أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 13 شباط 2013

 

اجتماع القاهرة غداً يحسم الموقف من مبادرة الخطيب

القاهرة – محمد الشاذلي

لندن، دمشق، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز- تعقد الهيئة السياسية لـ «الائتلاف الوطني» للمعارضة السورية اجتماعاً في القاهرة غداً (الخميس) وصفته مصادر قريبة من المجتمعين بانه سيكون «حاسماً» لجهة اتخاذ قرار بشأن المبادرة التي اطلقها رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب، والتي قال انه قرر تمديد المهلة التي منحها للنظام للتجاوب معها، بعد ان حدد نهار الاحد الماضي مهلة نهائية لها.

واعلنت مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي امس ان عدد قتلى الحرب في سورية يقترب من 70 الف شخص، ودانت اخفاق مجلس الامن في الاتفاق على تحرك لوقف العنف. وكانت بيلاي اعلنت الشهر الماضي ان عدد القتلى وصل الى 60 الفاً.

وفيما تستمر الاتصالات بين اطراف «الائتلاف» و»المجلس الوطني» للتوصل الى توافق على مبادرة الخطيب، اكد رئيس «المجلس» جورج صبرا، في اتصال مع «الحياة» من لندن، ان هناك تحفظات كثيرة عن المبادرة. وقال ان اي تجاوب مع الدعوة التي وجهها وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر للقاء الخطيب في جنيف سوف يخضع للقرار الذي سيتخذ غداً في اجتماع القاهرة. وكان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي اكد ان اي حوار مع المعارضة لانهاء الازمة يجب ان يجري على الاراضي السورية.

واتهم صبرا اجهزة النظام السوري بتدبير محاولة الاغتيال التي استهدفته مع قادة آخرين في «المجلس الوطني» عند عبورهم الحدود التركية مع سورية. وقال ان بقاءهم لفترة داخل الاراضي السورية لتفقد احوال اللاجئين هناك سمح للاجهزة الامنية بمراقبة تحركاتهم.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اكد ان الانفجار الذي وقع عند المركز الحدودي بين تركيا وسورية نتج عن تفجير سيارة مفخخة، وقتل بنتيجته 14 شخصاً من سوريين واتراك. وقال ان الحكومة التركية «ستتخذ من دون تردد الاجراءات اللازمة» حين تتضح «ملابسات هذا الاعتداء بالكامل».

من جهة اخرى صرح الناطق باسم «الائتلاف الوطني» وليد البني لـ «الحياة» أن الاجتماع الذي سيعقد غداً سيقوم بصياغة مبادرة الخطيب بالشكل الذي يمكن طرحها من أجل الوصول إلى حل سياسي تكون نتيجته انهاء نظام الأسد بكل مكوناته والانتقال بسورية من الاستبداد إلى الديموقراطية. وقال إن المبادرة بعد إقراراها سيتم تقديمها إلى الشعب السوري وأصدقاء سورية والمجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن. وكانت الهيئة السياسية ناقشت المبادرة في اجتماع أخير لها في القاهرة نهاية الشهر الماضي واعتبرتها اجتهاداً شخصياً للخطيب. وشددت على أن هدف أي حوار ينبغي ألا يتجاوز مبدأ «التفاوض حول رحيل النظام».

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الى «دعم مبادرة الخطيب» وحض «السلطات السورية على إطلاق المعتقلين السياسيين وفعل كل ما يلزم لإطلاق الحوار السياسي وإطلاق الموقوفين وخصوصاً النساء». وأشار بان، في حوار في مركز العلاقات الخارجية في نيويورك، الى أن «السوريين غير مستعدين للتحدث الى بعضهم والنظام السوري لا يزال قمعياً كما كان ولا يمكن لمجلس الأمن أن ينتظر انتهاء الفراغ من تلقائه». وأضاف أن «الشعوب في العالم العربي تريد تغييراً حقيقياً وليس تجميلياً ولكن التجارب في أماكن أخرى تبين أن الانتقال يمكن أن يتحقق، رغم أن طريقه مليئة بالحجارة». وكرر بان دعوة الدول الى وقف إرسال الأسلحة الى كل الأطراف في سورية معتبراً أن «ليس هناك أي حل عسكري ممكن للأزمة».

وأعلنت القيادة المشتركة لـ «الجيش السوري الحر» أنها ليست ضد مبادرة الخطيب «على رغم أنها ولدت ميتة»، وجاء في بيان القيادة: إننا مع أي مبادرة تساعد على وقف قتل وهدر دماء السوريين… علماً أننا على يقين أن النظام ومنذ اللحظة الأولى استعمل العنف والحل الأمني والعسكري». واعتبر البيان ان النظام «يلجأ الآن للاحتيال والخداع في مسرحية هزلية للتفاوض بغية إفشال كل المساعي والجهود الديبلوماسية والإنسانية». ودعا إلى «توسيع التوازن الشعبي في كل كتائب الجيش السوري الحر لتضم كافة مكونات المجتمع السوري القومية والإثنية والمذهبية لكي يكون الجيش الحر جيشاً لكل الوطن».

على الصعيد الميداني، استولى مقاتلو المعارضة امس على مطار الجراح العسكري في محافظة حلب. ونقلت وكالة «رويترز» عن احد القادة العسكريين للمعارضة انهم استولوا على طائرتين سليمتين من طراز «ميغ» وعلى كمية من الذخائر كما وجدت في المطار 40 طائرة مقاتلة غير صالحة للخدمة. وقال ان الاستيلاء على هذا المطار يقطع طريق امدادات النظام بين حلب ومناطق شرق سورية، خصوصاً في محافظة الرقة.

وهذه المرة الاولى التي تسقط طائرات حربية من طراز «ميغ» في ايدي مقاتلي المعارضة منذ بدء النزاع في سورية. وكان المعارضون استولوا قبل فترة على مطار مرج السلطان العسكري الصغير في ريف دمشق لكن الطائرات فيه لم تكن صالحة فيه للخدمة. كما استولوا في 11 كانون الثاني (يناير) الماضي على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب الذي كان يضم مروحيات معظمها دمرت او اصبحت خارج الخدمة. واعلنت كتائب اسلامية بدء «هجوم واسع» على مطار النيرب العسكري في ريف حلب ومطار حلب المدني ومقر اللواء 80 المكلف حمايته وحاجز المنارة القريب منه.

ويحاول مقاتلو المعارضة منذ اشهر التقدم نحو هذين المطارين، بالاضافة الى مطار منغ العسكري في ريف حلب. وقد اقفل مطار حلب الدولي منذ بدء هذه السنة امام حركة الملاحة. وذكر بيان لـ «الجيش السوري الحر» ان عناصر من لواء «عباد الرحمن» التابعة لالوية «احفاد الرسول» اعترضوا موكب سيارات مصفحة في منطقة برزة بدمشق كان يضم أربعة من كبار الضباط من الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري التي يقودها ماهر الأسد ومرافقيهم، وتمكنوا من قتل العميد سعيد ظريفة رئيس أركان الفرقة الرابعة وهو أحد أصدقاء ماهر الأسد ومن الضباط الذين أشرفوا على عملية تدمير حي باب عمرو في مدينة حمص.

جهاد المقدسي: لقد غادرت ساحة حرب وما أعرفه كناطق إعلامي لا يتجاوز ما يعرفه المواطن العادي

الإمارات – يو بي أي

قال المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إنه ترك سورية بسبب “الاستقطاب والعنف اللذين لم يتركا مكاناً للإعتدال والدبلوماسية”، معتبراً أن الاحتجاجات التي اندلعت في سورية قبل نحو عامين “تحمل مطالب مشروعة”.

مقدسي أعرب من خلال بيان له عن اعتقاده “أن مجرّد مغادرتي بقرار شخصي ومستقل كانت كفيلة بأن يفهم الناس أنني وددت بذلك مخاطبة العقلاء فقط، لأن الأطراف على الأرض لم تعد تستطيع بسبب الدماء، أن تسمع أي صوت”.

وتابع مقدسي في بيانه “أقول بصراحة إن الحراك الشعبي المتمثل بالمطالب المشروعة قد كسب بمبادئه وجوهره معركة القلوب، لأن المجتمع بجميع أطيافه يقف دوماً مع الأضعف ومع المطالب المشروعة للناس، لكنه لم يحسم بعد معركة العقول لدى السوريين لأسباب كثيرة يطول شرحها ويعرفها الجميع”، مضيفاً أن الإستقطاب “وصل بين السوريين الى مرحلة قاتلة ومدمّرة، وبالطبع عندما تتجرّأ على مغادرة سوريا بأي طريقة كانت، ستخاطر بأن توصف بأوصاف شنيعة أو تخوين أو شتائم أو بألقاب أخرى فجأة كما حصل معي فوراً بعد مغادرتي، من قبل البعض الذين لم يلقوا مني سوى الإحترام”.

وأعرب مقدسي عن عتبه “على كل من يجد الوقت لتوجيه الشتائم والتخوين فوراً من دون احترام لأرواح أكثر من 65 ألف شهيد سوري”، موضحاً انه لم يطأ دول أوروبية ولا أميركية “رغم أن جواز سفري يحمل كل السمات اللازمة”، مشيراً إلى أنه “ليس لدي أسرار يطمع فيها أحد، فما أعرفه كناطق إعلامي لا يتجاوز ما يعرفه المواطن السوري العادي”.

وأقرّ مقدّسي بأنه “غادر سورية مؤقتاً ليستقر منذ مغادرته لدى إخوان من الشرفاء ممن يساعدون الشعب السوري على تجاوز محنته الإنسانية من دون تمييز”، متابعاً بالقول “لقد غادرت ساحة حرب ولم أغادر بلداً طبيعياً، وأعتذر لمن وثقوا بمصداقيتي على المغادرة من دون إعلان مسبق، فقد تمنّيت لو كان بإمكاني البقاء على تراب الشام، لكن لم يعد للوسطية والاعتدال مكان في هذه الفوضى وخرجت الأمور عن السيطرة، يريدها البعض معركة وجود، فيما أنا أرى أنها يجب أن تبقى معركة لإنقاذ الدولة والكيان السوري عبر الشراكة الوطنية”.

مقاتل سوري معارض: “لماذا نحارب ولأجل من نموت؟

اطمة (سورية) – أ ف ب

«الثورة الحقيقية في سورية انتهت، لقد تعرضنا للخيانة» يقول بحسرة ابو محمود القائد لكتيبة من المقاتلين المعارضين في بلدة اطمة الواقعة شمال غربي سورية والذي لا يخفي حسرته الشديدة على ما آل اليه الحال.

يؤكد هذا القائد الثائر «ثورتنا الجميلة سرقها اللصوص والفاسدون» في اتهام مباشر لبعض قادة الجيش السوري الحر «الذين اغتنوا بحقارة بينما الثوار الحقيقيين يموتون على الجبهة».

وفي حديقة منزله ببلدة اطمة الحدودية مع تركيا، التي تشكل قاعدة خلفية رئيسية للمقاتلين السوريين، يروي ابو محمود بحسرة لوكالة «فرانس برس» كيف فاض به الكيل من هذه التجاوزات الامر الذي دفعه لترك رشاشه الكلاشنيكوف من اجل «قطع الاخشاب ورعي الماعز في الجبل».

وتؤكد قصته ظاهرة تتنامى في مناطق التمرد: مقاتلون حملوا السلاح منذ بداية الثورة على نظام بشار الاسد يختارون ترك سلاحهم بسبب شعورهم بالغضب الشديد والاشمئزاز من الفساد الذين يقولون انه متفشٍ بشدة في قيادة الجيش السوري الحر. ويضيف ابو محمود «من يسمون انفسهم قادة يرسلوننا لكي نقتل ويبقون هم في الخلف لجني المال. واذا جاؤوا الى الجبهة فلا يكون ذلك سوى للسرقة والنهب فهم لا يخوضون المعارك. ومع ذلك فانهم اليوم من يتربعون على رأس حركة التمرد».

ويتابع: «لا يمرون بمكان الا وقاموا بسرقة ونهب كل ما يستطيعون حمله ليبيعه على الاثر هنا او بصورة غير مشروعة في تركيا: سيارات، اجهزة منزلية، بنزين، قطع اثرية … كل ما يمكنكم تخيله!».

وساق على سبيل المثال اسماء نحو عشرة من قادة الجيش السوري الحر في محافظة ادلب ومدينة حلب. مثل هذا الضابط من «صقور» دمشق المشهور بـ «سطواته» على الشقق التي هجرها سكانها في حلب او قائد كتيبة من مئة رجل «باع اسلحته وسياراته وحتى مقر قيادته في مركز باب الهوى الحدودي» ليبني منزلين فخمين ويتخذ زوجة ثالثة.

او هذا الصانع السابق في اطمة الذي كان على وشك الافلاس قبل الثورة ثم عمل في امدادات الجيش السوري الحر ومساعدة النازحين ليصبح الآن مالكاً لوكالة للسيارات الفاخرة.

ويقول ابو محمود بأسى «المشكلة ان الكثير من هؤلاء الضباط المزيفين لديهم اليوم داعمون في الخارج».

وفي اطمة يمكن لهذا الضابط الفار التحدث بشرعية تامة فهو مشهور بنزاهته وشجاعته وعيشته المتواضعة التي تدل عليها سيارته الرباعية الدفع القديمة المتهالكة.

وكان هذا الرجل الذي تجاوز الثلاثين يقود «الكتيبة 309» وهي وحدة من 35 رجلاً تتمركز في مجموعة من الخيم وسط اشجار الزيتون.

هذه الوحدة الصغيرة حاربت في المنطقة كلها واخيراً في حلب. ويوضح ابو محمود «كنا نقاتل بسبعة رشاشات كلاشنيكوف فقط استولينا عليها من العدو». مضيفاً: «كنا نتلقى القليل من المال من مصطفى الشيخ» القائد السابق للجيش السوري الحر الذي تم استبعاده.

ويقول ابو محمود بأسى «على الجبهة كان بعض الضباط يمدونا احياناً بالذخيرة لكننا لم نحصل منهم ابداً على اسلحة او نقود. الذين كانوا يتولون قيادتنا وقتاً ما في حلب كانوا يرسلوننا مثل الخراف التي تساق الى المذبح. ولم يكن لدينا حتى من الطعام ما يسد رمقنا …».

وتساءل غاضباً «لماذا نحارب ولأجل من نموت؟ من اجل بلدنا؟ او من اجل هؤلاء الناس الذين يسرقون السوريين؟».

ورفض ابو محمود الانضمام الى وحدة اخرى موضحاً «لم اجد واحدة شريفة او واحدة تناسبني» مضيفاً «الاسلاميون؟ الاسلام الذي يأتي مع هؤلاء الاشخاص ليس هو الاسلام الذي اعرفه».

بعض رجال ابو محمود رحلوا والبعض الآخر بقي هنا و «هم يعملون في القرية».

ويقر قائد الكتيبة 309 «اليوم نحن هنا لكن عقولنا في الجبهة (…) تركنا الثورة لكن الثورة لم تتركنا. ربما يأتي اليوم الذي تحين فيه من جديد ساعة العودة الى القتال».

                      مقاتلو المعارضة السورية يزحفون نحو مطار حلب الدولي

ويخوضون قتال شوارع في مدينة دير الزور للسيطرة عليها

    (“النهار”، و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

بدأ مقاتلو المعارضة السورية زحفاً على مطار حلب الدولي بعد سيطرتهم على قاعدة الجراح الجوية القريبة ومهاجمتهم آخر مواقع الدفاع عن المطار المعروفة بـ”اللواء 80″ واندفاعهم نحو مطار النيرب العسكري، وقت تدور اشتباكات من شارع الى شارع في مدينة دير الزور التي تسعى المعارضة الى السيطرة عليها لتصير المدينة الاولى الرئيسية في حوزتها منذ بدء الازمة السورية قبل اكثر من 22 شهراً. وفي نيويورك قالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي ان عدد القتلى في هذه الازمة شارف الـ70 ألفاً.

وفي ضوء الواقع الميداني، صرح رئيس أركان القيادة المشتركة لـ”الجيش السوري الحر” اللواء سليم إدريس بأن مبادرات البعض من المعارضة السورية للحوار مع النظام السوري لن تؤثر على “الجيش السوري الحر” ميدانياً. وقال لصحيفة “المقر” الألكترونية الأردنية  إنه “لا حل مع نظام الرئيس بشار الأسد إلا الحل العسكري”، مضيفاً أن النظام السوري “لا عهود معه ولا ضمير لديه”.

وعن إمكان إقامة مناطق عازلة في رعاية دولية في سوريا، قال: “إن الثورة السورية سوف تدخل عامها الثالث بعد أيام والمجتمع الدولي لا يزال يطلق وعودا حول الحظر الجوي أو اقامة مناطق عازلة في درعا  أو  حمص، لكننا بتنا لا نصدق تلك الوعود وعزمنا بأنفسنا على أن نعتمد على قواتنا في حماية شعبنا من قوات بشار الأسد”.

ونفى المعلومات عما أشيع عن قيام  الأسد بزيارة لمحافظة درعا  بدعوة من أحد زعماء القبائل هناك، قائلاً إنها تسريبات من نظام الأسد.

وكان رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب قد جدد دعوته الى الحوار مع النظام في سوريا، مشدداً على أن الحوار يجب أن يكون على مبدأ رحيل الأسد، وقال “إن الائتلاف يقبل الحوار مع فاروق الشرع نائب الأسد وإن المبادرة جاءت نظراً الى الظروف غير الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري”.

الاسد

وفي المقابل، دعا الرئيس الاسد لدى رئاسته الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد التعديل الوزاري الأخير، الى تضافر الجهود بين مؤسسات الدولة والمواطن من اجل تخفيف آثار الازمة، متهما “الجهات التي تستهدف” سوريا بالعمل على تدمير البنية التحتية للبلاد.

ونقلت عنه الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”، “ان الظروف الحالية التي تواجهها سوريا جعلت آمال المواطنين أكبر في ما يتعلق بما ينتظرونه من الحكومة وهذا بدوره يشكل مسؤولية اضافية على كل الوزارات ومؤسسات الدولة”. واشار الى ان على المواطن ان “يتحمل بدوره مسؤولية المساهمة من موقعه واداء واجباته وصولا الى عمل جماعي ان كان داخل كل مؤسسة بمفردها او بين الدولة والمواطن لتخفيف آثار الازمة”. وأضاف: “ان الجهات التي تستهدف سوريا عملت بشكل ممنهج في محاولة منها لتدمير البنية التحتية للبلاد، وهي بذلك تستهدف الشعب السوري اولا واخيرا”. ولفت الى ان هذه الجهات “تحاول تدمير البنية الفكرية للمواطن، وهذا يتطلب منا جميعا جهودا كبيرة لمواجهة هذه المحاولات”.

وقال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ان الحكومة ستعمل “بما امكنها من طاقات لتامين متطلبات المواطنين المعيشية وتوفير كل مستلزمات دعم قواتنا المسلحة الباسلة للقضاء على المجموعات الارهابية”.

وكان الرئيس السوري اجرى تعديلا وزاريا عين بموجبه خمسة وزراء جدد بينهم وزيران للنفط والمال، وفصل وزارة العمل عن الشؤون الاجتماعية.

ايران

¶ في طهران، اكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبارست أن المشاورات والمساعي الديبلوماسية التي أجرتها إيران لحل الأزمة السورية تمخضت عن تحركات مؤثرة لإجراء حوار سياسي وإنهاء الأزمة السورية.

ونقلت عنه وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء في موقعها الالكتروني: “إن المشاورات التي أجرتها إيران في القاهرة تمخضت عن تأييد الدول المعنية بحل الأزمة السورية لإجراء حوار سياسي يجمع الأطراف كافة في سوريا من شأنه حل الأزمة السورية بالوسائل السلمية”. ودعا الجميع إلى المساهمة في إنجاح مبادرة إيران باعتبارها افضل حل للازمة السورية والطريق الذي سيعيد الاستقرار والأمن الى الشعب السوري.

ونفى تقارير اعلامية اميركية نسبتها الى مسؤولين اميركيين، عن أن طهران شكلت ميليشيات في سوريا بمساعدة “حزب الله”، قائلاً: إنه “ليس صحيحاً ان ننسب وقوف الشعب الى جانب الجيش لمواجهة الارهابيين، الى جهة اجنبية، ففي أي بلد قد يتعرض لهجوم يقف الشعب الى جانب الحكومة للدفاع عن وحدة اراضيه”. ونصح المسؤولين الأميركيين” بأن يضعوا الحقائق في سوريا نصب اعينهم”.

وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن ايران وتركيا يمكنهما أن تضطلعا بدور فعال في إعادة الهدوء إلى سوريا، مبرزاً أهمية التشاور بين طهران وأنقرة في هذا الصدد.

فابيوس

¶ في باريس، أسف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لوجود كميات كبيرة من الاسلحة في سوريا، متهما ضمناً موسكو بتسليمها، وذلك ردا على انتقادات نظيره الروسي سيرغي لافروف للحرب الفرنسية في الشريط الصحراوي الساحلي.

وقال فابيوس في مؤتمر صحافي عقده في ختام اجتماع دولي حول ليبيا: “صحيح ان ثمة كثيراً من الاسلحة في هذه المنطقة من الساحل، من مصادر مختلفة. وبالطريقة نفسها، ثمة كثير من الاسلحة في سوريا ونعرف من اين تأتي”.

وكان فابيوس يرد على سؤال طرحه صحافي عن تصريحات لافروف الذي اخذ على فرنسا الاحد “انها تحارب في مالي الذين سلحتهم في ليبيا” وانها “لا تنظر الى الامور نظرة شاملة”.

سوريا: فكرة الحوار تربك النظام والمعارضة

مازن السيّد

 بعد ساعات من تفجير باب الهوى الذي لم يحقق أهدافه باغتيال أعضاء وفد من “المجلس الوطني” المعارض كان عائداً من سوريا حينها، خرج وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر ليعلن أكثر مواقف النظام ايجابية من مبادرة معاذ الخطيب إلى الآن، مؤكداً استعداده للقاء الخطيب في جنيف بغية التهيئة لحوار وطني داخل سوريا، كان رئيس “الائتلاف الوطني” قد قبل باجرائه في شمال البلاد.

أما في شمال البلاد ، حيث حركة السلاح والمعارك أشد سرعةً بكثير من كل ما يدور في فلك “الحوار”، ومدّه وجزره، فقد تمكنت قوات المعارضة المسلحة من السيطرة على مطار الجراح العسكري في ريف حلب الشرقي بما فيه من أسلحة وطائرات بعضها صالح للاستعمال، إضافة إلى سيطرتها على موقع اللواء 80 القريب من مطار حلب الدولي. وذلك فيما تزداد وتيرة التصريحات الإقليمية والدولية الدافعة باتجاه تسليح المعارضة، مع تصاعد عدّادات الموت السوري التي وصلت بحسب الامم المتحدة إلى أكثر من 70 ألف قتيل.

وفي لقاء مع صحيفة “الغارديان” البريطانية قال حيدر “أنا مستعد للقاء الخطيب في أي مدينة أجنبية استطيع زيارتها لمناقشة الاستعدادات للحوار الوطني” مرشحاً مدينة جنيف لهذه الغاية، في ما يعتبر أكثر ردة فعل ايجابية من النظام السوري على مبادرة الخطيب. واعتبر حيدر أن من شأن الحوار تحديد آليات إقامة انتخابات برلمانية ورئاسية “حرّة” بعد انتهاء الولاية الرسمية لبشار الأسد في العام 2014، معربا عن رفضه “لحوار يهدف فقط إلى نقل السلطة من طرف إلى آخر”.

كما أكد حيدر على أن وزارتي العدل والداخلية قد بدأتا باتخاذ الاجراءات اللازمة لتمكين المعارضين في الخارج من السفر إلى سوريا وعدم التعرض للملاحقة، فيما كان لافتاً قوله “إن هناك متشددين من الجهتين، لكن 80 في المئة من الجهتين يعون الآن أن الحسم العسكري ليس ممكناً”.

أما بشار الأسد الذي ترأس اجتماعا للحكومة فأكد “أن الظروف الحالية التي تواجهها سوريا جعلت آمال المواطنين أكبر في ما يتعلق بما ينتظرونه من الحكومة وهذا بدوره يشكل مسؤولية إضافية على كل الوزارات ومؤسسات الدولة وهذه المسؤولية يجب تحويلها إلى طاقة عمل إيجابية لتحقيق ما يمكن تحقيقه من تلك الآمال والتخفيف على المواطن الذي يتحمل بدوره مسؤولية أيضا للمساهمة من موقعه وأداء واجباته وصولا إلى عمل جماعي إن كان داخل كل مؤسسة بمفردها أو بين الدولة والمواطن للتخفيف من آثار الأزمة”.

وفي ردّ على سؤال “المدن” حول الموقف من تصريحات حيدر، قال عضو “الائتلاف الوطني” عبد الباسط سيدا إن “موقف الائتلاف من محاورة النظام واضح في وثيقته التأسيسية”، مشيراً إلى أن الهيئة المركزية للائتلاف ستناقش الخميس كافة الملفات المطروحة أمامها. كما أضاف “بالنسبة إلينا في المجلس الوطني، فإنه لا حوار مع النظام قبل تنحي الأسد”.

 من جهة ثانية، أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن “الجيش الحر” سيطر بالكامل على مطار الجراح العسكري في ريف حلب الشرقي على طريق الرقة-حلب، بعد حصار ومعارك عنيفة دامت أكثر من شهر تقريبا، انتهت بأسر “الجيش الحر” أكثر من 50 جنديا من الجيش النظامي، إضافة إلى سيطرته على أسلحة من كتيبة الدفاع الجوي الموجودة في المطار. كما سيطرت المعارضة المسلحة على مقر اللواء 80 القريب من مطار حلب الدولي.

 وقال المحلل البارز في الشؤون العسكرية لدى “معهد واشنطن” جيفري وايت في حديث ل”المدن” حول أهمية التطورات الميدانية إن “مطاري حلب الدولي وابو الظهور في حلب ما زالا تحت سيطرة النظام، لكن مطاري منغ وكويرس سيخرجان عن سيطرته قريباً على الأرجح”. وأضاف وايت “مطار الجراح لم يكن قاعدة عمليات أساسية. هناك طائرات كثيرة داخل المطار بحالة غير قابلة للاستخدام، لكن هناك أيضا عدد من طائرات L-39 التي استخدمها النظام لقصف مواقع في حلب وحولها”.

 وأوضح المحلل الأميركي أن “الثوار سيطروا أيضا على كمية كبيرة من الذخيرة والأسلحة الثقيلة”، مضيفاً أن “ما هو أكثر أهمية يكمن في أن الثوار أثبتوا تمكنهم من السيطرة على موقع جديد للنظام، وأن النظام لم يقم بالكثير لانقاذه. مواقع النظام في انحاء الشمال السوري وفي وادي الفرات تهتز بشكل جديّ”.

 واعلنت مفوضية “حقوق الانسان” في “الأمم المتحدة” نافي بيلاي ان “حصيلة قتلى النزاع المستمر في سوريا تقترب من 70 الف شخص”، كما أدانت “اخفاق مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على تحرك لوقف العنف في البلد المضطرب”.

طوفان في بلاد البعث

حلب – نائل حريري

في أواخر العام 2012 تم الإعلان عن سيطرة المعارضة المسلحة على سد تشرين المقام على نهر الفرات، لكن لم يلق الخبر صدى كبيراً آنذاك يتناسب مع حجم المخاطر المفترضة. السدّ يعتبر ثالث أهم السدود السورية المقامة على نهر الفرات وبطاقة مقدارها 630 ميغاواط، مع قدرة تخزين تقدّر بـ 1,3 مليار متر مكعب. قد يعود الصدى الضعيف لهذه الحادثة إلى موقع السد (50 كيلومتراً شرق حلب وقريباً من الحدود السورية التركية). وهو ما يسمح بتكوين انطباع بأن هذه السيطرة مجرد جزء من عملية السيطرة على حلب في سياق الاشتباكات الجارية فيها.

ظهر الخبر بخجل على صفحات اجتماعية ووسائل إعلامية قليلة كان هدفها التجييش واستعراض القوى أكثر من الاهتمام بالأبعاد الإنسانية، إلا أن شبح الرعب الآن بدأ يتضخم مع سيطرة الكتائب المعارضة على سد البعث منذ أيام. السد الذي نهض العام 1986 في مدينة المنصورة على بعد 22 كيلومتراً من الرقة كمشروع داعم لسد الفرات، يولّد الكهرباء بطاقة 81 ميغاواط، حاجزاً خلفه قدرة تخزينية تقدّر بـ90 مليون متر مكعب.

بدأ ناشطون بتناقل تهديدات أطلقها ضباط في جيش النظام بقصف السد وإغراق القرى والأراضي الزراعية خلفه في حال سيطر الجيش الحر عليه. وبدا أنّ الحراك المسلح على الأرض لا يوحي بتطوّر عمليةٍ سياسية تراود آمالها أغلبية الشعب السوري. التطورات المرحلية الآن توحي بتبادل نقاط القوة بين الطرفين عبر استغلال أكبر عدد ممكن من الأوراق، إلا أن انعدام السياسة والتفكير بعيد المدى لدى الطرفين لا يمنع من توقع الأسوأ. بعض السيناريوهات المتداولة راحت تبدي تخوفاتها من كارثة زراعية وبيئية وإنسانيةٍ حقيقية، أقلها انقطاع التيار الكهربائي عن قطاعٍ واسع قد يشمل سوريا بأكملها، وأكبرها وأهمها امتداد القصف ليدمّر السد نفسه مطلقاً فيضاناً جارفاً لم تشهده البلاد من قبل.

ومع غياب الإعلام عن الكارثة وتجاهل الجهود السياسية لها، أعلنت كتائب المعارضة وصولها إلى سد الفرات (سد الطبقة) وتحريرها الكامل لمدينة الطبقة التي تبعد 40 كيلومتراً عن مدينة الرقة. هذا السد هو الأقدم في سوريا 1973 والأضخم بارتفاع 60 متراً وطول 4.5 كيلومترات. قدرته التوليدية تصل إلى 824 ميغاواط حاجزاً خلفه بحيرة الأسد بسعة 11.7 مليار متر مكعب من المياه المخزنة. وبحسب بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن “مقاتلين من جبهة النصرة وكتيبتي احرار الطبقة واويس القرني سيطروا على سد الفرات الاستراتيجي واحياء مدينة الثورة الـثلاثة التي أنشئت لعمال السد وأسرهم”. أما المصادر الإعلامية الرسمية السورية فلم تعلق على الموضوع حتى الآن. لكن الإعلامي رفيق لطف (الذي يعتبر أحد إعلاميي الصف الأول المحسوبين على النظام) نشر على صفحته الشخصية في فايسبوك معلقاً: “العصابات الارهابية المسلحة تستولي على سد الفرات احد منجزات الحركة التصحيحية بهدف التحكم بالمصادر المائية للشعب السوري واخضاعه لرغباتها ورغبات اسيادها العثمانيين ولاستخدام النهر لزوارقهم الحربية المقدمة لهم من قطر”.

واكدت مصادر المجلس الوطني السوري لـ”المدن” أن تحرير الطبقة تم بالكامل مع بقاء بعض الهجانة على أطراف المدينة. وتأتي أهمية سدي البعث والفرات بالنسبة للجيش الحر من كونهما يوفران قطع مسافات كبيرة للوصول من الجبهة الشرقية للجبهة الغربية، والأمر كذلك بالنسبة لجيش النظام. إلا أن ما يزيد في خطورة الأمر هو تحذير خبراء من أن سدي البعث والفرات ليسا من المتانة بمكان حتى يستطيعا تحمل الاهتزازات الناتجة من التفجيرات في مناطق مجاورة، هذا إن لم نتحدث عن براميل متفجرة أو قذائف مباشرة على السدين، خصوصاً في ظل سياسة النظام الحالية التي لا يبدو أنها تكترث بالخسائر المادية أو البشرية حتى الآن.

انهيار السدين – أو أحدهما على الأقل – يهدد بتدفق ملايين الأمتار المكعبة من المياه. تسونامي حقيقي ينذر بغمر عدد كبير من القرى و المساحات هناك، ما يعني ببساطة كارثة إنسانية محققة مع آلاف الضحايا وعشرات المناطق المنكوبة والتي يبدو أن الجهود السياسية والإعلامية ما زالت نائمةً عنها.

أحداث الأيام الأخيرة تستحضر بقوة فيلم “طوفان في بلاد البعث”. الفيلم الذي أطلقه المخرج السوري الراحل “عمر أميرلاي” العام 2003 كان يستشرف نتائج سياسة النظام السوري التي أغرقت البلاد والعباد. إلا أن المخرج الراحل لم يتصور يوماً  أن الطوفان قد يحدث فعلياً.

“نصرة” الثوار…باعتقالهم؟

رند صباغ

 هي ربما ديكتاتوريات جديدة تبحث لنفسها عن مكانٍ وسط فوضى الحربِ في سوريا، ديكتاتوريات باسم الدين، تقيم محاكمها الشرعية وتعتقل متهميها، تدينهم وتنفذ الأحكام بحق من تعتبره قد أجرم بعرفها أو ارتد عن مطالبها وإن كان ناشطاً ثورياً سبق فكرة نشوئها أصلاً يوم خرج إلى الشوارع متظاهراً في وجه النظام ومطالباً بالحرية.

اطلقت الهيئة الشرعية المعارضة في حلب مساء الاثنين سراح الناشط وائل ابراهيم الملقب بأبو مريم من منطقة بستان القصر، وذلك إثر الاعتصام الذي شارك فيه ناشطون أمام المقر ليلة الأحد للمطالبة بالإفراج عنه، حيث تم اعتقال أحد المصورين واشتراط إطلاق سراحه بفض الاعتصام.

 وكان توقيف أبو مريم الأحد قد أثار ضجةً كبيرةً في أوساط الناشطين، حيث شكل اعتقاله مادةً للشائعات والتهم المتبادلة بين الأطراف، ليوضح في شريطٍ بثه على الإنترنت أن استدعائه قد أتى على خلفية ادعاء أحد عناصر “جبهة النصرة” كان قد اتهمه برمي راية (لا إله إلا الله) على الأرض ومطالبته بدخول جيش النظام إلى المنطقة، مما أدى إلى توقيفه وجلده.

 وقبل مرور ليلةٍ واحدة، وفي طرفٍ آخر من الشمال، يدخل أربعة عناصر بزيهم الأسود لاقتياد معن الخضر المسؤول الإعلامي عن مركز تل أبيض وشقيقه، وعن تفاصيل ما حصل يتحدث معن ل”المدن”: “فيما كنت أنظف المكتب، جاء إلينا أربعة شبان يرتدون زياً أسود باكستانياً وهم يحملون بنادقهم، فخرجت للقائهم ليقتادوني بدورهم إلى أمير الجبهة دون أن يقوموا بإخباري بالأسباب، وعند لقائي به كان على درجةٍ عاليةٍ من الغضب، حاملاً سيفاً صغيراً في يده”.

 يسأل الأمير عما دفع الشاب لكتابة خبر يفيد بتحرير “الجيش الحر” لسد الفرات فيما أن الجبهة هي من قامت بالعملية، يقول معن “أجبته أن الخبر قد أتانا عن طريق شبكة أخبار الرقة، وإن كان خطأ فنستطيع تصويبه” ليبدأ باتهامه بأنه عميل لأميركا ويقف ضد جبهة النصرة، فيجيب معن “أخبرته أننا لا نقف ضد أحد ولكنكم لم تتواصلوا معنا فكيف لنا أن نعلم بما تفعلون، لكنه استشاط غضباً لتزداد حدة النقاش وهو يقول لي أن صحيفتنا قد تحدثت عن الدولة المدنية، ورغم أنني أنكرت الأمر، إلا أن ذلك لم يردعه عن ضربي بغمد سيفه، وحينما حركت يدي لأمنعه من الاستمرار صرخ لعناصره الذين أتوا وأخذونا إلى السجن، بعدما قاموا بمصادرة هواتفنا وتمزيق البطاقة الصحافية التي كان يضعها شقيقي في رقبته وصفعه”، يضيف معن وهو ملازم منشق قد تعرض للاعتقال على يد النظام: “أخبرونا بأنه سيتم تحويلنا إلى المحكمة، وإن بقينا على قيد الحياة قد نخرج، ولكن يبدو أن أحدهم قد اتصل بهم بعد ساعةٍ من الزمن ليرفعوا يدهم عنا ويطلقوا سراحنا بعدما قمنا بالتوقيع على تصريحٍ خطي بتصحيح الخطأ وعدم تناولنا أي خبرٍ في ما يخص الأخبار الميدانية دون الرجوع إليهم”.

وفي هذا السياق أصدر المكتب الإعلامي في تل أبيض بياناً صحافياً أكد فيه أن عملية الاعتقال تمت بطريقةٍ غير شرعية ودون الرجوع إلى الهيئة الشرعية المخولة بإصدار أوامر الاعتقال في المدينة معتبراً الأمر “انتهاكاً لكرامة وحرية الناس في تل أبيض”، ومديناً الطريقة التي عومل بها الناشطون بالضرب أو الإهانة والتفتيش دون إذن قضائي، داعياً كل الجهات المدنية والشرعية والعسكرية في المدينة الى اتخاذ موقفٍ صريحٍ وواضح من الاعتداء على حرية الرأي والناشطين الإعلاميين.

السوريون ينتصرون للمعري… افتراضياً

حسمها بعض مستخدمي “فايسبوك”، حين حملوا “جبهة النصرة” مسؤولية قطع رأس تمثال أبي علاء المعري. وقد تداول السوريون هذا الخبر بكثرة على صفحاتهم، مرفقاً بالصور، وعلقوا عليه، معبرين عن استنكارهم الاعتداء على رمز من رموز إرثهم التاريخي والثقافي.

تالياً، انقلب قرار قطع رأس التمثال على المُفتين به، بحيث صار المعري موضوع “فايسبوك”، وامتلأت الجدران بالحديث عنه، باعثة المعري من جديد، إلى الحياة، لا إلى الموت، كما أراد المتطرفون، أياً كانت الجهة التي ينتمون إليها.

كتبت ريم فاضل، وهي طالبة في كلية الآداب من حلب: “كلما ذُكر أبو العلاء المعري، لا أعرف لماذا تتبادر إلى ذهني الكوميديا الإلهية لدانتي، التي درست في السنة الرابعة وجه التشابه بينها وبين “رسالة الغفران” للمعري، وكيف أن دانتي, ذاك الشاعر العالمي الذي حفل به التاريخ تكريماً وتبجيلاً حتى يومنا هذا, سرق, بالأدلة, معظم التفاصيل التي سطرت ملحمته الخالدة “الكوميديا الإلهية” من “رسالة الغفران” ومخطوطة الإسراء والمعراج”.

من حلب أيضاً، علقت هنادي، طالبة في كلية الحقوق: “كم من الرؤوس صرخت على مقاصل الاستبداد في ظلمات الاقبية والمعتقلات، ولسان حالها يردد (للمعري): يـا مرحبـا بـالموتٍ مـن مُتنظِّـرٍ/ إن كــان ثَــمَّ تعــارفٌ وتـلاقِ”. أما النحات عاصم الباشا، فقد أعلن إعادته الحياة للمعري، فنياً، بالكتابة على جداره قائلاً: “لا أذكر من صنع تلك المنحوتة المحطّمة لأبي العلاء. إنْ تعذّر إيجاد نسخة منها (احتراماً للنحّات) فأنا أتبرّع بنسخة من محاولتي”. أما المسرحي حسين برو، وهو من حلب أيضاً، فقد علق: “حين يتجرأ زنديق ما على التمثيل برأس المعري، ننقل لكم ما قاله الرجل ذات مساء: فلا ذنـب يــا رب السمـاء على امرئٍ/ رأى منـــك ما لا يشتهى فتزندقـــا”.

الروائية المصرية منصورة عز الدين، المتابعة لأحداث الثورة السورية، كتبت بغضب: “قديماً قال أبو العلاء المعري إن “الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً”. وفي محاولة لتبرئة نفسه من هذه المسبة، كتب السيوطي رسالة “التبرّي من معرّة المعري”، جامعاً فيها ما استطاع من أسماء الكلب. والآن، يأتينا خبر تمثال المعري مقطوع الرأس. أي كلاب؟ بل أي وحوش ضارية فعلت هذا؟ وماذا كان أبو العلاء ليقول عن من قطع رؤوس الأطفال وقضى على 60000 من الأبرياء؟ وجودنا كله صار وجوداً أحمر يا أبا العلاء. أليس هذا هو اللون الذي قلت إنه كل ما بقى في ذاكرتك من الألوان بعد عماك؟ الفارق أن الأحمر الذي غلّف الوجود في مخيلتك كان أحمر الرداء الذي ارتديت ذات طفولة سحيقة، أما أحمرنا فهو أحمر الدماء”.

وكتب الشاعر والقاص السوري المقيم في الإمارت، إسلام أبو شكير: “المعرّي الذي عاش حياته متّهماً بالزندقة والإلحاد والمروق على ثوابت الدين، لم يجرؤ أحد على إيذائه… بل لقد كرّم، وكان الناس يقفون إجلالاً له، ويفسحون له في المجالس، وعلى يديه تتلمذ كبار الأدباء والمفكّرين والفقهاء والفلاسفة. لم يحل بينهم وبين ذلك ما قيل عن فساد عقيدته، فقد تركوا ذلك لربّ لا يحتاج إلى من يدافع عنه. اليوم تقطع “جبهة النصرة” رأسه في مدينته. إعدام ميداني لا يقل بشاعة عن إعدام شبيحة بشار الأسد للأديبين إبراهيم الخريط، ورشيد رويلي. إعدام ميداني لي أنا. ولا تعزّوا بي”.

في المدونة الثقافية الفايسبوكية، “أبو عبدو البغل”، التي تهتم بأخبار الكتب والمقالات والأحداث الثقافية، نُشر العديد من الأبحاث عن المعري وكتبه وحياته وأفكاره وفلسفته وأثر علمه وثقافته في شعره، وجرى التوقف بتحليل مطول عند مؤلفاته الثلاث “سقط الزند”، “الدرعيات”، و”اللزوميات”.

أما على “تويتر”، فلم تختلف سخونة القضية كثيراً عما هي عليه في “فايسبوك”. غرد الكاتب الفلسطيني سليم البيك: “يعاني الإسلاميون من عقدة مزمنة مع الرأس، أو العقل بمعنى رمزي. بالأمس حطموا رأس المعري في سوريا واليوم يخنقون/ ينقبون رأس أم كلثوم في مصر”. كما تهكمت إيميلي حصروتي على الأسباب التي دفعت “جبهة النصرة” إلى قطع رأس المعري، بالقول: “من أفضل الروايات التي قرأتها عن قطع رأس تمثال أبي العلاء المعري في سوريا، إنو شباب “جبهة النصرة” افتكروه تمثال لأحد أجداد الأسد”. كما تناقل المغردون مقاطع كثيرة من قصائد لأبي علاء المعري.

ولا تزال حتى لحظة كتابة هذه السطور، تتوالى التعليقات والتغريدات على “فايسبوك” و”تويتر”، مستنكرة الهجوم على شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء، ومطالبة بحريته التي تعني حرية السوريين كلهم أيضاً.

انفجار معبر «جيلفي غوزي» التركي:

تبايـن الوقـائع والدوافـع والأهداف

محمد نور الدين

تكاد تلتقي التفاصيل التي أوردتها الصحافة التركية أمس على كيفية حصول انفجار السيارة عند البوابة الجمركية في منطقة «جيلفي غوزي» بين تركيا وسوريا. لكن التحليلات تباينت وراء الأهداف المحتملة من وراء الانفجار.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمام كتلة «حزب العدالة والتنمية» في البرلمان، ان «سيارة مفخخة» كانت سبب الانفجار القوي الذي وقع على المعبر. وأضاف ان حصيلة الهجوم ارتفعت إلى 14 قتيلا. وشدد على أن تركيا «ستتخذ من دون تردد الإجراءات اللازمة حين تتضح ملابسات هذا الاعتداء بالكامل».

وذكرت صحيفة «حرييت» أن السيارة جاءت من الجانب السوري الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، وقبل أن تصل إلى نقطة الجمارك التركية، توقفت في الموقف الموجود قبله مباشرة، ونزل منها ثلاثة أشخاص، اثنان منهم عادا أدراجهما إلى الجهة السورية، فيما الثالث عاد إلى السيارة للحظات ليتفقد شيئا ما، وسرعان ما اتجه إلى الجانب التركي، ويُظن أنه داخل الأراضي التركية. وبعد 15 إلى 20 دقيقة حصل الانفجار الذي يرجح أن يكون عبر ساعة توقيت داخل السيارة، فيما لم تحدد كاميرات المراقبة ماذا كان يفعل الأشخاص الثلاثة في السيارة.

وعرضت الصحيفة للاحتمالات قائلة إن السيارة المنفجرة ربما كانت تستهدف وفداً سورياً معارضاً عبَر قبل 10 دقائق إلى سوريا، بعدما اجتمع مع مسؤولين أتراك، ومن بين أعضائه رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب ولؤي صافي وآخرون.

وتشير الصحيفة إلى احتمال آخر وهو استهداف اجتماع في المكان نفسه تقريبا بين مسؤولين عسكريين أتراك ومسؤولين من «الجيش السوري الحر»، لكن صحيفة «وطن» تقول إن تأخر وصول عناصر «الجيش الحر» ومن ثم حصول الانفجـار حال دون عقد الاجتـماع. وهناك احتمال أن يكون استهدف مجموعة من قادة «الجيش الحر» فقط.

وأشارت صحيفة «راديكال» إلى أن الهدف من الانفجار هو تعطيل المعبر الحدودي كممر أساسي للإمدادات التركية للمعارضة، سواء الإنسانية منها أو العسكرية.

وذكرت صحيفة «زمان» أن عددا كبيرا من السيارات التركية قد استأجرها من محافظات مرسين وغازي عينتاب وأضنة أشخاص يحملون هويات مزوّرة، وكانوا يدخلون بها إلى سوريا حيث كانت توضع عليها لوحات سورية، وعندما تدخل إلى تركيا يعاد وضع اللوحة التركية عليها.

وأضافت الصحيفة أن المرجح أن سيارتين، واحدة حمراء وأخرى رمادية، دخلتا من الجانب السوري وقد انفجرت إحداهما أو الاثنتان معا. وأشارت إلى أن مصادر في المعارضة السورية قالت لها إن بين أعضاء وفد المعارضة الذي كان سيمر عبد الباسط سيدا وجورج صبرا وفاروق طيفور وأحمد رمضان وجمال الورد وغيرهم.

وقال الخبير في شؤون الأمن والسياسة الخارجية حسن سليم أوزيرتيم للصحيفة إن احتمال وقوف «حزب العمال الكردستاني» وراء الانفجار كبير، بسبب رغبته في التخلص من عبد الباسط سيدا الموالي لتركيا، والذي يلحق الأذى بالحزب، مضيفا ان التفجير يشبه تفجير السيارة في غازي عينتاب قبل أشهر. وقال خبير آخر إن البعض لا يريد الاستقرار على الحدود، ويريد جر تركيا إلى الأزمة السورية.

وربط بعض المحللين بين الانفجار ومحاولات سوريا وروسيا الضغط على تركيا، غير أن الكاتب في «راديكال» فهيم طاش تكين طرح أسئلة حول مدى ارتباط الانفجار بتحول تركيا إلى مصنع للأسلحة والعبوات التي تستخدمها المعارضة السورية وسيطرة المعارضة على معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا، من دون الجزم بما إذا كانت السيارة جاءت من سوريا أم لا، خصوصا أنها انفجرت مباشرة على بعد أربعين مترا فقط من البوابة التركية.

وذكرت صحيفة «بركون» المناوئة للحكومة أن تركيا تحولت إلى مصنع للعبوات التي ترسل إلى سوريا لتفجيرها ضد القوات النظامية والجماعات المؤيدة للنظام.

الأمـم المتحـدة: 70 ألـف قتـيـل وسـوريـا تـدمّر نفسـها

استعداد سوري لملاقاة الخطيب .. والفيصل يجدّد فكرة التسليح!

ألقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أمس، مجدداً بفكرة تسليح السوريين في وجه النظام، معتبراً أنه «إذا كان المجتمع الدولي لا يريد أن يفعل شيئاً فليسمح للسوريين بالدفاع عن أنفسهم»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الحوار يتوقف على السوريين أنفسهم، وذلك فيما أعلن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني انه «يمكن لإيران وتركيا أن تؤديا دوراً فعالاً في إعادة الهدوء إلى سوريا».

ودعا الرئيس السوري بشار الأسد، خلال ترؤسه الاجتماع الأول للحكومة بعد إجراء التعديل الوزاري عليها، إلى تضافر الجهود بين مؤسسات الدولة والمواطن من أجل التخفيف من آثار الأزمة، متهماً «الجهات التي تستهدف» سوريا بالعمل على تدمير البنية التحتية للبلاد، فيما برز إعلان وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر استعداده لإجراء محادثات مع رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب خارج سوريا، لكنه رفض شرط «الائتلاف» أن يتمّ الحوار على أساس تسليم السلطة.

وأعلنت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول حماية المدنيين في مناطق الصراع، أن حصيلة القتلى تقترب من 70 ألف شخص. وقالت إن «غياب التوافق بشأن سوريا وما نتج عنه من عدم اتخاذ أي تحرك كان كارثياً، ودفع المدنيون من جميع الأطراف الثمن»، منتقدة انقسام مجلس الأمن حول النزاع المستمر منذ 23 شهراً.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من جهته، إن «سوريا تدمّر نفسها»، مضيفاً «أصبحنا نعد عدد القتلى. كل يوم، 100، 200، 300 قتيل. القتال يستعر، والكره الطائفي يتزايد. يجب ألا يقف مجلس الأمن بعد الآن على الطرف ويراقب بصمت المجزرة».

الفيصل

وشدّد الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمساوي مايكل شبندليغر في الرياض، على أهمية «توحيد الرؤية الدولية في التعامل مع

الأزمة، ومسؤولية مجلس الأمن في الخروج بموقف صلب يحفظ لسوريا أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية والوطنية ويستجيب لتطلعات الشعب السوري المشروعة».

لكن الفيصل أضاف «إذا كان المجتمع الدولي لا يريد أن يفعل شيئاً فليسمح للسوريين بالدفاع عن أنفسهم، فالاعتداء الوحشي الذي يرتكبه النظام يتطلب تمكين الشعب» من ذلك. وأضاف إن «المشكلة الحقيقية هي النظام السوري الذي يرفض انتقال السلطة والتوصل إلى حل سلمي».

واعتبر الفيصل، رداً على سؤال حول الحوار بين النظام والمعارضة، أن «الشأن السوري يتوقف على إرادة السوريين أنفسهم، فالحل السياسي مأمول لكن من سيشارك في الحوار وما هي ماهيته؟ ذلك يتوقف عليهم».

وسارع وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إلى الردّ على الفيصل، قائلاً في مقابلة مع التلفزيون السوري، «كنا نتمنى أن يكون موقف الخارجية السعودية غير تابع لقطر»، مضيفاً إن «كان سعود الفيصل حريصاً على دماء السوريين، كما يزعم، فعليه مكافحة الإرهاب لا مساندته ودعمه».

وأضاف «حرص الفيصل على دماء السوريين يشبه حرصه على دماء السعوديين، لا سيما في بعض مناطق المملكة»، مشدداً على أن «قيادات الشعب السوري ومصيره ومستقبله يحددان في دمشق ومن قبل السوريين وليس من قبل أي أحد آخر. وإذا كان حريصاً كما يزعم فعليه مكافحة الإرهاب لا مساندته ودعمه».

وأكد الأسد، خلال ترؤسه جلسة الحكومة بعد أداء 6 وزراء جدد اليمين الدستورية، أن «الظروف الحالية التي تواجهها سوريا جعلت آمال المواطنين أكبر في ما يتعلق بما ينتظرونه من الحكومة، وهذا بدوره يشكل مسؤولية إضافية على كل الوزارات ومؤسسات الدولة، وهذه المسؤولية يجب تحويلها إلى طاقة عمل إيجابية لتحقيق ما يمكن تحقيقه من تلك الآمال والتخفيف على المواطن، الذي يتحمل بدوره مسؤولية أيضاً للمساهمة من موقعه وأداء واجباته، وصولاً إلى عمل جماعي، إن كان داخل كل مؤسسة بمفردها أو بين الدولة والمواطن للتخفيف من آثار الأزمة».

وأضاف الأسد إن «الجهات التي تستهدف سوريا عملت بشكل ممنهج في محاولة منها لتدمير البنية التحتية للبلاد، وهي بذلك تستهدف الشعب السوري أولاً وأخيراً، وبالإضافة إلى ذلك تحاول تدمير البنية الفكرية للمواطن، وهذا يتطلب منا جميعاً جهوداً كبيرة لمواجهة هذه المحاولات».

وقال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية نشرت أمس، «أنا على استعداد للقاء الخطيب في أية مدينة أجنبية أستطيع زيارتها، من أجل مناقشة الاستعدادات لإجراء حوار وطني، وإجراء منافسة حقيقية لانتخاب برلمان متعدد الأحزاب وللرئاسة حين تنتهي ولاية الأسد العام المقبل».

وأضاف إن «الحوار الوطني وسيلة لتوفير آلية للوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية حرة، وهذا يمثل واحداً من المواضيع التي ستتم مناقشتها حول طاولة الحوار، وهذا الشيء يمكن أن يكون نتيجة للمفاوضات ولكن ليس شرطاً مسبقاً، لأننا نرفض الحوار القائم فقط على تسليم السلطة من جانب واحد إلى آخر».

وأشار حيدر إلى أنه مثل وزراء الحكومة السورية «ممنوع من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي بموجب العقوبات التي فرضتها على السلطات السورية، ورشح جنيف كمكان محتمل لاستضافة محادثات تمهيدية بينه وبين الخطيب»، مشدداً على أن «الحوار الوطني الفعلي يجب أن يجري على الأراضي السورية، لأنها مسألة تتعلق بالكرامة السورية».

ونقلت وكالة «ارنا» عن السفير الإيراني في دمشق محمد رضا رؤوف شيباني قوله إن طهران مستعدة لاستضافة المحادثات بين الطرفين، مؤكداً أن «موقف طهران مبني دوماً علي ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية وبلورة حوار وطني في هذا البلد».

وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني، خلال لقائه نظيره التركي جميل تشيتشيك في إسلام آباد، إنه «يمكن لإيران وتركيا أن تؤديا دوراً فعالاً في إعادة الهدوء إلى سوريا، في الوقت الذي يستغل الكيان الصهيوني الأزمة الداخلية والقيام بالاعتداء على الدولة السورية». وأضاف إن «إيران تدعم الإصلاحات السياسية، وتعتبرها استحقاقاً ضرورياً، بيد أن الديموقراطية لا تتحقق عبر إشهار السلاح وسفك دماء المسلمين».

وأعرب لاريجاني، على هامش اجتماع رؤساء برلمانات الدول الأعضاء في منظمة «ايكو» في إسلام أباد، عن عدم ارتياح طهران لنشر منظومة صواريخ «باتريوت» على الأراضي التركية عند الحدود السورية، منتقداً «تدخل الدول الكبرى في شؤون المنطقة وهو ما من شأنه أن يعمق الخلافات بين الدول والشعوب الإسلامية».

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

استمرار الاشتباكات في محيط المطارات والمراكز العسكرية في حلب

بيروت- (ا ف ب): تتواصل الاربعاء ولليوم الثاني على التوالي الاشتباكات العنيفة في محيط مطارات ومراكز عسكرية في محافظة حلب في شمال سوريا، بعد الهجوم الواسع الذي بدأته الثلاثاء المجموعات المقاتلة المعارضة وتمكنت خلاله من الاستيلاء على مطار عسكري والتقدم في نقاط عدة اخرى.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء عن استمرار المعارك في محيط اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري الملاصق له.

كما تدور معارك بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في بلدة تلعران في ريف مدينة السفيرة التي تحاول القوات النظامية تدعيم قواتها فيها لفك الحصار الذي يفرضه مسلحو المعارضة على معامل الدفاع في المنطقة. وكان المقاتلون تمكنوا امس من اعطاب آلية ودبابة للجيش في تلعران.

في الوقت نفسه، تتعرض مدينة الباب ومحيطها في ريف حلب لقصف بالطيران الحربي، بحسب المرصد.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان القصف بالطيران طال ايضا احياء كرم الطراب وكرم القصر ومناطق قريبة من طريق مطار حلب الدولي، “ما أدى الى تهدم واحتراق عدد من المنازل”.

وافاد مركز حلب الاعلامي عن “استمرار انقطاع المياه والكهرباء عن مدينة حلب لليوم الرابع على التوالي”، محذرا من “كارثة انسانية في المدينة التي يقطنها أكثر من أربعة ملايين شخص”.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب) المجاورة لحلب، افاد المرصد عن تفجير عربة في حاجز الطراف للقوات النظامية عند مدخل معسكر الحامدية الذي يحاول المقاتلون المعارضون التقدم نحوه منذ اشهر.

كما اشار إلى اشتباكات عنيفة ناتجة عن مهاجمة حواجز للقوات النظامية في المنطقة المحاذية لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المعارضون منذ تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، ما اعاق امدادات قوات النظام الى مدينة حلب. وتخللت الاشتباكات غارة من طائرة حربية على مناطق قرب بلدة كفرومة القريبة.

كما افاد المرصد السوري الأربعاء عن غارات تنفذها قوات النظام على مناطق في ريف دمشق.

وقالت الهيئة العامة للثورة ان “ما يقارب عشر غارات جوية بالطيران الحربي” على بلدة دير العصافير تسببت بسقوط عدد كبير من الجرحى وتهدم منازل.

وتترافق عمليات القصف مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين “في القسم الغربي من مدينة داريا التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها منذ أشهر”، بحسب المرصد.

وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الثلاثاء 176 شخصا، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا.

قطر تسلم مبنى السفارة السورية لسفير الائتلاف المعارض في الدوحة

بيروت- (ا ف ب): اعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض ان قطر التي تعترف به كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، قررت تسليم سفيره المعين حديثا في الدوحة، مبنى السفارة السورية بحسب بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه.

وجاء في البيان “قررت قطر تسليم مبنى السفارة السورية في الدوحة إلى السيد نزار الحراكي بعد تعيينه كسفير للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في الدوحة”.

واشار البيان إلى أن الحراكي واثنين من كوادر السفارة سيعتبرون “شخصيات دبلوماسية رسمية” وان المقر “سيرفع فوقه علم الثورة السورية”.

واعتبر الائتلاف هذه الخطوة “على درجة كبيرة من الاهمية، وسابقة ايجابية جدا تضع دولة قطر في مقدمة الدول التي اعترفت بالائتلاف الوطني من حيث الوضع القانوني”.

وانشىء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في الدوحة واختار احمد معاذ الخطيب رئيسا له، وضم غالبية المجموعات السورية المعارضة لنظام الرئيس بشار الاسد.

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها قطر، أول المعترفين بالائتلاف كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.

كما عين الائتلاف سفيرين في كل من فرنسا وبريطانيا اللتين اعترفتا به ممثلا شرعيا، لكنهما لم يتسلما مقر السفارة السورية.

واوضح الحراكي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس انه لم يباشر العمل بعد “في انتظار بعض الاجراءات الادارية التي تستغرق اياما قليلة”.

واشار إلى انه سيبدأ العمل “بمعية دبلوماسيين اثنين وسنرى بمن سنحتفظ من بين موظفي السفارة ومن سيتم الاستغناء عن خدماتهم بحسب الانتماء الى الثورة”.

واشار بيان الائتلاف إلى أن الحراكي “تلقى صباح الثلاثاء التهنئة من أمين عام ورئيس الائتلاف بقبول تعيينه كسفير بناء على طلب كان قد أرسل سابقا الى وزارة خارجية قطر”.

وطلبت قطر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي من الائتلاف تعيين سفير بهدف تعزيز أهدافه “على طريق تحقيق آمال الشعب السوري الشقيق في الحرية والكرامة”.

ونقل بيان الائتلاف اليوم عن الحراكي انه سيحاول بالتعاون مع الخارجية القطرية “ايجاد حلول للمشاكل المتعلقة بجوازات سفر السوريين”.

والحراكي من مواليد العام 1962 في دمشق، ويتحدر من محافظة درعا في جنوب سوريا، وحائز على دبلوم في جامعة حلب (شمال).

وقال البيان إن السفير المعين “تعرض للاعتقال مرات عديدة على خلفية نشاطه في المعارضة، وشارك في العديد من مؤتمرات المعارضة سواء داخل سوريا أو خارجها”.

الأسد إستذكر عيادته في طب العيون وطبيبة نفسيه قابلته تؤكد: متواصل مع الواقع ومطمئن

عمان- القدس العربي- منال الشملة: كشف ناشطون مؤيدون للنظام السوري في عمان عن بعض تفاصيل لقاء أثار الجدل بينهم وبين الرئيس بشار الأسد.

وإعتبر الناشط في المعارضة الأردنية ضرغام الهلسه بان الوفد الذي زار دمشق مؤخرا ووضع عباءة أردنية على كتفي الرئيس بشار لإنه (عميد القوم).

وقال الهلسه على صفحته على فيس بوك :.نعم البسنا الرفيق الاسد العباءة العربية الاردنيه لاننا نعتقد جازمين باحقيته بها كعميد للقوم.

وأثارت حادثة العباءة التي ألبسها المحامي الأردني سميح خريس للرئيس بشار الأسد جدلا واسعا في الأردن إستمر لليوم الثالث على التوالي حيث تعرض الوفد لإنتقادات حادة من قبل جماعة الأخوان المسلمين والجبهة المناصرة لثورة الشعب السوري.

ونقل الهلسه الذي شارك في الوفد عن الرئيس الأسد قوله: انا صاحب مشروع ولا تهمني المناصب فليتفق الشعب السوري على مشروعنا الجامع الذي حددنا عناوينه في البرنامج السياسي المطروح للحوار الوطني وبدون شروط.

وأضاف الأسد وفقا للهلسه : اذا توافق العرب السوريين على المشروع الوطني وعلى تطويره فانا مواطن سوري وطبيب عيون ولي علاقاتي وصداقاتي وعيادتي وسابقى اناضل من أجل مشروعنا الوطني والقومي من أي موقع وفي أي منصة.

وخلافا لما ذكرته عدة تقارير محلية في عمان نفت عدة شخصيات مشاركتها في (وفد العباءة) حيث أرسل الناشط السياسي المعروف الدكتور سفيان التل رسالة إلكترونية لمكتب القدس العربي في عمان تضمنت تصريحا لعضو البرلمان الأسبق منصور مراد ينفي فيه مشاركته في الوفد وفي لقاء العباءة.

وحسب نص الرسالة أكد مراد وهو من أهم أنصار النظام السوري في عمان مشاركته في الزيارة الأخيرة مصرا على أنه كان في عمان ولم يخرج منها طوال الوقت الماضي.

وفي غضون ذلك توثقت القدس العربي من أن وزير الإعلام الأردني الأسبق الدكتور هاني الخصاونة لم يكن طرفا في هذا الوفد ولم يشارك في الزيارة.

وللخصاونة موقف معروف من الأزمة السورية وهو بعيد عن الأضواء ويعتبر من الشخصيات القومية البارزة في عمان وسبق له أن طالب مباشرة الرئاسة السورية بإقامة حوار وطني مع المعارضة الوطنية السورية والقيام بإصلاحات.

ومن جانبها قدمت طبيبة نفسية أردنية بارزة شاركت في الوفد الأردني الذي قابل الأسد مؤخرا (تشخيصا علميا وطبيا) للحالة الذهنية للرئيس السوري الشاب.

وقالت الدكتورة راوية البورنو أن الرئيس الأسد متواصل مع الواقع وليس كما يتحدث عنه الإعلام الغربي.

وأضافت البورنو: الأمور واضحة تماما لديه- تقصد الأسد- ومطمئن وطمأن الوفد الأردني بأن الأزمة ستنتهي.

وأظهرت إحدى الصور الطبيبة البورنو وهي تصافح الرئيس السوري.

ووفقا للكاتب والناشط جمعة الوحش أدلت الدكتورة بورنو بهذه التعليقات للتلفزيون السوري ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية سانا.

وبورنو تعتبر أول طبيبة نفسية في الأردن منذ عشرات السنين وشاركت في الوقد بصفتها الشعبية.

وحسب ملاحظات خص بها الوحش القدس العربي نقلت سانا عن البورنو الخبر التالي: أكدت الدكتورة راوية البرنو مستشارة طب نفسي أن سورية بقيادة الرئيس الأسد ستخرج أقوى مما كانت عليه قبل الأزمة.

وقالت إن الرئيس الأسد متواصل مع الواقع وليس كما يتحدث الغرب، والأمور واضحة لديه تماما وهو مطمئن وطمأننا بأن الأزمة في سورية ستمر”. انتهى التصريح.

ووفقا للوحش ما نقلته (سانا) من تصريح الدكتورة البورنو وبالوقوف على تحليل هذا التصريح التشخيصي الطبي الذي لا يخلو من المغزى السياسي المؤيد للاسد ونظامه يثبت بما لامجال للشك فيه ان التصريح جاء يقول “مستشارة طب نفسي” ليؤكد المكانة العلمية لمن قام بالتشخيص كما يحمل اسم الدكتورة البورنو للإشارة الى سجلها الطبي التاريخي.

وفي نصّ التصريح “متواصل مع الواقع” تأكيد عكس ما يشاع عن الاسد بأنه فاقد الصلة بالواقع، وبخلاف اصحاب المقولة “ليس كما يتحدث الغرب” لغرض نسبة ما يشاع الى جهة معادية “الغرب”.

واللافت حسب الوحش أن التصريحات التي تشخص حالة الأسد جاءت من طبيبة نفسية، عاشت في ليبيا قرابة الثلاث سنوات من 1979- 1981، وهي نفسها التي شخصت ابان الثورة الليبية على القذافي ونظامه، الحالة النفسية للقذافي ووصفت نظامه الدكتاتوري وصفاً تفصيلياً ودقيقاً.

المعارضة تسيطر على مطار عسكري في حلب وحصيلة القتلى وصلت نحو 70 الفا

النظام مستعد للقاء الخطيب في اي مدينة اجنبية لمناقشة جهود الحوار الوطني وليس تسليم السلطة

بيروت ـ عمان ـ دمشق ‘القدس العربي’ـ وكالات: اعلن الجيش الحر تحقيق ‘تقدم كبير’ على جبهات عدة الثلاثاء في محافظة حلب في شمال سورية في مواجهة قوات النظام، وذلك في اطار عملية عسكرية واسعة تمت بالتنسيق بين المجموعات العسكرية المعارضة المقاتلة، جاء ذلك بينما علت الاصوات المنتقدة مؤخرا للجيش الحر واسلوب قتاله في الاراضي السورية.

وقالت منظمة معارضة ان مقاتلي المعارضة السورية سيطروا على مطار عسكري قرب مدينة حلب في شمالي البلاد امس الثلاثاء (12 فبراير) في انتكاسة عسكرية اخرى لقوات الرئيس بشار الأسد التي تتعرض لهجوم مكثف في انحاء البلاد.

والمطار هو أحدث منشأة عسكرية تسقط في ايدي المعارضة في منطقة استراتيجية تقع بين المركز الصناعي والتجاري لسورية ومركز انتاج النفط والقمح إلى الشرق.

جاء ذلك بينما قال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر امس الثلاثاء إنه مستعد للسفر إلى الخارج للاجتماع مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض المقيم في القاهرة لبدء محادثات سلام.

وكانت السلطات السورية قالت سابقا انها ستتحاور مع شخصيات ‘المعارضة الوطنية’ غير المتحالفة مع المعارضة المسلحة. لكن معظم شخصيات المعارضة الوسطية غادرت البلاد منذ اعتقال عبد العزيز الخير أحد المؤيدين للحوار ونبذ العنف العام الماضي.

وكان جوناثان ستيل مراسل صحيفة ‘الغارديان’ نقل في تقرير له من دمشق عن حيدر قوله بأن ‘الحوار هو الوسيلة الذي يقدم الآلية للتوصل الى انتخابات برلمانية ورئاسية حرة’، ولكن حيدر اجهض مبادرته عندما قال ان الدولة السورية ‘ترفض الحوار من اجل تسليم السلطة’.

ومع ان حيدر من ضمن الوزراء الذين صدرت قرارات في الاتحاد الاوروبي تحظر السفر عليهم الى اراضيها الا انه اقترح جنيف كمكان محايد للقاء، مؤكدا ان ‘الحوار الحقيقي يجب ان يتم على التراب السوري لانه امر يتعلق بالكرامة الوطنية’.

وعن مخاوف المعارضة من الاعتقال حالة عودتهم لسورية، قال حيدر ان وزارة العدل بدأت الاجراءات لالغاء اي قضايا ضد السوريين في الخارج، قائلا ان ‘وزارة الداخلية قررت التخفيف من سياستها واعطاءهم الوثائق اللازمة للعودة الى سورية ان لم يكن معهم اية وثائق، ولا اريد ان اغلق الباب امام اي معارض لديه مخاوف، وادعو شخصيا اي شخص منهم للعودة وسأتكفل بدخولهم وخروجهم الامن ان كان هذا ما يريدونه’.

ويعتقد ستيل ان دعوة حيدر معاذ الخطيب للحوار ما هي الا محاولة لمنع مبادرة الاخير من الانهيار تحت ضغط من المعارضة التي رفضتها. وهذه الدعوة التي وجهها الوزير السوري لن ترضي المعارضة السورية مع انها اول رد رسمي سوري على دعوة الحوار التي وجهها الخطيب الاسبوع الماضي، فالمعارضة السورية التي تتمسك برحيل الاسد ونظامه. وقد اكد الخطيب يوم الاثنين تمسكه بمبادرته وذلك بعد اجتماعه مع الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي لسورية والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

ومن نيويورك اعلنت مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الثلاثاء ان حصيلة قتلى النزاع المستمر في سورية تقترب من 70 الف شخص، ودانت اخفاق مجلس الامن الدولي في الاتفاق على تحرك لوقف العنف في البلد المضطرب.

وكانت بيلاي اعلنت الشهر الماضي ان عدد القتلى وصل الى 60 الف شخص. واضافت في اجتماع لمجلس الامن حول حماية المدنيين في مناطق النزاع ‘العدد اصبح يقترب الان على الارجح من 70 الف قتيل’.

واضافت ان ‘غياب التوافق بشان سورية وما نتج عنه من عدم اتخاذ اي تحرك كان كارثيا، ودفع المدنيون من جميع الاطراف الثمن’، منتقدة انقسام مجلس الامن حول النزاع المستمر منذ 23 شهرا.

واضافت ‘سيحكم علينا بحجم المأساة التي تتكشف امام اعيننا. وسنسأل نحن في المجلس وكل من هم في مناصب رئيسية في الامم المتحدة عما فعلناه’.

واعاقت روسيا، الحليف الاخير لنظام بشار الاسد، والصين ثلاث مرات صدور قرارات تهدد بفرض عقوبات على النظام السوري.

وطالبت بيلاي مجددا بإحالة الازمة في سورية على المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت ان ذلك ‘سيبعث برسالة واضحة الى الحكومة والمعارضة ان افعالهما ستؤدي الى عواقب’.

الى ذلك قال ابو محمود القائد المحترم لكتيبة من المقاتلين المعارضين في بلدة اطمة الواقعة شمال غرب سورية والذي لا يخفي حسرته الشديدة على ما آل اليه الحال ‘الثورة الحقيقية في سورية انتهت، لقد تعرضنا للخيانة’.

يؤكد هذا القائد الثائر ‘ثورتنا الجميلة سرقها اللصوص والفاسدون’ في اتهام مباشر لبعض قادة الجيش السوري الحر ‘الذين اغتنوا بحقارة بينما الثوار الحقيقيون يموتون على الجبهة’.

فابيوس يرد على لافروف: اسلحة كثيرة في سورية نعلم من اين تأتي

باريس ـ ا ف ب: اعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن اسفه الثلاثاء لوجود كميات كبيرة من الاسلحة في سورية، متهما بصورة ضمنية موسكو بتسليمها، وذلك ردا على انتقادات نظيره الروسي سيرغي لافروف حول الحروب الفرنسية في الشريط الصحراوي الساحلي. وقال فابيوس في مؤتمر صحافي عقده في ختام اجتماع دولي حول ليبيا ‘صحيح ان ثمة كثيرا من الاسلحة في هذه المنطقة من الساحل، من مصادر مختلفة. وبالطريقة نفسها، ثمة كثير من الاسلحة في سورية ونعرف من اين تأتي’.

وكان فابيوس يرد على سؤال طرحه صحافي حول تصريحات لافروف الذي اخذ على فرنسا الاحد ‘انها تحارب في مالي الذين سلحتهم في ليبيا’ وانها ‘لا تنظر الى الامور نظرة شاملة’.

وتستمر روسيا، احدى آخر الدول التي ما زالت تدعم النظام السوري، في تسليم اسلحة لدمشق في اطار عقود مبرمة منذ فترة طويلة، كما اكد اخيرا نائب رئيس الوزراء السوري. وفي اواخر 2012، اعلن لافروف ان الاسلحة التي تسلم الى سورية تندرج في اطار اتفاقات تعاون موقعة من ايام الاتحاد السوفييتي.

الاسد يدعو الى ‘عمل جماعي’ بين الدولة والمواطن للتخفيف من آثار الازمة

قال إن الجهات التي تستهدف سورية عملت بشكل ممنهج لتدمير بُناها التحتية

دمشق ـ ا ف ب: دعا الرئيس السوري بشار الاسد خلال ترؤسه الاجتماع الاول للحكومة بعد اجراء التعديل الوزاري عليها، الى تضافر الجهود بين مؤسسات الدولة والمواطن من اجل التخفيف من آثار الازمة، متهما ‘الجهات التي تستهدف’ سورية بالعمل على تدمير البنية التحتية للبلاد.

وقال الاسد، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) اليوم الثلاثاء، ‘ان الظروف الحالية التي تواجهها سورية جعلت امال المواطنين أكبر في ما يتعلق بما ينتظرونه من الحكومة وهذا بدوره يشكل مسؤولية اضافية على كل الوزارات ومؤسسات الدولة’.

واشار الى ان على المواطن ان ‘يتحمل بدوره مسؤولية المساهمة من موقعه واداء واجباته وصولا الى عمل جماعي ان كان داخل كل مؤسسة بمفردها او بين الدولة والمواطن للتخفيف من اثار الازمة’.

واتى الاجتماع الحكومي اليوم بعد اداء الوزراء الجدد الذين عينهم الاسد السبت، اليمين الدستورية.

وكان الرئيس السوري اجرى تعديلا وزاريا عين بموجبه خمسة وزراء جدد بينهم وزيران للنفط والمالية، وفصل وزارة العمل عن الشؤون الاجتماعية.

ونقلت الوكالة عن الاسد قوله اليوم ‘ان الجهات التي تستهدف سوريا عملت بشكل ممنهج في محاولة منها لتدمير البنية التحتية للبلاد، وهي بذلك تستهدف الشعب السوري اولا واخيرا’.

واضاف ان هذه الجهات ‘تحاول تدمير البنية الفكرية للمواطن، وهذا يتطلب منا جميعا جهودا كبيرة لمواجهة هذه المحاولات’.

وانعكس النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011 ازمة اقتصادية خانقة في البلاد، مع ارتفاع مستوى التضخم ونقص كبير في المواد الاساسية المتوافرة لا سيما الوقود والخبز.

كذلك كبدت الازمة الاقتصاد السوري نحو 2,2 مليار دولار امريكي جراء تراجع التغذية بالتيار الكهربائي في مناطق واسعة من البلاد منها العاصمة دمشق، بحسب رقم رسمي.

وقال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الثلاثاء ان الحكومة ستعمل ‘بما امكنها من طاقات لتامين متطلبات المواطنين المعيشية وتوفير كل مستلزمات دعم قواتنا المسلحة الباسلة للقضاء على المجموعات الارهابية’.

ويستخدم النظام عبارة ‘الارهابيين’ للاشارة الى المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية على الارض في نزاع دام ادى الى مقتل اكثر من 60 الف شخص خلال اكثر من 22 شهرا، بحسب ارقام الامم المتحدة.

وزير المصالحة الوطنية مستعد للقاء الخطيب في اي مدينة اجنبية لمناقشة جهود الحوار الوطني وليس تسليم السلطة

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: عبر وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر عن استعداده للقاء الشيخ معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري في اية مدينة اجنبية لمناقشة التحضيرات للحوار الوطني، ونقلت جوناثان ستيل مراسل صحيفة ‘الغارديان’ في تقرير له من دمشق عن حيدر قوله عن التحضيرات هذه بأن ‘الحوار هو الوسيلة الذي يقدم الآلية للتوصل الى انتخابات برلمانية ورئاسية حرة’، ولكن حيدر اجهض مبادرته عندما قال ان الدولة السورية ‘ترفض الحوار من اجل تسليم السلطة’.

ومع ان حيدر من ضمن الوزراء الذين صدرت قرارات في الاتحاد الاوروبي تحظر السفر عليهم الى اراضيها الا انه اقترح جنيف كمكان محايد للقاء مؤكدا ان ‘الحوار الحقيقي يجب ان يتم على التراب السوري لانه امر يتعلق بالكرامة الوطنية’. وعن مخاوف المعارضة من الاعتقال حالة عودتهم لسورية، قال حيدر ان وزارة العدل بدأت الاجراءات لالغاء اي قضايا ضد السوريين في الخارج، قائلا ان ‘وزارة الداخلية قررت التخفيف من سياستها واعطاءهم الوثائق اللازمة للعودة الى سورية ان لم يكن معهم اية وثائق، ولا اريد ان اغلق الباب امام اي معارض لديه مخاوف، وادعو شخصيا اي شخص منهم للعودة وساتكفل بدخولهم وخروجهم الامن ان كان هذا ما يريدونه’.

ويعتقد ستيل ان دعوة حيدر معاذ الخطيب للحوار ما هي الا محاولة لمنع مبادرة الاخير من الانهيار تحت ضغط من المعارضة التي رفضتها. وهذه الدعوة التي وجهها الوزير السوري لن ترضي المعارضة السورية مع انها اول رد رسمي سوري على دعوة الحوار التي وجهها الخطيب الاسبوع الماضي، فالمعارضة السورية التي تتمسك برحيل الاسد ونظامه. وقد اكد الخطيب يوم الاثنين تمسكه بمبادرته وذلك بعد اجتماعه مع الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي لسورية والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

وكان الخطيب قد امهل النظام حتى يوم الاحد وطالبه باطلاق سراح السجينات السوريات كبادرة حسن نية لبدء الحوار. ومع ذلك تظل تصريحات حيدر حسب الصحيفة اول رد ايجابي على دعوة الخطيب الذي قال يوم الاثنين انه لا يزال ينتظر ردا من الحكومة ولم يسحب مبادرته على الرغم انتهاء المهلة والتي قال انها من اجل حقن دماء السوريين حيث قتل في الانتفاضة السورية التي ستدخل عامها الثالث الشهر المقبل اكثر من 60 الف شخص.

ويواجه الخطيب انتقادات من داخل المعارضة بسبب مبادرته التي يقولون انها خرقت ميثاق الائتلاف الذي يؤكد على انه لا حوار مع النظام الا على رحيله. ومما يجعل من الدعوة تحولا في موقف النظام ان الرئيس السوري الذي اكد يوم الاثنين ان سورية لن تتخلى عن الثوابت، استبعد في خطابه الشهر الماضي في قاعة اوبرا دمشق اي حوار مع المعارضة في الخارج التي وصفها رموزها بالدمى التي تتلاعب بها ايد اجنبية.

وقال الاسد الذي دعا للحوار في الخطاب ذاته ولكنه تساءل مع من سيتحاور ‘هل مع الذين يحملون افكارا متطرفة ولا يؤمنون بأي شيء سوى الدم والقتل والارهاب، هل نتحدث مع العصابات التي تتلقى اوامرها من الخارج التي تأمرها برفض الحوار لانها تعتقد ان الحوار سيخرب مؤامرتها لاضعاف سورية’.

ومع ذلك رمى الخطيب بعد ثلاثة اسابيع من خطاب الاسد قنبلته التي دعا فيها الاسد للتحاور. ويبدو ان دعوة الحوار كما يوحي التقرير جاءت في ظل الموقف الامريكي الرافض لتسليح المعارضة، حيث اشار تقرير ستيل الى ما كشفت عنه الصحافة الامريكية عن رفض باراك اوباما، الرئيس الامريكي لتوصية من كبار مسؤولي ادارته ـ الاستخبارات – والخارجية والدفاع اضافة لهيئة الاركان المشتركة بتسليح المعارضة، ثم ما كشف عنه لاحقا من ان موقف اوباما ثابت ولن يتغير حتى الآن. وفيما يتعلق بتصريحات المسؤول السوري، فانه يقول ان الدفعة للبحث عن حل سياسي لم تأت فقط من الخطيب نفسه بل من التغييرات الدولية والاقليمية وبسبب الجمود على الساحة العسكرية حيث قال ‘هناك متشددون من الطرفين ولكن 80 بالمئة في كل طرف بات يعتقد انه لا يمكن تحقيق انتصار عسكري. وانا على اتصال مع بعض قادة الجيش الحر، وكانوا يقولون ‘سنكون في دمشق بعد عدة ايام’ ولكنهم الآن يقولون ‘لقد توصلنا الى ان المجتمع الدولي يلعب بنا ويعمل من اجل مصالحه فقط وعليه فاننا لا نستطيع هزيمة الجيش السوري’.

الابراهيمي

وعلى الرغم من الاستعداد المشروط للتحاور مع المعارضة الا ان الخلافات تظل باقية حول طبيعة الانتقال السياسي ليس بين المعارضة والنظام ولكن بين الدول المؤثرة في النزاع، فعندما التقى ممثلون عن روسيا وامريكا والدول الاخرى ذات العلاقة فقد تم الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية يمكن ان تضم مسؤولين في الحكومة الحالية وتتمتع بصلاحيات تنفيذية مطلقة.

وعندما التقى الاخضر الابراهيمي مع الاسد في كانون الاول (ديسمبر) كان موضوع بقائه في السلطة من الموضوعات المطروحة على النقاش. لكن الابراهيمي اخبر مجلس الامن انه لن يكون هناك اي دور للاسد او حكومته في العملية الانتقالية. وقد ادت تعليقاته الى غضب في دمشق حيث اتهمته وزارة الخارجية السورية بالتحيز الصارخ، وتعرض للهجوم من الاعلام السوري حيث وصفته صحيفة ‘الوطن’ المؤيدة للحكومة بـ ‘السائح العجوز’. وفي هذا السياق يقول ستيل ان اعضاء فريق الابراهيمي يحاولون جس النبض وان كانت هناك امكانية لعودته. وعندما سأل ستيل الوزير السوري عن مهمة الابراهيمي وان لا تزال قائمة ام ماتت؟ نفى حيدر ان تكون ميتة لكنه اتهم الابراهيمي بعدم الصدق والصراحة حيث قال ‘في محادثاته هنا، كان الابراهيمي هو الذي قال انه من الباكر لاوانه الحديث عن تشكيل حكومة، وكان رأيه يقول ان الحكومة مستحيلة لان هناك الكثير من الجماعات المعارضة في المنفى والتي لم تعبر عن استعداد للمشاركة، للاسف، عندما غادر سورية سمعنا شيئا آخر منه’.

ويعلق ستيل على تصريحات حيدر الداعية للتصالح على انها تأكيد على انه من ‘حمائم’ النظام، فكزعيم للحزب الاجتماعي الوطني، وهو حزب صغير كان من ضمن الموقعين على ما عرف باعلان دمشق (2005) الذي دعا للاصلاح السياسي والتغيير السياسي، وكان مصير الموقعين عليه اما السجن او المنفى لكنه بقي في دمشق وعين وزيرا عام 2011، ولا يزال يختلف مع النظام، وفي العام الماضي واثناء الاستفتاء على الدستور ظهر ثلاث مرات على التلفزيون الرسمي ودعا الناخبين لرفضه.

وينص الدستور الجديد على السماح للاسد ترشيح نفسه مرة اخرى، ويقترح حيدر ان الاسد من حقه كمواطن ان يضع اسمه في الانتخابات الا في حالة ادى الحوار الوطني الى تغيرات جذرية حيث قال ‘شخصيا لم اناقش هذا الموضوع مع الرئيس لكن الدستور الجديد لا يمنعه من ترشيح نفسه، وكمواطن سوري لديه الحق مثل اي مواطن’.

عقيدة اوباما

وعن الموقف الامريكي من سورية، والنقاشات التي كشفت عن قرارات الرئيس اوباما كتب ريتشارد كوهين في ‘واشنطن بوست’ عن ما اسماه ‘عقيدة اوباما’ حيث قال ان ‘العقيدة’ لم تتشكل عبر ما قاله في خطابه الشهير في القاهرة عام 2009 او برلين او المؤتمر العام للحزب الديمقراطي عام 2008 ولكن من خلال ما جرى من مواجهات كلامية في الكونغرس للمصادقة على تعيين وزراء ومسؤولين جدد في ادارة اوباما في ولايته الثانية، خاصة ما تعلق منه بالموقف من سورية، اي رفض البيت الابيض خطة تسليح المعارضة خشية وقوع الاسلحة في يد الجماعات المتشددة.

ويعلق كوهين قائلا انه مضى عام على عسكرة الحرب الاهلية السورية، لان الحرب بدأت كتظاهرات سلمية قبل عامين. وخلال هذا العام كان بامكان سي اي ايه – والتي تقدمت بمبادرة التسليح ـ القدرة كي تعرف الجماعة التي يمكن الثقة بها من التي لا يمكن التعامل معها.مشيرا الى ان المنتصرين في الحرب السورية بالتأكيد سيثمنون الدور الامريكي في توفير الاسلحة، مما يعني تحولهم لرصيد. ويضيف الكاتب ان تسليح المعارضة كان واحدا من الطرق التي دعم فيها اوباما المعارضة، اما الطرق الاخرى فهي اقامة منطقة آمنة بالتعاون مع الناتو، مما يعني حماية المنطقة من طائرات الاسد ومروحياته التي ستبقى بالمطارات، مما ادى الى تحقيق تغير على الارض. وكل هذا لم يكن يتطلب وضع جنود على الارض. ويضيف كوهين قائلا ، صحيح ان سورية لديها دفاع جوي قوي، لكن ليس بالقوة الذي يمنع اسرائيل ضرب المواقع والمنشآت السورية عندما ترغب في ذلك. ويعتقد الكاتب ان تدخل اوباما في سورية قد كلف المنطقة الكثير، حيث ادى الى كارثة انسانية، ففي كل يوم يغادر سورية حوالي خمسة الاف لاجىء، مما ادى الى زيادة اعباء الدول الجارة، اضافة الى ان الوضع سمح لتدفق الجماعات المتشددة وبروزها على الساحة العسكرية السورية. ويعلق كوهين على تصريحات اوباما لمجلة ‘نيوريباليك’ التي قال فيها ‘ كيف اوازن بين عشرات الالاف الذين قتلوا في سورية بعشرات الالاف الذين قتلوا في الكونغو’، قائلا ان التصريح مخادعة من اوباما مما يقترح ان عدم القدرة على فعل كل شيء يبرر عدم الاستعداد لفعل كل شيء. مما يقودنا للتساؤل عن السبب الذي تدخل فيه في ليبيا والحرب الاهلية في الكونغو.

غير مقنع

ويرى كوهين ان ما يقوله اوباما غير مقنع بدرجة كبيرة الامر الذي يقترح ان الذي منعه للتدخل هي الانتخابات الرئاسية. فالرئيس الذي كانت حملته تقوم على تجنب الحروب والذي انهى التدخل في العراق ويقوم بتخفيض القوات الامريكية في افغانستان سيجد صعوبة في تبرير التدخل في حرب جديدة، اي في سورية. ويقارن بين موقف ايزنهاور من حرب السويس (1956) وموقف اوباما، حيث يقول ان ايزنهاور لم يلتفت للانتخابات عندما قال لرئيس الوزراء البريطاني انتوني ايدن ‘لا تهمني الانتخابات وكل ما يهمني هو الثورة في هنغاريا والهجوم على السويس’.

وينتقد كوهين سياسة اوباما الخارجية التي يقول انها تفتقد الى الجانب الاخلاقي ولهذا السبب فالوضع في سورية اصبح اكثر سوءا وتحول الى كارثة اقليمية والتي ستجر عاجلا ام اجلا الولايات المتحدة اليها. فخوف اوباما من ان يؤدي تدخله الى سوء الاوضاع، ادى صمته الى تدهورها.

الاستخبارات الإسرائيلية: التوقعات السابقة بشأن الانهيار السريع لنظام الأسد تبددت والجيش السوري فقد المبادرة لشن هجوم تقليدي

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ قالت صحيفة ‘هآرتس’، في عددها الصادر أمس، إن تقدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يرى أن العام الجاري 2013 سيكون عام الصراعات المتفجرة، وسيكون الشرق الأوسط قابلاً للاشتعال نتيجة أربعة صراعات أساسية يمكن أن تُحسم خلال العام المقبل: الأزمة النووية الإيرانية والحرب في سورية، والصراع على السلطة في مصر، والصراع الأوسع على صورة العالم العربي، الذي يتفرع عنه عدد من الصراعات الثانوية، مثل الصراع ما بين الأنظمة القديمة والمعارضة، وبين الراديكاليين والمعتدلين.

وأشارت الصحيفة، استنادا إلى مصادر سياسية وصفتها بأنها رفيعة في تل أبيب، إلى أنه بالإضافة إلى ذلك كله، ليس واضحا كيف سيتطور الوضع في الضفة الغربية المحتلة، وإن كان الهدوء النسبي، الذي ساد في الأعوام الأخيرة سيتواصل.

ورأت التقديرات أن الحرب حاليا في سورية تُشكل نموذجا للواقع الحالي، فقد تبددت التوقعات السابقة بشأن الانهيار السريع لنظام بشار الأسد، ويبدو أن طرفي النزاع قد تعادلا داخل المواجهة، التي لا حسم فيها حتى الآن، رغم تزايد حدة العنف.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه تقديرات الاستخبارات الغربية متمسكة بحتمية سقوط نظام الأسد، فإن بعض السيناريوهات المتداولة هو الغرق التدريجي لسورية في الفوضى.

وأكدت ‘هآرتس’ أن إسرائيل تجد الوضع القائم حالياً في سورية يصب في مصلحتها، رغم عدم اعترافها بذلك علناً، ولا سيما بعد تبدد مخاوف قادة جيش الاحتلال من إقدام الجيش السوري على هجوم مباغت في الجولان، إذ بات، بحسب التقديرات الإسرائيلية، من الصعب على الجيش السوري المبادرة إلى شن هجوم تقليدي، وسيمر وقت طويل قبل أن يتمكن من ترميم قدرته العسكرية.

بموازاة ذلك، يفرض عدم الاستقرار في سورية على جيش الاحتلال استعدادات عسكرية من نوع مختلف، إذ سيكون على الاستخبارات الإسرائيلية بجميع فروعها ملاحقة التطورات في سورية عن كثب، وبصورة خاصة ما يتعلق بمنع نقل أسلحة كيميائية إلى حزب الله أو تنظيمات المعارضة السنية المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، على حد قولها.

كذلك ينبغي لإسرائيل معرفة مصير الصواريخ البعيدة المدى، وصواريخ بر ــ بحر، والمنظومات المتطورة للصواريخ المضادة للطائرات. من جهة ثانية، أشارت ‘هآرتس’ إلى التوقع المتفائل للمؤسسة السياسية في الدولة العبرية بأن بأن إيران ستسقط قبيل الانتخابات الرئاسية في 2013، وقالت إن الأمور بدأت بالتحرك بهذا الاتجاه، بفعل تراجع العملة الإيرانية، بنسبة 30 بالمئة خلال عدة أيام، فضلاً عن العقوبات الاقتصادية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي التي تم فرضها على الجمهورية الإسلامية، والتي أدت إلى خنق الاقتصاد الإيراني، على حد تعبيرها.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى التقرير الذي نشرته صحيفة ‘واشنطن بوست’ الأمريكية، والتي نقلت فيه عن مسؤولين كبار المستوى في الإدارة الأمريكية قولهم إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنظمة حزب الله اللبنانية تُقيمان في سورية شبكة كبيرة من المليشيات بهدف المحافظة على مصالحهما في حال سقوط نظام الرئيس، د. بشار الأسد، مؤكدين في الوقت ذاته على أن أفراد هذه الميلشيات يُقاتلون إلى جانب قوات الجيش العربي السوري بهدف المحافظة على النظام الحاكم في دمشق، ولكن المسؤولين عينهم أكدوا للصحيفة على أن هدف إيران الفعلي! هو إبقاء قوات تابعة لها في سورية، في حال تفتت الدولة وتقسيمها إلى عدة دويلات، على حد قولهم.

علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في إدارة الرئيس باراك أوباما قوله إن إيران تُفعل في سورية أكثر من 50 ألف عنصرًا في الميليشيات المذكورة، لافتًا إلى أن هذه العناصر تُحارب إلى جانب الجيش النظامي، ولكن الهدف الإستراتيجي الإيراني هو المحافظة على قوة عسكرية لها في سورية في حال سقوط الرئيس الأسد، كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول عربي رفيع المستوى، طلب عدم نشر اسمه، قوله إن الإستراتيجية الإيرانية ترتكز على قاعدتين: الأولى، دعم الرئيس الأسد في المستقبل المنظور، والثانية، المحافظة على قوة عسكرية كبيرة لدعم المصالح الإيرانية في حال سقوط النظام الحاكم، على حد تعبيره.

موسكو تزود النظام السوري بسلاح الدفاع الجوي

أكدت روسيا أنها ما زالت ترسل أنظمة دفاع جوي إلى النظام السوري الذي يواصل قتال المجموعات المعارضة في أنحاء واسعة من البلاد. فيما أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، اليوم، أن سفيره المعين حديثاً في الدوحة سيتسلم مقر السفارة السورية، في خطوة هي الأولى منذ تشكيل الائتلاف.

أعلنت موسكو استمرارها في تزويد النظام السوري بالسلاح النوعي، لا سيما أنظمة دفاع جوي، بحسب ما أعلن مدير الوكالة الروسية العامة المكلفة تصدير الأسلحة «روسوبورون اكسبورت» أناتولي ايساكين.

ونفى المسؤول الروسي أن تكون بين الأسلحة صواريخ أرض أرض من طراز «اسكندر» المتطورة التي ترغب دمشق في اقتنائها.

ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن ايسايكين قوله «نواصل الوفاء بالتزاماتنا وعقودنا لتسليم معدات عسكرية»، نافياً عزم موسكو على تزويد دمشق بمقاتلات «ميغ 29-ام».

وتواجه روسيا انتقادات من دول غربية وعربية لدعمها نظام الأسد عسكرياً، فيما النزاع المستمر منذ 23 شهرا أودى حتى الآن بنحو 70 ألف قتيل، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

في السياق نفسه، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف أن سوريا تناضل ضد مؤامرة دولية وتدخل خارجي جدي يتمثل بالدعم المالي والتنظيمي وإرسال الأسلحة للمعارضة.

وقال بوشكوف، في مؤتمر صحافي، اليوم في موسكو، إنه «لا خيار أمام النظام في سوريا سوى الدفاع»، مشيراً إلى أنه لولا ضخامة الدعم المالي والتنظيمي وإرسال الأسلحة من الخارج لاستطاعت الحكومة تعزيز سيطرتها في كل المناطق السورية.

وأشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية إلى أن الرئيس بشار الأسد على حق عندما يعلن «إننا نناضل ضد مؤامرة دولية»، معتبرا أن وجود عناصر تدخل خارجي جدي في الوضع السوري يهدف إلى خلق توازن دام وهو ما يطيل أمد الأزمة.

وأوضح بوشكوف أن الولايات المتحدة الأميركية ستعترف قريباً بالأسباب والبراهين المقدمة من قبل روسيا في تقييم الوضع في سورية وقال «إنهم في الولايات المتحدة اعترفوا بأن انهيار الهيكل الإداري في سوريا ينبئ بعواقب سلبية جداً» وأن هذا الهيكل الإداري هو بيد الحكومة.

من جهة أخرى، تعهد الرئيس الأميركي باراك اوباما في خطابه عن حال الاتحاد، ليل أمس، مواصلة «الضغط على النظام السوري الذي يغتال شعبه». مضيفاً «سوف ندعم قادة المعارضة الذين يحترمون حقوق جميع السوريين».

وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قد دعا، أمس، إلى «تمكين الشعب» السوري للدفاع عن نفسه في وجه «الاعتداء الوحشي» للنظام.

الدوحة تسلم مبنى السفارة السورية للائتلاف

إلى ذلك، أفاد «الائتلاف الوطني السوري» لقوى المعارضة والثورة السورية الذي تشكل في قطر في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، في بيان، أن «قطر قررت تسليم مبنى السفارة السورية في الدوحة إلى السيد نزار الحراكي بعد تعيينه سفيراً للائتلاف في الدوحة».

وأشار البيان إلى أن الحراكي واثنين من كوادر السفارة سيعتبرون «شخصيات دبلوماسية رسمية، وسيرفع فوق المقر علم الثورة السورية».

واعتبر الائتلاف هذه الخطوة «على درجة كبيرة من الأهمية، وسابقة ايجابية جداً تضع دولة قطر في مقدمة الدول التي اعترفت بالائتلاف الوطني من حيث الوضع القانوني».

وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتسلم فيها الائتلاف، الذي يطالب بنيل مقعدي سوريا في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، مقر سفارة سورية في دولة تعترف به ممثلاً شرعياً للشعب السوري. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي ودول غربية منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، قد اعترفت سابقاً بالائتلاف.

من جهته، قال الحراكي إن «السلطات القطرية وافقت رسمياً» على اعتماده سفيراً، مشيراً إلى أنه لم يباشر العمل «في انتظار بعض الإجراءات الإدارية التي تستغرق أياماً قليلة».

وأوضح أنه سيزاول مهماته «بمعية دبلوماسيين اثنين، وسنرى بمن سنحتفظ من موظفي السفارة ومن سيتم الاستغناء عن خدماتهم بحسب الانتماء إلى الثورة».

(ا ف ب، سانا)

ثوار سوريون يلجأون إلى نهب الآثار لدعم معركتهم ضد الأسد

أشرف أبو جلالة

في ظل حاجتهم الماسّة إلى الأموال التي تُعينهم على تعزيز جهودهم العسكرية والمعيشية والدوائية في معركتهم للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، انضم أخيرًا ثوار سوريون إلى تجارة ناشئة، يتحصلون من خلالها بطريقة غير شرعية على تحف وآثار سورية، ليبيعوا بذلك ماضي البلاد، في ظل احتدام الحرب المشتعلة من أجل مستقبلها.

قال أبو جهاد سعود، وهو ثائر سوري يبلغ من العمر 27 عاماً من محافظة إدلب، ويتواجد الآن في مدينة مفرق الأردنية “نكون مقاتلين في بعض الأيام، وعلماء آثار في أيام أخرى”. وأضاف أنه اكتشف أخيرًا أقراصًا من مدينة العصر البرونزي، إيبلا، عليها نقوش لنصوص سومرية.

سبق للمجتمع الدولي أن أبدى انزعاجه، منذ بداية الصراع في سوريا قبل ما يقرب من عامين، بشأن المصير الذي ينتظر معالم البلاد التراثية المتنوعة والمواقع الأثرية المذهلة، بعدما قامت قوات الثوار وقوات الحكومة بتحويل مجموعة كنوز تاريخية، مثل سوق حلب، التي تبلغ من العمر ألف عام، وقلعة الحصن، إلى ساحات للقتال.

مع اقتراب الحرب من عامها الثالث، حذرت الأمم المتحدة وجهات تعنى بالحفاظ على التراث، من أن مواقع سوريا التاريخية تواجه تهديداً جديداً وأكثر خطورة، يتمثل في تكوين شبكة متطورة من المهرّبين والتجار، في مقدمتهم بعض الثوار، الذين يحتاجون أموالًا، تتطلع إلى الاستفادة من حالة الثراء الثقافي التي تنعم بها البلاد.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن آنا باوليني، مديرة مكتب اليونسكو في الأردن قولها “في ضوء تجارب سابقة في حالات النزاع، وفي ما يتعلق بالتراث الثقافي، فإن خطر نهب ممتلكات ثقافية سورية والاتجار بها بشكل غير مشروع يبدو كبيراً”.

نهب 12 متحف

أعقبت الصحيفة بقولها إن نطاق التجارة غير معلوم، بسبب وجود صعوبات في الوصول إلى مواقع تاريخية في البلاد التي تمزقها الحرب، بحسب ما ذكرته منظمة اليونسكو، التي استضافت ورشة عمل إقليمية في عمّان يوم الأحد حول حماية التراث الثقافي السوري من التهريب. وذلك في ظل وجود تقارير متضاربة بشأن مصير القطع الأثرية الموجودة في سوريا، التي تعتبر مفترق طرق ثقافيًا منذ فترة طويلة.

وأشارت جمعية حماية الآثار السورية، التي يوجد مقرها في فرنسا، إلى أنه تم نهب 12 متحف من أصل 36 متحف موجودين في البلاد. غير أن تقرير آخر أصدرته المديرية العامة السورية للآثار والمتاحف في الثاني والعشرين من الشهر الماضي أوضح أن الجزء الأكبر من الأشياء قد تم تقديره، وتم نقله كذلك إلى أماكن آمنة.

أضافت المديرية أنه لم يتم أخذ سوى قطعتين من خزائن العرض منذ بداية الصراع: تمثال برونز من محافظة حماه (شمال غرب البلاد)، تعود إلى الحقبة الآرامية، ومجموعة أقراص وتماثيل مصنوعة من الرخام من المتحف الموجود في أفاميا.

لكن السلطات السورية وجهات المحافظة على التراث اتفقوا على الضعف المتزايد لمواقع البلاد الأثرية، التي تعرّضت، تبعاً للتقرير الحكومي، للعديد من أعمال التخريب والتنقيب غير القانوني.

في وضح النهار

هنا قال مأمون عبد الكريم رئيس مديرية الآثار السورية: إن “الأخطار لا تحاصر تاريخ سوريا فحسب، وإنما تاريخ البشرية كله. وقبل نشوب الصراع، كان يقوم اللصوص بالحفر والتنقيب أثناء الليل. أما الآن فهم يزاولون ذلك النشاط في وضح النهار”.

وأشار مسؤولون وأشخاص معنيون بالحفاظ على التراث في دمشق إلى أن تلك التجارة الناشئة تتحرك نتيجة تزايد مشاعر اليأس بين الثوار، الذين يفرضون سيطرتهم على الجزء الأكبر من المناطق الغنية بالكنوز الأثرية والمنتشرة في أنحاء سوريا كافة.

ورغم تأكيد الجيش السوري الحر مراراً وتكراراً على التزامه بحماية المواقع الأثرية، إلا أن قادة الثوار دافعوا عن مشاركتهم في تجارة الآثار غير المشروعة، من منطلق أنها تشكل مصدرَ تمويل حيويًا لدعم الانتفاضة التي يقومون بها. وقال الثوار في مقابلات إن متوسط قيمة المضبوطات تصل إلى 50 ألف دولار في السوق السوداء.

مضت الصحيفة الأميركية تنقل في هذا السياق عن شخص يُدعى أبو محمد حمد، وهو منسق في صفوف الجيش السوري الحر في مدينة الرمثا الأردنية قوله “تُرِكنا لنواجه جيشًا بكامله بدون أسلحة وبدون أموال وبدون مساعدات من العالم الخارجي. ومن حقنا أن نستخدم الموارد التي يمكننا العثور عليها أياً كانت طبيعتها”.

الأردن وتركيا ولبنان أسواق نشطة

أضاف الثوار أن الأردن برزت باعتبارها المحطة الأساسية الأولى للبضائع، وأن تركيا ولبنان يعدان كذلك أسواق نشطة. وقال ثوار ومصادر أمنية أردنية إن معظم القطع الأثرية التي تم التحصل عليها بطريقة غير شرعية يتم تهريبها إلى الأردن، وسط تدفق يومي لما يقرب من حوالى 2000 لاجئ. وينتهي بها الحال في السوق في عمّان، العاصمة الأردنية، حيث نقل التجار عدداً كبيراً من الآثار السورية في الأسابيع الأخيرة.

دمشق تباع في عمّان قطعة بقطعة

وقال محمد خليل، وهو تاجر آثار في عمّان، “نتلقى مكالمات كل يوم بخصوص الذهب السوري والفسيفساء السورية والتماثيل السورية. ويمكن القول إن دمشق يتم بيعها هنا في عمّان قطعة بقطعة”. وأشار وسطاء ومهرّبون سوريون إلى أن أسعار القطع الأثرية تتراوح بين 50 دولار للوعاء الحجري، و3000 دولار للتماثيل والأقراص الحجرية. ثم يبيع تجار أردنيون تلك القطع مقابل أسعار تزيد ثلاثة أضعاف.

وأشارت الصحيفة إلى أن تدفق القطع الأثرية أمر مألوف بالنسبة إلى السلطات في الأردن، التي سبق لها أن كانت نقطة عبور بالنسبة إلى الكنوز الأثرية العراقية، التي تم نهبها بعد سقوط العاصمة العراقية، بغداد، عام 2003.

وقال في هذا الصدد نايف فايز وزير السياحة والآثار الأردني “مازال من المبكر للغاية مقارنة الموقف في سوريا بما حدث في العراق. لكن أينما يكون هناك نقص في الأمن، فإن المواقع الأثرية تكون واحدة من أوائل الضحايا، وهو ما بدأنا نراه في سوريا ونتوقع أن نراه على نطاق أكبر”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/792869.html

أوباما يتراجع عن دعواته السابقة إلى تنحّي الأسد

عبدالاله مجيد

لاحظ مراقبون أن الرئيس الأميركي باراك أوباما خفف بدرجة كبيرة لهجته الخطابية بشأن الأزمة السورية في خطابه حول حالة الاتحاد مخفّضًا إلى حد كبير سقف التوقعات العالي، الذي وضعه هو نفسه قبل عام لا أكثر.

أعلن أوباما في الخطاب الذي ألقاه مساء الثلاثاء مواصلة “الضغط على النظام السوري، الذي قتل شعبه، وندعم قادة المعارضة الذين يحترمون حقوق كل السوريين”.

وكان أوباما توقع بجرأة في خطاب حالة الاتحاد عام 2012 أن يدرك الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه بأن التغيير في سوريا آتٍ لا محالة.

وقال أوباما في خطابه ذاك “مع انحسار مدّ الحرب اجتاحت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا موجة تغيير امتدت من تونس إلى القاهرة، ومن صنعاء إلى طرابلس… وفي سوريا لا يساورني شك بأن نظام الأسد سيكتشف عمّا قريب بأن قوى التغيير لا مرد لها والكرامة الإنسانية لا تُنكر”.

يبدو أن بعض الشك يساوره الآن، على حد تعبير مجلة فورين بولسي، مشيرة إلى أن أوباما ألقى خطاب حالة الاتحاد عام 2012 بعد خمسة أشهر على دعوته الأولى إلى رحيل الأسد.

 وفي صيف 2011، قال أوباما في بيان مكتوب “إن مستقبل سوريا يجب أن يقرره شعبها، ولكن الرئيس بشار الأسد يقف عقبة في الطريق. ومن أجل الشعب السوري حان الوقت لتنحّي الرئيس الأسد”.

اليوم ، بعد 18 شهرًا على تلك الدعوة، ما زال الأسد في السلطة، وما زالت الحرب الأهلية مستعرة، ليرتفع عدد ضحاياها إلى 70 ألف قتيل، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ورفضت إدارة أوباما التدخل أبعد من تقديم قدر محدود من المساعدات الإنسانية.

وكما كشفت صحيفة نيويورك تايمز أخيرًا فإن البيت الأبيض قرر الامتناع عن تسليح المعارضة السورية وتدريب مقاتليها، رغم اعتراضات وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية.

وأعلن أوباما مساء الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستقف في الشرق الأوسط مع المواطنين في مطالبتهم بحقوقهم العامة، وتدعم الانتقال الديمقراطية في ظل الاستقرار.

وقال أوباما إن العملية ستكون شائكة، ولا يمكن أن نفترض أن الولايات المتحدة “ستكون قادرة على تحديد مسار التغيير في بلدان مثل مصر، ولكنها ستصرّ على احترام حقوق الجميع الأساسية”. ولم ينس أوباما أن يعلن وقوف الولايات المتحدة “بثبات مع إسرائيل في السعي إلى تحقيق الأمن والسلام الدائم”. وأوضح أوباما “هذه هي الرسائل التي سأنقلها عندما أزور الشرق الأوسط خلال الشهر المقبل”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/792861.html

صبرا لـ«الشرق الأوسط»: الزعبي هدد تركيا منذ أيام.. وحاولوا اغتيالنا لأننا لم نغير مواقفنا

جولة قيادة المجلس الوطني في شمال سوريا تثمر عن خطة لتحسين أوضاع السوريين وإغاثتهم

لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: كارولين عاكوم

أعلن المجلس الوطني السوري أمس أن زيارة وفده إلى «المناطق المحررة في شمال سوريا حققت أهدافها على الرغم من الاستهداف الذي تعرّض له الوفد في اليوم الأخير من الزيارة، بتفجير سيارة مفخّخة على الحدود التركية في منطقة باب الهوى بولاية هاتاي». وعلى الرغم من إقراره أن النتائج تصدر عن التحقيقات وليس التصريحات، اتهم رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا في اتصال اجرته معه «الشرق الأوسط» من لندن نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراء التفجير. واعتبر صبرا أن هذا النوع من التفجيرات ليس بالجديد على النظام السوري، وأنه «أسلوب النظام منذ اليوم الأول له في السلطة. اللبنانيون خبروا هذا الأسلوب، وكذلك الفلسطينيون والعراقيون، وليس مستغربا أن يعود نظام الأسد لمثل هذا الأسلوب». وربط صبرا بين تفجير السيارة المفخخة الذي أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 14 شخصا، و«التهديد شبه المباشر لتركيا،» الصادر عن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في إشارة إلى حديث الزعبي مع التلفاز السوري عن أن الحدود السورية التركية أصبحت «وهمية» في 9 فبراير (شباط) الجاري.

وفي تفاصيل الحادثة، قال محمد سرميني، مدير مكتب غازي عنتاب في المجلس الوطني في اتصال اجرته معه لـ«الشرق الأوسط» من لندن إن وفدا مؤلفا من 13 شخصية بدأوا قبل أربعة أيام زيارات ميدانية للشمال السوري، بمنطقة إعزاز وفي اليوم التالي اتجهوا للريف الشمالي لحلب وكان من المفترض أن يخصص اليوم الثالث لجولات ميدانية في ريف إدلب وذلك من خلال معبر باب الهوى على الحدود التركية السورية، مشيرا إلى أن المبيت خلال الليالي الثلاث كان في تركيا. ويضيف سرميني سرد ملابسات محاولة الاغتيال بالقول، «رداءة الطقس ووقوفنا في استراحة للتزويد بمادة البنزين أديا إلى تأخرنا نحو نصف ساعة. في هذه الأثناء جاءنا اتصال من المعبر يعلمنا أن سيارة بنمرة سورية انفجرت في نفس الوقت الذي يفترض أن نمر فيه بالمعبر، وبناءً عليه، فمن الواضح أن هدف التفجير هو قيادة المجلس الوطني». وأضاف سرميني أن جدول الزيارة تم بالتنسيق مع قيادة أركان الجيش الحرّ نافيا أن تكون التحركات تمت بشكل سري، موضحا أن التفجير لم يثن أعضاء المجلس عن الدخول لسوريا، مضيفا، «من يقصف في الداخل السوري بشكل يومي ليس أرخص منا ونحن لسنا بأعز ممن يستهدف بالدبابات والصواريخ».

وفي سياق متصل، قال رئيس المجلس الوطني السوري السابق عبد الباسط سيدا، لـ«الشرق الأوسط»، إن الزيارة أتت في إطار الدعم والتواصل مع القيادات في الداخل السوري، لا سيما بعد قرار رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب الحوار مع النظام، في خطوة لا تتوافق مع الأسس والميثاق التي بني على أساسها الائتلاف. ووصف سيدا الزيارة التي شملت مناطق سوريا عدّة والتقى خلالها الوفد مواطنين وعائلات سورية مطلعا على وضعهم وحاجاتهم، بأنّها ناجحة، لا سيّما لجهة نتائج اللقاءات التي جمعته مع قيادة هيئة الأركان في الجيش الحر وقيادات المجالس العسكرية، التي أكّدت على المضي قدما في مسار الثورة ووضع خطّة لآفاق العمل العسكري والسياسي، وسيتمّ مناقشتها في اجتماع قريب للمجلس.

وفي حين لفت سيدا إلى أنّه لو كان الدعم العسكري للجيش الحر كافيا وقامت الدول بتنفيذ وعودها، كان نجح في حسم المعركة منذ فترة طويلة. أشار إلى أنّ هذه الكتائب التي تقاتل بمعنويات عالية تعتمد في سلاحها على الجهد الذاتي. وفي حين أشار سيدا إلى أنّ هذه الزيارة أتت بعد قبول الخطيب الحوار مع النظام، أكّد أن المجلس الوطني لا يعمل وفق مبدأ الفعل وردّ الفعل، من دون أن ينفي أنّ مبادرات كهذه قد تؤثر سلبا على وحدة المعارضة وتحدث نوعا من البلبلة في صفوفها، مضيفا «لكن بالتأكيد موقفنا واضح تجاه هذه المبادرة التي نرى أن نهايتها لن تكون مختلفة عن كل سابقاتها، كما أنّ توقيتها لم يكن مناسبا»، لافتا إلى أنّه سيتم مناقشتها ضمن إطار المجلس الوطني والمكتب التنفيذي وفي أوساط المعارضة بشكل عام.

بدوره، أعلن أحمد رمضان، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أنّ المكتب تلقى عشية الزيارة تقارير عن استهداف مناطق معينة بالقصف بواسطة الصواريخ أثناء وجود وفد المجلس، مما اقتضى تغيير جدول الزيارة وتوجه الوفد إلى مناطق أخرى في الداخل السوري، مؤكدا أنّ كل هذه التهديدات والمحاولات التي اتبعها النظام لم تؤد لمنع هؤلاء المعارضين من القيام بزيارة مخيمات اللاجئين ومناطق سوريا عدّة منها، إعزاز وجرابلس ومنبج ومعابر السلامة وباب الهوى، إضافة إلى الاجتماع برئاسة أركانِ الجيش الحرّ وقادة كتائب ميدانية وممثلي التنسيقيات وهيئات الإغاثة والصحة لبحث الاحتياجات وتقديرها وتقديم مساعدات مباشرة للمخيمات وعدد من الهيئات.

وأشار رمضان إلى أنّ أهمّ النتائج التي أثمرتها الجولة، هي خطة المجلس الوطني لتحسين وضع اللاجئين وحياتهم من خلال مشاريع عدّة، أهمّها بناء مصاف للنفط وتأمين تكرير المياه بصورة صحيحة وإيصال الكهرباء إلى عدد من المناطق والمشافي بالتعاون مع الدولة التركية، كذلك، إعادة تأهيل معبرين على الأقل للعمل وفق معايير دولية مقبولة للتبادل التجاري ومرور المسافرين، وتأهيل مستشفيات بهدف زيادة قدرتها الاستيعابية وتزويدها بأجهزة ومعدات وأدوية وسيارات إسعاف، ومساعدة الوحدات الإعلامية في تأسيس بنية تحتية لعملها.

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن جنوح المناطق المحررة من نظام الأسد للتطرف، أشار صبرا إلى أن الجولة أفسحت لهم المجال لرؤية «كل منظمات المقاومة المسلحة على الأرض»، وأضاف صبرا أن المناطق المحررة تعيش في حالة لا مثيل لها من البؤس والافتقار للحدود الدنيا للحياة الإنسانية «ومع ذلك وجدنا بعض المناطق المحررة قد نظمت بشكل يدعو للإعجاب من قبل الثوار،» وخص بالذكر كلا من منبج وإعزاز الواقعتين في الريف الشمالي لحلب.

يشار إلى أن السيارة انفجرت على بعد أمتار معدودة من مكان كان يتجمع فيه عشرات المدنيين السوريين وعمال الإغاثة الأتراك. وقد عزا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الانفجار إلى غياب التفتيش على الجانب السوري من البوابة الحدودية، وقال لأعضاء حزبه: «بما أن البوابة الحدودية على الجانب السوري لا تعمل بكفاءة ولا يوجد تفتيش على هذا الجانب تمكنت سيارة محملة بالمتفجرات من الوصول إلى بوابتنا الحدودية وانفجرت».

«الجيش الحر» يؤكد استيلاءه على طائرات «ميغ» بعد سيطرته على مطار بحلب

العقيد الحمود: لا نملك القدرة الفنية على استخدامها في المعركة

بيروت: «الشرق الأوسط»

أكد اتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا أن الجيش السوري الحر اقتحم مطار «الجراح» العسكري ودارت معارك عنيفة بين الطرفين انتهت بأسر عدد من أفراد الجيش النظامي كانوا يتمركزون في المطار الواقع على طريق الرقة – حلب. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن كتائب «الجيش الحر» سيطرت على المطار الذي يضم طائرات حربية وأسلحة، موضحا أن «مقاتلين من كتائب إسلامية مقاتلة عدة اقتحموا المطار وتمكنوا من السيطرة عليه بشكل كامل»، لافتا إلى وقوع «اشتباكات عنيفة استمرت منذ صباح أول من أمس (الاثنين)».

وأضاف المرصد أن «العملية تسببت بمقتل خمسة مقاتلين وإصابة عدد آخر، بينما قتل وجرح وأسر نحو 40 عنصرا من القوات النظامية وتم الاستيلاء على ذخائر ورشاشات ثقيلة». كما قامت كتيبة «أحرار الشام» التي شاركت في الهجوم على المطار إلى جانب «لواء الإسلام» و«لواء رايات النصر»، ببث شريط فيديو على شبكة الإنترنت يظهر طائرات حربية متوقفة على أرض المطار قرب المدرج بعضها مرقط بألوان عسكرية، إذ بدت طائرتان من طراز «ميغ» متوقفتين وتحمل إحداهما الرقم 2079، بينما بدت طائرة ثالثة مغطاة كليا متوقفة في موقع آخر بالمطار.

وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها التي تتمكن فيها المعارضة من السيطرة على طائرات حربية من طراز «ميغ» منذ بداية الثورة في سوريا في منتصف مارس (آذار) 2011. وتأتي العملية في سياق استراتيجية تتبعها المعارضة السورية للسيطرة على جميع المطارات في البلاد لمنع النظام من استخدامها في قصف المناطق المحررة. وبحسب العقيد عارف حمود، قائد عمليات تجمع كتائب شهداء وألوية سوريا، فإن «سقوط مطار (الجراح) سيزيد المساحة التي تسيطر عليها المعارضة السورية في المنطقة الشرقية ويضعف الروح المعنوية لقوات النظام التي باتت ضعيفة جدا في تلك المنطقة». وقال الحمود لـ«الشرق الأوسط» إن «المطار كان يحتوي على طائرات (لام 39) المخصصة لتدريب الطلبة لكن النظام بعد اندلاع الثورة صار يستخدمها لقصف المدنيين في مناطق حلب وريفها».

وعن إمكانية استخدام طائرات «الميغ» التي تم الاستيلاء عليها خلال العملية في المعارك ضد النظام قال: «لا يمكننا كجيش حر استخدام الطائرات رغم وجود عدد كبير من الطيارين المنشقين، إذ إن العملية تحتاج إلى مراكز خاصة وتوجيه ووقود، الأمر الذي يجعل استخدامها الآن غير ممكن».

وكان «الجيش الحر» قد سيطر قبل فترة على مطار «مرج السلطان العسكري» قرب ريف دمشق، كما استولى على مطار تفتناز في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد والذي يعتبر أكبر قاعد للمروحيات في سوريا. وفي موازاة الوضع الميداني في شرق سوريا، استمرت المعارك العنيفة في أحياء العاصمة دمشق بين الجيشين «الحر» والنظامي، لا سيما في حي «جوبر» المتاخم لساحة العباسيين. وفي هذا السياق، أكد مصدر في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن «مقاتلي المعارضة يتحصنون داخل الحي بهدف القيام بعمليات صغيرة تنهك النظام وتؤثر على معنويات قواته»، لافتا إلى أن «عناصر المعارضة يتحركون بسهولة وخفة ويقومون أحيانا بالالتفاف على قوات النظام والوصول إلى خطوط تمركزهم»، كاشفا عن وجود قوات نظامية كبيرة في دمشق حيث توجد 5 ألوية تابعة للفرقة الرابعة إضافة إلى 5 ألوية تنتظم في الحرس الجمهوري مما يجعل عمل «الجيش الحر» مقتصرا على العمليات البسيطة لاستنزاف القوات النظامية».

وترافقت الاشتباكات قرب «حي جوبر» مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة استهدف أحياء وبلدات دمشق الجنوبية، بحسب ناشطين معارضين، كما شمل القصف مدن زملكا وكفربطنا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.

وأفاد المرصد السوري عن سقوط عدة قذائف على حي التضامن ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين من دون أن يذكر أي معلومات عن وقوع ضحايا. كما وردت أنباء عن سقوط حاجز المسيفرة بدرعا بيد «الجيش الحر». وفي حلب قال ناشطون إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على الفوج 80 المتمركز قرب مدينة الباب.

نازحون سوريون يشتكون من استغلالهم في لبنان برواتب زهيدة

يعملون في ميادين صناعية وتجارية.. ومفوضية اللاجئين تقدر عددهم بنحو 265 ألفا

بيروت: نذير رضا

لا يكترث سليمان، 40 عاما، لساعات العمل الطويلة التي يقضيها يوميا في بقالة بمنطقة الحمراء في بيروت، فالراتب الذي يحصل عليه شهريا «كفيل بأن يؤمن أجرة المنزل الذي أقطن فيه، وبدل تنقلاتي اليومية».

منذ وصوله إلى بيروت قبل ثلاثة أشهر، هربا من القتال الذي دار على تخوم مخيم اليرموك في سوريا، بحث سليمان عن عمل يوفر له «ما يسد الرمق»، بعدما فشل في الحصول على مساعدات تؤهله للقيام بواجباته تجاه عائلته. ولم يجد أفضل من الفرصة التي حصل عليها «كون هذه المهنة هي مهنتي في الأساس، حيث كنت مديرا لميني ماركت في سوريا»، رغم أن الراتب الذي يتقاضاه (500 دولار أميركي) ينتهي فور قبضه. ويوضح سليمان أنه يدفع 350 دولار من راتبه بدل إيجار منزل، فيما يخصص الباقي لدفع بدل تنقلاته من منطقة الأوزاعي إلى الحمراء ذهابا وإيابا. وأبقى ولده الوحيد المصاب بمرض التوحد من غير دواء ولا عناية «لأنني عاجز عن توفير دوائه، وعن وضعه في مدرسة متخصصة نظرا لأن تكلفتها، كما أبلغتني إحداها، تصل إلى 10 آلاف دولار».

وينسحب واقع سليمان على عدد كبير من النازحين السوريين الذين اكتسحوا سوق العمل اللبناني منذ أربعة أشهر، حيث يعمل هؤلاء في ميادين صناعية وتجارية بسيطة، مقابل أجر زهيد يعادل نصف ما يتقاضاه اللبناني في المكان نفسه، رغم أن مهارات السوريين تتخطى بعضها مهارات اللبنانيين، ويجيد بعضهم التحدث بلغات أجنبية، فوجدوا وظائف في مواقع سياحية وتجارية كبيرة. وتوفر تلك العائدات البسيطة جزءا يسيرا مما يحتاجه هؤلاء للإقامة في منازل تستوفي شروط العيش الكريم، بعدما فشلت الحكومة اللبنانية والجمعيات المعنية بإغاثتهم.. إلا بالقليل.

ويبحث معظم أفراد الأسر النازحة من سوريا عن عمل في لبنان، حتى لو كان بسيطا ولا تكفي أجرته لتناول الطعام. يقول الطفل عبد الله 13 عاما، النازح من ريف حلب، إن الإيجار الذي يتقاضاه من عمله في مصنع للخياطة في ضاحية بيروت الجنوبية، لا يكفي ثمن الخبز: «لكنه كفيل بأن يساعد والدي لتلبية احتياجات العائلة». ويشير إلى أن العائلة: «تقيم في منزل منخفض، عبارة عن مستودع صغير ومفتوح، مقابل إيجار 200 دولار شهريا». ويعمل عبد الله، إلى جانب شقيقتيه ووالده، مقابل رواتب زهيدة بغية تلبية احتياجاتهم من مأوى وغذاء وطبابة.

وهذا يجعل الصناعيين اللبنانيين والتجار على الاعتماد على النازحين والنازحات السوريات، بسبب انخفاض أجورهم. ففي أحد المخابز في لبنان، تم توظيف ما يزيد على 15 فتاة سورية لبيع الخبز والحلويات في الصالة، مقابل راتب لا يتعدى الـ260 دولارا شهريا. وتتكرر الصورة في متاجر بيع الملابس، وفي المطاعم ومراكز التسوق في لبنان. أما سائقو حافلات الركاب الصغيرة، فباتوا يستعينون بسائقين سوريين، يتقاضون بدلا يوميا يصل إلى 25 ألف ليرة لبنانية (17 دولارا) مقابل العمل 12 ساعة على الخطوط التي تربط بيروت بالضواحي.

ويلقي النازحون السوريون مسؤولية تردي أوضاعهم الإنسانية، واضطرارهم للعمل بأجرة زهيدة، على الجهات الموكلة بإغاثتهم. وتقول سارة التي تعمل في متجر لبيع الحلويات: «في ظل التقصير الرسمي، والمحسوبيات في توزيع المعونات الإغاثية بين المناطق، نضطر للقبول بأي فرصة عمل مقابل الحصول على راتب مهما كان بسيطا». وتشير إلى أن «حاجتنا تحتم علينا عدم تضييع الفرص، لأن البديل موجود». وتتقاضى سارة مائة ألف ليرة أسبوعيا (65 دولارا)، تُضاف إلى ما يحصّله والدها وهو 100 دولار: «تكفي لشراء الطعام ودفع إيجار الغرفة التي نسكنها». وتشكو، مثل معظم النازحين، من سوء التقديمات.

وتخطى عدد النازحين السوريين في لبنان مطلع هذا الأسبوع الـ265 ألف نازح، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي أوضحت في تقريرها الأسبوعي أن أكثر من 265 ألفا و308 لاجئين سوريين يتلقون الحماية والمساعدة من الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة.

وذكرت المفوضية أن من بين هؤلاء نحو 174 ألف نازح مسجل لدى المفوضية، بالإضافة إلى ما يزيد عن 90 ألف شخص في انتظار حلول موعد تسجيلهم ولا تزال وتيرة اللاجئين الذين يدخلون لبنان ثابتة نسبيا مع استمرار الغالبية بالوصول من حمص وإدلب ودمشق وحلب.

ويتوزع النازحون المسجلون حاليا على شمال لبنان وعددهم 84 ألفا و482 والبقاع 66 ألفا و601 وبيروت وجنوب لبنان 23 ألفا و379 نازحا.

ولفت التقرير إلى أن المفوضية حاليا تسجل ما يقارب 2000 لاجئ يوميا من خلال مراكز التسجيل الأربعة التابعة لها في سائر أنحاء البلاد مقابل 1500 شخص كان يتم تسجيلهم يوميا في أوائل شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.

يوميات العاصمة.. دمشق

سكانها «معتقلون» في منازلهم مساء.. وهائمون نهارا.. والتواصل بالـ«سكايب»

خاص: «الشرق الأوسط»

عند رأس جثمان شقيقها، جلست نادية مكتسية بالسواد تندب حظها وما آلت إليه أحوال عائلتها النازحة من ريف حمص إلى ريف دمشق.

كانت مهددة للمرة الثانية بالنزوح إلى جهة غير معروفة. بحرقة خاطبت شقيقها المسجى: «لو كنا في بلدتنا هل كانت جنازتك ستقتصر على بضعة رجال؟ لو كنا بين أهلنا هل كان إخوتنا سيتأخرون عن الركوع عند قدميك؟ أما كانت البلدة بكاملها ستشيع زين الرجال؟ يا حرقة قلبي عليك.. يا حرقة قلبي على بلدنا».

شقيق نادية عمره 50 عاما توفي في ريف دمشق بعد تعرضه لأزمة قلبية، كان بالإمكان إنقاذه، فقد تم نقله فورا إلى مشفى قريب، لكن عدم توفر التجهيزات عجل بموته، وكانت «لوعة أخرى».

تقول نادية: «تضاف إلى لوعة النزوح وعدم تمكن باقي أفراد العائلة من حضور التشييع»، فهو ابن عائلة معروفة في منطقته، لكنه في ريف دمشق غريب لا يعرفه أحد، حتى الأقارب الموجودون في دمشق لم يتمكنوا من الحضور، معظم الطرق مغلقة، واشتباكات عنيفة تدور في أكثر من حي.

اللوعة الأخرى التي تحدثت عنها نادية، أن الدفن سيكون بعيدا عن مسقط الرأس وبأقل قدر من الإجراءات والتكاليف: «الموت في العاصمة مكلف جدا». تقول بألم: «قدرنا الموت غرباء في بلدنا».. تكمل نادية وتجهش بالبكاء: «علينا أن نتم كافة الإجراءات بأسرع وقت ممكن وقبل حلول المساء».

غيرت الصالات العامة للمناسبات مواعيدها من ساعات المساء إلى ساعات ما بعد الظهر؛ بسبب الأوضاع الأمنية التي تسوء ليلا. ليس هذا وحسب، بل إن كثيرا من التقاليد تم الاستغناء عنها؛ كإقامة ولائم الرحمة التي استعيض عنها بدفع تبرعات للمحتاجين، أو إرسال طعام للنازحين في المدارس والحدائق العامة.

وبحسب نادية تم إبلاغ الأهل والمعارف بوفاة شقيقها عبر شبكة الإنترنت، فأنشأوا صفحة لتقبل التعازي، واستخدموا رسائل الموبايل القصيرة للأغراض ذاتها.

رند ومضر تزوجا الشهر الماضي، أقاما في منزل العائلة وسط العاصمة، لم يفكرا في الاستقلال ببيت خاص بهما. تقول رند: «لا أريد إضاعة المال لشراء بيت كبير في ضواحي دمشق» رغم قدرة زوجها المالية الجيدة، «خشية أن يدمر بالقصف»، لا سيما أن شقيقتها فقدت بيتها بالقصف في مدينة حرستا الصيف الماضي.

وتضيف رند: «شقيقتي وزوجها وضعا كل حصاد السنوات الطويلة لإنشاء المنزل، لكنه تحول في لحظة إلى كومة ركام، وصارت شقيقتي لاجئة في دولة مجاورة».

في ظروف الحرب.. لم تتغير عادات وطقوس الأتراح فقط، بل الأفراح ومراسم الزواج أيضا، وقد باتت تقتصر على أفراد أسرتي العروسين فقط، لم تعد هناك «ليال ملاح»، وبطاقات دعوة فاخرة، ولا هدايا تذكارية للمدعوين، وإنما حفلات مختصرة، تقام وقت الظهيرة لبضع ساعات تنتهي قبل حلول المساء، وليلة واحدة في الفندق بدلا من أسبوع أو شهر عسل، فالوضع الأمني، والمآسي التي يعيشها الشعب السوري عموما، لا تتيح التعبير عن الفرح على الملأ ولا التفاخر ببذخ الأعراس.

تقول رند: «لا نعرف ما تخبئ لنا الأيام المقبلة، ربما نهاجر نحن أيضا إذا وصل القصف إلى قلب دمشق، سنضطر حتما للهجرة، لذا قررنا ادخار ما لدينا من مال في حال زادت الأوضاع سوءا».

أما مضر المتفق مع عروسه على «ادخار القرش الأبيض لليوم الأسود» يقف على الباب، فيشير إلى أنه منذ أكثر من شهرين لم يتمكن من الوصول إلى مكان عمله جنوب العاصمة، وأن وضعه المادي يتراجع مع تقدم الأزمة: «الحياة تزداد صعوبة يوما بعد آخر، ولم يعد بالإمكان البقاء طويلا هنا».

ويشرح كيف يقضي ساعات يومه متنقلا من طابور البنزين، إلى طابور المازوت، وصولا إلى طابور الخبز: «يوميا أهدر أكثر من ست ساعات لتحصيل أساسيات العيش». ورغم أن لديه وظيفة فإنه يعتبر نفسه «عاطلا عن العمل»، ولولا شقيقه المغترب في دولة عربية لم يجد وعائلته ما يلبي حاجاتهم اليومية.

أسعار السلع والضروريات الحياتية الأساسية ارتفعت عشرة أضعاف خلال الأشهر الأخيرة، ليلتهم رواتب الموظفين والعاملين بالدولة والذين يعدون الفئة الوحيدة التي ما تزال تتقاضى رواتبها بانتظام نسبي. فثمة مناطق في حمص وحلب لم يتقاضَ الموظفون رواتبهم فيها بسبب الأوضاع الأمنية، أما من يحصل على الراتب فلا يكفيه ثمنا للخبز.

لا يوجد ضابط للأسعار، وخاصة الخبز المسعر رسميا بـ15 ليرة للكيلو الواحد، (9 أرغفة) (الدولار يعادل 90 ليرة تقريبا)، بينما يباع في السوق السوداء بأسعار تتراوح ما بين 50 ليرة و100 ليرة أحيانا.

وينسحب الغلاء على كل المواد الأساسية؛ من مواد غذائية وأدوية ومحروقات. ومع تدهور الوضع الاقتصادي تفاقم عدد السوريين المحتاجين للمساعدات.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة فإن هناك أكثر من أربعة ملايين شخص بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة. ويعمل برنامج الغذاء العالمي على تأمين الطعام لنحو 2.5 مليون شخص على أمل أن تسمح السلطات السورية بتوريد الوقود اللازم لتسهيل عملية إيصال المواد الغذائية إلى المتضررين في مختلف أنحاء البلاد. لكن ريثما توافق السلطات وينجح البرنامج في أداء مهامه يصرف السوريون جل وقتهم لتأمين الحد الأدنى من المستلزمات، فلم تعد هناك طقوس للترفيه والترويح عن النفس، وارتياد المقاهي والمطاعم والمسارح والسينما.. كل ذلك بات ترفا مفتقدا في مدينة كانت حتى اندلاع الأحداث تضج بصخب الحياة، وتحولت إلى مدينة أشباح ليلا تتردد في طرقاتها أصوات المدافع وإطلاق النار، وخلف جدران البيوت يقبع السكان يترقبون بصيص أمل بانفراج الأزمة.

يقول مضر: «الوقت ككل شيء في دمشق، يمر سريعا بزخم المعاناة اليومية، وبطيئا جدا بثقله وخوائه.. الأزمة سرقت سنتين من عمرنا لم نفعل فيهما شيئا سوى انتظار الفرج، فعندما يحل المساء نلتزم المنزل كالمعتقلين».. يضحك: «حتى شهر العسل بدل أن نمضيه في رحلة إلى منطقة جميلة من مناطق بلادنا، أمضيناه في بيت العائلة على ضوء الشموع والشواحن بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء».

ويضيف: «عندما تكون هناك كهرباء، كل واحد منا يسارع إلى جهاز اللاب توب ليضيع عدة ساعات بالتواصل مع الأهل في مناطق أخرى داخل البلاد وخارجها، حتى إني أتواصل مع عروسي الجالسة قبالتي في الصالون عبر النت وأتبادل معها الغزل والهدايا من الأغاني والصور الطريفة.. نقوم بذلك وسط أفراد العائلة المشغولين أيضا، إما بالتلفزيون أو النت».

باسل ابن خالة مضر، يعيش منذ فترة طويلة في أوروبا، تواصلنا معه عبر الـ«سكايب»، أخبرنا كيف أخرج والديه العجوزين إلى أوروبا للعلاج، هربا من القصف الذي اشتد على منطقة قدسيا بريف دمشق خلال الصيف الماضي. يقول: «في البداية عانت والدتي كثيرا من الغربة، وافتقدت صديقاتها في الحارة، وحديث شقيقاتها بالساعات على الهاتف». ثم أنشأ لها حسابا على الـ«سكايب» لتتواصل معهن. يقول: «كل صباح تعد القهوة وتسألني أن أفتح لها الـ(سكايب)».

يلفت باسل إلى أن والدته فرحت بالتواصل مع شقيقاتها عبر الـ«سكايب» (صوت وصورة)، ولكنه لم يشفِ غليلها؛ كونها وصديقاتها المسنات لا يمكنهن استخدامه دون مساعدة الأبناء والأحفاد، ما يعني أن هؤلاء سيسمعون أحاديث الجدات، ولن يتمكن من النميمة على راحتهن.

بسخرية يؤكد باسل: «أمي تعاني من الرقابتين الأمنية والاجتماعية». ومع ذلك يمكن اعتبار الـ«سكايب» وبرامج الاتصال «واتس أب» و«فايبر» أنها باتت واحدة من احتياجات السوريين الأساسية في ظروف استثنائية شتتت أفراد العائلة الواحدة في عدة أنحاء.

«حياتنا لم تتغير 180 درجة وحسب، بل باتت محكومة بالفوضى، والشعب السوري عموما في انتظار المجهول.. لا يعرف متى يداهمه الموت».. تقول رند: «كل الاحتمالات واردة لذا لا يمكننا وضع مخطط لما علينا فعله حتى ولو بعد ساعة».

جلال (24 عاما)، اكتفى بذكر اسمه الأول، طالب جامعي في السنة الأخيرة، بحث عن آلية لتغيير إيقاع حياته، فبعد نزوحه من حمص واختفاء شقيقه منذ أكثر من 8 أشهر، وإصابة شقيقه الآخر بداء جلدي، ومرض والديه، قلت ساعات نومه، اهتدى إلى طريقة ليريح رأسه من التفكير والقلق، بأن يحدد وقتا لوقف التفكير، بأداء الصلاة قبل الذهاب إلى النوم.

يقول: «فقدت الكثير من وزني، ومن قدرتي على التركيز.. الأسبوع الماضي غبت عن الوعي في الشارع، وأخيرا اهتديت إلى القناعة بأن الاستمرار بالقلق قد يؤدي بي إلى الجنون، هذا إن لم أكن قد أصبت بالجنون فعلا.. قررت إراديا التوقف عن القلق والبحث عن طرق نفسية لإنقاذ نفسي، ولأتمكن من إعانة أهلي. كانت أول خطوة العودة لمتابعة دراستي الجامعية».

متابعة الدراسة الجامعية، أو ما قبل الجامعية، باتت هي أيضا إحدى المشقات الكبرى التي يعانيها الطلاب في سوريا، فأكثر من 600 مدرسة باتت خارج الخدمة، عشرات المدارس تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين.

«دارين» أم لديها 3 أطفال في مراحل الدراسة. تمضي وقتها بحالة قلق عليهم، منذ خروجهم صباحا وحتى عودتهم، وفي كل لحظة تتوقع اتصالا من المدرسة كي تذهب لإعادتهم، بسبب سقوط قذيفة أو نشوب اشتباكات قريبة منهم.

تثني دارين على مديرة المدرسة الواقعة في حي المزة لتعاملها المميز مع الظروف القاهرة. تقول إن مديرة المدرسة لا تتشدد بشأن حضور الطلاب، وفي حال عدم ذهابهم تخصص وقتا إضافيا لتعويضهم عما فاتهم، حيث ألزمت المدرسين بإعداد تقرير يلخص ما تعلمه الأولاد خلال اليوم، يزود به أهالي التلاميذ المتخلفين عن الحضور عبر الهاتف.

أما الجامعات الخاصة، وجميعها في ريف دمشق، فقد نقلت مقراتها إلى قلب العاصمة واستأجرت صالات الفنادق وبعض المباني الحكومية، كما تحولت بعض الفنادق الرخيصة إلى سكن لطلاب الجامعات الخاصة، وبالتالي تضاعفت تكاليف الدراسة في الجامعات الخاصة على نحو فاحش.

في المقابل فإن الجامعات الحكومية لا تقل فيها المعاناة بسبب انعدام الأمن وسيطرة الأجهزة الأمنية عليها. عشرات الطلاب توقفوا عن متابعة الدراسة بسبب اعتقال الطلاب الموالين للنظام لزملائهم من المعارضة والتنكيل بهم. في الشهر الماضي سجلت ثلاث حالات وفاة تحت التعذيب في جامعة دمشق، التي كانت تعد بين الجامعات المعترف بها دوليا.

التغيير والفوضى التي عصفت بحياة السوريين، عصفت أيضا بأنماط تفكيرهم وبرؤيتهم للحياة، فهذا الشعب العاشق للاستقرار والذي اعتاد التقشف من أجل الادخار وتأمين سكن ودخل يؤمن العيش الكريم، يبدو الآن قد فقد كل ما جناه خلال تلك العقود الماضية، وعززت الفوضى المتنامية فقدان الأمل بتعويضها، وراح الكل يعيد النظر في قناعاته، فلم يعد امتلاك البيت حلما، بل المحافظة على حياته سالما هو الهاجس الأول، والبقاء في منزله الهاجس الثاني، والأكثر قلقا، ولعل أقسى ما يعانيه السوريون هو النزوح.

«ليس هناك ما هو أصعب من مغادرة منزلك واللجوء إلى منازل الآخرين، لعل الموت تحت القصف أرحم».. يقول عماد الدين (65 عاما) وهو موظف متقاعد، نزح مع عائلته من مخيم اليرموك إلى حي مساكن برزة، ليسكن مع عائلة صهره في شقة من غرفتين وصالة.

«ظننا أن نزوحنا لن يدوم أكثر من أسبوعين، صار لنا ثلاثة أشهر، خلالها لم أعرف النوم، مع أن معظم ساعات اليوم أقضيها في الفراش بسبب انقطاع الكهرباء».

يستفيض عماد الدين بالحديث عن معاناتهم: «كم هو سقيم شعورك بأنك تتبادل مشاعر النفور الضمنية مع المحيطين بك طوال الوقت، هذا الالتصاق الإجباري وفقدان الخصوصية لا يدع أي مجال للمودة.. أحيانا كثيرة أندم لخروجي من بيتي في المخيم وأسأل نفسي: ترى ألم يكن من الأفضل لو مت تحت القصف؟ ضاع عمري وأنا أبني بيتا لعائلتي.. الآن أنا مشرد أنتظر مساعدات الآخرين».

المعاناة النفسية لا تقتصر على النازحين في الداخل، تبدد الأحوال شمل الجميع، حتى الذين لم يغادروا منازلهم بعد في المناطق الهادئة نسبيا؛ كأحياء الصالحية والمهاجرين وعين الكرش والسبع بحرات والقصاع، وغيرها من أحياء وسط العاصمة.

أم خالد (50 عاما) تسكن في الصالحية، ورغم قناعتها بأن أي سوء لن يصيب قلب الشام، فإنها لا تكتم قلقها من ازدياد الوضع الاقتصادي سوءا، وبدأت ببرنامج تخزين للمواد الضرورية، مع ترشيد للمصروفات، لا سيما بعد توقف تحويل الأموال من الخارج للسوريين الشهر الماضي، حيث كان يرسل صهرها مبلغا شهريا لإعانة العائلة ككل. تقول: «الآن أعتمد أنا وزوجي على راتبينا، وهما بالكاد يغطيان احتياجاتنا الأساسية، لذا استبعدت اللحوم من طعامنا واكتفيت بوجبة واحدة شهريا، وألجأ غالبا لتحضير وجبات نباتية صحية لا تحتاج كثيرا للخبز، كما أرشد في استخدام الغاز، فربما افتقدناه في الأيام القليلة المقبلة كما نفتقد البنزين. أمس ترددت شائعات عن توقف معمل الغاز في منطقة عدار بعد سيطرة الجيش الحر على المنطقة».

وتضيف أم خالد: «اختصرنا أيضا استخدام السيارة في التنقلات القريبة واستبدلنا بها السير على الأقدام».. تضحك وهي تعدل منديلها وتعلق ساخرة: «طريقة مثالية لحياة صحية وصديقة للبيئة». كما تم الاستغناء عن تبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء، واقتصرت اللقاءات على النت عندما يكون متاحا والكهرباء متوفرة، حيث يتجاوز عدد ساعات انقطاعها خمس ساعات يوميا.

أما ارتياد المطاعم والمقاهي، فتقول أم خالد: «إنها باتت من عادات الماضي السعيد. جميع المقاهي خاوية وتغلق عند الثامنة مساء».

كلام أم خالد يشير بشكل غير مباشر إلى قدرة السوريين السريعة على التأقلم وإيجاد بدائل وحلول سريعة للمشكلات الحياتية في ظل حالة الحرب. ومع هذا يبدو الوضع في قلب العاصمة أفضل منه في مناطق أخرى لا تتوفر فيها أي بدائل.. ثمة مناطق عادت لاستخدام خشب الأبواب والأثاث للتدفئة والطبخ، وفي مناطق ريفية أخرى عادت صناعة الجلة (روث الحيوانات) لتزدهر كمواد للوقود، وباتت تتصدر قوائم أسعار السلع إلى جانب الشمع وبطاريات شحن الروترات!! كل شيء تراجع في سوريا إلى الخلف مائة عام، ولولا وجود وسائل الاتصال الرقمي لعادت صورة سوريا اليوم إلى نحو قرن.

ومع ذلك تؤكد الناشطة آمال الشامي: «كل ما نعانيه من صعوبات معيشية يهون أمام الانفلات الأمني والقصف الممنهج والقتل والخطف»، لافتة إلى أن النظام يقوم بالتضييق على السوريين بشكل «متعمد ومدروس»، وتزيد واثقة «أنه يريد تركيع الشعب الذي تمرد على الأبد الأسدي.. ولكن هذا الشعب لن يركع، وما زال قادرا على الصمود». وبحسب إحصائيات المعارضة فقد قتل في سوريا خلال عامين أكثر من 60 ألف شخص، ونزح وهجر أكثر من مليونين، بينما هناك 160 ألف معتقل ومفقود.. واقتصاديا خسرت البلاد نحو 70 مليار دولار تقريبا.

هذا وغيره ما يجعل نادية التي فقدت شقيقها وتخشى على أشقائها المحاصرين في ريف حمص، لا تتفق مع الناشطة آمال وتقول: «للصبر حدود.. من يستطيع أن يتحمل كل هذا الظلم والدمار والخوف والفوضى؟». وتتابع: «تعبنا ومللنا.. يوميا هناك أخبار سيئة عن شاب أو صبية فقدوا أو اعتقلوا. يوميا تطالعنا جثث مجهولة في الشوارع. يوميا أصوات القصف لا تتوقف ولا تهدأ». كل هذا يضاف إلى «الغلاء الفاحش في المواد الغذائية، وفقدان الأشياء الأساسية، وبالأخص الأدوية والمحروقات».

وتضيف: «لم نعد نحتمل، والأوضاع تسير نحو الأسوأ.. الأسبوع الماضي سقطت عدة قذائف (هاون) على الحي الذي نسكنه.. لم نعد نعرف إلى أين نلجأ، لم يعد هناك مكان نلجأ إليه».

 معاذ الخطيب لـ”NOW”: إطلاق السجناء ثمن للجلوس مع النظام

أفاد رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب لموقع “NOW” أنه “لا حوار مع النظام حتى يتم إطلاق سراح السجناء، كثمن للجلوس معه”.

الخطيب، وفي حديث إلى موقع “NOW”، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن إلى “دعم مبادرة الخطيب” وحضّ “السلطات السورية على إطلاق المعتقلين السياسيين وفعل كل ما يلزم لإطلاق الحوار السياسي وإطلاق الموقوفين وخصوصاً النساء”.

وفي السياق ذاته، أوضح المتحدث الاعلامي باسم الائتلاف سونير أحمد أن “المبادرة لم تعد قائمة في ضوء الإشارات السلبية التي جاءت من النظام حولها”، مشدداً على “بلورة مبادرة جديدة للتعامل مع المرحلة المقبلة”.

وحول الخطوة التالية التي سيقوم بها الائتلاف بعد أن علّقت المبادرة، يرد الخطيب “الهيئة السياسية ستناقش الأمر غداً فالنظام فوّت فرصة كبيرة على نفسه”.

و تعقد الهيئة السياسية لـ “الائتلاف الوطني” اجتماعاً في القاهرة غداً الخميس وصفته مصادر قريبة من المجتمعين بأن “سيكون حاسماً لجهة اتخاذ قرار بشأن المبادرة التي أطلقها رئيس “الائتلاف” معاذ الخطيب”.

روافد تمويل النظام السوري

بعد نحو عامين على تفجر الأزمة في سوريا، تمول هياكل الدولة وآلتها الحربية المساعدات من موسكو وطهران بعد تراجع صادرات السلع والضرائب، وزيادة الفرص التي أحدثها اقتصاد الحرب لجمع واحتكار المال.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن الحكومة السورية تتعامل مع الضغوط المالية المتزايدة من خلال مزيد من المساعدات من حلفائها وخفض الإنفاق والحصول على المال من رجال الأعمال الأثرياء والصناعات المتبقية في البلاد.

ونقلت عن ديفيد باتر المختص المالي بشؤون الشرق الأوسط في تشاتام هاوس المؤسسة الاستشارية البريطانية أن الضغوط تتزايد على النظام السوري، لكنه لم يصل بعد إلى الانهيار، فهناك روافد في عجلة الاقتصاد جعلته قادرا على الاستمرار.

وأضافت الصحيفة أن مصادر الدخل الرئيسية مثل النفط والسياحة والزراعة تآكلت بفعل مزيج من العقوبات الغربية والآثار المدمّرة للصراع على الاقتصاد الأوسع نطاقا.

ورغم عدم توفر أرقام أفادت وحدة المعلومات التابعة لمؤسسة الإيكونومست البريطانية بأن اقتصاد سوريا انكمش بمقدار 18.8% في العام الماضي، بينما ارتفع معدل التضخم بنسبة 37% ووصل عجز الموازنة إلى 14.75% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وهو معدل لا يمكن للحكومة السيطرة عليه.

عقوبات غير مشددة

وأشارت الصحيفة إلى أن الإجراءات المالية ضد سوريا لا تزال مجزّأة، كما أن العقوبات ضدها غير مشددة.

واستشهدت بأن اليونان أكبر مستورد للفوسفات السوري، قامت العام الماضي بالاعتراض على اقتراح الاتحاد الأوروبي بحظر استيراد المعادن من سوريا، والتي ضخت على دمشق 200 مليون دولار من عوائد التصدير عام 2010.

وقالت إن العقوبات الدولية لم يتقيد بها الحليفان الرئيسيان لنظام الرئيس بشار الأسد روسيا وإيران. فقد عرضت الأخيرة تقديم الدعم المالي العام له بعد أن وافقت الشهر الماضي على إنشاء خط ائتمان قيمته مليار دولار لتصدير السلع الاستهلاكية إلى سوريا.

وفي أغسطس/آب الماضي، قالت دمشق إنها تضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يسمح لها بإرسال صادراتها من النفط الخام، الخاضعة للعقوبات الغربية، إلى روسيا مقابل استيراد منتجات مكررة منها، في حين قامت موسكو بطبع الأوراق النقدية السورية، وعرضت مصارفها على دمشق ربطها بالنظام المالي الدولي، بما في ذلك تجهيز صفقات تصدير النفط إلى دول أخرى.

كما نقلت فايننشال تايمز عن مسؤول بوزارة الخزانة الأميركية قوله يتعيّن على المصارف الروسية اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت تريد أن ينظر إليها باعتبارها مصرف الملاذ الأخير للنظام السوري.

ولا تزال الحكومة السورية تجني العائدات من صناعة الهاتف النقال حيث تحصل على نصف عائدات سيرياتل وشركة إم تي إن الجنوب أفريقية.

وقالت سيرياتل المملوكة لرامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد إنها دفعت 20.5 مليار ليرة للحكومة السورية في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي بزيادة بنسبة 6% مقارنة مع نفس الفترة من العام الذي سبقه.

أما شركة إم تي إن فقالت إنها دفعت 11.6 مليار ليرة في النصف الأول من العام الماضي بعد زيادة عائداتها بنسبة 12% في الفترة نفسها.

رغم هبوط القوة الشرائية للنظام والشركات بسبب الانخفاض الكبير في قيمة العملة السورية التي فقدت نحو نصف قيمتها منذ بدء الأزمة فإنها في حال انخفاض مستمر وليس انهيارا كاملا.

ويقول محللون إن ما دعمها لدرجة ما هو تدخل الحكومة في السوق وتدفق الدولارات من الخارج مع توسع رقعة الأراضي التي سيطر عليها الثوار الذين استقبلوا أيضا مساعدات من الخارج.

أموال المعارضة

ويقول رجال أعمال سوريون إن النظام يتلقى السيولة أيضا من مسؤولين موالين بالشركات ويقوم بوضع يده على أموال مؤيدي المعارضة. وقال أحد رجال الأعمال المعارضين إن النظام يضع يده على أصول وأموال أي جهة متهمة بتمويل المعارضة عن طريق إصدار أوامر بذلك للبنوك.

ويقول جهاد يازجي محرر صحيفة سوريا ريبورت الاقتصادية إن الحكومة السورية تقوم حاليا بإنفاق كل أموالها على المرتبات.

وقالت فايننشال تايمز إن الطريقة التي تطور بها الصراع أفادت النظام. ومن غريب اقتصاديات الصراع السوري أنه كلما زادت خسارة الأراضي لصالح الثوار استطاعت الحكومة توفير الأموال التي كانت تقدمها لتلك المناطق.

وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين معلقا “كلما سيطرت المعارضة على المزيد من الأراضي في البلاد خفت الأعباء المالية على النظام”.

المصدر : فايننشال تايمز

سوريون بمصر يحاربون غربة اللجوء بالأكلات

                                            أحمد عبد الحافظ-الإسكندرية

تستقبل مصر آلاف السوريين الفارين من جحيم العنف في بلادهم منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، وطبقا لآخر إحصائيات الأمم المتحدة، يوجد قرابة ستة آلاف لاجئ سوري بخلاف أكثر من 150 ألفا آخرين غير مقيدين في مختلف المحافظات المصرية.

وفى ظل توقعات بتضاعف هذا العدد مع حلول منتصف عام 2013، يسعى العديد من هؤلاء اللاجئين للبحث عن فرص عمل ومصادر للرزق تغنيهم عن الاعتماد على المساعدات والمعونات التي تخصصها الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية في مصر.

وتعد “المأكولات السورية” إحدى الوسائل التي ابتكرها السوريون لإيجاد فرص عمل والحفاظ على هويتهم في مختلف المحافظات المصرية، فظهرت عشرات المحال للأطعمة والمشروعات الشعبية لأسر سورية، يقومون بصناعة الأكلات والتجارة بها، باعتبارها مصدرا للدخل، ومساعدة الشباب السوري في رحلة بحثه عن عمل في بلد مثل مصر يعاني من ارتفاع نسبة البطالة.

“الكبة” و”الشاورما” و”المحمرة” و”شيش طاووق” و”المحاشي” وغيرها من الأكلات التي اشتهر بها الشعب السوري، لاقت رواجا وإقبالا كبيرا من الزبائن المصريين، أو سوريين لاجئين، تهوّن عليهم غربة اللجوء وتعيدهم لنفس أجواء الألفة التي تركوها في بلادهم.

كتفاء ذاتي

“اللقمة الشامية”، اسم اختاره مسلم برازي لمطعمه الذي يقدم الأكلات السورية، في أحد المناطق الحيوية على طريق الكورنيش في محافظة الإسكندرية شمالي مصر، ويقول برازي “افتتحت مطعمي منذ أسبوعين تقريبا بعد أن هربت أنا وعائلتي لمصر عن طريق مطار دمشق منذ أربعة أشهر، بعد تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا”.

وقرر برازي أن يكون كل العاملين في المحل من السوريين، كوسيلة لتوفير فرصة عمل للنازحين واللاجئين الذين هربوا عبر الحدود بسبب تردي الأوضاع الأمنية بسوريا.

وتعمد برازي -وفق ما يقول للجزيرة نت- أن يكون كل العاملين سوريين، لتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي، “ولا نكون سلبيين وننتظر الإعانات والمساعدات من أي جمعيات خيرية، التي نعرف أنها لن تستطيع توفير كل الاحتياجات اللازمة، مع طول المدة التي نقضيها في مصر”.

ولدى مسلم أربع أبناء قدموا معه، تقع عليه مسؤولية إعالتهم والإنفاق عليهم وإدخالهم المدارس، ويقول إن السلطات المصرية مشكورة لأنها قامت بتقديم التسهيلات والإعانات للتخفيف من معاناتهم، لكنه أشار إلى أن هذه المساعدات لن تستمر طويلا، ولا بد من إيجاد وسيلة مناسبة للعيش بشرف وإخلاص في بلد عربي شقيق يستضيفهم.

مبادرات شعبية

وفضّل حسام -وهو شاب في العشرينيات من عمره- إخفاء اسمه خوفا من الملاحقات الأمنية، وهو يعمل في أحد المطاعم السورية ويقول إنه قدم إلى مصر منذ شهرين عبر تركيا، بعد تسلله عبر الحدود التركية السورية، وإنه بحث على عمل مناسب لفترة، إلى أن دله أحد الأصدقاء على هذه المطاعم التي تقوم بإعداد الأكلات السورية.

وعن الإقبال على هذه المطاعم، يقول حسام إنها فكرة ممتازة، لأن الشعب المصري “أكول” يحب تجربة ما هو جديد، فيقوم المطعم بإعداد الأكلات المشهورة مثل “الكِبة السورية” والزعتر” والمحمرة”، وأضاف أن هذه المطاعم تكون أحيانا فرصة لتجمع العائلات السورية اللاجئة واسترجاعها لذكريات بلادهم التي تركوها ورائهم.

“عبير أسعد” سيدة سورية في الأربعينيات من عمرها هربت مع عائلتها المكونة من 11 شخصا، ولجأت لمصر منذ عام تقريبا، فقررت مساعدة زوجها في القيام بمبادرة شعبية هي وعائلتها، حيث تصنع أكلات سورية في منزلها وتبيعها لجيرانها من المصريين.

وتقول عبير “الشعب المصري شعب ودود، قام باستقبالنا نحن وعشرات الأسر واحتضننا، ولكننا نعلم أن المساعدات التي ترسلها لنا الجمعيات الأهلية والمنظمات الإغاثية لن تستمر لفترة طويلة ولن تلبي لنا كل حاجتنا خاصة مع ارتفاع تكلفة الحياة، فأقوم بعمل أكلاتنا وأسوقها عن طريق شبكة علاقاتي مع صديقاتي المصريات اللاتي تعرفت عليهن”.

وأشارت عبير في حديثها للجزيرة نت إلي أن مثل هذه المشروعات التي تشارك فيها العمالة السورية نجحت في إدخال أصناف جديدة من الطعام وجذبت الكثير من الزبائن، الذين يفضلون الطعام الشامي وأشهرها الحلويات السورية والتي تعد من من أكثر الأكلات التي عليها إقبال من زبائنها المصريين.

وتحلم عبير أن تعود لمدينتها إدلب في أسرع وقت، وتقول بصوت يملؤه التأثر والأمل “نحن نريد أن نعيش بكرامة في بلدنا، وبمجرد أن تنتصر الثورة السورية، ويستتب الوضع الأمني سنعود لها”.

 قصف بدمشق واشتباكات بمطارات في حلب

                                            استهدفت القوات النظامية السورية أحياء من دمشق بالقصف في محاولة لدفع المعارضين بعيدا عن المناطق التي تمكنوا من السيطرة عليها، وتتواصل الاشتباكات في عدد من المدن السورية كانت أبرزها تلك التي تدور في محيط مطارات ومراكز عسكرية في حلب.

ووفقا للشبكة السورية لحقوق الانسان فإن أكثر من مائة شخص قتلوا في سوريا اليوم الأربعاء، سقط معظمهم في إدلب ودمشق وريفها.

ففي دمشق ذكرت لجان التنسيق المحلية أن 13 شخصا على الأقل قتلوا وجرح عشرات في قصف جوي كثيف على حي جوبر، وبث الناشطون صورا تظهر انتشال الجثث وإسعاف الجرحى من قبل المدنيين في الحي.

ويقع حي جوبر على امتداد الغوطة الشرقية ويتعرض مع باقي مناطق الغوطة إلى قصف يومي أدى إلى نزوح معظم الأهالي. ودخل مسلحو المعارضة جوبر الأسبوع الماضي بعد أن اخترقوا خطوط دفاع الجيش على الطريق الدائري، وسيطروا على عدة مواقع تابعة للجيش وقوات الشبيحة الموالية للنظام بالمنطقة.

بدورها أفادت شبكة شام بأن اشتباكات سجلت في مخيم اليرموك وشارع الثلاثين في العاصمة.

أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فكشف عن مقتل الأمين العام لـ”الجبهة العربية الشبابية للدفاع عن سوريا” علي اسمندر، وهي حركة موالية للنظام السوري، مع ابنين له وأحد أقاربه، برصاص مسلحين في القلمون بالقرب من بلدة قارة بريف دمشق.

وتم الاعلان عن تشكيل “الجبهة الشبابية العربية للدفاع عن سوريا” في 16 فبراير/شباط 2012. وقال اسمندر في حينه في تصريح تناقلته وسائل الإعلام المقربة من النظام أن “الجبهة ستعمل على توفير دعم التوثيق القانوني والمعلوماتي للانتهاكات التي تمارس من قبل المجموعات الإرهابية، مستعينة بالدستور السوري والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان الملزمة”.

قصف بإدلب

وفي إدلب بشمالي البلاد لقي عشرة أشخاص بينهم امرأة مصرعهم إثر قصف تعرضت له بلدة كفرنبل.

واستمرت الاشتباكات في محيط حاجز الحامدية قرب مدينة معرة النعمان، وأوقعت تلك الاشتباكات ثمانية قتلى في صفوف المعارضة، وفقا لما ذكره المرصد السوري.

وأورد ناشطون أن اشتباكات تجددت بين الجيشين الحر والنظامي في عدد من أحياء مدينة دير الزور. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن طائرات النظام أغارت على الحويقة وأحياء أخرى في المدينة حيث جرح عدد من الأشخاص كما تسبب القصف في تدمير عدد من المباني السكنية في المدينة.

وتواصلت الأربعاء ولليوم الثاني على التوالي الاشتباكات في محيط مطارات ومراكز عسكرية في حلب شمالي سوريا، وذلك بعد الهجوم الواسع الذي بدأته الثلاثاء المعارضة وتمكنت خلاله من الاستيلاء على مطار عسكري والتقدم في نقاط أخرى.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سيطرة “شبه كاملة” لمسلحي المعارضة على مقر اللواء 80 المكلف حماية مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له.

ووفقا للمرصد فإن سقوط اللواء 80 سيكون أمرا مهما للمعارضة لأنه سيجعل مطاري النيرب وحلب في دائرة الخطر.

نهب وتدمير

وقال ناشطون إن قوات النظام قامت بنهب وتدمير عشرات المنازل والمحال التجارية في السفيرة بريف حلب.

وبثوا صورا لمسجد مدمر في بلدة تلعرن التابعة للسفيرة واتهموا قوات النظام وعصابات الشبيحة بتعمد استهدافه. وشهدت السفيرة اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر الذي يحاول السيطرة على معامل الدفاع الموجودة هناك.

وتعرضت مدينة الباب ومحيطها في ريف حلب لقصف بالطيران الحربي، وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن القصف بالطيران أصاب أيضا أحياء كرم الطراب وكرم القصر ومناطق قريبة من طريق مطار حلب الدولي.

وتمكن مسلحو المعارضة أمس من الاستيلاء على مطار الجراح في حلب بعد انسحاب القوات النظامية منه إثر معارك ضارية، واستولوا أيضا على كميات كبيرة من الذخيرة الموجودة في المطار الذي تركت فيه أيضا طائرات حربية بعضها من طراز “ميغ” و”سوخوي”.

وفي محافظة الحسكة بشمالي شرقي سوريا، أفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين عناصر من جبهة النصرة وقوات نظامية في مدينة الشدادي التي سيطر مقاتلو النصرة خلال الساعات الـ48 الفائتة على أجزاء كبيرة منها.

وأوضح المرصد السوري أن الاشتباكات المستمرة منذ يومين والتي تخللها تفجير سيارات مففخة أمام مراكز أمنية، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عشرين عنصرا من القوات النظامية و16 من جبهة النصرة بينهم ثلاثة من جنسيات عربية. وأشار إلى استقدام كل من الجبهة والقوات النظامية تعزيزات اليوم الأربعاء.

قطر تسلم الائتلاف السوري مبنى السفارة

روسيا تتمسك بتزويد الأسد بالسلاح

                                            كشف مدير الوكالة الروسية العامة المكلفة تصدير الأسلحة “روسوبورون إكسبورت” عن استمرار بلاده في تزويد سوريا بأنظمة دفاعات جوية، وشدد على أنه “ليس هناك عقوبات من مجلس الأمن الدولي على سوريا”.

وقال أناتولي إيسايكين إن روسيا ستواصل احترام التزاماتها إزاء عقود بيع المعدات العسكرية، موضحا أن الأمر يتعلق بدفاعات جوية وليس بطائرات.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد تعهد في خطاب حالة الاتحاد بمواصلة الضغط على النظام السوري والاستمرار بالدفاع عن حقوق الإنسان في دول منطقة الشرق الأوسط التي سيزورها في مارس/آذار المقبل.

وقال أوباما في هذا السياق “سنواصل ممارسة الضغط على النظام السوري الذي يغتال شعبه وسندعم قادة المعارضة الذين يحترمون حقوق جميع السوريين”.

وقد ذكرت صحيفة كريستيان سيانس مونيتور قبل يومين أن الرئيس الأميركي رفض خطة لتسليح الثوار السوريين، وذلك رغم أنها تحظى بدعم من ثلاث دوائر حساسة وفاعلة في البلاد، هي الدفاع والخارجية وسي آي أي.

واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها أن رفض أوباما خطة تسليح الثوار السوريين -التي تقدم بها كبار موظفيه الأمنيين- يشكل انتهاكا لأحد مبادئ الأمم المتحدة المتمثل في ضرورة حماية المدنيين، داعية إلى ضرورة تغيير أوباما من إستراتيجيته تجاه الأزمة السورية المتفاقمة.

مقترحات الحوار

على صعيد آخر أبدى وزير المصالحة الوطنية في سوريا علي حيدر استعداده للاجتماع مع رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب خارج سوريا، بعدما حث الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة السورية على “التجاوب” مع اقتراح الحوار الذي قدمه الخطيب، بينما قال الرئيس السوري إن بلاده لن تتنازل عن “مبادئها وثوابتها” مهما “اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات”.

وقال حيدر إنه مستعد للاجتماع مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة معاذ الخطيب. وأضاف لصحيفة ذي غارديان البريطانية “أنا مستعد للقاء السيد الخطيب في أي مدينة أجنبية يمكنني الذهاب إليها لبحث الاستعدادات لإجراء حوار وطني”.

ونقل عن حيدر قوله إن “الحوار وسيلة لتقديم آلية للتوصل إلى انتخابات برلمانية ورئاسية حرة.. هذا أحد الموضوعات التي ستتم مناقشتها على الطاولة.. هذا أمر يمكن أن يأتي نتيجة للمفاوضات وليس شرطا مسبقا”. وأضاف “نرفض إجراء حوار لمجرد تسليم السلطة من طرف إلى آخر”.

وتمثل تصريحات حيدر أكثر ردود فعل الحكومة السورية إيجابية حتى الآن بعد دعوة الخطيب إلى الحوار الأسبوع الماضي. ودائما تشدد المعارضة على إجراء حوار يركز على رحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

في غضون ذلك حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية على “التجاوب” مع اقتراح الحوار الذي قدمه الخطيب.

وفي سياق آخر أعلن الائتلاف الوطني المعارض أن قطر التي تعترف به ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري قررت تسليم سفيره المعين حديثا في الدوحة مبنى السفارة السورية.

وقال بيان للائتلاف إن قطر قررت تسليم مبنى السفارة إلى نزار الحراكي بعد تعيينه سفيرا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في الدوحة. وأشار البيان الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الحراكي واثنين من كوادر السفارة سيعدون “شخصيات دبلوماسية رسمية”، وأن المقر “سيرفع فوقه علم الثورة السورية”.

واعتبر الائتلاف هذه الخطوة “على درجة كبيرة من الأهمية، وسابقة إيجابية جدا تضع دولة قطر في مقدمة الدول التي اعترفت بالائتلاف الوطني من حيث الوضع القانوني”.

الجيش الحر يغنم كمية ضخمة من الذخيرة في مطار الجراح بحلب

قوات المعارضة قطعت بالسيطرة على المطار خط إمدادات النظام من حلب إلى الشرق

دبي – قناة العربية

تمكن الجيش السوري الحر من الاستيلاء على أعداد ضخمة من الذخيرة المتنوعة بين صواريخ وأسلحة ثقيلة، وذلك بعد سيطرته على مطار “الجراح” العسكري.

وكان الجيش الحر قد تمكن أمس الثلاثاء من الاستيلاء على مطار “الجراح” في محافظة حلب بعد انسحاب القوات النظامية منه إثر معارك ضارية.

وبحسب شبكة “شام” الإخبارية المعارضة، فإن وحدات من مقاتلي المعارضة سيطرت على قاعدة “الجراح” الجوية الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شرقي حلب بعد تطويقها لأسابيع كما أصبح الطريق السريع الذي يربط حلب بشرق البلاد في أيدي المعارضة.

وعرضت لقطات مصورة للمقاتلين وهم يتفقدون المطار. وشوهدت أيضاً عدة طائرات مقاتلة على أرض المطار في حظائر خرسانية.

وفي تصريح لوكالة “رويترز” عبر الهاتف، قال أبو عبدالله منبج، أحد قادة المعارضة الذين خططوا للهجوم على المطار، إن قواته عثرت على طائرتين من طراز “ميج” في الخدمة وذخائر في المطار بالإضافة إلى 40 مقاتلة لم تعد صالحة للعمل.

وأوضح أن القوات الحكومية كانت تستخدم المطار لقصف شمال وشرق ريف حلب وأن قوات المعارضة قطعت بالسيطرة عليه خط إمدادات النظام من حلب إلى الشرق.

الحكومة تعوض مسيحيي دمشق عن أضرار العنف في محاولة لرشوتهم

مشاركة مسيحية خجولة في الثورة وتبرؤ من الموقف المسيحي الرسمي

دمشق – جفرا بهاء

يذكر السوريون جيداً يوم أبلغ الجنرال غورو رئيس الحكومة السوري المسيحي فارس الخوري أن فرنسا جاءت إلى سوريا لحماية مسيحيي الشرق، ويذكرون جيداً أن رد فارس الخوري كان بأنه قصد الجامع الأموي في يوم جمعة وصعد إلى منبره وقال: إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سوريا لحمايتنا، فنحن المسيحيين من المسلمين.. أنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله.

وإن كان النظام سعى منذ بداية الحراك الشعبي والثورة السورية إلى ترسيخ فكرة أنه حامي الأقليات، وحاول زرع الرعب في قلوب المسيحيين كأقلية دينية في سوريا عن طريق اتهام الثوار بـ”التطرف الإسلامي” فإن محاولته الأخيرة في استقطاب المسيحيين تبدو مضحكة.

آخر الرشاوى المقدمة لمسيحيي دمشق جاءت عن طريق محافظة دمشق أمس بإعلانها عن البدء بعملية صرف التعويضات المالية للمواطنين عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم الخاصة غير المؤمن عليها، جراء الأحداث التي نتجت عن أعمال العنف، وليكون المستفيد الأكبر من الدفعة الأولى هم سكان منطقة القصاع المسيحية بنسبة 75% من قيمة المساعدات التي بلغت 40 مليون ليرة سورية أي ما يعادل الـ 50 ألف دولار، وإن كانت نسبة المسيحيين في سوريا حوالي 12% من مجموع السكان، فإن توجيه 75% من التعويضات لحي مسيحي واحد، تصرف اعتبره الكثيرون وقاحة ليست غريبة عن النظام.

ولعل توزيع المساعدات لأهل القصاع يمكن أن يصنف في إطار النكتة، إذا ما قورنت أضرار منطقة القصاع بأي منطقة أخرى في دمشق من الميدان إلى المزة، مروراً بكفر سوسة وركن الدين وغيرها.

بيان مسيحي يجرم الأسد

عندما زار البطريرك الماروني “مار بشارة بطرس الراعي” سوريا قبل أيام، لفت إلى أن “المسيحيين في سوريا لم ولن يقبلوا حمل السلاح في وجه أي كان”، كما عبر الراعي عن اهتمامات المسيحيين السوريين السياسية بقوله: “إن المسيحيين لا يهتمون بالسلطة الحاكمة، فهم لا يقفون مع النظام أو ضد النظام، إنما همهم الأول هو حماية الدولة”.

وهذا ما اعتبره السوريون موقفاً ضد ثورتهم، ليصبح موقف الشباب المسيحي على المحك بعد أن كادت الثورة السورية تنهي عامها الثاني بمشاركة تبدو خجولة من المسيحيين، فأصدر ما يسمى “مجموعة المسيحيين في تنسيقية المغتربين السوريين لدعم الداخل” بياناً يتبرؤون فيه من كلام البطرك الراعي، ويدينون لقاء البطريرك اليازجي مع الأسد، جاء فيه “نُعلن أن هذه المواقف النذلة التي تبناها رجال الدين المسيحي لا تُعبر عن موقف المسيحيين الأحرار الذين كانوا منذ اليوم الأول بجانب إخوتهم المسلمين، ونحن في سوريا كمسيحيين ومسلمين نقف ضد المجرم بشار وضدّ كل من يقف معه أيا كان، حتى ولو كان رأس الكنيسة”.

مسيحيون مع الثورة

لا يخفى على أحد أن أسماء مسيحية مهمة كانت موجودة على الساحة منذ بداية الثورة من أمثال ميشيل كيلو، وجورج صبرا وفايز سارة، ومي سكاف وفارس الحلو وجهاد عبدو ويارا صبري، ولعل المخرج باسل شحادة والذي أطلق عليه اسم “الشهيد السلفي المسيحي” يعد من أبرز قتلى النظام السوري، بالإضافة إلى الأب الخوري باسيليوس نصار الذي قتل في حماه وهو يُسعف جرحى هناك.

وبحسب إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن حوالي الـ63 مسيحياً قتلو بنار النظام السوري، وتم استهداف 18 كنيسة من قبل قوات جيش النظام.

أغلبية صامتة

يبدو موقف رجال الدين المسيحي من الثورة السورية أقرب إلى الصمت المحايد ومعارضة الثورة منه إلى الوقوف مع الثورة، إذ أنهم- أي رجال الدين- دأبوا على دعم حكم بشار الأسد منذ توليه، للمحافظة على المكاسب أو المكانة الاجتماعية والاقتصادية الذين كانوا يمتلكونها.

في الوقت الذي أظهر الشباب المسيحي نقمة على الوضع السياسي بشكل عام، ومع بداية الحراك السلمي للثورة شارك مسيحيون بتلك المظاهرات، ليأتي الرد السوري من النظام على المظاهرات عنيفاً ما دفع بقسم منهم إلى التراجع والاكتفاء بمحاولة الدعم والتأييد عبر وسائل آمنة أكثر.

وكانت بداية تشكل الجيش الحر نقطة تحول لدى المسيحيين، إذ أن تشكله قسم المسيحيين إلى مؤيد بالكامل ومعارض بالكامل، وكنسبة وتناسب فإن النسبة الأكبر ذهبت باتجاه التأييد خوفاً من التطرف الغسلامي الذي دأب النظام على إقناعهم به، وللمحافظة على عددهم وحياتهم، ولو كان في المعدل الأدنى.

ثوريون ولكن..

تتراوح المشاركة المسيحية في الثورة ما بين تجربة الانخراط الكلي في الثورة، كما فعل المخرج باسل شحادة الذي وقف مع الثورة إلى أقصى الحدود، وكانت النتيجة أنه قتل هناك.

لتأتي المشاركة من النوع الثاني بشكل خجول كما هو الحال مع العدد الأكبر من الشباب المسيحي الذين امتنعوا عن الخدمة العسكرية، وقاموا بمساهمات إغاثية كان لها دور فعال داخل سوريا، وخصوصاً الفتيات.

دول الخليج تقبل بممثل للائتلاف السوري المعارض

أديب الشيشكلي قال إنه يعتبر الآن ممثلاً للائتلاف في دول مجلس التعاون الخليجي

دبي- قناة العربية،بيروت – فرانس برس

كشف عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أديب الشيشكلي أن مجلس التعاون الخليجي وافق على طلب تقدم به الائتلاف حول تمثيله في دول المجلس.

وقال الشيشكلي إنه يعتبر الآن ممثلاً للائتلاف في دول المجلس، وإن الإعلان الرسمي عن ذلك سيصدر من مجلس التعاون الخليجي الأسبوع القادم.

أما بالنسبة للمقر الذي سوف يتخذه الشيشكلي للبدء بالعمل وتولي شؤون السوريين المقيمين في دول الخليج، فقال إنه حتى الآن لم يتم الاتفاق عليه بعد.

قطر تسلم مبنى السفارة السورية للمعارضة

من جهة أخرى، أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أن قطر، التي تعترف به كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، قررت تسليم سفيره المعين حديثا في الدوحة، مبنى السفارة السورية، بحسب بيان.

وجاء في البيان أن قطر “قررت تسليم مبنى السفارة السورية في الدوحة إلى نزار الحراكي بعد تعيينه كسفير للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في الدوحة”.

وأشار البيان إلى أن الحراكي واثنين من كوادر السفارة سيعتبرون “شخصيات دبلوماسية رسمية”، وأن المقر “سيرفع فوقه علم الثورة السورية”.

واعتبر الائتلاف هذه الخطوة “على درجة كبيرة من الأهمية، وسابقة إيجابية جدا تضع دولة قطر في مقدمة الدول التي اعترفت بالائتلاف الوطني من حيث الوضع القانوني”.

يذكر أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنشىء في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في الدوحة، واختار احمد معاذ الخطيب رئيسا له، وضم غالبية المجموعات السورية المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها قطر، أول المعترفين بالائتلاف كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.

كما عين الائتلاف سفيرين في كل من فرنسا وبريطانيا اللتين اعترفتا به ممثلا شرعيا، لكنهما لم يتسلما مقر السفارة السورية.

وأشار بيان الائتلاف إلى أن الحراكي “تلقى صباح (أمس) الثلاثاء التهنئة من أمين عام ورئيس الائتلاف بقبول تعيينه كسفير، بناء على طلب كان قد أرسل سابقا إلى وزارة خارجية قطر”.

وطلبت قطر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من الائتلاف تعيين سفير بهدف تعزيز أهدافه “على طريق تحقيق آمال الشعب السوري الشقيق في الحرية والكرامة”.

ونقل بيان الائتلاف، الأربعاء، عن الحراكي أنه سيحاول بالتعاون مع الخارجية القطرية “إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بجوازات سفر السوريين”.

والحراكي من مواليد عام 1962 في دمشق، ويتحدر من محافظة درعا في جنوب سوريا، وحائز على دبلوم في جامعة حلب (شمال).

وذكر البيان أن السفير المعين “تعرض للاعتقال مرات عديدة على خلفية نشاطه في المعارضة، وشارك في العديد من مؤتمرات المعارضة سواء داخل سوريا أو خارجها”.

موسكو تواصل تزويد دمشق بأنظمة دفاع جوي

مسؤول روسي يؤكد استمرار تنفيذ عقود بيع معدات عسكرية إلى سوريا

موسكو – فرانس برس

أعلن مدير الوكالة الروسية العامة المكلفة بتصدير الأسلحة “روسوبورون اكسبورت”، الأربعاء، أن روسيا لا تزال تزود سوريا بأنظمة دفاعات جوية، حسبما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية.

وصرح مدير الوكالة، أناتولي ايسايكين، بأنه “ليست هناك عقوبات (من مجلس الأمن الدولي على سوريا). ونحن نواصل احترام التزاماتنا حول عقود بيع معدات عسكرية”، موضحا أن الأمر “يتعلق بدفاعات جوية وليس بطائرات”.

سوريا.. نزاع يبتلع “الحجر والبشر

لارا حسن – سكاي نيوز عربية- أبوظبي

لا تأبه أم رامي، من مدينة حلب، بتكلفة إعادة إعمار الدمار في سوريا، فهي وعلى حد قولها “لن تحزن على الرخيص فالأبنية الحجرية التي دمرت لا تساوي ما فقدته البلد من أرواح وأبناء”.

وتضيف أم رامي، الأم لطفلين، لموقع سكاي نيوز عربية “إن أعدنا إعمار الأبنية والمساجد والكنائس وحتى الجامعات.. كيف سنعيد بناء أسواق حلب القديمة الأثرية؟ كيف سنعيد تاريخنا الذي تهدم؟”.

وتابعت، بعد أن طلبت التحفظ على اسمها لدواع أمنية، متسائلة “هل ستعود سيف الدولة أو السويقة أو حلب القديمة أو غيرها؟”.

وكان حريق كبير اندلع في السوق القديم بمدينة حلب، نتيجة الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، الأمر الذي هدد بتدمير موقع تاريخي عالمي مسجل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”.

كما تعرض المسجد الأموي التاريخي بمدينة حلب للحرق والتدمير، وتبادل كل من مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية الاتهامات حول المتسبب بدماره الذي أدى إلى توقف الآذان فيه للمرة الأولى منذ مئات السنوات.

وابتلع النزاع المستمر منذ قرابة العامين في سوريا “البشر والحجر” كما عبر ناشطون، حيث بلغت حصيلة القتلى 70 ألف شخص، وهدم أكثر من مليونين وتسعمائة وخمس وأربعون ألف بناء ما بين سكني ومدني وديني.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في دراسة أولية تلقى موقع سكاي نيوز عربية نسخة منه أنه “على مدى 18 شهرا استخدمت قوات الجيش السوري الأسلحة الثقيلة ضد المنازل، ومنذ 8 أشهر تقريبا تم استخدام سلاح الطيران التابع للجيش بداية من الطائرات المروحية التي أعقبها استخدام الطائرات المقاتلة الحربية بشكل يومي”.

وعمدت الحكومة السورية إلى قصف الأحياء التي تشهد احتجاجات مناهضة لها، أو تلك الحاضنة للجنود المنشقين ولمقاتلي المعارضة المسلحة كما حصل في حي القابون بالعاصمة دمشق وحي الإنشاءات في حمص وحي مشاع الأربعين في حماة وحي الشيخ ياسين بمدينة دير الزور، وفقا لذات الدراسة.

ووفقا لمهندسين مدنيين مختصين فإن إعادة الإعمار في سوريا تتطلب ما يقارب 40 مليار دولار، ومدة زمنية لاتقل عن 5 سنوات.

وشبه الناشط عصام من مدينة حمص، 30 عاما، النزاع الذي يدور في البلاد بأنه يلتهم “البشر والحجر”.

وأضاف لموقعنا “من الممكن أن نعيد إعمار الأبنية وكل ما تهدم.. لكن كيف سنعيد بناء العلاقة بين المدن وبين الطوائف؟”.

وبلغ عدد قتلى النزاع في سوريا في آخر حصيلة لمفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قرابة 70 ألف شخص.

تقارير تفيد بتحركات مشبوهة لأسلحة كيماوية بسوريا

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– ثمة تقارير إستخباراتية تشير إلى تحركات مشبوهة قد تكون لأسلحة كيماوية قامت بها الحكومة السورية خلال الأسابيع الماضية.

وأكد أحد كبار المسؤولين بالإدارة الأمريكية في تصريح لـ CNN، أن الإدارة الأمريكية تقوم ومنذ عشرة أيام بتحليل ودراسة هذه التقارير للتوصل إلى نتائج نهائية يمكن الخروج بها.

وبحسب عدد من المنظمات الحكومية الأمريكية، فإن هذه التقارير الإستخباراتية قد تكون صحيحة، إلا أن الهدف من ورائها هو عزل هذه الأسلحة الكيماوية وإيجاد مناطق آمنة لتخزينها، خاصة في ظل التحركات الكبيرة التي يقوم بها الجيش السوري الحر إلى جانب الثوار في البلاد، والاستيلاء على مراكز ومناطق إستراتيجية جديدة.

ويشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب عدد من الدول الأخرى تقوم بمراقبة مخازن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية للحيلولة دون استخدامها ضد السوريين أو الدول المجاورة، كون ذلك يعتبر “خط أحمر”، بحسب ما أكده الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت سابق.

الأمم المتحدة تقول إن عدد ضحايا الصراع في سوريا يقترب من 70 ألف قتيل

قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا ان ما لايقل عن 220 شخصا قتلوا أمس الثلاثاء في سوريا، وان عدة مناطق في حلب وريف دمشق ودير الزور ودرعا تشهد قصفا واشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة.

في غضون ذلك، قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن عدد القتلى في سورية يقترب على الأرجح من سبعين ألفاً، وإن المدنيين يدفعون ثمن عدم تحرك مجلس الأمن الدولي لإنهاء الصراع المستمر منذ نحو عامين.

وكررت بيلاي دعوتها لمجلس الأمن لإحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية لتوجيه رسالة لطرفي الصراع بأنه ستكون هناك عواقب لأفعالهما.

جاء ذلك خلال نقاش بالمجلس بشأن حماية المدنيين في الصراعات المسلحة.

وقالت بيلاي “غياب التوافق بشأن سوريا والجمود الناجم عن ذلك كان له نتائج كارثية ودفع المدنيون من كل الاتجاهات الثمن.”

ومضت تقول “سيتم الحكم علينا في ضوء المأساة التي تتكشف أمام أعيننا.”

نافي بيلاي

يذكر أن هناك انقساما بين القوى العالمية بشأن كيفية سبل انهاء الازمة في سوريا، ومن غير المرجح أن يحيل مجلس الأمن الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وكانت بيلاي قالت في الثاني من يناير/ كانون الثاني إن ما يزيد على 60 ألف شخص قتلوا أثناء الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.

من جهة ثانية اعرب وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر عن استعداده للسفر إلى الخارج للاجتماع مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض المقيم في القاهرة.

وكان الخطيب أعلن عن استعداده لإجراء محادثات مع ممثلين للنظام لم “تتلطخ أيديهم بالدماء”، بخصوص رحيل بشار الأسد.

وقال حيدر لصحيفة جارديان “أنا مستعد للقاء الخطيب في أي مدينة أجنبية أستطيع الذهاب إليها لمناقشة الإستعدادات لحوار وطني.”

لكن حيدر قال إن السلطات ترفض أي حوار يهدف إلى “تسليم السلطة من جانب إلى آخر” وتصر على ضرورة اجراء المفاوضات الرسمية على الأراضي السورية.

واكدت الحكومة على موافقتها على إجراء حوار، دون شروط مسبقة.

واقترح الخطيب أن تجري المحادثات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمالي البلاد.

معارك

وعلى صعيد العمليات القتالية قال سكان وناشطون إن الجيش أرسل دبابات إلى ساحة العباسيين في وسط العاصمة دمشق لتعزيز خطوطه الدفاعية بعد أن اخترقها مقاتلو المعارضة الاسبوع الماضي وهاجموا أهدافا أمنية عديدة في قلب العاصمة.

وقصفت مقاتلات الجيش السوري مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة شرقي العاصمة وفي رقعة من المناطق الريفية والحضرية تعرف باسم الغوطة الشرقية والتي شن منها مقاتلو المعارضة هجوما لقطع خطوط الإمدادات عن قوات الأسد.

كما اعلنت المعارضة سيطرتها على مطار عسكري قرب مدينة حلب شمالي البلاد يوم الثلاثاء في انتكاسة عسكرية اخرى لقوات الرئيس بشار الأسد.

والمطار هو أحدث منشأة عسكرية تسقط في ايدي المعارضة في منطقة استراتيجية تقع بين المركز الصناعي والتجاري لسوريا ومركز انتاج النفط والقمح إلى الشرق.

وقالت المعارضة إن مقاتليها سيطروا ايضا على قاعدة تابعة للفوج 80 بالجيش الحكومي بالقرب من مطار حلب -الذي يستخدم للاغراض المدنية والعسكرية- وذلك في اطار سعيهم لتحييد القوة الجوية للاسد.

قال نشطاء المعارضة في المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عددا من الأشخاص قتلوا وأصيب آخرون بجروح، كما أسر المسلحون 40 شخصا من القوات السورية.

وأضاف مدير المرصد، رامي عبدالرحمن في تصريح لوكالة فرانس برس أن بقية أفراد القوات الحكومية انسحبوا من المطار، مخلفين وراءهم عدة طائرات حربية وكمية كبيرة من الذخيرة.

القوات السورية تقصف مواقع لمقاتلي المعارضة حول العاصمة

عمان (رويترز) – قال نشطاء إن قوات الرئيس السوري بشار الاسد قصفت جنوب شرق دمشق بالطائرات والمدفعية يوم الأربعاء محاولة إخراج مقاتلي المعارضة الذين اكتسبوا موطيء قدم في العاصمة.

ووصف دبلوماسي من الشرق الأوسط يتابع الوضع العسكري المعارك داخل دمشق وحولها بأنها “اشتباك كبير” وقال إن طرفي المعركة يتبادلان التقدم والتراجع.

وأضاف “المعارضة تضرب دمشق من عدة جهات والنظام يحاول وقفها.”

وقالت مصادر بالعاصمة إن الطائرات قصفت حي جوبر المتاخم لساحة العباسيين الرئيسية وضاحية داريا على الطريق السريع المؤدي الى الأردن الى الجنوب.

والمنطقتان جزء من مناطق سنية متشابكة داخل وحول دمشق تصدرت الانتفاضة التي اندلعت منذ 22 شهرا على حكم عائلة الاسد الممتد منذ أربعة عقود.

ودخل مقاتلو المعارضة جوبر الاسبوع الماضي بعد أن اخترقوا خطوط دفاع الجيش على الطريق الدائري وسيطروا على عدة مواقع تابعة للجيش وقوات الشبيحة الموالية للأسد بالمنطقة.

والطريق يفصل العاصمة عن مجموعة بلدات وضواح سنية تسيطر عليها المعارضة وتعرف باسم الغوطة الشرقية. والطريق خط إمداد لوحدات عسكرية رفيعة المستوى تتمركز في وسط المدينة.

وقال ناشط من مركز دمشق الاعلامي وهو جماعة مراقبة معارضة “بانتشارهم في جوبر يصبح مقاتلو المعارضة على مسافة قريبة في دمشق لكن السؤال هو ما اذا كانوا سيستطيعون الاحتفاظ بهذا الوضع.”

والى الجنوب الغربي قرب الطريق السريع الرئيسي الى الأردن أفادت تقارير بوقوع قصف كثيف لضاحية داريا حيث تقدم الجيش في الايام القليلة الماضية بعد أن سيطر عليها مقاتلو المعارضة لشهرين.

وقال ابو حمزة عضو المجلس المحلي الذي يدير شؤون داريا منذ سيطرت عليها المعارضة إن المقاتلين مازالوا مسيطرين على جنوب المنطقة قرب الطريق السريع الرئيسي المؤدي الى الاردن.

وأضاف أنه يجري قصف داريا بالقنابل العنقودية والقنابل الفراغية والصواريخ وأن المستشفى الميداني يستقبل مصابين بحالات اختناق.

ومضى يقول إن القتال عنيف على مشارف البلدة وفي المنطقة التي استطاعت قوات النظام التوغل فيها.

وتقع داريا في المعضمية وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية تقطنها الطبقة العاملة وهي واحدة من عدة أحياء سنية على مشارف العاصمة تصدرت الانتفاضة السورية.

وتقصف قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة تحت قيادة ماهر شقيق بشار الاسد مناطق وضواحي سنية من العاصمة وذلك من جبل قاسيون في وسط المدينة ومن التلال المحيطة وايضا من مطار المزة العسكري الذي يقع قرب الطريق السريع الى بيروت غربا.

وتستهدف استراتيجية مقاتلي المعارضة فيما يبدو قطع خطوط إمداد القوات التي تمر عبر الطريق الدائري وضاحية عدرا الى الشمال الشرقي.

ولايزال الجيش وقوات الأمن متمركزين في قواعد اشبه بالحصون في دمشق وعواصم المحافظات حيث حال تفوقهما العسكري دون سيطرة مقاتلي المعارضة على المدن الرئيسية.

ومن ناحية أخرى قال مدير الشركة الروسية الحكومية لتصدير السلاح يوم الأربعاء إن روسيا لاتزال تسلم أسلحة لسوريا وستستمر في ذلك.

والانتفاضة السورية هي الاعنف بين انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت برؤساء ليبيا ومصر وتونس واليمن.

وقالت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان يوم الثلاثاء إن عدد القتلى في سوريا يقترب من 70 الفا على الأرجح.

من خالد يعقوب عويس

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى