أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 22 أيار 2015

المرصد السوري»: «داعش» يسيطر على آخر معبر حدودي سوري مع العراق

بيروت – رويترز

قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم (الخميس) إن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) سيطر على آخر معبر حدودي سوري مع العراق، بعد انسحاب القوات السورية منه.

ويقع معبر “التنف” -المعروف في العراق باسم معبر “الوليد”- في محافظة حمص السورية، حيث توجد مدينة تدمر التاريخية التي سيطر عليها التنظيم أمس.

 

الجيش الاميركي يقر بمقتل طفلين في غارة شنها على سورية في 2014

اقر الجيش الاميركي للمرة الاولى بسقوط ضحايا مدنيين في الغارات الجوية التي يشنها في العراق وسورية، مؤكداً مقتل طفلين في غارة استهدفت جماعة متطرفة في منطقة حارم بمحافظة ادلب السورية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014.

وقال قائد التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الجنرال الاميركي جيمس تيري في بيان “نحن نأسف لهذه الوفيات غير المقصودة”.

 

أوباما: علاقتنا بدول الخليج ستتأثر اذا طورت برنامجاً نووياً

واشنطن – جويس كرم

أكد الرئيس باراك أوباما ان اي اتفاق مع إيران يتناول برنامجها النووي «يجب ان يضمن المصالح القومية الاميركية» بمنع طهران من تطوير سلاح نووي وان الشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي «أقوى من اي رادع نووي». وأشار الى ان خسارة الرمادي «انتكاسة تكتيكية… وتستدعي استعجالا اكبر في تدريب وتجهيز القوات العراقية». وقال «ان علاقاتنا بدول الخليج ستتأثر اذا طورت برنامجاً نووياً».

وأضاف أوباما في مقابلة مع مجلة «أتلانتيك» أن على اي اتفاق «منع إيران وإغلاق جميع المسارات لامكانية حصولها على سلاح نووي» وأنه «بعد عشرين عاما من الآن وإذا حصلت ايران على السلاح النووي فإن اسمي سيكون على الاتفاق… ومن مصلحتنا القومية ومصلحتي الشخصية ايضا ان ينجح هكذا اتفاق» في حال إبرامه في نهاية حزيران (يونيو) المقبل.

وخفض الرئيس الاميركي من احتمالات إطلاق الاتفاق سباقا نووياً في المنطقة مشيراً الى انه «ليس هناك اي مؤشر من السعودية او اي دولة في مجلس التعاون بأنها تسير في هذا الاتجاه في حال نجحنا في منع ايران من الاستمرار في مسار حيازة السلاح النووي». وأضاف «أن «الحماية التي نوفرها (لدول مجلس التعاون) كشركاء أكبر قدرة على الردع من اي قنبلة نووية وهم يدركون ذلك».

وأوضح ان قمة كامب ديفيد «تناولت بعض الشكوك والقلق ليس فقط من برنامج ايران النووي بل من تداعيات رفع العقوبات وبحثنا بالمسارات الأربعة التي يوفرها الاتفاق، التي ستغلق قنوات حصول ايران على هذا السلاح والتي سأوقعها». وقال «شرحنا تقنيات وآليات الاتفاق وعودة العقوبات (في حال انتهكت ايران الاتفاق)… وهو يفهمون ان أمنهم ودفاعهم أضمن بالعمل معنا وان اي جهود سرية لبناء برنامج نووي ستأتي بتشنج في العلاقات».

وفي شأن المخاوف من انفاق إيران مردود رفع العقوبات على «اعمالها التخريبية في المنطقة» تساءل أوباما «اذا كان لدى ايران 150 بليون دولار خارج البلاد فهل يحصل الحرس الثوري الإيراني أوتوماتيكيا عليها؟ هل يترجم هذا المبلغ في زيادة قوتهم اقليميا؟ هذا ما اعترضنا عليه وقلنا انه سيكون عليهم التزام الاتفاق… وهناك آليات لرفع القيود ويأخذ ذلك وقتا». واعتبر اوباما ان جزءاً كبيراً من هذه الأموال يجب ان يتوجه الى الاقتصاد الإيراني بسبب الواقع الاقتصادي. إلا ان أوباما أقر بأن ايران ستكون تحت «ضغوط أقل لتمويل حزب الله إنما هذا لا يعني ان الحزب سيكون قادرًا على زيادة عدد قواته عشر مرات في سورية…».

وعما اذا كانت دول الخليج تنوي المضي في مشروع نووي شبيه بالبرنامج الايراني قال اوباما: «لم نجد اي اشارة من السعوديين او من اي دولة اخرى (من اعضاء مجلس التعاون) بانها ترغب في المضي في برنامج نووي خاص بها». واضاف «ان السبب يعود الى ان الامن الذي توفره الشراكة الامنية بين الولايات المتحدة وهذه الدول رادع أكبر من اي مخزون نووي مستقل».

واشار الى قناعته بان دول الخليج بما فيها السعودية، تبدو راضية بالاتفاق مع ايران، اذا تم العمل به كما هو معلن، ما سيسمح بالحؤول دون ان تشكل ايران خطراً نووياً.

وحول الوضع في العراق قال أوباما بعد يومين من سقوط الرمادي بيد «داعش»، «اننا لا نخسر… ليس هناك شك بأنها (سقوط الرمادي) خسارة تكتيكية رغم ان وضع الرمادي كان هشاً لوقت طويل». وأضاف ان السبب في ذلك «هو عدم وجود قوات عراقية دربناها وعززناها هناك». وقال ان مهام التدريب «لا تتم بالسرعة الكافية في الأنبار وفي الأجزاء السنية من البلاد فيما رأينا تقدما في الشمال».

واعتبر أوباما انه في «المناطق السنية يجب ان نزيد ليس فقط التدريب بل الالتزام وان نزيد من أنشطة القبائل السنية عما هي عليه». واعتبر ان الحرب ضد «داعش» هي في شهرها الثامن «ونحن دائما توقعنا ان تستمر سنوات ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يدرك هذه المشاكل ويعرف كيف يتم التعاطي معها». ودعا الى مشاركة البيشمركة وابناء العشائر السنية بحفظ الأمن في الانبار وبغداد.

 

«داعش» يعدم 17 شخصاً في تدمر بتهمة «العمالة والتعاون مع النظام»

بيروت – أ ف ب

أعدم مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف اليوم (الخميس) 17 شخصاً على الأقل بينهم مدنيون بتهمة “العمالة والتعاون مع النظام”، بعد استيلاء التنظيم على مدينة تدمر الأثرية وسط سورية، بحسب ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “ان تنظيم “الدولة الإسلامية” أعدم في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، ما لا يقل عن 17 شخصاً بينهم عناصر من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية له، إضافةً لأشخاص موالين للنظام، وقام بفصل رؤوس بعضهم عن أجسادهم في المدينة”. وأضاف ان المدنيين كانوا يعملون في مجلس محلي، مشيراً إلى ان التنظيم اتهمهم بـ “العمالة والتعاون مع النظام”. وقال الناشط السوري محمد حسن الحمصي ان التنظيم أمر سكان المدينة بالبقاء في منازلهم. واضاف انه اتصل ببعض السكان في المدينة وقالوا انهم يريدون مغادرتها لكنهم خائفون من القيام بذلك بعد سماعهم بعمليات الإعدام. وبحسب المرصد فان 460 شخصاً على الأقل قتلوا في معارك تدمر التي بدأت في 13 آيار(مايو) بينهم 49 أعدمهم التنظيم ضمنهم تسعة أطفال.

 

“داعش” أعدم 17 شخصاً في تدمر وسيطر على آخر معبر مع العراق

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

بعث استيلاء تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) على مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي مخاوف اقليمية ودولية، إذ شدد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد محادثات في عمان على ضرورة “مواجهة الارهاب وعصاباته”، محذرين من خطره على المنطقة وشعوبها. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان العالم يجب ان يتحرك بعد سيطرة التنظيم المتطرف على المدينة وسط مخاوف من تدمير المعالم السياحية في المدينة السورية التاريخية. واعتبر البيت الأبيض استيلاء “داعش” على تدمر “انتكاسة” للائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب على التنظيم.

وجاء في بيان لـ”داعش” نشره أتباعه في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي أنه يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد “انهيار” القوات الموالية للحكومة هناك.

وأعلن مكتب حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة أن نحو ثلث سكان مدينة تدمر البالغ عددهم 200 الف نسمة ربما فروا من المدينة في الأيام الأخيرة خلال القتال بين القوات الحكومية و”داعش”.

وصرحت الناطقة باسم المكتب رافينا شمداساني في جنيف استناداً إلى ما سمّته مصادر موثوقاً بها أن ثمة تقارير عن منع القوات الحكومية مدنيين من الرحيل، إلى أن فروا هم أنفسهم وسيطر التنظيم المتشدد على المدينة. وقالت في تعليقات عبر البريد الالكتروني أن تقارير أوردت أن التنظيم المتطرف “ينفذ عمليات تفتيش من بيت الى بيت في المدينة بحثا عن أناس مرتبطين بالحكومة. وأفادت تقارير أن التنظيم أعدم 14 مدنيا على الأقل في تدمر هذا الأسبوع”.

وأوضح مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له “أن تنظيم +الدولة الإسلامية+ أعدم في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، ما لا يقل عن 17 شخصا بينهم عناصر من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية له، إضافة الى أشخاص موالين للنظام، وفصل رؤوس بعضهم عن أجسادهم في المدينة”. واضاف ان المدنيين كانوا يعملون في مجلس محلي وان التنظيم اتهمهم بـ”العمالة والتعاون مع النظام”.

ولفت المرصد الى أن “داعش” يسيطر حاليا على أكثر من نصف الأراضي السورية بعد أكثر من أربع سنوات من بدء الحرب الأهلية التي نشبت إثر احتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد.

وغداة السيطرة على تدمر، أعلن المرصد أن “داعش” سيطر على آخر معبر حدودي سوري مع العراق بعد انسحاب القوات السورية منه. ويقع معبر التنف – الذي يعرف في العراق باسم معبر الوليد – في محافظة حمص.

وأكد مقاتل في “داعش” اتصلت به “رويترز” أن التنظيم سيطر على المعبر الذي يبعد 240 كيلومترا عن تدمر.

وفتحت السيطرة على تدمر الطريق للتنظيم على البادية السورية حيث لا يزال النظام يحتفظ فقط ببعض المواقع العسكرية بينها ثلاثة مطارات عسكرية “س 1″ و”س 2” ومطار تيفور العسكري.

وفي مدينة حلب، تحدث المرصد عن مقتل 40 مقاتلاً معارضاً من كتيبة اسلامية جراء قصف للطيران الحربي ببرميل متفجر تبعه صاروخ لمقرهم الواقع في حي الشعار بشرق المدينة.

 

مصر والاردن

¶ في عمان، جاء في بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني ان الملك عبدالله الثاني والسيسي اجريا محادثات في عمان اكدا خلالها “ضرورة مواجهة الارهاب وعصاباته التي تشكل خطرا على أمن واستقرار شعوب المنطقة”. واشارا الى “أهمية توضيح الصورة الحقيقية للإسلام ومبادئه السمحة والمعتدلة، التي تنبذ العنف والتطرف وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر”.

وفي ما يتعلق بالاوضاع التي تشهدها سوريا والعراق وليبيا واليمن، اكد السيسي وعبدالله الثاني “ضرورة إيجاد حلول سياسية شاملة للاوضاع في تلك الدول، وبما يضمن أمن شعوبها وسلامة أراضيها”.

 

البيت الأبيض

¶ في واشنطن، صرح الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست بأن استيلاء “داعش” على تدمر”انتكاسة” لقوات الائتلاف الدولي. وقال إن الرئيس باراك أوباما يختلف مع الجمهوريين الذين يدعون الى إرسال قوات برية أميركية لمحاربة التنظيم المتشدد.

 

هولاند

¶ في ريغا، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: “علينا ان نتحرك لان هناك تهديدا لهذه الآثار المدرجة ضمن تراث الانسانية، وفي الوقت نفسه علينا ان نتحرك ضد داعش”. واضاف انه ينبغي ايضاً “التوصل الى حل سياسي في سوريا وهذا ما تفعله فرنسا منذ أمد طويل”. وأشار الى انه “في كل يوم يخوض تنظيم داعش، وايضاً النظام، معارك ويمارس ايضاً ضغوطا على المدنيين”.

 

الدولة الإسلامية” تسيطر على نصف مساحة سوريا “الأونيسكو” تحذّر من تدمير آثار تدمر ومصير السجناء مجهول

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

سيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” تماما أمس على مدينة تدمر وسط سوريا، بما فيها منطقتها الأثرية، بعد أيام من سيطرته على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار العراقية، الأمر الذي يشير إلى أن التنظيم المتشدد يكتسب قوة دفع جديدة.

أفاد التنظيم في بيان نشره أتباعه في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي أمس أنه يسيطر تماما على مدينة تدمر السورية، بما في ذلك المطار العسكري والسجن، بعد “انهيار” القوات الموالية للحكومة، الامر الذي يفتح أمام التنظيم الجهادي الطريق نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص حيث تدمر حتى الحدود العراقية شرقاً. وبذلك، بات التنظيم يسيطر على نحو نصف مساحة سوريا الجغرافية.

وقال: “بعد انهيار قوات النظام النصيري وفرارهم مخلفين وراءهم أعداداً كبيرة من القتلى ملأت ساحة المعركة، فلله الحمد والمنة”.

ولا يضع التقدم الذي أحرزه التنظيم المزيد من الضغوط على دمشق وبغداد فحسب، بل يلقي ظلالاً من الشك على استراتيجية الولايات المتحدة التي تعتمد خصوصا على الغارات الجوية لهزيمة التنظيم المتشدد.

وهذه المرة الأولى ينتزع التنظيم مدينة مأهولة مباشرة من أيدي الجيش السوري والقوات المتحالفة معه.

وأوضح “المرصد السوري لحقوق الانسان”، الذي يتخذ لندن مقرا له، ان “التنظيم بات بعد سيطرته على كامل منطقة تدمر والغالبية الساحقة من البادية السورية، يسيطر على أكثر من 95 ألف كيلومتر مربع من المساحة الجغرافية لسوريا”، أي ما يوازي نصف مساحتها، وان تكن هذه المساحة لا تضم الغالبية السكانية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الاشتباكات الدائرة في المنطقة منذ الاربعاء أسفرت عن سقوط مئة من المقاتلين الموالين للحكومة على الأقل.

وتحدث الناشط محمد حسن الحمصي المتحدر من تدمر عن “انهيار قوات النظام التي انسحبت من معظم المواقع من دون مقاومة تذكر”.

وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “قوات الدفاع الشعبي انسحبت من أحياء تدمر بعد تأمين خروج معظم الأهالي واستقدام تنظيم داعش الإرهابي أعدادا كبيرة من إرهابييه”.

والهجوم على المدينة، الذي بدأ قبل أسبوع، يدخل في اطار تقدم التنظيم نحو الغرب، مما يزيد الضغط على القوات الحكومية المنهكة والقوات المتحالفة معها والتي منيت بخسائر أخيراً في شمال غرب البلاد وجنوبها.

وقال رئيس مركز الارهاب والتمرد لدى مؤسسة “اي. اتش. اس جينز” ماثيو هنمان في مذكرة إن “موقع تدمر استراتيجي للغاية ويمكن أن تستخدم الآن منصة انطلاق صوب حمص ودمشق”.

ولم يعرف مصير نزلاء سجن تدمر الواقع شرق المدينة والذي وصفه الحمصي في حسابه بموقع “فايسبوك” بـ”القبر الكبير”، وهو سجن ذاع صيته في الثمانينات بسبب ممارسات القمع التي حصلت فيه على يد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد.

وأعلن المرصد ان قوات النظام نقلت السجناء خلال الايام الاخيرة الى مكان آخر لم يحدد. الى ذلك، أفاد أن معركة تدمر التي استمرت ثمانية ايام أسفرت عن مقتل 462 شخصاً على الأقل، هم 71 مدنياً و241 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، و150 رجلا من “الدولة الإسلامية”.

ويثير دخول التنظيم الجهادي المدينة العريقة قلقا في العالم، إذ سبق له ان دمر وجرف مواقع وقرى اثرية في سوريا وفي العراق خصوصاً، بينها آثار الموصل ومدينتا نمرود والحضر التاريخيتان.

وحذرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الاونيسكو” ايرينا بوكوفا في شريط فيديو نشر في الموقع الالكتروني للمنظمة من أن “أي تدمير لمدينة تدمر لن يكون جريمة حرب فحسب وانما ايضا خسارة هائلة للبشرية”.

 

تواصل مع العراق

وفتحت السيطرة على تدمر الطريق للتنظيم الى البادية السورية حيث لا يزال النظام يحتفظ فقط ببعض المواقع العسكرية، بينها ثلاثة مطارات عسكرية “س 1″ و”س 2” ومطار تيفور العسكري.

ولاحظ الخبير الفرنسي في الشؤون السورية فابريس بالانش ان سيطرة التنظيم “تؤمن تواصلا جغرافيا مع العراق من خلال البادية السورية”، وتعني ايضا “السيطرة على حقول مهمة للغاز تغذي محطات توليد الكهرباء السورية”. ولفت الى أنه على رغم ان التنظيم “لن يتمكن من استثمار هذه الحقول، لكنه يحرم المناطق الحكومية جزءاً آخر من تموينها بالطاقة”.

واستنادا الى المرصد، بات التنظيم يسيطر على “الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا”. وبقي خارج سيطرته حقل شاعر الذي تسيطر عليه قوات النظام في ريف حمص الشرقي، وحقول رميلان التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب الكردي” في ريف الحسكة.

وبات للتنظيم وجود في 30 في المئة تقريباً من محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، وفي محافظة الرقة باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الاكراد، وفي كامل محافظة دير الزور بشرق البلاد، باستثناء نصف مدينة دير الزور ومواقع أخرى محددة للنظام، والجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب باستثناء بلدة عين العرب الكردية ومحيطها. كما بات له وجود كثيف في ريف حمص الشرقي من تدمر الى الحدود العراقية، وفي ريف حماه الشرقي.

 

حلب

على صعيد آخر، قتل 40 مقاتلاً معارضاً من كتيبة واحدة جراء قصف جوي ببرميل متفجر تبعه صاروخ استهدف مقرهم الواقع في حي الشعار بشرق مدينة حلب.

وقال المرصد: “قتل ما لا يقل عن 40 مقاتلاً من كتيبة اسلامية… بينهم ثلاثة قياديين، جراء قصف ببرميل متفجر عقبه قصف صاروخ من الطيران الحربي استهدف مقرهم في حي الشعار في مدينة حلب”. واشار الى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع نظراً الى “وجود اصابات خطرة”.

وأشار مدير المرصد الى أن “المقاتلين ينضوون في كتيبة تابعة للجبهة الشامية” التي تشكلت في كانون الاول 2014 في حلب وهي تضم عدداً من الفصائل الاسلامية أبرزها “جيش المجاهدين” و”الجبهة الاسلامية” و”حركة نور الدين زنكي” و”جبهة الاصالة والتنمية”. الى ذلك، قتل شخص جراء سقوط قذيفتين في محيط السفارة الروسية في دمشق، وذلك للمرة الثانية هذا الاسبوع. وقال المرصد في بريد الكتروني: “قتل رجل جراء سقوط قذيفتي هاون قرب السفارة الروسية في حي المزرعة”.

 

من تدمر إلى الأنبار وحدود الأردن

«داعش» يوسع دويلته: أين الحرب الكونية!

بفارق ساعات قليلة من الزمن، تمدد تنظيم «داعش» على أكثر من جبهة. وبعدما أحكم تنظيم «داعش» سيطرته على مدينة تدمر السورية، بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات عسكرية، واصل سعيه الحثيث للربط بين مدينتَي الرمادي والفلوجة في العراق عندما حقق تقدما مفاجئا جديدا بالسيطرة على منطقة الحصيبة مقتربا من قاعدة الحبانية الإستراتيجية، فيما تولت قوات أخرى تابعة له الانقضاض على معبر التنف الحدودي، عند نقطة التقاء أراضي العراق وسوريا مع الأردن.

لم يعد خبرا استثنائيا أن يتقدم «داعش» كل يوم، ويبادر بخلاف ما يردد حول انكساره. وها هي «دولة الخلافة» (أنظر الخريطة المرفقة) تتمدد، تحت أنظار الحرب «الكونية» المفترض أنها معلنة منذ نحو تسعة شهور، بقيادة الولايات المتحدة! المفارقة باتت أكثر مدعاة للسخرية وشكوك أكبر. في الأيام الماضية، تقدمت جحافل عصابات «داعش» إلى تدمر في عمق البادية السورية مسافة 70 كيلومتراً، وأسقطت أحد رموز الحضارة السورية والإنسانية، كما فعلت سابقا في الأراضي العراقية، وتفعل كل يوم، والآن يقول البيت الأبيض إنها «انتكاسة».

ورغم الخسارة التي تمثلها تدمر، بالنسبة إلى سوريا، إلا أن مخاوف أخرى رافقت المعركة التي استمرت يومَين من أن يكون ما يجري مقدمة أولية لخريطة نفوذ جديدة، ستقسم البلاد إلى خطوط تماس أكثر رسوخا.

وجاء سقوط تدمر بعد أيام من تقدم مجموعات «جبهة النصرة»، فرع «القاعدة في بلاد الشام»، وحلفائها في «جيش الفتح» في ريف إدلب، واستيلائهم على معسكر المسطومة. ويجد المسؤولون في دمشق صعوبة في فصل المسارَين، رغم حالة الاشتباك التي تحصل بين «النصرة» و «داعش» أحياناً، حيث تبدو الصورة، وكأن خطوط تماس جديدة يراد لها أن ترسم.

وأبدى مراقبون قلقاً من أن يتحمس «داعش»، الذي أصبح يسيطر على حوالى نصف مساحة سوريا، للاستحواذ على مطار دير الزور العسكري والمناطق المحدودة وسط المدينة التي تقع تحت سيطرة الجيش، أو مهاجمة مطار «تي فور»، الذي لا يبعد سوى 60 كيلومتراً عن تدمر. ويؤمن مطار «تي فور»، الذي شن «الدولة الإسلامية» هجمات سابقاً عليه، حوالي 80 في المئة من الحركة الجوية في سماء سوريا، وتنفذ قاذفات «سوخوي»، وأخرى من نوع «ميغ»، وقاذفات أخرى ليلية، طلعات جوية ليل نهار، لتعزيز خطوط الهجوم أو الدفاع لقوات الجيش، وعلى شكل غارات مباغتة أحياناً أخرى.

ويخالف تمدد «داعش» في سوريا والعراق كل توقعات الدول الغربية، التي كانت تحدثت عن احتوائه. وسيطر «داعش» أيضاً على معبر التنف الذي يقع على مثلث الحدود السورية ـ العراقية ـ الأردنية. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن التنظيم سيطر على آخر معبر حدودي سوري مع العراق بعد انسحاب القوات السورية منه. وأكد مقاتل في «الدولة الإسلامية» اتصلت به وكالة «رويترز» سيطرة التنظيم على معبر التنف الذي يبعد 240 كيلومترا عن تدمر. ويقع معبر التنف، الذي يعرف في العراق باسم معبر الوليد، في محافظة حمص.

واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أن استيلاء «داعش» على تدمر «انتكاسة» لقوات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، في الحرب ضد التنظيم، لكنه أضاف إن الرئيس باراك أوباما يختلف مع الجمهوريين الذين يدعون لإرسال قوات برية أميركية لمحاربته.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بحثا، في اتصال هاتفي، «الوضع في سوريا واليمن بما في ذلك جهود المجتمع الدولي لتسهيل بدء عملية سلام في البقعتين الساخنتين».

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعا للتحرك بسرعة، بحجة خوفه من قيام التنظيم بتدمير آثار تدمر. وقال: «علينا أن نتحرك، لأن هناك تهديداً لهذه الآثار التي هي جزء من تراث الإنســانية، وفي الوقت نفســه علينا أن نتحرك ضد داعش». وأضاف: «يتعين أيضاً التوصل إلى حل سياسي في سوريا، وهذا ما تفعله فرنسا منذ أمد طويل». وذكر بأنه «في كل يوم يخوض تنظيم داعش، وأيضا النظام، معارك ويمارس أيضا ضغوطا على المدنيين».

 

«داعش» يحوز قلب الجغرافيا

عبد الله سليمان علي

لم يكسب تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» معركة «التمدد» وحسب، بل أصبح يسيطر على قلب الجغرافيا في كل من العراق وسوريا، مع الإمعان في ما أسماه «كسر الحدود» بين البلدين، وتعميق الربط بين مناطق سيطرته على ضفتيها.

ويثير هذا التقدم، الذي خالف سائر التوقعات التي سادت العام الماضي في أعقاب بعض الهزائم التي لحقت به وتحدثت عن قرب انهياره وعدم قدرته على تنفيذ هجمات واسعة، العديد من التساؤلات بخصوص التداعيات التي يمكن أن تترتب عليه، محلياً وإقليمياً، وعما إذا كان ممكناً احتواؤها والتحكم بتبعاتها، وكذلك بخصوص الأسباب الحقيقية التي منحت «داعش» هذه القدرة على التقدم، رغم أنه يواجه عملياً أربعة جيوش عربية، هي السوري والعراقي والليبي والمصري، بالإضافة إلى التحالف الدولي المكون من حوالي 60 دولة، من دون أن ننسى «جيش الصحوات» الذي تقوده كل من «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» بمشاركة العشرات من الفصائل المسلحة الأخرى.

ظاهرياً، يبدو أن «الدولة الإسلامية» يسير وفق خطط مدروسة بعناية، وأن الانتقال إلى خطة جديدة لا يكون قبل استكمال تنفيذ الخطة التي سبقتها.

وما يثير الاستغراب أن عملية تنفيذ أي خطة، والانتقال منها إلى الخطة التي تليها وصلت إلى درجة نادرة من الدقة، بحيث تعجز عنها أكثر الجيوش حداثة وتنظيماً، فهل نحن أمام تنظيم تفوق بالفعل على هذه الجيوش من حيث التخطيط والتنفيذ؟ أم أن هذه الدقة اللا المتناهية ذاتها هي بقعة الضوء التي من شأنها أن تكشف حقيقة «الدولة الإسلامية» ونوعية ارتباطاته، وطبيعة الدور الوظيفي الموكل إليه للقيام به على صعيد المنطقة؟.

ففي شهر رمضان من العام 2012 أعلن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي خطة «هدم الأسوار»، وكانت أول مرة يُسمع فيها صوته رغم أنه قاد التنظيم منذ العام 2010، وحدد مهلة عام لتنفيذ هذه الخطة. وبالفعل في الأيام الأولى من شهر رمضان العام 2013 نفذ التنظيم عملية اقتحام سجني أبو غريب والتاجي، وأخرج مئات المعتقلين ومن بينهم قيادات سابقة في التنظيم نفسه وفي تنظيمات «جهادية» أخرى، حيث خرج بعدها بساعات المتحدث الرسمي باسم التنظيم أبو محمد العدناني ليعلن انتهاء خطة «هدم الأسوار» والانتقال إلى خطة جديدة هي «حصاد الأجناد» كما أسماها. ولم يأتِ رمضان العام 2014 إلا وكان التنظيم يسيطر على مساحات شاسعة في كل من العراق وسوريا، في مقدمها مدينتا الرقة والموصل، ليعلن العدناني في أعقاب ذلك عن «كسر الحدود» بين البلدين (سوريا والعراق) ويبشِّر بإعلان «الخلافة الإسلامية»، ثم ظهر البغدادي للمرة الأولى بالصوت والصورة في خطبة الجمعة الأولى من شهر رمضان لذلك العام، وقدم نفسه «خليفة» لكل المسلمين في كل أصقاع الأرض.

واليوم وتحديداً قبل شهر واحد من قدوم شهر رمضان، يحقق «الدولة الإسلامية» تقدماً كبيراً على الأرض، ويسيطر على الرمادي وسط العراق وعلى تدمر وسط سوريا ليربط بين البادية السورية وبين صحراء الأنبار، بعد أن ربط العام الماضي بين مدينة البوكمال في دير الزور ومدينة القائم التي تقابلها من الجانب العراقي.

وفي خطوة لا تخلو من الدلالة، فقد جاء كلا الانجازين بعد ساعات من خطاب للبغدادي دعا فيه المسلمين إلى النفير والانضمام إلى «دولته»، بحيث بات بإمكان أنصار التنظيم أن يقولوا إن خطاب البغدادي فعل فعله.

وما أثار الانتباه في خطاب البغدادي أنه صدر قبل فترة قصيرة من شهر رمضان، فهل هذا دليل على أن البغدادي لن يتحدث إلى أنصاره خلال شهر رمضان المقبل، أم أن التطورات الميدانية اضطرته إلى الخروج بنفسه خصوصاً بعد شيوع خبر اصابته، ليلقي بثقله في الميدان ويحثّ مقاتليه شخصياً على بذل كل إمكاناتهم، لأنه ربما شعر أنه بغير ذلك لن يكون بمقدوره الإعلان عن خطة جديدة، طالما أنه لم ينجح في تحقيق إنجاز ملموس على الأرض. فكان له ما أراد، وبسط عباءة «خلافته» فوق الرمادي وتدمر، مضاعفاً مساحة الأرض التي كان يسيطر عليها، وبالتالي أصبح من غير المستغرب أن يظهر البغدادي أو العدناني في يوم ما من أيام رمضان المقبل كي يعلن عن خطة التنظيم الرابعة، أو على الأقل ليحدد مسار الأحداث، والمنعطف الذي ستسلكه «الخلافة» في خضم التطورات الحاصلة.

ولم يخالف تقدم «داعش» التوقعات التي كانت تتحدث عن قرب انهياره فحسب، بل خالف أيضاً جميع التقارير الإعلامية التي انتشرت مؤخراً حول أولويات التنظيم، وأنه أصبح يضع سوريا في الدرجة الثانية من اهتماماته بعد العراق، حتى أن بعض التقارير تحدثت عن إرسال «داعش» ما يقارب سبعة آلاف مقاتل من سوريا إلى العراق، معتبرة أن هذه الخطوة تشير إلى أن العراق بات هو أولوية التنظيم لا سوريا.

غير أن سيطرة «داعش» على الرمادي وتدمر في وقت متزامن أشارت بما لا يدع مجالاً للشك أن إستراتيجية التنظيم لم تتغير، وأنها تقوم على فكرة «كسر الحدود» والتمدد قدر ما يستطيع، كما تشير إلى أنه ليس من ضمن إستراتيجيته بأي شكل من الأشكال فكرة الانكفاء داخل بلد واحد، وهو ما يقطع الطريق أمام كل المراهنين على أنه يمكن إجبار «داعش» على الانسحاب من العراق والتمركز في سوريا تمهيداً للقضاء عليه هناك بعد الانتهاء من النظام السوري وترسيخ سلطة جديدة في البلاد.

وإذا كانت السيطرة على الرمادي قد أعادت للتنظيم القدرة على المبادرة، وجعلته أقرب من أي وقت مضى، بهذا الشكل المكثف، إلى العاصمة بغداد، فإن سيطرته على تدمر وضعت بين يديه سلسلة طويلة من الخيارات التي يمكنه اللجوء إليها، حيث أتاحت له هذه السيطرة إمكانية العبور باتجاه غالبية أرياف المحافظات السورية ومنها دير الزور وحلب وإدلب وحماه وحمص ودمشق والسويداء وصولاً إلى درعا. وأهمية هذا التطور أنه خلط الأوراق وأدّى إلى إرباك خطط الأطراف كافة في الساحة السورية، لأنه أصبح لزاماً على كل طرف أن يأخذ موقف «داعش» في الحسبان قبل أن يتحرك على الأرض، حيث أن الأخير، وإن كان لا يستطيع أن يتمدد بسهولة في أي اتجاه يريد، غير أنه بات يملك من خطوط الإمداد والمواصلات ما يتيح له التشويش على مخططات غيره، إن لم يكن إجهاضها، وهذا في الواقع أكثر ما يثير قلق الفصائل المسلحة، سواء في القلمون الشرقي أو في ريف حلب، لأنها تدرك أنها باتت تحت رحمة التنظيم أكثر من أي وقت مضى.

 

دمشق: تخوف من خرائط جديدة بقوة السلاح

زياد حيدر

اتهم مسؤول سوري رفيع المستوى «جهات أجنبية» بتقديم «دعم لوجستي» الى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» في هجومه الأخير على مدينة تدمر، مشيراً إلى أن عبور مئات المقاتلين، وعشرات الآليات، مسافة 70 كيلومتراً في البادية السورية «لا يمكن أن يتم من دون مساعدة لوجستية أو مراقبة»، من قبل قوات التحالف التي «لم تحرك ساكناً».

ورأى المسؤول أن تقدم «داعش» الأخير «لا يمكن فصله عن الانتصارات التي جرت في جبال القلمون»، وهدفه «امتصاص ما جرى هناك».

وكان «داعش» استهدف تدمر، للمرة الأولى، منذ 10 أيام، إلا أن قوات الجيش والدفاع الوطني تمكنت من صده، بعد أن قام التنظيم بمحاولة اقتحام الحي الشرقي، والذي ترافق مع تدميره آبار مياه شرب المدينة، وقصفها صاروخياً. ولاحقا تمكن التنظيم، بعد استقدام تعزيزات من المنطقة الشرقية في الرقة وريف دير الزور، من الاستيلاء على المدينة، مستهلاً هجومه بتفجير ثلاث سيارات حيدت حاجز بخيتان، ووصولا للحي الشمالي وفرع أمن الدولة، قبل أن تتحول المعركة إلى قتال شوارع، تلاه انسحاب قوات الدفاع الشعبي، والجيش تدريجياً، مع 1400 أسرة اختارت ترك المدينة.

وساهمت طبيعة القتال، التي جرت في أحياء تدمر، في استبعاد أي دور لسلاح الطيران، علماً أن أهم المطارات العسكرية السورية لا يبعد سوى 60 كيلومتراً عن المدينة.

وسبق لـ «داعش» أن استهدف مطار «تي فور» في أوقات سابقة، كما حاول مرات عديدة إعداد حملات لاقتحامه باءت بالفشل، عبر الهجوم على أسواره الممتدة لعشرين كيلومتراً.

وبالرغم من أن الصواريخ في الأيام السابقة سقطت ضمن حرم هذا مطار الإستراتيجي، إلا أنه بقي بفعاليته العسكرية من دون توقف.

ويؤمن مطار «تي فور» حوالي 80 في المئة من الحركة الجوية في سماء سوريا، وتنفذ قاذفات «سوخوي»، وأخرى من نوع «ميغ»، وقاذفات أخرى ليلية، طلعات جوية ليلاً نهاراً، لتعزيز خطوط الهجوم أو الدفاع لقوات الجيش، وعلى شكل غارات مباغتة أحياناً أخرى.

ومن الطبيعي أن التنظيم لن يستطيع استخدام المطار في حال تمكنه من اقتحامه، إلا أنه سيعيق الإسناد الجوي، ما يعني تحييد قسم كبير من الطيران العسكري، المؤثر جداً في مسار المعارك.

ويتفق عسكريون على أن الطيران لا يستطيع «تحرير مدن» بمفرده، وهو ما يضع إمكانية استعادة تدمر موضع تساؤل في الفترة المقبلة، وذلك بالرغم من تأكيد مسؤول محلي لـ «السفير» أنه «ليس من خشية على المطار العسكري، وأن حاميته محصنة وقادرة على صد هجوم» مشابه.

وعزز «داعش» مجدداً من وجوده في محيط حقل شاعر الشهير للغاز، علماً أن القسم الأكبر من الحقل ما زال تحت سيطرة الجيش وقوات الدفاع المحلية. وقالت مصادر من المنطقة، لـ «السفير»، إنه «يجري تقوية التحصينات في المنطقة» تحسباً لهجوم التنظيم مجدداً، كما أن قسماً من الجنود الذين انسحبوا من تدمر انتقلوا إلى مناطق شاعر وشحار والمناطق المجاورة الأخرى، خصوصاً في ضوء ما يبدو أنه إستراتيجية للجيش الذي يفضل خسارة مناطق جغرافية على خسارة أعداد كبيرة من الجنود، ولا سيما بسبب ضغط المعارك في أنحاء متفرقة من سوريا، والتفوق العددي الذي يتوفر عبر الحدود التركية والأردنية للخصم في الشمال والجنوب.

وبرغم الخسارة، ذات الوجهين المعنوي والمادي، التي تمثلها تدمر، إلا أن مخاوف أخرى رافقت المعركة التي استمرت يومين من أن يكون ما يجري مقدمة أولوية لخريطة نفوذ جديدة، ستقسم البلاد إلى خطوط تماس وقتال، تتمتع بصلابة نسبية تتيح لها ربما البقاء أوقاتاً طويلة.

وأبدى مراقبون قلقاً من أن يتحمس «داعش»، الذي تمدد في المنطقة الشرقية بشكل واسع، للاستحواذ على مطار دير الزور العسكري والمناطق المحدودة وسط المدينة التي تقع تحت سيطرة الجيش.

ومعروف أن الاتصال مع المدينة يجري حصرياً عبر المطار العسكري، في ظل سيطرة التنظيم على مناطق الريف كما على الرقة. كما تنسجم هذه المخاوف، مع تقديرات أن يؤدي الضغط الذي يتعرض له «داعش» في الأنبار إلى هروب مقاتلين جدد باتجاه سوريا، مما سيزيد من فعالية هجومهم، وستصبح بهذه الحال مدينة الحسكة على أجندة التنظيم بشكل فعلي، علماً أنها لم تنجُ من هجماته، كما يخوض مقاتلوه فيها معارك كرٍّ وفرٍّ مع وحدات الجيش والإدارة الذاتية الكردية منذ زمن طويل.

وتزامن سقوط تدمر مع تقدم مجموعات «جبهة النصرة»، فرع «القاعدة في بلاد الشام»، وحلفائها في «جيش الفتح» في ريف إدلب، واستيلائهم على معسكر المسطومة. ويجد المسؤولون في دمشق صعوبة في فصل المسارين، برغم حالة الاشتباك التي تحصل بين «النصرة» و «داعش» أحياناً، حيث تبدو الصورة، وكأن خطوط تماس جديدة يراد لها أن تُرسم، بحيث لا تترك أثرها على مستقبل أي تسوية سياسية محتملة فقط، بل وعلى التقسيم الجغرافي القائم في المنطقة منذ اتفاقية «سايكس – بيكو» الشهيرة مطلع القرن الماضي.

 

مكاتب للمعارضة السورية تبدأ بإصدار جوازات سفر لمواطنيها

ريف حلب ـ «القدس العربي» من ياسين رائد الحلبي: بدأت مكاتب تابعة للمعارضة السورية بإصدار جوازات سفر للسوريين، وذلك في مدينة الريحانية التابعة لولاية هاتاي في تركيا، وفي إسطنبول حيث يقع المكتب الرئيسي، وهناك تجهيزات لفتح مكتب جديد في مدينة غازي عنتاب التركية.

وقال الناشط السياسي حسين طالب في حديث خاص مع «القدس العربي»: هذه الخطوة منقوصة السلامة القانونية، حيث اتفق أحد المعارضين السوريين والمقيم في فرنسا مع الشركة الفرنسية ذاتها التي تصنًع الجوازات للنظام، وقام بذلك باسم الائتلاف السوري المعارض، وكان الائتلاف موافقا على هذه الخطوة، إلا أن الأمم المتحدة وبعض الدول أوقفت العملية ولم تقبل الإعتراف بهذا الجواز بعد وصول كمية كبيرة من الجوازات إلى تركيا، وبعد دفع ثمنها وفقاً لعقود مع الشركة الفرنسية.

وتابع حسين طالب حديثه: «لم توقف الإشكالية صاحب الخطوة والمبادرة من استصدار الجوازات، وذلك بسبب تطابق الجواز الذي تصدره مكاتب المعارضة مع جوازات النظام السوري، إلا أن مديرية الهجرة التابعة للنظام السوري لديها شيفرة تقوم بوضعها على الجواز وتقوم بتعميمها على الحكومات كافة في دول العالم».

ومن جهة أخرى فقد تم التأكد من أن هذه الجوازات تشابه الجوازات المزورة المتطورة، والتي كان يدفع المواطن السوري 1500 دولار ليحصل عليها، وتطبع بمكاتب خاصة وآلات حديثة، أما جوازات المعارضة التي تصدر حالياً فهي مطبوعة من المصدر نفسه الذي يطبع للنظام السوري، ويحصل المواطن السوري عليه بمبلغ 200 دولار فقط، وهي ذات دقة عالية وكبيرة، إلا أنها لا تحمل الشيفرة الخاصة بالنظام وغير مقيدة لديه، وبالتالي قد تقبل في بعض المطارات، وقد ترفض حالها حال الجوازات المزورة.

من جهته لم توقف الحكومة التركية هذه المكاتب، ووافقت ضمنياً على استمرار عملها مما يدل على رضاء الحكومة التركية للعمل على هذا الجواز منقوص الشيفرة الرئيسية للنظام السوري، ولكن مصدره الشركات الفرنسية التي تستطيع من خلاله تتبع أي شخص يدخل إلى المطارات بواسطة شيفرات معينة لا تشكل تهديدا أمنيا لأي دولة، وقد يكون موقف الحكومة التركية من الجواز الموافقة عليه في الوقت الراهن، كما حصل مع الجوازات الرسمية؛ إلا أنها تستطيع رفضه عند أي تهديد أمني أو إشكال قانوني دولي لها.

وقال المعارض ياسر الزاكري على صفحته الرسمية ان الائتلاف تعاقد مع شركة فرنسية لإصدار الجوازات بموافقة الحكومة الفرنسية، إلا أن الائتلاف لم يستطع دفع جميع الالتزامات المالية لاتمام الصفقة حيث دفعها أحد المعارضين، وعمل على إصدار الجوازات مقابل 200 دولار للجواز الجديد، و75 دولارا لتمديد الجوازات القديمة.

وبادر العديد من الناشطين لتقديم طلبات جوازات السفر في تلك المكاتب مع تردد البعض الآخر بسبب غموض تلك الجوازات بالرغم من سلامتها الشكلية، لكن البعض حذر منها بسبب استمرار النظام بإصدار الجوازات، وذلك عملاً بالعرف الشائع لدى الدول لعدم قبول جوازات سفر من طرفين في دولة واحدة.

وكان النظام السوري استبق هذا الموضوع وألغى الإجراءات الأمنية عن جواز السفر، وقام بإصداره مقابل مبلغ مالي قدره 400 دولار في القنصليات والسفارات التابعة له في أنحاء دول العالم، وذلك ليبقى سيد الموقف بإصدار جوازات رسمية تحمل الصيغة القانونية بمبلغ قدره 400 دولار للجواز الجديد، و 200 دولار لتمديد الجواز منتهي الصلاحية.

 

فلسطيني من مخيم اليرموك وابنه يعيشان في مطار دبي منذ أسبوعين

مخاوف من ترحيلهما إلى سوريا

لندن ـ «القدس العربي»: قالت وسائل اعلام بريطانية ان لاجئاً فلسطينياً من مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق، عالق في مطار دولة الإمارات العربية منذ أكثر من أسبوعين بعد منعه من دخول الإمارات بالإضافة إلى منعه من دخول عدة دول عربية أخرى.

وقال وائل السهلي ـ 41 عاماً – في مقابلات نشرتها وسائل اعلام غربية أنه وابنه البالغ من العمر 9 سنوات عالقان في مطار دبي الدولي منذ 15 يوماً دون إعطاء أي اعتبار لهما، وأضاف أن السلطات الإماراتية هددته بإرساله مرة أخرى على متن طائرة عائدة لسوريا.

وأشار السهلي أنه كان يقوم بأعمال إنسانية بالإضافة لتقديم الرعاية الطبية للناس في مخيم اليرموك في دمشق لكن النظام السوري اتهمه بمساعدة «الإرهابيين» على حد قوله.

وأضاف أنه اعتقل لمدة شهر وأفرج عنه لكن عددا كبيرا من فلسطينيي المخيم ألقي القبض عليهم من قبل النظام بالتهمة نفسها «مساعدة الناس»، مشيراً أن الكثير من هؤلاء الناس ماتوا تحت تعذيب النظام، وأنه فضل الهروب بعد مشاهدة أصدقائه يقتلون الواحد بعد الآخر حسب ما قال.

وذكر السهلي أنه أقام في الأردن لمدة عامين ونصف العام دون حصوله على تصريح إقامة، وأجبرته بعدها السلطات الأردنية على المغادرة مشيراً إلى أنه لم يكن مسموحاً له بالحصول على إقامة شرعية لأن السلطات في الأردن تطلب كفيلاً على المقيم «الفلسطيني» بسبب ما أسماه «خشيتهم من حدوث تغيير في التركيبة السكانية الخاصة بهم»، مضيفاً «لدينا بالفعل ثلاثة ملايين فلسطيني، ولسنا بحاجة لأكثر من ذلك».

وأكد وائل السهلي أن هناك أكثر من 10000 لاجئ فلسطيني قدموا للأردن من سوريا غير معترف بهم رسمياً من قبل الحكومة الأردنية».

وكان السهلي وابنه قد توجها لدولة السودان – مع التوقف في دبي – وبعدها إلى ليبيا ثم – مخاطراً بحياته – في رحلة عبر البحر المتوسط إلى أوروبا «في محاولة لتأمين مستقبل لأطفالي» كما يقول. لكن السلطات السودانية لم تمنحه تأشيرة لدخول السودان وأعادوا إرساله على متن طائرة إلى دبي.

وحاول السهلي أثناء مكوثه عالقاً في مطار دبي وممنوعاً من الأردن الإتصال بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين «الأونروا» أملاً بحصوله على تأشيرة لدخول بلد آخر، لكن لم يجد أي قبول من أية دولة عربية بإعطائه تأشيرة دخول ومشيراً أنه «بات يخشى من إعادته قسراً إلى سوريا» وناشد منظمات حقوق الإنسان ومنظمات العمل الأهلي التدخل من أجل عدم ترحيلهما الذي قد يعرض حياتهما للخطر.

 

حزب الله: سندعم الأسد«مهما طال الزمن»

بيروت ـ رويترز: يرى حزب الله أن منطقة الشرق الأوسط معرضة لخطر التقسيم دون نهاية قريبة للحرب في سوريا حيث تقاتل عناصره إلى جانب الرئيس بشار الأسد ضد مقاتلين مدعومين من خصومه الإقليميين.

وقال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إن المسلحين غير قادرين على الإطاحة بنظام الأسد على الرغم من المكاسب الأخيرة في المعارك بما فيها سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة تدمر هذا الأسبوع.

وأضاف قاسم في مقابلة مع رويترز أن حلفاء الأسد – إيران وروسيا وحزب الله – سيدعمونه «مهما طال الزمن». وأكد أن «الرئيس الأسد هو رئيس سوريا الذي سيبقى بشكل طبيعي ومن أراد حلا سياسيا عليه أن يتعاطى مع الرئيس الأسد ولا يوجد أي حل سياسي من دونه. ونحن نرى أن هذا الصمود الكبير الذي حصل في سوريا لمدة أربع سنوات وثلاثة أشهر يؤثر فيه الرئيس الأسد بشخصه بشكل كبير. من هنا نحن لا نعتبر أننا في مرحلة النقاش في مصير الأسد.»

وحزب الله حليف أساسي للأسد في الحرب وأرسل مقاتلين لمساعدته في التشبث بالأراضي وبالسلطة.

ويصف حزب الله دوره في المنطقة بأنه صراع ضد الجهاديين الذين يشكلون تهديدا متزايدا للمنطقة.

وقال قاسم إن السياسة السعودية هي المسؤولة عن الفوضى متهما الرياض «بالازدواجية في المواقف» عبر دعم السنة المتشددين أو «التكفيريين» في الشرق الاوسط وقمعهم في الداخل.

وألقى اللوم على الولايات المتحدة قائلا إنها إلى الآن «ليست مستقرة على قرارات سياسية واضحة في المنطقة لذا هي تعتمد الفوضى البناءة على قاعدة أن ترى كيف تميل الأمور ثم بعد ذلك تحسم اتجاهاتها.»

وأضاف «المنطقة اليوم هي منطقة ملتهبة متوترة ليس فيها حلول مطروحة ويبدو أن هذا الأمر سيستمر لعدة سنوات وهي معرضة أيضا لإمكانية التقسيم في بعض بلدانها إلى أن تتغير معادلات ميدانية وتتوقف بعض المواقف الخاطئة التي تعطي فرصة للإرهاب التكفيري ليستمر.»

وقال قاسم «الخطر الأكبر في مشروع التقسيم في المنطقة هو على العراق لأن أمريكا تروج لهذا الأمر ويبدو أن هناك مكونات في العراق تريد هذا الاتجاه لكن ليس الأمر ناضجا حتى الآن.»

ورأى قاسم أن الدمار سيستمر في سوريا «وهي لن تخضع. إذن سيستمر التدمير. وبكل صراحة الحلول معلقة في سوريا. لا يوجد حل سياسي في المدى المنظور في سوريا و(المسألة) متروكة للاستنزاف وللميدان» ولانتظار التطورات الأخرى في المنطقة ولا سيما في العراق.

وحينما قادت الولايات المتحدة حملة غارات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا وشرقها بدا الأسد واثقا بشكل متزايد مع بداية السنة.

ولكن منذ نهاية شهر مارس /آذار منيت قواته بعدة انتكاسات. فقد سيطر جيش الفتح -وهو تحالف عسكري إسلامي يعتقد أنه مدعوم من قطر والسعودية وتركيا – على أجزاء واسعة من المناطق في محافظة إدلب.

كما أن مجموعات مقاتلة أخرى في جنوب البلاد سيطرت على معبر حدودي مع الأردن في حين أن تنظيم الدولة الإسلامية -وهو أقوى تنظيم متشدد في سوريا – يهاجم مناطق تحت سيطرة الحكومة مما يزيد من الضغط الذي يتعرض له الجيش.

وقال قاسم إن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة تدمر الأثرية هذا الأسبوع هو جزء من الكر والفر في الحرب.

وأضاف «باعتقادنا أن كل ما يحصل الآن في سوريا هو عمليات كر وفر ميدانية لا تغير في المعادلة لا جغرافيا ولا سياسيا.. تارة ينجح النظام في تحسين موقعه في مكان وأخرى ينجح داعش (الدولة الإسلامية) في تحسين موقعه في مكان آخر ولكن هذا لن يؤثر على الخارطة الميدانية العامة التي فيها سيطرة إجمالية للنظام وعدم إمكانية إسقاطه.»

وجاءت خسائر قوات الجيش السوري في إدلب على أيدي تحالف من القوى الإسلامية يضم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وأحرار الشام. وعمل الفصيلان تحت لواء «جيش الفتح».

وتابع قاسم أن قطر والسعودية وتركيا تقوم بتدريب وتسليح وتمويل هذه الجماعات لمحاولة تغيير التوازن العسكري من خلال «تجميع لقوات الإرهاب التكفيري برعاية تركية سعودية قطرية وإشراف أمريكي … لكن أعتبر أن هذا التعديل الميداني هو مؤقت وغير جذري ولا يغير المعادلة العامة في سوريا.»

وتنفي قطر وتركيا تقديم أي دعم للجماعات الجهادية المتشددة مثل الدولة الإسلامية ولكنهما لا تخفيان تأييدهما لأعمال العنف المسلحة ضد الأسد.

ويشارك حزب الله الجيش السوري في معركة ضد مجموعات مسلحة منها جبهة النصرة في منطقة جبلية على الحدود بين لبنان وسوريا. ويقول إنه يهدف من هذه المعركة إلى منع التسلل إلى لبنان الذي تعرض بشكل متكرر إلى هجمات انتحارية مرتبطة بالصراع في سوريا الذي بدأ عام 2011.

وقال قاسم «لا بد أن نكون دائما في حالة دفاع وانتباه واستعداد من أجل التحرير كي نقلص قدرتهم على أن يشكلوا خطرا على لبنان وعلى الواقع الموجود في المنطقة.»

وأضاف «حلفاء سوريا مستمرون في دعم سوريا الأسد إلى النهاية مهما طال الزمن.» وقال إنه إذا كان هناك من يعتبر هذا الدعم سبب قوة «فهذه ليست إهانة ولا تهمة ومن حق الرئيس الأسد أن يستعين بكل وسائل القوة.»

وكرر قاسم موقف حزب الله بأن ما تقوم به السعودية من هجمات على الحوثيين هو عدوان على اليمن.

وردا على سؤال عما إذا حزب الله يساعد الحوثيين قال «لا أعتقد أنهم في اليمن بحاجة إلينا ولا إلى إيران في هذه المرحلة. لديهم ما يكفيهم. الجيش اليمني جيش مسلح ولديه إمكاناته وأيضا أنصار الله وكل شاب يمني لديه سلاح وهذا معروف في اليمن والمعركة لا تحتاج أكثر مما يملكونه.»

 

المرصد: تنظيم «الدولة الإسلامية» أصبح يسيطر على أكثر من 50٪ من مساحة سوريا

مصرع أربعين مقاتلا معارضا جراء قصف جوي للنظام على مدينة حلب… و15 عنصرا من «جبهة النصرة» في قصف للتحالف الدولي

 

عواصم ـ وكالات: سيطر تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية في الصحراء السورية بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، ما يثير مخاوف جدية على الآثار القيمة الموجودة في المدينة والمدرجة على لائحة التراث العالمي.

وتفتح هذه السيطرة الطريق أمام التنظيم الجهادي نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص (وسط) حيث تدمر حتى الحدود العراقية شرقا. وبالتالي، بات التنظيم يسيطر على نصف مساحة سوريا الجغرافية تقريبا.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن امس «انتشر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في كل انحاء المدينة بما فيها المنطقة الأثرية في جنوب غربيها والقلعة في غربها».

وتحدث الناشط محمد حسن الحمصي المتحدر من تدمر عن «انهيار قوات النظام التي انسحبت من معظم المواقع من دون مقاومة تذكر».

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» ان «قوات الدفاع الشعبي انسحبت من أحياء تدمر بعد تأمين خروج معظم الأهالي واستقدام تنظيم «داعش» الإرهابي أعدادا كبيرة من إرهابييه». وانسحبت معظم قوات النظام في اتجاه مدينة حمص، بحسب المرصد الذي أشار إلى ان «قسما من السكان نزح إلى حمص، بينما لازم آخرون منازلهم».

وبدأ التنظيم هجومه في اتجاه مدينة تدمر في 13 أيار/مايو وسيطر على مناطق محيطة بها خلال الأيام الماضية وسط معارك ضارية مع قوات النظام. وتمكن من دخول المدينة بعد ظهر أمس وتقدم فيها سريعا.

ولم يعرف بالتحديد مصير نزلاء سجن تدمر الواقع شرق المدينة والذي وصفه الناشط محمد الحمصي على حسابه على موقع «فيسبوك» بـ»القبر الكبير»، وهو سجن ذاع صيته في الثمانينات بسبب ممارسات القمع التي حصلت فيه على يد نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد.

وقال المرصد ان قوات النظام قامت خلال الأيام الماضية بنقل السجناء إلى مكان آخر لم يحدد.

وبحسب المرصد، أسفرت معركة تدمر التي استمرت ثمانية أيام عن مقتل 462 شخصا على الأقل، هم 71 مدنيا و241 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، و150 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية».

ويثير دخول التنظيم الجهادي إلى المدينة العريقة قلقا في العالم، إذ سبق للتنظيم ان دمر وجرف مواقع وقرى أثرية في سوريا والعراق خصوصا بينها آثار الموصل ومدينتا نمرود والحضر التاريخيتان.

وحذرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) ايرينا بوكوفا في شريط فيديو نشر على موقع المنظمة الالكتروني الخميس من ان «اي تدمير لمدينة تدمر لن يكون جريمة حرب فحسب وانما أيضا خسارة هائلة للبشرية». وطالب المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبدالكريم الخميس المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ المدينة.

وقال «أناشد المجتمع الدولي، لا تكونوا متقاعسين أكثر من ذلك يكفي من التقاعس… طالما ان التراث السوري هو تراث إنساني فعلى المجتمع الدولي ان يتحرك ويمنع التهريب والتدمير بحق التراث».

وكانت تدمر قبل اندلاع الأزمة السورية في 2011 الوجهة الأساسية للسياح في سوريا، اذ كان يزورها سنويا أكثر من 150 ألف سائح.

وقالت مها قندلفت، المسؤولة في شركة أدونيس للسفر والسياحة، وهي من أبرز الشركات في القطاع السياحي السوري، «كانت مكاتب السياحة العالمية تطلب إدراج تدمر على رأس المعالم الأثرية في برامج الرحلات».

وأضافت «كانت حجوزاتنا (في المنشأة السياحية التي تملكها الشركة في تدمر) كاملة لمدة عام، ما كان يضطرنا إلى الحجز في فنادق أخرى في المدينة».

وفتحت السيطرة على تدمر الطريق للتنظيم على البادية السورية حيث لا يزال النظام يحتفظ فقط ببعض المواقع العسكرية بينها ثلاثة مطارات عسكرية «س 1» و»س 2» ومطار تيفور العسكري.

وقال عبد الرحمن «بات التنظيم بعد سيطرته على كامل منطقة تدمر والغالبية الساحقة من البادية السورية يسيطر على أكثر من 95 ألف كلم مربع من المساحة الجغرافية لسوريا»، اي ما يوازي نصف مساحة البلد، وان كانت هذه المساحة لا تضم الغالبية السكانية.

وأوضح الخبير الفرنسي في الشؤون السورية فابريس بالانش ان سيطرة التنظيم «تؤمن تواصلا جغرافيا مع العراق من خلال البادية السورية».

وأشار إلى ان السيطرة على تدمر تعني أيضا «السيطرة على حقول مهمة للغاز تغذي محطات التوليد الكهربائي السورية». ورأى انه على الرغم من ان تنظيم «الدولة الإسلامية» «لن يتمكن من استثمار هذه الحقول، لكنه يحرم المناطق الحكومية من جزء آخر من تموينها بالطاقة».

وبات تنظيم «الدولة الإسلامية» يسيطر على «الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا»، بحسب المرصد. وبقي خارج سيطرته حقل «شاعر» الذي تسيطر عليه قوات النظام في ريف حمص الشرقي، وحقول رميلان التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في ريف الحسكة.

ويتواجد التنظيم في حوالي 30 في المئة من محافظة الحسكة (شمال شرق) وفي محافظة الرقة باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الأكراد وفي كامل محافظة دير الزور (شرق) باستثناء نصف مدينة دير الزور ومواقع أخرى محددة للنظام، والجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب باستثناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية ومحيطها. كما بات له تواجد كثيف في ريف حمص الشرقي من تدمر إلى الحدود العراقية، وفي ريف حماة الشرقي (وسط).

إلى ذلك قتل أربعون مقاتلا معارضا من كتيبة واحدة أمس الخميس جراء قصف جوي ببرميل متفجر تبعه صاروخ استهدف مقرهم الواقع في حي الشعار في شرق مدينة حلب (شمال)، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بريد إلكتروني «قتل ما لا يقل عن أربعين مقاتلا من كتيبة اسلامية (…) بينهم ثلاثة قياديين، جراء قصف ببرميل متفجر عقبه قصف صاروخ من الطيران الحربي استهدف مقرهم في حي الشعار في مدينة حلب». وأشار إلى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب «وجود إصابات خطرة». وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى ان «المقاتلين ينضوون في كتيبة تابعة للجبهة الشامية».

وتضم «الجبهة الشامية» التي تشكلت في كانون الأول/ديسمبر في حلب عددا من الفصائل الإسلامية أبرزها «جيش المجاهدين» و»الجبهة الإسلامية» و»حركة نور الدين زنكي» و»جبهة الأصالة والتنمية».

وقال عبدالرحمن ان «القصف الجوي أدى إلى انفجار قذائف كانت موجودة في مستودع داخل مقر الكتيبة، ما أحدث دويا قويا».

وتشهد مدينة حلب مواجهات عنيفة منذ عام 2012 بين قوات النظام والمعارضة اللتين تتقاسمان السيطرة على أحيائها.

وتقصف قوات النظام بانتظام مناطق تخضع لسيطرة قوات المعارضة في مدينة حلب وريفها بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة التي تلقى من طائرات مروحية وقد حصدت مئات القتلى منذ نهاية العام 2013.

ويقصف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية من المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام بقذائف صاروخية غالبا ما توقع ضحايا بين المدنيين.

وقتل 15 عنصرا من جبهة النصرة، ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا، الاربعاء في غارات لطائرات التحالف الدولي على منطقة في محافظة حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بريد إلكتروني «لقي ما لا يقل عن 15 مقاتلا من «جبهة النصرة» غالبيتهم من الجنسية التركية، مصرعهم الاربعاء جراء قصف لطائرات التحالف العربي الدولي على مقرين لـ»جبهة النصرة» في قرية التوامة في الريف الغربي لمدينة حلب».

 

صور لفتاة سورية في تركيا تتناول الطعام من القمامة تثير جدلا واسعا في الصحافة والرأي العام

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي» لليوم الثاني على التوالي، يتواصل في تركيا جدل حاد حول صور ومقطع فيديو لفتاة سورية تتناول الطعام من القمامة في مدينة غازي عنتاب جنوب البلاد.

وفي ظل تعدد الروايات وتضاربها حول الحادثة، اتهمت منظمة مقربة من الحكومة وكالة أنباء معارضة بـ«افتعال الحادثة» بهدف استخدامها في الدعاية الانتخابية ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم، في حين اتهم آخرون الفتاة بـ«امتهان التسول ومحاولة استعطاف المارة». الفيديو الذي بثته وكالة «اخلاص التركية للأنباء» والمعروفة بمعارضتها للحزب الحاكم انتشر بشكل واسع جداً على شبكات التواصل الاجتماعي، في حين نشرت صحف تركية معارضة الصورة كمانشيت على رأس الصفحة الأولى، وكتبت: «لستِ أنت من يجب أن يخجل ويختبئ» الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة ومتباينة من الأتراك والسوريين على حد سواء.

 

رواية الفيديو الأصلي

 

يظهر في الفيديو الأول الذي بثته وكالة «اخلاص» فتاة سورية تبلغ من العمر قرابة الـ»22» عاماً تقوم بجمع الطعام من داخل حاوية قمامة في أحد شوارع مدينة غازي عنتاب وتأكل منه مباشرة.

الفتاة وفي حوار مع الوكالة التي زارتها في منزلها المكون من غرفة واحدة متهالكة قالت انها سورية ومتزوجة ولديها طفلين، قتل والدهم في الحرب الدائرة بسوريا وأنها تعمل على جمع الطعام من حاويات القمامة لإطعام أطفالها.

 

اتهامات للوكالة بـ«افتعال الحادثة»

 

هيئة الإغاثة التركية IHH قالت في توضيح لها على صفحتها على الفيس بوك أن فيديو وصور الفتاة السورية هو «أمر مدبر يهدف من خلاله الإساءة والدعاية الانتخابية ضد الحكومة التركية».

وقالت الوكالة في التوضيح الذي نشرته: «تواصلت هيئة الإغاثة التركية مع الجهات المعنية والجريدة التي رفضت اعطاء أي بيان أو معلومة عن السورية «أميرة» فيما يقصد منه الإساءة والدعاية الانتخابية ضد الحكومة التركية والمنظمات الأهلية الداعمة للسوريين فنرجو الحذر». ومن المقرر أن تجري الانتخابات البرلمانية في تركيا في السابع من شهر يونيو/حزيران المقبل، وسط منافسة شديدة بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وأحزاب المعارضة التي وعد زعيم أكبر أحزابها كمال كليشدار أوغلو قبل أيام بالعمل على إعادة 2 مليون سوري من تركيا إلى بلادهم في حال فوزه في الانتخابات المقبلة.

 

الفتاة تلقت 250 ليرة

تركية وزوجها لم يقتل

 

وفي تسجيل مصور آخر، ظهر ممثلون عن جمعية إغاثية تركية يحققون مع الفتاة حول صحة الحادثة بحضور المصور الذي التقط المشاهد بحضور زوجها التي ادعت في الفيديو الأول أنه قتل خلال الحرب الدائرة بسوريا.

وفي الفيديو الذي اطلعت «القدس العربي» عليه، قالت الفتاة إنها تلقت 250 ليرة تركية (قرابة 100 دولار) مقابل تصوير المشهد، وهو الأمر الذي نفاه المصور وقال أنه صورها بالمصادفة ومن ثم قام واثنان من زملائه بمنحها من كل واحد منهم «10 ليرات تركية».

وعندما طلب منها ممثل جمعية (imkander) الإغاثية احضار المبلغ لإثبات تلقيه من المصور رفضت الفتاة ذلك مدعية أنه مخبأ، ومن ثم غيرت أقوالها بأنها سلمته للشرطة، ويظهر ممثل الجمعية وهو يلوم العائلة على امتهان التسول مشيراً إلى أن المؤسسات الإغاثية التركية تقوم بتقديم المساعدات لهم بشكل دوري. ونقلت وسائل إعلام تركية عن جيران الفتاة أنها تعيش مع زوجها الذي يرسلها يومياً للتسول، معتبرين أنها تتقصد أن تظهر وكأنها تأكل من القمامة لاستجلاب عطف المارة، على حد زعمهم.

 

2 مليون لاجئ

 

وتقول تركيا انها استقبلت منذ بداية الثورة السورية قرابة 2 مليون لاجئ على أراضيها، وقدمت لهم مساعدات إنسانية بقيمة تجاوزت 5 مليارات دولار، حيث يقيم مئات الآلاف في مخيمات تتمتع بالخدمات الانسانية والصحية والتعليمية، في حين يتوزع الآخرون على المحافظات التركية.

وتتهم منظمات إغاثية تركية بعض اللاجئين السوريين برفض العيش بالمخيمات وتفضيل التسول على ذلك، حيث تعمل هذه المؤسسات بالتعاون مع منظمات سورية على محاربة الظاهرة الذي يقول الغالبية العظمى من السوريين إنها تسيء إليهم وللدولة التركية.

 

القيادة العامة لوحدات «حماية الشعب» الكردية السورية في الحسكة تهب مقاتليها أراضي مصادرة من العرب

ريف الحسكة ـ «القدس العربي» من مصطفى محمد: كشفت مصادر محلية في مدينة الحسكة عن عزم السلطات المحلية في المدينة، أو ما يعرف بالقيادة العامة لوحدات حماية الشعب، منح كل مقاتل يقاتل في صفوفها مساحة من الأرض الزراعية، تقدر بحوالي 200 دونم بطريقة «الاستثمار المجاني».

وقالت المصادر ذاتها: إن ملكية هذه الأراضي الزراعية تعود لمواطنين عرب تم تهجيرهم من قراهم قسراً، وتمتد هذه القرى من الريف الغربي في مدينة رأس العين، وصولاً إلى جبل عبدالعزيز، ومن الريف الجنوبي لمدينة القامشلي وصولاً إلى مدينة تل حميس، وجميعها قرى تم تهجير سكانها من القومية العربـــية، من قبـــل وحدات حمــــاية الشعب الكردية، بعيد اندلاع الثـــورة الســـورية، وعقـــب تسليم النظام السوري إدارة تلك المناطق إلى الأكراد، الذين شكلوا ما بات يعرف بكانتون « روج آفا» أو غرب كردستان.

وبحسب ما أكد الناشط الاعلامي سراج الدين الحسكاوي، فإنه يتم الحديث وتبادل الآراء حاليا بين صفوف الوحدات الكردية بشأن بدء تطبيق هذا القرار، الذي يتم التعامل معه بكل سرية.

وأضاف لـ«القدس العربي»: الكثير من تلك الأراضي تمت مصادرتها بدعوى أن ملكيتها تعود لمقاتليــن من أفراد الجيش حر، أو بتهمة الانتماء لتنظـــيم «الدولة الإسلامية».

وعن تاريخ مصادرة تلك الاراضي قال: «هذه المصادرات ليست وليدة اللحظة، لكنها سياسة ممنهجة تمارس ضد العرب، من قبل الميليشيات الكردية، التي تستغل الحالة غير المنظمة للعشائر العربية، التي لاتمتلك زمام القوة، فضلاً عن التحالفات التي نجح النظام والأكراد معاً في عقدها، مع بعض شيوخ العشائر المخترقين، من أمثال حميدي دهام الجربا متزعم ميليشيا «الصناديد» ومحمد فارس الطائي شيخ قبيلة طي»، لافتاً إلى ضعف الرابطة العشائرية بسبب عدم امتلاكها السلاح.

من جهته اعتبر حسن الظاهر، وهو قائد عسكري سابق في الجيش الحر كان متواجدا في المدينة، القرار الأخير دليلاً فاضحاً على مدى الأزمة التي تمر بها وحدات الحماية الكردية، جراء قتالها مع تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأوضح الظاهر وهو واحد من أبناء المدينة الخسائر التي تتكبدها الوحدات كبيرة، بسبب ضراوة المعــارك؛ الأمر الذي دفع الكثير من الشبان الأكـــراد للهـــرب من هذه المعارك، ولذلك تحاول القيادة العامة عبر هذا القرار إبقاء هؤلاء المقاتلين لديها، عن طريق الأموال ومنحهم مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية المصادرة، التي تكفي لكل الأكراد لا المقاتلين فقط، بسبب كبر رقعة جغرافية محافظة الحسكة.

ولم يتوقف هنا، بل أكد انقطاع الرواتب التي كان يتقاضاها عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، من النظام السوري؛ بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها الأخير، والـــذي هو على تحـــالف مباشر مع الوحدات، وقال الكثير من القرى العربيــــة جرفت بالكامل، وأهلها نزحوا عن ديارهم، قبل ظهور التنظيم على الساحة السورية، بالتالي كل مايدور الحديث عنه الآن من تهمة الانتماء لـ«الدولة الاسلامية» هي تهم باطلة وفق تقديره.

في غضون ذلك وأثناء بحث «القدس العربي» عن شهادات محلية، استطعنا الوصول لعائلة عربية تم تهجيرها من ريف رأس العين ومصادرة أملاكها، بسبب انتماء أحد أفرادها للجيش الحر، من قبل وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي.

عبد المنعم كوسا أحد أفراد تلك العائلة، وهو الأخ لقتيل لقي مصرعه على يد وحدات الحماية، بسبب قتاله إلى جانب عناصر «الجيش الـحــــر» يقـــول كوســـا في نهاية العام 2012 تمت مصادرة أراضينا الزراعية في ريف رأس العين ومنزلنا أيضا، وكل ممتلكاتنا بحجة انتماء أخي لأفراد «الجيش الحر» بعد أن كانوا قد قتلوه بدم بارد، أمام أعيننا.

ويضيف: «لم يكتفوا بقتل أخي، ومصادرة ممتلكاتنا بل واقتادوا أخي الثاني أيضاً إلى السجن، ولم يفرجوا عنه إلا بعد دفع فدية من المال بقيمة مليون ليرة سوري».

يستذكر عبدالمنعم وهو المقيم حالياً وعائلته في الريف الحلبي، تلك الحوادث بألم كبير تشي به تعاليم وجهه، والحمرة التي تعلو جبينه، إلا أنه يقول: «لم نعلم أنهم يضمرون كل هذا الحقد علينا، مع أننا عشنا في وطن واحد، وشربنا من مياه واحدة».

تفرض وحدات الحماية قانون التجنيد الإجباري في كل مناطق سيطرتها، ومع ذلك فهي تجد صعوبة في رفد ميليشياتها بالعناصر المقاتلة، فيما تعزو مصادر محلية القوة القتالية التي لا زالت تتمتع بها هذه الوحدات، إلى خبرة المقاتلين الأكراد الأتراك، الذين قدموا من الأراضي التركية عبر جبال قنديل، مع بدء تشكيل الميليشيات الكردية في سوريا.

 

مؤتمر مواجهة “داعش” في فرنسا: جنيف 1 ومصالحة عراقية

باريس ــ عبدالإله الصالحي

أثار التقدّم السريع لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) واحتلاله مدينتي الرمادي العراقية وتدمر السورية في الأيام الأخيرة، قلقاً كبيراً في الأوساط الدولية، ما حدا بفرنسا إلى الدعوة لمؤتمر لقوى التحالف في باريس في 2 يونيو/حزيران المقبل، في ظلّ كشف مصادر فرنسية رسمية لـ”العربي الجديد”، عن “مفاوضات سرّية للمبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مع الإيرانيين في جنيف، لحثهم للضغط على دمشق في اتجاه القبول بمقررات مؤتمر جنيف 1”.

وتقول المصادر لـ”العربي الجديد”، إن “النظام في سورية منهك عسكرياً، بسبب تعرضه لسلسلة من الهزائم العسكرية المتتالية على جبهات عدة. وعلى ضوء هذا المعطى، فإن الدول الغربية ستسعى للتوجه نحو صيغة حلّ سياسي في سورية، بالاعتماد على مقررات مؤتمر جنيف 1، التي دعت إلى تشكيل حكومة انتقالية، في أفق التخلص من نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد”.

وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي السوري المقيم في باريس رامي الخليفة العلي لـ”العربي الجديد”، إنه “هناك شعوراً غربياً، بأن النظام السوري يتهاوى بعد فقدانه السيطرة على محافظة إدلب، وتقدم داعش في تدمر وريف حمص الشرقي، وهذا هو الوقت المناسب للبحث عن حل سياسي”. ويتابع “يأمل الغرب في أن تدفع هذه التطورات الميدانية الجديدة، النظام السوري وإيران إلى القبول بتسوية سياسية تعتمد مقررات جنيف 1، لكن الأمل يبدو ضعيفاً في الوقت الراهن”.

وترى الباحثة الفرنسية آنييس لوفالوا، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “باريس وواشنطن مقتنعتان بأن ضغطاً ايرانياً على الأسد، يُمكن أن يدفع بالأخير إلى قبول صيغة سياسية تعتمد قرارات جنيف 1. وتحاول باريس وواشنطن ربط التقدم في هذا الموضوع بمفاوضات الاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني، المتوقع قبل نهاية الشهر المقبل”.

 

واعتبرت أن “لا حلّ في سورية وأيضاً في العراق، لوقف تقدم داعش، سوى بفتح خط مفاوضات مباشرة مع إيران، الحليف الاستراتيجي للنظام السوري والحكومة العراقية”. وأضافت أن “الضربات الجوية ضد داعش أثبتت محدوديتها وعدم فاعليتها لصد تقدمه، ومشكلة مؤتمر باريس العويصة، هي أن التحالف الدولي حتى الآن، غير مستعد للدخول في حرب حقيقية ضد التنظيم”.

وشددت أن “الحرب الحقيقية تعني بالأساس إرسال قوات دولية للقتال على الأرض، لأنه الحلّ الوحيد الكفيل لتحقيق نتائج ملموسة. وهذا ما أثبتته العملية العسكرية الأخيرة للقوات الأميركية الخاصة، التي تمكنت من قتل القيادي البارز في داعش أبو سياف”.

غير أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لا ترغب في حرب برية ضد “داعش”، قد تكبّدها خسائر كبيرة في الأرواح وتضعها في موقف حرج أمام الرأي العام في بلدانها. وعلمت “العربي الجديد”، أن “المؤتمر سيبحث أيضاً الشقّ السياسي في العراق، بغية الاصرار على ضرورة التوصل إلى صيغة اتفاق مصالحة وطنية، بين مختلف المكونات السياسية العراقية لتشكيل جبهة وطنية موحّدة ضد داعش”.

ويقول المحلل السياسي العراقي المقيم في باريس جواد بشارة في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن “الغرب وعلى رأسه فرنسا والولايات المتحدة، توصّل إلى قناعة أساسية، مفادها أن العراق ذاهب في اتجاه الانهيار والتفتت الشامل، إذا بقيت الأمور على ما هي عليه، بالنظر إلى الخلل الكبير في التوازنات السياسية وضعف الحكومة العراقية. ولا يمكن للعراق الآن أن يتخلّص من داعش ويجليه من أراضيه، إذا لم تتم إعادة هيكلة بنيوية في المؤسسة السياسية”.

ويضيف بشارة “سيسعى الغرب في هذا المؤتمر إلى ايجاد صيغة دولية للضغط على كل الفرقاء السياسيين في العراق، شيعة وسنة وأكراداً، وحملهم على تجاوز اختلافاتهم وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية، لأنها الفرصة الأخيرة قبل أن يتفتت العراق، ويدخل في جحيم حرب أهلية، ستكون كارثة كبيرة على المنطقة برمتها”.

واعتبر مراقبون دوليون في باريس، أن “المؤتمر يعتبر رد فعل سريع على سقوط مدينة الرمادي الاستراتيجية في العراق، واقتراب قوات داعش من العاصمة بغداد، فضلاً عن سيطرة التنظيم على مدينة تدمر الأثرية السورية. وهو الأمر الذي أظهر بشكل واضح فشل خيار الضربات الجوية ضد التنظيم، وبرهن عن عجز ذريع للقوات العراقية في صدّ تقدمها، على الرغم الدعم العسكري الدولي ووجود المئات من عناصر القوات الغربية الخاصة لموآزرة وتأهيل القوات العراقية”.

 

وترى مصادر دبلوماسية مطلعة في باريس، أن “أقصى ما يمكن إقراره في مؤتمر باريس هو ارسال المزيد من الضباط لتدريب وتأهيل القوات العراقية، والقيام بعمليات محدودة على الأرض تنفذها القوات الخاصة لضرب رؤوس التنظيم، وأيضاً الضغط على حكومة حيدر العبادي، ووراءها ايران، لتسليح العشائر”.

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، قد أعلن أن “باريس ستحتضن المؤتمر، الذي ستتم فيه إعادة النظر في الاستراتيجية الحربية ضد التنظيم، الذي فاجئ الجميع بتقدمه، في الوقت الذي كان فيه الغربيون يعولون على تراجعه بالاعتماد على الغارات الجوية التي ينفذها التحالف بشكل شبه يومي منذ آب/ أغسطس الماضي على مواقع التنظيم في العراق بشكل خاص”.

 

وأكد فابيوس أن “وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينمر، سيكونون من بين الحاضرين في هذا المؤتمر، الذي يشارك فيه وزراء خارجية 24 دولة من بلدان التحالف الدولي”.

 

نصف سورية بيد “داعش”: سيطرة تمتد على 9 محافظات

عدنان علي

بعد ساعات من اقتحامه مدينة تدمر الأثرية مساء الأربعاء، بما في ذلك المطار والسجن ومقرات الاستخبارات والمنطقة الأثرية، بدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بتثبيت سيطرته على المدينة وريفها عبر فرض حظر للتجوال وشن حملة اعتقالات وإعدامات. ومع سيطرته على تدمر، بات “داعش” يسيطر على نحو نصف مساحة البلاد من الحسكة في أقصى الشمال الشرقي على الحدود العراقية وصولاً إلى القلمون الشرقي قريباً من الحدود اللبنانية.

وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن “داعش” وسع رقعة سيطرته داخل الأراضي السورية، إثر هجمات نفذها منذ إعلانه “دولة الخلافة” في  28 شهر يونيو/ حزيران 2014، وبات اليوم يسيطر على أكثر من 95 ألف كيلومتر مربع، من المساحة الجغرافية لسورية، في 9 محافظات سورية، هي حمص، الرقة، دير الزور، الحسكة، حماة، حلب، دمشق، ريف دمشق والسويداء، إضافة إلى وجود موالين له في محافظة درعا.

كذلك يسيطر التنظيم على معظم حقول النفط والغاز في البلاد، وبقي خارج سيطرته  فقط حقل شاعر الذي تسيطر عليه قوات النظام في ريف حمص الشرقي، وحقول رميلان التي تسيطر عليها وحدات “حماية الشعب” الكردية في ريف الحسكة.

ومع سيطرته على تدمر، بات التنظيم يسيطر على مساحة متصلة من جنوب جبل عبد العزيز وبلدة الهول في جنوب وجنوب شرق الحسكة مروراً بمعظم دير الزور ومعظم محافظة الرقة وصولاً إلى ريف مدينة مارع بريف حلب الشمالي وتدمر بريف حمص الشرقي وكامل البادية السورية حتى ريف السويداء الشمالي الشرقي والأطراف الشرقية لريف دمشق، إضافة إلى سيطرته على مناطق واسعة في مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود في جنوب العاصمة، دمشق.

 

وفي تدمر، قال الناشط بشار ليث من تنسيقية مدينة تدمر إن التنظيم فرض اعتباراً من صباح أمس الخميس، حظراً شاملاً للتجوال في المدينة، وشنّ أفراده حملة اعتقالات في بعض أنحاء المدينة بحثاً عن جنود النظام المتوارين، والذين لجأ بعضهم إلى منازل المدينة بسبب عدم تمكنهم من الهرب خارجها.

وأوضح ليث لـ”العربي الجديد” أنّ الاعتقالات لاحقت أيضاً مدنيين ينتمون إلى عشيرة الشعيطات، التي تعتبر في حالة عداوة مع التنظيم إثر مواجهات سابقة بينهما في مدينة دير الزور، مشيراً إلى تنفيذ أحكام إعدام وقطع للرؤوس بحق عدد من أبناء الشعيطات في الحي الشرقي من المدينة، بعدما اتهمهم التنظيم بالقتال أو التعاطف مع قوات النظام. كما نشر ناشطون صوراً لعدد من الأشخاص مقطوعي الرأس قالوا إنها لمدنيين من الشعيطات.

وقال ليث إنّ مقاتلي التنظيم دخلوا المنطقة الأثرية في مدينة تدمر، مشيراً إلى وجود ما وصفه بالتحركات الغريبة داخل المدينة، غير أنّه لم يستطع تأكيد ما اذا كانت جرت عمليات نقل أو تهديم لأي من الموجودات الأثرية.

وحول سير المعارك في المدينة، أشار ليث إلى أن آخر المعارك جرت بعد منتصف ليل الأربعاء وفجر الخميس عند فرع أمن البادية، حيث تمكن عناصر الفرع من كسر الطوق الذي فرضه التنظيم عليهم وهربوا باتجاه منطقة الفرقلس، ليسيطر التنظيم بعدها على الفرع.

وذكرت صفحة “تنسيقية تدمر” أن قوات النظام قامت بـ”إعادة تجميع” في مناجم فوسفات الشرقية التي تبعد ٤٠ كيلو متراً عن تدمر، وأن قتلاها بالعشرات، مشيرة إلى أن التنظيم بدأ باقتحام فوج الهجانة في المحطة الثالثة شمال شرق مدينة تدمر، بعد انهيار قوات النظام.

من جهته، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن بعض عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها ما زالوا موجودين في شرق وغرب مدينة تدمر، وهم يستعدون للانسحاب نحو منطقة خنيفيس، مشيراً إلى أن معارك الأربعاء أسفرت عن مقتل نحو مائة من جنود النظام والمسلّحين الموالين لهم.

وكان تنظيم “داعش” قد سيطر على مدينة السخنة وحقلي الأرك والهيل وقرية العامرية ومدينة تدمر، منذ بدء هجومه في الـ 13 من الشهر الجاري.

النفط والإمداد

وإلى جانب سيطرته على المراكز العسكرية في المدينة، سيطر “داعش” على جزء كبير من  حقل جزل النفطي في منطقة جزل شمال غربي مدينة تدمر، وفي وقت سابق على حقلي الأرك والهيل. وبحسب وكالة “أعماق” المقربة للتنظيم، فإن هذا الحقل يعتبر “من أفضل الحقول وأكثرها إنتاجاً في ريف حمص، لتصبح معظم منطقة جزل تحت قبضة مقاتلي الدولة، مشيرة إلى أن التنظيم تمكن عبر سيطرته على تدمر من إحكام السيطرة على قوات النظام في دير الزور وقطع خطوط الإمداد عنها، كما أصبح بإمكانه تأمين خطوط إمداد لمقاتليه في جبال القلمون والغوطة الشرقية بريف دمشق، فضلاً عن اقترابه من مشارف مدينة حمص، حيث لم يعد يفصله عنها سوى بعض القرى.

مصير السجناء

وتضاربت المعلومات حول مصير السجناء في سجن تدمر الشهير، والذي يقترن اسمه في ذاكرة السوريين بالخوف والموت نظراً لقساوة ظروف الاعتقال فيه، ولما ارتكب داخله من إعدامات ومجازر أشهرها مجزرة 1980 بحق مئات من نزلاء السجن المتهمين آنذاك بالانتماء لجماعة “الإخوان المسلمين”.

وقال ليث لـ”العربي الجديد” إن نزلاء السجن اختفوا ولم يعثر بداخله سوى على أقل من عشرين شخصاً في حالة يرثى لها، من أصل آلاف السجناء كانوا بداخله، مشيراً إلى أن النظام نقل السجناء خلال الأيام الماضية قبل انسحابه إلى جهتين: الأولى هي فرع الأمن العسكري في تدمر، وتضم المئات منهم وهم من الموالين للنظام بينهم جنود وعناصر من الدفاع الوطني (الشبيحة)/ ارتكبوا مخالفات استوجبت سجنهم، وقد انضموا للقتال إلى جانب قوات النظام. والفريق الآخر من السجناء تم نقلهم إلى دمشق، وهم من المطلوبين لدى النظام.

في المقابل ، تحدثت مصادر إعلامية متنوعة عن إطلاق “داعش” سراح جميع السجناء الذين وجدهم في المعتقل، مشيرة إلى أن السجن لم يعد يستخدم منذ بداية الثورة لسجن المطلوبين السياسيين والأمنيين للنظام، كما كان حاله خلال العقود الماضية.

أما “تنسيقية مدينة تدمر”، التي تعد مصدراً رئيسياً للمعلومات عما يجري في داخل المدينة، فقد نشرت صباح أمس بياناً جاء فيه: “وردنا الكثير من الأسئلة من متابعي الصفحة عن مصير السجناء داخل سجن تدمر وفرع الأمن العسكري؛ وبخصوص ذلك، نؤكّد أن النظام الأسدي أفرغ سجن تدمر في الآونة الأخيرة من كل السجناء على مدى أسبوع عبر عدة دفعات ولم يكن أي سجين بالداخل عند دخول عناصر التنظيم إليه، ونشير الى أنه تم تحرير بعض المعتقلين من فرع تدمر الذين اعتقلوا في الفترة الأخيرة في المدينة”.

 

قوات النظام تسرق مساعدات إغاثة السوريين

اسطنبول – عدنان عبد الرزاق

أكد العامل بالشؤون الإغاثية، في سرمين شرق مدينة إدلب، محمود عبد الرحمن، أنّ مقاتلي جيش الفتح وجدوا في معسكر “المسطومة”، يوم الثلاثاء الماضي، صناديق مساعدات غذائية عليها شعارات الأمم المتحدة، وشعار الهلال الأحمر، وهي مخصصة لإغاثة السوريين النازحين وفي المناطق المحاصرة.

 

وقال عبد الرحمن لـ”العربي الجديد” “ترك مقاتلو الأسد الفارين من معسكر المسطومة إلى مدينة أريحا شمال سورية، كميات كبيرة في مستودعات “المعسكر”، من صناديق الإغاثة المكونة من سلل غذائية، تحوي الأرز، والسكر والبرغل والزيت والمعكرونة وعلب المرتديلا”، وهي مسروقة من مساعدات السوريين، ونحن في سرمين نعاني من قلة المساعدات، بل انعدامها”.

 

بدوره، أشار عضو الهيئة السياسية والرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري، هادي البحرة، إلى أنّ نظام الأسد يسرق المساعدات الإغاثية والغذائية الموجهة للنازحين والمنكوبين جراء قصفه وإجرامه، ويوزعها على قواته والمرتزقة، القادمين من وراء الحدود، لدعم بقائه في السلطة خلال حربه ضد الشعب السوري.

 

وطالب البحرة في بيان أصدره الائتلاف، أمس الخميس، الأمم المتحدة بالتحقيق مع شركائها على الأرض، بناء على الأدلة الجديدة التي اكتشفها الثوار، داعياً أيضاً إلى التحقيق في طرق توزيع المساعدات لدى الجهات المعتمدة من قبلها، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأخطاء.

 

وفي حين تواجه المنظمات الإنسانية العاملة في سورية، خطراً ونقصاً بالإمدادات بعد تخفيض الهيئات الإغاثية الدولية حجم المساعدات، قال مصدر من دمشق طلب عدم ذكر اسمه: “أعطى نظام بشار الأسد وكالة تزويد الغوطة المحاصرة بالغذاء، منذ نحو عامين، لرجل الأعمال السوري خ.ح “.

 

وأضاف: “مع تراجع موارد نظام الأسد بعد خسارة عائدات الخزينة العامة وعلى رأسها النفط، أعطى رجل الأعمال خ.ح وكالة حصرية مقابل مليون ليرة سورية (الدولار 282 ليرة بالسوق السوداء)”.

 

وفي هذا السياق، لفتت العاملة بالشؤون الإغاثية زين الخطيب، إلى أنّ مدن غوطة دمشق “تعاني منذ أكثر من عامين من حصار خانق، ومنع نظام الأسد وصول المنظمات الإغاثية والمساعدات، ما رفع أسعار السلع والمنتجات الغذائية لأرقام غير مسبوقة، فبلغ سعر  “كيلو الخبز 1100 ليرة سورية، وكيلو السكر والأرز 3200 ليرة، والبرغل 1700 ليرة سورية”.

 

وقالت الخطيب من غوطة دمشق لـ”العربي الجديد” أنّ”تجارة جوع السوريين صارت مربحة نتيجة الحصار، ومن غير المسموح دخول أية مادة غذائية إلا عبر معبر “مخيم الوافدين” الذي يتحكم به أنصار الأسد”.

 

سوريا: تحت الحصار.. مبادرات تنموية “باللحم الحي

خلّفت الثورة السورية أعداداً كبيرة من المنكوبين والمحتاجين، ما حفزّ على ظهور جمعيات، في مناطق مختلفة، تعمل على إنشاء مشاريع إنتاجية صغيرة، تمكّن الأهالي من إعالة أنفسهم، بدلاً من انتظار المعونات. وتعتبر هذه المشاريع أولى خطوات التنمية في المناطق الفقيرة والمحاصرة، والتي ترتفع فيها نسبة البطالة.

مشروع الخياطة، وهو أحد تلك المشاريع، تنفذه مؤسسة “غراس النهضة”، وهي مؤسسة إنسانية تنموية تعمل انطلاقاً من دمشق وريفها. ويعتبر مشروع الخياطة الذي نفذ في منطقة التل في ريف دمشق، وفي منطقة القدم أيضاً، محاولة لإعادة إحياء الحياة الإقتصادية في منطقة دمشق وريفها قدر الإمكان في ظل الظروف المأسوية التي تعيشها سوريا. تشير رؤى جنيد، إحدى الناشطات في المؤسسة الى ان “مشروع الخياطة في التل، كلّف 1400 دولار، فيما مشروع مدينة القدم بلغت قيمته 1875 دولار، وتم تدريب 13 سيدة لإتقان مهنة الخياطة، وبعد ذلك أنتج مشروع التل 165 قطعة ملبوسات قطنية فيما أنتج مشروع القدم 100 قطعة. وتم شراء هذه المنتجات من واردات الحملة، ووزعت الملابس التي انتجت، على العائلات الفقيرة وأفاد منها 265 شخصاً. وقد بيع جزء من الانتاج بمردود 2860 دولاراً، سيستعمل لبدء المشاريع من جديد وعلى نطاق أكبر”.

وتعمل “غراس النهضة” أيضاً على تنفيذ مشاريع زراعية في منقطة الغوطة الشرقية، وهي عبارة عن مشاريع لزراعة القمح وانتاج الطحين والكشك، فضلاً عن شراء خضروات صيفية وتجفيفها. الى جانب ذلك، تعمل المؤسسة على تجهيز “السلل الغذائية” التي ستذهب للعائلات المحتاجة، وتتضمن هذه السلل منتجات المشاريع. وبحسب جنيد فإن “بعض الأمل عاد إلى الأهالي هناك، لاسيما أنهم يئسوا من عودة الحياة إلى طبيعتها، فوجدوا في هذه المشاريع الصغيرة متنفساً لهم، كما أن هذه المشاريع ولدت أفكاراً إنتاجية جديدة لدى الشباب وأمنت 40 فرصة عمل، خصوصاً أن تلك المناطق المحاصرة يحظر دخول أي شيء إليها، وإن توافرت أي مواد فستكون بأسعار مضاعفة”.

وفي ظل الحديث عن أنّ عدد السوريين الذين يعيشون تحت الفقر بلغ 15 مليوناً، يظهر دور الجمعيات المدنية السورية، ليس كحل نهائي لمشكلات السكان الإقتصادية، وإنما كمسكّن للأزمات، وكمتنفس يمكن أن يغرس بعض الأمل وسط كل هذه المآسي.

 

بوغدانوف: واشنطن فهمت أن لا بديل عن بشّار!

تصريح روسي لافت ولا تعليق أميركياً عليه

نصر المجالي

قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن الولايات المتحدة فهمت الآن أنه ليس هناك بديلا للرئيس السوري بشار الأسد وحكومته، ولم يصدر على الفور أي تعليق من واشنطن.

 

نصر المجالي: في تصريح لافت، قال وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، يوم الخميس: “الآن زملاؤنا الأميركيون أدركوا شيئا واحدا، أنه لا بديل الآن عن بشار الأسد والحكومة الحالية. وإذا حصل معهم شيئا ما، فإن السلطة والأراضي السورية بالكامل سيأخذها المتطرفون والإرهابيون (الدولة الإسلامية )، وستكون صومال الثاني، وليبيا الثانية، وهذا سيناريو خطير للغاية”.

 

وكان بوغدانوف وسيرغي فرشينين مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الروسية،تحادثا يوم الاثنين الماضي مع المبعوث الأميركي لسوريا دانييل روبنشتاين حول الأزمة السورية وإمكانية وضع مفاهيم محددة لوضع حل لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا على أساس بيان (جنيف1).

 

وشرح بوغدانوف انها “تتناول مختلف جوانب الأزمة السورية، من منظور ضرورة العمل من أجل دفع العمل صوب تنفيذ ما نص عليه بيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) 2012، وتشجيع الأطراف المعنية من أجل استئناف الحوار المباشر حول بنود هذه الوثيقة”. وأشار إلى ان بيان جنيف “يظل الأساس المناسب للتسوية” السياسية في سوريا.

 

مشاورات أستانا

 

وفي تصريحاته يوم الخميس، أشار بوغدانوف إلى أن الحكومة السورية غير مهتمة بالمشاركة في المشاورات السورية السورية في أستانا.

 

وقال بوغدانوف: “أنا أفهم أن هذا الاقتراح لم تهتم به جميع الأطراف المعنية، لأن مسألة ماهو جدول الأعمال، ما النتائج المحتملة، المشاركين، وعلاوة على ذلك، كما فهمت ذلك، فإن الحكومة السورية لم تبدي اهتماما كبيرا لهذه الفكرة”.

 

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي: “الانطباع أن المشاورات تقتصر على لقاء مجموعة صغيرة نسبيا من المعارضة السورية، الذين يأتون غالبا من أوروبا”. وأعلن بوغدانوف أن بلاده مستعدة لمناقشة أفكار جديدة مع الولايات المتحدة لحل الأزمة في سوريا.

 

وختم بوغدانوف قائلاً: “علينا أن لا نضيع الوقت وأن نأتي بأفكار ومبادرات جديدة لكي نوفر ضمانة مع الولايات المتحدة. وأقول نحن مستعدون لبحث طروحات، أقصد أنه في نهاية المطاف السوريون وحدهم من سيحلها”.

 

القوات السورية منعت المدنيين من الهروب من تدمر

نيويورك: قالت الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير تفيد بأن القوات الحكومية السورية منعت المدنيين من مغادرة مدينة تدمر قبل سقوطها في يد تنظيم “داعش”.

 

ونسبت الأمم المتحدة الأخبار إلى “مصادر موثوقة”، رغم أن المنظمة الدولية غير موجودة في تدمر.

 

وقالت إنها “قلقة” بشأن مصير المدنيين الذين بقوا في تدمر، في ظل الحديث عن إعدامات جماعية.

 

وسيطر التنظيم أيضا على المدنية الأثرية في تدمر، وهي تراث عالمي، يخشى على مصيره.

 

فقد دمر عناصر التنظيم مواقع أثرية في العراق.

 

وقالت منظمة اليونيكسو التابعة للأمم المتحدة إن تخريب آثار تدمر سيكون خسارة كبرى للإنسانية، ولكن لم ترد تقارير عن أعمال تدمير للآثار.

 

وسيطر تنظيم “داعش” أيضا على قاعدة جوية وسجن شهير في تدمر.

 

«قوات الأسد تخلت عن «اللؤلؤة» تدمر .. وقتلت 40 من كتيبة واحدة في حلب

داعش» يتمدد إلى نصف سوريا ويصلها بمناطق نفوذه في العراق

بيروت: نذير رضا وكارولين عاكوم

للمرة الأولى منذ دخوله الأراضي السورية، ينتزع تنظيم «داعش» مدينة بالكامل من أيدي الجيش النظامي. فقد سيطر هذا التنظيم المتطرف بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية الشهيرة بـ«لؤلؤة الصحراء» الليلة قبل الماضية. وبذلك، بات نطاق تحكم التنظيم المتطرف، يوازي نصف مساحة البلاد، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ومن شأن هذا التمدد أن يفتح لتنظيم داعش الطريق نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص، حتى الحدود العراقية شرقًا حيث سيطر التنظيم على محافظة الأنبار مؤخرا، بينما تؤهله للتمدد جنوبًا باتجاه ريف دمشق، وغربا باتجاه حمص.

 

ويرى استراتيجيون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن التنظيم اختار مدينة تدمر، لأنها خاصرة رخوة في ظل الإنهاك الذي تعاني منه قوات النظام الموزعة على كل الجبهات، ولصعوبة انتزاع المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة.

 

وفي الوقت الذي أقر فيه الإعلام الرسمي السوري بانسحاب قواته من تدمر بعد تأمين خروج معظم الأهالي، أشار المرصد إلى أن قسما من السكان نزح إلى مدينة حمص بينما لازم آخرون منازلهم. ونفى ناشطون من داخل مدينة تدمر ما أعلنه الإعلام الرسمي لجهة تأمين خروج المدنيين، وقالوا: إنه يتحدث عن عمليات إجلاء للنخبة من ضباطه المقربين بطائرات الهليكوبتر من فرع الأمن العسكري في تدمر، قبل ساعات من انسحابه من المدينة ليقصفها طيرانه بعدها.

 

على صعيد آخر، قتل طيران النظام السوري، أمس، 40 مقاتلا معارضا من كتيبة واحدة، جراء قصف ببراميل متفجرة تبعه صاروخ استهدف مقرهم الواقع في حي الشعار، شرق مدينة حلب، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

«داعش» تتمدد على نصف مساحة سوريا.. والأسد يسيطر على 23 % من الأراضي

مناطق نفوذه في العراق وسوريا «بقعة جغرافية واحدة».. وتدمر تؤهله للتمدد باتجاه ريف دمشق

بيروت: نذير رضا

اقتنص تنظيم داعش فرصة «استنزاف» القوات الحكومية السورية، وتركيز طائرات التحالف الدولي على ضرب تمركزاته في العراق، ليضاعف تمدده في سوريا، حيث بات يسيطر على نحو نصف الجغرافيا السورية من المناطق غير المأهولة، بعد سيطرته على مدينة تدمر في شرق وسط البلاد.

 

وباتت مساحة سيطرة التنظيم، تمتد على أكثر من 95 ألف كلم مربع من المساحة الجغرافية لسوريا»، أي ما يوازي نصف مساحة البلاد، بينها معظم منابع النفط والغاز والمياه السورية، فيما يحتفظ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالسيطرة على 23 في المائة من الجغرافيا السورية، كما يقول مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» في الساحل والوسط والعاصمة، مشيرًا إلى أن الأكراد يسيطرون على قرابة 5 في المائة في شمال شرقي سوريا وشمال حلب، بينما يسيطر مقاتلو المعارضة والفصائل الإسلامية على النسبة الباقية في ريف دمشق وجنوب البلاد وشمالها.

 

ويوجد التنظيم اليوم في نحو 30 في المائة من محافظة الحسكة (شمال شرق) وفي محافظة الرقة (شمال) باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الأكراد، وفي كامل محافظة دير الزور (شرق) باستثناء نصف المدينة ومواقع أخرى محددة للنظام، والجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب (شمال) باستثناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية ومحيطها. كما بات له وجود كثيف في ريف حمص الشرقي من تدمر إلى الحدود العراقية، وفي ريف حماه الشرقي (وسط).

 

ولم تكن تلك القدرة على التمدد إلا نتيجة عدة عوامل تضافرت في الوقت نفسه، فاستفاد منها التنظيم ليضاعف مناطق سيطرته في سوريا. ويرجع مدير «مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري» الدكتور رياض قهوجي في تعليق لـ«الشرق الأوسط»، قدرة التنظيم على التمدد، إلى ثلاثة أسباب، ويقول إن التنظيم اختار تدمر «لأنها خاصرة رخوة، منتهزًا فرصة تهاوي النظام واستنزافه، ووجد فيه الطرف الضعيف بعد مشاهدة قواته منتشرة على كل الجبهات»، مشيرًا إلى أن التنظيم «من هنا، اختار الجبهة الأضعف، كونه يدرك قوة المعارضة في الشمال، وبالتالي لن تكون هجمته عليه مثمرة».

 

وبات تنظيم داعش يسيطر على «الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا». وتبقى خارج سيطرته حقل شاعر الذي تسيطر عليه قوات النظام في ريف حمص الشرقي، وحقول رميلان التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في ريف الحسكة.

 

ويؤكد قهوجي أن التنظيم إلى جانب «هدفه الاستراتيجي الذي يتمثل بالوصول إلى حقول الغاز والسيطرة على مدينة تتمتع برمزية على المستوى الثقافي والإنساني، استفاد من تركيز ضربات التحالف الدولي في العراق بشكل أساسي، والذي بدت حركته مقيدة إلى حد ما في سوريا».

 

ويوضح قهوجي أن طائرات التحالف العربي كانت ركزت ضرباتها أساسًا في سوريا «قبل أن تتراجع وتيرة ضرباتها بعد انطلاق (عاصفة الحزم) في اليمن»، لافتًا إلى ثغرة تمثلت في تركيز الضربات الجوية على «المناطق الكردية دون الأخرى، وبدا التحالف الدولي أنه غير مكترث لنمو (داعش) في المناطق غير الكردية، على ضوء اكتفائه بتجهيز قوات من المعارضة السورية بعد فترة من الآن»، ما يعني، بحسب قهوجي، أن «التعامل مع (داعش) داخل سوريا من جهة التحالف، كان محدود النتائج، وهذا ما أبقى على دور (داعش) كلاعب مهم على الساحة السورية».

 

هذا الواقع، استثمره «داعش» لزيادة مساحة تمدده داخل سوريا «مستفيدًا بالدرجة الأولى في انهيار المعنويات بصفوف السوريين الداعمين للنظام، والفرار الكبير من الخدمة، خصوصا في أوساط الطائفة العلوية، ما يجبره على الاعتماد على قوة خارجية لحمايته»، كما يقول قهوجي، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن النظام اليوم «منهك»، و«مع فقدانه لمساحات جغرافية، يفقد قدرات اقتصادية تمكنه من تأمين الموارد العسكرية، ما ينعكس على تدني قدراته».

 

وتؤكد رمزية المدينة التي تحدث عنها قهوجي، استغلال التنظيم لها للتمدد فيها، إذ يقول رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إن التنظيم «اتجه بعد تخطيط مسبق، للسيطرة على تدمر، كي يحتمي بها من ضربات التحالف وضربات النظام، لإدراكه أن الطرفين لن يقصفا المواقع الأثرية، وبالتالي تشكل مدينتها الأثرية درعًا حامية لمقاتليه»، غير أن الأهمية الاستراتيجية الثانية للسيطرة، إلى جانب التمدد في حقول الغاز، أنه وسع دائرة مناطق سيطرته في العراق، إلى سوريا، حتى باتت «بقعة جغرافية واحدة»، بحسب ما يؤكد عبد الرحمن، مشيرًا إلى أن القوات الحكومية «لم تعد تملك إلا نقطتين بين تدمر والحدود العراقية، هما الهجانة وحقل الشاعر للغاز، بينما تتضمن المناطق جنوب تدمر، المطارات العسكرية».

 

وتفتح هذه السيطرة الطريق أمام التنظيم المتشدد نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص (وسط)، حيث تدمر حتى الحدود العراقية شرقًا، بينما تؤهله للتمدد جنوبًا باتجاه ريف دمشق، وغربًا باتجاه المناطق المأهولة في حمص التي استعاد النظام السوري السيطرة عليها منذ قرابة العام.

 

«تسليم وتسلّم» بين الأسد و«داعش»

بعد السقوط المريب للرمادي العراقية

أحكم تنظيم «داعش» قبضته على مدينة تدمر التاريخية في سوريا بعد أيام من سيطرته على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار العراقية، الأمر الذي رأى فيه البعض دليلاً على تنامي قوة الدفع للتنظيم الذي بات يسيطر على نصف أراضي سوريا، ووصل بين شطري «دولته» من البادية السورية الى الأنبار العراقية، في حين استشعر كثيرون مؤامرة كبيرة في ضوء الانسحاب المريب لقوات بغداد ودمشق من الرمادي وتدمر، في ما يشبه تسليماً للمدينتين الى «داعش» وكأن الغاية إظهار تعاظم خطر هذا التنظيم ليرتفع الصوت بوجوب التصدي له، فتكون إيران حاضرة عبر ميليشياتها في العراق وعبر «دميتها» في سوريا، بشار الأسد.

 

ومهما كانت القراءة للحدث «الداعشي» المتمدد بين العراق وسوريا، فالأكيد أنه يلقي بظلال من الشك على استراتيجية الولايات المتحدة التي تعتمد فقط تقريباً على الغارات الجوية لهزيمة التنظيم، وهو ما بدا واضحاً في المواقف الأميركية باعتبار سقوط تدمر «انتكاسة» للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن وسقوط الرمادي «انتكاسة تكتيكية»، من دون أن يظهر في أفق هذه المواقف احتمال تغيير فعلي لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما.

 

في المقابل كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند واضحاً في تأكيده وجوب التحرك ضد «داعش» وضد نظام الأسد مشيراً الى أنه «في كل يوم يخوض تنظيم داعش، وأيضاً النظام، معارك ويمارس أيضاً ضغوطاً على المدنيين» ما يستدعي «التوصل الى حل سياسي في سوريا، حل تدأب باريس على إسناده الى «جنيف 1» الذي يلحظ فترة انتقالية من دون الأسد.

 

«داعش» أعلن في بيان نشره أتباعه على موقع تويتر أمس أنه «يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد انهيار القوات الموالية للحكومة هناك لتكون هذه أول مرة يستولون فيها بشكل مباشر على مدينة من الجيش السوري وحلفائه«. أضاف البيان «بعد انهيار قوات النظام النصيري وفرارهم مخلفين وراءهم أعداداً كبيرة من القتلى ملأت ساحة المعركة فلله الحمد والمنة». ولم يذكر البيان أي أعداد.

 

وبسقوط تدمر بات التنظيم يسيطر حالياً على نصف أراضي سوريا، وتفتح هذه السيطرة الطريق أمام التنظيم المتطرف نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص (وسط) حيث تدمر حتى الحدود العراقية شرقاً.

 

كما يمثل الاستيلاء على المدينة مكسباً عسكرياً استراتيجياً لتنظيم «داعش» لأنها تضم منشآت حديثة للجيش وتقع على طريق سريع صحراوي يربط دمشق وحمص مع الشرق الذي تسيطر على معظمه المعارضة السورية المسلحة.

 

وفتحت السيطرة على تدمر الطريق للتنظيم على البادية السورية حيث لا يزال النظام يحتفظ فقط ببعض المواقع العسكرية بينها ثلاثة مطارات عسكرية «س 1» و»س 2» ومطار تيفور العسكري.

 

وبسرعة استولى مقاتلو «داعش» أمس على معبر حدودي سوري مع العراق بعد انسحاب القوات السورية، فيما كان مقاتلوه يجتاحون أيضاً دفاعات القوات الحكومية العراقية شرقي مدينة الرمادي، عند حصيبة على مسافة نحو عشرة كيلومترات من المدينة.

 

المتحدث باسم البيت الأبيص جوش إيرنست رأى في استيلاء «داعش» على تدمر «انتكاسة» لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، مؤكداً أن أوباما يختلف مع الجمهوريين الذين يدعون لإرسال قوات برية لمحاربة التنظيم.

 

قبل ذلك كان أوباما يتحدث عن سقوط مدينة الرمادي بأنه «انتكاسة تكتيكية»، لكنه قال في مقابلة نُشرت أمس «لا أعتقد أننا نخسر» الحرب.

 

المشاهد من مدينة تدمر السورية شبيهة إلى حد ما بمشاهد فرار الجيش العراقي من الرمادي، حيث انسحبت قوات النظام والميليشيات التابعة من محيط منطقة تدمر، ولكن اللافت في صور الانسحاب التي وزعتها إحدى الوكالات التى يسمح لها بالعمل في مناطق سيطرة النظام، سماع أصوات أغاني في إحدى العربات خلال عملية الانسحاب من المدينة التاريخية.

(ا ف ب، رويترز)

 

المعارضة السورية تسيطر على مستشفى جسر الشغور  

قال مراسل الجزيرة اليوم الجمعة إن المعارضة السورية تمكنت من السيطرة على المستشفى الوطني في جسر الشغور بريف إدلب.

 

كما أفاد مراسل الجزيرة نت بمقتل وأسر العشرات من قوات النظام أثناء فرارهم من المستشفى الوطني في جسر الشغور بريف إدلب.

 

من جهتها، قالت شبكة شام إن جيش الفتح نجح في اقتحام المستشفى وفي اختراق دفاعات قوات النظام، مما أدى إلى هرب أغلب العناصر من المستشفى إلى الجنوب محاولين الوصول إلى أقرب نقطة عسكرية في سهل الغاب.

 

وبحسب المصدر ذاته فإنه لم ينجح أي عنصر من عناصر النظام في الخروج من مناطق سيطرة المعارضة، مشيرا إلى أن ذلك يجري تحت غارات مكثفة.

 

في السياق ذاته، قالت شبكة مسار برس إن العشرات من جنود النظام  قتلوا وجرحوا، بعد محاولتهم الهروب من المستشفى الوطني بجسر الشغور.

 

كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان فرار العشرات من القوات الحكومية من مستشفى في جسر الشغور.

 

وفي المقابل أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات النظام المدافعة عن مشفى جسر الشغور أجرت مناورة تكتيكية وتكمنت من فك الحصار عنها.

 

يشار إلى أن جيش النظام كان قد أرسل قواته من أجل فك الحصار عن المستشفى الذي لجأ إليه عناصره بعد فرارهم من مدينة جسر الشغور التي سيطرت عليها فصائل المعارضة في 25 أبريل/نيسان الماضي.

 

ورافقت حملة النظام الجوية لفك حصار مستشفى جسر الشغور حملة برية، حيث استقدم النظام عشرات الآليات والجنود، الذين حاولوا التقدم من منطقة سهل الغاب المجاورة لمدينة جسر الشغور.

 

بعد جسر الشغور.. هل يتوجه الثوار إلى اللاذقية؟  

جمع العقيد سهيل الحسن القائد العسكري في جيش النظام السوري ما تبقى من عناصره والمليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانبه في معسكر قرية جورين، بعدما انسحب إليها عبر الطرق الزراعية متخفيا عن الثوار بسيارات أجرة صفراء من مدينة  جسر الشغور.

كما تجمع في القرية عناصر النظام من أكثر من عشرين حاجزا استولى عليها الثوار في معركة تحرير سهل الغاب، وقال الناشط الإعلامي مجد الخالد إن النظام استقدم تعزيزات كبيرة من اللواءين 47 و87 بحماة إلى القرية، تحسبا لتوجه الثوار إلى محافظة اللاذقية، حيث تعتبر جورين نقطة عبور باتجاه صلنفة وقرى جبلة عبر شطحة، وخط الدفاع الأول عنها من الجهة الشرقية.

 

وأضاف الخالد “وصلت دفعتان من جنود النظام المهزوم في معسكر القرميد بسلاحهما الثقيل إلى جورين، تضمان مجموعة من المنسحبين من مدينة أريحا ومعسكر المسطومة أيضا”.

 

أما أبو الليث، القائد الميداني في الجيش الحر، فقال إن عمل الثوار يتركز الآن على محاولة قطع طريق الإمداد القادم من اللاذقية إلى مواقع النظام في إدلب، عبر تركيزهم على استهداف أكثر من حاجز عليه”.

 

النظام يناور

وفسر المقدم محمد حمادو -من الجيش الحر أيضا- عرض النظام تسليم أريحا بأنه محاولة لسحب مقاتليه إلى جبهة الساحل لتحصينها، خوفا من احتمال مهاجمتها من الثوار المنتصرين في جسر الشغور.

 

وقال للجزيرة نت “النظام يسعى جاهدا لإخراج قواته من محيط إدلب بأقل الخسائر، ليزجها في معركة الساحل، بسبب النقص الكبير في قواته، وتخلي بعض المليشيات الشيعية، لا سيما العراقية والإيرانية عنه”.

 

وبخصوص وجهة الثوار بعد السيطرة على جسر الشغور، قال إن “هذه معلومات عسكرية يجب التكتم عليها”، ولكنه أكد أنهم “لن يتوقفوا عند جسر الشغور، ولن يدعوا النظام يرتاح بعد الآن”.

 

وتعليقا على الموقف الميداني والتطورات المرتقبة، قال أحد القادة الميدانيين إن الجغرافيا تفرض على قوات المعارضة المنتصرة في جسر الشغور خيارين لا ثالث لهما إن أرادت استمرار التحرك، “إما التوجه جنوبا لتحرير كامل سهل الغاب، وهو أمر مستبعد نظرا لصعوبة القتال في مناطق مكشوفة خشية قصفها من طيران النظام”.

 

أما الخيار الثاني، فهو الاتجاه للسيطرة على الساحل السوري، وهذا ما رجحه العقيد أبو أحمد القيادي في الجيش الحر، وقال “رغم التحصينات الكبيرة للنظام على معاقله، فإننا مصممون على التوجه غربا عبر المناطق المحررة في ريف اللاذقية”.

 

وقال أحد أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة -ورفض ذكر اسمه- أن اجتماعا لأعضاء من الهيئة السياسية في الائتلاف مع قيادات من الفصائل يوم السبت الماضي في إسطنبول، جرى فيه بحث فتح جبهة الساحل، ووضع الجبهات الأخرى.

 

قلق أممي من عدم وصول مساعدات لمستحقيها بسوريا  

قال المتحدث باسم الأمين العام لـ الأمم المتحدة، أمس الخميس، إن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تشعر بالقلق إزاء تقارير ذكرت أن بعض المساعدات الغذائية الطارئة ومساعدات إنسانية أخرى لا تصل للمدنيين في سوريا بسبب استيلاء المقاتلين عليها، أو تحويلها للجيش السوري.

وبيّن فرحان حق أن المنظمة تتحقق من صحة معلومات أشارت لعثور قوات المعارضة السورية على مساعدات غذائية تحمل شعارات الأمم المتحدة بمعسكر للجيش السوري عقب سقوطه بيد المعارضة.

 

وذكر أنه “في وقت يحتاج فيه كثير من الأطفال في سوريا بشدة إلى المساعدة الإنسانية.. من الضروري جدا أن تصل المساعدات للأطفال والأسر المحتاجة وألا يتم تغيير وجهتها”. وأضاف أنه لا يمكن في بعض الأحيان تفادي تعرض الأمم المتحدة للسرقة في صراع ما.

 

وتحاول يونيسيف التحقق من بعض التقارير ومن صورة لصناديق عليها ملصقات الأمم المتحدة والهلال الأحمر، ومن الأسباب التي أدت إلى تحويل هذه المساعدات عن وجهتها الأصلية.

 

وكان الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية قد أصدر بيانا، أمس الخميس، ذكر فيه أن الجيش السوري ومقاتلين متحالفين معه يسرقون مواد إغاثة ويوزعونها على قواتهم، مستندا في ذلك إلى صور بثها ناشطون لمساعدات عليها شعار الأمم المتحدة.

 

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 220 ألف شخص قتلوا ونزح ما يقدر بنحو 7.6 ملايين داخل سوريا بسبب الحرب، في حين فرّ أربعة ملايين شخص من البلاد.

 

قلق أممي من عدم وصول مساعدات لمستحقيها بسوريا  

قال المتحدث باسم الأمين العام لـ الأمم المتحدة، أمس الخميس، إن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تشعر بالقلق إزاء تقارير ذكرت أن بعض المساعدات الغذائية الطارئة ومساعدات إنسانية أخرى لا تصل للمدنيين في سوريا بسبب استيلاء المقاتلين عليها، أو تحويلها للجيش السوري.

وبيّن فرحان حق أن المنظمة تتحقق من صحة معلومات أشارت لعثور قوات المعارضة السورية على مساعدات غذائية تحمل شعارات الأمم المتحدة بمعسكر للجيش السوري عقب سقوطه بيد المعارضة.

 

وذكر أنه “في وقت يحتاج فيه كثير من الأطفال في سوريا بشدة إلى المساعدة الإنسانية.. من الضروري جدا أن تصل المساعدات للأطفال والأسر المحتاجة وألا يتم تغيير وجهتها”. وأضاف أنه لا يمكن في بعض الأحيان تفادي تعرض الأمم المتحدة للسرقة في صراع ما.

 

وتحاول يونيسيف التحقق من بعض التقارير ومن صورة لصناديق عليها ملصقات الأمم المتحدة والهلال الأحمر، ومن الأسباب التي أدت إلى تحويل هذه المساعدات عن وجهتها الأصلية.

 

وكان الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية قد أصدر بيانا، أمس الخميس، ذكر فيه أن الجيش السوري ومقاتلين متحالفين معه يسرقون مواد إغاثة ويوزعونها على قواتهم، مستندا في ذلك إلى صور بثها ناشطون لمساعدات عليها شعار الأمم المتحدة.

 

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 220 ألف شخص قتلوا ونزح ما يقدر بنحو 7.6 ملايين داخل سوريا بسبب الحرب، في حين فرّ أربعة ملايين شخص من البلاد.

 

مقتل العشرات بقصف للنظام السوري على حلب  

أكد مراسل الجزيرة مساء اليوم الخميس مقتل 30 من قوات المعارضة في قصف للنظام السوري على حي الشعار بمدينة حلب (شمال)، بينما تجددت المعارك في حلب وإدلب ودمشق وريفها.

 

وقال مراسل الجزيرة إن 30 عنصرا من قوات المعارضة قتلوا اليوم جراء إسقاط طيران النظام السوري برميلا متفجرا على حي الشعار بمدينة حلب.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتلى سقطوا عندما أسقط النظام برميلا متفجرا تبعه صاروخ على مقر للجبهة الشامية في حي الشعار شرقي المدينة، مشيرا إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب “وجود إصابات خطيرة”.

 

وذكرت شبكة شام أن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على بلدات الواسطة والذهبية وياقد العدس في حلب، وعلى حيي الميسر والهلّك، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى.

 

في الأثناء، استهدف مقاتلو المعارضة معاقل قوات النظام في بلدة ‏باشكوي شمال حلب وحققوا إصابات مباشرة، كما استهدفوا تجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية في قرية العدية، حسب وكالة شام.

 

وفي الشمال السوري أيضا، أكدت مصادر في “جيش الفتح” انشقاق 6 عناصر من قوات النظام في أريحا بإدلب، بينما تستمر الاشتباكات وسط غارات جوية.

 

وذكر ناشطون أن الغارات تجددت على بلدات نحليا وكورين والمقبلة والموزرة وعلى محيط مطار أبو الظهور العسكري بمحافظة إدلب، مما أدى لمقتل طفل وإصابة آخرين.

 

معارك وقتلى

وفي دمشق، شنت قوات النظام غارات جوية على حي جوبر شرق العاصمة، بينما تمكنت المعارضة من قتل عدة عناصر تابعين للنظام أثناء المعارك هناك، وفقا لوكالة مسار.

 

ووثقت شبكة شام سقوط عدة قذائف هاون على ضاحية الأسد بدمشق أدت إلى إصابة شخص بجروح، وكذلك على مخيم اليرموك مما أسفر عن حريق في مقبرة الشهداء.

 

وفي الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قذيفتي هاون سقطتا قرب السفارة الروسية في حي المزرعة بدمشق مما أدى لمقتل شخص، بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قذيفتي هاون أسفرتا عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين. وسبق أن تعرضت السفارة ومحيطها لقصف الثلاثاء دون سقوط ضحايا.

 

وتتواصل المعارك في ريف دمشق، حيث اشتبكت المعارضة مع النظام على جبهة زبدين وطريق الغوطة الرئيسي، كما تمكن مقاتلو المعارضة من التصدي لمحاولة قوات النظام استعادة السيطرة على حاجز في خان الشيح ودمروا دبابة لها، بينما يشن طيران النظام غارات على بلدتي عين ترما وزملكا.

 

وفي حمص، شن طيران النظام غارات جوية على مدينة تدمر بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها، مما أدى لمقتل شخصين، بينما قالت مصادر مقربة من التنظيم إن 50 جنديا من جيش النظام قُتلوا فجر اليوم في كمين قرب بلدة الفرقلس التي انسحبت إليها تلك القوات.

 

وشهدت درعا استهداف كتائب المعارضة لقوات النظام في بلدة إزرع، بينما منعت الكتائب محاولة تسلل لقوات النظام إلى بلدة الحراك.

 

ورصد ناشطون اشتباكات بين تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب الكردية في قرية الأغيبش بالحسكة (شمال شرق)، وسقوط قذائف على حي القصور في دير الزور (شرق)، وإسقاط براميل متفجرة على قريتي الزكاة والحويجة في حماة (وسط) مما أدى لسقوط جرحى.

 

بسقوط “تدمر” ومعبر “التنف” الحدودي مع العراق.. “داعش” يسيطر على أكثر من نصف سوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- أكدت مصادر في المعارضة السورية أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أصبح يسيطر على أكثر من نصف مساحة سوريا، بعد سقوط مدينة “تدمر” التاريخية، ومعبر “التنف” الحدودي مع العراق، في قبضة التنظيم المتشدد المعروف باسم “داعش.”

 

وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في بيان مساء الخميس، أن مسلحي داعش أصبحوا يسيطرون الآن على مساحة تُقدر بأكثر من 95 ألف كيلومتر مربع، وهي مساحة تُعادل ولاية “إنديانا” الأمريكية، وذلك بعد تأكيد سقوط آخر معبر حدودي يسيطر عليه الجيش النظامي، في يد التنظيم.

 

ولفت المركز الحقوقي، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، إلى أن المناطق التي يسيطر عليها “داعش” تضم معظم مناطق حقول النفط والغاز في سوريا، والتي تُعد أحد أكبر مصادر تمويل عمليات التنظيم، إضافة إلى غالبية المعابر الحدودية التي تربط سوريا بجارتيها العراق وتركيا.

 

ويسيطر تنظيم داعش على معبر “البوكمال” بريف دير الزور، الواصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية، ومعبر “اليعربية”، أو “تل كوجر” في الحسكة، والذي يربط بين بلدة اليعربية السورية وبلدة ربيعة العراقية، ويشهد المعبر معارك بين مسلحي التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردي.

 

وبعد سيطرة التنظيم على مدينة “تدمر”، تناقل موالون للتنظيم تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، أشار فيها بعضهم إلى أن المدينة شهدت رفع الأذان السُني بدلاً من الأذان الشيعي، فيما اعتبر آخرون أن “ما جرى هو سير على خطى القائد الإسلامي، صلاح الدين الأيوبي.”

 

ويشار إلى أن موقع CNN بالعربية لا يمكنه التأكد بشكل مستقل من الأنباء والمعلومات التي يتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

فيديو من داخل مروحية سورية يوثق إلقاء البراميل المتفجرة .. وهاموند: الأسد كان يكذب بشأنها

(CNN)– يظهر مضمون تسجيل فيديو تم التقاطه بواسطة هاتف محمول، جنودا من الجيش السوري ويهم يدفعون ببراميل متفجرة من طائرة مروحية، وفقا لما ذكرت مجموعة سورية معارضة.

 

الفيديو الذي تم نشره على موقع يوتيوب الأربعاء، يصور فيه أحد أفراد الطاقم قائد المروحية وهو يحلق بها ورجلان في الخلف يدفعان برميلا خارج الطائرة، كما تظهر عدة عبوات يعتقد أنها براميل متفجرة، تحوي على مواد مشتغلة ومتفجرة وشظايا يتم إلقاؤها من المروحية.

 

ولا يمكن لـCNN التأكد من مصدر مستقل من مصداقية الواقعة التي وصفتها المجموعة السورية المعارضة.

 

ونفى الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية مع محطة BBC البريطانية في فبراير/ شباط، استخدام البراميل المتفجرة من قبل قواته، وتقول بريطانيا بأن الفيديو تم اكتشافه بعد إسقاط مروحية والقبض على طاقمها بحسب ما أفادت الهيئة السورية للإعلام المعارضة.

 

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بأن “عرض الفيديو يظهر بأن الأسد كان يكذب بشأن البراميل المتفجرة، والطريقة العشوائية دون تمييز، التي يستخدمها النظام السوري في إلقاء تلك الأسلحة المرعبة من الطائرات المروحية على المدنيين تحتها.”

 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهمت منظمة العفو الدولية أمنستي، في تقرير لها قوات النظام السوري بقتل وإصابة المدنيين بواسطة إلقاء البراميل المتفجرة على المدارس، والمستشفيات والمساجد والأسواق المكتظة في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة في حلب.

 

وقتلت البراميل المتفجرة أكثر من 3000 شخص في محافظة حلب العام الماضي، بحسب التقرير، وساهمت في خلق مناخ من الخوف، وتبنى مجلس الأمن الدولي بالاجماع قرارا في عام 2014 يطالب فيه “جميع الأطراف بوقف الهجمات ضد المدنيين، وعدم استخدام الأسلحة التي لا تميز في المناطق السكنية، بما فيها القصف المدفعي والقصف الجوي، مثل استخدام البراميل المتفجرة.” وتقول الهيئة السورية للإعلام بأن الفيديو تم تسجيله في مارس/ آذار في جبل الزاوية بمحافظة إدلب.

 

قلب العالم على آثار تدمر وقلوب السوريين على سجنها المرعب.. هل تكشف سيطرة داعش حقيقة مجزرة طالت الإخوان المسلمين؟

مع سيطرة قوات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على مدينة تدمر السورية، برز اهتمام دولي بآثار المدينة التي قد تكون مهددة بالتدمير على غرار آثار أخرى وقعت تحت يد التنظيم بسوريا والعراق، ولكن بالنسبة للكثير من السوريين وكذلك اللبنانيين والفلسطينيين، ارتبطت تدمر بذكرى مرعبة لا تتعلق ببقايا حضارات قديمة فحسب، بل بسجن مثير للرعب يشكل رمزا للتاريخ الدموي للنظام وموقعا لمجزرة قتل فيها المئات من الموقوفين الإسلاميين.

 

وتشكل مدينة تدمر نقطة حيوية للمواصلات السورية مع المناطق الواقعة شرق البلاد، وهي الحاضرة الأكبر في البادية السورية الشاسعة وتتبع إداريا لمحافظة حمص، وتبعد قرابة 200 كيلومتر عن العاصمة دمشق، وقد شهدت منذ العقد السادس من القرن الماضي افتتاح سجن عسكري تحول مع الوقت إلى واحد من رموز فترة الرعب التي عاشتها البلاد.

 

والسجن يخضع لإشراف الشرطة العسكرية وهو غير بعيد عن المطار جنوب المدينة، وقد استخدم على نطاق واسع منذ سيطرة حزب البعث على السلطة من أجل سجن المعارضين السياسيين من إسلاميين وعلمانيين في ظروف بالغة الصعوبة والقسوة.

 

وتشير المعلومات إلى أن سجن تدمر شهد أحد أكبر المجازر التي وقعت في البلاد، وذلك في 27 يونيو/حزيران 1980، وذلك في عملية انتقام واسعة نفذتها قوات عسكرية موالية للنظام بعد محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، اتهمت بتنفيذها جماعة الإخوان المسلمين.

 

وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير سابق لها، إن العملية من تنفيذ فرق عسكرية خاصة تحت قيادة رفعت الأسد، شقيق الرئيس الراحل، والذي شن حملة انتقامية ضد سجناء في السجن العسكري في تدمر الذي كان يُحتجز فيه العديد من الإسلاميين. وتم إرسال جنود من الفرقة الخاصة إلى السجن وهناك فتحوا النار على السجناء.

 

وتضيف المنظمة: “ورغم انه لم يتم نشر أي تقدير محدد، قُدّر عدد القتلى في مجزرة تدمر بـ 600 شخص. وقال ميشال سورا، وهو خبير سوري أختطف وقُتل في لبنان سنة 1985، في كتابه “الدولة الهمجية” إن تحليلا أجرته الأجهزة الأمنية كشف أن عدد الضحايا بلغ 1181 ضحية.”

 

وبحسب روايات المعارضين السوريين الذين عاصروا تلك الأحداث، فقد وصلت قوات مسلحة عبر مروحيات إلى مطار المدينة ثم اقتحمت السجن وقتلت السجناء في زنازينهم بالرصاص والقنابل، وقام العناصر لاحقا بدفن الجثث للتخلص من آثار المجزرة.

 

أما الناشط الحقوقي السوري، وليد سفور، فقد ذكر في مقال سابق له أنه رغم محاولة السلطات السورية إخفاء المجزرة إلا أن الستار انكشف ” عندما اعتقل جهاز الأمن الأردني مجموعة من العناصر المسلحة في 31 يناير/كانون الثاني 1981 الذين أرسلتهم السلطات السورية لاغتيال رئيس وزراء الأردن الأسبق مضر بدران، وتبين أثناء التحقيق معهم أن عنصرين منهم شاركا فعلاً في مجزرة سجن تدمر، واعترفا بتفاصيل المذبحة، التي تابعها الشعب السوري والعالم عبر التلفزيون الأردني.”

 

وجاء في الاعترافات للعناصر المسلحة السورية على التلفزيون الأردني أن إشارة البدء أعطيت لعناصر سرايا الدفاع (بقيادة رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري،) “فانطلقت الآلات النارية تصبّ وابل الحمم على المعتقلين العزل الأبرياء، وألقيت عدة قنابل، واستخدمت بعض قاذفات اللهب مع إطلاق النار الكثيف في كل من الباحات الثلاث، على حين تعالت أصوات المعتقلين بهتافات: الله أكبر.”

 

ويضيف سفور: “قام بعض الضباط والعناصر بتقليب جُثث الضحايا، والتأكد من مقتلها أو الإجهاز على من فيه بقية رمق؛ حتى تلطّخت أيديهم وثيابهم وصدورهم بالدماء.. بقي دم الضحايا يغمر أرض السجن؛ وتجمد في كثير من الأماكن من الباحات والمهاجع، فتم تنظيف الساحات، وتم طلاء جدران السجن بسرعة لإخفاء معالم الجريمة.”

 

وتلاحظ جماعة الإخوان المسلمين أنه بعد المجزرة بأيام قليلة، أقر الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، ما يعرف بـ”القانون 49″ في السابع من تموز/يوليو 1980 الذين يدين أي علاقة بالإخوان المسلمين ويعاقب عليها بالموت، ويحمل القانون مفعولا رجعيا بحيث ينطبق حتى على من اعتقل قبل تاريخ صدوره.

 

ناشط سوري: عملية استلام وتسليم لتدمر بين النظام وتنظيم الدولة الإسلامية

روما (21 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى ناشط من مدينة تدمر السورية أن انسحاب قوات النظام من المدينة وسيطرة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية عليها كان “عملية استلام وتسليم واضحة جداً”، وشدد على أن التنظيم سهّل انسحاب قوات النظام ولم يستهدفها، كما أشار إلى أن قوات النظام نقلت سجناء تدمر سيء الصيت معها إلى دمشق.

 

وقال ناصر الثائر، عضو تنسيقية الثورة في مدينة تدمر، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “قد سيطر تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كامل على مدينة تدمر وريفها كقرية السخنة والعامرية، وكانت خسائر النظام قليلة جداً، وحدثت اشتباكات خفيفة بين قوات النظام وتنظيم الدولة، وبعدها انسحبت قوات النظام فوراً من جميع نقاط تمركزها في المدينة إلى فرع الأمن العسكري، ومن ثم إلى مناجم الفوسفات الشرقية، ومطار التيفور، وتحت سيطرة قوات النظام الآن مناجم الفوسفات الشرقية تبعد 60 كم عن تدمر على طريق دمشق تدمر”، وفق توضيحه.

 

وأكّد الثائر أن خسائر قوات النظام “كانت قليلة” خلال الاشتباكات بين الطرفين والتي استمرت عدة أيام وقال “هناك القليل جداً من الضحايا، وأعدادهم لا تتجاوز الخمسين في المدينة”، على حد تقديره

 

وعن مصير سجناء سجن تدمر الشهير والأفرع الأمنية بالمدينة، قال “لقد تم تحرير جميع السجناء من سجن تدمر، وقامت قوات النظام أمس قبل انسحابها بيوم بترحيل قسم كبير منهم إلى دمشق، ولم يبق سوى أعداد كبيرة من المحكومين بجرائم بسيطة، كذلك تم تحرير السجناء من فرع الأمن العسكري الذي يحمل الرقم (221)” وفق تأكيده.

 

ونفى الثائر أن يكون هناك أسرى من قوات النظام بيد تنظيم الدولة الإسلامية، وأوضح “لا يوجد أسرى من قوات النظام أبداً، فالتنظيم قام بفتح الطريق لهم للانسحاب، والموضوع يدل على أنه قضية استلام وتسليم واضحة جداً” حسب تعبيره.

 

وحول موقف سكان المدينة من التنظيم المتشدد، قال الناشط السوري المعارض “هناك حالة كره للتنظيم وأفعاله، وهي أفعال تُثبت أنه تنظيم إرهابي حقيقي، لكن ليس بيدهم أي حيلة أو قوة، وغالباً سيخضعون لهذا التنظيم بالقوة كما خضعوا للنظام”.

 

وتابع “لابد من الإشارة إلى أن طيران النظام الحربي شن عدة غارات جوية استهدفت المطار والسجن العسكري بعد إفراغه مباشرة من السجناء، كما دمّر طيران النظام المشفى الوحيد للمدينة، الأمر الذي خلّف عشرات القتلى والجرحى” حسب قوله.

 

وكان إعلام النظام قد تحدث عن إخلاء المدنيين من المدينة وترحيلهم إلى مناطق آمنة لحمايتهم، فيما نفى ناشطون ومعارضون أن يكون الأمر كذلك، وأكّدوا على أن “النظام وميليشياته منعوا أهالي المدينة من مغادرتها حتى من حي إلى آخر داخل المدينة”، وأعربوا عن خشيتهم أن يكون ذلك مبرراً للنظام ليقصف المدينة على رؤوس سكانها.

 

وكان تنظيم الدولة قد سيطر على مدينة تدمر الأثرية وسط سورية بشكل كامل بعد اشتباكات استمرت

 

ناشط من داخل تدمر: تنظيم الدولة لم يتعرض لآثار المدينة حتى الآن

روما (22 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى ناشط من داخل مدينة تدمر السورية أن يكون تنظيم الدولة الإسلامية قد دمّر أياً من آثار المدينة حتى الآن، وأكّد أن عناصر من قوات النظام أفرغوا المتحف من محتوياته تدريجياً، وأشار إلى أن التنظيم وعد السكان بألا يتعرض إلا لـ”عصابات النظام والمتعاونين معهم”.

 

وقال أبو محمد التدمري، عضو المركز الإعلامي في مدينة تدمر، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لم يقم تنظيم الدولة الإسلامية حتى اللحظة بالتعرض لآثار المدينة، ولابد من الإشارة في هذا السياق إلى أن النظام كان قد أفرع غالبية محتويات متحف المدينة قبل أيام من هجوم التنظيم على المدينة وسيطرته عليها، وفي نفس يوم سيطرة التنظيم على المدينة قام عناصر حاجز المتحف التابع للأمن العسكري بتحميل شاحنتين من آثار المتحف قبل أن يهربوا ويتركوا الحاجز” ، وفق تأكيده.

 

وحول وضع متحف المدينة الأثري، وإن كان بحماية السكان، قال “لا نعرف وضع المتحف اليوم، ولا نستطيع التحقق من محتوياته، فلقد فرض تنظيم الدولة الإسلامية حظر تجوال في المنطقة، بالتالي لم نتمكن من معاينة المكان لمعرفة أحواله”، حسب تعبيره

 

وفيما إن كان هناك تواصل من قبل سكان تدمر مع تنظيم الدولة لمحاولة تحييد المدينة وضمان سلامة أهلها وآثارها، قال “لقد اقتصر التواصل بين السكان وتنظيم الدولة الإسلامية على دردشات عابرة، وعد فيها التنظيم انه لن يتعرض إلا لعصابات نظام الأسد والمتعاونين معها، وكانوا وديين مع الناس أثناء تفتيش البيوت بحثاً عن عناصر النظام”.

 

وبالنسبة لمصير السجناء في سجن تدمر سيء الصيت، قال “لقد رأينا بأم أعيننا النظام يقوم بنقل سجناء سجن تدمر، قسم نقله بسيارات مكشوفة سار بها في شوارع المدينة، ورأينا صورهم لاحقاً في أخبار قناة سما (التابعة للنظام) على أنهم مواطنون من تدمر يطلبون أن يتسلحوا للدفاع عن المدينة، والقسم الثاني من السجناء تم نقله بسيارات مغلقة، ونقلوا إلى فرع الأمن العسكري، وحسب كل الشهادات التي نسمعها لم يكن يتواجد في السجن لحظة اقتحامه أي سجين”.

 

ونبّه التدمري من الوضع الإنساني والطبي الصعب جداً في المدينة، وقال “الوضع المعيشي في المدينة صعب للغاية في ظل انقطاع الماء والكهرباء منذ أيام، وبداية نفاذ المخزون الغذائي لدى السكان، وغياب شبه كامل لوسائل العلاج والأدوية”.

 

وكان تنظيم الدولة قد سيطر على مدينة تدمر الأثرية وسط سورية بشكل كامل بعد اشتباكات استمرت

 

الائتلاف الوطني يتهم نظام الأسد بسرقة مساعدات الامم المتحدة الإغاثية

روما (22 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اتهم الائتلاف الوطني السوري المعارض النظام الحاكم في دمشق بسرقة المساعدات الإغاثية المقدمة من الأمم المتحدة وتوزيعها على جنوده

 

وأكد عضو الهيئة السياسية والرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض، هادي البحرة على أن “نظام الأسد يسرق المساعدات الإغاثية والغذائية الموجهة للنازحين والمنكوبين جراء قصفه وإجرامه، ويوزعها على قواته والمرتزقة القادمين من وراء الحدود لدعم بقائه في السلطة خلال حربه ضد الشعب” السوري

 

وذكر المكتب الاعلامي للإئتلاف أن “مواقع التواصل الاجتماعي والتنسيقيات السورية قد نشرت صور من معسكر المسطومة المحرر بريف إدلب للمساعدات والسلل الغذائية والتي تحمل شعار الأمم المتحدة والهلال الأحمر، وعُثر على تلك المساعدات في مستودعات المعسكر وكان يستخدمها عناصر النظام قبل هروبهم، وهذا ما أصاب الكثير من السوريين بالصدمة وخيبة الأمل تجاه موثوقية الفرق الأممية العاملة بالإغاثة” في البلاد

 

وطالب البحرة الأمم المتحدة بـ”التحقيق مع شركائها على الأرض، بناء على الأدلة الجديدة التي اكتشفها الثوار، داعياً أيضاً إلى التحقيق في طرق توزيع المساعدات لدى الجهات المعتمدة من قبلها ومحاسبة

 

الأزهر يطالب المجتمع الدولي بحماية مدينة “تدمر” الأثرية من داعش

القاهرة (21 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب الأزهر عن “بالغ القلق” حيال “سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة تدمر الأثرية” في سورية وطالب “المجتمع الدولي بسرعة التحرك والقيام بدوره للحيلولة دون قيام عناصر تنظيم داعش الإرهابي بطمس المعالم الحضارية والأثرية بالمدينة مثلما فعلوا في مواقع أثرية مماثلة في المناطق التي خضعت لنفوذهم في العراق وسوريا وليبيا”، وفق بيان صدر الخميس

 

وشددت المؤسسة السنية الأكبر على أن “الدفاع عن المناطق الأثرية من النهب والسلب والدمار هي معركة الإنسانية بأكملها، حيث يجب أن تتكاتف الجهود من أجل حماية المدينة التي تعد أحد أهم وأقدم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط من المصير المظلم الذي ينتظرها على يد داعش”، على حد وصف البيان

 

ونوه الأزهر بأن “تدمير التراث الإنساني والحضاري أمر محرم شرعًا، وكذلك التعامل بالتهريب والبيع والشراء في الآثار المنهوبة، وهو ما تقوم به هذه الجماعات المتطرفة لتمويل عملياتها الإرهابية”. واختتم بالاشارة إلى ان “تدمير داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية للآثار هو تنفيذ لأجندة استعمارية تهدف لإفراغ أوطاننا العربية والإسلامية من مكوناتها التراثية والثقافية والتاريخية”، حسب البيان

 

الأمم المتحدة: القوات السورية منعت المدنيين من الهروب في تدمر

قالت الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير تفيد بأن القوات الحكومية السورية منعت المدنيين من مغادرة مدينة تدمر قبل سقوطها في يد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ونسبت الأمم المتحدة الأخبار إلى “مصادر موثوقة”، رغم أن المنظمة الدولية غير موجودة في تدمر.

وقالت إنها “قلقة” من مصير المدنيين الذين بقوا في تدمر، في ظل الحديث عن إعدامات جماعية.

وسيطر التنظيم أيضا على المدنية الأثرية في تدمر، وهي تراث عالمي، يخشى على مصيره.

فقد دمر عناصر التنظيم مواقع أثرية في العراق.

وقالت منظمة اليونيكسو التابعة للأمم المتحدة إن تخريب آثار تدمر سيكون خسارة كبرى للإنسانية، ولكن لم ترد تقارير عن أعمال تدمير للآثار.

وسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” أيضا على قاعدة جوية وسجن شهير في تدمر.

“جثث في الميادين”

وكان تنظيم الدولة الإسلامية أكد الخميس سيطرته على مدينة تدمر بالكامل، عقب “انهيار” القوات الحكومية هناك، بحسب بيان نشره على موقع تويتر.

وجاء في البيان أن القوات السورية المنسحبة “خلفت أعدادا كبيرة من القتلى”، ملأت جثثهم ميادين المدينة.

وقال التنظيم إن أكثر من 100 من المقاتلين الموالين للحكومة قتلوا في المدينة وحولها خلال الاشتباكات التي دارت ليلا مع المسلحين.

وقال المسلحون إنهم سيطروا أيضا على قاعدة تدمر الجوية، ومقر الاستخبارات، والسجن العسكري السيئ السمعة، الذي يرمز – بالنسبة لكثير من السوريين – إلى المدينة أكثر من آثارها.

وأكد التليفزيون الرسمي السوري إن قوات الجيش السوري انسحبت بالفعل من المدينة.

وتتمتع المدينة، الواقعة في محافظة حمص وسط سوريا، بموقع استراتيجي مهم لأنها تربط شرق سوريا بغربها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى