أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 15 آب 2013

المتشددون يفتحون جبهات عدة في سورية والمعارضة تقتحم موقعاً استراتيجياً في إدلب

لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

فتح مقاتلون إسلاميون متشددون أكثر من جبهة مع مقاتلي المعارضة في شمال سورية وشمالها الشرقي، في وقت أعلن مركز حقوقي عن مقتل الأب باولو دالوليو على أيدي مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام». واستنسخ مقاتلو المعارضة تجربة السيطرة على مطار «منغ» العسكري لدى اقتحامهم أمس معسكراً استراتيجياً للنظام في ريف إدلب، بعد تنفيذ ثلاث عمليات انتحارية بمدرعات.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلي كتائب مقاتلة و «الدولة الإسلامية» سيطروا على مركز تجمع الحامدية الرئيسي بعدما فجر رجل نفسه بآلية مفخخة فجر أمس داخل المعسكر، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية أسفرت عن سيطرة المعارضة على ثلاث ناقلات جند وثلاث دبابات وعدد من عربات «الشيلكا» ومستودعي ذخيرة وإعطاب 5 دبابات أخرى ومقتل تسعة جنود وأسر آخرين.

وسُمعت عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية طلبات استغاثة من تجمع الحامدية، وكان الرد يشير إلى صعوبة المؤازرة، وفق «المرصد» الذي أوضح أن طائرات النظام ردت بشن غارات جوية على محيط المعسكر ومناطق مجاورة له.

ويعتبر مركز الحامدية أحد أهم مراكز قوات النظام في ريف إدلب، حيث عُزز في الفترة الأخيرة بأسلحة وإجراءات لمنع تقدم قوات المعارضة بعدما نجح الجيش النظامي في فك الحصار عنه وعن معسكر وادي الضيف في ربيع العام الحالي.

وقالت مصادر المعارضة إن «الحامدية» تحول أخيراً إلى مقر لقادة قوات النظام ونشرت فيه منصات صاروخية، مشيرة إلى أن مقاتلي المعارضة استلهموا تجربة السيطرة على مطار «منغ» العسكري في ريف حلب عبر تفجير مدرعة أمام مقر القيادة ثم شن هجوم على المركز.

وفي شمال البلاد، أبلغ نشطاء «المرصد السوري» عن إقدام مقاتلي «جبهة النصرة» مساء أول من أمس على محاصرة قرية كفر صغير في الريف الشرقي لمدينة حلب التي تقطنها غالبية من المواطنين الكرد، واقتحامها فجر أمس، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات في محيط القرية بين الأهالي ومهاجمي «النصرة» التي استهدفت أيضاً قريتي تل مضيق وسد الشهباء في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة أعزاز، واحتلوا عدداً من المنازل واقتحموا مقرين لـ «جبهة لواء الأكراد» في القريتين.

وفي الرقة شمال شرقي البلاد التي تخضع لسيطرة المعارضة منذ آذار (مارس) الماضي، احتل مقاتلو «الدولة الإسلامية» مقار «لواء أحفاد الرسول» بعد هجوم عنيف. وبدأت العملية مساء أول من أمس بتفجير سيارة مفخخة أُدخلت إلى مقر لـ «أحفاد الرسول» في حي محطة القطار شرق الرقة، في وقت قصف مقاتلو «الدولة الإسلامية» و «النصرة» بعدد من قذائف الهاون مناطق في مدينة رأس العين في الحسكة، في شمال شرقي البلاد. وامتدت الاشتباكات الى مدينة الطبقة قرب الرقة، حيث قتل اربعة عناصر من «لواء احفاد الرسول» امس. ودارت اشتباكات متقطعة بين «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» من جهة ومقاتلي «الدولة الإسلامية» و «النصرة» في بعض قرى الحسكة. وتزامن ذلك مع نقل «المرصد السوري»عن نشطاء قولهم إن الأب باولو دالوليو قُتل داخل أحد معتقلات «الدولة الإسلامية» بعد أسبوعين على احتجازه، مشيراً إلى أن مصادر المعلومات أشخاص على «صلة وثيقة» بالأب باولو الذي استقبل بـ «حرارة من قبل سكان الرقة» بسبب مواقفه الواضحة لصالح الثورة السورية. وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض طالب بالإفراج عن الأب باولو المعروف بمواقفه المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، ذلك بعدما فُقد أثره بعد انتقاله للقاء مقاتلين متشددين.

في غضون ذلك، لقيت دعوة رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا إلى إعادة هيكلة صفوف مقاتلي المعارضة في إطار «جيش وطني»، امتعاضاً واسعاً في صفوف «الجهاديين»، وانتقادات في صفوف مقاتلي المعارضة. وقال هادي البحرة عضو «الائتلاف» المقرب من الجربا، لوكالة «فرانس برس» إن فكرة إنشاء الجيش الجديد تهدف إلى «إيجاد آليات لتوحيد التخطيط والقرارات ومراكز القيادة وتسلسل القيادة والأوامر والانضباط العسكري» في صفوف المقاتلين المعارضين. وأضاف أن المطلوب أيضاً رفض «الفكر المتطرف»، في إشارة إلى «الجهاديين» الذين يعمدون إلى إدارة المناطق التي يسيطرون عليها.

في المقابل، يرى المقاتلون «الجهاديون» في الخطوة خطة أميركية لتحويل المقاتلين المعارضين إلى مجموعات مناهضة لتنظيم «القاعدة»، على غرار «مجالس الصحوة» في العراق، التي دعمتها الولايات المتحدة لمواجهة مقاتلي القاعدة في هذا البلد منذ عام 2006.

وفي نيويورك، أفيد بأن لبنان يحضر لعقد مؤتمر دولي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل لمعالجة أزمة اللاجئين السوريين في لبنان وهو تحرك دعت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية فاليري آموس مجلس الأمن إلى دعمه. وقال ديبلوماسيون إن الدعوة التي أطلقها الرئيس اللبناني ميشال سليمان العام الماضي «شكلت أساساً لهذه التحضيرات» وأن «العمل جار على بلورة الإطار الذي سيعقد فيه المؤتمر الدولي والنتيجة التي يفترض أن ينتهي إليها استناداً إلى مبدأ تقاسم الأعباء بين لبنان والدول المجاورة لسورية التي تتحمل أعباء اللاجئين والمجتمع الدولي».

ديمبسي: البعثة الاميركية في الاردن قد تستمر سنوات بسبب أزمة سورية

عمان – رويترز

قال رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة للجنود الاميركيين في الاردن ان “المهمة التي يقومون بها وهي مساعدة المملكة على احتواء تداعيات الحرب السورية قد تستمر سنوات”.

وقال الجنرال مارتن ديمبسي، في كلمة بمنشأة عسكرية على مشارف عمان امام مجموعة من افراد القوات الامريكية في الاردن البالغ عددها نحو الف فرد ان الاردن ينبغي ان “يشعر بقدرته الكاملة على التعامل ليس فقط مع الازمات الانسانية الناتجة عن تدفق اللاجئين وانما ايضا مع اي تهديد بهجوم بما في ذلك من المتطرفين”.

وسئل ديمبسي عن المدة التي قد تستغرقها المهمة مع افتراض عدم تصاعد الوضع الميداني فقال “اعتقد اننا ربما نتحدث عن عدة سنوات وبالتالي عدة مناوبات (للقوات)”.

واضاف “لم نضع فعليا تاريخا لنهاية المهمة لهذا السبب، لأنها ستعتمد على كيفية تطور الوضع في سورية، ستعتمد على كيفية شعور نظرائنا الاردنيين بشأن قدرتهم على التعامل مع تلك الامور بأنفسهم”.

لبنان: عشرات القتلى والجرحى في انفجار هز عمق الضاحية الجنوبية لبيروت

بيروت – رويترز، “الحياة”، الوكالة الوطنية للاعلام

هز انفجار كبير عصر امس عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، موقعا عشرات القتلى والجرحى. وتفاوتت المعلومات حول العدد الدقيق للقتلى، في وقت لم يتوقف صوت صفارات سيارات الاسعاف التي ظلت لساعات تعمل على نقل الجرحى والقتلى المستشفيات المجاورة. كما عملت فرق الانقاذ في الدفاع المدني والصليب الاحمر على محاولة انقاذ الاهالي المحتجزين في المباني التي هبت فيها النيران جراء الانفجار.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر أمني قوله إن 20 شخصا قتلوا في الانفجار الذي وقع بين شارعي بئر العبد والرويس. وقال الجيش اللبناني في بيان إن الانفجار نتج عن سيارة ملغومة.

وتحدث عدد من الشهود لوسائل الاعلام عن وجود “انتحاري”، في حين أفادت معلومات اخرى بأن الانفجار  ناتج عن سيارة مفخخة. وقال احد اصحاب المحلات التجارية في المنطقة المستهدفة انه ساعد جريحا فور وقوع الانفجار، وان الجريح اخبره انه شاهد “سيارة فان (حافلة لنقل الركاب) لونه ابيض تجول في الشارع اكثر من مرة في محاولة لايجاد مكان لركنه، ثم ما لبث الفان ان انفجر”. كما تحدث شهود آخرون عن رؤيتهم “اشخاص يتطايرون في الهواء بسبب شدة الانفجار”.

وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن شاهد عيان ان “عمال الانقاذ عثروا على تسع جثث في الموقع”، في وقت أكد الامين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة في حديث لمحطة “ال بي سي” ان هناك اكثر من 120 اصابة جراء الانفجار “وعدد كبير من القتلى والمسح مستمر بين الصليب الاحمر والدفاع المدني والاجهزة الامنية”.

وتسبب الانفجار في اندلاع النيران في عدد من السيارات والابنية المجاورة، ما تسبب في احتجاز عدد كبير من المدنيين داخل بيوتهم، وتعمل فرق الانقاذ على مساعدتهم.

وذكرت “الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية” أن النيران اشتعلت في عدد من الأبنية، مع الإشارة إلى أن الشارع الذي وقع فيه الانفجار هو الشارع الرئيس الذي يربط بئر العبد بالرويس، حيث تنتشر المحلات التجارية والأبنية السكنية.

وذكرت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” أن “الانفجار وقع في الطريق العام بين منطقتي الرويس وبئر العبد”، ليس بعيداً من مجمّع “سيد الشهداء”.

وتناقلت وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر دماراً كبيراً وألسنة نيران وأعمدة دخان تتصاعد من موقع الانفجار الذي رجحت بعض المصادر أن يكون ناجماً عن سيارة مفخخة.

وتبنّت مجموعة تطلق على نفسها “سرايا عائشة المؤمنين للمهام الخارجية” بشريط فيديو نشر على “يوتيوب” التفجير، الذي قالت إنه رسالة ثانية “مدوية وقوية” موجهة إلى “حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصر الله بعد رسالة أولى، في إشارة إلى التفجير الذي وقع قبل شهر في المنطقة ذاتها.

وتوجه البيان إلى السيد نصر الله بالقول: “قلنا لكم في المرة الأولى ليس أنت من يحدد المكان والزمان وهذه هي المرة الثانية التي نحدد نحن فيها ومكان المعركة زمانها وستكون دائماً في عقر داركم”.

ودعا البيان اللبنانيين إلى الابتعاد عن كل “مستعمرات إيران في بيروت وخارجها”، في إشارة إلى مراكز حزب الله، لأن “دماءكم غالية علينا”. وتوعدت المجموعة بـ”المزيد” من العمليات.

ويأتي انفجار اليوم بعد أقل من شهر على انفجار سيارة مفخخة في بئر العبد وأدى إلى سقوط عشرات الجرحى.

«القاعدة» يعزز القبضة على الرقة وهجمات على قرى كردية

وسّع مسلحو تنظيم «القاعدة» نفوذهم في الرقة في شمال سوريا، بعدما طردوا اتباع الجماعات المسحلّة الأخرى من المدينة أمس، فيما واصلوا هجماتهم الدامية على قرى ذات غالبية كردية في ريف حلب.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن مسلحي «الدولة الإسلامية» قتلوا الراهب الايطالي اليسوعي الأب باولو دالوليو، الذي كان خطف في الرقة في 29 تموز الماضي، خلال زيارته إلى أحد مقرات الإسلاميين المتشددين في المدينة. وحث «كل قوى المعارضة السورية الضغط على مقاتلي التنظيم للكشف عما حدث بالضبط للأب حتى يحاسب قاتلوه وتسلم جثته لدفنها».

وذكر «المرصد»، في بيان، «سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام (المرتبطة بتنظيم القاعدة) على مقرات لواء أحفاد الرسول في مدينة الرقة».

وأضاف «دارت اشتباكات على مدى أسبوع بين الجهاديين ومقاتلي لواء أحفاد الرسول، ذات التوجه الإسلامي، لكن المرتبط بالجيش السوري الحر، إثر هجوم لمقاتلي الدولة الإسلامية على مقر للواء في أحد أحياء المدينة». وقال مسؤول في «اللواء» إن «الاشتباكات سببها محاولة الدولة اقتحام مقر تابع للأحفاد من اجل الاستيلاء على السلاح والذخيرة».

وأفاد «المرصد» إن «عملية السيطرة على المراكز بدأت بهجوم عنيف أطلقه مقاتلو الدولة الإسلامية، إذ قاموا بتفجير سيارة بعد اقتحامها مقرا لأحفاد الرسول في حي محطة القطار في شرق المدينة». وأوضح أن «الدولة الإسلامية تريد السيطرة على كامل مدينة الرقة» لإعلان «الإمارة الإسلامية»، مشيرا إلى أن «أمير الدولة يقول إن طائرات (الرئيس) بشار (الأسد) لم تتمكن من إخراجنا» من الرقة.

وقالت مصادر إن عناصر «الدولة الإسلامية» أعدموا عشرات المسلحين بعد السيطرة على المراكز. يشار الى انها المجموعة الثانية التي يقوم اتباع «القاعدة» بانهاء وجودها في المنطقة بعد «كتائب الفاروق».

وفي الوقت الذي كان فيه زعيم «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري صالح مسلم يزور اسطنبول لمطالبة السلطات التركية بلجم أتباع «القاعدة»، شنّ مسلحون من «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» هجمات دامية على قرى ذات غالبية كردية في ريف حلب. وقالت مصادر كردية لوكالة «فرات» إن «مجموعات مسلحة تابعة لجبهة النصرة هاجمت ثلاث قرى كردية في ريف حلب، واقتحمت مقرات تابعة للواء جبهة الأكراد في قريتين منها، ما دفع الأهالي للدفاع عن أنفسهم».

وقال مصدر كردي إن «مسلحي النصرة اقتحموا قرية كفر صغير شرق حلب، بعد محاصرتها لأيام، ما دفع الأهالي للدفاع عن أنفسهم واندلاع اشتباكات في محيط القرية».

وذكرت «فرات» أنه «في الريف الغربي لمدينة حلب، هاجمت مجموعة تابعة لجبهة النصرة، وبمساندة من كتيبة تابعة للواء التوحيد، قرية تل مضيق جنوب شرق إعزاز وقرية سد الشهباء القريبة منها، واستولت على منازل المدنيين، واقتحمت مقر جبهة الأكراد في كلتا القريتين، اللتين تضمان حوالي 5 آلاف مدني كردي».

وتابعت «حدثت اشتباكات عنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي والمجموعات المسلحة التابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، في مختلف مناطق غرب كردستان، وخاصة في غرب كوباني، حيث قتل أكثر من 46 مسلحاً».

(«السفير»، ا ف ب، «سانا»)

حكاية أخيرة من مطار منغ

علي عبد المجيد

مطار منغ العسكري، الذي يبعدُ عن الحدود التركيّة (المفتوحة على كلّ عبث) قرابة 10 كيلومترات فحسب، سجّل نصراً عسكريّاً غير مسبوق على امتداد سنتين، كما يفهمه الجنود، وكما يراه مؤيدو «منطق الدولة» في ريف حلب الشمالي بأسره، حيث استطاع أن يصمد أمام هجمات الآلاف من المسلحين.

للمطار قيمة معنويّة تمثّلها هذه النقطة المتقدّمة لوجود الدولة، لا سيما أنّ دوره العملّي تمّ تحييده منذ فترة طويلة، حين لم تعد الطوافات قادرة على الاستفادة من هذه البقعة المحاطة بالمضادات الجويّة المحمولة.

بعض من كان يتواصل مع الجنود داخل مطار منّغ قالوا إنهم كانوا يتضاحكون في المنطقة التي يدفنون فيها شهداءهم، ويتنافسون مرحاً لاختيار مساحة قبر بجانب صديق أو أخ فارقهم منذ أيّام. وكثيراً ما كانوا يحوزونها بالفعل..

طوال شهور تعرّض المطار لهجمات غاية في الضراوة و«البدائيّة»، حيث تهجم أعداد كبيرة من المقاتلين دفعة واحدة (يتجاوز عددها الألفي مقاتل في بعض الحالات).

يُفتتح الهجوم بـ«مدرعة انتحارية»، أو قصف عشوائي.. تزحف بعده المجموعات بفوضوية، ونداءاتها المتداخلة كما تظهرها بعض التسجيلات على الإنترنت. تخوم المطار حرم منيع، والدفاعات المستميتة لمقاتليه تحصد من المهاجمين أعدادا مخيفة.

المعركة الأخيرة

عندما اشتدّ الحصار وأصبح سقوط المطار أمراً واقعاً، لم يكن من مصلحة في إعطاء المسلحين انتصارا جديا بقتل أفراد الحماية، لذا كان قرار الانسحاب. وهو ما شرحه بالتفصيل أحد الضباط المنسحبين، كالتالي:

توزع الجنود على ثلاث مجموعات رئيسية (على رأس كل مجموعة دبابتان)، واتفقت الدولة مع «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي واللجان الشعبية في نبل والزهراء على تأمين انسحاب جنودها، على أن يؤدي الطيران الجزء الأكبر من المهمة، ويقوم مقاتلون على الأرض بالمساعدة ميدانيا في تأمين مسرب أو اثنين (وصولاً إلى أقرب المناطق الموالية).

تحرّكت المجموعة الأولى مع أذان المغرب تماماً، حيث بدأ الطيران يمهد مسار تحركها وجانبيه، ومع اشتباكات عنيفة وتغطية من قبل الأكراد، تمكنت هذه المجموعة من الوصول إلى «بصلحايا» بصعوبة.

أمّا المجموعة الثانية (وكانت تتضمن 51 عسكرياً) فقد فتحت لنفسها بالقوة طريقاً إلى منطقة «دير جمال»، وبجهد نوعي من المقاتلين الاكراد على الجانب الآخر، لتصل كاملة إلى هناك.

في حين كان الأمر بتحرك المجموعة الثالثة (التي كانت مكلفة بحماية ظهر المجموعتين السابقتين) عند منتصف الليل تماماً، وكانوا قد أطلقوا عليها اسم «مجموعة الاستشهاديين».

كانت الاشتباكات في أوج عنفها، وعبثاً حاولت هذه المجموعة سلوك طريق المجموعة الأولى، من دون جدوى، فقام العناصر بتدمير ما تبقى في المطار من أسلحة وذخائر، وغيروا كل الاحتمالات حين انسحبوا عبر الطريق العام، باتجاه منطقة كفر جنّة الكردية، في حين كان الطيران الحربي يقصف جوانب الطريق بشكل مكثف، إلى أن جاوزوا دائرة الخطر ووصلوا إلى المنطقة المحددة (التوفيق الإلهي حالفهم مراراً، وخصوصاً بعد أن أضاعوا الطريق مرات عدة).

كما توجهت بعض المجموعات الصغيرة تحت جنح الفوضى العارمة إلى مدينتي نبّل والزهراء المحاصرتين، وقامت مجموعات من الدفاع الوطني بمساعدتها للوصول بسلام.

أحد الذين استقبلوا هؤلاء الجنود كان متفاجئاً للغاية، وقال انه لم يكن يتوقع أن يراهم على هذه الشاكلة: «شعورهم ولحاهم الطويلة ، ولباسهم الممزق، توحي بأيام قاسية جدا».

سقط مطار منّغ، وقد يعود قريبا.. غير أن معركة الإرادات الخارجية لن تنتهي قريباً كما تُفصح الأحداث الأخيرة، وتصاعدها المطرد لا ينبئ بالحكمة أو الحوار.. الحسم سيد الاحتمالات.

انصار بشار الاسد يقرصنون موقع “واشنطن بوست

واشنطن (ا ف ب) – اعلنت صحيفة “واشنطن بوست” الخميس ان موقعها على شبكة الانترنت تعرض للقرصنة من “الجيش السوري الالكتروني” المؤلف من مجموعة من القراصنة الذين استهدفوا حتى الان مواقع كبرى وسائل الاعلام الغربية، من اجل توجيه القراء الى مواقع تابعة للنظام السوري.

واوضحت الصحيفة الاميركية في مذكرة ان موقع الصحيفة الالكتروني “تعرض للقرصنة (الخميس). والقراء الذين كانوا يقرأون بعض المقالات، تم توجيههم الى موقع الجيش السوري الالكتروني. وهذه المجموعة من القراصنة تدعم الرئيس السوري بشار الاسد”.

وقد برز “الجيش السوري الالكتروني” في الاشهر الاخيرة باقدامه على قرصنة حساب تويتر لوكالة اسوشيتدس برس الاميركية، من خلال تغريدة مغلوطة ذكرت ان الرئيس باراك اوباما قد اصيب بجروح من جراء انفجارين وقعا في البيت الابيض.

وتعرض للقرصنة ايضا حساب تويتر لقسم التصوير في وكالة فرانس برس، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي لهيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي وقناة الجزيرة والفايننشال تايمز والغارديان.

واكد “الجيش السوري الالكتروني” على موقعه في شبكة الانترنت انه يدافع عن “الشعب العربي السوري” ضد “الحملات التي تقودها وسائل الاعلام العربية والغربية”.

 اشتباكات بدمشق والحر يستهدف مجمعين للقناصة

                                            أفادت شبكة شام يأن الاشتباكات ما زالت مستمرة بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام في محيط حي القابون ومنطقة العباسيين في دمشق في محاولة من الجانبين لإحكام السيطرة على تلك المناطق، في حين استهدف الحر تجمعين للقناصة أحدهما بدمشق والثاني في درعا، وسط تواصل القصف والاشتباكات وحملات المداهمة.

واستهدفت قوات الجيش الحر تجمعا للقناصة فوق مبنى البلدية في حي القابون بدمشق، في ظل قصف قوات النظام مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومعظم أحياء جنوبي دمشق، وشنها حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين.

أما بريف العاصمة السورية فقد شنت قوات النظام قصفا بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات الذيابية والحسينية وداريا ومعضمية الشام والزبداني وحرستا وحجيرة البلد وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية كما شنت قوات النظام حملة مداهمات في مدينة قطنا.

تواصل الاشتباكات

في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات بين المعارضة المسلحة وقوات النظام في محيط كتيبة الهجانة بدرعا، حيث أفاد ناشطون بأن الجيش الحر قصف بالصواريخ أماكن تمركز الشبيحة داخل كتيبة الهجانة على الحدود مع الأردن، مما أدى إلى تدمير عربة عسكرية وأجزاء من مبنى الكتيبة، تزامنا مع قصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة نوى بريف درعا.

وتأتي هذه العملية بعد حصار مستمر للكتيبة من قبل مقاتلي المعارضة لليوم الثالث على التوالي. كما استهدف الجيش الحر بقذائف الهاون الفوج “175” بريف درعا.

كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون بساتين مدينة تدمر، بريف حمص، واستهدف القصف أيضا مدينة السفيرة بريف حلب.

وفي دير الزور قصف الطيران الحربي حي الحويقة وعدة أحياء بالمدينة وسط قصف بالمدفعية الثقيلة، استهدف الأحياء “المحررة” بمدينة دير الزور.

وبريف إدلب، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام المتمركزة في معسكر معمل القرميد، وفقا لما جاء في شبكة شام.

وتمكن الجيش الحر من تحرير حاجز شيزر بالكامل غربي مدينة محردة بريف حماة الغربي، أثناء قصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة المناطق “المحررة” بريف اللاذقية.

“الحر” يسيطر على آخر معاقل النظام في الحويقة بدير الزور

تمكن من تفجير مستودعات الأسلحة والذخيرة في مجمع الحامدية بمعرة النعمان

دبي – قناة العربية

يواصل الجيش الحر تقدمه في محافظة دير الزور، حيث سيطر على آخر معاقل قوات النظام في الحويقة.

وتتواصل الاشتباكات في عدة مناطق من محافظة إدلب مع توجيه الجيش الحر مزيد من الضربات لمعسكرات قوات النظام هناك.

وأسفرت المعارك العنيفة التي يخوضها الجيش الحر ضد قوات النظام في دير الزور عن تقدم ملحوظ لمقاتليه من خلال سيطرتهم على آخر معاقل قوات النظام في الحويقة، إذ استخدم الجيش الحر صواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون في قصف مواقع قوات النظام في حي الصناعة، وتمكن من إحراق مقرها هناك فيما تدور اشتباكات في عدة أحياء أخرى من دير الزور.

وتمكن الجيش الحر في محافظة إدلب شمالا من تفجير مستودعات الأسلحة والذخيرة في مجمع الحامدية بمعرة النعمان، كما استهدف بالأسلحة الثقيلة معمل القرميد في ريف إدلب والذي تتمركز فيه قوات النظام.

وفي مدينة الحولة في حمص قامت قوات النظام بقصف البلدة بشكل مكثف كما سمعت أصوات إطلاق نار كثيف.

وأطلق الجيش الحر قذائف الهاون على مواقع قوات النظام وشبيحته في ريف اللاذقية، كما دارت اشتباكات بين الطرفين في تلك المناطق ولم تنعم أحياء برزة والقابون ومخيم اليرموك بهدوء مع تواصل حملة القصف العنيف الذي تقوم به قوات النظام لتلك الأحياء مع استمرار الاشتباكات بين الطرفين على محيط حي برزة، الذي تحاول قوات النظام اقتحامه من عدة محاور.

كمال اللبواني: مناف طلاس شخصية غير مقبولة لدى الثوار

رفض الترويج له لقيادة الجيش الوطني المتوقع تأسيسه ليكون بديلاً عن الجيش الحر

دبي – قناة العربية

رفض المعارض السوري البارز وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، كمال اللبواني، زج أسماء بعض الشخصيات أو الترويج لها لقيادة الجيش الوطني، المتوقع تأسيسه ليكون بديلا عن الجيش الحر.

وكانت أنباء غير مؤكدة تناقلها ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حول زيارة للعميد المنشق مناف طلاس إلى عمّان لتشكيل جيش وطني بدعم إماراتي وإشراف أردني.

وقال اللبواني في تصريح لقناة “العربية” إن العميد طلاس شخصية غير مقبولة من الضباط السوريين المنشقين ومن الثوار. وأضاف أن هذه الفكرة من الصعب تسويقها وتجد ممانعة حقيقية، لاسيما أن شخص طلاس لا يحظى بدعم في المعارضة بسبب تاريخ والده، موضحاً أن زج اسم طلاس في أي مشروع هي جهود فرنسية وروسية.

كما أكد اللبواني عدم إمكانية تشكيل جيش لا يرضى عنه “شعب يحمل السلاح”، مشيرا إلى أن السير بهذا الطريق وبهذه الوسائل سيتوقف قريباً تحت الضغط الشعبي.

اشتباكات باللاذقية.. واعتقالات بريف دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اندلعت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة المسلحة السورية والقوات الحكومية في محيط مرصد 45 في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي في استمرار لما أسمته فصائل مقاتلة “معركة تحرير الساحل”، ويأتي ذلك بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي فوق بلدة سلمى.

وفي حماة، سيطر الجيش الحر على حاجز ” شيزر” غربي مدينة محردة في ريف المحافظة، وتم قتل كل من فيه من القوات الحكومية إلى جانب حرق عدد من الآليات الحكومية، كما استهدفت المعارضة المسلحة تجمعات للجيش والأمن السوري في مدينة محردة بصواريخ من طراز غراد، وفق مصادر للمعارضة.

وشهدت ساحة الشيخ ابراهيم في حي الصالحية في قلب العاصمة دمشق عند منتصف ليل الأربعاء – الخميس، انتشارا لقوات الأمن ترافق مع إغلاق الطرق إلى الساحة، بالتزامن مع تجدد القصف المتركز على مخيم اليرموك وسط اشتباكات بين الطرفين عند أطراف المخيم.

وفي ريف دمشق، نفذت قوات الأمن حملة مداهمات لمنازل في ضاحية قدسيا أسفرت عن اعتقال 10 أشخاص، ترافق هذا الاقتحام مع إطلاق نار من قبل القوات الحكومية.

وتعرضت مناطق في بلدة الحصن التابعة لمحافظة حمص لقصف عند منتصف ليل الأربعاء – الخميس، ولم ترد انباء عن إصابات حتى الآن، كما تتعرض منطقة بساتين مديدنة تدمر لقصف بقذائف الهاون.

إلى ذلك فجر رجل جرافة مفخخة بمعمل القرميد في محافظ إدلب شمالي البلاد، الذي يتحصن فيه مقاتلون من الجيش السوري، وشوهدت النيران تندلع في المعمل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

أما في محافظة حلب، فقررت قيادة لواء جبهة الأكراد المتواجدة في منطقة الباب واعزاز الانسحاب من هاتين المنطقتين عقب هجمات لمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام والكتائب المقاتلة والتي باتت تهدد حياة المدنيين الكرد عقب حالات قتل وخطف بحق مواطنين كرد على يد المهاجمين، وذكر نشطاء للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن انسحاب لواء جبهة الأكراد جاء حفاظا على سلامة المواطنين.

كما أعدم مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام شابين من بلدة نبل التي يقطنها موالون للقوات الحكومية وذلك بعد أيام على اختطافهما، وذكرت الدولة الإسلامية في العراق والشام في بيان لها أن الإعدام جاء كرد على عدم الالتزام بعملية تبادل مخطوفين من الجانبين.

الخارجية الايطالية: لا تأكيد للأنباء الجديدة عن مقتل الأب دالّوليو

روما (14 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

نفت وزارة الخارجية الايطالية الشائعات الجديدة التي انتشرت عن “احتمال مقتل الأب باولو دالّوليو اليسوعي” في سورية، الذي انقطعت أخباره هناك منذ الثامن والعشرين من شهر تموز/يوليو الماضي

وفي تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء الأربعاء، قالت مصادر من مقر الخارجية الايطالية (قصر فارنيزينا) إن “أنباء كهذه ينبغي التعامل معها بأقصى درجات الحذر”، والتي “لا يمكنها أن تلقى أي تأكيد من جانبنا في اللحظة الراهنة” حسب تأكيدها

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد نشر في وقت سابق الأربعاء، أنباء تفيد بمقتل الأب باولو دالّوليو على يد جهاديين

«جهاد الألبان» من البوسنة إلى سورية

بريشتينا – محمد م. الارناؤوط

اتسم هذا الصيف بمناخ «استوائي» في غرب البلقان حيث يتجمع الألبان، حتى قاربت درجات الحرارة الأربعين، وهو تزامن أيضاً مع حلول شهر رمضان الذي ترتفع فيه حرارة الشعائر الدينية لدى الغالبية المسلمة من السكان، ومعها ارتفعت حرارة بعض الملفات الموجودة وعلى رأسها مشاركة الألبان في «الجهاد العالمي» الذي أصبح يتمحور الآن في سورية.

وكانت السنوات الأخيرة أبرزت تزايدا في نشاط الإسلاميين السلفيين والجهاديين في وسط الألبان الذين يعتبرون الكتلة الكبرى للمسلمين في البلقان (نحو خمسة ملايين)، وذلك مع تفاقم الوضع الاقتصادي وانتشار الفقر والبطالة في المناطق التي يعيشون فيها (ألبانيا وكوسوفو وجنوب صربيا وغرب مقدونيا).

وكشفت تقارير البنك الدولي في الشهر الماضي أن ثلث الألبان في ألبانيا وكوسوفو يعيشون تحت خط الفقر مع نسبة بطالة تقترب من 50 في المئة في كوسوفو. ويلاحظ أنه مع هذه الحال ازداد نشاط بعض «الجمعيات الخيرية» التي تمولها جمعيات عربية لنشر ما تعتبره «الإسلام الصحيح» على أسـاس أن «الإسـلام التقليدي» المـوجـود عـند الألـبان منذ قرون لا يمثل ذلك «الإسلام الصحيح».

ومن ناحية أخرى، دخل على الخط أيضاً خلال الشهور الأخيرة «الإسلام السياسي» الذي له ارتباطات بتركيا الأردوغانية ومصر المرسية، وتم تسجيل أول حزب (ليسبا) يعبّر عن هذا الإسلام السياسي في كوسوفو خلال شهر آذار (مارس) الماضي. ومن هنا لم يكن من المستغرب أن يكشف الاستقصاء الواسع الذي أجراه معهد «بيو» الأميركي للأبحاث في واشنطن عن التزام المسلمين بصيام رمضان وكشفت نتائجه في أواخر الشهر أن التزام الألبان في مقدونيا وكوسوفو هو الأعلى في البلقان (80 في المئة في الأولى و76 في المئة في الثانية).

من «حرب التحرير» إلى «الجهاد»

ومن ناحية أخرى فقد عرف غرب البلقان في العقدين الأخيرين سلسلة من الحروب التي امتدت من البوسنة (1992-1995) إلى كوسوفو (1998-1999) وجنوب صربيا (1999-2000) ومقدونيا (2000-2001) خرّجت جيلاً من الشباب المتمرس على القتال الذي انتهى معظم أفراده إلى البطالة أو البحث عن عمل يرتزقون منه.

وإذا ما أخذنا في الاعتبار كل العوامل السابقة قد يسهل فهم أو تفهم «تجنيد» الشباب الألبان من جنوب صربيا وغرب مقدونيا وكوسوفو وألبانيا و «تدفق المجاهدين» من هذه المناطق إلى سورية للقتال إلى جانب الجماعات الإسلامية وبخاصة «جبهة النصرة». وعلى رغم وجود جماعات تقوم بـ «تجنيد المجاهدين» لإرسالهم إلى سورية عبر تركيا، ومشاركة «عشرات الألبان» في القتال الدائر في سورية سواء بين الجماعات المعارضة نفسها أم بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، وتسريبات الصحافة عن مقتل أكثر من عشرة ألبان حتى الآن، فإن الـصـمت يلف موقف الحكومة الكوسوفية والمشيخة الإسلامية التي تمثل الإسلام أمام الدولة. ولم يكسر هذا الصمت إلا رئيس المشيخة الإسلامية الشيخ نعيم ترنافا الذي تبرأ في 4 آب (أغسطس) الجاري من مسؤوليته عن انتشار الإسلام السلفي في كوسوفو محملاً وزارة الداخلية المسؤولية عن ذلك لأنها هي التي تسمح للوافدين من بعض الدول بالدخول إلى كوسوفو.

ومن هنا لم يكن مصادفة أن ترتفع حرارة هذا الملف مع شهر رمضان الذي ترتفع فيه حرارة الإيمان، وتصادف فيه نشر المواقع الإعلامية الألبانية الأخبار عن سقوط آخر «مجاهدين» في القتال الدائر في سورية : الأول من مدينة بيا (بيتش) في شمال غربي كوسوفو والثاني من سكوبيه عاصمة «جمهورية مقدونيا». فقد كشفت هذه المواقع («ايليريا» و «كوها ديتوره» في 24 تموز/ يوليو) عن مقتل الشاب آتذيه ديفا في المعارك الدائرة في سورية، بينما كشفت هذه المواقع («الماكوس» و «كوها ديتوره» في 3 آب) عن مقتل الشيخ سامي عبد الله في المعارك الدائرة بين «جبهة النصرة» والأكراد في شمال شرقي سورية.

وفي حين أن اسم الأول (الذي يعني «وطن» في الألبانية) كان يعبّر عن مشاعر أسرته إلا أن المعلومات المتداولة عن الشاب آتذيه الذي تسجل لتوه في كلية الهندسة في جامعة بريشتينا تقول انه «انجرف» فجأة نحو التشدد وانغمس في نشاط بعض الجماعات الإسلامية الجديدة حيث تظهره الصورة اليتيمة له وهو يتابع محاضرة دينية. وعلى العكس منه يمثل الشيخ سامي عبد الله نموذجاً يستحق التوقف عنده لأنه يمثل خلطة علمية ودعوية ما بين مقدونيا وكوسوفو ومصر وألمانيا، وخلطة قتالية ما بين «حروب التحرير» و «حروب الجهاد».

فعلى رغم ندرة المعلومات عنه إلا أن مصدراً أكاديمياً مطلعاً في سكوبيه أفاد «الحياة» بأن الشيخ سامي توجه إلى بريشتينا بعد تخرجه في المدرسة الإعدادية في موطنه ليلتحق بالمدرسة الإسلامية «علاء الدين» ولكنه تركها بعد سنة ليذهب إلى القاهرة ويكمل دراسته الثانوية هناك ويلتحق بعدها بجامعة الأزهر ويتخصص بالقراءات القرآنية ويصبح من حفاظ القرآن الكريم. وفي ما يتعلق بعمله فقد أكدت المصادر وجوده فترة من الزمن في مدينة بريمن الألمانية حيث عمل إماماً في أحد مساجدها. ولكن المصادر المذكورة أبرزت مشاركة الشيخ سامي في «الجهاد» في البوسنة خلال 1992-1995 ثم في «حروب التحرير» التي فجّرها الألبان في كوسوفو أولاً (1998-1999) ثم في جنوب صربيا (1999-2000) وأخيراً في مقدونيا (2000-2001)، ما جـمّع عـنده خبرة قتالية مناسبة.

يعودون في توابيت من سورية

وبسبب الصدى الذي خلّفه الإعلان عن مقتل الشيخ سامي فقد نشرت الصحافة الألبانية في 7 آب الجاري تقرير وكالة الصحافة الفرنـسية بـعنوان «الألبان يعودون في توابيت من سورية» وأشارت فيه إلى تزايد أعداد الألبان المشاركين في القتال إلى جانب الجماعات الإسلامية في سورية، وقد أصبحوا عشرات، بينما تفيد مصادرنا بأن العدد أصبح يتخطى المئة بينما أصبح عدد القتلى والمفقودين منهم في القتال الدائر في سورية يتجاوز العشرة.

والى جانب الصمت الحكومي المستغرب سواء في مقدونيا أم في كوسوفو وألبانيا وقلق بعض الأوساط المدنية من تنامي الإسلام السلفي والجهادي بين الألبان في هذه الدول وما ينتظر هذه الدول بعد عودة «المجاهدين» إليها، لم يتردد إعلامي كوسوفي مخضرم يعتبر من الخبراء في الشرق الأوسط عن التعبير عن استهجانه لمقتل شيخ ألباني كهذا في القتال ضد الأكراد في شمال شرق سورية وعن القول أخيراً «ذهاب هؤلاء إلى سورية ومقتلهم هناك يريحنا منهم في المستقبل».

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى