أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 19 ايلول 2012


فرنسا تخشى «نزاعاً اقليمياً» وإيران تقترح مراقبين من «مجموعة الاتصال»

نيويورك – راغدة درغام؛ الدوحة – محمد المكي احمد؛ لندن، عمان، بيروت، القاهرة، دمشق – «الحياة»، رويترز، ا ف ب، ا ب

شهدت سورية معارك ضارية في غالبية خطوط التماس، وقال مسؤول تركي إن قتالاً عنيفاً اندلع أمس بين القوات الحكومية والمعارضة عند بوابة تل ابيض الحدودية مع تركيا خلال محاولة المعارضة السيطرة على المعبر، في وقت شهدت مدينة حلب اشرس المعارك في احياء السكري والميدان والباشا وسليمان الحلبي والصاخور. ومع تحذير فرنسا من تحول الأزمة في سورية الى «نزاع اقليمي» مع «تداعيات دولية» دعت ايران الى ارسال مراقبين من دول «مجموعة الاتصال» لمحاولة وقف العنف في حين دعا عبدالباسط سيدا رئيس «المجلس الوطني السوري»، العرب والأوروبين إلى «مبادرة عربية سريعة» و»تدخل إسعافي يوقف القتل». وقال سيدا لـ»الحياة» ان هناك افكاراً يقدمها بعض الدول الاوروبية والعربية لكننا نعتقد أننا لم نصل بعد الى المبادرة الجادة التي من شأنها معالجة الأوضاع».

وبدا أمس ان «مجموعة الاتصال الرباعية»، التي اجتمعت في القاهرة الاثنين، شهدت خلافات واسعة بين المشاركين فيها بسبب تمسك ايران بدعم الرئيس السوري بشار الاسد وعدم قبول اي حل يرتكز الى تغيير النظام.

ومع حديث القاهرة عن أن موقف إيران من الأزمة السورية «يحول دون تطوير العلاقات» قال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي، الذي سيزور دمشق اليوم لابلاغها بما تم في اجتماعات القاهرة، انه متفائل في شأن نجاح المبادرة لحل الأزمة السورية «رغم أن الموضوع حساس»، ومن غير المتوقع أن يتم حله خلال اجتماع واحد. واقترح صالحي ارسال مراقبين من دول المجموعة الى سورية لمحاولة انهاء العنف. وقالت وكالة «انباء الشرق الاوسط» المصرية ان وزراء خارجية المجموعة لن يعاودوا لقاءاتهم سوى على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.

في موازاة ذلك، حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في القاهرة من امتداد النزاع السوري الى لبنان، مشيراً الى «التداعيات الدولية» للأزمة في سورية.

واوضح الوزير الفرنسي، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري محمد كامل عمرو بعد اجتماعه مع الرئيس محمد مرسي، «انه وضع بالغ الخطورة وهو ليس محلياً فحسب، لانه يتحول الى نزاع اقليمي مع تداعيات دولية».

واكد مجدداً انه «لا حل من دون رحيل بشار الاسد»، مضيفا ان «مواقف الرئيس مرسي حازمة بقدر حزمنا».

واكد وزير الخارجية المصري انه اذا استمر الوضع في التدهور «ليست فقط سورية من سيدفع الثمن بل المنطقة باسرها».

ومع تكرار وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الحديث عن «تنظيف» حلب، شدد المرصد السوري لحقوق الانسان على ان القوات السورية تتكبد خسائر جمة من دون ان تحقق اي تقدم في مناطق تسيطر عليها المعارضة. وتحدث عن اشتباكات تدور على أطراف حيي الحجر الأسود والعسالي في الجنوب وفي مناطق قريبة من دمشق، في وقت واصلت الطائرات الحربية غاراتها على مدينة البوكمال.

ونقلت محطة «العربية» عن المركز الإعلامي السوري قوله ليل أمس ان قوات النظام «ارتكبت مجزرة في منطقة الجزيرة بالحجر الأسود في دمشق» وان الشرطة الفرنسية فككت عبوة متفجرة بالقرب من منزل شقيقة العقيد مناف طلاس الذي انشق عن النظام.

وعلى رغم القصف الجوي وتعزيز الجيش لحملته، تقدمت قوات المعارضة في منطقة جبل الأكراد شمال غربي سورية، وسيطرت على أراض في مناطق الداخل الجبلية المطلة على ميناء اللاذقية على ساحل المتوسط، مهددين المناطق العلوية المعروفة بولائها للنظام.

وفي الاردن، اعتصم المئات في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، احتجاجاً على زيارة الممثل الخاص المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي إلى المخيم أمس، قبل أن يتعرض موكبه إلى الرشق بالحجارة من قبل شبان غاضبين.

وصاحت إحدى اللاجئات من مدينة حمص، وهي أم لطفلين موجهة كلامها الى الإبراهيمي: «لا نريد منك شيئاً سوى الخروج من مخيمنا… أنت مثل كوفي أنان شريك في الجريمة التي يتعرض لها السوريون يومياً». وقال آخر: «لسنا في حاجة إلى زيارات بروتوكولية، إن كنت تريد المساعدة عليك أن تسلح الثوار في سورية».

وقال الإبراهيمي إن «الوضع في سورية سيء للغاية». وأضاف «الوضع هناك يتجه نحو مزيد من التدهور، لكننا نبذل كل جهد ممكن من أجل مساعدة الشعب السوري للخروج من هذه الأزمة». كما زار الابراهيمي مخيماً للاجئين السوريين في جنوب تركيا حيث التقى لاجئين للمرة الأولى منذ بدء مهمته.

وفي تل ابيض (تركيا) تحدث بدر السمحان المدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين في الأردن ولبنان وتركيا، عن وصول أولى طائرات الجسر الجوي إلى مطار مدينة غازي عنتاب التركية أمس وهي تحمل على متنها كمية من الخيام، وهي تبرعات عينية مقدمة من الشعب السعودي، موضحاً أن الأيام المقبلة ستشهد كذلك انطلاق جسر بري للمملكة الأردنية سيحدد نوع ووقت انطلاق هذه المساعدات في القريب العاجل.

وفي نيويورك، انتقلت رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس من السفير القطري ناصر عبد العزيز النصر الى وزير الخارجية الصربي السابق فوك جيريميتش في تحول اعتبرته أوساط ديبلوماسية أنه «قد يؤثر في مدى تركيز الجمعية العامة للأمم المتحدة على معالجة الأزمة السورية في ضوء فشل مجلس الأمن في الاتفاق على قرار يضع الحل السياسي موضع التنفيذ».

وقال النصر في كلمته الوداعية إن الجمعية العامة تصدت العام الماضي للأزمة السورية «وهي تحملت مسؤولياتها المتعلقة بالأمن والسلم الدوليين في مقابل جمود مجلس الأمن وهي تبنت قرارات أدانت الانتهاكات الممنهجة من السلطات السورية لحقوق الإنسان، وهدفت الى إنهاء الأزمة». وأكد النصر أن للجمعية العامة دوراً تؤديه «لضمان إنهاء العنف بسرعة».

وقال ديبلوماسي رفيع في مجلس الأمن إن افتتاح الجمعية العامة سيكون مناسبة للبحث في الأزمة السورية في مجلس الأمن وخلال مناقشات الهيئة العامة «الى جانب اجتماع مقرر لمجموعة أصدقاء الشعب السوري برئاسة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في ٢٨ ايلول (سبتمبر) الجاري» على هامش الجمعية العامة في نيويورك. وأكد أن الاتحاد الأوروبي يعمل على عقد اجتماع رفيع سيُخصص للبحث في الجانب الإنساني من الأزمة السورية.

ومن المقرر أن تبحث القضايا العربية في اجتماعات عدة بينها لقاء سيجمع مجلس التعاون لدول الخليج العربي مع بريطانيا في ٢٦ أيلول على أن تعقد «مجموعة أصدقاء اليمن» اجتماعاً في اليوم التالي برئاسة المملكة العربية السعودية وبريطانيا.

وسيشارك الأخضر الإبراهيمي في اجتماع مجلس الأمن على المستوى الوزاري مع جامعة الدول العربية المقرر في ٢٦ أيلول (سبتمبر) الذي يحضره الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وعلمت «الحياة» أن ألمانيا، الرئيسة الحالية لمجلس الأمن أعدت مشروع بيان ليصدر عن هذا الاجتماع غير المسبوق، الذي سيشارك فيه ٨ وزراء خارجية بينهم وزراء خارجية روسيا وفرنسا وبريطانيا، ولم يعلم بعد ما إذا كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستحضره ايضاً.

وستعقد الدول الخمس الدائمة العضوية وألمانيا اجتماعاً على هامش الجمعية العامة لبحث أزمة الملف النووي الإيراني في ٢٧ أيلول (سبتمبر).

صالحي في دمشق بعد القاهرة والعنف يتصاعد

فرنسا تبحث “جدياً” في تسليح المعارضة

    (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

غداة اللقاء الذي ضمّ الرئيس المصري محمد مرسي ووزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في القاهرة والذي تلا اجتماع صالحي ونظيريه المصري محمد كامل عمرو والتركي احمد داود اوغلو في اطار مجموعة الاتصال الرباعية التي غابت عنها السعودية، يصل الوزير الايراني الى دمشق اليوم للقاء الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم. وهو كان اقترح ارسال مراقبين من دول المجموعة الى سوريا للمساعدة على وقف العنف.

وصرّح الناطق باسم الرئاسة المصرية ياسر علي بأن مرسي أبلغ صالحي انه لا يمكنه ان يتجاهل شعور الشعب المصري المناهض للنظام السوري الذي “يستخدم لغة قاسية والعنف ضد شعبه”.

ومع تكثيف الجهود الديبلوماسية الايرانية، اكد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانباراست أن بلاده تؤيد حل الأزمة السورية بالوسائل الديبلوماسية والسلمية. وقال: “إيران تشدد على ضرورة أن يكون حل الأزمة السورية ديبلوماسياً بحيث يضع نهاية لأعمال العنف وتدخل القوى الأجنبية وتسليح الجماعات المجهولة التي تفتقر إلى المسؤولية داخل سوريا”.

وبعد تفقده مخيمات للاجئين السوريين في تركيا والاردن، كرر الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي التحذير من تداعيات الازمة، معتبرا ان الوضع في سوريا “ليس في طريقه الى التحسن بل الى مزيد من التدهور”. وشهدت مناطق سورية مختلفة قصفاً واشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة وخصوصاً في حلب، وأحصى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له سقوط 76 قتيلا. وتحدث ناشطون سوريون عن مقتل طفلة تركية وجرح والدتها بقذيفة سورية إثر اشتباكات عنيفة بين “الجيش السوري الحر” والقوات النظامية قرب معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا.  (راجع العرب والعالم)

وأوردت مجلة “در شبيغل” الالمانية ان ضباطاً ايرانيين شاركوا في تجارب للجيش السوري على الاسلحة الكيميائية في نهاية آب، علماً ان وزارة الخارجية الايرانية نفت الاحد ارسال عناصر من الحرس الثوري الايراني “الباسدران” الى سوريا، مؤكدة ان تصريحات قائد الحرس البريغادير جنرال محمد علي جعفري في هذا الصدد اخرجت من سياقها.

باريس

وفي القاهرة، حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري وبعد لقائه الرئيس المصري في القاهرة،  من امتداد النزاع السوري الى لبنان، مشيرا الى “التداعيات الدولية” للازمة في سوريا. وقال ان الوضع “بالغ الخطورة ليس على المستوى المحلي فحسب، لأنه يتحول الى نزاع اقليمي مع تداعيات دولية”. واضاف: “يجب تفادي انتقال العدوى الى لبنان، وهو ما ترغب فيه بالتأكيد عصابة بشار الاسد، ويرفضه اللبنانيون، وهم محقون في ذلك”، مشدداً على ان “ما من حل من دون رحيل الرئيس بشار الاسد”.

في غضون ذلك، أبلغ السفير الفرنسي في سوريا اريك شوفالييه اذاعة “فرانس انتر”  ان فرنسا تتعامل مع المعارضة السورية كاملة بما فيها المعارضة المسلحة، موضحاً ان موضوع تسليم اسلحة الى المعارضة يناقش “بشكل جدي جدا”. وقال: “نعمل مع المعارضة لمساعدتها على تنظيم نفسها، ولدي تعليمات من رئيس الجمهورية للاتصال بمجمل مكونات المعارضة وضمنها المجموعات المسلحة، ونحن الدولة الاولى تفعل ذلك بهذا الشكل المنظم”.

وسئل عن طلب المعارضة السلاح، فأجاب ان “هذا الموضوع يعالج بشكل جدي جداً… انه موضوع نناقشه بشكل مكثف والقرار في صدده معقد جدا”.

ومعلوم ان الاتحاد الاوروبي فرض حظرا على بيع سوريا السلاح وتكتفي فرنسا حاليا بارسال معدات لا يمكن ان تستخدم للقتل الى المعارضة.

ويشارك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في “محادثات جدية” في شأن سوريا، مع نظرائه الاوروبيين قبل اجتماعهم المقبل في لوكسمبور في تشرين الاول. وقال ديبلوماسي اوروبي طلب عدم ذكر اسمه ان لافروف “سيشارك في عشاء عشية الاجتماع المقبل للمجلس الاوروبي للشؤون الخارجية” المقرر في 15 تشرين الاول المقبل. وأضاف :”هناك هذه الايام حوار صحي مع روسيا” في شأن سوريا يظهر الاطراف في اطاره “اكثر انفتاحا” مما كانوا سابقاً.

موسكو

وفي موسكو، أكد لافروف في ختام لقائه رؤساء البعثات الديبلوماسية للدول العربية وممثلية الجامعة العربية في العاصمة الروسية أن بلاده تدعم مهمة الإبرهيمي. وأبرز ضرورة حل المشاكل السياسية الداخلية والنزاعات بالطرق السلمية والحوار الوطني والوفاق الشعبي من دون تدخل من الخارج.

وقالت مصادر في وزارة الخارجية إنه تخلل اللقاء التركيز على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي للوقف العاجل والفوري للعنف بسوريا وتهيئة الظروف لإطلاق عملية تسوية الأزمة على أساس تنفيذ قراري مجلس الأمن الرقم 2042 و 2043 وبيان جنيف الذي صاغته مجموعة العمل في هذا الشأن، كما تم تأكيد عزم روسيا والدول العربية على تقديم كل الدعم المطلوب لإنجاح مهمة الإبرهيمي.

ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أن “روسيا تؤكد أهمية اتخاذ الإجراءات العاجلة والفعّالة من أجل وقف العنف من كل الجهات في أسرع ما يمكن وإطلاق حوار وطني شامل على أساس بيان جنيف”، داعية إلى إقرار البيان الختامي لاجتماعات جنيف في مجلس الأمن.

هيغ

¶ في لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني ان خيار التدخل العسكري في سوريا لن يكون ممكناً إلا بدعم كامل من الولايات المتحدة.

ولفت الى انه لا ينادي بالتدخل العسكري في سوريا، بيد ان الخيار العسكري ليس مستبعدا وسط تفاقم الصراع القائم في سوريا. واضاف: “ان خيار التدخل العسكري يجب ان يتم على نطاق أوسع بكثير مما كان في ليبيا”، موضحاً انه “مع عدم وجود مصادقة من مجلس الامن على مثل هذا الخطوة حتى الان، يجب أن تدعم الولايات المتحدة التدخل العسكري في سوريا دعماً كاملاً”.

الجيش يسيطر على حي الميدان في حلب

اشتباكات على بوابة حدودية مع تركيا

اندلعت اشتباكات عنيفة في الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون في حلب أمس، فيما نصحت القوات النظامية، التي أكدت سيطرتها على حي الميدان، السكان بتجنّب بعض جوانب الحي، مشيرة إلى تحصّن عدد من القناصة فيها.

إلى ذلك، قال مسؤول تركي إن قتالاً عنيفاً اندلع بين القوات السورية ومسلحين عند بوابة تل أبيض الحدودية مع تركيا وإن بعض نوافذ المنازل في بلدة اكاكالي التركية أصيبت برصاص طائش. وأضاف إن المسلحين يحاولون السيطرة على بوابة تل أبيض الحدودية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان في حلب أن «مواجهات عنيفة اندلعت في حي بستان القصر وحي الإذاعة المجاور اللذين تعرّضا لقصف من القوات النظامية. كما اندلعت مواجهات في حي السكري، حيث يتحصّن مقاتلو المعارضة». وأوضح المرصد أن «مدنيين لقيا حتفهما جراء القصف الذي تعرّض له حي الصاخور شرق حلب».

وأكدت القوات النظامية أنها سيطرت على حي الميدان وسط حلب، بعد اشتباكات استمرت أسبوعاً، لكنها نصحت السكان بتجنّب بعض جوانب الحي، مشيرة إلى تحصّن عدد من القناصة فيها. وأشار مراسل «فرانس برس» في حلب إلى أن بعض أجزاء الحي ما زالت غير آمنة لعودة السكان. كما لاحظ وجود جثث لعدد من المقاتلين في الميدان.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وحدات من القوات النظامية «تواصل عملياتها لتطهير عدد من المناطق والأحياء بحلب من المجموعات المسلحة»، مشيرة إلى أن وحدة من هذه القوات «استهدفت تجمعاً للإرهابيين في حي الصاخور بالمدينة».

وذكرت صحيفة «الوطن» أن «وحدات من الجيش تمكنت من تطهير حي الميدان من فلول المسلحين، في انتظار إعلانه منطقة آمنة خلال الـ24 ساعة المقبلة، ما سيفتح الأبواب أمام تطهير الأحياء المجاورة، ومنها باب الباشا وسليمان الحلبي والصاخور».

لكن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال إن الوضع في حلب دائم التبدل «عندما يقول الجيش إنه يسيطر على حي، فالأمر ليس إلا مؤقتاً. يسيطرون على أحياء ولا تلبث أن تندلع مواجهات مع الكتائب الثائرة». وأوضح أن «القوات النظامية لم تستعد حي الميدان، لأنه لم يكن أساساً تحت سيطرة المقاتلين الذين كان يستحوذون فقط على مركز للشرطة وشارعين أو ثلاثة».

وأضاف المرصد «قتل مدنيان في قصف على مديـنة الباب، كما سجل قصف على مدينة السفيرة وبلدتي قبتان الجبل وحريتان في ريف حلب». وأشار إلى «تعرض بلدة معضمية الشام للقصف، بينما يسجل سماع أصوات إطلاق نار كثيف في البلدة في ريف دمشق».

وتابع «تعرّضت مدينة الرستن في محافظة حمص للقصف بينما سجلت اشتباكات على أطراف بلدة تلبيسة التي تعرّضت ايضاً للقصف. وفي دير الزور، شنت طائرات حربية غارات على مدينة البوكمال». ونقلت «سانا» عن مصدر في محافظة حمص قوله «أوقعت قواتنا المسلحة خسائر كبيرة في صفوف مجموعتين إرهابيتين حاولتا التسلل من الأراضي اللبنانية إلى سوريا عند موقعي ادلين وحالات بريف تلكلخ، فيما لاذ باقي الإرهابيين بالفرار إلى داخل الأراضي اللبنانية».

وذكر المرصد «أدت أعمال العنف الى سقوط 23 قتيلاً، هم 17 مدنياً واربعة جنود نظاميين ومقاتلان اثنان من المعارضة». وكان أشار الاثنين إلى «مقتل 137 شخصاً، هم 72 مدنياً و24 مقاتلاً و41 جندياً نظامياً».

إلى ذلك، ذكرت مجلة «در شبيغل» الالمانية أن «الجيش السوري أجرى تجارب على الأسلحة الكيميائية نهاية آب الماضي بالقرب من السفيرة في شرق حلب، وذلك بمشاركة ضباط من الحرس الثوري الإيراني».

(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

مؤتمر المعارضة في دمشق: لا لأوهام الخارج.. وبضمانات من روسيا والإبراهيمي

طارق العبد

في قلب عاصمة الأمويين لا تتوقف التحضيرات لمؤتمر قد يتذكره السوريون طويلاً في محاولة لإنقاذ البلاد من هستيريا العنف والموت اليومي وإعادتها إلى وضع يمكن من خلاله بدء عملية سياسية.

ورغم التشكيك الخارجي المستمر بجدوى مثل هذا المؤتمر، على اعتبار أنه يعقد في دمشق وبالتالي هو تحت سقف النظام، لا يلتفت معارضو الداخل للتصريحات المشككة ويعملون للتحضير وسط ضمانات بدأت تصل من دول عدة.

وفيما أعلنت هيئة التنسيق الوطنية، وهي أحد أبرز أطياف المعارضة في الداخل، عن الموعد النهائي لمؤتمر المعارضة في دمشق الأحد المقبل، أعلنت حركة «معاً» و«تيار بناء الدولة» انسحابهما من المؤتمر لأن بعض الشركاء في الدعوة لهذا المؤتمر قد استفردوا بعدد من الإجراءات التي حرفت المؤتمر عن الأهداف التي كانت السبب الرئيسي للدعوة إليه داخل البلاد.

وفي بيان وزعه «تيار بناء الدولة» أوضح سبب الانسحاب بأن «الغاية من المؤتمر لم تكن توحيد قوى المعارضة، بل تعاون القوى الديموقراطية للتصدي للمخاطر التي تتهدد الوطن والمواطنين. كما لم تكن الغاية تكوين قطب سياسي في مواجهة أي قطب سياسي آخر».

أما لجنة تحضير المؤتمر فما زالت منهمكة في العمل لإنجاح المؤتمر مع ضمانات تصل تدريجياً، كما يقول ممثل هيئة التنسيق في اللجنة التحضيرية صفوان عكاش الذي يشير، في حديث الى «السفير»، إلى «ضمانات من روسيا ومن الأخضر الإبراهيمي، وهناك ضمانات أخرى نسعى لتأمينها من الأمم المتحدة وجهات أخرى». ويوضح عكاش أنه «تمّ توجيه الدعوة للموفد الأممي، وأعلن الرجل تأييده لفكرة المؤتمر وحث على المضي بها للأمام.. وبرأيه إن مجرد عقد المؤتمر ونجاحه سيكون خطوة على طريق وحدة المعارضة وتشكيل رؤية واقعية للحل في سوريا». كما تم توجيه دعوات لممثلي عدة جهات إقليمية ودولية، كما وجهت دعوات لأطراف كثيرة في الخارج، منها المجلس الوطني الذي استبعد عكاش مشاركته فـ«هم يحاربون طواحين الهواء ويبتدعون مؤتمراً آخر ويحاربون مؤتمرنا».

يعتبر عكاش أنه، منذ بداية الثورة وبداية الحراك السلمي، ثمة أكثر من خط معارض. ولكن كان هناك رايتان أساسيتان هما «هيئة التنسيق» و«المجلس الوطني»، وكانت الخلافات واضحة ومحددة وما زالت تتبلور في مواضيع تتعلق بالتدخل الخارجي والعسكرة والطائفية وما إلى ذلك، لافتاً إلى أن قوى الحراك الثوري ستكون موجودة بشكل أو بآخر وحتى في المؤتمر الأول للهيئة كانت ممثلة، وهناك مجموعات من الشباب المثقف والوطني بالإضافة لشخصيات مستقلة ونشطاء سلميين.

يطمح ممثل هيئة التنسيق في اللجنة التحضيرية للمؤتمر لأن يصبح الأخير ممثلاً لكل قوى الحراك الثوري، مشيراً إلى أن مهمة توحيد المعارضة ما زالت قائمة على أسس واضحة تعتمد على حل يحقق مسألتين: الأولى هي إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، والثانية بناء سوريا الديموقراطية، وعلى أرضية ذلك انطلق مفهوم التغيير الوطني الديموقراطي الذي نسعى فيه لتوحيد أطراف المعارضة.

برأي عكاش أنه «من البديهي أن نتصور حلولاً للمشاكل، وقدّمنا تصورات للجامعة العربية والأمم المتحدة والقوى الدولية ثم قدمنا مبادرتنا لوقف إطلاق النار ولقيت استحسان قوى كثيرة في الشارع، بما فيها بعض قوى الحراك المسلح، وقد اشترطت قبول النظام بها لكنه لم يستجب… والآن نرى أن الأوضاع تتفاقم أكثر وأكثر، ومن واجبنا إيقاف شلال الدم السوري مع التمسك بمبادئ الثورة وقواها».

وفي معرض حديثه عن انسحاب تيارات من المعارضة من المؤتمر، يشير إلى أن «القوى المعارضة قد أثبتت شيئاً من عدم المسؤولية، ومن جهة أخرى يجب أن نرى أيضا أن يتم بعض الافتراق في المفاصل الحاسمة ودائما نجد أناساً يفترقون بينما يأتي أشخاص جدد يشاركوننا حيث أصبح لدينا شركاء جدد من أحزاب مرخصة وقوى شبابية جديدة تظهر حالة وعي سياسي تتجذر في الشارع السياسي». وأشار في المقابل الى ان «الوعود الفارغة كالتدخل العسكري والحظر الجوي والأوهام التي بيعت للشارع، أظهرت عدم جدواها».

ونوّه عكاش إلى ضرورة عدم الخلط بين مؤتمر المعارضة وما طرحته موسكو من اجتماع لأطياف المعارضة والنظام، فـ«المؤتمر يهدف لجمع بعض أطراف المعارضة على رؤية لحل سياسي نعتقد أنه قادر على إنقاذ البلاد ولا نتكلم عن أي تفاوض أو حوار مع النظام كما يروج البعض في خلط مقصود يهدف للتشويش على المؤتمر»، مبديا «ترحيبه بكل المبادرات الدولية وأي جهد بناء لوقف هذا النزيف بالمئات يومياً وأعداد بمئات الآلاف باللاجئين كما دخلنا بمرحلة الكارثة الإنسانية».

من ناحية ثانية، تعتبر القوى والتيارات الكردية المشاركة في المؤتمر أن الهدف هو فتح حوار وطني عام مع كل الأطراف وليس مع السلطة التي يتطلب الحوار معها وجود أرضية تتضمن وقف العنف والتغيير مع الحفاظ على بنية الدولة ومؤسساتها. وتهتم الأحزاب الكردية بطرح القضية الكردية، إذ ان وجود الأكراد مهم وهو من النسيج الوطني السوري ويتطلب إيجاد حل لقضيتهم والاعتراف بهم دستورياً ضمن إطار وحدة البلاد والشعب. وسيتم الاتفاق مع القوى الجديدة التي تنضم للمؤتمر حول هذه المسألة، فالأكراد قوة معارضة عريقة ذات نضج سياسي جيد ومن الواضح جداً أن الظروف خدمتها وهي الوحيدة التي حافظت على الحراك السلمي في عفرين وعين العرب في حلب والجزيرة السورية، شمالي شرقي البلاد. وحتى اليوم لم تطلق رصاصة واحدة في المناطق ذات الحضور الكردي، والأكراد اليوم يديرون شؤونهم بأنفسهم بعد انسحاب السلطة لظروفها هي.

وعلى حدّ قول المعارضة الكردية المشاركة، لا اعتقاد بأن للأكراد تحشيداً خفياً لتغيير أسلوب الحراك بل هناك محاولة اليوم لإعادة القرار للشعب السوري بدلاً من رهنه لصراع دولي.

وفي سياق متصل، يبدو لافتاً مشاركة أحد الأحزاب الجديدة التي برزت بموجب قانون الأحزاب الذي أصدرته السلطة مسبقاً، حيث يرى أمين سر «حزب التنمية الوطني» خليل السيد أنه الحزب الوحيد بين الأحزاب المرخصة الذي يشارك في مؤتمر الإنقاذ. وكان الحزب قد انطلق في العام 2004 من دون ترخيص وتعرض قياديوه للاعتقال عدة مرات وما زال هناك ناشطون يتعرضون للاعتقال من الحزب بسبب عمليات الإغاثة التي يقومون بها. يعتبر السيد أن المؤتمر يلائم طموح الحزب ورؤيته وفق شعار بناء سوريا قوية تحكمها إرادة شعبها، فهو خطوة أولى في الطريق الصحيح. يعترف السيد بأن العنف لن يتوقف في اليوم التالي للمؤتمر، إذ لا بد من تجاوب من دول الراعية للشأن السوري، في وقت تتمثل المعوقات بعدم رغبة النظام بحل سياسي واستمراره بالحل أمني.

في المقابل لا تملك معارضة الخارج الشجاعة لتقول إن هذه القوى عقدت مؤتمراً في دمشق ولا تملك الجرأة للحديث من الداخل فـ«لدينا قضية محقة يهمنا أن نعمل بها من داخل البلاد وبعد المؤتمر سيكون الباب المفتوح لمختلف فرق المعارضة وفق أسس رفض العنف والتدخل الخارجي»، حسب السيد الذي يخلص إلى القول «إن النظام قد أفشل مختلف المبادرات الإقليمية والدولية، والمطلوب ابتعاده عن الحل الأمني والتزامه بحل سياسي بضغط المجتمع الدولي على السلطة للاستجابة للحل السياسي وتغيير كل رموز السلطة الحالية والحفاظ على هيكلية الدولة وبنيتها والنأي عن العمل العسكري الذي لم يخدم النظام ولا المعارضة».

باريس قلقة على لبنان .. واشتباكات على الحدود التركية ـ السورية

مرسي يعرض «إغراءات» على إيران وصالحي في دمشق اليوم

قدم الرئيس المصري محمد مرسي، امس، لطهران «إغراءات» من اجل وقف دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، فيما اقترحت إيران، التي يزور وزير خارجيتها علي اكبر صالحي دمشق اليوم، على «مجموعة الاتصال» التي تضمها إلى تركيا ومصر والسعودية، إرسال مراقبين من هذه الدول إلى سوريا للمساعدة على وقف العنف.

وحذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في القاهرة، من امتداد النزاع السوري إلى لبنان. وأعلنت باريس ولندن أنهما لا تستبعدان تسليح المعارضين السوريين. وفي حين كرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست نفي طهران أي تواجد عسكري لإيران في سوريا ولبنان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو، رداً على سؤال بشأن وجود محتمل لعناصر من «الحرس الثوري» الإيراني في سوريا ولبنان، «ما يجب الحفاظ عليه هو سيادة أراضي البلدين ووحدتها. وكل ما يمسّ من هذين المبدأين، سواء كان في لبنان أو سوريا، نحن ندينه بلا لبس».

وفي حين اندلعت اشتباكات عنيفة في الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون في حلب، أكدت القوات النظامية أنها سيطرت على حي الميدان بعد اشتباكات استمرت أسبوعاً، لكنها نصحت السكان بتجنب بعض جوانب الحي، مشيرة إلى تحصن عدد من القناصة فيها. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 76 شخصاً، هم 58 مدنياً و12 جندياً نظامياً وستة مقاتلين من المعارضة».

وأعلن مسؤول تركي أن قتالاً عنيفاً اندلع بين القوات السورية ومسلحين عند بوابة تل أبيض الحدودية مع تركيا شمالي سوريا، موضحاً أن المسلحين يحاولون السيطرة على بوابة تل أبيض الحدودية. وقال مصدر ديبلوماسي تركي إن بعض قذائف المدفعية سقطت في الأراضي التركية، من دون أن تؤدي إلى أضرار أو إصابات.

وحذر المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، بعد زيارته  مخيمين للاجئين في تركيا والأردن أمس، من أن الوضع في سوريا «يتجه إلى مزيد من التدهور».

ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤولين مصريين مقربين من الرئاسة قولهم إن مرسي عرض على صالحي رزمة من الإغراءات من اجل ان تتراجع طهران عن دعمها للرئيس السوري بشار الأسد. وتتضمن «الحوافز» إعادة العلاقات الديبلوماسية بشكل كامل بين مصر وإيران وبذل جهود من اجل المصالحة بين طهران ودول الخليج.

ورداً على إعراب صالحي عن تفاؤله تجاه مستقبل العلاقات مع مصر، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي «لا يمكن تجاهل الرأي العام المصري حول ما يجري في سوريا، ولا يمكن قبول أي دعم يقدّم للنظام السوري لأنه يستخدم لغة خشنة، ويمارس العنف ضد الشعب السوري».

وذكرت وكالة «مهر» إن صالحي طرح خلال اللقاء مع نظيريه التركي والمصري في القاهرة أمس الأول، «خريطة طريق» لحل النزاع في سوريا، موضحاً أن بوسع المراقبين من إيران ومصر والسعودية وتركيا، وهي الدول التي تتشكل منها مجموعة الاتصال، أن «يشرفوا على عملية تهدف إلى وضع حد للعنف» في سوريا.

ودعا صالحي الذي التقى مرسي إلى «وقف العنف من قبل جميع الأطراف بالتزامن مع تسوية سلمية، من دون تدخل أجنبي ووقف المساعدة المالية والعسكرية للمعارضة السورية». وقال مصدر رسمي إيراني إن صالحي سيزور دمشق اليوم لإجراء مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم.

وعبر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، في مؤتمر صحافي مع فابيوس في القاهرة، عن خشيته من أن يتحول الوضع في سوريا إلى حرب أهلية إذا استمر بالوتيرة نفسها.

وقال فابيوس، الذي التقى مرسي والعربي، «إنه وضع بالغ الخطورة وهو ليس محلياً فحسب، لأنه يتحول إلى نزاع إقليمي مع تداعيات دولية». وشدد على ضرورة «تفادي انتقال العدوى إلى لبنان، وهو ما ترغب فيه بالتأكيد جماعة بشار الأسد، ويرفضه اللبنانيون، وهم محقون في ذلك».

وأعلن السفير الفرنسي في سوريا اريك شوفالييه، في تصريح لإذاعة «فرانس انتر»، ان باريس تتعاطى مع كامل المعارضة السورية، ومن ضمنها المعارضة المسلحة، موضحاً ان موضوع تسليم أسلحة الى المعارضة يناقش «بشكل جدي جداً».

وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، أن «خيار التدخل العسكري في سوريا لن يكون ممكناً إلا بدعم كامل من جانب الولايات المتحدة». ولم يستبعد إمكانية إرسال أسلحة إلى المقاتلين مستقبلاً.

(«السفير»، «مهر»، «ارنا»،

ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

تقرير أميركي رسمي يدرس خيارات الانتشار العسكري: قوات الطوارئ بديل عن التواجد الدائم.. والمصالح أولاً

هيفاء زعيتر

على مدار العام الماضي، اجتمع رؤساء هيئات الأركان المشتركة وقادة الحروب الإقليمية في أميركا ثلاث مرات. التقى هؤلاء في قاعدة عسكرية، جنوبي واشنطن، حيث توجد خريطة تجسّد العالم، مساحتها أكبر من ملعب لكرة السلة. أما الهدف من الاجتماع فكان دراسة احتياجات الجيش الأميركي خلال السنوات الخمس المقبلة.

ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» يعكس «هاجساً حقيقياً» يتملك جنرالات أميركا كما إدارتها: مستقبل انتشار الجيش الأميركي حول العالم، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة. ويتضمن نقاش الانتشار الإضاءة على الأزمات الأمنية القومية المحتملة، فضلاً عن الدخول في ماهية الجيش وحجمه وقدراته خلال السنوات المقبلة.

لا يمكن إخراج هذا النقاش من سياق الاعتراف الأميركي بمرحلة انحراف يمرّ بها الجيش. هذا الاعتراف جاء على لسان رئيس الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الذي كشف عند استلام منصبه في تشرين الأول الماضي أن الجيش الأميركي يشهد مرحلة انعطاف استراتيجي، تعيد فيه المؤسسة العسكرية اكتشاف ذاتها.

وتعقيباً على هذا الواقع، يتمثّل السؤال الملح بالنسبة لقادة أميركا اليوم في ما إذا كانت خطط الحروب في البنتاغون تحتاج إلى إعادة صياغة لتأخذ في الاعتبار مدى تأثر الجيش من حروب في العراق وأفغانستان ومن القرارات الراهنة بتخفيض الميزانية. وأكثر من ذلك، فهم يرون أن المناطق الأميركية قد تتعرض لهجمات انتقامية من الأعداء، كردّ فعل إذا دخلت واشنطن صراعاً مسلحاً خلال السنوات الخمس المقبلة. وقد تكون هذه الهجمات عبارة عن ضربة صاروخ مباشرة أو عملية إرهابية أو عن طريق الهجوم عبر شبكة الانترنت.

في هذا السياق، قدّمت مؤسسة «راند» البحثية، التابعة للقوات الجوية الأميركية، تقريراً برعاية نائب مدير التخطيط الاستراتيجي في مركز القوات الجوية، موجهاً لـ«صناع القرار في الإدارة الأميركية، والمسؤولين عن تصميم شكل الوجود العسكري الأميركي في الخارج وكذلك للمعنيين بالنقاش حول الدور المستقبلي للولايات المتحدة في الخارج».

وعلى امتداد سبعين صفحة، يحاول التقرير الإثبات أن الولايات المتحدة تحتاج إلى صياغة شكل تواجدها العسكري في الخارج لعقود عديدة مقبلة، بشكل يستجيب للبيئة الأمنية الدولية المتغيّرة ويأخذ بالاعتبار رؤية واشنطن لدورها المستقبلي حول العالم. ويشدّد التقرير على أن ذلك سيسمح للولايات المتحدة بتحقيق مصالحها الأمنية، بينما يلفت إلى أن الوحدة المختصة التي أشرفت على الدراسة قامت بوضع المواقف العالمية البديلة وعرضتها على قواعد سلاح الجو الأميركي، وقوات القتال والنقل، والأفراد في الخدمة الفعلية. ثم استخدمتها لتحديد الخيارات الاستراتيجية الحرجة التي ستواجه صناع القرار في تحديد شكل الانتشار الأميركي العسكري في الخارج.

منذ الحرب العالمية الثانية، اعتمدت الولايات المتحدة على شبكة من القواعد العسكرية والقوات لتأمين الدفاع الجماعي ضدّ الاتحاد السوفياتي، ولمكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، فضلاً عن محاربة الإرهاب. اليوم، تغيرت البيئة العالمية. الصين تفرض نفسها في شرق آسيا، إيران تسعى وراء برنامج نووي طموح، وخلايا «القاعدة» لا تزال تشكل تهديداً للمصالح الغربية. وعلى الصعيد الداخلي، تغيّرت البيئة كذلك مع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والضغوط المتزايدة التي أدت إلى تقليص النفقات، ومن ضمنها الإنفاق على الدفاع.

في الواقع، لا يشكل انتشار القوات الأميركية في الخارج عامل إجماع بين صناع القرار الأميركيين، فبينما يدعو قسم منهم إلى تعزيز الوجود العسكري على الصعيد الدولي، لا سيما في كل من منطقة آسيا والمحيط الهادئ ومنطقة الشرق الأوسط مع الحفاظ على الالتزامات الدفاعية لأوروبا، يرفع القسم الآخر صوته مطالباً بعودة معظم القوات الأميركية إلى الوطن.

ما خرج عن التقرير في نهاية المطاف هو «الخيارات الاستراتيجية الحرجة التي ينبغي على صناع القرار أخذها بالاعتبار عند نقاش الانتشار العسكري الأميركي في الخارج».

أول هذه الخيارات يقضي باتخاذ أميركا قرار تقليص وجودها العسكري لدى حلفائها في أوروبا وشمال شرق آسيا، الذين يمتلكون القدرة الاقتصادية والعسكرية على ضمان أمنهم بأنفسهم. ومثل هذا الخيار يفترض أن تقلص الولايات المتحدة عدد القواعد والقوات المقاتلة في بريطانيا وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية.

صحيح أن الوجود العسكري يتيح الردّ السريع على أي اعتداء كما يطمئن الحلفاء، إلا أن أميركا بإمكانها أن تتعامل بمرونة مع خيار المناوبة في تواجدها العسكري حيث تلجأ إلى تعزيز وجودها مع ازدياد المخاطر أو طلب الحلفاء لمزيد من الطمأنة.

وإذا كان خيار أميركا الاعتماد على حلفائها يبدو خطراً، نظراً لاعتمادهم على استراتيجيات غير عسكرية في الرد على التهديدات العسكرية أو القيود الموضوعة على ميزانياتهم الدفاعية، يمكن لواشنطن اللجوء إلى خيارات استراتيجية أخرى مع الأخذ بالاعتبار مستقبل تواجدها العسكري. الأول يناقش ما إذا حان الوقت كي تعتمد أميركا بالدرجة الأولى على القوات العسكرية المتواجدة في أميركا للرد على الصراعات العالمية. وهذا الخيار يأخذ بالحسبان أن مسألة احتواء الصين وكوريا الشمالية وإيران ستعتمد ليس على الوجود العسكري في الخارج بل على قدرات القوات الأميركية في أميركا على التدخل في حالات الأزمة. كما يتيح هذا الخيار عودة الجيش إلى أميركا وتقليص إمكانية تعرضه للهجمات الصاروخية، مع الانتباه إلى ضرورة عدم الانسحاب النهائي من القواعد العسكرية، وذلك لان إفلاتها يفقد أميركا فرصة الحصول عليها مرة أخرى في حال الأزمات.

ويخلص التقرير إلى أن ليس هناك من خيار صحيح، لكن هناك نصيحة موجهة إلى من ينخرطون في نقاش مستقبلي حول مستقبل التواجد العسكري الأميركي حول العالم بضرورة التركيز على الدور الذي ينبغي أن تلعبه القوات العسكرية في تحقيق مصالح أميركا، وبناء قراراتهم على ما تقدم من خيارات. هذا الأمر يجعل الانتشار العسكري مستقبلاً يستند الى الدرجة التي يمكن فيها تحقيق المصالح الأميركية، وليس الى أي اعتبارات أخرى، كما هو الحال اليوم.

رئيس وزراء قطر: لم يبق أمام الأسد سوى التسليم المنظم لسلطة منظمة

الكويت- (رويترز): قال الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزارء قطر ووزير خارجيتها في تصريحات نشرت الأربعاء إنه لم يبق أمام الرئيس السوري بشار الأسد من خيار سوى التسليم المنظم لسلطة منظمة.

وقال بن جاسم في مقابلة أجرتها معه جريدة الراي الكويتية في قطر ونشرت الأربعاء “أنا أعتقد أنه بعد سيلان الدم فلم يتبق للرئيس بشار إلا أن يتخذ قرارا شجاعا وهو التسليم المنظم لسلطة منظمة شريطة ألا يكون هناك انتقام من طرف ضد طرف”.

وشكك بن جاسم في إمكانية نجاح مهمة المبعوث الدولي والعربي لسوريا الأخضر الإبراهيمي. وقال “نحن على ثقة تامة في الأخضر الإبراهيمي لكننا في الوقت نفسه لا نثق في الطرف الآخر ولذلك أخشى أن يكون هناك استخدام سيء لهذه العملية يخلف مزيدا من القتل ومع ذلك فإننا نأمل أن يكون هناك حل على الرغم من صعوبة الأوضاع هناك”.

ونفى بن جاسم أن تكون قطر قد أوقفت استقبال أو توظيف لبنانيين من الطائفة الشيعية بسبب مواقف حزب الله وبعض ممن يطلق عليهم شبيحة الاسد في لبنان. وقال “علاقتنا مع حزب الله ليست سيئة ولكن ثمة اختلاف في وجهات النظر ونحن وجهة نظرنا واضحة.. ولكن علاقاتنا الرسمية من خلال الدولة اللبنانية وليس أي حزب”.

ووصف ما يقال عن دعم قطر للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين بأنه مجرد “اشاعات أسمعها كما تسمعونها ونحن نعرف جيدا من يروجها ويقف وراءها”.

النظام السوري يعتزم استخدام أسلحة كيميائية كخيار أخير

لندن- (ا ف ب): قال ضابط سوري كبير فار عرف عنه على انه المسؤول السابق في إدارة الاسلحة الكيميائية في سوريا في مقابلة نشرتها صحيفة (ذي تايمز) الاربعاء إن النظام السوري يعتزم استخدام أسلحته الكيميائية ضد شعبه “كخيار اخير”.

واكد اللواء عدنان سيلو في المقابلة انه فر قبل ثلاثة اشهر بعدما شارك في مناقشات جرت على مستوى عال حول استخدام اسلحة كيميائية ضد المعارضين والمواطنين السوريين.

وقال للصحيفة “اجرينا مناقشات جدية حول استخدام الاسلحة الكيميائية شملت كيفية استخدامها والمناطق التي سنستخدمها فيها”.

واضاف “ناقشنا ذلك كخيار اخير، في حال مثلا فقد النظام السيطرة على منطقة مهمة مثل حلب”.

وقال سيلو متحدثا من تركيا انه واثق من ان نظام الرئيس بشار الأسد يمكن ان يستخدم في نهاية المطاف اسلحته الكيميائية ضد المدنيين، مشيرا إلى أن هذه المناقشات هي التي دفعته الى الفرار من الجيش.

وقال سيلو في أول مقابلة يجريها منذ فراره ان النظام السوري ناقش ايضا مسالة امداد حزب الله الشيعي اللبناني باسلحة كيميائية.

وقال للصحيفة “ارادوا تجهيز صواريخ برؤوس كيميائية لنقلها الى حزب الله” مشيرا الى “انها كانت مخصصة لاستخدامها ضد اسرائيل بالطبع”.

واوضح ان النظام “لم يعد لديه ما يخسره” اذا ما نشر هذه الاسلحة و”في حال اندلعت حرب بين حزب الله واسرائيل فان ذلك لا يمكن الا ان يكون لصالح سوريا”.

واكد ان عناصر من الحرس الثوري الايراني شاركوا في العديد من الاجتماعات لمناقشة استخدام الاسلحة الكيميائية.

وقال “كانوا ياتون دائما للزيارة وتقديم النصائح، وكانوا يرسلون لنا دائما علماء ويستقدمون علماءنا الى بلادهم. كانوا مشاركين ايضا في الجانب السياسي من كيفية استخدام الاسلحة الكيميائية”.

وتاتي هذه التصريحات بعدما ذكرت مجلة دير شبيغل الالمانية الاثنين ان الجيش السوري اجرى تجارب على الاسلحة الكيميائية نهاية اب/ اغسطس بالقرب من السفيرة بشرق حلب.

وقالت المجلة الاسبوعية نقلا عن شهود عيان ان خمسة الى ستة عبوات فارغة مخصصة لمواد كيميائية اطلقت من دبابات او طائرات على منطقة الدريهم في الصحراء بالقرب من مركز الشناصير الذي يعتبر اكبر مركز لتجارب الاسلحة الكيميائية في سوريا.

واوضحت المجلة ان ضباطا ايرانيين وبدون شك من الحرس الثوري الايراني توجهوا بالمناسبة الى المكان بواسطة مروحية.

مخيم الزعتري إستقبل الإبراهيمي بالحجارة واللاجئون الفلسطينيون يطالبون السلطة برفع يدها

عمان- القدس العربي: ظهر نموذج متجدد لأطفال الحجارة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شرقي الأردن الثلاثاء حيث إستقبل العشرات من صبية المخيم وشبابه المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي برشق موكبه بالحجارة وبهتافات تطالبه بمغادرة المخيم.

ونشرت مواقع أردنية صورا لأطفال سوريين من اللاجئين يحملون الحجارة خلال إستقبالهم للإبراهيمي الذي قالت مصادر أردنية متابعة أنه لم ينجح في إكمال برنامج زيارته المعد سلفا.

وبسبب إعتصام إحتجاجي على زيارته لم يتمكن الإبراهيمي عمليا من التجول في المخيم وإن كان تحدث مع بعض النشطاء الذين يقدمون الخدمات للاجئين قائلا بأن إستراتيجته التي يعمل عليها هي وقف العنف حتى يتسنى للاجئين العودة لمنازلهم ووطنهم في سوريا.

ويجري الإبراهيمي لقاءات رسمية في عمان على هامش زيارته للمخيم الأبرز للاجئين الفلسطينيين في المملكة ورافقه في هذه الزيارة نحو عشرة أشخاص وحراس أحاطوا به لحمايته من الحجارة التي رشق بها موكبه.

وقالت صحيفة خبرني الإلكترونية الأردنية أن اللاجئين إعتصموا ضد الإبراهيمي وهتفوا ضده قائلين (هي يلا هي يلا .. إبراهيمي إطلع بره).

وتلا أحد اللاجئين كما قال للقدس العربي أحد النشطاء بيانا مقتضبا بإسمهم إعتبر فيه أن زيارة الإبراهيمي غير منتجة ولا أهمية لها ما لم تعيدهم إلى وطنهم وتعمل على وقف العنف .

وصاح أحد اللاجئين في وجه الإبراهيمي متهما إياه بالتعاون مع النظام السوري .

وفي غضون ذلك حصلت (القدس العربي) على نص نداء على شكل رسالة من اللاجئين الفلسطينيين العالقين في مقر سايبر ستي الشهير شرقي الأردن والذي يحتجز ون فيه في ظروف قاسية حيث لا تسمح لهم السلطات بالمغادرة وفقا للنائب صالح مرجان الذي تحدث للقدس العربي عدة مرات عن معاناة هؤلاء اللاجئين.

وحملت الرسالة عنوان (خرجنا عن الصمت) وتضمنت هجوما قاسيا على السلطة الفلسطينية وسفارتها في الأردن.

وقالت الرسالة التي أرسلت لـ(القدس العربي): بعدما يزيد على عام من الوعود الجوفاء و مسلسل الكذب المتواصل و اتهامنا بأننا لاجئون اقتصاديون نطالب بطرد غذائي او معونة مادية من قبل السلطة الفلسطينية ممثلة بسفارتها بالأردن و استخدامنا من قبل البعض لمشروع انتخابي هنا او هناك ومن (مخيم السايبر ستي للاجئين السورين في الرمثا) الفلسطينيون و بشكل جماعي نطالب السلطة الفلسطينية برفع يدها عن اللاجئين الفلسطينين.

وقالت الرسالة أن اللاجئين سيلجأوون الى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين و للمنظمات الدولية ذات الصلة للنظر الى وضعهم و وضع حد لمأ ساتهم و عاناتهم المتفاقمة يوما بعد يوم.

وأضافت: و يناشدون أبناء وطنهم للوقوف معهم للحصول على هوية و جواز سفر فلسطيني برقم وطني او ابتعاد السلطة الفلسطينية الميمونة عن ملفهم لكي يصنعوا طريقا يسلكوه لأجل الحصول على هوية ووطن يفتقدونه على غرار ما حصل مع ابناء جلدتهم من فلسطيني العراق في مخيمات اللجوء في (التنف والوليد والهول والرويشد).

وزير خارجية ايران في دمشق اليوم بعد اقتراحه ارسال مراقبين

قتال عنيف بين قوات النظام والمعارضة قرب الحدود مع تركيا

الابراهيمي تعرض الى الرشق بالحجارة لدى مغادرته مخيم الزعتري

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقرـ حلب ـ القاهرة ـ انقرة ـ وكالات: قال مسؤول تركي إن قتالا عنيفا اندلع الثلاثاء بين القوات السورية والمعارضة المسلحة عند بوابة تل ابيض الحدودية مع تركيا وإن بعض المنازل في بلدة اكاكالي التركية أصيبت برصاص طائش. واضاف أن المعارضة المسلحة تحاول السيطرة على بوابة تل ابيض الحدودية. وقال إن نوافذ بعض المنازل التركية تضررت.

جاء ذلك فيما يصل وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي إلى دمشق اليوم الأربعاء ويلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم والرئيس بشار الأسد، ويُعتقد أن جهود مجموعة الرباعية التي تضم السعودية وإيران ومصر وتركيا ستكون في مقدمة مباحثات صالحي في دمشق وأين وصلت مباحثات الدول الأعضاء بخصوص الأزمة السورية.

وقالت مصادر سورية لـ ‘القدس العربي’ ان صالحي سيُطلع الجانب السوري على ما تقدمت به طهران من أفكار خلال اجتماع وزراء خارجية الرباعية الذي عُقد في القاهرة الثلاثاء وبعد اقتراح بلاده ارسال مراقبين من دول مجموعة الاتصال الى سورية.

وقدم صالحي، الذي تعد بلاده من ابرز حلفاء نظام الرئيس بشار الاسد، الاقتراح خلال الاجتماع الوزاري الاول الذي عقدته المجموعة الاثنين في القاهرة، بغياب السعودية الداعمة للاحتجاجات المطالبة بسقوط الاسد.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان الوزراء سيواصلون مشاوراتهم على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نهاية ايلول (سبتمبر) في نيويورك.

ونقلت مجلة ‘دير شبيغل’ في عددها الصادر الاثنين ان ضباطا ايرانيين شاركوا في تجارب للجيش السوري على الاسلحة الكيميائية نهاية اب (اغسطس)، علما ان وزارة الخارجية الايرانية نفت الاحد ارسال عناصر من الحرس الثوري الايراني الى سورية، مؤكدة ان تصريحات قائد الحرس الجنرال محمد علي جعفري في هذا الصدد اخرجت من سياقها.

وفي القاهرة، حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من امتداد النزاع السوري الى لبنان، مشيرا الى ‘التداعيات الدولية’ للأزمة في سورية.

وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري محمد كامل عمرو وبعد لقائه الرئيس المصري محمد مرسي، اعتبر فابيوس ان الوضع ‘بالغ الخطورة ليس على المستوى المحلي فحسب، لانه يتحول الى نزاع اقليمي مع تداعيات دولية’.

اضاف ‘يجب تفادي انتقال العدوى الى لبنان، وهو ما ترغب فيه بالتأكيد عصابة بشار الاسد، ويرفضه اللبنانيون، وهم محقون في ذلك’، مشددا على ان ‘ما من حل من دون رحيل الرئيس بشار الاسد’.

من جهة اخرى يشارك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ‘مباحثات جدية’ حول سورية، تجمعه الى نظرائه الاوروبيين قبل اجتماعهم القادم في لوكسمبورغ في تشرين الاول (اكتوبر)، بحسب ما علم من مصادر دبلوماسية اوروبية.

وقال دبلوماسي اوروبي طلب عدم كشف هويته ان لافروف ‘سيشارك في عشاء عشية الاجتماع القادم للمجلس الاوروبي للشؤون الخارجية’ المقرر في 15 تشرين الاول (اكتوبر) المقبل في لوكسمبورغ.

وقال دبلوماسي رفيع المستوى ‘هناك هذه الايام حوار صحي مع روسيا’ بشأن سورية تظهر الاطراف في اطاره ‘اكثر انفتاحا’ مما كانت من قبل.

واستخدمت روسيا ومعها الصين حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الامن ضد قرارات تدين النظام السوري لقمعه الاحتجاجات المطالبة باسقاطه.

ومن الاردن، اعاد المبعوث الاممي والعربي الاخضر الابراهيمي التحذير من تداعيات الازمة، معتبرا ان الوضع في سورية ‘ليس في طريقه الى التحسن بل الى مزيد من التدهور’.

وبعد زيارته مخيم الزعتري للاجئين السوريين (85 كلم شمالي عمان) الذي يأوي 32 الف لاجىء سوري، اكد الابراهيمي ‘بذل كل جهد ممكن من اجل مساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الأزمة’.

وتعرض موكب الابراهيمي لدى مغادرته المخيم الى الرشق بالحجارة. وافاد مصدر امني اردني لوكالة فرانس برس ان ‘نحو 200 لاجىء بمخيم الزعتري تجمعوا لدى مغادرة الابراهيمي المخيم احتجاجا على لقائه الرئيس السوري بشار الاسد واعطائه فرصة للنظام السوري للاستمرار بمسلسل نزيف الدم، على حد تعبيرهم’.

وتفقد الابراهيمي الثلاثاء مخيم التينوزو للاجئين السوريين في محافظة هاتاي (جنوب تركيا).

ميدانيا، افادت وكالة انباء الاناضول عن وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلي المعارضة الساعين الى السيطرة على معبر تل الابيض الحدودي شمال سورية.

واكد مصدر دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس حصول الاشتباكات، مشيرا الى ان بعض القذائف المدفعية سقطت في الاراضي التركية، من دون ان تؤدي الى اضرار او اصابات. وافاد شهود عيان من الجانب التركي عن مشاركة المروحيات السورية في الاشتباكات.

وفي حلب كبرى مدن شمال سورية، افاد سكان ان مواجهات اندلعت في حي بستان القصر (جنوب غرب) وحي الاذاعة المجاور اللذين تعرضا لقصف من القوات النظامية.

كما اندلعت مواجهات في حي السكري (جنوب) حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، بحسب السكان.

ونقلت صحافية في فرانس برس ان عائلة وصلت الى احد مستشفيات حي الشعار، مؤلفة من والد يقود سيارته ومعه زوجته وثلاثة من اولادهما، بينهم طفل اصيب في رأسه وغطى الدم وجهه.

واشارت الصحافية الى ان العائلة تسكن حي الشيخ فارس، حيث تلقى منزلها قذيفة مصدرها على الارجح دبابة تابعة للقوات النظامية.

كما وصل الى المستشفى نفسه مدنيون اخرون غطى الغبار الناجم عن الدمار وجوههم، تبعته شاحنات صغيرة تقل جرحى من المقاتلين المعارضين.

واشار المرصد الى تعرض احياء الصاخور وهنانو والمغاير والشعار وقاضي عسكر وطريق الباب والكلاسة والانصاري والفرقان وكرم البيك في حلب للقصف.

الجيش الحر يرصد 25 مليون دولار لرأس الاسد حيا او ميتا

لندن ـ ‘القدس العربي’: أعلن الجيش السوري الحر لحماية الثورة السورية عن مكافأة مالية قدرها 25 مليون دولار، لمن يأتي بالرئيس السوري، بشار الأسد حياً أو ميتاً.

وقال العقيد أحمد حجازي احد قادة الجيش الحر إن ‘هذا المبلغ سيساهم فيه تجار سوريّون بالداخل والخارج’، رافضا الكشف عن هويتهم، خشية تعريض حياتهم للخطر، ووصفهم بأنهم تجار وطنيون على تواصل دائم مع الجيش الحر لحماية الثورة ومن الداعمين لنشاطاته.

وأشار إلى أن الهدف من هذا العـــــرض، هو إغراء المقــــربين من بشار للانقلاب عليه، وتنفيذ هذه المهمة، مشيرا إلى أن ‘الإتيان به حياً أو ميتاً يستحق أكثر من ذلك، ولكن هذا كل ما استطعنا جمعه’، وفقا لوكالة ‘الأناضول’ للأنباء.

الجيش السوري يطبق سياسة مجازر ‘العرض المصغر لحماة’ حتى لا يثير الرأي العام ضده

مناطق حكم ذاتي تشهد ديمقراطية تعمل تحت القصف والغارات.. تنسيق فقير والكل يغني على ليلاه

لندن ـ ‘القدس العربي’: اتهام حقوقي لمقاتلي الجيش الحر بارتكاب مجازر وانتهاكات حقوق انسان، منها التعذيب والقتل الفوري، يؤشر لقلق منظمات حقوق الانسان من ممارسات الجيش الحر واثر ذلك على سورية ما بعد الاسد، خاصة بعدما وثقته منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ لانتهاكات قام بها مقاتلو الجيش الحر.

ووجه القلق نابع من ان الحرب الاهلية بدأت تتخذ طابعا طائفيا واصبحت حربا بالوكالة بين القوى الاقليمية ميدانها سورية. ومما يثير الفزع ايضا ان من التقتهم المنظمة من المقاتلين في حلب وادلب واللاذقية، قالوا ان من نفذوا عليهم حكم القتل الفوري يستحقون العقاب. وجاءت التحقيقات بعد مشهد القتل الجماعي الذي ارتكبه مقاتلون من الجيش الحر في حلب، حيث اعدموا في ساحة عامة اربعة عشر شخصا من قبيلة بري، التي تتعاطف مع النظام في الشهر الماضي. وجرائم الجيش الحر وان لم ترق للجرائم التي يرتكبها النظام، جيشه واجهزته الامنية لكنها تثير المخاوف عن طبيعة النظام السياسي الذي سينشأ بعد مرحلة الاسد.

ومظهر اخر من مظاهر القلق هو الاعتراف الدولي الآن بوجود حقيقي للجماعات الجهادية في سورية، حيث اشارت لجنة مستقلة عينها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب في سورية، التي اعدت قائمة من المسؤولين العسكريين والامنيين من ازلام النظام ممن اتهمتهم بارتكاب جرائم حرب، ولكنها عبرت من جهة اخرى عن قلقها من وجود مقاتلين جهاديين في سورية.

ونظرا لطول امد المواجهة في حلب التي مضى عليها اكثر من شهرين فقد ارتفع معدل ارتكاب الجرائم من كلا الطرفين، وقال التقرير ان الاسابيع الاخيرة شهدت زيادة نسبية في الانتهاكات وجرائم ترقى لجرائم الحرب من الطرفين. وتتهم المعارضة النظام بالقتل العشوائي، حيث قالت ان عدد من قتلوا في شهر آب (اغسطس) الماضي وصل الى 5 الاف وهو اعلى رقم منذ بداية الانتفاضة قبل 18 شهرا، وقالت المعارضة نفسها ان عدد القتلى الاجمالي وصل الى 27 الفا، مقارنة مع الرقم الذي وضعته الامم المتحدة وهو 20 الفا. والقى التقرير باللائمة على العناصر الجهادية الاجنبية التي تدفع العناصر المحلية نحو التطرف. وهناك اعتراف ان جرائم الجيش الحر الذي اعلن عن اجراءات لضبط التجاوزات لا ترقي لجرائم ‘الشبيحة’ من اتباع النظام.

وتتهم الحكومة السورية الدولة الجارة تركيا، وكلا من السعودية وقطر بدعم العمليات ‘الارهابية’ لمقاتلي المعارضة، وانها تقوم بالتحريض على القتل من خلال اعلامها، على الجهاد في سورية وتدرب المرتزقة من افراد ‘القاعدة’. ويلقي الجيش الحر بدوره اللوم على الجماعات الجهادية التي انتشرت بسبب تلكوء المجتمع الدولي بتقديم الدعم العسكري وانشاء مناطق حظر جوي داخل سورية. ويقول الناشطون ان الجماعات السلفية والاسلامية تتلقى دعما واسلحة من الخارج احسن مما هو متوفر لهم.

داريا والقتل المستمر

وكانت صحيفة ‘لوس انجلس تايمز’ قد نشرت قبل يومين تقريرا عن استراتيجية القوات النظامية الجديدة، التي تقوم على ارتكاب مجازر على قاعدة مصغرة او ما يطلق عليه الناشطون ‘عرضا بطيئا لحماة’ اي المجزرة التي قتل فيها اكثر من 20 الفا حسب اقل التقديرات عندما اجتاحتها قوات حافظ الاسد عام 1982.

واصبح الجيش وميليشياته يتجنب المجازر على قاعدة اكبر، كما حدث في الحولة والقبير وداريا، في كل من ايار (مايو) وحزيران (يونيو) وآب (اغسطس) على التوالي.

ويقول التقرير انه منذ دخول الجيش لداريا واجباره المقاتلين على الانسحاب منها يقوم قناصته باستهداف سكانها بالاضافة لاعدامات فورية، وقال ان عدد الضحايا من هذه السياسة في داريا وما حولها وصل الى 700، ويضيف ان داريا واحدة من البلدات السورية التي تصبح في مركز الانتباه الدولي ليتحول الانتباه الى مدينة اخرى ومجازر جديدة.

وقالت الصحيفة ان الناشطين بدأوا يرسلون العام الماضي رسائل بالتويتر لبعضهم البعض عندما حاصر الجيش السوري حمص ‘حمص 2011 = حماة 1982 ولكن بحركة بطيئة’.

ونقلت عن ام حسام، وهي ام لخمسة اولاد وتدير بقالة صغيرة في الحي القديم في البلدة قولها ‘ لقد قتلوهم بضربة واحدة في حماة، اما نحن فيقومون بقتلنا على مراحل’. وتضيف ‘لقد توقعنا ان يروعوا ويقتلوا ناسا ولكن ليس على هذا المستوى من البربرية’. وكانت بعض الدول قد طردت سفراء سورية احتجاجا على مقتل 108 اشخاص في مذبحة داريا لكن الاهتمام خفت، وتواصل القتل، وقال ناشطون الاسبوع الماضي ان الجيش اعدم 38 في يلدا.

ونقلت عن ناشط اسمه محمد شحادة انه مثل حماة فالنظام لا يهدف لقمع المقاومة ولكنه يريد التأكد من عدم تفكير الجيل القادم بالثورة على النظام. ويضيف ان الاسلوب الذي يستخدمه النظام ذكي حتى لا يجلب عليه الشجب الدولي.

اخطاء من المقاتلين

ويقول اخر من اهل البلدة ان الوضع يزداد سوء فعندما بدأت الاحتجاجات قتلوا واحدا او اثنين ثم اخذ العدد بالارتفاع الى عشرة، وظلوا يقتلون حتى جاءوا لداريا وقتلوا 700 وبعد ذلك ربما يقتلون الفا. وكانت داريا التي يعيش فيها اكثر من 200 الف، مركزا لعدد من الاحتجاجات السلمية منذ بدء الانتفاضة، ويقول الناشطون انهم تعلموا من اخطاء المدن الاخرى ولم يعلنوا ‘تحرير’ بلدتهم من قوات الحكومة، حتى لا يرد النظام بالدبابات والقصف، كما في فعل في حمص وحماة واحياء من دمشق.

ومع ذلك يعترف السكان ان المقاتلين قاموا بعمليات استفزاز للجيش، حيث هاجموا مطار المزة، مما دعا بالحكومة للرد بالدبابات، حيث بدأ القصف في نهاية شهر اغسطس الماضي، واظهر الجيش الحر مقاومة ضعيفة، واضطر للانسحاب بعد جرح اكثر من الف شخص. وبعدها دخلت القوات النظامية حيث بدأ العمل الحقيقي عندما اخذوا يداهمون البيوت ويخرجون رجالا من بيوتهم، ويجعمونهم في ارضية بيت حيث قتلوهم حسب شهادات جمعتها منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’، ويقول اهل البلدة انه بحلول الليل انسحب الجيش من البلدة وبدأ الاهالي يكتشفون حجم المجازر، حيث اخرجوا من بيت 72 جثة.

وكرر الجنود الامر في اليوم التالي وتكررت العملية، حيث اكتشف الاهالي جثثا اعدم اصحابها في الطوابق الارضية من البيوت بعيدا عن اعين الكاميرات والفيديو.

وتظهر شهادات عدد من الناجين الطريقة التي قام بها الجيش قتل من جرهم من بيوتهم. ونقلت عن احد المقاتلين واسمه ابو البراء انه عندما سمع بدخول الجيش البلدة هرب وعدد من المقاتلين الى البساتين القريبة من البلدة واخذوا يراقبون منها ما فعله الجيش، حيث قال ان الجنود كان يجرون الرجال من بيوتهم ويقتلونهم بدون ان يتحدثوا معهم. وكان عدد من الناشطين قد اجتمعوا وناقشوا كيفية التخلص من الاسد، فقال احدهم ان الاسد لن يذهب بدون مقتل 10 الاف شخص، والآن اصبح الناشطون يحنون لذلك الرقم.

تنظيم الادارة المحلية

في بلدة سوران في محافظة حماة، نقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ الاجواء الجديدة بعد رحيل نظام البعث وقوات الامن من البلدة، حيث قالت ان المجلس المحلي يقوم بتنظيم الشؤون اليومية لها ويجتمع اعضاؤه الاحد عشر في الشارع العام، حيث يناقشون وهم يشربون الشاي مطالب البلدة، ونقلت عن احد اعضاء المجلس، رجل الاعمال فايز حمشو قوله ‘هذا شيء جديد بالنسبة لنا’ ولكن عندما هرب رجال الحزب والامن اصبحوا مسؤولين عن حل مشاكل البلدة وتلبية احتياجاتها. وتقول الصحيفة انه واثناء الاجتماع جاء خبر عن اطلاق صواريخ من قبل قوات الاسد وفجأة امتلأت الشوارع بالدراجات والسيارة المحملة بالعائلات، تجربة الديمقراطية المفتوحة انتهت فجأة واسرع اعضاء المجلس لداخل البيوت خشية من حدوث غارة.

وتشير الى ان بعض المناطق التي تقع تحت سيطرة المقاتلين فالحكم الذاتي بدأ يتجذر، خاصة ان مناطق شاسعة من الشمال خرجت من يد الحكومة وفي بعض المناطق في دمشق لا يزال القتال دائرا لتقرير من ستكون له السيطرة عليها. وبعيدا عن سيطرة الحكومة وفي ظل القصف والغارات يدير المسؤولون من المعارضة البلدات التي لم تعد للحكومة فيها سيطرة، حيث يقومون بجمع النفايات وتوزيع الطعام وحل المشاكل واسكان المشردين.

وتضيف ان السوريين تجربتهم قليلة في الديمقراطية بعد اربعين عاما من الحكم المركزي، لكن مع تحول الانتفاضة الى مواجهة عسكرية قرر البعض حمل السلاح، اما الاخرون فقرروا وضع خطط لادارة المناطق التي خرجت منها الحكومة. وتشير الى ان اعضاء المجالس هم من الرجال ويقولون انهم يطبقون الشريعة على الرغم من ان معرفتهم بمبادئها قليلة، ويبدو ان الكلمة هي من اجل التفريق بين نظام الاسد والنظام الجديد، حيث لاحظت ان معظم القرارات التي يصدورنها قائمة على القوانين المدنية المعمول بها قبل وصول حزب البعث للحكم عام 1965.

وعن شكل المجلس تقول انه مختلط من متدينين وغير متدينين واحيانا يتدخل المجلس لوقف ممارسات مقاتلي الجيش، كما فعلوا عندما طلبوا منهم وقف الاعدامات في معرة النعمان. وليست كل المجالس مستقلة فهناك بعضها يتبع للمجلس الثوري كما في حلب، اضافة الى فقر التنسيق بين هذه المجالس بشكل تجعل من كل مجلس يعمل بالطريقة التي تناسبه. وتختلف الاجراءات من مكان لاخر، ففي بعض الاحيان يتحرك الصحافيون وعمال الاغاثة بحرية في بلدة ليعتقلوا في اخرى. وما يعكر صفو الاجتماعات في المجالس المحلية هو استمرار القصف والغارات الجوية.

منطقة جبل الاكراد موقع متقدم للمعارضة المسلحة السورية

سلمى (سورية) ـ ا ف ب: يتقدم المعارضون المسلحون في منطقة جبل الاكراد شمال غرب سورية، ويسيطرون على اراض في مناطق الداخل الجبلية المطلة على ميناء اللاذقية على ساحل المتوسط، مهددين المناطق العلوية المعروفة بولائها للنظام.

وليس لمنطقة جبل الاكراد المحاذية لتركيا، من الاكراد الا التسمية فالمنطقة عربية منذ القرن الثالث عشر ميلاديا.

وللمنطقة اطلالة ساحرة على تلال مكسوة باشجار الصنوبر والبساتين وسط تضاريس تشقها وديان وشواهق صخرية نبتت بين حناياها قرى عديدة.

وجغرافيا السكان شبيهة بجفرافيا المكان. فقد انحاز القرويون العرب السنة الذين يشكلون الاغلبية في المنطقة بلا تردد الى المعارضة المسلحة ضد نظام الرئيس بشار الاسد. اما القرى العلوية الواقعة على تخوم المنطقة فبعضها ابدى حيادا حذرا، لكن معظمها استقبل الثوار بترحاب وقدموا للنظام (المنتمي قادته للطائفة العلوية) عناصر تقاتل معه.

وسيطر المعارضون المسلحون في البداية على المنطقة بكاملها وسط معارك دامية مع القوات الحكومية.

لكن الجيش استعاد في حزيران (يونيو) السيطرة على مدينة الحفة السنية القريبة من اللاذقية والواقعة في ريف علوي.

لكن في الجبال لم يكن امام النظام الا سحب قواته بسبب وعورة المنطقة فجمعها في المدن الكبرى وبعض المواقع المرتفعة والمحاور الاستراتيجية.

وقال حبيب الطبيب الوحيد في مستشفى مؤقت اقيم في قبو ببناية في قرية سلمى ‘جبل الاكراد اصبح اليوم تحت السيطرة شبه التامة للمجاهدين’.

ويضيف ‘حاول الجيش مرارا التوغل غير انه كان يتم صده في كل مرة من قبل المقاتلين المسلحين ما يدفع بالعسكريين الى الانتقام بالقصف العشوائي للمدنيين’، على حد قوله.

ويعالج حبيب دون ان تتوفر له غرفة عمليات، يوميا 70 شخصا من المدنيين والمقاتلين. ويقول انه يشعر بالاشمئزاز من هذا ‘النظام الذي اصبح مجنونا ويسحق شعبه بالقنابل’.

ولا يتوقف قصف المدفعية على جبل الاكراد حيث دمرت مساحات من الغابات اشعلتها القذائف.

وفي قرية سلمى كبرى تجمعات جبل الاكراد تحمل غالبية المباني آثار القصف. وتحلق المروحيات يوميا فوق القطاع وتطلق النار من رشاشات ثقيلة.

وعوضت الدراجات النارية السيارات التي اصبحت اهدافا سهلة للمروحيات. كما ان سعر البنزين اصبح مرتفعا جدا. ولا ماء او كهرباء منذ اربعة اشهر. ولا تصل المساعدات الانسانية الى هذا المكان الي تزيد طبيعته اصلا من صعوبة الوصول اليه.

وازاء النقص الحاصل يحاول السكان الذين بقوا في منازلهم تنظيم حياتهم. وتوفر الارض الخصبة قسما من الحاجات. وتصل المساعدة الغذائية والادوية من تركيا بفضل مبادرات شخصية.

ويعمل ابو معطى صباحا مساء في تأمين قسم من المساعدات متمثلا في اكياس من الطحين وزجاجات الزيت تؤمنها من الجانب الاخر من الحدود جمعية ‘نور الهدى’ السورية او الهلال الاحمر التركي.

ويقود ابو معطى ‘غير المؤيد للعنف’ حافلته الصغيرة المتهالكة في الطرقات المتعرجة للجبل لتوزيع المؤن على المدنيين و’المجاهدين’. ويلقى المعارضون المسلحون دعما من القرويين الجبليين المسلحين.

لكن المساعدة تقف عند حدود القرى العلوية التي تشكل راس جسر للجيش ومنطقة نشاط للشبيحة. وهي مناطق تعتبر حتى بالنسبة لابي المعطى المسالم ‘مناطق خطرة لا يحسن المغامرة فيها’.

وتتداخل القرى السنية والعلوية في المكان وسط مشاعر ريبة قديمة واحتمال وقوع مجازر كبير فيها.

ويقول ابو بديع احد قادة المقاتلين المعارضين في جبل الاكراد ‘الخطر قائم ولذلك فقد رحلنا اسرنا من المناطق الاكثر عرضة’ للخطر.

ويؤكد ‘عشنا معا لمئات السنين وهناك روابط لا تزال قائمة بين قرانا، والعلويون يعيشون بسلام في جبل الاكراد’.

ويقول الطبيب حبيب ‘الحرب الطائفية فخ نصبه (نظام الرئيس بشار) الاسد’ مضيفا ‘المشكلة ليست بين السنة والعلويين بل بين الشعب وهذا النظام الوحشي’.

ايران: لعبة أدوار استراتيجية.. قواعد لعب جديدة

صحف عبرية

أصول الاشياء

أ ـ بينت لعبة الأدوار ان ايران لا تنوي التخلي عن السلاح الذري الذي في حوزتها، لكنها ستحاول ان تتوصل بواسطته الى اتفاق مع القوى العظمى يُحسن مكانتها الاستراتيجية. وقد افترضت ايران أنه حتى لو تم تشديد العقوبات الاقتصادية فانها تستطيع ان تصمد أمامها وان المجتمع الدولي على كل حال سيوافق في نهاية الامر على التوصل الى حوار معها من اجل إقرار ‘قواعد لعب’ جديدة.

ب ـ استعملت الادارة الامريكية في لعبة الأدوار ضغطا ثقيلا على اسرائيل من وراء الستار، كي لا تعمل عسكريا في مواجهة ايران مع تهديد ضمني بأن عملية اسرائيل تعني اضرارا بعلاقات اسرائيل مع الولايات المتحدة، وكي تحاول الولايات المتحدة اقناع اسرائيل بعدم اللجوء الى عمل عسكري اقترحت الفحص عن امكانات معاهدة دفاعية رسمية و/ أو فحص امكانية ضم اسرائيل لتصبح عضوا في حلف شمال الاطلسي.

ج ـ اقترحت روسيا حلا للوضع الجديد الذي نشأ، وهو انشاء تحالف امني روسي ـ امريكي يضمن أمن دول الشرق الاوسط التي ستنضم الى التحالف. وتلتزم الدول الاعضاء في الحلف التي لا تملك اليوم سلاحا ذريا ألا تطور سلاحا من هذا النوع. ومع ذلك لم يُطلب الى دول تملك القدرة الذرية العسكرية التجرد من قدراتها.

د ـ قامت الولايات المتحدة بمعارضة المبادرة بسبب شكها في قدرة روسيا على اعطاء ضمانات امنية، وبسبب الصعاب في زعمها في تحقيق التحالف والقدرة على منع النشاط الارهابي والنشاط التآمري في اطاره. والحل الامريكي للأمد القصير هو ردع ايران وصدها بزيادة التنسيق والتعاون مع حليفاتها.

هـ ـ بينت اسرائيل للولايات المتحدة انه ليس من الصواب رفض المبادرة الروسية تماما وأن هناك مكانا لتعاون أكبر بين الغرب وروسيا، ولو من اجل عدم الاضرار بالجبهة التي تواجه ايران. ومع ذلك أكدت اسرائيل في جميع اتصالاتها أنها لا تستطيع التسليم لايران الذرية وأنها لا تلتزم ألا تعمل عسكريا على مواجهة البنى التحتية الذرية الايرانية حتى لو كان ذلك مخالفا لموقف واشنطن.

و ـ قد يكون الخيار العسكري الاسرائيلي أداة ضغط مهمة إن لم تكن على ايران فعلى بعض اللاعبات الرئيسات. وبينت لعبة الأدوار ان هذا الخيار أو التهديد باستعماله ذو صلة ايضا بعد ان تنفذ ايران تجربة ذرية.

ز ـ ينبغي ألا يُنفى تعجيل الانتشار الذري في المنطقة حتى لو لم يحدث بايقاع سريع كما اعتادوا الاعتقاد، وقد شكّت حليفات الولايات المتحدة، ولا سيما تركيا والسعودية في استعدادها لأن تمنحها ‘دعما ردعيا’ اذا امتلكت ايران قدرة ذرية عسكرية. وهو ما دفعها الى الفحص عن خيارات موازية و/ أو التعجيل بالتطوير الذري داخل اراضيها.

ح ـ ان تجاوز ايران للسقف الذري سيجعل السعودية تعمل بقصد التوصل الى توازن استراتيجي معها وسيصعب على المملكة ان تتبنى سياسة إنكار. ويبدو ان للسعودية وربما أكثر من كل لاعبة اخرى في الشرق الاوسط، الباعث العقائدي ـ الاستراتيجي والقدرة الاقتصادية على الفحص عن المسار الذري، ومن المعقول ان نفترض ان تفعل ذلك بمساعدة من الخارج و/ أو شراء رادع ‘عن الرف’.

مقدمة

أصبحت ايران أقرب من أي وقت مضى من المفترق الذي ستضطر فيه قيادتها الى ان تقرر هل تبقى في موقف سهل نسبيا على شفا القدرة الذرية، أم ‘تندفع نحو القنبلة’. وايران مهتمة بأن تؤخر الى مرحلة متأخرة أكثر قرار تعدي السقف. ومع ذلك فان سلسلة من التطورات الاقليمية والدولية قد تجعلها تقرر تعجيل التطوير الذري والاندفاع نحو سلاح ذري.

نُشرت في السنين الاخيرة ابحاث تتناول امكانية ان تمتلك ايران قدرة ذرية وصعوبة ردع هذه القدرة واحتوائها. وأُجريت كذلك عدة ألعاب أدوار تم الفحص فيها عن مسارات حتى توصل ايران الى قدرة ذرية عسكرية.

ولعبة الأدوار التي أُجريت في معهد ابحاث الامن القومي في السادس والعشرين من تشرين الاول (اكتوبر) 2011، تصور ردودا على سيناريو تنفذ ايران فيه تجربة ذرية، وترمي الى الزيادة على المعلومات الموجودة في هذا الشأن. وتم على أثرها حوار خُصصت هذه النشرة لمضمونه.

بدأت لعبة الأدوار بعد تجربة ذرية ايرانية من غير انذار سابق. ان مجرد التفجير في المنشأة لم يُفض الى تغيير جوهري في سلوك اللاعبات المركزيات التي تم الفحص عن مواقفها ـ الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي وتركيا ومصر والسعودية واسرائيل بالطبع. وقد اتخذت أكثر اللاعبات استاتكتيكية ناسبت التقديرات المقبولة بشأن سياستها اذا وحينما تملك ايران قدرة ذرية عسكرية. واشتملت النشاطات المباشرة بعد الحادثة بطبيعة الامر على محاولات دول مختلفة ان تفهم بصورة أفضل ما حدث وأن تقف على القدرات التي تملكها ايران. والافتراض الذي ثبت هو ان ايران نفذت التجربة وهي تملك نظاما ذريا عملياتيا جزئيا.

رد الدول اللاعبة على الحادثة

ايران:

التقدير هو ان ايران تملك ما بين ثلاث منشآت ذرية الى خمس. وقد افترضت ايران ان الولايات المتحدة و/ أو اسرائيل لن تهاجمها وان احتمال حصار بحري على ايران يمنعها من تصدير النفط واستيراد مكررات النفط منخفض. وافترضت ايران انه اذا تم تشديد العقوبات الاقتصادية فانها تستطيع الصمود أمام ذلك وان المجتمع الدولي على كل حال سيريد في نهاية الامر التوصل الى حوار معها من اجل إقرار ‘قواعد لعب’ جديدة. وبعد تنفيذ التجربة ايضا فعلت ايران كل ما تستطيع لابقاء باب التفاوض مفتوحا.

وأوضحت اللعبة ان ايران لن تتخلى عن السلاح الذري، لكنها ستحاول ان تتوصل بواسطته الى اتفاق مع القوى العظمى يُحسن مكانتها. فعلى سبيل المثال نقلت ايران رسائل مؤداها أنه اذا ضمن المجتمع الدولي ألا تتم مهاجمتها فستلتزم مقابل ذلك ألا تستعمل هذا السلاح. وكانت الخلاصة ان تنفيذ التجربة منح ايران ‘أوراق لعب’ اخرى، وفي هذا الاطار أعلنت أنه ينبغي مقابل ‘تغيير سلوكها’ اسقاط العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وأن يشمل ذلك الحصول على قطع غيار لطائرات وطائرات جديدة، ومساعدة مهمة في مجال تطوير حقول النفط والغاز.

بعد التجربة الذرية الايرانية ايضا تناولت اللاعبات المختلفات في الأساس قضية هجوم عسكري محتمل على المنشآت الذرية في ايران. منها من تناولت القدرة والمعاني المحتملة ومنها من تناولت الوسائل لمنع هذا الهجوم. وخُصص جزء صغير فقط من المباحثات لشؤون مشتقة من حقيقة وجود التجربة واعتراف ايران بامتلاك سلاح ذري، وهكذا اشتغلت الولايات المتحدة واسرائيل مثلا على التوازي في الفحص عن امكانية انشاء حلف دفاعي؛ وعجلت اسرائيل مشروع صاروخ ‘حيتس’؛ وكانت هناك لاعبات حثت الولايات المتحدة على الهجوم. وحينما نفحص عن جملة المباحثات والخطوات التي استُعملت يمكن ان نُقدر انها لم تتجاوز اطار المباحثات التي تجري اليوم في أكثر الدول المشاركة في هذا الشأن. ان مجرد التجربة لم يجعل اللاعبات تخطو فورا بخطوات عسكرية ذات شأن (اذا استثنينا تعزيز القوات) أو الفحص عن اتخاذ خطوات لا يتم الفحص عنها اليوم في اطار محاولات منع ايران من احراز قدرة ذرية. والرد الذي توصلت اليه أكثر اللاعبات وإن لم تكن كلها، كان أنه ليس من الصحيح الخروج لهجوم عسكري واسع على ايران، بل ان القوى العظمى أنفقت جهودا كبيرة على محاولة منع اسرائيل من العمل على مواجهة ايران وحدها.

اسرائيل

أكدت اسرائيل في ردها أنها لم تُفاجأ. فقد استعدت اسرائيل كما قالت لهذا اليوم وتعرف كيف تواجه كل تهديد. وتبرهن الحادثة، حسب ما تقول، على أنها كانت على حق حينما أصرت على رفضها الانضمام الى ميثاق منع انتشار السلاح الذري. وقد أعلن ديوان رئيس الحكومة بعد معرفة أمر التجربة فورا بأن ايران لن تُسرع الى مهاجمة اسرائيل ‘ان اسرائيل محمية جيدا بنظم متقدمة وتعلم كيف ترد وقت الحاجة’. وأوضحت اسرائيل في حوار مع الولايات المتحدة انه توجد ‘نافذة زمن’ قصير لعملية عسكرية على المنشآت الذرية الايرانية، قبل ان تترجم القدرة الذرية الأولية التي برهنت التجربة عليها الى قدرة عملياتية صادقة. ويجب ان تكون هذه العملية كما ترى اسرائيل مصحوبة بتهديد كبار مسؤولي النظام الايراني بأن هجوم ايران على جاراتها سيؤدي الى اسقاط النظام على يد الولايات المتحدة وحليفاتها.

وفي الوقت نفسه ألحت اسرائيل على الولايات المتحدة أنه اذا رُفض الخيار العسكري فمن الصحيح ان يُطبق سريعا حصار سياسي واقتصادي مطلق يجعل ايران تُجري تقديرا لسياستها من جديد. وأن اسرائيل لن ترفض كما يبدو بخلاف موقفها التقليدي، رفضا باتا، اقتراحا امريكيا محتملا (اذا عرضت الادارة ذلك) بشأن معاهدة دفاعية بين الدولتين. واستقر رأي اسرائيل في الايام التي تلت التجربة على التعجيل بمشروع صاروخ ‘حيتس’، وعلى إبراز النقاط التالية بوسائل مختلفة، وهي ان اسرائيل تملك قدرة على ‘ضربة ثانية’، تشتمل على حماية متخذي القرارات؛ وأن اسرائيل محمية بصورة جيدة. وأكدت اسرائيل أن التهديد الرئيس من قبل ايران الذرية هو لدول اخرى في المنطقة كدول الخليج؛ وحقيقة ان مساحة ايران أكبر من مساحة اسرائيل لا تجعلها أقل قابلية للاصابة، لأن الأهداف في حال هجوم عسكري ستكون هي المدن الكبرى. ومدن ايران قابلة للاصابة كمدن اسرائيل بل أكثر.

النظام الدولي

نددت الولايات المتحدة في ردها على التجربة الايرانية بشدة واشتمل الرد ايضا على محاولة تسكين نفوس حليفات الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، واعلان ان كل استعمال لسلاح ذري عليها سيجر ردا مضادا شديدا جدا من الولايات المتحدة ضد ايران، بل سرب الامريكيون معلومات الى وسائل الاعلام تقول انهم يزنون فرض حصار بحري على ايران. وفي نفس الوقت استعملت الادارة الامريكية من وراء ستار ضغطا ثقيلا على اسرائيل كي لا تعمل عسكريا في مواجهة ايران، مع تهديد ضمني بأن عملية اسرائيل تعني إضرارا بعلاقات اسرائيل مع الولايات المتحدة. ولمحاولة اقناع اسرائيل بعدم اللجوء الى عمل عسكري، اقترحت الولايات المتحدة الفحص عن امكانات معاهدة دفاع رسمية و/ أو الفحص عن امكانية ضم اسرائيل عضوا الى حلف شمال الاطلسي وتعجيل التعاون على تطوير نظم دفاعية مضادة للصواريخ. وفي الساحة الدولية دفعت الولايات المتحدة الى الأمام بمبادرة لاجازة قرار في مجلس الامن يندد بعمل ايران ويطلب اليها ان تتجرد من سلاحها، وارسلت موظفين كبارا الى دول مهمة ونقلت قوات عسكرية الى منطقة الخليج.

وندد الاتحاد الاوروبي وروسيا والصين ايضا باجراء ايران وإن يكن ذلك بدرجات مختلفة. وقد دعت كلها الى العمل على حل الازمة مع تفضيل واضح لطريقة العمل الدبلوماسي، ولا سيما في مجلس الامن بواسطة اجازة قرار متشدد بشأن ايران. وحثت هذه اللاعبات المركزيات اسرائيل على عدم مهاجمة منشآت ايران الذرية وأن تنتظر رد المجتمع الدولي. وفي مقابل تقديم مسودة الى مجلس الامن وفيها اقتراح قرار متشدد بشأن ايران، تمت محاولة لاقناع الصين وروسيا بأهمية زيادة الضغط على ايران. ومنع الاتحاد الاوروبي دخول ممثلي حكومة ايران الى الدول الاعضاء في الاتحاد، وجمد بصورة مطلقة ونهائية جميع العلاقات الاقتصادية والمالية بين الاتحاد الاوروبي وايران.

ونددت الصين ايضا علنا بالاجراء الايراني، لكنها رأت هذا الوضع فرصة للكسب من اصرارها طوال السنين على عدم تأييد عقوبات شديدة على ايران. وبرهنت اعمالها على أنها ترى ايران الذرية حقيقة واقعة تجب معايشتها، خاصة بسبب مصلحتها الاقتصادية والسياسية. وعبرت الصين عن معارضة اجراء عسكري على ايران، لكنها أبلغت بقنوات سرية، خاصة مزوداتها بالنفط من دول الخليج أنها ستكون مستعدة لاستعمال تأثيرها الاقتصادي بقدر محدود كي تُليّن مواقف ايران. ونُقلت الى ايران الرسالة الصينية التالية، سنضطر الى التنديد بالاجراء والانضمام الى العقوبات في نطاق مجلس الامن. ومع ذلك سنعمل على تليينها ولن نؤيد عقوبات شديدة.

وبرز رد روسيا بين الردود، فقد اقترحت هذه حلا للوضع الجديد الذي نشأ، اقترحت انشاء حلف امني روسي امريكي يضمن أمن دول الشرق الاوسط التي ستنضم الى الحلف. وتلتزم الدول الاعضاء في الحلف التي لا تملك اليوم سلاحا ذريا ألا تطور سلاحا من هذا النوع. ومع ذلك لم يُطلب الى دول تملك قدرة ذرية عسكرية التجرد من قدراتها. ويضمن الحلف حماية الدول الاعضاء من نشاط تآمري ومن ارهاب. وكانت المبادئ التي وجهت ‘المبادرة الروسية’ هي قبل كل شيء منع استمرار نشر سلاح غير تقليدي ونشوب حرب في المنطقة مبادر اليها أو عرضية. وبحسب فرض عمل روسيا، اذا لم ينجح المجتمع الدولي في منع ايران من الحصول على قدرة ذرية فلن ينجح ايضا في جعلها تتجرد من هذه القدرة.

النظام الاقليمي

عملت مصر (وكان الافتراض ان النظام في مصر ليس نظاما اسلاميا) في قنوات هادئة للفحص عن موقف الولايات المتحدة واسرائيل وألحت عليهما بالدفع الى الأمام بعملية عسكرية ترى أنها خيار حقيقي فوري، والاستعداد لتحقيقه اذا لم تغير ايران سياستها. ووجه في الوقت نفسه طلب الى الولايات المتحدة ان تساعد مصر على التعجيل بتطوير قدرة ذرية مدنية والتزام امريكي معلن لمظلة ذرية تكون ردعا وردا يحشر ايران في الزاوية. وأُثير للفحص عنه امكان انشاء نظام امني اقليمي ‘سني’ يكون معادلا لايران تشارك فيه السعودية وتركيا.

كان رد تركيا أكثر اعتدالا عن نية عدم التوصل الى مواجهة عسكرية مع ايران، وأن تحافظ في كل رد محتمل على مصالحها الاقتصادية. وصرح اردوغان بأن ‘تركيا عارضت الاجراء لكنها تحترم ارادة الشعب الايراني وتدعو الى تجديد المحادثات التي توقفت في تجريد الشرق الاوسط من السلاح الذري’. مع ذلك اشتملت رسائلها الى الولايات المتحدة في قنوات هادئة على تهديد ضمني بالفحص عن الخيار الذري (حتى لو اضطرت تركيا الى ترك ميثاق منع انتشار السلاح الذري من اجل ذلك). وكذلك أعلنت تركيا بأنها ستفحص عن عضويتها في حلف شمال الاطلسي اذا ضُمت اسرائيل الى المنظمة.

ربما كان رد السعودية هو الأكثر حدة بين جميع الردود. ويبدو ان المملكة كانت أكثر استعدادا من اللاعبات الأخر لاستقبال التطورات. فقد أعلنت السعودية حين العلم بالتجربة الايرانية أنها اهتمت قبل ذلك بـ’درع ذرية’ وأنها لن تحجم عن حماية مواردها الطبيعية والاماكن المقدسة الاسلامية. وأوضح السعوديون للولايات المتحدة ان التطورات الاخيرة هي تهديد حقيقي للمملكة وأن السعودية لم تعد على يقين من أنها تستطيع الاستمرار في حماية أمنها وضمان مصالح الغرب في المنطقة. وفي حديث مع رئيس الولايات المتحدة طلب الملك توضيحات تتعلق بالعملية المباشرة التي تنوي الولايات المتحدة اتخاذها وطلب ضمانات ذرية.

وحث في نفس الوقت رئيس باكستان على مساعدة المملكة فورا والوفاء بـ’الالتزامات الذرية’ التي تم تأسيسها طوال السنين بينهما.

منظومة أمنية اقليمية جديدة

لم تكن أكثر اللاعبات مستعدة لوضع عرض فيه ما يشبه نظاما اقليميا جديدا هو ‘حل شامل’ برعاية القوى العظمى. وفي موازاة دفع المبادرة الى الأمام نقل الروس رسائل سرية الى اسرائيل ألا تهاجم ايران، وأوضحوا لها ان الانضمام الى ‘الحلف’ لا يتطلب التجرد من السلاح الذري الموجود في حوزة اسرائيل، بحسب رؤيتهم. وأوضحوا لايران ان التسوية الجديدة اذا تم اتخاذها ستمنع التدخل في شؤون ايران الداخلية وعقوبات اقتصادية في المستقبل وتلغى العقوبات القائمة.

غير اقتراح روسيا صورة ادارة اللعبة، فبدل مباحثات مستقلة لكل فريق اجتمعت اللاعبات جميعا في جلسة عامة وطُلب اليها فيها ان ترد على الاقتراح الروسي. وكان يمكن ان نرى ان جميع الدول المشاركة فاجأها التوجه الروسي.

وراوحت الردود بين محاولة رفضها رفضا باتا، وكانت الولايات المتحدة هي التي تقود الرفض، وبين رؤية الاقتراح قاعدة ممكنة يُبنى عليها ترتيب جديد يُبطل ‘قوة الابتزاز’ الذرية الايرانية. وقد رأت ايران نفسها الاجراء الروسي انجازا واعترافا بمكانتها الجديدة وأعلنت أنها مستعدة لدخول تفاوض في الاقتراح، وبدأت مع ذلك تشترط شروطا، فعلى سبيل المثال ترى أنه ينبغي التمييز بين الارهاب واعمال المقاومة الشرعية لـ’شعوب تقع تحت الاحتلال في فلسطين ولبنان والبحرين’.

قامت الولايات المتحدة على رأس الدول المعارضة للمبادرة بسبب شكوكها في قدرة روسيا على تقديم ضمانات امنية، وبسبب صعوبة تحقيق الحلف، كما زعمت، والقدرة على منع نشاط ارهابي واعمال تآمر في نطاقه. وكان الحل الامريكي في الأمد القصير ردع ايران وصدها بزيادة التنسيق والتعاون مع حليفاتها.

وفي الأمد البعيد كان هدف الولايات المتحدة تغيير نظام الحكم في ايران مع افتراض ان نظاما آخر سيكون احتواؤه أسهل في واقع كون ايران ذرية، بل ربما يكون من الممكن في المستقبل اجراء تفاوض في تجرد ايران من القدرة الذرية.

مما يثير الاهتمام ان اسرائيل أوضحت للولايات المتحدة أن ليس من الصحيح رفض المبادرة رفضا مطلقا وأن هناك مكانا لتعاون أكبر بين الغرب وروسيا، لكنها أكدت في اتصالاتها كلها أنها لا تستطيع التسليم لايران الذرية وأنها لا تلتزم ألا تعمل عسكريا في مواجهة البنى التحتية الذرية الايرانية، حتى لو كان ذلك مخالفا لموقف واشنطن.

لم ترفض السعودية ومصر المبادرة، لكنهما شكّتا في رديهما بمبلغ قابليتها للتحقيق، وأثارتا ايضا الحاجة الى الفحص عن الازمة ‘في الأطر القائمة’.

واتفقتا مع الولايات المتحدة لكنهما ألحتا عليها ألا تهمل الخيار العسكري مع ايران. لكنهما أوضحتا للولايات المتحدة مثل اسرائيل أن ليس من الصحيح رفض المبادرة الروسية رفضا باتا ولو من اجل الحاجة الى عرض جبهة عالمية موحدة في مواجهة ايران.

وبقيت تركيا خائبة الأمل لعدم الحصول على التزام وضمان لأمنها من الولايات المتحدة، وأعلنت ردا على ذلك في قنوات هادئة أنها لا تلتزم بعدم تطوير سلاح ذري وأنها لا تتكل على مظلة حماية خارجية. وكان الرد الاوروبي أكثر اتزانا، فقد باركت اوروبا بخلاف الولايات المتحدة ‘المبادرة الروسية’ وأعلنت أنها تستحق الفحص عنها والنقاش العميق في الأمد البعيد، هذا الى كون الروس أعلنوا بأنهم مستعدون لجعل مواقفهم مرنة وللتباحث في شروط الاتفاق.

ومع ذلك فان المبادرة في رأي أكثر اعضاء الاتحاد الاوروبي ليست بديلا عن حل فوري للازمة التي نشأت على أثر تهديد القدرة الذرية الايرانية. ومما يثير الاهتمام ان الصين عارضت المبادرة لأن الحديث من وجهة نظرها عما لا يقل عن عودة الى ايام الحرب الباردة، وأعلنت أنها تعارض كل نشاط للقوى العظمى قد ينشئ مناطق تأثير في الشرق الاوسط.

استنتاجات

لألعاب الأدوار مزايا كثيرة لكن يجدر بنا ايضا ان نتذكر محدوديتها زمن الفحص عن نتائجها. ان الميزة الكبرى لهذه الألعاب هي احداث حراك بين مشاركين في اللعبة يختلف عما يجري في نقاشات بحثية أو أوراق عمل. ويفترض ان يكون سلوك المشاركين باعتبارهم ‘لاعبين’ يختلف عن سلوكهم المعتاد، وهكذا قد يحصل على نتائج لا تبلغ اليها أطر النقاش والتفكير العادية.

وفي مقابل هذا فان تطور الألعاب ونتائجها متعلقان بقدر كبير جدا بقوانين اللعب والاشخاص الذين يكوّنون الفرقاء في الأساس. ان التصور العام للخبير الذي يمثل دولة ما هو المفسر الرئيس لموقف فريق مخصوص.

وهكذا قد تنشأ مع نفس حكاية البدء وقوانين اللعب نفسها حالات مختلفة حينما يكون الاشخاص الذين يكوّنون الفرقاء مختلفين. والاختلاف الممكن في النتائج التي يبلغ اليها اللاعبون لا يلغي سلفا نفاد كل واحدة منها.

وما بقيت مواقف اللاعبين ممكنة فان تطور الامور خلال اللعبة يستحق ان يُعرض وتستحق المعاني ان يُفحص عنها ايضا.

في الوضع الذي نشأ في اللعبة المذكورة، والذي فحص عن تطورات محتملة في اليوم الذي يلي تجربة ذرية ايرانية، قادت روسيا مسارا أساسه التسليم لوجود قدرة ذرية لايران وبناء نظام جديد يمنعها من استغلال ‘قدرتها الجديدة’ لاحراز أهداف سياسية وعسكرية اقليمية ومنعها من ان تحرز ذلك بواسطة ارهاب مقربين. والافتراض الابتدائي وهو ان تبلغ ايران القدرة الذرية لا يمكن ان يبقى من نصيب دول لاعبة قليلة (اذا كان هذا حقا هو الافتراض المقبول خارج اللعبة ايضا)، وكل نظام ينشأ في اليوم التالي يوجب الفحص في اماكن اخرى ايضا. وينبغي ان نفحص بأي قدر يكون السيناريو الذي نشأ في اللعبة المذكورة منطقيا واذا كان كذلك فما هي تأثيراته الممكنة. واليكم مدركات اخرى ثارت في اثناء لعبة الأدوار:

بيّنت اللعبة في موضوع الخيار العسكري ان الخيار العسكري الاسرائيلي ما يزال أداة ضغط مهمة إن لم يكن على ايران فعلى عدد من الدول اللاعبة الرئيسة، هذا الى كون هذا الخيار أو التهديد باستعماله ذا صلة ايضا بعد تنفيذ تجربة ذرية ايرانية بحسب رد بعض الدول اللاعبة على الأقل. وليس واضحا في هذا السياق بأي قدر عبرت اللعبة عن واقع في المستقبل.

ونُقدر ان احتمال الهجوم على ايران بعد ان تحوز قدرة ذرية مبرهنا عليها ينخفض انخفاضا حادا لكنه لا يُلغى ايضا. وعبرت اللعبة ايضا عن استمرار توجهات سائدة اليوم. فعلى سبيل المثال لم تكن الولايات المتحدة كما قدرت ايران تنوي العمل عسكريا على مواجهة منشآتها الذرية بل انها ستضغط على اسرائيل مع دول لاعبة اخرى للامتناع عن ذلك.

وفي موضوع الانتشار الذري ـ ينبغي ألا ننفي تعجيل الانتشار الذري في المنطقة وإن لم يحدث بايقاع سريع كما يعرض ويُقدر خبراء كثيرون. ان حليفات الولايات المتحدة ولا سيما تركيا والسعودية شكّتا في استعداد الولايات المتحدة بمنحهما ‘دعما ردعيا’ اذا امتلكت ايران قدرة ذرية عسكرية، وهو ما جعلهما تبحثان عن خيارات موازية و/ أو تُعجلان بالتطوير الذري فيهما.

وبينت اللعبة أنه سيصعب على العربية السعودية ان تتبنى سياسة الانكار. ويبدو ان للسعودية، وربما أكثر من اي دولة لاعبة اخرى في الشرق الاوسط، الدافع العقائدي ـ الاستراتيجي والقدرة الاقتصادية على الفحص عن المسار الذري، ومن المنطقي ان نفترض ان تفعل ذلك بمساعدة من الخارج و/ أو شراء سلاح ذري ‘على الرف’.

ليس من الممتنع ان تكون ‘المبادرة الروسية’ المعروضة في اللعبة تعتمد على فروض واقعية لتصورات روسيا المعروفة. ومع ذلك ربما كانت روسيا في الواقع تصوغ موقفا يدعو الى انشاء نظام اقليمي بتنسيق دولي أوسع (لا مع الولايات المتحدة وحدها)، يشتمل ايضا على اعضاء في مجلس الامن وعلى قوى اخرى من القوى العظمى لروسيا معها ‘لغة مشتركة’ (كالهند).

وبينت اللعبة ايضا ان أكثر الأطراف إن لم نقل كلها ظهرت غير مستعدة لمبادرة من هذا القبيل وان هذا صرف الانتباه عن العلاج الفوري للقضية المطروحة للبحث وأحسن لايران بصورة غير مباشرة. وقد ثارت الحاجة الفورية الى الدعوة العامة الى تنسيق اسرائيلي امريكي أقوى.

الخلاصة

هدف هذا التقرير ان يجعل موضوعات مركزية في السياق الايراني أُثيرت في لعبة الأدوار تطفو على السطح، عن ادراك انه قد تكون فيها قيمة اذا اختارت ايران وحينما تختار طريقة العمل هذه.

وترمي المقالة ايضا الى اثارة نقاش في بعض المسائل، وعلى رأسها موضوع حلف دفاعي للولايات المتحدة مع اسرائيل، والخيار العسكري بل تسويات دولية واقليمية ممكنة ‘في اليوم التالي’.

وهناك قيمة للفحص عن سيناريوهات مختلفة منها سيناريو ان تصبح ايران دولة ذرية، حتى لو كان ثمن ذلك احتمال ان تفسر جهة ما هذا الامر على أنه تسليم لهذه القدرة الايرانية.

وتزداد صحة ذلك اضعافا مضاعفة اذا كان الاستعداد المطلوب يقتضي أحداثا وتسويات اقليمية اخرى لا تؤخذ في الحسبان اليوم.

اذا كان واحد من الاوضاع التي وصفت في لعبة الأدوار محتملا وربما تُدفع اليه اسرائيل في المستقبل فانه ينبغي ان نتأكد من ملاءمته اليوم.

يوئيل جوجانسكي ويونتان ليرنر

‘ تقويم استراتيجي لاسرائيل ـ معهد بحوث الامن القومي ـ جامعة تل أبيب

سكان قرية كدين العلوية في سوريا يمارسون حياتهم بهدوء

أ. ف. ب.

رغم أن معظم المدن والبلدات السورية تشهد احتجاجات واشتباكات مسلحة في خضم الصراع الدائر بين الجيش الحر والقوات النظامية إلا أن سكان قرية كدين العلوية يعيشون بهدوء، ويؤكدون على حيادهم في هذا الصراع الدامي.

كدين: عند قرية كدين كان من السهل تبين اننا في ارض علوية. النساء حاسرات الراس في الشوارع وشوارب خفيفة دقيقة لدى الرجال بدلا من اللحي الكثة.

وفي محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا عند تخوم جبل الاكراد، تعيش قرية كدين في سلام بمناى على ما يبدو، عن النزاع الدامي الدائر في البلاد.

المعارضة وجهت دعوات إلى العلويين من اجل الانحياز إلى الثورة

يحصل ذلك رغم ان كدين محاطة بسكان منطقة جبل الاكراد العرب السنة المنحازين للمعارضة الثائرة على نظام الرئيس بشار الاسد المنتمي للطائفة العلوية.

وفي يوم مشمس نهاية الصيف انهمك القرويون في كدين في جمع التين والتفاح من الحقول. ويركض الاطفال في جلبة من منزل الى آخر تحت انظار امهاتهم اللواتي جلسن محتميات من الشمس في الشرفات. وكانت فتيات يتجولن ويتسلين بالهواتف النقالة.

وفي شوارع القرية لا اثر لمعارضين او مسلحين.

ويؤكد ابو بديع احد قادة المعارضين في قرية سلمى السنية واكبر التجمعات السكنية في جبل الاكراد، “نمر احيانا بالقرية (كدين) لكن ما من سبب يدعونا الى التوقف بها”.

والفارق كبير بين القريتين اللتين لا يفصل بينهما الا خمسة كلم. في كدين تمارس الاسر انشطتها والمزارعون اعمالهم وفي سلمى تنهمر القذائف في الشوارع شبه المقفرة التي لا يتحرك فيها سوى مقاتلين على دراجات نارية.

ويؤكد السكان السنة في النواحي ان العلاقات عادية بين سكان القريتين ولم تحدث مشاكل.

ويتبادل تجار القريتين البضائع وهناك روابط واتصالات. وظهر سنة في القرية وهم يحيون بعض معارفهم عند عبورهم.

لكن خلف الهدوء البادي في كدين هناك حرص على ان يكون الكل في مكانه في التعامل مع القرى المجاورة. وهناك حذر ملموس اججته الحرب الجارية الآخذة في التحول الى مواجهة طائفية بين المعارضين المسلحين السنة والاقلية العلوية الحاكمة.

ويتفحص رجال مسنون في القرية اتكأوا الى جرار بعجلتين متسخين بالروث، وجه القادم الجديد قبل سؤاله “ماذا جئت تفعل هنا؟”.

والصحافيون غير مرحب بهم في كدين. وللصفو مع الجيران السنة ثمن التكتم وخصوصا الحياد التام.

واختارت معظم القرى العلوية في المنطقة عند المنحدرات المؤدية الى مدينة اللاذقية الانحياز للنظام واستقبل اهاليها بترحاب الجيش خشية من تقدم المعارضين المسلحين.

وقال اربعيني تكاد بطنه تفجر سرواله “نحن لسنا مع بشار ولا المعارضة. هذا ليس شاننا. نريد امرا واحدا ان نعيش بسلام”.

ويضيف “لا يوجد شبيحة هنا ولا معارضين، ليس هناك الا اسر لا تبحث الا عن الاطمئنان”.

القتال في سوريا يزداد ضراوة يوماً بعد آخر

وانتهى الحديث المتحفظ رغم ان الرجل حرص على تقديم حبات تين لذيذ الطعم.

وراى معارضون مسلحون يرفضون اللبوس الطائفي للنزاع، ان قرية كدين نموذج لذلك.

وقال طبيب “العلويون يعيشون في سلام في الجبل وتقدم مقاتلونا في خمس من قراهم على الاقل دون ان يلمسوا منهم شعرة”.

ويقول ابو بديع “نحن لا نستهدف العلويين بل عملاء النظام الموجودين بين جميع طوائف البلاد” مؤكدا انه تلقى مساعدة من بعض القرى العلوية.

وعبر الطبيب عن الاسف لكون “الكثير من العلويين يقعون في فخ الحرب الطائفية الذي ينصبه النظام”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/762689.html

النظام السوري يعتزم استخدام اسلحة كيميائية “كخيار أخير

أ. ف. ب

يقول ضابط سوري منشق إن الرئيس بشار الأسد ناقش مسألة استخدام الأسلحة الكيميائية كخيار أخير، كما اراد إمداد حزب الله بها كي يستخدمها ضد إسرائيل.

لندن: قال ضابط سوري كبير منشق عرف عنه على أنه المسؤول السابق في ادارة الاسلحة الكيميائية في سوريا في مقابلة نشرتها صحيفة ذي تايمز الاربعاء، إن النظام السوري يعتزم استخدام اسلحته الكيميائية ضد شعبه “كخيار أخير”.

واكد اللواء عدنان سيلو في المقابلة أنه فر قبل ثلاثة اشهر بعدما شارك في مناقشات جرت على مستوى عالٍ حول استخدام اسلحة كيميائية ضد المعارضين والمواطنين السوريين.

اللواء عدنان سيلو

وقال للصحيفة: “اجرينا مناقشات جدية حول استخدام الاسلحة الكيميائية شملت كيفية استخدامها والمناطق التي سنستخدمها فيها”.

واضاف: “ناقشنا ذلك كخيار أخير، في حال مثلاً فقد النظام السيطرة على منطقة مهمة مثل حلب”.

وقال سيلو متحدثًا من تركيا إنه واثق من أن نظام الرئيس بشار الاسد يمكن أن يستخدم في نهاية المطاف اسلحته الكيميائية ضد المدنيين، مشيرًا الى أن هذه المناقشات هي التي دفعته الى الفرار من الجيش.

وقال سيلو في اول مقابلة يجريها منذ فراره إن النظام السوري ناقش ايضًا مسألة امداد حزب الله الشيعي اللبناني بأسلحة كيميائية.

وقال للصحيفة “ارادوا تجهيز صواريخ برؤوس كيميائية لنقلها الى حزب الله” مشيرًا الى “أنها كانت مخصصة لاستخدامها ضد اسرائيل بالطبع”.

واوضح أن النظام “لم يعد لديه ما يخسره” اذا ما نشر هذه الاسلحة، و”في حال اندلعت حرب بين حزب الله واسرائيل فإن ذلك لا يمكن الا أن يكون لصالح سوريا”.

واكد أن عناصر من الحرس الثوري الايراني شاركوا في العديد من الاجتماعات لمناقشة استخدام الاسلحة الكيميائية.

وقال “كانوا يأتون دائمًا للزيارة وتقديم النصائح، وكانوا يرسلون لنا دائمًا علماء ويستقدمون علماءنا الى بلادهم. كانوا مشاركين ايضًا في الجانب السياسي من كيفية استخدام الاسلحة الكيميائية”.

 الأسد مع قادة كبار من جيشه- ارشيف

وتأتي هذه التصريحات بعدما ذكرت مجلة دير شبيغل الالمانية الاثنين أن الجيش السوري اجرى تجارب على الاسلحة الكيميائية نهاية اب/اغسطس بالقرب من السفيرة بشرق حلب.

وقالت المجلة الاسبوعية نقلاً عن شهود عيان إن خمس الى ست عبوات فارغة مخصصة لمواد كيميائية اطلقت من دبابات أو طائرات على منطقة الدريهم في الصحراء بالقرب من مركز الشناصير الذي يعتبر اكبر مركز لتجارب الاسلحة الكيميائية في سوريا.

واوضحت المجلة أن ضباطاً ايرانيين ومن دون شك من الحرس الثوري الايراني توجهوا بالمناسبة الى المكان بواسطة مروحية.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/762696.html

جفت الزيتون … بديل للمازوت لاشغال المواقد في سوريا

أ. ف. ب.

يحاول المواطنون السوريون التأقلم مع ظروفهم القاسية بفعل الحرب الدائرة بين قوات النظام والجيش الحر، وبدأ الكثير من السكان يستعدون لفصل الشتاء في ظل نقص المحروقات من خلال تجفيف عجينة الزيتون الممزوجة بالماء والمعروفة باسم “الجفت”.

الباب: من بعيد يبدون كأنهم يفرغون في دلاء حقلاً للنفط الخام في ارض مكشوفة. في الواقع يجمع هؤلاء المزارعون السوريون محروقات، لكن مادتهم الأولية هي الزيتون.

يعملون في حفرة “الجفت”

وتجفف اسرة احمد ابو احمد (80 عامًا) قرب مدينة الباب التي تستهدف يوميًا بغارات الطيران السوري في شمال شرق حلب، في الشمس عجينة الزيتون الممزوجة بالماء والمعروفة باسم الجفت، التي ستكون هذا الشتاء بديلاً للمازوت الذي ارتفع ثمنه كثيرًا بسبب الحرب.

وقال الرجل المسن مبتسماً “اجدادنا كانوا يفعلون ذلك. ومع اندلاع المعارك اصبح الفيول لتشغيل المواقد باهظ الثمن. وبدأنا العام الماضي مجدداً بتجفيف عجينة الزيتون”.

واضاف “اتذكر ذلك جيدًا عندما كنا اطفالاً. لم يكن هناك أي بديل آخر”.

ونزلت نساء محجبات حتى الخصر، في العجينة السوداء التي تفوح رائحتها من الحفرة الكبيرة التي اقيمت بين اشجار الزيتون والفستق.

وتقوم النساء، بمساعدة اطفال يضحكون ويلهون بملء دلاء، لنقلها الواحد تلو الآخر وافراغها في قاطرة تجرها جرافة.

ويجلس قرب الحفرة رجال يدخنون اثناء مراقبتهم العملية، ويشرحون مراحلها لصحافيين اجانب لكنهم لا يسمحون لهم بالتقاط صور للنساء.

ويقول مصطفى (37 عامًا) احد ابناء احمد ابو احمد “بعد عصر الزيتون ننقل بخرطوم كبير ومضخات ما تبقى منه في الحفرة من معاصر الزيتون التي ترونها هنا في الجانب الآخر من الطريق”.

وتابع “نضيف الماء ونترك المزيج طوال فصل الشتاء أي سبعة الى ثمانية اشهر ثم في نهاية الصيف نخرجه لتجفيفه”.

ويتم لاحقًا تمديد عجينة الزيتون على الارض في مربعات كبيرة.

وخلال ايام قليلة تجف العجينة تحت اشعة الشمس الحارقة في نهاية فصل الصيف وتتقلص وتتفتت الى قطع صغيرة تجمع وتوضع في اكياس بلاستيكية كبيرة.

وقال مصطفى “في الموقد تشتعل العجينة افضل من الحطب أو أي مادة اخرى لاحتوائها على الزيت”. واضاف “يتم احراقها وحدها أو تمزج الى قطع حطب تكون ساخنة جدًا وتفوح منها رائحة عطرة”.

وارتفع سعر المازوت لاشغال المواقد الى حد كبير من سبع ليرات سورية (0,08 يورو) لليتر الواحد قبل بدء المواجهات الى 15 ليرة سورية واليوم الى 65 ليرة سورية (0,75 يورو).

السوريون يدخرون لفصل الشتاء

وقال ابو احمد إن “المازوت انظف واكثر عملانية. لا حاجة الى كل هذه العملية المعقدة. لكن لم يعد في امكاننا شراؤه لانه باهظ الثمن”.

واضاف “لا نبيع عجينة الزيتون بل نوزعها بيننا على الاسرة واحيانًا الجيران أو الذين ليست لديهم وسيلة تدفئة”.

وقال ابنه “قد تصل درجة الحرارة هنا الى خمس درجات تحت الصفر في كانون الثاني/يناير. إننا قريبون جدا من الجبال في تركيا”.

واضاف “اننا كالنمل اذا لم نعمل خلال فصل الصيف نموت من البرد في فصل الشتاء”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/762687.html

خبراء: اوباما يحتاج إلى فرض “زعامته” في الشرق الأوسط

أ. ف. ب.

قال محللون إن ادارة الرئيس باراك اوباما تحصد نتائج اخفاقها في البرهنة على قيادة قوية في الشرق الاوسط، الذي تهيمن عليه مشاعر معادية لاميركا بسبب الحرب في العراق وافغانستان.

واشنطن: تشهد منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا وبعض دول آسيا واوروبا موجة من اعمال العنف بسبب فيلم اميركي مسيء للاسلام. كما قتل السفير الاميركي في ليبيا وثلاثة اميركيين آخرين في هجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 ايلول/سبتمبر.

ويخشى اخصائيون في شؤون المنطقة من تفاقم الازمة اذا لم يتدخل الرئيس باراك اوباما المنشغل بالاقتراع الرئاسي، بحزم اكبر. واكد خصمه الجمهوري ميت رومني أن منطقة الشرق الاوسط بحاجة الى “زعامة اميركية”.

الرئيس الأميركي باراك اوباما

وقال سلمان شيخ مدير مركز بروكينغز الاميركي للابحاث في الدوحة إن “مشاعر انعدام الثقة متأصلة في العالم العربي الاسلامي والمواقف المعادية لاميركا كامنة منذ عقود”.

واضاف أن الحرب في العراق التي شنها الرئيس السابق جورج بوش في 2003 اضرت كثيرًا بالعلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي، كما عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية المعطلة منذ عامين.

وذكر شيخ أن محاولة ادارة اوباما اعادة تحريك هذه المفاوضات كانت “ناقصة” و”عهد بها الى اشخاص غير محنكين”.

وكان اطلاق حوار مباشر بين اسرائيل والفلسطينيين اولوية لولاية اوباما.وكانت هذه الغاية تحققت مطلع ايلول/سبتمبر 2010 ثم فشلت بعد ثلاثة اسابيع مع رفض اسرائيل تمديد قرار تجميد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

وتدعو واشنطن الى قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل ضمن حدود 1967 بموجب مفاوضات بين الجانبين.

وقال شيخ: “اذا ارادت الولايات المتحدة تغيير الانطباع في العالم العربي بشأنها — وسيكون ذلك بالطبع على حساب اسرائيل — يجب أن تكون اكثر تماسكًا في الملف الاسرائيلي الفلسطيني”.

وعلى الاميركيين أن يستمروا في دعم الديموقراطية والتنمية في دول الربيع العربي على غرار ما قاموا به في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

وقال براين كاتوليس من مركز التقدم الاميركي “من الضروري أن يستمر الالتزام في ليبيا وفي دول تشهد عملية انتقالية مثل تونس واليمن”.

وحذر من أن “الرحيل بالقول -لماذا ننفق المال والوقت في مثل هذه الدول- سيكون خطأ”.

جانب من السفارة الاميركية في ليبيا بعد اقتحامها

من جهتها، قالت دانيال بليكتا من معهد “اميريكان انتربرايز” إن “ما نسميه بـ+التحول الاميركي من الشرق الاوسط (واوروبا) الى آسيا-المحيط الهادىء+ يعني +أن ندير ظهرنا لهذه الدول+ ونتركها لقدرها”.

وقال كاتوليس إنه على العكس على الولايات المتحدة أن تساعد مصر وليبيا اقتصاديًا تحت طائلة انتشار البؤس الاجتماعي والتطرف الديني.

وقالت الخارجية الاميركية الاثنين إن “اميركا لا يمكنها أن تدير ظهرها لهذه البلدان. علينا توسيع دعمنا” مشددة على رسالة هيلاري كلينتون التي دعت دول الربيع العربي “الى عدم استبدال استبداد طاغية بالاستبداد الشعبي”.

ويقر الاخصائيون بأن هذا التحرك التاريخي لارساء الديموقراطية في العالم العربي أتى ايضًا بـ”نتائج سلبية كثيرة” مثل “بروز منظمات اسلامية متشددة”.

وقال حاييم مالكا من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن “اطاحة الانظمة الاستبدادية ساهمت في تحرير قوى عنيفة مناهضة لاميركا كانت حتى الآن تحت السيطرة”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/762685.html

اشتباكات ضارية في حلب وغنائم كبيرة للجيش الحر في إدلب ودرعا

الطائرات الحربية التابعة للنظام تقصف دير الزور ببراميل متفجرة

بيروت: بولا أسطيح

تشعب المشهد الأمني في سوريا يوم أمس بين مدينتي حلب ودمشق ومناطق دير الزور التي شهدت أمس، وبحسب ناشطين، على قصف ببراميل متفجرة أوقعت عشرات القتلى. وقال ناشطون إن الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري قصفت دير الزور ببراميل متفجرة. وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة وشبكة «شام» الإخبارية، أن مدينة الصور في الريف شهدت حملة أمنية عنيفة أدت لمقتل العشرات. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن سقوط ما يزيد على 80 قتيلا في مختلف المناطق السورية.

وفي حلب، اندلعت مواجهات وصفها ناشطون بـ«الضارية» في مختلف أحياء المدينة. وقال محمد الحلبي، الناطق باسم مجلس الثورة في حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «المياه انقطعت أمس وبشكل كامل عن المدينة بمختلف أحيائها، مما ينذر بكارثة إنسانية كبرى»، لافتا إلى أن الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام تتركز في أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والإذاعة كما في الميدان والعرقوب، وأضاف: «دمار كبير يلف المناطق ويمكن رؤية سحب الدخان تغطي الأحياء الشرقية وهو نتيجة استخدام براميل (تي إن تي) المتفجرة».

وأشار الحلبي إلى سقوط 27 قتيلا في حلب في اليومين الماضيين، سقط 12 منهم برصاص القنص بعدما ركز النظام استخدامه للقناصة الذين باتوا منتشرين في أكثر من حي، وقال: «كما نشر النظام عددا هائلا من الجنود والمدفعية في وسط المدينة وبالتحديد في الجميلية حيث يستخدم السيارات المدنية والعمومية خوفا من استهداف قوات الأمن من قبل الجيش الحر».

بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المواجهات وقعت في حي بستان القصر وحي الإذاعة المجاور اللذين تعرضا لقصف من القوات النظامية، بحسب ما أفاد السكان. كما اندلعت مواجهات في حي السكري حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، بحسب السكان. وأوضح المرصد أن مدنيين لقيا حتفهما جراء القصف الذي تعرض له حي الصاخور شرق حلب.

في المقابل، أكدت القوات النظامية أنها سيطرت على حي الميدان بعد اشتباكات استمرت أسبوعا، لكنها نصحت السكان بتجنب بعض جوانب الحي، مشيرة إلى تحصن عدد من القناصة فيها. وكانت صحيفة «الوطن» التابعة للنظام ذكرت أن «وحدات من الجيش تمكنت من تطهير حي الميدان الحلبي من فلول المسلحين، في انتظار إعلانه منطقة آمنة خلال الـ24 ساعة المقبلة»، مما «سيفتح الأبواب أمام تطهير» الأحياء المجاورة، ومنها باب الباشا وسليمان الحلبي والصاخور. لكن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن الوضع في حلب دائم التبدل.. «عندما يقول الجيش إنه يسيطر على حي، فالأمر ليس سوى مؤقتا. يسيطرون على أحياء ولا تلبث أن تندلع مواجهات مع الكتائب الثائرة». وأوضح أن القوات النظامية لم «تستعد» حي الميدان لأنه لم يكن أساسا تحت سيطرة المقاتلين الذين «كانوا يستحوذون فقط على مركز للشرطة وشارعين أو ثلاثة».

وأفاد المرصد أن مدنيين قتلا في قصف على مدينة الباب، كما سجل قصف على مدينة السفيرة وبلدتي قبتان الجبل وحريتان.

وفي ريف حلب، قصفت طائرات سورية بلدة قبتان الجبل ببراميل تحتوي مادة «تي إن تي» المتفجرة وفق ما قالت شبكة شام.

وفي درعا، قالت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل إن عناصر الجيش الحر تمكنوا من تفجير قاعدة الدفاع الجوي الموجودة بين كحيل والطيبة وأسروا ضابطين و25 جنديا.

وأظهر مقطع فيديو نشر على موقع «يوتيوب» مقاتلين من «الجيش السوري الحر» يغنمون دبابات وآليات حربية خلال مواجهة مع القوات النظامية قبل اعتقال ضابط من «الجيش السوري» كان مختبئا داخل حفرة في بلدة باب الهوى. وبدا الضابط السوري مرتعبا داخل الحفرة قبل أن يقول له العناصر: «اخرج عليك الأمان». وفور خروجه طلب الجيش الحر الهوية من الضابط قائلين له: «إذا قررت الاستسلام أو الانتساب للجيش الحر فلا تخف». وبالتزامن، قال ناشطون إن الجيش السوري الحر نفذ عددا من العمليات النوعية في العاصمة دمشق خاصة في الغوطة الشرقية وطريق المطار ثأرا لأطفال سوريا الذين اغتالتهم قوات النظام.

وتحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أيضا عن قصف بمدافع الهاون والدبابات استهدف صباح أمس أحياء العسالي والقدم والحجر الأسود وسط تحليق للطيران المروحي فوق هذه الأحياء التي ينتشر فيها عناصر من الجيش الحر. وتحدثت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل عن «عمليات نوعية قام بها لواء (درع الغوطة) ولواء (أبابيل حوران) وكتائب (أمهات المؤمنين) وعدد من الكتائب الأخرى والألوية في ريف دمشق من خلال استهداف حاجز الجسر الخامس على طريق المطار الدولي وكذلك حاجز الجسر الرابع وحاجز طريق الغوطة الرئيسي». وقالت القيادة إن هذه الجسور دمرت بالكامل وكذلك عدد من النقاط الأمنية على طريق مطار الغوطة.

وفي محيط دمشق، هدم جنود سوريون عشرات المنازل التي تعود إلى ناشطين؛ حسب ما أوردت صفحة الثورة السورية عبر موقع «فيس بوك». وأشار ناشطون إلى قصف على مناطق في ريف دمشق بينها جديدة عرطوز التي استهدفها الفوج 153.

وفي ريف دمشق، أشار المرصد إلى تعرض بلدة معضمية الشام للقصف، بينما سجل سماع أصوات إطلاق نار كثيف في البلدة.

وفي محافظة حمص، تعرضت مدينة الرستن للقصف فجر الثلاثاء، بينما سجلت اشتباكات على أطراف بلدة تلبيسة التي تعرضت أيضا للقصف، بحسب المرصد.

وفي إدلب، أفيد عن قصف عنيف على قرية البشيرية من حاجز المعصرة في بلدة محمبل، وقال ناشطون إن «القصف استهدف مدارس أثناء وجود طلاب بداخلها».

هذا، وتعرضت مدينة كفرزيتا لقصف صاروخي ومدفعي عشوائي تسبب في دمار كبير في بيوت المدنين وأدى، بحسب ناشطين، لسقوط عدد من الجرحى.

ولقي ثلاثة سوريين مصرعهم في غارة نفذتها طائرة حربية، في قريتي «شويرين» و«راعل» بالقرب من الحدود السورية التركية، أدت إلى تدمير مدرسة وجامع ومقبرة، في إطار الهجمات المستمرة التي تنفذها القوات الحكومية السورية.

وأفاد «محمد سليمان»، وهو شاهد عيان، أن الهجوم أثار الهلع في نفوس المواطنين لا سيما الأطفال، الذين كانوا يلعبون خارج منازلهم أثناء الهجوم، مشيرا إلى أن الهجوم دمر مدرسة القرية، وخرب المقبرة والمسجد وبعض بيوت المواطنين، وبقيت فيها عدة قذائف لم تنفجر. وأضاف «سليمان» أن الأهالي اضطروا لقضاء الليل بعيدا عن منازلهم، خشية معاودة القصف، وطالب كل الدول بالتدخل العاجل، لوقف الهجمات الجوية على المدنيين السوريين. واستهدف الهجوم مبنى البلدية القديم في قرية «راعل»، وأدى إلى خراب واسع في منازل المدنيين وجرح العديد منهم.

مقتل ناشط إعلامي في حلب.. وإصابة مدير مكتب قناة «العالم» الإيرانية في مخيم اليرموك

عضو في رابطة الصحافيين السوريين لـ «الشرق الأوسط»: النظام السوري يحاول إسكات كل من يدعم الثورة

بيروت: ليال أبو رحال

أعلن معارضون سوريون أول من أمس مقتل المحرر في صحيفة «لواء الفتح» يوسف أحمد ديب، بعد تعرض المطبعة، التي كان يطبع فيها العدد الثالث من الصحيفة في حلب للقصف الجوي، عصر يوم الأحد الفائت. ونقل مركز سكايز (عيون سمير قصير) عن زملاء ديب قولهم إنه كان من أوائل الناشطين الإعلاميين مع الثورة في مدينة حلب وكان يعرف باسم وائل الحلبي.

ولقي عدد كبير من الصحافيين والناشطين والصحافيين المواطنين حتفهم منذ بدء الثورة السورية في منتصف شهر مارس (آذار) 2011. وكانت رابطة الصحافيين السوريين وتضم مجموعة صحافيين سوريين مستقلين، قد أعلنت بداية الشهر الجاري أن «تسعة صحافيين ونشطاء إعلاميين قتلوا في سوريا خلال شهر أغسطس (آب) الماضي»، في حصيلة هي الأعنف منذ بداية الثورة السورية، ليرتفع عدد الضحايا من الصحافيين والصحافيين المواطنين والنشطاء الإعلاميين إلى 65 إعلاميا»، بداية شهر سبتمبر (أيلول) الحالي.

وفي سياق متصل، قال عضو رابطة الصحافيين السوريين الصحافي والناشط الحقوقي محيي الدين عيسو لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام السوري لا يتردد في قصف المدن والبلدات السورية ولا مشكلة لديه بقتل الصحافيين السوريين والعرب والأجانب وكل من يغطي أحداث الثورة السورية ويوثق حقيقة ما يجري في سوريا». وأشار إلى أن «رابطة الصحافيين تتواصل مع المنظمات الدولية الحقوقية والصحافية وتبلغها بمضمون تقاريرها الشهرية عن أوضاع الصحافيين في سوريا والظروف التي يعملون فيها»، مجددا الإشارة إلى أن «ثمة صحافيين معتقلين منذ أكثر من عام على غرار مازن درويش وحسين عيسو وهما يعانيان من أوضاع صحية سيئة».

ويوضح عيسو أن «التواصل قائم كذلك مع محكمة الجنايات الدولية لتقديم دعاوى ضد النظام السوري من أجل التدخل الدولي لحماية الصحافيين السوريين»، مشددا على أن «النظام السوري يحاول إسكات كل صوت يدافع عن الثورة أو يغطي الأحداث بموضوعية».

الجيش الحر يؤكد استخدام النظام «أسلحة غريبة» ولا يستبعد لجوءه إلى الكيماوي

مصدر قيادي: الأسلحة الكيماوية موجودة في دمشق

بيروت: كارولين عاكوم

لم يستبعد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد لجوء النظام إلى استخدام الأسلحة الكيماوية بعد المعلومات التي تحدثت عن إجراء الجيش السوري اختبارات على «قذائف سامة»، معتبرا أن النظام لن يتوانى عن اللجوء إلى أي وسائل بعدما استعمل قنابل الـ«تي إن تي» التي تستخدم في الحالات القصوى في الحروب. وقال الأسعد لـ«الشرق الأوسط»: «لم نتأكد عما إذا كان تم استخدام هذه الأسلحة أم لا، ولا معلومات دقيقة لدينا في هذا الإطار، لكن الأكيد أنه لجأ في الفترة الأخيرة إلى استخدام أسلحة غريبة تثير الشكوك في معرة النعمان وبعض مناطق حلب، ومنها قذائف تعكس وهج نار أبيض اللون يعجز الإنسان عن النظر إليه، وتأثيره يبدو واضحا على الجثث المتفحمة».

بدوره، أكد مصدر قيادي في الداخل، لـ«الشرق الأوسط» أن النظام يملك ترسانة كبيرة من الأسلحة الكيماوية ولا سيما منها المعروفة بـ«غاز الأعصاب» نوع «زارين» و«VX»، كما أنه يمتلك أسلحة بيولوجية بكميات هائلة على غرار «الجمرة الخبيثة» ويرتكز وجود كل هذه الأنواع في المطارات الواقعة في المناطق الجنوبية والشرقية للعاصمة دمشق، وتصل كمية هذه المواد السامة في كل مطار إلى 30 ألف لتر. ولفت المصدر إلى أن مركز الأبحاث الموجود في مدينة السفيرة يعنى بتصنيع الأسلحة الكيماوية فيما يتم تصنيع الصواريخ بخبرات إيرانية وكورية، أما مستودعات هذه الأسلحة فهي موجودة في منطقة «الحسية» بجنوب غربي حمص وفي «تل قرطن» بجنوب حماه ويتم نقلها من هناك إلى الساحل السوري.

الإبراهيمي يزور مخيمات اللاجئين.. ويصف الوضع في سوريا بالاتجاه نحو «التدهور»

موسكو تعلن دعمها لمهمته وتدعو إلى العودة لمجلس الأمن الدولي

عمان: محمد الدعمه بيروت: ليال أبو رحال موسكو: سامي عمارة بروكسل: عبد الله مصطفى

وصف المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، خلال تفقده أمس الثلاثاء، أوضاع اللاجئين السوريين في مخيم (الزعتري) بمحافظة المفرق الأردنية (شمال شرق)، الوضع في سوريا بأنه صعب ومتأزم للغاية. وقال إن الوضع في سوريا «للأسف الشديد ليس في طريقه إلى التحسن، بل إلى مزيد من التدهور».

وقالت مصادر مطلعة إن زيارة الإبراهيمي للمخيم «لم تستمر بسبب احتجاجات اللاجئين» في المخيم، الذي يضم نحو 32 ألف لاجئ سوري.

وأضافت أن اللاجئين «اتهموا» الإبراهيمي بـ«إعطاء النظام السوري فرصة لاستمرار مسلسل نزف الدماء، بقبوله مهمة مبعوث إلى سوريا».

وأشارت إلى أنهم طالبوا الإبراهيمي بتقديم «مبادرة فورية تكفل رحيل» الرئيس السوري بشار الأسد، منتقدين لقاء الإبراهيمي معه.

إلا أن مصادر أخرى أبلغت «الشرق الأوسط» بأن الإبراهيمي تفقد أحوال وأوضاع اللاجئين السوريين في المخيم، واطلع خلال جولة رافقه فيها القائمون على المخيم وممثلو المنظمات والهيئات الدولية والمحلية التي تعنى بشؤون المخيم, على مرافق المخيم ونوعية الخدمات المقدمة للاجئين السوريين.

وأضافت المصادر أن الإبراهيمي التقى عددا من اللاجئين السوريين وتبادل معهم الحديث حول وضع المخيم، بالإضافة إلى الاستفسار عن نوعية الخدمات المقدمة لهم ومدى رضاهم عنها.

وأكد الإبراهيمي ضرورة إيجاد مخرج آمن وسياسي للأزمة السورية بما يضمن حقن الدماء التي تشهدها سوريا يوميا في معظم أراضيها.

وقال الإبراهيمي: «لا بد أن تنتهي الأزمة السورية بإيجاد حل سياسي لها ليتسنى للاجئين السوريين في شتى مواقعهم العودة إلى أراضيهم وإنهاء معاناتهم».

وأشارت المصادر إلى أن نحو 200 من الشباب السوري في داخل المخيم احتشدوا أمام مكتب إدارة المفوضية وطالبوا برحيل الأسد، وعبروا عن استنكارهم لمقابلة الإبراهيمي للرئيس الأسد»، موضحة أن مجموعة من هؤلاء الشباب رشقوا سيارة الإبراهيمي وهي تغادر المخيم بالحجارة حيث لم يصب بأي أذى.

من جانب آخر قالت مصادر إن الإبراهيمي التقى معارضين عسكريين في مخيم الخالدية القريب من مدينة المفرق، وهو مخيم أعدته السلطات الأردنية للعسكريين فقط ويضم نحو ألفين من مختلف الرتب العسكرية، ولم يشرح أي معلومات عن طبيعة اللقاء.

وأشارت المصادر إلى أن الإبراهيمي قد التقى أيضا معارضين سياسيين انشقوا عن النظام في عمان، واستمع إلى وجهات نظرهم حيال الأزمة السورية، موضحة أن الإبراهيمي يحبذ أن تكون لقاءاته ذات طابع سري في محاولة لإنجاح مهمته الصعبة.

وتعد زيارة الإبراهيمي للمخيم القريب من الحدود مع سوريا، هي الأولى له، بعد أن قام الأحد الماضي بأول زيارة له إلى سوريا، منذ تسلمه مهامه في الأول من سبتمبر (أيلول) الجاري.

كما التقى المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس عددا من اللاجئين السوريين، خلال زيارة قصيرة قام بها إلى تركيا، حيث التقى في منطقة «آلطن أوزو» التابعة لمحافظة هاتاي، الواقعة في جنوب تركيا، نازحين سوريين للمرة الأولى منذ بدء مهمته في الأول من سبتمبر الجاري. وأعلن المتحدث باسم الخارجية التركية سلجوق أونال أن «الإبراهيمي اطلع على أوضاع مخيمات ولاية هاتاي، جنوب تركيا، والتقى المسؤولين المحليين قبيل مغادرته البلاد، في وقت أكد فيه أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب زار تركيا قبل أسبوعين، وعقد لقاء مع داود أوغلو، ضمن سياسة الانفتاح التركية لأنقرة على جميع الأطراف فيما يخص الملف السوري».

وذكرت وكالة الأناضول التركية أن الإبراهيمي توجه، عقب زيارة المخيم، إلى مطار هاتاي، برفقة نائب المحافظ أورهان ماردينلي، من دون أن يدلي بأي تصريح لا في المخيم ولا في المطار، مكتفيا بالاعتذار إلى الصحافيين الذين وجهوا إليه أسئلة. ونقلت عن لاجئين سوريين التقاهم الإبراهيمي قوله لهم: «أنا هنا للاستماع إليكم. سأحاول أن ألتقي بأكبر عدد ممكن من أجل حل هذه المشكلة بطريقة إيجابية، وسأنقل مشاهداتي هنا إلى الأمم المتحدة في نيويورك».

ويؤوي المخيم الواقع في محافظة هاتاي نحو 1300 سوري فروا من أحداث العنف التي تشهدها بلادهم. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن «عددا من اللاجئين استقبلوا الإبراهيمي مرددين (حرروا سوريا) و(سنقاتل حتى الموت)»، مشيرة إلى أنه اطلع من «المسؤولين الأتراك المحليين على ظروف معيشة اللاجئين واحتياجاتهم، بينما تطالب تركيا بدعم الأسرة الدولية لتتمكن من استضافة السوريين».

في موازاة ذلك، أشار العميد المنشق عن الجيش السوري مصطفى الشيخ، المقيم في تركيا، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أي لقاء لم يحصل بين عسكريين منشقين والإبراهيمي خلال زيارته أمس إلى تركيا»، نافيا أن يكون تم التواصل معهم لعقد لقاء قريب، في وقت أمل فيه عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» أن يحصل لقاء قريب مع الإبراهيمي، لافتا إلى أن وفدا من المجلس الوطني وصل إلى القاهرة في اليوم الذي غادر فيه إلى دمشق ولم يتمكن من لقائه.

ويبدو المجلس الوطني متشائما من إمكانية أن يتوصل الإبراهيمي إلى مخرج للأزمة السورية المستمرة منذ منتصف شهر مارس (آذار) 2011. ويقول نشار في هذا السياق إن «ما يحصل في سوريا اليوم سببه الرئيسي استمرار (الرئيس السوري) بشار الأسد في الحكم»، مشيرا إلى أن «ارتكاب المجازر وسياسة التهجير والتدمير وقصف المدن بالطائرات والمدفعية كله ناتج عن قرار شخصي من الأسد». وأكد أن «المجلس الوطني لم يعد يعول على أي مبادرة، خصوصا بعد تجربتنا السابقة مع كوفي أنان، إذ بعد ثلاثة أشهر من قبولنا بمبادرته وتعويلنا على إيجادها مخرجا سياسيا كانت النتيجة ارتفاع عدد الشهداء مع لجوء النظام السوري إلى استخدام الطائرات لقصف المدن السورية».

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، سلجوق أونال، قد أعلن أمس أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا تجاوز 83 ألفا. وأشار، خلال مؤتمر صحافي عقده في أنقرة، إلى أن «الإبراهيمي التقى وزير الخارجية داود أوغلو في نيويورك، لتأتي زيارة الإبراهيمي إلى أنقرة تلبية لدعوة وجهها له داود أوغلو».

ودعا أونال سوريا إلى أن «توقف أعمال العنف ضد مدنييها قبل كل شيء»، مشيرا إلى أن «الحكومة التركية ستتخذ قرارها بخصوص الرد على الخطابات الجديدة، واضعة في اعتبارها التطورات في سوريا، وربما ترى أنه ليس من الضروري تقديم أي رد عليها»، في إشارة إلى الاتهامات السورية لتركيا أمام الأمم المتحدة. وشدد على أن «تركيا وفرت المعلومات اللازمة، بخصوص الاتهامات الواردة في الوقت المناسب»، مضيفا أن «سوريا ليست في موقف يتيح لها توجيه الاتهامات لتركيا ولغيرها من الدول».

وفي غضون ذلك ولدى لقائه مع السفراء العرب المعتمدين في موسكو أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية دعم بلاده لمهمة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في سوريا، وقال لافروف بتأييد روسيا لضرورة اعتماد الجهود السلمية والحوار الوطني والوفاق الشعبي سبيلا لحل كل المشاكل دون أي تدخل خارجي. وقالت مصادر الخارجية الروسية إن لافروف في معرض حديثه عن الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى ضوء التغييرات العميقة التي تعيشها بلدان المنطقة، أكد «ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لصالح الوقف العاجل للعنف في سوريا وتهيئة الظروف لإطلاق عملية تسوية الأزمة على أساس تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي رقم 2042 و2043 وبيان جنيف الذي صاغته مجموعة العمل». وكشف الوزير الروسي عن «عزم بلاده والدول العربية تقديم كل أشكال الدعم المطلوب لإنجاح مهمة الإبراهيمي». وقد تطرق اللقاء كذلك إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية، ومنها قضية الشرق الأوسط وملف البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب الأوضاع في اليمن والسودان وتسوية نزاع الصحراء الغربية والمسائل المتعلقة بالدعوة إلى عقد المؤتمر الخاص بتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في وقت لاحق من هذا العام. إلى ذلك قالت مايا كوسيانتيش المتحدثة باسم كاثرين آشتون في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك مساء الأحد على عشاء عمل يجمعه مع نظرائه الأوروبيين قبل اجتماعهم المقبل في لوكسمبورغ في منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، وأوضحت أن «الهدف هو إجراء حوار سياسي شامل».

وكانت مصادر بروكسل قالت إن الأمر يتعلق تحديدا بإجراء «مباحثات جدية» حول الوضع في سوريا الذي سيكون أحد الملفات البارزة على جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين.

لجنة الاتصال الرباعية تؤكد على «الحل الإقليمي» وإيران تقترح إرسال مراقبين من دول المنطقة إلى سوريا

الاجتماع المقبل في نيويورك

القاهرة: سوسن أبو حسين ومحمد عبد الرازق

اتفق وزراء لجنة الاتصال الرباعية المعنية بالأزمة السورية على استمرار عملية التشاور بينهم للتوصل إلى خطة محددة لوقف نزيف الدماء، ووضع حد للوضع المأساوي الذي تتفاقم وتيرته يوميا بشكل يهدد أمن واستقرار سوريا.

واختتم وزراء خارجية كل من مصر وتركيا وإيران مساء أمس بالقاهرة اجتماعهم في غياب السعودية التي لم يتمكن وزير خارجيتها من الحضور لارتباطات مسبقة، وحضر الاجتماع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، ونظيراه التركي أحمد داود أوغلو، والإيراني علي أكبر صالحي.

واقترح وزير الخارجية الإيراني إرسال مراقبين من دول المنطقة إلى سوريا للإشراف على «وضع حد للعنف» في هذا البلد، وأوضح علي أكبر صالحي أن بوسع المراقبين من إيران ومصر والسعودية وتركيا وهي الدول التي تتشكل منها مجموعة الاتصال، أن «يشرفوا على عملية تهدف إلى وضع حد للعنف» في سوريا وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أمس، من دون أن تذكر أي تفاصيل عن طبيعة هذه الآلية ولا الإطار الذي يمكن للمراقبين التدخل في سياقه.

ويصل وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اليوم إلى دمشق للقاء المسؤولين السوريين، بعد اقتراح بلاده إرسال مراقبين من دول مجموعة الاتصال إلى سوريا، في حين حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من «التداعيات الدولية» للأزمة السورية. وكشف مصدر رسمي عن أن صالحي يصل اليوم الأربعاء إلى دمشق حيث يلتقي نظيره السوري وليد المعلم.

ومن جهتها نفت وزارة الخارجية الإيرانية الأحد إرسال عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا، مؤكدة أن تصريحات قائد الحرس الجنرال محمد علي جعفري في هذا الصدد أخرجت من سياقها, بعد المقال الذي نشرته مجلة «دير شبيغل» من أن ضباطا إيرانيين شاركوا في تجارب للجيش السوري على الأسلحة الكيميائية نهاية أغسطس (آب).

من جهته أكد عمرو في مؤتمر صحافي مشترك حضره صالحي وأوغلو عقب ختام المباحثات التي استمرت أربع ساعات امتدت على عشاء عمل، أن اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث جاء متابعة للاجتماع الذي تم الأسبوع الماضي بين كبار مسؤولي الدول الثلاث والسعودية.

وأوضح عمرو أن السعودية لم تتمكن من الحضور بسبب ارتباطات سابقة وبالطبع سنحيطهم علما بناء على طلبهم بتفاصيل ما تم مناقشته خلال الاجتماع. وأضاف: ناقشنا مجموعة من الأفكار ومبادئ بصورة عامة من شأنها التوصل لحل للوضع المأساوي في سوريا وبما من شأنه وقف نزيف الدماء.

وقال عمرو إنه تم الاتفاق على استمرار عملية التشاور كما تقرر عقد الاجتماع المقبل بين هذه الأطراف في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف أنه تم عقد اجتماع ثانٍ آخر أيضا مع الأخضر الإبراهيمي ممثل الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا بحضور الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية، حيث قام الإبراهيمي بتقديم عرض للمهمة التي قام بها مؤخرا لسوريا خلال الأيام الماضية.

وردا على سؤال حول ما إذا كان الوزراء الثلاثة قد توصلوا إلى خطة محددة لإحراز تقدم في سوريا ووقف سفك الدماء قال محمد كامل عمرو إن هذا هو ما نعمل من أجله.. ومن المبكر أن نقول إننا توصلنا إلى خطة محددة مضيفا أنه تم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر بين الوزراء الثلاثة للوصول إلى خطة محددة بأسرع ما يمكن ووقف نزيف الدماء فكل يوم في سوريا يأتي معه مزيد من القتل والتدمير.

وأشار وزير الخارجية إلى أنه تم مناقشة أفكار كثيرة ومفيدة وسيكون هناك اجتماع مقبل في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة للوزراء الأربعة.

وحول وجود صيغة توافقية للوصول إلى حل في سوريا في إطار إقليمي قال وزير خارجية تركيا داود أوغلو إن هذا هو أول اجتماع.. وقد عقدت عدة اجتماعات ثنائية من قبل سواء مع الوزير الإيراني أو المصري، كما التقينا في أطر عربية والأمم المتحدة وما زلنا نبحث عن المبادرة الدبلوماسية التي نعمل من خلالها.

وأكد أوغلو أنه من المهم الوصول إلى حل للأزمة السورية في إطار إقليمي، مضيفا «إننا نريد التشاور مع السعودية لأنها لاعب مهم لمحاولة التوصل إلى حل مستقبلي للأزمة في سوريا» وما لاحظته أن هناك بعض الأفكار المشتركة التي اتفقنا عليها وأفكارا أخرى اختلفنا حولها ولكن لدينا هدف أساسي وهو أن تكون سوريا قوية ويتم تحقيق مطالب الشعب السوري والوصول إلى الأهداف.

وشدد على أنه لا توجد إمكانية بطبيعة الحال للوصول إلى حل من خلال اجتماع واحد والمهم هو الحل الإقليمي ولهذا سوف نستمر في التشاور معا في 25 أو 26 سبتمبر (أيلول) الحالي مجددا، كما سنحاول بكل الوسائل السلمية لمساعدة الشعب الشورى كدول جارة له.

وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن التغيير في سوريا حتمي، ولافتا إلى أن بلاده تجري اتصالات ومباحثات مع كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وعلى رأسها الجامعة العربية والأمم المتحدة، لوضع تصورات لسوريا ما بعد بشار الأسد.

وقال فابيوس في مؤتمر صحافي عقده مع الدكتور نبيل العربي عقب مباحثاتهما أمس في الجامعة العربية: إنه تحدث مع العربي في موضوعين، الأول الأزمة السورية، والثاني القضية الفلسطينية وإسرائيل، مؤكدا أن موقف فرنسا معروف إزاء الفلسطينيين، وأنه يحق أن يكون لهم دولة، وسنعترف بها وسنحافظ في نفس الوقت على أمن إسرائيل.

وجدد وزير الخارجية الفرنسي دعم بلاده للقضيتين السورية والفلسطينية قائلا: إن فرنسا تقدم دعما سياسيا ومساعدات إنسانية للاجئين السوريين، وإن التغيير في سوريا لا بد منه، وإن بلاده تشعر بصدمة من ارتفاع أعداد القتلى واللاجئين والتجاوزات التي تحدث هناك، مشيرا إلى أن اللجنة المختصة بالأمم المتحدة تحدثت عن جرائم ضد الإنسانية.

وأوضح أن فرنسا تتحدث مع كل الأطراف المعنية لبلورة صورة سوريا ما بعد بشار الأسد، قائلا: «إن فرنسا تقدم مساعدات إنسانية للاجئين السوريين وتعمل على الصعيد السياسي من خلال اتصالات مع الجامعة العربية والممثل المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي وغيرهم».

مخيم الزعتري.. شاهد على قساوة النظام السوري

إجراءات أمنية مكثفة وتصاريح دخول للزائرين.. والمستشفى المغربي يعمل على مدار الساعة

المفرق: محمد الدعمة

أصبح مخيم الزعتري للاجئين السوريين في منطقة المفرق مقصدا لزوار الأردن الرسميين، فقد كثفت الدبلوماسية الأردنية منذ افتتاحه في أواخر يوليو (تموز) الماضي اتصالاتها مع دول العالم الغنية وصاحبة القرار المؤثرة في مجلس الأمن الدولي من أجل مساعدة الأردن لتحمل أعباء استضافة أكثر من 190 ألف لاجئ موجودين على أراضيه منذ انطلاق الثورة السورية في مارس (آذار) من العام الماضي. ويحرص وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، على اصطحاب جميع نظرائه الوزراء الزائرين للأردن في جولات ميدانية للاطلاع من كثب على قساوة النظام السوري وما فعله بشعبه، إضافة إلى الأوضاع والحياة القاسية التي يعيشها هؤلاء اللاجئون في منطقة صحراوية، الغبار فيها لا يهدأ خلال النهار رغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات المشرفة على المخيم من أجل تحسين الظروف المعيشية والتغلب على جميع العقبات التي ما زالت تجثم على الجميع.

الزائر إلى المخيم الذي يبعد 80 كيلومترا عن العاصمة عمان، منذ وصوله إلى المدخل الرئيس على الطريق المؤدية إلى العراق، يلاحظ الضغط الهائل على رجال الأمن العام المكلفين حراسة المخيم، خاصة أن هناك زوارا من الأردنيين والسوريين الذين يحضرون يوميا لزيارة معارفهم أو تكفيلهم أو الاطمئنان عليهم. ورجل الأمن هنا، على الرغم من قساوة الطقس والغبار وإلحاح المراجعين، مطلوب منه الانضباط واستيعاب الجميع، خاصة أن رضا الناس غاية لا تدرك، ولذلك تلاحظهم يعملون في ظروف استثنائية، حيث أبلغنا أحدهم: «إننا لا نعرف الصديق من العدو، ولذلك ندقق في هوية الزوار حتى لا يتسلل مندسون إلى المخيم من اتباع النظام السوري لإثارة المشاكل أو القيام بأعمال تخريبية».

في المخيم الذي بلغ عدد اللاجئين فيه حتى يوم الأربعاء الماضي 30 ألفا، هناك ثلاثة حواجز أمنية للتدقيق في الزوار ومنع خروج اللاجئين إلا بتصريح أمني أو كفالة أردني، لذلك يطلب من الجميع تصاريح أمنية للقيام بالزيارة، حتى الصحافيين الزائرين يطلب منهم تصريح من دائرة المطبوعات والنشر قبل الدخول إلى المخيم لإجراء المقابلات وعمل تقارير صحافية.

وبعد تجاوز الحواجز الأمنية بأمتار، أقيم المستشفى الميداني المغربي منذ مطلع أغسطس (آب) الماضي، وهو المستشفى الوحيد بين المستشفيات الميدانية الذي يضم جميع التخصصات الطبية والعمليات الجراحية والطوارئ، لذلك تلاحظ مدى الإقبال الكبير على العيادات، فقد أبلغ مدير المستشفى، العقيد الطبيب مولاي حسن الطاهري، «الشرق الأوسط»، أن أكثر من 9 آلاف حالة راجعت المستشفى منذ إقامته؛ أي ما نسبته 33 في المائة من عدد سكان المخيم، وأن المستشفى يعالج 98 في المائة من مراجعيه، بينما يتم تحويل الحالات المستعصية إلى المستشفيات الأردنية في المدن القريبة. ويتدفق اللاجئون السوريون، على اختلاف أعمارهم وأجناسهم، منذ الساعة الثامنة والنصف صباحا، بشكل مكثف، على المستشفى، لما وجدوه في كوادره الطبية من حسن استقبال وعناية، وما يلمسه الزائر لهم من تفان في أداء مهامهم على أكمل وجه.

ويضيف الطاهري أن نحو 500 حالة يتعامل معها المستشفى يوميا، وفي جميع التخصصات الطبية الموجودة لدى المستشفى، وغير المتوافرة في الوحدات الطبية الأخرى التي أقيمت للتكفل باللاجئين السوريين.

وعزا البروفسور الطاهري، الإقبال الكبير على المستشفى المغربي إلى كون اللاجئين المراجعين يجدون العلاج أيا ما كان نوع مرضهم، خاصة أن المستشفى يضم 21 تخصصا طبيا، من بينها الجراحة العامة والعظام والتقويمية وجراحة الأعصاب والقلب والأمراض الصدرية والباطنية والجلد والجراحة العامة وطب الطوارئ والتخدير والطب النفسي وطب العيون والأذن والأنف والحنجرة وطب النساء والأطفال، مشيرا إلى أن قسم الطوارئ الذي يعمل على مدار الساعة، استقبل نحو 2400 حالة، خارج ساعات الدوام الرسمي للعيادات، التي تغلق في العادة عند الساعة الثالثة مساء.

وقال إن الأطفال يتصدرون أعداد مراجعي المستشفى بـ4300 طفل، يليهم النساء بـ2500، مضيفا أن غالبية هؤلاء المراجعين يعانون أمراضا جلدية (1050 حالة) وأزمات صدرية وصدمات نفسية. وتابع أن قسم الولادة بالمستشفى شهد 12 حالة ولادة، منها أربع حالات أجريت لها عمليات قيصرية، مشيرا إلى أن 16 من الجرحى أجريت لهم عمليات جراحية تكميلية، خاصة أنهم تلقوا العلاج في بلادهم بطريقة بدائية.

في عيادة الطب النفسي، يجلس الطبيب العقيد محمد كرطوم، اختصاصي الطب النفسي، في إحدى الخيام يستمع إلى مرضاه المراجعين للعمل على إعطاء دواء يخفف آلامهم ومساعدتهم على الخروج من الأزمة والتوتر والحالة النفسية التي يعيشونها.

يقول الطبيب كرطوم، الذي خدم في قطاع غزة وكوسوفو وبعض الدول الأفريقية، «إن الحالات التي راجعت المستشفى تندرج ضمن أربع فئات: الأولى تخص نازحين يعانون أمراضا نفسية مزمنة وهؤلاء نقدم لهم العلاج ونشرف على حالاتهم خوفا من أية مضاعفات. والثانية تتعلق بالأطفال والنساء الذين عاشوا تجربة قاسية وتعرضوا لصدمة نفسية جراء ما عاينوه في بلادهم من أعمال قتل وتدمير وإهانات». وأضاف أن «الفئة الثالثة تخص جرحى الحرب، خاصة إذا كانوا يقيمون بالمستشفى فرادى بعد أن تركوا أهاليهم في سوريا ولا يعلمون شيئا عن مصيرهم، والفئة الرابعة التي تعاني حالات توتر نفسي نتيجة عدم تأقلمها مع واقع المخيم والأوضاع داخله، علما أنها كانت تعيش حياة رغيدة في بلادها». في عيادة الطب النفسي، تسمع من المراجعين حكايات وروايات وشهادات عاشها هؤلاء اللاجئون بعد أن مروا بظروف قاسية جدا يصعب على الإنسان وصفها.

يقول الطفل محمد، (9 سنوات)، من بلدة طفس، وهو يروي للطبيب كرطوم ما يعانيه في الليل: «أتذكر الجنود عندما قاموا بضرب والدي بكعب البندقية وألقوه أرضا وبدأوا رفسه بالبساطير. إضافة إلى سماع أصوات القنابل والقذائف في الليل».

واشتكى محمد للطبيب من صوت الطائرات الحربية الأردنية التي تحلق في العادة فوق المخيم لاعتقادهم أنها طائرات حربية سورية جاءت لتقصفهم.

وهناك أطفال لا يستطيعون الحديث من الخوف، ولكن الطبيب كرطوم يبادر إلى إعطائهم ورقة وألوانا ويطلب منهم الرسم، وفورا يرسمون دبابة أو بيتا مهدما أو رشاش كلاشنيكوف أو قنبلة وغيرها مما يحتفظ هو بذاكرته.

أما شحادة كيوان، (67 عاما)، فيقول: «نجا أبنائي وأطفالهم، ونحن جميعنا نجونا بعد أن شاهدنا الموت أمام أعيننا»، وقال: «أذكر أنه تم تجميع أكثر من خمسين رجلا في البلدة، وسحب بعضهم البندقيات ووضوعها على رؤوسنا وبدأوا بالشتم والسباب وضربنا، وكانوا يقولون لنا: (حكم العلويين مش عاجبكم يا أخوات.. ال…) وغير ذلك من الكلمات البذيئة». وخلص كرطوم إلى أن التعامل مع هذه الفئات، وغيرها كثير، يتطلب الكثير من الصبر والتروي، لمساعدتها في تحمل معاناتها النفسية، في انتظار الشفاء منها، خاصة أنها وجدت نفسها بعيدة عن أرضها وأهلها، وقد فقدت فجأة كل ما كانت تملك، ولم يدر بخلدها يوما ما أنها ستتكبد معاناة اللجوء. وإذا كانت آلام ومعاناة اللاجئين السوريين قد تجمعتا كلها في مخيم (الزعتري)، فإنهم وجدوا فيه ملاذهم الآمن إلى حين انفراج الأزمة في بلادهم والعودة إلى ديارهم.

قتلى و”الحر” ينسحب من أحياء بدمشق

قال ناشطون إن مقاتلي الجيش السوري الحر انسحبوا اليوم من عدة أحياء جنوبي دمشق بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية استمرت عدة أيام، رافقها قصف عنيف على تلك الأحياء، وأضافوا أن 44 شخصا على الأقل قتلوا اليوم بنيران القوات السورية معظمهم في دمشق وريفها وسط استمرار الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في عدة مناطق من البلاد.

يأتي هذا بعد يوم من مقتل 136 شخصا بنيران قوات النظام معظمهم بدمشق وحلب ودير الزور حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “مقاتلين من الكتائب الثائرة” أعلنوا انسحابهم من أحياء الحجر الأسود والقدم والعسالي بمدينة دمشق، بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية بمقتل 44 شخصا، 25 في دمشق منهم عشرون قضوا ذبحا في حي جوبر, وثمانية في حماة وسبعة في حلب وأربعة في دير الزور.

وكان العشرات قتلوا أمس في مدينة دمشق بينهم عشرون شخصا عثر على جثثهم في حي الحجر الأسود، وقد قتلوا “بإطلاق رصاص مباشر” حسب المرصد. وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية الأحياء الجنوبية لمدينة دمشق، “مناطق منكوبة”.

وقالت إن تلك الأحياء تعرضت لحملة “همجية شرسة” من جيش النظام وشبيحته تجلت بالحصار المطبق الذي فرض على المنطقة، إضافة إلى القصف العشوائي الذي استهدف منازل المدنيين ومحالهم التجارية منذ منتصف يوليو/تموز مما دفع بغالبية السكان إلى النزوح بحثا عن مناطق أكثر أمنا.

كما اتهمت الهيئة القوات السورية “بتنفيذ سلسلة طويلة من الإعدامات الميدانية” في المنطقة. وأشارت إلى مقتل أكثر من مائتي شخص منذ بداية يوليو/تموز في هذه الأحياء.

خرق لأجواء العراق

وفي محافظة الرقة قرب الحدود التركية، تجددت الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في منطقة تل أبيض بعدما خفت وتيرتها في الساعات المتأخرة من الليل.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن المواجهات بدأت بهجوم شنه الجيش السوري الحر على القوات النظامية لانتزاع مركز أمانة باب تل أبيض الحدودي، الذي يربط سوريا بتركيا.

وأصاب رصاص الاشتباكات مدرسة داخل الحدود التركية، الأمر الذي دفع بلدية “آقجه قلعة” التركية، المحاذية لتل أبيض، بالطلب من السكان الأتراك المقيمين في مناطق قريبة من الحدود السورية، ترك أماكن إقامتهم والابتعاد عن المنطقة.

وكان الجيش السوري الحر أكد سيطرته التامة على بلدة تل أبيض في الرقة، وعلى البوابة الحدودية مع تركيا التي رفع علم الثورة عليها، وذلك بعد ساعات من تمكن قواته في جنوبي البلاد من تدمير كتيبة صواريخ كوبرا في محافظة درعا.

في غضون ذلك، قال مراسل الجزيرة إن طائرة مقاتلة سورية اخترقت الأجواء العراقية وقامت بقصف مدينة البوكمال المحاذية للحدود العراقية.

ونقل المراسل عن سكان بمدينة القائم الحدودية أن اختراق الطائرات السورية شبه يومي حيث يسمعون أصوات انفجارات في الجهة المقابلة ليلا ونهارا، وفي موضوع النازحين أفاد المراسل بأن السلطات العراقية تعمد إلى فتح معبر القائم لساعات قليلة وتسمح لنحو مائة لاجئ بالدخول ثم تغلقه وهذا ما قامت أيضا به أمس.

وأشار المراسل إلى أن مسؤولين رفيعي المستوى أخبروه بأنها أوامر من جهات عليا في الدولة العراقية دون الكشف عنها أو تقديم تبرير لهذه السياسة.

معركة حلب

وتستمر الاشتباكات في مدينة حلب حيث ينفذ المقاتلون المعارضون هجمات متكررة على مراكز تابعة للقوات النظامية، بحسب مصدر عسكري.

وتعرضت أحياء هنانو والشعار والصاخور ومساكن الفردوس في حلب للقصف صباح الأربعاء من القوات النظامية، بحسب المرصد السوري.

وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس عن ارتفاع وتيرة الاشتباكات في المدينة مساء أمس.

ونقل عن مصدر عسكري قوله إن مسلحين شنوا هجوما في منطقة ميسلون (شرق) على نقاط تمركز للجيش السوري، وقامت مجموعة من “وحدات الجيش تؤازرها مروحية عسكرية بصده، وقد استمرت الاشتباكات لأكثر من ثلاث ساعات”.

وقال المصدر إن مقر المخابرات الجوية وكتيبة المدفعية في منطقة الزهراء بحلب تعرض “لهجوم من مسلحين فشلوا في الاقتراب منه”، مشيرا إلى “محاولات متكررة وشبه يومية للسيطرة عليه”، حسب المصدر

أمنستي: استهداف منظم للمدنيين بسوريا

                                            اتهمت منظمة العفو الدولية (أمنستي) الجيش السوري باستهداف المدنيين بشكل منظم, وأشارت إلى استخدام الأسلحة الثقيلة لضرب مستشفيات وأسواق في المدن والقرى التي تشهد قتالا بين الجيشين النظامي والحر, مؤكدة أن معظم الضحايا مدنيون.

وقالت المنظمة في بيان إن الجيش السوري شن هجمات على مستشفيات بعيد استقبالها عددا كبيرا من المصابين, وعلى طوابير أمام المخابز مما يحمل على الاعتقاد بأن تلك الهجمات كانت متعمدة.

وأضافت أن استهداف تجمعات المدنيين بهذه الصورة خرق خطير للقانون الدول الإنساني. وفي الأسابيع القليلة الماضية, قتل عشرات السوريين بقصف صاروخي استهدف مخابز ومستشفيات ميدانية في أحياء حلب التي تخضع لسيطرة الجيش الحر.

وعرضت أمنستي أمثلة لعمليات قصف كالغارة التي استهدفت في 22 من الشهر الماضي طابورا أمام متجر في بلدة كفرنبل بمحافظة إدلب فأسفرت عن مقتل 13 مدنيا, وغارة أخرى استهدفت بلدة كمفر عويد بالمحافظة نفسها منتصف هذا الشهر فأوقعت ثمانية قتلى كانوا في حفل زفاف.

واعتمدت المنظمة على معطيات ميدانية بينها إحصاء لهجمات شنتها القوات النظامية السورية هذا الشهر, وأسفرت عن مقتل 166 مدنيا بينهم 48 طفلا و20 امرأة. وجاء في بيان للمنظمة أنه بينما كان الاهتمام الدولي منصبا على معارك حلب ودمشق، كان المدنيون في مناطق مثل إدلب وحماة يعانون من حملة قصف عشوائية تشكّل جرائم حرب.

وأوضحت منظمة العفو الدولية أن القوات الحكومية تكثف هجماتها على المدنيين في بيوتهم أو عند ما يبحثون عن ملاذات آمنة, في المناطق التي تفقد السيطرة عليها. وقالت ودناتيلا روزا المستشارة الرئيسية لأمنستي لحالات الأزمات إن القوات النظامية تقصف المدنيين بأسلحة ثقيلة يفترض ألا تستخدم ضد مناطق سكنية حيث لا يمكن أن تصيب أهدافها بدقة.

ودعت المنظمة مجلس الأمن الدولي -الذي وصفته بأنه مشلول- إلى إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية بهدف تقديم مرتكبي جرائم الحرب إلى العدالة.

صالحي بدمشق وفرنسا تبحث تسليح المعارضة

الإبراهيمي يحذر من تدهور الوضع بسوريا

جدد المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي تحذيره من تداعيات الأزمة السورية، واعتبر أن الوضع “ليس في طريقه للتحسن بل لمزيد من التدهور”، وفي حين حذر وزير الخارجية الفرنسي من تأثر لبنان بالأزمة قال السفير الفرنسي بسوريا إن بلاده تبحث تسليم أسلحة لمعارضي الأسد.

وبعد زيارته مخيم الزعتري لللاجئين السوريين بالأردن (85 كلم شمال عمان) الذي يأوي 32 ألف لاجئ سوري، أكد الإبراهيمي “بذل كل جهد ممكن من أجل مساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الأزمة”.

وكان الإبراهيمي حذر في مقابلة مع الجزيرة من خطورة الوضع في سوريا، ودعا إلى إجراء تغيير حقيقي هناك من أجل وقف حمام الدم.

ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، في الرابع والعشرين من الشهر الجاري لتقديم تقرير عن محادثاته في دمشق، حسب ما أعلن السفير الالماني في الأمم المتحدة بيتر ويتينغ.

كما يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الإبراهيمي قبل لقائه أعضاء مجلس الأمن، حسبما أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسركي.

صالحي بدمشق

من ناحية أخرى، يصل وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى دمشق اليوم الأربعاء في زيارة يلتقي خلالها الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم.

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن جهود مجموعة الرباعية الإقليمية التي تضم السعودية وإيران ومصر وتركيا ستكون في مقدمة مباحثات صالحي، كذلك اقتراح إيران إرسال مراقبين من دول المجموعة إلى سوريا.

وكان صالحي التقى في القاهرة أمس الثلاثاء الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لبحث تطورات الأزمة، مؤكدا أن بلاده تدعم التغيير التدريجي وليس المفاجئ لحل الأزمة السورية.

وقدم صالحي -الذي تعد بلاده من أبرز حلفاء الأسد- اقتراحا بإرسال مراقبين من المجموعة الرباعية للمساعدة على وقف العنف خلال الاجتماع الوزاري الأول الذي عقدته المجموعة الاثنين الماضي بالقاهرة.

وبشأن الأزمة السورية أيضا، يشارك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مباحثات تجمعه بنظرائه الأوروبيين قبل اجتماعهم القادم في لوكسمبورغ في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وقال دبلوماسي أوروبي -طلب عدم كشف هويته- إن لافروف “سيشارك في عشاء عشية الاجتماع القادم للمجلس الأوروبي للشؤون الخارجية” المقرر في الـ15 من الشهر المقبل.

واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الأمن لمنع صدور قرارات تدين النظام السوري لقمعه الاحتجاجات المطالبة بإسقاطه.

تحذير فرنسي

وفي القاهرة، حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من امتداد النزاع السوري إلى لبنان، مشيرا إلى “التداعيات الدولية” للأزمة في سوريا.

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري محمد كامل عمرو -عقب لقائه الرئيس المصري محمد مرسي- اعتبر فابيوس أن الوضع “بالغ الخطورة، لأنه يتحول إلى نزاع إقليمي مع تداعيات دولية”.

وأضاف “يجب تفادي انتقال العدوى إلى لبنان، وهو ما ترغب فيه بالتأكيد عصابة بشار الأسد ويرفضه اللبنانيون، وهم محقون في ذلك”، وقال إنه “ما من حل من دون رحيل الأسد”.

في غضون ذلك، أكد السفير الفرنسي في سوريا إريك شوفالييه أن بلاده تتعاطى مع كامل المعارضة السورية، ومن ضمنها المعارضة المسلحة، موضحا أن موضوع تسليم أسلحة إلى المعارضة يناقش بـ”شكل جدي جدا”.

وقال شوفالييه، في تصريحات إذاعية من فرنسا “نعمل مع المعارضة لمساعدتها على تنظيم نفسها، ولدي تعليمات من رئيس الجمهورية للاتصال بمجمل مكونات المعارضة ومن ضمنها المجموعات المسلحة، ونحن أول دولة تقوم بذلك بهذا الشكل المنظم”.

ضابط منشق: النظام خطط لاستخدام الكيمياوي

                                            كشف الرئيس السابق للترسانة الكيمياوية في سوريا عدنان سلو -الذي انشق قبل ثلاثة أشهر- عن أن النظام يملك خططا لاستخدام أسلحة كيمياوية ضد شعبه وأنه لن يتوانى عن استخدامها عندما يشعر بالخطر.

وقال سلو في مقابلة -هي الأولى من نوعها منذ انشقاقه- مع صحيفة تايمز إنه كان طرفا في محادثات جرت على مستوى عال بشأن استخدام أسلحة كيمياوية ضد المقاتلين الثوار والمدنيين في ثاني أكبر مدينة سورية وهي حلب.

وأضاف “كنا نجري مناقشات جادة تتعلق بكيفية استخدام الأسلحة الكيمياوية والمناطق المستهدفة” وتابع “ناقشنا ذلك كملاذ أخير، كأن يشعر النظام بأنه فقد السيطرة على منطقة هامة مثل حلب”.

وكان الحديث عن استخدام الأسلحة الكيمياوية “القشة الأخيرة” بالنسبة للواء الذي قال إنه انشق لأنه كان على قناعة بأن النظام سيستخدم الأسلحة لا محالة ضد السكان المدنيين.

ويعتقد سلو -الذي يقيم في تركيا الآن- أن النظام السوري بحث نقل الأسلحة الكيمياوية إلى حزب الله في لبنان، وقال “النظام يضع رؤوسا حربية بأسلحة كيمياوية على صواريخ لنقلها إلى حزب الله لاستخدامها ضد إسرائيل”.

تايمز

الحرس الثوري

وتحدث اللواء المنشق عن لقاءات متعددة في دمشق وقواعد عسكرية بالقرب من درعا في الجنوب، حضرها عدد من الحرس الثوري الإيراني.

ويقول سلو “إنهم (الإيرانيين) كانوا يأتون دائما للزيارة وإسداء النصيحة، وهم دائما يرسلون العلماء ويستقبلون العلماء السوريين لديهم” مؤكدا أن إيران تنخرط في الجانب السياسي لاستخدام الأسلحة الكيمياوية.

وتشير الصحيفة إلى أن سوريا تملك ثالث أكبر مخزون من الأسلحة الكيمياوية، بعد الولايات المتحدة وإيران، حيث حذر قادة غربيون مثل الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون مرارا وتكرارا من أن نشر تلك الأسلحة ربما يستدعي تدخلا عسكريا أجنبيا.

وكانت وكالات استخبارية غربية قد حذرت من أن سوريا قد تستخدم الأسلحة الكيمياوية “كعمل يائس من قبل نظام يائس”.

وتنقل تايمز عن مسؤول في المخابرات الغربية لم تسمه قوله “الحقيقة الآن أننا نعلم بأن السوريين اتخذوا قرارا بنقل مخزونات الأسلحة إلى مواقع إستراتيجية، وقرروا إجراء اختبار على استخدامها.

وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، حذرت وكالات استخبارية من أن سوريا نشرت أسلحة كيمياوية في العديد من المواقع، معظمها بالقرب من الأقاليم الكردية والحدود مع لبنان.

وأكد مسؤولون إسرائيليون وجود مخبأ للأسلحة الكيمياوية يبعد عن الحدود اللبنانية مسافة نصف ساعة بالسيارة.

وكان مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية قال للصحيفة في وقت سابق من هذا الشهر إن وضع النظام السوري للأسلحة في أماكن حساسة يعني إرسال تهديد واضح.

ولم يستبعد المسؤول الإسرائيلي احتمال قيام إسرائيل بعمل مباشر لوقف وصول الأسلحة إلى حزب الله.

الإعلاميون الشباب بحلب.. من الهواية للاحتراف

                                            أحمد نور- حلب

مع تطور الحراك الثوري داخل سوريا وتداخل العمل العسكري مع الاحتجاج السلمي، أصبح التعبير الإعلامي أحد أكثر الأسلحة أهمية وخطورة في يد الثوار والناشطين في صراعهم مع النظام، ولعل جبهة الصراع في حلب هي الأكثر حيوية في الساحة الإعلامية نتيجة تصاعد وتيرة القتال وسرعة تطور الأحداث فيها.

يقول الصحفي رأفت الرفاعي إن النظام أدرك منذ البداية أن حربه مع الثوار حرب إعلامية بالدرجة الأولى، لذا فقد عمد إلى تشديد الخناق على كل الصحفيين والناشطين المتعاونين مع الإعلام بدرجة أكبر من مواجهته لعناصر الجيش السوري الحر الذين يحملون السلاح.

وكان الرفاعي قد اعتقل في بداية الثورة من قبل جهاز المخابرات الجوية وتم التحقيق معه لأكثر من شهر، نتيجة تعاونه مع الإعلام الخارجي الذي يبث رسالة إعلامية غير متوافقة مع رؤية النظام، وهو يعمل الآن على تطوير مهارات الشباب الناشطين في مجال نقل الصورة والخبر عن مجريات الأحداث في مدينة حلب.

ويضيف الرفاعي في حديثه للجزيرة نت أن حلب كانت تحفل بالكثير من الكفاءات الإعلامية قبل اندلاع الثورة العام الماضي، لكن بعضها اضطر للهجرة، بينما لا يزال آخرون يعملون تحت أسماء مستعارة أو من مواقع لا تصل إليها يد النظام، مشيرا إلى أن طبيعة الحراك الثوري تستلزم انخراط الشباب في التغطية ومراسلة الوسائل الإعلامية الدولية، مما أدى إلى نشوء ظاهرة الناشطين الإعلاميين.

شبكات

وفي أحد المواقع المحصنة بمدينة حلب، يعقد شبان في العقد الثالث من أعمارهم اجتماعا لتأسيس شبكة حلب نيوز، بحضور نحو ثلاثين مراسلا قدموا من معظم أحياء المدينة.

وبعد تقديم عدد من الدروس الإعلامية، توزع استمارات التسجيل بين الأعضاء ويروي بعضهم تجاربهم وقصص مقتل زملائهم وإصابة آخرين، لينتهي اللقاء بتوزيع معدات التصوير والاتصال لتغطية المستجدات.

وبعد الاجتماع، نسأل المراسل الميداني عبد الرزاق الفردوسي عن جرح ظاهر في ساقه، فيحدثنا عن إصابته برصاصة متفجرة أثناء تغطيته لأحد الاشتباكات، ويقول إنه تمكن من تشكيل فريق مع أصدقائه لتغطية أهم الأحداث في منطقته، حيث يغطي أحدهم أحداث القصف ويتخصص آخر بالمظاهرات بينما يفضل هو التوجه إلى الجبهات.

ومع أنه لم يتلق تدريبا على إجراءات السلامة ولا يملك معدات الحماية الشخصية، يؤكد الفردوسي أنه يقف على الخطوط الأولى للاشتباكات، ويضيف أن “من أكثر المواقف التي تؤلمني أن أضحي بحياتي كل يوم ثم لا أجد من وسائل الإعلام اهتماما كافيا بما أنقله إليها”.

وفي المساء، يتولى خمسة من مديري الشبكة مهمة تلقي الأخبار العاجلة من المراسلين بعد إعادة انتشارهم، ويسارعون إلى نشرها عبر الإنترنت إلى الفضائيات ووكالات الأنباء الدولية، وفي إحدى المكالمات عبر اللاسلكي يطلب المدير من المراسل التحقق من عدد جرحى تفجير في حي الفردوس قبل نشره.

متحدثون إعلاميون

وفي موقع آخر، يدير عدد من الناشطين مكتبا إعلاميا للواء التوحيد، وهو الجناح الأكبر للجيش الحر في حلب، حيث يتولى تغطية اشتباكات المقاتلين وتوثيقها بالصور والفيديو.

وإلى جانب التغطية، يقوم أبو فراس الحلبي بمهمة المتحدث باسم المجلس الثوري في مداخلات إعلامية يومية على الفضائيات، ويقول إن نشاطه تطور من تنظيم المظاهرات ونشر صورها على الإنترنت إلى درجة تسلمه عروضا من الفضائيات للعمل كمراسل لها في حلب.

ويحدثنا خريج كلية علم الاجتماع عن عمله طويلا تحت أسماء مستعارة إلى أن تمكنت المخابرات من كشف هويته الحقيقية في أحد مقاهي الإنترنت، لكن نجاحه في الهروب والتخفي ثم تصعيد العنف من قبل النظام أدى إلى اقتناعه بضرورة الظهور العلني على الشاشات، وخصوصا في ظل الحظر الذي يفرضه النظام على وسائل الإعلام التي لا توافق رؤيته.

تنقضي لقاءاتنا السريعة بغرف الأخبار التي يديرها هؤلاء الناشطون، ونجد أنفسنا مضطرين للاعتذار عن الوقت الذي اقتطعناه من ساعات عملهم المزدحمة. نتلقى فيضا من الثناء على الاهتمام بجهودهم، ويودعنا أبو فراس بابتسامة تتحدى أزيز الطائرة التي تحوم في السماء قائلا “لو أصابتنا قذيفة واحدة فسيضيع للأسف كل هذا الأرشيف من الصور الذي خاطرنا بحياتنا لتسجيله”.

نبيل العربي: سوريا تعيش اليوم لحظة الحقيقة

أكد أن الأزمة تزداد تدهوراً يوماً بعد يوم وهي بحاجة للتعاطي معها بحكمة أكبر

العربية.نت

اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن الوضع في سوريا بات الآن في لحظة الحقيقة. وأضاف أن الأزمة السورية تزداد تدهوراً يوماً بعد يوم وهي بحاجة للتعاطي معها بحكمة أكبر.

كلام العربي جاء قبل سفره لنيويورك لحضور اجتماعات الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكد أن القيادة السورية لم تستجب لطلبات الجامعة بوقف العنف منذ بداية الأزمة وبعد إيفاد المراقبين لم يتوقف القتال.

إلى ذلك، أوضح أن الإبراهيمي أكد أنه لن يتقدم بمقترحات إلا بعد دراسة الموقف على الأرض، وبالفعل تم إصدار وثيقتين تتعلق بالرؤية المستقبلية للوضع في سوريا بعد تغيير النظام، تركزان على ضرورة انتقال السلطة وبدء المرحلة الانتقالية، مضيفاً أنه لم يحدث أي تقدم في الأزمة السورية بعد زيارة الإبراهيمي لسوريا.

دمشق ترزح تحت القصف والمعارضة تسيطر على “تل أبيض

كتيبة “أنصار الله” المسيحية تعلن انضمامها إلى الثورة السورية

العربية.نت

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط 62 قتيلاً، اليوم الأربعاء، فيما استمرت قوات النظام في قصف المدن وعمليات الإعدام الميداني للناشطين.

وقال المركز الإعلامي السوري إنه عثر صباح اليوم على 20 جثة لأشخاص تم إعدامهم ميدانياً في حي جوبر بدمشق.

وأضاف المركز الإعلامي أن الجيش الحر هاجم حاجزاً عسكرياً قرب مسجد عمر في درعا البلد بعبوة ناسفة قتلت عدداً من عناصر جيش النظام.

ومن جانبه، أعلن مسؤول تركي أن الثوار السوريين سيطروا على معبر تل أبيض الحدودي، وكانت وسائل إعلام تركية أعلنت في وقت سابق أن مقاتلي المعارضة استولوا على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا ومزقوا العلم السوري المرفوع عليه، وأنزلوا ملصقات للرئيس بشار الأسد.

من جهة أخرى، دعت كتيبة أنصار الله في ريف دمشق، وهي أول كتيبة مسلحة من الطائفة المسيحية في تسجيل مصور بُث على شبكات الإنترنت، كل السوريين إلى المحبة والتسامح فيما بينهم، مؤكدين عدم دخولهم الكنائس إلا بعد أن يسقط نظام الأسد.

إلى ذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام عند حاجز الجسر في دير الزور.

أما في داريا بريف دمشق فقد وقع انفجار ضخم في المدينة جراء تجدد إطلاق القذائف المدفعية من مطار المزة العسكري.

وفي حلب قصفت قوات النظام منذ ساعات الصباح الأولى بالمدفعية الثقيلة حي الصاخور وحي الحيدرية.

كما تم استهداف كل من حي النصر وباب الحديد بقذائف الهاون والدبابات من قبل قوات النظام، أما قرية كفرحلب فقد شهدت دماراً كبيراً لعدد من المنازل جراء القصف المدفعي الذي شنته قوات النظام عليها.

كما أفيد أيضاً بتحطم طائرة في مطار كويرس بحلب وارتطامها بأحد جدران المطار بعدما أصابها الجيش الحر الذي اعتقل الطيارين وهما برتبة مقدم ونقيب، وفي حي الحجر الأسود بدمشق قصف الطيران الحربي التابع للنظام بشكل عشوائي المنازل وألحق بها أضراراً بالغة.

أما بلدة كناكر في ريف دمشق فقد تعرضت لقصف عنيف وإطلاق نار كثيف،

إضافة إلى اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة على الحواجز الأمنية داخل البلدة.

كما وقعت في بلدة كناكر أيضاً انشقاقات واسعة في صفوف قوات النظام أدت إلى استنفار أمني كبير.

وبالقرب من مفرزة الأمن العسكري في تل أبيض بالرقة دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر.

وزير الخارجية الإيراني في دمشق ويلتقي الأسد

تأتي الزيارة في أعقاب اجتماع بالقاهرة لمجموعة الاتصال الرباعية حول سوريا

العربية.نت

وصل وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، اليوم الأربعاء، إلى دمشق حيث سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما ذكر لصحافيين في مطار دمشق.

وقال صالحي إنه سيلتقي خلال زيارته إلى العاصمة السورية الرئيس بشار الأسد، واجتمع فور وصوله مع نظيره السوري وليد المعلم.

وكان أشار في تصريحه للصحافيين إلى أنه التقى في القاهرة الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

وتأتي الزيارة في أعقاب اجتماع لمجموعة الاتصال الرباعية حول سوريا (إيران وتركيا والسعودية ومصر) في غياب السعودية، عقد في العاصمة المصرية واقترح صالحي خلاله إرسال مراقبين من هذه الدول الأربع إلى سوريا للمساعدة على وقف العنف.

ونفت وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد، إرسال عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا، بعد تصريحات نقلت عن قائد الحرس الجنرال محمد علي جعفري في هذا الصدد، مشيرة إلى أن هذه التصريحات أخرجت من سياقها.

وكانت مجلة “دير شبيغل” الألمانية أوردت في عددها الصادر، الاثنين، أن ضباطاً إيرانيين شاركوا في تجارب للجيش السوري على الأسلحة الكيميائية في نهاية آب/أغسطس.

يذكر أن إيران تعتبر من أبرز حلفاء النظام السوري في المنطقة، في حين تدعم مصر والسعودية وتركيا المعارضة السورية.

62 قتيلا بسوريا والحر ينتزع “تل أبيض”

– سكاي نيوز عربية- إسطنبول- سلام خضر

سقط 62 قتيلا في مدن سورية عدة الأربعاء برصاص قوات الأمن والجيش النظامي، حسبما أفادت مصادر في المعارضة.

وقالت مراسلة “سكاي نيوز عربية” في تركيا إن الجيش السوري الحر أعلن أنه تمكن من السيطرة على بلدة تل أبيض في محافظة الرقة جنوب سوريا، ممسكا بالبوابة الحدودية مع تركيا فيها.

وقالت كتيبة القادسية إنها رفعت “علم الثورة” على المعبر الحدودي.

وكان ناشطون تحدثوا عن معارك عنيفة بين مجموعات من الجيش الحر والقوات النظامية عند المعبر، انتهى بسيطرتهم عليه.

وتحدثت وكالة “رويترز” عن تضرر عدد من المنازل في بلدة أكاكالي داخل الأراضي التركية، التي أصيبت برصاص طائش.

وبدأ فارون من القتال بعبور جانبي الحدود بحرية زاحفين من تحت الأسلاك الشائكة.

ويسيطر الثوارعلى معابر حدودية عدة مع تركيا، إلا إنهم يحاولون الآن وللمرة الأولى السيطرة على المنطقة الحدودية الواقعة شمالي محافظة الرقة.

وتساعد السيطرة على المعابر الحدودية الثوار على نقل الإمدادت الى سوريا وإحكام السيطرة على مزيد من الأراضي.

الجسمي يدعو لمساعدة لاجئي سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

زار سفير النوايا الحسنة، الفنان الإماراتي حسين الجسمي بعض مواقع اللاجئين السوريين على الحدود الأردنية، وأبدى تأثره الشديد بواقع الحياة التي يعيشها هؤلاء.

كما زار الجسمي المستشفى الإماراتي الأردني الميداني في مدينة المفرق على الحدود الأردنية السورية، مؤكدا ضرورة العمل على التخفيف من آلام اللاجئين الذين تركوا وطنهم هربا من أعمال العنف.

ولفت الجسمي إلى أهمية مساعدة الشعب السوري، آملا في أن تنتهي معاناته في أقرب وقت.

وقال الجسمي لسكاي نيوز عربية إنه “مواطن عربي إماراتي قبل أن يكون سفيرا للنوايا الحسنة، وإن ما شاهده يؤلم كل إنسان، معتبرا أن تقديمه الدعم المعنوي للاجئين قد يساعد في حشد الدعم اللازم لمساعدتهم، وهو أقل ما يمكن تقديمه”.

مذيعة سورية منشقة: الإعلاميون بسوريا شركاء في “سفك الدم

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قالت علا صالح، المذيعة السورية التي أعلنت انشقاقها مؤخراً وانضمامها للانتفاضة الشعبية، إن العاملين في وسائل الإعلام الرسمية السورية، “من يبثون أكاذيب النظام لدعمه في الفتك بشعبه، “شريك” في سفك الدم السوري.

وأبدت صالح، في مقابلة مع مقدمة البرنامج على شبكة CNN، كريستيان أمانبور، أسباب تأخر انشقاقها بعد قرابة عام ونصف العام من اندلاع الانتفاضة الشعبية المناهضة للنظام: “إنه الخوف.. لهذا السبب لم انشق مبكراً، ما جعلني أقدم على الخطوة هو إحساسي بالمسؤولية كشخص، وكمواطن سوري يشهد كيف يذبح النظام الشعب البريء ويقصف المدنيين في القرى والبلدات بالطائرات وقذائف المورتر.”

وتحدثت المذيعة السابقة، وهي من الطائفة العلوية، عن الرقابة الصارمة التي يفرضها النظام على وسائل الإعلام الرسمية التابعة له، والتعتيم الكامل على أخبار التظاهرات التي لم يسمح بالإشارة إليها إلا بعد مرور ثلاثة أشهر من بدء الانتفاضة.

وأضافت: اعتقدت أنها خطوة للأمام، فلثلاثة أشهر لم تكن هناك إشارة مطلقاً لما يحدث في شوارع سوريا، رغم سقوط الكثير من الشهداء الأبرياء.”

وأشارت صالح إلى مصطلحات تدخل في خانة المحظورات بالإعلام السوري، كـ”المظاهرات” و”الثورة”، والقيود المفروضة على استخدام مصطلحات أخرى، مضيفة: “كلمة مؤامرة كنا نستخدمها فقط في الإشارة لكل من هو ضد النظام وسوريا،  كما كنا نشير للمتظاهرين بالإرهابيين أو الجماعات المسلحة.”

وتابعت: “الإعلام السوري مصاب بـ”الشيزوفرينيا” (انفصام الشخصية) فيما يتعلق بما يحدث للنظام والرئيس بشار الأسد.”

واستطردت: “كنت أعاني وأشعر بالذنب، وكأنني شريك للنظام في الفتك بالشعب السوري.. بالنسبة لي كل من يعمل في الإعلام السوري هو قاتل، فحين تكذب لدعم الأسد في ذبح المدنين، فأنت حينئذ تستخدم الإعلام لقتل السوريين.”

وأعربت عن ثقتها في انتصار الانتفاضة الشعبية رغم ما تواجهه من قمع بالآلة العسكرية للنظام.

واختتمت قائلة: “الثورة ضد بشار الأسد في نهاية المطاف ستنتهي لأن الأسباب الإنسانية والمنطق يقولا بأن النظام سيطاح به لأن لا يمكن للقتلة الانتصار.”

ويذكر أن علا كانت قد أعلنت انشقاقها في يوليو/تموز الماضي عن النظام حتى “لا تكون شريكة أو تبرير سفكه”، وقالت ببيان نشر نشر في موقع يوتيوب: الشعب السوري بقي حوالي 40 عاماً ينتظر اكتمال مواطنيته، التي كان النظام ولا يزال حريصاً على سلبها منه، لمنع انتقالنا كشعب إلى دولة الحريات.””

وتابعت: “40 خريفاً انقضت والنظام يتغول في شرخ إنسانيتنا ويتفنن في رصد الخلل فينا، وها هو اليوم يعيد توليد آليات وأساليب استبداده، مستخدماً الجزء المضلل من الشعب السوري، ومستعملاً إياه كحاضنة أساسية لتنفيذها، مستغلاً العوامل النفسية والاجتماعية لإيقاظ الوحش الطائفي أو الأقلوي من ثباته.”

ويتواصل نزيف الدم بلا هوادة في سوريا مخلفاً أكثر من 20 ألف قتيل ومئات الآلاف من  النازحين الذين فروا لدول الجوار هرباً من جحيم العنف.

هيثم مناع: وقف إطلاق النار “شرط واجب” لأي عودة للبرامج السياسية بسورية

روما (19 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى رئيس هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي في المهجر هيثم مناع أن وقف إطلاق النار “شرط واجب الوجوب” لأي عودة “سليمة” للبرامج السياسية للجميع في سورية، وشدد على أنه لا يمكن الانتقال إلى التفاوض دون تحقيق نقاط هيئة التنسيق الأربعة، وهي سحب الجيش وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي ومحاسبة المتسببين بالقتل

وحول زيارة الهيئة للصين قال مناع الذي كان ضمن وفدها لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد ناقشنا الوضع السوري، وكان هناك تطابق في وجهات النظر مع المسؤولين الصينيين في الكثير من القضايا، وخاصة المتعلقة برفض الحل العسكري وضرورة إيجاد السبل والطرق الديمقراطية والمجدية لوقف إطلاق النار من كل الأطراف لوقف نزيف الدم اليومي” في سورية

وأشار إلى الاتفاق مع الصينيين على أربعة قضايا أساسية هي “ضرورة إنجاح مؤتمر إنقاذ سورية” الذي تنوي الهيئة عقده في دمشق في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، و”ضرورة دعم المبادرات السياسية العربية والدولية لوقف القتال في سورية وأهمها اليوم خطه الأخضر الإبراهيمي”، ثم “التحرك الإعلامي النشط لدعم مثل هكذا مبادرات سياسية في مواجهة التسلح والعسكرة التي يتم العمل بها من قبل النظام من جهة والمجموعات المسلحة من جهة أخرى”، و”التحضير لاجتماع سياسي أوسع لكل المكونات السياسية السورية في موسكو تشارك به أغلب القوى السياسية والشخصيات السياسية ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، سلطه ومعارضه”، على حد وصفه

وحول ما يقصده بـ “التحرك الإعلامي النشط لدعم مبادرات سياسية في مواجهة التسلح والعسكرة التي يتم العمل بها من قبل النظام من جهة والمجموعات المسلحة من جهة أخرى”، قال مناع “المشكلة المركزية اليوم هي العنف المتصاعد المدمر للبشر والشجر والحجر، في غياب أية استراتيجية عسكرية سياسية عند الحاكم والمحكوم، حيث تتساوى الأطراف في استعمال العنف من أجل هزيمة الآخر، وليس ضمن منطق أن العمل العسكري يمكن أن يكون تعزيزاً للبرنامج السياسي بوسائل غير سلمية، بل اعتماد منطق حلول العمل العسكري مكان الخطاب والحل السياسي”، وفق قوله

وتابع “السبب واضح، النظام يرفض التغيير، وبعض الأطراف المسلحة تهزأ بالبرنامج الديمقراطي للتغيير لأنها ضد العلمانية، دكتاتورية كانت أم ديمقراطية، لنتوقف عن الكذب على أنفسنا وعلى الناس، تعبير الجماعات المسلحة هو اختصار لكل من يحمل السلاح من السوريين خارج الجيش النظامي، الأمر الذي يشمل السلفيين بل ولا يمكن استبعاد الأجانب منه، أما الضباط المنشقين، منظمين في كتائب أم في حالة تنسيق أولي، فهم جزء من الحالة المسلحة وليسوا كل الحالة المسلحة، البعض اليوم صار يشكل كتائب، بوسيلة تشكيلها وتمويلها واستزلامها هي ميليشيات بكل معنى الكلمة، لكن من يملك الجرأة على التلفظ بذلك؟” وفق رأيه

وأضاف “الحل الأمني العسكري عمم ظاهرة التسلح، والتسليح جعل القتال السيد، والمشكلة أن البعض يخاف من استعمال كلمات ووقائع كثيراً تحت طائل استعمالها وتوظيفها من السلطة، الحقيقة دائماً ثورية، والشعبوية المستندة على الكذب قصيرة العمر والأجل، نترك للبعض لذة المديح، الرد فعلي ونناضل من أجل إنقاذ سورية، بالتأكيد ثمة خبراء في (ويل للمصلين) سيجدون في كل رأي لي جملة تقتطع من سياقها” على حد تعبيره

وحول اقتراح الهيئة خلال زيارتها لبكين التحضير لاجتماع سياسي أوسع لكل المكونات السياسية السورية في موسكو، أوضح المعارض السياسي والحقوقي السوري “إن عملية وقف إطلاق النار شرط واجب الوجوب لأي عودة سليمة للبرامج السياسية للجميع، وهذا الكلام صحيح عند كل أطراف المعارضة، لكن لا يمكن الانتقال إلى التفاوض دون تحقيق نقاط هيئة التنسيق الأربعة، وبنفس الوقت لا يمكن أن نتهرب من فكرة مركزية تقول إن غياب التفاوض يعني البحث عن نصر غير سياسي، أي استمرار القتال”. وأضاف “أريد أن أذكّر بشيء وهو أن شعبية الهيئة في المجتمع السوري الواسع تزداد بشكل كبير، وهي دون شك موضوع رفض في الوسط المؤمن بالحل العسكري، للأسف على أنقاض مدننا ستكون العودة إلى ثلاثية هيئة التنسيق من أجل إنقاذ ما تبقى من البلاد والعباد” في إشارة إلى لاءات الهيئة الثلاث التي تأسست على أساسها وهي “لا للعنف لا للطائفية لا للتدخل الخارجي” في سورية

وزير الخارجية الإيراني يلتقي بشار الأسد واشتباكات عنيفة في دمشق

اجتمع وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، كما التقى نظيره السوري وليد المعلم.

وكان صالحي قد وصل الى دمشق في سابق اليوم لبحث نتائج اجتماع مجموعة الاتصال الذي عقد في القاهرة منذ يومين بمشاركة مصر وإيران وتركيا واقترحت طهران خلاله ارسال مراقبين من هذه الدول إلى سوريا.

وكان الوزير الايراني قال في تصريح لدى وصوله في وقت سابق الى مطار دمشق إن سوريا “تواجه مشكلة ونحن نتمنى ان تتم ادارة هذه المشكلة في أقرب فرصة”.

واوضح صالحي ان زيارته الى سوريا تهدف الى “التشاور على كافة المستويات السياسية بخصوص هذه المشكلة”.

واعتبر أن الحل “يكون فقط في سوريا وداخل الاسرة السورية، وكذلك بالمشاركة والتنسيق مع كافة المؤسسات الدولية والاقليمية”.

وكانت ايران اقترحت في الاجتماع الوزاري لـ”مجموعة الاتصال” المؤلفة من إيران وتركيا ومصر والسعودية الذي عقد الاثنين في القاهرة، وغابت عنه السعودية، ارسال مراقبين من الدول الاربع للمساعدة في وقف العنف جراء النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا في سوريا.

وقال صالحي حينها الى إن المبادرة الإيرانية لحل الأزمة السورية تهدف إلى إطلاق محادثات سلام والبدء في عمليات الإصلاح وفقا لوكالة ارنا الايرانية الرسمية.

الجامعة العربية

من جهته قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن الجامعة تقدمت بطلب إلى الأمم المتحدة لطلب المشورة حول مقترح إيفاد مراقبين إلى سوريا.

وأوضح في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة إن الأمم المتحدة ردت بأن التجهيز لبعثة مراقبين جديدة يتطلب أربعة أشهر إلا أن الجامعة وضعت برنامجا للتنفيذ خلال أربعة أيام.

وقال العربي إنه لا وجود لحل للازمة السورية مالم تغير الحكومة السورية من موقفها ومالم يتحرك مجلس الامن بهذا الخصوص.

واضاف إن كلا من الجامعة العربية والامم المتحدة لم تفعلا شيئا لغاية الان في الازمة السورية ونفى العربي وجود خلافات بينه وبين المبعوث الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي

معارك

ميدانيا، أفادت الأنباء الواردة من دمشق باندلاع معارك شرسة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في أجزاء من العاصمة.

وذكرت تقارير أن الجيش النظامي يزحف باتجاه منطقة الحجر الأسود جنوبي دمشق.

وقال نشطاء معارضون إن المدنيين في هذا المنطقة في وضع انساني سيء وبخاصة مع تواصل القصف العنيف وتقدم القوات الحكومية من كافة الاتجاهات.

ونشر نشطاء مقاطع فيديو تظهر مروحيات عسكرية أثناء قصفها بعض المناطق بالصورايخ.

كما أظهرت المقاطع نحو عشرين جثة قالت المعارضة إنهم قضوا جراء القصف.

ولم يتسن لبي بي سي التأكد من هذه المعلومات من مصادر مستقلة.

حلب

في هذه الأثناء، تتواصل الاشتباكات العنيفة في مدينة حلب شمالي سوريا حيث ينفذ مسلحو المعارضة هجمات متكررة على مراكز تابعة للقوات النظامية بحسب مصدر عسكري.

وذكرت وكالة الأنباء السورية سانا نقلا عن مصادر عسكرية قولها “نفذت وحدة من قواتنا المسلحة الباسلة عملية نوعية قضت فيها على عدد من الإرهابيين المرتزقة وأصابت العشرات منهم بجروح وصادرت أسلحتهم قرب معهد التدريب المهني في حي ميسلون بحلب”.

تقرير

وتأتي أعمال العنف في أعقاب تقرير جديد صادر عن منظمة العفو الدولية قالت فيه إن الغارات الجوية وعمليات القصف المدفعي العشوائية التي يشنها الجيش السوري تؤدي إلى قتل وتشويه وترويع المدنيين في مناطق في إدلب وحماة.

وجاء في التقرير ايضا ان الحكومة السورية لا تستهدف بالضرورة مقاتلي المعارضة في الغارات التي تشنها، بل يبدو انها تستهدف المدنيين عمدا لمعاقبتهم لتعاطفهم مع المعارضة.

وقالت معدة التقرير دوناتيلا روفيرا التي عادت مؤخرا من شمال سوريا، في تصريحات لـبي بي سي إن استخدام أسلحة قتالية في المناطق الآهلة بالسكان أدى إلى تصاعد حاد في حصيلة الخسائر بين المدنيين، ويشكل جريمة حرب.

مقاتلو المعارضة ينزلون العلم السوري من على موقع حدودي مع تركيا

اكاكالي (تركيا) (رويترز) – انزل معارضون العلم السوري من فوق بوابة على الحدود مع تركيا يوم الأربعاء خلال قتالهم للسيطرة على المعبر بينما اغلقت المدارس على الجانب التركي من الحدود مع وصول الرصاص لاراضي الجارة الشمالية لسوريا.

واظهرت لقطات تلفزيونية مقاتلين معارضين سوريين ينزلون العلم السوري من على سطح مبنى حكومي عند بوابة تل ابيض الحدودية. ويمكن سماع دوي طلقات الرصاص بشكل متقطع وتصاعد الدخان الأسود من اجزاء في المبنى الذي يبدو انه مكتب للجمارك.

وقال مسؤول تركي يوم الأربعاء إن المعارضة السورية المسلحة سيطرت بالكامل على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا بعد معارك مع القوات الحكومية ليل يوم الثلاثاء.

وقال المسؤول التركي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه “يمكنني تأكيد سقوط المعبر. إنه تحت السيطرة الكاملة للثوار.”

ولم يظهر اثر للقوات الحكومية عند المعبر في لقطات بثت حية على محطة تلفزيون (سي.ان.ان ترك).

واندلع القتال ليل الثلاثاء وبدا انه المحاولة الأولى لقوات المعارضة لاحكام قبضتها على منطقة حدودية في محافظة الرقة والتي لا يزال معظمها مواليا للأسد.

وتسيطر المعارضة على نقطتي عبور اخريين على الحدود الشمالية مع تركيا. ويعزز الاستيلاء على نقطة ثالثة سيطرتها على الشمال ويضع جيش الرئيس السوري بشار الاسد تحت ضغط أكبر في المعارك التي يخوضها من أجل السيطرة على حلب أكبر المدن السورية والتي تقع على مسافة غير بعيدة.

واصدر مكتب المحافظ في بلدة اكاكالي الصغيرة على الجانب التركي من الموقع الحدودي تعليمات باغلاق جميع مدارس البلدة وطلب من القرى المجاورة اغلاق المدارس ليوم واحد لاسباب امنية وحظر جميع الانشطة الزراعية في المنطقة.

وقال رجل في الاربعينات لمحطة تلفزيون (سي.ان.ان ترك) من على بعد امتار من السياج الذي يفصل بين البلدين “يسقط وابل من طلقات الرصاص هنا. نشعر بالهلع واضطررنا للمبيت في منزل اخر الليلة الماضية. لا نعرف ماذا نفعل.”

وأضاف “المدرسون.. الجميع غادروا المدرسة المجاورة لنا. فروا من المنطقة.”

وقال مسؤولون امنيون عراقيون ورئيس بلدية بلدة القائم العراقية الحدوية إن طائرات سورية قصفت بلدة البوكمال السورية قرب الحدود مع العراق. ويفصل بين البلدتين الواقعتين على ضفتي نهر الفرات عدة امتار.

واصيبت امراة تركية وابنتها برصاصات طائشة ليل الثلاثاء وقال مسؤول ان طلقات اخرى حطمت نوافذ عدة منازل على الحدود.

ولم تعلق انقرة بعد على القتال على طول حدودها لكن حادثة مماثلة في وقت سابق من العام الجاري دفعت الحكومة لتوجيه توبيخ حاد لسوريا.

وفي ابريل نيسان ابلغت تركيا الامم المتحدة رسميا بحادثة اطلاق نار عبر الحدود اسفرت عن إصابة خمسة على الاقل من بينهم مسؤولان تركيان إثر تعرض مخيم حدودي للاجئين السوريين في كيليس للنيران.

وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان انه تحدث إلى الرئيس الامريكي باراك اوباما في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء. وبحث الزعيمان الازمة السورية وقضايا اخرى. ولم يشر البيان الى الحادثة الحدودية.

وكان اردوغان حليفا للاسد من قبل ولكنه الآن من اشد منتقديه وطالبه بالتنحي. وتدعم تركيا قوات المعارضة التي تقاتل ضد الحكومة وتمنحها ملاذا على اراضيها وتسمح باجتماعات لقوى معارضة في مدنها.

وتأوي تركيا نحو 83 ألف سوري فروا من أعمال العنف في بلادهم في مخيمات على الحدود.

واندلعت الانتفاضة السورية قبل 18 شهرا واخذت شكل احتجاجات سلمية في الشوارع قمعتها قوات الأسد لتتصاعد إلى حرب اهلية راح ضحيتها أكثر من 27 ألف شخص. ويقترب عدد القتلى من 200 كل يوم حاليا وكان الشهر الماضي الاكثر دموية.

من قدير جليكان

(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

الحكومة السورية تهاجم طوابير الخُبز

مقتل المدنيين عند المخابز جرائم حرب

    © 2012 Ricardo Garcia Vilanova

(نيويورك) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن القوات الحكومية السورية قصفت بالمدفعية وأسقطت قنابل من طائرات على أو بالقرب من عشرة مخابز على الأقل في محافظة حلب على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، مما أدى لمقتل وإصابة الكثير من المدنيين الذين كانوا يقفون لشراء الخبز.

قالت هيومن رايتس ووتش إن الهجمات على أفضل تقدير عشوائية بشكل متهور ويبدو من عدد الوقائع المتكررة ونمطها أن القوات الحكومية كانت تستهدف المدنيين. الهجمات العشوائية المتهورة والاستهداف العمدي للمدنيين، على السواء، من جرائم الحرب.

أدت إحدى الهجمات على مدينة حلب في 16 أغسطس/آب 2012 إلى مقتل ما يناهز الستين شخصاً وإصابة أكثر من 70 آخرين. وقع هجوم آخر على المدينة في 21 أغسطس/آب أسفر عن مقتل 23 شخصاً على الأقل وإصابة 30 آخرين.

وقال أولى سولفانغ، باحث قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش الذي عاد لتوه من حلب: “يوم بعد يوم، يصطف سكان حلب للحصول على الخبز لأسرهم، وبدلاً من الخبز تأتيهم الشظايا من قنابل وقذائف الحكومة تخترق أجسادهم. قصف عشرة مخابز ليس مسألة عشوائية، ويُظهر عدم المراعاة التامة للمدنيين وربما محاولة استهدافهم”.

زار باحثو هيومن رايتس ووتش ستة من المخابز التي تعرضت لهجمات وقابلوا شهود عيان:

    مخبز في  مارع، شمالي حلب، 22 أغسطس/آب

     مخبز في الباب، شمال غربي حلب، 21 و22 أغسطس/آب

     فرن أقيول في باب الحديد، مدينة حلب، 21 أغسطس/آب

     فرن الذرة في قاضي عسكر، مدينة حلب، 16 أغسطس/آب

     مخبز كنجو بحي ميسّر، حلب، 16 أغسطس/آب

    مخبز في الحلوانية، مدينة حلب، 16 أغسطس/آب

جمعت هيومن رايتس ووتش معلومات موثوقة عن أربع هجمات أخرى:

     مخبز في منبج، شمالي حلب، 24 أغسطس/آب

    مخبز حسين في القاطرجي، مدينة حلب، 16 أغسطس/آب

    مخبز في  الباب، مدينة حلب، 10 أغسطس/آب

    مخبز في الشيخ سعيد، مدينة حلب، 11 أغسطس/آب

بعد أسابيع من القتال في محافظة حلب بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر المُعارض، أجبر النقص الشديد في الطحين العديد من المخابز على الإغلاق. تصطف طوابير طويلة من المدنيين بشكل دائم أمام المخابز المتبقية لشراء الخبز.

في جميع الحالات التي وثقتها هيومن رايتس ووتش، باستثناء هجوم مخبز منبج، هاجمت القوات الحكومية المخبز وقت وقوف السكان في انتظار الخبز. المخلفات المتطايرة من القذائف والصواريخ والقنابل تضرب على مسافة قريبة للغاية من الطوابير، وتخترق الشظايا الناس المتجمعين، مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهم بإصابات جسيمة. في حالات قليلة، ركض الواقفون في الطوابير  قبل الهجوم عندما سمعوا الطائرات المقاتلة وهي تقترب.

الشهود على جميع هجمات المخابز قالوا لـ هيومن رايتس ووتش إن الحكومة لم تقدم أي إنذار.

المخابز العشرة تقع في أحياء أو بلدات لم تشهد قتالاً قبل أو أثناء الهجمات. في أغلب الحالات كان عدداً قليلاً من مقاتلي الجيش السوري الحر متواجدون عند المخابز للحفاظ على النظام وللمساعدة في عملية توزيع الخبز، على حد قول شهود، لكنهم لم يصابوا في أغلب الحالات.

في حالة واحدة، كانت هناك منشأة للجيش السوري الحر على مسافة 150 متراً تقريباً من المخبز، لكن لم تتضرر من الانفجار. في الحالات الخمس الأخرى التي حققت فيها هيومن رايتس ووتش لم تكن هناك أهداف عسكرية في منطقة الهجوم باستثناء قلة من مقاتلي الجيش السوري الحُر الذين شوهدوا يحافظون على النظام في الطوابير.

تواجد بعض مقاتلي الجيش السوري الحُر لدى المخابز لا يجعل هذه الهجمات قانونية، نظراً لعدد المدنيين الكبير المتواجد معهم. قالت هيومن رايتس ووتش إن الحكومة لم تحاول على ما يبدو استهداف عدد المقاتلين الصغير فقط، أو هي بذلت الجهد لتقليص الضرر اللاحق بالمدنيين، وفي بعض الحالات كانت مروحية تحلق فوق المنطقة قبل الهجوم، من ثم فلابد أن تواجد المدنيين كان معروفاً للقوات.

حدثت إحدى الهجمات الأكثر دموية في حي قاضي عسكر في مدينة حلب يوم 16 أغسطس/آب. حوالي الساعة 5:45 صباحاً، أصابت قذيفة أو قذيفتي مدفعية الساحة القريبة من إحدى قواعد الجيش السوري الحر في الحي، على مسافة 150 متراً تقريباً من المخبز. لم تُحدث القذيفة ضرراً بالمنشأة أو إصابات في صفوف أعضاء الجيش السوري الحر. بعد 15 دقيقة، أصابت ثلاث قذائف أخرى المنطقة، واحدة تلو الأخر تفصل بينها دقائق، مع اقتراب القذائف من المخبز في كل مرة، حيث كان مئات الناس ينتظرون الخبز.

أصابت القذيفة الثالثة الشارع على مسافة أمتار من المخبز، فتناثرت الشظايا وسط الناس. من الصعب التحقق من العدد الدقيق للخسائر البشرية في هذا الحادث، لكن السجلات التي اطلعت عليها هيومن رايتس ووتش في مشفى دار الشفاء – الذي استقبل أغلب المصابين والقتلى جراء الهجوم – فيها 49 شخصاً معرفين بالاسم و11 جثة لم يتم التعرف عليها، و76 مصاباً.

في هجوم يوم 21 أغسطس/آب أصابت قنبلة أطلقتها مروحية طابور خبز في مخبز أقيول أقيول في باب الحديد بمدينة حلب، مما أودى بحياة 23 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 30 آخرين. “فايز”، الخياط البالغ من العمر 44 عاماً الذي أصيب في الهجوم، قال لـ هيومن رايتس ووتش:

    كنت أقف قرب باب المخبز عندما سقطت القنبلة – غطيت رأسي بيدي وجريت فراراً بحياتي. جريت إلى المتجر المجاور وهناك أدركت أنني أصبت، في جنبي وفي ذراعي الأيسر.

    كان هناك دخان أسود في كل مكان، وزجاج مكسور. أصابت القنبلة ناصية الشارع، وتطايرت الشظايا في اتجاه الطابور مباشرة.. وكل من كانوا ما زالوا في الطابور إما قُتلوا أو أصيبوا إصابات بليغة. رأيت رجلاً على الأرض بدون ساقه، وآخر بدون ذراع، ثم صبي يبلغ من العمر 16 عاماً أعرفه، اسمه رأفت مكيك حلاق، دون رأسه… أحد أبناء عمي، واسمه أحمد، فقد ذراعه وساقه، ومات بعد ذلك. شقيقتي التي أصيبت بدورها ما زالت في المشفى.

هناك تفاصيل أكثر عن هذا الهجوم وهجمات أخرى أدناه.

يحظر القانون الدولي الإنساني (قوانين الحرب) الهجمات الموجهة إلى مدنيين وأهداف مدنية والهجمات العشوائية التي لا تميز بين المدنيين والعسكريين. قوانين الحرب تطالب أطراف النزاع أيضاً بمراعاة إعفاء السكان المدنيين أثناء العمليات العسكرية من الضرر و”اتخاذ جميع الاحتياطات المستطاعة” لتفادي أو تقليص الخسائر العرضية في أرواح المدنيين والضرر اللاحق بالممتلكات المدنية. هذه الاحتياطات تشمل بذل كل المستطاع من أجل التحقق من أن أهداف الهجوم أهداف عسكرية، وليست مدنيين أو ممتلكات مدنية، وتقديم “إنذار مسبق فعال” بالهجمات عندما تسمح الظروف.

وعلى القادة العسكريين اختيار أساليب الهجوم التي يمكن توجيهها إلى الأهداف العسكرية حصراً والتي تقلص من الضرر العرضي اللاحق بالمدنيين. إذا كانت الأسلحة المستخدمة غير دقيقة لدرجة أنه لا يمكن توجيهها إلى أهداف عسكرية دون تعريض المدنيين لخطر جسيم ، فلابد من عدم استخدامها. الهجمات التي تخرق مبدأ التناسب محظورة بدورها، والهجوم يعد غير متناسب إذا كان من المتوقع أن يؤدي لخسائر عرضية في صفوف المدنيين والأعيان المدنية أكثر من الميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة من الهجوم.

الانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب، ومنها الهجمات العمدية والعشوائية وغير المتناسبة التي تضر بالمدنيين والمرتكبة بنية إجرامية – أي عمداً أو عن تهور – تعتبر جرائم حرب. يمكن مقاضاة القادة المدنيين والعسكريين على جرائم الحرب إذا أمروا بالهجمات أو ساعدوا فيها أو تواطئوا فيها بأي شكل آخر، أو من واقع مبدأ مسؤولية القيادة، إذا كانوا يعرفون أو يجب أن يعرفوا بارتكاب جرائم الحرب ثم لم يتخذوا إجراءات كافية لمنعها أو معاقبة المسؤولين عنها.

قالت هيومن رايتس ووتش إن المخابز العشرة كانت توفر الخبز للسكان المدنيين ومن الواضح أنها من المباني المدنية.

وقال أولى سولفانغ: “كل طيار يُطلق عمداً صاروخ على طابور خبز يقف فيه مدنيون، وكل قائد يعطي هذا الأمر، لابد أن يقفوا أمام العدالة على جرائمهم”.

دعت هيومن رايتس ووتش روسيا والصين إلى وقف عرقلة تحرك مجلس الأمن من أجل حماية المدنيين في سوريا. على مجلس الأمن أن يحيل الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية وأن يفرض حظر أسلحة على الحكومة السورية وأن يتبنى عقوبات محددة الهدف ضد المسؤولين المتورطين في الانتهاكات، على حد قول هيومن رايتس ووتش.

الهجمات على طوابير الخبز التي وثقتها هيومن رايتس ووتش:

مخبز الذرة في قاضي عسكر، مدينة حلب، 16 أغسطس/آب

حوالي الساعة 5:45 صباح 16 أغسطس/آب أصابت قذائف مدفعية أطلقتها قوات حكومية مكان قريب من منشأة للجيش السوري الحر في حي قاضي عسكر في مدينة حلب. قال شهود لـ هيومن رايتس ووتش إنه بين ثلاث إلى خمس دقائق بعد ذلك، أصابت قذيفتين أخريين مبانٍ في منطقة على الجانب الآخر من الشارع، قبالة مخبز الذرة. انفجرت قذيفة رابعة في الشارع على مسافة أمتار قليلة من طابور الخبز حيث كان المئات ينتظرون على جانبي مدخل المخبز.

من الصعب التحقق من العدد الدقيق للخسائر البشرية. هناك عدد من الشهود كانوا في المخبز وقت الهجوم، أو وصلوا بعد ذلك مباشرة لمساعدة المصابين، قالوا إنهم رأوا ما بين 35 إلى 50 قتيلاً. السجلات التي اطلعت عليها هيومن رايتس ووتش في مشفى دار الشفاء، حيث نُقل أغلب القتلى والمصابين، فيها 49 قتيلاً تم التعرف عليهم، و11 جثة لم يتم التعرف عليها، تم استقبالها ذلك اليوم، وكذلك 76 جريحاً. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التأكد مما إذا كانت جميع سجلات القتلى والمصابين في المشفى قد جاءت من هجوم مخبز الذرة.

تفقدت هيومن رايتس ووتش موقع الهجوم وفحصت المكان الذي انفجرت فيه أخر قذيفة. وقت زيارة هيومن رايتس ووتش كان مئات من الناس يقفون أمام المخبز الذي ما زال ينتج الخبز.

“سمير” الذي يسكن على الجانب المواجه للشارع، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن قبل السادسة صباحاً مباشرة سمع صوت صفير ثم انفجار، فركض ليرى ماذا يحدث:

    كان هناك بين 40 إلى 50 شخصاً على الأرض، يغمرهم الدم والأطراف، أذرع وسيقان، هنا وهناك. أتذكر أنني رأيت صبياً صغيراً، ربما في الخامسة من عمره، قتيلاً، ورأسه مفتوح، وما زالت هناك قطعة خبز في فمه. جلب عناصر الجيش السوري الحر شاحنة لنقل القتلى والمصابين، وكان العدد كبيراً.

“فادي” الذي يقيم في مبنى على الجانب الآخر من الطريق، أمام المخبز، قال لـ هيومن رايتس ووتش:

    عندما بدأ القصف ذهبنا إلى القبو. فجأة سمعنا انفجاراً هائلاً. حسبنا أن قذيفة اصابت المبنى. عندما خرجت لأعرف ماذا حدث رأيت الكثير من الجثث في الشارع، 15 جثة على الأقل. مات آخرون بعد ذلك متأثرين بإصاباتهم. كان الناس يصرخون. الجيش السوري الحر الذي وصل لمساعدة الجرحى قالوا لنا أن ننسى القتلى ونركز على المصابين. حمّلنا الجرحى في سيارات وأرسلناهم إلى المشفى.

مخبز كنجو بحي ميسّر، مدينة حلب، 16 أغسطس/آب

حوالي العاشرة مساء 16 أغسطس/آب، سقطت ثلاث قذائف مدفعية أمام مخبز في حي ميسّر بمدينة حلب، بينما كان المدنيون يصطفون في طابور في انتظار الخبز. قال ثلاثة شهود إن القذيفة الأولى سقطت على مسافة 30 متراً من الطابور، فأضرت بسيارة إسعاف. القذيفة الثانية سقطت على الجانب المقابل من الشارع، وسقطت الثالثة قريباً من الطابور. قال الشهود إن الفترة الزمنية بين القذيفة الأولى والثالثة كانت أقل من دقيقة. أسفر الهجوم عن مقتل سيدة مسنة وإصابة 17 شخصاً، بينهم ستة من مقاتلي الجيش السوري الحر كانوا ينظمون طابور الخبز.

هناك مقاتل من الجيش السوري الُحر أصيب في ذراعه جراء الهجوم، قال لـ هيومن رايتس ووتش:

    بعد الهجوم على مخبز قاضي عسكر في ذلك الصباح، زاد توترنا كثيراً على المخابز. لكن الناس اصطفوا في انتظار الخبز على كل حال، فهم يحتاجون الخُبز. إلا أنه عندما سقطت القذيفة الأولى فر الجميع. هناك عدد من الأطفال بين المصابين.

قال مقاتل الجيش السوري الحر لـ هيومن رايتس ووتش إن مروحية راحت تحوم فوق رؤوسهم قبل الهجوم مباشرة، مما يعني احتمال أن المروحية حددت مكان تجمع الأشخاص لوحدة المدفعية التي أطلقت القذائف. هناك مجموعة من السكان في الشارع قدموا وصفاً مماثلاً لملابسات الهجوم.

في اليوم التالي، 17 أغسطس/آب، أصابت طائرة مقاتلة المخبز نفسه مباشرة بصاروخ، مما أدى لضرر جسيم دون وقوع إصابات لأن المخبز كان مغلقاً.

وفي 20 أغسطس/آب أسقطت طائرة مقاتلة قنبلة على مبنيين على جانب شارع قريب موازي لشارع المخبز، مما أدى لمقتل 12 شخصاً وإصابة 20 إلى 25 آخرين طبقاً لتقديرات السكان. قال السكان إن القتلى كان بينهم أربعة من عائلة حداني، أعمارهم هي 10 و16 و16 و75 عاماً، وقد أصيب منزلهم بالقنبلة. سقط ستة من القتلى في الشارع وهم يحاولون الفرار من المخبز بعد أن سمعوا الطائرة تقترب. من المصابين سبعة أطفال وخمس سيدات من عائلة حداني. أصابت قنبلة مبنى على أحد جانبي الشارع فدمرت الطابق العلوي، وسقطت أخرى على الجانب الآخر من الشارع فدمرت الطوابق السفلية للمبنى. الضرر اللاحق بالمبنيين، وقد فحصته هيومن رايتس ووتش، يشير إلى أنه ربما كان المقصود إسقاط القنبلة على المخبز، لكن لم تصب هدفها المقصود. يرى السكان الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش في الشارع أن الطائرة كانت تحاول استهداف المخبز.

قال أحد السكان لـ هيومن رايتس ووتش:

    عندما سمع الناس الطائرة عرفوا أنه يمكن استهداف المخبز، فركضوا للاختباء في شارعنا. لكن القنبلة سقطت قبل الوصول للمخبز فأصابت شارعنا وليس المخبز.

عندما زارت هيومن رايتس ووتش المنطقة بعد يومين من الهجوم، كان هناك أربعة مقاتلين من الجيش السوري الحُر يجلسون في الشارع قبالة المخبز، لكن لم نر أي مؤشرات على نشاط عسكري آخر في المنطقة. طبقاً لجنود الجيش السوري الحُر، فإن أقرب قاعدة لهم على مسافة 400 متر.

مخبز أقيول في حي باب الحديد، مدينة حلب، 21 أغسطس/آب

حوالي السادسة من مساء 21 أغسطس/آب أسقطت مروحية قنبلتين قرب مخبز أقيول في حي باب الحديد بمدينة حلب. أصابت قنبلة طرف مبنى على الجانب المقابل من الشارع للناس الذين وقفوا في طابور الخبز أمام المخبز، وانفجرت الثانية على مسافة 50 متراً. قتل الهجوم 23 شخصاً على الأقل وأصاب أكثر من 30 آخرين.

راجعت هيومن رايتس ووتش عدة مقاطع فيديو صورها شهود بعد الهجوم مباشرة وقابلت أشخاص صوروا مقاطع الفيديو. في أحد المقاطع مروحية تحلق فوق المكان قبل الهجوم مباشرة. في مقطع آخر مشهد من موقع الهجوم بعد وقوعه مباشرة، حيث يظهر صف مما يبدو أنهم قتلى أو مصابين بإصابات بليغة، على امتداد جدار المخبز حيث يقف الناس ينتظرون الخبز. وهناك جثث أخرى كثيرة، وبعضها منزوعة الأطراف أو الرؤوس، على الأرض حول المخبز. قال صبي يبلغ من العمر 17 عاماً أطلع هيومن رايتس ووتش على مقطع الفيديو:

    بعد الظهر كانت هناك مروحية تحلق فوق المنطقة، مكثت هكذا أربع ساعات. رأيت ذلك أمراً غريباً فأخذت الكاميرا وبدأت أصور. في السادسة مساءً عندما وقع الهجوم كنت على مسافة 20 متراً من المخبز. رأيت القنبلة تسقط فركضت أبحث عن مخبأ. أصابت القنبلة المبنى المواجه للمخبز، ثم الشارع. خرجت لأصور.. لا يمكن أن أصف ما رأيت. هذا أبشع شيء رأيته في حياتي.

“فايز” الخياط البالغ من العمر 44 عاماً الذي عمل متطوعاً في المخبز وأصيب في الهجوم، قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه في المساء سلّم طحيناً للمخبز وكان على وشك المغادرة عندما وقع الهجوم:

    كان هناك نحو 200 شخص قرب المخبز، يقفون في صف. سمعت المروحية وبدأت أقول للناس أنه لم يعد عندنا خبز.. كنت أريدهم أن يغادروا، أن يبتعدوا عن الخطر. غادر الكثيرون لكن تأخر كثيرون في المغادرة. كنت أقف قرب باب المخبز عندما سقطت القنبلة… غطيت رأسي بيدي وركضت فراراً بحياتي. جريت إلى المتجر المجاور وهناك أدركت أنني أصبت، في جنبي وفي ذراعي الأيسر.

    كان هناك دخان أسود في كل مكان، وزجاج مكسور. أصابت القنبلة ناصية الشارع، وتطايرت الشظايا في اتجاه الطابور مباشرة.. وكل من كانوا ما زالوا في الطابور إما قُتلوا أو أصيبوا إصابات بليغة. رأيت رجلاً على الأرض بدون ساقه، وآخر بدون ذراع، ثم صبي يبلغ من العمر 16 عاماً أعرفه، اسمه رأفت مكيك حلاق، دون رأسه… أحد أبناء عمي، واسمه أحمد، فقد ذراعه وساقه، ومات بعد ذلك. شقيقتي التي أصيبت بدورها ما زالت في المشفى.

هناك شاهد آخر قال لـ هيومن رايتس ووتش إن محمد بشير سقال، شقيقه البالغ من العمر 22 عاماً، قد مات في الهجوم:

    كنت في بيتنا على مقربة من المخبز، بينما شقيقي واقف في الطابور. حوالي السادسة مساءً رأيت المروحية تحلق على ارتفاع منخفض ثم سمعت انفجاراً هائلاً، ارتج المبنى كله، وركضنا جميعاً إلى القبو. انتظرت نحو 20 دقيقة ثم خرجت لأساعد المصابين. في البداية اكتشفت أن أحد أبناء عمي قد أصيب، وعندما تمكنت من نقله إلى سيارة تأخذ المصابين للمشفى، قال لي أحدهم إن شقيقي مصاب بدوره.

    وجدته، كان مصاباً في رقبته وفي بطنه، فقمت مع أبي وابن عم آخر بمحاولة نقله للمشفى. لكنه مات في الطريق. في الطريق إلى المشفى، كان هناك نقطة تفتيش يديرها شبيحة. أوقفوا السيارة واعتقلوا أبي وابن عمي، وأخذوا جثة شقيقي. تم الإفراج عنهما بعد يومين، ثم اكتشف أبي أن جثمان محمد مدفون قرب المشفى الجامعي [الذي تسيطر عليه الحكومة]. ما زلنا بحاجة لأن نذهب إلى هناك للعثور على قبره.

قال أحد مقاتلي الجيش السوري الحُر وقد شارك في عملية الإنقاذ، قال لـ هيومن رايتس ووتش إنهم نقلوا 21 جثماناً و3 مصابين إصابات قاتلة ومصابين آخرين إلى مشفى الشفاء، لكن المشفى امتلأ عن أخره فاضطروا لنقل بعض الجثث والمصابين إلى مشفى الرازي الذي تسيطر عليه الحكومة. طبقاً لسجلات راجعتها هيومن رايتس ووتش في مشفى الشفاء، فقد استقبل المشفى 17 جثماناً، ثلاثة منها لم يتم التعرف عليها، من هجوم مخبز باب الحديد. أحال المشفى 29 مصاباً وخمسة قتلى إلى مشفى آخر. أحد المصابين، وهو طفل، مات بعد ذلك مباشرة، وهناك 5 آخرين مصابين إصابات جسيمة، لم ينجوا بدورهم من الموت، على حد قول العاملين بالمشفى لـ هيومن رايتس ووتش.

قال مقاتلو الجيش السوري الحر في الحي إنهم في صباح 21 أغسطس/آب كانوا مشتبكين في قتال مع القوات الحكومية على مسافة كيلومتر أو اثنين من المخبز، لكن لم يكن هناك قتال قرب المخبز. يرون أن القوات الحكومية بعد أن حاولت دفع الجيش السوري الحر للوراء لعدة ساعات، قررت استخدام هجوم بالمروحية على المخبز لإبعاد قوات الجيش السوري الحر عن القتال.

مخبز في الحلوانية، مدينة حلب، 16 أغسطس/آب

قال سكان بحي الحلوانية لـ هيومن رايتس ووتش إن 11 شخصاً، يبلغون من العمر 11 إلى 60 عاماً، قد قُتلوا عندما سقطت قذيفة مدفعية على مبنى المخبز حوالي السادسة من مساء 16 أغسطس/آب. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من مقابلة السكان مقابلات مطولة وتفصيلية بسبب صعوبة الوضع الأمني، لكن العاملين بمشفى الشفاء أكدوا وقوع الهجوم، وأمدوا هيومن رايتس ووتش بأسماء ستة من القتلى.

مخبز في مارع، شمالي حلب، 22 أغسطس/آب

في 22 أغسطس/آب، حوالي التاسعة والنصف صباحاً، هاجمت طائرة مقاتلة مخبز ببلدة  مارع في شمالي محافظة حلب على حد قول الشهود لـ هيومن رايتس ووتش. أطلقت المقاتلة صاروخاً ثم أسقطت قنبلة قرب المخبز في الجزء الشرقي من البلدة. طبقاً لثلاثة شهود، كان في الطابور وقت الهجوم نحو 300 شخص. زارت هيومن رايتس ووتش الموقع ورأى وفدها الحفرة التي خلفها انفجار الصاروخ، على مسافة 35 متراً من المخبز.

لم تقع خسائر بشرية جراء الهجوم لأن أغلب الناس فروا عندما رأوا الطائرة، ولم تنفجر القنبلة، بل سقطت على مسافة 30 متراً من المخبز دون أن تنفجر. لم تر هيومن رايتس ووتش أنشطة أو منشآت للجيش السوري الحر قرب المكان، وهناك موقعان معروفان للجيش السوري الحر في  مارع، يقعان في أجزاء أخرى من البلدة.

مخبز في الباب، شمال شرقي محافظة حلب، 21 و22 أغسطس/آب

تم قصف مخبز على مشارف بلدة الباب، شمال غربي محافظة حلب، بطائرة مقاتلة ثلاث مرات على الأقل: في الساعة 4 و11 مساء 21 أغسطس/آب وحوالي الساعة 11 مساء 22 أغسطس/آب.

لم تؤد هجمات 21 أغسطس/آب إلى وقوع خسائر بشرية. قال شهود لـ هيومن رايتس ووتش إن أثناء الهجوم الأول لم يكن هناك أي أشخاص قرب المخبز. أثناء الهجوم الثاني، ركض من كانوا يقفون في انتظار الخبز – 20 رجلاً و10 سيدات تقريباً – ما إن رأوا الطائرة تقترب ولم يصب أحد.

في 22 أغسطس/آب أسقطت طائرة مقاتلة قنبلتين قرب المخبز. زارت هيومن رايتس ووتش موقع الهجوم وفحصت حُفر الانفجارات. كانت إحداها على مسافة 10 أمتار تقريباً من المخبز، والأخرى على مسافة 50 متراً تقريباً. قال شهود لـ هيومن رايتس ووتش إن أغلب الناس الذين كانوا ينتظرون الخبز فروا عندما رأوا الطائرة، لكن أصيب ثلاثة رجال وصبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى