أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 20 حزيران، 2012


مود: علّقنا عمل المراقبين بسبب تصاعد العنف في سوريا

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

أكد رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الميجر جنرال روبرت مود في إحاطة أمام مجلس الامن امس، ان تعليق مهمة المراقبين سببه تصاعد العنف في انحاء البلاد في الايام الاخيرة، فيما قالت الولايات المتحدة ان ثلاث سفن حربية روسية تستعد للتوجه الى ميناء طرطوس السوري.

ونقل ديبلوماسيون في الامم المتحدة عن مود ان “محاولات اخراج المدنيين في مدينة حمص من خطوط النار طوال الاسبوع الماضي باءت بالفشل”. وكرر دعوة جميع الاطراف الى ان “يسمحوا للنساء والاطفال والمسنين والمصابين بمغادرة مناطق الصراع من دون اية شروط مسبقة، وان يضمنوا سلامتهم”، موضحاً أن تحقيق ذلك يستوجب “رغبة من الجانبين في احترام حياة الشعب السوري”. وأضاف أن “بعثة المراقبين مستعدة للإشراف على إطلاق المدنيين فور اتخاذ الأطراف القرار”. وأفاد أن قراره تعليق نشاطات المراقبين “سببه تصاعد أعمال العنف المسلح في كل أنحاء سوريا طوال الأيام الاخيرة، الأمر الذي يحد من قدرة المراقبين على المراقبة والتحقق والإبلاغ، فضلا عن قدرتهم على المساعدة في الحوار المحلي ومشاريع الاستقرار، وقدرتهم في الأساس على القيام بالولاية المنوطة بهم”. ولفت الى أن “الدفع نحو تعزيز المواقع العسكرية يؤدي الى زيادة الخسائر في الجانبين، إن المدنيين الأبرياء، والرجال والنساء والأطفال يقتلون يومياً. كما يشكل ذلك مخاطر كبيرة على مراقبينا”. وعقد مجلس الأمن صباحاً جلسته الشهرية عن “الحال في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية”. واستمع أعضاء المجلس في الجلسة المغلقة الى إحاطة من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية أوسكار فرناندو تارانكو، الذي نقل عن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون انه “قلق جداً” من تزايد أعمال العنف وارتفاع عدد الضحايا. وقال إن “الوضع في حمص يثير القلق على نحو خاص”، ولاحظ إن لبنان “يواصل مواجهة الكثير من التحديات التي تهدد أمنه واستقراره، والتي ترتبط في جزء منها بالأزمة المتواصلة في سوريا”. وذكر أن “القتال في بداية الشهر الجاري في مدينة طرابلس بين السنة والعلويين في أحياء باب التبانة وجبل محسن، أدى الى سقوط 15 قتيلاً وعشرات الجرحى”، وأن “انتشار قوات الجيش اللبناني ساعد على توقف العنف لكن الوضع لا يزال هشاً”. وعرض وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس لاعضاء مجلس الامن الخيارات المتاحة لمهمة بعثة المراقبين التي ينتهي تفويضها في 21 تموز المقبل، لكنه لم يوص بأي خيار في الوقت الحاضر.

وقال المندوب الفرنسي الدائم لدى الامم المتحدة السفير جيرار آرور ان الجميع ينتظرون تقرير الامين العام للامم المتحدة مطلع تموز لاتخاذ قرار في شأن بعثة المراقبين، وان واحداً من هذه الخيارات وضع خطة انان تحت الفصل السابع.

واستبعد ديبلوماسيون اتخاذ قرار في مجلس الامن في شأن بعثة المراقبين قبل اتضاح صورة المؤتمر الدولي الذي اقترحته موسكو حول سوريا.

واشنطن

وفي واشنطن، صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” الكابتن جون كيزي ان بلاده تعتقد ان ثلاث سفن حربية روسية تحمل امدادات وربما بحارة تستعد الآن للابحار الى سوريا.

وقال انه ليست لدى واشنطن اية اسباب للاعتقاد ان الامدادات تتجه الى اي مكان غير القاعدة البحرية الروسية في طرطوس على الساحل السوري. واضاف ان الولايات المتحدة اكدت بوضوح ان اي تحرك لتزود النظام السوري الدعم او الاسلحة “سيكون غير مقبول”.

وفي موسكو، نفت وزارة الدفاع الروسية نبأ بثته وكالة “فارس” الايرانية مفاده ان 90 ألف جندي ومئات السفن والدباات والطائرات من سوريا وايران وروسيا والصين ستشارك في مناورات تجري في سوريا قريباً. ووصفت هذا التقرير بأنه “تضليل”.

كما نفت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان التي تزور موسكو حالياً هذه الانباء.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ان سفينة روسية يعتقد انها تحمل مروحيات هجومية مرسلة الى سوريا قد عادت ادراجها من امام السواحل البريطانية الى روسيا.

القتال قسم حمص مدينتين حصون للعلويين وأحياء مدمّرة للسنّة

    (رويترز)

حين تتطلع من فوق السطوح في مدينة حمص السورية، يتجلى ميزان القوة بوضوح. ففي بعض الأحياء حركة دائبة للافراد والسيارات، وفي أخرى لم يعد هناك سوى منازل خاوية اخترقتها القذائف. ذلك انه بعد اشهر من الهجمات العسكرية الشرسة والمكامن التي ينصبها مقاتلو المعارضة في حمص، قلب الانتفاضة السورية على حكم الرئيس السوري بشار الأسد، انقسمت المدينة بالفعل مدينتين.

 فإلى جانب المنازل المحترقة والمتداعية، هناك أحياء محمية جيدا تعيش فيها الاقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

 ويقول أبو علي الذي يبلغ من العمر 60 سنة وهو يجلس في متجره الصغير في حي الزهراء العلوي: “نحن دوماً متوترون، لكننا سنظل وسنبقى”. وأضاف في إشارة إلى الأحياء التي أيدت الانتفاضة التي يقودها السنة ضد الاسد: “المناطق السنية هي الخاوية… على الاقل المناطق التي طالبت (بالحرية)”.

وباتت أحياء المعارضة التي كان يعيش فيها السنة في يوم من الايام مدينة أشباح. وشنت قوات الأسد هجمات عسكرية على أحياء السنة بالمدينة وعددها 16 حيا باستثناء ثلاثة أحياء تقريباً.

    ويقول الكثير من العلويين إنهم يشعرون بأنه ليس أمامهم اي خيار سوى دعم الاسد خوفاً من أعمال قتل انتقامية لمجرد انتمائهم إلى طائفة الرئيس مع تحول الانتفاضة على نحو متزايد  صراعاً طائفياً. ولاحظ أحد أفراد الطائفة العلوية ان “السنة تعرضوا للاضطهاد، لكن العلويين سيكونون هم الضحايا”.

 ومع قصف المناطق السنية وانتشار الدمار فيها، لا يجد النازحون الفقراء الذين لا يمكنهم مغادرة حمص أمامهم خيارات كثيرة. وينتهي الحال بمعظمهم في حي الوعر وهو عبارة عن مساكن خرسانية كانت تعيش فيها النخبة السنية. وفر السكان السنة الاثرياء من الوعر هربا من الفوضى في المدينة وسرعان ما اقتحم النازحون الحي وأقاموا في الشقق التي تركها هؤلاء. وسيطر نازحون على المتاجر واقتحموا أيضا المراكز التجارية التي باتت محالها الان مليئة بالأغطية والمواقد. وكان يعيش في حمص نحو مليون شخص، أما الان فيقول سكان المدينة إن ما لا يقل عن نصف عدد السكان فروا. وفي تلك الاثناء تبدو أحياء العلويين مثل منطقة الزهراء كقواعد عسكرية أكثر منها أحياء سكنية.

وتحاول الحكومة السورية إظهار الوضع على أنه طبيعي في خضم الفوضى. وفتحت جامعة البعث في حمص أبوابها الاسبوع الماضي بعدما ظلت مقفلة فترة طويلة. لكن الانقسام واضح، لان هناك مدينة منقسمة. ويلزم الطلاب السنة والعلويون مناطقهم ويجلسون في اماكن مختلفة في الكافيتريات وفي ساحة الحرم الجامعي، حيث  تمثال حجري للرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار.

ناشطون تحدثوا عن قصف مروّع لأحياء حمص والمعارضة تحاول استعادة بابا عمرو

دمشق تحمّل “المجموعات الإرهابية” تبعة عرقلة جهود لإجلاء المدنيين من الأحياء

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

تواصلت الاشتباكات العنيفة وأعمال القصف أمس في ريف دمشق ومدينة حمص بوسط سوريا حيث يحاصَر آلاف من المدنيين، وقتل 14 شخصاً في اعمال عنف في مناطق مختلفة من البلاد. ونفت موسكو تقريراً إعلامياً ايرانياً عن ان سوريا ستستضيف قوات عسكرية روسية وصينية وايرانية للقيام بمناورات مشتركة.

تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يتخذ لندن مقراً له في بيان، عن “استمرار القصف المروع لأحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء من حمص القديمة والقرابيص في مدينة حمص” حيث قتل شخصان، احدهما مقاتل معارض.

وتوجه المرصد الى الامين العام للامم المتحدة والامين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مجلس الأمن وكل منظمات حقوق الانسان، من اجل “اتخاذ كل الاجراءات التي توقف عمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها الشعب السوري في حمص”. وذكَّر بوجود “اكثر من الف عائلة (في حمص) ممن منعهم استمرار القصف والعمليات العسكرية من مغادرة بيوتهم واحيائهم وهم يعيشون الان في ظروف انسانية مزرية”.

أما وزارة الخارجية السورية فأصدرت بياناً  جاء فيه: “تمت اتصالات في هذا الخصوص مع قيادة المراقبين الدوليين بالتعاون مع السلطات السورية المحلية في مدينة حمص من أجل تسهيل خروج هؤلاء المواطنين، لكن مساعي بعثة المراقبين لم تنجح في تحقيق هذا الهدف بسبب عرقلة المجموعات الارهابية المسلحة جهودها”.

وقال مصدر مسؤول في الوزارة ان “المجموعات المسلحة كانت تريد تمرير الوقت لتحقيق مكاسب اعلامية رخيصة وضغطا عالميا على سوريا وتوجيه الاتهامات الباطلة الى الحكومة بإعاقة خروج هؤلاء المواطنين”، متهمة “المجموعات الارهابية” باستخدام “المواطنين الابرياء دروعا بشرية”.

الى ذلك، اكدت محافظة حمص في بيان ان “جهودها لتخليص المدنيين المحتجزين في أحياء فيها المجموعات الإرهابية المسلحة في مدينة حمص باءت بالفشل”، وانه تم إعلام المحافظة “من الوسطاء الذين يعالجون هذا الوضع مع الطرف الآخر بأن المجموعات الإرهابية رفضت خروج أي مواطن من هذه الأمكنة”.

وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا الميجر جنرال روبرت مود دعا الاطراف المتنازعين في سوريا الاحد الى السماح بإخراج النساء والاطفال والمسنين والجرحى من اماكن النزاع، مشيراً الى فشل المساعي لاخراج المدنيين من حمص خلال الاسبوع الماضي.

وترافق قصف حمص مع اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا عمرو الذي سيطرت عليه قوات النظام مطلع آذار بعد شهر من القصف والحصار وبعدما تحول رمزا لمناهضة نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال قائد كتيبة في “الجيش السوري الحر” ناصر نهار عبر “سكايب” ان “المعارك قاسية… لا نزال نقاتل لكننا لم ندخل بابا عمرو بعد”، موضحاً ان “هدفنا هو ان نستعيد الحي”.

كما دارت اشتباكات بعد منتصف الليل في محيط بعض احياء حمص المحاصرة اسفرت عن مقتل جندي من القوات النظامية.

وأشار المرصد الى مقتل مواطن في مدينة الرستن التي تتعرض “لقصف بالطائرات الحوامة من القوات النظامية التي تحاول السيطرة على المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ شهر شباط”. وسجل انفجار في انبوب للنفط يمر في منطقة حمص لم تعرف اسبابه. واشتعلت النار في انبوب آخر يمر في بلدة القورة بمحافظة دير الزور نتيجة إقدام مجهولين على تفجيره.

واتهمت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” “مجموعتين ارهابيتين” باستهداف خطي نقل المشتقات النفطية بعبوتين ناسفتين.

واعلن المرصد مقتل ثلاثة مواطنين في اطلاق رصاص لدى اقتحام القوات النظامية حي الجورة في مدينة دير الزور.

وفي مدينة حلب، قتل مواطن اثر اصابته باطلاق رصاص عند منتصف ليل الاثنين – الثلثاء  لدى مشاركته في تظاهرة ليلية في حي السكري. وقتل مقاتل معارض في منطقة اعزاز بمحافظة حلب اثر اشتباكات مع القوات النظامية.

وفي ريف دمشق، ارتفع عدد القتلى الى خمسة، بينهم طفل، نتيجة القصف العنيف واطلاق النار الذي تشهده احياء عدة من مدينة دوما التي تتعرض للقصف منذ اكثر من ستة ايام.

وفي محافظة ادلب، افيد عن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في قرية واقعة على الحدود السورية – التركية.

ودعا “الجيش السوري الحر” في الداخل الاكراد السوريين الى الانضمام اليه، للعمل “على تحويل الجيش السوري الحر في الداخل الى المؤسسة العسكرية الوطنية البديلة من جيش العصابة الحاكمة ليكون الضامن الشرعي لحماية الوحدة الوطنية والترابية وحامي مطالب الثورة السورية في الحرية والعدالة والشركة الوطنية وعماد بناء الدولة المدنية الديموقراطية التعددية”.

وفي الرباط، اعلنت الحكومة المغربية انها تكفلت مصاريف ترحيل 23 عائلة مغربية تضم 79 مواطنا من سوريا بسبب اعمال العنف.

شعبان في موسكو

وفي موسكو، بحثت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في المبادرة الروسية لعقد مؤتمر دولي لتسوية الوضع في سوريا.

ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن بيان لوزارة الخارجية أن اللقاء  “تركز على تطور الوضع في سوريا وسبل البحث عن مخرج سياسي من الأزمة”. وقال ان بوغدانوف “عرض بالتفصيل أمام شعبان الجهود الروسية على هذا المسار ومنها المبادرة لعقد مؤتمر حول سوريا لتأمين تنفيذ خطة (المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي) أنان”. وأوضح أن “الجانب السوري أبدى تأييده لهذه الفكرة”، وشددت شعبان على سعي دمشق الى تسوية الوضع في البلاد في أسرع ما يمكن ووقف كل أنواع العنف وإطلاق حوار بناء مع قوى المعارضة. وأعربت عن شكرها موقف روسيا الرافض للتدخل الأجنبي في الشأن السوري والعامل على ايجاد ظروف لتسوية سياسية  – ديبلوماسية ومنع تمويل نشاط المسلحين وتزويدهم الأسلحة.

من جهة أخرى،  قالت وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة  ان شعبان نفت تقريراً إعلامياً ايرانياً جاء فيه ان سوريا ستستضيف قوات عسكرية روسية وصينية وايرانية للقيام بمناورات مشتركة.

وكانت وكالة “فارس” الايرانية قالت ان 90 ألف جندي ومئات السفن والدبابات والطائرات من الدول الاربع ستشارك في المناورات البرية والبحرية التي ستجرى في سوريا قريبا.

ونقلت “انترفاكس” عن شعبان: “لن يحدث شيء كهذا. هذه واحدة من تلك المعلومات الزائفة التي توزع (في شأن سوريا)”.

وقالت الوكالة ان شعبان كانت تشير الى تقرير بثته قناة “العربية” الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها مماثلا للمقال الذي أوردته وكالة “فارس” الايرانية.

جدار أكراد سوريا يعارض النظام… ويحميه من الاختراق التركي

محمد بلوط

الجدار الكردي في الشمال السوري، في مواجهة تركيا و”الجيش السوري الحر” لا يزال منيعا. محاولتان أخفقتا لزج المعارضة الكردية عسكريا في المعركة ضد الجيش النظامي السوري، وكسر سيطرة “حزب الاتحاد الديموقراطي” على الشريط الكردي الممتد من شمال العراق من المالكية (ديريك) حتى عفرين شمالي حلب (848 كيلومتراً)، بموازاة الحدود السورية التركية، أو “غربي كردستان”.

“الاتحاد الديموقراطي” الذي يتزعمه من القامشلي صالح محمد مسلم، يشكل أحد أهم أجنحة “هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي”، وأحد الاستثناءات المسلحة، التي تجعل الهيئة التي تعارض التسلح والعسكرة، تقبل في صفوفها حزبا يحمل السلاح، في بيئة سياسية مؤاتية، تمتد ما بين النظام والمعارضة، تتيح له أن يكتفي من قوته باستعراض عضلاته المسلحة لفرضها، من دون ان يضطر إلى استخدامها… حتى الآن.

المحاولة الأولى انتهت بالفشل، عندما تم قبل أيام تسريح 1800 مجند كردي سوري في معسكر للتدريب في كردستان العراق، بالقرب من اربيل، بحثا عن لقمة العيش.

المعسكر أنشئ منذ ثلاثة أشهر، بدعم من حزب “الاتحاد الديموقراطي الكردستاني” التابع لمسعود البرزاني، رئيس اقليم كردستان. قائد سوري كردي معارض قال لـ”السفير” إن البرزاني الذي استقبل مؤتمرين للمعارضين الكُرد في اربيل، في كانون الأول من العام 2011، ومطلع ايار الماضي، دفع المجلس الوطني الكردي المؤلف من 11 حزبا كرديا، ليس منهم “حزب الاتحاد الديموقراطي”، نحو توحيد صفوفهم، وإنشاء ذراع عسكرية تنافس “الاتحاد الديموقراطي”، الذي يشكل الجناح السوري لـ”حزب العمال الكردستاني” في تركيا.

وبحسب المعارض الكردي السوري، فقد أدت خلافات أحزاب المجلس الوطني الكردي إلى إقفال المعسكر، واقتناع مسعود البرزاني بأن الانسجام لا يسود صفوف هذه الأحزاب. وينقسم ولاء المجلس الوطني الكردي بين البرزاني الذي كان يدفع 400 دولار شهريا لكل مجند سوري كردي، ومنافسه في اقليم كردستان جلال الطالباني. ويقود البرزانيين حكيم بشار، رئيس المجلس الوطني الكردي، ورئيس “الحزب الديموقراطي الكردي” (البارتي)، فيما يقود الطالبانيين عبد الحميد درويش، رئيس “الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي”.

وهناك مجموعة ثالثة تدين بالولاء لصلاح بدر الدين، من حزب “آزادي” الذي يقوده مصطفى جمعة. ويقود بدر الدين اتجاها يؤيد مد عمليات “الجيش السوري الحر” إلى المنطقة الكردية.

المحاولة الثانية هي الالتفاف على الجدار الكردي واختراقه من عفرين نحو الهدف الدائم: حلب.

عفرين، تسعون في المئة من سكانها أكراد. على هذه البوابة الاستراتيجية في الطريق إلى حلب، يسيطر الأكراد و”حزب الاتحاد الديموقراطي” ولجان الحماية الشعبية. وتقول مصادر كردية إن “حزب الاتحاد الديموقراطي”، وهو الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، نقل خلال العام الماضي، ما بين 4000 إلى 4500 مقاتل كردي سوري من جبال قنديل في شمال العراق، حيث تتحصن قواته، إلى الشمال السوري.

وينشر “الاتحاد الديموقراطي” الآلاف من مؤيديه في إطار لجان الحماية الشعبية. ويراقب شمالي حلب وحدها 220 حاجزا كرديا الطريق نحو المدينة، التي لم تنجح بفضلها أي محاولة لاختراقها من قبل “الجيش السوري الحر”. المحاولة جرى التحضير لها منذ ثلاثة أشهر. ومنذ شهرين جاءت تظاهرة، نظمها “الإخوان المسلمون”، من تل رفعت في اتجاه عفرين تحمل أعلاما تركية، استفزت حاجز الحماية الشعبية. وحصل صدام أدى إلى منع دخول المسلحين والغرباء إلى المنطقة.

وبحسب المصادر الكردية، فقد دفع الأتراك مجموعة صلاح بدر الدين، قبل أسبوع، إلى جس نبض لجان الحماية الشعبية بجرها إلى مواجهة كردية كردية وشق صفوفها. ووصلت قبل أيام مجموعة من المتظاهرين الكرد إلى حاجز قرية باسوطة قرب عفرين، واصطدمت بعناصره النسائية، التي اعتقلت11 رجلا منهم.

وسرت شائعات في الوقت ذاته، عن وصول انتحاريين ينوون تفجير أنفسهم في القامشلي. وبطريقة متزامنة سار “قبضايات” حي العنترية في القامشلي في تظاهرة، تحتج على سلطة “الاتحاد الديموقراطي”. المجلس الوطني لغرب كردستان (الإدارة الذاتية) والأحزاب الكردية الأخرى، عقدت اتفاقا أنهى الصدام على الارض، بمنع المظاهر المسلحة، ما أفشل محاولة فتح الطريق من عفرين إلى حلب.

أكراد “حزب الاتحاد الديموقراطي” نجحوا في إقامة توازن دقيق بين معارضتهم الصريحة للنظام السوري، من خلال انضمامهم لهيئة التنسيق المعارضة، وتبوئهم نيابة رئاستها، وبين تقنين الأعمال العسكرية على الأرض، وتجنب الصدام وجهاً لوجه مع الجيش السوري والأجهزة الأمنية، وبين منع “الجيش السوري الحر” ومسلحيه من اختراق الشريط الكردي وتحويله ساحة قتال ضد كتائب النظام المقاتلة أو ممرا لنقل الأسلحة التركية أو القطرية والسعودية نحو الداخل السوري.

وباستثناء صدامات متفرقة، لم تعترض كتائب الجيش السوري في المنطقة الكردية عمل “المجلس الشعبي لغرب كردستان” المنتخب، كما لم تعترض الأجهزة الأمنية الانتخابات التي شارك فيها أكثر من ربع مليون من الكرد السوريين في الشمال، تحت إشراف حزب “الاتحاد الديموقراطي الكردي”، لاختيار أعضاء مجالس الإدارة المحلية.

ونجح الحزب في إنشاء لجان حماية شعبية، بعضها مسلح، لتوفير أمن ذاتي في المناطق الكردية. النظام السوري تعامل مع الظاهرة بكثير من البراغماتية. ترك للأكراد تنظيم صفوفهم وإداراتهم الذاتية لقاء الحفاظ على هدوء نسبي في مناطقهم، والسماح للجيش بالتفرغ لعملياته في مناطق أخرى، وتحرير كتائبه من عبء أي مواجهة مع الأكراد. وأسقط النظام السوري من حساباته كل مفاعيل الاتفاقية الأمنية الموقعة مع الأتراك، وخلال العام الماضي أفرغت السلطات الأمنية السورية سجونها من 640 معتقلا ينتمون إلى حزب الاتحاد الديموقراطي عاد معظمهم إلى الشمال لتعزيز الجدار الكردي. وأكثر من ذلك يعمل الجدار الكردي، وإدارته المحلية الذاتية، وقوات الاتحاد الديموقراطي الكردي، على حماية الممرات الاستراتيجية السورية من أي محاولة تركية لاختراقها.

تجاوز الأكراد السوريون بسرعة عقدة عزلتهم وترددهم في الانضمام إلى الثورة، بسبب مرارة تخلي “المعارضة العربية “عنهم في العام 2004، في انتفاضة القامشلي، التي واجهوا خلالها منفردين، وفي تظاهرات ضخمة كتائب الجيش السوري وقمعها الدامي لهم. لكن التظاهرات الكردية لا تنتمي إلى الإيقاع نفسه فأكثرها سلمي ويجمع إلى الوطني السوري العام وإسقاط النظام خصوصية المطالب الكردية، كما ان أيام الجمعة وتسمياتها، باستثناء جمعة آزادي، جعلها تنأى بنفسها عن جمع الثورة السورية الأخرى. والارجح أن نداء القيادة المشتركة لـ”الجيش الحر” إلى أكراد للانضمام إلى صفوفه لن يجد صدى كبيرا في أوساطه، لأن ذلك يهدد المكتسبات “الإدارية الذاتية ” التي تحققت على الأرض.

رهانهم الكبير الانتقال “بكردستان الغربية”، إلى إدارة ذاتية في إطار الكيان السوري، كائنا من كان المنتصر في الثورة أو عليها. فليس مؤكدا أن يسترجع النظام السوري سابق بأسه الشديد وقوته التي تتلاشى في خضم الخيار الأمني. واذا ما قيض له أن يخرج سالما، فلن يكون قادرا على القبض بقوة على كردستان الغربية التي لن تكون من أولوياته بأي حال، لطول لائحة الأعداء في المدن السورية، حيث لن تسهل إعادة فرض سلطة دمشق عليها، وأفضلية الإبقاء لدى النظام في خياره الحالي على الجدار الكردي، ولو متمردا، في مواجهة الخطر التركي المشترك.

كما لن يكون في متناول أي سلطة ثورية في دمشق، فرض سلطتها بسرعة في كردستان الغربية، وتهديم بنى الإدارة الذاتية، لحاجة أي نظام جديد إلى وقت طويل لتثبيت سلطته، قد يستمر أعواما. ومن دون المخاطرة بإيلاء هذه المهمة إلى الجيش التركي، وقبول تدخله العلني في الأراضي السورية، لن يكون بوسع السلطة المقبلة تحطيم الجدار الكردي في الشمال السوري.

الأمم المتحدة تقرر الإبقاء على بعثة المراقبين في سورية حتى التوصل إلى تسوية

بيروت- (د ب أ): قال مسئولون بالأمم المتحدة الثلاثاء إن بعثة المراقبة في سورية ستظل في ذلك البلد الذي تمزقه الصراعات إلى أن يتم التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء النزاع المستمر منذ 16 شهرا.

وقال الميجور جنرال روبرت مود، رئيس البعثة إلى جانب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إيرفيه لادسو، إن قرارا اتخذ للإبقاء على الـ 300 مراقب عسكري العزل في سورية.

وقال لادسو عقب جلسة مباحثات مغلقة استغرقت ثلاث ساعات مع مجلس الأمن الدولي: “قررنا عدم المساس بتكامل البعثة”.

وظهر مود أمام مجلس الأمن في نيويورك بعد تعليق جميع أنشطة بعثة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بسبب العنف المكثف ومخاطر تعرض لها المراقبون. وقال إنه سيعاد النظر في التعليق على أساس يومي.

وقال لادسو إنه يتم تحضير عدد من المبادرات الدبلوماسية،بما قد يتطلب مواصلة تواجد بعثة المراقبين. ومن المقرر أن ينتهي سريان تفويض البعثة ومدته ثلاثة أشهر في 20 تموز/ يوليو.

ووصف لادسو البعثة بأنها أداة “لا غنى عنها” لمساعدة الشعب السوري والمساعدة في تنفيذ حل سياسي.

أوباما: بكين وموسكو واعيتان لمخاطر حرب أهلية في سوريا

لوس كابوس- (ا ف ب): اعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما الثلاثاء أن روسيا والصين واعيتان لمخاطر حرب أهلية في وسوريا ولكنهما لم ينضما بعد الى خطة دولية للاطاحة بالرئيس بشار الاسد.

وقال خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة لوس كابوس بالمكسيك “لا اقترح حتى الان الا ان تكون الولايات المتحدة وباقي الاسرة الدولية حلفاء مع روسيا والصين (…) ولكن اعتقد انهما تعيان مخاطر الحرب الاهلية” في هذا البلد.

واوضح الرئيس الامريكي انه قال للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني هو جينتانو اللذين التقاهما على هامش قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس ان الاسد لا يمكنه ان يبقى في السلطة اذ ان نظامه متهم بقتل عدد كبير من المدنيين.

واقر بان العلاقات التاريخية بين روسيا ودمشق وتحفظ الصين حيال التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى اخر التوصل الى تسوية للازمة السورية. واضاف “لكن لا اعتقد انهم يقبلون المجازر”.

وقال ايضا “لا اعتقد انه بالامكان القول في هذه المرحلة ان الروس والصينيين انضما الى قضيتنا”. واضاف “يقرون بان الوضع الحالي خطير (…) وانه لا يخدم مصالحهم.

استمرار القصف على حمص وريف دمشق.. وبان كي مون قلق

ارغام سفينة شحن على العودة الى روسيا اثر معلومات عن نقلها مروحيات هجومية الى سورية

دمشق ـ لندن ـ موسكو ـ وكالات: اعلن مسؤول كبير الثلاثاء امام مجلس الامن ان الامين العام للامم المتحدة ‘قلق جدا’ ازاء ارتفاع حصيلة القتلى في سورية، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة واعمال القصف في ريف دمشق ومدينة حمص حيث يحاصر الاف المدنيين واعلن عن مقتل 14.

وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة اوسكار فرنانديز تارانكو امام المجلس ان بان كي مون يريد من مجلس الامن الدولي ان يتحد لممارسة ‘ضغط متواصل’ على الحكومة السورية لتطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان.

واضاف امام اجتماع للمجلس حول الشرق الاوسط ان ‘الامين العام لا يزال قلقا جدا ازاء تكثف اعمال العنف وارتفاع حصيلة القتلى وكذلك استمرار انتهاكات حقوق الانسان وعدم تلبية الاحتياجات الانسانية’. وتابع ان ‘الوضع في حمص مثير بشكل خاص للقلق’.

ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان ‘اكثر من الف عائلة (في حمص) ممن منعهم استمرار القصف والعمليات العسكرية من مغادرة بيوتهم واحيائهم يعيشون الان في ظروف انسانية مزرية’.

جاء ذلك في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلاثاء ان سفينة شحن روسية يعتقد انها تنقل مروحيات قتالية الى سورية قد عادت ادراجها بعد وصولها الى المياه البريطانية، مرجحا انها في طريق عودتها الى روسيا.

وكانت السفينة ‘ام في الايد’ التي تملكها بحسب صحيفة ‘دايلي تلغراف’ شركة فيمكو الروسية والتي انطلقت من مرفأ كاليننغراد الروسي في البلطيق، توقفت قبالة سواحل اسكتلندا بعد ان ابلغتها شركة ‘ستاندرد كلوب’ البريطانية للتأمين بانها الغت بوليصة تأمينها بسبب مزاعم بأنها تحمل اسلحة مرسلة الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال هيغ امام البرلمان ‘انا مسرور لان السفينة التي قيل انها تحمل اسلحة الى سورية، عادت الى روسيا على ما يبدو’.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية انها ‘تعلم بوجود سفينة تحمل شحنة من المروحيات القتالية التي خضعت لعمليات صيانة ومتوجهة الى سورية’ رغم انها لم تحدد ما اذا كانت السفينة المشار اليها هي سفينة ‘ام في الايد’.

وقالت ان هيغ ابلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف عندما التقاه في افغانستان في 14 حزيران (يونيو) انه ‘يجب وقف جميع الشحنات الدفاعية لسورية’.

وذكرت صحيفة ‘صنداي تلغراف’ البريطانية ان السفينة تم تحميلها في ميناء كليننغراد الروسي بمروحيات ام اي 25 كانت ارسلت الى روسيا للخضوع لعمليات صيانة وتصليح.

الى ذلك قالت وكالة انترفاكس الروسية للانباء الثلاثاء ان مستشارا للرئيس السوري بشار الاسد نفى تقريرا إعلاميا ايرانيا ذكر ان سورية ستستضيف قوات عسكرية روسية وصينية وايرانية للقيام بمناورات مشتركة.

وقالت وكالة فارس الايرانية للانباء ان 90 ألف جندي ومئات السفن والدبابات والطائرات من الدول الاربع ستشارك في المناورات البرية والبحرية التي ستجري في سورية قريبا.

ونقلت انترفاكس عن بثينة شعبان مستشارة الاسد قولها في موسكو الثلاثاء ‘لن يحدث شيء كهذا. هذه واحدة من تلك المعلومات الزائفة التي توزع (بشأن سورية)’.

من جهة اخرى، دعا الجيش السوري الحر في الداخل الاكراد السوريين الى الانضمام اليه، للعمل ‘على تحويل الجيش السوري الحر في الداخل الى المؤسسة العسكرية الوطنية البديلة عن جيش العصابة الحاكمة ليكون الضامن الشرعي لحماية الوحدة الوطنية والترابية وحامي مطالب الثورة السورية في الحرية والعدالة والشراكة الوطنية وعماد بناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية’.

وفي الرباط، اعلنت الحكومة المغربية انها تكفلت بمصاريف ترحيل 23 عائلة مغربية تضم 79 مواطنا من سورية بسبب اعمال العنف.

وفي عمان، اعلن عضو المجلس الوطني السوري نزار الحراكي الثلاثاء ان الاردن اتخذ مؤخرا اجراءات تمنع دخول بعض السوريين الى المملكة، عازيا ذلك الى ‘مخاوف امنية من دخول مخربين’.

الاسد.. سقوط باسلوب بطيء

صحف عبرية

ان الجيش السوري ينزف، فقد قتل ثلاثون من رجاله هذا الاسبوع وهذا هو المتوسط في الشهر الاخير. وبين القتلى ضباط بعضهم من الضباط الكبار، وبعضهم من العلويين. وهم لا يقتلون في المعارك فقط بل يتصيدهم المعارضون ببساطة. فالضابط يخرج في الصباح من بيته مع ابناء عائلته فيطلق بعضهم النار فيقتل الجميع وهم في طريقهم الى المدرسة احيانا. وكان بعض المذابح التي نفذها العسكريون والشبيحة في قرية الحولة مثلا نوعا من الانتقام بحيث يقتل عشرة أولاد مقابل ابن الضابط.

توحي الطائفة العلوية بانها في أزمة. ففي مواقعها الاجتماعية يجري جدل كثيف ينحصر في الصراع على الحياة والموت. ويتحدثون هناك عن الحداد والثكل وعن الخوف والانتقام. ولا يكاد يوجد بيت علوي ليس فيه رجل أمن، وفي كل بيت كهذا سلاح. وتنظم الطائفة نفسها للدفاع عن نفسها. ويتحدثون في المواقع على الشبكة العنكبوتية عن عصابات مسلحة علوية، ربما اصبحت موجودة تشتغل بتصفية الاعداء من معارضي الرئيس.

لكن مجموع المعطيات هذا مثال صغير فقط على طوفان المعلومات التي تجمعها جهات البحث في الاستخبارات الاسرائيلية أمان والموساد وما أشبه عن الحياة في سورية. فهم يجمعون ويحللون قطعا من الحياة لفهم ما يحدث هناك ولمحاولة تقدير ماذا سيكون مصير بشار الاسد.

يوجد في وزارة الخارجية واحد من أشد المجسات حساسية في هذا الشأن. فالحديث عن جسم قليل الشهرة هو مركز البحث السياسي الذي يستعمل عشرات الباحثين ويحصر عنايته في مجالات مدنية وسياسية واقتصادية في المجتمعات حولنا. ويؤكد هناك بطبيعة الامر في السنة الاخيرة ما يجري في سورية، ويركز الموضوع واحد من السفراء القدماء خدم 11 سنة في الدول العربية ومعه سفير مكث ثماني سنوات في الدول العربية. وليسوا اناسا يقرأون المواد فقط بل يعرفون معرفة شخصية بعض الناس العاملين واذا لم يكونوا يعرفونهم فانهم يعرفون عائلاتهم ويعرفون جيدا الواقع الاجتماعي الثقافي من وراء المعلومات الاستخبارية الجافة.

منذ اليوم الاول للاضطرابات لم يروا في وزارة الخارجية سقوطا قريبا للاسد بل بالعكس. فقد تنبأوا بان تظل سورية تنزف زمنا طويلا لكنهم لا يشكون بان بشارا سيسقط، او كما يقول رئيس المركز دافيد فيلتسر: ‘ان مجرد حقيقة ان الاسد لم ينجح طوال سنة وخمسة اشهر في القضاء على التمرد حسم مصيره. ففي نظم حكم من هذا النوع تقوي حقيقة ان الناس لا ينكسرون ويستمرون على الخروج للتظاهر برغم علمهم انهم قد لا يعودون الى بيوتهم تقوي المواطنين اكثر. والاتجاه بالنسبة للاسد واحد هو نهاية طريقه’.

اوصى قسم البحث من البدء بسياسة تؤيد اسقاط نظام الاسد ان هذا الرجل ونظامه في دعامة مركزية من محور الشر المؤلف من ايران وسورية وحزب الله. ويجب الا تتدخل اسرائيل، بحسب التوصية. لكن اذا سقط فانه سيخدم المصالح ومنها موضوع الذرة الايرانية.

انهارت الخطط الدولية

تم في مدة سنة وخمسة اشهر احصاء اكثر من ستة عشر الف قتيل في سورية، منهم نحو من خمسة عشر الف مدني وحامل سلاح من مؤيدي المعارضة ونحو من الف ومائتي من العسكريين. ولا يعلم أحد كم جريحا يوجد في كل طرف لكن الحديث عن عشرات الالاف.

ويحصون في الجيش السوري 12 13 الف منشق، اكثرهم جنود من الاوساط هربوا الى بيوتهم. و700 800 من المنشقين ضباط. وانتقل فريق منهم ولا سيما المقاتلون ذو الخبرة الى صفوف المتمردين. ونقول بالمناسبة ان الضباط حينما يعدمون جنودا انشقوا فليس من الواضح ما الذي يقولونه لعائلاتهم، لكن السلطات تعدهم على أنهم جنود قتلوا في المعركة. ان عدد المتمردين المسلحين غير واضح لان انتشارهم في مناطق، ولا يوجد جسم اعلى يركز جميع العمليات. ويتحدث تقرير مبالغ فيه جدا عن نحو من 20 الف مسلح يقاتلون الجيش، وفي الاثناء يوجد في السجون نحو من 25 الفا اعتقلوا منذ نشبت الاضطرابات.

يتوقعون في جميع جهات البحث ان يزداد سفك الدماء في سورية جدا، ولا سيما انه لا توجد في الافق اية خطة خارجية قد تفضي الى حل. وقد عرضت خطة كوفي عنان للمصالحة على أنها أداة فارغة. وانهارت الخطة الامريكية التركية. كان اردوغان الشريك الاكبر في محاولة واشنطن استعمال ضغط عسكري على دمشق لاقناع النخبة العلوية باستبدال واحد آخر من الطائفة بالرئيس.

آمن الامريكيون بهذه الخطة لكن اردوغان لم يفِ بنصيبه من الصفقة ورجع عنها. وتبين للولايات المتحدة ما اصبحوا يعرفونه في اسرائيل منذ زمن وهو أن اردوغان ينبح فقط. فهو لن يعمل إلا اذا اصاب الجيش السري حزب العمال الكردستاني في سورية.

ثمّ انطباع ان الامريكيين فقدوا الثقة بسياستهم الخارجية الاقليمية. فالاخفاقات في ليبيا ومصر جعلتهم اشد محافظة، فهم يصرون على نظام علوي في سورية كي يضمنوا الاستقرار للدولة. وهم يرون انه يفترض أن يكون نظاما مواليا للولايات المتحدة متصلا بحلف مع انقرة ومقطوعا عن طهران وحزب الله.

وذلك لم تنجح الاتصالات الامريكية بالروس بشأن تحقيق ‘النموذج اليمني’ الذي يمكن من اخراج الاسد لان كل طرف منهما يقصد شيئا مختلفا. او كما يقولون في مركز البحث السياسي، يتحدث الطرفان بالصينية بعضهما الى بعض. فمعنى ‘النموذج اليمني’ عند الروس هو التحادث قبل كل شيء بين المعارضة والسلطة. وهو عند الامريكيين اخراج الاسد خارج الدولة أولا.

بدأ الروس يستعدون لما بعد الاسد: فقد أعلن البنك الروسي للتجارة الخارجية بانه سيغلق الحسابات المصرفية السورية عن فرض انها لن تفي بالالتزامات. وقد أعلن وزير الخارجية لافروف من قبل ان روسيا غير متمسكة بالاسد بل بالاستقرار.

وبالجملة فان الطرف الروسي يزيد على العصيدة السورية أشياء هاذية. فقد عقدت في روسيا في المدة الاخيرة بعض المؤتمرات في اليمين المتطرف تحت عنوان ‘قدماء الجيش الاحمر الذين خدموا في سورية’. والحديث عن اطراف تقول ان سقوط الاسد سيفضي الى طوفان اسلامي او استعماري غربي يغرق روسيا ولهذا اعلنوا انشاء كتائب متطوعين يخرجون لتعزيز الجيش السوري لكنهم لا ينظرون اليهم بجدية الى الان. وفي داخل سورية وبغير اعلان رسمي بحرب اهلية ، سيقتل الجميع الجميع، ولا توجد خطوط جبهة واضحة وفي كل مكان تجري حروب وعصابات مسلحة. وينسب فريق من الهجمات على منشآت الجيش الحساسة الى ‘جيش الانقاذ’: وهو مجموعات مسلحة توالي القسم العراقي من القاعدة.

يا لسخرية القدر. فقد استجدى الامريكيون الاسد في حرب الخليج الا يمكن هذه المجموعة المسلحة من تنظيم نفسها على أرضه ودخول العراق منها. وهي الان تسير في اتجاه معاكس للمس به. ثمّ مفارقة اخرى هي تبادل الادوار: فقد اصبحت لبنان الان التي ترسل المقاتلين والسلاح الى سورية غير المستقرة. واذا لم يكن هذا كافيا فان رئيس وزراء لبنان السابق سعدا الحريري الذي يمكث في باريس، ينظم السلاح من اجل المعارضة في سورية.

ويشك السوريون في الاردنيون ايضا. وقد عقد الملك عبدالله قبل بضعة اسابيع مؤتمرا اقليميا في العقبة ‘لبحث المستقبل في منطقتنا’. واذا لم يكن هذا كافيا فقد تم قبل نحو من شهر تدريب عسكري امريكي اردني مشترك. وهاج السوريون وماجو واعلنت الحكومة انها صادرت اراضي على حدود الاردن وبدأت تبني ثكن عسكرية لمقاومة الغزو.

حصل متمردون سوريون في المدة الاخيرة على سلاح وبخاصة سلاح خفيف بين الاتراك والقطريين، لكنهم يتلقون جل التأييد من السعوديين. وحقيقة أن الاسد لا ينجح في قمعهم تعزز الثقة لديهم وتصبح الهجمات على نظام حكمه أجرأ.

هوجم في الايام الاخيرة في ضواحي دمشق مركز استخبارات واصيب رجاله. وانتهت احدى الهجمات على قاعدة لسلاح الجو باحتلالها. ويهاجم المتمردون ايضا مطارات عسكرية وفي اسرائيل يتابعون في اهتمام نجاعاتهم في الهضبة ايضا.

اضيفت الى الميدان العسكري في الاسابيع الاخيرة قوات كانت في الماضي تجول في سوريا غير أنه صار لها في هذه المرة صورة اخرى اكثر عنفا. وهي وحدات اغتيال من حزب الله الى جانب وحدات مشابهة غير كبيرة لكنها فتاكة جدا تأتي من ايران. وفي المقابل يشتغل ناس حزب الله بتدريب وحدات عسكرية على حرب العصابات، ويسهم الايرانيون بما يستطيعون في جمع معلومات استخبارية تكتيكية. يوجد في حزب الله، وسورية هي أفضل استثمار سياسي له، يوجد خوف من اليوم التالي وتشتمل الاستعدادات له على سيطرة على وسائل القتال ونقلها الى لبنان. وتوجد في هذه المستودعات صواريخ سكود د وصواريخ مضادة للطائرات، والشيء الوحيد الذي يمنع نصر الله من فعل ذلك الان هو الخوف من ان تقصفها اسرائيل.

الاغنياء ينظرون متنحين

برغم الفوضى الفاشية، وبرغم حقيقة ان الاسد يفقد السيطرة على مناطق تزداد، لا ترى التقديرات الاستخبارية انهياره القريب حتى الان. فهي تتحدث عن ضعف آخر لا عن تحول حاسم.

في مركز البحث السياسي يجعلون استقرار الاسد عند درجة 6 في سلم 10. فالاتجاه هو الى السقوط ولكنه لا يزال بعيدا. ويقولون هناك ان صدام حسين ايضا استمر ممسكا بزمام الحكم سنين طويلة تحت ضغط دولي بعد حرب دمرت جيشه. ويستطيع الاسد ان يظل يحكم ما بقيت له شرعية في الجيش وعند جزء من الشعب، وعند الروس والصينيين واللبنانيين والايرانيين. واذا لم يحكم الدولة كلها فسيحكم اجزاء كبيرة منها. ولن يكون الاقتصاد المتعثر سببا لتنحيه، هذا الى أن الايرانيين يساعدونه. ويأتيه المال ايضا من مهاجرين سوريين صاروا اغنياء في الخارج وظلوا مقربين من النظام. حينما يحللون في وزارة الخارجية الصدامات الدامية، يتبين ان المواجهات العسكرية تجري في الاساس في أرياف المدن. وفي هذا الاسبوع كانت نوبة محافظة اللاذقية لتقبل المذبحة الجديدة، حينما هاجم الجيش مدينة الحفة.

ان أسباب المذابح محلية دائما تقريبا. وهي الانتقام. واشارت اوراق بحث قسم البحث من أمان التي اعدت في بدء المواجهة العسكرية الى الانتقام لاعتباره ظاهرة ستميز التطورات العنيفة في سورية.

يسكن حلب الكبرى ودمشق الكبرى مع المدن التابعة لهما نحو من عشرة ملايين من بين سكان سورية الثلاثة والعشرين مليونا. وان جل المصابين وجل الاحداث الى الان لم يمسوا هذين المركزين اللذين تسكن فيهما الطبقة الوسطى العليا وفيها النخبة السنية. ومعنى ذلك ان اجزاء واسعة من الجمهور لا تزال توالي الرئيس. حتى اليوم مع وجود تقارير عن احداث في أرياف المدينتين البعيدة.

ان الطبقة العليا ونسبتها 4 5 في المائة من السكان تملك ثورة سورية كلها. وبرغم الازمة الاقتصادية، ما يزال الشعور بالمرارة لم يبلغ الى عمال الدولة الكبار والى رجال الاعمال الكبار السنيين. وهذا هو السبب الذي يجعل الامم المتحدة، بضغط من الولايات المتحدة، تدعو الى استعمال عقوبات اقتصادية على سورية.

لم تنضم الطائفة الدرزية الى المتمردين، والاكراد منقسمون، والمسيحيون لا يزالون الى جانب الرئيس. وما يزال الجيش برغم الانشقاقات يطيع مقر القيادة العام في دمشق. وباختصار تدل جميع الدلائل على ضعف ولكن لا يوجد انهيار. فالتدخل الخارجي فقط أو دراما داخلية لا مثيل لها كتمرد ضابط علوي كبير او اغتيال الاسد قد يغيران المعادلة الدامية. وما يزال هذا لا يرى في الافق الى الان. بل بالعكس. فكمية السلاح والقوات التي تتدفق على ميدان القتال تزيد اللهيب فقط ويبقى التعادل في ميدان القتال.

سيعقد في باريس في تموز ‘مؤتمر الدول الصديقة’ لسوريا وهي مجموعة دول من تركيا الى قطر تؤيد المتمردين. وسيكون للمباحثات التي ستتم هناك تأثير معنوي في المتمردين لا أكثر، لان هذه التدبيرات ايضا لن تنجح في أن تفعل اهم شيء للمعارضة وهو جمع جميع فصائل المعارضة في غرفة واحدة وانشاء جسم يراه العالم جهازا حاكما بديلا.

في هذه الايام استبدلت الحكومة السورية الجالية بقائدها برهان غليون. فقد عُزل غليون وهو استاذ جامعة في السوربون لانتقادهم اياه بعدم قدرته على توحيد الصفوف. وحل محله عبدالباسط سيدا، وهو جالٍ من أصل كردي يسكن السويد ولن يجيء الخلاص منه ايضا، فلا أحد يتوقع ان ينجح حتى في جعل الاقلية الكردية تخرج عن عدم اكتراثها.

لكنهم في مركز البحث التابع لوزارة الخارجية يعطون المعارضة مع كل ذلك احتمالات. ففي دولة عاشت زمنا طويلا تحت الاضطهاد يحتاج الى زمن طويل لبناء معارضة قوية، يقولون.

لا ترى اسرائيل ان الوضع الحالي يعرضها لتهديد يقتضي عملا سوى المتابعة من قريب. ومع ذلك قد تتغير الصورة مع البلوغ الى نقطة الحسم لان مستودعات السلاح غير التقليدي قد تعرض المنطقة للخطر وقد يتم اخراج نظم السلاح الباليستية. من المؤكد أننا نقترب لكن من المؤكد أننا لم نصل الى هناك بعد.

يديعوت 19/6/2012

حصون للعلويين وأرض خراب للسنة في حمص السورية

بيروت ـ رويترز: حين تتطلع من فوق الأسطح في مدينة حمص السورية يتجلى ميزان القوة بوضوح ففي بعض الأحياء هناك حركة دائبة للافراد والسيارات وفي أخرى لم يعد هناك سوى منازل خاوية اخترقتها القذائف.

فبعد شهور من الهجمات العسكرية الشرسة والكمائن التي ينصبها مقاتلو المعارضة في حمص قلب الانتفاضة السورية على حكم الرئيس السوري بشار الأسد انقسمت المدينة بالفعل إلى مدينتين.

فإلى جانب المنازل المحترقة والمتداعية هناك أحياء محمية جيدا تعيش فيها الاقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

ويقول أبو علي الذي يبلغ من العمر 60 عاما وهو يجلس في متجره الصغير في حي الزهراء العلوي ‘نحن دائما متوترون لكننا سنظل وسنبقى’.

وأضاف أبو علي في إشارة إلى الأحياء التي أيدت الانتفاضة التي يقودها السنة ضد الاسد ‘المناطق السنية هي الخاوية.. على الاقل المناطق التي طالبت ‘بالحرية’.

أصبحت أحياء المعارضة التي كان يعيش فيها السنة في يوم من الايام كمدينة أشباح. وشنت قوات الأسد هجمات عسكرية على أحياء السنة بالمدينة وعددها 16 حيا باستثناء ثلاثة أحياء فقط تقريبا.

ويقول الكثير من العلويين إنهم يشعرون أنه لا يوجد أمامهم اي خيار سوى دعم الاسد خوفا من أعمال قتل انتقامية لمجرد انتمائهم إلى طائفة الرئيس مع تحول الانتفاضة بشكل متزايد إلى صراع طائفي.

وقال أحد أفراد الطائفة العلوية ‘السنة تعرضوا للاضطهاد لكن العلويين سيكونون هم الضحايا’.

جلس أبو علي في مقعده بمتجره وقد علق على الحائط من ورائه صورة للأسد بينما أخذت علب وأوان معدنية تهتز وتصدر صوتا مع تواصل إطلاق النار والقصف اليومي.

وقال مشيرا إلى عدة حالات لعلويين تعرضوا للخطف أو القتل من قبل مقاتلين معارضين ‘هؤلاء الاخرون هم الارهابيون.. أستطيع أن أخبرك ماذا يحدث: انها الحرب’.

وبدأ المزيد من الاشخاص في الاتفاق على هذا الرأي وقال مسؤول حفظ السلام في الأمم المتحدة إن الصراع في سورية بدا وكأنه حرب أهلية.

وعلى الرغم من أن مناطق كثيرة في سورية لم تشهد الوحشية الطائفية فإن قلب الصراع في سورية يقدم لمحة لأسوأ سيناريو ممكن وهو صراع دموي يمزق البلاد إلى دويلات متحاربة.

وتصف الحكومة السورية المعارضين الذين يقاتلون الأسد بانهم ‘إرهابيون’ مدعومين من الخارج وتتهم وسائل الاعلام العالمية بأنها تسيء تقديم الوضع على أنه انتفاضة شعبية ضد الرئيس لكن سورية لا تسمح كثيرا بدخول المراسلين الاجانب.

وكانت مدينة حمص في يوم من الايام مركز الصناعة في سورية وتقع على الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب وعلى بعد 30 كيلومترا شرقي الحدود مع لبنان.

وأصبحت حمص معقل المعارضة المسلحة التي بدأت قبل عدة أشهر بعد احتجاجات سلمية على حكم عائلة الأسد الممتد منذ 42 عاما.

ومع قصف المناطق السنية وانتشار الدمار فيها لا يجد النازحون الفقراء الذين لا يمكنهم مغادرة حمص أمامهم خيارات كثيرة. وينتهي الحال بمعظمهم في حي الوعر وهو عبارة عن مساكن خرسانية كانت تعيش فيها النخبة السنية. وفر السكان السنة الاثرياء من الوعر هربا من الفوضى في المدينة وسرعان ما اقتحم النازحون الحي وأقاموا في الشقق التي تركها الاثرياء.

وسيطر نازحون على المتاجر واقتحموا أيضا المراكز التجارية التي أصبحت محلاتها الان مليئة بالأغطية والمواقد.

أمام المتاجر وقف أبو عمر لطلب الصدقة من أجل أطفاله الستة الذين وفر لهم أحد المساجد مأوى.

وقال أبو عمر ‘نعيش على الصدقة.. نحن محظوظون فهناك أناس في الشوارع’.

وكان يعيش في حمص نحو مليون شخص أما الان فيقول سكان المدينة إن ما لا يقل عن نصف عدد السكان على الاقل فروا. وفي تلك الاثناء تبدو أحياء للعلويين مثل منطقة الزهراء كقواعد عسكرية أكثر منها أحياء سكنية.

ولم يعد مكان المدفعية ثكنات الجيش على مشارف حمص وإنما وسط أحياء العلويين وتكون القوات مستعدة لتحريكها وإطلاق النار على مناطق سكنية قريبة للمعارضة.

وقام الجيش بتأمين شوارع تربط بين أحياء العلويين لكن سيطرته على حمص ضعيفة.

ولا يجرؤ الجنود على دخول معظم المناطق السنية لان هناك مباني ملغومة بالقذائف كما يختبئ مئات المعارضين الذين يطلقون المقذوفات الصاروخية بشكل عشوائي.

وقال ضابط في الجيش ‘إذا أردنا إنهاء مشكلة حمص فعلينا أن نسوي المكان كله بالارض. سيموت مئات الجنود’. وأضاف أنه شارك في حصار حي بابا عمرو بحمص عندما أسفر هجوم بالدبابات والقوات عن طرد المعارضين من معقلهم الاساسي.

وقال الضابط ‘نحن قلقون من أن يتم تلغيم المنازل مثلما حدث في بابا عمرو.. هذا الصراع كلفنا عددا من الرجال يفوق ما أعلن عنه.. لذا فإننا الان نقصف مناطق المعارضة من هنا’.

وإلى جانب القوات فإن المئات من الميليشيات الموالية للأسد والتي تعرف باسم الشبيحة تنتشر في مناطق العلويين. ويجوب الشبيحة الشوارع مرتدين زيا عسكريا للتمويه ويتحدثون بازدراء عن الجنود ويرون أنهم يتعاملون مع العدو بحذر شديد.

وأشار أحد شبان الشبيحة إلى برج يطل على منطقة للمعارضة اعتاد الجنود استخدامه لقنص المعارضين. وقال ‘الان يستخدمه الشبيحة. لا يمكنك أن ترى الناس من هناك فلا جدوى من القنص.. نأخذ رشاشا ونفتح النار’.

وعلى الرغم من عسكرة الصراع في سورية فإن السكان العلويين يحاولون أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي فمعظم المدارس مفتوحة كما يقف الباعة بالخضروات والفاكهة في الشوارع.

وأخذت امرأة تتجول بين متاجر أصبح يطلق عليها اسم ‘السوق السنية’ لان الشبيحة يجلبون إليها أثاثا وملابس مسروقة من مناطق سنية يداهمونها بعد أن يقصفها الجيش. وقالت المرأة ‘هذه غنائم حرب.. ومن حقنا اخذها’.

ويسود التوتر الاجواء دائما ويقطع الهدوء دوما صوت تحطم زجاج واجهة متجر بعدما سقطت قذيفة (ار.بي.جيه) في الشارع. ويتلقى أحد المارة الاسعافات الاولية سريعا وتنقله سيارة إسعاف.

وتحاول الحكومة السورية إظهار الوضع على أنه طبيعي في خضم الفوضى. وفتحت جامعة البعث في حمص أبوابها الاسبوع الماضي بعدما ظلت مغلقة لفترة طويلة ولاول مرة منذ شهور جلس زملاء من السنة والعلويين جنبا الى جنب للدراسة.

لكن الانقسام واضح لان هناك مدينة منقسمة. ويلتزم الطلبة السنة والعلويون بمناطقهم ويجلسون في اماكن مختلفة في الكافيتريات وفي ساحة الحرم الجامعي حيث يوجد تمثال حجري للرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار.

وقال أحمد وهو طالب هندسة يبلغ من العمر 22 عاما ‘اعتدت أن يكون لي الكثير من الاصدقاء العلويين لكننا الان لا نتبادل التحية. ليس لدينا ما نقوله… لكنني لست خائفا.. لا يمكن أن يزداد الوضع سوءا’.

لكن زميله حسن وهو طالب هندسة أيضا قال إنه يخشى من أن الأسوأ لم يحدث بعد.

وقال حسن ‘حتى أقاربي أصبحوا شبيحة الان وانا اكره هذا.. لا يستحق أي طرف السلطة’.

ولا يقول حسن قط انه يرى امكانية للاطاحة بالاسد لكنه يعتقد أن المستقبل لن يكون رحيما مع العلويين. وقال ‘المذبحة قادمة إلينا’.

عضو في المجلس الوطني: اجراءات جديدة بمنع دخول سوريين الى الاردن

عمان ـ ا ف ب: قال عضو المجلس الوطني السوري نزار الحراكي الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان الاردن اتخذ مؤخرا اجراءات تمنع دخول بعض السوريين الى المملكة، عازيا ذلك ل’مخاوف امنية من دخول مخربين’.

واكد الحراكي المقيم حاليا في الاردن ان ‘هناك اجراءات جديدة بمنع سوريين من دخول المملكة بعد ان كان مسموحا للجميع الدخول’.

واضاف ‘نتفهم القوانين الاردنية والمخاوف الأمنية بانه يمكن دخول اتباع النظام السوري او مخربين لكن هذا شيء يمكن التحقق منه’.

واوضح الحراكي ان ‘هناك اشكالات تتعلق بحالات معينة ولكن احيانا يقع الظلم بحق آخرين وهناك حالات يجب منعها من الدخول فعليا’ مضيفا ان ‘هناك حالات ساعدتني السلطات الاردنية لادخالها بعد منعها وهناك حالات نحن طلبنا منعها’.

واشار الى ان عشرات الاشخاص يتصلون به يوميا لابلاغه ‘بمنعهم من الدخول برا او جوا وبينهم نساء واطفال’، مشيرا الى ‘منع حوالى 50 سوري موجودين حاليا في مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمان) من دخول المملكة قادمين من الامارات ومصر وتركيا’.

وكانت الخارجية الاردنية اكدت اخيرا انه ‘ليس هناك منع’ على السوريين من دخول المملكة وانما هناك حالات ‘فردية ومشكوك فيها تم التدقيق عليها ومنعها’.

من جانبه قال زايد حماد رئيس جمعية الكتاب والسنة الاردنية التي تقدم العون للاجئين السوريين لوكالة فرانس برس ان ‘منع السوريين من الدخول برا يتم من قبل السلطات السورية لا السلطات الاردنية’.

واضاف انه ‘من خلال اتصالاتنا وتعاملنا مع اخوتنا السوريين علمنا بأن السلطات السورية تمنعهم من العبور الى الاردن اذا علمت بانهم خارجون بلا عودة’.

وتابع ‘نحن نتلقى يوميا الاتصالات من سوريين دخلوا الى الاردن برا ولم يتحدث لي اي شخص عن منع’. واشار الى ان ‘السوريين يدخلون كذلك عبر السياج الحدودي (الشيك) وتستقبلهم السلطات الاردنية ولا زال المعدل اليومي لهؤلاء لا يقل عن 200 شخص يوميا’.

وتقدم جميعة الكتاب والسنة العون لعشرات آلاف اللاجئين السوريين ممن فروا للمملكة هربا من العنف في بلدهم.

من جهته، اكد ابو محمد وهو سوري مقيم في عمان، لوكالة فرانس برس ان احد اقاربه منع من دخول الاردن الاسبوع الماضي ‘كونه اقل من 50 عاما’. واضاف انه ‘حاول الدخول برا الاسبوع الماضي مع والده وسمحت السلطات لوالده بالدخول فيما منعته هو ما حدا بوالده في النهاية الى رفض دخول المملكة بدونه’.

ويقول الاردن ان اكثر من 120 الف سوري دخلوا المملكة منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد في سورية في آذار (مارس) 2011 والتي ادت الى مقتل ما يزيد على 14 الف شخص وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.

ووفقا للمفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين هناك نحو 20 الف لاجىء سوري مسجل في الاردن.

موسكو لدمشق: لا خطوة إلى الوراء

تسود المحافل الدبلوماسية الغربية، التي تابعت لقاء الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، أجواء عدم التفاؤل بإمكانية أن يكون أوباما قد نجح في إقناع بوتين بالتوصل إلى نقطة وسط تتضمن موافقته على السير بحل سياسي في سوريا من دون الرئيس السوري بشار الاسد، ما يعني ترحيل النقاش إلى اجتماع مجموعة التواصل الدولية الجاري الآن هندسة شكلها ومكان وتاريخ عقدها

ناصر شرارة

أثناء حرب ستالينغراد، أصدر الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين المرسوم الشهير المعروف بالمرسوم الرقم ٢٧٢ القائل: «لا خطوة إلى الوراء». بالروحيّة نفسها للمرسوم يدير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموقف في ما يخص سوريا وصراع الإرادات الدولية حول أزمتها. بوتين مارس تطبيقات المرسوم خلال لقائه بالرئيس الأميركي أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين في المكسيك، ومن المرتقب أن ينقله إلى اجتماع مجموعة التواصل الدولية لاحقاً.

هذا الاستنتاج أطلقه كاتب فرنسي، مستشار لوزارة الدفاع، ينتمي إلى الحزب الاشتراكي، مستنداً إلى الكلام العام الذي صدر عن القمة الروسية الأميركية، ولا سيما ترحيل ما تبقى من خلافات إلى «محادثات لاحقة».

ويروي السياسي نفسه قصة وصول مهمة المبعوث المشترك كوفي أنان والوضع في سوريا بكليته إلى هذه اللحظة، فيقول «بالأساس كان القصد من مهمة أنان جذب الروس إلى مفاوضات مع المجتمع الدولي حول سوريا. لقد تم الرهان في واشنطن والغرب على تحويل المبعوث الأممي لوسيط مع موسكو، لكن بوتين رفض أن يتعاطى مع مهمة أنان ضمن رؤية الغرب له. وبالطبع أنان سياسي محنك وخبير، وهو عرف منذ البداية أن مهمات المراقبين المرسلين من الامم المتحدة لم تستطع يوماً حل مشكلة في العالم، فهم موجودون في قبرص منذ عام ١٩٨٥، ومع ذلك لا تزال الجزيرة مقسمة. وتستمر القبعات الزرق موجودة في جنوب لبنان منذ عام 1978، وإلى جانبهم تستمر المشكلة مستوطنة هناك».

يتابع الدبلوماسي: «لقد قال أنان خلال زيارته الاخيرة لدمشق لبعثة المراقبين، إن مهمتكم ليس تغيير الواقع بل رؤيته». ويختم «ثمة مهمة أخرى، إضافة إلى الأولى حول لعب دور الوسيط الباحث عن ثغر ثمينة لجذب موسكو لمفاوضة المجتمع الدولي حول سوريا، وهي إنشاء قناة تفاوض بين النظام السوري ومعارضة الداخل. فشل أنان في كلتا المهمتين، فالأسد رفض مفاوضة معارضة الداخل من خارج سياق أجندة الاصلاحات التي أعلنها، وتم وصفها داخل فريق أنان، ومن قبل رموز المعارضة الداخلية، بأنها بخيلة، أما بوتين فرفض التعامل مع مسعى أنان بوصفه وسيلة وليس غاية وهدفاً مستقيماً لحل الأزمة السورية وفق عملية سياسية متوازية».

والآن، ينفض أنان يده من مهمة التوسط بين المجتمع الدولي وبوتين، المساند من قوى معتبرة تتخذ موقفه نفسه في شأن سوريا، وعلى رأسها الصين وإيران. وبدل ذلك، يجري وضع مهمة أنان على سكة الهدف الاساسي المضمر لها منذ إنشائها، وهو إنشاء طاولة تفاوض بين المجتمع الدولي وروسيا، تحت عنوان مجموعة الاتصال الدولية التي لم يكن لأنان فضل فيها إلا اقتراحها بعد وصول مهمته إلى فشلها المتوقّع.

لقاء المكسيك

وبحسب توصيف السياسي الفرنسي عينه، فإن بوتين ذهب للقاء أوباما بروحية التفكير الروسي الذي قاد خلال حرب ستالينغراد إلى صياغة المرسوم ٢٧٢: «لا خطوة إلى الوراء». والواقع أن الكثير من المحافل الدبلوماسية الغربية تابعت أي إيحاء يمكن أن يصدر عن لقاء بوتين ــ أوباما، تسودها اليوم أجواء عدم التفاؤل بإمكانية أن يكون أوباما قد نجح في إقناع بوتين بالتوصل إلى نقطة وسط تتضمن موافقته على السير بحل سياسي في سوريا من دون بشار الأسد.

وبحسب هذه المصادر، فإن تواصلاً مكثّفاً جرى في الأيام الاخيرة بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ورئيسة الممثلية العليا للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية الأوروبية كاثرين أشتون، حول الموقف الواجب اتخاذه من الدعوة لإنشاء مجموعة التواصل الدولية في شأن سوريا. وبحسب هذه المصادر، فإنه تم تحديد ثوابت مشتركة بين الطرفين توجه موقفهما من هذا الموضوع، وستكون هذه الثوابت، في الوقت عينه محور الموقف الأساس الذي أبلغه أوباما لبوتين خلال لقاء المكسيك، ويتألف من ثلاث نقاط: أولاً إنهاء إطلاق النار فوراً وإعلان التوصل إليه. ثانياً، تأليف حكومة انتقالية في سوريا شرط ألا تضم المقربين من الرئيس الأسد، وألا يكون للأخير أي دور فيها. ثالثاً، إجراء مفاوضات مع المعارضة السورية في الداخل والخارج للتوصل إلى حل سياسي للازمة السورية.

وبحسب المراقبين، يلاحظ أن هذه البنود الاوروبية ــ الاميركية الثلاثة لا تتضمن شرطاً صريحاً بتنحّي الأسد، رغم كونها تورده إيحاءً بين سطور عبارة البند الثاني القائل بـ«حكومة انتقالية من دون الأسد والمقربين منه». ويشي هذا المقترح الأميركي ــ الأوروبي السري الجديد، المنتظر إعلانه في اجتماع مجموعة التواصل، بتراجع من قبلهما بالشكل عن نقطة أساسية في الخلاف المستمر بين الغرب ــ وخاصة واشنطن ــ وموسكو، حول رفض روسيا المطالبة الصريحة بتنحّي الأسد. ولكن في الجوهر، لا يزال هذا الخلاف موجوداً، لأن المتوقع أن تطالب روسيا بإيضاحات حول المقصود بألا يكون للأسد والمقربين منه وجود في الحكومة الانتقالية، وبالتالي عن الجهة التي ستفاوض المعارضة وتلك التي ستبرم اتفاقاً معها.

وبحسب دبلوماسي روسي في بيروت، فإن موسكو لا تزال متمسكة بجوهر مهمة أنان ذات النقاط الست، مع إدخال تعديلات عليها. ولكن موسكو لا ترى إمكانية لتجاوز الرئيس الأسد ضمن أي حل، إذ إن محاكاة النموذج اليمني لا تصح على الواقع السوري الذي يظهر أنه لا يمكن فصل عرى الترابط بين مؤسسة الجيش والرئيس الأسد. وهو أمر غير موجود في العلاقة بين الجيش والرئيس علي عبد الله صالح في اليمن.

كذلك فإن المعارضة السورية لا تزال مفككة ولا تملك رؤية سياسية موحّدة. ويستمر هذا العيب الاستراتيجي، عائق المعارضة السورية، رغم كل المحاولات والمساعدات الدولية الجارية لمعالجة هذا الامر، وآخرها اجتماع اسطنبول السبت الماضي والاجتماع المقرر عقده في بروكسل نهاية الاسبوع برعاية الاتحاد الأوروبي.

ويجري التكهن على نطاق واسع في المحافل الغربية والإقليمية حول نتائج قمة المكسيك بين بوتين ــ أوباما، والإعلان المشترك الذي صدر إثرها، وكلام بوتين خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقبها بشأن «نقاط التفاهم» مع الجانب الاميركي حول سوريا، والتي تحتاج إلى المزيد من المتابعة، ما يعني ترحيل النقاش إلى اجتماع مجموعة التواصل الدولية الجاري الآن هندسة شكلها ومكان وتاريخ عقدها.

مجموعة التواصل الدولية

وبحسب ما رشح من معلومات حول المدى الذي وصلت اليه المباحثات في الكواليس الدولية بشأن مجموعة الاتصال الدولي، يمكن إيراد الآتي:

أولاً، تمت الاستجابة للشرط الذي وضعته واشنطن بشأن عقد الاجتماع في عاصمة محايدة. وكانت موسكو عرضت أن يجري هذا الاجتماع في موسكو أو بغداد، ولكنها وافقت في نهاية الامر على عقده في جنيف مبدئياً. ومقابل ذلك، ترى موسكو أنه بمجرد موافقة واشنطن على إنشاء مجموعة التواصل الدولية في شأن سوريا تكون قد حققت ربحاً لها، إذ إن هذه المجموعة، التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية ودول المنطقة، ستعكف على معاينة الوضع السوري، بشكل مواز لمجموعة أصدقاء سوريا التي احتكرت دولياً هذه المهمة من موقع معاد لموسكو حتى الآن.

ثانياً، حول موعد الاجتماع، تم مبدئياً التوافق على ثلاثين الشهر الجاري.

ثالثاً، حول قضية مشاركة إيران في اجتماع مجموعة التواصل، لا تزال واشنطن عند موقفها المعارض لإشراكها. ولكن تسريبات عن حركة التواصل بين الاتحاد الاوروبي والخارجية الاميركية تظهر أن تغيّراً طرأ على الموقف الأولي تجاه إيران. فبعدما كانت أشتون رفضت خلال قمة بغداد، حسب معلومات دبلوماسية أوروبية، التفاوض معها حول قضايا إقليمية إلى جانب الملف النووي، فإن هذه الفكرة أصبحت واردة الآن في الاتحاد الأوروبي، وتناقش أشتون إمكانية أن يكون قبول إشراك إيران في مجموعة التواصل الدولية حول سوريا مدخلاً لإشراكها في إنتاج حلول لأزمات إقليمية، وخاصة أفغانستان. وبحسب هذه المصادر، فإنه خلال الاجتماع الذي جرى لممثلية الاتحاد الأوروبي عشية اجتماع بغداد (الست + واحد)، وإثر تقويم متفائل لنتائج اجتماع اسطنبول السابق، طرحت بعض الدول الأوروبية فكرة إنتاج «صيغة خلّاقة» تسمح بالإفادة من الدور الإيراني في حل الأزمات الإقليمية في أفغانستان خاصة وغيرها. ولكن هذا الموقف، الذي لديه مؤيدون داخل أوروبا، لم تقدم واشنطن موافقتها عليه حتى الآن، رغم أن النقاش بشأنه، أقلّه في شأن إشراك إيران في مجموعة التواصل الدولية حول سوريا، جار.

روسيا تنفي الإنزال البحري

نفى متحدث باسم أسطول البحر الأسود الروسي، أمس، تقارير أفادت بأن سفينتي الإنزال «قيصر كونيكوف» و«نيقولاي فيلتشينكوف» توجهتا إلى البحر المتوسط. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء وقناة «روسيا اليوم» عن ضابط في الأسطول، لم تذكر اسمه، قوله إن سفينة الإنزال الكبيرة «قيصر كونيكوف» غادرت أمس قاعدة سواستوبول البحرية الروسية متوجهة نحو أحد ميادين التدريب القتالي في البحر الأسود وليس نحو البحر المتوسط. وكانت وسائل إعلام روسية وغربية أفادت أمس الاثنين بأن سفينتي الإنزال الروسيتين «قيصر كونيكوف» و«نيقولاي فيلتشينكوف» بصدد القيام برحلة بحرية بعيدة المدى إلى الساحل السوري لإيصال فريق من مشاة البحرية المخصص لحراسة القاعدة الروسية في طرطوس.

(يو بي آي)

أكراد سوريا يلجأون الى اقليم كردستان العراق

أ. ف. ب.

يلجأ الأكراد السوريون إلى اقليم كردستان العراق حيث يجدون ملاذًا آمنًا بعيدًا عن أعمال العنف القائمة في سوريا، ومن بين اللاجئين جنود رفضوا اطلاق النار وتنفيذ جرائم قتل. ويبلغ عدد اللاجئين الأكراد في مخيم دوميز نحو 1500 لاجئ.

مخيم دوميز (العراق): يجد الاكراد السوريون وبينهم جنود رفضوا اطلاق النار على مواطنين، وآخرون هربوا من اعمال العنف، ملاذًا آمنًا في اقليم كردستان العراق بعيدًا عن القتال الدائر في سوريا.

وفي مخيم دوميز في محافظة دهوك الشمالية، ينعم نحو 1500 لاجئ سوري كردي بالهدوء والسكينة، بعدما اضطر معظمهم الى الدخول متسللين من سوريا، في رحلة متعبة تجنبوا خلالها المرور بمواقع القوات النظامية السورية.

ويقول ابو سمير (56 عامًا) الآتي من القامشلي في شمال شرق سوريا، إنه لجأ الى اقليم كردستان حماية لإبنه، وهو جندي هرب من الجيش.

ويوضح لوكالة فرانس برس أن ولده كان مجبرًا على أن “يقتل النساء والصبية والاطفال، أو يقتل هو”، مشيرًا الى أن ابنه “لم يقتل، فهرب”.

ويضيف: “كان الخيار إما أن اسلمه الى السلطات ويقتلونه امامي، أو أن نهرب معًا”.

واعتمد ابو سمير الخيار الثاني وتوجه في سيارة مع سبعة من افراد عائلته نحو موقع قريب من الحدود، حيث تسللوا خلال الليل نحو اقليم كردستان العراق متجنبين اعين القوات النظامية السورية.

ويؤكد ابو سمير أن “اقليم كردستان رحب بنا ونحن ممتنون لذلك (…) لانني كردي فضلت اقليم كردستان وانا مرتاح هنا. لا اعتبر نفسي لاجئًا، اشعر انني بين افراد عائلتي، ولا اشعر بأنني غريب”.

ويقول إن “وضع الاكراد في سوريا ميئوس منه وهناك عنصرية”.

والى جانب ابو سمير، يعيش في مخيم دوميز نحو 1500 لاجئ سوري، بحسب ما تؤكد ممثلة مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق كلير بورجوا.

وتشير بورجوا الى أنه من المتوقع أن يزداد عدد هؤلاء في المخيم بعد أن طلبت حكومة الاقليم من اللاجئين المنتشرين خارج المخيم الانتقال اليه.

ويقول محمد عبد الله حمو مسؤول مكتب الهجرة والمهجرين في دهوك التابع لوزارة الداخلية في حكومة الاقليم ان “العائلات ليست مجبرة على البقاء في المخيم، وانما طلب منها ان تتسجل في مخيم دهوك وبعد التسجيل هي حرة في البقاء فيه او عند اقربائها او في مساكن خاصة”.

وتشير ارقام الامم المتحدة الى ان اكثر من 86 الف سوري انتقلوا الى الدول المجاورة لسوريا هربا من اعمال العنف والقمع الذي تمارسه السلطات ضد الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة، وقد لجأ نحو 5400 منهم فقط الى العراق.

وتقدم منظمات دولية مثل مفوضية شؤون اللاجئين، ومنظمة الهجرة الدولية، ومنظمات غير حكومية محلية اضافة الى حكومة الاقليم المساعدات الى اللاجئين في دوميز ومعظمهم من الاكراد.

وتوفر سلطات الاقليم حاليا الكهرباء والطعام، علما ان برنامج الغذاء العالمي سيبدا يتقديم المساعدة اللازمة الشهر المقبل، وفقا لبورجوا.

وتنتشر القمامة في بعض مواقع المخيم، لكن ظروف المعيشة اجمالا تبدو جيدة فيه بالنسبة الى مخيم للاجئين، مقارنة مع المواقع الاخرى التي يعيش فيها معظم العراقيين الذين اضطروا الى مغادرة منازلهم بسبب العنف الطائفي.

ويتمتع اللاجئون في المخيم بظروف معيشية افضل من تلك التي كانوا يواجهونها في سوريا، بحسب ما يقولون.

ويقول جمال الذي كان برتبة رقيب اول في الجيش في حماه، ان الاوامر كانت “ان نطلق النار على الناس في التظاهرات”، مضيفا ان اي عسكري يخالف هذه الاوامر “يعدم على الفور او يعتقل ولن يعلم بعد ذلك احد بمكانه”.

وغادر جمال مدينة حماه في نيسان/الماضي في عطلة لكنه لم يعد اليها بعد ذلك. وتوجه بدل ذلك الى منزله في المالكية قرب الحدود مع اقليم كردستان في رحلة “مخيفة” تحجج خلالها بمرض والديه حتى يجتاز الحاجز تلو الآخر.

وقد ساعده هو وتسعة افراد آخرين مهرب لاجتياز الحدود خلال الليل باتجاه اقليم كردستان.

ويوضح جمال “لا املك (…) الضمير لاقتل اخواني في الشارع (…) لا استطيع قتل امراة او رجل عجوز، لا تستطيع تحمل ذلك، فاتيت الى هنا”.

من جهته، يقول طالب جامعي يبلغ من العمر 21 سنة انه شارك في عدة تظاهرات وقد تعرض للاعتقال والضرب اكثر من مرة.

ويوضح “ذهبت الى التظاهرات للمطالبة بالحرية وضد النظام البائس (…) النظام السوري اعتقلني مرة او مرتين، وهددوني تعرضت للضرب عدة مرات”، زاعما ان القوات السورية النظامية اطلقت النار على تشييع في القامشلي.

ورغم الاجراءات الامنية المشددة في القامشلي، تمكن الطالب من الهروب حيث دفع مبلغ 400 دولار لمهربين، واجتاز الحدود برفقة 20 لاجئا آخر.

وفي اربيل عاصمة اقليم كردستان، عثر على وظيفة في مقهى، رغم ان الراتب زهيد مقارنة بساعات العمل الطويلة، بحسب ما يقول.

ويوضح “اريد ان اعيش في بلد ديموقراطي، اريد حقوقا كاي مواطن سوري آخر. سابقى في اقليم كردستان حتى يسقط النظام”.

سوريا فرضت نفسها على “العشرين” والموقف الروسي لم يتغير

أ. ف. ب.

لوس كابوس: فرضت الأزمة السورية نفسها على جدول اعمال قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك، الا ان روسيا والصين لا تزالان ترفضان الالتزام بموقف دولي للاطاحة بنظام بشار الاسد.

ووجد الرئيس الاميركي باراك اوباما نفسه مضطرا الثلاثاء، غداة لقائه الاول على هامش القمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، للاقرار بانه “لا اعتقد ان بوسعنا القول في هذه المرحلة ان روسيا والصين انضمتا الى صفنا”. واوضح اوباما انه قال لبوتين ولنظيره الصيني هو جينتاو الذي التقاه ايضا على هامش القمة، ان الاسد لا يمكن ان يظل في الحكم بعدما اتهم نظامه بقتل عدد كبير من المدنيين.

واضاف ان موسكو وبكين “تقران بان الوضع الحالي خطير (…) وبانه لا يخدم مصالحهما”، الا ان العلاقات التاريخية بين روسيا وسوريا وتحفظ الصين ازاء التدخل في الشؤون الداخلية لدول اخرى يعيق التوصل الى تسوية للأزمة السورية.

وفي اشارة الى تحسن طفيف للعلاقات مع بوتين، الذي اصدر واياه بيانا مشتركا الاثنين دعا فيه الرئيسان الى “الوقف الفوري لاعمال العنف” في سوريا، اضاف اوباما ان روسيا والصين “ليستا راضيتين عن المجازر” الاخيرة في سوريا.

لكن بوتين رد بالقول “ان لا احد يحق له ان يقرر بالنيابة عن دول اخرى من يجب ان يتولى الحكم فيها”. وتابع بوتين ان “تغيير النظام ليس المهم بل المهم هو انه وبعد تغيير النظام بشكل دستوري يجب وضع حد لاعمال العنف واحلال السلام في البلاد”.

وكان بوتين اشار الثلاثاء الى “نقاط توافق عدة” مع واشنطن حول سوريا. واعتبر بوتين ان على جميع الدول الجلوس الى طاولة المفاوضات واعداد خطة مسبقة من اجل التوصل الى حل للأزمة عبر التفاوض.

وتابع بوتين “وليس كما في بعض دول شمال افريقيا حيث تتواصل اعمال العنف على الرغم من تغيير النظام”، في اشارة واضحة الى ليبيا حيث اطيح بنظام معمر القذافي بدعم من الغرب. من جهته، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه روسيا “تلعب دوريا لتسهيل المرحلة الانتقالية” في سوريا، موضحا انه توصل الى هذا الاستنتاج خلال لقاء مؤخرا مع بوتين في باريس وبعد اللقاء بين اوباما والرئيس الروسي الاثنين.

وكانت روسيا والصين وجهتا نداء في مطلع حزيران/يونيو من اجل عقد مؤتمر دولي جديد حول سوريا يضم “الدول التي لها تاثير فعلي على مختلف فئات المعارضة” السورية مثل تركيا والعراق والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي.

وترفض موسكو المشاركة في اجتماعات مجموعة “اصدقاء سوريا” التي تضم 16 دولة بالاضافة الى المعارضة السورية. واوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الهدف من مثل هذا المؤتمر هو ان “يتفق الاطراف من الخارج من دون سوريا كمرحلة اولية على الالتزام بجدية ودون التباس بخطة انان” مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا.

وتباحث اوباما حول الأزمة السورية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في لوس كابوس، في ما يشكل اشارة الى تحقيق تقدم ممكن حول الموضوع. واوضح بيان صدر عن البيت الابيض ان المسؤولين “تباحثا في اهمية تسهيل مرحلة انتقالية سياسية في سوريا تضع حد لاعمال العنف الدامية وتؤدي الى حكومة تلبي مطالب الشعب السوري”، دون اعطاء ايضاحات اضافية.

وتعتبر الدول الغربية الاسد المسؤول الوحيد عن اعمال العنف على الارض بينما تتهم روسيا والصين المعارضة ايضا. وقرر مجلس الامن الدولي الثلاثاء ابقاء المراقبين الدوليين في سوريا وذلك على الرغم من التصعيد في اعمال العنف الذي ادى الى تعليق مهمتهم. وكانت روسيا والصين لجأتا مرتين الى حق النقض لعرقلة اصدار قرارات في مجلس الامن تدين النظام السوري.

قصف واشتباكات متنقلة.. وأكثر من ألف عائلة محاصرة في حمص

لواء «أحرار حلب» يعلن التصدي لمحاولات قوات النظام اقتحام مدينة عندان وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد

بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»

وصلت الحصيلة الأولية لقتلى «ثلاثاء الوفاء للأطفال المعتقلين»، بحسب لجان التنسيق المحلية في سوريا إلى 31 قتيلا، عشرة منهم في حمص وتسعة في ريف دمشق وفي دوما وزملكا، وأربعة في حماه وثلاثة في دير الزور واثنان في اللاذقية وقتيل في كل من حلب ودمشق ودرعا. وفي حين حملت السلطات السورية من وصفتهم بالمجموعات المسلحة مسؤولية إعاقة إجلاء الجرحى والمدنيين من «مناطق العنف» بحمص، طالب المرصد السوري الإنسان الأمم المتحدة العمل على إخراج المدنيين المحاصرين في حمص.

وأفاد المرصد السوري، في بيان، عن «استمرار القصف المروع على أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء من حمص القديمة والقرابيص في مدينة حمص»، وهو قصف مستمر منذ أسابيع. وتوجه المرصد إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس مجلس الأمن وكل منظمات حقوق الإنسان لكي «تتحمل المسؤولية التي تمليها عليهم مواقعهم ومناصبهم ودساتير منظماتهم وضمائرهم تجاه حالة استمرار القصف»، ودعا المرصد المنظمات إلى «اتخاذ الإجراءات كل التي توقف عمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها الشعب السوري في حمص».

وذكر البيان بوجود «أكثر من ألف عائلة ممن منعهم استمرار القصف والعمليات العسكرية من مغادرة بيوتهم وأحيائهم ويعيشون الآن في ظروف إنسانية مزرية»، بينما قالت وزارة الخارجية السورية في بيان لها إن اتصالات تمت بين قيادة المراقبين الدوليين والسلطات السورية المحلية بحمص من أجل تسهيل خروج المدنيين، «لكن مساعي بعثة المراقبين لم تنجح بتحقيق هذا الهدف بسبب عرقلة المجموعات الإرهابية المسلحة لهذه الجهود»، واتهمت الثوار باستخدام «المدنيين كدروع بشرية».

وفي الإطار نفسه نقلت مصادر محلية في مدينة حمص لوكالة «فيدس» الفاتيكانية عن اللجنة التي «تتفاوض مع الجيش السوري والثوار من أجل ضمان حرية وسلامة المدنيين في سوريا»، أن «العائلات المحاصرة في حمص ليس لديها طعام، ولم تصل إليها أي إمدادات منذ أيام عدة، وخطر الموت جوعا يهدد الجميع». وأشارت إلى عدم «وجود أدوية ومعاناة مسنين وأطفال من حالة صحية حرجة تستلزم تدخلا إنسانيا عاجلا».

في أثناء ذلك، كثفت قوات جيش النظام قصفها لأحياء القصور وجورة الشياح والحميدية وحمص القديمة، حمص كما عاودت القوات النظامية اقتحام حي الغوطة بالرشاشات الثقيلة المضادة للطيران، وتم فتح النار على حي جورة الشياح من داخل حي الغوطة. بحسب ما قاله ناشطون أعربوا عن قلقهم على نحو ألف أسرة لا تزال عالقة في تلك الأحياء.

وأعلنت كتيبة ثوار بابا عمرو التابعة للجيش الحر أنها قامت ليل الاثنين – الثلاثاء بتحرير حاجز C4 الذي يقوم بتأمين الحماية لأنابيب النفط وتأمين خطوط الإمداد للحواجز الموجودة داخل بساتين بابا عمرو، وأضافت الكتيبة في بيان لها أن النظام فجر أمس استعادة السيطرة على الحاجز مدعوما بغطاء صاروخي ومدفعي كثيف، مما أدى إلى إصابة أنبوب النفط بأحد الصواريخ وانفجاره.

من جانبها قالت السلطات السورية إن «مجموعة إرهابية مسلحة» استهدف بعبوة ناسفة خط نقل المشتقات النفطية الممتد من حمص إلى دمشق والمنطقة الجنوبية في منطقة بابا عمرو، ما أدى إلى نشوب حريق في نقطة التفجير.

من جانب آخر قالت لجان التنسيق المحلية إن تعزيزات عسكرية اتجهت إلى مدينة دير الزور – شرق – من جهة طريق تدمر تضم ما يقارب الخمسين دبابة، وترافق خروج هذه التعزيزات بتحليق الطيران الحربي. وفي ريف حمص نفذت القوات النظامية حملات دهم واعتقال في بلدة شنشار، إثر حصول انشقاق في قاعدة مدفعية عسكرية، ونشوب اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية.

وفي حماه شنت قوات الأمن والشبيحة حملة مداهمات وتفتيش لعدة منازل في حي التعاونية، كما سمع إطلاق نار من قوات الجيش النظامي والأمن المتمركزين في المجمع الطبي في حي المناخ، وكذلك في السكن الشبابي في حي طريق حلب.

وفي درعا شهد حي درعا البلد إطلاق نار كثيفا تبعه سقوط قذائف هاون من حاجزي حميده والجمرك. كما تعرض حي الأربعين للقصف بالقذائف بشكل عنيف ومع نشر القناصة.

وفي ريف دمشق تصاعد توتر الأوضاع في مدينة دوما مع تواصل القصف، واستمرار وقوع اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر، وقالت تنسيقية دوما إن «خمسة شهداء سقطوا نهار أمس نتيجة القصف العشوائي للمدينة»، مشيرة إلى قصف قوات الجيش النظامي بالمدفعيات لحي المساكن من جهة حديقة الجلاء ومدرسة المتفوقين إلى حاجز عبد الرؤوف في محاولة لاقتحام المدينة، كما تمت محاصرة حي عبد الرؤوف بالدبابات، وإطلاق نار كثيف على المنازل والمساجد. وقال ناشطون في دوما إن كتائب الجيش الحر في دوما تصدت لمحاولات الاقتحام بشراسة، وتمكنت من تكبيد القوات النظامية خسائر تقدر بـ«تسع دبابات وعربتي (بي إم بي) وكاسحتين وأربعة باصات وما لا يقل عن 250 جنديا ما بين قتيل وجريح». وفي بلدة الجحارية القريبة من دوما قالت مصادر من السكان إنهم محاصرون هناك مع ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى.

وأكد عضو مجلس ثوار حماه، غازي الحموي، لـ«الشرق الأوسط» أن اشتباكات عنيفة وقعت في منطقة جنوب الملعب وفي حي الأربعين بين الجيش الحر والجيش النظامي التي نفذت حملة مداهمات واسعة، وسقط خلالها عدد من القتلى. وأشار الحموي إلى تنفيذ قوات الأمن حملة قنص واسعة في معظم مناطق حماه التي يسجل فيها يوميا قتلى سقطوا برصاص القنص، معتبرا إياها حملة لترويع الأهالي ومنعهم من المشاركة في المظاهرات، واستهداف الأحياء التي يوجد فيها الجيش السوري الحر ويقوم بحماية المواطنين.

وذكر المرصد أن مقاتلا من قوات المعارضة قتل في منطقة حلب في أعزاز خلال اشتباكات مع القوات النظامية السورية. وفي المقابل أصدر لواء أحرار الشمال في حلب وريفها بيانا أعلن فيه مسؤوليته عن التصدي لمحاولات كتائب الأسد لاقتحام مدينة عندان في الريف الشمالي وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وذلك بعد حصار دام عشرة أيام من قبل قوات النظام، رافقه قصف مدفعي وصاروخي وتحليق مروحي. ولفت البيان إلى أن قوات لواء الأحرار تصدت لأكثر من عشر محاولات لاقتحام مدينة عندان، مُوقعة خسائر فادحة في صفوف كتائب الأسد، وتم تدمير خمس دبابات وثلاث عربات «بي إم بي» وعربة صحية مصفحة، وتم الاستيلاء على رشاش شيلكا عيار 23 مع بيك آبين، وعلى عدد من الأسلحة الخفيفة والبنادق والقناصات وأجهزة الاتصال والذخيرة. وأكد البيان مقتل أكثر من 100 عنصر من عناصر الأمن والشبيحة الذين تركوا الجيش النظامي في ساحة المعركة، محذرا قوات النظام من أي محاولة لاقتحام أي مدينة في ريف حلب

الجيش الحر يدعو الأكراد السوريين للانضمام إليه

العميد الشيخ لـ«الشرق الأوسط»: النظام سلم مناطقهم إلى حزب العمال الكردستاني الذي يأتمر بأوامره

بيروت: كارولين عاكوم

دعا «الجيش السوري الحر» في الداخل الأكراد السوريين إلى الانضمام إليه، معلنا العمل من أجل سوريا يرفع فيها «الظلم» عن الأكراد ويكونون فيها شركاء حقيقيين في الوطن. وأكّد قائد المجلس العسكري في الجيش السوري الحر، العميد الركن مصطفى الشيخ أنّ مشاركة السوريين الأكراد في الثورة ليست كما يجب أن تكون مقارنة مع الوضع والظلم الذي تعيشه هذه الفئة. وقال الشيخ لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام لعب لعبته مع الأكراد من خلال تسليمه المناطق الكردية لحزب العمال الكردستاني الذي يأتمر بأوامره، إضافة إلى أنه يستعملهم ورقة ضد تركيا، فأصبحوا خائفين من اتخاذ أي قرار ضدّه أو الانضمام إلى الثورة».

وفي حين لفت الشيخ إلى أن قسما محدودا من الأكراد مشاركون في الثورة، رأى أن تولي الكردي عبد الباسط سيدا الرئاسة يجب أن ينعكس إيجابا على مشاركة الأكراد في الثورة، وقال «الثورة السورية يجب أن تضمّ كافة فئات المجتمع ولا تقتصر على فئة دون أخرى».

من جهته، ضمّ الكردي موسى موسى، عضو المجلس الوطني السوري، صوته إلى صوت الجيش السوري الحرّ في دعوة الأكراد إلى الالتحاق به، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنني «أؤيد الجيش السوري الحر وأطلب من العسكريين الأكراد وكل من يريد أن يتطوع في الجيش أن يلتحق بالجيش الحر».

وفي حين لفت موسى إلى أنّ مشاركة الأكراد في الثورة كانت منذ اليوم الأوّل لانطلاقتها وإن كانت أقل من مشاركة أبناء حمص وإدلب ودرعا وبعض المناطق الثائرة، قال إن أعدادهم في تزايد مستمر يوما بعد يوم، مشيرا إلى أنّ «عدم انضمام العسكريين الأكراد إلى الجيش الحر بشكل كبير يعود إلى انعدام وجود كتائبه في المناطق الكردية». وعن سيطرة حزب العمال الكردستاني على المناطق الكردية، الأمر الذي يحول دون تفاعل الأكراد بشكل ملحوظ مع الثورة، قال موسى «الأكراد لا يأتمرون بهذا الحزب، لكن المعلومات التي تصل إلينا، وإن كنا لغاية الآن لا نملك أدلّة كافية، تفيد بقيام عناصر من هذا الحزب بالتضييق على المواطنين الأكراد من خلال الحواجز التي تمنعهم من التحرّك والمشاركة في المظاهرات».

وجاء في بيان صادر عن الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الركن قاسم سعد الدين أن القيادة المشتركة «توجه نداء إلى إخوتنا الكرد من عسكريين ومدنيين ودعوتهم للخدمة الإلزامية والالتحاق بصفوف الجيش السوري الحر في الداخل».

ودعا النداء الأكراد إلى أن «يكونوا جزءا لا يتجزأ من الجيش السوري الحر في الداخل مع إخوتهم من باقي مكونات الشعب السوري للدفاع والذود عن أرضنا وبلدنا وحماية أهلنا ومدننا وقرانا ونصرة ثورتنا».

وأضاف: «لنعمل معا ونتعاون على تحويل الجيش السوري الحر في الداخل إلى المؤسسة العسكرية الوطنية البديلة عن جيش العصابة الحاكمة ليكون الضامن الشرعي لحماية الوحدة الوطنية والترابية وحامي مطالب الثورة السورية في الحرية والعدالة والشراكة الوطنية وعماد بناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية».

كما أعلنت القيادة تمسكها بـ«رد الأذى ورفع كل أشكال الظلم التي تعرض لها أهلنا الكرد في سوريا»، مشددة على أنهم سيكونون «أمد الدهر شركاءنا في الوطن وفي التاريخ وفي الحاضر والمستقبل»، وداعية إلى «رفع الظلم والأذى عن الشعب السوري من دون أي تمييز قومي أو ديني أو طائفي».

الأدوية تهرب من لبنان إلى ثوار سوريا كما المخدرات

بعد وصولها إلى الموانئ أو مطار رفيق الحريري

بيروت: سوسن الأبطح

تحول لبنان لمعبر للأدوية والمعدات الطبية نحو سوريا، وهي بعد دخولها الأراضي اللبنانية يتم تهريبها تماما كما أي منتوجات ممنوعة أو محرمة عبر الحدود ليستخدمها الثوار في مستشفياتهم السرية. ويقول أحد الأطباء السوريين المقيمين حاليا في لبنان ويتمكن من الذهاب إلى سوريا بين الحين والآخر لـ«الشرق الأوسط»: «لا فرق بين أدوية الالتهابات والمخدرات بالنسبة للنظام السوري، فالصنفان ممنوع تمريرهما عبر الحدود، ومن يتم القبض عليه متلبسا يتم سجنه وتعذيبه». ويشرح الطبيب الذي رفض الكشف عن اسمه: «الأدوية التي يتم إدخالها إلى سوريا بواسطة الصليب الأحمر اللبناني، تذهب إلى المستشفيات الرسمية. وهذا النوع من المستشفيات، لا يمكن للجرحى الذهاب إليه، لأنه من هناك يتم القبض عليهم وفي أحسن الأحوال تعذيبهم، وربما قتلهم، وهذه حالات شهدناها ونعرفها جيدا». ويضيف: «لذلك فإن المصابين يلجأون إلى المستشفيات الميدانية السرية التي باتت أساسيه وتحل مكان المستشفيات الحكومية، وارتفع عددها إلى العشرات بسبب الحاجة الماسة إليها».

جمعية «هاند إن هاند فور سيريا» التي تأسست في بريطانيا لإعانة السوريين في محنتهم، هي إحدى الهيئات القليلة التي تتمكن من إيصال المساعدات إلى الداخل، عبر الحدود اللبنانية، بسبب علاقاتها المباشرة مع مهربين ومع ثوار في الداخل. أحد الأطباء في الجمعية وصل إلى لبنان منذ أيام ويتحدث عن مساعدات مالية وصلت إلى 150 ألف رطل تمكنت الجمعية من جمعها، لمساعدة العائلات المحتاجة وبلغ عددها أكثر من أربعة آلاف عائلة. ويشرح لنا الطبيب الذي فضل أن يسمي نفسه محمد: «منذ ستة أشهر لا تدفع الدولة رواتب للموظفين، وهو ما أدخل الناس في حالة فقر شديد. نحن في بريطانيا نجمع كل شيء، المواد الغذائية الأدوية، المال، وكل ما يريد أن يتبرع به الناس، وغالبيتهم من العرب والمسلمين». ويشرح الدكتور محمد أن مستوعبات تم شحنها عبر البحر ومساعدات أخرى نقلت جوا إلى مطار رفيق الحريري الدولي.

لكن الدكتور محمد يتحدث عن صعوبات جمة لنقل هذه المساعدات إلى الداخل السوري بعد وصولها إلى لبنان: «أنا هنا لتأمين نقل الشحنات إلى مستحقيها في سوريا. وهو أمر صعب للغاية، والحاجة ماسة إلى كل أنواع الدواء، حيث هناك نقص فادح، سواء في العلاجات أو في المعدات التشخيصية للتصوير بالأشعة أو فحص الدم أو غير ذلك». ويشرح الدكتور محمد: «نضطر لأن نجد مهربين ماهرين، وننقل ما يصل إلى لبنان، صندوقا بعد آخر إلى سوريا. أي إن الأدوية تدخل بالقطارة. النظام يعرف أن مثل هذه الأدوية تصل للثوار ويريد منعها بأي وسيلة».

الطبيب الذي يضطر للعمل مع مهربين على الحدود، يعتبر أنه مضطر للقيام بهذا الدور، ولا خيار غير ذلك، ما دام نقل الدواء جريمة في نظر النظام.

يقول الدكتور محمد: «تمكنت من الدخول إلى سوريا قبل ما يقارب الشهرين، ورأيت بأم العين الحال المزرية للمستشفيات الميدانية. المستشفيات الحكومية في مناطق الاقتتال مثل القصير وحمص تحولت إلى ثكنات عسكرية، لأن لها أسوارا ويمكن للجيش أن يكون آمنا فيها، وترك الناس بلا علاج. لذلك فالمستشفيات الميدانية السرية تتحمل العبء كاملا، فهي لم تعد فقط مكانا لعلاج الجرحى والمصابين، ولكن أيضا تستقبل أصحاب الأمراض المزمنة، مثل مرضى السكر والربو والقلب».

ولكن هل المستشفيات السرية آمنه؟ يقول الدكتور محمد: «قصفت هذه المستشفيات تكرارا، لكن الثوار باتوا يعرفون كيف يختارون الأمكنة الأكثر أمنا، بحيث يتم اختيار موقع محصن تصعب إصابته، له أكثر من مخرج، وثمة شروط أخرى تراعى قبل اختيار الموقع».

ويشرح الطبيب محمد المقيم في بريطانيا، أن الوضع من السوء بحيث أن «ما نقوم به هو جهد فردي بينما يحتاج الأمر إلى مساعدة دول». ويضيف: «ما تزال المساعدات المالية المخصصة للشأن الطبي قليلة وغير كافية. كما أن إدخال المواد بعد وصولها إلى لبنان صعب للغاية. لذلك فما نستطيع إيصاله إلى سوريا عبر المهربين نكتفي به ونوزع الباقي من أطعمة وملابس على النازحين الموجودين في لبنان».

أحمد موسى، من تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان، يقول: «هناك جهات تتكفل بإيصال المساعدات إلى الداخل وهذا لا شأن للتنسيقية به. أما ما يتعذر إيصاله فتتولى تنسيقية اللاجئين توزيعه هنا». وعن العناية الطبية التي تقدم للنازحين في لبنان يقول: «هناك لجنة من 9 أطباء سوريين تستقبل المرضى. أما من يدخلون المستشفيات، فثمة جهات تتولى في كل مرة تكاليف علاجهم. المؤرق في لبنان ليس العلاج – بحسب ما يقول موسى – إنما إيواء النازحين في مساكن ودفع إيجاراتها».

الطبيب السوري محمد، القادم من بريطانيا على أمل إيصال أكبر قدر من المساعدات الطبية إلى مواطنيه، يتحدث عن صعوبات كبيرة في جمع التبرعات داخل بريطانيا، بسبب مخاوف المتبرعين من أن تكون الجمعية ذات توجه سياسي معين. وهذا عائق حقيقي أمام مساعدة السوريين الذين باتوا يعانون من نقص في السيولة كما الغذاء والدواء.

قتال ضار ٍفي ضواحي دمشق وقصف عنيف على حمص ودرعا

بان: الأسد المسؤول الأول عن تغيير المسار في سوريا

                                            تصاعدت حدة الهجمات التي تقوم بها قوات الأسد على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ولا سيما في منطقة دوما القريبة من العاصمة السورية، وحمص التي تعد معقلاً رئيسياً للجيش السوري الحر، ودرعا من حيث انطلقت الشرارة الأولى للثورة قبل سنة وأربعة أشهر.

وأعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس انه “قلق جدا” ازاء ارتفاع حصيلة القتلى في سوريا، محملاً الحكومة السورية “المسؤولية الاولى لتغيير المسار وتطبيق خطة أنان بالكامل” حسبما صرح مساعده اوسكار فرنانديز تارانكو امام اجتماع لمجلس الأمن حول الشرق الاوسط.

وقال الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا امام مجلس الامن الدولي أمس، ان العنف في سوريا “يتصاعد” ما يجعل الوضع خطيرا جدا على المراقبين الدوليين بشكل يمنعهم من العمل. ونقل عن مود قوله ان “العنف يتصاعد” ولذلك لا يمكن ان يقوم المراقبون بدورياتهم بأمان.

مساعد الأمين العام للأمم المتحدة اوسكار فرنانديز تارانكو قال أمس، ان بان يريد من مجلس الأمن ان يتحد لممارسة “ضغط متواصل” على الحكومة السورية لتطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان. وأضاف ان “الامين العام لا يزال قلقا جدا ازاء تكثف اعمال العنف وارتفاع حصيلة القتلى وكذلك استمرار انتهاكات حقوق الانسان وعدم تلبية الاحتياجات الانسانية”. وتابع ان “الوضع في حمص مثير بشكل خاص للقلق”.

وأضاف مسؤول الامم المتحدة أمام مجلس الامن ان “الامين العام شدد تكراراً على ان الحكومة السورية تتحمل المسؤولية الاولى لتغيير المسار ولتطبيق خطة انان بالكامل”. وتابع “هناك حاجة ملحة لجهد موحد فعلياً من قبل المجلس لممارسة ضغط موحد ومتواصل من اجل المطالبة بالالتزام الكامل بالخطة الواقعة في ست نقاط”، وقال “والا فاننا قد نصل الى اليوم الذي سيفوت فيه الاوان على وقف خروج الازمة عن السيطرة”.

وقال تارانكو ان هناك حاليا 86 الف لاجئ سوري في الدول المجاورة وان العدد “يواصل الارتفاع”.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “استمرار القصف المروع على حيي الخالدية وجورة الشياح وأحياء من حمص القديمة والقرابيص في مدينة حمص”.

وتوجه المرصد الى الامين العام للامم المتحدة والامين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مجلس الأمن وكل منظمات حقوق الانسان من اجل “اتخاذ الاجراءات كافة التي توقف عمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها الشعب السوري في حمص”.

وذكر البيان بوجود “اكثر من الف عائلة (في حمص) ممن منعهم استمرار القصف والعمليات العسكرية من مغادرة بيوتهم واحيائهم ويعيشون الان في ظروف انسانية مزرية”.

وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، إن سفينة شحن روسية يعتقد انها تنقل مروحيات قتالية الى سوريا عادت ادراجها بعد وصولها الى المياه البريطانية، مرجحا انها في طريق عودتها الى روسيا.

وكانت السفينة “ام في الايد” التي تملكها بحسب صحيفة “دايلي تلغراف” شركة “فيمكو” الروسية والتي انطلقت من مرفأ كاليننغراد الروسي في البلطيق، توقفت قبالة سواحل اسكتلندا بعد ان ابلغتها شركة “ستاندرد كلوب” البريطانية للتأمين انها ألغت بوليصة تأمينها بسبب مزاعم بأنها تحمل اسلحة مرسلة الى نظام الاسد.

وقال هيغ امام البرلمان “انا مسرور لأن السفينة التي قيل انها تحمل اسلحة الى سوريا، عادت الى روسيا على ما يبدو”.

وتحدث الجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا امام مجلس الامن خلال جلسة مغلقة أمس.

وكان السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار آرو للصحافيين قال ان مود سيقدم “شرحا للوضع وما يعتقد هو ممكن في الايام والاسابيع المقبلة”. واضاف آرو انه اذا حصل “تطور بارز جديد” فسيتم حينئذ سحب المراقبين قبل انتهاء مهمتهم في 20 تموز (يوليو) المقبل، لكن حتى الان الجميع ملتزم بالمهمة.

وأفادت أنباء أن فرنسا ستتقدم بمشروع لإلزام أطراف النزاع بتطبيق خطة الموفد الدولي كوفي انان تحت الفصل السابع.

وأعلن متحدث باسم البنتاغون أمس، ان روسيا تستعد لارسال ثلاث سفن تقول موسكو انها تنقل امدادات الى مرفأ طرطوس السوري وهو القاعدة الروسية الوحيدة في البحر الابيض المتوسط.

وقال الكابتن جون كيربي للصحافيين “ليست لدينا اية مؤشرات تدل على ان السفن والمعدات سترسل الى سوريا لاسباب اخرى غير تلك التي تحدث عنها الروس اي لنقل الامدادات وللمساعدة في احتياجات حماية القوات هناك في القاعدة”. واضاف “المواطنون الروس تعرضوا للتهديد في سوريا، والهدف المعلن (لموسكو) هو ارسال السفن هو لاسباب الحماية. ونحن نعتقد ان الامر كذلك”.

وذكر مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن هويته ان السفن الثلاث برمائية.

وكان مصدر في قيادة اركان البحرية الروسية قال لوكالة “انترفاكس” ان روسيا تستعد لارسال سفينتين حربيتين برمائتين الى مرفأ طرطوس. ونقلت “انترفاكس” عن مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته في هيئة اركان البحرية ان “سفينتي انزال كبيرتين هما نيكولاي فلتشنكوف وتسيزار كونيكوف تستعدان للتحرك الى طرطوس خارج اطار برنامجهما”. وتابعت “انترفاكس” ان السفينتين ستنقلان عددا “كبيرا” من البحارة.

ميدانياً، تواصلت اعمال القصف والاشتباكات أمس في مدينة حمص في وسط سوريا بشكل خاص، في وقت سقط 58 قتيلا في اعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان عن “استمرار القصف المروع على احياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء من حمص القديمة والقرابيص في مدينة حمص”، وهو قصف مستمر منذ اسابيع.

ويترافق القصف مع اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا عمرو في حمص، بحسب ما ذكر المرصد وقائد ميداني في الجيش الحر.

وقال قائد كتيبة في الجيش الحر ناصر نهار “المعارك محتدمة جدا”، مشيرا الى انها مستمرة منذ ايام.

وأضاف “لا نزال نقاتل، لكننا لم ندخل بابا عمرو بعد. هدفنا هو استعادة الحي” الذي تحول رمزا للمقاومة ضد نظام الاسد والذي قتل فيه المئات في معارك وحملات قصف استمرت اكثر من شهر.

وتعرضت مدينة الرستن في محافظة حمص “لقصف بالطائرات الحوامة من قوات النظام التي تحاول السيطرة على المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ شهر شباط (فبراير)” الماضي بحسب المرصد، ما تسبب بمقتل شخص.

وقتل ثلاثة مواطنين في اطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية لحي الجورة في مدينة الزور.

في ريف دمشق، قتل خمسة اشخاص بينهم طفل في اطلاق نار وقصف على مدينة دوما التي تتعرض للقصف منذ اكثر من ستة ايام. كما طاول القصف ايضا قرية بدا في منطقة القلمون.

في مدينة حماة (وسط)، قتل ثلاثة مواطنين اثر اطلاق نار ترافق مع قصف واشتباكات.

في محافظة درعا (جنوب)، وقعت اشتباكات في بلدة نوى بين قوات النظام السورية ومقاتلين معارضين. وقتل مواطن في بلدة النعيمة التي تعرضت للقصف من قوات النظام السورية.

وشهدت مدينة درعا سقوط قذائف هاون مصدرها قوات النظام التي اشتبكت مع مقاتلين معارضين في المدينة، وسقط ما لا يقل عن 17 عنصرا من القوات النظامية اثر اشتباكات في محافظات حماة ودير الزور وحلب ودرعا وريف دمشق.

(ا ف ب، رويترز)

مقتل 19 شخصاً في سوريا اليوم بينهم رجل دين شيعي

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 19 شخصاً على الأقل قتلوا اليوم في اعمال عنف في سوريا، بينهم عدد كبير من العسكريين ورجل دين شيعي.

وأوضح المرصد في بيان تلقت وكالة “فرانس برس” نسخة منه أن مسلحين مجهولين أقدموا على اغتيال رجل دين شيعي في منطقة السيدة زينب، في ريف دمشق، مشيراً إلى أن “مواطناً قتل إثر إطلاق نار عليه من قبل حاجز للقوات النظامية” في مدينة حرستا، في ريف دمشق، في حين “استشهد ضابط منشق متاثراً بجراح اصيب بها إثر تعرضه لمحاولة اغتيال”.

وفي دير الزور (شرق)، قتل مواطن في حي القصور إثر اصابته برصاص قناصة، في حين انفجرت سيارة مفخخة عند منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء، عند حاجز للقوات النظامية في سرمين، في ريف إدلب، ما اسفر عن سقوط خمسة جنود.

وأفاد المرصد أيضاً عن سماع أصوات انفجارات شديدة في مدينة معرة النعمان تترافق مع سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف.

وفي ريف حماة، قتل رجل وزوجته إثر قصف تعرضت له بلدة اللطامنة صباحاً، كما قتل ثلاثة جنود خلال اشتباكات في كرناز التي قصفتها القوات النظامية، ما أدى إلى إصابة ثمانية مواطنين بجروح فيها.

وتتعرض بلدة قلعة المضيق لإطلاق نار من رشاشات وسقوط قذائف من الحواجز المحيطة في البلدة، كما تعرضت عدة بلدات في سهل الغاب للقصف كذلك، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن القوات النظامية اقتحمت أجزاء من حي جنوب الملعب في مدينة حماة، حيث سُمعت أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة وانفجارات فيه، كما دارت اشتباكات عنيفة مساء الثلاثاء استمرت حتى فجر اليوم في أحياء عدة في المدينة التي تعرض بعضها لقصف بقذائف الهاون.

وفي ريف اللاذقية (غرب)، “دارت اشتباكات ليل الثلاثاء استمرت حتى الفجر بين عدد من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في قرية مرج الزاوية بجبل الاكراد، أسفرت عن مقتل خمسة مقاتلين من الكتائب الثائرة وسقوط العشرات من القوات النظامية بين قتيل وجريح”. كما تم تدمير مبنين للقوات النظامية كانت تستخدمهما لقصف قرى جبل الاكراد بالهاون وجرت اشتباكات مع عناصر المبنى الثالث و”اسر عدة جنود بينهم ضابط”.

(أ.ف. ب.)

63 قتيلا بسوريا واستمرار حصار حمص

                                            أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 63 شخصاً قتلوا بنيران الجيش السوري أمس معظمهم في حمص وريف دمشق، بينما تواصلت الحملة العسكرية التي يشنها الجيش النظامي ضد المدن الثائرة على نظام الرئيس بشار الأسد، في وقت ما زال فيه آلاف المدنيين محاصرين في مدينة حمص التي يسميها الناشطون “عاصمة الثورة”.

وبحسب الشبكة، فقد سقط 21 قتيلا في حمص وعشرون في ريف دمشق وسبعة في حماة وأربعة في اللاذقية وثلاثة في دير الزور واثنان في كل من درعا وحلب وقتيل في كل من السويداء والحسكة.

كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن الجيش قصف مدينتيْ الرستن وتلبيسة وعدة أحياء في حمص، وبصرى الشام ودرعا البلد والنعيمة بمحافظة درعا. وفي ريف دمشق تعرضت بلدتا دوما وهَريرَة لقصف من الجيش، فيما سقط قتلى إثر استهداف الأمن مشيعين في حي الجورة بدير الزور.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان استمرار القصف العنيف على أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء من حمص القديمة والقرابيص في مدينة حمص حيث قتل شخصان، أحدهما مقاتل معارض.

وتوجه المرصد إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مجلس الأمن وكل منظمات حقوق الإنسان من أجل “اتخاذ الإجراءات كافة التي توقف عمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها الشعب السوري في حمص”.

وذكّر البيان بوجود “أكثر من ألف عائلة (في حمص) ممن منعهم استمرار القصف والعمليات العسكرية من مغادرة بيوتهم وأحيائهم ويعيشون الآن في ظروف إنسانية مزرية”.

دمشق تتهم

وفي المقابل، اتهمت السلطات السورية “مجموعة إرهابية مسلحة” بعرقلة خروج المواطنين المحاصرين تحت القصف من حمص، مؤكدة أنها بذلت كل مساعيها مع المراقبين الدوليين لإخراجهم إلى أماكن آمنة.

وكان قائد بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود قد عبر عن قلقه على سلامة المدنيين المحاصرين في حمص، ودعا طرفي النزاع للسماح بخروج النساء والأطفال والمسنين والجرحى من أماكن الاقتتال.

يذكر أن عشرات الآلاف من سكان المدينة فروا لمناطق أخرى، فيما يواجه عشرات المصابين بالمدينة خطر الموت بسبب نقص المعدات الطبية.

دمار ومظاهرات

من جهة أخرى أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت، حجم الدمار الذي لحق بمدينة دوما في ريف دمشق، بسبب القصف العنيف والمتواصل على المنطقة طوال الأيام الماضية.

وأفاد الناشطون بسقوط قتلى وجرحى بنيران جيش النظام، إضافة إلى نزوح عدد كبير من الأهالي.

كما بث ناشطون صورا على الإنترنت لمظاهرات خرجت في سوق مدحت باشا والميدان ومناطق أخرى في العاصمة دمشق.

وقال الناشطون إن هذه المظاهرات هي نصرة لريف دمشق الذي يتعرض لحملة عسكرية أمنية هي الأعنف.

الغرب وروسيا يبحثون مصير الأسد

                                             بحث قادة الدول الغربية مصير الرئيس السوري بشار الأسد كحل لإخراج سوريا من دوامة العنف التي تمر بها منذ أكثر من 15 شهرا، ففي حين رأت كل من واشنطن ولندن وباريس وبرلين وأنقرة ضرورة تنحي الأسد لتحقيق انتقال سلمي للسلطة وإنهاء الأزمة السورية، رأت موسكو أن الشعب السوري هو من يقرر مصير الأسد.

وعلى هامش قمة دول العشرين في المكسيك أكد قادة غربيون حدوث “تحول إيجابي”  بموقف موسكو الداعم للأسد، فيما تدور التكهنات بشأن الأسباب الحقيقة للزيارة التي تقوم بها مستشارة الأسد الإعلامية بثينة شعبان لموسكو.

فبعيدا عن الحلول العسكرية أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه اتفق مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماعهما على هامش قمة العشرين على أهمية الانتقال السياسي السلمي للسلطة في سوريا لإنهاء العنف الدائر هناك، و”إيجاد حكومة تعبر عن إرادة الشعب السوري”.

 واعتبر أوباما أن الأسد بات فاقد للشرعية وأنه من المتعذر تصور أي حل للعنف في سوريا يبقيه بالسلطة، ومع أنه سلم بأن روسيا والصين لم تنضما إلى أي خطة لإبعاد الأسد عن السلطة، إلا أنه شدد على أنهما تدركان مخاطر حرب أهلية شاملة بالبلاد.

الموقف الروسي

في الأثناء اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن السوريين هم الذين يجب أن يقرروا هل يبقى الأسد في السلطة أم لا، وذلك بعد وقت قصير من تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أكد فيها أن بوتين لا يريد أن يبقى الأسد بالحكم.

حيث قال كاميرون للصحفيين على هامش اجتماعات المكسيك “ما زالت هناك خلافات بشأن تسلسل وشكل المرحلة الانتقالية، لكنه شيء موضع ترحيب أن الرئيس بوتين أوضح أنه لا يريد بقاء الأسد في الحكم في سوريا”، يذكر أن روسيا والصين عارضتا أي تدخل خارجي عسكري في سوريا، كما عطلتا بـ (الفيتو) قرارين لمجلس الأمن يتضمنان عقوبات إضافية ضد دمشق، وتمسكتا منذ اندلاع الأزمة في سوريا في 15مارس/أذار 2011 بضرورة إيجاد مخرج سياسي.

وفي السياق ذاته أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن روسيا “تلعب دورها” من أجل تحقيق العملية الانتقالية في روسيا بما يتضمن رحيل الأسد، مضيفا بمؤتمر صحفي على هامش قمة المكسيك “الذين يذبحون شعبهم حاليا لا يمكن أن يكونوا مستقبل سوريا”.

وكانت روسيا قد أظهرت ليونة تجاه تمسكها بالأسد  قبل نحو أسبوعين وذلك على لسان  جينادي جانيلوف نائب وزير الخارجية ، الذي أبدى بعد محادثات مع المبعوث العربي والأممي لسوريا كوفي أنان استعداد بلاده  لبحث خروج الأسد من السلطة إذا كان ذلك نتيجة لحوار سياسي سوري دون تدخل أجنبي، ونقلت عنه وكالة إيتار تاس آنذاك إن روسيا لم تقل قط بضرورة بقاء الأسد في السلطة أو اشترطت ذلك كنتيجة لهذه العملية السياسية.

ورأى جانيلوف آنذاك أنه من غير المرجح أن تنجح في سوريا خطة لانتقال السلطة على غرار ما حدث في اليمن لأن كثيرين من خصوم الأسد غير مستعدين للتفاوض مع حكومته.

من جهة أخرى ثارت تكهنات واسعة بشأن زيارة بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للأسد لموسكو في هذا الوقت، وبينما تحدثت مصادر عن رغبة السلطات السورية البحث مع موسكو آلية تنحي الأسد عن السلطة، التزمت مصادر سورية الصمت، ولم يصدر عن شعبان بموسكو سوى تصريحات تنفي فيها شائعات حول مخطط لمناورات عسكرية صينية إيرانية روسية ستجري في سوريا.

البنتاغون: الجيش الروسي يستعد لإرسال 3 سفن لسوريا

موسكو تسعى إلى توفير الحماية لمنشآتها البحرية في ميناء طرطوس

العربية.نت

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أن الجيش الروسي يعد لإرسال 3 سفن إلى سوريا، لكنها أشارت إلى أن نية موسكو المعلنة هي إرسال إمدادات وأفراد إلى منشآتها البحرية في ميناء طرطوس على البحر المتوسط.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، الكابتن جون كيربي، “ليس لدينا ما يشير إلى أن هذه السفن وتلك المواد ترسل إلى سوريا لأي غرض غير ما أقر به الجيش الروسي نفسه”، بحسب تقرير لوكالة “رويترز” اليوم الأربعاء.

وأضاف: “المواطنون الروس مهددون في سوريا، ونية موسكو المعلنة هي حماية القوة الروسية الموجودة في سوريا”.

وقال كيربي، أمس الثلاثاء، “إن هذه السفن منفصلة عن سفينة شحن رُصدت قبالة سواحل بريطانيا” واجتذبت اهتمام وسائل الإعلام العالمية”. وحَوَلت تلك السفينة، التي من المعتقد أنها تحمل أسلحة روسية الى سوريا، مسارها عائدة فيما يبدو إلى روسيا.

وأفادت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء، الاثنين الماضي، أن روسيا تعد لإرسال قوة من مشاة البحرية الى سوريا، تحسبا لاحتمال أن تحتاج الى حماية أفرادها وإزالة معدات من المنشأة البحرية.

الملك عبدالله الثاني يحذر من كارثة في سوريا

أكد أن الوضع مفتوح على كل الاحتمالات مشدداً على التمسك بخطة عنان

العربية.نت

حذر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني من “تداعيات كارثية” يمكن أن يسببها استمرار سفك الدماء في سوريا، داعياً إلى حل سياسي يحفظ وحدة تراب سوريا وشعبها ويتضمن “عملية سياسية تستجيب لطموحات الشعب السوري بالإصلاح”.

كما أعرب في حديث لصحيفة “الحياة” في ختام زيارة لبريطانيا تركزت المحادثات خلالها على التطورات في الشرق الأوسط، خصوصاً في سوريا، عن اعتقاده بأن مبادرة المبعوث الأممي – العربي كوفي عنان “لا تزال الأقدر على بلورة سيناريو شامل للحل”، لافتاً إلى أن الوضع “مفتوح على كل الاحتمالات” وأن “نافذة الحل والخروج من الأزمة آخذة بالانكماش. وعلى الجميع التنبه إلى خطورة التطورات والانزلاق نحو حرب أهلية”.

وأكد أن لا بديل من الحل السياسي “لأن التدخل العسكري يعقد الوضع ويزيد من مخاطر الانفلات الأمني الشامل في المنطقة”، مشيراً إلى أن حوالي 120 ألف سوري غادروا بلادهم إلى الأردن منذ بدء الأزمة.

ورداً على سؤال عما إذا كان على اتصال مع الرئيس بشار الأسد، قال: “حالياً ليس هناك اتصال شخصي ومباشر بالرئيس بشار الأسد وآخر اتصال كان منذ مدة ومع بداية الأزمة في سوريا… وللأسف رأينا الوضع في سوريا يتجه نحو الأسوأ منذ ذلك الحين”.

أما في الشأن الداخلي، فلفت إلى “أثر الربيع العربي الإيجابي على تسريع وتيرة الإصلاح بأبعاده المختلفة في الأردن بالإضافة إلى وجود مناخ عام في محيطنا والمنطقة شكل حافزاً للتطوير والتحديث”. وأضاف: “أنا مع شعبي في قارب واحد من حيث القناعة والإيمان بأن الإصلاح الشامل هو غايتنا التي لن نحيد عنها وسنحقق أهدافها بإذن الله”.

كما أعرب عن أمله بإجراء انتخابات نيابية نزيهة وشفافة في نهاية العام الحالي، وللمرة الأولى تحت إشراف هيئة مستقلة.

في حمص: مادمنا قادرين على الركض نستطيع تأمين الخبز

السكان ينزحون تاركين أماكنهم وبيوتهم للقناصة

العربية.نت

الأوضاع في حيّنا مقبولة حتى الآن، أي لسنا بسوء الأحياء الأخرى فمادمنا قادرين على الركض نستطيع الحصول على رغيف الخبز, القناص هو قلقنا الوحيد لأن أصوات الانفجارات والرشاشات والقنابل تعودنا عليها وأصبحت كتكّات ساعة تعمل خارج الزمان والمكان.

ولكنهم اقتربوا, أصبحوا مقابلنا, بعتادهم ووجوههم القاسية. وضعوا متاريسهم وتمركزوا, ودبّ الذعر بين الناس في حيّنا الواسع لمجرد وجودهم وبدأوا بالنزوح. شعرت بالأسى والحزن وشيء من الخوف لمشهد هروبهم, قلنا لن نهرب وسأبقى أحارب خوفي بخروجي المعتاد الى شرفة شقتنا لأسقي أحواض الحبق وسأتابع حياتي أمام مرأى أنظارهم, وبالرغم من مشاعر الغضب تجاههم لم أنسَ لحظة أنهم شباب من بلدي, إنهم سوريون.

حتى جاءت لحظة خروج بضع عائلات نازحة كانوا اضطروا للمكوث في البناء أمامنا, بعد تهديم منازلهم وتهجيرهم، وها هم يضطرون للنزوح مرة أخرى وإخلاء المكان للقناصة. وهنا شاهدت لوحة إنسانية جعلتني أبكي, فلدى جمع الأهالي لأشيائهم القليلة استعداداً للرحيل خرج أطفالهم ووقفوا مع بعض العناصر الذين قضوا معهم ليلة واحدة يبدو أنها أرست صداقة بينهم, ولمّا ضرب أحد الأطفال عنصراً بعصاً بقصد اللعب ارتعبت على الطفل ولكن ما رأيته أدهشني عندما ركض هذا العنصر نحو الطفل واحتضنه ورفعه عالياً وأخذ يلاعب بقية الأطفال ويقبلهم عند رحيلهم. بكيت على إنسانيتهم المكبوتة والتي يسلبها منهم كرسي شرير, وتأملت خيراً من هذه الإنسانية التي طفحت من ذلك العنصر للحظة. ولكن وللأسف وعند الساعة العاشرة ليلاً من نفس اليوم بدأوا بتوجيه رصاصاتهم نحو منزلنا, المنزل الوحيد الذي مازالت تدبّ الحياة أمام ناظرهم, اختبأنا ولم ننم طوال الليل.

وفي الصباح خرجت إلى الشرفة ورأيت رصاصهم فشكرت الله أولاً لأن أحد منّا لم يُصب بأذى، وفجأة انتابتني موجة غضب ونظرت تجاههم ولوّحت بيدي أسألهم لماذا. قررت النزول والكلام معهم, ترددت, خفت منهم لكنني عدت وتذكرت تلك الصورة للعنصر يلاعب ويحتضن الأطفال فعاودتني الشجاعة. أخذت نفساً عميقاً لأهدأ وتوجّهت اليهم, كنت أشعر وكأنني أعبر حدوداً الى بلد عدو ولكنني عدت وقلت لنفسي لا إنهم سوريون من بلدي, وصلت وفاجأتهم بسؤالي: هل كان يوجد عصابات مسلحة هنا ليلاً؟ فأجابوا: لا. فقلت: لماذا إذا..!

تفحصت وجوههم، فيما بعد نسيت ملامح أغلبهم إلا اثنين منهم لن أنساهما ابداً, أحدهما كان ينظر إليّ وكأنه يقول لي أنا أنتمي إليكم أما الأخر فنظراته لم تفارقني حتى اللحظة فكان ينظر إليّ بقسوة وكأنه يقول لي سأطلق النار عليكم مرة اخرى!

لكنني عدت وخرجت إلى الشرفة لأسقي أحواض الحبق ومازلت أسقيها بالرغم من وحشيتهم.

المرصد:مقتل 20 جنديا بمعارك باللاذقية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 20 جنديا سوريا و5 مسلحين من المعارضة،الأربعاء، في معارك عنيفة اندلعت بين الجانبين في ريف اللاذقية، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن المعارك الت اندلعت ليلا في منطقة جبل الأكراد واستمرت حتى الفجر، أسفرت أيضا عن إصابة “عشرات الجنود” بجروح.

وتم تدمير مبنيين للقوات النظامية كانت تستخدمهما لقصف قرى جبل الأكراد بالهاون، وجرت اشتباكات مع عناصر المبنى الثالث و”أسر عدة جنود بينهم ضابط”.

بهذا ترتفع إلى 39 على الأقل حصيلة القتلى الذين سقطوا الأربعاء في سوريا، هم 29 جنديا نظاميا و6 من مسلحي المعارضة و5 مدنيين، حسب المرصد.

وفي مدينة حرستا بريف دمشق، “قتل مواطن إثر إطلاق نار من قبل حاجز للقوات النظامية”، كما “استشهد ضابط منشق متأثرا بجراح أصيب بها إثر تعرضه لمحاولة اغتيال”، وفقا للمرصد الذي أفاد أيضا بقتل مدني في حي القصور إثر إصابته برصاص قناصة.

وفي ريف إدلب، انفجرت عند منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء سيارة مفخخة عند حاجز للقوات النظامية في سرمين، ما أسفر عن سقوط 5 جنود، بحسب المرصد.

وأفاد المرصد أيضا عن سماع أصوات انفجارات شديدة في مدينة معرة النعمان تترافق مع سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف.

وفي ريف حماة، قتل رجل وزجته إثر قصف تعرضت له بلدة اللطامنة صباحا، كما قتل 3 جنود خلال اشتباكات في كرناز التي قصفتها القوات النظامية، ما أدى إلى اصابة 8 مواطنين بجراح فيها.

في غضون ذلك، تعرضت بلدة قلعة المضيق لإطلاق نار من رشاشات وسقوط قذائف من الحواجز المحيطة في البلدة، كما تعرضت عدة بلدات في سهل الغاب للقصف كذلك، حسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له.

وفي حماة، اقتحمت القوات النظامية أجزاء من حي جنوب الملعب، حيث سمعت أصوات إطلاق من رشاشات ثقيلة وانفجارات، كما دارت اشتباكات عنيفة مساء الثلاثاء استمرت حتى فجر الأربعاء في عدة أحياء بمدينة حماة، التي تعرض بعضها لقصف بقذائف الهاون.

ويأتي ذلك غداة قرار الأمم المتحدة الإبقاء على بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، رغم تصاعد العنف الذي أجبر البعثة على وقف عملياتها.

وفرضت الأزمة السورية نفسها على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس في المكسيك، إلا أن روسيا والصين لا تزالان ترفضان الالتزام بموقف دولي للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

سوريا.. 63 قتيلا وقلق من ارتفاع الضحايا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 63 سوريا، الثلاثاء، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ولجان التنسيق المحلية، في وقت أعلن مسؤول كبير، أمام مجلس الأمن، أن الأمين العام للأمم المتحدة “قلق جدا” إزاء ارتفاع حصيلة القتلى في سوريا.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، أوسكار فرنانديز تارانكو، أمام المجلس، أن بان كي مون يريد من مجلس الأمن الدولي أن يتحد لممارسة “ضغط متواصل” على الحكومة السورية لتطبيق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.

وأضاف أمام اجتماع للمجلس حول الشرق الأوسط أن “الأمين العام لا يزال قلقا جدا إزاء تكثف أعمال العنف وارتفاع حصيلة القتلى، وكذلك استمرار انتهاكات حقوق الإنسان وعدم تلبية الاحتياجات الإنسانية”. وتابع أن “الوضع في حمص مثير بشكل خاص للقلق”.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “أكثر من ألف عائلة (في حمص) منعهم استمرار القصف والعمليات العسكرية من مغادرة بيوتهم وأحيائهم، ويعيشون الآن في ظروف إنسانية مزرية”.

واتهمت دمشق “مجموعة إرهابية مسلحة” بعرقلة خروج المواطنين المحاصرين تحت القصف من حمص، مؤكدة أنها بذلت كل مساعيها مع المراقبين الدوليين لإخراجهم إلى أماكن آمنة.

وأضاف مسؤول الأمم المتحدة أن “الأمين العام شدد تكرارا على أن الحكومة السورية تتحمل المسؤولية الأولى لتغيير المسار وتطبيق خطة أنان بالكامل”.

وتابع: “هناك حاجة ملحة لجهد موحد فعليا من قبل المجلس لممارسة ضغط موحد ومتواصل من أجل المطالبة بالالتزام الكامل بالخطة الواقعة في ست نقاط”. وقال: “وإلا فاننا قد نصل إلى اليوم الذي سيفوت فيه الأوان على وقف خروج الأزمة عن السيطرة”.

مود يتحدث أمام “الأمن”

وسيتحدث الجنرال روبرت مود، رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، أمام مجلس الأمن خلال جلسة مغلقة عند الساعة 20:00 ت.غ. وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار آرو للصحافيين إن مود سيقدم “شرحا للوضع وما يعتقد هو ممكن في الأيام والأسابيع المقبلة”.

وتشكك بعض الدول الغربية في مستقبل بعثة الأمم المتحدة التي علقت دوريات مراقبيها الـ300 غير المسلحين السبت بسبب تصاعد وتيرة العنف.

وأضاف آرو أنه إذا حصل “تطور بارز جديد” فسيتم حينئذ سحب المراقبين قبل انتهاء مهمتهم في 20 يوليو، لكن حتى الآن الجميع ملتزم بالمهمة.

وقال آرو إن هناك حاليا 86 ألف لاجئ سوري في الدول المجاورة، وإن العدد “يواصل الارتفاع”. وحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أوقعت أعمال القمع والمعارك بين الجيش والمعارضة 3353 قتيلا منذ 12 أبريل الماضي، تاريخ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ والذي تكمن مهمة المراقبين في التثبت منه.

وقتل حوالى 14500 شخص في سوريا منذ بدء حركة الاحتجاجات الشعبية في منتصف مارس 2011 التي ووجهت بحملة قمع عنيفة ثم طورت إلى نزاع عسكري دام.

هيئة التنسيق السورية: لجنة تقنية غير سياسية تمثّل كل القوى تُحضّر لمؤتمر توحيد المعارضة

روما (19 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد قيادي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة أن أطراف المعارضة المشاركة في لقاء اسطنبول الذي يمهد لمؤتمر لتوحيد المعارضة والمزمع عقده في القاهرة نهاية الشهر، وافقت على تشكيل لجنة تقنية غير سياسية لإعداد مشاريع أوراق سياسية وتصورات تنظيمية ستقدَّم إلى مرجعيات القوى السياسية التي ستُدعى للمشاركة في المؤتمر تضمن تقديم مختلف وجهات نظر قوى المعارضة السورية، وأكّد على وجود توافق بين سبعة تيارات سياسية في الداخل على الأقل حول الأوراق السياسية المشار إليها

وكانت اسطنبول قد استضافت قبل أيام ممثلين عن قوى المعارضة السورية تلبية لدعوة من الحكومة التركية والجامعة العربية وفريق مكتب المبعوث الأممي العربي الخاص بسورية كوفي أنان، للتداول بشأن التحضير لمؤتمر المعارضة السورية المقرر عقده بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة

وحول موقف الهيئة من اللقاء التشاوري لأطراف المعارضة السورية الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي باسطنبول، قال رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الهيئة عبد العزيز الخيّر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “لقاء اسطنبول هو لقاء بين أطراف من المعارضة السورية، والهيئة اتخذت قرار المشاركة به، ولم تتخذ موقفا سلبيا منه، وشكّلت وفداً لكنه لم يتمكن من الوصول، وفي الحقيقة كان أصدقاء الهيئة موجودين فيه وهم من المنسجمين مع طروحات الهيئة وتوجهاتها، وهذا اللقاء لم يأخذ صيغة اللقاء الرسمي، فوفق صيغة الدعوة كان لقاءً غير رسمي لتبادل الآراء والأفكار، وغير مخوّل باتخاذ توصيات أو قرارات” حسب قوله

وضم اللقاء ممثلين عن مختلف أطياف المعارضة السورية كالمجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي والمنبر الديمقراطي وغيرها من القوى السياسية السورية المعارضة

وعن نتائج هذا اللقاء أضاف الخيّر “حاولت بعض الأطراف، أن تفرض على اللقاء أبعاداً ليست له أصلاً، وأن تستصدر قرارات لتشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر المقرر عقده للمعارضة السورية تحت قبة الجامعة العربية وفق قرارات الجامعة القديمة وبالانسجام مع مشروع كوفي أنان أيضاً، وبالتشاور مع أصدقائنا رفضنا أن يفوّض اللقاء نفسه بأية صلاحيات غير متفق عليها مسبقاً، ووافقنا في النهاية على تشكيل لجنة من الخبراء (التكنوقراط) لإعداد مشاريع أوراق سياسية وإعداد تصورات تنظيمية عن كيفية عقد المؤتمر المزمع في القاهرة، هذه الأوراق السياسية كلّفت بها لجنة تقنية وليست سياسية وستقدَّم إلى مرجعيات القوى السياسية التي ستُدعى للمشاركة في مؤتمر المعارضة في القاهرة، لتقرها أو تعدّلها أو تقترح بدائل عنها، على أن يتم تقديم مختلف وجهات النظر في مؤتمر المعارضة المقبل” وفق تعبيره

وكانت الأمانة العامة للجامعة العربية أعلنت أن أطراف المعارضة السورية اتفقت على تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد للمؤتمر على أن تباشر أعمالها خلال الأيام القليلة المقبلة بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة للجامعة وجميع أطراف المعارضة السورية، وأن تتولى اللجنة إعداد قائمة المشاركين وجدول الأعمال ومشاريع الوثائق المختلفة التي ستعرض على المؤتمر

وحول قدرة هذه اللجان على تحضير البرامج والمقترحات المطلوبة خلال الأسبوعين المقبلين قال القيادي في الهيئة “هذه المسألة غير سهلة على الإطلاق، خاصة وأن بعض الأطراف حاولت أن تعود إلى الطروحات والادعاءات القديمة التي ثبت فشلها على الأرض، وأمام اللجان مهمة صعبة، وعلى اللجان أن تضمن الموضوعية لتقديم مشاريع قابلة للنجاح وأن تأخذ بالاعتبار الإشكالات الحقيقية على أرض الواقع، ونجاحها يتوقف على ما ستصل إليه اللجان من تفاهمات في الحقل السياسي وفي الحقل التنظيمي” أيضاً

وقالت الجامعة العربية إن المعارضة السورية اتفقت في لقاء اسطنبول على دعم أية مبادرة دولية تهدف إلى وقف القتال وضمان رحيل الرئيس السوري ونظامه وتفضي إلى مفاوضات على عملية سياسية تضمن الانتقال السلمي للسلطة

وحول المساعي لوحدة المعارضة في الداخل قال الخيّر “نحن في هيئة التنسيق لدينا مفهوم مبدئي وثابت ومدرك تماماً لأهمية إيجاد قواسم مشتركة لعمل المعارضة السورية، ونعمل بكامل جهدنا مع مختلف القوى داخل البلاد من أجل توحيد المعارضة في الداخل أو إيجاد لقاء يعبّر تماماً عن التكامل الحر بينها”، وأوضح “هناك وثيقة سياسية وقعتها حتى الآن سبعة أطراف شاركت في المفاوضات ونحن بانتظار موقف ثلاثة أطراف أخرى شاركت في التفاوض حول الأوراق السياسية المشار إليها، وتمضي الهيئة بمساع متأنية ولكنها دؤوبة من أجل تحقيق تفاهم راسخ بين أطراف المعارضة” في الداخل والخارج

ولفت عضو المكتب التنفيذي للهيئة إلى موقف تسرّع بعض الأطراف الإقليمية في تحقيق وحدة بين أطراف المعارضة السورية وقال “يلفت انتباهنا أن بعض الجهات الإقليمية بشكل خاص تحاول إيجاد شكل ما من أشكال اللقاء بين أطراف المعارضة دون الاهتمام الكافي بجدية الأسس التي يقوم عليها هذا اللقاء، أو التوصل إلى مواقف مشتركة وثابتة، في الحقيقة يلفت الانتباه هذا الاستعجال، بل إنه استعجال يثير القلق مما يمكن أن يخفيه” حسب قوله

معارضون سوريون يرفضون الحوار مع الأسد ويريدون الحل السلمي

بروكسل (19 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر كل من المعارضين السوريين كمال اللبواني وهيثم المالح عن رفض المعارضة السورية للحوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وعن الرغبة في الانتقال بشكل حقيقي نحو مجتمع ديمقراطي تعددي

وكان اللبواني والمالح يناقشان مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي آفاق الحل في سورية، خلال جلسة دعا إليها البرلمان وحضرها أيضاً هيغ ميغاريللي مدير قسم الشرق الأوسط في إدارة الشؤون الخارجية في المجلس الوزاري الأوروبي

وشدد كمال اللبواني على ضرورة دعم حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، وزيادة الضغوط على الرئيس الأسد، مشيراً إلى أن ضرورة أن تبقى كل الإحتمالات موجودة على الطاولة في سبيل دعم حق الشعب السوري في الانتقال إلى الديمقراطية. وقال اللبواني “عندما يتحرر السوريون سيكونون أصدقاء جيدين لأوروبا”

ورأى اللبواني أنه “في غياب أفق الحل السياسي وتعذر الحل العسكري، لا بد من تقوية المعارضة السورية في الداخل لتستطيع أن تخلق توازناً في القوى وتفرض رحيل الأسد، وبعد ذلك يبدأ الحوار بين مختلف الأطراف السورية”، حسب رأيه. وأشار إلى حاجة سورية لقوات حفظ سلام تحدد مهامها بشكل دقيق من قبل الأمم المتحدة

وأقر المعارض بوقوع جرائم على يد مجموعات معارضة، ولكنه ألقى باللوم في ذلك على غياب العدالة، مؤكداً أن النظام السوري هوالمسؤول عن غياب العدالة وهو المسؤول عن حدوث جرائم بحق الكثير من أبناء الشعب السوري، “وهو أمر يشعرني بالخجل”، وفق كلامه

وحول كيفية التعامل مع روسيا، قال اللبواني إنه تحدث مع مسؤولين روس في السابق واستنتج أن انهم لا يملكون مصالح هامة فعلاً في سورية، فـ”هم يريدون معاقبة الغرب على ما حصل في ليبيا والعراق، كما أنهم يريدون جر الغرب إلى مفاوضات والحصول على ثمن لتغير موقفهم من سورية”، على حد وصفه

واعتبر المعارض السوري أن ما تقوم به روسيا هو شأن بينها وبين الأطراف الغربية وليست سورية إلا ذريعة لذلك

أما الحقوقي السوري المعارض هيثم المالح، فقد ركزعلى أن المعارضة السورية في الداخل والخارج موحدة على أمور أساسية هي إسقاط النظام وبناء دولة ديمقراطية وتعددية وضمان استقلالية السلطة القضائية. ورأى المالح أن الخلاف بين المعارضة قائم على أمور فرعية مثل مسألة تسليح الجيش الحر.

وفند كافة الدعوات القائلة بضرورة توحيد المعارضة السورية، وتساءل “هل تريدون منا الإنصهار في كيان سياسي واحد، وإعادة إنتاج حزب بعث جديد”، حسب قوله

وأشار إلى أن مختلف أطياف المعارضة السورية تعمل الآن على إعداد رؤية سياسية مشتركة سيتم التوقيع عليها قريباً في القاهرة برعاية الجامعة العربية

ورفض المالح أي حديث عن حرب طائفية في سورية، وقال “إن النظام القائم هو الذي خلق المشكلة الطائفية وهي بالأساس بعيدة عن تركيبة المجتمع السوري، الذي عاشت مختلف مكوناته العرقية والدينية لمدة قرون بسلام”، على حد وصفه

وذهب المشاركون بالجلسة إلى حد الحديث عن ضرورة التلويح بحل يماثل ما حدث في البوسنة عندما تدخل حلف شمال الأطلسي، ناتو، واعتبروا أنه قد “يكون هذا الأمر ممكناً في حال فشلت كافة الجهود الرامية إلى إقناع الأسد بالتنحي”، حسب كلامهم

وطالب المعارضون الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات تقنية للثوار في سورية وتأمين حمايتهم، كما دعوا الدول الأوروبية إلى تقديم ملاذ آمن لبعض النشطاء المهددين بالتصفية، والذين لجؤوا إلى البلدان المجاورة

وكان النواب الأوروبيون قد ناقشوا في الجلسة الوضع السوري من مختلف جوانبه، في محاولة لمعرفة كيفية تعزيز الدور الأوروبي في سورية في المرحلة الحالية والمراحل اللاحقة

أوباما: روسيا والصين “لم تنضما بعد” إلى أي خطة لتنحية الأسد عن السلطة

قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن روسيا والصين “لم تنضما بعد” إلى أي خطة دولية ترمي إلى تنحية الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، وإن كانت موسكو وبكين قد باتتا تدركان الآن مخاطر اندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا.

وأضاف أوباما، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بعد مشاركته في قمة مجموعة العشرين المنعقدة في لوس كابوس بالمكسيك، إن الأسد “فقد شرعيته، ومن المتعذر تصور أي حل للعنف في سوريا يبقيه في سدة الحكم في بلاده.”

إلا أن الرئيس الأمريكي أقر بأنه أخفق في تحقيق أي اختراق مع رئيسي كل من روسيا والصين في شأن إقرار أي خطة تهدف إلى إطاحة الأسد، وذلك على الرغم من المحادثات المكثفة التي أجرتها إدارته أخيرا مع كل من موسكو وبكين اللتين تعارضان فرض عقوبات دولية مشددة على دمشق.

وقال أوباما: “لا أستطيع أن أشير في هذه المرحلة إلى أن موقف الولايات المتحدة وبقية المجتمع الدولي يتناغم مع موقفي روسيا والصين (بشأن سوريا)، إلا أنني أعتقد أنهما باتتا تدركان المخاطر الجدية التي ينطوي عليها اندلاع حرب أهلية شاملة في تلك البلاد.”

بوتين ينفي

وجدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على أن بلاده ترى أن “السوريين هم من يجب أن يقرروا وجوب بقاء الأسد في السلطة من عدمه.”

وجاء تأكيد بوتين، الذي كان يتحدث أيضا خلال مؤتمر صحفي عقده في لوس كابوس الثلاثاء إثر مشاركته في اجتماعات قمة العشرين، لينفي صحة التقارير التي نقلت عنه قوله إنه لم يعد يساند الرئيس الأسد.

وقد أدلى بوتين بتصريحاته بعد وقت قصير فقط من نقل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن الرئيس الروسي قوله إنه “لا يريد أن يبقى الأسد في سدة الحكم في سوريا.”

وقال كاميرون: “لقد غيَّر بوتين رأيه في شأن الرئيس السوري، وإن كانت لا يزال هناك خلافات بيننا في شأن تسلسل خطوات المرحلة الانتقالية وشكلها.”

وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: “ما نحتاجه كخطوة مقبلة هو الاتفاق على قيادة انتقالية يمكن أن تنقل سوريا إلى مستقبل ديمقراطي يحمي حقوق جميع الطوائف فيها.”

وقال إنه ناقش الأزمة السورية على هامش قمة العشرين مع كل من أوباما وبوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

أما ميدانيا، فقد تواصلت الاشتباكات العنيفة الثلاثاء بين القوات السورية والمعارضة في أنحاء مختلفة من سوريا، بما في ذلك ريف دمشق وحمص، وذلك قبيل مناقشة مجلس الأمن الدولي مستقبل بعثة المراقبين الدوليين التي علقت عملها مؤقتا في سوريا الأسبوع الماضي إثر تصاعد وتيرة العنف في البلاد.

واتهمت المعارضة السورية القوات الحكومية بقصف مدينة الرستن في ريف حمص ومناطق قريبة من العاصمة دمشق ومن بينها بلدة دوما.

أفاد ناشطون بمقتل 14 شخصا في أعمال عنف متفرقة في مناطق مختلفة من البلاد الثلاثاء.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، “لقد تواصل القصف المروِّع على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص وأحياء أخرى من حمص القديمة الثلاثاء حيث قتل شخصان، أحدهما مقاتل معارض.”

تقرير المراقبين

وتأتي أعمال العنف الأخيرة في وقت يستعد فيه الجنرال روبرت مود، رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، لإطلاع مجلس الأمن على تطورات الوضع على الأرض.

وكان مود قد قرر وقف أعمال المراقبة أخيرا بسبب تصاعد أعمال العنف في سوريا، الأمر الذي علَّقت الخارجية السورية عليه بأنها “تتفهم اتخاذ قرار كهذا.”

وفي تطور آخر، تم تفجير أنبوب نفطي يمر في منطقة حمص وآخر في بلدة دير الزور. وقد اتهمت السلطات السورية “مجموعتين إرهابيتين” باستهداف خطي نقل المشتقات النفطية بعبوتين ناسفتين.

“ممر آمن”

وفي غضون ذلك، أبدت الحكومة السورية استعدادها لإخراج المدنيين المحاصرين داخل مدينة حمص “دون قيد أو شرط، ومن أي ممر يمكن إنقاذهم عبره”.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله إن المدنيين في حمص محتجزون لدى “المجموعات المسلحة”.

وطالب المسؤول “كافة الأطراف القادرة على الضغط على هذه المجموعات المسلحة لإلزامها بعدم التعرض للمدنيين الأبرياء وتسهيل خروجهم من المناطق التي يوجدون فيها”.

وتعهد المسؤول بأن تقدم الحكومة كل الاحتياجات الأساسية اللازمة لكي يعيش هؤلاء المواطنون بكرامة وعزة والعمل على إعادتهم إلى المناطق التي أجبروا على الخروج منها.”

BBC © 2012

أوباما وبوتين في بيان مشترك: الشعب السوري هو من يجب أن يقرر مصيره

اتفق الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين على ضرورة الوقف الفوري لأعمال العنف في سوريا، وأكدا في بيان مشترك أنهما يتشاطران الاعتقاد بأن “السوريين هم من يجب أن يقرروا مصيرهم”.

إلا أن الرئيسين، اللذين التقيا في لوس كابوس بالمكسيك على هامش قمة مجموعة دول الثماني، لم يتعرضا لذكر الخلافات بين مواقف بلديهما بشأن كيفية معالجة الأزمة السورية.

وقف العنف

وقال أوباما وهو يجلس إلى جوار بوتين، الذي يلتقيه للمرة الأولى منذ عودته إلى سدة الحكم في الكرملين، وقد ارتسمت الجدية على وجهيهما: “لقد اتفقنا على ضرورة وقف العنف”.

وأضاف الرئيس الأمريكي قائلا إن هنالك ثمة “رغبة” تجمعه ونظيره الروسي في إيجاد “حل سياسي” للأزمة في سوريا”.

وأشار إلى أنهما تعهدا على “العمل مع لاعبين دوليين آخرين”، منهم المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، كوفي عنان، وذلك من أجل إيجاد حل للأزمة السورية “في أقرب وقت ممكن”.

تسعى بريطانيا ودوم غربية أخرى لتغيير الموقف الروسي من الأزمة السورية

وجاء الإعلان عن الاتفاق بين البلدين على إيجاد “حل سياسي فوري” للأزمة في سوريا في أعقاب أشهر من تضارب المواقف، وحتى تبادل الاتهامات، بين واشنطن، التي تدعم المعارضة السورية، وموسكو، التي تُعد الحليف الأوثق للنظام السوري.

فقد استخدمت موسكو، إلى جانب الصين الحليف القوي الآخر لدمشق، مرتين حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي ضد مشروعي قرار كانا يرميان إلى إدانة سوريا بسبب “قمعها للمعارضة”.

وتعارض كل من روسيا والصين اللجوء إلى الضغط الخارجي، أو إلى استخدام القوة، لإرغام النظام السوري على التنحي.

“مجموعة اتصال”

ويسعى بوتين إلى تشكيل “مجموعة اتصال دولية” لمعالجة الأزمة في سوريا، ويصر على أن تشمل المجموعة إيران التي تعتبر سوريا حليفتها الوحيدة في المنطقة، إلا أن الولايات المتحدة تعارض ضلوع إيران في أي دور في الأزمة السورية.

وقد أدى التعليق المؤقت لعمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا بداية الأسبوع الجاري إلى زيادة الضغط على أوباما وبوتين، وسلَّط الضوء على ضررة التصرف بشكل حاسم قبل أن يتحول الصراع الدائر هناك إلى حرب أهلية.

وكانت بعثة الأمم المتحدة، المكونة من 298 مراقبا عسكريا و112 موظفا مدنيا، قد أرسلت إلى سوريا قبل أكثر من شهرين للتأكد من تطبيق وقف إطلاق النار الذي نصت عليه خطة عنان.

وقد تزامن اجتماع أوباما وبوتين مع صدور تقارير تحدثت عن استعداد سفينتين حربيتين روسيتين للإبحار إلى سوريا في مهمة يبدو أنها ترمي إلى تأمين الحماية للمواطنين الروس الموجودون على الأراضي السورية، وإلى نقل المعدات من القاعدة الروسية في طرطوس “إذا اقتضى الأمر ذلك”.

تسليح المعارضة

أما السناتور الأمريكي الجمهوري، جون ماكين، فقد حث إدارة أوباما على تسليح المعارضة السورية “لإرساء التوازن العسكري مع قوات نظام الأسد”.

وقال ماكين: “إن دولا عدة في المنطقة تقدم الدعم العسكري للمعارضة السورية، لكن ذلك غير كاف لحسم المعركة بشكل سريع”.

حمص

كان نصيب حمص القسط الأكبر من أعمال العنف خلال الأشهر القليلة الماضية

وأكد أن المعارضة السورية “باتت تملك حدا أدنى من التنظيم يجعلها أهلا لتلقي المساعدات العسكرية”.

وانتقد ماكين السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه الأزمة في سوريا، معتبرا أنها “غير فعالة، وستفقدها مستقبلا أي فرصة للتأثير في مجرى الأحداث، وستعزز دور دول أخرى، أو جماعات متطرفة، كالقاعدة، مما سيهدد أمن دول حليفة للولايات المتحدة كإسرائيل وتركيا.”

وقال ماكين إن قرار واشنطن يجب ألا يبقى رهنا للفيتو الروسي في مجلس الأمن، مضيفا أن “على الولايات المتحدة التحرك عبر تحالف دولي تقديم الدعم العسكري للمعارضة ومساعدتها على تحرير بعض المناطق من قوات النظام والسيطرة عليها على غرار بنغازي الليبية”.

في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره العاصمة البريطانية لندن، إن أكثر من 50 شخصا قتلوا الاثنين في مناطق متفرقة من سوريا.

وطالبت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، دمشق مجددا بوضع حد للهجمات على المدنيين، متهمة النظام السوري بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.

BBC © 2012

مبعوثون:كبير المراقبين يقول ان فريق الامم المتحدة في سوريا مستهدف

الامم المتحدة (رويترز) – أبلغ كبير مراقبي الامم المتحدة في سوريا مجلس الامن أن اعضاء بعثته استهدفوا مرارا من جانب حشود غاضبة واطلاق نار من مسافة قصيرة الاسبوع الماضي قبل ان يتخذ قراره بتعليق عملياتهم.

وقال دبلوماسيون بالامم المتحدة حضروا اجتماع يوم الثلاثاء لرويترز ان الجنرال روبرت مود ابلغ مجلس الامن المكون من 15 عضوا في جلسة مغلقة ان فريق مراقبيه غير المسلحين المؤلف من 300 فرد تم استهدافه باطلاق نار من مسافة قصيرة أو من جانب حشود معادية عشر مرات على الاقل في الاسبوع الماضي.

وقال المبعوثون ان مود ذكر ان حوادث “اطلاق نار غير مباشرة” اطلقت فيها نيران من مسافة 300 الى 400 متر على المراقبين وقعت بصفة يومية. وأضافوا انه في الاسبوع الماضي ضربت تسع عربات تابعة لبعثة المراقبين أو لحقت بها أضرار.

وصرح دبلوماسي بأن مود تحدث عن “بضع مئات من حوادث اطلاق النار غير المباشرة.”

وفي الاسبوع الماضي قال الامين العام المساعد للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو انه بعد 15 شهرا من القتال بين القوات الحكومية وما بدأ كمعارضة سلمية تطالب باصلاحات وبالاطاحة بالرئيس بشار الاسد فان سوريا الان دخلت بالفعل في حرب اهلية.

وبعد أيام من ادلاء لادسو بهذا التصريح في مقابلة مع رويترز ووكالة الانباء الفرنسية أعلن مود انه علق عمليات بعثة الامم المتحدة للمراقبة في سوريا في أوضح علامة حتى الان على ان خطة السلام التي توسط فيها المبعوث الدولي كوفي عنان قد انهارت.

وبعد جلسة مجلس الامن التي عقدت يوم الثلاثاء سأل الصحفيون مود عن سبب تعليقه مهمة بعثته فقال “اتخذت القرار استنادا الى المخاطر على الارض واستنادا الى ان هذه المخاطر تجعل من الصعب تنفيذ المهام الموكلة (للفريق).”

وصرح بأن بعثة المراقبة لن تستأنف العمليات الكاملة الا اذا حدث تراجع ملموس لمستوى العنف وعبر كل من الحكومة والمعارضة عن التزامهما بسلامة المراقبين وضمان حرية حركتهم.

وأضاف “عبرت الحكومة عن هذا بوضوح شديد خلال الايام القليلة الماضية لكني لم أر بيانا مماثلا بهذا الوضوح من المعارضة بعد.”

وألقى بشار الجعفري سفير سوريا لدى الامم المتحدة اللوم في تصعيد العنف على “جماعات مسلحة” و”ارهابيين” وكرر التزام دمشق بخطة عنان. كما رفض تقييم لادسو بان سوريا دخلت الان في حرب أهلية كاملة الابعاد.

وقال “الطريقة الوحيدة للمضي قدما هو ضمان نجاح خطة السيد كوفي عنان المكونة من ست نقاط.”

وألقى لادسو أيضا كلمة أمام مجلس الامن وأكد على ان الموقف على الارض بالغ الخطورة للسماح للمراقبين بالقيام بدوريات معتادة.

وقال لادسو للصحفيين ان فريق المراقبين علق “معظم انشطة البعثة” بسبب ما وصفه “بمخاوف امنية خطيرة للغاية.”

وأشار لادسو الى ان تفويض بعثة المراقبة ومدته 90 يوما ينتهي في 20 يوليو تموز. وأحجم عن الكشف عن توقعاته بشأن موقف مجلس الامن من تمديده.

وقال “سنرى في الوقت المناسب قبل 20 يوليو ماذا سيكون قرار مجلس الامن في هذا الصدد.”

وأضاف ان الامم المتحدة مازالت ملتزمة بخطة عنان ووصفها بأنها اقتراح السلام الوحيد المطروح للبحث في الوقت الراهن.

وقال “لا توجد خطة بديلة.”

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير دينا عفيفي)

من لويس شاربونو

سوق لغنائم الحرب الطائفية تنتعش في حمص السورية

بيروت (رويترز) – يسمونه “السوق السنية” للغنائم بنغمة ساخرة مغلفة بنزعة سوداء.

فمع تساقط الصواريخ وتردد أصوات إطلاق النار في مدينة حمص يسرق موالون متشددون من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد بضائع من أحياء محطمة يعيش فيها السنة الذين يشكلون أغلبية في سوريا ويقودون الانتفاضة ضد الأسد.

وأصبحت محلات البقالة والمتاجر أسواقا للبضائع المنهوبة.

وقالت امرأة تبلغ من العمر 50 عاما وهي تسير في متجر يبيع الان أثاثا مسروقا “قد أقتنص صفقة.. وجدت طاولة مطبخ جيدة بالفعل ومصنوعة من خشب قديم رائع.. لكنه يريد 200 دولار ليبيعها.”

وعادة ما تكون أسعار قطع الأثاث حول 50 دولارا أو أقل. وتباع الملابس والأحذية بسعر يتراوح بين خمسة دولارات و20 دولارا. وكل شيء قابل للمساومة.

تجادل المرأة البائع وتقول له “هذه هي غنائم الحرب ومن حقنا أخذها.”

حتى التسوق أصبح له بعد طائفي في حمص قلب الانتفاضة السورية التي اندلعت ضد الاسد قبل 15 شهرا حيث انتشرت أعمال القتل والخطف الطائفي.

ويقول البعض في الطائفة العلوية وهي القوة المسيطرة على النخبة في سوريا إنهم يدافعون عن أنفسهم فحسب. ويقولون إن السنة يريدون سحقهم وليس إقامة نظام ديمقراطي كما يقول النشطاء.

وقال أيمن وهو شاب يبلغ من العمر 25 عاما “هذه ليست سرقة.. إنه حقنا.. هؤلاء يدعمون الارهاب وعلينا القضاء عليهم.”

وساعد أيمن شبانا آخرين خارج المحل في نقل أجهزة تلفزيون من شاحنات.

وبعد أن تقصف قوات الأمن السورية مناطق في حمص ويهرب سكانها السنة تقتحم عصابات موالية للأسد تعرف باسم الشبيحة الاحياء لانتشال البضائع من تحت الركام.

وقال أيمن “أرسلنا قائدنا في اليوم التالي إلى مكان بالقرب من المركز الثقافي. كان متجرا لبيع الأجهزة الالكترونية مثل أجهزة التلفزيون والثلاجات وما شابه.”

وأضاف “عملنا فيه لثلاث ساعات ننقل الأشياء ونخزنها. حصلنا على عشرة آلاف ليرة (147 دولارا) وجهاز تلفزيون فلم لا؟”

ويقول محمود وهو بائع خضروات خارج المتجر الذي يبيع سلعا مسروقة إنه ليس الكل سعيدا بهذا الأمر وارتسم العبوس على وجهه.

وقال “إنهم حثالة المجتمع. والان سينظر إلى العلويين على أنهم لصوص.”

لكن مع تضرر الاقتصاد السوري بالصراع المحتدم يقول بعض الباعة العلويين إنهم سعداء لأنهم وجدوا طريقة لجني بعض النقود.

وقال حسن وهو بائع أثاث “جاء رجل أعمال من (ميناء) طرطوس الأسبوع الماضي واشترى بضائع بقيمة ثلاثة مليون ليرة من السلع المسروقة ونحن سعداء بهذه الصفقة.. ففي نهاية المطاف انا رجل أعمال والناس تشتري.”

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى