أحداث الأربعاء، 20 شباط 2013
«سكود» لضرب حلب… وقذائف هاون على قصر تشرين
واشنطن – جويس كرم
لندن، نيويورك، موسكو، جنيف، دمشق، بيروت، عمان – «الحياة»، رويترز، ا ف ب، ا ب – سجلت المعارك في سورية تحولاً نوعياً باستخدام النظام صاروخ ارض – أرض من نوع «سكود» لقصف منطقة سكنية في حلب اسفر عن تدمير 10 مبان على سكانها، ما ادى الى سقوط حوالى 50 قتيلاً وعشرات الجرحى. وردت المعارضة بقصف قصر تشرين الرئاسي بقذائف هاون، في وقت أعلنت موسكو انها ستستقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين وانها ستُبقي سفنها الحربية مقابل اللاذقية تحسباً للتطورات وترحيل الرعايا من سورية. في الوقت نفسه أعلن في واشنطن أن وزير الخارجية جون كيري سيبدأ الأحد جولة اقليمية، تشمل السعودية وتركيا ومصر، تركز على الملف السوري. ومع استمرار الأزمة واقترابها من حاجز السنتين اعلنت الامم المتحدة ان اربعة ملايين سوري تهددهم الاوبئة وان 800 الف بحاجة الى مساعدات ماسة.
ميدانياً، سقط أمس حوالى 120 قتيلاً وفق احصائية لـ «الهيئة العامة للثورة السورية» غالبيتهم في قصف صاروخي ضخم للمباني السكنية في جبل بدرو في حلب. وحتى الساعات الأولى من ليل أمس كان المقاتلون وعمال الانقاذ يحاولون انتشال من بقي حياً من تحت الأنقاض بعد اصابة المباني بصاروخ «سكود» ارض – ارض اطلق من مناطق يسيطر عليها جيش النظام.
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا)، عن مصدر مسؤول قوله إن «قذيفتي الهاون سقطتا باتجاه السور الجنوبي للقصر، الواقع بين حيي المزة والمهاجرين غرب دمشق، وأسفرتا عن اضرار مادية فقط». لكن المكتب الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها التابع لـ»الجيش السوري الحر» أعلن في صفحته على موقع «فايسبوك» أن «الجيش الحر اطلق قذائف هاون على قصر تشرين الرئاسي»، متحدثاً عن «إصابات مؤكدة فيه».
ومع ان الوكالة الرسمية لم توزع صوراً عن اي اضرار حلت بالقصر الا ان أشرطة فيديو، وزعها المكتب الإعلامي المعارض في حلب، على موقع «يوتيوب» اظهرت مساكن مهدمة كلياً وأنقاضاً متراكمة في مكان تجمع فيه عشرات الأشخاص في محاولة لرفع الأنقاض والبحث عن ناجين أو جثث لمواطنين قُتلوا في القصف الصاروخي.
وأرسلت القوات النظامية أمس تعزيزات بالعناصر والآليات الى محافظة حلب غداة احراز مقاتلي المعارضة تقدما في اتجاه مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له.
وفي موسكو أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس، أن الوزير المعلم سيزور موسكو في 25 شباط (فبراير) وستتناول محادثاته النزاع في سورية والإجراءات الواجب اتخاذها لبدء حوار».
ووصلت إلى مطار اللاذقية، الوحيد الآمن في سورية، أمس طائرتان روسيتان محملتان بعشرات الأطنان من المساعدات الإنسانية تسلمها فرع الهلال الأحمر العربي السوري. وقالت الناطقة باسم وزارة الطوارئ الروسية ايرينا روسيوس لوكالة «ايتار تاس» أن الطائرتين مستعدتان لنقل المواطنين الروس وغيرهم من مواطني رابطة الدول المستقلة الذين يرغبون بمغادرة سورية.
وقررت وزارة الدفاع الروسية تعزيز اسطولها مقابل الساحل السوري والإبقاء على السفن الحربية التي ارسلت الى المنطقة اخيراً. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن مصدر في المكتب الإعلامي للوزارة قوله «توجد حالياً سفينة الحراسة سميتليفي وعدد من سفن الإمداد وخلال الفترة القريبة ستلتحق بها سفن الإنزال الكبيرة كالينينغراد والكسندر شابالين من أسطول البلطيق التي أبحرت من ميناء نوفوروسيسك جنوب غربي روسيا إضافة الى ذلك ستصل نهاية الشهر الجاري إلى المنطقة سفينة الإنزال الكبيرة ساراتوف وآزوف من أسطول البحر الأسود».
الى ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية أمس إن حمى التيفوئيد وغيرها من الاوبئة تفشت في منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية وأفادت أرقام نشرها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في جنيف أمس أن أكثر من أربعة ملايين شخص بحاجة للمساعدة في سورية.
وفي واشنطن، أُعلن أن وزير الخارجية جون كيري يستعد لجولة دولية هي الأولى له وستشمل محطات شرق أوسطية بارزة بينها المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا الى جانب عواصم أوروبية وسيبحث خلالها في الملف السوري وسيجتمع مع أركان المعارضة كما سيُشارك في اجتماعات مجلس التعاون الخليجي.
وأعلنت الخارجية الاميركية أن كيري سيغادر الأحد في جولة ستستمر أسبوعين (حتى السادس من آذار/مارس) وسيبدأها في بريطانيا وألمانيا وفرنسا وايطاليا قبل التوجه الى تركيا ومصر والسعودية والامارات وقطر.
وأشارت الى أن الزيارة ستبحث عدداً من القضايا مع الحلفاء الأوروبيين بينها الجهود الفرنسية في مالي لمحاربة تنظيم «القاعدة».
وسيشارك كيري في ايطاليا، في لقاءات موسعة تتناول الملف السوري وسيلتقي بقيادة الائتلاف السوري المعارض. قبل أن يتوجه الى القاهرة حيث سيلتقي القيادات الرسمية و»عدداً من قادة المجتمع المدني… لتشجيع التوافق السياسي واحراز تقدم على مستوى الاصلاحات الاقتصادية».
وسيتوجه كيري بعدها الى الرياض حيث «سيلتقي أركان القيادة السعودية و»يبحث معهم في قضايا تُقلق الجانبين»، قبل أن يشارك في اجتماع وزاري لمجلس التعاون الخليجي ثم يتوجه الى أبو ظبي ومنها الى قطر للبحث أيضا في قضايا اقليمية بينها سورية وأفغانستان.
ولا تشمل الزيارة اسرائيل والأراضي الفلسطينية كما كان متوقعاً، ولأسباب ترتبط بتركيز كيري على الملف السوري، وعدم استباق زيارة الرئيس باراك أوباما لاسرائيل والأردن والأراضي الفلسطيني في ٢٠ الشهر المقبل.
إسرائيل تحصي أسلحة قد تتسرّب من سورية إلى «حزب الله»
القدس المحتلة – أمال شحادة
عندما ألقى الأمين العام لـ «حزب الله»، السيد حسن نصر الله، خطابه الأخير السبت، ترقّبه إسرائيليون واستمعوا اليه، لتتحول أقواله إلى عناوين تتصدر نشرات الأخبار ومانشيتات الصفحات الأولى. وقد ركزت جميعها على تهديد نصر الله بضرب محطة الكهرباء المركزية في ساحل الخضيرة، الذي قد يؤدي الى انقطاع التيار الكهربائي لمدة ستة الى ثمانية اشهر. وكان واضحاً ان التركيز على هذا الجانب من الخطاب، في شكل أساسي، يدل على ان الاسرائيليين تعاملوا معه بجدية. لكن حاولوا التخفيف من خطورة تهديد كهذا بالادعاء ان تهديد نصر الله، هذه المرة، جاء انطلاقاً من ضعف الحزب وتراجعه في ظل التصعيد المستمر في سورية واقتراب نهاية نظام الاسد.
وردّ نائب رئيس الحكومة ووزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، الذي شغل في الماضي منصب رئيس أركان الجيش،على نصر الله بشيء من السخرية، فقال خلال مقابلة مع القناة الثانية: «في الوقت الحاضر، نصر الله يقبع في نفق تحت الأرض منذ سبع سنوات.وعلى رغم ترسانة الصواريخ التي في حوزته، فإنه يعرف جيداً كيف يحافظ على وقف النار. وهذا هو المطلوب منه».
والحقيقة التي لم تتطرق اليها القنوات التلفزيونية ومختلف وسائل الاعلام في تناولها الخطاب ان هناك بالفعل قلقاً اسرائيلياً من ان تؤدي مواجهات بين اسرائيل و «حزب الله» الى اصابة اهداف استراتيجية، مثل محطات الكهرباء والقواعد العسكرية، ومحركات استخراج المياه الاسرائيلية… والاخطر من هذا كله المصانع الكيماوية في خليج حيفا، وهي المنطقة التي سبق وتعرضت في حرب تموز عام 2006 الى القصف.
والقلق الاسرائيلي الذي تعاظم لدى التهديد بضرب محطة الكهرباء، استبق به الاسرائيليون خطاب نصر الله، اذ عقدوا اجتماعات مكثفة بين الجهات ذات الشأن لبحث سبل منع وقوع كارثة، كما وصفها الاسرائيليون، في حال أُصيبت هذه المصانع الكيماوية، التي تحوي كميات كبيرة جداً من اليورانيوم.
مايا يعكوفتش التي شاركت في الاجتماع كانت الاكثر صراحة ووضوحاً فقالت: «لا ندري كيف يمكن اسرائيل ان ترد على وضع تتعرض فيه المصانع لصاروخ… لا ابالغ اذا قلت ان الخوف لا يقل عن خوفنا عندما نتحدث عن احتمال حرب عالمية ثالثة. فنحن نتحدث عن نشر ما لا يقل عن 12 الف طن من الأمونيا التي ستؤدي الى قتل عشرات الآلاف. انا لا ابالغ. الامر مرعب».
هذا القلق يدركه المسؤولون الاسرائيليون ويجرون أبحاثاً مكثفة وسينقلونه في مرحلة قريبة الى الحكومة الاسرائيلية للمصادقة على قرار نقل المصانع في اسرع وقت ممكن من حيفا، مدينة الهدف الأول لصواريخ «حزب الله». ومثل هذا الخوف نراه عند الحديث عن اي هدف استراتيجي يمكن ان يتعرض لقصف صاروخي. ومن هذا المنطلق تدافع اسرائيل عن قرارها في استمرار تحليق طيرانها في الاجواء اللبنانية والسورية للمراقبة ومنع نقل الاسلحة، لقناعتها بأن الاسلحة التي يحاول «حزب الله» نقلها من سورية الى لبنان، اسلحة خطيرة تهدد بشكل خطير وغير مسبوق امن اسرائيل في اية مواجهة متوقعة. وهذا الموضوع سيكون واحداً من اهم المواضيع التي سيبحثها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، مع الرئيس الاميركي، باراك اوباما، خلال زيارة الاخير الى اسرائيل الشهر المقبل. واستعداداً لهذه الزيارة، تعد اسرائيل التقارير التي تريد من خلالها كشف وضع يظهر ان عدم اتخاذ خطوات حاسمة لمنع نقل اسلحة من سورية الى «حزب الله» او عناصر معادية لإسرائيل يشكل خطراً حقيقياً على امن اسرائيل ومستقبلها.
تدخل في الحرب الداخلية
يفتاح شافير، الباحث في مجال الاسلحة في معهد ابحاث الامن القومي في تل ابيب، وضع صورة يعتبرها اسرائيليون مرعبة لترسانة الاسلحة، التي قد تصل الى «حزب الله» ويشكل وجودها خطراً حقيقياً. ووفق شافير، فإن سورية تحولت خلال السنوات الاخيرة الى المزود الاساسي للسلاح الى «حزب الله»، وبمعظمها من الاسلحة التي حصلت عليها لتعزيز القدرات العسكرية للجيش السوري. كذلك تحولت سورية في نظره الى «قناة لنقل اسلحة ايرانية الى حزب الله». وقال: «مع تدهور الاوضاع في سورية، عام 2011، كان لـ «حزب الله» دور كبير في الصراع بالوقوف الى جانب الرئيس بشار الاسد. وتفاقم الخطر مع بدء الحديث عن احتمال نقل الاسلحة الكيماوية وهذا يطرح السؤال: لماذا تقرر سورية نقل اسلحة الى «حزب الله» في وقت الجيش السوري فيه يعيش ذروة الحرب القاسية والخطيرة داخل سورية؟».
ويرد شافير بالقول: «الاحتمال الاول مبني على القناعة السورية بأن حزب الله هو الحليف الاقوى لجيش النظام السوري، والذي يمكنه تقديم كل الدعم في الحرب التي يديرها داخل سورية. اما الاحتمال الثاني فنابع من القلق بأن تتدخل اسرائيل في الحرب الداخلية في سورية، وهنا يكون الوضع المثالي، حيث تكرس ترسانة الصواريخ المتطورة، بما فيها الصواريخ المضادة للطائرات لدى «حزب الله» لمواجهة نشاطات سلاح الجو الاسرائيلي في الاجواء اللبنانية وكذلك تزويده بمنظومة صاروخية بهدف ردع اسرائيل».
اما الاحتمال الثالث وهو، وفق شافير، الاقرب الى الحقيقة، ان الجيش السوري ينقل الى «حزب الله» جميع الاسلحة التي لا يحتاجها في الوقت الراهن في حربه على المتمردين، لكنه في الوقت نفسه يريد الحفاظ عليها على الارض اللبنانية، الاكثر اماناً والبعيدة من المتمردين، وهذا الجانب يفسر للإسرائيليين سبب نقل صواريخ «سكاد» ومنــــظومة دفاع جوية، لن يستخدمها الجيش السوري، في هذه الفترة ومتوقع ان تتعرض لهجومات من جانب المتمردين.
اما التساؤل الثاني الذي يطرحه الاسرائيليون ويحاول شافير الرد عليه فهو: كيف سيتصرف «حزب الله» بهذه الاسلحة؟ وهل سيستخدمها بأوامر من سورية او انه بنفسه يتخذ قرار استخدامها؟ ام ان هذه الترسانة الصاروخية سينقلها «حزب الله» ويضعها في مخازنه فقط للحفاظ عليها؟
الرد على هذا التساؤل، وفق شافير، متعلق بنوعية الاسلحة التي حصل عليها «حزب الله» من سورية ويقول: «الواضح ان «حزب الله» يريد تقييد تحركات سلاح الجو الاسرائيلي في الاجواء اللبنانية، ولذا يتوقع ان تساعد الاسلحة بغالبيتها «حزب الله» في تحقيق هدفه هذا، فإسقاط طائرة اسرائيلية واحدة في لبنان كاف لرفع اسهمه وشعبيته بين اللبنانيين. ويحسم شافير في هذا الجانب ان امتلاك «حزب الله» منظومة دفاعية جوية متطورة هي مشكلة حقيقية لاسرائيل وحصوله على هذه الاسلحة سيعرقل نشاط اسرائيل في جمع معلومات استخبارية حول وضعية الاسلحة الصاروخية، عبر تحليق طائرات سلاح الجو في الاجواء اللبنانية. اما نقل منظومة الدفاع الجوية SA-17، فهي خط احمر لاسرائيل ممنوع قبوله. وكذلك حصول «حزب الله» على منظومة «بستيون»، وهي صواريخ بر-بحر قادرة على شل تحركات السفن الاسرائيلية، وهذه المنظومة، يقول شافير، قادرة على تغطية كل شواطئ اسرائيل.
في حملتها على نقل الاسلحة، تؤكد اسرائيل ان في حوزتها تقارير استخبارية تشمل نوعية الاسلحة الموجودة في مخازن الاسلحة السورية وتتخوف اسرائيل من نقلها الى «حزب الله». وأخطر هذه الاسلحة هي: صواريخ متطورة اخطرها «غراد» بقطر 122مليمتراً وصواريخ ايرانية الصنع مثل فجر «3» وفجر «5» وصواريخ ذات قطر 220 مليمتراً و302 مليمتر و «الزلزال» و «فتح 110» المعروفة بـ M-60 وصواريخ «سكاد» من نوعيات مختلفة.
وعلى ما يقول شافير، فإن الترسانة الصاروخية لـ «حزب الله» تشمل، الى جانب نوعية الصواريخ المذكورة، صواريخ «كورنيت»، التي حصلت عليها سورية من روسيا وصواريخ كتف من نوعي «Strel» و «Igla» ومنظومة صواريخ SA-8 المتنقلة والتي يتم نصبها على سيارة. وتتوقع التقارير الاستخبارية الاسرائيلية ان اسلحة ومنظومات دفاعية وهجومية حديثة جداً قد يتقرر نقلها الى لبنان وأخطرها منظومة صواريخ Buk-M2E المعروفة ب «SA-17».
منطقة اللجاة السورية و«الجيش الحر»: حصنه الجنوبي ونافذته على درعا
مالك أبو خير
مقبرة الأعداء أحد عناوين هذه الصخرة التي هُزمت على أبوابها كل الحملات العسكرية عبر التاريخ، وكانت المكان الآمن لأي ثائر لجأ إليها وحققت له النصر في كل المعارك، حيث ساعدت ممراتها الوعرة والضيقة وكثرة كهوفها في تشكيل حصن يصعب على أي حملة عسكرية اقتحامها عبر دبابات أو أسلحة ثقيلة وأدت إلى مقتل جنود الغزاة نتيجة تشابه طرقاتها ومتاهاتها، الأمر الذي جعلهم صيداً سهلاً للثوار العارفين بكل شبر فيها.
منطقة اللجاة السورية، وكما عرّفها الكاتب أمين البعيني، هي أرض صخرية تكونت من مقذوفات البراكين في المنطقة الممتدة شرقي سهل حوران بين محافظة السويداء ودرعا، وبعدما بردت تشققت وتكونت منها مسالك صعبة لا يعرفها إلا السكان المحليون ولا تتوافر فيها الأنهار، لكنها غنية بالينابيع وبالتالي كانت مكاناً قابلاً للعيش والاستيطان وقد سمّيت اللجاة نسبة إلى كلمة اللجوء لأنها كانت ملجأً لكل الثوار عبر العصور.
الجيش السوري الحر… اللاجئ الجديد
يقال في العامية السورية عن ارض اللجاة إنها (لا تخيّب ظن من يلجأ إليها)، ولهذا كانت الموطن الأهم لكتائب الجيش السوري الحر في الجنوب السوري حيث بدأ الثوار بالاختباء بها منذ بداية الثورة وقبل أن يدخل مرحلة الصراع المسلح.
لجأ إليها كل الملاحقين من الأمن السوري بتهمة التحريض على التظاهر وتقديم المساعدات للمصابين، وعندما بدأ العمل المسلح حيث كانت المجموعات والكتائب قليلة العدد، كانت ارض اللجاة مركزاً مهماً لهم في توجيه ضربات لقوات النظام السوري في قلب مدينة درعا والعودة إلى اللجاة حيث تصعب ملاحقتهم وتعقبهم… ومع مرور سنة كاملة على الثورة السورية، ارتفع عدد الضباط والجنود المنشقين من جيش النظام السوري وانضموا إلى الجيش السوري الحر وانضم إليهم الكثير من المدنيين لتصبح اللجاة السورية من أهم القواعد العسكرية للجيش الحر، وبسبب طبيعتها الصخرية الوعرة من جهة وخبرة المقاتلين في طرقاتها تكبّد جيش النظام وأجهزته الأمنية الكثير من الخسائر أثناء محاولاتهم اقتحامها.
مع نهاية شهر آذار (مارس)، شنّ النظام السوري حملة عسكرية هي الأقوى وبثلاث فرق ضخمة حيث دخلت الفرقة التاسعة من الجهة الشمالية والفرقة الخامسة من الجهة الجنوبية والفرقة 15 قوات خاصة من الجهة الشرقية، ورافقت هذه الفرق دبابات ومدرعات وكاسحات ألغام وطيران مروحي ونفاث مع قصف متواصل ومنظم، لكن هذه الحملة تعرضت لهزيمة كبيرة خسر فيها جيش النظام قسماً كبيراً من آلياته العسكرية، إضافة إلى ارتفاع القتلى بين صفوفه الذين حاولوا دخول اللجاة وضاعوا بين صخورها وطرقاتها وكانوا صيداً سهلاً للثوار، الأمر الذي أدى إلى تراجع الحملة وانكسارها والاعتماد على قصف الطيران النفاث ووضع قواعد عسكرية على جوانب قرى اللجاة تقوم بقصفها بالمدفعية في شكل مستمر حتى هذا اليوم من دون أن يؤدي هذا القصف الى تحقيق أي تقدم لجيش النظام.
بالعودة إلى أيام حكم إبراهيم باشا لمصر وبعد سيطرته على سورية، توجه عدد من وجهاء مدينة السويداء إلى والي دمشق وطلبوا منه عدم إرسال أبنائهم للقتال في جبهات القتال وخصوصاً إلى مناطق بعيدة من موطنهم الأم سورية مقابل بدل نقدي، لكن الوالي قام بطردهم ورفض كل مطالبهم، الأمر الذي أدى إلى إعلانهم العصيان المسلح وتحصّنهم في منطقة اللجاة ورفضهم تسليم السلاح والمجندين من أبناء المحافظة حيث كان عدد المقاتلين الدروز لا يتجاوز الـ 1600 مقاتل. وعلى أثر ذلك، أرسل إبراهيم باشا جيشاً مكوناً من ثمانية آلاف مقاتل ومعهم خمسمئة فارس مجهزين بالمدفعية باتجاه اللجاة حيث تحصن الثوار الذين قاموا باستدراجهم إلى داخل طرقاتها الوعرة واصطيادهم وقتل قائد الحملة وعدد كبير من الجنود الذين تناثرت جثثهم لأيام عدة، وغنم الثوار معظم الأسلحة والعتاد التي لعبت دوراً كبيراً في صمودهم حتى انسحاب جيش إبراهيم باشا من سورية.
وفي فترة الاحتلال الفرنسي لسورية وانطلاق الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، أطلق عدد من الكتاب الفرنسيين على منطقة اللجاة اسم «قلعة الله» حيث عجزت طوال سنة كاملة عن هزيمة ثوار جبل العرب الذين تحصنوا بها على رغم كل الحملات عليها والقصف العنيف من الطيران والمدفعية، وكانت اللجاة المعقل الأخير الذي اعتصم به الثوار، وكان ثقل المعارك يدور في أطرافها، وقد تعرضت القرى المحاذية لها من جهة السويداء لأعنف الغارات الجوية والقصف المدفعي وعلى رغم ذلك صمد الثوار لفترة طويلة.
لافروف يتحدث عن تحرك النزاع السوري من “نقطة الجمود“
كيري يبدأ الأحد جولة أوروبية وشرق أوسطية
واشنطن – هشام ملحم
العواصم الاخرى – الوكالات
على رغم التصعيد الذي تشهده جبهات القتال في سوريا وخصوصا حرب المطارات في حلب وسقوط قذيفتي هاون قرب قصر تشرين الرئاسي بين حيي المزة والمهاجرين في دمشق للمرة الاولى منذ بدء الازمة قبل 23 شهراً (راجع العرب والعالم) صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بان موسكو تشعر ببدء تحرك نحو تسوية النزاع السوري من نقطة الجمود، بينما يستعد وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري لبدء جولة أولى له في أوروبا والشرق الاوسط منذ تسلمه منصبه في وقت سابق من الشهر الجاري وعلى جدول أعماله الازمة السورية.
والى القضايا الثنائية والدولية التي سيبحث فيها كيري مع نظرائه وأبرزها الازمة السورية، سيلتقي ممثلين لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” لدى توقفه في روما الاسبوع المقبل.
وتشمل جولة كيري المملكة المتحدة والمانيا وفرنسا وايطاليا وتركيا ومصر والسعودية ودولة الامارات العربية وقطر. وجاء في بيان لوزارة الخارجية ان الوزير سيناقش في لندن وبرلين قضايا ثنائية ودولية، وفي باريس الجهود الدولية في مالي وغيرها من القضايا الاقليمية والدولية. ولدى توقفه في روما سيلتقي المسؤولين الحكوميين وسيشارك في اجتماعات ثنائية ومتعددة مع مسؤولين اوروبيين في شأن العلاقات الاطلسية.
وسوف تشهد روما اجتماعات موسعة في موضوع سوريا، تشمل لقاء كيري وقيادات من “الائتلاف الوطني” السوري. وقالت مصادر في الائتلاف لـ”النهار” ان اجتماعا سيعقد لهذا الغرض اليوم الاربعاء في القاهرة لاختيار الوفد الذي سيلتقي الوزير الاميركي وليس واضحا قبل اجتماع القاهرة ما اذا كان رئيس “الائتلاف” احمد معاذ الخطيب سيرأس الوفد. وفي هذا السياق قالت المصادر ان الاتصالات مستمرة بين “الائتلاف” وواشنطن لترتيب جدول أعمال زيارة الخطيب لواشنطن والمتوقعة منتصف آذار.
وبعد لقائه أقطاب المعارضة السورية، سوف يعقد كيري وفقا لما أعلنته وزارة الخارجية وفي رعاية ايطالية اجتماعا موسعا يشمل، الى المعارضة السورية، عددا من ممثلي أكبر الدول التي قدمت مساعدات للمعارضة السورية والتي قد يراوح عددها بين ثماني وعشر دول، تأمل ايطاليا في ان ترسل وزراء خارجيته لتمثيلها، كما قالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند، وذكرت ان أهم ما سيفعله كيري خلال الجولة هو “الاستماع”.
وفي هذا السياق، قالت انه لا شيء جديدا بالنسبة الى أنواع المساعدات التقنية وغير العسكرية التي تقدمها واشنطن للمعارضة، وجددت مخاوف حكومتها من النفوذ المتنامي للعناصر الاسلامية المتطرفة مثل “جبهة النصرة”. وكانت بذلك تجيب عن سؤال يتعلق بتقرير نشرته صحيفة “النيويورك تايمس” اشار الى احتمال ان يعيد الرئيس باراك أوباما النظر في موقف المعارض لتسليح المعارضة. ورأت أن أجندة المتطرفين تتعارض مع مصالح الشعب السوري. وبعدما ذكرت بأن واشنطن صنفت “جبهة النصرة” تنظيما ارهابيا، انتقدت مجددا ما وصفته بـ”العناصر الخبيثة” مثل “النصرة” التي تنشط في المعارضة، وكذلك العناصر الخبيثة التي تدعم النظام مثل “حزب الله”. وخلصت الى ان هذه العوامل تجعل “الوضع معقدا للغاية”. ولفتت في هذا السياق الى ميل بعض الضباط في “الجيش السوري الحر” الى تغيير ولاءاتهم والدخول في تحالفات تناسبهم. وأعلنت ان السفير روبرت فورد يجري اتصالات مع هؤلاء الضباط ومع المعارضة المدنية لحضهم على نبذ المتطرفين، وأن يدافعوا عن حقوق الانسان لجميع السوريين أيا تكن خلفياتهم.
لافروف
وفي موسكو، نقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف لدى عودته من بروكسيل، إن روسيا تشعر بأن تسوية النزاع السوري بدأت تتحرّك من نقطة الجمود. وقال إن “الأهم هو أننا نشعر الآن بأن موضوع الحوار يكتسب أولوية في أقوال مَن كان الى وقت قريب يرفض دعوتنا الى مثل هذه المفاوضات بين الحكومة والمعارضة، بوضع تنحي الرئيس (السوري بشار) الأسد شرطاً مسبقاً لأية اتصالات كهذه”.
وفي وقت سابق قال لافروف في تصريحات أدلى بها عقب ختام اجتماعه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن في بروكسيل، إنه بحث خلال مكالمة هاتفية مع كيري الأحد في إمكان بدء الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمعارضة. وأضاف: “ظهرت بشائر الأمل في أن تتحدث الحكومة والمعارضة جدياً عن ضرورة الحوار… وناقشنا كيف نساعدهما على عدم اتخاذ ما يطرحانه من شروط مسبقة تمثل عقبة على طريق هذا الحوار”. واوضح “أننا وواشنطن نعتزم اغتنام هذه الفرصة وبذل قصارى الجهد كي يبدأ الحوار بين الحكومة والمعارضة وتحل مسائل ثانوية… والأكثر أهمية هو أن يجلسوا حول طاولة واحدة ويحاولوا اغتنام هذه الفرصة”.
وسيبحث لافروف في الوضع في سوريا عندما يجتمع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزراء خارجية العراق والكويت ولبنان ومصر الذين من المقرر أن يصلوا إلى موسكو اليوم.
وأمس، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي يزور موسكو.
من جهة اخرى، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أن موسكو تعتبر اقتراحات إحالة المتهمين بجرائم حرب في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية “غير بنّاءة وفي غير أوانها”.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو في 25 شباط الجاري، فيما يزورها رئيس “الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب بعد 5 آذار المقبل.
وفي بروكسيل، أعلنت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين آشتون أنها أجرت محادثات مع لافروف في إطار التشاور المستمر بين الاتحاد الأوروبي وروسيا ، سادها مناخ إيجابي وتركزت على ثلاثة محاور رئيسية هي الملف السوري والبرنامج النووي الإيراني وجهود السلام في الشرق الأوسط.
وعن سوريا، أكدت آشتون دعم كلا الجانبين لجهود الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي، مجددة دعم دول التكتل الموحد للمبادرة الأخيرة التي أطلقها معاذ الخطيب حول استعداده لإجراء حوار سياسي مع ممثلين للنظام السوري. واملت ألا تعوّض هذه الفرصة حقنا للدماء وللمساعدة على الخروج من الصراع المحتدم في سوريا.
تعزيزات تركية
وفي أنقرة، أفادت وكالة “الاناضول” التركية شبه الرسمية للانباء ان رتلاً عسكرياً تركياً يضم اوتوبيسات نقل الجنود وأنظمة إطلاق صواريخ، وصلت إلى محافظة شانلي أورفا إحدى المحافظات التركية الجنوبية المتاخمة للحدود السورية.
وقالت إن الرتل العسكري تحرّك في وقت سابق من قيادة اللواء 20 مدرعات بالمحافظة، في إطار التدابير الأمنية التي تتخذها السلطات التركية على حدودها، تحسباً لأي جديد قد يطرأ، وخصوصاً في ظل استمرار الاشتباكات والمواجهات في الداخل السوري.
الاكراد و”الجيش الحر”
في غضون ذلك، تحدث ناشطون سوريون عن وقف مقاتلي “الجيش السوري الحر” والميليشيات الكردية معاركهم الدامية في شمال سوريا نتيجة اتفاق اجرى مفاوضات في شأنه المعارض السوري ميشال كيلو.
وتضمن بيان تفاصيل بنود الاتفاق بين وحدات الحماية الشعبية الكردية و”الجيش السوري الحر”. وتنص ابرز النقاط على “اعادة انتشار القوات العسكرية وازالة المظاهر المسلحة من مدينة” راس العين، وانشاء مجلس محلي مدني لادارة كل شؤون المدينة والاشراف على المعبر الحدودي مع تركيا.
واتفق المقاتلون الاكراد ومقاتلو “الجيش السوري الحر” ايضا على “التعاون والتنسيق بين الجيش السوري الحر وقوات الحماية الشعبية لتحرير المدن غير المحررة والتي لا تزال تحت سيطرة النظام” السوري.
أغنياء سوريا يفرّون.. والأجراء يدفعون الضريبة
تراجعت الإيرادات الضريبية للعام 2012 أكثر من النصف، خصوصاً أن ما يزيد عن 60 في المئة من أصحاب الشركات غادروا البلاد بحسب غرفة تجارة دمشق، فيما يماطل من تبقى بدفع الضريبة (90 في المئة هي نسبة التأخير في سداد الضريبة بحسب مجموعة الجودة للدراسات). هكذا يبقى الأجراء أوفياء للخزينة، ليسوا أوفياء بقدر ما هم أسرى، إذ لطالما كانوا كبش فداءٍ على قربان النظام الاقتصادي، وما زالوا ربما إلى حين.
وبحسب الموازنة التقديرية للعام 2012، قدرت حصيلة ضريبة الرواتب والأجور بعشرة أضعاف حصيلة ضريبة رؤوس الأموال. وعلى الرغم من أنّ مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي بلغت العام 2010 نحو 76 في المئة، لم تتجاوز ضريبة الأرباح 13 في المئة من إجمالي الإيرادات الضريبية… هذا غيضُ من فيض.
ففي مطلع الألفية، أعيد رسم السياسة الضريبية بناء على مرجعية ليبرالية سلطوية. فقد انطوت عملية “الإصلاح الاقتصادي” على مزيج من الفساد والتحرير بمباركة تامة من المؤسسات الاقتصادية الدولية. وفي خضم محاولات السلطة جذب الاستثمار بأي ثمن، قامت بخفض الحد الأعلى لضريبة الأرباح التي تصيب الأثرياء من 35 إلى 28 في المئة، وكون الشركة مساهمة وتطرح نصف أسهمها للاكتتاب جعلها تحظى بخفض إضافي ليقتصر المعدل على 14 في المئة، ويبقى الأمر هيناً إلى أن يعتبر المشرع تسجيل الشركات للعاملين لديها في التأمينات الاجتماعية بمثابة كرم زائد تستحق مبادلتها بأحسن منه، فمنحت خفضاً ضريبياً مقابل ذلك.
كذا، رفعت نسبة الضرائب غير المباشرة التي تصيب جمهور المستهلكين، حيث نمت هذه الضريبة التي تفرض على السلع الاستهلاكية، بمعدلات كبيرة جداً بلغت 33 في المئة العام 2001 وحافظت على وتيرة نمو سنوية مرتفعة لتسجل 35 في المئة العام 2008.
صفوة القول أن السلطة في سوريا أشرفت خلال العقد الماضي على تكريس ومفاقمة اللامساواة في المجتمع. إذ دعمت فئات الدخول العليا لتواصل الإثراء، فيما تركت فئات المجتمع القابعة في أدنى السلم الإجتماعي تزداد فقراً.
لا يخلو الأمر من بعض الدروس والعبر لأي سلطة قادمة، إذ يتضح أكثر بأن الحلم في أن يخلق النظام الاقتصادي الحر بنحو عفوي ومن تلقاء نفسه ظروفاً ملائمة للفقراء والفئات الوسطى هو وهم، ينطوي على كوابيس مروعة لهؤلاء وللسلطة لاحقاً. ولا مناص لدولةٍ تبتغي شيئاً من العدالة والتنمية من أن تشرف على إعادة توزيع ثمار النمو من الأعلى إلى الأسفل عبر الضرائب التصاعدية.
ربما نواجه بتهمة “الحسد” لمطالبتنا بزيادة الضرائب على الدخول المرتفعة، فلا منطق اقتصادياً في ما نقول. غير أن الرئيس الأميركي روزفلت لم يكن مدفوعاً بالحسد وإنما بالضرورة، عندما رفع المعدل الأقصى للضريبة إلى 79 في المئة. وكان فشل النظرية الليبرالية في التعامل مع أزمة الثلاثينيات قد اقنع المواطنين بضرورة تأييد هذه السياسة الضريبية، حينها “لم يتهمه أحد بأنه فقد الرشد أو أصيب بالجنون” على حد تعبير الاقتصادي روبرت رايش. تأسيساً على ذلك وبما يخص سوريا، ألن نكون بعد سقوط النظام والشروع باعمار البلاد في أزمة اشد وأعظم لتطبيق سياسة ضريبية من هذا القبيل؟ وحتى إن لم تصل الزيادة إلى مستوى “معدلات روزفلت” فإن الأمر البيِن هو أن معدلات ضريبية مرتفعة ستتيح للحكومة الجديدة فرصة تمويل إعادة الاعمار والاستثمارات وخلق فرص العمل.
بعد ثورة هي الأكثر تعرية ونبشاً للتناقضات الاجتماعية الكامنة تحت سطوة الاستبداد، وبعد انفجار الظلم والحيف الاجتماعي على هذا النحو الملحمي، يبدو من المنطق والعدالة معاً، أن تعبر الدولة البازغة عن طموحات وآمال أهل الثورة ممن قدموا أعظم التضحيات في سبيل نظام سياسي- اقتصادي أفضل، لا عن مصالح أولئك الذين أفقروا الشعب وفرّوا بعد اندلاع الثورة، ليعودوا لاحقاً إلى سوريا، لا كوطن وإنما كواحة ضريبية.
سوريا: تسليح أم تفاوض؟
مازن السيّد
السؤال المحيّر لأي متابع للملف السوري اليوم هو: كيف يتقدم الخياران المسلح و”السياسي” سويةً؟ فهل يصبّ الأول في اتجاه فرض موازين القوى سعياً وراء موقع تفاوضي أنسب من قبل كلا الطرفين؟ أم أنّ الحديث عن الحلّ التفاوضي لا يتعدى كونه ذرّاً للرماد في العيون، وتبادلاً للأدوار يماطل في انتظار تثبيت الحدود في الخريطة الميدانية العسكرية للداخل السوري؟
وبعدما أقرّ الاتحاد الأوروبي الإثنين حظره على تصدير الأسلحة إلى سوريا، متمسكاً برفضه تسليح المعارضين رغم دفع بريطانيا الأمور في هذا الاتجاه، ورافعاً مستوى المساعدات “غير المميتة”، عادت تساؤلات الإدارة الأميركية في هذا الصدد إلى الواجهة مع المعلومات التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن أن الرئيس باراك اوباما قد يعيد النظر في رفضه تسليح المعارضين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية قوله إن رفض اوباما لخطط تسليح المعارضين العام الماضي “ليس قراراً مغلقاً. مع تطوير الأوضاع، وتزايد ثقتنا بأنفسنا، قد نعيد النظر في هذا القرار”. كما قال المسؤول الرفيع السابق في وزارة الخارجية الأميركية فريديريك هوف للصحيفة إن “عدم تمتع أميركا بعلاقات داعمة مدروسة بحذر مع عناصر مسلحة (في سوريا)، قد يحمل مخاطرةً كبيرة”.
وتقول “نيويورك تايمز” عن الخطط السابقة التي كان اوباما قد صدّها، إن مسؤولين بارزين في الإدارة أثروا في قرار اوباما هذا وعلى رأسهم نائبه جو بايدن، مستشاره للامن القومي توماس دونيلون، والمندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس. وتنقل عن مسؤولين تأكيدهم أن هذه الخطط لم تشمل أصلا تزويد المعارضة المسلحة بصواريخ أرض-جو محمولة “لتفادي خطر استهداف طائرات اسرائيلية”.
في المقابل، يتحدث وزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف “خلال الأسابيع المقبلة” عن ضرورة التنسيق مع موسكو لوقف العنف من كل أطراف النزاع في سوريا والبحث عن تسوية سياسية.
وقال لافروف الثلاثاء “الأهم هو أننا نشعر الآن بأن موضوع الحوار يكتسب أولوية في أقوال من كان حتى وقت قريب يرفض دعوتنا لمثل هذه المفاوضات بين الحكومة والمعارضة، بوضع تنحي الرئيس الأسد كشرط مسبق لأية اتصالات من هذا النوع. الآن لا نسمع مثل هذه الشروط، وهو تطور للأحداث يمكن الترحيب به.” وأضاف “وعلى الرغم من صدور مختلف الشروط المسبقة لبدء مثل هذا الحوار من كلا الجانبين – الحكومة والمعارضة – إلا ان القضية تحركت من نقطة الجمود”. وتابع قائلا إن “هدف اللاعبين الخارجيين في الاتصالات مع أطراف النزاع والمجتمع الدولي بشكل عام هو الحيلولة دون عرقلة هذه الشروط المسبقة لمثل هذا الحوار. الأهم هو جلوس الأطراف إلى طاولة المفاوضات”، مشيراً إلى زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو في 25 شباط الحالي.
لكن، وبعيداً عن تصريحات “القوى العظمى” روسيةً كانت أو أميركيةً أو اوروبية، يبدو أن ل”القوى الإقليمية” حسابات أخرى، فايران و”حزب الله” دخلا مؤخراً في مرحلة مختلفة عن سابقاتها من ناحية التورط الميداني المباشر في سوريا، أو على الأقل من ناحية مجاهرتهما بهذا التورط، وهو ما كان متوقعاً مع تصدّع هذا المحور في المشرق العربي، وحتمية بحثه عن إعادة تمركز ميدانية تضمن له الحدّ من الخسائر.
كما أنّ مصادر عديدة تشير إلى تصعيد مستوى الدعم الخليجي للمعارضة المسلحة في سوريا، في ظلّ تراجع للدور التركي مع بروز إشارات على “تحييد” العنصر الكردي في الشمال السوري، وبما يستبعد أن يكون مستقلاً عن ضوء أخضر أميركي في هذا الاتجاه، فيما وصف رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني قرار الاتحاد الأوروبي رفض تسليح المعارضة ب”غير الصائب”، معتبراً أن ذلك يساهم في إطالة النزاع في سوريا.
رغم الإبهام المقصود الذي يدور حول “حلّ سياسي” برعاية أميركية-روسية، يبدو من السذاجة اعتبار أن الأطراف الإقليمية المباشرة تبقى ملتزمة بما يدور في أروقة الدبلوماسية، بعدما انكشفت بوضوح أوراق الأطراف جميعها. في انتظار لقاءات كل من المعلم ومعاذ الخطيب في موسكو، واجتماع كيري لافروف المرتقب، سيتدفق السلاح والمقاتلون إلى سوريا ليغذوا طرفي القتال.
لافروف: الحل العسكري في سوريا سيؤدي إلى دمار الطرفين
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا وجامعة الدول العربية متفقتان على أنّ تسوية أي نزاع يجب أن تتم على أساس سمو القانون الدولي ومبادئ ميثاق هيئة الأمم المتحدة، محذراً من أن استمرار النزاع العسكري في سوريا سيكون “طريقاً مدمراً للطرفين”.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء أعمال الاجتماع الأول للمنتدى الروسي – العربي في موسكو، اليوم، إن الرهان على تسوية النزاع السوري باستخدام القوة “لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين”.
وأضاف لافروف بعد لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، “سوف نستخدم كافة إمكانيات الجامعة العربية وروسيا من أجل حصول اتصالات مباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة”.
وأشار الوزير الروسي إلى أن بوادر إيجابية ظهرت حالياً للحوار بين الحكومة والمعارضة “إلا أنّ الطرفين يضعان شروطاً مسبقة لهذا الحوار. ولكن ما دام الطرفان مستعدّين للحوار فإن الاتفاق على المؤشرات مسألة تخص الفن الديبلوماسي”.
وأكد لافروف أن روسيا مستعدة لتهيئة أرضية ملائمة للحوار بين المعارضة والحكومة السورية.
بدوره، دعا نبيل العربي الرئيس السوري بشار الأسد تسليم صلاحياته لنائبه وبدء الحوار مع المعارضة.
ورحب العربي بمبادرة رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب، معرباً عن أمله في أن توافق الحكومة السورية على بدء الحوار.
وأثنى الأمين العام لجامعة الدول العربية على الدور الروسي في المسألة السورية، معتبراً أن روسيا كانت لاعباً أساسياً في اجتماع جنيف. كما دعا موسكو إلى استغلال علاقاتها القوية مع دمشق لإقناعها بالحل السياسي.
كيري يحضر اجتماعاً للمعارضة السـوريـة لافروف: التسوية تتحرّك من نقطة الجمود
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إن الحكومة السورية والمعارضة تتحدثان الآن عن إمكانية إجراء حوار بينهما، مضيفاً إن روسيا تشعر بأن تسوية النزاع السوري «بدأت تتحرك من نقطة الجمود».
إلى ذلك، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن وزير الخارجية جون كيري سيبدأ الأحد المقبل زيارة تشمل تسع دول في أوروبا والشرق الأوسط، والتي ستهيمن عليها الأزمة السورية بالإضافة الى التطورات في افغانستان ومالي. واوضحت ان كيري سيزور بريطانيا وألمانيا وفرنسا وايطاليا وتركيا وكذلك مصر والسعودية ودولة الإمارات وقطر، وان الجولة ستستمر حتى 6 آذار المقبل.
وأوضحت أن زيارة كيري هي في جزء منها «جولة استماع»، رغم انه سيشارك في روما في اجتماع مع «الائتلاف الوطني السوري» والدول التي تؤيد المعارضة ويدرس إمكانية زيادة الجهود الأميركية لوقف سفك الدماء في سوريا. وأضافت إن كيري «سيتطلع إلى الاستماع للائتلاف السوري المعارض، وماذا يمكن أن نفعل أكثر في رأيهم، وأيضاً الاستماع إلى النظراء المشاركين بشكل كبير في دعم المعارضة» السورية. كما سيناقش الأزمة السورية مع زعماء عدد من دول المنطقة، ومن بينها تركيا ومصر وقطر.
وقال رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، خلال لقائه أعضاء «لجنة الاتصال في طريق التغيير السلمي» إن «الحكومة جادة في إنجاح عملية الحوار، ولا تريد أن تقصي أحداً ومنفتحة على جميع أبناء الوطن، وأن البرنامج
السياسي يحمل نيات حسنة وصادقة ومخلصة من أجل إنقاذ وطننا»، مشيراً إلى «أهمية تبادل الأفكار والهواجس والمقترحات بهدف الوصول إلى رؤى وقواسم مشتركة تعزز عملية الحوار وتحت سقف الوطن، من أجل المساهمة جميعاً كشركاء في هذا الوطن لإنقاذه وتجاوز الأزمة وإعادة بناء سوريا الجديدة».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في موسكو بعد عودته من بروكسل، إن «روسيا تشعر بأن تسوية النزاع السوري بدأت تتحرك من نقطة الجمود». وأضاف «الأهم هو أننا نشعر الآن بأن موضوع الحوار يكتسب أولوية في أقوال من كان حتى وقت قريب يرفض دعوتنا لمثل هذه المفاوضات بين الحكومة والمعارضة، بوضع تنحّي الرئيس (بشار) الأسد كشرط مسبق لأية اتصالات من هذا النوع. الآن لا نسمع مثل هذه الشروط، وهو تطور للأحداث يمكن الترحيب به». وتابع «بالرغم من صدور مختلف الشروط المسبقة لبدء مثل هذا الحوار من كلا الجانبين ـ الحكومة والمعارضة ـ إلا أن القضية تحركت من نقطة الجمود».
وأعلن لافروف أن «هدف اللاعبين الخارجيين في الاتصالات مع أطراف النزاع والمجتمع الدولي بشكل عام هو الحيلولة دون عرقلة هذه الشروط المسبقة لمثل هذا الحوار. الأهم هو جلوس الأطراف حول طاولة المفاوضات».
وأضاف «نستقبل في 25 شباط وزير الخارجية السوري وليد المعلم في روسيا. نأمل أن نبحث معه الوضع، وأن نطلع على تقديره للوضع في سوريا. والأهم هو بحث المسائل الواجبة تسويتها لبدء الحوار مع المعارضة ووقف إراقة الدماء». وتابع «نجري مثل هذا العمل مع المعارضة أيضاً بجميع ممثليها، ولم نوقف هذا العمل سواء مع الحكومة أو المعارضة. أعول على أن نحصل على المزيد من الوضوح».
وسيبحث لافروف الوضع في سوريا عندما يجتمع مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية العراق والكويت ولبنان ومصر الذين من المقرر أن يصلوا إلى موسكو لإجراء محادثات اليوم.
وكان نائبه غينادي غاتيلوف أعلن أن «روسيا ستدخل حل الأزمة السورية في قائمة أولويات مجلس الأمن الدولي حينما ترأسه» في الأول من آذار المقبل.
وقال غاتيلوف «لدينا اتصالات مع ممثلي المعارضة ومع زعيم المعارضة (الائتلاف أحمد معاذ) الخطيب، لكن ليس هناك أي موعد محدد بعد لزيارته إلى موسكو»، متوقعاً أن يزور الخطيب موسكو بعد الخامس من آذار. ونفى ما ذكرته قناة «روسيا اليوم» عن زيارة المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي إلى موسكو.
وقال غاتيلوف «من الممكن الحديث بشيء من التفاؤل الحذر عن تحقيق تقدم محتمل في بدء الحوار بين الحكومة والمعارضة في سوريا». وأوضح أن «الحوار هو الشيء الرئيسي الذي دعت إليه روسيا دوماً. وموقفنا من هذه المسألة كان وسيبقى ثابتاً بلا تغيير، ونحن نعتقد أن ذلك يتطلب إيقاف العنف وإراقة الدماء في سوريا والذي يستمر على نطاق واسع من كلا الجانبين، كما ينبغي إجلاس كلا الجانبين، الحكومة والمعارضة، حول طاولة المفاوضات. وقد توجّهت جهودنا إلى هذا دوماً، وهذا يمثل في جوهر الأمر الهدف الرئيسي لبيان جنيف».
وتزامن كلام لافروف عن تقدم في إمكانية حل الأزمة السورية، مع لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملك الأردني عبد الله الثاني في موسكو. وأكد عبد الله، قبيل اللقاء، أنه «يود أن يبحث أثناء زيارته الحالية إلى موسكو عدداً كبيراً من الملفات الإقليمية والدولية، إضافة إلى التعاون الأمني بين الدولتين».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن أربع سفن حربية إضافية ستصل إلى المتوسط، قبل نهاية شباط الحالي. وتنضمّ سفن النقل «كالينينغراد» و«شابالين» و«سراتوف» و«ازوف» الى سفينة الدورية «سميتليفيي» وسفن تموين أخرى موجودة في البحر المتوسط.
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن السفن ستكون «في خدمة عسكرية»، لكن وكالة «نوفوستي» نقلت عن مصدر عسكري قوله إن المهمة الرئيسية لهذه السفن الإضافية تكمن في الإجلاء المحتمل لرعايا روس من سوريا.
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
سقوط قذيفتي هاون على مدينة تشرين الرياضية في دمشق ومقتل لاعب كرة قدم
القاهرة- (د ب أ): أفاد نشطاء سوريون بأن لاعب كرة قدم ببنادي الوثبة الرياضي السوري قتل، في حين أصيب آثنان آخران الأربعاء جراء سقوط قذيفتي هاون على مدينة تشرين الرياضية في محافظة دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقره لندن، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الأربعاء: “سقطت قذيفتا هاون على مدينة تشرين الرياضية في محافظة دمشق ما أدى إلى مقتل لاعب كرة قدم في نادي الوثبة الرياضي وإصابة اثنين آخرين”.
كما تدور اشتباكات عنيفة بحي التضامن منذ صباح الأربعاء بين مقاتلين وقوات نظامية ومسلحين موالين لها، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية.
وفي سياق متصل، تجددت الاشتباكات بين مقاتلين ثوار والقوات النظامية في مدينة جاسم بريف درعا يرافقها قصف متقطع من قبل القوات النظامية على مناطق في المدينة.
وفي مدينة درعا دارت اشتباكات بين مقاتلين والقوات النظامية وانباء عن سيطرة المقاتلين على حاجزين للقوات النظامية.
وفي اللاذقية، تعرضت بلدتا سلمى وكنسبا والقرى المحيطة بهما في جبل الأكراد لقصف من قبل القوات النظامية، ولم ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية حتى اللحظة.
وتعرضت مدينة دوما بمحافظة ريف دمشق، للقصف من قبل القوات النظامية ما أدى إلى مقتل مواطنين اثنين، كما تعرضت مدينة حرستا للقصف في حين دارت اشتباكات عند أطراف مدينة زملكا من جهة الجنوب رافقها قصف على المنطقة، وقتل رجل جراء القصف على بلدة جسرين بريف دمشق.
وفي محافظة حماة، نفذت القوات النظامية حملة دهم وتفتيش في حيي القصور والحميدية مدينة حماة ولم ترد معلومات عن حدوث اعتقالات، وفي محافظة حمص سقط جرحى جراء القصف الذي تعرضت له مدينة القصير بريف حمص من قبل القوات النظامية
بوتين وعبدلله الثاني في لقاء (الرأسين): مقابلة خاصة تمهد للتحول مع ديزل وطعام لجنود الأسد وتجاهل حجاب
عمان- القدس العربي- بسام البدارين: تتوج الزيارة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني ليوم واحد لموسكو الثلاثاء وقد يعقبها توقف ليوم عمل آخر في تركيا تحولا دراماتيكيا قد يصل لمستوى الإنقلاب في الموقف السياسي الأردني من الملف السوري.
وهو تحول برأي نخبة من خبراء مؤسسة القرار الأردنية سبقته العديد من المقدمات وقد يقود إلى (منتج جديد) تماما في التجارة البينية السياسية التي تنشط في كواليس العلاقة الأردنية السورية وخلف الأسوار وستائر الحدث.
بوضوح شديد تحدث الخبر الرسمي الذي بثته وكالة أنباء موسكو عن بحث الزعيم الروسي بوتين مع ملك الأردن عدة ملفات كان بينها التعاون في مجال الدفاع وصناعة الأسلحة.
نظرا إلى سجل عمان المعروف في التعاون إستراتيجيا وعسكريا مع الولايات المتحدة يمكن إعتبار عبارة (التعاون العسكري) التي أشارت لها بالتوازي وكالة الأنباء الرسمية الأردنية بترا نقطة الإرتكاز في تفويض أمريكي ضمني سمح للحكومة الأردنية بإطلالة محسوبة بدقة على التصور الروسي لسيناريو المشهد السوري.
ونقطة إرتكاز بهذه الإثارة تطلبت فيما يبدو حسب الوكالة الروسية عقد إجتماع مغلق (رأس برأس) وبدون مترجم بين عبدلله الثاني والرئيس بوتين كما أشارت وكالة عمون المحلية في عمان تم تنظيمه بعدما طلب من المرافقين المغادرة وكذلك الإعلام.
طبعا لا أحد يمكنه التوثق من طبيعة الملفات التي بحثها الزعيمان سرا.
لكن نتائج ما طرح في هذا اللقاء (الهام جدا) كما وصفته مصادر القدس العربي بالنسبة للموضوع السوري ستظهر سريعا في العاصمة عمان وتنعكس أثارها على الحدود الأردنية السورية.
وكذلك على الوضع الإستثماري والإقتصادي الأردني حيث بحث الزعيمان أيضا ملف التعاون الإستثماري وهي صيغة تعني بأن بوتين يظهر إستعدادا (لمداخلة روسية مالية إستثمارية) قد تساعد عمان عشية صيفها المالي اللاهب.
السفير البريطاني في عمان بيتر ميلييت أكثر من مداخلاته القلقة حول مستقبل الوضع السياسي والإقتصادي في المنطقة والأردن تحديدا مؤخرا لكن في غرف مغلقة أبلغ السفير ميلييت نشطاء مدنيين بأن الأردن حصل على ما وصفه (بفرصة جيدة) مؤخرا لتسويق خياراته الإصلاحية البطيئة جدا بسبب (دور ما) تطلبته الإستراتيجية الجديدة تجاه الموضوع السوري.
الإنطباع الذي أنتجه السفير ميلييت الخبير في شئون المنطقة أشار مبكرا لإن القمة الروسية- الأردنية السريعة والخاطفة قد تمهد لأرضية الدور المحتمل للأردن في (سوريا الجديدة) التي يشرف الروس الأن على صياغة تسويتها السياسية بروح مرنة وصبورة حسب المحلل الإستراتيجي المتخصص بالشئون السورية عامر سبايله.
وفقا لشروحات دبلوماسيين غربيين في العاصمة عمان سوريا المتوقعة بإختصار هي حصريا الخالية من جبهة النصرة الجهادية وتنظيم القاعدة والمتأهبة لتسوية ملف اللاجئين خصوصا في ثلاثة بلدان هي تركيا ولبنان والأردن والتي تغيب فيها عن الأفاق المحتملة عبارة (إسقاط أو تقويض) نظام الرئيس بشار الأسد.
هذه العناوين الثلاثة الأساسية لمستجدات الملف السوري دفعت عمان للهرولة بإتجاه طاولة مفاوضات التسوية الروسية فالأردن طرف أساسي في ملف اللاجئين وهو المؤهل أمنيا بالمنطقة أكثر من غيره للإشتباك مع جبهة النصرة والسلفيين ,وموقفه السياسي من الأزمة كان من حيث المبدأ العمل على إنتقال سلمي للسلطة في دمشق.
قبل أسابيع قليلة أبلغ مسئول أردني رفيع المستوى (القدس العربي) مباشرة بأن نظام بشار لن يسقط قريبا كما يتوقع كثيرون وتحديدا في النادي الخليجي.
ونافذة بوتين الذي منحته عمان قبل فترة وجيزة الحق في دعم وإسناد مشروع إقامة كنيسة روسية بالقرب من منطقة المغطس فتحت مباشرة بعد عبارات المجاملة التي أطلقها الرئيس بشار الأسد بإتجاه عمان ممتدحا أمام وفد أردني ألبسه عباءة بدوية بإسم الشعب موقف الأردن المتوازن قياسا بحجم الضغط الخليجي.
لذلك يبدو لقاء (الرأسين) بين العاهل الأردني والرئيس بوتين مقدمة مهمة تتوج حالة (التحول) أو الإنقلاب في الموقف الأردني من معطيات الملف السوري, الأمر الذي يثير ضمنيا حفيظة دولة قطر ولا يجد معارضة من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي (تواصل عدة مرات) خلف الكواليس مع الأردنيين قبل إطلالتهم من نافذة بوتين.
قبل هذا الإنقلاب برزت مقدمات لا يمكن إسقاطها من حساب السياسة إقليميا فقد سجل نشطاء مدنيون بكاميرا الفيديو شاحنات أردنية تنقل حمولتها من مادة الديزل وتفرغها في مخاون تابعة لقوات الجيش النظامي السوري فيما تفيد المصادر بأن جهات أردنية وصلت جنودا سوريين في أكثر من موقع على الحدود تقطعت بهم السبل بكميات من الطعام والمياه والديزل.
هذه بطبيعة الحال (لفتة إنسانية) تتساوى مع تعاون الأردن بمسألة اللاجئين الذين لا يطالب بشار الأسد بإعادتهم لبلادهم قسرا بل يوعز لحكومته بالإتصال بالأردنيين لتشكيل لجنة تضمن عودة كل مواطن سوري إلى أرضه بأمان وبإتفاق مع (الأشقاء الأردنيين).
اللافت في السياق مقدمات أكثر تأثيرا فالمنشق السوري الأكبر حجما رياض حجاب إشتكى مؤخرا لشخصيات مساندة للمعارضة من توقف هاتف وزير الخارجية الأردنية ناصر جوده عن الإستجابة لإتصالاته.
وجهات أردنية ناشطة جدا في درعا تحاول التواصل مع بعض (معارضي الداخل) وتعرض إستضافتهم في حوارات عمانية تضمن موقعا للأردن في سياق حوارات (التسوية السياسية).
حجاب الذي ألمح للتطنيش لم يقف عند هذا الحد بل نقلت عنه مصادر إعلامية مؤخرا القول بأن الأشقاء العرب (خذلوا) الشعب السوري في الوقت الذي تخشى فيه خلايا إسناد جبهة النصرة من السلفيين الأردنيين من أجندة أمنية أردنية توحي مؤشرات بأنها تخطط للإنقلاب على التيار السلفي وعلى الجهاد في سوريا.
هذه الأجندة قفزت إلى سطح الأحداث مع تنامي التسريبات حول تعاون (إستخباري) بين عمان ودمشق منذ شهرين أسس لكل ما يجري حاليا.
بالتوازي يتعرض حلفاء الثورة السورية في الشارع الأردني وعلى رأسهم الأخوان المسلمين لضربات متلاحقة ويخف الإيقاع المناصر للثورة السورية في الشارع الأردني ويحرص السفير السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان على البقاء لأطول فترة ممكنة في حفل السفارة الإيرانية في عمان.
الأجواء في المستوى الأردني ملبدة بغيوم التحول في الموقف من زاوية متحالفة مع تكتيكات إسقاط نظام بشار العام الماضي بإسناد سعودي وقطري إلى زاوية حريصة جدا على التواصل مع بشار ومجالسة حليفه الأهم وهو الدب الروسي بل دعم تسوية تقترحها موسكو في وقت إسترخاء السعودية وإبتعادها عن التشنج قليلا وإنحسار موجة العداء القطرية.
لذلك يمكن للقاء الرأسين عبدلله الثاني وبوتين في موسكو خلف الأضواء أن ينتهي بعد مناقشة التعاون الإستثماري والدفاعي بخارطة طريق مستجدة تحدد أدوار لاعبين أساسيين ستبقى عمان منهم عندما يتعلق الأمر دوما بالجار السوري.
لحظتها سيتكرس الإنقلاب في الموقف الأردني علنا وقد يشاهد الأردنيون مجددا الرئيس بوتين او غيره وهم يمارسون الإسترخاء على شواطيء البحر الميت قبل الإغتسال بموقع مغطس السيد المسيح وري الشجيرات بجانب الكنيسة الروسية العملاقة في المكان.
طلب الاعدام للواء السوري علي مملوك والسياسي اللبناني ميشال سماحة
بيروت- (ا ف ب): طلب قاضي التحقيق العسكري الاول في لبنان رياض ابو غيدا عقوبة الاعدام للوزير اللبناني السابق ميشال سماحة والمسؤول الامني السوري علي مملوك بتهمة نقل متفجرات من سوريا الى لبنان بنية قتل سياسيين ورجال دين وسوريين، بحسب ما جاء في القرار الاتهامي الصادر اليوم الاربعاء.
وجاء في نص القرار الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ان القاضي الاول “طلب عقوبة الاعدام للوزير السابق ميشال سماحة ورئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك في قضية نقل متفجرات من سوريا الى لبنان بنية تفجيرها وقتل شخصيات سياسية لبنانية ورجال دين ومسلحين سوريين ومهربين” على الحدود بين سوريا ولبنان.
واشار الى ان “المتفجرات ضبطت في سيارة سماحة” والمخطط “لم ينفذ بسبب ظرف خارج عن ارادته”، في اشارة الى توقيفه في آب/ اغسطس قبل البدء بتنفيذ التفجيرات.
واوضح القرار ان “المتفجرات سلمها العقيد عدنان الى سماحة في سوريا بموافقة مملوك”.
واضاف “ما هو ثابت بحق المدعى عليهما مملوك وعدنان… انهما اتفقا مع ميشال سماحة على القيام باعمال تفجير وقتل… ووافقا على تجنيد اشخاص مستعدين للقيام بعمليات تفجير في منطقة عكار تستهدف المسلحين والمهربين الى الداخل السوري”.
وشمل القرار الاتهامي ايضا اتهام سماحة بـ”اثارة النعرات الطائفية”.
واصدر القاضي “مذكرة بحث وتحر دائم لمعرفة كامل هوية المدعى عليه العقيد عدنان” الذي لم يعرف اسمه الكامل منذ بدء التحقيق اثر توقيف سماحة.
واوقف سماحة في منزله في منطقة شمال شرق بيروت في آب/ اغسطس الماضي للاشتباه بمشاركته في مخطط للقيام بتفجيرات في عدد من المناطق اللبنانية.
وذكرت معلومات التحقيق ان كمية من المتفجرات ضبطت في سيارته وان هناك افلاما مصورة له وهو يسلمها الى شخص آخر داخل موقف المبنى الذي يوجد فيه مكتبه في بيروت.
وسماحة وزير ونائب سابق معروف بقربه من النظام السوري، وكان يمضي جزءا كبيرا من وقته في دمشق.
واصدر القضاء اللبناني في الرابع من شباط/ فبراير مذكرة توقيف غيابية في حق علي مملوك في مطلع هذا الشهر.
وبحسب القرار الاتهامي الصادر الأربعاء، اشار القاضي ابو غيدا، الى قراره عدم ملاحقة مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان التي كان ورد اسمها في الملف بسبب “عدم وجود ادلة يمكن البناء عليها في التسجيلات الصوتية المضبوطة في الملف لمكالمات هاتفية حاصلة بينها وبين سماحة”.
لافروف: الحوار مع الحكومة أصبح على رأس أولويات الكثير من المعارضين
قذائف هاون قرب قصر تشرين الرئاسي في دمشق وروسيا تسرع جهود اجلاء رعاياها من سورية
دمشق ـ بيروت ـ وكالات: سقطت قذيفتان الثلاثاء على مقربة من قصر رئاسي في دمشق، للمرة الاولى منذ بدء النزاع قبل 23 شهرا، في وقت افيد عن مقتل 31 شخصا على مدينة حلب بينهم 14 طفلا في سقوط صاروخ ارض ارض.
في هذا الوقت، ارسلت روسيا طائرتين الى سورية يمكن ان تقوما بنقل بعض رعاياها الى موسكو، واعلنت ارسال اربع سفن حربية اضافية الى المتوسط تحسبا لاحتمال تنظيم عملية اجلاء واسعة النطاق للروس المقيمين في سورية.
على خط مواز، اعلنت موسكو، ابرز حليف للنظام السوري، انها ستستقبل في 25 شباط (فبراير) وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي سيليه الى العاصمة الروسية رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الثلاثاء ان ‘قذيفتي هاون سقطتا باتجاه السور الجنوبي لقصر تشرين واسفرتا عن اضرار مادية’، مشيرة الى ان مصدرهما ‘ارهابيين’، وسقطتا ‘بالقرب من مشفيي الاطفال والمواساة’.
ويبعد سور قصر تشرين المعروف ايضا بقصر الضيافة كونه يستخدم لاستضافة كبار زوار سورية الرسميين، مئات الامتار عن المشفيين. ويقع قصر تشرين بين حيي المزة والمهاجرين في غرب العاصمة.
وتبنى المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش السوري الحر على صفحته على موقع ‘فيسبوك’ العملية.
ولم تتوقف منذ اشهر محاولات مسلحي المعارضة التقدم نحو دمشق التي لا تزال القوات النظامية تسيطر عليها بشكل حازم، مع وجود جيوب للمعارضين في بعض الاحياء الجنوبية والشرقية. بينما تستعر المعارك والعمليات العسكرية في ريف دمشق المتاخم للعاصمة.
في مدينة حلب في شمال البلاد، ارتفعت الى 31 قتيلا حصيلة الضحايا الذين سقطوا الليلة الماضية في قصف قال ناشطون انه ناتج عن سقوط صاروخ ارض ارض استهدف حي جبل بدرو عند الاطراف الشرقية لمدينة حلب.
والقتلى هم، بحسب المرصد، ’14 طفلا دون سن الـ16 وخمس سيدات و12 رجلا’.
واوضح ناشطون لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان الحي الذي سقط فيه الصاروخ هو حي عشوائي مزدحم بالمساكن الشعبية.
وقال ابو هشام ‘ان المنازل مبنية بشكل سيىء، وصاروخ واحد دمر حيا بكامله’.
ودان المجلس الوطني السوري، احد ابرز اركان المعارضة السورية، ‘تدمير سورية بصواريخ روسيا وأسلحة إيران’، معتبرا ذلك ‘ثمرة للقرار الأوروبي والصمت العربي والتلهي الدولي بالمبادرات الميتة’.
في روسيا، اعلنت وزارة الاحوال الطارئة ان طائرتي ايليوشين 62 وايليوشين 76 تنقلان 46 طنا من المساعدات اقلعتا قبل الظهر في اتجاه مطار اللاذقية في شمال غرب سورية وسوف تقومان باجلاء اي مواطن روسي او من مجموعة الدول المستقلة (الاتحاد السوفييتي سابقا باستثناء دول البلطيق الثلاث وجورجيا) يرغب في مغادرة البلاد.
وذكرت مصادر روسية في سورية لوكالة انباء ‘انترفاكس’ الروسية ان حوالى 150 شخصا قد يغادرون على متن الطائرتين.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية من جهتها انها سترسل اربع سفن حربية اضافية الى المتوسط وستتخذ اجراءات من اجل اجلاء محتمل لرعاياها من سورية.
دبلوماسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، إن الحديث عن الحوار مع الحكومة أصبح على رأس أولويات الكثير من المعارضين السوريين، وحتى الذين كانوا يشدّدون على ضرورة ‘رحيل’ الرئيس السوري بشار الأسد حتى الآونة الأخيرة.
ونقلت وكالة (نوفوستي) الروسية للأنباء عن لافروف قوله، إن ‘الأكثر أهمية هو أننا نشعر الآن بأن موضوع الحوار بات يتصدّر الأولوية حتى في أحاديث أولئك الذين كانوا يرفضون نداءنا إلى بدء التفاوض بين الحكومة والمعارضة حتى الآونة الأخيرة، قائلين إن المطلوب، حتى يبدأ أي اتصال من هذا النوع، رحيل الرئيس بشار الأسد’.
وأضاف ‘لم نعد نسمع شرطاً كهذا’، مشيراً إلى أن ‘هذا التطوّر يستحق الترحيب’.
وقال إن ‘هدف اللاعبين الخارجيين في الاتصالات مع أطراف النزاع والمجتمع الدولي بشكل عام هو الحيلولة دون عرقلة هذه الشروط المسبقة لمثل هذا الحوار. الأهم هو جلوس الأطراف إلى طاولة المفاوضات’.
مناف طلاس: الاسد يعيش في عزلة والشرع يمكن ان يكون له دور في نقل السلطة
باريس ـ د ب ا: قال مناف طلاس الذي انشق عن النظام السوري في العام الماضي ان الرئيس السوري بشار الاسد يعيش في عزلة وان نائبه فاروق الشرع يمكن ان يكون له دور في نقل السلطة.
واضاف طلاس في مقابلة مع وكالة الانباء الالمانية في باريس قبل ان يتوجه الى المانيا قريبا ان الاسد عزل نفسه ضمن دائرة تعكس له الواقع الذي يريد أن يراه ويسمع عنه، والامور تجاوزته ولم يعد لديه القدرة على تقدير ما يجري حوله ولا يعي حجم الدمار الذي ارتكبه بحق السوريين وسورية وخاصة أنه منذ بداية الثورة اعتمد الحل الامني بدلاً من الارتكاز على العدل والقانون أو القيام بإصلاحات جدية ذات مصداقية.
وتابع ‘على ما أعتقد أن النظام يستخدم الشرع ضمن كافة الحيل التي استخدمها في السابق، ورقة شد وتجاذب ولا أعتقد أن ورقة الشرع جدية ولكن يحتاج النظام له كورقة بيده’.
واستطرد ‘اعتقد ان يداه لم تتلطخ بالدماء مباشرة.. ومن الممكن أن يلعب في المرحلة القادمة دور نقل السلطة، فهو شخص وفاقي إلى حد ما وان كنت ارى انه ليس محايدا تماما، والنظام يستخدمه كورقة او بطاقة حين الحاجة ويتم استبعاده احيانا لأنه كان وسطيا’.
وحول علاقته بالمعارضة قال طلاس ‘اعتقد ان لدي رؤية منفتحة على الجميع ولدي تواصل وعلاقة جيدة مع معظم الاطياف والاطراف والأشخاص، لكن المنغلقين على ذواتهم هذه مسألة اخرى يمكن ان تصب ضمن فكرة المناصب والمحاصصة التي يطمحون لها والذين يجدون مصالحهم ومكاسبهم مهددة’.
وعن دوره قال ‘دوري كما هو دور العديد من السوريين، هو محاولة مساعدة بإيجاد خارطة طريق للخروج من الأزمة و تخفيف الآلام الشديدة على شعبنا’ مشيرا الى مشاركة اسرته ومعظم اقاربه واهل بلدته الرستن بقوة في الثورة مع الاطياف السورية لاسقاط النظام الذي يقتل السوريين ويدمر سورية. واعرب عن تفاؤله بقرب النصر.
واشار ‘خطر سقوط النظام على أيادي الفوضى ستوقع البلاد في حالة انتقامات وفوضى مسلحة حيث الحرب الأهلية تصبح واقعا يوصل البلاد إلى حالة صوملة’.
متابعا أن الذي يجب ان يسقط نظام الاسد هو نسيج المجتمع السوري بكل اطيافه وأقلياته الوطنية ضمن مشروع ورؤيا من اجل ‘الا ندخل في حرب اهلية’.
وحول المطلوب من البلدان العربية والغربية فعله حيال الوضع الراهن في سورية، اعرب طلاس عن اعتقاده ان المطلوب ان تدعم سيناريو الاعتدال والوسطية وان ترغم الاطراف الاقليمية على هذا السيناريو وتلافي الاخطاء التي حصلت والتي قد تعزز الفوضى والتطرف .
واوضح ‘ايران تدعم بشكل مباشر، لوجستيا واستشاريا نظام الاسد ولست متأكدا مما اذا بدأت بارسال قوات، لكن التحالف الاستراتيجي بينها وبين النظام يدعني لا استبعد اي شيء’.
وعن موقف المانيا تجاه الوضع في سورية، قال طلاس ان موقفهم واضح من البداية هو مساندتهم للشعب السوري ومعاناته ولم يزجوا أنفسهم في الخط الأول وعندما تكون الأمور غير واضحة يعيدون النظر بقراءاتهم. لقد حافظ الألمان على مسافة محترمة دون التسارع بوعود وعناوين لا يستطيعون تلبيتها.
يشار الى ان مناف وهو نجل وزير الدفاع السوري الاسبق مصطفى طلاس كان قائد اللواء 105 بالحرس الجمهوري السوري قبل فراره العام الماضي بسبب الصراع الدموي الدائر في سورية منذ 23 شهرا واودى بحياة نحو 70 الف شخص بحسب الامم المتحدة.
سلاح سوري في يد حزب الله.. المعاني لاسرائيل
صحف عبرية
حسب مصادر أجنبية هاجمت اسرائيل، قبل نحو اسبوعين، أهدافا في الاراضي السورية. وحسب هذه المصادر، فقد هوجمت قافلة صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-17، كانت في طريقها من سوريا الى لبنان. ويفحص هذا المقال مسألتين: الاولى على فرض أن قافلة السلاح هوجمت في طريقها من سوريا الى لبنان أي انواع اخرى من السلاح يمكن لسوريا أن تنقلها الى لبنان، وما هي الاثار المحتملة لمثل هذا النقل على اسرائيل. اما المسألة الثانية فهي ما هي الاسباب المحتملة لنقل هذا السلاح الى لبنان الان بالذات.
خلفية
لقد كانت سوريا في السنوات الاخيرة موردة السلاح الاساس لحزب الله. فالسلاح الذي نقل تضمن سواء سلاح اشترته سوريا لجيشها ونقل الى حزب الله أم سلاح نقل من ايران الى حزب الله وسوريا لم تشكل سوى قناة لنقله. السلاح الذي ورد في السنوات الاخيرة تضمن صواريخ من أنواع مختلفة بدءا بصواريخ غراد 122 ملم، وانتهاء بصواريخ أثقل، فجر 3 وفجر 5 من انتاج ايران. كما نقلت صواريخ من عيار 220ملم و 302ملم من انتاج سوريا وكذا صواريخ زلزال وصاروخ فاتح 110 الايراني (او في صيغته السورية التي تسمى M600). اضافة الى ذلك كانت تقارير ايضا عن توريد منظومة صواريخ سكاد (من طراز س، بي أو دي) . كما وردت صواريخ مضادة للدبابات منها صواريخ كورنيت، التي اشترتها سوريا من روسيا مباشرة، وصواريخ شاطيء بحر، في الصيغة الايرانية لصاروخ من انتاج الصين. في مجال الدفاع الجوي، تسلح حزب الله اغلب الظن بصواريخ كتف من طراز Strela و Igla . كما كانت تقارير عن توريد صواريخ من طراز SA-8 المتحركة.
منظومات اخرى توجد لدى سوريا ووجودها في لبنان كفيل بان يقلق اسرائيل هي منظومات ‘ستريلتس’ و ‘بنتسير’. وكلتاهما منظومتا دفاع جوي خفيفة ومتنقلة لحماية أهداف موضعية. الستريلتس هو عمليا منظومة من 2 4 صواريخ كتف من طراز Igla او ؟Igla-S تركب على سيارة. اما Pantsyr S1 فهي منظومة متنقلة اخرى للدفاع الموضعي منظومة تستهدف الحلول محل منظومة الـ Tunguska القديمة. وهي تتضمن سيارة تحمل رادارا، صواريخ مضادة للطائرات قصيرة المدى ومدفعي 30ملم.
مؤخرا تلقت سوريا منظومات سلاح جديدة من روسيا، الهجوم، حسب مصادر أجنبية، عكس التخوف من أن تكون هذه المنظومات ايضا، رغم أنها جديدة، ستنقل من سوريا الى حزب الله. ويدور الحديث اساسا عن منظومتي سلاح وصلتا الى سوريا بعد اندلاع الثورة في شهر اذار 2011. الاولى، هي منظومة صواريخ Buk-M2E (التي يسميها الغرب SA-17). هذه المنظومة التي ترث منظومة الـ Kub/Qvadrat القديمة (واسمها في الغرب هو SA-6)، هي منظومة متنقلة، ذاته مدى دفاع بنحو 50كم، معدة لحماية القوات البرية. والثانية، هي منظومة الـ ‘بستيون’ منظومة صواريخ شاطيء بحر، تستخدم صاروخ ‘ياخنت’ صاروخ جوال فوق صوتي يعمل ضد السفن، ولكن لديه قدرة معينة ايضا ضد أهداف برية على الشواطيء.
نقل السلاح في الفترة الاخيرة
منذ اندلاع الثورة في سوريا في شهر اذار 2011 كان حزب الله مشاركا في النزاع، الى جانب نظام بشار الاسد. وبالتوازي، علم مرة اخرى عن نقل السلاح من سوريا الى حزب الله. وبشكل خاص، طرحت المرة تلو الاخرى المخاوف من امكانية نقل سلاح كيميائي سوري الى حزب الله.
اذا كانت هذه المعلومات صحيحة بالفعل، يطرح السؤال لماذا تنقل سوريا سلاحا الى حزب الله بالذات عندما يكون جيشها في ذروة قتال شديد على الاراضي السورية؟ يمكن، بالطبع، ان يكون الجيش السوري يرى في حزب الله حليفا يمكنه أن يساعده في الحرب الاهلية وبالتالي يجب تسليحه. امكانية اخرى هي التخوف من امكانية تدخل اسرائيل في القتال في سوريا ومن هناك الحاجة الى تسليح حزب الله بالاساس بمنظومات دفاع جوي ضد نشاط سلاح الجو الاسرائيلي فوق لبنان، ومنظومات صواريخ ومقذوفات صاروخية لاغراض الردع.
امكانية معقول أكثر هي أن الجيش السوري ينقل الى حزب الله منظومات لا يحتاجها عاجلا في القتال ضد الثوار، ولكنه معني بالحفاظ عليها في الاراضي اللبنانية، الاكثر امانا من ضرر الثوار. هذا السبب يمكنه أن يشرح سواء نقل صواريخ سكاد منظومة ذات تشغيل مركب ويتطلب قوة كبيرة، يصعب الافتراض انها توجد لدى حزب الله. هذا السبب ايضا يمكن ان يشرح نقل منظومات دفاع جوي؛ ولما كان الثوار ليست لديهم قوة جوية، فلا معنى للتعريض للخطر لمنظومات الدفاع الجوي المتطورة في المناطق التي قد يضر بها الثوار. وهكذا يضا بالنسبة للامكانية التي طرحت في موضوع نقل السلاح الكيميائي من الاراضي السورية الى الاراضي اللبنانية. ولا يزال يتبقى سؤال مفتوح بالنسبة لاستخدام هذه المنظومات من قبل حزب الله. فهل نقلت من أجل ان يكون بوسع حزب الله ان يستخدمها، بتعليمات من سوريا أو بقراره الذاتي ام ربما نقلت لاغراض التخزين فقط؟ الجواب هنا منوط على ما يبدو بمنظومات السلاح المحددة. فمن جهة، توجد منظومات دفاع جوي مختلفة. لحزب الله هناك حاجة عملياتية لتقييد قدرة سلاح الجو الاسرائيلي فوق الاراضي اللبنانية. واسقاط طائرة اسرائيلية فوق الاراضي اللبنانية سيمنحه بلا ريب تفوقا دعائيا كبيرا. ومن جهة اخرى، ليس معقولا ان يكون حزب الله قادرا على تفعيل السلاح الكيميائي. بل ومعقولا اقل أن يرغب حزب الله في استخدام مثل هذا السلاح، الذي سيلحق استخدامه به ضررا سياسيا أكبر من أي انجاز تكتيكي يمكن أن يحققه هذا الاستخدام.
المعاني لاسرائيل
ظهور منظومات دفاع جوي متطورة في الاراضي اللبنانية هو بلا شك مشكلة عسيرة لاسرائيل. فسلاح الجو الاسرائيلي يعمل اليوم فوق لبنان بحرية نسبية. وهذا النشاط هام لجمع المعلومات الاستخبارية، سواء عن لبنان أم عن الاراضي السورية. وحتى الان يبدو أن قدرة حزب الله على ازعاج هذا النشاط كانت محدودة جدا، هذا اذا كانت قائمة اصلا. وظهور منظومات دفاع جوي مثل SA-17: هي بلا شك خط احمر بالنسبة لاسرائيل وذلك لان وجودها سيجعل من الصعب على سلاح الجو تنفيذ معظم مهامه.
خطر محتمل آخر هو ظهور منظومة الـ ‘بستيون’ (صاروخ شاطيء بحر) في الاراضي اللبنانية سواء استخدمه حزب الله ام استخدمه فريق سوري. فاذا كان من الاراضي السورية تعرض المنظومة للخطر سفنا ومنشآت بحرية حتى خط نتانيا تقريبا، فانه بانتشارها في الاراضي اللبنانية يمكن لهذه المنظومة أن تغطي كل شاطىء اسرائيل، كون صاروخ ‘ياخنت’ فوق صوتي، يطير على ارتفاع منخفض، فسيصعب جدا على منظومات الدفاع لدى سفن سلاح البحرية التصدي له. دخول هذه المنظومة الى الاراضي اللبنانية سيكون، بالتأكيد هو ايضا خط احمر لدولة اسرائيل.
يفتح شبير
نظرة عليا 19/2/2013
استمرار الاسد في السلطة قد يدفع اوباما لاعادة النظر بتسليح المعارضة.. والقرار متعلق بزيادة الثقة بالنفس وتطور الوضع
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: جاء قرار وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بتجديد حظر تصدير السلاح لسورية، وفتح الباب امام ارسال مواد غير فتاكة للمعارضة، هزيمة للجهود البريطانية التي كانت تأمل باقناع الدول الغربية بفتح المجال ونقل السلاح للجماعات المعتدلة في الانتفاضة السورية.
ويعكس الخلاف داخل الاتحاد الاوروبي والنقاش في داخل الادارة الامريكية بعد رفض باراك اوباما العام اقتراحا من اربعة من كبار المسؤولين في ادارته لتسليح جماعات المعارضة، الصعوبة التي يواجهها الغرب في التعامل مع الازمة السورية التي قتل فيها حتى الآن 70 الف شخص.
ويطرح هنا سؤال حول موقف اوباما في ولايته الثانية وان كان سيعيد النظر في الملف الموضوع على الرف، في ظل استمرار الاسد في الحكم. ام هل سيظل الملف الذي وضع على الرف؟ ووجه السؤال ان بقاء الاسد في السلطة يعني عدم نجاعة الاستراتيجية الامريكية في دعم المعارضة بمعدات غير قتالية وتوفير الدعم الانساني للمشردين في داخل وخارج سورية، حيث وصل الدعم الامريكي للاغراض الانسانية 365 مليون دولار امريكي. ووجه العودة للملف ان اوباما لم يعد لديه خيارات لاجبار الاسد على الرحيل عن السلطة.
وفي هذا السياق لا يستبعد مسؤولون ان يعيد الرئيس النظر في موقفه السابق ويقرر تسليح مجموعات مختارة من الجماعات السورية لكسر الجمود على الساحة السورية. وقال مسؤول لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان الموضوع لم يغلق، مؤكدا انه مع تطور الوضع وزيادة الثقة لدى الادارة فهناك امكانية للعودة للملف. ويقول المسؤولون ان الرئيس الامريكي رفض الخطة التي قدمها اليه مدير الاستخبارات السابق ديفيد بترايوس، قبل الانتخابات الرئاسية لخشيته من انجرار الولايات المتحدة لحرب بالوكالة ولوقوع السلاح الامريكي في يد جماعات متطرفة، بحيث ستستخدم ضد المصالح الامريكية والاسرائيلية. مع ان الخطة لقيت دعما من هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية، ومن وزير الدفاع ليون بانيتا ورئيس هيئة الاركان المشتركة مارتن ديمبسي. ولوحظ ان الرئيس اوباما في خطاب الاتحاد الاسبوع الماضي لم يكرر ما قاله في السابق من ايام الاسد اصبحت معدودة، ولم يقدم اي جديد فيما يتعلق بالاستراتيجية، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الاسد اصدار تصريحاته بانه سينتصر وان حكومته ستهزم في النهاية الارهابيين.
تفكك لا انتقال
ويحذر الخبراء من ان رحيل الاسد لن يكون نهاية الحرب لان سورية قد تفكك بناء على الخطوط العرقية والطائفية، حيث نقلت عن بول سالم المحلل اللبناني قوله ان سورية ليست في مرحلة انتقالية بل في الطريق للتفكك. وقدمت الخارجية الامريكية للمعارضة السورية مساعدات بقيمة 50 مليون دولار على شكل اجهزة غير قتالية، هواتف دولية، وكمبيوترات، واجهزة اتصالات، واجهزة للنجاة وكيفية استخدامها، وحسنت الاجهزة طريقة التواصل بين الفصائل المعارضة على الرغم من الجهود الكبيرة التي قامت بها الحكومة السورية لاختراق شبكات الاتصال للمعارضة باستخدام اجهزة ايرانية.
وستطلق في الايام القادمة شبكة اذاعة على تردد متوسط لربط عمليات البث في عدد من المدن السورية، كما ساعدت الخارجية بتدريب عدد من اعضاء المجالس المحلية التي وقعت تحت سيطرة قوات المعارضة. ولان الخارجية الامريكية تعاملت مع فصائل المعارضة السياسية وفي الخارج ولم تقدم الاجهزة للجماعات القتالية فان اثر امريكا على الداخل قليل وقدرتها على التأثير على الجماعات التي ستقود سورية فيما بعد الاسد محدودة. وتقول الصحيفة انه في الوقت الذي ركزت فيه الادارة على مخاطر تسليح المعارضة فان دولا اخرى لم تلتفت لهذه الامور، فقد استمرت روسيا بتزويد النظام بالسلاح، فيما واصلت ايران ارسالها مستشارين من لواء القدس، وحزب الله ارسل ميليشيات لدعم النظام، وتتلقى جماعات مقاتلة موالية للقاعدة دعما ماليا وعسكريا من دول في المنطقة. وكانت خطة بترايوس تقوم على تدريب وخلق جماعات موالية لامريكا في سورية ما بعد الاسد.
تجربة العراق وغضب كلينتون
وتقول الصحيفة ان بترايوس اندفع في خطته من تجربته في العراق حيث اعتقد ان المقاتلين الذين يدخلون العراق عبر سورية قد يرفعون يوما اسلحتهم ضد الاسد، اما كلينتون فقد وقعت على الخطة بسبب احباطها من الروس الذين لم يدعموا خطة الانتقال في السلطة التي قدمتها في اجتماع جنيف في حزيران (يونيو) العام الماضي. اما بانيتا فرأى في الخطة فرصة للتأثير داخل سورية دون ارسال قوات الى هناك، فيما اعتبر ديمبسي الخطة وسيلة لوضع حد للحرب قبل تنهار سورية بحيث لا يتبقى شيء للذي سيرث الاسد. وقال ديمبسي لصحافيين في طريقه لكابول انه اعتقد ‘اذا كانت هناك طريقة لحل الوضع العسكري بسرعة فلن يستفيد منها السوريون فقط بل ونحن’. وفي المقابل كان الرئيس الامريكي يخشى من ان تنجر الولايات المتحدة الى حرب بالوكالة وبدون نتائج واضحة تضع امريكا امام كل من روسيا وايران، وقد عبر عن نفس الموقف كل من نائبه جوزيف بايدين ومستشاره لشؤون الامن القومي توماس دونيلون.
روسيا
روسيا تواصل دعمها للنظام السوري بالسلاح، ولهذا اتهم دبلوماسيون اوروبيون موسكو بنكثها وعدها والتوقف عن تصدير الاسلحة للنظام السوري. ويقول الدبلوماسيون ان روسيا قدمت تأكيدات لمسؤولين بريطانيين قبل شهر في اشارة فهمها محاولة لابعاد روسيا عن الاسد والعصبة الحاكمة في سورية. وعلى الرغم من ذلك ظلت الاسلحة تتدفق لسورية، حيث اكدت موسكو انه لا يوجد هناك قرار من الامم المتحدة يحظر تصدير الاسلحة وان روسيا تقوم بالوفاء في الاتفاقات العسكرية التي عقدتها مع النظام قبل اندلاع الحرب. وترى روسيا ان من حقها مواصلة تزويد النظام بالسلاح لانه لا يوجد قرار من الامم المتحدة يحظر تصدير السلاح حيث نقل عن اناتولي ايسكين مدير الوكالة المسؤولة عن التصنيع العسكري الروسي (روسبورون اكسبورت) قوله انه في ‘غياب حظر من الامم المتحدة فسنواصل الوفاء بشروط الاتفاقات، وما نقوم به هو شحن انظمة دفاع واجهزة تصليح والتي تذهب الى فروع مختلفة من الجيش’. ويقول مسؤولون امريكيون واوروبيون ان موسكو ربما تحضر الان لارسال مقاتلات من نوع (ياك- 130) والتي يمكن ان تحمل صواريخ.وتقول صحيفة ‘اندبندنت’ ان النظام السوري استخدم المقاتلات الحربية للقيام بغارات على مناطق مأهولة بالسكان مما ادى الى مقتل العديد من المدنيين. وكانت سورية قد عقدت مع روسيا صفقة لتزويدها بطائرات تدريبية (ياك – 130) بقيمة 550 مليون دولار والتي يمكن ان تستخدم ايضا لشن غارات حربية. وتقول الصحيفة ان سفينة روسية امن محملة بمروحيات حربية وصواريخ اجبرت على العودة الى روسيا بعد ان رفضت شركات تأمين تغطيتها، ولكن روسيا قامت لاحقا بارسالها عبر شركة نقل بحرية مختلفة. وعليه فتزويد النظام السوري بمعدات لاصلاح الانظمة الدفاعية تعني تقوية وتعزيز الدفاع الجوي السوري بشكل يجعله قادرا على مواصلة هجماته وهو عامل مهم في عدم قيام الغرب بدعم اقامة منطقة حظر جوي. وبحسب المسؤولين الغربيين فقد رفضت موسكو تقديم تفاصيل كاملة عن تعهداتها التي يجب ان تفي بها، وان هناك ادلة تشير الى حصول النظام السوري على اسلحة روسية عبر طرف ثالث.
كارثة وعدم وضوح
ويقول نقاد الاقتراح البريطاني لتسليح المعارضة انه صورة عن عدم وضوح الموقف الغربي، فالمبادرة التي قدمها ويليام هيغ لقي معارضة منذ البداية من المجموعة الاسكندنافية والمانيا ومسؤولة العلاقات الخارجية كاثرين اشتون، وعلق وزير خارجية اللوكسمبرغ جين اسيلبورن انه لا يوجد نقص في السلاح داخل سورية. ولم يظهر الفرنسيون اي حماس للاقتراح بسبب عملياتهم العسكرية في مالي، ولهذا عبرت الحكومة الفرنسية على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس عن رضاها عن الاتفاق وزيادة دفعات الاجهزة غير القتالية.
ولم تفت الهزيمة البريطانية في بروكسل صحيفة’اندبندنت’ التي خصصت لها افتتاحية من افتتاحيات يوم امس (19/2/2013) والتي جاء فيها ان عدم قدرة بريطانيا على اقناع دول الاتحاد الاوروبي لتزويد السلاح للجماعات الاسلامية كان فشلا منتظرا، حيث تركت بريطانيا تنشف يديها على الهامش في الوقت الذي اخذ فيه دور روسيا في تحديد مسار المفاوضات بين الطرفين يتحدد ويتأكد بشكل كبير. واشارت الى ما قاله وزير الخارجية البريطاني السابق دوغلاس هيرد ان بريطانيا تقوم بتوجيه لكمات لا توازي وزنها، انها تدعو الى حلول حاسمة لا يمكنها فرضها ولا تملك المنطق الكافي لاقناع الحلفاء لدعمها.
من يضمن المستقبل؟
وفي سياق دعوة بريطانيا لتسليح القوى العلمانية في المعارضة وترك الجماعات الجهادية امر يعبر عن سذاجة دولة لديها تجربة طويلة في الشرق الاوسط. فمتى وصل السلاح للميدان فانه سيكون بيد الجميع، ولا احد يضمن بقاء القوة التي ندعمها اليوم كما هي غدا. وتضيف ان دعم بريطانيا المبدئي للتدخل العسكري الذي دعت اليه فرنسا كحل سريع للازمة قد اضعفتها الجهود الروسية التي استطاعت اقامة علاقات مع جماعات من المعارضة بدون ان تتخلى عن دعمها للاسد، وعليه فعاجلا ام آجلا ستظهر روسيا كعراب خارجي للازمة يحظى بثقة من الطرفين.
وتختم بالقول ان ليبيا فتحت شهية فرنسا وبريطانيا لاستعراض قوتهما العسكرية، لكن مغامرة فرانسوا هولاند في مالي علمته سريعا ان رمال الصحراء قد تكون خادعة وقاتلة. وتقول ان ويليام هيغ، وزير الخارجية الذي تقدم بالطلب قد يكون مدفوعا بدوافع انسانية والتي كانت غائبة عن مواقف المحافظين اثناء الحرب في البوسنة قبل 20 عاما. وختمت بالقول ان هزيمة امس، تذكر بمحدودية الدور الذي تلعبه القوة بحل النزاعات الناجمة عن الربيع العربي والدور الصغير والنسبي الذي يمكن لبلد صغير مثل بريطانيا ان تلعبه.
نقطة سلام
في تقرير له من تل كلخ، تحدث جوناثان ستيل مراسل صحيفة ‘الغارديان’ عن جهود الهدنة التي نجحت في اقامة منطقة آمنة وان كانت صغيرة في سورية، والتقى ستيل مع الشيخ حبيب الذي كان يعمل في السعودية في تجارة العقارات قبل ان يعود للبلاد بعد اندلاع الانتفاضة. ويقول الشيخ حبيب واسمه محمد حبيب الفندي انه ملتح لسبب بسيط وهو عدم وجود وقت لحلق اللحية.
وانتقل مع الشيخ حبيب الذي كان وراء الهدنة بين المعارضة والنظام على الاقل في شوارع في البلدة من نقطة تفتيش يسيطر عليها الجيش الى منطقة يسيطر عليها ابو عدي، وهو قيادي للمعارضة في البلدة. ويقول ستييل انه لا ابو عدي لا رجاله يحملون السلاح، لان الاتفاق بين الطرفين ينص على عدم اظهار اي منهما سلاحه. فالمعارضة لا تحمل السلاح والجيش توقف عن قصف البلدة بالقنابل وترويع السكان.
ويقول ان اسم شيخ حبيب لا يذكر في الاعلام السوري لانه يفضل العمل بعيدا عن الاضواء، ولكنه يترأس عشيرة في الرقة على الفرات، ويلقي الخطبة بشكل منتظم. ويقول التقرير ان علاقته بالسياسة بدأت عندما شارك في عدد من الوفود التي التقت مع الرئيس الاسد، خاصة بعد اندلاع الانتفاضة عام 2011. وكان الهدف من اللقاءات الاستماع لمظالمهم واستخدام قادة المجتمع لتعزيز المصالحة وانهاء الاحتجاجات.
منظمة: التيفود ينتشر في شرق سورية الذي تسيطر عليه المعارضة
جنيف ـ رويترز: قالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إن مرض التيفود تفشى في منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية بسبب تناول مياه شرب ملوثة من نهر الفرات.
وقالت المنظمة التابعة للامم المتحدة ان عددا يقدر بنحو 2500 شخص في محافظة دير الزور بشمال شرق سورية اصيبوا بالمرض المعدي الذي يسبب الاسهال ويمكن ان يصبح قاتلا. وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية اليزابيث هوف لرويترز بالتليفون ‘لا يوجد ما يكفي من الوقود أو الكهرباء لتشغيل المضخات ولذلك يشرب الناس المياه من نهر الفرات الذي اصبح ملوثا ربما بمياه الصرف الصحي’. ولم تؤكد منظمة الصحة العالمية تقارير عن حدوث وفيات حتى الان جراء الاصابة بالتيفود.
وحمى التيفود عدوى تصيب الامعاء ومجرى الدم وتسببها بكتريا السالمونيلا. ويصاب الناس بالمرض بعد تناول أطعمة أو مشروبات خاصة بشخص مصاب أو شرب مياه ملوثة.
وينتشر مرض الالتهاب الكبدي الوبائي (أ) وهو مرض آخر تنقله المياه الملوثة ويمكن ان يصبح وبائيا في مناطق مثل حلب وادلب وفي المناطق المزدحمة التي تؤوي النازحين في دمشق.
وقالت هوف ‘يحدث هذا عندما ترى شبكات المياه والصرف الصحي منهارة تماما. يشترك عدد يتراوح بين 50 و70 شخصا في المراحيض في العديد من اماكن الايواء في دمشق’. وأضافت هوف انه نظرا لان دير الزور في أيدي المعارضين فانه لا يمكن للسلطات الصحية الحكومية السورية الوصول الى المنطقة لكن منظمة الصحة العالمية اعتمدت على منظمات المساعدات المحلية في جلب الامدادات الطبية. واضافت ‘الاشخاص المسؤولون (المعارضة) يحتاجون الى البدء في اتخاذ اجراء ما في المناطق التي يسيطرون عليها’.
وينتشر طفيل الليشمانيا – وهو من مسببات أمراض المناطق الحارة وينتقل بواسطة ذبابة الرمال ويسبب تقرحات بالجلد تشبه الجذام – في سورية وتوجد الان 14 ألف حالة اصابة في محافظة الحسكة في شمال شرق البلاد وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وقالت هوف ‘انه عدد كبير للغاية وينتشر مع تحركات الاشخاص. وجلبه النازحون محليا من حلب الى طرطوس’. وتستضيف الامم المتحدة المنتدى الانساني بشأن سورية في جنيف الثلاثاء الذي يحضره مسؤولو مساعدات كبار من وكالات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمات انسانية اخرى.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ينس ليركه في افادة صحفية اليوم الثلاثاء ان الحكومة السورية وافقت على نشر ثلاث منظمات دولية اخرى للمساعدات. وسمح لثماني منظمات غير حكومية دولية بالعمل حتى الآن.
ويحضر سفير سورية لدى الامم المتحدة في جنيف المحادثات عادة لكن ممثلي المعارضة لا توجه لهم الدعوة.
وقال ليركه ان فاليري آموس منسقة الامم المتحدة للشؤون الانسانية التي تستضيف المنتدى اجتمعت مع سهير الاتاسي نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم الاثنين في المدينة السويسرية.
وقال لرويترز ‘اننا نجتمع معهم مثل أي شريك آخر ينخرط في العمل الانساني في سورية. انهم يبحثون قضايا مختلفة تتعلق بالعمل الانساني في سورية’.
بريطانيا تتجه لتكثيف حجم الدعم الأمني لمتمردي المعارضة السورية
لندن ـ يو بي آي: ذكرت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ الثلاثاء أن بريطانيا قد تتجه لتوسيع حجم الدعم الأمني الذي تقدمه للمتمردين السوريين بشكل كبير، على الرغم من فشلها في إقناع الاتحاد الأوروبي بإلغاء الحظر المفروض على الأسلحة إلى سورية.
وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي أعطى الضوء الأخضر لخطط الحكومة البريطانية إرسال مدربين عسكريين ومدنيين لمساعدة المتمردين السوريين، بعد معركة بين وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي البارونة كاثرين آشتون خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد بشأن الدعوة البريطانية لرفع عقوبات الاتحاد الأوروبي الحالية التي تمنع تقديم أي شكل من أشكال الدعم العسكري للمتمردين في سورية.
وأضافت أن هيغ أشاد بالحل الوسط الذي توصل إليه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي بعد اعتراض ألمانيا والسويد وأكثر من 20 بلداً على رفع الحظر المفروض على الأسلحة، واعتبره ‘انجازاً عظيماً سمح بتقديم مساعدة تقنية لحماية المدنيين، واظهر أن بإمكاننا تغيير الحظر كلما صار الوضع أكثر سوءاً في سورية’.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر في الحكومة البريطانية قولها إن لندن ‘ستُعلن في الأيام والأسابيع المقبلة عن أنها ستقدم المشورة والتدريب لقوات المعارضة السورية بما في ذلك الحفاظ على الأمن في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، والتخطيط لإصلاح قطاع الأمن في المرحلة الانتقالية من العلاقة مع المعارضة السورية’.
كما نقلت عن هيغ قوله ‘سنستخدم بالتأكيد الفسحة الكاملة المنصوص عليها في التعديل الذي توصل إليه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشأن الحظر على الأسلحة من أجل توفير المزيد من المساعدة لقوات المعارضة السورية، وسنقوم إلى جانب حكومات أوروبية أخرى بإصدار تصريحات جديدة حول هذا الجانب في الوقت المناسب’.
وأشارت الصحيفة إلى أن دبلوماسيين أوروبيين آخرين قللوا من أهمية الحل الوسط الذي توصل إليه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي باجتماعهم في بروكسيل الاثنين، وأكدوا أنه ‘تم التلاعب بعباراته لإرضاء البريطانيين، ولم يتغير شيء في موقف الاتحاد’.
ونقلت عن وثيقة سرية لاجتماع بروكسيل قولها ‘إن محاولات تغيير نطاق الحظر المفروض على الأسلحة إلى سورية أو رفعه تماماً من شأنها أن تثير صعوبات جدية من وجهة النظر القانونية والعملية، وتغذي أيضاً عسكرة المزيد من الصراع، وزيادة مخاطر نشرها بين الجماعات المتطرفة، وانتشار الأسلحة في سورية في مرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد، ويمكن أن تؤدي إلى تزايد إمدادات الأسلحة ومشاركة أطراف أخرى داعمة لنظام الأسد بالصراع في سوريا’.
ذكرت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ الثلاثاء أن بريطانيا قد تتجه لتوسيع حجم الدعم الأمني الذي تقدمه للمتمردين السوريين بشكل كبير، على الرغم من فشلها في إقناع الاتحاد الأوروبي بإلغاء الحظر المفروض على الأسلحة إلى سوريا.
وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي أعطى الضوء الأخضر لخطط الحكومة البريطانية إرسال مدربين عسكريين ومدنيين لمساعدة المتمردين السوريين، بعد معركة بين وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي البارونة كاثرين آشتون خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد بشأن الدعوة البريطانية لرفع عقوبات الاتحاد الأوروبي الحالية التي تمنع تقديم أي شكل من أشكال الدعم العسكري للمتمردين في سوريا.
وأضافت أن هيغ أشاد بالحل الوسط الذي توصل إليه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي بعد اعتراض ألمانيا والسويد وأكثر من 20 بلداً على رفع الحظر المفروض على الأسلحة، واعتبره ‘انجازاً عظيماً سمح بتقديم مساعدة تقنية لحماية المدنيين، واظهر أن بإمكاننا تغيير الحظر كلما صار الوضع أكثر سوءاً في سورية’.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر في الحكومة البريطانية قولها إن لندن ‘ستُعلن في الأيام والأسابيع المقبلة عن أنها ستقدم المشورة والتدريب لقوات المعارضة السورية بما في ذلك الحفاظ على الأمن في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، والتخطيط لإصلاح قطاع الأمن في المرحلة الانتقالية من العلاقة مع المعارضة السورية’.
كما نقلت عن هيغ قوله ‘سنستخدم بالتأكيد الفسحة الكاملة المنصوص عليها في التعديل الذي توصل إليه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشأن الحظر على الأسلحة من أجل توفير المزيد من المساعدة لقوات المعارضة السورية، وسنقوم إلى جانب حكومات أوروبية أخرى بإصدار تصريحات جديدة حول هذا الجانب في الوقت المناسب’.
وأشارت الصحيفة إلى أن دبلوماسيين أوروبيين آخرين قللوا من أهمية الحل الوسط الذي توصل إليه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي باجتماعهم في بروكسيل أمس (الاثنين)، وأكدوا أنه ‘تم التلاعب بعباراته لإرضاء البريطانيين، ولم يتغير شيء في موقف الاتحاد’.
ونقلت عن وثيقة سرية لاجتماع بروكسيل قولها ‘إن محاولات تغيير نطاق الحظر المفروض على الأسلحة إلى سورية أو رفعه تماماً من شأنها أن تثير صعوبات جدية من وجهة النظر القانونية والعملية، وتغذي أيضاً عسكرة المزيد من الصراع، وزيادة مخاطر نشرها بين الجماعات المتطرفة، وانتشار الأسلحة في سورية في مرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد، ويمكن أن تؤدي إلى تزايد إمدادات الأسلحة ومشاركة أطراف أخرى داعمة لنظام الأسد بالصراع في سورية’.
وقف المعارك بين الاكراد والمقاتلين المعارضين في شمال سورية
بيروت ـ ا ف ب: اوقف مقاتلو الجيش السوري الحر والميليشيات الكردية معاركهم الدامية في شمال سورية نتيجة اتفاق اجرى مفاوضات في شأنه المعارض السوري ميشال كيلو، كما ذكر الثلاثاء ناشطون معارضون للنظام.
ومنذ تشرين الثاني (نوفمبر)، تدور اشتباكات متقطعة لكنها بالغة العنف بين الفريقين بعد دخول المقاتلين المعارضين قرية راس العين التي تسكنها اكثرية كردية على الحدود مع تركيا.
وتضمن بيان تفاصيل بنود الاتفاق بين وحدات الحماية الشعبية الكردية والجيش السوري الحر.
وتنص ابرز النقاط على ‘اعادة انتشار القوات العسكرية وازالة المظاهر المسلحة من مدينة’ راس العين، وانشاء مجلس محلي مدني لادارة كل شؤون المدينة والاشراف على المعبر الحدودي مع تركيا.
واتفق المقاتلون الاكراد ومقاتلو الجيش السوري الحر ايضا على ‘التعاون والتنسيق بين الجيش السوري الحر وقوات الحماية الشعبية لتحرير المدن غير المحررة والتي ما زالت تحت سيطرة النظام’ السوري.
واكد ناشط كردي في راس العين لوكالة فرانس برس عبر الانترنت ان ‘المواجهات قد توقفت منذ ابرام الاتفاق’.
وقال هذا الناشط الذي اورد ان اسمه هفيدار ان ‘المعارك توقفت بين الطرفين منذ اسبوع. وعدد المقاتلين في المدينة تراجع والباقون يتمركزون على مداخلها’.
التيفوئيد ينتشر في دير الزور ويصيب 2500 سوري
أكدت منظمة الصحة العالمية أن 2500 شخص أصيبوا بمرض التيفوئيد في محافظة دير الزور بسبب تناول مياه شرب ملوثة من نهر الفرات، فيما اتهم المسؤول الإعلامي للهيئة العامة للثورة السورية القوات النظامية بتلويث المياه عمدًا.
جنيف: قالت منظمة الصحة العالمية إن مرض التيفوئيد تفشى في منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية في محافظة دير الزور بسبب تناول مياه شرب ملوثة من نهر الفرات. وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن عددًا يقدر بنحو 2500 شخص في المحافظة أصيبوا بالمرض المعدي الذي يسبب الإسهال ويمكن أن يصبح قاتلًا.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا اليزابيث هوف: “لا يوجد ما يكفي من الوقود أو الكهرباء لتشغيل المضخات، ولذلك يشرب الناس المياه من نهر الفرات الذي اصبح ملوثًا ربما بمياه الصرف الصحي”.
النظام لوّث المياه عمدًا
واتهم المسؤول الإعلامي للهيئة العامة للثورة السورية في دير الزور، وسيم العربي، قوات النظام بأنها عمدت إلى تلويث مياه نهر الفرات، ما أدى الى إصابة نحو 2500 شخص بالمرض.
وأضاف أن المدينة المنكوبة أيضًا شهدت انتشار حالات الإسهال بين المواطنين، واكتشاف حالات تشكل حصى في كلى عدد كبير منهم، في وقت أكد فيه أن المدينة تعاني نقصا كبيرا للدواء والمستلزمات الطبية.
وأوضح أن عدم كفاية المستشفيات والأدوية، جعل المرضى ينتقلون إلى دول الجوار من أجل تلقي العلاج، فيما يحاول الأطباء تقديم علاجات أولية، لمن لم يتمكن من الخروج للعلاج خارج البلاد. ولفت العربي إلى أن عددًا كبيرًا من المناطق العسكرية، بما فيها مطار دير الزور، محاصر من قبل الجيش الحر منذ فترة.
سوريا الحرة
وخلال تسعة اشهر من المعارك والقصف، قتل 3500 شخص معظمهم من المدنيين، كما يقول محمد مؤسس المركز الاعلامي للثوار في دير الزور المدمرة، والتي زادت فيها حدة المواجهات منذ حزيران (يونيو) الماضي.
ويقول مقاتل يدعى هيكل إن “الجزء الاكبر من الريف أصبح محررًا، لكن قوات النظام ما زالت تسيطر على العديد من أحياء المدينة”. ويقول مقاتل للصحافيين رافعًا يديه بعلامة النصر “مرحبًا بكم في دير الزور، في سوريا الحرة”.
الخوف من القناصة
وعلى ضوء القمر، تسير سيارة اسعاف بحذر على ضفاف نهر الفرات وقد أطفأت انوارها خوفًا من رصاص القنص. الثوار ايضًا يخشون القناصة والقصف المدفعي ويفضلون التنقل ليلاً. ويؤكد طارق الرزاق، وهو من قادة المقاتلين، أن “قوات الاسد تتمركز في الجنوب على تل مرتفع تقصف منه المدينة كلها”.
وأدى القصف الى تدمير مسجد الراوي في حي الشيخ ياسين الذي سقطت قبته الخضراء على أحد جوانبها، فيما تحولت كل الاسواق والمنازل المحيطة به الى انقاض. ويقول هيكل إن القصف الجوي الذي يشنّه جيش النظام هو الذي دمر كل شيء، مشيرًا الى أن “70% من منازل المدينة اصيبت بشظايا قذائف المدفعية في حين دمرت تلك الواقعة على خطوط الجبهة بنسبة 100 في المئة”.
وعلى جدران المسجد المهدم كُتبت عبارة “النصر أو الموت” بحروف بنفسجية. وفي شارع ابن الوليد تتوسط الطريق اربع حفر عميقة، ويوضح هيكل: “الطائرات قصفت بعنف هذا الحي”، الذي اغلقت جميع متاجره التي تحمل معظم ستائرها المعدنية آثار القصف.
وفي ساحة باسل الاسد (على اسم الشقيق الاكبر للرئيس السوري الذي قتل في حادث العام 1994)، والتي غيّر الثوار اسمها الى ساحة الحرية، تتناثر قطع الانقاض وشظايا الزجاج. وفي أحد المباني المطلة على الساحة يقبع قناص من قوات النظام يطلق النار على كل ما يتحرك.
لكن على أحد خطوط الجبهة الاربعة في المدينة يجلس ابو محمد يتسامر بهدوء مع أم طارق، وقد أمسك سبحته بين أصابعه. وبصوت واحد يؤكد هذان العجوزان وهما أخ وأخته: “هنا منزلنا الذي لا ننوي تركه ابدًا”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/794489.html
الأسد: لست وحشاً … وعليكم ألا تنسوا أني طبيب وأتألم من مشهد الموت والدم
الرأي الكويتية
نقلت تقارير إخبارية، أمس، عن الرئيس السوري بشار الأسد القول للوفد الأردني الذي زاره اخيرا في دمشق أنه ليس «وحشا» وانه يتألم «من مشهد الموت والدم»، مضيفا انه سيحتفظ بحقه في الترشح لانتخابات الرئاسة في العام 2014 وانه عندما تنتهي ولايته سيفتح عيادة في دمشق لممارسة مهنته كطبيب عيون.
ونقلت التقارير عن عدد من اعضاء الوفد ان الاسد «عكس تماما مستوى الرضا عن تطورات الموقف الاردني المخاصم لجبهة النصرة الجهادية عبر الاشادة بتوازن الموقف الاردني وارسال التحية للشعب الاردني الذي يناصر سورية ضد المؤامرة التي تستهدفها كما نقل اعضاء في الوفد الاردني».
وقال امين سر نقابة المحامين الاردنيين سميح خريس ان الاسد «بدا واثقا تماما من انتصار ارادة سورية على المؤامرة، لذلك كان متقد الذهن ويعرف تماما ما الذي يجري ويستعد لخوض المعركة حتى النهاية بجرأة وشجاعة».
وساندت عضو الوفد الاردني الطبيبة النفسية راوية البورنو هذا التقييم قائلة للتلفزيون السوري: «الرئيس الاسد متصل مع الواقع ويعلم تماما ما الذي يجري».
واشار خريس وعضو اخر في الوفد ان بشار قال حرفيا انه يرفض مناقشة فكرة التنحي من حيث المبدأ.
شاهد اخر في الوفد الاردني قدم علنا وعبر وسائل اعلام افادة معززة لما قاله المحامي خريس هو الناشط راكان محمود الذي نفى ان يكون الاسد قد ابلغ الوفد عزمه التنحي عن منصبه.
وقال الاسد بأن صناديق الاقتراع ستكون هي الحكم بينه وبين الاخرين سواء اكانوا خصوما او شركاء.
وذكرت صحيفة «القدس العربي» ان الاسد عندما نوقشت في اللقاء الذي استمر لساعتين فكرة التنحي رفضها تحت اي عنوان مصرا على الاحتفاظ بحقه «كمواطن سوري» في ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة بعد انقضاء فترته الحالية العام 2014.
وربط الاسد بين مسألتي ولايته الرئاسية والتنحي قائلا بانه يرفض التنحي ويرفض التقدم بأي اعلان يفهم منه بانه سيعلن عدم نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية.
وشرح الاسد انه سيصبح كأي مواطن سوري بعد التخفف من اعباء الرئاسة العام 2014 بين خيارين الاول التمسك بحقه في الترشح لفترة رئاسية ثانية، والثاني التحول الى مواطن سوري كغيره يعيش بسلام وامان ويعمل في عيادته الطبية.
واضاف الاسد: «يقولون بان علي المغادرة او اعلان عدم الترشح.. لن افعل سأحتفظ بحقي في ترشيح نفسي واذا لم افعل ذلك سأبقى في دمشق ولن اغادرها». وقال: «لدي عائلة واصدقاء ووطن وسأخدم بلدي.. سأبقى في دمشق بكل الحالات وسأواصل عملي في عيادتي كطبيب عيون لو لم اكن رئيسا».
وقال خريس لشخصيات سياسية ما قاله الاسد في لحظة وصفها بانها كانت مدهشة نسبيا حيث عبر الرئيس السوري عن اسفه لسقوط ضحايا، مستغربا ان يقبل من يدعون انفسهم بالسلفيين بالموت والانتحار الجماعي كما حصل في مذبحة داريا التي قتلوا فيها بالعشرات.
واوضح الاسد: «منظر القتل الجماعي يؤلم والبعض ينسى اني انسان من لحم ودم واعصاب»، مضيفا: «لست وحشا وعليكم ألا تنسوا اني رجل طبيب واتألم من مشهد الموت والدم» ثم وصف «اعداء سورية بأنهم نتحرون وقد غررت بهم الصهيونية والولايات المتحدة لان المطلوب سورية الموقف والدولة والبنية وليس سورية بشار الاسد».
وانتقد الاسد «تخاذل» بعض الانظمة والحكومات العربية وقال حسب عضو في الوفد فضل عدم ذكر اسمه: «قلت لهم وللعالم سابقا من يؤذي سورية سيندم واكرر… هؤلاء سيندمون وسيحضرون للاعتذار للشعب السوري».
روسيا ترسل أربع سفن حربية إضافية تحسباً لاحتمال إجلاء رعاياها من سورية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية امس انها سترسل اربع سفن حربية اضافية الى المتوسط، في ظل تفاقم الازمة في سورية، كما انها ستتخذ اجراءات من اجل اجلاء محتمل لرعاياها من البلاد.
وتنضم سفن النقل «كالينينغراد» و«شابالين» و«سراتوف» و«ازوف» الى سفينة الدورية «سميتليفيي» وسفن تموين اخرى موجودة في البحر المتوسط على ما نقلت الوكالات الروسية عن الوزارة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان ان السفن ستكون «في خدمة عسكرية» بدون اعطاء المزيد من التفاصيل.
لكن وكالة «ريا نوفوستي» نقلت عن مصدر عسكري قوله ان المهمة الرئيسية لهذه السفن الاضافية تكمن في الاجلاء المحتمل لرعايا روس من سورية.
واضاف المصدر: «رغم ان مهمات السفن الحربية لم تعلن، لكن يمكن الافتراض نظرا لتطور الوضع في المنطقة ان مهمتها الرئيسية ستكون المشاركة في عملية اجلاء محتملة للرعايا الروس من سورية».
وكانت وزارة الطوارئ الروسية، أعلنت في وقت سابق امس، أن طائرتين تحملان مساعدات إنسانية، أقلعتا من موسكو، وتوجهتا إلى مدينة اللاذقية، ومن المتوقع أن تنقلا دفعة جديدة من المواطنين الروس الراغبين بمغادرة سورية.
وقالت الوزارة في بيان ان طائرتي ايليوشين 62 وايليوشين 76 تنقلان 46 طنا من المساعدات الغذائية اضافة الى خيم ومولدات كهرباء وآنية مطبخ.
وتابعت انه «بعد ذلك سيكون بوسع مواطني روسيا ومجموعة الدول المستقلة (الاتحاد السوفياتي سابقا باستثناء دول البلطيق الثلاث وجورجيا) الراغبين في مغادرة هذا البلد الرحيل على متن الطائرتين».
واضافت انه تم تخصيص خط هاتف مباشر للروس الذين يفكرون في مغادرة سورية ووضع معالجين نفسيين لتلقي اتصالاتهم.
أكّد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، امس، أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، سيزور موسكو في 25 فبراير الجاري، فيما يزور رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب البلاد بعد 5 مارس المقبل.
ونفى بوغدانوف تقارير سابقة تفيد أن المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي سيزور موسكو في 19 فبراير الجاري، مؤكداً أن الخارجية الروسية لم تتلقَ أي طلب من الابراهيمي لزيارة روسيا في الساعات الـ24 الأخيرة.
http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2013/2/794406.html
لافروف: مؤشرات لحوار بين سوريا والمعارضة
اجتماع للمعارضة السورية بالقاهرة اليوم
قالت روسيا اليوم إن هناك إشارات إيجابية للتحرك لبدء حوار بين النظام السوري والمعارضة، واعتبرت أن العسكري في سوريا سيكون “مدمرا للطرفين”.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف النظام السوري إلى ترجمة استعداده للحوار إلى أفعال، في حين تعقد الهيئة السياسية الاستشارية للائتلاف الوطني السوري اجتماعا مغلقا في القاهرة اليوم لمناقشة الوضع في الأراضي السورية.
وأوضح في ختام أعمال منتدى التعاون العربي الروسي في موسكو بمشاركة وفد وزاري عربي أن على دمشق أن تترجم استعدادها للحوار مع المعارضة ليس فقط بالأقوال وإنما بالأفعال.
وانعقد المنتدى، الذي يتصدر الملف السوري جدول أعماله، بمشاركة وفد وزاري عربي برئاسة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعضوية وزراء خارجية كل من الكويت ولبنان والعراق ومصر.
ونفى وزير الخارجية الروسي خلال المؤتمر الصحفي عقد لقاء على هامش المنتدى بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب، وقال إن تنظيم هذا اللقاء ليس هدفا روسيا في الوقت الراهن وإنما على السوريين تحقيق هذا الهدف مستقبلا، وفق ما نقله مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج.
وكان لافروف شدد خلال كلمته في افتتاح المنتدى على ضرورة حل الأزمة السورية عن طريق الحوار، وقال إن استمرار النزاع العسكري يعتبر “طريقا مدمرا للطرفين” المتحاربين. وأضاف “لا يمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري، إنه طريق لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين”.
وقال لافروف بعد لقائه بالعربي والوزراء العرب “لقد آن الأوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين”، وتابع لافروف “نرى مؤشرات إيجابية، توجه نحو الحوار من جانب الحكومة والمعارضة”.
وأضاف أن الإدراك بضرورة انطلاق الحوار بين الحكومة والمعارضة بدأ يشق طريقه أكثر فأكثر، مؤكدا أن بلاده لا تكتفي فقط بدعم هذا الحوار وإنما تساعد على توفير الظروف الملائمة لإجرائه.
وكان غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أعلن الثلاثاء أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو يوم 25 فبراير/شباط في محاولة لإيجاد حل للأزمة، مضيفا أن الموعد لمفاوضات منفصلة مع المعارضة السورية لم يحدد بعد.
يشار إلى أن رئيس الائتلاف عرض مؤخرا التحاور مع مسؤولين في النظام السوري لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين, ووضع شروطا لذلك، منها إطلاق عشرات الآلاف من السجناء, لكن المهلة التي حددها الخطيب لتنفيذ شروطه انقضت دون الاستجابة لمطالبه.
اجتماع للمعارضة
من جهة أخرى من المقرر أن تعقد الهيئة السياسية الاستشارية للائتلاف الوطني السوري اجتماعا مغلقا في القاهرة اليوم لمناقشة الوضع في الأراضي السورية.
وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن اجتماع الهيئة السياسية الاستشارية سيبحث إمكانية طرح مبادرة جديدة يتعاطى معها المجتمع الدولي لحل الأزمة في سوريا.
يعقب ذلك اجتماع للهيئة العامة للائتلاف يومي الخميس والجمعة لصياغة تلك المبادرة، وبحث إمكان تشكيل حكومة في المنفى تُدير الشؤون العامة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر.
وفي حال الوصول إلى اتفاق بخصوص هذه الموضوعات سيعلن الائتلاف عن المبادرة وعن اسم رئيس الحكومة في مؤتمر صحفي يوم الجمعة.
وفي وقت سابق أمس قال الائتلاف الوطني السوري إنه سيطلب في غضون أيام من المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وبدورها حذرت قطر من إطالة أمد الصراع في سوريا، ووصفت قرار الاتحاد الأوروبي بعدم رفع الحظر عن تزويد الثوار السوريين بالسلاح بأنه غير صائب ومن شأنه إطالة الأزمة في سوريا.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني للجزيرة إن النظام السوري “يشتري الوقت”, ووصف اقتراح المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بإجراء حوار بين المعارضة والنظام السوري بالصائب, لكنه شدد على أن نجاحه يحتاج لقرار دولي.
قصف صاروخي للنظام وسيطرة للثوار بحمص
أعلن الجيش السوري الحر أنه سيطر على حي القرابيص في حمص بالكامل، في حين أفاد المركز الإعلامي السوري بأن صاروخين من نوع سكود أطلقا من قاعدة للنظام بريف دمشق باتجاه شمال البلاد بعد يوم من مجزرة بحلب قتل فيها العشرات إثر سقوط صاروخ من النوع ذاته.
وقال الجيش الحر إنه سيطر على حي القرابيص بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، ويقع حي القرابيص شمال مدينة حمص وهو من الأحياء التي تعرضت للقصف والتدمير من قبل قوات النظام السوري.
وتأتي السيطرة على الحي في وقت تصعد القوات النظامية قصفها في مدينة حمص وريفها، وبعد تعرض قرى محيطة بمدينة القصير لقصف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون والدبابات.
من جهة أخرى أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن الجيش الحر تمكن من السيطرة على كتيبة الهجانة 546 في محافظة الحسكة.
كما أفادت الهيئة بأن الجيش الحر تمكن أيضا من السيطرة على منطقة تل حميس ومنطقة الجزعة في الحسكة بعد اشتباكات مع قوات النظام.
صاروخا سكود
ميدانيا أيضا قال المركز الإعلامي السوري إن صاروخين من طراز سكود أطلقا صباح اليوم من قاعدة اللواء 155 بريف دمشق باتجاه شمال البلاد.
وقال الناطق باسم المجلس الثوري لحلب وريفها أبو عبد الله الحلبي إن أحد الصاروخين سقط في ريفي الرقة بشمال سوريا، في حين لم يتحدد بعد مكان سقوط الصاروخ الثاني.
وأضاف للجزيرة أن حلب شهدت فجر اليوم سقوط قذائف مدفعية، مما أدى إلى سقوط 23 قتيلا خلال الساعات الماضية.
وكان العشرات قضوا في مجزرة وقعت في حي جبل بدرو شرق حلب أمس الأول عندما سقط صاروخ من الطراز ذاته على الحي. وقال ناشطون إنه أطلق من إحدى قواعد الجيش النظامي.
قصف القصر
وفي السياق قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن عدة قذائف هاون سقطت على قصر تشرين الرئاسي وسط العاصمة دمشق أمس مما أسفر عن أضرار مادية في محيط القصر.
وتبنى المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش السوري الحر على صفحته على موقع “فيسبوك” العملية.
يأتي ذلك بعد يوم دام قبل فيه 159 سوريا أمس وفق ما أعلنته لجان التنسيق المحلية، بينهم 22 طفلا و13 امرأة واثنيان قضيا تحت التعذيب.
وقد وثقت اللجان 324 نقطة قصف, بينها 22 تم قصفها بالطيران الحربي واثنتان بصواريخ سكود ومثلهما بصواريخ أرض أرض, إضافة إلى استخدام قنابل عنقوديه وفراغية وفوسفورية.
وقالت لجان التنسيق إن الجيش الحر اشتبك مع جيش النظام في أكثر من 130 نقطة وتمكن من إسقاط طائرة حربية في تلبيسة بحمص.
وفي تطورات أخرى بالمنطقة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن أرتالا من القوات النظامية تتجه إلى حلب من جهة الشرق قادمة من وسط سوريا، وقد وصلت إلى بلدة تلعرن جنوب شرق مدينة حلب.
ويهاجم مسلحو المعارضة منذ أيام أرتال القوات النظامية لدى وصولها إلى هذه المنطقة، في محاولة لإعاقة تقدمها، في حين تمكن مقاتلو الجيش الحر من إحراز تقدم في اتجاه مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له.
وتمكن مقاتلو الجيش الحر خلال أسبوع من السيطرة على مطار الجراح العسكري، ومقر اللواء 80 المكلف حماية مطاري النيرب وحلب، وكتيبة للدفاع الجوي قرب بلدة حاصل، وكلها تقع شرق مدينة حلب.
ائتلاف سوريا ينفي محاورة النظام بموسكو
وزاري عربي بموسكو وأزمة سوريا للنقاش
نفى الائتلاف الوطني المعارض في سوريا احتمال عقد لقاء بينه وبين وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الأربعاء في موسكو التي وصلها وفد وزاري عربي لحضور المنتدى العربي الروسي الذي سيتصدر ملف الأزمة السورية جدول أعماله.
وقال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف في حديث للجزيرة إنه لا خطط لعقد لقاء بين رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب والمعلم في العاصمة الروسية.
وكان غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قال أمس إن روسيا تتوقع أن يزورها وزير الخارجية السوري الاثنين القادم.
وقبل أقل من أسبوع, نفى الائتلاف الوطني السوري ما تردد عن إمكانية عقد لقاء بين الخطيب والمعلم في موسكو.
المفاوضات
وفي تصريحاته للجزيرة قال هيثم المالح إن الائتلاف الوطني السوري تحكمه وثيقة الدوحة التي تنص على مبدأ عدم التفاوض مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف أن أحدا من الائتلاف لم يتسلم أي دعوة لحضور أي اجتماع في روسيا التي اتهمها بأنها تسعى إلى إنقاذ نظام الأسد.
وتابع أن الائتلاف سيطلب في غضون أيام من المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف ضد الأسد, قائلا إن الائتلاف لا يمكن أن يتحاور مع النظام الذي نعته بـ”العصابة” التي يتعين اعتقالها لا التحاور معها.
يشار إلى أن رئيس الائتلاف عرض مؤخرا التحاور مع مسؤولين في النظام السوري لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين, ووضع شروطا لذلك، منها إطلاق عشرات الآلاف من السجناء, لكن المهلة التي حددها الخطيب لتنفيذ شروطه انقضت دون الاستجابة لمطالبه.
وقال مراسل الجزيرة في موسكو زاور شاوج إن هناك تعتيما في روسيا على إمكانية عقد لقاءات في موسكو بين الحكومة والمعارضة السوريتين.
وأضاف أنه تم تقديم موعد زيارة وليد المعلم, بينما لم تشر الخارجية الروسية إلى موعد الزيارة المحتملة للخطيب.
الوفد العربي
وبشأن زيارة الوفد الوزاري العربي الذي يقوده الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي, قال مراسل الجزيرة إنه لم ترشح معلومات عن اللقاء المرتقب بين الوفد -الذي يضم إضافة إلى العربي وزراء خارجية الكويت ولبنان والعراق ومصر- ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وأشار إلى حديث عن ضرورة التوصل إلى صيغة مشتركة بين روسيا والوفد العربي الذي سيشارك في المنتدى العربي الروسي.
وقال إن لافروف أعطى إشارة بأن الأطراف التي كانت تشترط تنحي نظام الأسد تراجعت عن مواقفها, في إشارة على ما يبدو لمبادرة الخطيب الأخيرة.
قطر تحذر
وكانت قطر حذرت من إطالة أمد الصراع في سوريا، ووصفت قرار الاتحاد الأوروبي بعدم رفع الحظر عن تزويد الثوار السوريين بالسلاح بأنه غير صائب ومن شأنه إطالة الأزمة في سوريا.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني للجزيرة إن النظام السوري “يشتري الوقت”, ووصف اقتراح المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بإجراء حوار بين المعارضة والنظام السوري بالصائب, لكنه شدد على أن نجاحه يحتاج لقرار دولي.
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد قرروا تجديد العقوبات لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية مايو/أيار، بينما يعدل حظر السلاح ليقدَّم مزيد من الدعم بالمواد “غير المميتة” والمساعدة الفنية لحماية المدنيين.
حكايات الموت على الحدود السورية الأردنية
محمد النجار-الحدود الأردنية السورية
على أصوات القصف تعيش القرى الأردنية على طول الشريط الحدودي مع سوريا الممتد لأكثر من 370 كلم، فسكان قرى الذنيبة وعمراوة والطرة التابعة للواء الرمثا الملاصق لدرعا بات صوت القصف بالنسبة لهم جزءا من حياتهم اليومية على حدود تحمل قصص الموت والحياة على حديها.
الارتباك والخوف لا يغادر سكان هذه القرى بعد أن وصلتهم بعض القذائف من الجانب السوري مما أدى لوقوع إصابات، في حين تكرر سقوط قذائف بأراض زراعية أردنية، وفي مرات معدودة أصيب جنود أردنيون بجروح نتيجة قصف جيش النظام الذي يلاحق عناصر الجيش السوري الحر.
قائد حرس الحدود الأردني العميد الركن حسين الزيود تحدث باقتضاب عن الاشتباكات على جانبي الحدود، وقال للصحفيين الذين رافقوا الجيش في جولة على معابر اللاجئين غير القانونية أول أمس إن الاشتباكات تقع بين الجيش السوري والجيش الحر.
وتابع “نتعامل مع الأمر وفق قواعد الاشتباك العسكرية”، وعن الجرحى قال إن جروحهم بسيطة، لكنه شدد على أن الجيش الأردني ليس طرفا في هذه الاشتباكات.
على حافة سد الوحدة من الجهة الأردنية، توقفت مجموعة من الصحفيين خلال الجولة ليلة الاثنين واستمعت لأكثر من ساعة لأصوات القصف القادم على بعد كيلومترات قليلة من الجهة الشمالية حيث قرى جنوب غرب درعا.
نهر اليرموك
كانت القذائف تسقط بمعدل قذيفة كل دقيقة تقريبا، في وقت أن الوهج القادم من الجهة الأخرى يرتفع وينخفض حسب قرب القذيفة.
الوادي حيث نهر اليرموك وسد الوحدة ارتفع فيه منسوب المياه بشكل كبير بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة مؤخرا وأدت لغمر نحو نصف الطريق الذي كان يسلكه اللاجئون باتجاه الأردن.
اللاجئون يستعملون القوارب المحلية الصنع في رحلة محفوفة بالمخاطر تغيب عنها وسائل السلامة العامة.
تحدث أحد الضباط الأردنيين عن أن الجيش يستقبل اللاجئين السوريين القادمين عبر القوارب لكن الصعوبة تكمن في نزول السيارات نظرا لارتفاع منسوب المياه، وهو ما يصعّب من مهمة نقل اللاجئين إلى أعلى الوادي.
في نقطة عبور أخرى في المنطقة الوسطى من الحدود كان المئات من اللاجئين ينتقلون بين سواتر ترابية من الحد السوري باتجاه الحد الأردني، وكان جنود من الجيش السوري الحر يساعدون الجرحى واللاجئين من كبار السن في العبور.
نقل الجرحى
جندي بالجيش الحر كان يساعد في نقل أحد الجرحى من الحد السوري إلى الحد الأردني، تحدث للجزيرة نت عن مهامهم التي قال إنها تقتصر على تأمين الطريق للاجئين السوريين ونقلهم من أماكن تأمينهم إلى الحدود الأردنية.
وتحدث الضابط بالجيش الحر والذي فضل عدم كشف اسمه، عن أن مهمتهم محفوفة بالمخاطر رغم التعاون الكبير من الجانب الأردني كما قال، حيث يقومون بنقل دفعات من اللاجئين على مدار الساعة وسط استهداف مستمر من الجيش النظامي السوري، موضحا أن أصعب المهام تكمن في تأمين الجرحى وحالات الولادة.
المقاتل السوري كشف عن حالات موت وحياة في رحلة اللاجئين السوريين نحو الأردن، وتابع “هناك جرحى لفظوا أنفاسهم الأخيرة بين أيدينا وهناك نساء وضعن مواليدهن قبل الوصول للأردن”.
قصص الموت والحياة سمعناها في جولتنا على ثلاث نقاط عبور غير قانوينة، إحداها كان الوصول لها محفوفا بالمخاطر اضطر معها الصحفيون للسير وسط الظلام الدامس بمعية قوات الجيش الأردني.
أحد ضباط الجيش الأردني قال للصحفيين إن سلامة اللاجئين تقتضي ذلك، وأشار إلى أن السير في الظلام هدفه أيضا عدم استهداف الصحفيين في المنطقة كونها “مفتوحة”.
الهروب من الموت
رجل سوري قال إنه قاوم اللجوء من قريته “النعيمة” في درعا، وزاد “اليوم هناك نحو ألفين في القرية من عدد سكانها الأصلي البالغ أكثر من 17 ألفا كلهم هربوا من الموت بعد أن دفنا الكثير من أحبابنا والبقية على الطريق”.
إحدى اللاجئات من حمص توقفت مع أطفالها الأربعة، كانت تحمل أصغرهم بين يديها وتنتظر أن ينقل زوجها بقية أكياس فيها ملابس وأوان قديمة إضافة لجرة صغيرة من البلاستيك كانت تحتوي على “المقدوس”، وهو أحد أنواع المخللات الشامية.
قالت إن رحلتهم امتدت لمدة 12 ساعة حتى الوصول للأردن، وتحدثت عن طفلها الصغير عمر الذين كان يبكي من شدة البرد.
لاجئة أخرى قالت إنها مهندسة قادمة من دوما بريف دمشق حيث قرر زوجها حمل السلاح بعد مقتل والده ووالدته واثنين من إخوته، حيث طلب منها المغادرة مع أطفالهما بعد أن استحالت الحياة هناك.
وأضافت للجزيرة نت “عشنا تحت القصف منذ أكثر من سنة، ومنذ ثلاثة أسابيع ونحن ننتقل من منطقة لأخرى حتى وصلنا اليوم للأردن, في كل يوم خلال السنة الأخيرة رأيت الموت، قتل والد زوجي ووالدته وأخواه أمامي بعد أن تهدم عليهم جزء من البيت الذي كنا نقطن فيه معهم”.
وخلصت للقول “لا حياة في سوريا، لا يوجد شيء سوى الموت، كنت أنا وزوجي نرفض اللجوء ونحث الناس على البقاء، لكن واضح أن سوريا لم تعد مكانا صالحا للحياة إلا بعد أن يرحل المجرم بشار وعصابته”.
الحر يهدد بقصف مواقع لحزب الله في لبنان
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
هدد رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر سليم إدريس الأربعاء بقصف مواقع لحزب الله داخل الاراضي اللبنانية، متهما الحزب بأنه يقوم منها بقصف مواقع للمقاتلين المعارضين داخل سوريا.
وقال إدريس في تصريحات صحافية “سنرد على مصادر النيران اتجاه القرى الحدودية السورية من الأراضي اللبنانية.. من حقنا الدفاع عن أنفسنا”.
وكان عدة أشخاص قد قتلوا في غارة جوية على بلدة حمورية في ريف دمشق، فيما سقطت في المنطقة نفسها بعد وقت قصير، طائرة حربية بنيران مقاتلين من المعارضة السورية.
وكان لاعب كرة قدم قتل وأصيب آخرون، الأربعاء، إثر سقوط قذيفتي هاون على مدينة تشرين الرياضية وسط دمشق، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وأفادت الوكالة عن “سقوط قذيفتي هاون في حديقة ملعب مدينة تشرين الرياضية بمنطقة البرامكة بدمشق أطلقها إرهابيون، ما أسفر عن استشهاد أحد لاعبي فريق الوثبة وإصابة عدد من اللاعبين أثناء التدريب”.
وعلى الصعيد السياسي، حذرت روسيا، الأربعاء، النظام السوري ومسلحي المعارضة من أن استمرار النزاع العسكري يعتبر “طريقا مدمرا للطرفين”. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: “لا يمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. إنه طريق لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين”.
وأضاف لافروف بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ودبلوماسيين عرب كبار آخرين: “لقد آن الأوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين”.
وتابع لافروف: “نرى مؤشرات إيجابية، توجه نحو الحوار من جانب الحكومة والمعارضة”. وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أعلن، الثلاثاء، أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو في 25 فبراير في محاولة لإيجاد حل للأزمة، مضيفا أن الموعد لمفاوضات منفصلة مع المعارضة السورية لم يحدد بعد.
وروسيا، الدولة الكبرى الوحيدة التي لا تزال تدعم النظام السوري، تعارض أي تدخل في النزاع المستمر الذي أوقع حوالى 70 ألف خلال سنتين بحسب الأمم المتحدة.
المرحلة الانتقالية
واتفق لافروف والعربي على ضرورة بدء الحوار بين الحكومة والمعارضة السورية، إلا أنهما اختلفا بشأن تعريف المرحلة الانتقالية وصيغتها. وقال لافروف: “سنفعل ما بوسعنا مع الجامعة العربية لتفعيل الحوار في سوريا، ومن بعدها تشكيل هيئة انتقالية”.
من جهته، أوضح العربي أنه لا بد من تشكيل “حكومة انتقالية” ذات صلاحيات كاملة في سوريا. وأضاف: “نرحب بمبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب، لأن الحوار والوصول إلى حل سلمي في سوريا كان من أهم أولويات الجامعة العربية”.
وتابع: “في نوفمبر 2011 طلبنا من الرئيس السوري بشار الأسد تسليم السلطة إلى نائب الرئيس والدخول في حوار مع المعارضة”.
وشدد لافروف على ضرورة تطبيق الحوار بشكل عملي، لافتا إلى أهمية دور الجامعة العربية في إنهاء الأزمة، وقال: “دعمنا جهود الجامعة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا، بما في ذلك نشرها مراقبين على الأراضي السورية”.
وأوضح العربي أن سوريا هي أحد مؤسسي جامعة الدول العربية وستبقى كذلك، “لكن أعضاء الجامعة قرروا تجميد مشاركتها لأنها لم تلتزم بالوعود التي قطعتها”. ووصف العربي الأوضاع في سوريا بأنها “لا تطاق”، قائلا: “المهم الآن هو العمل على وقف القتال ونزيف الدم في سوريا فالأوضاع هناك لا تطاق”.
وفي لقاء مع سكاي نيوز عربية، قال ممثل المجلس الوطني السوري في روسيا، محمود الحمزان، إن المنتدى العربي الروسي هو لقاء روتيني، كان مقررا من فترة طويلة، لكنه لم يقدم أي جديد على الاطلاق لأزمة سوريا.
وأضاف الحمزان أن اتفاق جنيف الذي طالب نبيل العربي بالعودة إليه، غامض لأنه لم يفسر بوضوح مصير الأسد.
105 قتلى
لجان التنسيق المحلية: الجيش الحر أسقط طائرة حربية في مدينة تلبيسة في ريف حمص.
وعلى الصعيد الميداني، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 105 شخص الأربعاء في أعمال العنف المتواصلة بين الجيش الحر والقوات الحكومية في مناطق سورية مختلفة. في حين قالت لجان التنسيق المحلية، إن الجيش الحر أسقط طائرة حربية، تابعة للقوات الحكومية في مدينة تلبيسة بريف حمص.
وأفادت شبكة شام الإخبارية أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر الجيش الحر والقوات الحكومية في حي الجبيلة بمدينة دير الزور، وأشارت الشبكة إلى تجدد القصف الصاروخي والمدفعي على أحياء درعا البلد.
وقالت الشبكة إن الجيش الحر صد محاولة للجيش الحكومي لاقتحام مدينة داريا بريف دمشق، في حين قال المركز الإعلامي السوري إن مدينة الحولة بريف حمص تتعرض للقصف.
كما اندلعت اشتباكات في دير الزور بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة، وشنت الطائرات الحكومية غارات على معضمية الشام.
وبث ناشطون عبر الإنترنت، مشاهد لقصف جوي على مدينة معضمية الشام بريف دمشق. وقالت شبكة شام الإخبارية إن الغارة استهدفت أحد الأحياء السكنية، ما أدى إلى دمار كبير ووقوع ضحايا. ولم يتسن لـ”سكاي نيوز عربية” التأكد من الخبر من مصدر مستقل.
كما بث ناشطون عبر الإنترنت، مشاهد للدمار الواسع، الذي أصاب حي العسالي في دمشق، بسبب أعمال القصف والاشتباكات المتواصلة بين الجيش الحر والقوات الحكومية، وفق ما يقول ناشطون.
أما في معرة النعمان بريف إدلب، فقد أظهرت مشاهد بثها ناشطون عبر الإنترنت أفراد الجيش الحر وهم يهاجمون أحد الحواجز العسكرية ويتصدون للطيران الحربي. ولم يتسنّ لـ”سكاي نيوز عربية” التأكد من الخبر من مصادر مستقلة.
سوريا: 126 قتيلا الأربعاء و”إسقاط النظام من الداخل غير ممكن“
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– لقي ما لا يقل عن 126 شخصا مصرعهم، الأربعاء، في مختلف المناطق السورية، بحسب ما أكدته لجان التنسيق السورية المعارضة، في الوقت الذي رحبت الحكومة بما وصفته “صحوة المجتمع الدولي،” وتيقنه من عدم جدوى محاولات إسقاط النظام من الداخل.
ونقل تقرير نشر على وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” على لسان وزير الإعلان، عمران الزعبي قوله: “إن الموقف الدولي بدأ يستعيد رشده وهو ما انعكس في تحول مواقفه السياسية، بعد تيقنه بأن أخذ سوريا من الداخل وتفكيك الدولة وإسقاط النظام بالقوة أمر غير ممكن.”
وأكد وزير الإعلام على أن “الدعوة للحوار موجهة إلى كل السوريين في الداخل والخارج، وأن الدولة وفرت كل الضمانات والأدوات اللوجستية للمعارضة خلف الحدود لتسهيل مشاركة كل من يرغب بالمشاركة في حوار جدي وعميق”، داعياً إلى المشاركة في الحوار “على أساس الثوابت الوطنية ورفض الأجندات الخارجية.”
وألقى الزعبي الضوء في لقاءه مع الكوادر القيادية في فرع دمشق، لحزب البعث العربي الاشتراكي، قائلاً إن “سوريا لن تتخلى عن المقاومة، وأنه لن يكون هناك سلام مع إسرائيل على حساب الحقوق الوطنية، ولن تسمح بالمساس بالسيادة الوطنية ولا العلم ولا الجيش الوطني، أو وحدة المكون والجغرافيا.”
وجاءت تصريحات الزعبي في الوقت الذي أشارت فيه لجان التنسيق السورية المعارضة، إلى أن حصيلة القتلى الأكبر كانت من نصيب العاصمة دمشق وضواحيها، حيث سقط ما لا يقل عن 89 شخصا، في الوقت الذي قتل فيه 11 شخصا بحلب وتسعة أشخاص في درعا، وثمانية في إدلب بالإضافة إلى قتيلين في دير الزور.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا بشكل مستقل نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.
سوريون يواجهون الجوع بالتهريب عبر كردستان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– يتدفق لاجئون سوريون برفقة أطفالهم وهم يركبون دوابهم على مد النظر، فيسيرون على طول الممر الذي كان يستخدم للتهريب بين كل من سوريا وشمال العراق، بعضهم أصغر بكثير من أن يعلموا سبب مغادرتهم لمنازلهم، أو حتى السير وحدهم، فالجوع هو الذي أجبرهم على الرحيل.
أحد الرجال يحاول تهدأة طفل يبكي، فيقول: “لم يعد هنالك مجال للعيش، فقد أجبرنا على الهروب.”
فحسب ما أخبرنا، فقد قام هذا الرجل وعائلته بالتنقل بين جبهات القتال في الأحياء الكردية، بإدلب وصولاً إلى العراق، في رحلة استغرقت خمسة أيام، أمضوها مشياً على الأقدام.
السلطات الكردية في شمال العراق حولت الممر الحدودي إلى منطقة شبه رسمية، بإشراف البشمرغا، وليس من قبل القوات العراقية، إذ يقولون إنها خطوة طارئة، للتعامل مع الأعداد المتدفقة من السوريين.
إلا أن بعضهم، استغلوا الفرصة تجاريا، فأخذوا يحمّلون البغال بمواد من شمال العراق ليتم بيعها في سوريا. إذ يمكن العثور على سوق مفتوحة، بعد الخروج من الممر، وعلى بعد ما يزيد عن الساعة، ويوجد فيها جميع المواد الضرورية، خاصة تلك التي يصعب العثور عليها في داخل سوريا لإرتفاع ثمنها.
ومن الممكن أن تجد في تلك الأسواق الدجاج المجمد، والمصدّر من الولايات المتحدة الأمريكية، والمواد الأساسية مثل العدس والأرز والمعكرونة، بالإضافة إلى الكثير من الشموع والمصابيح، لانقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه مستمر في سوريا.
ويبدو أن عملية التهريب تتم مرة كل أسبوع عندما يتجه هؤلاء الأفراد إلى إقليم كردستان في العراق، لكنها مسافة بعيدة، إذ يتوجب على من يريد التسوق في هذه المنطقة، الذهاب في رحلة عبر ممر ترابي غير مستو، خشية من وجود ألغام في الطريق، حسب المنشورات التي توزعها قوات البشمرغا على المتنقلين في الممر لتنبههم، إضافة إلى تحذيرها من وجود ذخائر لم تتفجر بعد في ذات المنطقة.
الجيش الحر يمهل حزب الله 48 ساعة ويهدد باستهدافه بلبنان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أكدت قيادة الجيش السوري الحر، الثلاثاء، توفير مهلة 48 ساعة لحزب الله اللبناني لوقف قصف واستهداف المدنيين داخل الأراضي السورية، منوها إلى أن عدم الامتثال لهذه المهلة سيؤدي إلى قيام الثوار بالرد على هذا الاعتداء.
وبينت قيادة الجيش الحر، في البيان الذي نشر على صفحته الخاصة بموقع فيسبوك، “إنا نعلن ونحذر أنه إن لم يتوقف حزب الله عن قصف الأراضي السورية، والقرى والمدنيين العزل من داخل الأراضي اللبنانية، خلال 48 ساعة من صدور هذا البيان، سنتولى بسواعدنا الرد على مصادر نيرانه وإخمادها داخل الأراضي اللبنانية.”
ووجه البيان نداءً للبنانيين بالابتعاد عن المناطق التي تحوي أسلحة أو صواريخ لحزب الله، الذي أشار فيه عناصر الجيش السوري الحر إلى أنهم يتمنون “من أهلنا في الهرمل الابتعاد عن أي منصة أو راجمة لصواريخ حزب الله ومراكزه العسكرية.”
وأوضح الجيش الحر في بيانه أن “معركتنا مع نظام الأسد المجرم محصورة به وبعصاباته ومن يعاونه من مرتزقة على الأراضي.”
ووصف البيان حزب الله اللبناني بأنه “الحزب الذي علا في الأرض، واستكبر وأراد أن يجعلنا شيعاً وشراذم متناحرة.”
ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من المعلومات الواردة على مواقع التواصل الإجتماعي بشكل مستقل.
السعودية وقطر تضغطان من أجل المزيد من المساعدة للمعارضة السورية
الرياض/الدوحة (رويترز) – تشترك السعودية وقطر في القلق الذي يشعر به الغرب من صعود جماعات على صلة بتنظيم القاعدة في سوريا لكنهما تقولان إن الحل في أن تقوم قوى خارجية مثلهما بدور اكبر في دعم المعارضين.
ويبدو ان الدولتين الخليجيتين اللتين تعملان على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد تشعران بالغضب من الضغوط الغربية لمنع التدخل في القتال وتقولان إن بناء صلات عن طريق المساعدات وتوجيه النصح للجماعات المعارضة المفضلة لديهما هو السبيل الوحيد لضمان تهميش فصائل إسلامية أخرى متشددة.
وتريد الولايات المتحدة وأوروبا تجنب تسليح الميليشيات المعارضة خوفا من أن يصل السلاح إلى جماعات إسلامية متشددة قريبة من تنظيمات جهادية مثل القاعدة.
وعادة ما يشير الاسد إلى هؤلاء المقاتلين الذين يعتبرون الأكثر فاعلية على ساحات القتال في سوريا لتبرير استخدام القوة بلا هوادة في الحرب الدائرة منذ عامين والتي سقط فيها نحو 70 ألف قتيل.
وكانت هجمات شنتها مثل هذه الجماعات على الأقلية العلوية المنبثقة عن الشيعة والتي تهيمن على السلطة والأجهزة الأمنية في سوريا قد عمقت الانقسامات الطائفية في العديد من الدول العربية ومنها بعض دول الخليج الغنية بالنفط.
وفي ديسمبر كانون الأول أدرجت الولايات المتحدة جماعة جبهة النصرة السورية المرتبطة بالقاعدة على قائمة الجماعات الإرهابية.
ويقول مسؤول عربي خليجي ومحللون ودبلوماسيون إن السعودية وقطر تشيران إلى أنه كلما طال أمد الحرب فستقوى شوكة هؤلاء المتشددين في حين ستواجه الجماعات الأخرى صعوبات إذا حرمت من المساعدات الفعالة.
ويقول صناع قرار من دول الخليج العربية إن التسريع بسقوط الأسد سيحد من نفوذ المتشددين وعلاوة على ذلك سيحد من النفوذ الاقليمي لإيران حليفة سوريا.
وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل صراحة في مؤتمر صحفي في الرياض يوم 12 فبراير شباط إن “الاعتداء الوحشي الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه يتطلب تمكين الشعب الاعزل من الدفاع عن نفسه.”
وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء القطري يوم الثلاثاء “نحن مع دعم المعارضة بكل ما تحتاجه حتى ولو احتاجت للسلاح للدفاع عن النفس ولإنهاء هذه الأزمة لأنه واضح أنه دوليا الآن لا يوجد هناك رأي واضح حول هذا الموضوع فمن الأولى أن ندعم هذا الشعب.”
وقال مسؤول بدولة خليجية عربية طلب عدم الكشف عن هويته إنه من الضروري إقامة صلات مع جماعات معارضة لا صلة لها بالقاعدة لتقويتها الآن وفي أي صراع على السلطة في المستقبل في مرحلة ما بعد الأسد.
وقال مصطفى العاني المحلل الأمني المقيم في الخليج إن السلاح متوفر الآن في سوريا أكثر من ذي قبل وما تحتاجه مثل هذه الجماعات أكثر من أي شيء آخر هو المساعدات غير القتالية مثل الغذاء والمساعدة الطبية لأسرهم.
وقال “الخليج ينتظر ضوءا أخضر.. إنه يريد من الغرب رفع اعتراضه على الإمدادات.”
ودول الخليج غير ملزمة بحظر السلاح الذي تفرضه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على سوريا ويقول بعض المحللين إنها وردت السلاح لسوريا العام الماضي ربما عن طريق علاقات قبلية وشبكات تهريب في العراق.
لكن السعودية وقطر أشارتا إلى أن أي دعم سيكون أكثر فاعلية إذا قدمت القوى الغربية المساندة السياسية والتنسيق والمعدات والنصح.
وتقول القوى الغربية المدركة لكيفية انتشار السلاح من ليبيا بعد انتفاضتها المدعومة من الغرب عام 2011 إلى دول مضطربة مثل مالي إن تسليح المعارضين يشكل خطرا لأنه من الصعب التمييز بين المتشددين والمعتدلين وسط الفوضى الراهنة.
وتقول دول الخليج إنها على معرفة افضل بالجماعات الإسلامية المسلحة وتلقى اللوم في الفوضى على الافتقار للدعم الخارجي والتدريب.
وقال استاذ العلوم السياسية اسعد شملان المقيم في السعودية إن تزايد التشدد بين المعارضين السوريين نتج عن عدم التعامل معهم بصراحة اكبر وأشار إلى أن دول الخليج العربية يجب أن تتحرك.
وقال “ما هو الهدف الاستراتيجي؟ هل هو تمكين المعارضة من الإطاحة بنظام الأسد؟ يتعين اذن تحمل قدر من المخاطر.”
وفي يناير كانون الثاني دعا الأمير تركي الفيصل رئيس جهاز المخابرات السعودية السابق علنا إلى إعطاء المعارضة السورية أسلحة مضادة للدبابات وللطائرات لمعادلة القوة على ساحة القتال.
وقال إن من الممكن توصيل السلاح إلى وجهته الصحيحة. والاسلحة المتطورة التي تعتمد على الالكترونيات يمكن ابطالها عن بعد باستخدام إشارات لاسلكية إذا ما وصلت إلى أيد لا يراد وصولها إليها.
وليست كل دول الخليج متحمسة لتسليح المعارضة السورية لكن كلها تخشى ردة الفعل إذا توجه مواطنوها للقتال في سوريا ثم عادوا إلى ديارهم ذات يوم لبدء الجهاد من أجل إقامة دولة إسلامية. وتشترك جبهة النصرة في بعض الأفكار مع تنظيم القاعدة الذي تعهد بالإطاحة بالاسرة الحاكمة في السعودية.
وفي الثمانينات ساند حكام السعودية الإسلاميين المدعومين من الولايات المتحدة الذين كانوا يقاتلون القوات السوفيتية في أفغانستان وهو ما كان عاملا في تأسيس تنظيم القاعدة وفي العقد الماضي غضوا الطرف عن رجال دين حثوا السعوديين على المشاركة في الجهاد ضد الولايات المتحدة في العراق.
وفي عام 2003 نفذ سعوديون شاركوا في الصراعين هجمات داخل السعودية ما اثار ردا أمنيا عنيفا من جانب الرياض.
وقالت صحيفة الجزيرة السعودية في عددها الصادر يوم السابع من يناير كانون الثاني إن الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي السعودية حذر الشبان السعوديين من الذهاب إلى سوريا للجهاد ونصح بالدعاء وبإرسال مساعدات عينية عبر القنوات العادية.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)
ميليشيا كردية توقع اتفاقا لوقف اطلاق النار مع معارضين سوريين
(رويترز) – وقعت قوات معارضة سورية وميليشيا كردية اتفاقا لوقف اطلاق النار يقطع الطريق على احتمال اندلاع صراع عربي كردي بعدما خاض الطرفان قتالا لعدة اشهر في بلدة بالقرب من الحدود التركية.
واستغل أكراد سوريا الحرب الاهلية بين قوات الرئيس بشار الاسد والمعارضة المسلحة ليؤكدوا سيطرتهم على أجزاء في شمال شرق البلاد الذي نجا من أسوأ أعمال عنف.
لكن الهدوء النسبي انهار في نوفمبر تشرين الثاني الماضي عندما اجتاح معارضون عرب بلدة رأس العين التي تسكنها عرقيات مختلفة وقصفتها القوات الجوية السورية في الايام التي اعقبت ذلك.
والى ان تم التوقيع على اتفاق في وقت سابق الاسبوع الحالي كان المقاتلون الاكراد الذين يعرفون باسم لجان الحماية الشعبية يحاربون من اجل اخراج مسلحين من الجيش السوري الحر مما فتح جبهة اخرى في الحرب الاهلية المستمرة في سوريا منذ نحو عامين.
وفشلت مرارا جهود سابقة في الوساطة من اجل التوصل الى هدنة.
وقال المتحدث باسم لجان الحماية الشعبية خبات ابراهيم الذي حضر مراسم توقيع اتفاق وقف اطلاق النار ان معارضي الاسد اضطروا الى توقيع اتفاق للانسحاب من البلدة.
وقال انه اذا احترمهم الجيش السوري الحر فانه يمكنهم الانضمام اليه لتحرير بلدات تخضع لسيطرة الاسد.
ويرى الاكراد في سوريا الحرب على انها فرصة للفوز بحقوق حرمهم منها طويلا الاسد ومن قبله والده حافظ الاسد لكنهم يشعرون بالقلق من المعارضة التي يغلب العرب عليها والتي يرون انها معادية بطبيعتها لمصالحهم.
ويذكي هذه الشكوك الدعم التركي للمعارضين. ولتركيا علاقات مضطربة مع سكانها الاكراد وحاربت على مدى سنوات عديدة ضد حزب العمال الكردستاني المحظور.
والقى ابراهيم بالمسؤولية على تركيا في تحريض الجيش السوري الحر على مهاجمة المقاتلين الاكراد وحذر من انهم لن يقبلوا هجوما آخر. وقال انه اذا كانت المعارضة تريد أخذ أوامر من تركيا فسيقاتلونهم مرة اخرى.
وتقول لجان الحماية الشعبية انه ليس لها انتماءات سياسية لكن محللين يقولون ان لها علاقات وثيقة بحزب العمال الكردستاني.
ويتهم المعارضون الاحزاب الكردية السورية المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني بالتواطوء مع الاسد مقابل ان يتركهم وشأنهم وابقاء الجيش السوري الحر خارج مناطقهم. ويخدم هذا مصالح الاسد من خلال اثارة قلق تركيا.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)
نشطاء: هجوم صاروخي يصيب قائدا لمقاتلي المعارضة قرب دمشق
عمان (رويترز) – قال نشطاء إن صاروخا سقط على مركز قيادة الوحدة الرئيسية لمقاتلي المعارضة السورية قرب العاصمة دمشق يوم الأربعاء مما أسفر عن إصابة قائدها كما قتل لاعب كرة قدم حين سقطت قذيفة مورتر على استاد في وسط العاصمة.
ويوجه الهجوم الصاروخي على لواء الاسلام -الذي يقود هجوما منذ ثلاثة أسابيع منح مقاتلي المعارضة موطيء قدم داخل دمشق- ضربة لجهود إضعاف سيطرة الرئيس بشار الاسد على مركز حكمه.
وذكر متحدث باسم مقاتلي المعارضة أن الشيخ زهران علوش مؤسس لواء الإسلام أصيب في الهجوم لكنه لم يذكر تفاصيل.
وقال المتحدث اسلام علوش وهو ابن عم الشيخ علوش أيضا إنه لا يمكنه كشف حالة الشيخ.
وقال نشطاء إن الهجوم وقع في الصباح المبكر بمنطقة قرب ضاحية دوما في شمال دمشق. وأضافوا أن الصاروخ ويحتمل أن يكون ذاتي الدفع من طراز سكود دمر المنطقة وتسبب في مقتل او اصابة مقاتلين آخرين.
وذكر نشطاء ووسائل إعلام حكومية في وقت لاحق أن قذيفة مورتر أصابت استاد تشرين في وسط دمشق مما أسفر عن مقتل لاعب من نادي الوثبة لكرة القدم ومقره حمص.
وعرض التلفزيون السوري لقطات لما بدا انه غرف نوم لاعبي الفريق وظهرت جدران ملوثة ببقع دماء وزجاج متناثر على الأسرة.
وقال (المرصد السوري لحقوق الانسان) المرتبط بالمعارضة ومقره بريطانيا ان 20 شخصا على الاقل قتلوا في ضربة جوية على ضاحية حمورية بدمشق.
(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)
مصالحة استثنائية بين الثوار وأنصار الأسد بمدينة سورية صغيرة
نجح أحد رجال الدين في مدينة تلكلخ السورية الصغيرة في إبرام اتفاق هدنة بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية والمليشيات الموالية لها، في خطوة كانت لافتة في ظل احتدام الصراع في بقية المدن السورية.
في حدث يعتبر استثنائياً، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في خضم الصراع الوحشي المحتدم في سوريا منذ ما يقرب من عامين، نجح أحد رجال الدين في مدينة تلكلخ ( غرب سوريا ) في تحقيق هدنة بين المعارضين المسلحين والميليشيات الموالية للحكومة، الأمر الذي أعاد الهدوء لتلك المنطقة بعد قرابة عامين من العنف.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن المصالحة بدأت تعود الآن مع استمرار تزايد أعداد القتلى وعدم وجود بوادر تبشر بقرب انتهاء الصراع.
وهي الهدنة، التي جاءت بعد مخاض صعب، وبعد جهود مضنية من جانب محمد حبيب فندي، والتي لن يحمل بموجبها قائد المعارضة المسلحة في المدينة الصغيرة، أبو عدي، أي أسلحة، هو وأي من رجاله المسلحين، وذلك في الوقت الذي قام فيه الجيش السوري من جانبه بوقف حملة قذائف الهاون التي ترعب الناس هناك.
وقالت الصحيفة إن الشخص الذي وقف وراء هذا الجهد الاستثنائي هو رجل الدين حبيب، الذي تكاد لا تذكره وسائل الإعلام الرسمية في سوريا، والذي يفضل أن يتوارى بعيداً عن الأضواء، رغم أنه يبدو بطلاً نادراً في الصراع الوحشي المشتعل بالبلاد.
حيث يترأس عشيرة سنية في مدينة الرقة التي تقع على نهر الفرات في شمال شرق سوريا، ويواظب باستمرار على أداء خطبة الجمعة، غير أن نشاطه السياسي قد بدأ بعد مشاركته في إحدى الوفود التي بدأ يوجه الرئيس بشار الأسد الدعوة إليها كي تتوجه إلى دمشق بعد فترة قصيرة من بدء الانتفاضة في العام 2011.
وكان يحاول النظام بتلك الدعوات أن يبحث المظالم وأن ينظر ما إن كانت هناك إمكانية لاستخدام “المصالحة” من جانب قادة القبائل والعشائر كوسيلة لإنهاء التظاهرات المتزايدة بالشارع. لكن مع انتقال المحتجين من التظاهرات السلمية إلى المقاومة المسلحة في أعقاب حملات الاعتقال الحكومية الكبرى التي بدأت عام 2011، إلى جانب الاستخدام المفرط للقوة العام الماضي، لم تحقق المصالحة تقدماَ يذكر.
وتسببت عدة عوامل منها وصول جهاديين أجانب واتشاح أجزاء كبيرة من المعارضة بالطابع الإسلامي ونشوب صدامات طائفية في حدوث توترات جديدة وفي زيادة صعوبة إمكانية الوصول لحلول وسط أو تسويات لتلك الأوضاع المتأزمة.
لكن مع استمرار سقوط ضحايا بأعداد كبيرة، وعدم وجود ما يدل على قرب انتهاء الصراع، بدأت تعود المساعي الرامية للمصالحة إلى الواجهة من جديد، خاصة وأن كآبة المشهد العام هناك بدأت توحي بأن المصالحة هي بديل أفضل من الحرب المتواصلة.
ومضت الغارديان تنقل عن حبيب قوله ” أنا رجل متدين، ولدي فكرة، ربما تكون مجنونة، وهي المتعلقة بالقيادة عن طريق الحب”. وأوضحت الصحيفة أن الجهود التي يبذلها حبيب قد أتت بأفضل نتائجها حتى الآن في تلكلخ.
وبينما أعرب محافظ حمص عن تأييده التام للمساعي التي يبذلها حبيب لوقف إطلاق النار، فإن الجيش مازال يحرص على التزام الحذر هناك. وقال القائد المحلي ( الذي رفض الكشف عن هويته ) إن هناك مخاطر شديدة تمنع حبيب ومن معه من عبور الخط الأمامي. وحين أصر حبيب حثه هذا القائد وهو برتبة عقيد أن يخبر الباقين بأن قائد الثوار لا يريد أن تُجرَى معه مقابلة وأنه لا جدوى من الذهاب.
كما أكد هذا العقيد أن 90 % من سكان المحافظة يدعمون الأسد، وأن الحكومة البريطانية أخطأت بدعمها أصوليين جهاديين في سوريا، لأنهم سينقلبون على بريطانيا في النهاية.
فيما عاد حبيب ليوضح أن المصالحة التي تمت في تلكلخ لم تحدث إلا بعد المرور بعدة مراحل، أولها وقف إطلاق النار. وثانيها تخلي الثوار، وكلهم سنة، عن حمل السلاح في الدوريات، وابتعاد الميليشيات الموالية للحكومة، وهم شبيحة علويين، عن القرى السنية. وأخيراً قيام الثوار بتسليم أسلحتهم وانسحاب الجيش من المنطقة.
هذا بدأت الأوضاع تعود بالفعل إلى طبيعتها في تلكلخ، رغم مشاهد الدمار التي بدت واضحة في بعض البنايات والشوارع هناك، ولا يوجد ما يدل على أن المنطقة تحت الحصار، كما أن المحلات تبيع الفواكه والخضروات، والسيدات والأطفال يخرجون للشراء بدون أي مشاعر خوف تبدو عليهم.
وقال أبو عدي ” كنت أعمل في مجال العقارات بالسعودية، لكني عدت عندما بدأت الثورة. وأنا لست رجلاً متديناً. ولحيتي موجودة لعدم وجود وقت لحلاقتها. ولا يوجد معنا مقاتلين أجانب. فكلنا من سكان المنطقة. وهذا جزء سني من المدينة ونحن جميعنا سنة. ورغم أننا وافقنا على وقف إطلاق النار، إلا أننا مازلنا غير مستعدين لوضع ثقتنا بالحكومة، ويكفي أنه قد تم خرق وقف إطلاق النار قبل أيام، حيث أصيب محامي بطلق في الرقبة بينما كان يطعم حمامه على سطح منزله”.
أربع مراحل لم يُبدأ بتنفيذها بعد خريطة طريق حلّ المشكلة الكردية
p26_20130220_pic1تنطوي خريطة طريق حلّ المشكلة الكردية على أربع مراحل، تعتمد بشكل أساسي على خطوات لـ«بناء الثقة»، وهي خطوات متزامنة يُقدم عليها كل طرف، الحكومة التركية وحزب «العمال الكردستاني»، لكنها عملية طويلة وشاقة وتواجه تحدّيات
فاطمة كايابال
أنقرة | دخلت الحكومة التركية وزعيم حزب «العمال» الكردستاني المسجون عبدالله أوجلان، منذ أشهر، في حوار لإيجاد حلّ للمشكلة الكردية في تركيا، وتوافقا على خريطة طريق، لكنّ الخطة التي تنطوي على أربع مراحل، عرضة للتأجيل، ولم يبدأ تطبيق أولى مراحلها بعد.
فقد اقترح أوجلان، على سبيل المثال، مقابلة بعض النواب المؤيدين لحزب «السلام والديموقراطية» الكردستاني في نهاية شهر كانون الثاني، في مكان اعتقاله منذ 1999 في جزيرة أيمرلي، لكن ذلك لم يتحقق. وثمّة أسباب عديدة لهذا التأخير، وهي تتضمن، أولاً، اغتيال أعضاء مهمين من «الكردستاني» في باريس، حيث ألقت السلطات الفرنسية القبض على مطلق النيران، لكن دوافع الاغتيال لم تتضح بعد. السبب الثاني يتعلق بالتصريحات المستفزة، فقد ذكر أحد النواب الذين زاروا أوجلان أثناء جنازة أعضاء «الكردستاني» في تركيا، أنّه يتطلع الى الخطة الجديدة «لكن الحكومة لا تزال تستهدف الأكراد بالتفجيرات». وهو ما أثار غضب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال في برنامج تلفزيوني «تطالب بالسلام لكنّك تفترض أن رئيس الوزراء يقتل الأكراد. هذا الكلام أغضبني بشدة. بالتأكيد بعد هذا الكلام سأشكك في نيات هؤلاء الناس». إضافة الى ذلك، ثمّة مناقشات داخل حزب «السلام والديموقراطية» بشأن الاشخاص الذين ينبغي عليهم زيارة أوجلان. بسبب كل هذه الأسباب مجتمعة، لم ينعقد الاجتماع الثاني الذي يمثل الخطوة الأولى من خريطة الطريق الى الحلّ.
وتتألف هذه الخريطة من أربع مراحل، وستكون على شكل إجراءات لبناء الثقة، ما يعني أنّ الحكومة و«الكردستاني» سيتصرفان بشكل منفصل عند كل خطوة؛ فعندما تتخذ الحكومة خطوة، سيتبعها «الكردستاني» بخطوة، أي إنّ الخطوات لن تكون متزامنة أو منوطة بعضها ببعض. ستكون العملية أشبه بصعود السلم معاً. وعندما يكمل الطرفان كل خطوة، ستبدأ المرحلة الثانية لكليهما.
حتى اللحظة، لا تزال خريطة الحلّ في بداية الطريق، ولم يبدأ التنفيذ، رغم اتفاق الطرفين على التحرّك. في المرحلة الأولى، التي يُتوقع أن تبدأ في أي وقت الآن، سيقابل أوجلان مجموعة أخرى من شخصيات حزب «السلام والديموقراطية»، وسيسلمهم أربع رسائل: الأولى إلى قيادة «الكردستاني» العسكرية الواقعة في جبال قنديل، والثانية إلى حزب «السلام والديموقراطية» والثالثة إلى المنظمة الأوروبية لـ«الكردستاني». والرابعة ستُوجه الى الرأي العام التركي.
من المتوقع أن تكون هذه الرسائل نوعاً من «رسائل النوايا»، حيث سيشرح أوجلان تطلعاته لكل متلقّ. ويُتوقع أن يطلب من «الكردستاني» وقف كل العمليات العسكرية، وأن يؤكّد أنّ من المستحيل إيجاد حلّ للأزمة تحت نيران المدافع. لكن إسكات المدافع لا يعني التخلّي عن السلاح. بيد أنّ الحكومة سبق أن اتخذت بضع خطوات لبناء الثقة، فقد خففت من عزلة أوجلان، وقدّمت له جهاز تلفزيون، ما يسمح له الآن بمشاهدة القنوات الإخبارية. كذلك أقرّت الحكومة قانوناً جديداً منذ أسبوعين يسمح للمتهمين باستخدام أي لغة يختارونها للدفاع عن أنفسهم. وقبل هذا القانون، كان يصرّ السياسيون الأكراد على الدفاع عن أنفسهم باللغة الكردية، وكان ممنوعاً استخدام أي لغة أخرى داخل المحاكم ما عدا التركية (كانت تجري الاستثناءات بسبب اتقان المدّعى عليه اللغة الكردية فقط). ولهذا السبب، وصلت الكثير من الدعاوى القضائية ضدّ ناشطين مؤيدين للأكراد إلى حائط مسدود. لكن بعد وضع القانون الجديد حيّز التنفيذ، تسارعت وتيرة المحاكم السياسية، إذ شرع المترجمون الأكراد في العمل داخل المحاكم منذ اليوم الأول لإقراره.
وفي المرحلة الثانية، يتوقع أن تُعيد الحكومة تشكيل قانون مكافحة الإرهاب. وينص القانون الحالي على أن المشتبه فيه، وإن لم يكن عضواً في منظمة إرهابية، يُعاقب كأنه عضو فيها إذا تلاءم نشاطه مع أهداف هذه المنظمة. أما القانون الجديد الذي ستصوغه الحكومة، فيتضمن تعريفاً جديداً للإرهاب يستند إلى كمية العنف الممارس. وبعد إصدار القانون، يتوقع أن يتم الإفراج عن الكثير من المحكومين والمعتقلين. وأثناء قيام الحكومة بهذه التحركات، سيسحب «الكردستاني» مقاتليه المسلّحين في تركيا الى الخارج، أي الى شمال العراق بشكل أساسي. ولهذا السبب، يظهر موقف الزعيم العراقي الكردي مسعود البرزاني مهماً.
وتقدّر أعداد مقاتلي «الكردستاني» المسلحين داخل تركيا بحوالى 4000. ومن أجل ضمان انسحابهم بأمان، سيتم تشكيل لجنة للإشراف على هذه المسألة. ولم تتضح تركيبة هذه اللجنة بعد.
في المرحلة الثالثة ستُتخذ خطوات سياسية. سيتم على سبيل المثال تغيير تعريف المواطنة في الدستور. التعريف الحالي يقول إن أي شخص مُرتبط بالدولة التركية من خلال رابطة المواطنة يعتبر تركياً. ستعاد صياغة التعريف كالآتي: «بغض النظر عن الأصل الإثني، واللغة الأم والجنس والعرق، فإن أي شخص مُرتبط بالدولة التركية من خلال رابطة المواطنة يعتبر مواطناً تركياً».
وفي هذه المرحلة، ستصدر قوانين بشأن التعليم باللغة الكردية. وكان قد بدأ تدريس مقررات كردية في المدارس الحكومية بناءً على قوانين صدرت حديثاً. وهذه المسألة ستتوسع بموجب قوانين لاحقة. لكن ليس واضحاً ما إذا كانت الحكومة ستسمح بالتعليم باللغة الكردية، وهذا في الواقع المطلب الفعلي للسياسيين الأكراد. إضافة الى ذلك، ستصدر قوانين لتعزيز الإدارات المحلية.
في المرحلة الرابعة والأخيرة، ستبدأ المفاوضات بين الحكومة و«الكردستاني» للتخلّي عن السلاح، لكنّها ستكون مفاوضات تقنية، أي إنّها ستبحث في مصير السلاح ومقاتلي «الكردستاني»، والشروط التي ستسمح لهم بالانخراط في السياسة. وعندما يبرم الاتفاق بشأن هذه المسائل، سيتخلى «الكردستاني» عن سلاحه.
منذ البداية، اتفقت الحكومة وأوجلان على عدم طرح الطرف الكردي لأي اقتراحات سياسية كبرى مثل الفدرالية أو الحكم الذاتي أو ما شابه. إلا أن خريطة الطريق هذه تتضمن العديد من التحديات في كل مرحلة. بعض هذه التحديات يتعلق بمواقف الأحزاب السياسية الأخرى. وحتى الآن يعدّ موقف الحزب المعارض الرئيسي، «الشعب الجمهوري»، إيجابياً، لكن عند بداية المفاوضات بشأن المواطنة، قد يعارض هذا الحزب التعديلات المقترحة. في المقابل، قد يكون هناك بعض العناصر داخل «الكردستاني» الذين يعارضون أوجلان، وقد تصدر استفزازات محلية أو دولية.