أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 24 كانون الأول 2011

 دمشق تتهم «القاعدة»… والمعارضة تتهم السلطة

نيويورك – راغدة درغام

دمشق، بيروت، موسكو، واشنطن – «الحياة»، اب – رويترز- اثار التفجيران اللذان وقعا صباح امس في دمشق المخاوف من ان يكون الهدف منهما هو خلط االوراق والتأثير على عمل البعثة الاولى للمراقبين العرب التي كان امس اليوم الاول لبدء عملها في سورية. وفيما سارعت دمشق الى اتهام تنظيم «القاعدة» بالمسؤولية عن التفجيرين اللذين وقعا في حي كفرسوسة في دمشق، اصدر «المجلس الوطني» السوري بياناً حمّل فيه النظام المسؤولية المباشرة عن «التفجيرات الإجرامية»، مشيرا إلى أنها خطوة تعبر عن «سلوك النظام السوري وتفكيره الدموي».

في هذا الوقت تظاهر امس عشرات الآلاف في مدن سورية عدة في «جمعة بروتوكول الموت». وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ما لا يقل عن 25 شخصاً قتلوا على يدي قوى الأمن في حمص وحماة وريف دمشق ودرعا، كما خرجت تظاهرات كبيرة في إدلب ودير الزور ودرعا وحماة وحلب وحمص وريف دمشق والقامشلي واللاذقية احتجاجاً على إرسال المراقبين العرب.

ولفت انظار المعلقين ان التفجيرين، في دمشق، وقعا في حي سوسة الذي يضم مراكز امنية شديدة الحماية. فالمنطقة التي وقعا فيها تتمتع بحراسة مشددة، والمقران اللذان جرى استهدافهما هما لمركز جهاز امن الدولة ولمبنى الاستخبارات. كما ان الاتهام الذي وجهته السلطة لـ «القاعدة» جاء بعد 20 دقيقة من الانفجارين، كما اشارت مراسلة موقع «بي بي سي» الالكتروني من دمشق. يضاف الى ذلك مفارقة التوقيت مع وصول المراقبين العرب. اذا ان هذه هي المرة الاولى التي يستهدف تفجير من هذا النوع العاصمة السورية على رغم مضي اكثر من تسعة اشهر على بدء الاحتجاجات في آذار (مارس) الماضي.

وقالت وكالة «سانا» السورية الرسمية ان «العمليتين الإرهابيتين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين، وأسفرتا عن سقوط عدد من الشهداء المدنيين والعسكريين وغالبية الشهداء من المدنيين». وذكر مسؤولون امنيون سوريون ان عدد القتلى بلغ 44 قتيلاً والجرحى 166. وقام وفد بعثة المراقبين برئاسة الامين العام المساعد للجامعة سمير سيف العزل بزيارة موقعي التفجيرين، ورافقهم نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، الذي قال «ان هذه المجموعات الإرهابية التي أعلنت أمام العالم كله انها ستقوم بتفجيرات من هذا النوع حتماً هي المسؤولة عن ذلك، لكن نريد للعالم ان يعرف ان سورية ومنذ عدة اشهر تتعرض لأعمال ارهابية حقيقية، وان الذين حاولوا تشويه صورة سورية وتصوير الاحداث على انها ردة فعل من الجماهير على قوة الامن، ثبت اليوم انهم ليسوا مخطئين (وحسب)، بل هم شركاء في الجريمة اذا استمروا في اطلاق مثل هذه التلميحات. بصمات الإرهاب، بما في ذلك القاعدة، واضحة جداً على هذا العمل الإجرامي ومن يدعم مثل هذه القوى». كما اتهم الدول الاوروبية واميركا و»بعض الاطراف العربية» بانها تقف وراء «آلة القتل» في سورية.

وردا على سؤال عن احتمال اتهام السلطات السورية من معارضين بانها تقف وراء الانفجار، قال المقداد: «هؤلاء مجرمون ومن سيقول ذلك سيكون مجرما وسيكون داعما اساسيا للارهاب والقتل».

وصرح الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية سمير سيف العزل الذي رافق المقداد الى مكان التفجير: «نحن هنا لنرى ما يجري على الارض. وما نراه مؤسف لكن المهم هو ان تهدأ الامور».

وجاء في بيان اصدره «المجلس الوطني السوري» تعليقاً على التفجيرين، ان النظام «يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرات الإجرامية في دمشق»، مشيرا إلى أنها «خطوة تعبر عن سلوك النظام وتفكيره». وأشار الى أن التفجيرين «حدثا في وقت متقارب، تزامناً مع بدء وصول المراقبين العرب».

من جهة اخرى رد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور على ما سبق ان ذكره الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي ان السلطات اللبنانية سبق ان ابلغت دمشق ان عناصر من «القاعدة» تسللوا الى سورية، فقال منصور «أن سورية لم تتبلغ رسمياً من لبنان بتسلل إرهابيين من القاعدة إلى الأراضي السورية، ولكن ما أدلى به وزير الدفاع اللبناني فايز غصن منذ يومين حول الموضوع يدل على أن هناك إشارة إلى هذه العناصر المسلحة التي تتنقل بين البلدين».

وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان اتصل هاتفياً بالرئيس بشار الاسد ودان «التفجير الارهابي»، معتبرا «أن تزامنه مع وصول طلائع المراقبين الى سورية يهدف الى خربطة الحل العربي الذي جرى الاتفاق عليه بين سورية والجامعة العربية». فيما اعتبر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ان قيام النظام السوري باستهداف المراقبين العرب من خلال التفجيرين هو «أحد أكبر الإحتمالات».

وفي تطورات المواقف السياسية من الازمة السورية اجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مقارنة مثيرة للانتباه بين حل الازمة في اليمن والحل الذي يقترحه في سورية. وقال في رد على اسئلة مكتوبة لوكالة «رويترز» ان الصبر والحلول الوسط اللذان ابداهما كل اطراف الصراع في اليمن هي مثال يحتذى به. واضاف: «اذا اردت مثالا يحتذى به فهو بلا شك تجربة طريقة حل الازمة السياسية في اليمن حيث عمل كل اللاعبين الخارجيين بصبر شديد وبإصرار مع كل الاطراف من دون انذارات نهائية وشجعوهم على التسوية. وهذا هو التصرف الواجب في المسألة السورية».

ودانت واشنطن بشدة التفجيرات الانتحارية في دمشق، مؤكدة على ضرورة استكمال مهمة الجامعة العربية «من دون تدخل وفي مناخ خال من العنف». وقالت أنه «طوال تسعة أشهر استخدم نظام الأسد التعذيب والعنف لقمع طموح الشعب السوري لتغيير سياسي سلمي»، وأكدت أن «من الضروري ألا يعرقل الاعتداء عمل بعثة المراقبين لتوثيق وكبح انتهاكات حقوق الانسان وبهدف حماية المدنيين»». وأشارت الى أن «العبء هو على النظام للتعاون بالكامل وبسرعة مع بعثة المراقبة».

وفي نيويورك، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «تصاعد العنف في سورية»، معتبراً أن «التفجيرين في دمشق يؤشران الى ذلك». وشدد بان على أن «كل أعمال العنف غير مقبولة ويجب أن تتوقف فوراً». وأكد ضرورة إطلاق «عملية سياسية موثوقة وشاملة وشرعية يقودها السوريون بهدف تحقيق تغيير سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري الديموقراطية». وقال إن «على الحكومة السورية أن تطبق بشكل كامل وبسرعة الخطة السلمية التي وضعتها جامعة الدول العربية»، مرحبا بوصول فريق أولي من مراقبي الجامعة. وقال إنه «يتطلع الى نشر كل بعثة المراقبين التي يجب أن تمنح حرية غير مقيدة للتحرك».

من جهة اخرى، تحركت روسيا باستراتيجية سحب البساط من تحت أقدام الدول الغربية في مجلس الأمن، من خلال طرحها في يوم واحد أمس مشروعي بيانين حول سورية، أحدهما «يرحب بنشر بعثة المراقبين العربية»، والآخر «يدين الاعتداءات الإرهابية في دمشق» إضافة الى «توزيع مشروع قرار معدل».

لكن ديبلوماسيين غربيين اتهموا روسيا «بمواصلة التلكوء في المداولات المتعلقة بمشروع القرار الذي اقترحته وتعمد إبطاء وتيرة المناقشات». ورفضوا مشروع البيان المتعلق بنشر بعثة المراقبين «باعتباره خطوة مجتزأة لا تعالج الوضع السوري برمته».

وبحث مجلس الأمن أمس في جلسة على مستوى الخبراء «مشروع القرار المعدل»، وفق ما أعلن السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي ذكر أن «مجلس الأمن سيعود الى مناقشته بعد عطلة الأسبوع»، أو قبل ذلك إذا ما طلب أعضاء في المجلس جلسة مداولات. وأوضح تشوركين، في مؤتمر صحافي، موقف روسيا «الرافض تماماً لفرض عقوبات أو حظر أسلحة على سورية لأنه سيمنع وصول السلاح الى الحكومة فيما يزود أي كان المجموعات الأخرى بالسلاح على غرار ما حصل في ليبيا». كما أكد رفض روسيا التلويح بعقوبات أو حظر أسلحة أو التوازي في تحميل المسؤولية عن العنف بين المعارضة والحكومة. وقال إن «أياً من هذا لن يرى النور».

واعتبر ديبلوماسيون غربيون أن روسيا «تريد الإيحاء بأنها تتحرك بنشاط حثيث في شأن سورية لكنها في الواقع تمنع المجلس من اتخاذ إجراء يتناسب مع خطورة الوضع».

ورداً على اقتراح روسيا مشروع البيان المرحب بنشر بعثة المراقبين العربية، قالت مصادر مجلس الأمن «إن أعضاء غربيين رحبوا بأن تقدم جامعة الدول العربية إحاطة الى مجلس الأمن حول تطبيق قراراتها كافة وليس فقط ما يتعلق منها بنشر المراقبين».

وشدد تشوركين على رفض روسيا تغيير النظام في سورية عبر مواقف لمجلس الأمن أو الأمم المتحدة، لكنه اضاف أن «تغيير النظام يجب أن يتم فقط عبر عملية داخلية وليس تدخلاً خارجياً».

وأعلن أن روسيا اقترحت مشروع بيان يصدر عن مجلس الأمن «للترحيب بنشر المراقبين العرب في سورية» لكنه قوبل باعتراض غربي. وأوضح ديبلوماسي غربي أن مشروع البيان «يتغاضى عما يجب أن يقوم به المجلس لتناول الوضع في سورية برمته». وقال إن على مجلس الأمن أن يقدم على تحرك شامل بالنسبة الى الوضع في سورية وليس «إصدار بيان انتقائي يشتت النظر عن التواطؤ غير الأخلاقي».

كما اقترحت روسيا مشروع بيان آخر يدين «الاعتداءين الإرهابيين في دمشق» وفق ما أوضح تشوركين «على غرار كل بيانات مجلس الأمن المتعلقة بالاعتداءات الإرهابية». وكان أعضاء المجلس لم يتوصلوا الى إجماع حول مشروع البيان.

وأشار تشوركين الى السجال مع نظيرته الأميركية سوزان رايس والفرنسي جيرار آرو معتبراً أنه وصل الى مرحلة «البذاءة». وكان سفراء الولايات المتحدة وفرنسا من جهة وروسيا من جهة تبادلوا الاتهامات بالتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان، في ضوء المناقشات المتعلقة بمشروع القرار المتعلق بسورية. وشن السفير تشوركين حملة انتقادات على «تجاوزات حلف الناتو ولايته في ليبيا واستهدافه المدنيين» مطالباً بفتح تحقيق دولي في شأنها. ورد السفيران الأميركية والفرنسي باتهام روسيا «برفض الموافقة على لجنة تقصي للحقائق للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية».

وقال تشوركين إن حلف الناتو استهدف مدنيين في ليبيا، ما يستدعي تشكيل لجنة تحقيق دولية «وهو ما أيدنا فيه أعضاء آخرون في مجلس الأمن».

واعتبر آرو ورايس أن تشوركين «يطالب بالتحقيق في ليبيا لتحييد الأنظار عما يجري في سورية». وأضاف آرو أن في ليبيا هيئتين تعملان على التحقيق، وهما المفوضية العليا لحقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية، بينما في سورية لا تزال روسيا ترفض تشكيل لجنة تحقيق واحدة».

واعتبرت رايس ان حلف الناتو «أنقذ حياة مئات الآلاف في ليبيا وهو ما يستدعي الشكر للحلف بحسب ما قال لي أبناء ليبيا في بنغازي وطرابلس».

زاسبكين لـ «الحياة»: ننصح بالتعاون مع المراقبين والمبادرة العربية خريطة طريق لتداول السلطة

بيروت – وليد شقير

نصح السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين السلطات السورية والمعارضة بالتعاون مع المراقبين العرب. وقال في حديث إلى «الحياة» أول من أمس، إن بلاده مستعدة لإيفاد مراقبين روس معتبراً أن هناك خريطة طريق وضعتها المبادرة العربية للخروج من الأزمة السورية. وأكد أن الدعوات إلى تنحي الرئيس بشار الأسد تعني تجاهل رأي جزء كبير من المجتمع السوري. وهنا نص الأسئلة والأجوبة:

 المراقبون بدأوا التوجه إلى سورية بعد نصيحتكم لدمشق بأن توقع على بروتوكول التعاون مع المبادرة العربية، ما هي نصيحتكم التالية إلى الحكومة السورية؟

– ننصح السلطات السورية بأن تتصرف بمرونة وإيجابية. كما ننصح بالتنسيق الجيد والمستمر مع الجامعة العربية، والشيء نفسه مطلوب من المعارضة. ونحن حرصاء على دقة عمل المراقبين، بما في ذلك تسجيل كل مظاهر العنف بغض النظر عن مصدره. كما نؤكد ضرورة إقناع المعارضة بوقف مقاطعتها للحوار. وننصح بالتمسك بالأهداف المعلنة وهي إجراء العملية السياسية لإيجاد التوافق الوطني. والإرادة الطيبة مطلوبة من النظام ومن المعارضة ومن جميع الأطراف الخارجيين المعنيين.

 هل تعتقدون أن عملية المراقبين ستنجح؟

– نتمنى ذلك، وكنا ولا نزال نعتبر مهمة المراقبين عنصراً مهماً لتحقيق الأهداف الأساسية وهي وقف العنف وتهدئة الأمور وبداية الحوار بين السلطات والمعارضة.

 بعد توقيع بروتوكول التعاون ازداد العنف، وهناك حديث خلال الأيام الماضية عن مجازر، هل لديكم معلومات عن مدى اتساع الخسائر في الأرواح؟

– بالنسبة إلى ما يحدث ميدانياً نحن ننتظر الأخبار من المراقبين لأن مهماتهم الحصول على المعلومات الموضوعية، فهناك معلومات متباينة حول ما يحدث وعلى ما يبدو أن هناك ضحايا بين المدنيين والعسكريين.

 هل تعتقدون أن الانطباع بأن النظام يسعى لمكاسب أمنية قبل وصول المراقبين صحيح؟

– أظن أنه في حال النزاع الذي يجري الآن، كل يوم يحدث شيء. ولا توجد لدينا معلومات حول هذا الموضوع.

 هل يمكن أن يرسل الاتحاد الروسي مراقبين من جانبه أيضاً؟

– نحن صرحنا بأننا مستعدون لإيفاد مراقبين في حال كان هذا مقبولاً من الأطراف المعنيين، وأظن أن المعني بالموضوع هو جامعة الدول العربية بالاتفاق مع الجانب السوري.

نستنكر عنف كل الاطراف

 وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اتصلت بنظيرها الروسي سيرغي لافروف لدعوته إلى تشديد لهجة مشروع القرار الروسي المقدم إلى مجلس الأمن لإدانة العنف، ما هو موقفكم من ذلك؟

– نحن نستنكر بكل شدة العنف من جميع الأطراف، وعلى ما يبدو أن للشركاء في الغرب موقفاً غير متوازن من هذه الناحية، هم يريدون الضغط فقط على جانب واحد وهو النظام السوري. أما نحن فنريد أن نؤثر على جميع مصادر العنف. إننا نجري المشاورات المكثفة في مجلس الأمن وهناك عدد كبير من الملاحظات والتعديلات من قبل الدول الأعضاء، نأخذها في الاعتبار ونريد التوصل إلى الإجماع حول مشروعنا لهذا القرار.

نحن طرحنا المشروع الذي يعتمد على توازن بين الأطراف في سورية والمبادرة العربية، وفي هذا السياق نعتبر أن أهم شيء هو متابعة تطورات الوضع في ضوء نشاط المراقبين. ونحن نرى أن العقوبات لا تنفع لأنها تؤدي إلى زيادة الأعباء على الشعب ولن تؤثر على مواقف السلطات الرسمية.

 هناك مراهنة من أطراف عدة على دور لموسكو بحكم علاقتها مع القيادة السورية بالسعي إلى مرحلة انتقالية، هل هناك توجه من هذا النوع في ظل حديث عن مخرج شبيه بالمخرج اليمني؟

– نعتقد بأن لدينا الآن خريطة طريق للخروج من النزاع وفقاً للمبادرة العربية وفي هذا الإطار الآن نفهم سير الأمور بأن نسعى إلى وقف العنف وترتيب الحوار وإجراء الإصلاحات والانتخابات، ونتيجة لهذه الخطوات سيتم تحقيق مبدأ تداول السلطة في سورية، ولذلك ممكن أن نعتبر أن كل هذه الإجراءات تكوّن مضمون المرحلة الانتقالية.

لحوار من دون شروط

 هل تعتقد أن المجلس الوطني السوري مستعد للقبول باستمرار الرئيس السوري في السلطة إلى حين حصول الانتخابات؟

– أنا لا أستطيع أن أجيب عن المجلس الوطني السوري، بل نحن ننطلق من مبدأ أن الحوار يجب أن يكون من دون أي شروط مسبقة. رؤيتنا هي أننا مع التسوية السياسية. لا نتحدث عن إسقاط النظام. نريد تطبيق خريطة الطريق التي تؤدي إلى إعطاء الشعب السوري حق اختيار القيادة. وبهذا الشكل يمكن أن يتم تحقيق الديموقراطية، لأن الدعوات إلى تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة تعني تجاهل رأي جزء كبير من المجتمع السوري الذي يؤيد حتى الآن النظام.

 هناك مراهنة كما قال النائب وليد جنبلاط مثلاً أن تلعب روسيا دوراً وإيران أيضاً في مرحلة انتقالية للسلطة، هل لديكم اتصالات مع إيران في ما يخص الحلول في سورية؟

– لدينا حوار مع الإيرانيين حول كل المسائل ذات الاهتمام المشترك، وأعتقد أن لدينا مستوى جيداً للتفاهم في خصوص ما يحدث في سورية. نحن لا نفكر في موضوع تنحي الرئيس.

 الوضع اللبناني يتأثر منذ البداية بتطورات الأزمة السورية وهناك انقسام سياسي في لبنان حولها، كيف تنظرون إلى الوضع اللبناني؟

– نحن من حيث المبدأ نؤيد عزل الوضع في لبنان عن الأحداث في سورية قدر الإمكان. ليس من مصلحة أي طرف داخلي أو خارجي زعزعة الوضع في لبنان وندعو إلى جهود مشتركة من أجل تعزيز الاستقرار في لبنان.

 هناك تقديرات تقول إن موقف روسيا من تطورات الأزمة السورية يتعلق بحاجتها إلى أثمان، حتى توافق على التغيير في سورية، ما رأيكم؟

– هذا الانطباع غير صحيح إطلاقاً، لأن الحديث يدور ليس عن مصالح ذاتية لروسيا، بل عن القضايا الأوسع منها، التي تتعلق بطبيعة العلاقات الإقليمية والدولية. لأننا نعتقد بأنه بالنسبة إلى النزاع السوري يجب إيجاد الحل من طريق الاتفاق بين السوريين ولمصلحة أمن سورية والمشرق. أما المساهمة الدولية فيجب أن تكون مبنية على مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية. وهذا يتجسد في تأييد جلوس الأطراف حول طاولة الحوار.

 بعض التظاهرات في سورية رفع شعارات ضد الموقف الروسي في مجلس الأمن، هل من خلال اللقاءات التي أجريتموها مع المعارضة السورية وخصوصاً المجلس الوطني السوري، تم توضيح هذه الأمور؟

– المجتمع السوري منقسم. ونحن لا نعرف نسبة المؤيدين والمعارضين للنظام. بالنسبة إلينا من المهم إيجاد الطريق نحو التفاوض بين الجميع في سورية، ومن هذه الناحية الموقف الروسي متوازن، ونرجو ابتعاد المعارضة السلمية عن المجموعات المسلحة.

 ما هو موقفكم من مطلب حماية المدنيين من العنف؟

– المسألة هي وقف العنف. وعندما يتم تحقيق هذا الهدف فهذه تكون حماية للجميع، ونتمنى أن يحدث هذا في الوقت القريب.

 هل لديكم تصور لما سيكون عليه الموقف في حال فشلت المبادرة العربية في وقف العنف؟

– اليوم لا نريد أن نتحدث عن فشل المبادرة، لأن طبيعة المرحلة تدل على ضرورة التركيز على تعميم نجاحها.

44 قتيلاً في تفجير مقرين للمخابرات السورية

مهمة أولى للمراقبين ودمشق تتهم “القاعدة”

نيويورك – علي بردى

دمشق – الوكالات:

للمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد قبل عشرة اشهر، استهدف انتحاريان بسيارتين مفخختين مقر جهاز أمن الدولة ومبنى المخابرات في حي كفرسوسة بدمشق فتسببا بمقتل 44 شخصاً وإصابة اكثر من 150 بجروح بينهم عسكريون ومدنيون. واتهمت السلطات السورية “القاعدة” بتنفيذ الهجومين اللذين أتيا غداة وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الى سوريا، فيما قال “المجلس الوطني السوري” الذي يضم أطيافاً واسعة من المعارضة ان التفجيرين من تدبير السلطات السورية كي توجه رسالة الى المراقبين بعدم الاقتراب من المقار الامنية خلال المهمة التي أوكلتها اليهم جامعة الدول العربية. ونددت واشنطن بالانفجارين قائلة انهما يجب ألا يعوقا مهمة المراقبين. واعتبرت ان لا شيء يبرر الارهاب. (راجع العرب والعالم)

وبعد ساعات من تفقد المراقبين موقعي التفجيرين، نقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية “أ ش أ” عن نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ان “بعثة مراقبي الجامعة العربية ستغادر الى سوريا الاثنين المقبل برئاسة (السوداني) محمد احمد مصطفى الدابي، وتضم أكثر من 50 شخصاً جميعهم من العرب”.

وأصدرت وزارة الداخلية السورية بيانا ليلا جاء فيه ان “اثنين من الارهابيين نفذا تفجيرين انتحاريين باستخدام سيارتين مفخختين، استهدف الاول ادارة أمن الدولة، واستهدف الثاني أحد الأفرع الأمنية، وأن نتائج التحقيقات الأولية تشير الى مسؤولية تنظيم القاعدة عن الحادثثين”.

ووجهت الاتهام الى “تنظيم القاعدة بأنه وراء التفجيرين” مؤكدة أن “طريقة واسلوب تنفيذ التفجيرين واختيار المكانين اللذين يتصفان بالازدحام بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المواطنين تشير الى بصمات تنظيم القاعدة وتشكل تصعيدا نوعيا في العمليات التي تتعرض لها سوريا من المجموعات الارهابية التكفيرية المسلحة منذ أكثر من تسعة أشهر”.

مجلس الأمن

وفي نيويورك قدم المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين نسخة محدثة لمشروع قرار وضعه أمام مجلس الأمن للتعامل مع الأحداث الدامية في سوريا، التي صارت “على شفير حرب أهلية”. غير أنه أخفق في اقناع زملائه الغربيين خصوصاً بالتعديلات الجديدة التي وصفها أحدهم بأنها “شكلية لا تطال الجوهر”. فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الى “عملية تغيير سياسي شامل… تلبي تطلعات الشعب السوري”.

وأفاد الناطق باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي في بيان أن الأمين العام “عبر عن قلقه البالغ من العنف المتصاعد في سوريا”، وأن “الانفجارين في دمشق، اللذين اوقعا مزيداً من القتلى والجرحى، يؤكدان هواجسه المتزايدة”. وإذ شدد على أن “كل العنف غير مقبول ويجب أن يتوقف فوراً”، أبرز “الحاجة الى عملية تغيير سياسي شامل بقيادة سورية صادقة وجامعة ومشروعة تتعامل مع التطلعات المشروعة للشعب السوري”. وأكد أنه “يتعين على الحكومة السورية أن تطبق بصورة كلية وسريعة خطة السلام التي وضعتها جامعة الدول العربية”. ورحب “بوصول طليعة فريق جامعة الدول العربية”، داعياً الى عدم عرقلة مهمتها.

وفي مؤتمر صحافي عقده على عجل بعيد طلبه اجتماعاً طارئاً لأعضاء مجلس الأمن على مستوى الخبراء في موضوع سوريا، تحدث تشوركين بصفته الوطنية لا باعتباره رئيساً لمجلس الأمن للشهر الجاري، فقال إنه وزع نسخة محدثة لمشروع القرار الروسي عن سوريا، وأنه ينتظر ردود الدول الأخرى عليه. وإذ أكد أن بلاده تعلق “أهمية بالغة” على بعثة المراقبة التابعة لجامعة الدول العربية في سوريا، كشف أنه اقترح ليل أول من أمس مشروع بيان صحافي لدعم مهمة المراقبة هذه. غير أن “الدول الخمس المشتبه فيها”، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، خرقت ما يسمى “الإجراء الصامت” الذي يقضي باعتماد المشروع في حال عدم اعتراض أحد عليه، ورفضت الإقتراح الروسي بذريعة أنه “غير متوازن”، كما نقل تشوركين عن نظرائه الغربيين. وأوضح أنه أكد لهم أن “مشروع البيان الصحافي لم يكن بديلاً عن مشروع القرار”.

وأفاد أن بلاده وزعت أيضاً مشروع بيان صحافي آخر “يتعامل مع الهجمات الإرهابية الأخيرة” في دمشق، وأن المشروع المقترح “نموذجي” يعتمده مجلس الأمن “عند وقوع أي هجوم ارهابي رئيسي”، وهو يعبر عن “تعازيه لذوي الضحايا” وعن “تصميمه القوي على العمل ضد الإرهاب”، آملاً في ألا يخرق أحد “الإجراء الصامت” لتعطيل البيان.

وقال رداً على سؤال: “لن نقبل بتغيير نسختنا الى ما يعاكسها تماماً”، مشيراً الى أنه إذا كانت الدول الغربية “تريد إزالة أي إشارة الى العنف من المعارضة المتطرفة، فهذا لن يحصل. إذا توقعوا منا فرض حظر أسلحة، فهذا لن يحصل… إذا أصروا على وضع إشارة الى عقوبات، فهذا لن يحصل”. بيد أنه أبدى انفتاحاً على نصوص تتعلق باحترام حقوق الإنسان ووقف العنف واجراء تحقيقات وعدم الإفلات من العقاب.

كذلك قال إنه “لا بد من القيام بأمر ما” في مجلس الأمن حيال أعمال القتل في سوريا، آسفاً لأن هذا البلد “ينظر اليه البعض الى انه فرصة هدف لتغيير النظام”. وأضاف: “بالطبع هذه غلطة دمشق أنهم أوجدوا وضعاً من طريق العنف، العنف المفرط، حتى صاروا هذه الفرصة الهدف لتغيير النظام”، وهذا ما أدى تالياً الى وضع سوريا “على شفير حرب أهلية”. وأبدى استعداده للعمل خلال الأيام والساعات المقبلة للتوصل الى اجماع على مشروع القرار الروسي المقترح.

وانتقد ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى مع الأوضاع في كل من سوريا والبحرين.

وكشف أنه أثار قبل يومين مسألة الضحايا من المدنيين لغارات حلف شمال الأطلسي على ليبيا. وحمل بقسوة على نظيرته الأميركية سوزان رايس التي استخدمت “تعابير غير لائقة” من “قاموس ستانفورد”، الجامعة التي درست فيها رايس، منتقداً رفض أعضاء الحلف اجراء تحقيقات بالتعاون مع الأمم المتحدة في قصف استهدف المدنيين في ليبيا.

ورداً على تصريحات تشوركين، قال ديبلوماسي غربي لـ”النهار” إن “النسخة المحدثة من مشروع القرار أغفلت طلبات تعديلات قدمتها دول عدة، وتجاهلها الوفد الروسي”. وأضاف أن “مشروع القرار بصيغته المعدلة يفتقر الى التوازن”، مشيراً الى “استياء دول مثل البرازيل وجنوب أفريقيا، طلبت تعديلات ولم يلبها الروس”.

وصرح المندوب الألماني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بيتر فيتيغ بأن “مشروع القرار كما هو حتى الآن غير كاف… نريد أن نأخذ خطة التحرك العربية بكليتها ولا نريد الانتقائية”.

وفي موسكو، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان انها تعوّل على ان مراقبي جامعة الدول العربية الذين وصلوا الى دمشق سيعطون تقويماً موضوعياً لهذه العملية الارهابية، معربة عن “الادانة الحازمة لهذه الهجمة الارهابية الهمجية التي ادت الى مقتل العديد من الابرياء”، وتقدمت “بتعازيها العميقة لذوي الشهداء والمصابين وعائلاتهم”. واضافت: “نضطر الى التأكيد ان القوى المتطرفة التي تمتنع عن التوصل الى تسوية داخلية سورية عبر حوار وطني بمشاركة السلطة والمعارضة، تعتمد على بلوغ اهدافها عبر اشعال مواجهة واستفزازات مسلحة موجهة ضد مؤسسات الدولة والسكان المدنيين، بمن فيهم النساء والاطفال”.

صباح دموي في دمشق: أشلاء ودمار

مراسل «السفير» يجول في موقعي التفجير

زياد حيدر

صباح دموي عاشته دمشق أمس، بانفجارين كبيرين استهدفا مقرين لأمن الدولة، قدرت مصادر رسمية حصيلتهما بأربعين قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً.

ووقع الانفجار الأول على بوابة مقر أمن الدولة في منطقة كفرسوسة حين تواجهت سيارة (لم يعرف نوعها أو مصدرها) مع حرس الباب، لتنفجر أثناء محاولتها اقتحام المقر، فيما تبعتها الأخرى على بعد 500 متر على بوابة الخروج لمقر الاستخبارات العامة بدقيقة أو دقيقتين، حيث تحطمت البوابة كما الجدار الاسمنتي وأصيبت مناطق على بعد نصف كيلومتر.

وجال مراسل «السفير» في المنطقة بعد نصف ساعة تقريباً من الانفجار الأول، حيث شوهدت آثار الدمار على واجهة المباني السكنية كما الحكومية القريبة من المنطقة. وأقيمت الحواجز الأمنية على الفور في محيط المراكز الأمنية والعسكرية، وفصل بين منطقة الانفجارين وأقرب نقطة تسمح فيها الحركة بحرية أكثر من سبعة حواجز انتشرت عليها عناصر الأمن والجيش وأيديهم على الزناد، فيما بدا عليهم التأثر بالهجومين، ومنع أي شخص من الدخول كما منعت حركة العربات فيما عدا التابعة للجيش. وسمعت في الدقائق التي تلت الانفجارين رشقات نارية توقفت بعد لحظات، وتردد على وسائل إعلام محلية كما على «الفيسبوك» أنه تم إلقاء القبض على شخص على علاقة بالتفجيرين، ولكن دون أن يتأكد الخبر.

وفي زيارة لمقر الانفجار الأول، كان من الصعب التقدم من دون الدوس على اشلاء بشرية للذين قضوا في الانفجار، على الرغم من محاولة تنظيف الآثار التي كانت تقوم بها قوى الإطفاء والإسعاف. وبدت سيارات محروقة فيها جثث متفحمة كما دراجات نارية محروقة، ولم يتبق من السيارة الأولى التي انفجرت سوى جزء صغير من هيكلها الداخلي، وجد على بعد عدة أمتار عن مكان الانفجار، محدثاً حفرة عميقة في الأرض غطته مياه الإطفاء.

وكان يمكن منذ اللحظة الأولى توقع مقتل مدنيين في الانفجار على الرغم من كونه يوم جمعة، وهو يوم عطلة رسمية. وذكر عنصر أمن في حديثه إلى رئيسه أن امرأة مراجعة كانت بالقرب من البوابة حين وقع الانفجار، فيما كانت الصعوبة لا زالت قائمة في إمكانية الحصول على رقم تقديري بداية، رغم أن بوابات هذه المقرات يحرسها ما يقارب العشرة أشخاص على أقل تقدير، وقد رفع الرقم في الأسابيع الأخيرة، إضافة إلى واجهة المكان التي تضمّ مكاتب تضررت بشكل كبير.

وعلى الطريق الفاصل بين المكانين، تبدو آثار الانفجار ظاهرة على واجهات المباني، وقسم كبير منها سكني. ويظهر بشكل واضح الضرر الذي أصاب مبنى الجمارك العامة ومبان خاصة في المنطقة الحرة الموازية لمكان الانفجار الأول، وأيضاً وزارة التعليم العالي وأحد أفرع المؤسسة الاستهلاكية في سوريا.

أما مقابل مركز الاستخبارات العامة، فتبدو الصورة أكثر دموية، خصوصاً أن حراسة المكان أكثر تشدداً وتعداداً. كما أن شارعاً بعرض 20 متراً يفصل بين المقر والمباني السكنية.

وقد توقف الوقت هناك في بعض الأماكن، حيث توقفت حركة باص نقل داخلي في مكان الانفجار، وتوزعت أشلاء الركاب على جدران المركبة الداخلية كما خارجها. كما توقفت سيارة أجرة في مدخل نفق كفرسوسة، وسالت الدماء في محيطها وعلى مقاعدها. وادى انفجار السيارة الثانية الى حفرة بعمق مترين، كما يمكن التقدير من النظرة الأولى. أما سور البناء من تلك الواجهة وغرفة المراقبة الخارجية فقد دمرت بالكامل، كما قتل كل من كان في محيطها.

وبعد ساعة تقريباً من الانفجارين وصل موكب سيارات رسمية بمرافقة مكثفة، تبين أنه يضم مساعد أمين عام جامعة الدول العربية سمير سيف اليزل، الذي يرئس المجموعة التحضيرية لبعثة المراقبين، ويرافقه كل من نائب وزير خارجية سوريا فيصل المقداد، الذي يرئس لجنة التنسيق بين الجانبين، ومعاون وزير الخارجية أحمد عرنوس. وتفقد الوفد مكان الانفجارين، كما استمعا إلى تقييم عسكري للأضرار والضحايا.

وسمح للإعلاميين في تلك اللحظات بدخول موقع الانفجار الثاني، في الوقت الذي كانت سيارات الإسعاف لا زالت تتحرك بنشاط في محيط المنطقة، كما تتكرر النداءات بضرورة التوجه إلى مستشفى المواساة في المزة للتبرع بالدم، تزامناً مع تحرك شعبي في السبع بحرات في قلب العاصمة التجاري، حيث تجمع المئات تنديداً بالانفجارين.

جمعة دمشقية حزينة: 210 قتلى وجرحى بهجومين انتحاريين

استهدفا العصب الأمني للدولة مع انطلاق مهمة المراقبين … والسلطة تتهم «القاعدة»

زياد حيدر

شهدت الأزمة السورية تحولا بارزا، أمس، يوحي بأن تدهورا جديدا قد يصيب الأوضاع العامة، سواء كان تنظيم القاعدة وراء عملية التفجير أو جهات أخرى، خصوصا أن التفجيرين جريا بأسلوب «القاعدة» عبر انتحاريين، وفي ساعات صباح يوم الجمعة، وذلك بعد أخبار مكثفة الأسبوعين الماضيين عن اكتشاف عبوات معظمها في مناطق حماه وحمص وإدلب، كما توافقا مع ما جرى إعلانه في لبنان منذ يومين عن تسلل عناصر من «القاعدة» إلى سوريا.

وفي حين عكست مشاهد الأشلاء والدمار صور المعاناة العراقية المشابهة، والتي تكررت في بغداد قبل يومين فقط، فإن الانفجارين في حي كفرسوسة، بالتزامن مع بدء المهمة العربية في سوريا، خلقا حالة من الذهول بالنسبة للسوريين، خصوصا أنهما جريا في أحد مراكز العاصمة، وكان يمكن لأعداد الضحايا والجرحى التي بلغت 44 قتيلا، و166 جريحا، وفق مصدر رسمي، أن تكون أضعاف الرقم لو كانت في يوم عادي.

وفيما سجل موقف لافت لواشنطن التي ادانت الهجومين مؤكدة انه «من المهم ألا يعرقل الهجوم العمل الحيوي لبعثة المراقبين»، فإن غالبية شخصيات المعارضة سارعت الى تحميل السلطة مسؤولية العملية. إلا أن الانطباع العام الذي عكسته المواقف، سواء عبر الشارع أو مواقع الانترنت، كان معاكسا. وقد دعت بعض شخصيات المعارضة السوريين للتظاهر وملء الميادين (باعتبار أن الأمن مشغول بآثار التفجيرين!)، فيما ذهب بعض الدبلوماسيين إلى التحليل بأن الوضع في سوريا «دفع إلى هاوية» جديدة، وكان بعضهم جال في محيط الموقعين، كما لاحظ مراسل «السفير» حيث أحيط الموقعان بإجراءات أمنية مكثفة للغاية، بشكل يستحيل الدخول من دون مرافق عسكري أو أمني.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) في خبر مقتضب أن «عمليتين إرهابيتين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين أصابتا صباح اليوم (أمس) إدارة أمن الدولة وأحد الأفرع الأمنية في دمشق». وأضافت أن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن العمليتين الإرهابيتين من أعمال تنظيم القاعدة».

وتابع الخبر أن مقدمة «بعثة مراقبي الجامعة العربية (برئاسة مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية سمير سيف اليزل وحضور نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد) زارت موقعي العمليتين الإرهابيتين واطلعت على آثارهما الفظيعة».

وجاء الهجومان غداة وصول طلائع بعثة المراقبين العرب إلى سوريا برئاسة المسؤول في الجامعة العربية سمير سيف اليزل لتسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية تمهيدا لوصول بين 30 و50 مراقبا عربيا الاثنين المقبل.

وأدان اليزل الانفجارين، وأبدى أسفه للضحايا، لكنه رفض الإجابة عن سؤال عما إن كان هذا يغير من قناعة الجامعة العربية بوجود مجموعات مسلحة في سوريا. وأضاف إن المهمة بدأت بمحادثات مع السلطات ويفترض أن تلتقي البعثة اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم، مشددا على أن «عمل البعثة سيتم بشكل عادي وكامل».

وقال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي «بعثة مراقبي الجامعة العربية ستغادر الى سوريا الاثنين المقبل برئاسة محمد أحمد مصطفى الدابي وتضم أكثر من 50 شخصا جميعهم من العرب».

وقال المقداد، امام مقر الاستخبارات، ان «الإرهاب أراد منذ اليوم الأول لعمل الجامعة ان يكون دمويا ومأساويا»، مؤكدا أن «شعب سوريا سيواجه آلة القتل المدعومة أوروبيا وأميركيا ومن بعض الأطراف العربية». وأضاف «اليوم بعد وصول المراقبين هذه هدية الإرهاب الأولى، إرهاب وقتل وقاعدة. الإرهابيون مسؤولون عن مقتل أبناء سوريا الأبرياء». وأضاف «سنقوم بتسهيل عمل مراقبي الجامعة العربية الى أقصى حد»، مضيفا «هذه هي هوية الارهاب كي يظهر للعالم ما تعانيه سوريا من اعمال ارهابية».

وعن احتمال اتهام السلطات السورية من قبل معارضين بالوقوف وراء الانفجار، قال المقداد «هؤلاء مجرمون ومن سيقول ذلك سيكون مجرما وسيكون داعما أساسيا للإرهاب والقتل».

ولم يستبعد مدير الاستخبارات العسكرية في ريف دمشق العميد رستم غزالة حدوث تفجيرات أخرى. وقال ان الهجومين اثبات على تدخل خارجي لضرب سوريا. وأضاف «سنحارب هذا المشروع حتى آخر قطرة من دمنا».

واختلفت الرواية بين فرد وآخر، حيث تحدث شهود وجرحى لوسائل الإعلام أن قائد إحدى السيارات حاول القفز منها قبل تفجيرها، فيما جرى الحديث عن سيارة ثالثة تواجدت في موقع الحادث وضمت بداخلها امرأة، وقد تفحم من كان فيها بطبيعة الحال. وتحدث البعض الآخر عن سيارة سوداء وآخر عن شاحنة مغلقة بيضاء اللون.

وكان شهود عيان رووا لـ«السفير» أن سيارة حاولت اقتحام مقر أمن المنطقة المحاذي لوزارة التعليم العالي قبل أن تنفجر بمن فيها، فيما وقع الانفجار الثاني بعد دقيقة تقريبا من الأول، وعلى مسافة نصف كيلومتر تقريبا، وتبعته رشقات نارية كثيفة. (تفاصيل صفحة 13).

وذكر بيان وزارة الداخلية السورية «أن طريقة تنفيذ العمليتين تشير إلى تصعيد نوعي في العمليات الإرهابية التي تتعرض لها سوريا منذ أكثر من تسعة أشهر». وأضاف أن إحدى السيارتين كانت سيارة دفع رباعية من نوع «جي أم سي». واستشهد في احد التفجيرين عميد متعاقد مع أمن الدولة هو نعيم موراني.

وأعلنت أن «حصيلة العمليتين الانتحاريتين اللتين شهدتهما دمشق بلغت 44 قتيلا، و166 جريحا». وأضافت إن «انتحاريا بسيارة مفخخة أقدم على اقتحام الباب الرئيسي لفرع أمن المنطقة بدمشق عند الساعة العاشرة و18 دقيقة صباحا»، مضيفة أنه «بعد دقيقة واحدة استهدف انتحاري آخر مبنى إدارة الاستخبارات العامة بسيارة مفخخة رباعية الدفع». وأكد أن «طريقة وأسلوب تنفيذ العمليتين، واختيار المكانين اللذين يتصفان بالازدحام بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المواطنين تشير إلى بصمات تنظيم القاعدة». وطلبت الوزارة من المواطنين السوريين «التعاون مع الجهات المختصة في الابلاغ عن اي حالة مشبوهة».

وقال مسؤول عسكري ان زنة العبوة التي كانت في السيارة التي استهدفت مبنى الاستخبارات تزن حوالى 300 كيلوغرام.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قال لوكالة «رويترز»، إن «السلطات اللبنانية حذرت سوريا قبل يومين من أن مجموعة من مقاتلي القاعدة تسللت إلى الأراضي السورية عبر بلدة عرسال» اللبنانية الشمالية. وأضاف أن «المطالبين بالحرية يجب أن يعلموا أن هذا ليس هو السبيل لتحقيق الديموقراطية».

من جهته، أكد وزير الصحة السوري وائل الحلقي أن العشرات من الأطفال والنساء والمسنين راجعوا المستشفيات لتلقي الخدمات الاسعافية والطبية جراء إصابتهم بالصدمة النفسية نتيجة الانفجارين اللذين سببهما العملان الإرهابيان. وذكرت «سانا» أن مبنى للأيتام تضرر، كما قتل طفل بالانفجار.

وتجمعت حشود من السوريين في دمشق وريفها والحسكة والسويداء واللاذقية استنكارا للتفجيرين وللجرائم وعمليات التخريب التي ترتكبها المجموعات المسلحة وتستهدف أمن سوريا وشعبها. كما تجمعت حشود من المواطنين أمام فندق الشام مقر إقامة بعثة مراقبي الجامعة العربية استنكارا للعملين الإرهابيين اللذين وقعا في دمشق.

ردود

وقال (أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش أ) المعارض السوري عمر أدلبي «لدينا شكوك بشأن هذين الانفجارين، فالمنطقة تحظى بحراسة أمنية مشددة وإن قوات أمن النظام تراقب أي فرد يدخلها».

واتهم «المجلس الوطني السوري» المعارض، في بيان، النظام بتدبير الهجومين. وقال «ان النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة». واتهم النظام بالتخطيط «لارتكاب مزيد من عمليات التفجير في سوريا بهدف إشاعة أجواء من الرعب والفوضى، ومنع المراقبين العرب من الوصول إلى الحقائق التي باتت معروفة لدى الرأي العام في سوريا وفي العالم أجمع».

ووسط صمت مطبق من العواصم العربية عدا لبنان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية محمد الكايد إن «الأردن ومن منطلق موقفه المبدئي برفض وإدانة الإرهاب بكل صوره، يدين بشدة العمليتين الإرهابيتين اللتين وقعتا في دمشق». وأضاف ان «الأردن يأمل بإخلاص أن يعود الاستقرار والوئام والأمان لسوريا والأمن لشعبها الشقيق وان يتوقف القتل ونزيف الدم هناك وأن يتم تنفيذ الإصلاحات المطلوبة فورا».

وفي نيويورك، قال متحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، مارتن نسيركي ان الامين العام «يشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في سوريا». وأضاف «ان انفجارات اليوم في دمشق التي اوقعت اعدادا كبيرة من القتلى والمصابين، تؤكد مخاوفه المتنامية. وقد اكد ان العنف أيا كان غير مقبول ويجب ان يتوقف فورا».

وبرغم الهجمات التي وقعت مؤخرا شدد بان كي مون على الحاجة الى تغيير سياسي «شامل وموثوق به» في سوريا. وقال ان «على الحكومة السورية ان تنفذ تنفيذا كاملا وسريعا خطة الجامعة العربية مرحبا بوصول مراقبي الجامعة الى دمشق».

وأدانت موسكو التفجيرين. وأعربت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، عن «تعازيها لذوي الضحايا وأدانت بشدة هذا الهجوم الإرهابي البربري الذي أدى إلى مقتل عدد كبير من الأبرياء».

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف («رويترز») إلى إنهاء العنف في سوريا، لكنه شدد ان على الغرب الا يتجاهل الخطر الذي تمثله جماعات متشددة في سوريا. وقال «اذا اغمضت عينيك عن هذا الجزء من الحقيقة فقد يتفكك الموقف إلى ما شاهدناه في ليبيا… لقد استخدمت الدول الغربية شعار حماية المدنيين في اطاحة نظام (معمر) القذافي». وأضاف «لا يمكننا الموافقة نهائيا على دعوات بعض شركائنا إلى استخدام السابقة الليبية في حل صراعات اخرى».

وقدم مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين نسخة معدلة من مشروع قرار روسي إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، لكن ألمانيا اعتبرت انه لا يكفي لإزالة مخاوف الدول الغربية من «تصاعد العنف» في سوريا.

وقال دبلوماسيون غربيون إن مشروع القرار الروسي الجديد يدعو مجلس الأمن إلى الترحيب بقرار سوريا توقيع بروتوكول المراقبين، لكنه لا يتضمن دعما للعقوبات العربية ضد دمشق.

وقال تشوركين، الذي تترأس بلاده مجلس الامن لهذا الشهر، ان هناك حدودا لما يمكن ان تقبل به موسكو، مشيرا الى ان الدول الاوروبية والولايات المتحدة تريد تهديد دمشق بفرض عقوبات. وأضاف «اذا كان المطلوب هو الغاء كل الاشارات حول العنف الذي تقوم به المعارضة المتشددة، فإن هذا الامر لن يحصل. اذا كانوا يتوقعون منا حظرا للاسلحة، فإن هذا لن يحدث. نعرف ماذا يعني حظر السلاح هذه الايام. انه يعني، كما حصل في ليبيا، عدم اعطاء اسلحة للحكومة، لكن يمكن للجميع اعطاء اسلحة الى جميع الجماعات المعارضة».

وذكرت شركة «تات نفت» النفطية الروسية انها اوقفت عملياتها في ســوريا متعللة بانعدام الاستقرار في البلاد. وقال متحدث باسم الشركة «ننوي مواصلة عملياتنا إذا استقر الوضع».

كما ادانت الادارة الاميركية التفجيرين، لكنها اعتبرت انه لا ينبغي ان تتم اعاقة عمل بعثة المراقبين العرب. وقال المتحدث باسم وزارة الخــارجية مارك تونر ان «الولايات المتحدة تدين الاعتداءات بأقـــصى قوة حيث ان لا شيء علـى الاطلاق يبرر الارهاب».

وذكّر تونر بأن الادارة الاميركية ادانت العنف في سوريا ايا كان مصدره وكذلك «الاشهر التسعة الطويلة التي مارس فيها نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد التعذيب والعنف لقمع تطلعات الشعب السوري الى تغيير سياسي سلمي».

وأضاف «من المهم ألا يعرقل الهجوم العمل الحيوي لبعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية لتوثيق ومنع انتهاكات حقوق الانسان بهدف حماية المدنيين. نأمل ان تواصل البعثة عملها بدون قيود في مناخ لا يشوبه العنف، وعلى النظام التعاون سريعا وبالكامل مع بعثة المراقبين».

وأدان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت التفجيرين، وأسف للخسائر في الأرواح والإصابات الناجمة عنهما. وقال «ما زلت قلقاً إزاء الوضع في سوريا ومن أي شيء يفاقمه بصورة أكبر، وهناك حاجة إلى وضع حد فوري للعنف في سوريا من أجل الشعب السوري بعد وقوع الكثير من الوفيات والمعاناة».

تركيا

ورفض وزير خارجية تركيا أحمد داود اوغلو الانتقادات الخاصة بتدهور العلاقات التركية مع سوريا. وقال، أمام تجمع السفراء الأتراك في أنقرة، «أشعر حقيقة بالأسف لأولئك الذين يقولون إننا أضحينا فجأة أعداء لسوريا، كما لو أنهم لا يدركون ما يجري على يد النظام وكم عدد من قتلوا على مدى الشهور العشرة الماضية». وأضاف «الأسد فشل في الاستماع لنصائحنا. لقد دكوا حماه في شهر رمضان، لقد دمروا المساجد في دير الزور وقصفوا مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في اللاذقية، ونحن لم نقف صامتين إزاء ما حدث من وحشية في البوسنة، ولم نلتزم الصمت أيضا إزاء القمع الإسرائيلي في قطاع غزة، لذا لن نصمت في وجه النظام السوري لمجرد إننا كنا أصدقاء».

من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «مقتل 11 مدنيا في حمص وحماه ودوما في ضاحية دمشق». وتظاهر الناشطون المعارضون للنظام احتجاجا على إرسال المراقبين العرب تحت شعار جمعة «بروتوكول الموت»، متهمين «الجامعة العربية بالمتاجرة بدمائنا».

وذكرت «سانا» «أصيب أربعة عناصر من قوات حفظ النظام بجروح جراء انفجار عبوة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة وذلك أثناء مرور دورية في حماه». وأضافت «اشتبكت الجهات المختصة مع مجموعة إرهابية مسلحة كانت تروع المواطنين وتعتدي على الأملاك الخاصة في حي الإنشاءات بحمص، ما أسفر عن قتل وإصابة هذه المجموعة من دون وقوع أي إصابات بين عناصر الجهات المختصة».

مصالـح موسـكو تحـرم الغـرب فرحـة إسـقاط الأسـد

عــن «بيضــة القبّــان» الروســية … وســوريا

لم يشتتّ وصول وفد المراقبين العرب إلى سوريا، الاهتمام الغربي المركّز على دور روسيا «السيئ» في الأزمة السورية، خصوصاً أن بعض الأقلام الغربية وضعت موافقة دمشق على خطة الجامعة العربية إرسال مراقبين للتأكد من «وفائها بالتزاماتها» الأمنية، في سياق الخطوة الروسية الدبلوماسية التي تقدمت موسكو بموجبها الأسبوع الماضي الى مجلس الأمن بمشروع قرار يدين العنف في سوريا من كل الاطراف. لماذا تصبّ الخطوتان في الخانة ذاتها؟ ما هي منطلقات الأداء الروسي؟ وما هي حسابات موسكو الإقليمية؟

تظهر الدعوات الغربية الحثيثة لإنجاح مهمة المراقبين بأي ثمن، الشكوك الضمنية لدى كل من أميركا وتركيا والمعارضة السورية حيال تمكّن الوفد من الوصول إلى كل «مناطق النزاع» من دون مضايقات. هذا ما حملته من أجواء افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس تحت عنوان «كونوا أكثر قسوة مع الأسد»، معتبرة أنه «لضمان نتائج ذات مصداقية لمهمة الوفد، على الأخير الوصول إلى كل مناطق النزاع في سوريا وأن يعلن عن كل ما يكشفه أمام الجميع». من غير المتوقع بالنسبة للصحيفة ان يقوم الأسد بالكثير في هذا الصدد، في وقت «تواصل روسيا منع الأمم المتحدة من القيام بما كان عليها القيام به قبل أشهر: إدانة حكم الأسد الدموي، وفرض عقوبات اقتصادية وتجارية شديدة عليه وعلى المقربين منه في قطاعي الأمن والأعمال.. تقدّم روسيا بقرار إدانة العنف في سوريا دون الإشارة إلى العقوبات، تبقى محاولة روسية واضحة لحماية حليفتها من عقوبات أعنف».

يؤكد المسؤولون الأميركيون الذين وصفوا الخطوة الروسية بـ«الايجابية» ان الأمم المتحدة تعمل على مسارين متوازيين: مواصلة العمل على المسودة الروسية في نيويورك، واختبار جدية السوريين في تنفيذ التزاماتهم تجاه الجامعة العربية. لكن الباحث ديفيد بولوك في «معهد واشنطن» لا يشاطر الأميركيين وصفهم، «اذ ليس لما يفعله الروس أية إيجابية».

الدعم الروسي الدبلوماسي والعسكري

ينطلق بولوك من تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول الوضع في سوريا ليؤكد أن «الخطوة الدبلوماسية الروسية أخطر من الفيتو الروسي في مجلس الأمن»… قال لافروف في 13 من الشهر الحالي «مسودة قرارنا على الطاولة. ومن يرفض الضغط على المسلحين المتطرفين في المعارضة السورية، يتخذ موقفاً غير أخلاقي». وبعد 7 أيام على ذلك، أعاد لافروف، إثر اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التشديد على أهمية «التأثير على المعارضة السورية لا على نظام الأسد». كذلك، ذهب الروس أبعد من الكلام في دعمهم الرئيس السوري، مرسلين سفنهم الحربية إلى مرفأ طرطوس قبل أن يعلن السوريون عن مناورات خاصة مستعرضين فيها السلاح الروسي المرسل لهم… ملاحظات يستند اليها بولوك ليقول إن «الاقتراح الدبلوماسي الروسي والمدعوم من الصين وايران، أسوأ من اي فيتو قد تتخذه موسكو في مجلس الأمن لمصلحة سوريا، لأن من شأن ذلك أن يمنح نظام الاسد مزيداً من الوقت».

فهم الموقف الروسي

لماذا تدعم موسكو الأسد؟ سؤال بديهي يطرحه الغرب اليوم بعد مرور حوالى العام على الأزمة في دمشق، الا ان الاجابة الرباعية تخلط ما بين مواقف الروس «المبدئية» و«الاستراتيجية»: اولا، رغبة روسيا في معارضة وتحجيم النفوذ الأميركي والأوروبي دائمة. فموقف موسكو «مبدئي» مما يتعلق بطموح الغرب التدخل في بلدان أخرى، فضلاً عن نفور روسيا الكبير من التحركات الشعبية الديموقراطية. ثانياً، يعمل الروس على منع تكرار التجربة الليبية في سوريا، حتى أنهم نجحوا في «شرذمة» الموقف العربي بين مؤيد ومعارض، ما جعل مثل هذه الخطوة الغربية مستبعدة. ثالثاً، يشير وصف الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف لسوريا بـ«الصديق القديم» إلى ان موسكو ليست في صدد التخلي عن هذا الحليف «التاريخي» والاستراتيجي. رابعاً، تخشى روسيا خسارة مرفأ طرطوس (المحطة الاستراتيجية الوحيدة لها عند البحر الابيض المتوسط)، فضلاً عن تخوّفها من التفريط بربح مقداره ما بين 2 إلى 3 مليار دولار كمردود لصفقات الأسلحة الروسية إلى سوريا.

العوامل الإقليمية المؤثرة بالموقف الروسي

اذاً، لا يتعلق موقف روسيا مما يجري في دمشق بحسابات تكتيكية موقتة قد تتغير مع تصعيد المواقف الغربية ضد سوريا، بل تنطلق من قراءة إستراتيجية للأزمة لا تستبعد ايضاً الحسابات الإقليمية الخاصة بروسيا: اولاً، تقصد روسيا التنسيق مع ايران وحزب الله لصياغة سياستها تجاه دمشق، ويصب استقبالها وفداً برلمانياً في حزب الله نهاية الصيف الماضي، في هذه الخانة. كما ان التنسيق يشمل وصول الاسلحة الروسية المرسلة أصلاً لطهران، إلى كل من سوريا والحزب، وذلك بعلمٍ من موسكو. ثانياً، ان دعم روسيا للأسد ينطلق ايضاً من شكوكها بدور تركيا، التي وافقت قبل 3 اشهر على نشر رادار الدرع الصاروخي التابع لحلف شمال الأطلــسي في منطقة ملاطية في وسط تركيا، وذلك بالتزامن مع دعوة انقرة للاسد بالتنحي «فوراً».

كما ذهبت إحدى الصحف الروسية حينها الى انتقاد الدور التركي في سوريا، حيث عنونت «تورط تركيا المباشر في العمليات الارهابية ضد سوريا». ثالثاً، ان اشمئزاز روسيا المتجذر من الشخصية الاسلامية لبعض المنشقين السوريين، يزيدها عزماً في الدفاع عن الاسد في وقت يعود نشاط «الاخوان المسلمين» المتطرف ضد الروس الى السبعينيات. وتنظر موسكو بدقة الى الصعود الاسلامي في تونس ومصر وليبيا وحتى اليمن، لذا تتخوّف من أن تخيّم النتيجة ذاتها على مستقبل الاحداث في سوريا.

(«السفير»)

رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية يتوجه إلى سوريا اليوم

قال الفريق السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي الذي يرأس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا اليوم السبت أنه سيتوجه إلى سوريا في وقت لاحق من اليوم.

وكان الدابي يتحدث مع الصحافيين في مقر الجامعة العربية بعد إجراء محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

ومن المتوقع أن تسافر المجموعة الأولى من نحو 50 مراقبا إلى سوريا يوم الإثنين.

(رويترز)

وزير النفط السوري: إنتاج النفط تراجع 30-35 في المئة بسبب العقوبات

قال وزير النفط السوري سفيان علاو اليوم السبت أن إنتاج بلاده من النفط تراجع نحو 30 إلى 35 في المئة جراء العقوبات المفروضة على سوريا.

وأبلغ علاو الصحافيين على هامش اجتماع لوزراء النفط العرب في القاهرة، “خفضنا إنتاجنا 30 إلى 35 في المئة إلى أن نستأنف الصادرات”، مضيفا أن “الإنتاج الحالي يبلغ نحو 260 ألف برميل يوميا”.

وقال، “تلك عقوبات ظالمة لم يتعرض لها بلد من قبل، لقد توقفوا عن شراء النفط السوري ونواجه صعوبات في التصدير وهو ما يؤثر سلبا على شعبنا”.

وأضاف أن “طاقة الإنتاج السورية حوالي 380 ألف برميل يوميا والطاقة التكريرية 250 إلى 255 ألف برميل يوميا”.

وتابع، “خفضنا إنتاجنا من النفط الخام ونستورد الآن المنتجات مثل البنزين وغاز البترول المسال، لكننا نواجه مشاكل في التعامل مع البنوك”.

وقال أن الشركات الأوروبية تواجه حظرا على العمل في سوريا مما حدا بشركات مثل “شل” و”توتال” إلى وقف العمل هناك. وقال، “شركاتنا المحلية قادرة على الاستمرار”.

(رويترز)

بريطانيا: يجب ألا تعرقل الهجمات في سوريا جهود الجامعة العربية

أعلنت بريطانيا “أن الهجمات الانتحارية التي شهدتها سوريا وأودت بحياة 44 شخصا على الأقل ينبغي ألا تعرقل مبادرة الجامعة العربية لإنهاء العنف في البلاد”.

وقال اليستر بيرت متحدثا باسم الخارجية البريطانية في بيان، “أدين التفجيرات التي وقعت في وسط دمشق اليوم وأعرب عن أسفي لفقدان حياة البشر وما لحق من إصابات بحسب ما أوردت الأنباء”.

وتابع: “غير انه يبقى حيويا ضرورة تنفيذ الالتزامات التي قطعتها السلطات السورية للجامعة العربية بشكل كامل وعلى نحو عاجل”، لافتا إلى “أن تلك الالتزامات تشمل السماح بحرية التنقل الكاملة لمراقبي الجامعة العربية وللصحافيين لتوثيق الوضع على الأرض”.

(اف ب)

بان “قلق جدا” من تصاعد العنف في سوريا

قال متحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن الأمين العام “يشعر بقلق بالغ” جراء تصاعد العنف في سوريا غير ان الكرة في ملعب الرئيس بشار الأسد لتنفيذ مبادرة السلام العربية بالكامل.

وقال مارتن نسيركي، المتحدث باسم بان، |ان الامين العام يشعر بقلق بالغ ازاء تصاعد العنف في سوريا”.

واضاف “ان انفجارات اليوم في دمشق التي اوقعت اعدادا كبيرة من القتلى والمصابين، تؤكد مخاوفه المتنامية. وقد اكد ان العنف أيا كان غير مقبول ويجب ان يتوقف فورا”.

وشدد بان كي مون على الحاجة الى تغيير سياسي “شامل وموثوق به في سوريا، مشيرا إلى “انه على الحكومة السورية ان تنفذ تنفيذا كاملا وسريعا خطة الجامعة العربية”، مرحبا بوصول مراقبي الجامعة الى دمشق.

(اف ب)

تشييع قتلى التفجيرين الإرهابيين غدا من الجامع الأموي عقب صلاة الظهر في موكب رسمي وشعبي

يتم غدا تشييع قتلى التفجيرين الإرهابيين غدا من الجامع الأموي عقب صلاة الظهر في موكب رسمي وشعبي.

وقد قتل أكثر من 40 مدني وعسكري وأصيب حوالي المئة في التفجيرين لمقرين أمنيين في دمشق حيث استهدفت احدى العمليتين مركز الإستخبارات الرئيسي في دمشق، أما العملية الاخرى فاستهدفت احد الافرع الامنية.

هذا وعرض التلفزيون السوري مشاهداً لمكان الإنفجار، ظهر فيها أشلاء جثث متفحمة ودماء متناثرة في أرجاء المكان، كما اظهرت أضراراً فادحة في المبنى المستهدف والمباني المجاورة والسيارات المركونة الى جانب الطريق.

من جهة أخرى، أكد وزير الصحة وائل الحلقي “أن العشرات من الأطفال والنساء والمسنين راجعوا المستشفيات جراء إصابتهم بالصدمة النفسية نتيجة الانفجارين”.

وقد أكد عدد من الجرحى “أن ما ترتكبه يد الإرهاب والقتل لن يثني من عزيمتهم وصمودهم في وجه المؤامرة التي تتعرض لها سوريا بهدف النيل من مواقفها وزعزعة أمنها واستقرارها”.

وقد قال أحد الجرحى، “أصبت في يدي ورجلي متسائلا هل هذه هي الحرية التي يبشر بها هؤلاء الإرهابيون”.

(سانا)

– المجلس الوطني السوري المعارض يتهم النظام بتدبير تفجيرات دمشق

اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الأسد بتدبير الهجمات التي استهدفت الجمعة مقرات أمنية في دمشق وأوقعت بحسب السلطات السورية أربعين قتيلا وعشرات الجرحى.

وقال المجلس في بيان، “إن النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين العرب بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة”.

وأضاف البيان، “إن التفجيرين اللذين حدثا في وقت متقارب، تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا”.

كما اتهم المجلس الوطني النظام السوري بـ “نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المستشفيات من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام”.

وتابع البيان “ان الشهداء الذين سقطوا اليوم هم جزء من ثمن الحرية التي يدفعه

السوريون للتخلص من نظام الاستبداد والجريمة، وسيحاسب الذين ارتكبوا تلك

الأعمال أمام العدالة، ولن يجدي النظام نفعا أي محاولة للتعمية عن جرائمه”.

كما اتهم النظام بالتخطيط “لارتكاب مزيد من عمليات التفجير في سوريا بهدف إشاعة أجواء من الرعب والفوضى، ومنع المراقبين العرب من الوصول إلى الحقائق التي باتت معروفة لدى الرأي العام في سوريا وفي العالم أجمع”.

(اف ب)

اقصفوا سريعا قصر الاسد.. التنكيل بالمتظاهرين يزداد وحشية

صحف عبرية

يعرف رحيم الجحيم السوري من الداخل: فبعد زمن قصير من بدء الهبة الكبيرة، في أواخر شهر آذار، اعتقل وسجن وعُذب، ونجح بعد بضعة اسابيع بطريقة عسيرة في ان يهرب من السجن ويجتاز الحدود ويختبىء في الجبال ويهرب الى الولايات المتحدة حيث حصل على لجوء سياسي. ‘لا استطيع حتى الآن أن أكشف عن الأمر الدقيق لمسار الهرب’، يقول. ‘خلفت ورائي عائلة وكل خطأ أخطأه قد يكلفهم حياتهم’.

ان دبلوماسيين غربيين عرفوا كيف يُقدرون نشاط رحيم من اجل حقوق الانسان حينما كان ما يزال في سوريا وجهوده في النضال لاسقاط نظام بشار الاسد القمعي، ساعدوه قدر استطاعتهم من وراء ستار. ومنذ ذلك الحين أي منذ ثلاثة اشهر يختبىء في مكان ما ويتلقى معلومات داخلية من رفاق طريق ظلوا في الوطن ويُبلغ المعارضين عن طريق الشبكات الاجتماعية عن الفظائع التي تحدث هناك كل يوم بعيدا عن أعين الجماهير. الحديث عن مخزن معلومات متحرك، صنف ووثق كل ما حدث في سوريا منذ بدأت الهبة. ويبدو أنه الأخير بين النشطاء في معركة تبديل النظام الذي نجح في الخروج والحصول على لجوء سياسي. ان المعلومات التي عنده ساخنة ومحدثة.

ليس رحيم اسمه الحقيقي. فلا يجوز له ان يُكشف ولا سيما في صحيفة اسرائيلية. وهو غير مستعد لأن يُصور حتى من الخلف أو من جنبه أو كأنه ظل. فقد تم اعتباره في سوريا منذ زمن بأنه معارض للنظام نظم طلابا جامعيين لجهود اسقاط الاسد. وفي اللحظة التي اجتاز فيها باب البيت الذي تم فيه لقاؤنا، أخلّ بالقانون السوري الذي يحظر كل اتصال مع اسرائيليين، وهذا اللقاء بحسب القانون يعتبر خيانة.

لكن هذه أقل مخاطرة يخاطرها. والمخاطرة الكبرى هي أن يمس أحد بعائلته التي بقيت في دمشق: والديه واخوته وأخواته. ‘لو علمت السلطات بأنني تحدثت إليك فستذبح أبناء عائلتي. فهذا نظام قاس متطرف. وما يعرفونه في الغرب هو أصغر أطراف جبل الجليد. فهم لا يعرفون عن اعمال التعذيب ولا عن اغتصاب النساء ولا عن ذبح المدنيين على أيدي قناصة زمن الجنازات.

‘بدأ الناس في الاشهر الاخيرة يدفنون موتاهم في حدائق قرب البيوت، في قبور مرتجلة في الساحة الخلفية الى ان ينقضي الغضب. وهم يخشون الاجتماع لتلقي العزاء. انهم يخشون التجمع. لأنه اذا اجتمع أكثر من خمسة اشخاص معا فانه تجمع غير قانوني وآنذاك يأتي الجيش ويطلق النار بلا تفريق’.

حصل رحيم على رخصة البقاء برعاية من احدى المنظمات المضمومة لوزارة الخارجية الامريكية. وقد انضم هنا الى صديقه عمر (وهذا ليس اسمه الحقيقي ايضا. فالأسماء والتفصيلات التعريفية محفوظة لدى أسرة التحرير).

كان عمر ايضا نشيطا في مجابهة النظام. ونظم ايضا طلبة جامعيين للتمرد. قبل ثلاث سنين حينما كان يجلس في مقهى انترنت في قلب دمشق داهمه ناس من المخابرات فقيدوه بيديه ورجليه وزجوا به في السجن. وبعد بضعة اسابيع تم الافراج عنه ونجح بصورة ما في الوصول الى امريكا. وهو اليوم يرأس منظمة الجالية السورية ويزود السلطات والاعلام بمعلومات عما يجري في بلاده من اعمال تنكيل وقتل واغتصاب وسائر اعمال العنف الشديد من مؤيدي الاسد على المتظاهرين.

رحيم وعمر كلاهما في مطلع الثلاثينيات من عمره، ويطمحان الى اسقاط نظام الحكم. وهما يؤيدان ‘المجلس الوطني السوري’ الذي أُنشىء منذ زمن غير بعيد ويجمع ناس معارضة في سوريا وخارجها. ويرأس المجلس برهان غليون، وهو استاذ كرسي في علوم الشرق الاوسط في السوربون، تُقدره مجموعات المعارضة المختلفة وله صلة وثيقة بمنشقين عن الجيش يختبئون من الجبال ويحاربون السلطة.

توجد قيادة ‘جيش سوريا الحرة’ كما يسمي المنشقون أنفسهم، في تركيا ولها صلة وثيقة بـ ‘المجلس الوطني’. وفي مقابلة هذا يساعد عشرات من الجالين جاءوا من سوريا في المدة الاخيرة بمعلومات داخلية يسلمونها الى الادارة في واشنطن من داخل سوريا.

يسكن عمر ورحيم ضاحية مدينة كبيرة. وهما لا يستطيعان إحداث صلة بالعائلتين اللتين خلفاهما وراءهما لأن النظام السوري يتسمع عليهما. وبصورة لا مناص منها ينقلون السلام بواسطة وسطاء وقد تعلما كيف يحذران التعقب ويتهربان من اتصال بناس يمكن ان يُعرضوا سلامتهما للخطر، وهما مثل كل جالٍ يحلمان باليوم الذي يستطيعان فيه ركوب الطائرة الى دمشق والهبوط في سوريا الحرة.

جئت الى اللقاء معهما ومعي قهوة تركية من انتاج اسرائيل. وقد جعلت قهوة الشرق الاوسط الجو أكثر راحة. تُشعل لفافات التبغ واحدة بعد اخرى وبعد وقت قصير يتلاشى التوتر ويزول حجاب الشك.لماذا تقصان قصتكما على صحفية اسرائيلية خاصة؟ أتريدان أن تنقلا رسالة الى الحكومة في القدس؟

‘إقصفوا قصر الاسد’، يقول عمر ضاحكا. ‘وأقول بجدية: لست أسير أسطورة ان اليهود يُصرفون العالم مع امريكا. لكن لاسرائيل قوة وتأثيرا. نحن ندير حملة علاقات عامة في العالم كله كي يحاكموا بشار الاسد في محكمة دولية عن جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب، فاذا أيدت اسرائيل هذا الاجراء سيكون مفيدا جدا.

‘ان المعارضة السورية واسرائيل تتقاسمان مصلحة مشتركة. وليس عندنا كراهية عقائدية لاسرائيل أو لليهود. أعلم ان هذا ما تعتقدونه لكن الامر ليس كذلك.

‘صحيح، علمونا طوال سنين أن نكره اسرائيل ونحاربها، لكن سوريين كثيرين أدركوا أنهم يعلمونهم كراهية اسرائيل لابعاد الانتباه عن القمع في الدولة. أدركنا ان الاسد الأب والاسد الابن رَبيّا على كراهية اسرائيل ليحافظا على قوتهما بأن يُعميانا بكراهية اسرائيل كي لا نوجه الطاقات الى كوننا نحيا بلا حرية وبلا مستقبل.

‘انقضى ذلك وفهم الناس. ما يزال للاسد مؤيدوه وهم العلويون المتعلقون به لأنه اذا سقط فسيسقطون ايضا، لكن بين جماعات اخرى، وتوجد جماعات عرقية متنوعة جدا في سوريا، فقد التأييد. وفي الجيش ايضا آلاف من المنشقين انشقوا مع السلاح، وهم يختبئون وينظمون أنفسهم وسيعملون في اللحظة المناسبة’.

لا يوجد اطلاق نار تحذيرا

نجلس قرب الحاسوب. يفتح عمر ملفاته المشفرة التي تحتوي على صور وافلام فيديو هربها المتمردون اليه. ونرى على الشاشة بوضوح متظاهرين في مدينة حمص يحرقون أعلام حزب الله بغضب شديد ويحرقون صور حسن نصر الله. هذه ظاهرة جديدة في سوريا مكّنت المنظمة من التسلح طوال سنين.

‘في جميع المظاهرات حتى الآن لم يحرقوا علم اسرائيل مرة واحدة’، يقول. ‘هذه الهبة الشعبية تُبين ان كراهية الشعب السوري هي لنظام الاسد الاستبدادي ومن يؤيدونه ويحافظون عليه. وهم يدركون ان حزب الله سبب لسوريا ضررا شديدا جدا. ‘أحرقوا في المظاهرات ايضا أعلام ايران. واستطيع ان أضمن لك ان الحلف بين سوريا وايران الذي يهدد الشرق الاوسط سينتهي حينما يزول الاسد. ان أكثر السوريين يبغضون ايران لأنها جرت سوريا لتصبح دولة معزولة. ويحرق المتظاهرون ايضا أعلام روسيا لأنها تؤيد الاسد في الامم المتحدة.

‘لا يعني هذا أنه لا خلاف مع اسرائيل بل يوجد خلاف على الحدود. فالجولان لنا وسنطلب اعادتها مع كل نظام حكم. لكن لا توجد كراهية لاسرائيل ولليهود. ونحن الشباب برهنا على هذا’. تؤدي ايران دورا مركزيا في مساعدة الاسد. ويقول رحيم وعمر ايضا ان قناصة يتكلمون الفارسية ولا يفهمون العربية متواجدون في انحاء دمشق ويساعدون على قمع المظاهرات في حماة والدارة ايضا.

يقول رحيم: ‘ان الهبات الشعبية في تونس ومصر والبحرين وليبيا ألهمتنا، وأدت الشبكات الاجتماعية دورا مهما عندنا ايضا فاستطعنا ان ندعو الى مظاهرات وان ننقل رسائل وآنذاك بدأ القمع الفظيع. ‘في مظاهرة تمت في 15 آذار اعتقلت السلطات مجموعة من أبناء الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة هتفوا هتافات مضادة للسلطة وفتى آخر كتب على الجدار ‘إرحل يا أسد’. زُج بهم في السجون وحينما جاء آباؤهم لاطلاق سراحهم قال لهم أفراد الشرطة السرية: اذا أردتم أبناءكم فاتوا بنسائكم بدلا منهم’.

‘وفي نهاية الامر أُفرج عن عدد من الاولاد ولم يُفرج عن آخرين. وكان بين اولئك الذين ظلوا في السجن الفتى الذي كتب الكتابة الجدارية. وبعد شهرين أرسلوا الى والديه جثته المهشمة. كانت عليها آثار تنكيل شديد. اقتلعوا أظفاره قبل ان يضربوه حتى الموت. وقالوا للوالدين: هذا ما يحدث لمن يكتب على الزعيم. صور الوالدان الجثة ونقلا الصور إلينا’.

توجد في ملفات الشهادات تقارير من أزواج عن زوجاتهم اللاتي اغتُصبن على مرأى منهم على أيدي ناس الاستخبارات، ولاخوة يقولون ان اخواتهم اغتُصبن للانتقام منهم. وتوجد هنا شهادات كثيرة من والدين على تنكيل جنسي بأبنائهم وعشرات الصور الفظيعة لجثث مهشمة مقطوعة الأعضاء.

كان حمزة علي الخطيب ايضا فتى في الثالثة عشرة انضم الى المتظاهرين في حماة. ويقول رحيم: ‘كان هناك نحو من 50 ألف شخص. بدأ الجنود يطلقون النار وسقط أكثر من 15 قتيلا ومئات الجرحى. وأُخذ حمزة مع مجموعة اخرى من الفتيان الى معتقل. ومنذ ذلك الحين اختفت آثاره مدة شهر. ‘بعد مرور شهر أُرسلت جثة الولد الى والديه مع آثار تنكيل شديد. وقال لهم الشخص الذي جلب الجثة: هاكما ابنكما، تستطيعان صنع الشاورما منه. ثم وصف على سمع الوالدين المزعزعين كيف عذبوا ابنهما حتى الموت. لست أفهم من أين لهؤلاء الناس هذا القدر الكبير من الشر’.

أجمع رأي والدي حمزة على ألا يصمتا. فصورا الجثة المعذبة ونقلا الصورة مع القصة الى وسائل الاعلام الامريكية. ونشرت الصورة ايضا في صفحة فيس بوك مجموعة الجالين. ولم يمر وقت طويل حتى طرق رجال الامن باب عائلة الخطيب وأخذوا الأب الى المعتقل تحت جنح الظلام. قالوا للأب والأم: ‘سببتما ما يكفي من الضرر. انتهى هذا الآن’. اختفت آثار الأب منذ شهر أيار، ولا يعلم أحد ماذا كان مصيره. ‘هذه طرق الاسد’، يقول رحيم. ‘هذا ما يأمر ناسه بفعله. أعلم أنهم في اسرائيل يستعملون الرصاص المطاطي أو الغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات ولا يوجد عند الاسد شيء كهذا. فقد أعطى الجيش أوامر لا لبس فيها باطلاق النار للقتل. حتى انه لا يوجد اطلاق نار تحذيري نحو الأرجل’.

نشر فريق خبراء من مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف في المدة الاخيرة تقريرا يقضي بأنه منذ بدأت المظاهرات الى تشرين الثاني اعتقلت قوات الامن السورية نحوا من 100 ألف انسان وقتلت أكثر من 5 آلاف كان بينهم 256 ولدا على الأقل. وعُذب عدد منهم قبل ذلك جسميا وجنسيا ايضا. يشتمل التقرير على صور وأفلام تصعب مشاهدتها. فهناك على سبيل المثال عسكري يطلق النار على طفلة في الثانية من عمرها فيُرديها قتيلة، ويقول لوالديها: ‘لتمت الآن بدل ان تكبر لتصبح متظاهرة’.

يقول عمر: ‘الأعداد التي في أيدينا أكبر كثيرا. أُقدر انه قُتل نحو من 15 ألف متظاهر حتى الآن. فالتقرير لا يأخذ في حسابه ناسا دُفنوا في الساحات ولا كل الذين اختفوا’.

ولا يقف التقرير ايضا عند القصة المثيرة للقشعريرة للمنشد ابراهيم القاشوش. ‘لم يكن مطربا شهيرا كثيرا لكن في واحد من عروضه على المتظاهرين أنشد: يالله يالله يا بشار، إرحل يا بشار’. أخذه رجال الاستخبارات الى المعتقل وبعد بضعة ايام وجدت جثته وقالوا للعائلة أين تجده. تبين لهم أنهم قبل ان يقتلوه تحت التعذيب اقتلعوا أوتاره الصوتية من حنجرته. وقد أصبح منذ ذلك الحين خاصة أكثر شهرة في أنحاء سوريا، وتُسمع أناشيده في مظاهرات كثيرة’.

كانت زينب الحسيني في الثامنة عشرة حينما رآها والداها في المدة الاخيرة في نيسان. فقد اختفت من البيت كأن الارض ابتلعتها، وبعد بضعة اسابيع فقط استُدعي أخوها لأخذ جثتها. وكان المنظر الذي بدا له مزعزعا، فقد كان رأس زينب مفصولا ووجهها مهشما تماما. ولوحظت على جثتها آثار عنف شديد لم تُمكّن من التعرف عليها. ولما كان الأخ قد عمل على مجابهة النظام فانه قدّر أنهم أجمعوا على عقابه بالمس بأخته.

استدعى ناسا من الـ ‘سي.ان.ان’ الى بيته ونشر الصور، لكن بعد بضعة ايام عرض النظام زينب الحسيني حية وزعم ان المتظاهرين يفترون على قوات الامن افتراءات باطلة.

يقول رحيم: ‘لم ينجحوا فقط في الاجابة عن سؤال واحد: لمن الجثة المهشمة التي سُلمت الى العائلة؟ ربما لم تكن زينب لكن كانت هناك مع ذلك جثة فتاة عانت تعذيبا فظيعا. من عذبها وقتلها؟ من هذه الفتاة؟’.

سوريا دولة علمانية

أغلقت سوريا حدودها اغلاقا شبه محكم أمام صحفيين غربيين، وينجح قلة فقط في الحصول على تأشيرة دخول. وتكون خطوات هؤلاء المحظوظين القلة مقيدة ويخضعون لرقابة ملاصقة.

من جهة ثانية، يتجمع وراء الحدود مع الاردن ومع لبنان عشرات الصحفيين ومتلقي المعلومات من المعارضين حينما ينجح هؤلاء في اجتياز الحدود بسلام. وينقل جيش سوريا الحرة ايضا مواد الى الاعلام لكن الصورة بعيدة عن ان تكون كاملة. في كل يوم تضاف قطعة معلومات الى البازل، لكنهم يُقدرون ان مقدار الفظائع لن يُكشف إلا بعد زوال الحاكم، كما حدث في ليبيا.

قبل بضعة اسابيع التقى عمر مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وقد عرض عليها من جملة ما عرض، معطيات عن عسكريين انشقوا ويخططون لمحاربة الجيش حرب عصابات. ‘فاجأني أنها طلبت ان يضع المنشقون سلاحهم’، يقول عمر. ‘هذا طلب غريب.

لماذا لم يطلبوا الى المتمردين في ليبيا ان يضعوا سلاحهم؟ وكيف يستطيعون وضع السلاح اذا كان يمكن في كل لحظة ان يطلقوا النار عليهم ويقتلوهم. ليس هذا عمليا’. ان عمر معروف جيدا في دهاليز القوة في واشنطن، وهو مرتبط بمنظمات حقوق انسان. ‘لست أنجح في ان أفهم لماذا يسكت الامريكيون’، يقول. ‘نتوقع منهم ان يتدخلوا، عسكريا. وان يقصفوا الجيش السوري من الجو. فقد تدخلوا في ليبيا ونجحوا في خلع القذافي وهذا ما نتوقع ان يفعلوه بالاسد.

‘الى اليوم قتل في سوريا من الناس عدد أكبر ممن قتلوا في ليبيا في الوقت الذي أجمع فيه اوباما على بدء هجوم عسكري لمنع مجزرة أكبر. وفي كوسوفو ايضا قصف حلف شمال الاطلسي حينما كانت حاجة لذلك. فلماذا هذا النفاق؟.

‘دعا اوباما الاسد الى المغادرة لكنه لن يغادر طوعا. انه جبان ومغفل وهو على يقين من ان له تأييدا. فهو يفخر بأنه حتى أبناؤه يؤيدونه. وقد نفعته زوجته على مر السنين حينما أعطته بمجرد حضورها صورة معتدلة في نظر العالم، لكن الناس الذين التقوا معها قالوا انها ضحلة جدا، ونحن لا نعتمد على أن تؤثر فيه ليغادر’.

يديعوت 23/12/2011

الاخوان المسلمون يتبنون الهجومين الانتحاريين في سوريا

نيقوسيا- دمشق- (ا ف ب): اعلنت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا السبت مسؤوليتها عن التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مركزين للامن في دمشق الخميس وأسفر عن سقوط 44 قتيلا على الاقل.

وقالت الجماعة على موقعها الالكتروني (اخوان-اس واي) ان “احدى كتائبنا الجهادية حزب السنة الغالبون تمكنت من استهداف مبنى إدارة أمن الدولة في كفرسوسة بقلب عاصمة الامويين دمشق بعملية ناجحة”.

وأوضحت أن “اربعة استشهاديين من خيرة شبابنا المجاهد نفذوا العملية التي اوقعت العديد من القتلى والجرحى”.

ومن جهة أخرى، احتشد بضعة آلاف أمام الجامع الأموي الشهير وسط الأحياء القديمة في دمشق لتشييع عدد من الضحايا الذين سقطوا في تفجيري دمشق.

وهتفت الحشود للـ”شهداء” وبحياة الرئيس بشار الأسد.

ورفعت الأعلام السورية وأعلام الأحزاب السورية الموالية للسلطة كما رفعت أعلام لحزب الله اللبناني وبضعة أعلام إيرانية.

وكررت الحشود الشعارات مثل “الله سورية بشار وبس”، وجرى التشييع وسط حضور أمني كثيف.

وكانت السلطات السورية الرسمية قد أعلنت الخميس مقتل 44 وجرح 166 من المدنيين والعسكريين إضافة لأضرار مادية كبيرة في المباني والشوارع المحيطة في تفجيرين استهدفا مراكز أمنية في دمشق، حسب قولها.

دبلوماسي سعودي رفيع المستوى يصف الأوضاع في سورية بالحرجة

الرياض- (يو بي اي): أكد مصدر دبلوماسي سعودي رفيع المستوى ضرورة التزام السوريين بتطبيق برتوكول المراقبين، بما يمكنهم من تقييم الأوضاع على الأرض، واصفا الأوضاع في سورية بـ(الحرجة)، وذلك غداة نشر المراقبين العرب في الأراضي السورية.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية على أهمية التزام دمشق بالبرتوكول العربي الذي يأتي كجزء لا يتجزأ من المبادرة العربية الخاصة بالوضع السوري.

وشدد وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير في تصريح إلى صحيفة (الوطن) السعودية نشرته السبت على ضرورة التزام السوريين بتطبيق برتوكول المراقبين، بما يمكنهم من تقييم الأوضاع على الأرض في ظل اتساع رقعة العنف هناك.

ووصلت طلائع بعثة المراقبين العربية إلى سوريا، الخميس، للتحضير لوصول باقي الأعضاء، في وقت تستضيف الجامعة العربية مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل.

ورفض الأمير تركي التعليق على الأنباء المتعلقة بتوجه الرياض إلى إغلاق سفارتها في دمشق لدواع أمنية. غير أنه قال للصحيفة إن “العلاقة مع سورية كانت تحت التقييم والدراسة بصفة عامة منذ بدء الأزمة”.

وأضاف “الوضع في سورية الآن غير مستقر وفيه خطورة، وهو ما يفسر دعوتنا لكثير من مواطنينا إلى المغادرة لأنهم قد يكونون هدفا لأن يتعرضوا للإساءة أو القتل أو الخطف”.

ووصف بن سعود الكبير، الأوضاع في سورية بـ(الحرجة)، داعيا المواطنين السعوديين لأخذ الحيطة والحذر.

وقال إن قرار دعوة السعوديين إلى مغادرة سورية، جاء حماية لأرواحهم، في ظل وجود أعداد كبيرة منهم هناك لأغراض العمل أو السياحة أو الدراسة.

مجلس الأمن يدين الهجومين في سوريا ويخفق في التوافق على قرار

نيويورك- (ا ف ب): دان مجلس الأمن الدولي الجمعة الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا مركزين أمنيين في دمشق لكنه اخفق في التوصل إلى توافق بشأن الأزمة في سوريا وسط تبادل للانتقادات اللاذعة بين سفيري روسيا والولايات المتحدة.

وحمل سفير روسيا فيتالي تشوركين بعنف على سفيرة الولايات المتحدة سوزان رايس معتبرا انها تستخدم ضده “مجرد حشو كلام من قاموس ستانفورد”.

وكانت رايس خريجة هذه الجامعة المخصصة للنخبة في كاليفورنيا وصفت دعوة تشوركين الى التحقيق في الضربات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي في ليبيا بانها “محاولة رخيصة” لتحويل الانتباه عن سوريا.

وقالت إن طلب روسيا هو “مناورة لصرف الانتباه عن ملفات اخرى وتشويه النجاح الذي حققه الحلف الاطلسي وشركاؤه ومجلس الأمن في حماية الشعب الليبي”.

ودان المجلس في بيان صدر بعد مفاوضات شاقة بين الدول ال15 الاعضاء “باشد العبارات الهجومين الارهابيين” اللذين اسفرا عن 44 قتيلا على الاقل الجمعة في دمشق، حسب السلطات السورية.

واتهمت السلطات السورية تنظيم القاعدة بتنفيذ هذين الهجومين الانتحاريين لكن المعارضة السورية اتهمت نظام بشار الاسد بشنهما، لذلك عبر مجلس الامن عن تعازيه الى “الضحايا واسرهم والشعب” السوري متجاهلا الحكومة.

وقال البيان ان اعضاء المجلس “يعبرون عن تعازيهم الصادقة لضحايا هذه الاعمال المقيتة ولاسرهم ولشعب سوريا”. وعادة، يعتمد المجلس صيغة واحدة لادانة الهجمات الارهابية تعبر عن التعاطف مع الحكومة.

وقال مارتن نيسيركي الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان بان يشعر “بقلق عميق” من تصاعد العنف لكنه اكد انه على الاسد تطبيق خطة السلام التي تقدمت بها الجامعة العربية بالكامل لانهاء عشرة اشهر من العنف في البلاد.

وتقول الامم المتحدة إن عدد قتلى هذا العنف بلغ خمسة آلاف شخص.

واضاف نيسيركي ان بان يدعو الى تغيير سياسي “يتمتع بالمصداقية وشامل وشرعي” في سوريا، مؤكدا انه على السلطات السورية تطبيق خطة السلام العربية “بشكل كامل وسريع”.

وشكك الدبلوماسيون الغربيون في ان تسمح دمشق للمراقبين بالعمل بفاعلية، بينما اكد بان كي مون ان البعثة يجب ان تتمكن من التحرك “بدون معوقات”.

وقدمت روسيا الجمعة مشروع قرار بشأن الازمة رفضته الدول الغربية فورا معتبرة انه ما زال لا يتمتع بالحزم الكافي حيال الأسد.

ودعا المبعوثون الغربيون إلى فرض حظر على شحن الأسلحة إلى سوريا كما رفضوا اصرار روسيا على المساواة بين المعارضة والقمع الذي تمارسه السلطات السورية.

وقال السفير الالماني لدى المنظمة الدولية بيتر فيتيغ ان الدول الاوروبية تأمل في أن يتضمن المشروع دعما اقوى لقرار الجامعة العربية التي فرضت عقوبات على سوريا.

واضاف انه ينبغي ان يدعو القرار إلى “الافراج عن السجناء السياسيين” وان “يعبر بوضوح عن ضرورة احالة مرتكبي انتهاكات حقوق الانسان على القضاء”. ورأى ان المقترحات الروسية “ليست كافية”.

وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار يدين العنف الذي تمارسه السلطات السورية ويهدد بفرض عقوبات.

ورسم تشوركين حدود اي قرار مقبل. وقال في مؤتمر صحافي “اذا كان المطلوب هو اسقاط كل اشارة الى العنف الصادر عن المعارضة المتطرفة، فهذا لن يحدث”.واضاف “اذا كانوا يتوقعون منا ان نفرض حظرا على الاسلحة، فهذا لن يحدث”.

وتابع تشوركين “نعلم تماما ماذا يعني حظر على السلاح. هذا يعني، وقد شهدناه في ليبيا، عدم السماح بتزويد الحكومة اسلحة، ولكنه (يعني) ان الجميع يستطيعون تقديم اسلحة الى مجموعات معارضة”.

ودعا تشوركين هذا الاسبوع الى اجراء تحقيقات في الضربات التي وجهها الحلف الاطلسي إلى ليبيا، ما اثار غضب الولايات المتحدة وحلفائها.

وقالت السفيرة الامريكية ان طلب روسيا هو “مناورة لصرف الانتباه عن ملفات اخرى وتشويه النجاح الذي حققه حلف الاطلسي وشركاؤه ومجلس الامن في حماية الشعب الليبي”.

واضافت ان تصريحات نظيرها الروسي “ادعاءات مزيفة وكلام طنان” و”محاولة رخيصة” لتحويل الانتباه عن سوريا.

اما السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو فقال انها “خدعة”.

واشار السفير الروسي إلى تصريحات الرئيس باراك اوباما بشأن رغبته في تحسين العلاقات مع الاسرة الدولية والامم المتحدة.

وقال تشوركين “اذا كانت هذه نيتهم فعلا فعليهم استخدام عبارات افضل “من حشو الكلمات القادمة من قاموس ستانفورد”. واضاف “هذه ليست اللغة التي ننوي استخدامها لمناقشة القضايا مع شركائنا في مجلس الامن الدولي”.

مقتل أربعة مدنيين في سوريا والمرصد يدعو الجامعة العربية للتوجه إلى حمص

نيقوسيا- (ا ف ب): ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن اربعة مدنيين قتلوا السبت في حمص ودعا بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الى التوجه الى هذه المحافظة الواقعة وسط البلاد وتشهد اعمال عنف.

وقال المرصد انه “عثر صباح السبت في شوارع مدينة الحولة على جثامين أربعة مواطنين (…) ظهرت على اجسادهم آثار تعذيب”، مشيرا إلى أن “الأجهزة الأمنية ومجموعات الشبيحة كانت اعتقلتهم بعد منتصف ليل الجمعة السبت من حي البستان في كفرلاها”.

واضاف انه “عثر على مواطن خامس في حالة خطرة”.

وطالب المرصد “وفد مراقبي الجامعة العربية بالتوجه الفوري الى مدينة الحولة لتوثيق هذا الانتهاك الفاضح لحقوق الانسان الذي يعتبر غيضا من فيض لما جرى ويجري في سوريا”.

وذكر المرصد من جهة اخرى، ان قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة “اقتحمت” بلدة بصر الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا (جنوب).

واضاف المرصد ان هذه القوات “تبحث عن عشرات الجنود المنشقين المتوارين في تلك المنطقة”، معربا عن خشيته من ان “يكون مصيرهم مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا يوم الاثنين الماضي في جبل الزاوية بعد محاصرتهم قرب بلدة كنصفرة”.

ومن جهة اخرى، قال المرصد إن “مواطنين استشهدا في مدينة نوى احدهما طفل يبلغ من العمر 15 عاما، متاثرين بجروح اصيبا بها خلال اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية الجمعة”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان تحدث عن مقتل 22 مدنيا الجمعة، “11 منهم في مدينة حمص واثنان في مدينة دوما بريف دمشق (…) وثلاثة في مدينة حماة وثلاثة في محافظة ادلب فيما استشهد مواطنان برصاص الامن في محافظة درعا ومواطن في دير الزور”.

كما قتل 44 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 160 في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للامن في دمشق نسبتهما السلطات إلى تنظيم القاعدة في حين اتهمت المعارضة النظام بالوقوف وراءهما.

استنفار امني حول المؤسسات الحكومية.. واشنطن ولبنان وحزب الله يدينون

عشرات القتلى بتفجير أهم مقرين أمنيين بدمشق

النظام يتهم ‘القاعدة’ والمعارضة تحمله المسؤولية

عواصم ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر وسعد الياس: استيقظت العاصمة السورية دمشق صباح أمس الجمعة على تطور أمني هو الأعنف والأخطر منذ اندلاع الأزمة السورية، إثر تعرض أهم مقرين أمنيين فيها لهجومين بالمتفجرات، أسفرا عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من عناصر أمنية ومدنية.

وفرضت أطواق أمنية في محيط جميع المقار الأمنية والرسمية وسط العاصمة دمشق على مسافة تقارب الـ1000 متر، حتى مقار حزب البعث الحاكم أحيطت بها حواجز على بعد مئات الأمتار، اللافت كان الطوق العسكري الذي فُرض حول مقر قيادة أركان الجيش السوري في ساحة الأمويين ومقر شعبة الأمن السياسي في حي المزة، حتى شرطة المرور شوهدت تحمل أسلحة روسية ‘كلاشينكوف’، وخلت شوارع العاصمة من المارة ومن حركة السيارات باستثناءات تكاد لا تُذكر.

الأجهزة الأمنية سمحت لمراسلي وسائل الإعلام بمواكبة الحدث الأمني، وفي التفاصيل سيارة مفخخة من نوع شيفروليه اقتحمت أحد الأبواب الرئيسية لمقر الاستخبارات العامة (أمن الدولة) في منطقة كفرسوسة قيل انها كانت محملة بمئات الكيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار، شاهد الصحافيون أشلاء الجثث وأجسادهم المقطعة والحصيلة في تفجير مقر الاستخبارات العامة تجاوزت 40 ضحية وحوالي 100 جريح معظمهم من عناصر الأمن هناك.

وعلى بُعد رمية حجر واحدة انتقل المراسلون إلى حي الجمارك، حيث مقر الاستخبارات العسكرية، هجوم آخر بالتوازي مع الهجوم الأول على مقر ما يسمى ‘فرع المنطقة’ التابع للاستخبارات العسكرية الذي يرأسه اللواء رستم غزالي، ثمة تفاصيل أكثر درامية في المشهد هنا، سيارة مفخخة شاهدنا بقايا أجزائها قيل لنا ان انتحارياً كان يقودها لحِق بسيارة ضابط برتبة عقيد في فرع المنطقة يدعى فارس ‘عصورة’ واستطاع الوصول إلى الباب الرئيس للفرع ثم فجر سيارته، وأصيب العقيد بجروح وأسعف إلى المشفى، فيما توفي ضابط استخبارات عسكرية احتياط برتبة عميد في ذات المكان واسمه نعيم موراني، كما شوهدت سيارة أجرة بجانب مبنى فرع المنطقة بداخلها أربع جثث متفحمة قيل انها أطلقت قذيفة آ ربي جي سقطت في الطابق الرابع من المبنى الاستخباراتي.

اللواء رستم غزالي تحدث لعدد من المراسلين عمن سماهم ‘أدوات عميلة’ تنفذ المشروع الخارجي المعادي، مشدداً على أن هذين الهجومين لن يؤثرا على معنويات الجيش والقوات الأمنية والمواطنين، مضيفاً أن بلاده ستقاوم هذا المشروع حتى آخر نقطة دم. لم يكشف اللواء غزالي عن تفاصيل الهجوم على مقر الفرع الذي يرأسه وقال ان بياناً لاحقاً سيكشف التفاصيل، لكنه قال ان كمية المتفجرات التي استُخدمت كانت كبيرة، وفي سؤال لـ’القدس العربي’ عما إذا كانت السلطات السورية تتهم تنظيم ‘القاعدة’ بالوقوف وراء التفجيرين قال غزالي: أعتقد أن مصطلح المجموعات الإرهابية أفضل من كلمة القاعدة لأنه يشمل كل شيء .

وقالت وكالة ‘سانا’ ان ‘عمليتين إرهابيتين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين استهدفتا صباح الجمعة إدارة أمن الدولة وأحد الأفرع الأمنية في دمشق، وأسفرت العمليتان الإرهابيتان عن سقوط عدد من الشهداء المدنيين والعسكريين وغالبية الشهداء من المدنيين’، وقالت الوكالة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن العمليتين الإرهابيتين من أعمال تنظيم ‘القاعدة’.

وزار فريق مقدمة بعثة مراقبي الجامعة العربية موقعي تفجيري دمشق ليطلعوا على آثارهما، من دون التعليق على التفجيرين، فيما أعلن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الذي كان يرافق الوفد عن أن 40 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب أكثر من 100 آخرين نتيجة العمليتين الإرهابيتين اللتين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين واستهدفتا إدارة أمن الدولة وفرع أمن المنطقة وسط دمشق.

وتتهم السلطات السورية من تسميهم بـ ‘الجماعات الإرهابية المسلحة’ ممولة ومدعومة من الخارج، بالوقوف وراء أعمال عنف أودت بحياة مدنيين ورجال أمن وعسكريين، فيما يقول ناشطون ومنظمات حقوقية إن السلطات تستخدم العنف ‘لإنهاء المظاهرات الشعبية السلمية’.

ونقلت وكالة الأنباء ‘رويترز’ عن الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قوله، ان التفجيرين اللذين وقعا الجمعة أديا إلى مقتل نحو 40 شخصا وإصابة أكثر من 150 آخرين من المدنيين وأفراد الجيش’، مضيفا أن ‘المطالبين بالحرية يجب أن يعلموا أن هذا ليس هو السبيل لتحقيق الديمقراطية’.

وادانت الادارة الامريكية الجمعة تفجيرات دمشق معتبرة مع ذلك انها لا ينبغي ان تعيق عمل بعثة المراقبين العرب التي تتقصى الحقائق بشأن قمع حركة الاحتجاج في سورية.

وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية ان ‘الولايات المتحدة تدين الاعتداءات بأقصى قوة’ حيث ان ‘لا شيء على الاطلاق يبرر الارهاب’.

وذكر تونر بان الادارة الامريكية ادانت العنف في سورية ايا كان مصدره وكذلك ‘الاشهر التسعة الطويلة التي مارس فيها نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد التعذيب والعنف لقمع تطلعات الشعب السوري الى تغيير سياسي سلمي’.

وغداة وصول طليعة المراقبين العرب بموجب اتفاق مع الجامعة العربية رأت واشنطن انه ‘من الضروري الا تعيق التفجيرات عمل البعثة الفائق الاهمية’.

ودان لبنان الرسمي التفجيرين وانضم اليه حلفاء سورية، اما قوى 14 آذار فبدت متناغمة مع المعارضة السورية لجهة وصف الانفجارين بمسرحية رديئة تذكّر بفيلم أحمد أبو عدس الذي اتهم بتنفيذ عملية انتحارية ضد الرئيس الراحل رفيق الحريري.

فعلى الخط الرسمي، اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالاً بالرئيس السوري بشار الاسد دان خلاله التفجير الارهابي الذي وقع في العاصمة السورية، معتبراً ‘ان تزامنه مع وصول طلائع المراقبين الى سورية يهدف الى خربطة الحل العربي الذي تم الاتفاق عليه بين سورية والجامعة العربية’.

واعتبر رئيس تيار ‘المستقبل’ النائب سعد الحريري ان كلام الخارجية السورية عن دخول عناصر من ‘القاعدة’ الى سورية عبر لبنان ‘مردود اليها ومفبرك مع بعض أدواتها في لبنان’.

متوقعاً ان يكون انفجارا دمشق ‘من صنع النظام السوري كما اعلن المجلس الوطني السوري’.

وقد اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الاسد بتدبير الهجمات التي استهدفت الجمعة مقرات امنية في دمشق واوقعت بحسب السلطات السورية اربعين قتيلا وعشرات الجرحى.

وقال المجلس في بيان على موقعه ‘ان النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة’.

واضاف البيان ‘إن التفجيرين اللذين حدثا في وقت متقارب، تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سورية’.

كما اتهم المجلس الوطني النظام السوري بـ’نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام’.

وتابع البيان ‘ان الشهداء الذين سقطوا اليوم (الجمعة) هم جزء من ثمن الحرية الذي يدفعه السوريون للتخلص من نظام الاستبداد والجريمة، وسيحاسب الذين ارتكبوا تلك الأعمال أمام العدالة، ولن يجدي النظام نفعا أي محاولة للتعمية عن جرائمه’.

كما اتهم النظام بالتخطيط ‘لارتكاب مزيد من عمليات التفجير في سورية بهدف إشاعة أجواء من الرعب والفوضى، ومنع المراقبين العرب من الوصول إلى الحقائق التي باتت معروفة لدى الرأي العام في سورية وفي العالم أجمع’.

نشطاء سوريون يدعون لاحتجاجات ضخمة تنديدا ببعثة الجامعة العربية

بيروت ـ د ب ا: دعا نشطاء سوريون الجمعة لمسيرات مناهضة لبعثة مراقبي لجامعة العربية التي وصلت طليعتها دمشق أمس لوقف حمام الدم.

ومن جهة اخرى، تواصلت أعمال العنف في محافظات وسط وشمال غربي سورية ما أسفر عن مقتل ستة متظاهرين ليلة الخميس/الجمعة.

وتحت شعار ‘بروتوكول الموت، رخصة مفتوحة للقتل’ دعا النشطاء عبر صفحاتهم على موقع التواصل الإجتماعي الإلكتروني فيسبوك، لاحتجاجات واسعة ضد بعثة المراقبين، الجمعة.

وقال ناشط مقيم في بيروت لوكالة الانباء الألمانية(د.ب.أ) ‘لا شيء سيوقف آلة القتل لهذا النظام ما لم يتم إحالة الأزمة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة’.

ووصف قادة المعارضة السورية موافقة سورية على بعثة المراقبين بانه ‘مناورة جديدة’ لمنع الجامعة العربية من احالة ملف الأزمة السورية لمجلس الأمن الدولي.

كانت طليعة بعثة المراقبين العرب التابعة للجامعة العربية وصلت سورية الخميس للوقوف على مدى تنفيذ دمشق لبنود خطة إنهاء الازمة بعد عشرة أشهر من الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد، والتي سقط خلالها ما يزيد عن خمسة آلاف قتيل بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

والرغم من وصول الفريق الاستطلاعي، قال النشطاء إن الاشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين عن الجيش تواصلت ليلا في مدينتي حمص وإدلب المضطربتين ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص.

وقال أحمد عبدالله أحد النشطاء المقيمين في إدلب للـ’د.ب.أ’ عبر الهاتف، إن خمسة أشخاص من أسرة واحدة قتلوا في المدينة. وبث المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن تسجيل فيديو تظهر فيه 49 جثة لرجال زعم المرصد إنهم قتلوا على يد عناصر قوات نظامية في إدلب الثلاثاء الماضي.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية الخميس إن ما يزيد على الألفين من عناصر الأمن قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة منتصف آذار/مارس الماضي.

ومدفوعة بتصاعد وتيرة العنف، استدعت وزارةالخارجية الألمانية سفير سورية لدى برلين، وطالبت بوقف فوري للقمع ‘الوحشي’ للمظاهرات المطالبة بالديمقراطية.

تراجع انتاج النفط السوري 35%

صرحّ وزير النفط السوري سفيان علاو إن إنتاج بلاده من النفط تراجع نحو 30 إلى 35 بالمئة بسبب العقوبات المفروضة على بلاده، في الوقت الذي نُسب بيان لجماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا تتبنى فيه تفجيري دمشق، أمس الجمعة، وعادت الجمعة واتهمت استخبارات النظام السوري بتزوير موقع الكتروني لتوريطها. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة مدنيين قتلوا، اليوم السبت، في حمص، داعياً بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الى التوجه الى هذه المحافظة.

لفت وزير النفط السوري سفيان علاو، اليوم السبت، إن إنتاج بلاده من النفط تراجع نحو 30 إلى 35 بالمئة جراء العقوبات المفروضة على سوريا.

وأبلغ علاو الصحفيين، على هامش اجتماع لوزراء النفط العرب في القاهرة، أنه “خفضنا إنتاجنا 30 إلى 35 بالمئة إلى أن نستأنف الصادرات”، مضيفا أن الإنتاج الحالي يبلغ نحو 260 ألف برميل يومياً.

وقال أن “تلك عقوبات ظالمة لم يتعرض لها بلد من قبل، لقد توقفوا عن شراء النفط السوري ونواجه صعوبات في التصدير وهو ما يؤثر سلبا على شعبنا”، مشيراً إن طاقة الإنتاج السورية هي حوالي 380 ألف برميل يوميا والطاقة التكريرية 250 إلى 255 ألف برميل يوميا.

واعرب علاو عن “خفضنا إنتاجنا من النفط الخام ونستورد الآن المنتجات مثل البنزين وغاز البترول المسال لكن نواجه مشاكل في التعامل مع المصارف.”

،وشدد الاتحاد الأوروبي عقوباته على صناعة النفط السورية ووضع شركات مملوكة للدولة على قائمة سوداء

وفي وقت سابق هذا الشهر قالت كل من رويال داتش شل وتوتال إنها ستوقف أنشطة الإنتاج في سوريا التزاما بالعقوبات المفروضة من جانب الاتحاد الأوروبي.

على صعيد آخر، اتهمت “جماعة الاخوان المسلمين” في سوريا عبر قناة “العربية” استخبارات النظام السوري بتزوير موقع الكتروني لتوريطها باعتداءات دمشق عبر توزيع بيان على هذا الموقع تعلن فيه الجماعة مسؤوليتها عن الهجومين. وقال نائب مراقب “الاخوان المسلمين” في سوريا محمد فاروق طيفور في اتصال مع قناة “العربية” ان لا علاقة لحركة “الاخوان” بالتفجيرين اللذين وقعا في دمشق أمس.

وكانت وكالة “فرنس برس” قد نقلت عن موقع “اخوان-اس واي” الالكتروني الذي قالت انه للجماعة، ان الاخيرة اعلنت مسؤوليتها عن التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مركزين للامن في دمشق، أمس الجمعة، واسفرا عن سقوط 44 قتيلا على الاقل.

وقالت الجماعة حسب البيان: “إن احدى كتائبنا الجهادية حزب السنة الغالبون تمكنت من استهداف مبنى ادارة امن الدولة في كفرسوسة بقلب عاصمة الامويين دمشق بعملية ناجحة”، واضافت: ان “اربعة استشهاديين من خيرة شبابنا المجاهد نفذوا العملية التي اوقعت العديد من القتلى والجرحى”.

أمنياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة مدنيين قتلوا، اليوم السبت، في حمص، ودعا بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الى التوجه الى هذه المحافظة الواقعة وسط البلاد وتشهد اعمال عنف.

وقال المرصد انه “عثر صباح اليوم في شوارع مدينة الحولة على جثامين اربعة مواطنين (…) ظهرت على اجسادهم اثار تعذيب”، مشيرا الى ان “الاجهزة الامنية ومجموعات الشبيحة كانت اعتقلتهم بعد منتصف ليل الجمعة السبت من حي البستان في كفرلاها”.

وذكر المرصد ان قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة بصر الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا.

واضاف المرصد ان هذه القوات “تبحث عن عشرات الجنود المنشقين المتوارين في تلك المنطقة”، معربا عن خشيته من ان “يكون مصيرهم مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا يوم الاثنين الماضي في جبل الزاوية بعد محاصرتهم قرب بلدة كنصفرة”.

من جهة اخرى، قال المرصد ان “مواطنين استشهدا في مدينة نوى احدهما طفل يبلغ من العمر 15 عاما، متاثرين بجروح اصيبا بها خلال اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية الجمعة”.

(ا ف ب، رويترز)

الإرهاب يضرب قلب دمشق

مذبحة كفرسوسة تستقبل المراقبين

في حادث هو الأول من نوعه منذ اندلاع الأزمة في سوريا، هزّ انفجاران انتحاريان مقر جهاز أمن الدولة ومبنى الاستخبارات في كفرسوسة في دمشق، أمس، حاصداً 40 قتيلاً وقرابة 150 جريحاً. وبينما وجهت السلطات السورية أصابع الاتهام إلى تنظيم «القاعدة»، أثار الهجومان ردود فعل دولية منددة، وسط تحذيرات من انزلاق البلاد إلى الحرب الأهلية على الطريقة العراقية. أما لبنان، فكان في قلب الحدث بعد حديث السلطات السورية عن تسلل عناصر من «القاعدة» عبره إلى أراضيها، ما استتبع رداً من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الذي اتهم الجانب السوري بفبركة الاتهامات

بينما كانت الأنظار تتجه إلى وفد مراقبي جامعة الدول العربية، الذي وصلت طلائعه أول من أمس إلى دمشق، للإعداد لعمل المراقبين العرب المفترض أن يصل عدد منهم غداً، أعاد الانفجاران الانتحاريان اللذان استهدفا مركزين للأمن في دمشق، وأوقعا 40 قتيلاً، فضلاً عن إصابة أكثر من 150 آخرين من المدنيين وأفراد الجيش، خلط الأوراق، وسط اتهامات من السلطات السورية لتنظيم «القاعدة» بالوقوف وراء الاعتداءين.

وذكر شهود عيان أنّ التفجيرين وقعا في حي كفرسوسة، عندما حاولت سيارة اقتحام المدخل المؤدي إلى مقر جهاز أمن الدولة، بينما انفجرت سيارة أخرى أمام المدخل المؤدي إلى مبنى الاستخبارات في الحي نفسه. وعرض التلفزيون السوري لقطات لمدنيين ينقلون جثثاً متفحمة أو بترت أطرافها، بينما تغطي الدماء الأرض. وبدت حفرة عميقة وطويلة على نحو واضح، فيما شوهد زجاج نوافذ مباني أمن الدولة وقد تحطّم.

وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا»: «استهدفت عمليتان إرهابيتان نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين إدارة أمن الدولة وأحد الفروع الأمنية في دمشق»، مشيرة إلى أن «العمليتين الإرهابيتين أدّتا إلى سقوط عدد من الشهداء المدنيين والعسكريين، وغالبية الشهداء من المدنيين». وشددت على أن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن العمليتين الإرهابيتين من أعمال تنظيم القاعدة»، كما لفتت «سانا» إلى أن «مقدمة بعثة مراقبي الجامعة العربية زارت موقعي العمليتين الإرهابيتين، واطّلعت على آثارهما الفظيعة».

من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال تفقده منطقة التفجير برفقة وفد المراقبين، إنها «أول هدية من الإرهاب والقاعدة في اليوم الأول من وصول المراقبين العرب». وتابع أن «الإرهاب أراد أن يكون اليوم الأول للمراقبين في دمشق يوماً مأساوياً، لكن الشعب السوري سيواجه آلة القتل التي يدعمها الأوروبيون والأميركيون وبعض الأطراف العربية»، مؤكداً أن «السلطات السورية ستسهّل إلى أبعد حد مهمة الجامعة العربية». وفي السياق، لم يستبعد مدير الاستخبارات العسكرية في ريف دمشق، العميد رستم غزالة، حدوث تفجيرات أخرى. ورأى غزالة، خلال تفقده موقع تفجير إدارة الأمن، أن «الاحتمالات ليست محصورة في تنظيم القاعدة بالوقوف وراء العمليتين، وإنما تنظيمات إرهابية أخرى قد تكون خلف هذه العملية الأولى منذ سنوات داخل دمشق».

أما المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، فقد كشف أن لبنان حذر سوريا قبل يومين من تسلل عناصر من «القاعدة» إلى الاراضي السورية عبر بلدة عرسال اللبنانية الحدودية. وشدّد مقدسي على أن «تفجيرات دمشق تحمل طبيعة التفجيرات التي ينفذها تنظيم القاعدة».

مسيرات تنديد

وخرجت تظاهرات في أكثر من محافظة سورية تنديداً بالاعتداءين. وأفادت «سانا» أنّ حشوداً شعبية تجمعت «في ساحة السبع بحرات بدمشق استنكاراً للعمليتين الإرهابيتين في دمشق، وللجرائم وعمليات التخريب التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة، وتستهدف أمن سوريا وشعبها»، كما توافدت حشود من أبناء ناحية تل تمر والقرى المحيطة بها في محافظة الحسكة إلى ساحة عدنان المالكي، فضلاً عن خروج مسيرات مماثلة في كل من السويداء وفي ناحية الصفصافة والقرى المحيطة بها في محافظة طرطوس للغاية نفسها.

ولم يتأخر «المجلس الوطني السوري» المعارض في اتهام النظام السوري بتدبير الهجومين. وجاء في بيان على الموقع الإلكتروني لـ «المجلس»، أن «النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير إلى المراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقارّ الأمنية، وأخرى إلى العالم مفادها أن النظام يواجه خطراً خارجياً لا ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة».

وقد أثار التفجيران الانتحاريان ردود فعل أبرزها كان مصدرها لبنان، بعد حديث السلطات السورية عن تسلل عناصر من «القاعدة» من لبنان إلى الأراضي السورية. الموقف الرافض لهذا الحديث صدر عن رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، الذي رأى أن كلام دمشق عن دخول عناصر من «القاعدة» إلى سوريا عبر لبنان «مردود إليها، وهو مفبرك مع بعض أدواتها في لبنان»، مرجحاً أن يكون انفجارا دمشق «من صنع النظام السوري». ورأى الحريري، في دردشة له عبر موقع «تويتر»، أن «هناك من يعمل في الحكومة اللبنانية على زج لبنان في مسار الإرهاب للتغطية على جرائم نظام السوري، علماً بأن هذا النظام اختصاصي في تصدير الإرهاب».

وعما اذا كان يتخوّف من عمل أمني يُعد لبلدة عرسال والمناطق المؤيدة للحراك السوري المعارض بعد الانفجارات في سوريا، وما سبقها من كلام لوزير الدفاع فايز غصن عن «القاعدة»، أجاب الحريري إن «عرسال مدينة الأبطال والأوفياء، ليست وحدها لأن كل الشرفاء في لبنان معها». أما رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة، فقد دان بدوره الانفجارات «التي أدت إلى مقتل عدد من الإخوة الأشقاء والأبرياء في سوريا». وأضاف «نستنكر بذات الوقت استمرار سقوط العشرات من الشهداء في كل أنحاء سوريا».

في المقابل، أدان حزب الله الاعتداءين، موجها أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة. وجاء في بيان الحزب أن «هذه التفجيرات هي من اختصاص الولايات المتحدة أمّ الإرهاب، وأصابعها الممتدة في منطقتنا والمتخصصة في استهداف الأبرياء وقتلهم وترهيبهم، لدفعهم الى الانصياع للسياسة الأميركية، وأتت بعد يوم واحد من التفجيرات المنسقة التي استهدفت بغداد والمدن العراقية الأخرى، ما يوحي بأن القوى المتضررة من الهزيمة الكبرى التي لحقت بالولايات المتحدة، وأدت الى خروج قواتها ذليلة من العراق، بدأت عملية انتقام دموية جبانة». كذلك أجرى الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري بشار الأسد، دان فيه التفجيرات التي تستهدف «خربطة الحل العربي»، على حد تعبير سليمان، فيما أبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الأسد مستنكراً ومديناً «التفجيرات الإرهابية».

دولياً، دانت الإدارة الأميركية تفجيرات دمشق، محذرة في الوقت نفسه من أنها «لا ينبغي أن تعيق عمل بعثة المراقبين العرب التي تتقصى الحقائق بشأن قمع حركة الاحتجاج في سوريا». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارك تونر، إن «الولايات المتحدة تدين الاعتداءات بأقصى قوة»، إذ إنه «لا شيء على الإطلاق يمكن أن يبرر الإرهاب».

أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، فقد أشار إلى أن بلاده لا تملك معلومات عن الهجومين، معرباً عن تمسك باريس بالطابع السلمي للاحتجاجات، مع تجديده الإعراب عن قلق فرنسا من «الانزلاق إلى حرب أهلية حقيقية يقود إليها القمع الدموي والأعمى الذي يقوم به النظام». كذلك أدانت كل من بريطانيا وايطاليا الحادث، وجددتا الدعوة إلى وضع حد فوري للعنف في سوريا.

ميدانيات

في هذه الاثناء، شهدت حمص وريف إدلب وبعض مدن ريف دمشق والقامشلي ودرعا والحسكة السورية خروج تظاهرات معارِضة تحت شعار «بروتوكول الموت» للتشكيك في مهمة مراقبي الجامعة العربية، بينما واصل وفد البعثة العربية المكلف تسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية تمهيداً لوصول المراقبين العرب، اجتماعاته.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر مساءً، عن مسؤول في الجامعة العربية، قوله إن بعثة المراقبين التابعين للجامعة ستغادر إلى سوريا يوم الاثنين. وقال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي إن «بعثة مراقبي الجامعة العربية ستغادر الى سوريا الاثنين المقبل برئاسة محمد أحمد مصطفى الدابي (سوداني)، وتضم أكثر من 50 شخصاً، جميعهم من العرب».

ميدانياً، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، «مقتل 11 مدنياً برصاص الأمن السوري»، معظمهم في حمص، بينما أعلنت منظمة «أفاز» الحقوقية ومقرها بريطانيا، أن ما لا يقل عن 6237 شخصاً قتلوا، و69 ألفاً اعتقلوا على مدى الأشهر العشرة الماضية.

من جهتها، أفادت «سانا» عن إصابة أربعة عناصر من قوات حفظ النظام جرّاء انفجار عبوة ناسفة على طريق فرعي في حي طريق حلب بمدينة حماه، فضلاً عن إلقاء القبض في محافظة دير الزور «على عدد من المسلحين في مدينة القورية» ومصادرة أسلحة.

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «الوطن» السعودية أن «الرياض تتجه الى إغلاق سفارتها في سوريا، بعدما قلّصت ممثليها الدبلوماسيين إلى الحد الأدنى». ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الإجراء قوله إن هذه الخطوة نابعة من «حرص حكومة المملكة على عدم تعريض مواطنيها أو بعثتها الدبلوماسية لأي خطر»، مشيراً إلى أنه «إذا جرى ذلك، فلن تكون السعودية هي الوحيدة التي لجأت إلى إغلاق سفارتها هناك، بل سبقتها إلى ذلك مجموعة من الدول».

وفي السياق، قررت شركة النفط الروسية «تاتنفت» وقف عملها في سوريا بسبب عدم الاستقرار في البلاد.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أنه بُدئ بمساعٍ مكثفة لتأمين الإفراج عن المهندسين الإيرانيين الخمسة المختطفين في سوريا، بينما نُقل العاملون في شركات ايرانية في سوريا إلى «مكان آمن».

وأعلنت متحدثة باسم الحكومة السويسرية أن بلادها جمدت 50 مليون فرنك سويسري (53 مليون دولار) طاولت أموال 54 فرداً سورياً، فضلاً عن 12 شركة. بدوره، أعلن وزير الخارجية الكندي جون بيرد أن بلاده فرضت عقوبات جديدة على النظام، تشمل حظر جميع الواردات السورية باستثناء المنتجات الغذائية، وذلك بعد يوم واحد من تجديد مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان تأكيده أنه «حان الوقت للرئيس الأسد أن يتنحى، وأن يسمح بانتقال سلمي وديموقراطي للسلطة في سوريا، وأن يسمح للسوريين بأن يقرروا مصيرهم». وأضاف، في مقابلة مع فضائية «العربية»، أن «الذي يدعونا الى قول ذلك، هو أن كل الإصلاحات التي دعا اليها النظام لم يتحقق منها أيّ شيء».

إلى ذلك، درست لجنة شؤون الأحزاب التي عقدت اجتماعها أول من أمس برئاسة وزير الداخلية اللواء محمد الشعار، الطلبات المقدمة إليها من المواطنين الراغبين في تأسيس أحزاب جديدة، ووافقت على تأسيس حزب باسم «حزب التضامن»، ليكون بذلك أول حزب مؤسس وفق قانون الأحزاب الجديد.

(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

الإخوان المسلمون ينفون ما اشيع حول تبنيهم الهجومين في دمشق

وكالات

نيقوسيا: نفى المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا زهير سالم السبت لوكالة فرانس برس مسؤولية الجماعة عن الاعتداءات الانتحارية التي وقعت امس الجمعة، متهما النظام ب “افتعال” بيان عن تبني تلك الاعتداءات باسم الاخوان.

وردا على بيان نشره احد المواقع التي قيل انها لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا وتبنى باسمها الاعتداءات التي اسفرت عن 44 قتيلا واكثر من 150 جريحا، قال المتحدث “انها صفحة مفتعلة باسمنا على شبكة الانترنت”.

واضاف المتحدث الذي تم الاتصال به من لندن ان “النظام هو الذي اعد البيان وكذلك الاعتداءات”، على حد قوله.

كما نفت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا على موقعها الالكتروني الرسمي (www.ikhwansyria.com) مسؤوليتها عن تفجيري دمشق أمس الجمعة، وقالت الجماعة إن البيان الذي نسب اليها مسؤوليتها عن تفجيري كفرسوسة مدسوس.

ونسب المجلس الوطني السوري، ابرز حركات المعارضة في سوريا التي تشكل جماعة الاخوان المسلمين احد مكوناتها، الى نظام الرئيس بشار الاسد “المسؤولية المباشرة” عن الاعتداءين.

وقال المجلس في بيان على موقعه ان “النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة”.

كما اتهم المجلس الوطني النظام السوري ب”نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام”.

وكانت الوكالة الفرنسية قالت إن جماعة الاخوان المسلمين في سوريا أعلنت السبت مسؤوليتها عن التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مركزين للامن في دمشق امس واسفر عن سقوط 44 قتيلا على الاقل.

وأوضحت الوكالة أن الجماعة قالت على موقعها الالكتروني (اخوان-اس واي) ان “احدى كتائبنا الجهادية حزب السنة الغالبون تمكنت من استهداف مبنى ادارة امن الدولة في كفرسوسة بقلب عاصمة الامويين دمشق بعملية ناجحة”.

واوضحت ان “اربعة استشهاديين من خيرة شبابنا المجاهد نفذوا العملية التي اوقعت العديد من القتلى والجرحى”.

في هذه الاثناء، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة مدنيين قتلوا السبت في حمص ودعا بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الى التوجه الى هذه المحافظة الواقعة وسط البلاد وتشهد اعمال عنف.

وقال المرصد انه “عثر صباح اليوم في شوارع مدينة الحولة على جثامين اربعة مواطنين (…) ظهرت على اجسادهم اثار تعذيب”، مشيرا الى ان “الاجهزة الامنية ومجموعات الشبيحة كانت اعتقلتهم بعد منتصف ليل الجمعة السبت من حي البستان في كفرلاها”.

واضاف انه “عثر على مواطن خامس في حالة خطرة”.

وطالب المرصد “وفد مراقبي الجامعة العربية بالتوجه الفوري الى مدينة الحولة لتوثيق هذا الانتهاك الفاضح لحقوق الانسان الذي يعتبر غيضا من فيض لما جرى ويجري في سوريا”.

وذكر المرصد من جهة اخرى، ان قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة “اقتحمت” بلدة بصر الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا (جنوب).

واضاف المرصد ان هذه القوات “تبحث عن عشرات الجنود المنشقين المتوارين في تلك المنطقة”، معربا عن خشيته من ان “يكون مصيرهم مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا يوم الاثنين الماضي في جبل الزاوية بعد محاصرتهم قرب بلدة كنصفرة”.

من جهة اخرى، قال المرصد ان “مواطنين استشهدا في مدينة نوى احدهما طفل يبلغ من العمر 15 عاما، متاثرين بجروح اصيبا بها خلال اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية الجمعة”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان تحدث عن مقتل 22 مدنيا الجمعة، “11 منهم في مدينة حمص واثنان في مدينة دوما بريف دمشق (…) وثلاثة في مدينة حماة وثلاثة في محافظة ادلب فيما استشهد مواطنان برصاص الامن في محافظة درعا ومواطن في دير الزور”.

كما قتل 44 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 160 في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للامن في دمشق نسبتهما السلطات الى تنظيم القاعدة في حين اتهمت المعارضة النظام بالوقوف وراءهما.

تشييع ضحايا الاعتداءات في الجامع الاموي بدمشق

 وشارك الاف الاشخاص السبت في الجامع الاموي بالعاصمة السورية في تشييع جنازة 44 عسكريا ومدنيا قتلوا امس في اعتداء انتحاري مزدوج نسبته السلطات الى تنظيم القاعدة.

وقد صلى المشاركون في داخل الجامع الاموي امام النعوش التي لفت بالاعلام السورية، فيما احتشدت خارجه جموع حملت اعلاما طبعت عليها صورة الرئيس بشار الاسد واعلام حزب البعث الحاكم في سوريا.

وتولى عناصر من الشرطة ومدنيون مسلحون حماية المحتشدين.

وقرأ وزير الاوقاف السوري عبد الستار السيد في الجامع بيانا مشتركا اصدره رجال دين مسيحيون ومسلمون.

وندد رجال الدين ب “الاعتداءات الاجرامية التي وقعت الجمعة … وبعمليات القتل والتدمير والتخريب التي ارتكبت (في اطار) مؤامرة خطرة مدبرة ضد سوريا”.

واضاف البيان “نطلب من الشعب السوري ان يدرك ان سوريا مستهدفة”.

وقال رجال الدين “نؤكد اننا نقف مع الشعب السوري في مواجهة المؤامرة. نرفض كل انواع التطرف الذي تشكله المنظمات الارهابية”.

وعزا المجلس الوطني السوري، ابرز حركات المعارضة، الى النظام “المسؤولية المباشرة” عن الاعتداءات.

ادانات عربية ودولية للاعتداءات في دمشق

أ. ف. ب.

طهران: ادان الرئيس العراقي جلال طالباني اليوم السبت الاعتداء الانتحاري المزدوج الاخير في دمشق، داعيا الى تعاون اكبر على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية “لمحاصرة قوى الجريمة”.

وقال طالباني في بيان نشر على موقع الرئاسة العراقية انه يدين “بشدة الاعمال الاجرامية التي طالت مدينة دمشق”.

واكد ان “هذا السلوك الارهابي الذي كان العراقيون وما زالوا يعانون من جرائمه واعتداءاته على كل الحرمات (…) هو خروج على كل الاعراف والقيم والشرائع”.

وكانت بغداد شهدت الخميس سلسلة تفجيرات قتل فيها اكثر من 60 شخصا واصيب حوالى 180 بجروح.

واعتبر طالباني ان “كل ما يحدث من ارهاب وعنف يتطلب مزيدا من التآزر والتعاون على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية لمحاصرة قوى الجريمة حيثما كانت ومنعها من تنفيذ مآربها التي تهدد الجميع”.

وتقدم طالباني “بأحر تعازيه الى العائلات السورية المنكوبة، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل، وللشعب السوري الخير والسلام”، من دون ان يذكر الحكومة السورية او نظيره السوري بشار الاسد.

ووقع الاعتداءان غير المسبوقين منذ بداية الاحتجاجات في منتصف اذار/مارس على نظام الرئيس بشار الاسد، غداة وصول وفد من الجامعة العربية لتحضير وصول المراقبين العرب.

وذكرت وكالة الانباء الايرانية ان ايران ابرز حلفاء سوريا “دانت بشدة” الاعتداءات الانتحارية التي اسفرت عن مقتل اكثر من 40 شخصا امس الجمعة في دمشق.

واكدت وزارة الخارجية الايرانية في بيان ان “التهديدات الموجهة الى الامن القومي في سوريا والاضطرابات التي يسعى الاعداء الى التسبب في حصولها، ليست تهديدا للسوريين فقط بل للبلدان الاخرى في المنطقة ايضا”

وقتل 44 شخصا على الاقل واصيب 166 الجمعة في اعتداءين انتحاريين بسيارتين مففختين في دمشق، نسبتهما السلطات الى تنظيم القاعدة، فيما اتهمت المعارضة النظام بتنفيذهما.

ووقع الاعتداءان غير المسبوقين منذ بداية الاحتجاجات في منتصف اذار/مارس على نظام الرئيس بشار الاسد، غداة وصول وفد من الجامعة العربية لتحضير وصول المراقبين العرب.

ودان مجلس الامن الدولي “الاعتداءات بأقسى العبارات” وقدم “تعازيه الصادقة الى ضحايا هذه الاعمال الشنيعة والى عائلاتهم والى الشعب السوري”.

وعادة يوجه مجلس الامن تعازيه الى حكومة البلد الذي يتعرض لهذا النوع من الاعتداءات.

تشكيك غربي في إمكانية سماح دمشق للمراقبين العرب العمل بحرية

مجلس الأمن يدين الهجومين في سوريا ويخفق في التوافق على قرار

أ. ف. ب.

أدان مجلس الأمن بعد مفاوضات شاقة الانفجارات في دمشق

أخفق مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى قرار بشأن سوريا، لكن المجلس أدان في بيان له الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا مركزين أمنيين في دمشق، بينما شكك دبلوماسيون غربيون في أن تسمح دمشق للمراقبين العرب بالعمل بفاعلية، فيما اكد بان كي مون ان البعثة يجب ان تتمكن من التحرك “من دون معوقات”.

نيويورك: أدان مجلس الامن الدولي الجمعة الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا مركزين أمنيين في دمشق لكنه أخفق في التوصل الى توافق بشأن الازمة في سوريا وسط تبادل للانتقادات اللاذعة بين سفيري روسيا والولايات المتحدة.

وحمل سفير روسيا فيتالي تشوركين بعنف على سفيرة الولايات المتحدة سوزان رايس معتبرا انها تستخدم ضده “مجرد حشو كلام من قاموس ستانفورد”.

وكانت رايس خريجة هذه الجامعة المخصصة للنخبة في كاليفورنيا وصفت دعوة تشوركين الى التحقيق في الضربات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي في ليبيا بانها “محاولة رخيصة” لتحويل الانتباه عن سوريا.

وقالت ان طلب روسيا هو “مناورة لصرف الانتباه عن ملفات اخرى وتشويه النجاح الذي حققه الحلف الاطلسي وشركاؤه ومجلس الامن في حماية الشعب الليبي”.

وأدان المجلس في بيان صدر بعد مفاوضات شاقة بين الدول ال15 الاعضاء “باشد العبارات الهجومين الارهابيين” اللذين اسفرا عن 44 قتيلا على الاقل الجمعة في دمشق، حسب السلطات السورية.

واتهمت السلطات السورية تنظيم القاعدة بتنفيذ هذين الهجومين الانتحاريين لكن المعارضة السورية اتهمت نظام بشار الاسد بشنهما، لذلك عبر مجلس الامن عن تعازيه الى “الضحايا واسرهم والشعب” السوري متجاهلا الحكومة.

وقال البيان ان اعضاء المجلس “يعبرون عن تعازيهم الصادقة لضحايا هذه الاعمال المقيتة ولأسرهم ولشعب سوريا”. وعادة، يعتمد المجلس صيغة واحدة لادانة الهجمات الارهابية تعبر عن التعاطف مع الحكومة.

وقال مارتن نيسيركي الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان بان يشعر “بقلق عميق” من تصاعد العنف لكنه اكد انه على الاسد تطبيق خطة السلام التي تقدمت بها الجامعة العربية بالكامل لانهاء عشرة اشهر من العنف في البلاد.

وتقول الامم المتحدة ان عدد قتلى هذا العنف بلغ خمسة آلاف شخص.

واضاف نيسيركي ان بان يدعو الى تغيير سياسي “يتمتع بالمصداقية وشامل وشرعي” في سوريا، مؤكدا انه على السلطات السورية تطبيق خطة السلام العربية “بشكل كامل وسريع”.

وشكك الدبلوماسيون الغربيون في ان تسمح دمشق للمراقبين بالعمل بفاعلية، بينما اكد بان كي مون ان البعثة يجب ان تتمكن من التحرك “بدون معوقات”.

وقدمت روسيا الجمعة مشروع قرار بشأن الازمة رفضته الدول الغربية فورا معتبرة انه ما زال لا يتمتع بالحزم الكافي حيال الاسد.

ودعا المبعوثون الغربيون الى فرض حظر على شحن الاسلحة الى سوريا كما رفضوا اصرار روسيا على المساواة بين المعارضة والقمع الذي تمارسه السلطات السورية.

وقال السفير الالماني لدى المنظمة الدولية بيتر فيتيغ ان الدول الاوروبية تأمل في ان يتضمن المشروع دعما اقوى لقرار الجامعة العربية التي فرضت عقوبات على سوريا.

واضاف انه ينبغي ان يدعو القرار الى “الافراج عن السجناء السياسيين” وان “يعبر بوضوح عن ضرورة احالة مرتكبي انتهاكات حقوق الانسان على القضاء”. ورأى ان المقترحات الروسية “ليست كافية”.

وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار يدين العنف الذي تمارسه السلطات السورية ويهدد بفرض عقوبات.

ورسم تشوركين حدود اي قرار مقبل. وقال في مؤتمر صحافي “اذا كان المطلوب هو اسقاط كل اشارة الى العنف الصادر عن المعارضة المتطرفة، فهذا لن يحدث”.

واضاف “اذا كانوا يتوقعون منا ان نفرض حظرا على الاسلحة، فهذا لن يحدث”.

وتابع تشوركين “نعلم تماما ماذا يعني حظرا على السلاح. هذا يعني، وقد شهدناه في ليبيا، عدم السماح بتزويد الحكومة بأسلحة، ولكنه (يعني) ان الجميع يستطيعون تقديم اسلحة الى مجموعات معارضة”.

ودعا تشوركين هذا الاسبوع الى اجراء تحقيقات في الضربات التي وجهها الحلف الاطلسي الى ليبيا، ما اثار غضب الولايات المتحدة وحلفائها.

وقالت السفيرة الاميركية ان طلب روسيا هو “مناورة لصرف الانتباه عن ملفات اخرى وتشويه النجاح الذي حققه حلف الاطلسي وشركاؤه ومجلس الامن في حماية الشعب الليبي”.

واضافت ان تصريحات نظيرها الروسي “ادعاءات مزيفة وكلام طنان” و”محاولة رخيصة” لتحويل الانتباه عن سوريا.

اما السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو فقال انها “خدعة”.

واشار السفير الروسي الى تصريحات الرئيس باراك اوباما بشأن رغبته في تحسين العلاقات مع الاسرة الدولية والامم المتحدة.

وقال تشوركين “اذا كانت هذه نيتهم فعلا فعليهم استخدام عبارات افضل “من حشو الكلمات القادمة من قاموس ستانفورد”. واضاف “هذه ليست اللغة التي ننوي استخدامها لمناقشة القضايا مع شركائنا في مجلس الامن الدولي”.

نظام الأسد يعتبر امتلاك هاتف ينقل البيانات عبر الأقمار الصناعية جريمة

ثوار سوريا يبثون الذعر في نفوس المسؤولين بالهواتف الفضائية

أشرف أبو جلالة من القاهرة

تتفاوت الإحصاءات المتعلقة بقتلى الثورة السورية من مصدر إلى آخر، لأن دمشق تمنع حتى الآن المراسلين والمراقبين الدوليين من مراقبة الأحداث المستمرة منذ تسعة أشهر ضد الأسد. ويقوم نقل الأخبار غالباً على شهود عيان يستعملون الهواتف الفضائية لإيصال ما لديهم إلى العالم.

الهواتف الفضائية .. أحد أسلحة ثوار سوريا لتوثيق تظاهراتهم وقتلاهم

دمشق: رغم بساطة الأساليب التي يلجأ إليها المواطنون السوريون المناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد، إلا أن السلطات تنظر إليها باعتبارها أساليب خطرة، ينبغي مواجهتها بكل حزم. فذلك المواطن الذي يدعى علاء الدين اليوسف، يستعين بهاتف ينقل البيانات عبر الأقمار الصناعية، ليخبر إحدى الجماعات الناشطة، بأحدث الإحصاءات الخاصة بالقتلى والمصابين جرّاء ما يتعرضون له من هجمات على يد قوات الأمن.

وكان آخر اتصال أجراه ذلك الذي تم عقب الهجوم الذي شنته السلطات السورية بالدبابات ومضادات الطائرات والرشاشات على مجموعة من القرى الواقعة في منطقة جبل الزاوية شمال البلاد، حيث تحدث عن مقتل ما يقرب من 105 أشخاص في اليوم السابق.

لكن ما لم ينقله اليوسف في برقيته هو أن الجثث التي شاهدها بنفسه، وعددها 35، كانت في المسجد الموجود في قريته. وكان بعض من تلك الجثث ملقى فوق بعضه البعض، وجميعهم كانوا من معارفه.

وأوردت عنه في هذا السياق اليوم صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، قوله :” كانوا أعز أصدقاء بالنسبة لي. وكنت أعرفهم جميعاً”.

وجاء هذا التصريح من جانب اليوسف في الوقت الذي حذرت فيه جماعات دولية الأسبوع الماضي من أن الانتفاضة السورية قد بلغت منعطفها الأكثر دموية، في الوقت الذي أشارت فيه جماعات مراقبة إلى أن معدل وفيات هذا الأسبوع قد قُدّر بعدد يتراوح ما بين 290 إلى 400.

ثم نوهت ستريت جورنال من جهتها بأن مثل هذه المعدلات تتفاوت لأن سوريا تمنع بشكل كبير حتى الآن المراسلين والمراقبين الدوليين من مراقبة تلك الانتفاضة المستمرة منذ تسعة أشهر ضد الأسد.

وأعقبت الصحيفة الأميركية حديثها في السياق ذاته بالقول إن نقل الأخبار يتم غالباً عبر تلك الطريقة، عبر شهود عيان من أمثال اليوسف، وتكون معلوماتهم في كافة الاحتمالات غير دقيقة لكنها تكون خطيرة بشكل لا يمكن إنكاره.

وقال اليوسف أيضاً في سلسلة أخرى من المقابلات التي كانت تتم معه من أماكن داخل سوريا لم يكشف عنها:” عندما تقدم أسماء الأشخاص الذين قُتِلوا، فذلك هو الشيء الأكثر أهمية لأن وسائل الإعلام السورية تكذب. حيث تقول إن أحداً لم يُقتَل في الأماكن التي تتواجد فيها”.

هذا ولا يدعي اليوسف أنه محايد، ويقوم بتنظيم تظاهرات مناهضة للحكومة في مدن حول إدلب في شمال البلاد، ويحث الأطفال في بعض الأحيان أثناء خروجهم من المدرسة للالتحاق بالتظاهرات.

وأوضح أن اثنين من أشقائه السبعة يقاتلون مع القوام الرئيس للجنود المنشقين، جيش سوريا الحر.

وأضاف أنه ومع أبوته لثلاث بنات صغار، فقد قضى جزءًا كبيراً من فصل الصيف مختبئاً في بساتين الزيتون. وتحدث عن إفلاته مرتين من القتل.

وتابع ” تحملت المخاطر، لكي تبقى الانتفاضة مطروحة على الأجندة الدولية. نعلم أن أسلحتنا لا يمكنها أن تمنحنا الأمان لمسافة قدرها متر واحد. لكننا نأمل أن تقدم لنا تركيا ومعها الغرب يد العون والمساعدة”.

من جهتها، قالت رافينا شامداساني، ناطقة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إنهم لا يشكون في التقديرات التي خلصوا إليها في ما يتعلق بأعداد القتلى الذين راحوا ضحية تلك الانتفاضة، لكنها اعترفت بأنه قد تبين صعوبة توثيق العنف الذي تشهده البلاد.

وأكدت شامداساني أيضاً أن الأمم المتحدة تحتفظ بأعضائها، وأنها لن تضيف أشخاصاً مفقودين أو مجهولي الهوية.

وتابعت ” علينا أن نعتمد على بيانات نتحصل عليها من أناس على أرض الواقع. فليس بوسعنا الدخول وإحصاء الجثث”. بينما أشارت منظمات أو جماعات أخرى إلى أن لديها معلومات تبين أن أعداد القتلى تفوق تلك الأعداد التي تحدثت عنها الأمم المتحدة، فقالت منظمة Avaaz إنها سجلت حالات وفاة في سوريا يقدر عددها بـ6237 في الفترة ما بين 15 آذار/ مارس – وهو اليوم الأول للتظاهرات التي جرى تنظيمها – ويوم التاسع من الشهر الجاري.

وأوضحت تلك المنظمة أنها وثَّقت كل حالة وفاة باستخدام تقرير طبي وفرد من أفراد الأسرة وزعيم أحد المساجد، وهي العملية الصعبة التي احتاجت منها بذل مجهود كبير، بالنظر إلى تخوف السوريين من الإدلاء بمعلومات وما يصفونها بالمماطلة الحكومية.

ومضت الصحيفة تقول إن الدور الذي يلعبه ناشطون من أمثال يوسف يعد واحداً من الأسباب التي دفعت الحكومة السورية للتحذير من أن امتلاك هاتف ينقل البيانات عبر الأقمار الصناعية يعتبر جريمة.

وأوضحت الصحيفة أن اليوسف، على سبيل المثال، يستخدم هاتفا يعمل على شبكة الثريا من تركيا، وأنه لا يعلم من الذي أتاه به.

وأشار في الإطار نفسه إلى أن القوات الحكومية اقتحمت منزله أربع مرات للبحث عنه، ليدمروا ما كان بوسعهم أن يدمروه، ويرسموا كتابات حمراء اللون على الجدران.

ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن اليوسف – المعروف محلياً بـ علاء – يجوب في إدلب وبصحبته هاتفه الفضائي ويقوم بتسجيل جثث الموتى، ثم يرفع المواد التي قام بتصويرها على الإنترنت وعلى غرف الدردشة الموجودة على خدمة سكاي بي.

وتابع اليوسف حديثه بالقول :” تصلني كثير من المعلومات الخاطئة، خاصة أثناء قيامي بتغطية هجوم ما. وأقضي وقتاً طويلاً في محاولة التأكد من الوفيات والهويات”.

تفجيران في دمشق.. والمعارضة تتهم النظام

النظام يعلن مقتل وإصابة نحو 200 بهجومين انتحاريين استهدفا مقرين أمنيين * المظاهرات تعم المدن السورية.. وسقوط 15 برصاص الأمن

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: صهيب أيوب لندن – دمشق: «الشرق الأوسط»

هز انفجاران العاصمة السورية دمشق، أمس، غداة وصول أول بعثة للمراقبين العرب الذين توجهوا إلى مكان وقوع التفجيرين، عوضا عن التوجه إلى محافظة إدلب لتفقد مكان وقوع المجازر مطلع الأسبوع، التي سقط فيها نحو 250 قتيلا، كما كان مقررا قبل وقوع الانفجارين. كما صرف التفجيران اللذان قتل فيهما 40 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 150 آخرين، بحسب السلطات السورية، الانتباه عن المظاهرات العارمة التي خرجت، أمس، في أنحاء سوريا في جمعة «بروتوكول الموت» والتي انتهت بمقتل 15 شخصا برصاص قوات الامن.

وقالت السلطات السورية إن هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للأمن في دمشق، وسارعت لاتهام تنظيم القاعدة بعد أقل من نصف الساعة على وقوع الحادث. بدوره، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام بتدبير الاعتداء، وقال في بيان: «إن النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقار الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا، وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة». من جانبها, أدانت واشنطن تفجيرات دمشق، معتبرة، أنها لا ينبغي أن تعوق عمل بعثة المراقبين العرب.

الى ذلك، أعلنت سويسرا، أمس، عن تجميد 50 مليون فرنك سويسري (53 مليون دولار) من أموال الرئيس السوري، بشار الأسد، ومسؤولين سوريين كبار آخرين. كذلك أعلنت كندا، أمس، سلسلة جديدة من العقوبات على سوريا بسبب القمع الدامي للاحتجاجات على نظام دمشق.

مقتل 40 شخصا في انفجارين يهزان دمشق.. والنظام السوري يسارع باتهام «القاعدة» والإعلان عن القبض على متهمين

المقداد: شعب سوريا سيواجه آلة القتل المدعومة من بعض الأطراف العربية

جريدة الشرق الاوسط

في أول حادث من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية، هز انفجاران ضخمان العاصمة السورية أمس، ما أدى إلى مقتل 40 شخصا معظمهم مدنيون، وجرح نحو 150 آخرين. وسارعت السلطات السورية إلى اتهام «القاعدة» بالتفجيرين، بعد نحو 20 دقيقة على وقوعهما، كما أعلن التلفزيون السوري أن «السلطات المختصة تمكنت من إلقاء القبض على اثنين من منفذي الهجوم». وقد أثار ذلك تساؤلات حول مدى صدقية النظام وأسباب تسرعه في اتهام «القاعدة» بعد دقائق قليلة على وقوع التفجير.

كذلك أثار إسهاب التلفزيون السوري الرسمي وقناتي «الإخبارية» الرسمية وتلفزيون «الدنيا»، بعرض صور ضحايا الانفجارين، الشكوك في رواية النظام، إذ تزامنا مع وصول فريق من المراقبين العرب إلى دمشق للوقوف على حقيقة ما يجري على الأرض. وجاءت طريقة التعاطي الإعلامي الرسمي السوري لتثير عددا من الأسئلة التي طرحها الناشطون السوريون عبر صفحاتهم على موقع «فيس بوك» تتعلق بالفجوات الكبيرة التي تحفل بها الرواية الرسمية للحدث.

وأعلن رسميا أمس عن استهداف «عمليتين إرهابيتين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين إدارة أمن الدولة وأحد الأفرع الأمنية في دمشق». وقال بيان رسمي إن «العمليتين الإرهابيتين أسفرتا عن سقوط عدد من الشهداء المدنيين والعسكريين وغالبية الشهداء من المدنيين، وإن التحقيقات الأولية تشير إلى أن العمليتين الإرهابيتين من أعمال تنظيم القاعدة». وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «مقدمة بعثة مراقبي الجامعة العربية زارت موقعي العمليتين الإرهابيتين في دمشق واطلعت على آثارهما».

من جانبه أعلن نائب وزير الخارجية فيصل مقداد الذي رافق المراقبين في تصريحات لوسائل الإعلام أن «الإرهاب أراد منذ اليوم الأول لعمل الجامعة أن يكون دمويا ومأساويا»، مؤكدا أن «شعب سوريا سيواجه آلة القتل المدعومة أوروبيا وأميركيا ومن بعض الأطراف العربية». وأضاف: «اليوم بعد وصول المراقبين هذه هدية الإرهاب الأولى إرهاب وقتل و(قاعدة) (…) الإرهابيون مسؤولون عن مقتل أبناء سوريا الأبرياء». وأكد المقداد «سنقوم بتسهيل عمل مراقبي الجامعة العربية إلى أقصى حد»، مضيفا «هذه هي هوية الإرهاب كي يظهر للعالم ما تعانيه سوريا من أعمال إرهابية».

وردا على سؤال عن احتمال اتهام السلطات السورية من قبل معارضين بالوقوف وراء الانفجار، قال: «هؤلاء مجرمون ومن سيقول ذلك سيكون مجرما وسيكون داعما أساسيا للإرهاب والقتل».

واستهدف الانفجار الأول إدارة أمن الدولة في منطقة كفرسوسة، أما الثاني فاستهدف أحد الفروع الأمنية في مدينة دمشق وهو فرع المنطقة القريب من الجمارك في منطقة البرامكة وسط العاصمة دمشق، وقريبا من مبنى التلفزيون السوري في ساحة الأمويين. وقالت تقارير إعلامية إن مبنى التلفزيون تضرر من قوة الانفجار.

من جانبه، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أن عدد ضحايا التفجيرين اللذين استهدفا المقرين الأمنيين بدمشق بلغ نحو 40 قتيلا وأكثر من 150 جريحا من المدنيين وأفراد الجيش. وقال ناشطون إن معظم القتلى من المدنيين، كون يوم أمس كان يوم جمعة، يوم عطلة أسبوعية، والمبنى خال من رجال الأمن. ونقلت وكالة «رويترز» عن مقدسي قوله في رسالة بالبريد الإلكتروني إن التفجيرين «أديا إلى مقتل نحو 40 شخصا وإصابة أكثر من 150 آخرين من المدنيين وأفراد الجيش»، مضيفا أن «المطالبين بالحرية يجب أن يعلموا أن هذا ليس هو السبيل لتحقيق الديمقراطية». وعن تسلل عناصر من تنظيم القاعدة إلى سوريا، أعلن مقدسي أن «السلطات اللبنانية حذرت سوريا قبل يومين من أن مجموعة من مقاتلي (القاعدة) تسللت إلى الأراضي السورية عبر بلدة عرسال اللبنانية الشمالية». وكان وزير الدفاع اللبناني فايز غصن أشار الثلاثاء الماضي إلى حصول عمليات تهريب للسلاح وعناصر من تنظيم القاعدة عبر المعابر غير الشرعية بين سوريا ولبنان، مؤكدا ضرورة قيام الجيش اللبناني بضبط الحدود بين البلدين.

وفيما وجه أهالي حي بابا عمرو في حمص نداء استغاثة، وطالبوا فريق المراقبين العرب بالتوجه فورا إلى حمص لوقف ما وصفوه «بمجزرة» تجري هناك، وأسوة بمسارعتهم لزيارة موقع الانفجار في دمشق، طالبت ناشطة سورية المراقبين العرب أن يقوموا بسؤال إدارة المخابرات العامة التي حصل في مقرها الانفجار عن «كاميرات المراقبة الخاصة بالأفرع الأمنية والتي يجب أن تحتوي على تسجيلات دائمة ومن كل الزوايا خلال الأيام الماضية وحتى اللحظة»، لأنه وبحسب ما وصلها من معلومات أن «عملية التفجير في دمشق هي مفتعلة ومخططة مسبقا حيث تم جلب جثث مقتولة مسبقا إلى الأفرع وتفجير سيارة في كل من الفرعين من الداخل».

من جانبهم ظهر المحللون السوريون المدافعون عن النظام على شاشات التلفزة، للتأكيد على أن «عمليات (القاعدة) الإرهابية تقدم دليلا قاطعا على وجود مؤامرة دولية على سوريا». وحمل المحامي عمران الزعبي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحكومته وكذلك أمير قطر وأطرافا في لبنان «مسؤولية جنائية وأخلاقية وسياسية ودينية عما يجري في سوريا». أما الكاتب غسان الشامي، فقال: «الذي لا يرى المؤامرة إما أحول أو ابن كلب..». وقالت مذيعة تلفزيون «الدنيا» إن الهدف من التفجير كان «حجب السوريين في منازلهم ومنع وصولهم في مسيرات التأييد للنظام إلى الساحات».

المجلس الوطني يتهم النظام السوري بتدبير الهجومين.. والهدف توجيه رسالتين للمراقبين والعالم

معارض سوري: النظام لا مصداقية له وهو من يقوم بافتعال الحوادث واختلاقها والتخطيط لها

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: صهيب أيوب

اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الأسد بتدبير الهجومين اللذين استهدفا مقرات أمنية في دمشق وأوقعا بحسب السلطات السورية 40 قتيلا وعشرات الجرحى. وقال المجلس في بيان على موقعه «إن النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة».

وأضاف البيان: «إن التفجيرين حدثا في وقت متقارب، تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا».

كما اتهم المجلس الوطني النظام السوري بـ«نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام».

وتابع البيان: «إن الشهداء الذين سقطوا اليوم هم جزء من ثمن الحرية الذي يدفعه السوريون للتخلص من نظام الاستبداد والجريمة، وسيحاسب الذين ارتكبوا تلك الأعمال أمام العدالة، ولن يجدي النظام نفعا أي محاولة للتعمية عن جرائمه».

كما اتهم النظام بالتخطيط «لارتكاب مزيد من عمليات التفجير في سوريا بهدف إشاعة أجواء من الرعب والفوضى، ومنع المراقبين العرب من الوصول إلى الحقائق التي باتت معروفة لدى الرأي العام في سوريا وفي العالم أجمع».

من جهته، شكك عضو المجلس الوطني السوري جبر الشوفي في اتصال مع «الشرق الأوسط» بـ«مصداقية» النظام وكيفية تعامله مع بعثة المراقبين وتوجيه عملها وزياراتها. وأشار إلى أن «المجلس الوطني السوري ضد المهل العربية في الأساس التي أعطيت للنظام السوري»، وقال: «نحن كأعضاء المجلس نعرف تمام المعرفة أن النظام لا مصداقية له وهو من يقوم بافتعال الحوادث واختلاقها والتخطيط لها لا سيما أن الانفجارين اللذين هزا دمشق ليس بعيدا أن يكون النظام هو المسؤول عنها بشكل أو بآخر، فهو عمل مثير للشكوك مع وجود المراقبين في المناطق وعلى الأراضي السورية».

وشدد الشوفي على أن «المراقبين لن يروا صورة صحيحة لأن النظام سيزور كل شيء ولن يريهم الأشخاص المعنيين وسيقوم بأخذهم إلى أماكن مختلفة وقد قام بذلك سابقا أثناء زيارة وفد من الجامعة العربية إلى حمص حيث كتب على حي (النزهة) أنه حي بابا عمرو للتأكيد على أن الحي غير منكوب وأهله يعيشون بسلام». وأوضح الشوفي أن «المراقبين إن ذهبوا أو لم يذهبوا فالنتيجة واحدة ولا يزال النظام يقتل ويدمر البيوت ويعتقل الناس ويحرقهم ولن يأخذوا أي صورة واقعية عما يجري»، معتبرا أن النظام «فاشي ويجب إسقاطه وعدم إعطائه المزيد من المهل».

في المقابل، أكد ناشطون ميدانيون لـ«الشرق الأوسط» عدم اقتناعهم وثقتهم بعمل المراقبين، حيث رأى بعضهم أن «عمل المراقبين لن يجدي نفعا لسبب واحد هو أن أكثرهم جاء لتأكيد رواية النظام عن وجود مجموعات مسلحة تعمل على قتل الناس».

من جهته، أكد مهدي المحمد، أحد أعضاء تنسيقية حمص، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «بعض المراقبين أتوا من دول لا تزال حليفة مع سوريا… حيث سيعمل هؤلاء على التأكيد أن النظام بريء وثمة مجموعات إرهابية تعمل على زعزعة الوضع وتخريبه، والتأكيد على أن كل ما يجري هو مجرد مؤامرة تقوم بها بعض الدول لإسقاط النظام السوري»، وأوضح مهدي أن « الانفجارين اللذين حصلا ليس سوى إشارة واضحة على أن النظام يريد أن يؤكد للمراقبين أن مجموعات إرهابية تتغذى من (القاعدة) وتعمل على إفراز مجموعات مسلحة (فالتة) تقف وراء هذه الانفجارات وتنسقها»، مشددا على ضرورة «عدم تصديق النظام والمضي كناشطين من أجل إتمام هدف الانتفاضة في إسقاط بشار الأسد وتحقيق سوريا حرة».

الحريري يتهم حكومة لبنان بالتواطؤ مع النظام السوري في تنفيذ الاعتداء.. وحزب الله يحمل واشنطن المسؤولية

الخارجية السورية: لبنان حذرنا من تسلل عناصر «القاعدة» إلى سوريا عبر عرسال

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

بينما اتهم حزب الله الولايات المتحدة بتدبير التفجيرين في دمشق أمس، رد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري على الاتهامات السورية بأن لبنان صدر عناصر «القاعدة» الذين نفذوا التفجير، بالقول إنها «مردودة لمطلقيها ومفبركة مع بعض أدواتها في لبنان». وقال الحريري في جمل قصيرة على «تويتر»: «أعتقد أن الانفجار من صنع النظام السوري».

ورأى الحريري أن «هناك من يعمل في الحكومة اللبنانية على زج لبنان في مسار الإرهاب للتغطية على جرائم النظام السوري، علما بأن هذا النظام متخصص بتصدير الإرهاب»، واصفا كلام وزير الدفاع فايز غصن الذي قال قبل يومين إنه أنذر النظام السوري بدخول عناصر «القاعدة» إلى سوريا عبر لبنان، بـ«الفاتورة التي تدفعها الحكومة اللبنانية للنظام السوري».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أعلن أن «لبنان حذر سوريا قبل أيام من تسلل عناصر من تنظيم القاعدة إلى داخل الأراضي السورية عبر بلدة عرسال اللبنانية البقاعية». وتزامن ما أعلنته الخارجية السورية مع معلومات كان قد كشف عنها وزير الدفاع فايز غصن منذ أيام تصب في الخانة نفسها، إذ تحدث عن «عمليات تحصل على بعض المعابر غير الشرعية لا سيما في عرسال بحيث يتم تهريب أسلحة ودخول بعض العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة تحت ستار أنهم من المعارضة السورية».

واستنكرت قوى المعارضة اللبنانية بشدة ما صدر عن وزارة الخارجية السورية معتبرة أنها «معلومات مفبركة بالتعاون مع أدوات النظام السوري في لبنان». واستغرب عضو كتلة «المستقبل» أحمد فتفت «توقيت العملية التي استهدفت دمشق»، معتبرا أنها جاءت «بمثابة هدية للنظام أمام البعثة العربية»، مستهجنا «اتهامات سوريا للبنان بتمرير الإرهابيين»، قائلا: «كان على الدولة السورية أن تعالج ما يحكى عن تسلل عبر الحدود منذ زمن، حين كنا نطالب بترسيم الحدود وهي كانت ترفض في وقتها لتمرير عناصر فتح الإسلام وغيرها»، مشددا على وجوب «ضبط الأوضاع على الحدود ونشر الجيش اللبناني لمنع أي استغلال أمني للانفلات الحاصل هناك، حيث أول من يضر، يضر أهالي المناطق اللبنانية الحدودية».

وأعرب فتفت عن «خشيته من أن يكون يتحضر سيناريو ما لبلدة عرسال»، مطالبا وزير الدفاع عبر «الشرق الأوسط» بتكوين «ملف قضائي من المعلومات الأمنية التي لديه تتحرك الدولة اللبنانية على أساسه»، متوقعا أن تكون «التصريحات السورية وتصريحات وزير الدفاع مترابطة إلى حد بعيد».

في المقابل، أدان حزب الله التفجيرين اللذين وقعا في دمشق متهما الولايات المتحدة التي وصفها بـ«أم الإرهاب»، بالوقوف وراءهما ووراء التفجيرات التي وقعت أول من أمس في بغداد، وذلك «انتقاما لهزيمتها في العراق». وقال حزب الله في بيان إن «الجريمة الإرهابية المروعة التي ارتكبها أعداء الإنسانية في مدينة دمشق.. تأتي بعد يوم واحد من التفجيرات المنسقة التي استهدفت بغداد والمدن العراقية الأخرى، مما يوحي بأن القوى المتضررة من الهزيمة الكبرى التي لحقت بالولايات المتحدة وأدت إلى خروج قواتها ذليلة من العراق، بدأت في عملية انتقام دموية جبانة». وأشار إلى أن هذه العملية تستهدف «كل القوى والدول التي كان لها موقف واضح من الاحتلال الأميركي». وقال البيان إن «هذه التفجيرات التي أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، هي من اختصاص الولايات المتحدة أم الإرهاب، وأصابعها الممتدة في منطقتنا والمتخصصة في استهداف الأبرياء وقتلهم وترهيبهم، لدفعهم إلى الانصياع للسياسة الأميركية».

وأدان حزب الله «الجريمة الفظيعة» في دمشق، مؤكدا أن «مثل هذه الجرائم الإرهابية لن تفت في عضد القوى المقاومة والممانعة، ولن تعطي الأميركيين والصهاينة وحلفاءهم في المنطقة الفرصة لتمرير مخططاتهم الخبيثة على حساب حقوق أمتنا». وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان أدان في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الأسد تفجير دمشق، معتبرا أنه يستهدف «خربطة الحل العربي»، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية.

وكان وزير الدولة علي قانصوه قال إن وزير الدفاع كان قد أطلع الحكومة اللبنانية خلال الجلسة الوزارية الأخيرة، على «المعلومات الأمنية التي وصلت إليه معززة بالوثائق والأدلة اللازمة في ما خص تسلل عناصر لـ(القاعدة) إلى سوريا عبر عرسال»، وأضاف أنه «وبناء على ذلك قررت الحكومة دعم الجيش اللبناني في كل الإجراءات التي قد يتخذها دفاعا عن لبنان ومنعا لتهريب الأسلحة والإرهابيين إلى سوريا، كما تم على الأرجح تحذير سوريا لتتخذ الإجراءات المناسبة».

واتهم قانصوه، الحريري وتيار «المستقبل» بـ«تسهيل تهريب الأسلحة والإرهابيين من لبنان إلى سوريا وأحيانا من سوريا إلى لبنان»، معتبرا أن «كلام الحريري يندرج في إطار سعيه للتغطية على هذا السلوك»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أن يتهجم الحريري على الخارجية السورية فليسأل الأجهزة الأمنية عن معطياتها في هذا الإطار وعن عناصر (القاعدة) التي تم ضبطها في عرسال».

وفيما توالت مواقف قوى «8 آذار» الشاجبة للتفجيرين اللذين استهدفا دمشق، أدان رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال اتصاله بالرئيس السوري بشار الأسد «التفجير الإرهابي»، معتبرا أن «تزامنه مع وصول طلائع المراقبين إلى سوريا يهدف إلى (خربطة الحل العربي) الذي تم الاتفاق عليه بين سوريا والجامعة العربية».

ناشطون سوريون يسخرون من رواية النظام حول التفجير: «القاعدة» تأخذ دروسا من عصابة «البعث»

روايات حول طلب النظام من عناصر الأمن عدم الوجود في المكان قبل التفجير

جريدة الشرق الاوسط

لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: صهيب أيوب

شكك ناشطون سوريون في صحة الرواية السورية حول حقيقة الانفجارين اللذين وقعا في دمشق أمس، وبث أحد الناشطين تحذيرا تداولته معظم الصفحات المؤيدة للثورة السورية معلومات وصفها بالـ«مؤكدة» عن «أحد العناصر في إدارة المخابرات العامة في دمشق» جاء فيها أن «إدارة المخابرات وقبل وقوع الانفجار فرضت على العناصر عدم الوجود صباح يوم الجمعة بالقرب من الموقع وأن ضحايا الانفجار هم من السجناء الذين أفرج عنهم يوم الجمعة ليكونوا ضحايا للانفجار وليتم تصوير الانفجار على أنه استهدف المدنيين».

ولفت الناشط إلى أن منطقة كفرسوسة يحتل فيها مقر إدارة المخابرات العامة مساحة كبيرة جدا، ومحاطة من جميع الجهات بشوارع عريضة وطرق سريعة ومراقبة، كما أن حركة المارة المشاة هناك ضعيفة جدا وتكاد تنعدم في أيام الجمع، ما عدا السيارات التي تمر مسرعة. كما لفت أيضا إلى أنه وعلى بعد مئات الأمتار من المقر الأمني نشر قناصة على أسطح المباني، وذلك منذ نحو شهر وبعد تعرض فرع المخابرات الجوية في مدخل دمشق على الطريق الدولي دمشق – حمص لهجوم من الجيش الحر. وأضاف أن «لكل هذه الأسباب تبدو رواية النظام عن تمكن انتحاريين من (القاعدة) من التسلل والوصول إلى تلك المنطقة مشكوكا فيها». وتابع يقول «إن العدد الكبير من الضحايا في منطقة شبه خاوية ومراقبة بدقة يدعم الشكوك بأن يكون هؤلاء إما من المعتقلين وإما من ضحايا التعذيب وإما من ضحايا الأمن والجيش سقطوا في أماكن أخرى وجيء بهم إلى هذا الموقع لتحقيق أكثر من هدف، منها التخلص من الجثث واتهام (القاعدة) وترويع المواطنين السوريين المطالبين بإسقاط النظام، وأيضا كي يدعم التفاف الموالين حول النظام تحت ضغط الخوف من الإسلاميين المتطرفين، هذا فضلا عن الهدف الأبرز وهو إقناع المراقبين العرب بأن ما يجري في سوريا هو عمليات إرهابية تقوم بها العصابات المسلحة وتنظيم القاعدة».

وتوقف ناشط آخر عند تعداد «عدة فجوات في الرواية الرسمية» لما جرى، أولها أن «تنظيم القاعدة انتظر اليوم التالي لدخول المراقبين ليقوم بعمليته وذلك لكي يثبت أنه المسؤول عن قتل أكثر من خمسة آلاف مواطن سوري، وأن تنظيم القاعدة تمكن من إدخال مئات الكيلوغرامات من المتفجرات رغم التشديد الأمني ليقوم بالعملية». وأضاف أن «نتائج التحقيق ظهرت خلال ربع ساعة وتم اتهام (القاعدة) فورا رغم أن العملية هي الأولى من نوعها في دمشق وبسيارة مفخخة، وقد وجد الخبراء والمحللون يوم العطلة الرسمية لكي يقوموا بالاستنتاج والتأكد، ومهد لذلك بتقارير عن تحذيرات غير مسبوقة من وزير الدفاع اللبناني بتسلل عناصر من (القاعدة) إلى سوريا، تلازمت مع تركيز على تصريحات عن 2000 جندي ورجل أمن قتلوا بسبب الإرهاب، وأنه فور الإعلان عن الانفجار تم إعلان القبض على شخصين ضالعين بالتفجير».

كما أشار الناشط إلى أن «التلفزيون ووسائل الإعلام سمح لهم فورا بالدخول وقد توجه وفد المراقبين فورا ليتفقد المكان، وأن الصور تظهر دخانا يتصاعد من بعض النوافذ في الطوابق العليا بينما بقية النوافذ سليمة وكأن التفجير لم يكن بسيارة مفخخة، وأن المكان المستهدف محاط بجدران خارجية مصفحة، والتفجير لم يطل سوى الأجزاء الخارجية والمناطق المدنية المحيطة». وأخيرا قال الناشط إن «العملية تمت في اليوم التالي لمجزرة إدلب التي كان من المفترض أن يقوم المراقبون بزيارة المكان ومعاينة هذا الحدث الجلل»، مشيرا إلى أن «التشويش الكبير الذي تعرضت له القنوات الفضائية العربية لا سيما (العربية) و(الجزيرة) و(الجزيرة مباشر) هو غير مسبوق، وقد تم فور التفجير وكأن الأجهزة مستنفرة قبل التفجير بساعات للقيام بالتشويش لتوجيه الأنظار الداخلية نحو القنوات المحلية لمعرفة تفاصيل ما يحدث».

ونبه الناشط إلى أن رسالة من النظام وجهت بهذا العمل للمراقبين بأنهم هم الآن «في خطر ولذلك يجب مراقبتهم لحمايتهم ومنعهم من الوجود في الأماكن غير الآمنة»، وهو ما سبق وأشار إليه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمراته الصحافية وأكثر من مرة. وتوقع الناشط أن تعرض وسائل إعلام النظام «مجموعة جديدة من الاعترافات من المتهمين الضالعين بالتفجير والذين كانوا بجانب العملية يراقبونها وقبض عليهم في ربع ساعة».

كما أثارت التغطية الإعلامية الرسمية للحدث سخرية السوريين حيث استغرب عضو في مجموعة إخبارية على موقع «فيس بوك» ما ورد في خبر قناة «الإخبارية» السورية بأن «الجهات المختصة تحلل أجزاء الإرهابي لمعرفة جنسيته»، وقال متسائلا «هل هناك فحص (دي إن إيه) يكشف الجنسية التي يحملها الإنسان؟!». كما توقف آخر عند صور بثها تلفزيون قناة «الدنيا»، «تظهر عمليا لم الأشلاء البشرية من موقع الانفجار وإسعاف المصابين، وقد ظهر أشخاص يقومون بانتشال الجثث وهم يرتدون بذات مدنية رسمية، وأحدهم كان يحمل بيد النقالة مع عدة أشخاص وباليد الأخرى سيجارة يسحب منها النفس تلو الآخر، وكأنه يقوم بعمل عادي جدا أو اعتيادي». وقال الناشط الذي علق على تلك الصور «الغريب في الأمر أن تلفزيون (الدنيا) أعاد تلك اللقطات لمرات كثيرة دون الانتباه إلى فظاعة صورة يظهر فيها شخص يدخن وهو يلملم الأشلاء البشرية وكأنه يلتقط حبات بطاطا!».

وعلق أحد الناشطين على «فيس بوك» على اتهام النظام لـ«القاعدة»، بالقول إن «(القاعدة) تأخذ دروسا من عصابة البعث والمخابرات». وتخوف ناشطون من «مغبة تكرار هذه الانفجارات في ظل وجود طليعة المراقبين العرب»، على الرغم من أن بعضهم عبر بصراحة تامة عن «عدم الثقة» بهذه اللجنة. وأكد الناشطون الذين تهافتوا إلى تدوين تعليقاتهم على صفحات «فيس بوك» فور معرفة الخبر أن «من قام بهذه العمليات هو مجموعات تابعة للنظام حيث أشرف عدد من ضباط النظام على القيام بتنفيذ العمليتين».

وقد أكد أحد الناشطين على صفحة «الثورة السورية» أن «هناك أنباء متواترة تشير إلى أن ضحايا التفجيرين الذين يتم عرض جثثهم على إعلام العصابة، هم من المعتقلين الأبرياء الذين تم نقلهم في الأيام الماضية من السجون ومراكز الاعتقال إلى المراكز العسكرية والمخابراتية، حيث لا يستطيع المراقبون الدخول. وتشير هذه الأنباء إلى أن هؤلاء المعتقلين سيستخدمون كضحايا في مسرحيات النظام (القاعدية)، في إطار التجاوب مع البروتوكول العربي».

وقال مازن (اسم مستعار) إن «التفجيرات التي حصلت في دمشق كانت بالاتفاق مع جميع الأجهزة الأمنية والإعلام الأسدي. هذه المرة الأولى منذ بداية الثورة يوجد التلفزيون الأسدي بكامل جهوزيته للتغطية مع طاقم كامل من الأطباء والمنقذين وطاقم مخابراتي للتحقيق، حتى العديد من الجثث المتفسخة كانت جاهزة منذ عدة أيام بالإضافة إلى العديد من السجناء المدنيين والمنشقين المعتقلين الذين نقلوا مبكرا من أجل إقناع العالم بأكاذيبهم الواضحة لكل عاقل».

المظاهرات تعم سوريا في جمعة «بروتوكول الموت» والأمن يقتل 15 مدنيا على الأقل.. والسوريون يهتفون: نبيل العربي خاين

المتظاهرون في رسالة لدول مجلس التعاون: «نحن بذمتكم.. عدونا واحد وهو إيران»

جريدة الشرق الاوسط

نجح النظام السوري يوم أمس بخطف الأنظار عن المظاهرات التي خرجت بكثافة يوم أمس الجمعة الذي خصص لإدانة البروتوكول العربي والذي وصفه المتظاهرون بأنه «بروتوكول الموت» وأطلقوا هذه التسمية على مظاهرات يوم أمس، حيث تم التشويش على القنوات الفضائية العربية والناطقة بالعربية والتي جرت العادة أن تقوم ببث مقاطع الفيديو التي يبثها المتظاهرون على شبكات الإنترنت عن المظاهرات.

وفي المقابل ركزت قنوات الإعلام الرسمي على الانفجارين اللذين استهدفا مقرين أمنيين في وسط العاصمة دمشق، وما تبعهما من مسيرات تأييد بالسيارات انطلقت مساء في شوارع دمشق، ضمن حملة إعلامية استنفرت طاقم المحللين السياسيين المدافعين عن النظام.

إلا أنه وعلى الأرض، استمر المتظاهرون في كل نقاط التظاهر المعروفة بتصوير مظاهراتهم ولافتاتهم وبثها على شبكة الإنترنت، منها لقطات مباشرة أظهرت حشودا كبيرة تجمعت في حيي الخالدية والبياضة بحمص وبلدة بنش في ريف إدلب إضافة إلى مظاهرات خرجت في ريف دمشق وفي القامشلي. كما شيع المتظاهرون في حمص جثامين مواطنين سقطوا برصاص الأمن.

وفي وقت قالت لجان التنسيق المحلية أمس، إنها وثقت «56 شهيدا منذ وصول لجنة التحقيق العربية إلى سوريا، بينهم أربعة أطفال»، حتى مساء أمس، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 15 شخصا برصاص الأمن السوري أمس، وقال إن «ثمانية منهم في مدينة حمص، أربعة قتلوا صباحا في حي بابا عمرو وشهيد في في الخالدية متأثرا بجراح أصيب بها بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، واثنان برصاص حاجز أمني بعد صلاة الجمعة في حي دير بعلبة وشهيد بحي جب الجندلي بإطلاق رصاص لتفريق مظاهرة». وأضاف: «كما استشهد مواطنان في مدينة دوما بريف دمشق بإطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن احدهما يبلغ من العمر 16 عاما، وفي مدينة حماه استشهد مواطن بحي الأربعين متأثرا بجراح أصيب بها فجرا عندما كان واقفا أمام منزله وآخر بانفجار عبوة ناسفة فيه بحي طريق حلب». وفي محافظة إدلب، قال المرصد إن مواطنا قتل من مدينة إدلب كانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلته يوم أول من أمس، «واستشهد آخر بقرية دير سنبل بإطلاق رصاص عشوائي من حواجز أمنية، وفي محافظة درعا استشهد مواطن برصاص الأمن في بلدة غباغب».

وانطلقت مظاهرات في مدن وبلدت سوريا عقب صلاة الجمعة تحت شعار جمعة «بروتوكول الموت» في رفض لمماطلات الجامعة العربية واتهامها بالتآمر على دماء السوريين، وهتف المتظاهرون في حمص وأكثر من منطقة «خاين خاين نبيل العربي خاين». وبكثير من المرارة نددوا بتعامل الجامعة العربية مع الثورة السورية وأرواح السوريين ورفعوا لافتات كتبوا عليها «هدية الجامعة العربية للسوريين.. مهل وبروتوكول موت».

وفي ريف درعا كتب المتظاهرون «تمخضت الجامعة العربية فولدت جرذ اسمه بروتوكول عزرائيل». أما في كفر نبل في ريف إدلب الذي شهد مجازر مروعة خلال الأيام الأخيرة وبالتزامن مع توقيع سوريا على البروتوكول العربي فقد كتبوا «المقداد يوقع البروتوكول والأسد يقصف جبل الزاوية» و«الله يرحم أيام المهل أول يوم بروتوكول 200 شهيد» و«82 شهيدا في جنازة واحدة». وأظهر مقطع فيديو تظاهر عشرات الأشخاص وكان العدد ضئيلا في كفرنبل وكفرومة يحملون أغصان زيتون ويهتفون «يا الله ما ضل غيرنا يا الله»، في إشارة إلى المجازر التي حصدت أهالي المنطقة وبحيث لم يبقى سوى هؤلاء الذين غيروا الهتاف المعهود في المظاهرات السورية «يا الله ما لنا غير يا الله» إلى «يا الله ما بقي غيرنا يا الله».

وفي ريف دمشق حمل المتظاهرون لافتة جاءت بصيغة إعلان تجاري تقول «الجامعة العربية للإنتاج السينمائي تقدم فيلم البروتوكول العربي»، بينما وصف أهالي حوران البروتوكول العربي بـ«ببروتوكول حكماء العرب» في مقاربة مع «بروتوكول حكماء صهيون» الشهير.

كما وجه المتظاهرون هناك رسالة إلى دول مجلس التعاون الخليجي وقالوا «نحن بذمتكم.. عدونا واحد وهو إيران» دون أن يغفلوا تهديد خامنئي بالقول إن رأسه لن يسلم من «سيوف أهل الإسلام». وفي حمص ربطوا بين ما يجري في العراق وما يجري في سوريا واعتبروا أن «المالكي يزيد من وتيرة قتل الشعب العراقي ليخفف الضغط عن النظام السوري». وأكدوا أن «البروتوكول العربي كتب بدماء أهالي حمص ودرعا وحماه وإدلب»، وقالوا إن «النظام بتنفيذ مخططه مع اليوم الأول لدخول المراقبين» ولهذا حمل أهالي قرية نمر لافتة كبيرة كتب عليها كلمة واحدة بالبند العريض وباللهجة الحورانية «اقبع» يعني ارحل، مؤكدين تصميم على الاستمرار بالثورة حتى سقوط النظام ومحاكمة رموزه. وناشد أهالي حي باب هود في حمص الشعوب العربية والإسلامية أن تتحرك من أجل نصرتهم في مواجهة نظام الأسد. ورفعوا شعارات دعت عددا من العلماء المسلمين إلى تحمل مسؤولياتهم حيال ما يجري.

كما طالب المتظاهرون وفد مراقبي جامعة الدول العربية بإحضار القليل من الطعام والكثير من الأكفان.

إلى ذلك، قال الناشطون إن قوات الجيش السوري اقتحمت قرية القورية في محافظة دير الزور – شرق – بأكثر من ستين دبابة ومدرعة، في وقت حاصرت فيه وحدات من الجيش السوري منه حي جوبر وحي بابا عمرو بحمص من الجهات الأربع. وذلك بعد أنباء عن قيام الجيش الحر بتنفيذ عملية استهدفت رئيس فرع الأمن في باب السباع، حيث تم اغتياله «بعملية على طريق الشام بالقرب من أبو اللبن في حمص». وتحدث ناشطون عن وصول تعزيزات أمنية كبيرة إلى حي الإنشاءات في حمص واقتحمت قوات الأمن لحي بابا عمرو وقيامها بحرق بعض المنازل والمحلات، وقالوا إن إطلاق نار كثيفا مستمر هناك مع ورود أنباء عن سقوط عدد من الجرحى إصابة بعضهم خطيرة.

وذكر الناشطون أن قوات الجيش قصفت بشكل عشوائي المنازل في حماه، كما تم استهداف بعض المساجد وقصف المآذن بالدبابات. بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية بأن دبابات الجيش السوري تقصف مواقع في جبل الزاوية في محافظة إدلب.

وفي حيي القابون والميدان في دمشق خرجت مظاهرات قبل صلاة الجمعة. وفي مدينة حرستا في ريف دمشق خرجت مظاهرة بعد الصلاة من مسجد الحسن ومن مسجد عائشة واجتمعت المظاهرتين في منطقة الزحلة وجرى إطلاق رصاص وتم تفريق المتظاهرين. كما خرجت مظاهرات في عدة مناطق بحماه كان أكبرها في الحميدية، وشهدت حلب هي الأخرى مظاهرات مماثلة.

وفي حي الميدان قامت قوات الأمن العسكري والشبيحة بالاعتداء على المصلين في جامع عبد الرحمن بن عوف بحي الشويكة في شارع خالد بن الوليد بدمشق وتم اعتقال عدد من الشبان هناك. كما جرى إطلاق رصاص على المتظاهرين الخارجين من مسجد زين العابدين في الميدان، وفي شارع الزاهرة القديمة رشق المتظاهرون قوات الأمن والشبيحة بالحجارة مقابل الرصاص والغاز المسيل للدموع والهراوات.

وأكد مصادر حقوقية أن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين بمدينة الحارة بدرعا. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن خمسة على الأقل أصيبوا خلال إطلاق الأمن السوري الرصاص على المتظاهرين بحي غويران بمحافظة الحسكة. وفي مدينة الطبقة في محافظة الرقة -شمال شرق – خرجت مظاهرة نددت ببروتوكول الموت مناصرة لحمص ودير الزور وهتفت للحرية وإسقاط النظام.

أجواء الاحتفال تغيب عن أقدم حي مسيحي في دمشق عشية عيد الميلاد

مطران الروم الكاثوليك: إلغاء مباهج العيد لأننا نتحسس آلام بعضنا

جريدة الشرق الاوسط

في باب توما، أقدم حي مسيحي في دمشق، تسود أجواء من الحزن عشية عيد الميلاد، إذ لم تزين الشوارع أو تضاء خلافا للأعوام السابقة، ومع أن السكان يتبادلون التهاني، فهم لا يبدون أي رغبة في الاحتفال.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقرير لها، عن مطران الروم الكاثوليك إلياس الدبعي قوله «تعلم السوريون أن يتحسسوا آلام بعضهم… اقتصار المسيحيين للمظاهر على الاحتفالات الكنسية فقط دون مباهج العيد إنما هو رسالة من الكنيسة لنقول لجميع العالم إننا نحن السوريين عائلة واحدة».

وتشهد سوريا منذ أكثر من 9 أشهر مظاهرات احتجاج غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد أسفر قمعها حتى الآن عن 5 آلاف قتيل على الأقل كما تقول الأمم المتحدة، فيما تتحدث السلطات من جهتها عن أكثر من 2000 قتيل من القوات الأمنية. وازداد الوضع تدهورا أمس بعدما استهدف اعتداء انتحاري مزدوج الأجهزة الأمنية في دمشق وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى.

وقال مازن تاجر السجاد وهو جالس أمام محله في شارع صغير في الأحياء القديمة «وضعنا محزن». وهذا الشارع الذي يستقطب عادة السياح مقفر ويندر وجود الزبائن فيه منذ أشهر.

وبعض المتاجر التي تبيع زينة الأعياد مقفرة، والمتاجر الوحيدة التي قامت بمجهود لتعليق الزينة هي المتاجر الفاخرة في المركز التجاري بفندق فورسيزون.

وعلى غرار السكان الآخرين، يشعر المسيحيون الذين يشكلون 7 أو 8% من 22 مليون نسمة في سوريا، بقلق عميق حيال أعمال العنف اليومية ويتخوفون على الاستقرار السياسي، فيما كانوا يعيشون منذ نحو 50 عاما في كنف نظام مستبد.

ويؤكد عدد منهم أنهم يتخوفون من أن يفسح احتمال سقوط نظام الأسد في المجال للإسلاميين وخصوصا «الإخوان المسلمين» المحظورين والمقموعين منذ عقود في سوريا، لتسلم السلطة.

وقال فرزات وهو مهندس (55 عاما) «إذا سقط النظام سيستولي الإسلاميون على الحكم، وخلال 20 عاما لن يبقى مسيحيون في بلادنا». وأضاف: «هذه السنة، ثمة شجرة ميلاد وهدايا للأطفال لكن ذلك لا يأتي بالفرح. سنلازم منازلنا».

ويتخوف آخرون بدرجة أقل من هذا التغيير. وقال أنور البني المحامي المسيحي المدافع عن حقوق الإنسان إن المسيحيين في سوريا ما زالوا يعيشون «بتوافق تام مع الطوائف الأخرى في البلاد ويتقاسمون الثقافة نفسها». وأكد أن «لا شيء يخيف الأقليات لم تكن هناك أي مشكلة بين طوائف وقوميات المجتمع السوري خلال تاريخه كله».

وحيال هذا الوضع، اجتمع بطاركة الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والسريان الأرثوذكس في 15 ديسمبر (كانون الأول) في دير قرب دمشق للبحث في «الأحداث التي تعصف بوطننا الحبيب».

وبعدما أعربوا عن «حزنهم للمآسي» وتخوفهم من «تدهور الوضع الاقتصادي»، أكد البطاركة «رفضهم أي تدخل خارجي» في سوريا ودعوا إلى رفع العقوبات المفروضة من قبل الغرب.

وقد اتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والجامعة العربية مجموعة من التدابير الاقتصادية آملة في حمل السلطات على وقف القمع. لكن هذه العقوبات تتسبب في أزمة اقتصادية تشمل جميع فئات السكان، خاصة المعوزين. وانتقد البطاركة «كل أشكال العنف» ودعوا إلى «المصالحة» وشجعوا «الإصلاحات والتدابير الإيجابية التي اتخذتها الحكومة».

واشنطن: لا ينبغي أن تعوق التفجيرات عمل لجنة المراقبين.. والعربي يضع اللمسات الأخيرة على البعثة

بن حلي: وفد مؤلف من 50 من المتخصصين العرب في جميع المجالات يصل إلى دمشق الاثنين

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: صلاح جمعة لندن: «الشرق الأوسط»

أدانت الإدارة الأميركية، أمس، تفجيرات دمشق، معتبرة مع ذلك أنها لا ينبغي أن تعيق عمل بعثة المراقبين العرب التي تتقصى الحقائق بشأن قمع حركة الاحتجاج في سوريا.

وقال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن «الولايات المتحدة تدين الاعتداءات بأقصى قوة»، حيث إنه «لا شيء على الإطلاق يبرر الإرهاب». وذكر تونر أن الإدارة الأميركية أدانت العنف في سوريا أيا كان مصدره وكذلك «الأشهر التسعة الطويلة التي مارس فيها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد التعذيب والعنف لقمع تطلعات الشعب السوري إلى تغيير سياسي سلمي».

وغداة وصول طليعة المراقبين العرب بموجب اتفاق مع الجامعة العربية، رأت واشنطن أنه «من الضروري ألا تعيق التفجيرات عمل البعثة فائق الأهمية». وتابع تونر «نأمل أن تستمر هذه المهمة من دون عراقيل وسط أجواء من اللاعنف. وعلى النظام التعاون سريعا وبالكامل مع بعثة المراقبين».

إلى ذلك، التقى نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس الجمعة، رئيس فريق بعثة مراقبي الجامعة العربية، حيث جمعهما حديث مطول حول مهمة الفريق وخلفيات الخطة العربية وتفاصيلها، وأعلن السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، أن بعثة مراقبي الجامعة العربية ستغادر إلى سوريا الاثنين المقبل برئاسة محمد أحمد مصطفى الدابي، سوداني الجنسية، وتضم أكثر من خمسين شخصا جميعهم من العرب ومتخصصين في كافة المجلات السياسية والحقوقية والعسكرية وحل الأزمات.

وقال بن حلي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «التقى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس الجمعة، رئيس فريق بعثة مراقبي الجامعة العربية، وكان هناك حديث مطول عن مهمة الفريق وخلفيات الخطة العربية وتفاصيلها وما المهمة الموكلة للفريق»، وأضاف بن حلي أن العربي سيستكمل مع رئيس البعثة المباحثات اليوم السبت لبحث كافة التفاصيل حول دور البعثة في سوريا ومهامها، وأضاف بن حلي أن الأمين العام على اتصال دائم بمقدمة بعثة الجامعة العربية التي وصلت إلى سوريا، أمس، للاطلاع على تطورات الموقف هناك أولا بأول واللقاءات التي سيجريها وفد المقدمة مع المسؤولين السوريين والترتيبات التي قام بها فريق المقدمة من أجل استقبال البعثة التي ستتوجه إلى دمشق الاثنين المقبل.

وقال بن حلي إن الأمانة العامة للجامعة العربية شكلت غرفة عمليات برئاسة عدنان الخضير، الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية، وعضوية عدد من كبار المسؤولين بالجامعة منهم السفير علي جاروش مدير الإدارة العربية، وعدد من العاملين بالجامعة من مختلف التخصصات لمتابعة مهام البعثة في سوريا أولا بأول.

وحول إمكانية السماح للإعلام بالدخول لسوريا لمتابعة الوضع، قال بن حلي إن الجامعة أرسلت مذكرة لجميع الصحف ووكالات الأنباء أوضحت فيها عنوان الجهة السورية التي يمكن التواصل معها وتقديم الطلبات إليها من أجل تسهيل دخول الإعلاميين والصحافيين لسوريا لمراقبة الوضع على الأرض.

من جهة أخرى، قال بن حلي إن العربي التقى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أمس الجمعة، وذلك في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الأمين العام للجامعة العربية والقيادات الفلسطينية.

وقال بن حلي إن الحديث بين مشعل والعربي تطرق إلى تطورات الأوضاع في الساحة العربية، خاصة في فلسطين وسوريا والجهود العربية من أجل حل الأزمة السورية، موضحا أن «العربي أكد خلال الاجتماع أن الحل العربي هو الأساس والحاسم، وسنعمل بكل جهودنا من أجل مساعدة الإخوان في سوريا».

وقال بن حلي إن مشعل أطلع الأمين العام للجامعة العربية على كل جهود المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر وأبلغه أنها قطعت شوطا إيجابيا، وهناك تفاؤل كبير في هذه الجولة من الحوار، لأن كل الجهود تصب في صالح تحقيق المصالحة، وقال بن حلي إن مشعل أطلع العربي أيضا على نتائج الاجتماعات التي تمخضت عن تشكيل لجنة عامة للانتخابات بتوافق جميع الفصائل الفلسطينية، حيث أصدر بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مرسوما رئاسيا، كما أطلعه على نتائج اجتماع الإطار القيادي الفلسطيني المؤقت الذي اجتمع الخميس برئاسة أبو مازن، والذي شاركت فيه حركتا حماس والجهاد وكل الفصائل الفلسطينية والمستقلون، والتي سيكون دورها مناقشة القضايا السياسية في الفترة الانتقالية حتى تتم الانتخابات الفلسطينية المقررة في مايو (أيار) المقبل.

ووفقا لبن حلي، فإن مشعل أبلغ العربي بالموضوعات الخاصة بالأمور الداخلية بالضفة وغزة والمشاكل التي كانت عالقة، خاصة ملفات المعتقلين والمصالحة المجتمعية، وقال إن العربي أكد له أن الجامعة العربية دائما في تواصل مع القادة الفلسطينية وأن القضية الفلسطينية مهما كانت الظروف فهي على رأس أجندة الجامعة العربية.

عشرات الشهداء برصاص قوات الأسد في “جمعة بروتوكول الموت” وبان كي مون يؤكد ضرورة التغيير الشامل

تفجيران في دمشق باستقبال المراقبين والمعارضة تتهم النظام

سارع النظام السوري ولم يختف بعدُ دويّ انفجارين دمويين استهدفا مقر جهاز أمن الدولة ومبنى إدارة المخابرات العامة في دمشق، تزامناً مع مباشرة بعثة المراقبين العرب عملها أمس، إلى اتهام تنظيم “القاعدة” وزجّ اسم لبنان في محاولة مكشوفة قدّم لها وزير خارجية سلطات دمشق وليد المعلم في مؤتمره الصحافي الأخير، حين كرّر بمناسبة ومن دون مناسبة ذكر “مجموعات إرهابية” قال إن البعثة العربية سوف تأتي لتراها.

ولكن المجلس الوطني السوري المعارض أكد أن “النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين” اللذين اعتبرهما “رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية، وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطراً خارجياً وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة”.

وفيما كان رئيس وفد المراقبين العرب سيف اليزل يؤكد خلال تفقده مكان الانفجار يرافقه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن عمل المراقبين سيتم بشكل “عادي وكامل”، كانت القوى الأمنية والعسكرية التابعة للنظام تمعن في دماء المواطنين السوريين موقعة بين متظاهري “جمعة بروتوكول الموت” الذين أحرقت جموعهم في مدينة السويداء تمثالاً للرئيس السوري السابق حافظ الأسد، موقعة عشرات الشهداء في مناطق عدة من سوريا التي أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حاجتها إلى “تغيير سياسي شامل يلبي تطلعات الشعب”.

هذا التطور الميداني اللافت الذي هز العاصمة السورية أمس، يرسم أكثر من علامة استفهام ولا سيما بعد مسارعة الإعلام السوري والموالي له أولاً، ثم وزارة خارجية النظام الى اتهام تنظيم “القاعدة” بالتفجيرين وزج اسم لبنان في هذه التطورات عبر التذكير بمزاعم وزير الدفاع اللبناني فايز غصن عن انتقال عناصر لـ”القاعدة” عبر بلدة عرسال البقاعية.

كما يمكن التوقف عند توقيت التفجيرين مع مباشرة طليعة بعثة المراقبين العرب عملها لتستهل مهمتها بدلاً من “المناطق الساخنة” في حمص وحماه وإدلب وريف دمشق ودير الزور ودرعا، في مدينة دمشق وتحت إشراف قوى الأمن السورية.

فقد أعلنت السلطات السورية أمس، مقتل 44 شخصاً على الأقل وإصابة 166 آخرين حسب بيان لوزارة الداخلية السورية مساء، في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للأمن في دمشق نسبتهما السلطات الى تنظيم “القاعدة”، وأكدت الوزارة وقوع “أضرار مادية كبيرة في المباني والشوارع المحيطة”، مشيرة الى أن “طريقة وأسلوب تنفيذ هذين العملين الإرهابيين الانتحاريين واختيار المكانين اللذين يتصفان بالازدحام بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المواطنين تشير إلى بصمات تنظيم القاعدة”.ووقع التفجيران بفارق دقائق في حي كفرسوسة غرب العاصمة، واستهدفا مقر جهاز أمن الدولة ومبنى المخابرات. وعرض التلفزيون لقطات لمدنيين ينقلون جثثاً متفحمة أو بترت أطرافها بينما تغطي الدماء والأنقاض الأرض. وظهرت بوضوح حفرة عميقة وطويلة.

وقال نائب وزير الخارجية السوري في موقع أحد الهجومين إن “الإرهاب أراد منذ اليوم الأول لعمل الجامعة أن يكون دموياً ومأسوياً”، مؤكداً أن “شعب سوريا سيواجه آلة القتل المدعومة أوروبياً وأميركياً ومن بعض الأطراف العربية”. وأضاف “اليوم بعد وصول المراقبين هذه هدية الإرهاب الأولى، إرهاب وقتل وقاعدة(…) الإرهابيون مسؤولون عن مقتل أبناء سوريا الأبرياء”. وأكد المقداد “سنقوم بتسهيل عمل مراقبي الجامعة العربية الى أقصى حد”، مضيفاً “هذه هي هوية الإرهاب كي يظهر للعالم ما تعانيه سوريا من أعمال إرهابية”.

ولم يستبعد مدير المخابرات العسكرية في ريف دمشق العميد رستم غزالة حدوث تفجيرات أخرى.

إلا أن المجلس الوطني السوري المعارض اتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتدبير الهجومين، وقال المجلس في بيان على موقعه إن “النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطراً خارجياً وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة”.

وأضاف البيان إن “التفجيرين حدثا في وقت متقارب تزامناً مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا”، كما اتهم المجلس النظام بـ”نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام”، وتابع البيان إن “الشهداء الذين سقطوا اليوم (أمس) هم جزء من ثمن الحرية الذي يدفعه السوريون للتخلص من نظام الاستبداد والجريمة وسيحاسب الذين ارتكبوا تلك الأعمال أمام العدالة، ولن يجدي النظام نفعاً أي محاولة للتعمية عن جرائمه”.

كما اتهم بيان المجلس النظام بالتخطيط “لارتكاب مزيد من عمليات التفجير في سوريا بهدف إشاعة أجواء من الرعب والفوضى، ومنع المراقبين العرب من الوصول الى الحقائق التي باتت معروفة لدى الرأي العام في سوريا وفي العالم أجمع”.

وعلى الصعيد الدولي، دانت الإدارة الأميركية تفجيرات دمشق، معتبرة مع ذلك أنها لا ينبغي أن تعيق عمل بعثة المراقبين العرب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر إن “الولايات المتحدة تدين الاعتداءات بأقصى قوة”، إذ إن “لا شيء على الإطلاق يبرر الإرهاب”.

وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “قلقاً بالغاً” جراء تصاعد العنف في سوريا.

وقال المتحدث باسمه مارتن نسيركي إن بان “يشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في سوريا”. وأضاف “ان انفجارات اليوم (أمس) في دمشق التي أوقعت أعداداً كبيرة من القتلى والمصابين، تؤكد مخاوفه المتنامية. وقد أكد أن العنف أياً كان غير مقبول ويجب أن يتوقف فوراً”.

وشدد على الحاجة الى تغيير سياسي “شامل وموثوق به يلبي تطلعات الشعب” في سوريا.

وأبدت فرنسا “قلقها من معلومات تشير الى مناورات تنسقها دمشق منذ أيام لإخفاء حقيقة القمع” عن أعين المراقبين العرب، مشيرة خصوصاً الى نقل “سجناء سياسيين الى مراكز اعتقال سرية”، كما طلبت لندن من دمشق الوفاء بتعهداتها للجامعة العربية وتمكين المراقبين من “الوصول بحرية” الى جميع المناطق.

وفي روسيا التي تأخذ عليها الدول الغربية تجميد تبني قرار حازم حيال سوريا في الأمم المتحدة، وصفت السلطات التفجيرات بالعمل “الوحشي” الذي يهدف الى تأجيج “المواجهة”.

وكان رئيس طلائع الوفد العربي اللواء سيف اليزل توجه الى موقع التفجيرات أمس وصرح “سنواصل عملنا” معبراً عن تعازيه لذوي الضحايا. وأضاف ان مهمة وفد الجامعة بدأت أمس بمحادثات مع السلطات ويفترض أن تلتقي البعثة اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن اليزل أن بعثة المراقبة ستصل الى دمشق بعد غد وستتضمن أكثر من 50 خبيراً عربياً في مجالات مختلفة وخصوصاً المجال السياسي والعسكري ومجال حقوق الإنسان، وكان أعلن في البداية وصولها غداً.

ومن المقرر أن يرتفع عدد العناصر ليبلغ 150 الى 200 مراقب من المدنيين والعسكريين بقيادة رئيس المهمة الفريق أول ركن السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي.

وتظاهر الناشطون المعارضون للنظام أمس، احتجاجاً على إرسال المراقبين العرب تحت شعار “جمعة بروتوكول الموت”، متهمين “الجامعة العربية بالمتاجرة بدمائنا”.

وأحيت غالبية المدن السورية “جمعة بروتوكول الموت” وتعرضت التظاهرات الى قمع عنيف من قبل قوات الأمن والجيش التابعة لنظام الأسد، وكان اللافت أمس إحراق جموع المتظاهرين في مدينة السويداء تمثالاً للرئيس السوري السابق حافظ الأسد.

وشارك الجولان السوري المحتل كذلك في “جمعة بروتوكول الموت”، وقالت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” إن “تظاهرة حاشدة سارت في مجدل شمس بمشاركة من كافة قرى الجولان خرجت من ساحة سلطان الأطرش باتجاه خط وقف إطلاق النار هتفت للحرية والمدن المحاصرة ونادت بإسقاط النظام ومحاكمته وهتفت لتحرير الجولان”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، “العربية”، “المستقبل”)

قتلى في تظاهرات جمعة “بروتوكول الموت” في حمص وإدلب

210 قتلى وجرحى بتفجيرين في دمشق

بدأت طليعة بعثة المراقبين العرب يومها الأول أمس (الجمعة) في العاصمة السورية دمشق، بتفقد موقعي تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مقري أمن الدولة وأحد فروع المخابرات في دمشق، وأوقعا أكثر من 210 قتلى وجرحى، معظمهم من المدنيين، حسب ما أعلنت السلطات السورية، التي وجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم “القاعدة”، وتحدثت عن مخطط لسبعة تفجيرات متزامنة أحبطت خمسة منها، وألقت القبض على عدد من منفذيها، في وقت حذرت فرنسا من انزلاق الأوضاع إلى حرب أهلية، ودانت الولايات المتحدة الاعتداء، معتبرة أنه يجب ألا يؤثر في عمل المراقبين العرب .

وقتل 44 شخصاً وأصيب 166 آخرون عقب قيام اثنين من الانتحاريين بتفجير سيارتيهما قرب مكاتب أمن الدولة بالعاصمة السورية، وقال مسؤول سوري “إن معظم الضحايا من المدنيين والأفراد العسكريين، وإن معظم المصابين حالاتهم خطرة”

وأظهر التلفزيون السوري الرسمي لقطات لرجال إسعاف وهم يغطون الجثث بينما الدخان يتصاعد من المباني التي يكسوها السواد وبقايا السيارتين اللتين سببتا الانفجارين . وقال سكان من كفر سوسة المنطقة التي تضم مباني الاستخبارات، إن شققهم اهتزت جراء الانفجارين وتطايرت نوافذها .

ونقل التلفزيون السوري عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد قوله إن “عصابات إرهابية” نفذت الهجومين . وأضاف وبرفقته فريق من مراقبي جامعة الدول العربية في موقع الانفجارين “لقد قلنا ذلك من البداية” .

ودان قائد “الجيش السوري الحر” رياض الأسعد بشدة الهجومين، وقال “لا صلة لنا بهذه الهجمات الوحشية التي معظم القتلى فيها مدنيون” . وقال الناشط السوري عمر إدلبي “لدينا شكوك بشأن هذين الانفجارين، فالمنطقة تحظى بحراسة أمنية مشددة” . كما اتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري بتدبير الانفجارين، لأنه “أراد توجيه رسالة تحذير للمراقبين العرب بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية” .

واجتمع فريق طليعة مراقبي جامعة الدول العربية مع مسؤولين بوزارة الخارجية السورية لتجهيز الاستعدادات الخاصة باستقبال نحو 100 مراقب متوقع وصولهم إلى دمشق يوم الأثنين المقبل، للإشراف على تنفيذ خطة الجامعة العربية لإنهاء العنف .

في أماكن أخرى، قتل 14 شخصاً في تظاهرات في إدلب وحمص في جمعة اطلق عليها “بروتوكول الموت” نسبة إلى بروتوكول المراقبين، وفقاً لنشطاء سوريين .

على المستوى الدولي، دانت الإدارة الأمريكية تفجيرات دمشق، معتبرة أنها لا ينبغي أن تعيق عمل المراقبين . وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر إن “الولايات المتحدة تدين الاعتداءات بأقصى قوة، لا شيء على الإطلاق يمكن أن يبرر الإرهاب من أي نوع، ونحن ندين هذه الأفعال أينما تحدث” . وأضاف “من المهم ألا يعرقل هجوم اليوم العمل الحيوي لبعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية لتوثيق ومنع انتهاكات حقوق الإنسان بهدف حماية المدنيين . نأمل بأن تواصل البعثة عملها بلا قيود في مناخ لا يشوبه العنف” .

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنارد فاليرو إن بلاده لا تملك معلومات حول الهجومين، غير أنه أضاف “نتمسك بالطابع السلمي للحركة الاحتجاجية ونحن قلقون من الانزلاق إلى حرب أهلية حقيقية يقود إليها القمع الدموي والأعمى الذي يقوم به النظام” .

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من تصاعد العنف في سوريا بعد انفجاري دمشق، وقال مكتبه في بيان إن بان “قلق جداً من تصاعد العنف في سوريا” وإن تفجيري اليوم “يبرزان قلقه المتزايد”، وحثّ على إجراء عملية تغيير سياسية شاملة وموثوقة وشرعية تقودها سوريا تلبي طموحات الشعب السوري بالديمقراطية، ودعا الحكومة السورية إلى تطبيق خطة السلام التي وضعتها جامعة الدول العربية، ورحب بوصول طليعة بعثة المراقبين العرب مطالباً بأن تتمكن من القيام بمهماتها من دون معيقات .

بدوره، استنكر رئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص “العمل الإرهابي” الذي قامت به “يد الغدر والإجرام” في قلب العاصمة السورية .

منظمة حقوقية: 6237 قتيلاً في سوريا على مدى 9 أشهر

أعلنت منظمة حقوقية مقرها بريطانيا، أمس، أن الحملة ضد الاحتجاجات الشعبية في سوريا حصدت ما لا يقل عن 6237 شخصاً، واعتقال 69 ألفاً على مدى الأشهر التسعة الماضية .

وقالت منظمة “أفاز” “إن هذه الأرقام الجديدة المروعة تعني أن واحداً من كل 300 سوري إما قُتل أو اعتقل في سوريا منذ بداية الاحتجاجات في منتصف مارس/ آذار الماضي” . وأضافت أنها تحققت من موت 6237 شخصاً في سوريا خلال الفترة من 15 مارس إلى 9 ديسمبر/ كانون الأول، من خلال العمل مع فريق مكون من 58 من مراقبي حقوق الإنسان في سوريا، إضافة إلى المنظمات الحقوقية الشريكة على الأرض .           (يو .بي .آي)

قصف عنيف على بابا عمرو

15 قتيلا ودعوة المراقبين لزيارة حمص

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 15 شخصا قتلوا اليوم منهم أربعة عثر على جثثهم وعليها آثار تعذيب بعد أن اعتقلتهم قوات الأمن الجمعة. وفي حين يتعرض حي بابا عمرو في حمص لقصف بالأسلحة الثقيلة، دعا المرصد السوري لحقوق الإنسان بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية للتوجه إلى المدينة.

وقال المرصد إنه “عثر صباح اليوم في شوارع مدينة الحولة على جثث أربعة مواطنين ظهرت على أجسادهم آثار تعذيب”، مشيرا إلى أن “الأجهزة الأمنية ومجموعات الشبيحة كانت اعتقلتهم بعد منتصف الليلة الماضية من حي البستان في كفرلاها”. وأضاف أنه “عثر على مواطن خامس في حالة خطرة”.

وقد أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت رجال أمن سوريين يعتدون بالضرب على رجل مُسن في منطقة صلاح الدين في حلب لقيامه بالتكبير في الشارع قبل أن يعتقلوه.

قصف لبابا عمرو

من ناحية أخرى قال ناشطون إن قوات الأمن تقصف منذ فجر اليوم السبت بالأسلحة الثقيلة حي بابا عمرو بحمص، وتشن حملة اعتقالات مست قرابة مائة شخص.

وأضاف الناشطون أن قوات الأمن تطوق حي بابا عمرو بحوالي أربعة آلاف عنصر بعتادهم الكامل وسط تحذيرات من اقتحامه.

كما نفذت قوات الأمن اليوم حملات دهم واعتقال عشوائية وتفتيش دقيق للمنازل في منطقة نوى في درعا.

وأضافت الهيئة أن الجيش السوري اقتحم القورية بدير الزور مستخدما أكثر من ستين دبابة ومدرعة، بينما تحاصر وحدات منه حي جوبر من الجهات الأربع.

وتحدث ناشطون عن وصول تعزيزات أمنية كبيرة إلى حي الإنشاءات، واقتحام قوات الأمن حي بابا عمرو وحرقها بعض المنازل والمحلات.

وذكر الناشطون أن قوات الجيش قصفت بشكل عشوائي المنازل في حماة، كما تم استهداف بعض المساجد وقصف المآذن بالدبابات. بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية بأن دبابات الجيش السوري تقصف مواقع في جبل الزاوية بمحافظة إدلب.

وأفادت الهيئة العامة بأن مدينة الصنمين شهدت انتشارا أمنيا وعسكريا كثيفا جرى خلاله اعتقال عدد من المواطنين والاعتداء على الممتلكات.

وفي اللاذقية، اعتقلت قوات الأمن أحد أئمة المساجد إثر خروج مظاهرة من مسجد الروضة.

وذكر المرصد أن قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة “اقتحمت” بلدة بصر الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا.

وأضاف المرصد أن هذه القوات “تبحث عن عشرات الجنود المنشقين المتوارين في تلك المنطقة”، معربا عن خشيته أن “يكون مصيرهم مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا يوم الاثنين الماضي في جبل الزاوية بعد محاصرتهم قرب بلدة كنصفرة”.

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من مقتل 28 شخصا برصاص قوات الأمن والجيش في مظاهرات جمعة “بروتوكول الموت”، في إشارة لبروتوكول الجامعة العربية الذي وقعته الحكومة السورية الاثنين الماضي.

دعوة للمراقبين

من ناحية أخرى طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان “وفد مراقبي جامعة الدول العربية بالتوجه الفوري إلى مدينة الحولة بحمص لتوثيق الانتهاك الفاضح لحقوق الإنسان الذي يعتبر غيضا من فيض لما جرى ويجري في سوريا”.

وكانت طلائع بعثة المراقبين وصلت دمشق الخميس للتحضير لوصول 150 مراقبا عربيا يتوقع بدء انتشارهم الاثنين المقبل.

ومنوطٌ بالبعثة مراقبةُ مدى تطبيق النظام السوري مبادرة عربية تقضي بوقف العنف “من أي طرف” وإنهاء المظاهر المسلحة بالمدن، وإطلاق المعتقلين ومحاورة المعارضة.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إنه يتواصل تواصلا دائما مع طلائع البعثة، وقد بحث معها لقاءات جمعتها بالمسؤولين السوريين. كما قال إن المراقبين سيطالبون بزيارة المستشفيات والسجون ومواقع أخرى.

خلفت أربعين قتيلا

المعارضة تتهم النظام بتفجيري دمشق

اتهم  المجلس الوطني السوري المعارض النظام في سوريا بالوقوف وراء التفجيرين اللذين وقعا الجمعة في دمشق وخلفا نحو 40 قتيلا وأكثر من 150 مصابا، بينما حملت السلطات السورية المسؤولية لتنظيم القاعدة، فيما ألقى حزب الله بالتهمة على الولايات المتحدة.

وأصدر المجلس السوري بيانا عبر صفحته على (فيسبوك) قال فيه إن النظام يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرات الإجرامية. واعتبر أن التفجير يعبر عما سماه سلوك النظام السوري وتفكيره الدموي والإجرامي.

وأشار البيان إلى أن التفجيرين “تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا”.

كما شكك ممثل اللجان التنسيقية المحلية عضو المجلس الوطني السوري عمر إدلبي -في حوار مع الجزيرة- برواية نظام بشار الأسد من أن تنظيم القاعدة هو من يقف وراء تفجيري دمشق.

وأشار إدلبي إلى أن وزير الخارجية وليد المعلم قدم من قبل “صورا مفبركة” عن عمليات قتل في سوريا تبين فيما بعد أنها في لبنان.

بدوره اتهم حزب الله في لبنان الولايات المتحدة بالوقوف وراء التفجيرين وقال إنها “أم الإرهاب”. كما قال الحزب في بيان “إن هذه التفجيرات هي من اختصاص الولايات المتحدة وأصابعها الممتدة في منطقتنا، والمتخصصة في استهداف الأبرياء وقتلهم وترهيبهم، لدفعهم إلى الانصياع للسياسة الأميركية الساعية لتحقيق المصلحة الصهيونية التي يضعها الأميركيون فوق كل اعتبار”.

إدانات دولية

وقد أدانت الولايات المتحدة بشدة التفجيرين، وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في بيان على أهمية ألا تعيق هجمات اليوم العمل الدقيق لبعثة المراقبة التابعة لجامعة الدول العربية كي تتمكن من توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وردعها بهدف حماية المدنيين.

وأعرب تونر عن الأمل بأن تستمر البعثة دون تقييد وفي ظل جو خال من العنف، وقال إن عبء التعاون الكامل مع البعثة يقع على عاتق النظام. وذكر أن الولايات المتحدة ستستمر بدعم الشعب السوري بنضاله من أجل عملية انتقال سلمية من الديكتاتورية إلى الديمقراطية.

وفي روما أعربت إيطاليا عن قلقها إزاء استمرار أعمال العنف بسوريا بعدما أدى تفجيران استهدفا إدارة المخابرات العامة وفرعا أمنيا في دمشق إلى مقتل عشرات الأشخاص.

ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية ماوريتسيو ماساري قوله “نكرر دعوتنا بقوة للسلطات السورية كي توقف القمع العنيف وتقوم بتهيئة الظروف لعملية الانتقال السياسي السريع”.

بدوره أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من تصاعد العنف بسوريا، وحث على إجراء عملية تغيير سياسية شاملة وموثوقة وشرعية تقودها سوريا تلبي طموحات الشعب السوري بالديمقراطية.

ودعا الحكومة السورية لتطبيق خطة السلام التي وضعتها جامعة الدول العربية، ورحب بوصول طليعة بعثة المراقبة التابعة للجامعة، مطالبا بأن تتمكن من القيام بمهماتها دون معيقات.

اتهام القاعدة

وقد حمل التلفزيون الرسمي السوري تنظيم القاعدة المسؤولية عن مقتل أكثر من أربعين شخصا، وإصابة أكثر من 150 آخرين بهجوم مزدوج على موقعين أمنيين بالعاصمة دمشق، بالتزامن مع وصول فريق بعثة المراقبين العرب.

وذكر التلفزيون السوري أن الهجومين “الانتحاريين” استهدفا مقر إدارة أمن الدولة وفرعا أمنيا آخر وأنهما نجما عن سيارتين ملغومتين، وأن القاعدة تقف وراء تنفيذهما. وذكر أيضا أن أغلب الضحايا من المدنيين وعناصر الجيش.

من جهة ثانية قال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية إن لبنان حذر سوريا قبل يومين من تسلل عناصر من تنظيم القاعدة إلى داخل الأراضي السورية عبر بلدة عرسال اللبنانية الشمالية.

وعلق المتحدث باسم الخارجية السورية قائلا إن المطالبين بالحرية يجب أن يعلموا أن هذا ليس هو السبيل لتحقيق الديمقراطية.

وقد وقع الانفجاران بعد يوم من وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الذين سيشرفون -حسب مبادرة جامعة الدول العربية- على وقف العنف بسوريا.

وينتظر أن يقوم الوفد بالتحضير لوصول المراقبين العرب. وقد قال التلفزيون السوري الرسمي إن وفدا من مسؤولي الجامعة العربية زار موقعي التفجيرين لتفقد الأضرار.

في هذه الأثناء نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية بمصر عن مسؤول بالجامعة العربية أن بعثة المراقبين التابعين للجامعة ستغادر إلى سوريا الاثنين القادم.

وقال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة إن البعثة ستغادر إلى سوريا الاثنين المقبل برئاسة محمد أحمد مصطفى الدابي (سوداني) وتضم أكثر من 50 شخصا جميعهم من العرب.

أدان تفجيريْ دمشق

مجلس الأمن يفشل بمعاقبة النظام السوري

دان مجلس الأمن الدولي التفجيرين اللذين استهدفا مقرين أمنيين في دمشق الجمعة، وقدّم المجلس تعازيه لأسر الضحايا وللشعب السوري، دون إشارة للحكومة السورية. لكن المجلس فشل في تمرير مشروع قرار جديد قدمته روسيا، حيث عارضته الدول الغربية لعدم تضمنه عقوبات على النظام.

وكانت الحكومة السورية قالت إن التفجيرين، اللذين استهدفا مقرين أمنيين في منطقة كفر سوسة في دمشق وأديا إلى مقتل 44 شخصا وجرح 166 آخرين على الأقل، يحملان بصمات تنظيم القاعدة.

في المقابل، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظامَ السوري بتدبير التفجيرين، وقال في بيان عبر صفحته على فيسبوك إن التفجيرين يعبران عن “سلوك النظام وتفكيره الدموي والإجرامي”.

وأشار البيان إلى أن التفجيرين “تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين”.

إدانة مجلس الأمن “بأشد العبارات الهجومين الإرهابيين” جاءت في بيان صدر بعد مفاوضات شاقة بين أعضاء المجلس.

وقال البيان إن أعضاء المجلس يعبرون عن تعازيهم الصادقة لضحايا هذه “الأعمال المقيتة ولأسرهم ولشعب سوريا”. وعادة يعتمد المجلس صيغة واحدة لإدانة “الهجمات الإرهابية” تعبر عن التعاطف مع الحكومة.

التفجيران والمراقبون

من جهته قال أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية إن تفجيريْ دمشق جريمة خطيرة قد تؤثر على مهمة بعثة المراقبين العرب إلى سوريا.

كما دانت واشنطن بشدة التفجيرين، وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في بيان على أهمية ألا تعيق هذه الهجمات العمل الدقيق لبعثة المراقبة التابعة لجامعة الدول العربية كي تتمكن من توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وردعها بهدف حماية المدنيين.

بدوره عبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن “قلق عميق” من تصاعد العنف في سوريا، وأكد المتحدث باسمه أنه على الأسد تطبيق خطة السلام التي تقدمت بها الجامعة العربية بالكامل لإنهاء عشرة أشهر من العنف في البلاد.

وفي روما أعربت إيطاليا عن قلقها إزاء استمرار أعمال العنف بسوريا، ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية قوله “نكرر دعوتنا بقوة للسلطات السورية كي توقف القمع العنيف وتقوم بتهيئة الظروف لعملية الانتقال السياسي السريع”.

رفض المشروع الروسي

في غضون ذلك رفضت الدول الغربية مشروع قرار روسي بشأن الأزمة السورية، واعتبرت أنه يحتاج إلى الحزم الكافي حيال نظام الرئيس بشار الأسد.

ودعا السفراء الغربيون إلى فرض حظر على شحن الأسلحة إلى سوريا، كما رفضوا إصرار روسيا على المساواة بين المعارضة والقمع الذي تمارسه السلطات السورية.

وقال السفير الألماني لدى المنظمة الدولية بيتر فيتيغ إن الدول الأوروبية تأمل أن يتضمن المشروع دعما أقوى لقرار الجامعة العربية التي فرضت عقوبات على سوريا.

وأضاف أنه ينبغي أن يدعو القرار إلى الإفراج عن السجناء السياسيين ويعبر بوضوح عن ضرورة إحالة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان على القضاء، معتبرا المقترحات الروسية “غير كافية”.

ورسم سفير روسيا فيتالي تشوركين حدود أي قرار مقبل بقوله في مؤتمر صحافي إنه إذا كان المطلوب هو إسقاط كل إشارة إلى العنف الصادر عن “المعارضة المتطرفة، فهذا لن يحدث”. وأضاف “إذا كانوا يتوقعون من موسكو أن تفرض حظرا على الأسلحة فهذا لن يحدث”.

وتابع تشوركين “نعلم تماما ماذا يعني حظر على السلاح. هذا يعني، وقد شهدناه في ليبيا، عدم السماح بتزويد الحكومة بالأسلحة، ولكنه (يعني) أن الجميع يستطيعون تقديم أسلحة إلى مجموعات معارضة”.

ولكن هذا الرفض الغربي فتح جولة جديدة من الصراع بين موسكو وواشنطن اتسمت بتبادل لاذع للانتقادات بين سفيريْ البلدين.

وحمل تشوركين بعنف على سفيرة الولايات المتحدة سوزان رايس معتبرا أنها تستخدم ضده “مجرد حشو كلام من قاموس ستانفورد”.

وكانت رايس، خريجة هذه الجامعة المخصصة للنخبة في كاليفورنيا، وصفت دعوة تشوركين إلى التحقيق في الضربات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي في ليبيا بأنها “محاولة رخيصة” لتحويل الانتباه عن سوريا.

شركة نفط روسية توقف نشاطها بسوريا

أوقفت عدة شركات نفط عملياتها بسوريا في ديسمبر/ كانون الأول (رويترز)

أوقفت شركة تات نفط الروسية عملياتها في سوريا متعللة بانعدام الاستقرار في البلاد.

وقال متحدث باسم الشركة إنها سوف تستأنف عملياتها عندما يستقر الوضع.

 ولدى الشركة الروسية اتفاق للمشاركة بالإنتاج مع المؤسسة العامة للنفط السورية التي أدرجها الاتحاد الأوروبي في قائمة سوداء ضمن نظام عقوبات يهدف لعزل الرئيس بشار الأسد.

 وبدأ المشروع المشترك للشركتين الإنتاج في حقل جنوب الكشمة بمحافظة دير الزور بشمال غرب سوريا عام 2010 بمعدل يومي يقدر بثمانين طنا من الخام الخفيف منخفض الكبريت.

 والقائمة السوداء هي جزء من جهود جماعية تبذلها أوروبا والولايات المتحدة والجامعة العربية لتكثيف الضغط على الأسد بسبب استمرار العنف برعاية الدولة ضد المحتجين.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري أوقفت شركة غلف ساندز بتروليوم المسجلة في بريطانيا إنتاج النفط في سوريا.

 وأعلنت شركة شل الهولندية وتوتال الفرنسية مطلع الشهر أيضا أنهما ستوقفان نشاطاتهما في مجال إنتاج النفط بسوريا بعد أن أضاف الاتحاد الأوروبي ثلاث شركات نفطية مملوكة من قبل دمشق للائحة العقوبات.

 وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على قطاع الطاقة السوري في أغسطس/ آب الماضي كجزء من حملة أطلقتها إدارة الرئيس باراك أوباما لعزل نظام الرئيس الأسد وسط استمرار الاضطرابات المدنية.

 وتبع الاتحاد الأوروبي الخطوة الأميركية وفرض حظراً على واردات النفط من سوريا في سبتمبر/ أيلول الماضي، لكنه سمح لدوله الموقعة على عقود حالية الاستمرار في نشاطاتها حتى منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

سوريا تفرج عن جميع السجناء الإيرانيين لتفسح المجال لمعتقلي الثورة

المرصد” يدعو الجامعة العربية للتوجه إلى حمص

دبي – هادي طرفي، العربية.نت

ذكرت مصادر إيرانية أن السلطات السورية أفرجت عن جميع السجناء الإيرانيين لتفسح مجال السجون لاستيعاب المعتقلين السياسيين الذين أخذ عددهم يتزايد خلال الفترة الأخيرة.

وقال مصدر مؤكد – رفض الكشف عن اسمه – في اتصال هاتفي مع “العربية.نت” إنه “يعرف مداناً بالسجن المؤبد بسبب الاتجار بالمخدرات عاد أخيراً إلى إيران، وأكد له أن جميع نزلاء السجن من بين المواطنين الإيرانيين أفرج عنهم في سوريا وعادوا إلى بلادهم”.

وذكر أن “الآلاف من السجناء السوريين الذين كانوا يقضون فترة عقوباتهم باتهام حيازة المخدرات والمشاركة في أعمال الشغب نقلوا إلى إيران”.

وتأتي هذه الإجراءات في وقت يستعد فيه مراقبو الجامعة العربية لبدء مهامهم للكشف عن ما يجري في البلد الذي تعصف فيه حركة احتجاجية ضد نظام الحكم.

وتؤكد المعارضة السورية أن عدد المعتقلين منذ الأحداث شمل أكثر من 100 ألف شخص، ولا يزال يقبع عشرات الآلاف منهم في السجون في ظروف قاسية.

وكانت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قد أكدت في آخر تقرير لها أن عدد المعتقلين في سوريا وصل على الأرجح إلى 14 ألف شخص.

بعثة المراقبين

من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ستة مدنيين قتلوا اليوم السبت في سوريا، ودعا بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الى التوجه الى حمص الواقعة وسط البلاد وتشهد أعمال عنف.

وقال المرصد إنه “عثر صباح اليوم في شوارع مدينة الحولة على جثامين أربعة مواطنين ظهرت على أجسادهم آثار تعذيب”، مشيراً الى أن “الأجهزة الأمنية ومجموعات الشبيحة كانت اعتقلتهم بعد منتصف ليل الجمعة السبت من حي البستان في كفرلاها”.

وأضاف أنه “عثر على مواطن خامس في حالة خطرة”.

وطالب المرصد “وفد مراقبي الجامعة العربية بالتوجه الفوري الى مدينة الحولة لتوثيق هذا الانتهاك الفاضح لحقوق الانسان الذي يعتبر غيضاً من فيض لما جرى ويجري في سوريا”.

وذكر المرصد من جهة أخرى أن قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة “اقتحمت” بلدة بصر الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا (جنوب).

وأضاف المرصد أن هذه القوات “تبحث عن عشرات الجنود المنشقين المتوارين في تلك المنطقة”، معرباً عن خشيته من أن “يكون مصيرهم مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا يوم الاثنين الماضي في جبل الزاوية بعد محاصرتهم قرب بلدة كنصفرة”.

ومن جهة اخرى، قال المرصد إن “مواطنين استشهدا في مدينة نوى أحدهما طفل يبلغ من العمر 15 عاماً، متأثرين بجروح أصيبا بها خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية الجمعة”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان تحدث عن مقتل 24 مدنياً أمس الجمعة، “11 منهم في مدينة حمص واثنان في مدينة دوما بريف دمشق، وثلاثة في مدينة حماة وثلاثة في محافظة ادلب، فيما استشهد مواطنان برصاص الامن في محافظة درعا ومواطن في دير الزور”.

كما قتل 44 شخصاً على الأقل وأصيب اكثر من 150 في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للأمن في دمشق نسبتهما السلطات الى تنظيم القاعدة في حين اتهمت المعارضة النظام بالوقوف وراءهما.

تصاعد وتيرة الاحتجاجات المعارضة للنظام السوري في مدينة حلب

حركة نشطة في صفوف الطلبة والمحامين

بيروت – محمد زيد مستو

تشهد مدينة حلب السورية خلال الأسابيع الأخيرة تنامياً مطرداً في وتيرة الاحتجاجات التي تشهدها المدن السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سيما في الجامعات وفي صفوف المحامين، في ظل انتقادات واسعة توجه للمدينة، بدعوى تأخرها عن المشاركة الفعلية بأوسع انتفاضة تشهدها البلاد منذ عقود.

ورغم أن أرياف حلب تشارك بقوة في الاحتجاجات، إلا أن النقد يوجه دائماً للمدينة التي تعد عصب الحياة الاقتصادية لسوريا، ومن أكثر مدن سوريا سكانا.

ومنذ انطلاقة الثورة السورية في منتصف مارس/ آذار الماضي كانت حلب محط الأنظار في إنجاح الثورة وإرباك النظام السوري، حيث تعتبر العاصمة الاقتصادية للبلاد، ويقدر عدد سكانها بأربعة ملايين نسمة حسب إحصاءات العام الماضي. بالإضافة إلى قربها من الحدود التركية.

وتعتبر مناطق عندان ومارع وتل رفعت في ريف حلب من المناطق الملتهبة في سوريا، والتي جرى اقتحامها لمرات عديدة. كما يقدر عدد الذين قضوا على أيدي قوات الأمن والجيش والشبيحة فيها منذ اندلاع الثورة بـ45 قتيلاً حسب مصادر للمعارضة.

وقد سجلت مدينة حلب وريفها يوم أمس الجمعة، عددا كبيرا من المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام حسب الهيئة العامة للثورة السورية، حيث جاءت في المرتبة الثالثة من حيث عدد نقاط التظاهر التي سجلتها المحافظات السورية، حيث سجلت مدينة درعا 30 مظاهرة، تليها حمص بـ29، ثم إدلب وحلب اللتان سجلتا 28 نقطة تظاهر خلال جمعة “بروتوكول الموت” في سوريا.

وفي لفتة جديدة من نوعها استطاع نشطاء في المدينة رفع علم الاستقلال على جدار قلعة حلب المطلة على المدينة، سرعان ما جرى تقليده في قلعة دمشق التي تمكن زوار قصر العدل والمارون من سوق الحميدية من رؤية علم الاستقلال الذي يرفعه المحتجون في مظاهراتهم، معلقاً بوضوح على جدار قلعة دمشق بعد أيام من رفعه على جدار قلعة حلب.

مظاهرات جامعية

وبالتزامن مع تصاعد وتيرة المظاهرات في المدن والقرى الحلبية خلال الأيام القليلة الماضية، عرفت كليات عدة في جامعة حلب والأحياء الجامعية، مظاهرات حاشدة رغم التواجد الأمني الكبير وبشكل متواصل.

واضطر رجال الأمن لاقتحام الجامعات لمرات عديدة وإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي داخلها، واعتقال بعض الطلاب كما جرى في كلية الهندسة خلال الأسابيع الماضية، حيث جرت اشتباكات مع رجال الأمن الذين اقتحموا الجامعة.

ووفقاً لنشطاء في المدينة، فإن مظاهرات طلابية خرجت في كليات الهندسة والاقتصاد والآداب والمعلوماتية والعلوم وكلية الطب البشري والأحياء الجامعية خلال الشهر الجاري، صاحبتها على الدوام اقتحامات واعتقالات للعشرات من الطلبة الجامعيين.

فقد شهدت كلية الكهرباء في جامعة حلب اعتصاما طلابيا في السابع من الشهر الجاري استمر لحوالي الساعة ونصف الساعة، حاول على إثره عناصر من الشبيحة الدخول إلى حرم الجامعة، لكن عميد كلية الكهرباء منع أي أحد من الدخول وتم إقفال أبواب الجامعة، حيث حوصر الطلاب في داخلها، ثم أقدمت رئاسة الجامعة على تعليق الدروس وإقفال الصفوف وتم إخراج الطلاب من حرم الكلية حسب مصادر طلابية.

كما اقتحم أكثر من 350 عنصر أمن وشبيحة في ذات اليوم كلية الميكانيك في جامعة حلب لقمع المظاهرات فيها، وحصلت اشتباكات بين الطلاب والأمن، الذين حاصروا مبنى كليات الهندسة الميكانيكية والمعلوماتية للقيام باعتقالات عشوائية.

كذلك فإن مظاهرة كبيرة تم تنظيمها في كلية العلوم، مطالبة بإسقاط النظام والحماية الدولية، نجحت في الخروج من الجامعة بعد طرد طلاب من كلية الهندسة التقنية والكهربائية إلى دوار أبو ريشة، حيث حصلت مواجهات بين الطلاب وقوات حفظ الأمن، التي تمكنت من تفريق المظاهرة واعتقال عدد كبير من الطلاب.

وكانت المظاهرات التي شهدتها جامعات حلب، هي الأقدم والأكثر كثافة في مظاهرات الجامعات السورية منذ الأشهر الأولى من الاحتجاجات.

حركة المحامين

وإلى جانب الحركة الطلابية النشطة في جامعات حلب، كذلك تعرف المدينة اعتصامات متواصلة للمحامين فيها، كان أولها اعتصام داخل القصر العدلي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الاحتجاجات، رداً على اعتقال زملاء لهم، ثم تتابعت الاعتصامات والاعتقالات في صفوف المحامين في المدينة.

وكان آخرها وفقاً لمنظمة “محامو سوريا من أجل التغيير” مداهمة منازل المحامين علي عبدالرزاق بدران ومحمد عبدالله وإسماعيل سلامة الأربعاء الماضي، و”اعتقالهم ثم اقتيادهم إلى مكان مجهول”.

وتؤكد المنظمة، أن اعتقال المحامين جاء على خلفية مشاركتهم مع زملاء لهم بالاعتصام الذي تم في قصر العدل في محافظة حلب بعد محاولة الاختطاف الذي تعرض له زميلهم المحامي أحمد رشيد قبيل أسبوع والاعتداء عليه بالضرب من قبل عناصر أحد الاجهزة الامنية أمام مبنى قصر العدل في حلب، وهو مؤشر واضح على الاعتصامات المتواصلة للمحامين التي يجري بعضها داخل القصر العدلي لمدينة حلب.

الإخوان المسلمون ينفون لـ”العربية” أي مسؤولية عن هجومي دمشق

رئيس مراقبي الجامعة يتوجه إلى سوريا

العربية.نت

نفى الإخوان المسلمون لـ”العربية”، اليوم السبت، أي مسؤولية عن تفجيري دمشق. وقالوا إن المخابرات السورية زورت موقعاً إلكترونياً لتوريط الإخوان.

وأكد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، زهير سالم، لوكالة فرانس برس براءة الجماعة من الاعتداءات الانتحارية التي وقعت أمس الجمعة، متهماً النظام بـ”افتعال” بيان عن تبني تلك الاعتداءات باسم الإخوان.

ورداً على بيان نشره أحد المواقع التي قيل إنها لجماعة الاخوان المسلمون في سوريا وتبنى باسمها الاعتداءات التي أسفرت عن 44 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً، قال المتحدث: “إنها صفحة مفتعلة باسمنا على شبكة الانترنت”.

وأضاف المتحدث الذي تم الاتصال به من لندن أن “النظام هو الذي اعد البيان وكذلك الاعتداءات”، على حد قوله.

ويتوجه اليوم السبت رئيس لجنة المراقبين لجامعة الدول العربية، محمد أحمد مصطفى الدابي، إلى دمشق من أجل الاطلاع على التحضيرات لعمل فريقه هناك، ومن المفترض أن يصل أول فوج من بعثة المراقبين إلى دمشق الاثنين القادم، ويتكون من أكثر من 50 شخصية سياسية وعسكرية وخبراء في حقوق الإنسان.

وفي تطور جديد، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية سقوط 15 قتيلا برصاص الأمن السوري في حصيلة أولية اليوم.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي، لـ”العربية” إن لجنة المراقبة ستعمل وفق المبادرة العربية، وستتحرك بحرية على الأرض، وأضاف أن أفواجا أخرى من المراقبين ستصل دمشق تباعا وفق احتياجات رئيس البعثة.

وأكد بن حلي أن البعثة ستتصل بكل من تريد على الأرض، وتذهب إلى كل مكان ترغب فيه، وفق بنود البروتوكول الموقع بين الجامعة ودمشق.

ومن جانبه، دعا برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، قادة الدول العربية إلى التدخل لإجبار النظام السوري على وقف عمليات القتل ضد المواطنين، وناشد غليون بعثة المراقبين أن تتوجه إلى حي بابا عمرو في حمص فورا، حيث قال إن الأمن السوري بدأ هجمة تصعيدية غير مسبوقة على الحي مستغلا ظلام الليل.

وجدد غليون في حديث لـ “العربية” التأكيد على أن الهجمات الانتحارية التي وقعت أمس الجمعة في دمشق من ترتيب النظام، مطالبا بفتح تحقيق دولي بشأن الحادث

وكان التلفزيون الحكومي السوري قد أعلن أن انتحاريين في سيارتين مفخختين نفذا الهجومين اللذين استهدفا مقرين أمنيين في دمشق.

وأسفر الانفجاران- وفق السلطات السورية- عن مقتل نحو 50 واصابة أكثر من 150 آخرين. وقال التلفزيون السوري إن إحدى العمليتين استهدفت أمن الدولة والأخرى أحد الفروع الأمنية وأن التحقيقات الأولية تشير إلى أنهما من تنفيذ تنظيم القاعدة.

الدول الغربية ترفض مشروع القرار الروسي حول الأزمة السورية

موسكو تسعى لطرحه مجدداً الأسبوع القادم

العربية.نت

رفضت الدول الغربية في مجلس الأمن مشروع القرار الروسي المعدل بشأن سوريا ما دفع بروسيا إلى الإعلان عن نيتها طرحه مجدداً مطلع الأسبوع، نقلا عن تقرير لقناة “العربية” اليوم السبت.

واعتبرت الدول الغربية أن المشروع الروسي- الذي نوقش مساء أمس الجمعة- لا يسمي الأشياء بأسمائها.

وأعلن السفير الألماني لدى المنظمة الدولية، بيتر ويتيغ، أن الدول الأوروبية تأمل في أن يتضمن المشروع دعما أقوى لقرار الجامعة العربية بفرض عقوبات على سوريا.

وأكد ضرورة أن يتضمن مشروع القرار الدعوة إلى “الإفراج عن السجناء السياسيين”، فضلا عن التعبير الواضح “عن ضرورة إحالة مرتكبي انتهاكات حقوق الانسان إلى القضاء”.

وقالت السفيرة الامريكية، سوزان رايس، إن طلب روسيا هو “مناورة لصرف الانتباه عن ملفات أخرى”.

ومن جهته، رفض السفير الروسي، فيتالي تشوركين، أن يتم إلغاء أي إشارة إلى العنف الذي يمارسه من أسماهم “عناصر متطرفة من المعارضة” بحق النظام السوري.

كذلك، رفض تشوركين أن يشير مشروع القرار الى “حظر على السلاح”، وقال إن ذلك يعني “عدم السماح بتزويد الحكومة بالأسلحة، بينما يستطيع الجميع تقديم أسلحة إلى مجموعات معارضة”.

مصادر: المعارضة السورية زوّدت وفد المراقبين العرب بأسماء 85 محامياً للتنسيق معهم

روما (24 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر سورية معارضة إن وفد المراقبين التابع للجامعة العربية المكلف بمراقبة الأوضاع في سورية للتأكد من تطبيق السلطات لبنود المبادرة العربية سيضم أكثر من ستين شخصية ترافق رئيس الوفد، وأشارت إلى أن المعارضة السورية زودت هذه البعثة بأسماء خمسة وثمانين محامياً في سورية للتواصل والتنسيق معهم وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “كان هناك تواصل بين أطراف المعارضة السورية وخاصة الهيئات المختصة بحقوق الإنسان ووفد المراقبين التابع للجامعة العربية قبل فترة وتم تزويدهم بقائمة تضم أسماء 85 محام في سورية لهم علاقة بالعمل العام وبحقوق الإنسان، من المفترض أن تتواصل معهم وتتابع معهم عملها” حسب قولها

وأضافت المصادر “عندما وصلت طلائع بعثة المراقبة العربية إلى دمشق يوم الخميس الماضي تواصلت مع محام من هيئات حقوق الإنسان وأكّد لها على إمكانية زيادة عدد المحامين في اللائحة التي يملكونها” وفق قولها

وأعربت المصادر لوكالة (آكي) عن قناعتها بأن وفد المراقبين العرب سيقوم بالتواصل مع الحقوقيين السوريين الناشطين في المعارضة، واستبعدت أن يتم التواصل مع المعارضة السياسية داخل سورية، وقالت “ليس هناك حتى الآن أي اتصال مع المعارضة السياسية في الداخل، بما فيها هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي، ولن يكون هناك مبادرات شخصية من قبل بعثة المراقبة، ولن تتباحث مع المعارضة في الداخل مل لم يكن هناك توجيه من الأمين العام للجامعة العربية” حسب تأكيدها

وشددت المصادر المعارضة السورية على ضرورة ضمان حرية تنقل أعضاء وفد المراقبين وقالت في هذا الصدد “أكثر ما يهمنا هو ضمان حرية حركتهم دون قيود أو شروط، وهو أمر نستبعد تطبيقه، وستتذرع السلطات السورية بأنها تمنعهم من زيارة بعض المناطق حفاظاً على أرواحهم” حسب قناعتها

قيادة البعث السوري: “الإرهاب” لن يثني سورية عن مسيرة “الإصلاح

دمشق (24 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي السوري أن “العملين الإرهابيين اللذين وقعا بدمشق أمس شكلا سابقة خطيرة في محاولة زعزعة الوحدة الوطنية”، ووصفته بـ “مؤشر واضح على المنحى الذي يشير إليه ويسير فيه المخطط الاستعماري الصهيوني الأمريكي الهادف إلى تفتيت سورية وتدمير مؤسساتها والنيل من صمود شعبها وزعزعة ثقته بنفسه وبقيادته وبمشروعه الإصلاحي النهضوي”، حسبما ورد في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية

وأعتبرت قيادة حزب البعث السوري أنه “لم يعد خفيا أن تلك المجموعات ومن يقف خلفها ويوفر لها ظروف ممارسة الإرهاب على النحو الذي نشهده اليوم لا تريد الإصلاح ولا تعنيها الديمقراطية وحقوق الإنسان ولا تطلعات الشعوب”. ولكن البيان لفت إلى أن “سورية قيادة وشعبا ستستمر في مسيرة الإصلاح النابعة من إرادة شعبها ورغبته في الوصول إلى وطن أكثر حرية ورفاهية ولن تثنيها كل أشكال الإرهاب والتحريض والقتل عن تحقيق ذلك الهدف النبيل”

واعتبرت القيادة القطرية لحزب البعث السوري أن “هذه الأعمال الإجرامية التي تأتي في الوقت الذي وصلت فيه طلائع بعثة المراقبين من الجامعة العربية لتقف على حقيقة ما يجري في الساحة السورية تقدم الدليل الحي على ما تقوم به العصابات الإجرامية المسلحة من قتل وترويع واستهداف لكل مكونات الشعب السوري ومؤسساته ما يؤكد أن أي خطوة تتخذها السلطات السورية باتجاه الخروج من الأزمة واقتراح الحلول لها والسير بخطوات اصلاحية يقابله على الدوام عرقلة وتشكيك ودفع باتجاه المشهد العنفي الذي وجدت فيه المعارضة اللاوطنية الطريق الذي تأمل أن يوصلها إلى ما تريد”، على حد وصفها

يذكر أن المجلس الوطني السوري المعارض حمل النظام “المسؤولية المباشرة” عن “التفجيرات الإجرامية” في دمشق

ولقد قال المجلس في تصريح صحافي “إن التفجيرين الذين حدثا في وقت متقارب، تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سورية” على حد قوله

وتابع “إن النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطراً خارجياً وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة”

وأضاف المجلس الوطني السوري “إن ماحدث جاء أيضاً مقترناً بإجراءات بدأها النظام منذ عدة أيام، حيث عمل على نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام” حسب البيان

حماس تدعو لـ”حل سياسي” يحقن الدم السوري

دمشق (24 كانون اول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دانت حركة حماس التفجيرين في العاصمة السورية دمشق واصفة ايهاما بـ”الاجراميين” داعية الى “سرعة الخروج من هذه الأزمة بحل سياسي يحقن الدَّم السوري”، بحسب بيان

وقال مصدر مسؤول في الحركة “لقد تابعنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقلقٍ وألمٍ بالغَين تطوّرات الأحداث المؤسفة في سورية منذ شهور، وسقوط العدد الكبير من الضّحايا والدّم السوري العزيز”، وأضاف منوها بأنه “بادرنا ولا زلنا نبادر بجهود كبيرة متواصلة من أجل المساعدة في خروج سورية العزيزة من هذه الأزمة الصَّعبة، من خلال حلِّ سياسيٍّ يحقن الدَّم السوري، ويحقِّق للشَّعب السوري تطلّعاته في الإصلاح والديمقراطية، ويحفظ لسورية أمنها واستقرارها، ويُعزِّز جبهتها الدَّاخلية، ويجعلها أقدرَ على مواجهة التحدّيات والمخاطر الخارجية”

واضاف في البيان الذي صدر عن قيادة الحركة في دمشق “إنَّنا إذ ندين التفجيرين الإجراميَين اللَّذين حدثا بالأمس في دمشق، ونتألَّم بشدَّة لسقوط المزيد من الضَّحايا والدَّم السوري العزيز، لنعبِّر من جديد عن قلقنا البالغ من مسار تطوّرات الأحداث المؤسفة، ونتمنى، بل وندعو إلى سرعة الخروج من هذه الأزمة بحل سياسي يحقن الدَّم السوري، وينقل سورية العزيزة إلى مرحلة جديدة تحقّق لشعبها العزيز ما يتطلَّع إليه من خيرٍ لسورية، وتحصن الجبهة الداخلية في مواجهة التحدّيات الخارجية التي تستهدف سورية”

إخوان سورية: النظام افتعل تفجيرات دمشق وأعد لها مسبقاً

روما (24 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت جماعة الإخوان المسلمين في سورية إن النظام أقدم على افتعال حفلة استقبال دموية للمراقبين العرب أمس الجمعة للتغطية على أخبار الحراك الأسبوعي المنتشر على كل الخارطة السورية

ولفتت الجماعة المحظورة في سورية نظر الرأي العام إلى أن التلفزيون السوري “تأخر عن نقل الصور من مسرح الواقعة، قريباً من ساعة بعد الإعلان عن وقوعها، ريثما قام المخرج المسرحي بوضع لمساته الأخيرة على المشهد الدموي المفتعل”

كما أشارت في بيان وزعته اليوم (السبت) بتوقيع زهير سالم الناطق الرسمي باسم الجماعة إلى أن نسب الجريمة إلى تنظيم القاعدة كما اتهمت السلطات السورية “جاء مقترناً مع الإعلان عن التفجيرين قبل أي تحقيق”، ورأت أن النظام يقول للغرب “إنّ عدونا مشترك فاحذر”، وأضافت في البيان “قد روّجوا عن طريق أنصارهم في لبنان قبل يومين، أن إرهابيين من تنظيم القاعدة، تسلّلوا إلى سورية، عن طريق منطقة عرسال. وهذا يعني أن الجريمة المفتعلة قد تمت مع الإعداد المسبق لها”

وأعلنت الجماعة إدانتها المطلقة “للعبة الدم التي يلعبها النظام”، وحملته مسؤولية “كل قطرة دم تسقط على الأرض السورية”، وأصرّت على التمسك بسلمية الثورة وأهدافها، كما دعت الجامعة العربية والمجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياتهما في حماية المدنيين الذين يطالبون بالحرية والكرامة”، وفق البيان

ورفضت ربط الثورة السورية بأي إطار عالمي أو إقليمي وبأي تنظيم أو دولة أو مشروع غير المشروع الوطني السلمي. ودعت السوريين إلى “رفض الانجرار إلى خنادق الفتنة التي يحفرها النظام”.

إلى ذلك نفت الجماعة مسؤوليتها عن تفجيرات دمشق وفق ما روّج موقع إلكتروني يحمل اسماً مشابهاً لموقع الجماعة، ونفت أي بيان منسوب لها بتبني التفجيرات، واتهمت السلطات السورية بإنشاء موقع إلكتروني رديف لتوريط الإخوان باعتداءات دمشق التي خلّفت وفق المصادر الرسمية السورية 44 قتيلاً من المدنيين في منطقة تضم مراكز ومقرات للاستخبارات السورية

سوريا: قتلى جدد في حمص وتشييع ضحايا تفجيرات دمشق

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أربعة مدنيين السبت في مدينة حمص التي تعرضت إلى قصف عنيف بدأ ليلة الجمعة.

وقال المرصد المعارض ومقره لندن إنه “عثر صباح السبت في شوارع مدينة الحولة على جثامين اربعة مواطنين” مشيرا إلى أن “الأجهزة الأمنية ومجموعات الشبيحة كانت اعتقلتهم بعد منتصف ليل الجمعة السبت من حي البستان في كفر لاها”.

وذكر المرصد أن “قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة بصري الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا” جنوبي البلاد.

في غضون ذلك، شيعت جنازات ضحايا تفجيرات دمشق عقب صلاة الظهر من الجامع الاموي ونقل التلفزيون السوري الرسمي وقائع الجنازات.

وكان 44 شخصا على الاقل قتلوا واصيب اكثر من 150 بجروح في تفجيرين انتحاريين ضربا يوم الجمعة قلب العاصمة السورية.

وقال التلفزيون السوري الحكومي إن “مسلحين من تنظيم القاعدة” استهدفوا مقرين امنيين يقعان في حي كفر سوسة والجمارك.

ولكن المعارضة السورية قالت إن الهجومين اللذين وقعا بعد يوم واحد من وصول وفد المراقبين التابع لجامعة الدول العربية الى دمشق كانا من تدبير النظام السوري لتبرير قمع الاحتجاجات مضيفة ان السلطات أرادت من خلال تلك الهجمات إرسال رسالة إلى بعثة المراقبين مفادها أن الجماعات المسلحة تنشط بقوة في سوريا.

ويقول المراسلون إن الهجمات الاخيرة تشير الى تصعيد خطير في مستوى العنف في سورية.

وأدانت الولايات المتحدة الهجومين وقالت إنهما لا يجب أن يعرقلا عمل بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية.

يذكر ان المهمة التي سيضطلع بها مراقبو الجامعة العربية تتلخص في التأكد من التزام السلطات السورية بمبادرة الجامعة التي تنص على انسحاب آليات الجيش السوري من المدن بهدف وضع حد للعنف الذي تشهده البلاد.

وفي الإطار ذاته ذكر مراسل بي بي سي في دمشق أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيلتقي السبت الأمين العام المساعد للجامعة العربية سمير سيف اليزل رئيس فريق المراقبين لاتمام التحضيرات اللوجستية لوصول المراقبين العرب، ومن المقرر أن يصل في وقت لاحق السبت إلى دمشق الفريق محمد احمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين.

إدانة

في غضون ذلك، أدان مجلس الامن التابع للامم المتحدة في وقت متأخر الجمعة الهجومين الانتحاريين مؤكدا ان الاعمال الارهابية لا يمكن تبريرها.

وبعث المجلس بتعازيه لأسر الضحايا، وليس للحكومة السورية كما جرت العادة.

الا ان المجلس لم يتمكن من التغلب على الخلافات بين اعضائه حول الموقف الذي ينبغي اتخاذه ازاء الاحتجاجات المستمرة في سورية، واخفق في اصدار قرار بهذا الصدد.

فلم يفلح اعضاء المجلس في الاتفاق على بيان صاغته روسيا يرحب بنشر مراقبي الجامعة العربية ويدعو طرفي النزاع، الحكومة السورية والمعارضة، الى توخي ضبط النفس.

فقد قالت الدول الغربية إن البيان “غير متوازن، لأنه لا يتطرق الى انتهاكات حقوق الانسان التي تقترفها الحكومة السورية”.

وما زال مجلس الامن منقسما انقساما حادا حول مشروع قرار صاغته روسيا، حيث يقول دبلوماسيون غربيون إنه لا يتعامل بشكل جدي مع مطلبهم بأن يتضمن ادانة واضحة للعنف الذي تستخدمه الحكومة السورية وانتهاكاها لحقوق الانسان.

ووصف المندوب الالماني بيتر ويتيج مشروع القرار بأنه “غير كاف.”

ولكن نظيره الروسي فيتالي تشوركين اتهم الغرب بالسعي لادخال تغييرات جوهرية على مشروع القرار تجعله يتماشى مع خططه لتغيير النظام الحاكم في دمشق.

سورية: مراقبو الجامعة العربية يبدأون بالوصول الخميس

تصل الى العاصمة السورية دمشق في وقت لاحق من يوم الخميس طلائع مراقبي الجامعة العربية ايذانا بانطلاق مبادرة الجامعة التي تهدف لوضع حد للعنف الذي واجه النظام السوري به الحركة الاحتجاجية التي انطلقت منذ تسعة شهور.

وتقول الامم المتحدة إن اعمال العنف التي شهدتها سورية منذ مارس / آذار الماضي اسفرت الى الآن عن مقتل خمسة آلاف شخص، ولكن جماعات حقوق الانسان تقول إن العدد اكبر بكثير.

وتحمل دمشق “عصابات مسلحة تسعى الى زعزعة استقرار البلاد” مسؤولية العنف.

وتتعرض روسيا الى ضغوط متزايدة للاسراع في اعداد مشروع قرار يدين العنف من المقرر ان تعرضه على مجلس الامن.

وكانت موسكو قد فاجأت الوسط الدبلوماسي في الاسبوع الماضي بقولها إنها بصدد طرح مشروع القرار، ولكن لم يحصل اي تقدم على هذا الصعيد منذ ذلك.

وقد نصحت الولايات المتحدة يوم الخميس رعاياها الموجودين في سورية بمغادرتها فورا كما نصحت المواطنين الامريكيين “الامتناع عن زيارة سورية نظرا للعنف المتواصل والاضطرابات التي تسود البلاد.”

“كسب الوقت”

ومن المقرر ان تصل طلائع مراقبي الجامعة العربية يصحبها ممثلون عن وسائل الاعلام الى سورية يوم الخميس للاعداد لاستقبال وفد المراقبين الذي سيقيم في البلاد لفترة شهر كامل يمكن تمديدها بموافقة الطرفين الحكومة السورية وجامعة الدول العربية.

وسيشرف المراقبون على التزام الجانب السوري ببنود مبادرة الجامعة العربية التي تدعو الى وقف الهجمات التي يشنها الجيش، وسحب القطعات العسكرية من المدن والقرى واطلاق سراح المعتقلين.

وكانت دمشق قد اعلنت يوم الاثنين الماضي موافقتها على دخول المراقبين، وذلك بعد ان ماطلت في ذلك لعدة اسابيع.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه سيسمح للمراقبين بالتنقل بحرية وانهم سيتمتعون بحماية الحكومة.

ولكن منتقدي نظام الرئيس بشار الاسد يشككون في دوافع موافقته على المبادرة، ويقولون إنها خدعة تهدف الى تجنب عقوبات اقسى من جانب الامم المتحدة.

ويشير ناشطون سوريون الى ان تصعيد الهجمات على المحتجين في الاسبوع الجاري يثبت ان الاسد يريد قمع الحركة الاحتجاجية بسرعة.

ويقول المجلس الوطني السوري المعارض إن 250 شخصا على الاقل قتلوا في محافظة ادلب الشمالية الغربية الاسبوع الجاري.

ومعظم الذين قتلوا في منطقة جبل الزاوية التي تقع على مسافة 40 كيلومترا جنوب غربي مدينة ادلب كانوا من العسكريين المنشقين.

وقد اتهم المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن القوات السورية بارتكاب “مذبحة منظمة” في ادلب.

ودعا المجلس الوطني السوري مجلس الامن التابع للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى التدخل لحماية الشعب السوري والى فرض “مناطق آمنة” في المناطق التي تتعرض لهجمات الجيش السوري.

ويقول بعض المحللين إنه لن يكون بامكان النظام السوري الاستمرار بالحكم اذا التزم فعلا بمبادرة الجامعة وسحب جيشه من الشوارع لأنه سيكون من شأن ذلك تشجيع المعارضين على تكثيف نشاطاتهم.

من جانبها، قالت الولايات المتحدة على لسان جاي كارني الناطق باسم البيت الابيض إن الوعود التي يطلقها نظام الاسد “تفتقر الى المصداقية لأنها تتبع دائما بافعال فظيعة ومدانة.”

ومضى الناطق الامريكي للقول “إن الولايات المتحدة مقتنعة بأن السبيل الوحيد للاتيان بالتغيير الذي يستحقه الشعب السوري يتمثل في تنحي بشار الاسد عن الحكم.”

ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جيم ميور إنه من المرجح ان تكون الحكومة السورية بصدد “التخلص من بعض المشاكل العالقة” قبيل وصول المراقبين، إذ تشير بعض التقارير الى ان قوات الامن قد صعدت من نشاطاتها التي تستهدف المحتجين والمنشقين عن الجيش السوري.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

سورية: مجلس الأمن يدين تفجيرات دمشق

أدان مجلس الامن التابع للامم المتحدة في وقت متأخر الجمعة الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا مقرات امنية في العاصمة السورية دمشق، مؤكدا ان الاعمال الارهابية لا يمكن تبريرها.

الا ان المجلس لم يتمكن من التغلب على الخلافات بين اعضائه حول الموقف الذي ينبغي اتخاذه ازاء الاحتجاجات المستمرة في سورية، واخفق في اصدار قرار بهذا الصدد.

فلم يفلح اعضاء المجلس في الاتفاق على بيان صاغته روسيا يرحب بنشر مراقبي الجامعة العربية ويدعو طرفي النزاع، الحكومة السورية والمعارضة، الى توخي ضبط النفس.

فقد قالت الدول الغربية إن البيان غير متوازن، لأنه لا يتطرق الى انتهاكات حقوق الانسان التي تقترفها الحكومة السورية.

وما زال مجلس الامن منقسما انقساما حادا حول مشروع قرار صاغته روسيا، حيث يقول دبلوماسيون غربيون إنه لا يتعامل بشكل جدي مع مطلبهم بأن يتضمن ادانة واضحة للعنف الذي تستخدمه الحكومة السورية وانتهاكاها لحقوق الانسان.

ولكن نظيره الروسي فيتالي تشوركين اتهم الغرب بالسعي لادخال تغييرات جوهرية على مشروع القرار تجعله يتماشى مع خططه لتغيير النظام الحاكم في دمشق.

تسرب القاعدة

وكان 44 شخصا على الاقل قتلوا واصيب اكثر من 150 بجروح في تفجيرين انتحاريين ضربا يوم الجمعة قلب العاصمة السورية.

وقال التلفزيون السوري الحكومي إن “مسلحين من تنظيم القاعدة” استهدفوا مقرين امنيين يقعان في حي كفر سوسة.

ولكن المعارضة السورية قالت إن الهجومين اللذين وقعا بعد يوم واحد من وصول وفد المراقبين التابع لجامعة الدول العربية الى دمشق كانا من تدبير النظام السوري لتبرير قمع الاحتجاجات مضيفة ان السلطات أرادت من خلال تلك الهجمات إرسال رسالة إلى بعثة المراقبين مفادها أن الجماعات المسلحة تنشط بقوة في سورية.

ويقول المراسلون إن الهجمات الاخيرة تشير الى تصعيد خطير في مستوى العنف في سورية.

وأدانت الولايات المتحدة الهجومين وقالت إنهما لا يجب أن يعرقلا عمل بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية.

يذكر ان المهمة التي سيضطلع بها مراقبو الجامعة العربية تتلخص في التأكد من التزام السلطات السورية بمبادرة الجامعة التي تنص على انسحاب قطعات الجيش السوري من المدن بهدف وضع حد للعنف الذي تشهده البلاد.

ولكن ناشطي المعارضة يقولون إن قوات الامن السورية قتلت يوم الجمعة 12 مدنيا على الاقل.

وتقول الامم المتحدة إن اكثر من 5000 سوري قتلوا واعتقل عدد اكبر منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية في مارس / آذار المنصرم.

ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جيم ميور إنه من الصعب وضع اليد على الجهة التي نفذت هجمات الجمعة، ولكن مما لا شك فيه ان هذه الهجمات لم تكن في مصلحة المعارضة بل خدمت مصلحة النظام.

و كان التلفزيون الرسمي السوري قد أعلن دقائق بعد تنفيذ الهجومين ان انتحاريين يقودون سيارات مفخخة هاجموا مبنى ادارة المخابرات العامة ومقرا امنيا آخر في حي كفر سوسة جنوب غربي دمشق. واضاف التلفزيون ان “التحقيقات الاولية تشير الى مسؤولية تنظيم القاعدة.”

وعرض التلفزيون صورا لمبان متضررة بينما انهمك عمال الانقاذ في البحث عن الضحايا تحت الانقاض.

وقالت قناة “الاخبارية السورية” المملوكة للدولة إن الانفجار الاول وقع خارج مكاتب احد الاجهزة الامنية. وعندما هرع حرس مقر المخابرات العامة الى مكان الانفجار صدم المهاجم الثاني بسيارته الملغومة البوابة الرئيسية للمقر وفجر عبوته.

ونقلت وكالة اسوشييتيدبريس عن الصحفي السوري المقيم في كفر سوسة نضال حميدي قوله “هزت الانفجارات داري. كان الموقف مخيفا حقا.” واضاف حميدي انه سمع اصوات اطلاق نار بعد وقوع الانفجارات مباشرة، التي بلغت من الشدة بحيث حطمت زجاج النوافذ على مسافة 200 مترا.

وقد تفقد السفير سمير سيف اليزل مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية رئيس وفد طلائع بعثة مراقبي الجامعة العربية مكان الإنفجار يرافقه فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري.

وقال مقداد للصحفيين في وقت لاحق “هذه هدية تنظيم القاعدة في اليوم الاول لوصول مراقبي الجامعة العربية، ولكننا مصممون على بذل كل ما لدينا من جهد لتسيل مهمة المراقبين.”

من جانبه، سيف اليزل إن التفجيرات لن تثني بعثة المراقبين عن اداء المهمة الموكلة اليها.

وقال سيف اليزل: “جئنا للتحقق مما يجري على الارض. لقد كان ما رأيناه اليوم مؤسفا، ولكن المهم ان تهدأ الامور.”

وتزامن التفجيران مع خروج أعداد من المتظاهرين في مناطق مختلفة من البلاد ضمن مظاهرات أطلق عليها “جمعة بروتوكولِ الموت: رخصة مفتوحة للقتل.”

ونقل عساف عبود ، مراسل بي بي سي ، عن مصادر رسمية سورية تأكيدها مقتل جميع أفراد حرس مقر المخابرات، وقال المراسل إن الانفجار خلف دمارا في منطقة نصف قطرها مئتا متر حول المكان.

اما جهاد المقدسي الناطق باسم وزارة الخارجية السورية فقال لبي بي سي إن لبنان احاط الحكومة السورية علما قبل يومين بأن “مجموعات تابعة لتنظيم القاعدة قد تسربت الى داخل الاراضي السورية من خلال عرسال الحدودية اللبنانية.”

ولكن “الهيئة العامة لتنسيقيات الثورة السورية” التي تمثل 40 تنظيما معارضا اتهمت الحكومة بتدبير الهجمات وطالبت مراقبي الجامعة العربية باجراء تحقيق فيها.

كما اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الاسد بتدبير الهجمات التي استهدفت الجمعة مقرات امنية في دمشق واوقعت بحسب السلطات السورية اربعين قتيلا وعشرات الجرحى.

وقال المجلس في بيان على موقعه “ان النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين العرب بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة”.

واضاف البيان “إن التفجيرين حدثا في وقت متقارب، تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا”.

كما اتهم المجلس الوطني النظام السوري “بنقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام” على حد ما جاء في البيان.

يذكر ان الاجراءات الامنية المشددة التي تفرضها السلطات السورية في العاصمة جنب دمشق الاحتجاجات واعمال العنف التي شهدتها مدن وسط وشمالي سورية في الاشهر الاخيرة.

وتقول مراسلتنا لينا سنجاب إن الانفجارات في دمشق تعد “عملا غير مسبوق” منذ اندلاع الأحداث وانها سببت “صدمة شديدة للسكان”

وتضيف ان من الصعب التحدث عن طبيعة الرد من قبل الحكومة بعد أيام من هجوم كبير لقوات الأمن في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب.

وتقول مراسلتنا ان الكثيرين يتساءلون عن سبب وقوع الانفجارات بعد يوم من وصول طلائع مراقبي الجامعة العربية.

و تعليقا على التفجيرين، قال رئيس فرع المنطقة في إدارة المخابرات العسكرية اللواء رستم غزالة لبي بي سي إن “كل شيء متوقع من المجموعات الإرهابية”.

وأضاف في تصريحات خلال تفقده موقع تفجير إدارة الأمن أن “الاحتمالات ليست محصورة بتنظيم القاعدة بالوقوف وراء العمليتين وإنما تنظيمات إرهابية أخرى قد تكون خلف هذه العملية الأولى منذ سنوات داخل دمشق”.

من جانبه، وصف بسام جعارة ، الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا، الانفجارين بأنهما لعبة مكشوفة. واتهم جعارة المخابرات السورية بتدبير الانفجارين.

وقال لبي بي سي: “النظام يريد أن يقول لمجلس الأمن الذي يعقد اجتماعات بشأن سوريا إن الحرب هي بين إرهابيين وبين النظام”.

اما عمر ادلبي، وهو احد اعضاء المجلس الوطني السوري المعارض، فقال إن التفجيرات “مريبة جدا لانها وقعت في مواقع تتمتع بحراسة مشددة يصعب على السيارات دخولها.”

وفي بيروت، اتهم حزب الله اللبناني الولايات المتحدة بتدبير الهجمات التي شهدتها دمشق يوم الجمعة.

وجاء في بيان اصدره المكتب الاعلامي للحزب “ان هذه الهجمات التي اسفرت عن مقتل واصابة العشرات معظمهم من النساء والاطفال من اختصاص الولايات المتحدة الامريكية، أم الارهاب في العالم. لقد تخصصت الولايات المتحدة في استهداف الابرياء وقتلهم وترويعهم لاجبارهم على الرضوخ للاملاءات الامريكية من اجل اعلاء المصالح الصهيونية التي تأتي في المرتبة الاولى بالنسبة للامريكيين.”

وقال الحزب إن هجمات الجمعة في دمشق وقبلها هجمات الخميس ببغداد انما تمثل بداية سلسلة من الاعمال الانتقامية عقب ما وصفها بهزيمة الولايات المتحدة في العراق.

جبل الزاوية

وجاء التفجيران بينما يشارك آلاف السوريين في مظاهرة تحت شعار “بروتوكول الموت”. وندد المشاركون بمهمة مراقبي الجامعة العربية الذين بدأوا الانتشار في سوريا.

وقال ناشطون حقوقيون ومعارضون إن قوات الامن السورية واصلت قمعها للمحتجين يوم الجمعة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن ستة اشخاص قتلوا على ايدي قوات الامن في مدينة حمص وثلاثة في درعا وثلاثة في دير الزور.

كما نشر المرصد شريطا مسجلا يظهر جثث 49 شخصا على الاقل يقول إنهم قتلوا في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب التي شهدت هجوما شنه الجيش السوري على مجموعات من العسكريين المنشقين وعدد من القرى.

عقوبات جديدة

وعلى صعيد آخر اعلنت كندا الجمعة سلسلة جديدة من العقوبات على سوريا بسبب القمع الدامي لحركة الاحتجاجات على نظام دمشق.

وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد ان هذه العقوبات الجديدة تشمل حظر جميع الواردات السورية باستثناء المنتجات الغذائية واي استثمارات كندية في سوريا اضافة الى حظر تصدير اي معدات مراقبة هاتفية ومعلوماتية الى سوريا.

كما ضمت اوتاوا اشخاصا وكيانات اضافية مرتبطة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد الى لائحة الذين جرى تجميد اموالهم ومنع اي تبادل معهم.

وتعد سلسلة العقوبات هذه هي الرابعة التي تتبناها كندا منذ بدء النزاع في سوريا.

وعلى نحو مماثل أعلنت السلطات السويسرية أنها جمدت 53 مليون دولار من الأصول المرتبطة بالرئيس السوري بشار الأسد وعشرات من كبار مساعديه ومن بينهم القائد العسكري ماهر الأسد ووزير الداخلية السوري إبراهيم الشعار.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

فنانو سورية بين تأييد المعارضة ودعم النظام

توم ليتل

بي بي سي

سببت الانتفاضة الشعبية التي تشهدها سورية انقساما في الوسط الفني السوري الغني، حيث قررت حفنة من الموسيقيين والممثلين والمخرجين دعم المنتفضين الداعين للاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد.

لقد كان ممثلو سورية وموسيقيوها لسنوات عديدة من اهم صادرات هذا البلد، حيث يتمتعون بشعبية واسعة على نطاق العالم العربي واسهموا في تحويل سورية الى مركز اقليمي مهم للانتاج التلفزيوني والموسيقي.

فالمسلسلات التلفزيونية السورية تحظى بشعبية كبيرة على وجه الخصوص في كافة ارجاء المنطقة العربية.

ومنذ اندلاع الحركة المناوئة للحكومة في مارس / آذار الماضي، لم تبد الا قلة من الفنانين السوريين الكبار معارضتها للقمع الذي يمارسه النظام بحق المحتجين وذلك بالمشاركة في المظاهرات او بالتحدث الى وسائل الاعلام.

وعرض هؤلاء الذين تجرأوا على انتقاد النظام انفسهم لخطر الاعتقال وحتى الانتقام.

ففي اغسطس / آب المنصرم، كسرت اصابع الرسام الكاريكاتيري علي فرزات من قبل رجال يقال إنهم من عناصر الامن وذلك بعد نشره رسوما تسخر من الرئيس الاسد.

وفي الشهر الذي تلاه، قال الموسيقار مالك جندلي إن والديه المقيمين في سورية قد تعرضا لضرب مبرح من جانب مؤيدين للنظام بعد قيامه باهداء احد مؤلفاته للمحتجين اثناء حفل احياه في الولايات المتحدة.

اما الممثلة فدوى سليمان (التي تنتمي الى الطائفة العلوية التي ينحدر منها الرئيس السوري) فقد صورت وهي تشارك في احتجاجات جرت في مدينة حمص مما اجبرها على الهرب الى مكان مجهول خوفا من الاعتقال.

وبطبيعة الامر، فقد كان اسهل بالنسبة للفنانين السوريين المقيمين في الخارج والبعيدين عن قبضة اجهزة النظام الامنية والاستخبارية ان يعبروا عن انتقاداتهم للحكومة.

فالمغنية اصالة نصري، التي تنحدر من اسرة موسيقية معروفة، قالت في مايو / ايار الماضي: “حتى لو اضطهد النظام شخصا واحدا من الف، علينا نحن الفنانين ان نصطف مع الشعب.”

“اصلاحات مهمة”

بينما اجتذبت المواقف المعارضة التي اتخذتها قلة من الفنانين السوريين اهتمام وسائل الاعلام، فقد التزمت غالبيتهم العظمى الصمت ازاء ما يجري في البلاد بينما عبر العديد منهم عن تأييده لنظام الاسد.

فعلى سبيل المثال، عبرت سلاف فواخرجي، الممثلة التي شاركت في العديد من الاعمال التلفزيونية الدرامية المعروفة، علنا عن دعمها للرئيس الاسد.

وقالت فواخرجي في لقاء تلفزيوني إنها تريد ان يبقى الاسد في الحكم “لأن الحكومة، والرئيس الاسد شخصيا، دعموا الفنانين السوريين دعما قويا.”

واضافت الممثلة التلفزيونية ان هذا ليس السبب الوحيد لتأييدها النظام الحاكم، مشيرة الى “الاصلاحات المهمة” التي اجراها في السنوات العشر الاخيرة.

وكان تعبير الفنان دريد لحام عن دعمه للنظام من اكثر المواقف اثارة للصدمة. فلحام بنى شهرته في العالم العربي على الادوار التي كان ينتقد فيها الانظمة التسلطية، ولكنه لم يجد غضاضة مع ذلك من الاصطفاف مع النظام.

اما الممثلة رغدة، فهي من اقوى من يؤيدون الرئيس الاسد في الوسط الفني السوري.

وقالت رغدة في لقاء مع التلفزيون المصري إنها دعمت الثورة المصرية التي اجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على التخلي عن الحكم في فبراير / شباط الماضي، ولكنها لا تؤيد الانتفاضة القائمة في بلدها الاصلي سورية “لأن الظروف في سورية تختلف.”

وقالت في مقابلة اجرتها معها مؤخرا احدى الصحف الكويتية إنها مستعدة للتحالف “مع الشيطان او اي ديكتاتور عربي يتصدى لحلف الاطلسي واسرائيل والولايات المتحدة.”

أغلبية صامتة

وقد ادى الدعم الذي ابداه العديد من الفنانين لنظام الرئيس الاسد الى ردود فعل غاضبة انعكست من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت.

فقد انشأ معارضو الرئيس الاسد صفحة في موقع (فيسبوك) تحمل عنوان “قائمة العار السورية” ينتقدون من خلالها الشخصيات العامة التي عبرت عن دعمها للنظام.

وقد انضم الى هذه الصفحة اكثر من 30 الف مشترك منذ انشائها، والعدد مستمر في الارتفاع.

كما انشأت صفحة مماثلة لفضح الشخصيات اللبنانية التي عبرت عن تأييدها للرئيس الاسد ونظامه.

ورغم انحياز المزيد من الفنانين الى جانب المحتجين، ما زال عددهم اصغر بكثير من اولئك الذين آثروا التزام الصمت.

ولكن اذا ضعف النظام وزادت قوة المعارضة، فإنه من الممكن جدا ان يتخلى العديد من هؤلاء عن صمتهم ويتخذوا موقفا. اما في الوقت الراهن، فيبدو ان معظم الفنانين السوريين قد ارتضوا لانفسهم ان ينتظروا ليروا كيف ستسير الامور.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

سوريون غاضبون يدفنون قتلى تفجيرين في دمشق

بيروت (رويترز) – ردد الاف السوريين يوم السبت هتاف “الموت لامريكا” خلال جنازات 44 شخصا على الاقل قتلوا في هجوم انتحاري مزدوج هز العاصمة السورية.

والقت سوريا باللائمة على تنظيم القاعدة في الهجوم الذي استهدف مبنيين امنيين وجاء بعد يوم واحد من وصول وفد من الجامعة العربية الى دمشق للاعداد لمهمة المراقبين الذين سيشرفون على التزام الرئيس السوري بشار الاسد بتنفيذ خطة الجامعة العربية لانهاء العنف.

وقال بعض معارضي الاسد ان الهجوم ربما دبرته الحكومة نفسها.

وتحولت الجنازات في دمشق يوم السبت الى مسيرات مؤيدة للاسد طالب فيها المشيعون بالثأر وادانوا وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي كانت بلاده من حلفاء سوريا ثم اصبحت من اشد منتقدي نظام الاسد.

وردد المشيعون الذين حملوا صورا للاسد ورفعوا الاعلام السورية هتافات تطالب برأس الشيخ حمد الى جانب الهتاف التقليدي “بالروح بالدم نفديك يا بشار” و”الله سوريا وبشار وبس”.

واصطفت النعوش التي لفت بالعلم السوري داخل المسجد الاموي الذي يعود تاريخ بنائه الى القرن الثامن. وكان كثير من النعوش بلا اسم حيث كان القتلى من المجهولين.

وحضر رجال دين مسلمون ومسيحيون الجنازات التي قادها رجل الدين السني البارز محمد سعيد البوطي.

واذاع التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة مراسم الجنازات.

وقال البوطي ان اولئك الذين نفذوا الهجمات هم اعداء للدين والانسانية واتهم المجلس الوطني السوري المعارض بأنه وراء التفجيرين.

وقال ان الهجوم هدية من رئيس المجلس الوطني برهان غليون واصدقائه. وتساءل اذا ما كان الهجوم قد نزع الغشاوة عن عين الجامعة العربية لترى من القاتل ومن الضحية ولتعرف الجامعة العربية ان الجيش السوري لا يمكنه ان يفجر انابيب النفط ولا يمكنه ان يقتل افراده.

وفرضت الجامعة العربية عقوبات على سوريا وعلقت عضويتها في المنظمة الاقليمية.

وصدم التفجيران في دمشق الشعب السوري. وتبنى كثيرون وجهة نظر الحكومة في القاء اللائمة على القاعدة.

ونشر الاسد قواته العسكرية ودباباته في انحاء سوريا لاخماد تسعة اشهر من احتجاجات الشوارع المطالبة بانهاء حكمه. وتحولت المظاهرات الان بشكل متزايد الى تمرد مسلح ضد جيشه وقواته الامنية.

ومثل التفجيران في وسط دمشق يوم الجمعة تصعيدا خطيرا في العنف الذي تلقي فيه السلطات السورية باللائمة على جماعات ارهابية مسلحة تقول انها قتلت 2000 من قوات الشرطة والجيش هذا العام. وتقول الامم المتحدة ان الحملة الامنية العنيفة التي يشنها الاسد اسفرت عن مقتل اكثر من 5000 شخص.

من مريم قرعوني

تبادل اتهامات حول هجوم دمشق ومحللون يشككون بدور القاعدة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — انصب التركيز في الحدث السوري السبت على الانفجارين الانتحاريين اللذين هزا العاصمة دمشق، فتقدم خبرهما على الاحتجاجات التي راح ضحيتها الجمعة 21 قتيلاً وفق أوساط المعارضة، التي ركزت على اتهام النظام السوري بالوقوف خلف الهجمات بالعاصمة، بينما انقسم المحللون الغربيون بين من اتفق مع رؤية المعارضة، وبين من لم يستبعد فرضية تورط تنظيمات متشددة مثل القاعدة.

وتقول السلطات السورية إن الهجوم المزدوج في دمشق أدى لمقتل 4 شخصاً وجرح 166، وتوزعت الخسائر بين مدنيين وعسكريين، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية، التي ذكرت بأن العملية “تحمل بصمة” تنظيم القاعدة.

وقد زارت بعثة الجامعة العربية لمراقبة الأوضاع في سوريا موقع الهجمات، وقال عبداللطيف محمد، المساعد الإداري المرافق للوفد العربي، إن كبار المسؤولين في الجامعة العربية عقدوا اجتماعات ظلت بعيدة عن الإعلام مع المسؤولين السوريين.

وأضاف محمد: “لقد كان للهجوم أصداء واسعة في دمشق، وخاصة بعد الصور المروعة التي عرضها التلفزيون الرسمي، ولكنها لم تؤثر على زيارة الوفد العربي.”

من جهته، قال الناشط عبد الكريم الريحاوي هو رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، إن الهجومين “من عمل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، وهما رسالة للجامعة العربية بأن النظام يواجه الإرهابيين.”

واستبعد الريحاوي ضلوع مجموعات “الجيش السوري الحر” في الهجوم، قائلاً إن الجيش المؤلف من منشقين عن النظام “لا يمتلك التقنيات التي تتيح له تنفيذ مثل هذه التفجيرات الكبيرة.”

وتابع الريحاوي قائلاً: “لقد أدى الهجوم لمقتل 32 مدنياً، ولدينا معلومات تشير إلى أن القتلى هم من المعتقلين الذي أوقفوا بسبب مشاركتهم في المظاهرات، وأتوقع حصول المزيد من الهجمات المماثلة بالأيام المقبلة.. تنظيم القاعدة غير موجود بسوريا والهجمات تحمل بصمات مماثلة لما جرى بالعراق، النظام السوري على استعداد للتضحية بكل شيء من أجل تصوير الموضوع أمام الدول العربية بأنه مواجهة مع إرهابيين.”

أما المقدم محمد حمدو، أحد ضباط “الجيش السوري الحر،” فقال لـCNN إن النظام السوري قام بتنفيذ الهجوم “لتضليل المجتمع الدولي والجامعة العربية.”

وقال خبراء إنه بصرف النظر عن هوية الجهة التي قامت بتنفيذ الهجوم بقلب دمشق، إلا أن العملية ستشكل بالتأكيد منعطفاً خطيراً في مسار الصراع بسوريا، وقال أندرو تابلر، المتخصص في الشؤون السورية بمعهد الشرق الأدنى للدراسات بواشنطن: “أعتقد أن الأمور تتجه لتكون أكثر دموية.”

وأضاف تابلر إن هناك العديد من الملاحظات التي تستحق الانتباه بالنسبة للهجوم في دمشق، بينها التوقيت التي تزامن مع وصول بعثة المراقبة العربية وسبق انطلاق المظاهرات الأسبوعية التي كان من المفترض على البعثة مراقبتها، إلى جانب التأكد من سحب الآليات العسكرية خارج المدن، وهو الأمر الذي تعتقد دمشق أنه قد يعزز قوة المعارضة.

وقال تابلر إنه لا يرغب في استبعاد فرضية أن يكون النظام السوري قد نظم الهجوم في قلب دمشق لإظهار وجود عنف متطرف أمام وفد الجامعة العربية، مشيراً أيضاً إلى أن الانفجارين وقعا فعلياً خارج المقرات الأمنية التي قيل إنها كانت مستهدفة.

ولكن جاشوا لانديز، المحلل المتخصص في الشأن السوري، كان له رأي مخالف، وقال إن الهجومين يحملان بصمة “التفجيرات الجهادية،” واعتبر أن العمليات المماثلة ستتزايد لأن المعارضة المفككة لن تتمكن من إسقاط نظام الأسد، خاصة في ظل عدم وجود قرار دولي بالتدخل، الأمر الذي سيزيد من فرص حصول “تصرفات يائسة” على حد قوله.

صحف العالم: دمشق تتهم القاعدة بأسرع تحقيق بالإرهاب الدولي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تناولت الصحف العالمية الصادرة السبت مجموعة عناوين، بينها الأسئلة التي يثيرها الهجوم في دمشق، والذي قال عنه أحد المحللين بأنه شهد “أسرع تحقيق في تاريخ الإرهاب العالمي،” بسبب مسارعة السلطات لاتهام تنظيم القاعدة بالوقوف خلفه، علاوة على مسيرات في المالديف منقسمة حول تطبيق الشريعة في البلاد.

اندبندنت

صحيفة اندبندنت البريطانية نشرت مقالاً للخبير الأمني البريطاني شاشانك جوشي حول التفجيرات الأخيرة في دمشق تحت عنوان “لا تستغربوا اتهام (الرئيس السوري بشار) الأسد لجهاديين أجانب” شكك فيه بالرواية الرسمية السورية حول ما جرى بالعاصمة.

وقالت الكاتب بسخرية: “بعد 20 دقيقة على الهجومين الانتحاريين اللذين هزا دمشق، أنهت السلطات السورية أسرع تحقيق في تاريخ الإرهاب العالمي، وقالت إن العملية من تنفيذ تنظيم القاعدة وبدعم أمريكي – صهيوني، لتثبت بذلك روايتها حول دور الجهاديين الأجانب.”

وأضاف: “الرئيس بشار الأسد، الذي يحمي مجتمعات الأقليات في بلاده، لن يكون أمامه من خيار إلا سحق المتطرفين السنة بالقوة.. هذه هي الرواية الحكومية السورية، ولكنها ممتلئة بالفجوات، فهناك أولاً توقيت الهجمات مع وصول وفد المراقبين العرب الذين سيتولون مهمة مراقبة سحب الحكومة لقواتها من المدن. إن الحكومة التي عذبت وذبحت الآلاف من المواطنين لن تشعر بتأنيب الضمير حيال استخدام عملية كاذبة كمطية لتبرير قمعها.”

وأضاف الكاتب أنه إذا كان النظام السوري قد قرر القيام بتفجير في عاصمته فإن ذلك يدل على سعيه اليائس لتمزيق البلاد من أجل الحفاظ على نفسه، ولكن إذا كان العمل من تنظيم الإرهاب العالمي الذي يحاول تعميق الجراح الطائفية المفتوحة في البلاد فإن مسار الأمور سيكون سيئاً للغاية.

برهان غليون يدعو القادة العرب للتدخل الفوري من اجل الزام حكومة الطغمة الفاشية في دمشق لسحب قواتها من بابا عمرو

بعد ان فجرت السلطة السورية مقرات امنية باسلوب ارهابي  صباح اليوم بهدف تحويل انظار بعثة المراقبين العرب عن جرائمها بدات في ليل الرابع عشر من كانون الاول حملة مسلحة لاجتياح حي بابا عمرو ويحاصر الان اربعة الاف من فرق الموت من جميع الجهات لعزله عن الخارج ومنع سكانه من الوصول الى المشافي المجاورة وقنص ابنائه.

باسمي وياسم المجلس الوطني السوري ادعو القادة العرب التدخل الفوري من اجل الزام حكومة الطغمة الفاشية في دمشق لوقف عملياتها العسكرية وسحب قواتها من حي بابا عمرو واحترام وحماية حياة المدنيين كما نصت على ذلك المبادرة العربية

كما يدعو المجلس الوطني المراقبين العرب الى الذهاب فورا الى بابا عمرو المحاصرة لمعاينة الوضعةعلى الارض ومنع حصول مجزرة مؤكدة. ان ترك سكان بابا عمرو وحيدين في مواجهة حملات التنكيل والقتل المتعمد سوف يقضي على اي فرصة لنجاح المبادرة العربية ويهدد بتقويض مصداقية المجامعة العربية ومصداقية امينها العام

عشرون دليلاً أن عصابات الأسد هي من نفذ تفجيرات كفرسوسة

-الأسباب التالية تؤكد للجميع بأن من قام بعملية التفجير اليوم هو النظام السوري وفيما يلي أهم هذه الأسباب والذي استقيت معظمها من تعليقات المندسين في الفيس بوك:

1. تنظيم القاعدة انتظر اليوم التالي لدخول المراقبين ليقوم بعمليته وذلك لكي يثبت أنه المسؤول عن قتل أكثر من خمسة آلاف مواطن سوري

3. نتائج التحقيق ظهرت خلال ربع ساعة وتم اتهام القاعدة فوراً، رغم أن العملية هي الأولى من نوعها في دمشق و بشكل سيارة مفخخة، وقد تواجد الخبراء والمحللون يوم العطلة الرسمية لكي يقوموا بالاستنتاج والتأكد

4. التلفزيون ووسائل الإعلام سمح لهم فورا بالدخول وقد توجه وفد المراقبين فورا ليتفقد المكان.

5. الصور تظهر دخان متصاعد من بعض النوافذ في الطوابق العليا بينما بقية النوافذ سليمة وكأن التفجير لم يكن بسيارة مفخخة.

6. المكان المستهدف محاط بجدران خارجية مصفحة، والتفجير لم يطال سوى الأجزاء الخارجية والمناطق المدنية المحيطة.

7. التحقيق في عملية اغتيال عماد مغنية لم ينتهي حتى الآن رغم مرور سنتين على العملية، بينما انتهى التحقيق في عملية دمشق في ربع ساعة.

8. التفجير تم يوم الجمعة الأولى من قدوم المراقبين لكي يتم التركيز على التفجير اليوم ونسيان المظاهرات التي عمت سوريا اليوم ، وتوقعوا تفجيرا أو حدثا جديدا مفبركاً كل يوم جمعة لكي يتم استقطاب المراقبين إلى المكان المرغوب.

9. العملية تمت في اليوم التالي لمجزرة إدلب والتي كان من المفترض أن يقوم المراقبون بزيارة المكان ومعاينة هذا الحدث الجلل.

10. تشويش كبير على القنوات الفضائية وهو غير مسبوق وقد تم فور التفجير وكأن الأجهزة مستنفرة قبل التفجير بساعات للقيام بالتشويش لتوجيه الأنظار الداخلية نحو القنوات المحلية لمعرفة تفاصيل ما يحدث.

11. المراقبون الآن في خطر ولذلك يجب مراقبتهم لحمايتهم ومنعهم من التواجد في الأماكن الغير آمنة.

12. دمشق تعلن اليوم فقط أنها تلقت تحذيرات غير مسبوقة من لبنان بتسلل عناصر من القاعدة ! وتصريح اليوم السابق كانت عن 2000 جندي ورجل أمن قتلوا بسبب الإرهاب.

13. هل تذكرون حادثة الأزبكية ؟ والعملية المفضوحة وقتها، وهل تذكرون كيف قام حسني مبارك بتفجير الكنيسة لتوجيه الأنظار إليها وتبين ذلك لاحقا.

14. انتحاريين ؟ وتم القبض على شخصين ضالعين بالتفجير ؟ هل كانوا واقفين بجانب السيارة لكي يشاهدوا العملية ؟

15. ترقبوا مجموعة جديدة من الإعترافات خلال ساعات على التلفزيون السوري من المتهمين الضالعين بالتفجير والذين كانوا بجانب العملية يراقبوها و قبض عليهم خلال ربع ساعة.

16. باعتبار أن ضحايا الانفجارين أغلبيتهم من المدنيين، وأن الانفجارين حصلا في منطقة كفرسوسة في دمشق، فمن المفترض أن نشاهد أنشطة عزاء أو دفن لهؤلاء الضحايا في مدينة دمشق، ولكن لم نشاهد شيء من هذا مما يدل أن الضحايا ليسوا من أهل الشام.

17. هناك كاميرات على أسوار فروع الأمن في كفرسوسة فلماذا لم تنشر فيديو الارهابيين وتفجيراتهم المزعومة، أم أننا سوف نرى الفيديو الموعود لهروب ضباط من الفرع قبيل الانفجار ؟؟

18. الشارع الذي حصلت فيه العملية هو عبارة عن شارع فرعي محصور بين أفرع الأمن التي ترعب جميع السوريين ولا يتجرؤون على الاقتراب منها وبين المنطقة الحرة وهي منطقة للشركات وبالتالي فهذا الشارع في الأيام العادية من الصعب أن تجد فيه 10 أشخاص أما في أيام الجمع فلا تجد فيه سوى إنسان أو لا تجد أحد أيضا، فكيف أسقط الانفجار 30 من الضحايا معظمهم مدنيين ؟؟؟

19. باعتبار أن الضحايا مدنيين فمن المفترض أن يكون من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، فلماذا كان جميع الضحايا من الرجال الشباب فقط ؟؟؟

20. أخيراَ …. العالم كله لم يصدق قصص وفبركات النظام السوري على مدى 10 أشهر فلماذا نصدق هذه القصة الآن، وهل سنرى في الأيام القادمة عنصر الأمن الذي انشق عن النظام وأعلن عزمه عن فضح الانفجار الأخير أمام محكمة دولية ؟؟؟بالنهاية أقول لكل الصامتين والمتخاذلين، هل تريدون أدلة أقوى أم أنكم ستكتفون بالمراقبة والصمت، وهل تدركون حدود همجية هذا النظام وهل تعتقدون أنكم بصمتكم وسكوتكم سوف تنجون ببدنكم وأموالكم ؟؟؟2. تنظيم القاعدة تمكن من إدخال مئات الكيلوغرامات من المتفجرات رغم التشديد الأمني ليقوم بالعملية، وقد قام أحدهم باسم تنظيم القاعدة بالإعلان قبل يوم من التفجير بأنه سيقوم بعمليات تفجير للمقار الأمنية السورية. (ومن أجل ذلك تم ترحيل جميع الضباط من الفرع والأمر لجميع العناصر بالابتعاد عن مكان التفجير)

الأزمـــــة السوريــــة وحســــن النوايــــا

                                             البيان

حسن النوايا، جملة مفتاحية في نجاح المبادرة العربية المتعلقة بسوريا، ففي غياب النية الحسنة تتحول المبادرة إلى مصيدة لكلا الطرفين، أي الحكومة السورية والجامعة العربية.

فالحكومة السورية قادرة على تحويل نصوص بروتوكول المراقبين إلى خارطة طريق للخروج من الأزمة التي طالت، والتي تكلف السوريين أغلى ما عندهم، من أرواح وممتلكات.

ونستطيع القول إن الكرة الآن في الملعب السوري، لأن الجامعة، ومنذ أن طرحت مبادرتها، وهي تحاول إقناع الحكومة السورية على التوقيع، وقد أكدت نظرياً وعملياً حرصها على عدم تدويل الأزمة السورية، عبر تبنيها هذه الخطة التي أجبرت الجميع على الاعتراف بأولويتها، وأسبقيتها على أي خطة أخرى، أو إجراء يمكن أن يؤدي إلى دخول المسألة السورية في كهوف لا يعلم سوى الله مآلاتها. وأيضاً عبر المهل الكثيرة التي أعطتها للحكومة السورية.

من المؤكد أن الوثائق والبروتوكولات هي مجرد أوراق لا قيمة لها إذا لم تقترن بنية حسنة لتنفيذ البنود، بالإضافة إلى أن الإحساس بأن هذا التوقيع أتى نتيجة ضغوط معينة، أو نتيجة رغبة للتفلت والتهرب من ضغط الوقت، كل ذلك يبعث عن القلق، خصوصاً إذا اقترن بإشارات غير مشجعة على أرض الواقع.. فالقتل لا يزال مستمراً على الأرض، وتبني نظرية المؤامرة الكونية لا يزال قائماً، على الرغم من اعتراف وزير الخارجية السوري وليد المعلم ربما للمرة الأولى بأن البلاد تمر بأزمة سياسية لابد من مخرج سياسي لحلها.

الاعتراف بالواقع هو بداية الحل، والقفز فوق الواقع نحو أبعاد أخرى، قد تكون وقد لا تكون، لا يقدم لسوريا شيئاً في هذه المرحلة سوى إطالة أمد الأزمة، وإزهاق أرواح المزيد من السوريين، هذه الأرواح التي هي أثمن شيء ممكن.

بإمكان الحكومة السورية الآن أن تثبت حسن نواياها، بأن تسمح لبعثة المراقبين بحرية العمل والحركة، دون أي معوقات أو تفاصيل غير مهمة، لأن السيادة السورية، التي حرص المعلم على التأكيد عليها في مؤتمره الصحافي تحققت، ولم يعد هناك ما يخيف على هذا الصعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى