر وعربين وكفربطنا والمعضمية وزملكا.

وأحصى الفرنسيون في ٤٧ شريطا مصورا ٢٨١ ضحية، لكنهم يوافقون نظريا، الرأي الأميركي القائل باحتمال وجود حوالى ١٥٠٠ ضحية. وبحسب الاستخبارات فإن الجيش بدأ قصف المنطقة بين الثالثة والرابعة فجرا قبل أن يبدأ هجوما بريا على المنطقة نفسها التي قصفها بالكيميائي قبل ساعتين، فيما كان المدنيون يتدفقون بالعشرات على المستشفيات.

لماذا استخدم النظام الكيميائي؟ يتجاهل التقرير الفرنسي حقيقة توازن القوى على الأرض في غوطة دمشق، وحتى خلاصات الأجهزة الأمنية الفرنسية السابقة عن تقدم الجيش السوري المستمر فيها. ويكرر الفرنسيون استنتاجات من أن النظام قام بذلك لأنه كان يخشى هجوما من المعارضة على دمشق، وان استمرار القصف المدفعي وبالطيران على الغوطة، كان يستهدف تدمير البراهين التي تثبت استخدام الجيش للكيميائي. أما المعارضة فليس بوسعها أن تقوم باستخدام الكيميائي، فهي لا تملكه، ولا تملك الخبرة الكافية لاستخدامه، بحسب التقرير.

وأصبحت عملية الإنقاذ السياسية التي قام بها رئيس الحكومة مساء أمس ضرورية بعد انكشاف الرئاسة الفرنسية وحيدة أمام الرأي العام الفرنسي الذي يرفض ٦٤ في المئة منه أي تورط في حرب ضد سوريا، ووحيدة في اندفاعها الحربي ضد دمشق من دون استشارة احد من برلمان أو حكومة، فيما كان الرئيس الأميركي باراك أوباما يمعن في إغراق حليفه الفرنسي في عزلة داخلية، بإعلانه وضع مصير حربه على سوريا في يد الكونغرس.

وكان المشهد الرئاسي مرتبكا أكثر، ففيما كان الأميركيون يعيدون النظر بأجندة الحرب، كان فرنسوا هولاند يعد بالحرب على سوريا ، قبل الأربعاء. ويحسب على الرئيس ليس خروجه فحسب من السياق الأميركي، إلى حد التساؤل إلى أي حد كان الحليف الأميركي، يطلع الاليزيه على تقلب أجندة العدوان على سوريا، بل إن الرئيس الفرنسي لم يقدم على أي تعديل في موقفه، ولم يلتقط تهافت الأجندة الغربية، وتضعضع التحالف ضد دمشق، مع سقوط اقتراح رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بالعدوان على سوريا، أمام مجلس العموم بالتصويت.

وبدا وعده بطرح قضية الحرب على سوريا، بعد انقضائها بيوم حسب توقعاته الأولى، نوعا من رفع العتب لا أكثر ولا اقل، معتبرا أن لا فائدة منها باعتبار أن الصواريخ الأميركية ستعفيه من واجب المثول أمام البرلمان. ولكن صواريخ «كروز» تخلفت عن الموعد. والرئيس بأي حال، لم يرتكب خطأ دستوريا، بل انه كان يعمل بروح الجمهورية الخامسة نفسها، في تقدم القرار الرئاسي على ما عداه من المؤسسات، خصوصا في ما يتعلق بقضايا الدفاع والخارجية، لكنه ارتكب اخطاء سياسية كبيرة، بتجاهل الرأي العام المعادي لأي حرب في سوريا، واستحالة تشكيل أي تحالف أوروبي حول الحرب ضدها، بعد الهزائم في العراق وأفغانستان، والثقة برئيس أميركي متردد.

هل اقنع رئيس الوزراء الفرنسي وتقرير الاستخبارات الفرنسية ممثلي الأمة بضرورة الحرب على سوريا، والاكتفاء بما عرض الرئيس من مناقشة الحرب على سوريا، من دون التصويت عليها، كي لا يسقط الاقتراح، وتشتد العزلة؟

كرسيتيان جاكوب، زعيم المعارضة البرلمانية ورئيس كتلة نواب «حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية» اليميني، لم يقنعه العرض، موضحا «أي تدخل في سوريا لا ينبغي أن يحدث من دون تفويض أممي».

جان لوي بورولو، زعيم «حزب الوسط»، لم يكن أكثر اقتناعا «العرض كان مبنيا وعقلانيا، ولكن الأدلة غابت عنه، نحتاج الى نقاش في البرلمان». هذه عينة صغيرة .

أما النقاش في البرلمان، فوعد قطعه رئيس الوزراء الفرنسي، ولكن للبرلمانيين أن يقولوا ما شاؤوا، ولكن لا تصويت على ما قرره الرئيس الفرنسي، الذي ينتظر، التصويت الوحيد الأهم في النهاية، والمقرر للحرب: التصويت في الكونغرس الأميركي.

انشقاق طبيب شرعي سوري لديه أدلة على تورط نظام الأسد في استخدام أسلحة كيماوية

اسطنبول- (رويترز): قالت المعارضة السورية الثلاثاء إن خبيرا بالطب الشرعي في سوريا لديه أدلة على تورط الرئيس بشار الأسد في استخدام أسلحة كيماوية في هجوم قرب حلب في مارس آذار الماضي انشق وسافر إلى تركيا.

وقالت سارة كركور المتحدثة باسم ائتلاف المعارضة السوري الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له إن عبد التواب شحرور رئيس الأطباء الشرعيين في حلب سيعلن عما لديه من أدلة على تورط حكومة الأسد في هجوم بالاسلحة الكيماوية وقع في 19 مارس آذار في خان العسل.

وصرح مسؤول آخر بالمعارضة بأن شحرور لديه وثائق تثبت وقوع هجوم بالاسلحة الكيماوية وأقوال شهود عيان من الشرطة تتعارض مع الرواية الرسمية للاحداث.

وقتل أكثر من 24 شخصا في الهجوم على خان العسل في محافظة حلب الشمالية. وتبادلت الحكومة ومقاتلو المعارضة الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية.

وقالت روسيا حليف الاسد هي وإيران والمورد الرئيسي للسلاح لدمشق في يوليو تموز إن تحليلاتها العلمية تشير إلى أن الهجوم كان بغاز السارين وهو غاز لأعصاب وأن غلب الظن ان المعارضة هي التي شنته.

وينفي الطرفان استخدام الأسلحة الكيماوية.

وفي باديء الامر كان من المقرر ان يزور فريق الأمم المتحدة الذي وصل الى سوريا الشهر الماضي للتحقيق في مزاعم عن أسلحة كيماوية خان العسل لكن تركيزه انصب في نهاية الأمر على هجوم أكبر استخدم فيه الغاز السام فيما يبدو وقتل فيه مئات المدنيين في ضواحي العاصمة دمشق يوم 21 أغسطس آب.

مسؤولون أمريكيون: 50 مقاتلا دربتهم الاستخبارات الأمريكية بدأوا التسلل إلى سورية

واشنطن- (د ب أ): نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الثلاثاء عن مسؤولين أمريكيين أن الرئيس باراك أوباما كشف الاثنين عن أن “جهدا سريا تقوم به الولايات المتحدة لتسليح وتدريب المقاتلين السوريين بدأ يؤتي ثماره”.

وأضافوا أن أوباما قال خلال اجتماع دام ساعة في البيت الأبيض الاثنين مع عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين جون ماكين وليندسي غراهام إن “أول خلية من 50 مقاتلا، تلقوا تدريبات من الاستخبارات الأمريكية، بدأوا التسلل إلى سورية”.

التيار الجهادي الأردني عن الضربة العسكرية: لا نمانع فضرب الظالمين للظالمين فيه فرج على المسلمين

عمان- القدس العربي: إعتبر التيار السلفي الجهادي في الأردن أنه لا يمانع توجيه ضربة عسكرية أمريكية للنظام السوري على قاعدة أن (ضرب الظالمين للظالمين) فيه فرج على المسلمين.

ونقل وكيل التنظيمات الجهادية في الأردن المحامي موسى العبدللات عن قيادات  في التيار السلفي الأردني الداعم بقوة لجبهة النصرة رسالة تقول بأن الموقف الرسمي للتيار من الضربة العسكرية المحتملة ضد النظام السوري مرحب بها لإنها تنطوي على فرج للمسلمين ما دامت لا تسفك دم أي مسلم.

وحسب العبدللات فإن موقف التيار كالتالي: لا نستعين بأمريكا ولا يغيرها ولا نطالبها بالضربة العسكرية ونتكفل نحن بالجهاد لكن بنفس الوقت (لا نمانع) ذلك ولا نعارض أي وسيلة  ترفع الضيم عن المسلمين شريطة أن لا تمس المدنيين ولا تفسد الأرض السورية  بإعتبارها بلاد الإسلام.

وأبلغ العبدللات القدس العربي: لا نطلب الضربة العسكرية لكنا لا نمانع دفع الضرر عن المسلمين والمسلمات وإن حصل العمل العسكري لا نعترض عليه.

وأوضح: أي إنسان معصوم الدم ونحورنا في التيار الجهادي دون نحور المسلمين ونرفض المساس بالأرض السورية.

كيري: السعودية والإمارات وتركيا عرضت استخدام قواعدها العسكرية لضرب سوريا

واشنطن- (يو بي اي): كشف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن المملكة العربية السعودية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وتركيا عرضت على الولايات المتحدة استخدام قواعدها العسكرية في أي عمل عسكري محتمل ضد سوريا.

ونقلت شبكة (سي إن إن) الأمريكية عن اثنين من أعضاء الكونغرس اللذين شاركا في اجتماع عبر الفيديو مع كيري، أن الأخير أبلغ الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس خلال الاجتماع بأن ثلاث دول شرق أوسطية، هي السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وتركيا، كانت من أوائل البلدان التي أعلنت عن دعمها للعملية العسكرية ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.

وأضافا أن كيري توقع خلال الاجتماع الذي أجراه مع مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية مع أعضاء الكونغرس، أن تحذو دول أخرى حذو البلدان الثلاثة، لدعم أي عمل عسكري تقوم به القوات الأمريكية ضد النظام السوري.

واشارا إلى أن نحو 171 من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب، شاركوا على الطرف الآخر في الاتصال مع مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما.

وقال عضوا الكونغرس إن كيري ألمح إلى أنه منذ إعلان أوباما عزمه توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، ودعوته الكونغرس إلى تفويضه باستخدام القوة، فقد أعلن نحو 100 من أفراد الجيش السوري انشقاقهم عن القوات النظامية.

رغم إعلان كيري حصول الولايات المتحدة على تأكيد من بعض دول المنطقة بدعم العملية العسكرية ضد سوريا، فقد نقلت الشبكة عن دبلوماسيين عربيين أن المحادثات مع السعودية والإمارات مازالت في مراحلها الأولية، ولم تتم مناقشة أية تفاصيل بعد.

وتواصل إدارة أوباما مساعيها لحشد أعضاء الكونغرس للتصويت لصالح قرار الرئيس بتوجيه ضربة عسكرية إلى نظام الأسد، على خلفية اتهامه بالوقوف وراء الهجوم الكيميائي على ريف دمشق الشهر الماضي.

ومن جهته، وصف السيناتور الجمهوري، جون ماكين، المرشح الرئاسي السابق، أية معارضة محتملة من جانب الكونغرس لقرار التدخل العسكري في سوريا بأنه سيكون “كارثة تضر بمصداقية الولايات المتحدة، والرئيس الأمريكي.”

الاسد يحذر من ‘حرب اقليمية’ وحزب الله يستنفر مقاتليه

رئيس حكومة فرنسا يعلن نقاشا برلمانيا الاربعاء ‘من دون تصويت’

متسللو انترنت مؤيدون للنظام يقتحمون موقعا لمشاة البحرية الامريكية

دمشق ـ بيروت ـ باريس ـ روما ـ وكالات: حذر الرئيس السوري بشار الاسد من خطر اندلاع ‘حرب اقليمية’ في حال توجيه ضربة عسكرية غربية الى بلاده، فيما تحاول واشنطن وباريس اقناع الرأي العام لديهما بضرورة توجيه ضربة الى النظام السوري المتهم باستخدام اسلحة كيميائية.

جاء ذلك فيما حذرت روسيا الاثنين من ان توجيه ضربة عسكرية الى سورية سيؤدي الى تأجيل مؤتمر السلام في جنيف لفترة طويلة ‘إن لم يكن الى الابد’، في حين طلبت دمشق من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ‘منع اي عدوان’ عليها، وقال الاسد لصحيفة ‘لوفيغارو’ ان ‘الشرق الاوسط برميل بارود والنار تقترب منه اليوم (…) الجميع سيفقدون السيطرة على الوضع حين ينفجر برميل البارود. خطر اندلاع حرب اقليمية موجود’.

وبعدما تحولت باريس الحليف الرئيسي لواشنطن في الرد على دمشق، حذر الاسد ايضا من ‘سياسة معادية للشعب السوري’.

واضاف ‘الشعب الفرنسي ليس عدوا لنا، ولكن (…) ما دامت سياسة الدولة الفرنسية معادية للشعب السوري، فهذه الدولة ستكون عدوة له (الشعب(‘. واضاف ‘ستحصل تداعيات، سلبية بالتأكيد، على مصالح فرنسا’.

وفي لبنان استدعي مقاتلو حزب الله الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الاسد الى مواقعهم في الايام الماضية، كجزء من حال استنفار اعلنها الحزب تحسبا لضربة عسكرية محتملة ضد سورية، بحسب ما افاد سكان وصحيفة لبنانية الاثنين.

وقال سكان في مدينة صور (جنوب) والقرى المحيطة بها، وحيث يتمتع الحزب بنفوذ واسع، عن حال من الترقب والاستنفار في صفوف عناصر الحزب الذين يمتنع اي منهم عن التحدث بالأمر علنا.

واشار السكان الى ان غالبية الشبان الذين كانوا يعرفون بكونهم من مقاتلي الحزب، غابوا عن الانظار خلال الايام الخمسة الماضية، الا ان ذلك لم ينعكس على الاجراءات الامنية التي يتخذها الحزب بالقرب من مراكزه، او الحواجز التي يقيمها على اثر تفجيرين استهدفا معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت خلال الشهرين الماضيين.

وفي منطقة البقاع (شرق) التي تعد معقلا للحزب، يلاحظ السكان وجود جو مماثل من الاستنفار، حيث يسجل غياب مقاتلي الحزب لا سيما منهم المنتمون الى الوحدات الصاروخية، علما ان هؤلاء اقفلوا هواتفهم الخليوية لئلا يكون في الامكان تحديد مواقعهم.

وفي الضاحية الجنوبية، المعقل الاساسي للحزب، حل فتية في الـ15 من العمر بدلا من المقاتلين الاكبر سنا على الحواجز التي تقوم بتفتيش السيارات الداخلة الى المنطقة، في اجراءات عمد الحزب الى اتخاذها منذ التفجيرين اللذين وقعا في التاسع من تموز/يوليو و15 آب/اغسطس.

في الاثناء، بعث مندوب سورية في الامم المتحدة بشار الجعفري برسالة الى بان كي مون يدعوه فيها باسم الحكومة السورية ‘الى الاضطلاع بمسؤولياته من اجل بذل مساعيه لمنع اي عدوان على سورية، والدفع قدما باتجاه التوصل الى حل سياسي سلمي للازمة في سورية’، كما افادت وكالة الانباء السورية.

وذكرت وسائل اعلام ايرانية رسمية الاثنين ان ايران ابلغت الامم المتحدة استعدادها العمل على التوصل الى ‘حل سلمي’ للازمة في سورية.

وابلغ وزير الخارجية محمد جواد ظريف الامين العام للامم المتحدة هذه الرسالة خلال اتصال هاتفي في ساعة متأخرة الاحد، بحسب ما اكدت هيئة الاذاعة والتلفزيون الايرانية الرسمية على موقعها على الانترنت.

ومن جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان مؤتمر السلام المقرر عقده في جنيف للتوصل الى تسوية للنزاع في سورية سيؤجل لفترة طويلة ‘ان لم يكن للابد’ اذا مضت الولايات المتحدة في خطتها توجيه ضربة عسكرية لسورية.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية جنوب افريقيا ‘اذا نفذت بالفعل العملية التي اعلنها الرئيس الامريكي (باراك اوباما) وهو أمر مؤسف للجميع، (…) فسيؤدي ذلك إلى تأجيل فرص عقد هذا المؤتمر لفترة طويلة إن لم يكن للأبد’.

من جهة اخرى، اعلن لافروف ان روسيا غير مقتنعة اطلاقا بالادلة التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتأكيد استخدام نظام الرئيس السوري بشار الاسد اسلحة كيميائية في هجوم وقع في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق.

وقال الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثنين ردا على سؤال حول ما اذا كان اطلع على معلومات استخباراتية تثبت ان دمشق كانت وراء الهجوم الذي خلف مئات القتلى ‘انا شخصيا لست فقط مقتنعا بان هجوما كيميائيا قد وقع .. بل انني مقتنع كذلك بان النظام السوري هو المسؤول عنه’.

وفي باريس، اعلن رئيس الحكومة نقاشا برلمانيا الاربعاء حول سورية ‘من دون تصويت’، وافاد مصدر حكومي ان الحكومة الفرنسية ستضع في تصرف البرلمان وثائق توضح مسؤولية النظام السوري عن الهجوم الكيميائي المفترض.

وقال المصدر ان الوثائق تتضمن ‘مجموعة من عناصر الادلة من طبيعة مختلفة تسمح بالتعرف بشكل جيد الى النظام على انه المسؤول عن الهجوم الكيميائي في 21 اب/اغسطس′.

وتتوجه حاملة الطائرات الامريكية يو اس اس نيميتز غربا باتجاه البحر الاحمر رغم انها لم تتلق بعد اوامر بدعم اية ضربة عسكرية محتملة ضد سورية، بحسب ما افادت شبكة ايه بي سي الاخبارية الاثنين.

وصرح مسؤول للشبكة التلفزيونية ان حاملة الطائرات والقطع المواكبة لها والتي تشتمل على منصة اطلاق صواريخ موجهة واربع مدمرات، ابقيت في المحيط الهندي ‘بقرار مسؤول وحكيم’.

واكد مسؤول دفاعي لوكالة فرانس برس ان حاملة الطائرة متواجدة في المنطقة الا انه رفض الافصاح عن مكانها تحديدا.

ودعي وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى المشاركة السبت في فيلنيوس في اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي لمناقشة ملف سورية بشكل خاص على ما علم من مصدر اوروبي.

وفي بكين، قال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمره الصحافي اليومي ‘اننا نشعر بقلق شديد من احتمال اقدام بلدان على القيام بأعمال عسكرية بصورة فردية’ ضد سورية.

في دمشق حملت معارضة الداخل الممثلة خاصة بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في بيان السلطات السورية مسؤولية استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق.

وقالت هيئة التنسيق في بيان ‘ان استخدام الكيماوي في قصف المدنيين يشكل انعطافا كبيرا في مسار الصراع الدامي لا يجوز ان يمر بدون عقاب وبدون محاسبة لكل من ساهم في ارتكاب هذه الجريمة البشعة والتي نرى ان النظام هو من يتحمل بشكل اولي المسؤولية عنها’.

واكد مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس الاثنين ان الجيش النظامي سيبقى ‘في حالة تأهب’ رغم إرجاء الضربة العسكرية الامريكية المحتملة ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال المصدر الذي رفض كشف اسمه ان ‘التدخل الامريكي المباشر عبارة عن وجه من اوجه الحرب المستمرة ضد سورية دعما للارهاب. الجيش هو في حالة تأهب وسيبقى في حالة تأهب حتى القضاء على الارهاب تماما’.

ومن روما اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الايطالية الاثنين لوكالة فرانس برس انه ليس هناك اي اجتماع مقرر الاحد المقبل لمجموعة اصدقاء سورية.

وقال المتحدث ‘لن يعقد اي اجتماع لمجموعة اصدقاء سورية في روما لا الاحد ولا اي يوم آخر’، مضيفا ‘نحن لم نعد ابدا لاجتماع لهذه المجموعة’.

الى ذلك اقتحم متسللو انترنت مؤيدون للرئيس السوري بشار الأسد موقعا الكترونيا للتجنيد يتبع مشاة البحرية الأمريكية امس الاثنين وحثوا الجنود على ‘رفض الاوامر’ إذا هاجمت الولايات المتحدة سورية.

ونفذ هذا الاقتحام على ما يبدو الجيش السوري الالكتروني الذي استهدف في الاونة الاخيرة ايضا موقعي صحيفة ‘نيويورك تايمز′ وتويتر.

ووضع المتسللون رسالة وصورا على موقع مشاة البحرية تشير إلى الجيش السوري الالكتروني. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ان الموقع المتصل بشبكة تجارية وليس بشبكة وزارة الدفاع اعيد للعمل بشكل طبيعي بعد ان ظل خارج الخدمة لبضع ساعات.

وقالت ‘الرسالة إلى قوات مشاة البحرية الأمريكية’ ان الجيش السوري ‘يجب ان يكون حليفكم وليس عدوكم’ في مواجهة الارهاب ‘العدو المشترك الخسيس′.

وقالت الرسالة ‘ارفضوا الأوامر’. واحتوت الرسالة على ست صور لأشخاص في ملابس عسكرية حجبت وجوههم ويحملون رسائل بخط اليد مثل ‘لن احارب من اجل القاعدة في سورية.’

ويقول البيت الأبيض ان الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية لقتل 1400 شخص الكثير منهم من الاطفال في 21 آب. وطلب من الكونجرس الموافقة على اجراء عقابي ضد سورية.

ميدانيا، قتل نحو 90 مقاتلا معارضا على الاقل في كمين واشتباكات مع القوات النظامية في ريف دمشق خلال يومين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.

وقال المرصد ‘تأكد استشهاد ما لا يقل عن 20 مقاتلا من الكتائب المقاتلة بعضهم من جنسيات غير سورية، وذلك خلال اشتباكات وكمين نصبته القوات النظامية لهم شمال مدينة عدرا على طريق الضمير’، وذلك على مسافة نحو 35 كيلومترا من العاصمة السورية.

واشار المرصد الى ‘سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية’ جراء الكمين، من دون ان يحدد حصيلة للضحايا.

ميدانيا كذلك، ارسلت روسيا سفينة استطلاع تابعة لاسطولها في البحر الاسود الى المياه قبالة السواحل السورية، على ما افادت وكالة انترفاكس الاثنين.

وذكرت الوكالة نقلا عن مصدر عسكري ان سفينة الاستطلاع اس اس في-201 بريازوفيي ابحرت مساء الاحد من مرفأ سيفاستوبول في اوكرانيا ‘الى منطقة الخدمة العسكرية المحددة لها في شرق المتوسط’.

هجوم أمريكي على سورية ونتائجه على إسرائيل

صحف عبرية

يوم الأربعاء 28 آب/ اغسطس2013 صرح الرئيس اوباما ورئيس الوزراء البريطاني كاميرون بانه ‘وقع هجوم كيميائي وانه لا شك ان نظام الأسد يتحمل المسؤولية عن ذلك’. ورغم قرار البرلمان البريطاني بعدم المشاركة في الهجوم على سورية، تواصل واشنطن البحث مع حلفائها عن الاهداف الاستراتيجية للهجوم، واتخاذ الخيار العسكري الذي يحقق اقصى منفعة، بالحد الادنى من الكلفة والمخاطر.

اسرائيل لا تشارك مباشرة لا في الحرب الاهلية في سورية، ولا في الهجوم الامريكي المرتقب. ومع ذلك، فان التهديدات من سورية، وكذا من ايران ومن حزب الله، تستوجب فحص نتائج الهجوم الامريكي، ـ ومحاولة فهم المنفعة المترتبة على ذلك بالنسبة للامن القومي الاسرائيلي، وكذا المخاطر. وانطلاقا من عدد من الخيارات للهدف الاستراتيجي، يبدو أن الامريكيين اختاروا هدف العقاب لاغراض الردع. ويحلل هذا المقال نتائج شكلين من الهجوم الامريكي بالنسبة لاسرائيل: الشكل المتوقع، الضيق لغرض العقاب والشكل الاوسع، الذي يستهدف اسقاط نظام الاسد. وذلك في ضوء الاهداف والمصالح الاسرائيلية في المدى القريب والبعيد. بداية نحصي المصالح الاسرائيلية المركزية في السياق السوري.’

المصالح للمدى القصير:

1. المصلحة الاسرائيلية الاهم في سياق الهجوم الامريكي المرتقب، هي الايضاح القاطع بان ثمن استخدام السلاح غير التقليدي عالٍ. هذه المصلحة مهمة لغرض ردع كل زعيم في الشرق الاوسط، يفكر بامكانية استخدام السلاح غير التقليدي ضد اسرائيل. ‘

2. في رؤية أوسع، من المهم لاسرائيل أن تعود الولايات المتحدة لتموضع نفسها في موقف تأثير استراتيجي في الشرق الاوسط، وتحسن مصداقيتها وردعها في المنطقة، حتى حيال السلوك التقليدي لخصومها. لقد عانت المصداقية والرد الامريكي من تآكل اثناء احداث الانتفاضات العربية في السنوات الثلاث الاخيرة، وفي ضوء التصريحات العلنية لكبار المسؤولين الذين دعوا الى تقليص التدخل الامريكي في المنطقة، بل واحداث تغيير للتمركز الاستراتيجي وتحويله نحو شرق آسيا. وستعزز اعادة قوة الردع الامريكية مكانتها ومكانة حلفائها بما فيها اسرائيل في اطار الصراع بين المعسكر المعتدل والمعسكر الراديكالي في المنطقة.’

3. لاسرائيل مصلحة عليا في حفظ الهدوء على حدودها وحيال الدول المجاورة. فاستمرار الهدوء الامني مع لبنان وسورية، والحفاظ على الحياة العادية قدر الامكان، هي مصلحة أخلاقية، أمنية واقتصادية. على اسرائيل أن تمتنع قدر الامكان عن الانجرار الى الحرب الاهلية السورية. اذا ما هوجمت اسرائيل لا ينبغي للقرار بالرد الاسرائيلي ان يكون تلقائيا، وطالما لم تكن ضربة ذات مغزى في اسرائيل فسيكون ممكنا احتواء الهجوم.’

4. مصلحة اسرائيلية اخرى تنشأ عن الهجوم الامريكي المرتقب في سورية، يخرج عن الساحة السورية وموجه الى مسألة الخطة النووية العسكرية لايران. وتترقب ايران ما يجري في سورية، وتفحص رد الفعل الامريكي. من المهم جدا لاسرائيل أن تولي ايران تصميما عاليا من جانب واشنطن للايفاء بالوعود الرئاسية في موضوع الخطوط الحمراء، حين تفكر طهران بسياستها حيال الخط الاحمر للرئيس الامريكي تجاهها، أي منع التحول النووي العسكري لايران. وسيمتد تاثير أعمال الرئيس اوباما والتعاون الذي يحققه مع حلفائه الغربيين والاقليميين، من المسألة السورية الى المسألة النووية الايرانية. ‘

5. في نظرة بعيدة المدى من المهم جدا لاسرائيل الا ينتهي القتال في سورية بانتصار حلف طهران ـ دمشق ـ حزب الله. فانتصار الاسد سيعزز وضع اعداء اسرائيل في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله، ويشجع حماس المنعزلة للعودة الى خدمة السيد الايراني بتفانٍ. لاسرائيل مصلحة واضحة في الحفاظ على الابقاء على وضع ضعيف لهاتين المنظمتين الارهابيتين.’

6. مصلحة اسرائيلية مهمة اخرى، هي ان تقوم’بعد انتهاء الحرب الاهلية في سورية، دولة ليبرالية مؤيدة للغرب، تهجر السيد الايراني وتوقف الدعم للمنظمات الارهابية. لقد نظرت دولة اسرائيل في الماضي في اعادة اجزاء من هضبة الجولان، كي تضمن العنصر الثاني. وتسمح الحرب الاهلية بفرصة استراتيجية لنتيجة مشابهة من دون جباية ‘ثمن’ اقليمي من اسرائيل في المدى الفوري.’

7. في حالة تعزز وضع المنظمات الجهادية مثل ‘النصرة’ حيال النظام لدرجة حرية العمل في هضبة الجولان، فان المصلحة الاسرائيلية ستكون الضمان ان يبقى هذا التهديد تهديدا محليا، وليس تهديدا استراتيجيا، حتى ان لم تتمكن من أن تضمن مئة في المئة نجاحا في منع العمليات الارهابية.’

وهنا سندرس مصالح اسرائيل في ضوء الهدفين الاستراتيجيين للولايات المتحدة والنشاط العسكري لتحقيقهما. ‘

1. هجوم امريكي رمزي لاغراض العقاب. هجوم امريكي هدفه معاقبة الاسد وقواته على استخدام السلاح الكيميائي واظهار تصميم الرئيس الامريكي على الرد على اجتيار الخط الاحمر، سيتضمن ضررا موضعيا يلحق ببضعة اهداف عسكرية او ذخائر للحكم. وقد نشرت ‘النيويورك تايمز′ يوم الاربعاء 28/اغسطس/2013 مقالة تقول ان التخطيط الامريكي يتضمن الهجوم على خمسين هدفا عسكريا يرتبط بالوحدات التي شاركت في الهجوم الكيميائي، وسيستمر ليومين. وكون الحديث يدور عن عقاب رمزي فان نجاحه في نقل الرسالة الامريكية يصبح حرجا. فهجوم امريكي محدود ولكنه ناجح، مسنود بالتصميم الامريكي بمنع استخدام السلاح غير التقليدي، سيعيد بعضا من قوة الردع الامريكية ضد’الاستخدام المكثف للسلاح الكيميائي، ويحسن بقدر ما المكانة الامريكية في المنطقة. وكما أسلفنا، فان هجوما مركزا، ولكن برسالة واضحة كفيل ايضا في أن يؤثر على اتخاذ القرارات في طهران. بمعنى ان شكل الهجوم الامريكي المرتقب سيحقق جزءا من المصالح الاسرائيلية ولا سيما تلك المرتبطة بقوة الردع الامريكية في المنطقة. بالمقابل، فان هجوما امريكيا غير ناجح، مثل ذاك الذي في البقاع اللبناني في 1983 او الهجوم بصواريخ التوموهوك في افغانستان والسودان في 1998، من شأنه أن يضعف الردع الامريكي حيال استخدام السلاح غير التقليدي، بل والاضرار اكثر بمكانتها الاقليمية. فالاسد يفهم ان الثمن الذي سيدفعه لاستخدام السلاح الكيميائي سيكون’ منخفضا حتى عندما تندفع الولايات المتحدة الى العمل، ولن يتردد في’ مواصلة استخدام هذا السلاح لاغراض محلية. عملية امريكية غير ناجعة من شأنها أن تشجع منظمات الثوار الجهادية لوضع يدهم على السلاح الكيميائي، من أجل تحسين ميزان القوى حيال جيش الاسد. ويعد مثل هذا السلاح في ايدي منظمات الارهاب الجهادية تهديدا مباشرا لاسرائيل. كما أن باقي الزعماء في الشرق الاوسط، بمن فيهم ايضا القيادة الايرانية، التي تدرس ايضا السلوك الامريكي سيفهمون ان القوة’العظمى في العالم تخاف استخدام قوتها كي تحقق مصالحها. ‘

الخطر على اسرائيل في هذا الشكل من الهجوم سيكون’منخفضا. وما سيوجه الاسد في رده سيكون موضوع بقاء النظام، وتطلعه الى أن يواصل الابقاء على المواجهة مع المعارضة داخليا. ففي’توسيع المواجهة الى اسرائيل يعرض الاسد للخطر نظامه، وبالتالي من’المعقول الا يرد. وحتى عندما نسبت لاسرائيل هجمات في سورية في 2007 و2013 فان الاسد لم يرد انطلاقا من ذات اعتبارات بقاء النظام. ‘

2. شكل أوسع ضربة مهمة غايتها اسقاط الاسد. اذا كان في شكل العقاب يمكن للاسد أن يقدر انه لا هو ولا نظامه يتعرضان لخطر خارجي، ويمكنه أن يركز على الحرب ضد الثوار، ففي حالة هجوم امريكي موجه ‘لقطع الرأس السوري’، فان ثقة الاسد ستهتز. في هذا السيناريو، ستهاجم الولايات المتحدة ذخائر الحكم وتسعى الى تدمير القدرات العسكرية الاستراتيجية السورية لابقاء الاسد من دون قوة يمكنها أن تحميه. في مثل هذا الشكل ترمم الولايات المتحدة قوة ردعها وتعيد مكانتها في المنطقة. مثل هذه الخطوة ستشكل ايضا ضربة شديدة لحلف طهران دمشق بيروت وتنقل رسالة واضحة عن التصميم الامريكي الى طهران.

ومع ذلك، فان خطوة امريكية من هذا النوع تنطوي على خطرين مركزيين لاسرائيل. الاول والفوري هو أنه عندما يقدر الاسد بان الولايات المتحدة تعمل كي تسقطه، فان من شأنه أن يقرر اطلاق صواريخ ارض ارض على اسرائيل، بل ويحتمل بسلاح كيميائي. في ضوء قوة الردع الاسرائيلية والنجاعة المحدودة للسلاح الكيميائي نقدر بان احتمال مثل هذا السيناريو يبقى منخفضا، ولكنه أعلى من السيناريوهين الاخرين. ورغم ان احتماليته منخفضة، الا ان اهميته الكبيرة تستدعي من الحكومة الاسرائيلية ان تمنع، وفي حالة’ الفشل، أن تقلص، نتائج مثل هذا الهجوم. تهديد آخر في حالة ضعف أو اختفاء نظام الاسد هو توسيع′ تهديد الارهاب من سورية على الاسد. ولما كانت منظمات الارهاب في سورية، تشكل القسم الاقوى والاكثر تنظيما بين منظمات الثوار، فثمة احتمال عال في أنهم سيستغلون’ الضربة للاسد كي يسيطروا على اراض في الدولة وتعزيز قوتهم داخل المجتمع السوري. في مثل هذا الوضع يمكنهم العمل بحرية حيال اسرائيل. واذا لم تتمكن الولايات المتحدة من’ العمل بالتعاون مع حلفائها لخلق بديل براغماتي قوي، من شأن سورية أن تغرق في وضع دولة ضعيفة، تسيطر عليها منظمات الارهاب التي ستشكل تهديدا على اسرائيل.

الخلاصة

‘ما حصل في سورية هو مأساة وجريمة فظيعة’ هكذا بدأ رئيس الوزراء جلسة الحكومة في 25/اغسطس/2013. في حالات عديدة فان الالتزام الاخلاقي للدولة يتناقض مع مصالحها. ليس هذا هو الوضع في الحالة السورية، فوقف المذبحة في سورية واستخدام السلاح غير التقليدي، اعادة بناء الدولة وتثبيت نظام يسيطر عليه الشعب، هي مطالب اخلاقية أساسية، تتطابق والمصالح الاسرائيلية. ولكن الخطر المركزي على اسرائيل هو انه في السيناريو المتطرف من شأن الاسد أن يستخدم سلاحه الكيميائي ضد اسرائيل. ‘نقدر ان بوسع اسرائيل المواجهة مع كل التحديات التي يطرحها هذا التحليل،’ولا سيما مع التهديد غير التقليدي وتهديد الارهاب من سورية. أولا، عليها أن تتمسك بالسياسة التي بموجبها هي ليست طرفا في’ الحرب الاهلية في سورية، وهي لا تعتزم التدخل فيها. لقد تمكنت حكومة اسرائيل من عمل ذلك حتى اليوم، ومن المهم جدا كيف تحافظ على هذا النجاح حتى في حالة استفزازات على الحدود الشمالية. حتى لو كانت اسرائيل مطالبة بان ترد على مثل هذه الاستفزازات، ينبغي عمل ذلك باعتدال وبالتشديد على الدفاع والمنع ومحاولة منع التصعيد الى معركة شاملة.

ثانيا، على اسرائيل أن تواصل الاعلام بان الاسد يجب ان يعاقب على استخدام السلاح الكيميائي من أجل اعادة بناء الردع ومنع الحظر على استخدام هذا السلاح. كما توجد حاجة حيوية لان تواصل القدس وواشنطن تنسيق نشاطاتها في الساحة السورية انطلاقا من رؤية شاملة للاستراتيجية المشتركة لوقف البرنامج النووي الايراني. يحتمل ان يكون ممكنا ان نرى في التطورات الاخيرة في سورية فرصة حيال طهران أيضا.

عاموس يدلين’ وافنير غولوب

نظرة عليا 2/9/2013

دمشق حاولت شراء مواد سويسرية قد تدخل في صنع اسلحة دمار شامل

جنيف ـ ا ف ب: سعت سورية عدة مرات الى شراء معدات سويسرية بهدف صنع اسلحة دمار شامل مثل مضخة بالفراغ وصمامات ومفاعل حيوي، ما دفع بالسلطات السويسرية الى وقف تلك الصفقات بحسب متحدثة رسمية.

واعلنت المتحدثة باسم الداخلية السويسرية ماري ايفيه لوكالة ا تي اس السويسرية الاثنين انه منذ 1998 تم رفض 14 طلبا مماثلا لتصدير مواد حساسة توفرها شركات سويسرية من قبل جهاز ضبط تصدير المعدات الحربية في وزارة الداخلية. واكدت المتحدثة بذلك معلومات نقلتها صحيفتا ‘تاغيس-انزايغر’ و’بوند’ استنادا الى وثائق نشرها موقع ويكيليكس.

وافادت ايفيه فرانس برس ان نظام مراقبة تصدير المعدات الحساسة المفروض على الشركات السويسرية قد يتعلق بمواد قليلة الكلفة نسبيا. فمبيعات الطلبات الـ14 التي تم رفضها بلغت قيمتها الاجماعية 1.7 مليون فرنك سويسري (1.38 مليون يورو) بحسب المتحدثة.

وتابعت ان تلك المواد يمكن استخدامها لاغراض مدنية وعسكرية. وتابعت ‘كانت هناك اسباب موجبة للاعتقاد انها قد تستخدم لصنع اسلحة دمار شامل. وتابعت ان اي رخصة لتصدير مواد مماثلة لم تمنح في السنوات الخمس الفائتة.

وحاولت دمشق الاتفاق مع الشركات السويسرية من خلال شركات وهمية. ففي احدى الحالات التي تحدثت عنها وثائق ويكيليكس قام ‘بلد شريك’ باعلام سلطات الضبط السويسرية بما ستستخدم تلك المواد من اجله بالفعل.

هل تدفع دول الخليج ثمن شن هجوم امريكي على سوريا؟

بيروت -من عدنان كريمة: يعتقد خبراء عسكريون أن العملية العسكرية التي من المؤكد انها ستنفذ ضد سوريا تم التخطيط والإعداد لها قبل أشهر عدة، في اطار ما يسمى عسكرياً بـ’التخطيط الاستراتيجي والإعداد لعمليات عسكرية متوقعة في المستقبل’. ولكن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أكد صعوبة تنفيذ هذه العملية، محذراً من ضخامة تكلفتها المالية، والتي تُقدر بمليارات عديدة من الدولارات، وثقل عبئها الكبير على الاقتصاد الأميركي الذي يعاني من صعوبات مالية.

ولإسكات هذا التحذير ولعدم إثارة الشارع الأميركي، كان لابد من أن يلجأ الرئيس باراك أوباما إلى شركائه في حلف الأطلسي لتحمل نفقات الحرب. ويبدو أن ما ينطبق على الولايات المتحدة ينطبق على الأوروبيين الذين لا يريدون تكبد أي فاتورة عسكرية أو مالية قد يحاسبون عليها انتخابيا .

ولحل المشكلة، وحرصاً على تأمين المصالح المشتركة لكل الفرقاء المعنيين، برزت كالعادة مسألة الاعتماد على التمويل الخليجي من عائدات النفط ، خصوصاً وأن أحداث الحرب بحد ذاتها ستساهم برفع سعر البرميل الذي قد يتجاوز في تقدير البنك الفرنسي سوسيتيه جنرال مستوى 125 دولاراً إذا شن الغرب غارات جوية على سوريا، وقد يرتفع بدرجة أكبر إذا اتسع نطاق الصراع ليشمل باقي منطقة الشرق الأوسط .

ولفت مايكل ويتنر محلل سوق النفط في البنك الفرنسي إلى أن سعر برميل برنت قد يصعد إلى 150 دولاراً اذا أثر الهجوم على سوريا على منتجي النفط الرئيسيين مثل العراق .

‘وفي هذا المجال كشف دبلوماسي خليجي في الأمم المتحدة عن أن دولاً خليجية لم يسمهاواليابان وعدة دول أوروبية – بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودولتان اسكندنافيتان – ابلغت وزارة الدفاع الأميركية بأنها مستعدة لأن تتحمل مجتمعة نصف تكاليف أي مشاركة أميركية فاعلة في الحرب الدائرة في سوريا شرط أن لا تتجاوز تلك المشاركة الأشهر الثلاثة لإسقاط نظام الأسد .

لقد أكد الرئيس أوباما أن مصالح الولايات المتحدة تحتم قيام القوات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، على أن تكون تأديبية في حدها الأدنى. والمصالح الأميركية التي يشير إليها أوباما مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمصالح الشركاء الآخرين، وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي التي أكدت غير مرة، كان آخرها في قمة رؤسائها وقاداتها وملوكها الأخيرة، بأن استمرار أحداث سوريا وتطوراتها الإقليمية أصبحت تهدد أمن منطقة الخليج .

وأوضح تقرير خليجي أن التحديات التي تواجه دول الخليج العربية متعددة المصادر، سواء من داخل منطقة الخليج أو من خارجها، وهي ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بثورات”الربيع العربي’ وسيتطلب التعامل معها جهوداً كبيرة ، تستوجب مواقف خليجية موحدة من أجل تجنب تأثيراتها الخطيرة على الأمن الداخلي والاستقرار في دول المجلس، مع التأكيد على أن التطورات التي طرأت على العالم العربي خلال فترة سنوات 2011-2013، حملت في طياتها الكثير من عدم الاستقرار. وشدد التقرير على أن نصيب دول المجلس في المساهمة في ترسيخ أو اعادة الاستقرار الإقليمي سيكون كبيراً ومكلفاً، خاصة في ظل انكماش الدور الدولي ولا سيما الدور الأميركي في المنطقة .

تكلفة الضربة العسكرية

‘يستدل من كل ما تقدم أن دول الخليج مرجحة لأن تتحمل الجزء الأكبر من تمويل تكلفة الضربة العسكرية الامريكية ضد سوريا والتي يمكن ان تتضاعف مع اتساع الحرب وطول مدتها.

وبشكل دقيق ، فان تحديد تكلفة الضربة العسكرية يتوقف على نوع العمليات وحركة الأساطيل والطائرات واطلاق الصواريخ. مثال على ذلك: تبلغ كلفة كل ساعة طيران للطائرات المقاتلة 40 ألف دولار بخلاف كلفة الأسلحة والمعدات نفسها التي تحملها الطائرات.اما سعر الصاروخ الواحد مثل توماهوك فيبدأ بـ600 ألف دولار، ويرتفع إلى أكثر من مليوني دولار حسب نوعه واستخدامه. وهناك القنابل الذكية التي يصل وزن الواحدة منها إلى ألفي باوند (900 كيلوغرام) وتكلف 30 ألف دولار.

أما تكلفة كل طلعة من طلعات طائرات ‘بي 2′ فتصل إلى عشرة آلاف دولار لكل ساعة طيران، أما في حال خسارة طائرة واحدة من طائرات اف35 ، فإنها تكلف الولايات المتحدة بين 50 مليون إلى 100 مليون دولار .

أما بالنسبة لبريطانيا وحسب معلومات وزارة الدفاع ، فان تكلفة طيران ساعة واحدة لطائرة تورنادو فتصل إلى 35 ألف جنيه أسترلينى (57 ألف دولار) بينما تصل تكلفة ساعة طيران الطائرة تايفونإلى 70 ألف جنيه (114 ألف دولار). وكذلك الأمر بالنسبة لفرنسا حيث تبلغ تكلفة تشغيل طائرة رافال لساعة واحدة نحو 40 ألف يورو (56 ألف دولار).

‘ومن المعلوم أن جزءاً كبيراً من تكاليف الحرب يذهب ثمناً لصواريخ وقنابل و استخدام طائرات مقاتلة.

وتشير تقارير اقتصادية إلى أن عمليات فرض الحظر الجوي على البوسنة عام 1996 كلفت الولايات المتحدة 3.4 مليار دولار ، بينما كلفت العملية في العراق 2.1 مليار دولار ، وفي كوسفو 2.4 مليار دولار .

ومع استمرار الأزمات المالية العالمية وتداعياتها في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تبرز أهمية دول مجلس التعاون الخليجي في المساهمة بتمويل جزء كبير من نفقات’ الضربة العسكرية ضد سوريا.

واذا كان معدل النمو للاقتصاد العالمي بلغ 3.2′ في العام 2012، فان دول مجلس التعاون الخليجي حققت نمواً اقتصادياً بلغ 7.9′. وعلى الرغم من أن التوقعات تشير إلى انخفاضه إلى 4.6′ في العام 2013، فان المصارف في هذه الدول تتمتع بالسيولة ورأس المال الكافيين. كما أن الانكشاف المباشر للمنطقة على مشكلة الديون السيادية في منطقة اليورو كان ضئيلاً جداً.

‘ورجح تقرير صادر عن دائرة التنمية الاقتصادية في أبو ظبي أن تشهد دول المجلس في ظل ارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل وارتفاع الإنتاج عاماً آخر من الفوائض المالية وفوائض الحساب الجاري مقدرة بين 10 و20 ‘ من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة ككل.

في مقابل ذلك تشير التوقعات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو سيحقق نمواً لا يتعدى نصف في المئة خلال العام 2013.’وتبدو أميركا نسبياً في وضع أفضل من الدول الأخرى، حيث من المتوقع نمو اقتصادها أكثر من 2 ‘ خلال 2013، مع أن ذلك قليل قياساً بالمستويات الأميركية السابقة، لكنه كثير وفقاً للمستويات الأوروبية الحالية .

‘وباستشراف النمو الاقتصادي المستقبلي حسب القطاعات الاقتصادية حتى’ العام 2015، أكدت مؤسسة الخليج للاستثمار استمرار أهمية القطاع النفطي في تمثيل جزء يعتد به من الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون خلال السنوات 2013- 2015.

وتعتبر الكويت أكثر دول مجلس التعاون اعتماداً على النفط بنسبة 78′ من الناتج المحلي الاجمالي، تليها قطر 66′، السعودية 63′، عُمان 61′، الإمارات 52′ ، والبحرين 41′.ويستدل من ذلك أن هذه الدول ستستفيد من كل ارتفاع في اسعار النفط نتيجة الضربة العسكرية ضد سوريا وما ينتج عنها من تداعيات، أو التوسع إلى حرب إقليمية، الأمر الذي تتركز فيه الأنظار اليها لتساهم بجزء كبير من نفقات الحرب المرتقبة .

لقد سبق لدول مجلس التعاون الخليجي أن ساهمت في العمليات العسكرية لتحرير الكويت والإطاحة بصدام حسين في العراق ، وذلك بمشاركة ميدانية وبتمويل مالي لجزء من نفقات تلك العمليات.من هنا تبقى الهواجس الخليجية قائمة من أهداف الضربة العسكرية ضد سوريا وتداعياتها واحتمالات توسعها ، أم حصرها بعمليات تأديبية محدودة ، قد لا تلبي أهداف الخليجيين خصوصاً لجهة الإطاحة بنظام بشار الأسد ، ووضع حد لطموحات إيران ومشاريعها في المنطقة .

اللواء سليم ادريس لـ”إيلاف”: يجب دعم أوباما وتوحيد خطاب المعارضة

بهية مارديني

 ايلاف

قال اللواء سليم إدريس إن اتصالًا هاتفيًا حصل بينه وبين جون كيري، فكانت الرؤية موحدة حول الضربة الأميركية للنظام السوري، وطالب المعارضة بتفهم آلية اتخاذ القرار في الدول الديمقراطية وتوحيد خطابها في هذه المرحلة.

كشف اللواء سليم ادريس، رئيس أركان الجيش السوري الحر، لـ”ايلاف” عن محادثة هاتفية بينه وبين وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، وأكد أن الرؤية واحدة بينهما، وشدد على وجوب دعم المعارضة السورية لقرار الرئيس الاميركي باراك أوباما لضرب النظام السوري، بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد الشعب الأعزل.

تفهم للآليات

وأعرب إدريس عن تأييد الأركان للرئيس الأمريكي في ذهابه إلى الكونغرس، وعن تفهمه لآليات اتخاذ القرارات في الدول الديمقراطية. وقال: “أدرك أن القرار الرئاسي سيكون أقوى إذا دعم الكونغرس الرئيس أوباما، ويستطيع أصدقاء الشعب السوري مساعدتنا بفعالية أكبر”، متمنيًا أن يكون ذلك حافزًا للدول الصديقة اﻷخرى للمشاركة في الجهد الدولي لاسقاط نظام الطاغية بشار الاسد وعصابته. وتابع: “البارحة، كان هناك اتصال هاتفي بيني وبين وزير الخارجية الاميركي جون كيري، وتكلمنا في نفس الاتجاه وضمن نفس هذه الرؤية، وكان مرتاحًا جدًا لموقفنا”. وطالب ادريس الجميع بدعم قرار أوباما، وقال: “نعمل على اقناع الكونغرس بالضربة العسكرية”. وأشار إلى وجوب التزام أقصى درجات الانضباط الاعلامي وتوحيد خطاب المعارضة السورية.

لم يفاجئني

وعبّر إدريس عن أسفه من مواقف بعض أطياف المعارضة التي تنتقد أوباما وقراراته، وقال: “هذا يحرجنا جدًا”.

وأضاف: “كل المعارضة التي تؤمن بدولة مدنية وحرية ومساواة للجميع يجب أن تدعم قرار الرئيس اوباما بالذهاب إلى الكونغرس، وأن نعمل مع الادارة الاميركية على اقناع الكونغرس بتمرير قرار دعم الضرب العسكرية لنظام الأسد، وعندها ستكون النتيجه أقوى والفعالية أكبر”.

وبالنسبة لقرار البرلمان البريطاني، اعتبره ادريس قرارًا مؤسفًا جدًا، “لكنه لم يكن مفاجئًا بالنسبة إلي، ويجب أن نعتمد على الله وعلى أنفسنا”. وأشار إدريس إلى احترام الأركان لقناعات وقرارات البرلمان البريطاني، “حتى وإن كانت مخالفة ﻷمنياتنا، ولنا تعليقات كثيرة على القرار، لكن المهم اليوم أن نركز عملنا على اﻷرض”.

أوباما يحشد التأييد في الكونغرس لضرب سوريا: أمن إسرائيل فوق كل اعتبار

لوانا خوري

ايلاف

يحشد باراك أوباما مؤيديه في الكونغرس، ويسعى لكسب تأييد من لا يؤيد ضربته لسوريا، فيسوق الحجج الدامغة، ويثير مسألة أمن إسرائيل، التي يعرف أنها حساسة للغاية.

حين اتخذ الرئيس الأميركي باراك أوباما قراره بتوجيه ضربة عسكرية للنظام في سوريا، كان متأكدًا من أن خطوته هذه ستحظى بدعم دولي يتخذ شكل التحالف الذي خاضي به الولايات المتحدة حروبها السابقة، من أفغانستان والعراق إلى ليبيا. لكنه لم يجد بجانبه إلا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. لم يشأ التراجع، بل أراد إضفاء الشرعية الأميركية على الضربة، إن لم يتم له إضفاء أي شرعية دولية، في ظل الفيتو الروسي – الصيني الذي يقف له بالمرصاد في مجلس الأمن الدولي.

خطر على الأصدقاء

قذف أوباما كرته النارية إلى ملعب المشرعين الأميركيين، وأتبعها بحملة اطلقها لاقناع أعضاء الكونغرس باعطائه الضوء الاخضر لتوجيه ضربات لسوريا. واليوم الثلثاء، تدخل مسألة مباركة الكونغرس مرحلة حاسمة، مع مثول وزيري الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل امام مجلس الشيوخ في جلسة استماع تتناول القضية السورية. كما يغادر أوباما مساء اليوم أيضًا إلى السويد، بعد أن يجتمع صباحًا مع مسؤولي اللجان الاساسية في الكونغرس في البيت الابيض، ليعرض عليهم مبررات التدخل في سوريا، تحت شعار حماية المصالح الوطنية الاميركية، وليحذر من عواقب عدم التحرك في سوريا بالنسبة لمصداقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية، وتداعيات ذلك على الملف النووي الايراني.

وأوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية، طلب عدم كشف اسمه، أن كيري سيشرح ان عدم التحرك ضد الاسد سيقضي على المفعول الرادع للقوانين الدولية التي تحظر استخدام الاسلحة الكيميائية، ويعرض اصداقاء الولايات المتحدة على طول حدود سوريا للخطر، وقد يشجع الاسد وحلفاءه الأساسيين، حزب الله وايران.

 غالبية بعيدة

بانتظار عودة أعضاء الكونغرس الأميركي من إجازاتهم الصيفية في 9 أيلول (سبتمبر) الجاري، يتوال ظهور برلمانيين أميركيين في الاعلام، لانتقاد العملية التي يقترحها اوباما باعتبارها واسعة النطاق اكثر مما ينبغي، ومن بينهم حتى ديموقراطيون مثل السناتور باتريك ليهي، يرون استحالة السماح لأوباما بتنفيذ أي عمل عسكري في سوريا، وإن كانوا سيساهمون في تحمل مسؤولية ضربات عسكرية محتملة، فإنهم يريدون وضع محاذير وحدودًا حتى لا يتحملوا ايضًا مسؤولية غرق الولايات المتحدة في مستنقع سوريا. وأعلن عددٌ ضئيل من البرلمانيين الأميركيين دعمه رسميا للوثيقة التي تقدم بها أوباما، وستكشف جلسة الاستماع اليوم الثلاثاء عن موقف اعضاء اساسيين مثل السناتور المحافظ ماركو روبيو،  الذي يرد اسمه كمرشح جمهوري محتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2016، والذي يتأرجح بين التصويت مع الصقور على القرار واعطاء الرئيس الديموقراطي انتصارًا سياسيًا، أو رفض القرار وضرب مصداقية الولايات المتحدة في العالم. لكن برلمانيين كثيرين يريدون إدخال تعديلات جوهرية على القرار الذي اعده البيت الابيض، للتاكيد فيه على انه لن يتم نشر أي جندي أميركي على الارض السورية. وكان السناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام، الداعيان الى التدخل في سوريا، حذرا أمس الإثنين من أن رفض القرار سيكون بمثابة كارثة، فبدا السناتوران النافذان وكأنهما يعلنان دعمهما لاوباما، لكن ماكين أقر: “ما زلنا بعيدين عن تحقيق غالبية حول القرار”.

 أمن إسرائيل

ولأن تحقيق الغالبية ما زال في غير متناول يد أوباما، يبدو أنه يأخذ طريقًا أخرى، في الضغط على الكونغرس. فحين يتكلم أوباما عن شركاء الولايات المتحدة المجاورين لسوريا، فإنه يعني بلدًا واحدًا بالذات، أي إسرائيل لا غيرها. ويقول مراقبون أميركيون إن التأكيد على أن أمن إسرائيل فوق كل اعتبار يأتي حظًا للكونغرس أولًا على النظر إلى الضربة التي يريدها أوباما لنظام الأسد في سوريا على أنها ضربة إستباقية لضمان عدم ضرب إسرائيل بسلاح كيماوي محرم دوليًا، ولضرب الأفعى التي تهدد ‘سرائيل في رأسها، لأن ذلك سيوهن حزب الله، المؤتمر بأمر الأسد، ويخفف الضغط عن الحدود الشمالية لإسرائيل، كما أن العودة عن الضربة توقع إسرائيل في مأزق، كون أعداءها سيستضعفونها بسبب عجز راعيتها الدولية أميركا. كما يأتي ذلك ثانيًا إرضاءً للإسرائيليين، خصوصًا بعدما سمع أوباما “شتيمته” بأذنه من الصحافة العبرية، التي يعرف أنها شديدة التأثير في الرأي العام الإسرائيلي، واليهودي العالمي أيضًا، حين اتهمته بأنه متردد وجبان، وحين نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: “قرار أوباما يعكس تردد وافتقار للقدرة القيادية، كما يؤثر سلبًا في إسرائيل وأمنها على أكثر من صعيد، إذ يوحي بأنها ستكون متروكة وحيدة من دون السند الأميركي”، وعن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قوله: “توجيه ضربة عسكرية محددة ضد سوريا من شأنها أن تعيد الردع الأميركي إلى المنطقة”.

بدأ تحليل عينات كيميائي ريف دمشق والنتائج بعد أسبوعين

بدأ تحليل عينات جمعها فريق التحقيق الأممي في مكان الهجوم الكيميائي بريف دمشق في المختبرات بدول غير أعضاء في مجلس الأمن الدولي، على أن تظهر النتائج بعد أسبوعين.

 بدأت بعض المختبرات الأوروبية اليوم الثلاثاء تحليل العينات التي جمعها فريق التحقيق الأممي في مكان الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 آب (أغسطس) الماضي في ريف دمشق.

 وأعلن رئيس فريق الخبراء الأمميين آكي سيلستروم أن تحليل العينات سيجري في مختبر تابع لوزارة الدفاع السويدية بمدينة أوميو السويدية، نافيًا تصريحات بعض المسؤولين بأن لا جدوى من تحليل العينات لأنها جمعت في وقت متأخر، مؤكدًا أن فريق التحقيق أخذ العينات بعد وقت قصير نسبيًا من وقوع الهجوم، وهناك آفاق جيدة للتحقيق الناجح. وقال ممثلو المختبر السويدي إن تحليل العينات سيستغرق نحو أسبوعين، وسيتم نقل بعض العينات للتحليل في فنلندا.

 تحليل فوري

هذا وكانت الأمم المتحدة أعلنت أمس الاثنين أن تحليل العينات التي جمعها فريق خبراء الاسلحة الكيميائية من سوريا سيبدأ في غضون ساعات. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسركي إن العينات نقلت الاثنين ظهرًا من لاهاي وستصل إلى مقصدها في غضون ساعات. وأضاف: “المختبرات المكلفة بذلك مستعدة لبدء التحليل على الفور بعد تلقي العينات”، علمًا أنه تم اختيار هذه المختبرات في دول غير أعضاء بمجلس الأمن الدولي.

 ويلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم مع الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن لإطلاعهم على نتائج التحقيق في استخدام السلاح الكيميائي بسوريا. وقال دبلوماسيون إن كي مون أبلغ هؤلاء الأعضاء  خلال اجتماع سابق في نيويورك أن النتائج النهائية لتحليل العينات، التي جمعها خبراء الأسلحة الكيميائية في سوريا الأسبوع الماضي، قد لا تكون جاهزة قبل أسبوعين.

 إصابات حكومية

وكان مفتشو الأمم المتحدة عن السلاح الكيميائي أنهوا تحقيقاتهم الجمعة الماضي في مستشفى عسكري بمنطقة تسيطر عليها قوات الأسد في دمشق، لزيارة جنود يزعم النظام السوري أنهم أصيبوا في هجوم كيميائي، علمًا أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها النظام عن إصابة جنود له بسلاح كيميائي.

 ونسبت تقارير صحفية لشهود قولهم إن الفريق زار مطار المزة العسكري لرؤية جنود تدّعي وسائل الإعلام الحكومية تعرضهم لغاز سام في جوبر يوم السبت الماضي. وذكر الإعلام الرسمي أن بعض الجنود تعرضوا لأدخنة كثيفة، بعدما عثروا على مواد كيميائية في نفق كان يستخدمه مقاتلو المعارضة، فعانوا من حالات اختناق.

 ولم تظهر تغطية القنوات التلفزيونية الرسمية دلائل توضح استخدام سلاح كيميائي ضد القوات الحكومية، بل عرضت صورًا لخمسة براميل بلاستيكية زرقاء وخضراء، من النوع الذي يستخدم عادة في نقل النفط، مصفوفة أمام جدار في غرفة، ولعدد من القذائف الصدئة.

 وكان المفتشون أمضوا الأسبوع الماضي في مناطق تحت سيطرة مقاتلي المعارضة السورية المسلحة في ريف دمشق، للتأكد من تقارير تحدثت عن هجوم بالغاز السام، حصل في 21 آب (أغسطس) الماضي.

بشّار وكيري وزوجتاهما كانوا ذات مساء معًا في دمشق

نصر المجالي

ايلاف

في الوقت الذي يقود فيه عميد الدبلوماسية الأميركية جون كيري جهوداً حثيثة لحشد تحالف دولي تجهيزاً لعمل عسكري مشترك بقيادة الولايات المتحدة ضد سوريا، نشرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية صورة تعود لعام 2009، تجمع بين الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية الأميركية الحالي جون كيري.

نشرت الصحيفة البريطانية صورة تجمع بين الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية الأميركية الحالي جون كيري وزوجتيهما، على طاولة العشاء.

الصورة حسب الصحيفة التقطت على طاولة العشاء في مطعم النارنج الدمشقي، وتجمع  كلاً من أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري وتريزا هينز زوجة كيري. وقالت الصحيفة إن الأسد وكيري شوهدا حينها وهما يخوضان نقاشًا طويلاً على الطاولة، وكان كيري وقتها يرأس وفدًا إلى سوريا.

وقالت الصحيفة إن كيري الذي كان عضوًا في الكونغرس عن ولاية ماساشوسيتس وقتها كان يقود وفداً برلمانياً لمحادثات مع القادة السوريين في دمشق. ويأتي نشر هذه الصورة بعد أن وصف كيري الأسد بأنه انضم إلى ذات القائمة التي تحتوي على أسماء أدولف هتلر وصدام حسين، اللذين استخدما الأسلحة الكيميائية ضد شعبيهما.

الدنيا تضيق بأسماء

والى ذلك، واصلت الصحف اللندنية تقاريرها عن السيدة السورية الاولى أسماء الأسد، حيث نشرت صحيفة (التايمز) اللندنية الاثنين تحقيقًا كتبه الصحافي روغر بويز صوّر فيه كيف أضحت الدنيا تضيق بزوجة الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب تطورات الصراع في بلدها.

وجاء في التحقيق أن أسماء ألفت الحياة في ثلاث مدن: حمص، حيث عاشت عائلتها، والعاصمة البريطانية لندن، التي نشأت فيها، والعاصمة السورية دمشق، حيث تعيش الآن مع زوجها.

ويقول بويز إن حمص باتت بالنسبة للحكومة السورية منطقة معادية، فيما أمست لندن بعيدة المنال، وفي الوقت الحالي، أصبحت زوجة الرئيس السوري تركز أكثر على “كيفية الهروب من صواريخ توماهوك الأميركية”، بحسب التحقيق.

وذكر التقرير أن الوضع الصعب الذي تعيش فيه عائلة الأسد بدا واضحاً الشهر الماضي عندما تعرض موكب الرئيس وزوجته لهجوم شنّه مسلحو المعارضة السورية في يوم عيد الفطر.

وأشار بويز إلى أن الأسد وزوجته لم يلحق بهما أذى، لكنّ واحدًا من بين الحرس سقط قتيلاً. وأوضح أن هذا الهجوم تحديداً اعتبرته عائلة الأسد إهانة شخصية، فقد جاء قبل ثلاثة أيام من عيد ميلاد أسماء التي تبلغ من العمر 38 عامًا

وختم تقرير (التايمز) قائلاً: إن أي ضربة عسكرية محتملة للولايات المتحدة قد لا تقتصر على الوحدات العسكرية التي شنّت هجومًا كيميائيا الشهر الماضي. وقال إن القصر الرئاسي الكائن أعلى تلال دمشق قد يمثل ضربة قوية ذات مغزى، وكذا المجمع الذي يوجد به مكتب زوجة الرئيس السوري.

هل تولد الحكومة السورية الموقتة التي طال انتظارها

بهية مارديني

ايلاف

يتوقع معارضون سوريون أن يحسم الائتلاف السوري المعارض أمر الحكومة السورية الموقتة، بالرغم من أنهم يستبعدون أن تنال اعترافًا دوليًا واسعًا.

تجتمع الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض في العاشر من أيلول (سبتمبر) الجاري لإقرار موضوع الحكومة الموقتة، التي من المتوقع أن يرأسها الدكتور أحمد طعمه خضر كمرشح توافقي بين الكتل في الائتلاف. الا أن الاجتماعات ستشهد نقاشات ساخنة، في ظل مخاوف من تعثر هذه الحكومة في أداء مهماتها.

ورقة مهمة

عبر هادي البحرة، عضو الائتلاف وأمين سر الهيئة السياسية، لـ”إيلاف” صراحة عن مخاوفه من فشل الحكومة الموقتة، وتفضيله هيئة تنفيذية تقدم نموذجًا ناجحًا في العمل داخل سوريا. وكشف البحرة باختصار شديد أن الحكومة الموقتة في حال اقرارها لن تنال اعترافًا أو تمويلًا دوليًا.

وأضاف: “لقد استقرأت مواقف الدول الكبرى، واكدوا أنه يمكن أن يقدموا للحكومة الموقتة معدات وتجهيزات وليس أموالًا، ووضعت الدول ثلاثة شروط أمام الاعتراف بها اذ يجب على هذه الحكومة الموقتة أن تثبت أن الشعب يريدها، وأن لديها كفاءة عالية في أداء عملها، وأنها تسيطر على الجزء الاكبر من الارض”.

ورأى البحرة أن المعارضة السورية اذا اقرت حكومة موقتة وفشلت في ادارة البلاد فهي تحرق ورقة مهمة من أوراق في يدها، وتؤكد ما يردده النظام حول أن المعارضة السورية ليسوا رجالات دولة. وأضاف: “يريدون منا العمل من دون أموال أو اعتراف دولي، فإفشال الحكومة افشال للمعارضة السورية وافشال للبلاد، لأن امام الحكومة الكثير من الملفات الاقتصادية والتنموية، ولا بد من وضع كل الامكانيات في خدمتها”.

معيار الكفاءة

يعتقد معارضون أن من يفشل في أي مشروع سيفشل به بغض النظر عن مسمياته، إن كان حكومة انتقالية أو موقتة أو هيئة تنفيذية، لذلك على المعارضة السورية أن تكون اكثر ثقة بنفسها عبر دفع التكنوقراط والجديرين بالمناصب، والذين لديهم القدرة الخلاقة على العمل في الداخل في هذه الظروف الصعبة.

أما التدافع نحو المناصب وانتظار الغرب ليقرر مصير سوريا ومستقبلها وحكمها فهذا ما لا يجب انتظاره، فليست للغرب خطة في سوريا. وكان الدكتور كمال اللبواني، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، قال في رسالة وجهها للائتلاف إنه لا بد أن يشكل رئيس الحكومة حكومته كفريق عمل منسجم من المختصين وأصحاب الكفاءات، بالحجم والشكل اللذين يراهما مناسبين، ومن دون اشتراط الاعتبارات الحزبية، لكن بما يضمن له الحصول على الثقة.

وأكد على وجوب حصول الحكومة  على ثقة الإئتلاف بالأغلبية المطلقة، غير مشترط أي معيار تمثيلي أو مكوني أو كوتا من أي نوع في تكوين السلطة التنفيذية في كامل هيكليتها، لا حزبية سياسية ولا اهلية ولا دينية ولا عرقية قومية، “فكل ذلك يفترض أنه محقق في الهيئات التمثيلية فقط، كونها مشرفة على السلطة التنفيذية التي معيارها الكفاءة، ولا يشترط مراعاة توازن من أي نوع، ضمناً أو نصًا في كامل الجسد التنفيذي للدولة، بل يشترط في الجيش والأمن والقضاء وفي عمل المؤسسات الحياد السياسي”.

أحكام الحكومة

وشدد اللبواني على أن رئيس الحكومة هو رئيس السلطة التنفيذية في البلاد التي يخضع لها الجيش والأمن، وهي سلطة مستقلة تعمل لتنفيذ القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية، وفق القواعد والنظم الناظمة للعلاقة بينهما، ولا يجوز لأحد من السلطة التشريعية التدخل في طريقة عمل الحكومة طالما تحظى بالثقة.

كما أن السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التنفيذية، وهي الحكم عند المنازعات وتخضع السلطة التنفيذية لأحكام السلطة القضائية، وتعمل الضابطة العدلية والجنائية بإشراف السلطة القضائية، ولا حصانة لأحد أمام القانون.

ويرأس السلطة القضائية موقتًا مجلس قضاء أعلى يعمل بإشراف الإئتلاف وبتواصل مع اللجنة القانونية فيه، وله أن يقرر بموافقة الإئتلاف النظام القانوني المعمول به في المحاكم. واقترح اللبواني امكانية حضور رئيس الائتلاف الجلسات وترؤس اجتماع الحكومة، “ولا يحق له التصويت في قراراتها، كما يحق لأعضاء الائتلاف حضور جلسات الحكومة بصفة مراقب بالتنسيق مع الأمين العام وسكرتير رئاسة مجلس الوزراء، ويتم اسقاط الحكومة أو أحد أعضائها في جلسة استجواب علنية رسمية وبالأغلبية المطلقة في جلسة مكتملة النصاب”.

السعودية تؤكد وقوفها مع إرادة الشعب السوري وقيادته الممثلة في ائتلافه الوطني

مجلس الوزراء برئاسة الأمير سلمان: لا تساهل في معاقبة المخالفين لأنظمة الحج

جدة: «الشرق الأوسط»

شدد مجلس الوزراء السعودي على أن رفض النظام السوري لكل المحاولات المخلصة والجادة وإصراره على ارتكاب المجازر المروعة ضد شعبه «يتطلب موقفا دوليا حازما وجادا لوقف تلك المآسي الإنسانية ضد أبناء الشعب السوري».

جاء ذلك ضمن الجلسة التي عقدها المجلس في قصر السلام بجدة بعد ظهر أمس برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حيث اطلع المجلس على عدد من التقارير حول مستجدات الأحداث في المنطقة والعالم، ومختلف الجهود الدولية بشأن تداعيات الأزمة السورية.

وأوضح الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء شدد أيضا على البيان الصادر عن المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في اجتماعه الطارئ في القاهرة، وما تضمنه من إدانة واستنكار شديدين للجريمة البشعة التي ارتكبها النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية في تحد صارخ واستخفاف بالقيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف والقوانين الدولية، ودعوته المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته عبر القيام بالإجراءات الرادعة اللازمة لوضع حد للانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها النظام السوري منذ أكثر من عامين، وأن أي معارضة لأي إجراء دولي لا يمكن إلا أن تشكل تشجيعا لنظام دمشق للمضي قدما في جرائمه واستخدام أسلحة الدمار الشامل المتاحة لديه أمام أنظار ومسامع العالم، مجددا وقوف السعودية قلبا وقالبا «مع إرادة الشعب السوري وقيادته الممثلة في ائتلافه الوطني».

وفي الشأن الداخلي أكد المجلس بمناسبة إطلاق حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري»، أن ما تقدمه السعودية لحجاج بيت الله الحرام من خدمات عبر مختلف الأجهزة والقطاعات هدفه «تسهيل حجهم وتقديم ما يجب لراحتهم وتذليل السبل والإمكانات لهم»، مشددا على أن الأجهزة المعنية في السعودية «لن تتساهل في تطبيق العقوبات بحق المخالفين لأنظمة الحج».

وبين خوجه أن مجلس الوزراء تطرق إلى عدد من النشاطات الثقافية والعلمية والاقتصادية التي شهدتها البلاد هذا الأسبوع، ورفع الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لصدور موافقته على إطلاق «برنامج خادم الحرمين الشريفين لدعم صمود المدن الفلسطينية» واعتماد ميزانية تقديرية لهذا البرنامج بمبلغ 200 مليون دولار يشمل جميع المدن والبلديات الفلسطينية الأعضاء في منظمة العواصم والمدن الإسلامية، والذي أعلنه أول من أمس الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية لدى افتتاحه تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين المؤتمر العام الثالث عشر لمنظمة المدن والعواصم الإسلامية المنعقد في مكة المكرمة.

ونوه المجلس بافتتاح مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع بالمدينة المنورة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الذي يتزامن عقده مع مناسبة اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013م.

كما اطلع المجلس على تقرير عن مشاركة السعودية في معرض بكين الدولي للكتاب في دورته العشرين والإقبال الكبير الذي حظي به جناح المملكة من قبل الزوار، معربا عن تقدير السعودية للصين الشعبية على اختيارها المملكة بوصفها أول دولة عربية وإسلامية ضيف شرف للمعرض هذا العام لدورها الحضاري الرائد في مختلف جوانب الفكر والثقافة وخدمة الإنسان. كما ثمن المجلس الإجراءات التطويرية لتخفيف أعباء التقاضي بافتتاح دوائر التخصص النوعي داخل المحاكم المتخصصة مع تكثيف الدعم التدريبي للقضاة.

محليا أيضا، قرر المجلس، بعد الاطلاع على ما رفعه رئيس الهيئة العامة للطيران المدني وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم 65-30 وتاريخ 24-7-1434هـ، الموافقة على اتفاقية بين السعودية ودولة الكويت في مجال خدمات النقل الجوي الموقعة في مدينة جدة بتاريخ 1-10-2012م بالصيغة المرفقة بالقرار، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك، كما قرر الموافقة على انضمام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إلى اللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال المشكلة بقرار مجلس الوزراء رقم 15 وتاريخ 17-1-1420هـ، وقرر أيضا إضافة ممثل من هيئة التحقيق والادعاء العام إلى لجنة مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص في هيئة حقوق الإنسان التي قضى بتشكيلها البند «ثانيا» من قرار مجلس الوزراء رقم 244 وتاريخ 20-7-1430هـ.

وناقش المجلس ضمن الجلسة عددا من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، ومن بينها تقرير سنوي لهيئة الهلال الأحمر السعودي عن عام مالي سابق، وأحيط المجلس علما بما ورد في التقرير السنوي المشار إليه ووجه حياله بما رآه.

ووافق مجلس الوزراء على تعيين سليمان بن صالح بن حمد النصيان على وظيفة «وكيل الوزارة المساعد للشؤون المدرسية» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة التربية والتعليم، ونقل سعود بن عبد الله بن أحمد العبيسي من وظيفة «أمين منطقة الحدود الشمالية» بالمرتبة الرابعة عشرة إلى وظيفة «وكيل الأمين المساعد للخدمات» بذات المرتبة بأمانة منطقة الرياض، وتعيين المهندس عبد المحسن بن مساعد بن سعود بن سويلم على وظيفة «مهندس مستشار معماري» بالمرتبة الرابعة عشرة بأمانة منطقة الرياض، ونقل عبد الله بن زيد بن عبد الله الراجح من وظيفة «محافظ المندق» بالمرتبة الرابعة عشرة إلى وظيفة «وكيل الإمارة المساعد للشؤون الأمنية» بذات المرتبة بإمارة منطقة الباحة، وتعيين عادي بن فالح بن سوقان البقمي على وظيفة «أمين مجلس المنطقة» بالمرتبة الرابعة عشرة بإمارة المنطقة الشرقية.

أوباما يلتقي ماكين ويواصل التعبئة لدعم ضربة عسكرية ضد سوريا

وصول حاملة طائرات للبحر الأحمر.. ووزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أمام الكونغرس اليوم

واشنطن: هبة القدسي

تواجه الإدارة الأميركية تحديا كبيرا للحصول على موافقة الكونغرس على توجيه ضربة أميركية ضد النظام السوري جراء اتهامه باستخدام الأسلحة الكيماوية في ريف دمشق الشهر الماضي، مما أدى إلى مقتل المئات.

وجاء ذلك بينما أعلنت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس، أن وزير الخارجية جون كيري، ووزير الدفاع تشاك هيغل، سيدليان بإفادتيهما أمام اللجنة اليوم بخصوص إجازة استخدام القوة العسكرية في سوريا.

وتتسارع لقاءات ومشاورات كبار المسؤولين في البيت الأبيض مع المشرعين الأميركيين، ولقاءات الرئيس باراك أوباما مع أبرز أعضاء الكونغرس الذين ظلوا يطالبون بتحرك أميركي ضد النظام السوري خلال العامين الماضيين، وأبرزهم السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسي غراهام، في تحرك استراتيجي لحشد دعم أعضاء الكونغرس لمساندة قرار لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا.

وأجرى أوباما ونائبه جو بايدن وكبير موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو مكالمات هاتفية فردية مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس أول من أمس، وبعد الظهر عقدت جلسة سرية لإطلاع أعضاء الكونغرس على التطورات، شارك فيها نحو 70 عضوا. ومن المقرر إجراء مزيد من اللقاءات الخاصة مع عدد من أعضاء الكونغرس خلال الأيام المقبلة.

وطلب البيت الأبيض رسميا من الكونغرس أن يجيز توجيه ضربات، وذلك عبر مشروع قانون يضع أطر سلسلة عمليات محددة، ومن المقرر أن يبدأ الكونغرس مناقشاته حول تلك الضربة اعتبارا من التاسع من سبتمبر (أيلول) المقبل.

وتسعى الإدارة الأميركية إلى تشكيل ائتلاف مصغر من الحلفاء، يشمل فرنسا وأستراليا وتركيا. لكن أوباما يحتاج بقوة إلى الدعم المحلي من الرأي العام الأميركي أولا. وقال مسؤول في البيت الأبيض إنه «في كل المكالمات واجتماعات الإحاطة (مع أعضاء الكونغرس)، نكرر الحجة الأساسية نفسها: إذا لم نفعل شيئا ضد الأسد فستضعف قوة الردع للقوانين الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيماوية، وهذا قد يشجع الأسد وحليفيه الأساسيين (حزب الله وإيران) الذين سيرون أن انتهاكا صارخا إلى هذا الحد للقواعد الدولية لا تترتب عليه أي تبعات». وأضاف أن «أي طرف لديه خشية من إيران وجهودها في المنطقة عليه دعم هذا التحرك». ويتفق أعضاء الكونغرس على أن الأسد قام بالفعل باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، لكن يختلفون حول حدود الدور الأميركي وضرورته، بين تأييد شن ضربة عسكرية والمطالبة بمزيد من الأدلة والمعلومات على استخدام النظام الأسلحة الكيماوية، وتشكك في تداعيات تلك الضربة.

ويقول السيناتور الجمهوري جون ماكين إنه يريد استراتيجية وخطة وليس مجرد إطلاق بعض صواريخ كروز، مطالبا بأن يتضمن العمل العسكري خطة لإبعاد الرئيس بشار الأسد عن السلطة.

ورغم تأجيل الضربة العسكرية، فإن الاستعدادات الأميركية العسكرية تجري على قدم وساق وسط تقارير بأن التأجيل جاء لتوسيع تلك الضربة والتعامل مع تداعياتها ولفسح المزيد من الوقت للقادة العسكريين للتحشيد والاستعداد لها.

ووصلت أمس حاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية (نيميتز) وسفن أخرى في مجموعتها القتالية، البحر الأحمر للمساعدة في دعم الهجوم الأميركي على سوريا. وقال مسؤول أميركي إنه لا توجد أوامر محددة لمجموعة «نيميتز» القتالية التي تضم أربع مدمرات وطرادا بالإبحار إلى شرق البحر المتوسط، أي قرب السواحل السورية. وأضاف: «الأمر يتعلق بالاستفادة من العتاد بجعله جاهزا إذا كانت هناك حاجة للاستعانة بقدرات المجموعة القتالية للحاملة ووجودها».

وضاعفت البحرية الأميركية وجودها في شرق البحر المتوسط خلال الأسبوع الأخير، مضيفة بشكل فعلي مدمرتين للمدمرات الثلاث الموجودة في المنطقة بشكل عام. ويقول مسؤولون إن المدمرات الخمس تحمل في المجمل نحو 200 صاروخ توماهوك.

من جانب آخر، يشارك وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، السبت المقبل، أي قبل يومين من انطلاق نقاشات الكونغرس حول سوريا، في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (الذي يضم 28 دولة) لبحث الملف السوري.

ودعت وزيرة الخارجية الأوروبية، كاثرين أشتون، كيري إلى الاجتماع الوزاري غير الرسمي الذي تنظمه ليتوانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام الحالي. وأوضحت أشتون في رسالة وجهتها إلى الوزراء أن «الهدف من الاجتماع هو تبادل وجهات النظر مع وزير الخارجية الأميركي حول الملفات الرئيسة».

ويحاول كيري بذل جهود لطمأنة الدول الأوروبية التي بدت أكثر ترددا في تأييد عمل عسكري بعد رفض البرلمان البريطاني تأييد ضربة عسكرية ضد سوريا.

الحكومة الفرنسية تقدم أدلة باستخدام الأسد للكيماوي

باريس تراهن على نجاح أوباما في «امتحان» الكونغرس لحفظ ماء الوجه

باريس: ميشال أبو نجم

أكدت الحكومة الفرنسية أمس أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه. وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت أمس إن فرنسا تهدف إلى بناء ائتلاف دولي لدعم التحرك العسكري ضد النظام السوري ردا على هجوم بالأسلحة الكيماوية في دمشق. وصرح أيرولت بعد تقديم تقرير للمخابرات عن سوريا، يظهر أن الأسلحة الكيماوية انطلقت من مناطق يسيطر عليها النظام السوري، إلى أعضاء البرلمان: «هذا التصرف لا يمكن تركه يمر دون رد»، مضيفا: «فرنسا مصممة على معاقبة نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد على استخدام أسلحة كيماوية وردعه برد قوي وصارم».

ودعا رئيس الحكومة رؤساء المجموعات البرلمانية في مجلسي الشيوخ والنواب ورؤساء اللجان المعنية لاجتماع في مكتبه لإطلاعهم على تطورات الملف السوري وعلى ما تمتلكه الحكومة من معلومات خاصة بصدد استخدام النظام للسلاح الكيماوي وللترسانة التي يمتلكها والتي تعتبرها باريس «الأضخم» في العالم. وبحسب التقرير الذي أعدته أجهزة المخابرات الفرنسية والتي تسرب جزئيا إلى الإعلام، فإن دمشق تمتلك ألف طن من الغازات السامة المتنوعة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر حكومي فرنسي أمس – استنادا إلى وثيقة أعدتها الاستخبارات الفرنسية – أن الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 أغسطس (آب) قرب دمشق تم من مناطق تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد واستهدف أحياء تحت سيطرة المعارضة. وأضاف المصدر نفسه أن «الصور تكشف أن المناطق التي انطلقت منها القذائف كانت بأيدي النظام، والمناطق التي سقطت فيه كانت بيد المعارضين». وتسعى باريس من خلال كشف وثائق سرية إلى التأثير على الرأي العام وإقناعه بمسؤولية النظام السوري وتبرير السياسة التي رسمها الرئيس هولاند وتنفذها حكومته وإيجاد مبرر شرعي وأخلاقي وقانوني للضربة العسكرية التي كانت باريس أول من دعا إليها منذ اليوم التالي لما تسميه «المجزرة الكيماوية». وترى فرنسا أن ما تمتلكه من معلومات ومؤشرات وقرائن «كاف بنفسه» لتحميل المسؤولية للنظام السوري ليس فقط في الغوطتين الشرقية والغربية بل في أماكن أخرى من سوريا.

وجاء لقاء الأمس مع أيرولت فيما تتصاعد المطالبات بأن تخضع الحكومة قرارها بالمشاركة في الضربة العسكرية للتصويت في البرلمان الذي يجتمع رسميا غدا (الأربعاء) على غرار ما فعلت بريطانيا والولايات المتحدة. وحتى عصر أمس، تمسكت الحكومة بالدستور نصا وروحا لرفض طلب المعارضة المشكلة من اليمين والوسط. وتتابع باريس عن كثب ما يجري في كواليس الكونغرس الأميركي وتطورات لعبة «شد الحبال» بين الرئيس الأميركي أوباما وإدارته من جهة، والنواب والشيوخ من جهة أخرى، بصدد الملف السوري والضربة العسكرية الموعودة. وأكثر من أي وقت مضى، يبدو القرار الفرنسي «رهينة» ما يحصل في واشنطن فيما أجمعت الصحافة الفرنسية على اعتبار أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وقع في «فخ» رغبة نظيره الأميركي بالتريث وطلب موافقة الكونغرس قبل إعطاء الأوامر للمدمرات الأميركية المبحرة قبالة الشواطئ السورية بإطلاق صورايخها المحددة سلفا «عقابا» للنظام السوري على لجوئه إلى استخدام السلاح الكيماوي على نطاق واسع في ضواحي دمشق صبيحة 21 أغسطس (آب) الماضي.

وبانتظار أن يقول الشيوخ والنواب الأميركيون كلمتهم في خطط أوباما العسكرية، فإن الكابوس الذي يثقل كاهل السلطات الفرنسية يتمثل في فشل الإدارة في إقناع هؤلاء بالموافقة على توجيه الضربة العسكرية المرتقبة. ورغم المحادثة الهاتفية المطولة بين أوباما وهولاند بعد ظهر السبت الماضي، فإن المصادر الفرنسية تبدي «عدم تفهمها» لقرار الرئيس الأميركي اتخاذ خطوة غير مضمونة النتائج من شأنها ضرب مصداقيته في الشرق الأوسط والعالم وخصوصا بالنسبة لفرنسا التي وضعها في موقف «بالغ الصعوبة» حيث تبدو تهديدات هولاند في خطابه أمام السفراء يوم 27 أغسطس فارغة من المعنى طالما أن تحقيقها رهن بما تقرره واشنطن.

وتأمل فرنسا أن يفوز أوباما في عملية «لي الذراع» مع الكونغرس وألا يعرف المصير الذي عرفه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مجلس العموم. فباريس معنية أكثر من غيرها بالمناقشات الدائرة في الكابيتول كونها الشريك الغربي العسكري «الوحيد» في مشروع الضربة الأميركية بعد انسحاب بريطانيا. وتريد مصادرها، رغم الصدمة التي «عزلت» الرئيس هولاند وكشفته أمام المعارضة الداخلية، أن تبقي على بعض التفاؤل بالنظر لعنصرين اثنين، الأول، اعتبارها أن واشنطن وباريس ما زالتا على موقفهما «المشترك» المتمسك بتوجيه الضربة العسكرية رغم قرار أوباما الذهاب إلى الكونغرس، والثاني ترجيحها أن ينجح الرئيس الأميركي، على الأقل، في إقناع مجلس الشيوخ حيث يتمتع الديمقراطيون بالأغلبية المطلقة في حال استعصى عليه إقناع أغلبية مجلس النواب المعقود الولاء للجمهوريين.

ونقلت مراسلة صحيفة «لوموند» في العاصمة الأميركية عن مسؤولين في البيت الأبيض أن الإدارة يمكن أن «تكتفي» بموافقة مجلس الشيوخ وتخطي معارضة النواب مقتفية بذلك أثر ما قام الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في كوسوفو، عام 1999 لتنفيذ الضربة العسكرية. وفي هذه الحال، فإن تطويق الخسارة سيكون أمرا متيسرا بحيث تنحصر بتأخير العملية العسكرية لمدة أسبوعين أو أقل.

أما الكابوس المطلق للحكومة الفرنسية فيكمن في رفض الكونغرس بمجلسيه إعطاء الضوء الأخضر للرئيس إذ سيكون من الصعب عندها على أوباما استعادة المبادرة وبالتالي ستجد باريس نفسها في مأزق سياسي، دبلوماسي وعسكري.

تضارب حول اجتماع عاجل لأصدقاء سوريا

«الائتلاف»: هدفه تأمين تحالف دولي

بيروت: «الشرق الأوسط»

تضاربت التصريحات أمس حول عقد اجتماع لـ«مجموعة أصدقاء سوريا» في روما الأحد المقبل بين تأييد المعارضة السورية لعقده ونفي الخارجية الإيطالية لذلك.

وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية أنه ليس هناك أي اجتماع مقرر الأحد المقبل لمجموعة أصدقاء سوريا. وقال: «لن يعقد أي اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا في روما لا الأحد ولا أي يوم آخر» مضيفا: «نحن لم نعد أبدا لاجتماع لهذه

المجموعة».

لكن عضو الهيئة السياسية لـ«الائتلاف» أحمد رمضان اكد لـ«الشرق الأوسط» أمس أن الاجتماع هدفه «تأمين تحالف دولي بمشاركة عربية وإسلامية يضمن نجاح العملية العسكرية التي ستوجه ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد».

وكانت وكالة «رويترز»، نقلت أمس، عن مصدر دبلوماسي قوله إن دول مجموعة أصدقاء الشعب السوري ستجتمع في مدينة روما في الثامن من سبتمبر. ورجح المصدر أن «يعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، ومن بين دول المجموعة الـ11 فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ومصر والسعودية».

وقال رمضان إن «الاجتماع لم يكن متفقا عليه سابقا»، مؤكدا أن «الدول الصديقة للثورة السورية تتداعى للاجتماع بسبب التطورات الأخيرة»، لافتا إلى أن «التحضيرات تسير بشكل سريع لضرب نظام الأسد».

وكان وزراء خارجية دول مجموعة «أصدقاء سوريا» اتفقوا في يونيو (حزيران) الماضي، خلال اجتماعهم في العاصمة القطرية الدوحة، على تقديم «الدعم بشكل عاجل» لمقاتلي المعارضة السورية التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، إذ تعهد وزراء خارجية 11 دولة عربية وغربية على «تقديم جميع المواد والمعدات اللازمة إلى المعارضة على الأرض».

وأكد رمضان أن «المعارضة تجاوزت فكرة توجيه ضربة عسكرية محدودة ولأيام قليلة»، مرجحا «حصول حملة عسكرية كبيرة ستتوسع أهدافها لتشمل أهدافا ميدانية استراتيجية تؤدي إلى سقوط النظام».

وقال رمضان: «من بعد خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، جعلت التهديدات الإيرانية بالرد الأمر يتحول من ضربة محدودة إلى حملة واسعة لردع المحور الداعم للنظام السوري، وليس النظام فقط»، لافتا إلى «عدد من الإشارات تبين أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها يسيرون في هذه الخيارات، إذ وصلت حاملة طائرات جديدة إلى مياه البحر الأحمر، إضافة إلى حاملات إنزال جنود، وتزامن ذلك مع احتمال أن يعيد البريطانيون النظر في قرارهم الذي يستبعدهم عن المشاركة بالحملة ضد نظام الأسد».

اجتماع الوزراء العرب يقدم الدعم للشعب السوري ويدعو لردع النظام بقرار أممي

لبنان تحفظ.. والعراق امتنع عن التصويت على فقرتين.. والجزائر دعت لانتظار نتائج التحقيق الدولي

القاهرة: سوسن أبو حسين

قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية إن 18 دولة من أعضاء الجامعة طالبت باتخاذ إجراءات رادعة ضد استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، أيا كان من نفذه. وانتهى اجتماع وزراء الخارجية العرب الليلة قبل الماضية إلى مجموعة من القرارات، من بينها التأكيد على تقديم الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وردع نظام الرئيس بشار الأسد بقرار أممي.

وتحفظت الجزائر على فقرة تدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم واتخاذ إجراءات رادعة في سوريا، بينما تحفظ لبنان على القرار الخاص بسوريا والمعنون بـ«الأوضاع الخطيرة في سوريا».

وصدرت القرارات، عقب اجتماع استمر حتى وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، بشكل واضح بعد مناقشات لكل الأبعاد والتداعيات والمخاطر التي تمتد خلف الضربة العسكرية لسوريا، كما استخدم في صياغة القرارات لغة حاسمة بعد سطر واحد من التأكيد على الإدانة والاستنكار الشديدين للجريمة البشعة التي ارتكبت باستخدام الأسلحة الكيمائية المحرمة دوليا.

وقرر الاجتماع الوزاري العربي تقديم كل أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته ودعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم وفقا لميثاق المنظمة وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية التي قال الاجتماع إن النظام السوري يتحمل مسؤولياتها.

كما طالب الاجتماع بتقديم كل المتورطين في «الجريمة» لمحاكمات دولية عادلة، أسوة بغيرهم من مجرمي الحروب، بينما تحفظت الجزائر على فقرة دعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم واتخاذ إجراءات رادعة. ودعت الجزائر إلى انتظار النتائج النهائية لفريق مفتشي الأمم المتحدة، بينما امتنع العراق عن التصويت على فقرتين تتعلقان بنفس التحفظ الجزائري، إضافة إلى تحميل النظام السوري المسؤولية وتقديم المتورطين إلى المحاكمات، إلا أنها أدانت وبشدة استخدام الأسلحة المحرمة دوليا وتحميل المسؤولية للطرف الذي قام باستخدام الأسلحة بعد الاطلاع على تقرير فريق التفتيش للأمم المتحدة. أما لبنان فتحفظ بالكامل على كل القرار الخاص بسوريا والمعنون بـ«الأوضاع الخطيرة في سوريا».

وفى مؤتمر صحافي عقده الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، صباح أمس للحديث حول نتائج الاجتماع الوزاري، قال إن هناك معاهدة لتحريم استخدام الأسلحة الكيماوية، موضحا أنه وفقا لقواعد القانون الدولي نطالب بمعاقبة وتحميل المسؤولية للنظام السوري لأنه مسؤول عن كل ما يدور في سوريا.

وأضاف العربي قائلا: «هناك وجهة نظر تمثل 18 دولة تطالب باتخاذ إجراءات رادعة ضد من ارتكب هذه الجريمة النكراء وثلاث دول أخرى ترفض». وردا على سؤال حول خلو قرار مجلس وزراء الخارجية العرب من مطالبة الولايات المتحدة بالامتناع عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا، وفقا لمواثيق الأمم المتحدة، باعتبارها الجهة التي تعطي الشرعية لأي تحرك من هذا القبيل، قال العربي إن ميثاق الجامعة العربية يخضع لميثاق الأمم المتحدة، ولذلك نطالب المجتمع الدولي لمعالجة حالة معينة في سوريا وهي استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة. وأشار إلى أن الجامعة العربية أحالت في وقت سابق ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن للقيام بمسؤولياته، ودعوة الأمم المتحدة الاضطلاع بمسؤولياتها وفقا لقواعد المنظمة الدولية.

وأكد على أن المطلوب اللجوء إلى المجتمع الدولي لمعالجة حالة معينة هي استخدام الأسلحة الكيماوية، في إطار الاتفاقات الدولية ومنها بروتوكول جنيف 1929 الذي يحرم على جميع الدول استخدام الأسلحة الكيماوية، والتي وافقت عليها سوريا عام 1968 بالإضافة إلى معاهدة تحريم هذه الأسلحة من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993.

روسيا تعدّ الأدلة الأميركية على «الكيماوي» غير مقنعة.. وترسل سفينة تجسس قبالة سوريا

دمشق وطهران تدعوان الأمم المتحدة لمنع «العدوان»

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

حذرت روسيا، أمس، من أن توجيه ضربة عسكرية إلى حليفتها سوريا سيؤدي إلى تأجيل مؤتمر السلام في جنيف، المعروف بـ«جنيف2» لفترة طويلة، «إن لم يكن إلى إلا بد». ومن جهتها، أعلنت دمشق أنها ما زالت في حالة تأهب لمواجهة أي ضربة عسكرية محتملة وطلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «منع أي عدوان» عليها.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، «إذا نفذت بالفعل العملية التي أعلنها الرئيس الأميركي (باراك أوباما) وهو أمر مؤسف للجميع، فسيؤدي ذلك إلى تأجيل فرص عقد هذا المؤتمر لفترة طويلة، إن لم يكن للأبد».

وفي تصريحات منفصلة، أعلن لافروف أن روسيا «غير مقتنعة إطلاقا» بالأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتأكيد استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية في هجوم على منطقتين بريف دمشق في 21 أغسطس (آب).

وفي غضون ذلك، أرسلت روسيا سفينة استطلاع تابعة لأسطولها في البحر الأسود إلى المياه قبالة السواحل السورية.

وذكرت وكالة «إنترفاكس»، نقلا عن مصدر عسكري، أن سفينة جمع المعلومات «إس اس في – 201 بريازوفيي» أبحرت مساء الأحد من مرفأ سيفاستوبول في أوكرانيا «إلى منطقة الخدمة العسكرية المحددة لها في شرق المتوسط».

وتابعت أن «المهمة الموكلة إلى الطاقم تقضي… بجمع معلومات حول العمليات في المنطقة التي تشهد نزاعا متفاقما». وفي تلك الأثناء، قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أعضاء البرلمان سيحثون الكونغرس الأميركي على رفض توجيه ضربات عسكرية لسوريا. وأوضحت فالنتينا ماتفيينكو قائلة: «أعتقد أنه إذا تمكنا من إجراء حوار مع شركائنا في الكونغرس الأميركي سنفهم على الأرجح بعضنا البعض أفضل، ونأمل أن يتخذ الكونغرس في النهاية موقفا متوازنا وألا يؤيد اقتراح استخدام القوة في سوريا دون وجود حجة قوية».

وفي سياق متصل، بعث مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، برسالة إلى بان كي مون يدعوه فيها باسم الحكومة السورية «إلى الاضطلاع بمسؤولياته من أجل بذل مساعيه لمنع أي عدوان على سوريا، والدفع قدما باتجاه التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة في سوريا»، كما أفادت وكالة الأنباء السورية.

من جانبها، أبلغت إيران الأمم المتحدة استعدادها للعمل على التوصل إلى «حل سلمي» للأزمة في سوريا.

وأبلغ وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الأمين العام للأمم المتحدة هذه الرسالة خلال اتصال هاتفي في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس.

علمانيون ومسيحيون ومسلمون يصومون من أجل سوريا

لاقت دعوة البابا فرنسيس إلى الصوم والصلاة لرفض أي عملية عسكريّة في سوريا، تأييداً حتى الآن من خارج الكنيسة الكاثوليكية وخصوصاً من المسلمين وأتباع الديانات الأخرى ولدى الحكومة الإيطالية.

وذكرت أبرز الصحف الإيطالية أن مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون رحب بالدعوة، وهو يريد التوجّه إلى ساحة القديس بطرس، حتى لو أن حضوره غير مرجح، وطلب من المسلمين الاشتراك مع البابا في الصلاة.

وسجل تأييد آخر من وزيرة الخارجية الإيطالية العلمانية ايما بونينو، العضو في الحزب الراديكالي المعروف بحملته القوية في السبعينات من اجل الطلاق والإجهاض، وأعربت عن استعدادها للصوم أيضا من أجل السلام.

وفيما أعلنت ايطاليا معارضتها أي عملية عسكرية في سوريا، قالت بونينو “ثمة صلوات علمانية أتمسّك بها كثيرا. وأنا أعارض العنف في الصميم، ولا أتردّد في المشاركة في أي مبادرة لنبذ العنف”، كما أكد وزير الدفاع الإيطالي ماريو مورو الكاثوليكي المحافظ أنه يريد المشاركة في الصوم. من جهتها، أكّد عدد من الحركات الكاثوليكية مثل “فوكولاري” و”سانت ايجيديو” دعمها التام لدعوة البابا.

وكان البابا فرنسيس أطلق أمس الإثنين تغريدة بتسع لغات قال فيها “لا للحرب أبداً! لا للحرب أبداً!”، مجدداً على شبكة التواصل الاجتماعي نداءه الملّح الذي وجّهه الاحد وأعلن فيه معارضته أي حلّ مسلح للنزاع في سوريا، فيما يعرب مسؤولو الفاتيكان عن تخوفهم من “نزاع عالمي”.

ودان البابا استخدام الأسلحة الكيماوية، وقال إن المسؤولين عن المجازر في الحروب سيواجهون “حكم الله وحكم التاريخ”، وخاطب المجموعة الدولية داعياً إياها إلى وقف كلّ الحروب وإنقاذ سوريا، قائلاً “نريد عالم سلام، نريد أن يعمّ السلام في مجتمعنا الممزّق بانقسامات ونزاعات. لا للحرب أبداً! لا للحرب أبداً!”

وأضاف البابا في صلاة البشارة: “في قلبي اليوم جرح عميق لما يحصل في سوريا، وقلق إزاء التطوّرات المأسوية”.

مع ترقّب ضربة عسكرية لسوريا: أزمة اللاجئين تتفاقم

فيما تناقش الدول الغربية القيام بضربة على سوريا في أعقاب الاعتداء بالأسلحة الكيماوية في 21 آب الماضي على ضواحي دمشق الذي خلّف مئات القتلى، يبحث السوريون المرتعبون عن ملجأ في الدول المجاورة. وقد أضاف هذا النزوح الأخير الذي سبّبته الضربة المحتملة لسوريا المزيد من الأعداد الى المليوني لاجئ الذين التجأوا حتى الآن الى تركيا، والأردن، ولبنان، والعراق.

وسبق أن حذّرت العديد من المنظمات الإنسانية العالمية من أنّ هذا التصعيد العسكري الأخير سوف يزيد أزمة اللاجئين سوءاً. “وصلت معاناة المدنيين في سوريا اليوم الى مستويات غير مسبوقة، ولا يبدو أن النهاية قريبة”، قال ماغني بارث، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، في بيان صحافي صدر الثلاء الماضي.

إلاّ أنّ عمّال الإغاثة على الأرض وكذلك المدافعين عن حقوق الإنسان والمسؤولين الدوليين  يقولون إنّه على الرغم من النداءات والتقارير الصادرة عن وضع مليوني لاجئ سوري على الأقل، فشل المجتمع الدولي في التوصّل الى خطة للتعاطي مع النزوح الجماعي ومساعدة البلدان المضيفة.

في البلدان المضيفة الأربعة، أي تركيا، ولبنان، والعراق، والأردن، أصبح الناس مترددين أصلاً في قبول المزيد من اللاجئين. فوفقاً لبيان صحافي أصدرته [المنظمة] الدولية للاجئين، أضافت الدول في أنحاء المنطقة خلال الأشهر الأخيرة قيوداً تهدف الى إبطاء وصول اللاجئين السوريين إليها أو الحد منه. حيث فرضت الحكومة اللبنانية على السوريين دفع 200$ سنوياً للحفاظ على وضعهم القانوني، وقيل إنّ العراق وضع كوتا يومية يُحدّد من خلالها عدد اللاجئين الذين يمكن أن يجتازوا حدوده، وفي تركيا، تباطأت نسبة تسيير السوريين في مواكب ونقلهم الى مخيمات، ممّا ترك الآلاف عالقين في مخيّمات قذرة وغير آمنة على الجانب السوري من الحدود. وثمة تقارير كذلك تتحدّث عن ترحيل الحكومة المصرية للسوريين.

غير أنّه وفقاً لجويل عيد، المسؤولة الإعلامية في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين “حالياً، لا يوجد برنامج إعادة استيطان خاص بسوريا ولا نمتلك معلومات عن متى يمكن أن يتغيّر ذلك في المستقبل”. وقالت لموقع NOW إنّ المبادرة الوحيدة الجارية حالياً هي عبارة عن برنامج دخول إنساني مؤقت [للاجئين] الى ألمانيا. “لقد عرضت الحكومة الألمانية قبول دخول 5000 نازح سوري من لبنان  إليها في نهاية عام 2013 وطُلب من المفوضية العليا للاجئين المساعدة في تحديد الحالات وفقاً للمعايير التي حدّدتها الحكومة الألمانية. وهي تشمل ذوي الحاجات الخاصة أو من تجمعهم علاقات عائلية وثيقة بألمانيا”، أشارت عيد. وقالت أيضاً إنّ أنطونيو غوتيريز، المفوّض الاعلى في مفوضية اللاجئين، أشار في عدة مناسبات الى احتمال أن يُطلب من الدول الغربية أن تستقبل اللاجئين السوريين في محاولة التخفيف عن كاهل المجتمعات المضيفة لهم في لبنان، والأردن، وتركيا.

يتمركز اليوم العاملان الميدانيان في المنظمة الدولية للاجئين، مارك هانسون وداريل غريسغرابر في جنوب تركيا وقد زارا مؤخراً لبنان. وقالا لموقع NOW إنّه كان يجدر وضع خطة لمعالجة أزمة اللاجئين السوريين قبل فترة طويلة.

“من المرجّح جداً أن يؤدي أي نوع من التدخّل أو الضربة الى خلق المزيد من اللاجئين في كافة البلدان المضيفة، التي تعيش جميعها حالة توتّر جرّاء ذلك”، قال المعاون الأعلى في المنظمة الدولية للاجئين غريسغرابر لـ NOW. “إن الجهد الذي تبذله ألمانيا لإعادة استيطان [السوريين] فيها ضئيل جداً، بالكاد يُرى. ما نتحدّث عنه هو تقاسم العبء مع باقي العالم، من خلال استقباله لبعض اللاجئين السوريين”، أضافت. ولكنّها قالت أيضاً إنّ العديد من اللاجئين السوريين لا يريدون أن يستوطنوا بلداناً جديدة وقد شدّد على أنه على المجتمع الدولي أن يتوصّل الى خطة لدعم المجتمعات المضيفة ولتأمين تمويل الى [برنامج الأمم المتحدّة للإغاثة] لتوفير هذه الخدمات.

على مدى عام 2013، زادت وكالات الأمم المتحدة طلباتها للإغاثة الإنسانية. وقد حُدّد مبلغ تمويل حالات الطوارئ في سوريا بـ 5 مليارات دولار، وهو المبلغ الأكبر الذي طُلب من أجل أزمة واحدة، ولكن وكالات الأمم المتحدة لم تتلق سوى 39 في المئة من التمويل المطلوب، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وقال غريسغرابر أيضاً إنّ أزمة اللاجئين السوريين لم تعد ظاهرة مؤقتة، وأنّ البلدان في المنطقة مدركة لذلك. “ولكن في ضوء حقيقة أنّ هؤلاء الناس سوف يمدّدون فترة إقامتهم هناك، من المهم دعم المجتمعات المضيفة لأنها يجب أن تكون قادرة على التكفّل بحاجاتها وبحاجات اللاجئين فيها لفترة غير محدودة من الزمن”، شدّدت قائلة.

وفي هذا السياق، شرح هانسون، المسؤول الأعلى عن العلاقات الحكومية في المنظمة الدولية للاجئين، أنّ إعادة الاستيطان هي عملية بطيئة ومزعجة وأنّ المجتمع الدولي بدأ مؤخراً بمناقشتها. ولكنّه اعتبر بأنها لن تريح لا اللاجئين ولا المجتمعات المضيفة لهم. “ما نحتاجه هو استراتيجية منسّقة بشكلٍ أفضل لإيوائهم، واستراتيجية أكثر تنسيقاً للتحقّق من تلبية حاجات اللاجئين. ولكن يوجد كذلك ناس فقراء يعيشون في المجتمعات المضيفة متراصين ويجب الاعتناء بهم بطريقة هادفة”، قال هانسون لـ NOW. وأضاف أنّ المساعدة للمجتمعات المضيفة الفقيرة تأخرّت كثيراً.

إذا كان المجتمع الدولي يدرس احتمال القيام بضربة عسكرية، فعليه أيضاً التفكير بالجانب الإنساني والتوصّل الى خطة مدروسة للتعامل مع الأزمة. وأضاف هانسون أنّ اللاعبين الكبار في الإنماء مثل البنك الدولي، يجب أن يدخلوا في مشاريع تمويل، مهما كان ذلك مزعجاً. “لقد دخلنا العام الثالث من الصراع هنا ويجب أن يكون قد تمّ الانتهاء من التخطيط لحلول على المدى الأطول، وأن نكون قد بدأنا العمل بها في الوقت الحالي. لسوء الحظ، فإن المجتمع الدولي ومجتمع الإنماء بدآ للتو تصوّر كيف سيكون شكل [التعاطي مع الأزمة] على المدى الأبعد” ختم قائلاً.

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

أوباما واثق من موافقة الكونغرس على ضرب سوريا

                                            تحدث عن استراتيجية جديدة لدعم المعارضة السورية

أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما، عن ثقته في أن الكونغرس سيصوت بالتأييد لتوجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.  وقال في إطار اتصالاته مع قادة الكونغرس إن لدى إدارته استراتيجية أوسع نطاقا تسمح بتعزيز قدرات المعارضة المسلحة في سوريا.

 وأضاف أوباما أن من شأن الضربة العسكرية المزمعة أن تقلص من قدرات الأسد على استخدام أسلحة كيميائية.

 وأثناء اجتماع مع زعماء بالكونغرس في البيت الأبيض دعا أوباما إلى تصويت برلماني عاجل وأكد أن خطة الولايات المتحدة ستكون محدودة النطاق ولن تكرر حروب أميركا الطويلة في العراق وأفغانستان.

 وأبدى الرئيس الأميركي استعداده لمعالجة بواعث قلق المشرعين بخصوص التصريح باستخدام القوة الذي طلبه البيت الابيض من الكونغرس.

 يأتي هذه التطور وسط احتدام الجدل بين البيت الأبيض والكونغرس الأميركيين بشأن تقييد مشروع التفويض الذي تقدم به أوباما لضرب قدرات النظام السوري العسكرية.

 وتدخل الحملة التي أطلقها الرئيس الأميركي من أجل إقناع الكونغرس بإعطائه الضوء الأخضر لتوجيه ضربات لسوريا، مرحلة حاسمة الثلاثاء مع مثول وزيري الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل أمام مجلس الشيوخ في جلسة استماع في وقت لاحق مساء اليوم.

وأوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية، طلب عدم كشف اسمه، أن كيري “سيطلع المجلس على أنه في حال عدم التحرك ضد نظام الأسد فإن ذلك سيقضي على قوة الردع للقوانين الدولية التي تحظر استخدام الأسلحة الكيميائية، وسيعرض أصدقاءنا وشركاءنا على طول حدود سوريا للخطر. وقد يشجع الأسد وحلفاءه الأساسيين حزب الله وإيران” على الاستمرار بالانتهاكات دون النظر للعواقب.

ويعتقد مسؤولون أميركيون أن التصويت بلا على توجيه ضربة عقابية للرئيس السوري بشار الأسد قد يقوض موقف أوباما في الشرق الأوسط، إذ تسعى إدارته لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، كما تسعى واشنطن لتحريك عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وفي هذا افطار  قال السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسي غراهام بعد اجتماعهما بأوباما في البيت الأبيض أمس الاثنين إن “رفض هذا القرار سيكون كارثيا ليس فقط عليه، بل على مؤسسة الرئاسة ومصداقية الولايات المتحدة”.

وبهذا التحذير بدا السيناتوران النافذان وكأنهما يعلنان دعمهما لباراك أوباما، لكن ماكين عاد وأقر بأنه “ما زلنا بعيدين” عن تحقيق غالبية.

وبعد اجتماع أوباما مع جون ماكين والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أمس الاثنين، سيلتقي

اليوم الثلاثاء برؤساء لجان أمنية رئيسية في الكونغرس، وسيدلي كيري وهاغل بشهاداتهما أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ.

ويلتقي أوباما قبل أن يتوجه مساء اليوم الثلاثاء إلى السويد في طريقه إلى قمة العشرين في روسيا، مسؤولي اللجان الأساسية في الكونغرس، وسيعرض عليهم حججه التي تبرر التدخل في سوريا تحت شعار حماية المصالح الوطنية الأميركية.

أكبر من ضربة خاطفة

وفي سياق شرح أبعاد الضربة الأميركية قال الجنرال جاك دين، النائب السابق لرئيس أركان الجيش الأميركي نقلا عن أعضاء بالكونغرس الأميركي، إن الرئيس أوباما أكد لهم خلال اجتماعه معهم الاثنين الماضي أنه يخطط لإيقاع أضرار جسيمة بقوات الرئيس الأسد، ويخطط لتدخل في سوريا أكبر مما كان يُعتقد من قبل، لكن دون إسقاط النظام السوري.

وأشار دين إلى أن أوباما يعتزم مساعدة قوات المعارضة السورية وتطوير قدراتها والمساعدة في تدريبها في الأردن على الأرجح، وليس في سوريا.

وعلى صعيد التعاون الإقليمي مع مخطط أوباما ضرب النظام السوري، كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا عرضت على الولايات المتحدة استخدام قواعدها العسكرية في أي عمل عسكري محتمل ضد سوريا.

لكن دبلوماسيين غربيين قالوا إن المحادثات مع السعودية والإمارات ما زالت في مراحلها الأولية ولم تتم مناقشة أية تفاصيل بعد.

تقييد التفويض

وتشهد المحادثات بين الكونغرس ومسؤولي الإدارة الأميركية جدلا بشأن صيغة وبنود مشروع قانون التفويض باستخدام القوة العسكرية في سوريا، في ظل تخوف المشرعين من أن يفتح مشروع الرئيس أوباما الباب أمام إمكانية استخدام القوات البرية أو شن هجمات على دول أخرى.

ويعمل أعضاء الكونغرس على إدخال تعديلات جوهرية على القرار الذي أعده البيت الأبيض، والتأكيد فيه على أنه لن يتم نشر أي جندي أميركي على الأرض السورية.

وقال مسؤول بالإدارة الأميركية إن البيت الأبيض مستعد لإعادة صياغة المشروع لتهدئة مخاوف المشرعين، وأضاف أن الإدارة مستعدة لإجراء تعديلات “في إطار الضوابط التي شرحها الرئيس من قبل”.

ويتضمن الاقتراح الأولي لأوباما الذي أصدره البيت الأبيض يوم السبت تفويض الرئيس باستخدام القوات المسلحة “بما يراه ضروريا ومناسبا فيما يتصل باستخدام أسلحة كيميائية أو أسلحة دمار شامل أخرى في الصراع السوري”.

وقال بعض المحللين القانونيين إن طلب أوباما التفويض باستخدام القوة العسكرية قد يفسح المجال أمام اتخاذ إجراء عسكري ضد دول أخرى غير سوريا، إذا اعتبر أنها على صلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

ورغم تأكيد البيت الأبيض المتكرر أن العمل العسكري الأميركي في سوريا لن يتضمن “قوات برية” يريد الكثير من المشرعين أن ينص التفويض على عدم إرسال قوات أميركية إلى سوريا.

وثيقة فرنسية تكشف تفاصيل الكيميائي

يناقش برلمان فرنسا الأربعاء الملف السوري بجلسة “من دون تصويت” بينما تتحرك باريس بشكل مكثف لتشكيل ائتلاف دولي داعم لمعاقبة النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيميائية، والذي كشفت المخابرات الفرنسية تفاصيل استعماله من قبل دمشق قبل نحو أسبوعين بالغوطة قرب دمشق.

وقال رئيس الحكومة جان مارك أيرولت إن نقاشا برلمانيا حول الوضع في سوريا سيجري الأربعاء، إلا أنه سيكون “من دون تصويت”.

وبذلك الخيار يرفض أيرولت طلبات فئة من المعارضة تسعى لإعطاء الكلمة للبرلمان قبل الموافقة على أي عمل عسكري في سوريا، على غرار ما حصل في بريطانيا والولايات المتحدة.

وقال أيرولت إنه مهما كانت الاحتمالات فإن القرار الأخير لرئيس الجمهورية لن يؤخذ إلا بعد تشكيل ائتلاف دولي.

وأضاف أن الرئيس فرانسوا هولاند يواصل عمله لتشكيل هذا الائتلاف في أسرع وقت ممكن لمعاقبة النظام السوري على استخدامه السلاح الكيميائي.

وقد وجد هولاند نفسه بموقف حساس بشأن سوريا بعد أن قرر البيت الأبيض إحالة مسألة التدخل العسكري في سوريا إلى التصويت بالكونغرس الذي لن يجتمع قبل التاسع من سبتمبر/أيلول.

وقالت رئيسة لجنة الدفاع بالبرلمان الفرنسي باتريسيا آدام إنه “إذا رفض الكونغرس الأميركي التدخل، فإن فرنسا لن تقوم به”.

وإثر لقاء أمس الاثنين استمر أكثر من ساعتين مع ممثلي الكتل البرلمانية، اعتبر أيرولت أن “لا أحد ينكر حقيقة” الهجوم الكيميائي في 21 أغسطس/آب ومسؤولية دمشق عنه.

وأضاف أيرولت أن “فرنسا عازمة على معاقبة استخدام نظام بشار الأسد للسلاح الكيميائي وردعه عن اللجوء إليه مجددا عبر عمل حازم ومتناسب”. وكرر أن الهدف ليس “إسقاط” نظام الأسد ولا “تحرير سوريا”.

وقد وجه الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين بمقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية تحذيرا خاصا إلى باريس من مغبة المشاركة بأي عمل عسكري ضد سوريا وتأثير ذلك على مصالح باريس، وحذر من خطر اندلاع “حرب إقليمية” في حال توجيه ضربة عسكرية محتملة إلى بلاده.

تفاصيل استخباراتية

وتزامن ذلك مع نشر الحكومة الفرنسية وثيقة استخباراتية رفعت عنها السرية حول “البرنامج الكيميائي السوري” و”حالات سابقة لاستخدام عناصر كيميائية” و”الهجوم الكيميائي” الذي وقع قبل نحو أسبوعين.

وتتضمن الوثيقة -التي أصدرها جهازا المخابرات العسكرية والخارجية- خمس نقاط تشير إلى أن الأسد مسؤول عن الهجمات، واعتبرت أن ذلك “يمثل تهديدا كبيرا للأمن الوطني والعالمي”.

كما تتضمن صورا بالأقمار الصناعية تظهر أن الهجمات شنت من مناطق تسيطر عليها الحكومة إلى الشرق والغرب من دمشق وتستهدف مناطق تسيطر عليها المعارضة، مشيرة إلى أن قوات الأسد قصفت مناطق الهجوم بعد ذلك لمحو الأدلة.

كما اعتبر مصدر حكومي فرنسي أنه “على عكس الهجمات السابقة التي استخدمت كميات صغيرة من المواد الكيميائية ولم تكن تهدف إلى ترويع الناس، كان هذا الهجوم تكتيكيا واستهدف استعادة أراض”.

مليونا لاجئ سوري خارج بلادهم

                                            تخطى عدد اللاجئين السوريين عتبة مليوني لاجئ، وفقا لما أعلنته المفوضية العليا للاجئين في بيان اليوم الثلاثاء، وهو ما يزيد من الضغوط على البلدان المضيفة المجاورة، في الوقت الذي حذرت فيه إيطاليا من تدهور وضع اللاجئين في حال حصول تدخل عسكري في سوريا.

وذكرت المفوضية التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها أن عدد هؤلاء اللاجئين في دول جوار سوريا قبل سنة بالتمام كان 230 الفا و671 لاجئا انضم اليهم 1.8 مليون لاجئ جديد خلال العام الأخير.

كما أوضح التقرير أن نحو خمسة آلاف شخص في المتوسط يلجؤون إلى البلدان المجاورة كل يوم، هربا من القصف والمعارك الدائرة منذ أكثر من سنتين، لافتا إلى أن عدد المهجّرين داخل سوريا مستقر حول 4.25 ملايين مهجّر قريبا.

ونقلت وكالة رويترز عن رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس، قوله إن “سوريا أصبحت محنة هذا القرن الكبرى وكارثة إنسانية مشينة تسببت في معاناة وتشريد لا مثيل لهما في التاريخ الحديث”.

من جانبها اعتبرت مبعوثة المفوضية النجمة السينمائية أنجيلينا جولي أنه “إذا استمر تدهور الموقف بهذا المعدل فإن عدد اللاجئين سيزداد، وقد تصل بعض البلدان المجاورة إلى نقطة الانهيار”.

مساعدة النازحين

في غضون ذلك قال ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بدمشق طارق الكردي، إن الدول المانحة قدمت سبعين مليون دولار من أصل 250 مليونا أي ثلث ما تحتاجه المفوضية لمساعدة النازحين في سوريا فقط.

وأشار الكردي إلى أن سبعة ملايين شخص تضرروا من الأزمة السورية، وشردوا من مدنهم وقراهم، ومعظمهم من النساء والأطفال.

وفي سياق متصل، حذرت إيطاليا الاثنين من أن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى مقاربة ملائمة لمشكلة اللاجئين، مشيرة إلى أن الوضع مرشح للتدهور في حال حصل تدخل عسكري دولي في سوريا.

وتوقع رئيس الوزراء أنريكو ليتا للصحافيين إثر لقائه نظيره السلوفيني إلينكا براتوسيك في بليد (شمال) “أن تجعل الأزمة السورية مشكلة اللاجئين أكثر خطورة”.

وأوضح المسؤول الإيطالي أن الاتحاد الأوروبي “لم يتبن يوما مقاربة ملائمة للتعامل مع هذا التحدي” الذي يطرحه وصول اللاجئين إلى أراضيه.

معلومات سرية عن نية الأسد تكرار استخدام الكيماوي

الائتلاف يكشف وصول شحنتين من السلاح الكيماوي لمطار الضمير ومنطقة أزرع

العربية.نت

كشف الناطق باسم الائتلاف الوطني السوري، الثلاثاء، في مؤتمر صحافي بإسطنبول عن معلومات خطيرة تتعلق بوصول شحنات من السلاح الكيماوي إلى منطقتين تحت سلطة النظام، في انتظار معرفة مصير الشحنة الثالثة.

وقال خالد الصالح، الناطق باسم الائتلاف السوري، إن “أسلحة كيماوية وصلت إلى مطار الضمير العسكري وأخرى لمنطقة أزرع، ونحن نتخوف من أن يستعملها ضد المدنيين”.

وأضاف المتحدث أن لدى الائتلاف السوري “معلومات استخباراتية عن نية الأسد تكرار استخدام الكيماوي”، ولهذا نوجه دعوة عاجلة للكونغرس للمصادقة على طلب أوباما بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد.

وأكد الائتلاف السوري أن “النظام هو الجهة الوحيدة التي تمتلك الصواريخ التي تحمل الكيماوي، ونظام الأسد يمتلك أكبر ترسانة كيماوي في المنطقة”.

ودعا الناطق باسم الائتلاف السوري إلى ضرورة “تحييد قوة الأسد العسكرية لبدء عملية انتقالية سليمة”. وأكد الائتلاف السوري أنه “يواجه معوقات لإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة”.

واعتبر أن “رفض الكونغرس طلب أوباما يعطي الضوء الأخضر للأسد لاستخدام الكيماوي، ولهذا نسعى لتشكيل ضغط على الكونغرس لمنح التفويض لأوباما”.

وذكر الصالح أن “إيران وكوريا الشمالية ينتظران موقف الكونغرس من نظام الأسد لمعرفة كيف مصيرهما”.

أوباما واثق من تصويت الكونغرس على ضرب الأسد عسكرياً

رئيس مجلس النواب الجمهوري أعلن دعمه توجيه ضربة عسكرية لسوريا

واشنطن – رويترز

قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الثلاثاء، إنه واثق من أن الكونغرس سيوافق على تحرك عسكري أميركي في سوريا وإن الولايات المتحدة لديها خطة أوسع لمساعدة مقاتلي المعارضة على الانتصار على قوات الرئيس بشار الأسد.

ودعا أوباما، أثناء اجتماع مع زعماء بالكونغرس في البيت الأبيض، إلى تصويت برلماني عاجل، وأكد أن خطة الولايات المتحدة ستكون محدودة النطاق ولن تكرر حروب أميركا الطويلة في العراق وأفغانستان.

وقال: “ما نتصوره شيء محدود. إنه شيء متناسب. سيحد من قدرات الأسد”. وأضاف: “في نفس الوقت لدينا استراتيجية أوسع ستسمح لنا برفع قدرات المعارضة”.

وأبدى أوباما استعداده لمعالجة بواعث قلق المشرعين بخصوص التصريح باستخدام القوة الذي طلبه البيت الأبيض من الكونغرس.

رئيس مجلس النواب يدعم أوباما

من جانبه أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري جون بونر، الثلاثاء، أنه سيدعم مشروع القرار الذي قدمه الرئيس باراك أوباما والذي يتضمن توجيه ضربات عسكرية الى سوريا.

وقال بونر في ختام لقاء مع أبرز المسؤولين في الكونغرس الأميركي في البيت الأبيض مع أوباما “سأدعم نداء الرئيس لصالح القيام بتحرك” رداً على استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق.

فيما قالت زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس نانسي بيلوسي إنه لا يمكن للعالم أن يتجاهل استخدام الكيماوي في سوريا، مشيرة إلى أن الأسد تجاوز الخط الأحمر باستخدام الكيماوي.

قرار توجيه ضربة عسكرية

يُذكر أنه بعد أن أُلقيت مهمة اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا على عاتق الكونغرس، بدأ أوباما في القيام بما كان منتقدوه يتهمونه بالفشل فيه، وهو التواصل بشكل شخصي ونشط مع أعضاء الكونغرس.

ويحشد كبار المسؤولين، ومنهم نائب الرئيس جو بايدن، ووزير الخارجية جون كيري، زملاءهم السابقين في الكونغرس، في حين يجري أوباما اتصالات شخصية بأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب لعرض موقفه.

وما لم يفعله أوباما منذ أن أدلى بتصريحاته يوم السبت الماضي هو مناشدة الجماهير التي يقول الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء إنها ستكون حاسمة، إذ تظهر استطلاعات الرأي عدم وجود حماس يُذكر لقيام الولايات بأي عمل عسكري في أي مكان.

وما يخاطر به الرئيس كبير، وما يدفع به لحشد التأييد للتصويت بنعم في الكونغرس يزيد هذه المخاطر.

ويظل تمرير قرار في مجلس النواب هو المشكلة الكبرى، إذ يبدي المشرّعون تشككهم بشأن تدخل الولايات المتحدة في حرب جديدة، وفي مدى فاعلية الضربة المحدودة التي اقترحها أوباما.

الحكومة التركية: أي عمليات عسكرية لابد أن تسقط الأسد

البرلمان منح تفويضاً لتوجيه ضربات على شمال العراق وتفويضاً آخر لضرب سوريا

أنقرة – رويترز

قال المتحدث باسم الحكومة التركية، بولنت ارينتش، أمس الاثنين، إن تركيا تملك تفويضاً من البرلمان لشنّ عملية عسكرية على سوريا، وإنها تتخذ كل الاجراءات الضرورية لذلك.

وقال ارينتش في مؤتمر صحافي بعد اجتماع لمجلس الوزراء التركي: “لدينا تفويض (برلماني لضربات) على شمال العراق ولدينا تفويض (لضربات) على سوريا. قمنا بدراسة في إطار التفويض بشأن سوريا للحفاظ على أمن بلادنا. وإذا اقتضت الضرورة يمكننا فعل ذلك مجدداً. ليس هناك شك أن مصالح تركيا مهمة أيضاً”.

وأضاف أن الحكومة التركية تجري استعدادات لشنّ ضربة محتملة على سوريا.

وقال: “بالنسبة لهجوم محتمل من الولايات المتحدة وعدة دول تعمل مع الولايات المتحدة فلا يسعنا إلا معرفة أين ستقف تركيا عند حدوث هذه الضربة. ولكن وفي الوقت الحالي فإننا نجري الاستعدادات الخاصة بنا ونتخذ الإجراءات الضرورية لعمليات انتشار محتملة قد تحدث في المستقبل”.

وقالت تركيا إن أي تدخل دولي عسكري في سوريا يجب أن يهدف إلى إنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت أنها ستكون مستعدة للمشاركة في أي عمل دولي ضد الأسد حتى إن كان خارج إطار الأمم المتحدة، كما وضعت أنقرة قواتها المسلحة في حالة تأهب.

وتقول الولايات المتحدة إن سوريا يجب أن تعاقب على هجوم “مزعوم” بالأسلحة الكيماوية يوم 21 أغسطس/آب، وإن نزاهة حظر دولي لهذه الأسلحة على المحك، وإن هناك حاجة لحماية مصالح الأمن القومي الأميركي وحلفاء لواشنطن مثل إسرائيل والأردن وتركيا.

وسيطلب الرئيس الأميركي باراك أوباما موافقة الكونغرس على شن ضربة عسكرية على سوريا. وقد حمّلت سوريا مقاتلي المعارضة مسؤولية الهجوم “المزعوم”.

انشقاق العشرات من جنود النظام في الرقة وريف دمشق

الجيش الحر يتقدم في القلمون بريف العاصمة السورية

دبي – قناة العربية

أفادت لجان التنسيق المحلية بانشقاق نحو 55 من عناصر النظام السوري بينهم ضابط من الفرقة 17 في الرقة، فيما تحدث المركز الإعلامي عن انشقاق 50 جندياً عن اللواء 104 حرس جمهوري بريف دمشق.

كما أفادت الهيئة العامة للثورة بأن حصيلة القتلى الذين سقطوا بنيران قوات النظام أمس ارتفعت إلى مئة وثمانية بينهم نساء وأطفال، معظمهم في العاصمة وريفها.

وأفاد ناشطون بوقوع معارك عنيفة في القلمون بريف دمشق بين الجيش الحر وقوات النظام، وقال الناشطون إن الحر تمكن من تحقيق انتصارات كبيرة في القلمون بعد سيطرته على ورشة الإصلاح والصيانة التابعة للفرقة الثالثة في اللواء 81.

أوباما “واثق” من دعم الكونغرس لضرب سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، الثلاثاء، إنه واثق من أن الكونغرس سيصوت بالموافقة على الضربة العسكرية التي قرر توجيهها لسوريا، مجددا اتهام حكومة دمشق باستخدام السلاح الكيماوي في 21 أغسطس بريف دمشق.

وأضاف أوباما في اجتماعه مع مسؤولي اللجان الأساسية في الكونغرس أن الهجوم الذي تخطط له الولايات المتحدة سوف يشل قدرة الجيش السوري على استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل.

وأشار الرئيس الأميركي أن لدى بلاده “استراتيجية واسعة” تسمح للولايات المتحدة بزيادة الدعم للمعارضة السورية.

رئيس مجلس النواب يؤيد “الضربة”

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر إنه سيؤيد دعوة الرئيس باراك أوباما لتحرك عسكري في سوريا، وحث زملاءه في الكونغرس على أن يفعلوا الأمر نفسه.

وقال بينر الذي ينتمي للحزب الجمهوري بعد اجتماع مع أوباما في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة يجب أن ترد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا وأن تظهر للحلفاء أنها ستقف بصلابة حين يستدعي الأمر.

من جهتها قالت نانسي بيلوسي، زعيمة الأقلية في الكونغرس الأميركي إن “الأسد قد تجاوز الخط الأحمر، ولا يمكننا تجاوز استخدام الكيماوي”، وأشارت إلى أن العملية العسكرية ستكون “قصيرة ومحدودة”.

جاءت هذه التصريحات بعد جلسة استماع مثل فيها وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال مارتن دمبسي أمام الأعضاء الـ18 في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ للدفاع عن مشروع القرار الذي رفع السبت إلى الكونغرس، ويجيز توجيه ضربات عسكرية إلى قوات الرئيس السوري بشار الاسد.

ويستأنف مجلسا الشيوخ والنواب العمل رسميا في التاسع من سبتمبر مع انتهاء العطلة الصيفية ومن غير المقرر تنظيم عملية تصويت قبل هذا الموعد.

غير أن البرلمانيين يعتزمون اغتنام هذه الفرصة لإدخال تعديلات جوهرية على القرار الذي أعده البيت الأبيض في صفحتين، والتأكيد فيه على أنه لن يتم نشر أي جندي أميركي على الأرض.

سوريا.. “مأساة العصر” بأكثر من مليوني لاجئ

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

“مأساة العصر”.. هكذا وصف رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ما يجري في سوريا، بعد أن أعلنت المفوضية أن عدد اللاجئين في سوريا تجاوز مليوني شخص، نصفهم فروا من بلادهم خلال الأشهر الستة الأخيرة.

لبنان استقبل العدد الأكبر من اللاجئين السوريين. إذ تجاوز عددهم 700 ألف، في حين تجاوز العدد نصف مليون في الأردن و460 ألفا في تركيا و180 ألفا في العراق و110 آلاف في مصر، إضافة إلى السوريين الذين فروا من الحرب في بلادهم إلى دول أخرى ولم تسجلهم المفوضية.

وفي مقابلة مع “سكاي نيوز عربية” قالت المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين لدى الأمم المتحدة في لبنان دانا سليمان إن المفوضية لم تعد قادرة على تلبية حاجيات اللاجئين السوريين، وإن هناك حاجة ماسة لتمويل عاجل لعملياتها.

وجاء في بيان أصدرته المفوضية في جنيف أن “سوريا تنزف نساء وأطفالا ورجالا يعبرون الحدود في أغلب الأحيان دون أي شيء سوى الملابس التي يرتدونها”.

ولا تقتصر مأساة السوريين على اللجوء خارج بلادهم، فمنهم من اضطر إلى النزوح داخل البلاد وهؤلاء تجاوز عددهم 4 ملايين وفقا للأمم المتحدة.

وتؤكد المفوضية العليا للاجئين أن هذه الأرقام التي تتخطى بصورة إجمالية ستة ملايين مهجر، لا مثيل لها في أي بلد آخر.

وقال غوتيريس إن “سوريا أصبحت المأساة الكبرى في عصرنا هذا، كارثة إنسانية صادمة مع ما يواكبها من معاناة وعمليات تهجير لم يشهدها التاريخ الحديث”.

وتحدث مراسلون وشهود عيان عن لجوء أعداد أكبر من السوريين إلى الدول المجاورة بعد أن حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه سيشن ضربات عسكرية على قوات الأسد، بعد اتهامها باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم على ريف دمشق في 21 أغسطس.

مصدر: الأسد يشتت أهداف الضربة وحكومته “تظهر منيعة

واشنطن، الولايات المتحدة(CNN)– قبل اجتماعه بعدد من أعضاء الكونغرس الثلاثاء، في ضوء عملية عسكرية مزمعة ضد سوريا، أعرب الرئيس باراك أوباما عن اعتقاده بأنّ الخطة العسكرية الأمريكية “ملائمة ومتناسبة ومحدودة ولا تتضمن نشر قوات على الأرض.”

وقال أوباما “لا تتضمن الخطة وجودا لقوات على الأرض. هذه ليست العراق وهذه ليست أفغانستان.”

اقرأ أيضا..مصادر أمريكية: خطط لزيادة دعم قدرات الثوار بالترافق مع الضربة

وعلى صعيد متصل، قال مصدر أمريكي إنّ الاستخبارات لاحظت خلال الأيام الأخيرة “تشتيتا كبيرا” في الأصول العسكرية للجيش السوري، مما يدفع الجيش الأمريكي إلى مراجعات مستمرة للائحة الأهداف. ويرى المسؤولون في عملية التشتيت جهدا من النظام السوري لتجنب الهجوم العسكري.

وإضافة لذلك، لا صحة لأنباء وجود انشقاقات ذات أهمية في كلا الجيش والنظام السوريين، واضاف المسؤول أنّ حكومة الأسد تظهر بمظهر المنيعة أمام التهديد بشن الهجوم.

كما سلط المسؤول الضوء أكثر على بيانات الإدارة الأمريكية بكونها حصلت على معلومات استخباراتية ثلاثة أيام قبل شنّ الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 آب/أغسطس. وقال “لقد لاحظنا مؤشرات على استعدادات لشن هجوم كيماوي ثلاثة أيام قبل موعده. لكن ذلك لا يعني أننا كنا نعرف أنه كان حتميا كما لم نعرف نطاقه ولا هدفه.”

وشدد على أنّ الأمر لم يكن يتعلق بتقرير استخباراتي عاجل أو في حيني وأن نقل ما تضمنه استغرق بعض الوقت وكذلك فحص معلوماته من قبل موظفي الاستخبارات، مشيرا إلى أنّ ذلك “فرض سؤالا يتعلق بهوية من يتعين علينا تحذيره.”

لكن المسؤول لم يوضّح لماذا لم تحذّر الإدارة من الهجوم علنا مثلما تمّ في حوادث سابقة مماثلة.

المعارضة السورية المسلحة: الشهر الأخير شهد أكبر نسبة انشقاق عن الجيش النظامي

استانبول (3 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن مصدر من المعارضة السورية المسلحة أن الشهر الأخير شهد “أكبر نسبة انشقاق عن الجيش السوري النظامي” خلال العام الجاري، مشيراً إلى أن عددهم هذا الشهر “فاق الألفي منشق”، وأرجع السبب إلى “المجازر المخيفة التي ارتكبها النظام والشعور بقرب الضربة العسكرية” الأمريكية

وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “رصدنا هذا الشهر أكبر نسبة انشقاق عن قوات النظام منذ مطلع العام الجاري، وفي بعض الأيام كانت هناك معلومات عن انشقاق نحو مائة عنصر وضابط عن الجيش النظامي، وأغلبية الانشقاقات في شمال وشرق سورية وفي ريف دمشق، وتضم قائمة المنشقين عناصر وصف ضباط وضباط كبار في الجيش” السوري

وأضاف “نعتقد أن تزايد وتيرة الانشقاقات في الشهر الأخير ازدياد الاستياء من المجازر المخيفة التي ارتكبها النظام بقصفه بلدات في غوطة دمشق بالأسلحة الكيماوية من جهة، ومن جهة ثانية خوف عناصر الجيش والضباط من الضربة العسكرية الأمريكية لقوات النظام وقناعتهم بأنها قريبة وحتمية”

وتابع “تأخر الكثيرون في إعلان انشقاقهم، لكن هذا لا يستدعي عقوبات عليهم، بعضهم غير قادر على الانشقاق أساساً ويعرّض حياته لخطر كبير عند الهروب من قطعه العسكرية، وهو أمر نأخذه بعين الاعتبار، فكثير من عناصر الجيش هم أقرب للثورة وجزء من الشعب المغلوب على أمره، على عكس عناصر الأمن وميليشيات الشبيحة ومرتزقة النظام” على حد وصفه

قيادي بعثي ووزير سوري سابق: خطوة جريئة من الأسد لتجنّب حرباً طويلة

روما (3 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

حذّر قيادي بعثي ووزير سوري سابق في صفوف المعارضة الآن من تحوّل سورية إلى ساحة حروب للآخرين فيما لو استمر الرئيس السوري على نفس النهج الذي يقوم به، وقال إن خطوة جريئة منه وصفقة وطنية متكاملة يمكن لها أن تسحب البساط من تحت أقدام أمراء الحرب وتجنّب سورية حرب طويلة

وقال مروان حبش، عضو القيادة القطرية لحزب البعث والوزير السوري السابق، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد كثرت الأجندات الداخلية والخارجية التي يريد أصحابها فرضها على سورية، حتى غاب هدف الانتفاضة السلمية بالحرية والكرامة في غابة السلاح والعنف المتبادل والخوف والرعب والقوى الظلامية”

وأضاف “في سورية أسلحة تتراكم وأموال تتدفق، وقوى داخلية وإقليمية ودولية تتدخل، ولكل أجندتها الخاصة، والكل يعمل على تدمير الوطن وتمزيق المجتمع طائفياً وإثنياً، وكل حامل سلاح مصمم على خوض معركته بمنطق ولغة ومصالح آمره، وما لم يُقدِم النظام على خطوة جريئة وتضحية كبيرة وصفقة وطنية متكاملة يتجاوز فيها ذاته ويسحب من خلالها البساط من تحت أقدام أمراء الحرب والتمويل مع أجنداتهم ومصالحهم التي لا تكترث بما يراق من دماء ولا بما يدمر من أوطان ولا بما ينزح من بشر، من غير ذلك ستبقى سورية ساحة لحروب الآخرين، حروب مفاتيحها في حوزة الدول الطامحة إلى تحقيق أجنداتها والسائرة باستراتيجياتها إلى حصر سورية وإغراقها في حرب طويلة في الزمن، وحتى ما عُرف بالتطرف الذي تقوده حركات إسلامية ما هو إلا جزء من مخطط مرسوم يدار بروح المصالح”

وأشاد حبش بطاقات جيل الشباب السوريين وقدرتهم على قيادة المرحلة للوصول بسورية إلى دولة عصرية، وقال “رغم هذا الواقع المأساوي الذي تمر به سورية، مازال الجيل السوري الشاب وقوى التقدم والديمقراطية متمسكين بهدف الثورة لتحرير الذات الوطنية وتحصينها في كيان دولة بديلة متحررة من أية أيديولوجية كي تحقق المواطنة كقيمة حضارية وتكون لجميع المواطنين، وفي حكم قائم على التمثيل المتحقق بالانتخاب الحر، وتكريس ذلك في دستور يكون هو الوثيقة الحية الحاكمة للحياة الوطنية ولسيادة الشعب ولحقوقه السابقة والثابتة، ولاعتماد المنظور الإنساني المتسق مع العلم المستكشف وحقائق الوجود ومنظومة القيم والمبادئ المنمية لإنسانية الإنسان، ولحصر دور الحكومة ـ السلطة التنفيذية ـ في ضمان تطبيقها”

وتابع “من المنطقي أن يكون وعي المنتفضين السلميين وقوى التقدم متحركاً ومراقباً للتطورات في بلدان ما عرف بالربيع العربي ومتجاوزاً سارقي أهداف ثوراتهم، وعاملين على تحقيق هدف انتفاضتهم بتشييد دولة عصرية، لا يستحوذ عليها حزب أو جماعة تعيد إنتاج الاستبداد والتسلط الفئوي أو الأيديولوجي، وبهدف تجاوز فردية الحكم ووصاية العادات والتقاليد والموروث إلى ديمقراطية النظام ومرجعية الدستور”

أوباما ” واثق ” من موافقة الكونغرس على شن ضربة عسكرية ضد سوريا

دعا أوباما الكونغرس إلى التصويت عاجلا على شن عمل عسكري ضد سوريا

أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ثقته في موافقة أعضاء الكونغرس على شن ضربة عسكرية ضد سوريا مشيرا إلى أن لديه خططا أوسع لمساعدة المعارضة المسلحة للانتصار على القوات الحكومية.

ودعا أوباما زعماء الكونغرس خلال لقاء عقد في البيت الابيض إلى التصويت بشكل عاجل على خطته مؤكدا أن تلك ” الخطة ستكون محدودة النطاق ولن تكرر حروب أمريكا الطويلة في العراق وأفغانستان”.

وقال “ما نتصوره شيء محدود. انه شيء متناسب. سيحد من قدرات الأسد”.

وأضاف “في نفس الوقت لدينا استراتيجية اوسع ستسمح لنا برفع قدرات المعارضة”.

وجاءت تصريحات أوباما وسط تقارير في واشنطن عن عزمه شن عمل عسكري أوسع نطاقا من الضربات المحدودة التي ذكرها من قبل.

وقد ورد ذلك في حديث الجنرال جاك كين – النائب السابق لرئيس أركان الجيش الأمريكي – إلى بعض كبار أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين الذين استمعوا الاثنين إلى تقرير من البيت الأبيض.

وقال كين لبي بي سي إن الرئيس الأمريكي أوباما أكد له شخصيا أن لديه خطة تهدف إلى ضعضعة قوات الجيش السوري بشدة، إذا وافق الكونغرس على شن عمل عسكري.

وأوضح كين أن خطة أوباما تهدف إلى “ردع الجيش السوري، والحد من قدراته بشدة – والتعبير المهم هنا هو الحد من قدرات الجيش”.

وأضاف الجنرال كين أن هناك أيضا خطة لزيادة دعم الولايات المتحدة لبعض جماعات المعارضة السورية.

وقال إن الرئيس أوباما أبلغ اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ بعزمه مساعدة قوات المعارضة المسلحة، ليزيد من قدراتها”.

“كارثة”

وكان عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جون مكين قد حذر الاثنين بأنه إذا رفض الكونغرس الموافقة على طلب الرئيس باراك أوباما استخدام القوة العسكرية في سوريا، فسيكون ذلك كارثة.

جون مكين حذر من رفض الكونغرس لطلب الرئيس أوباما.

وقال مكين للصحفيين بعد اجتماع مع أوباما في البيت الأبيض “إذا رفض الكونغرس قرارا كهذا بعد أن التزم رئيس الولايات المتحدة بالتحرك، فستكون العواقب وخيمة”.

وقال مكين، وهو عضو جمهوري، إن الاجتماع كان مشجعا، لكن ما زال أمام الإدارة “طريق طويل” حتى نصل إلى اعتماد القرار.

وأضاف أنه والسناتور الجمهوري لينزي غراهام – الذي حضر أيضا الاجتماع مع أوباما في البيت الأبيض – يحبذان تعديل القرار لتوسيعه حتى لا يكون مجرد رد على استخدام أسلحة كيماوية.

BBC © 2013

اوباما يقول ان لديه استراتيجية لمساعدة المعارضة السورية

واشنطن (رويترز) – قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما يوم الثلاثاء انه واثق من ان الكونجرس سيوافق على تحرك عسكري أمريكي في سوريا وان الولايات المتحدة لديها خطة أوسع لمساعدة مقاتلي المعارضة على الانتصار على قوات الرئيس بشار الأسد.

وأثناء اجتماع مع زعماء بالكونجرس في البيت الابيض دعا أوباما الى تصويت برلماني عاجل واكد ان خطة الولايات المتحدة ستكون محدودة النطاق ولن تكرر حروب أمريكا الطويلة في العراق وأفغانستان.

وقال “ما نتصوره شيء محدود. انه شيء متناسب. سيحد من قدرات الاسد.”

واضاف “في نفس الوقت لدينا استراتيجية اوسع ستسمح لنا برفع قدرات المعارضة.”

وابدى اوباما استعداده لمعالجة بواعث قلق المشرعين بخصوص التصريح باستخدام القوة الذي طلبه البيت الابيض من الكونجرس.

وقال “أتطلع للاستماع لبواعث القلق المختلفة لدى الأعضاء الحاضرين هنا اليوم. وأنا على ثقة بإمكانية معالجة أوجه القلق هذه.”

ومضى قائلا “لم أكن لأذهب إلى الكونجرس لو لم أكن جادا إزاء المشاورات وأؤمن بأن إعطاء التصريح على نحو يضمن إنجاز المهمة سيكسبنا قدرا أكبر من الفعالية.”

وحضر الاجتماع الجمهوري جون بينر رئيس مجلس النواب ونانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين في المجلس وميتش مكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ورؤساء لجان الكونجرس المعنية بالأمن القومي والقوات المسلحة.

وسُئل أوباما إن كان واثقا أن الكونجرس سيؤيد توجيه ضربة لسوريا فأجاب “نعم”.

وتحدث أوباما مجددا عن “يقينه الشديد” بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية في مهاجمة شعبها. وقال إن ذلك يشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي بالنسبة للولايات المتحدة والمنطقة.

وفي تكرار لما ردده مسؤولون بالإدارة الأمريكية للترويج لفكرة توجيه ضربة قال أوباما إن عدم محاسبة الأسد سيبعث برسالة لخصوم واشنطن مفادها أن المعايير الدولية الخاصة بمسائل مثل عدم الانتشار النووي ليس لها معنى.

وقال “سنطلب عقد جلسات وإجراء تصويت عاجل… أقدر بشدة أن كل الموجودين هنا بدأوا بالفعل وضع جداول لعقد جلسات ويعتزمون إجراء تصويت بمجرد عودة الكونجرس بكامل أعضائه للانعقاد أوائل الأسبوع المقبل.”

(اعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)

من جيف ميسون

فرنسا تقول انها لن تتحرك بمفردها بشأن سوريا

باريس (رويترز) – قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند يوم الثلاثاء ان فرنسا لن تتدخل وحدها في سوريا اذا رفض الكونجرس الأمريكي التحرك العسكري.

وقال اولوند بعد اجتماع مع الرئيس الالماني يواكيم جوك “اذا لم يكن القرار (من الكونجرس) إيجابيا فلن نتحرك وحدنا لكننا لن نتهرب من مسؤوليتنا عن دعم المعارضة في سوريا بطريقة تمثل ردا.”

(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)

«وورلد تريبيون»:قوات «الأسد» تجبر قوة عسكرية أمريكية للفرار خارج حدود سوريا

كشفت صحيفة (وورلد تريبيون) الأمريكية، النقاب عن أن الجيش النظامي السوري أحبط مساعٍ أمريكية لاستخدام إحدى النقط الحدودية مع سوريا كنقطة انطلاق للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وذكرت الصحيفة الأمريكية على موقعها الالكتروني يوم الثلاثاء، وفقًا لما أكدته مصادر دبلوماسية غربية، أن جيش الأسد قضى على محاولات أمريكية لإرسال مجموعات تضم مئات العناصر المدربة تدريبًا عسكريًا عاليًا من منطقة حدودية مجاورة لسوريا، بغرض استعادة المدن الرئيسية التي يسيطر عليها الأسد في جنوب البلاد.

وقالت مصادر: “إن القوة العسكرية التابعة للجيش السوري الحر المدعوم من الغرب فشلت حتى في التقدم لمسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية، وذلك لنجاح الجيش النظامي السوري في كشفهم والتعامل معهم”.

وأشارت إلى أن هذه الخطة كان الغرض منها محاولة السيطرة على العاصمة دمشق، وإلحاق الهزيمة بنظام الرئيس بشار الأسد، بيد أن إحباط الجيش النظامي لهذه المحاولات أفشل الخطة الأمريكية وجعل القوة العسكرية تتقهقر وتفر عناصرها إلى خارج الحدود السورية.

وأكدت المصادر الغربية، أن القوة التي كانت مزودة بصواريخ مضادة للدبابات والطائرات وكذلك أنظمة الرؤية الليلية، تم تدريبها من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى