أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 22 أيار 2013

كيري سيطالب المعارضة بالمشاركة… ودعم «حزب الله» يقلب المعادلات

واشنطن – جويس كرم؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ عمان – تامر الصمادي

لندن، دمشق، بيروت، باريس – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – مع تزايد حدة المعارك في بلدة القصير امس وسقوط المزيد من القتلى، بينهم عناصر من «حزب الله» تم تشييع بعضهم في اماكن مختلفة في لبنان، بدا ان مشاركة الحزب في هذه الحرب تهدف الى قلب المعادلات على الارض وتحويل الوضع العسكري لمصلحة النظام السوري، بحيث يكون ذلك ورقة قوية في يده مع بدء الاستعدادات عربياً ودولياً للتحضير لمؤتمر «جنيف – 2» الذي تزمع الامم المتحدة الدعوة اليه في اواسط الشهر المقبل.

وفي اطار هذه الاستعدادات، قال مصدر رسمي في عمان لـ»الحياة» ان وزراء دول مجموعة «اصدقاء سورية»، الذين يجتمعون اليوم في العاصمة الاردنية، وخصوصاً وزير الخارجية الأميركي جون كيري، سيطلبون من وفد المعارضة «اقناع فصائلها كافة بقبول مبدأ انعقاد جنيف – 2». فيما قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة، أنه أكد في اتصالات أخيرة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمبعوث الأممي – العربي الأخضر الإبراهيمي، وقيادات المعارضة السورية، ضرورة الإعداد الجيد للمؤتمر. واضاف: «لا نتحمل فشل المؤتمر، لأنه لا طريق لحل الأزمة السورية إلا بنجاحه، واستغلال الفرصة لوقف إطلاق النار». ونقل العربي عن المعارضة السورية قلقها من الموقف المتدهور في سورية، ومن تدخل ايران و»حزب الله». وأوضح أنه أجرى اتصالاً مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، وعدد من الأطراف الإقليمية، للتشاور معهم والعمل لوقف هذا التدهور.

من جهة اخرى، اعتبر الإبراهيمي أن هناك معوقات كثيرة تواجه المؤتمر. وقال «إن الأزمة السورية لا يمكن أن تظل إلى الأبد، فإما أن تحل، وإلا سيمتد تأثيرها الى دول الجوار وأبعد من الجوار أيضا». وذكر ان موعد المؤتمر لم يحدد بعد إلا أنه سيكون خلال حزيران (يونيو) على أقصى تقدير، وان الامم المتحدة تعمل على تنظيمه بافضل وسيلة ممكنة.

في هذا الوقت، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر ديبلوماسي في الاتحاد الأوروبي إن الرئيس بشار الأسد طرح قائمة بأسماء المسؤولين الذي سيمثلون النظام في «جنيف – 2»، وتضم القائمة رئيس الوزراء وائل الحلقي ونائبه قدري جميل ووزير الاعلام عمران الزعبي ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر وجوزيف سويد المسؤول عن شؤون الهلال الاحمر السوري.

غير ان مجموعات المعارضة السورية اعتبرت، في ختام لقاء تشاوري عقده مختلف اطرافها في مدريد برعاية الحكومة الاسبانية، ان «الاسد ونظامه الامني ليسا جزءا من المرحلة الانتقالية، ولا دور له في مستقبل سورية»، وطالبت بضمانات دولية لرحيله.

وشارك في اللقاء ممثلون عن «الائتلاف الوطني» و»الجيش السوري الحر» ومجموعات اخرى معارضة من خارج سورية ومن الداخل، وعرضت الورقة الصادرة عن اللقاء نقاطا «لاقامة نظام ديموقراطي بديل». وعرض الرئيس المستقيل لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب خريطة طريق لحل الازمة تم الاتفاق عليها ونشرها على صفحته على «فايسبوك»، جاء فيها التشديد على ضرورة سحب الجيش الى ثكناته، واطلاق سراح كل المعتقلين وفتح الابواب امام دخول المساعدات الى كل المناطق من دون استثناء، والسماح بالتظاهر السلمي، والبدء بعودة اللاجئين والمهجرين.

ووصل الى عمان مساء أمس وفد من المعارضة برئاسة الرئيس الموقت لـ «الائتلاف» ورئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا للتداول مع وزراء دول «مجموعة اصدقاء سورية» الذين يبدأون اجتماعهم اليوم. وقال مصدر رسمي في عمان لـ»الحياة» ان وزراء دول المجموعة، خصوصاً الوزير الأميركي، سيطلبون من وفد المعارضة «اقناع فصائل المعارضة كافة بقبول مبدأ انعقاد جنيف – 2». واشارت الرسالة الى ان كيري سيبلغ الوفد ان رحيل الاسد لن يتم سوى بعد تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، ما يعني ان تخلي الأسد عن السلطة سيكون تدريجاً.

وفي جنيف، صرح يان اليانسون نائب الامين العام للامم المتحدة ان وفدي النظام والمعارضة «يجب ان يتمتعا بمصداقية للتفاوض». واضاف: «نحن نعمل بجد لعقد الاجتماع بالسرعة الممكنة. ونحن على اتصال مع الاطراف ومع اعضاء مجلس الامن المعنيين. ونأمل بشدة ان يتم عقد المؤتمر».

وفي خطوة من شأنها ان تزيد الضغوط على البيت الأبيض وتشكل مسارا موازيا لجهود مؤتمر «جنيف – 2»، بدأ الكونغرس مناقشة مشروع قانون يحظى بدعم نواب جمهوريين وديموقراطيين بارزين لتسليح “محدود” للمعارضة السورية. وكان من المتوقع أن تصوت لجنة العلاقات الخارجية عليه أمس، قبل طرحه أمام المجلس.

ويحمل المشروع اسم “قانون دعم المرحلة الانتقالية في سورية”، ويحظى بدعم رئيس اللجنة روبرت مانينديز (ديموقراطي) وبوب كروكر (جمهوري)، ما يعطيه زخما غير مسبوق في الكونغرس. وينص على اعطاء الرئيس باراك أوباما حق تسليح مجموعات في المعارضة السورية “تلتقي مع بنود محددة في حقوق الانسان، ورفض الارهاب ورفض انتشار السلاح الكيماوي”، ويجري التأكد من هذه البنود قبل “اعطاء السلاح أو تدريب “ هذه المجموعات عسكريا.

ويدعو المشروع الى تقديم مبلغ سنوي من ٢٥٠ مليون دولار حتى السنة 2015 لدعم المرحلة الانتقالية والجوانب الانسانية والمدنية. كما ينص على فرض عقوبات على بيع السلاح والنفط لنظام الأسد ويعيد النظر بقانون محاسبة سورية للعام ٢٠٠٣، ورفع العقوبات عن أي حكومة انتقالية يتم تشكيلها. ويشكل المشروع مسارا متوازيا للادارة في حال اقراره الى جانب الجهود السياسية مع روسيا، للضغط على دمشق وتسريع المرحلة الانتقالية. ويأتي تبنيه من مانينديز وكروكر، ليزيد من فرص نيله موافقة اللجنة قبل تحويله على المجلس، ومن هناك اعادته الى مجلس النواب، ومن ثم في حال المصادقة عليه، الى البيت الأبيض.

وعلى صعيد المعارك المحتدمة في القصير ارسل «حزب الله» تعزيزات اضافية لدعم مقاتليه وعناصر قوات النظام المشاركة في القتال. وافاد مصدر امني سوري ان معارك عنيفة دارت امس في شمال مدينة القصير حيث يتحصن العدد الاكبر من مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على المدينة منذ اكثر من عام. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان هؤلاء المقاتلين يبدون «مقاومة شرسة، ويرفضون ترك المدنيين» الذين يقارب عددهم 25 الف شخص. واضاف ان «حزب الله» والقوات النظامية «يشنون هجوما قاسيا» على هذه المدينة الاستراتيجية التي تشكل صلة وصل اساسية بين دمشق والساحل السوري، وخط امداد رئيسي لقربها من الحدود اللبنانية.

“الائتلاف” يدعو لفتح “ممر إنساني” إلى القصير.. ويطلب من “الجيش الحر” نجدتها

بيروت – ا ف ب

طالب رئيس الائتلاف السوري المعارض بالإنابة جورج صبرا بفتح “ممر انساني” الى مدينة القصير في ريف حمص التي تتعرض منذ ايام لهجمات متكررة من قوات النظام مدعومة من حزب الله، مطالباً كل كتائب “الجيش الحر” بـ “نجدة القصير”.

وأكد صبرا، الذي يرأس ايضا المجلس الوطني السوري ابرز مكونات الائتلاف، في بيان، أنه “نطالب المجتمع الدولي بفتح ممر إنساني لانقاذ الجرحى وإدخال الدواء والغوث الى خمسين ألف محاصر” في القصير، داعياً مجلس الامن الدولي الى عقد “اجتماع طارىء” للبحث في الوضع في محافظة حمص في وسط سوريا.

ودعا كل كتائب الجيش الحر الى “نجدة القصير” التي تتعرض منذ ايام لهجمات متكررة من قوات النظام مدعومة من حزب الله.

وخاطب كتائب “الجيش الحر”، بالقول: “هبوا يا كتائب الثورة والجيش السوري الحر لنجدة القصير وحمص. لتسرع كتائب القلمون وريف حمص الشمالي وحماة لنجدة القصير والوعر وبقية المناطق الصامدة. ولترسل كل واحدة من كتائب حلب وإدلب والرقة ودير الزور ودمشق حالاً ولو قوة صغيرة لنجدة حمص”.

إسرائيل تحذّر الأسد من “تقويض أمن” الجولان

واشنطن: إيرانيون يقاتلون مع الحزب في القصير

    (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

تزايدت امس مخاطر تحول الازمة السورية نزاعاً اقليمياً واسعاً، إذ اعلن الجيش السوري النظامي تدمير عربة عسكرية اسرائيلية قال انها انتهكت الاراضي السورية قرب قرية بئر العجم التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة عند خط وقف النار في مرتفعات الجولان المحتلة. اما الجيش الاسرائيلي، فأعلن انه قصف الموقع السوري الذي انطلقت منه النيران على المركبة، وهدد رئيس اركانه اللفتنانت جنرال بني غانتس الرئيس السوري بشار الاسد بـ”دفع الثمن اذا قوض الامن في الجولان”. وفي موازاة ذلك تواصلت المعارك في مدينة القصير الاستراتيجية بريف حمص مع معاودة الجيش النظامي ومقاتلي “حزب الله” اللبناني الهجوم على الاجزاء التي لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة.  (راجع العرب والعالم)

وأبلغ مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية صحافيين يرافقون وزير الخارجية الاميركي جون كيري في  زيارته لسلطنة عمان،  ان “مشاركة حزب الله في المعارك في سوريا هي المشاركة المباشرة الاكثر بروزاً، وقد علمنا بأن هناك ايضا ايرانيين في هذه المنطقة”. وأوضح انه حصل على هذه المعلومات من قادة “الجيش السوري الحر”، من غير ان يتمكن من تقدير عدد مقاتلي “حزب الله” او الايرانيين الذين يشاركون في القتال، ولم يحدد ايضاً طبيعة الدور الذي يضطلع به الايرانيون. وقال: “لا اعلم ما اذا كانوا (الايرانيون) ضالعين مباشرة في المعارك”، مندداً بـ”التدخل المباشر لأجانب الى جانب النظام داخل الاراضي السورية”.

وأفاد ان مقاتلي “حزب الله”، “يشاركون مباشرة في قتال الشوارع” .

وصرّح المسؤول في مؤتمر صحافي عبر الهاتف بأن “دور ايران وحزب الله ازداد في شكل ملحوظ في الشهرين الاخيرين”. وان “العالم يشاهد … وسنعلم ما اذا كانوا يرتكبون مجازر وسنحاسبهم”.

وكانت المعارضة السورية حذرت من ارتكاب قوات النظام السوري مجزرة في القصير.

خريطة طريق المعارضة

وعشية اجتماع المجموعة الاساسية لـ”أصدقاء الشعب السوري” في عمان، قدم “اللقاء التشاوري الوطني” الذي انعقد في مدريد بمشاركة قوى سورية معارضة بينها “الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية”، خريطة طريق لحل الازمة السورية.

وعرضت الخريطة التي نشرها الرئيس المستقيل للائتلاف احمد معاذ الخطيب في صفحته بموقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي نقاطا “لاقامة نظام ديموقراطي بديل” من نظام الرئيس بشار الاسد، مشددة على وجوب الا يضطلع الاخير بأي دور في اي مرحلة انتقالية تضع حدا للنزاع المستمر في البلاد منذ اكثر من سنتين. وأشارت الى ان “وفد قوى الثورة والمعارضة في اية عملية سياسية هو من الائتلاف الوطني وباقي اطراف المعارضة، ويعتبر الممثل الشرعي في ما يتعلق بالمفاوضات”. واكدت ان “بشار الاسد ونظامه الامني ليسا جزءا من المرحلة الانتقالية، ولا دور له في مستقبل سوريا، وبضمانات دولية لرحيله”.

وطرح المجتمعون تأسيس “مجلس حكماء” يتولى تسمية حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، على ان يشرف المجلس على عملها، ويمهد لاعلان دستوري “لاطلاق جمعية تأسيسية في خلال سنة من تأسيس مجلس الحكماء”.

ومن المقرر أن يشارك الائتلاف في اجتماع عمان اليوم، كما سيعقد اجتماعاً في اسطنبول غداً لإعلان موقفه من المؤتمر الدولي، في حين ستجتمع اللجنة المختصة بالقضية السورية التابعة لجامعة الدول العربية في القاهرة بناء على طلب من قطر.

وفد النظام

وفي المقابل، أعلن مصدر ديبلوماسي في الاتحاد الأوروبي أن الأسد طرح أسماء خمسة مسؤولين من إدارته للمشاركة في محادثات سلام مع المعارضة السورية في رعاية دولية. وتضم القائمة رئيس الوزراء وائل الحلقي ونائب رئيس الوزراء قدري جميل ووزير الإعلام عمران الزعبي ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر وجوزف سويد الوزير المسؤول عن شؤون الهلال الأحمر. وقال  ديبلوماسي آخر في الاتحاد الأوروبي إن المعارضة السورية رفضت فعلاً بعض المسؤولين في القائمة لافتقارهم الى النفوذ.

الابرهيمي

وفي القاهرة، قال الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبراهيمي  في مقر الجامعة العربية بعد اجتماع مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي : “الشعب السوري يبني آمالا كبيرة على المؤتمر (الدولي) حيث تحضر المعارضة نفسها للمشاركة وكذلك النظام السوري يحضر نفسه لهذا المؤتمر”. وأضاف: “تعمل الأمم المتحدة على تنظيم المؤتمر بأحسن طريقة ممكنة.” ولفت الى ان “عقد المؤتمر الدولي حول سوريا يعتبر مجرد بداية بعد التفاهم الروسي – الأميركي في شأن الأزمة السورية ولا بد أن تتبعه خطوات اخرى”.

كيري ولافروف

وفي موسكو، نقلت وسائل إعلام روسية عن بيان لوزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الخارجية الاميركي جون كيري أجريا اتصالاً هاتفياً “ناقشا خلاله الوضع في سوريا، وقبل كل شيء مسائل التحضير للمؤتمر الدولي للمساعدة في التسوية السياسية للنزاع الداخلي في البلاد”. وأشار البيان إلى أن المكالمة جرت بمبادرة من الجانب الأميركي.

كما قالت الوزارة  إن لافروف اتصل بنظيره البريطاني وليم  هيغ، وناقش معه الوضع في سوريا، والعلاقات الثنائية بين البلدين.

الى ذلك، أجرى مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف  محادثات مع السفير الفرنسي لدى روسيا جين دي جلينياستي، في شأن الدور الإيراني في الأزمة السورية.

وبثت إذاعة “صوت روسيا” أن بوغدانوف أعرب عن وجهة نظر بلاده التي أعلنها لافروف قبل أيام، والتي ترى حتمية مشاركة كل من السعودية وإيران بجانب جميع الدول العربية في المؤتمر الدولي.

أما السفير الفرنسي، فكرر معارضة بلاده الشديدة للمشاركة الإيرانية، متهماً طهران بإشاعة عدم الاستقرار في الدول المحيطة بها بمنطقة الشرق الأوسط.

وفي وقت سابق، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس ارغشي بأن “شرط نجاح جنيف 2 هو توسيع هذا الاجتماع من خلال مشاركة جميع البلدان المؤثرة على الاحداث في سوريا”، مشيرا الى انه “لا يشك احد في العالم في ان الجمهورية الاسلامية هي احد ابرز البلدان المؤثرة”.

على صعيد آخر، أكد نائب رئيس الهيئة الحكومية الروسية للتعاون العسكري الفني مع الدول الأخرى  كونستانتين بيريولين التزام روسيا عقود تصدير أسلحة الى سوريا.

                      تداعيات تورّط “حزب الله” في سوريا:

سقطت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وذهبت معها الى غير رجعة سياسة النأي بالنفس وبالبلاد عن تداعيات الازمة السورية، فتوافرت لـ”حزب الله” حرية الحراك السوري من دون مسؤولية، وأوعز امس وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة عدنان منصور الى السفير لدى جامعة الدول العربية خالد زيادة  بالدفاع عن خيار الحزب القتال في سوريا وتبريره.

وامس سقط امكان قيام حكومة جديدة وفق رؤية رئيس الوزراء المكلف تمام سلام لها، بعدما قضت عليها التطورات والتورط الفاضح في مسار المعارك السورية، والتشدد المتوقع تصاعده من فريق 8 آذار، رفضا لصيغة الثمانات الثلاث، ولاعطاء الوسطيين اي حصة. وقد تكون التطورات الامنية في طرابلس امس قضت نهائيا على استحقاق الانتخابات على رغم الملهاة النيابية التي يتحرك “ابطالها” في لقطات دراماتيكية من دون رؤية واضحة لمسار الامور.

تأكيد “حزب الله” مشاركته في مسار المعارك السورية الداخلية وتشييعه يوميا عددا من قتلاه، والتنديد الدولي المتصاعد بهذا التورط، تجعل لبنان في قلب المعركة، وتضعه امام المجهول، وخصوصا اذا تأكدت المعلومات التي اشارت اليها “النهار” امس عن اسر الحزب عددا من الرعايا العرب في سوريا لمبادلتهم بالمخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز، مما يعني حكما منع كل الرعايا العرب، وحتى الاجانب، من السفر الى لبنان في مطلع الصيف، وتفعيل الحركة الاوروبية لادراج الحزب على لائحة الارهاب الاوروبية، وممارسة التضييق عليه، مع ما يعني ذلك من خناق سياسي وضيق اقتصادي قد يعانيه لبنان، كما قال مصدر نيابي لـ”النهار”.

وامس طغى الوضع الامني على مما عداه، اذ تفجر الوضع في محور التبانة – جبل محسن، مما استدعى نداء عاجلا من قيادات طرابلسية اجتمعت في دارة النائب محمد كبارة طالبت فيه “النيابة العامة التمييزية بالتحرك ضد ثكنة بشار الاسد التي تعتدي على طرابلس وحرمة بيوتها وأهلها”. ودعت الى توقيف رفعت عيد والمتورطين معه من “شبيحة الاسد وحسن نصرالله”.

وكان “الحزب العربي الديموقراطي” عبر امينه العام رفعت عيد اعلن في وقت سابق بدء معركة الدفاع عن النفس. وصرحت مصادر الحزب لـ”النهار” بأن “الاعلان جاء بعد معلومات مؤكدة عن توافد مئات المسلحين من عكار والضنية الى طرابلس ضمن خطة لاقتحام جبل محسن”، مضيفة “اننا سنسقط خطتهم بوضع جبل محسن في مقابل القصير”.

وقال مصدر أمني إن الاشتباكات في طرابلس أمس أدت الى سقوط ستة قتلى على الاقل بينهم عسكري، مما رفع عدد القتلى منذ بدء الاشتباكات قبل ثلاثة أيام الى 11 على الاقل والجرحى إلى أكثر من 50 .

مكتب المجلس

اما سياسيا، فقد استمرت المساعي كلاميا، لكنها تراجعت في الواقع، وبدت الآفاق مسدودة اكثر امام توافر حلول في ظل رغبة لدى جميع الاطراف في التمديد، والاختلاف على مدته، وقد عبر النائب نقولا فتوش عن الميل الى التمديد سنتين، وهو ما اعتبرته مصادر نيابية “تكبيرا للحجر للتوافق على الاشهر الستة”. وأعربت مصادر سياسية لـ”النهار” عن ثقتها بأن الحزب التقدمي الاشتراكي و “حزب الله” وحركة “امل” تفضل التمديد الطويل الامد سنتين.

وقالت مصادر في هيئة مكتب مجلس النواب لـ”النهار” انه من المفترض في الرئيس نبيه بري ان يدعو الى انعقاده من اجل تقرير جدول اعمال الجلسة النيابية العامة المقبلة في ضوء ما توافر من معطيات. فبعد مشروع “اللقاء الارثوذكسي” ثم المشروع  المختلط جاء اقتراح قانون من الوزير نقولا فتوش امس لتمديد ولاية المجلس سنتين. وبدا ان خط الاتصالات المفتوح بين الرئيس بري والرئيس فؤاد السنيورة لم يغيّر موقف كتلة “المستقبل” التي دعت امس الى “تمديد تقني” لا الى تمديد لمدة طويلة كما يقترح فتوش. واوضحت ان اجواء بري توحي بانه يعتبر ان المشروعين الارثوذكسي والمختلط غير ميثاقيين بسبب مقاطعة طائفة أو أكثر كلا  منهما، مما يعني ان الوقت ليس مواتيا لبت الامر في جلسة عامة وهذا ما سيدفع كل الكتل الى تقديم ترشيحات اعضائها على اساس قانون الـ 60 والمتوقع على نطاق واسع ابتداء من غد الخميس.

وبسؤاله عن مكتب المجلس، أعرب نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ”النهار” عن اقتناعه بأن الرئيس بري لن يوجه الدعوة قبل تبلور نتائج اتصالاته مع رؤساء الكتل.

وصرح نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” جورج عدوان لـ”النهار” بان “الانتخابات وفق قانون الستين غير واردة. ولنذهب الى الهيئة العامة ونصوت على اقتراحات القوانين المطروحة”.

الحكومة

اما حكوميا فيبدو ان الحركة في دارة المصيطبة قد تتراجع امام التطورات والتداعيات، اذ علمت “النهار” من مصادر مواكبة لتأليف الحكومة ان صيغة  الثمانات الثلاث سقطت في ضوء تورط “حزب الله” في الصراع في سوريا. وافادت مصادر بارزة في قوى 14 آذار انه لم يعد مقبولا قيام حكومة يشارك فيها  الحزب “الذي جر لبنان الى حرب على الجبهة الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية معرضا سلامة لبنان الاقليمية  للخطر غير آبه بمصالح ابنائه على الاطلاق”.

وكانت مجموعة من الشباب اللبنانيين والسوريين تداعت امس الى لقاء واعتصام في ساحة الشهداء ونددت بتدخل “حزب الله” في القتال ضد الشعب السوري في القصير السورية. وطالبت بالحرية للشعب السوري. وفي طرابلس اجتمعت مجموعات من المجتمع الاهلي ليلا في اعتصام رمزي رفضا للاقتتال الدائر في المدينة.

بيروت تتضامن مع القصير

من العاصمة اللبنانية بيروت وإستنكاراً لمشاركة حزب لبناني فاعل في معارك القصير السورية اعتصم نحو 100 من الشبان اللبنانيين والسوريين أمام نصب الشهداء في وسط بيروت، حيث رددوا شعارات مناهضة لـ”حزب الله” ورافضة لتدخله في سوريا. في مشهد يعبر عن غضب فئة كبيرة من اللبنانيين والسوريين من أفعال “حزب الله”.

 وخلال الإعتصام ردد المعتصمون أناشيد ثورية ووطنية دعماً للثورة السورية ضد حكم الرئيس بشار الأسد، والمناطق والمدن السورية، المدمرة كما رفعت شعارات تستنكر قتل الشعب السوري وتدخل “حزب الله” وتدعوه الى وقف دعمه للنظام السوري، منها: “ليت مقام الست زينب في فلسطين”، “القصير انتصار للروح على السيف”، “وإن بغضت دولة فإدع لها بوباء اسمه حزب الله”. كما استهزأت بعض الشعارات بإتهامات وسائل الإعلام المقربة من النظام السوري للمعارضة بمشاركة قوات إسرائيلية في القتال الى جانبها، عبر خبر عاجل جاء فيه: “إكتشاف مستوطنات إسرائيلية في حمص”.

 وتحت شعار “حرية” الذي رفعه المشاركون اقتباساً من علم “حزب الله” مستبدلين قول “الا إن حزب الله هم الغالبون” بقول “فإن الشعب هم الغالبون”، ألقى أحد الشبان المشاركين كلمة بإسم المنظمين، أدان فيها “تدخل “حزب الله” في القصير”، رافضاً “استجرار حرب على أرضنا أو خوض حرب على أرض الآخرين”. كما  طالب رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بـ”موقف واضح من تدخل “حزب الله” وعناصره”، منتقداً عدم إتخاذ الجيش “إجراءات على الحدود لمنع تدفق أي نوع من المقاتلين الى سوريا” وخصوصاً التابعين لـ”حزب الله”.

 ولوحظ إنتشار للجيش اللبناني يوازي أعداد المشاركين بالقرب من الإعتصام والساحة، اضافة الى عربة إطفائية بمحاذاة مسجد محمد الأمين سرعان ما انسحبت بعدما بدا الإعتصام سلمياً، ما عكس مخاوف من انفلات الأمور من عقالها خصوصاً أن صفحة الدعوة الى الإعتصام عبر موقع “الفايسبوك” اخترقت قبل ساعات معدودة من الإعتصام، الذي شاركت فيه وجوه إجتماعية وطلابية وغابت عنه المشاركة الحزبية والسياسية ما خلا بعض قيادات الصف الثاني بصفة شخصية.

الحدود : النار والقرار

معتصم الديري

 قذيفة سورية فأخرى اسرائيلية، فتنتشر الاخبار عريضة تسعى الى حرب تغطيها. ليس الأمر معقداً كما رفعته القنوات، قذيفة من “زبيدة” الى “بئر عجم” كالعادة، سقطت قرب دورية فردت اسرائيل.

أحد الناشطين في القنيطرة، ابن مدينة تعرف الحرب يقول “أخي نحن حراكنا خفيف جدا بسبب خصوصية القنيطرة واستراتيجيتها واهتمام الدول الراعية لاسرائيل بألا تتحرر المدينة لمصير غير واضح، يقلق اسرائيل. أنا لا أبالغ بأن مشكلة خلاص سوريا من بشار الاسد هي القنيطرة والجولان”.

القصف القديم الجديد على مدينة تعرف الحرب جيدا، نالت هضبة الجولان منه اخطاء قصف كثيرة ايضاً، فنسبة الخطأ الكبيرة في المدفعية التي يستخدمها النظام لا تمنع من سقوط تلك القذائف في الجانب الاسرائيلي، كما حدث بحسب  “أبو إياس الحوراني ” مدير تجمع “احرار وادي اليرموك” في هضبة الجولان: “حين تم تدمير مقر لقوات “الاندوف” على الحدود مما أضطرنا كثوار لإجلائهم كمبادرة انسانية، ويحدث عادة ان تسقط قذائف في الجانب الاسرائيلي نتيجة كثافة القصف الذي نتعرض له، ونتيجة أخطاء في قصف يعد بدائيا وعشوائيا في الحروب”.

يضيف ناشط القنيطرة “يأتي القصف عشوائياً علينا، وصدفة على ما أعتقد وأخبر في القصف الذي نأكله كل يوم. القصف الذي تم من مدينة “زبيدة” على “بئر عجم” مع مرور دورية اسرائيلية سقطت القذيفة بجانبها، أنا شخصيا لا اعرف ان كان صدفة أو أن النظام الخبيث علينا نحن السوريين، يريد كعادته توصيل رسالة من ذلك مع اقتراب المؤتمرات الدولية، ولكنني أظنها بعبعة اعلامية من الطرفين لا أدري الى الآن ما هدفها بالتحديد”.

وفي حين أعلنت قنوات النظام ومصادره أن اسرائيل اخترقت الأجواء السورية، يستغرب الناشط الأمر “اخترقتنا قذائف النظام وحسب. لم أشهد اختراقاً اسرائيلياً مؤخراً لا للأجواء السورية ولا للحدود، ولكن إسرائيل قد بنت شريطاً جديداً داخل الأراضي السورية على 200 متر”.

الحدود التي لها حساسية عالية على الثورة السورية، يمسك الثوار الأن بأكثر من نصفها بعد التحرير، ممتدة من “جبات الخشب” حتى “الحميدية” بيد الثوار، ومن “الحميدية” حتى “بريقة” بيد النظام.

السرايا التي يصفها الناشط بأنها على مرأى اسرائيل “قبل الأحداث تم تحصينها برعاية وبحضور ضباط ايرانيين”.

إسرائيل فقط أرادت أن تظهر للنظام والثوار أنها تتصرف بسرعة وبحزم الان، وأنها قوية أكثر بعد غارات دمشق.

النقطة 27

الحدود هي الحدود، مع الأردن أو اسرائيل. حرب الثوار هي حرب كرامة وتحرير جديد.

تمشي ثلاثة ألوية للثوار تريد التحرير والثأر لكرامة سبعة وعشرين من الثوار أوقعتهم تلك النقطة “27” الحدودية في كمين، بقيادة النقيب محمد غجر الذي وعد الثوار بتسليمهم تلك النقطة، وثم نحرهم هو وجنوده في قلب النقطة الحدودية.

الكتائب تمشي اليوم انتقاماً لتاريخ 22 آذار “نهار الكمين”. وهم “فجر الاسلام” الذي فقد نائب اللواء في ذاك الكمين، ولواء شهداء اليرموك، ولواء “المهام الخاصة” المشكل حديثاً في مدينة “المزيريب”، وكتيبة “أبو ذر الغفاري”.

دكت النقطة ب قذائف هاون”160″، واستخدم الثوار مدرعات في تلك المعركة، لتنتهي المعركة بعد ساعات قليلة. يغتنم الثوار أكثر من أربع مدرعات ومضادات طيران من داخل النقطة الحدودية المعروفة بتحصينها نتيجة انسحاب النقاط الحدودية الأخرى اليها منذ أكثر من شهر.

الثوار يمشون رقماً جديداً بعد تحرير “27” نحو النقطة “28” التي بدأ الثوار بفرض حصار عليها وقصفها.  حتى لا يبقى لمعبر “نصيب” الحدودي، سوى النقاط 28، 29، 30 و31 الحدود التي تبدو معاركها تشتد في الأونة الأخيرة، ليست أي حرب سورية.

هي حرب تمدّ الثوار بقوة سياسية أكثر منها عسكرية.

الجولان.. جبهة النظام والمعارضة والاحتلال

طارق العبد

تتجه الأنظار اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نحو هضبة الجولان السوري المحتلة، وخصوصاً اثر الأنباء التي أعلن عنها الجيش السوري أمس، عن استهدافه آلية عسكرية إسرائيلية توغلت في الجهة المحررة وأطلقت نيرانها باتجاه مواقع سورية. وليس ببعيد عن تلك الجبهة تبعات الغارات الإسرائيلية التي استهدفت محيط دمشق في بداية أيار الحالي. ذلك كله، يطرح تساؤلات حول احتمال فتح جبهة تعيد الوضع العسكري إلى ما كان عليه إبان حرب تشرين (1973). ولكن العنصر الجديد اليوم هو انتشار مجموعات وكتائب تابعة لـ«الجيش السوري الحر»، ما يزيد الأمور تعقيداً. وسط ذلك كله يضع أبناء الجانب المحتل من الجولان يدهم على قلوبهم، وهم يتابعون تطورات المشهد، واحتمالات الانفجار في أي لحظة.

الجولان.. أزمات متجددة

لا تبعد القنيطرة عن دمشق أكثر من 50 كيلومتراً، لتشكل بموقعها أهمية بالغة. وهنا يذكر أن هضبة الجولان تمتد على مساحة 1860 كيلومتراً مربعاً بين بحيرة طبريا وسهل الحولة في الجليل، إلى وادي الرقاد شمالاً حتى مصب نهر اليرموك، عند التقاء الحدود السورية الأردنية مع فلسطين المحتلة، ويتوسطها جبل الشيخ، وهو أعلى قمة جبلية في سوريا والمصدر المائي لغالبية المناطق المجاورة. وبعد احتلال إسرائيل للمنطقة ثم خروجها إبان «حرب تشرين» انقسمت الهضبة بين جزء محرر يضم بالدرجة الأولى مدينة القنيطرة، وجزء محتل ويضم قرى مجدل شمس وعين التينة ومسعدة وبقعاثا والغجر. ويقدر عدد السوريين في الجزء المحتل من الجولان بحوالي 40 ألفاً، إلى جانب حوالي 30 مستوطنة إسرائيلية أقيمت منذ العام 1967.

ويذكر أن إبان حرب العام 1967، نزح أكثر من 200 ألف سوري من الجولان إلى دمشق ومحيطها، وقد عاد جزء منهم إلى قراه، مثل خان أرنبة وجباتا الخشب وبئر عجم، فيما بقيت مدينة القنيطرة مدمرة كما تركها الإسرائيليون. ولكن مدينة جديدة بنيت بالقرب منها، واعتبرت بمثابة مركز المحافظة، وتضم المؤسسات التابعة للدولة من مديريات ومبان حكومية كافة.

وحافظت الدولة السورية على العلاقة مع الجانب المحتل باستيراد محاصيل التفاح بواسطة الصليب الأحمر لبيعه في السوق السورية، كما نجح العديد من الأهالي بتشكيل وفود زارت دمشق مرات عدة. كذلك، ينتقل وبشكل سنوي العديد من طلبة الجزء المحتل إلى دمشق لإكـــمال تعليمهم الجامعي. ويبقى عيد الأم مناسبة سنـــوية تجمــع الطـــلاب مع ذويهم في الجزء المحتل، حيث يلتقي الطرفان قرب واد أطلق عليه اسم «وادي الصـــراخ»، فالطرفان يتحدثان بمكبرات الصوت، في مشهد قد تنتهي مفردات اللغة من دون أن تتمكن من وصفه.

الجولان بين النظام والمعارضة

تفرض حساسية المنطقة تغيراً في قواعد الصراع بين الطرفين (الجيش السوري والمعارضة المسلحة)، بالرغم من أنهما يتفقان على أهمية الجولان لقربها الشديد من العاصمة من جهة، ومن جبهتين لا تقلان سخونة عنها وهما حوران وريف دمشق. ويسيطر النظام على قلب مدينة القنيطرة والبلدات المجاورة، وخصوصاً خان أرنبة ومدينة البعث والجبة وأم باطنة وسعسع، بالإضافة إلى الطريق الممتد من دمشق إلى القنيطرة، والذي يمر بمطار المزة ثم بساتين المعضمية وصحنايا ثم عرطوز، فمخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين وقطنا، وصولاً إلى دروشا ومن ثم القنيطرة. هذا الطريق يشهد يومياً اشتباكات عنيفة مع مجموعات المعارضة المسلحة التي تحاول قطع الطريق، وبالتالي قطع الإمدادات إلى مراكز النظام في القنيطرة.

أما المعارضة المسلحة فتسيطر على سلسلة من القرى، ومن بينها جباتا الخشب وبيت جن وبئر عجم والرفيد، وكلها محاذية للشريط الحدودي. وهنا تجدر الإشارة إلى أن ناشطين إعلاميين في المنطقة نفوا ما تردد عن فتح إسرائيل للشريط الحدودي أمام أهالي القرى التي تشهد الاشتباكات.

وفي المقابل يدور الحديث عن موجات نزوح من مواقع الاشتباك، حيث غادر معظم سكان تلك القرى باتجاه مناطق أكثر أمناً مثل القنيطرة أو باتجاه قرى تقع على سفوح جبل الشيخ أو في عمق المناطق الجبلية مثل كفرحور وبيت سابر.

وبالنسبة لمصادر في «الجيش الحر» فإن هذا النزوح قد خفف من الكلفة البشرية لمعاركهم مع النظام، وسهل حركتهم. وهم الذين نجحوا هذه المرة في توحيد صفوفهم تحت راية واحدة تابعة للمجلس العسكري، ما جعل عملياتهم أكثر تنظيماً، إلا أنهم يفتقرون للسلاح المتوسط والثقيل، ولا يعتمدون سوى على الأسلحة الخفيفة كالبنادق والرشاشات.

وفي وقت يتميز مقاتلو المعارضة بسرعة التنقل والسيطرة على المواقع والتمسك فيها، يحاول الجيش السوري استرجاعها بالقصف عبر صواريخ أو قذائف الهاون من مواقعه العسكرية في القنيطرة أو بالتقدم البري لقواته. وبالتالي تنتهي الاشتباكات في مناطق سيطرة المعارضة أحياناً باستعادة النظام لها، وبالنتيجة يحاول مقاتلو «الجيش الحر» استعادتها.

والأساسي بالنسبة لـ«الجيش الحر» هو أنه في منطقة الجولان لا يلجأ النظام إلى القوات الجوية كما في مناطق أخرى، الأمر الذي ساعد المقاتلين على التحرك بحرية اكثر.

وتبقى المسألة الأكثر إثارة للجدل هي الدور الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة. الأمر الذي بدا لافتاً اثر إعلان القيادة العامة للجيش السوري عن اقتحام عربة عسكرية إسرائيلية من الجانب المحتل للشريط الشائك وتوجهها إلى قرية بئر عجم في الجانب المحرر، ثم إطلاقها صاروخين حراريين على مواقع عسكرية سورية في قرية الزبيدية، قبل أن تتحرك القوات السورية لتدميرها.

ولعل تلك الحادثة تعتبر الأبرز في الفترة الأخيرة بعد تقارير عدة تحدثت عن تبادل لإطلاق النار بين الجيشين (السوري والإسرائيلي)، وتقرير بثته قناة «فوكس نيوز» الأميركية يتحدث عن قوات إسرائيلية خاصة تتجول في بعض مناطق الهضبة المحررة. ويضاف إلى ذلك كله، إعلان «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» تشكيل ألوية مقاومة شعبية لتحرير الجولان إثر الغارات الإسرائيلية التي استهدفت محيط دمشق. ذلك كله ينذر بقرب تحول الجولان إلى جبهة متعددة النيران بين الجيش السوري ومعه «المقاومة الشعبية» من جهة، وجيش الاحتلال الذي دائماً ما ينذر بأنه عل آهبة الاستعداد، وهو ما بدا واضحاً مؤخراً، وبين هذا وذاك معارضة مسلحة ترى أن أولوية عملها تتجسد في هدف واحد فقط هو إسقاط النظام.

 «أصدقاء سوريا» يلتقون اليوم .. وتفاؤل حذر للإبراهيمي بشأن «جنيف 2»

«معارك عنيفة» في شمال القصير

تركزت هجمات القوات السورية، أمس، على المسلحين في المناطق الشمالية من مدينة القصير في ريف حمص، والتي تبدو الاشتباكات فيها من دون أفق نهاية وشيكة، وذلك فيما انتقدت أنقرة وواشنطن مشاركة «حزب الله» في المعارك.

في هذا الوقت، أعرب المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن أمل مشوب بالحذر من إمكانية إيجاد حلّ للأزمة السورية، موضحاً أن الحكومة السورية والمعارضة تعدّان للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، محذراً من تأثر دول الجوار إذا لم يتم حل الأزمة.

ويأتي كلام الإبراهيمي قبل ساعات من اجتماع وزراء خارجية مجموعة «أصدقاء سوريا» في العاصمة الأردنية عمان اليوم. ومن المقرر أن يجتمع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في اسطنبول غداً الخميس لإعلان موقفه، في حين ستجتمع اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالأزمة السورية في القاهرة بناء على طلب من قطر.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الأميركي جون كيري «الوضع في سوريا، وقبل كل شيء عملية التحضير للمؤتمر الدولي للمساعدة في التسوية السياسية للنزاع الداخلي في البلاد». وكان لافروف تلقى اتصالاً من نظيره البريطاني ويليام هيغ «تبادلا خلالها الآراء حول الوضع في سوريا».

معركة القصير

قال مصدر أمني سوري إن «معارك عنيفة تدور في شمال مدينة القصير، حيث يتحصّن العدد الأكبر من الإرهابيين» الذين كانوا يسيطرون على المدينة منذ أكثر من عام.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، إن «المدينة التي اقتحمتها القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله تتعرّض لقصف عنيف يستخدم فيه الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة». وقال مديره رامي عبد الرحمن إن المسلحين يبدون «مقاومة شرسة، ويرفضون ترك المدنيين» يغادرون المدينة.

وأضاف إن «عناصر الحزب والقوات السورية يشنون هجوماً قاسياً» على المدينة الاستراتيجية التي تشكل صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري، وخطّ إمداد رئيسياً للمسلحين لقربها من الحدود اللبنانية.

وقال مصدر مقرّب من «حزب الله»، لوكالة «فرانس برس»، إن الحزب «أرسل تعزيزات جديدة من عناصر النخبة إلى القصير»، مشيراً إلى أنه «اعتقل أيضاً عدداً من مقاتلي المعارضة بينهم أجانب».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أنه «وفي إطار عملياتها المتواصلة ضد أوكار الإرهابيين في الحارة الوسطى والشمالية من القصير أوقعت وحدات من جيشنا قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين، ودمرت العديد من الأنفاق التي كانوا يستخدمونها للتنقل وتخزين الأسلحة والذخيرة». ونقلت عن مصدر في محافظة حمص قوله «أحبطت وحدات من جيشنا محاولات مجموعات إرهابية مسلحة التسلل من لبنان إلى سوريا عبر مواقع عدة في ريف القصير، وألحقت بها خسائر فادحة».

وانضم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بشكل واضح الى متابعة احداث القصير، منتقداً دور «حزب الله»، قائلاً «يجب على وسائل إعلام العالم أجمع أن توضح ما هي المنظمات الناشطة حالياً في سوريا وما هي البلدان الداعمة لها». وأضاف «أولئك الذين يعتبرون الدعم اللوجستي المقدم من تركيا للمعارضة السورية تدخلاً أجنبياً، لا يقولون الأمر نفسه إزاء تدخل حركات تشارك في المعارك».

وفي مسقط، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى، يرافق كيري، إن «مشاركة «حزب الله» في المعارك في سوريا هي المشاركة المباشرة الأكثر بروزاً، وقد علمنا بان هناك أيضاً إيرانيين في هذه المنطقة»، مؤكداً انه حصل على هذه المعلومات من قادة «الجيش السوري الحر». وأضاف «لا أعلم ما إذا كانوا (الإيرانيون) ضالعين مباشرة في المعارك»، مندداً بـ«التدخل المباشر لأجانب إلى جانب النظام داخل الأراضي السورية».

وذكرت «سانا» إن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 24 في سقوط قذائف هاون على المليحة وحرستا والمجتهد في دمشق».

الإبراهيمي والعربي

وقال الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة، إن الاتفاق الروسي ـ الأميركي لعقد المؤتمر الدولي «يشكل خطوة أولى مهمة، لا بد أن تتبعها خطوات أخرى كثيرة حتى نصل إلى المطلوب، وهو إنهاء هذه الأزمة القاتلة التي يعانيها الشعب السوري منذ أكثر من سنتين».

وأضاف إن «الاتفاق الروسي الأميركي انتقل الآن إلى عمل دولي كبير جداً وهناك اهتمام كبير للغاية في العالم العربي ومن قبل الشعب السوري بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين البلدين».

واعتبر الإبراهيمي أن «الشعب السوري يبني آمالاً كبيرة على المؤتمر، حيث تحضر المعارضة نفسها للمشاركة وكذلك النظام السوري يحضر نفسه لهذا المؤتمر، وتعمل الأمم المتحدة على تنظيم المؤتمر بأحسن طريقة ممكنة»، لكنه اعترف «بوجود مشكلات لا حصر لها في إطار التحضير لهذا المؤتمر، وأولها تشكيل وفدي النظام والمعارضة إلى المؤتمر»، مؤكداً أن «الهدف الأساسي من المؤتمر هو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جنيف في 30 حزيران الماضي». وأوضح أن «المنطقة تعاني بشكل كبير من تداعيات الأوضاع في سوريا، فإما أن تحل الأزمة وإلا ستؤثر في دول الجوار وما أبعد من الجوار».

وحول فرص مشاركة السعودية وإيران في المؤتمر، قال الإبراهيمي «هناك حديث يجري حالياً بين الأمم المتحدة والأطراف المختلفة، خاصة روسيا والولايات المتحدة، على من يشارك في هذا المؤتمر، بما يحقق مصلحة الشعب السوري»، مؤكداً أن «الموعد النهائي للمؤتمر لم يتحدد بعد، لكنه سيعقد في حزيران المقبل».

وشدد العربي، من جهته، على «أهمية إنجاحه (المؤتمر الدولي) لأن المنطقة العربية لا تتحمل فشله واستمرار حمام الدم السوري». وأوضح أن «بيان جنيف الأول يتحدث عن بدء مرحلة انتقالية في سوريا وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة بالتفاهم بين الأطراف، وهو الأمر الذي نسعى لتحقيقه جميعاً».

وقالت مصادر ديبلوماسية أوروبية، في بروكسل، إن السلطات السورية وضعت في مطلع آذار الحالي لائحة بخمسة وزراء تمهيداً لمفاوضات محتملة مع المعارضة، تضم رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ونائبه قدري جميل وثلاثة مسؤولين حكوميين آخرين.

وقال أحد هذه المصادر إن «هذه اللائحة يمكن أن تتطور»، مشيراً إلى انه من الضروري أن توافق المعارضة على فريق المفاوضين الذين يجب أن «يتمتعوا بالقدرة الحقيقية على التفاوض». وذكر المصدر بأن مندوبي دمشق «يجب ألا يكونوا أيضاً مسؤولين مباشرة عن عمليات القمع».

وفي طهران، أكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس ارغشي أن «شرط نجاح جنيف 2 هو توسيع هذا الاجتماع من خلال مشاركة جميع البلدان المؤثرة على الأحداث في سوريا»، مشيراً إلى انه «لا يشك احد في العالم في أن إيران هي احد ابرز البلدان المؤثرة». وأضاف إن «مؤتمر جنيف المقبل هو الدليل على أن موقف إيران واقتراحها صحيحان. منذ اليوم الأول قلنا إن الحل الوحيد هو حوار بين السلطة والمعارضة. وتوجه المجموعة الدولية نحو هذا الموقف أمر جيد». («سانا»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

الائتلاف السوري المعارض يدعو كل كتائب الجيش الحر إلى نجدة القصير

بيروت- (ا ف ب): دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بالانابة جورج صبرة الاربعاء كل كتائب الجيش الحر إلى “نجدة القصير” التي تتعرض منذ أيام لهجمات متكررة من قوات النظام مدعومة من حزب الله والتي تعتبر معقلا اساسيا للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص في وسط سوريا.

وقال صبرة في بيان وزع الاربعاء “هبوا يا كتائب الثورة والجيش السوري الحر لنجدة القصير وحمص. لتسرع كتائب القلمون وريف حمص الشمالي وحماة لنجدة القصير والوعر وبقية المناطق الصامدة. ولترسل كل واحدة من كتائب حلب وإدلب والرقة ودير الزور ودمشق حالاً ولو قوة صغيرة لنجدة حمص”.

واضاف “على كل من لديه فضل سلاح أو ذخيرة أن يرسله إلى القصير وحمص، لتعزيز صمودها. فكل رصاصة ترسل الى القصير وحمص ترد غازيا معتديا يريد أن يعيد سورية الى عصر الخوف الذي انقضى إلى غير رجعة”.

وتستمر المعارك داخل مدينة القصير التي دخلت قوات النظام السوري الى إجزاء منها منذ الاحد الماضي، فيما ارسل حزب الله تعزيزات اضافية الى المدينة.

وافيد عن مقتل اكثر من مئة شخص في غضون ثلاثة ايام، معظمهم من المقاتلين، من الجانبين.

ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد المدنيين الموجودين في المدينة يقارب الـ25 الفا.

اشتباكات متقطعة في شمال لبنان بين مؤيدين للنظام السوري ومؤيدين للمعارضة

بيروت- (يو بي اي): استمرت الاشتباكات المتقطعة الاربعاء في مدينة طرابلس الساحلية الشمالية بين مؤيدين للنظام السوري ومؤيدين للمعارضة لليوم الرابع على التوالي ما أدى إلى سقوط 10 قتلى ونحو 130 جريحا على الاقل.

وقالت مصادر أمنية إن اعمال القنص والرشقات النارية المتفرقة واطلاق قذائف صاروخية بشكل متقطع شهدتها المدينة الثانية في لبنان قبل ظهر الأربعاء.

وقالت المصادر ان عدد القتلى والجرحى منذ بدء الاشتباكات في طرابلس من مساء الاحد وحتى قبل ظهر اليوم بلغ 10 قتلى بينهم عسكريان ونحو 130 جريحا.

وكانت محاور النزاع التقليدية شهدت الليلة الماضية، اشتباكات عنيفة استخدمت فيها القذائف الصاروخية وقذائف الهاون التي طالت مناطق بعيدة عن مسرح الاشتباكات ووصل بعضها الى وسط المدينة، كما وصل الرصاص العشوائي الى اماكن بعيدة ايضا.

ولا تزال المدارس والجامعات والمحال التجارية والصناعية واسواق الخضار مقفلة في طرابلس، فيما حركة المرور شبه معدومة مع قنص مستمر واطلاق نار على الاوتوستراد الدولي الذي يربط المدينة مع الحدود السورية الشمالية.

مجموعة أصدقاء سوريا يجتمعون بعمان في مسعى لعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة

عمان- (ا ف ب): يعقد وزراء خارجية مجموعة (اصدقاء سوريا) الاربعاء اجتماعا في عمان تغيب عنه المعارضة، في محاولة للدفع باتجاه سعي واشنطن وموسكو الى عقد مؤتمر دولي لحل الازمة اصطلح على تسميته (مؤتمر جنيف 2) بمشاركة طرفي النزاع والمقرر عقده الشهر المقبل.

ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية 11 دولة، تمثل المجموعة الاساسية ل”اصدقاء سوريا” وهي الاردن والسعودية والامارات وقطر ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا، في حين تغيب عن الاجتماع المعارضة السورية.

وهي أول مرة تعقد المجموعة اجتماعا في غياب ممثلين للمعارضة السورية التي وجدت نفسها من دون قائد بعد استقالة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد معاذ الخطيب.

وعقد آخر اجتماع لـ”مجموعة اصدقاء سوريا” الشهر الماضي في اسطنبول.

ويجري في نفس يوم الاربعاء اجتماع لكبار المسؤولين كان مقررا ان يعقد عشية اجتماع وزراء خارجية اصدقاء سوريا.

ويسبق انعقاد لقاء الاربعاء مؤتمر صحافي مشترك لوزيري الخارجية الامريكي جون كيري والأردني ناصر جودة.

وقال جودة في تصريحات نشرت الاربعاء ان “اجتماع عمان هو استعداد لمؤتمر (جنيف 2) ودعم لمسار الحل السياسي للازمة السورية”.

واضاف ان “اتفاق موسكو بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا حول سوريا هو نقطة تحول لانهم اتفقوا على حل سياسي للقضية السورية يبدأ من اتفاق جنيف1″.

واوضح جودة ان “موقف الاردن من الازمة السورية واضح وثابت منذ البداية ويدعو الى اهمية التوصل الى حل سياسي يضمن امن وامان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري”.

من جانبها، قالت صحيفة (الرأي) الاردنية الحكومية في افتتاحيتها ان “اجتماع اليوم يأتي في مرحلة دقيقة وحاسمة، بعد أن دخلت الازمة السورية نفقا مظلما”.

واضافت ان “انعقاد المؤتمر في عمان يشكل فرصة جديدة أمام المجتمع الدولي لمواصلة جهوده الرامية الى وقف العنف في سوريا والحؤول دون اشتعال الحريق في المنطقة كلها”.

واوضحت ان المؤتمر يهدف ايضا الى “توفير اجواء ومناخات لمرحلة انتقالية سياسية تمكّن الاطراف كافة من تجنيب سوريا المزيد من الكوارث والانهيارات وتمنح شعبها الشقيق القدرة على ممارسة حياته في حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية”.

وياتي الاجتماع بعد لقاءات بين روسيا، حليفة النظام السوري، والولايات المتحدة التي عززت دعمها للمعارضة.

وقالت الخارجية الاميركية ان كيري سيصل الاربعاء الى عمان لبحث “حل سياسي تفاوضي للازمة في سوريا”.

واعلنت ايران الثلاثاء عن رغبتها في المشاركة في “مؤتمر جنيف 2″معتبرة ان من الضروري “توسيعه من خلال مشاركة جميع البلدان المؤثرة” على اطراف النزاع.

واعلنت فرنسا الجمعة انها لا تريد مشاركة ايران في مؤتمر “جنيف 2″. اما موسكو حليفة دمشق فطلبت حضور ايران والسعودية، معتبرة هذين البلدين عاملين اساسيين لايجاد حل سياسي للازمة السورية.

ومن المتوقع ان تحدد المعارضة السورية خلال اجتماع تعقده في اسطنبول في 23 ايار/ مايو الجاري، موقفها من المشاركة في مؤتمر (جنيف 2).

واستضافت المدينة السويسرية في 30 حزيران/ يونيو 2012 مؤتمرا دوليا نتج عنه اتفاق جنيف الذي يدعو الى وقف العنف في سوريا ووضع مسار لحكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، دون التطرق بشكل مباشر الى مصير الرئيس الاسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014.

ويشكل مصير هذا الاخير العقدة الاساسية في اي تفاوض حول حل سياسي. اذ ترفض المعارضة اي نقاش في حل النزاع الذي اودى باكثر من 94 الف شخص، قبل تنحي الاسد عن السلطة.

من جهته، يرفض النظام السوري الذي يعتبر ان مقاتلي المعارضة ارهابيون”، اي حديث عن استقالة الاسد من منصبه، ويشدد على ان اي حوار يجب ان يجري من دون شروط وبعد القاء السلاح.

كما تبدو مواقف الدول الكبرى على تعارض في ما يتعلق بالازمة السورية، اذ تطالب واشنطن وباريس ولندن برحيل رأس النظام في سوريا، في حين تشدد موسكو ابرز الداعمين الدوليين للرئيس الاسد، على بقائه في منصبه، مع استمرارها في تزويد قواته النظامية بالسلاح.

من هنا، يبدو عقد المؤتمر الذي اطلقت فكرته موسكو وواشنطن في محاولة لتقريب وجهات النظر حول النزاع المستمر منذ منتصف آذار/ مارس 2011، مهمة معقدة.

ويشار إلى أن الهدف من مؤتمر (جنيف 2) هو التوصل الى تشكيل حكومة انتقالية “برضى متبادل” تتمتع ب “كامل الصلاحيات” مما يستبعد كما تقول المعارضة وداعموها اي دور للرئيس السوري بشار الاسد.

الاردن يغلق الحدود ويرفض دخول الاف اللاجئين السوريين

الامم المتحدة تؤكد: تراجع ملحوظ لعدد السوريين الذين يصلون الى الاردن منذ 4 ايام

عمان ـ جنيف ـ وكالات: قال دبلوماسيون ونشطون وموظفو اغاثة ان الاردن أعاد الاف اللاجئين السوريين خلال الاسبوع المنصرم في أول حملة من نوعها منذ بدء الازمة السورية قبل أكثر من عامين.

ويستضيف الاردن اليوم الاربعاء مؤتمرا دوليا عن سورية واستقبل بالفعل 473587 لاجئا سوريا من بين 1.5 مليون لاجيء سوري فروا من الصراع في نزوح جماعي تسارع خلال الاربعة أشهر الماضية وفقا لبيانات الامم المتحدة.

وقال لاجئون وموظفو اغاثة ان نقاط العبور الاربعة غير الرسمية التي يستخدمها اللاجئون السوريون الفارون من القصف في محافظة درعا الجنوبية ظلت مغلقة طوال الايام الستة الماضية لكن معبر جابر الحدودي الرسمي ظل مفتوحا.

وقال ابو حسين الزعبي وهو موظف اغاثة سوري تم الاتصال به هاتفيا من معبر نصيب الحدودي حيث قال ان نحو 1000 لاجيء سوري تقطعت بهم السبل ‘السلطات الاردنية امتنعت عن استقبال اللاجئين مهما كانت ظروفهم باستثناء الجرحى.’

وأضاف ‘هناك الان عدد كبير من اللاجئين تجمع عند الحدود يحاول دخول الاردن وينتظر فتح الحدود.’

وأرجع دبلوماسي غربي اغلاق الحدود لدواعي أمنية قبل اجتماع (أصدقاء سوريا) غدا في عمان حيث يناقش وزراء خارجية دول غربية وعربية معارضة للرئيس السوري بشار الاسد سبل التوصل الى حل سياسي للصراع.

وقال ‘الاردنيون قلقون على الامن وهم يبعثون اشارات الى المجتمع الدولي تبرز العبء الهائل الواقع على أكتافهم الان.’

ويسعى الاردن الذي يفتقر الى موارد للحصول على مساعدة من الخارج حتى يتمكن من التعامل مع الاعداد الهائلة من اللاجئين السوريين.

وأكد رئيس بعثة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في الاردن لرويترز ان تدفق اللاجئين تباطأ وانخفض لاعداد قليلة خلال الايام القليلة الماضية لكنه قال ان الاسباب غير واضحة.

وقال اندرو هاربر ‘نحن متأكدون تماما ان اللاجئين لا يتوافدون على الحدود. وفي الوقت الراهن الطرق الموصلة الى الحدود مغلقة.’

وصرح بأن أقل من 30 لاجئا وصلوا خلال الايام الثلاثة الماضية مقارنة بنحو الف او الفين عادة في اليوم.

وقال هاربر ان هناك حاجة لفعل المزيد لتوسيع نطاق جهود الاغاثة داخل جنوب سورية لتخفيف العبء عن الاردن الذي تعاني موارده من ضغط شديد.

ومخيم الزعتري في الاردن الذي يستضيف أكثر من مئة الف لاجيء سوري هو أكبر مخيم للاجئين السوريين في المنطقة.

ومن جنيف اشار بانوس مومتزيس المنسق الاقليمي للمساعدة التي تقدمها المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين الثلاثاء الى تراجع ملحوظ لعدد السوريين الذين يهربون الى الاردن منذ اربعة ايام، فيما سجل في الاسابيع الاخيرة وصول ما بين الف والفي سوري يوميا الى الاردن.

وفي تصريح صحافي، قال مومتزيس لدى مروره بجنيف ‘سجلنا في الايام الاربعة الاخيرة تراجعا ملحوظا لعدد اللاجئين الواصلين الى الاردن’، فيما تكثفت على ما يبدو المعارك قرب الحدود.

ومنذ شباط (فبراير)، كان يصل ما بين الف وثلاثة الاف لاجئ سوري يوميا الى الاردن. وفي الاسابيع الاخيرة، تراوح هذا الرقم بين الف والفي شخص يوميا، كما ذكرت المفوضية العليا للاجئين.

لكن مومتزيس اشار الى ان عدد الذين اجتازوا الحدود الاردنية في الايام الاربعة الاخيرة كان اقل من عشرة واحيانا اقل من خمسة لاجئين يوميا. واعرب عن قلقه من ‘ان شيئا ما يحصل هناك’.

واضاف ‘نتابع عن كثب الوضع لتحديد العوامل والاسباب’ التي تبرر هذه التغيرات.

وقال ‘نعرف ان الاشخاص الذين يهربون، اي اللاجئين، يواجهون صعوبات في المجيء’ الى الاردن.

واوضح ‘لا استطيع ان اتكهن بما يحدث على الجانب الاخر من الحدود. الاشخاص الذين يعيشون قرب الحدود، في القرى، يتحدثون عن ازدياد المعارك وضجيج المعارك، وخصوصا اثناء الليل’.

من جهة اخرى، قال ان المفوضية العليا للاجئين تجري اتصالات ‘مع الجميع′ لتفهمهم ان من الضروري ان تتوافر للاشخاص الذين يرغبون في الفرار من سورية امكانية القيام بذلك ‘من دون صعوبات’.

روسيا تجدد: مستمرون في توريد الأسلحة ‘الدفاعية’ إلى سورية وفق الاتفاقات المبرمة

القاهرة ـ د ب أ: جددت روسيا الثلاثاء التزامها التام بإكمال توريد الأسلحة الدفاعية إلى سورية وفق الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين سابقا.

ووفقا لقناة ‘روسيا اليوم’ فقد شدد نائب رئيس الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني قسطنطين بيريولين على أن بلاده ستلتزم أيضا بمواعيد التوريدات المتفق عليها. وأوضح المسؤول الروسي أن موسكو تزود دمشق بالأسلحة بموجب عقود، مشددا على أنه لا توجد في الوقت الراهن أية مشاكل متعلقة بتوريد أسلحة دفاعية إلى سورية حيث لم تفرض الأمم المتحدة أية قيود على دمشق في هذا المجال. وكانت موسكو قد أعلنت في وقت سابق أن جميع توريدات الأسلحة إلى سورية تنفذ في إطار العقود المبرمة مسبقا فقط وبمراعاة القوانين الروسية والقانون الدولي.

ووفقا للقناة، فقد عاد هذا الموضوع إلى الواجهة مرة أخرى بعد أن اتهمت وسائل إعلام أمريكية موسكو بإرسال شحنة من صواريخ ‘ياخونت’ المجنحة المضادة للسفن لدمشق.

اسرائيل تحذر من حرب ‘مفاجئة’ وتهدد الاسد ‘بدفع الثمن

تل أبيب ـ وكالات: حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، من الأوضاع البالغة التوتر في الشرق الأوسط ومن نشوب حرب امفاجئةب بالمنطقة، وهدّد الرئيس السوري بشار الأسد بـبدفع الثمن’، وذلك بعد ساعات من إعلان دمشق بأن الجيش السوري استهدف سيارة عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان.

وقال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شطاينيتس، ان إسرائيل ترى مصلحة بسقوط النظام السوري لأنه يضعف إيران وحزب الله.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غانتس، قوله في خطاب، الثلاثاء، أمام مؤتمر حول موضوع التنصت عُقد في بلدة ‘زِخرون يعقوب’ جنوب حيفا، إنه ‘لا يمر يوم لا نواجه فيه اتخاذ قرارات من شأنها أن تقودنا إلى تدهور مفاجئ.. ولا يمكن السيطرة عليه’.

وأردف أن ‘هذا أمر سيرافقنا في الفترة القريبة المقبلة التي يتعين علينا خلالها أن نكون أكثر يقظة’.

وأضاف غانتس أنه ‘في كل واحدة من الجبهات التي نتواجد فيها.. نحن منكشفون لتأثير تعدد الجبهات بشكل واضح، لكن هذا لا يعني أنه إذا قمنا بعمل ما في هضبة الجولان، فإن حدثا عسكرياً سيحدث فورا في سيناء.. لكن هذا قد يحدث’.

وتابع أنه ‘توجد عوامل مؤثرة أخرى، وتكون أحيانا متدنية من حيث حجم قوتها، ونحن نرى العلاقة بين غزة وسيناء، وبين غزة ويهودا والسامرة (أي الضفة الغربية)، وبين سورية ولبنان’.

وتأتي أقوال غانتس، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي صباح امس أن قواته في هضبة الجولان قصفت موقعا في الأراضي السورية بعدما تم إطلاق أعيرة نارية من هذا الموقع وأصاب سيارة عسكرية إسرائيلية.

ومن جانبه رأى الوزير شطاينيتس أن مصلحة إسرائيل هي بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد لأنه سيضعف إيران وحزب الله.

ونقلت صحيفة ‘معاريف’ امس عن شطاينيتس، قوله أمس، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن ‘على رئيس سورية بشار الأسد أن ينصرف.. لأن هذا الأمر سينزل ضربة شديدة بمحور الشر ويضعف إيران وحزب الله’.

نجاحات الجيش السوري تدفع من تنبأوا برحيل النظام المحتوم اعادة النظر بأقوالهم

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: تمثل المعركة على بلدة القصير الحدودية تحولا نوعيا في الازمة السورية، حيث ظهرت فيها الحرب بالوكالة الجارية في سورية بوضوح، حزب الله يقاتل الى جانب النظام السوري، والمقاتلون السوريون يدافعون عن بلدتهم وبدعم من بعض العناصر ‘الجهادية الخارجية’ حسب الاتهامات الموجهة من حزب الله والنظام اليهم.

وما تكشف عنه المعركة ايضا انها تعتبر تصعيدا للازمة التي لا تزال تثير مخاوف اقليمية وتجبر الالاف من السوريين على الرحيل للدول المجاورة.

ويثير دور حزب الله، في الوقت نفسه الذي اصبح يتدخل ‘على المكشوف’ في سورية مخاوف داخل لبنان. ويبدو ان الحزب ومعه الراعية الايرانية يريدان بالدخول على خط سورية التأكيد على ان المعركة على نظام الاسد هي معركة وجودية بالنسبة لهما، ومن هنا فالمقاومة لاسرائيل التي ظل الحزب يؤكد على اهميتها تم حرف اهدافها الآن للمشاركة في الحرب الاهلية. فلم يعد الحزب يتحدث او يفسر مقتل بعض من كوادره اثناء ‘ادائهم مهمات جهادية’ في سورية، ولم يعد الهدف حماية الشيعة في سورية ولا مقام السيدة زينب في دمشق، بل وحماية النظام. وبحسب احد سكان الضاحية الجنوبية في بيروت، ‘الشهداء يعودون بالعشرات، واعرف بنفسي اربعة منهم، لم يعد الامر سرا، والناس يتحدثون عنها علنا’.

ويعتبر القتال على بلدة القصيرة مهما للنظام لان السيطرة عليها تعني تعزيز سيطرة النظام على الممر المؤدي الى مدينة حمص، ثالث مدن سورية، وسيؤمن الطريق اليها المعابر الى مدن الساحل التي تعيش فيها الغالبية العلوية. كما ان السيطرة على القصير يعني فتح الطريق الى منطقة البقاع في الجنوب اللبناني مما تعني دعما مستمرا من الشيعة في المنطقة للقوات الموالية لبشار الاسد.

وبالنسبة للمعارضة، فالبلدة كانت ميدانا للمقاتلين لاكثر من عام حيث وفرت لهم معبرا جيدا للسلاح القادم من لبنان، وخسارتها يعتبر كارثة كما قال احد مقاتلي كتيبة الفاروق لصحيفة ‘واشنطن بوست’، ان سقوط البلدة يعني سقوط حمص بيد النظام. ومن هنا فسقوط القصير بيد النظام يعتبر ‘كارثة’ مما يعني خسارة المعارضة مدينة حمص بالكامل حسب مقاتل من كتيبة الفاروق نقلت عنه ‘واشنطن بوست’، وقال ان حزب الله مدرب بشكل جيد على حروب الشوارع ويستخدم فيها ‘قوات النخبة’.

واشارت الصحيفة الى الجدل الذي تثيره مشاركة حزب الله في سورية داخل لبنان. وفي الوقت الذي اعترف فيه حزب الله بخسارة 25 من مقاتليه الا ان الخسائر على جانب المعارضة اضخم حيث نقلت عن احد المقاتلين قوله ‘نحن في موقع الدفاع′ عن النفس.

قوة الجيش السوري

وترى صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ ان الهجوم الذي قام به الجيش السوري على القصير يظهر تصميما وارادة من جيش يواجه حربا مضى عليها اكثر من عامين. وقالت ان الجيش لا يزال يتمتع بقدرة قتالية عززها وجود مقاتلي حزب الله الى جانبه. وقالت ان النجاحات التي حققها الجيش دفعت من توقعوا رحيل النظام وكتبوا نعيه لاعادة النظر في حساباتهم، حتى في ظل المؤتمر الدولي الذي تعد له كل من واشنطن وموسكو الشهر المقبل. وترى الصحيفة ان العملية العسكرية الاخيرة في القصير تظهر ان الحكومة لا تزال قادرة على اللكم على الرغم من الخسائر الفادحة التي تعرضت لها. ونقلت عن جوزيف هاليدي من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى قوله ان العملية الاخيرة ‘تجبرنا على اعادة النظر بهذه الكلام الذي نقوله واصبح مقدسا وهو ان سقوط النظام بات محتوما’. ولا يعني سقوط القصير انقطاع الدعم اللوجيستي للمقاتلين فالحدود اللبنانية مع سورية طويلة وفيها معابر يمكن للمقاتلين استخدامها لادخال السلاح، وستظل القرى والبلدات السنية على الجانب الاخر في لبنان تدعم المقاومة السورية. وتتساءل الصحيفة عن السبب الذي اوقف زحف المقاتلين ففي بداية اذار (مارس) سيطروا على اول عاصمة محافظة- الرقة، وكانوا يقتربون من قطع خط الامدادات في معظم انحاء البلاد، ولكنهم توقفوا حيث نجحت الحكومة في منتصف نيسان (ابريل) بفتح عدد من الطرق قرب ادلب وبعدها حققت الحكومة انجازات مهمة اهمها سيطرتها على البلدة الاستراتيجية خربة غزالة في درعا.

وفي الوقت الذي تلوم فيه المعارضة الغرب على تراجعاتها لتردده بدعمها بالسلاح الثقيل الا ان هناك اسبابا اخرى لعدم تحقيق الانتصار في الحرب، وقد قدمت مجلة ‘تايم’ محاولة للاجابة عليه. وتقول في تقرير مطول عن النشاطات التي يقوم بها المقاتلون في ادلب ان السبب الذي جعل المعارضة تفشل في السيطرة على محافظة كاملة من الـ14 محافظة في سورية يعود الى صعوبة توحيد الجماعات المقاتلة، وعدم تناسق الدعم العسكري من الاسلحة والذخائر التي تصل للمقاتلين، والسبب الاخير هي قدرة الجيش السوري وابداعيته في اختراع الاساليب الجديدة للمواجهة.

ويعترف قادة في الجيش الحر بانهم يتحركون على قدر ما لديهم وعليه ‘فالوسائل الضعيفة تؤدي الى نتائج ضعيفة’.

جدل لبناني

وقد ادت التطورات في القصير الى ظهور خطاب جديد لا يركز على ضرورة رحيل النظام ولا خطر القاعدة بل والخوف من انهيار سورية وهو ما اشار اليه ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني الذي قال ان بلاده عازمة على المضي لاقناع الاتحاد الاوروبي برفع الحظر عن نقل الاسلحة للمعارضة السورية لان ‘سورية تقترب للانهيار مع كل اسبوع يمر وتواجه معها المنطقة كارثة’. ويثير دور حزب الله الجديد في سورية جدلا لبنانيا حيث تتهم المعارضة الجيش اللبناني بالتآمر والسماح لمقاتلي الحزب لدخول سورية، وتقول المعارضة انه ينظر للمشاركة على انها جر للبنان للتدخل في سورية وهي تهمة رماها الحزب والنظام السوري على المعارضة اللبنانية السنية التي تدعم المقاتلين السوريين. ويعترف بعض اطراف المعارضة ان الجيش السوري سيسيطر على القصير بدعم من حزب الله ولكنها ستكلفه مئات القتلى من كوادره. ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن احدهم قوله ان المقاتلين الشيعة يواجهون مقاومة شرسة من السوريين. وقال عضو في جماعة الرابع عشر من ايار ان حزب الله سيتورط كما تورط الفرنسيون في ‘دين بين فو’ الفيتنامية عام 1954. وقالت الصحيفة ان معركة القصير تضع حزب الله وبشكل متزايد في مواجهة الجماعات الجهادية في المنطقة. وتهدد المشاركة هذه باندلاع حرب شاملة بين السنة والشيعة في المنطقة. وتشير الى اثر الوضع السوري على المجتمع اللبناني المنقسم طائفيا حيث يصلي الشيعة لاقاربهم في حزب الله ممن ارسلوا الى سورية.

استفزاز

وعلقت صحيفة ‘الغارديان’ على التطورات الحالية حيث قالت ان تحول حرب بالوكالة بين القوى الاقليمية الى معركة يشارك فيها مقاتلون اجانب كان مسألة وقت. وقالت ان الحزب يتعامل مع الحرب في سورية على انها حرب وجودية له ولراعيته ايران، فنجاة الاسد هو نجاة لهما ولمصالحهما، مما يعني ان اي محاولة لتحقيق مصالحة في سورية اصبح املا بعيد المدى، خاصة بعد الحرب الطائفية البشعة التي بدأها النظام اولا ومن ثم ولسوء الحظ بعض المقاتلين. وتقول الصحيفة في افتتاحيتها ان سورية ايا كان حالها، سواء في الشمال والشرق التي يسيطر عليها المقاتلون او الجنوب والغرب التي يسيطرعليها النظام لم تعد تملك مصيرها او تتحكم باراضيها. ووصفت ‘الغارديان’ الحال بسيادة ‘الفصائلية’ فمن بين القوى المقاتلة ضد النظام تتميز جبهة النصرة بالتماسك والقوة وهي التي اعلنت الولاء للقاعدة. كما ان هناك انقساما بين القيادات الميدانية وتلك الموجودة في تركيا والدوحة، ويضاف الى هذا الوضع انقسام بين الدول الداعمة فهناك من جهة السعودية والامارات العربية المتحدة والاردن التي تخشى من سيادة الاسلاميين، ومن جهة اخرى قطر وتركيا اللتان تدعمان الاسلاميين خاصة الاخوان المسلمين. وتقول الصحيفة انه ان كانت القاعدة (سنية) تواجه حزب الله (شيعية)،فان الانظمة السنية في الخليج تقوم بهمة جيدة لاضعاف سياستها الخارجية ايضا. وتتساءل ان كان دخول حزب الله للحرب جاء بسبب الضربة الاسرائيلية على دمشق، وهي الهجمات التي دفعت روسيا لارسال صواريخ اس-300 ، وتقول ان دخول حزب الله وهو المنظمة الاكثر تسليحا وتنظيما في المنطقة كان مسألة وقت. وهنا تعود الصحيفة الى تصريحات هيغ التي قال فيها ان الوقت قد حان لرفع الحظر عن الاسلحة للمعارضة وارسالها ‘في ظروف يتم السيطرة عليها بحذر’. وتعلق الصحيفة بالقول ان كلام الوزير هيغ استفزاز لان الغرب فقد التأثير على فصائل المعارضة السورية. وتختم بالقول انه لا بريطانيا ولا امريكا او حتى روسيا يمكنها ‘القيادة من الخلف’ خاصة ان الخيار الدبلوماسي للحوار مع الاسد قد رفض ولمدة طويلة، وعليه فلا مكان ‘لسائقي المقعد الخلفي’ في نزاع عسكري. ولهذا عبرت المعارضة عن غضبها من تصريحات هيغ التي قال فيها ‘علينا ان نقنع المعارضة للمجيء الى طاولة المفاوضات، مع الاعتراف بصعوبة تفاوضهم مع نظام ارتكب مذابح وقتل الالاف من الاشخاص’. وجاء الاعتراض على كلامه من المقاتلين الذين يريدون السلاح وليس المؤتمرات. وفي نفس السياق ترى صحيفة ‘نيويورك تايمز′ ان مشكلة المؤتمر الدولي الذي وافقت الولايات المتحدة وروسيا على عقد تنبع من موسكو التي زودت النظام بالسلاح المتقدم وهنا تتساءل لماذا تسلح روسيا سورية.

المؤتمر والاسلحة

واجابت عليه في واحدة من افتتاحياتها قائلة ان الامل الذي ولد قبل اسبوعين بعد اعلان الولايات المتحدة وروسيا عن خطة لانهاء الحرب في سورية يتلاشى شيئا فشيئا، وروسيا هي السبب. فبدلا من استخدام قوتها وتأثيرها على الاسد وتدفعه لحل عبر التفاوض، قامت روسيا في الآونة الاخيرة بارسال صواريخ متقدمة مضادة للسفن الحربية وهناك حديث عن صفقة من الصواريخ المتقدمة (اس- 300)، فيما قام الروس بتعزيز وجودهم العسكري في المنطقة. وتقول الصحيفة ان ارسال الصواريخ المضادة للسفن كان توقيته غير موفق، لان الاسد مادام يعرف ان له حلفاء يدعمونه عسكريا وسياسيا فلن يجد اي حافز يدفعه للموافقة على وقف اطلاق النار او على عملية نقل للسلطة. واشارت الى تصريحاته النادرة للصحيفة الارجنتنية ‘كلارين’ يوم السبت والتي اقترح فيها ان المؤتمر الدولي لن يؤدي الى تقدم حقيقي نحو السلام في بلاده، ورفض فكرة التحاور مع الجماعات المسلحة. وتقول الصحيفة ان روسيا لديها مصلحة في الاحتفاظ بقاعدتها العسكرية في طرطوس وهي الحيوية لسوق الغاز الطبيعي والنفط، وتحتاج والحالة هذه الى تأكيدات تحمي هذه المصالح في مرحلة ما بعد الاسد. وفي الاطار نفسه هناك مصلحة روسية وامريكية العمل على منع وقوع روسيا في ايدي الجهاديين وعدم تحولها الى دولة فاشلة. وتعترف الصحيفة ان روسيا ليست المعوق الوحيد للتقدم في سورية، فمن بين جماعات المعارضة هناك المتطرفون مثل حزب الله المدعوم من ايران.

اسلاميون سوريون يجلدون رجلين علنا في بلدة سراقب لتزويج مطلقة في فترة العدة

بيروت ـ (رويترز) – أفاد فيديو نشر عن طريق الانترنت هذا الاسبوع بأن معارضين سوريين جلدوا رجلين علنا في بلدة سراقب بشمال سوريا بسبب تزويج مطلقة قبل ان تكمل فترة العدة الشرعية.

واظهر الفيديو مسلحا تجمع حوله اناس وهو يتلو قرار “محكمة شرعية” خلصت الى ان اكبر الرجلين سنا مذنب بتزويج ابنته للرجل الاصغر قبل انقضاء شهور العدة الثلاثة.

وقال ان “المحكمة الشرعية في سراقب” قضت بجلد الرجلين “وذلك لاستحلال ما حرم الله تعالى حيث قام المتهم الاول بتزويج ابنته من الطرف الثاني وهي ما تزال في عدة الطلاق.”

واضاف انه “بالشرع حكم من استحل ما حرم الله هو القتل ولكن وبالنظر الى حال المجتمع فقد تقرر” جلد الرجل الاكبر 50 جلدة والاصغر 40 جلدة.

وقام رجل ملثم حينئذ بتنفيذ الجلد في الرجلين مستخدما ما بدا سلكا كهربائيا مجدولا وساعده آخرون بشل حركة الشاب عن طريق الضغط بأقدامهم على يديه وقدميه وهو مستلق على وجهه على الارض.

وتكتسي الانتفاضة السورية بطابع اسلامي متزايد. وانشأ مقاتلو المعارضة محاكم شرعية في المناطق التي يسيطرون عليها وهو ما اثار قلق كثير من أبناء الاقليات السورية ومن بينهم المسيحيون والدروز والعلويون.

اهالي قتلى حزب الله في القصير يطردون السوريين من الجنوب

لبنان: مصرع خمسة باشتباكات طائفية ونزوح كثيف في طرابلس

بيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: اهتز الامن على الحدود اللبنانية السورية في منطقة الشمال حيث تعرضت قرى عديدة في منطقة عكار لسقوط قذائف من الجانب السوري أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، في وقت لا تزال مشاركة حزب الله في القتال في سورية تتقدم كل الاخبار في ضوء ارتفاع عدد القتلى والجرحى.

جاء ذلك فيما قتل خمسة اشخاص الثلاثاء واصيب العشرات في اشتباكات متواصلة منذ يومين في مدينة طرابلس بشمال لبنان، بين سنة وعلويين منقسمين على خلفية النزاع في سورية.

وقال مصدر من المدينة ان القتلى اربعة من السنة بينهم إمام مسجد منطقة باب التبانة، وعلوي واحد في اشتباكات عنيفة، تستخدم فيها مختلف انواع الاسلحة، منها قذائف هاون.

وتشهد المدينة منذ الاحد اشتباكات متقطعة بين منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية والمتعاطفة مع المعارضة السورية، وجبل محسن ذات الغالبية العلوية، وهي الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد.

وادت الاشتباكات في اليومين الماضيين الى مقتل اربعة اشخاص آخرين على الاقل، بينهم عنصران من الجيش اللبناني قتلا امس الاول، بحسب ما افادت قيادة الجيش-مديرية التوجيه.

واشار المصدر الى تسجيل حركة نزوح كثيفة من منطقة باب التبانة في اتجاه الاحياء الداخلية لطرابلس، كبرى مدن الشمال، والتي قطعت الطريق الدولية بينها وبين الحدود السورية بسبب اعمال القنص.

وذكر موقع ‘شفاف’ الالكتروني ان ‘الامين العام لـ’حزب الله’ حسن نصرالله توجه الى مدينة الهرمل في البقاع اللبناني، حيث خاطب مقاتلين من الحزب قبل توجههم الى بلدة القصير السورية للمشاركة في القتال، كما تحدث عبر اللاسلكي الى المقاتلين المنتشرين في المدينة لشحذ هممهم، فيما قال ناشطون معارضون ان نحو 30 من مقاتلي الحزب و20 من أفراد القوات السورية و’الشبيحة’ قتلوا في اشتباكات البلدة في اليومين الماضيين.

وقال الموقع ان ‘الهرمل التي تعرضت لـ 8 صواريخ ‘غراد’ شهدت في الليل السابق تجمعاً كبيراً لمقاتلين من ‘حزب الله’ والحرس الثوري الايراني، وان نصرالله حضر الى المدينة وخاطب هؤلاء المقاتلين قبل توجههم الى القصير، كما ارسل رسالة تم التقاطها عبر جهاز اللاسلكي للمقاتلين المنتشرين على جبهات البلدة ليشحذ هممهم ويرفدهم بالمعنويات’.وافاد الموقع ان ‘نصرالله وجه نداء ‘لبيك يا صاحب الزمان وادركنا يا صاحب الزمان’ الى مقاتلي القصير بعد ان خاطبهم قائلاً: ‘الى رجال الله كفاهم فخراً، بوركت سواعدكم السمراء، رجال الله في القصير لكم منا كل التحايا انتم ايها الحسينيون، يا ابناء محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، انتم شجاعة العباس، واصحاب الحسين بكربلاء، يا صرخة زينب عبر التاريخ تلك التي هزت عرش يزيد واليزيديين’.

تابع نصرالله: ‘نعم انتم في القصير تقولون لن تسبى زينب مرتين، ليتني كنت معكم، ليتني رصاصكم، ليتني مع وسداتكم في سوح الكرامة والعنفوان، ليتني زغردة حناجركم، حياكم الله ونصركم على الضلال كله والكفر كله’.

الى ذلك، أفيد عن وصول دفعة جديدة من عناصر ‘حزب الله’ الذين قتلوا في المعارك في القصير الى منطقة الجنوب وعددها يقارب 17 عنصراً.

وذكرت المعلومات ان القتلى هم: نادر حسن ترحيني ـ عبا، نعيم سامر ظاهر ـ عربصاليم، سعادة علي محمود ـ لبايا، حسن محمد حدرج ـ حبوش، علي حسن بدران ـ دير الزهراني، محمد جواد راضي ـ زبقين، علي محمود معلم ـ كفررمان، رائف محمد عليق، ماجد علي العلي ـ دير قانون النهر، حسن حسين مهدي ـ القصيبة، علي رمزي كوثراني ـ النميرية، وليد محمد سليمان، جواد سليمان العلي ـ ميدون، سمير محمد حجازي بليدا، حاتم حسين ـ النفاخية، ورضا عاشور وحسن حريري.

وفي سياق متصل، وفي اعقاب انتشار انباء مقتل العناصر في القرى والبلدات الجنوبية بدأت عمليات التعرض للعمال السوريين في القرى والبلدات الجنوبية.

وفي اعقاب نعي محسن سمير برو من بلدة الشرقية الجنوبية’والاعلان عن موعد دفنه عصر امس الثلاثاء في جبانة بلدته، قام عدد من الاهالي المستنكرين لمقتل برو بطرد العمال السوريين الذين غادروا الشرقية نحو الاودية المحيطة بها في الكوثرية ليبيتوا ليلتهم في العراء.

وعند العاشرة والنصف من ليل الإثنين اطلق مجهولون قنبلة صوتية في اتجاه مجمع يقطنه عمال سوريون في ساحة بلدة الشرقية لم تتسبب بإصابة أي من العمال.ولفتت المعلومات الى ان دورية من مخفر درك الدوير حضرت الى المكان ولم تجد في المجمع المستهدف سوى عامل سوري واحد بعدما تركه رفاقه خوفاً من عملية انتقام قد يتعرضون لها على ايدي ذوي واقرباء القتيل برو واهالي بلدته.

وفي برعشيت، واثر اعلان ‘حزب الله’ عن مقتل احد كوادره خليل يوسف مزهر، في القصير السورية، من مئذنة مسجد البلدة، والدعوة لتشييعه الثلاثاء، توجه عند الحادية عشرة الا ربعاً من ليل الإثنين، عدد من اقرباء وذوي القتيل، الى المنازل التي يقطنها عدد من النازحين والعمال السوريين واعتدوا عليهم بالضرب بالعصي والسكاكين ما ادى الى إصابة النازح السوري حميدي عدنان الخليفة بكسر بقدمه، نقل اثره الى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل، فيما فرّ عدد من السوريين من البلدة في اتجاه القرى المحيطة في بنت جبيل. وحضرت عناصر من الجيش والدرك واللجنة الامنية لحزب الله لتطويق الاشكال لمنع تفاقمه.

أما على الحدود الشمالية فقد سقط عدد من القذائف الصاروخية على بلدات قنية، كلخا، الحنيدر والكنيسة ما أدى الى سقوط عدد من الإصابات نقلوا جميعاً الى مستشفى السلام في القبيات.

ولاحقاً سقطت 3 قذائف في خراج بلدتي المونسى والعماير، تزامنا مع تشييع 3 قتلى سوريين، كانوا قضوا فجر امس في المواجهات داخل الاراضي السورية وتم سحبهم من وادي سرحان السوري، الى بلدة العماير حيث شيعوا، اثنان منهم من قرية اكوم السورية وآخر من قرية الهيت السورية ايضا.و ساد الخوف منطقتي جبل اكروم ووادي جرّاء تدهور الأوضاع حيث سجل نزوح عدد من المواطنين اللبنانيين من منازلهم الواقعة عند الحدود اللبنانية السورية مباشرة.الى ذلك، نقلت خمس جثث من عناصر المجموعات التي هاجمت المواقع السورية في جبل اكروم بواسطة سيارات الصليب الأحمر الى منطقة وادي خالد وهم قتلى سوريون.

تزامناً، وقع اشكال بين عناصر مركز الجيش اللبناني في بلدة العوادة في منطقة وادي خالد واشخاص لم يمتثلوا للتوقف عند حاجز الجيش، ما ادى الى اصابة احد ركاب السيارة وتم نقله بواسطة سيارة اسعاف تابعة للصليب الاحمر اللبناني الى مستشفى اسيدة السلامب في القبيات. واوقف الجيش شخصا من آل الشيبان، الامر الذي ترك تداعيات في بلدات وادي خالد حيث اقدم محتجون على قطع طريق الهيشة ـ وادي خالد.

إسقاط الاسد.. لا تستعجلوا النهاية

صحف عبرية

يزداد النقاش في سؤال هل استمرار حكم الاسد لسورية أفضل لاسرائيل أم أن سقوط نظامه في الحرب الأهلية مع المتمردين أفضل بالنسبة إلينا، يزداد حدة، بل هناك من يفرطون ويُلحون على اسرائيل والدول الغربية ان تعمل بصورة فاعلة لتعجيل سقوط النظام في سورية. إن الحرب الأهلية في سورية مستمرة منذ زمن طويل، واذا كان الرأي العام في اسرائيل في الماضي قد أيد المتمردين باعتبارهم واجهوا نظام قمع بشار الاسد، فانه مع استطالة الحرب الأهلية أخذ يقوى فهم أن هذه المواجهة مركبة ويصعب ان نحدد بصورة متيقنة أي الطرفين ‘خيّر’ وأيهما ‘شرير’. يبدو ان مقدار العنف الذي نشهده في هذا القتال ضخم بصورة مميزة، وكذلك مقدار الكراهية بين الطرفين، وهذه شهادة على الغرائز التي اندفعت الى الخارج بعد سنوات قمع كثيرة.

تتعلق دعوى مركزية تتصل بالحاجة الى العمل على انهاء نظام الاسد بانتمائه الى محور الشر المتطرف، فسورية عضو كبيرة في محور ايران ـ سورية ـ حزب الله، الذي يُقدس مقاومة اسرائيل والغرب ‘الفاسد’. وتعمل ايران وسورية في تسليح حزب الله بوسائل متقدمة منها صواريخ بعيدة المدى دقيقة، ومنظومات دفاع جوي وصواريخ ساحل ـ بحر متطورة. وقد تضر هذه بالتوازن الاستراتيجي اللطيف في المنطقة وقد تجد اسرائيل نفسها في مواجهة عسكرية شديدة مع حزب الله ـ إما بسبب حادثة محلية في شمال الدولة، وإما بسبب عملية اسرائيلية أو امريكية في ايران. وفي مواجهة كهذه قد تجد دولة اسرائيل نفسها تواجه قدرات متطورة تضر بالجبهة الداخلية المدنية وتجعل من الصعب على الجيش الاسرائيلي ان يعمل بصورة فعالة. إن مؤيدي اسقاط الاسد سيقولون إن هذا المحور سيُجتث بسقوط نظامه ويتضرر جدا الحلف المتطرف، ويتم الدفع قدما بمسار تجفيف مصادر تسليح حزب الله.

اجل إن المس بالمحور المتطرف هدف مناسب ومهم، لكن كل اجراء ادارة مخاطرة يقتضي الفحص عن الخيارات ايضا. إن اسقاط الاسد قد يُحدث فوضى عارمة في المنطقة. وليس سرا أنه تعمل بين قوات المتمردين عناصر من الجهاد ومن القاعدة كثيرة. وستكون سورية بعد الاسد مفككة ولا نظام فيها. وسيكون هذا مُستنبت لعناصر اسلامية متطرفة تبدأ توجيه نشاطها الى اسرائيل. وهكذا ستجد اسرائيل نفسها تواجه في هضبة الجولان عددا كبيرا من المنظمات الارهابية تعمل على الحدود المتوحشة التي ستنشأ في هضبة الجولان السورية. إن مثالا على تطور مسار كهذا يُرى في هذه الايام في شبه جزيرة سيناء. فان ضعف الحكم المركزي المصري يؤدي الى نشوء ارهاب، بل الى استقدام جهات ارهابية اسلامية الى شبه الجزيرة وهذا مسار لم نشهد ذروته الى الآن. إن تحول حدود اسرائيل مع سورية الى حدود ارهاب يحكمها خليط كبير من منظمات خطيرة جدا على اسرائيل سيجعل من الصعب انتاج هدوء أو أي نوع من أنواع الردع الفعال مع عدم وجود عنوان مركزي.

ليس من الواضح كيف ستنتهي هذه الحرب الأهلية، لكن لا يجوز لاسرائيل البتة ان تتعجل النهاية. إن الحفاظ على نظام ذي أملاك لا يحتمل فقدانها ضمان للحفاظ على ردع ما. ويعلم الاسد جيدا أن تحقيق تهديده بالتمكين من هجمات منظمات ارهابية على اسرائيل من حدود هضبة الجولان قد يكلفه ثمنا مؤلما. إن لسورية الاسد أملاكا كثيرة يمكن المس بها من غير تعريض استقرار نظامه للخطر بصورة قوية. ولهذا فان مجال حيلة اسرائيل لا يُستهان به. وقد تكلم رئيس الوزراء على هذه الشاكلة حينما قال إن اسرائيل ستستمر في المس بنقل وسائل قتالية الى حزب الله.

إن الحفاظ على النسيج اللطيف الذي ما زال يوجد معه عنوان واضح في سورية هو مصلحة اسرائيلية رفيعة الى جانب منع أو تأجيل سيطرة جهات اسلامية على الأقل على سورية. ويجب أن تكون هذه ايضا مصلحة أنصار حقوق الانسان لأن إدخال الاسلام المتطرف الى سورية من الباب الرئيس قد يتبين أنه خطأ استراتيجي من الطراز الأول.

د. غابي سيبوني

اسرائيل اليوم 21/5/2013

“أصدقاء سوريا” في عمّان في مسعى لعقد مؤتمر دولي يحل الأزمة

أ. ف. ب.

عمّان: يعقد وزراء خارجية مجموعة “اصدقاء سوريا” الاربعاء اجتماعا في عمان تغيب عنه المعارضة، في محاولة للدفع باتجاه سعي واشنطن وموسكو الى عقد مؤتمر دولي لحل الازمة اصطلح على تسميته “مؤتمر جنيف 2” بمشاركة طرفي النزاع والمقرر عقده الشهر المقبل.

ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية 11 دولة، تمثل المجموعة الاساسية ل”اصدقاء سوريا” وهي الاردن والسعودية والامارات وقطر ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا، في حين تغيب عن الاجتماع المعارضة السورية.

وهي اول مرة تعقد المجموعة اجتماعا في غياب ممثلين للمعارضة السورية التي وجدت نفسها من دون قائد بعد استقالة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة احمد معاذ الخطيب. وعقد آخر اجتماع ل”مجموعة اصدقاء سوريا” الشهر الفائت في اسطنبول.

ويجري في نفس يوم الاربعاء اجتماع لكبار المسؤولين كان مقررا ان يعقد عشية اجتماع وزراء خارجية اصدقاء سوريا. ويسبق انعقاد لقاء الاربعاء مؤتمر صحافي مشترك لوزيري الخارجية الاميركي جون كيري والاردني ناصر جودة.

وقال جودة في تصريحات نشرت الاربعاء ان “اجتماع عمان هو استعداد لمؤتمر جنيف 2 ودعم لمسار الحل السياسي للازمة السورية”. واضاف ان “اتفاق موسكو بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا حول سوريا هو نقطة تحول لانهم اتفقوا على حل سياسي للقضية السورية يبدأ من اتفاق جنيف1”.

واوضح جودة ان “موقف الاردن من الازمة السورية واضح وثابت منذ البداية ويدعو الى اهمية التوصل الى حل سياسي يضمن امن وامان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري”.

من جانبها، قالت صحيفة “الرأي” الاردنية الحكومية في افتتاحيتها ان “اجتماع اليوم يأتي في مرحلة دقيقة وحاسمة، بعد أن دخلت الازمة السورية نفقا مظلما”.

واضافت ان “انعقاد المؤتمر في عمان يشكل فرصة جديدة أمام المجتمع الدولي لمواصلة جهوده الرامية الى وقف العنف في سوريا والحؤول دون اشتعال الحريق في المنطقة كلها”. واوضحت ان المؤتمر يهدف ايضا الى “توفير اجواء ومناخات لمرحلة انتقالية سياسية تمكّن الاطراف كافة من تجنيب سوريا المزيد من الكوارث والانهيارات وتمنح شعبها الشقيق القدرة على ممارسة حياته في حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية”.

وياتي الاجتماع بعد لقاءات بين روسيا، حليفة النظام السوري، والولايات المتحدة التي عززت دعمها للمعارضة. وقالت الخارجية الاميركية ان كيري سيصل الاربعاء الى عمان لبحث “حل سياسي تفاوضي للازمة في سوريا”.

واعلنت ايران الثلاثاء عن رغبتها في المشاركة في “مؤتمر جنيف 2″معتبرة ان من الضروري “توسيعه من خلال مشاركة جميع البلدان المؤثرة” على اطراف النزاع. واعلنت فرنسا الجمعة انها لا تريد مشاركة ايران في مؤتمر “جنيف 2”. اما موسكو حليفة دمشق فطلبت حضور ايران والسعودية، معتبرة هذين البلدين عاملين اساسيين لايجاد حل سياسي للازمة السورية.

ومن المتوقع ان تحدد المعارضة السورية خلال اجتماع تعقده في اسطنبول في 23 ايار/مايو الجاري، موقفها من المشاركة في مؤتمر “جنيف 2”. واستضافت المدينة السويسرية في 30 حزيران/يونيو 2012 مؤتمرا دوليا نتج عنه اتفاق جنيف الذي يدعو الى وقف العنف في سوريا ووضع مسار لحكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، دون التطرق بشكل مباشر الى مصير الرئيس الاسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014.

ويشكل مصير هذا الاخير العقدة الاساسية في اي تفاوض حول حل سياسي. اذ ترفض المعارضة اي نقاش في حل النزاع الذي اودى باكثر من 94 الف شخص، قبل تنحي الاسد عن السلطة. من جهته، يرفض النظام السوري الذي يعتبر ان مقاتلي المعارضة ارهابيون”، اي حديث عن استقالة الاسد من منصبه، ويشدد على ان اي حوار يجب ان يجري من دون شروط وبعد القاء السلاح.

كما تبدو مواقف الدول الكبرى على تعارض في ما يتعلق بالازمة السورية، اذ تطالب واشنطن وباريس ولندن برحيل رأس النظام في سوريا، في حين تشدد موسكو ابرز الداعمين الدوليين للرئيس الاسد، على بقائه في منصبه، مع استمرارها في تزويد قواته النظامية بالسلاح.

من هنا، يبدو عقد المؤتمر الذي اطلقت فكرته موسكو وواشنطن في محاولة لتقريب وجهات النظر حول النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، مهمة معقدة. يشار الى ان الهدف من مؤتمر “جنيف 2” هو التوصل الى تشكيل حكومة انتقالية “برضى متبادل” تتمتع ب “كامل الصلاحيات” مما يستبعد كما تقول المعارضة وداعموها اي دور للرئيس السوري بشار الاسد.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/813538.html

البيشمركة الكردية تنتشر على الحدود السورية وسط توترات

حزب كردي يعتقل عناصر من حزب منافس

أربيل: شيرزاد شيخاني

توترت أجواء المنطقة الحدودية الرابطة بين إقليم كردستان العراق وسوريا، عقب قيام عناصر تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري «بي واي دي» باعتقال العشرات من أعضاء الحزب الديمقراطي الكردي السوري «البارتي»، الموالي للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني.

ونقلت مصادر إعلامية مقربة من حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» أن «قوات من البيشمركة الكردية وصلت إلى الحدود المشتركة بين إقليم كردستان والجانب السوري مدججة بالأسلحة الثقيلة والرشاشات». وقالت وكالة «فرات نيوز» أن قائد قوة البيشمركة آزاد ميراني التقى بقيادات حزب الاتحاد الديمقراطي على الحدود ومنعت مصادر الطرفين تصوير الاجتماع وكذلك مواقع انتشار تلك القوات من البيشمركة الكردية. ولم تشر الوكالة إلى أسباب قدوم تلك القوات إلى الحدود المشتركة وأهدافه خاصة أن هناك تقارير تشير إلى وضعهم بحالة الاستنفار القصوى.

وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» مع ممثل «بي واي دي» في إقليم كردستان، أكد جعفر عكاش أن التوتر بدء عندما حاول 74 من كوادر وأعضاء «البارتي» دخول المناطق الكردية خارج المعابر الرسمية، مضيفا أن «قوات الآسايش (الأمن الكردي) التابعة لحزبنا اعتقلتهم بعدما تأكدنا أنهم تلقوا تدريبات عسكرية داخل إقليم كردستان، ودخلوا إلى المناطق الكردية في سوريا بهدف بث الفتنة وتقويض تجربة الإدارة الذاتية التي يشرف عليها حزبنا بالداخل». وتتألف الهيئة من مجلسي شعب غرب كردستان والوطني الكردي السوري، ويفترض أن تتولى شؤون إدارة المناطق المحررة في المناطق ذات الكثافة السكانية الكردية في سوريا.

ويضيف ممثل «بي واي دي» في إقليم كردستان، الذي يسيطر حزبه على أغلبية المناطق الكردية عبر مقاتليه المنتشرين هناك، أن مشاركة أي حزب في تأمين الحماية والأمن لهذه المناطق تتطلب الانضمام إلى قوات لآسايش، وليس من خلال كيانات عسكرية أخرى، ومضيفا أنه «لا اعتراض لدينا إذا أراد أي شخص ومن أي حزب كان أن يتطوع للعمل ضمن قوات الآسايش أو كتائب الحماية الذاتية، بشرط أن يأتمر بأوامر الهيئة الكردية العليا، ولكننا لن نقبل من أي حزب آخر أن يشكل قوات خاصة به ويجرنا بعد ذلك إلى الاقتتال الداخلي فالوضع السوري لا يتحمل المزيد من المشاحنات والحروب الداخلية، وأنا أعتقد أن الثورة الكردية بسوريا بدأت توا، وعلى الجميع أن يدركوا ويتحملوا مسؤولياتهم التاريخية لا أن يقوضوا فرص إدارتنا الذاتية».

وأشار المسؤول بحزب الاتحاد الديمقراطي إلى أن «أحزاب المجلس الوطني الكردي السوري تضع عينها على الموارد الجمركية بالمعابر الحدودية، وتريد أن تكون لها حصة في ذلك، ولكننا نعود لنؤكد أن تقاسم الموارد والأدوار يجب أن يكون في إطار اتفاقية أربيل التي حددت أطر التعاون المشترك لإدارة المناطق المحررة من سوريا». في غضون ذلك وجهت رئاسة الإقليم تحذيرا إلى جميع الأحزاب الكردية بسوريا، دون أن يحدد أحدها، من فرض إرادته على الآخرين. وقال متحدث إعلامي برئاسة الإقليم في تصريح رسمي إنه «منذ بدء الأزمة السورية حاولت رئاسة الإقليم أن تجمع الأطراف الكردية تحت راية موحدة، ودفعها للتوحد والتعاون المشترك، ونجحت في تأسيس الهيئة العليا المشتركة في 11 يوليو (تموز) 2012، والذي كان محل ارتياح الجميع، وحققت تلك الهيئة مكسبا مهما للشعب الكردي بسوريا وحظي بدعم كبير من رئيس الإقليم ومؤسسات حكومة الإقليم».

حزب الله يرسل تعزيزات إلى القصير والمعارضة تنفي دخول النظام إليها

القذائف تبلغ شمال لبنان.. وسليمان يدعو لعدم الانجرار للقتال بسوريا

بيروت: نذير رضا

في موازاة تواصل الاشتباكات في مدينة القصير، وسط البلاد والمحاذية للحدود اللبنانية، بين الجيشين النظامي والحرّ، ارتفع منسوب التوتر على الجانب اللبناني، في ظل دفع حزب الله لمزيد من التعزيزات نحو الشمال وسقوط قذائف سورية على قرى البقاع، الأمر الذي دفع الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى التشديد على «أهمية عدم الانجرار للقتال في سوريا».

وأدان سليمان القصف الذي طاول منطقة عكار، وأوقع عددا من الجرحى. وشدد خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على أهمية «عدم انجرار الأفرقاء اللبنانيين إلى القتال الدائر في سوريا، انسجاما مع ما نص عليه إعلان بعبدا لجهة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وذلك حرصا على إبقاء الساحة الداخلية مستقرة سياسيا وأمنيا، خصوصا أن أمام اللبنانيين استحقاقات أساسية سياسية وديمقراطية واجتماعية تفرض أن تكون محط اهتمامهم مسؤولين وقيادات قبل أي أمر آخر».

وشهد الوضع الأمني على الحدود الشمالية للبنان مزيدا من التدهور أمس إثر «اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في منطقة حدودية متداخلة، أسفرت عن مقتل 3 عناصر من المعارضة السورية، دُفنوا في لبنان»، بحسب مصادر ميدانية.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات «اندلعت صباحا قبالة الحدود اللبنانية، لكن الجيش السوري واصل قصفه للأراضي اللبنانية صباحا وبعد الظهر، مما أسفر عن جرح 8 لبنانيين، وأدى لموجة نزوح كبيرة من المنطقة».

وتضاربت الأنباء بشأن عدد الإصابات اللبنانية؛ إذ أفادت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بسقوط قتيلين و6 جرحى جراء سقوط قذائف من الجانب السوري في مناطق عدة في عكار، لكن الوكالة الوطنية للإعلام، أكدت أن الإصابات بصفوف اللبنانيين اقتصرت على 8 جرحى، أصيبوا جراء سقوط قذائف على بلدات الخوالصة والنصوب في منطقة جبل اكروم ومنطقة وادي خالد، مصدرها الجانب السوري. وقد نقلوا إلى المراكز الصحية للمعالجة.

وتزامن استهداف الأراضي اللبنانية مع استمرار المعارك في مدينة القصير بريف حمص، التي تبعد 15 كيلومترا عن الحدود اللبنانية، إذ تحاول قوات المعارضة صد هجوم يشنه حزب الله إلى جانب القوات النظامية، التي تقصف المدينة بشكل عنيف بالطيران الحربي والمدفعية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من حزب الله قوله إن الحزب «أرسل تعزيزات جديدة من عناصر النخبة إلى القصير»، مشيرا إلى أنه «اعتقل أيضا عددا من مقاتلي المعارضة بينهم أجانب».

وبينما يتحدث ناشطون عن «أعداد ضخمة» لمقاتلي حزب الله في سوريا، أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أنه «من الواضح أن حزب الله هو الذي يقود الهجوم على القصير». وإذ أشار إلى أن «الطائرات الحربية النظامية نفذت غارات على مناطق في مدينة القصير، وسط قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة»، قال عبد الرحمن إن «مقاتلي المعارضة يبدون مقاومة شرسة، ويرفضون ترك المدنيين» الذين يقارب عددهم 25 ألف شخص.

وأضاف: «لكن حزب الله والقوات النظامية يشنون هجوما قاسيا» على المدينة الاستراتيجية التي تشكل حلقة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري، وخط إمداد رئيسا لقربها من الحدود اللبنانية.

بدورها، أوضحت شبكة «شام» الإخبارية أن قصف الطيران الحربي على مدينة القصير تزامن مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على المدينة، وأكدت أن الاشتباكات مستمرة في محيط المدينة وبساتينها، بين المعارضة وقوات النظام المدعومة «بأعداد ضخمة» من قوات حزب الله.

ووسط تأكيد وسائل الإعلام الرسمية السورية أن الجيش النظامي سيطر على المباني الحكومية داخل مدينة القصير، نفى قائد تجمع «صقور الفتح» المعارض في القصير الرائد عبد الحليم غنوم، أي سيطرة للقوات النظامية على مدينة القصير.

وقال غنوم الذي يشغل أيضا منصب عضو القيادة العسكرية العليا في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش السوري لم يستطع أن يتقدم بتاتا داخل المدينة»، لافتا إلى أن القوات النظامية «حاولت الدخول من عدة محاور مدعومة بقوات النخبة بحزب الله، لكن مقاتلي الجيش الحر تصدوا لها، وأوقعوا في صفوفها خسائر بشرية كبيرة، اعترف بها حزب الله والنظام السوري». وأكد غنوم أن المباني الحكومية التي صورها التلفزيون السوري في القصير «لم تسيطر عليها المعارضة من قبل، وبالتالي لم يعِد النظام سيطرته عليها»، موضحا أنها «تقع ضمن مربع أمني يقع على الطرف الشرقي من المدينة، يضم المخبز الآلي، ومفرزة الأمن العسكري، والمركز الثقافي، إضافة إلى مدرستين، وبقي النظام يحتفظ بسيطرته على هذا المربع».

وأشار غنوم إلى أن الاشتباكات «تقع على كل الجبهات المحيطة بمدينة القصير، لكنها لم تنتقل إلى الداخل»، لافتا إلى أن الجبهة الأكثر احتداما «هي الجبهة الغربية التي يتمركز فيها مقاتلو حزب الله، إضافة إلى الجانب الشرقي من المدينة التي دخلت عناصر الحزب إليها من قرية ربلة». وشدد على أن قوات المعارضة «تنفذ الخطط العسكرية للدفاع عن المدينة، وتقاتل بشراسة منعا لسقوطها بيد القوات النظامية، نظرا لموقعها الاستراتيجي».

وفي سياق آخر، قالت بريطانيا أمس إنها طلبت من الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري لجماعة حزب الله اللبناني على قائمته الخاصة بالمنظمات الإرهابية.

معركة القصير بين المادي والرمزي

لندن: «الشرق الأوسط»

المعركة المادية ونظيرتها المعنوية يرى الباحث السوري في جامعة سانت آندرروز منذر الزملكاني أن رحى الصراع في سوريا تدور حول معركتين أساسيتين؛ معركة مادية في العاصمة السياسية للبلاد وتسعى إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد عسكريا، ومعركة رمزية في عاصمة الثورة، حمص، يسعى من خلالها نظام الأسد لرفع معنويات جنوده ومؤيديه. ويشير الزملكاني إلى أن القصير تحولت إلى أيقونة للثورة، حالها كحال بابا عمرو أو دوما أو حماه، وتاليا يسعى نظام الأسد لوهن عزيمة الثوار من خلال ضرب «الرموز» وإجبار المعارضة على القدوم لـ«جنيف 2» وهي «مهزومة عسكريا». ويؤكد الباحث السوري أن «الثورة محصنة من الضربات القاضية، فبابا عمرو سقطت واستمرت الثورة، وكذلك سقطت دوما ومنع التظاهر في حماه، ولا تزال الثورة مستمرة». الأهم برأي الزملكاني هو تمتع السوريين بروح «اليقين» لناحية نجاح الثورة، وعدم قدرة نظام الأسد، على الرغم مما يخلفه من صور للدمار والأشلاء، على وهن عزيمة السوريين ودفعهم للعودة عن الثورة.

المعركة ليست حول كيلومترات مربعة يضع الدكتور خطار أبو دياب، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس الجنوب، ما يجري في القصير ضمن مساعي نظام الأسد لحصر الثورة في معارك استحواذ على الأرض، مضيفا أن الأخير سعى منذ اليوم الأول لأسلمة الثورة وعسكرتها وهو الفخ الذي وقعت فيه المعارضة، التي لم تمتلك سوى الدفاع عن نفسها بالسلاح. ويضيف أبو دياب أن المعارضة السورية أخطأت في تصور أن «تحريرها لمناطق سوريا شبرا شبرا سيمكنها من خلخلة نظام الأسد»، لكنه في الوقت ذاته يقول إن النظام أيضا أخطأ عبر اعتقاد أن الضربات العسكرية ستمكنه من زعزعة معنويات الثوار وقتل ثورتهم. ويرى أستاذ العلاقات الدولية أن خطط معركة القصير كانت موضوعة قبل الإعلان عن «جنيف 2»، لكن جرى تسريع الأمور لإعطاء انطباع أن نظام الأسد يحقق مكاسب على الأرض وأن كفته ترجح في موازين القوى. ويؤكد أبو دياب أن الأسلوب الأمثل لمواجهة الآلة العسكرية للأسد، هو قدرة القوة المناهضة لحكمه على إبراز مشروع وطني جامع يجذب كل السوريين بشكل أفضل ويمثل مشروعا بديلا انتقاليا، مضيفا أن الفرصة ما زالت مواتية لتصحيح الخلل في «الائتلاف الوطني».

، وذلك عبر توسعة قاعدة الائتلاف والاعتماد على القدرات الذاتية وتنظيم الوضع في المناطق التي تم انتزاعها في سيطرة النظام.

الجيش الإسرائيلي يرد على «مصادر» إطلاق النار في سوريا

مسؤول يعتبره محاولة يائسة من نظام الأسد لنفي المصالح المشتركة مع تل أبيب

تل أبيب: نظير مجلي

بعد أيام من نشر تصريحات مسؤول أمني إسرائيلي رفيع قال فيها إن بقاء نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا أفضل لإسرائيل، شهدت الحدود مع هضبة الجولان السورية المحتلة اشتباكا مسلحا شديدا، بدأته قوات نظام الأسد بقصف مدفعي وردت عليه إسرائيل بتدمير للموقع الذي انطلقت منه النيران. وقد وقع الاشتباك فجر أمس، عندما أطلق الجيش السوري النار باتجاه دورية عسكرية إسرائيلية على الحدود، من دون أن تقع أي إصابات في الأرواح. وقد اعتبر الجيش الإسرائيلي هذا القصف متعمدا، فرد بإطلاق صاروخ من نوع «تموز» على موقع سوري في المنطقة المحررة من هضبة الجولان يشتبه أنه مصدر النيران. وبحسب ناطق إسرائيلي، فإن القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير الموقع السوري.

من جهتها، أعلنت القوات النظامية أمس أنها دمرت عربة إسرائيلية تجاوزت خط وقف إطلاق النار، مؤكدة أنها سترد «بحزم» على أي خرق للسيادة السورية، بحسب ما جاء في بيان للقيادة العامة والقوات المسلحة، نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا). وجاء في البيان أيضا أنه «في الساعة الواحدة وعشر دقائق من صباح اليوم (أمس) دمرت قواتنا المسلحة الباسلة عربة إسرائيلية بمن فيها بعد أن دخلت من الأراضي المحتلة وتجاوزت خط وقف إطلاق النار باتجاه قرية بئر العجم التي تقع في المنطقة المحررة من الأراضي السورية». وأضافت القيادة، وفقا لـ«سانا،» أن «هذا العدوان الإسرائيلي السافر يؤكد مرة أخرى تورط الكيان الصهيوني بما يجري من أحداث في سوريا والتنسيق المباشر مع العصابات الإرهابية المسلحة ويهدف إلى رفع روحها المعنوية المنهارة بعد الضربات القاصمة التي تلقتها على يد قواتنا المسلحة الباسلة في أكثر من مكان وبخاصة في منطقة القصير».

ومع أن الناطق الإسرائيلي اعتبر القصف السوري «تصعيدا جديدا»، لا سيما أنها المرة الأولى التي يتعمد فيها الجيش السوري استهداف مواقع إسرائيلية في الجزء المحتل من هضبة الجولان، فإنه رفض، في ذات الوقت، اعتبار الحادثة بمثابة بداية تدهور عسكري، مضيفا أن القصف من جهة الجيش السوري هو «محاولة بائسة هدفها الرد على الذين يتحدثون عن مصالح مشتركة بين النظام السوري وإسرائيل. ونأمل أن يكون الرد الإسرائيلي المحدود هذه المرة بمثابة درس للنظام السوري أن لا يلعب بهذه النار».

وفي أعقاب القصف، أجرى الجيش الإسرائيلي تحركات وإعادة اصطفاف لقواته على الحدود مع سوريا وزادت حركة الطيران فوق الحدود في الجولان. وقال ناطق بلسان اللواء الشمالي في الجيش إن قواته تأخذ على محمل الجد التطور الجديد وتستعد لأي سيناريو محتمل. كما قام بيني غانتس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أمس بجولة في المنطقة المحاذية للحدود السورية في مرتفعات الجولان المحتل برفقة قائد المنطقة الشمالية الجنرال يائير غولان، وقائد التشكيل العسكري المرابط في المنطقة. وقال غانتس إن إسرائيل تواجه وضعا حساسا وقابلا للانفجار والتدهور المفاجئ في أي لحظة. وحذر غانتس نظام الأسد من الاستمرار في إطلاق القذائف، مؤكدا أنه أصدر أوامره لـ«الرد على كل عملية قصف حتى تدمير مصادر النيران».

يذكر أن قذائف كثيرة أطلقت من سوريا باتجاه إسرائيل في الشهور الماضية، ويعزو المسؤولون الإسرائيليون حتى الآن إطلاق النار والقذائف السورية إلى «أخطاء» بسبب المسافة القريبة للمعارك بين الجيش والمقاتلين السوريين. ومع ذلك ففي الشهور الأخيرة كانت إسرائيل ترد على القصف بشكل محدود وتحذر أنها لن تسكت على استمرار القصف حتى لو تم بالخطأ.

وتحتل إسرائيل، التي لا تزال في حالة حرب مع سوريا، منذ 1967 نحو 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان، بينما تسيطر سوريا على 510 كليومترات، وتقوم قوة من الأمم المتحدة بفرض التقيد بوقف إطلاق النار بين البلدين منذ عام 1974.

المعارضة السورية على أبواب جنيف-2: الحل السياسي يحرقها مرتين

بهية مارديني

المعارضة السورية في موقف لا تحسد عليه، عشية جنيف-2، فهي ستفقد الغطاء السوري الشعبي إن قبلت بالجلوس مع ممثلين للأسد، وهي ستفقد الغطاء الدولي الذي تحتاج إليه إن رفضت الرضوخ للضغوط الدولية والذهاب إلى المفاوضات.

لندن: تقف المعارضة السورية مترددة بين ناري الحل السياسي، نار تحرقها شعبيًا إن قبلت بالتفاوض مع نظام بشار الأسد، الذي قتل حتى الآن نحو 80 ألفًا من السوريين، ونار تحرقها دوليًا إن رفضته، خصوصًا أن أفق التدخل الأميركي مسدود، ودخول الأزمة في بازار التسويات الدولية.

يشترط ميشيل كيلو، مؤسس اتحاد الديمقراطيين السوريين، تبدلاً جديًا في سياسات الغرب والشرق السورية لنجاح الحل السياسي، “بحيث تصير الأولى أكثر هجومية والثانية أقل عدائية وتصلبًا حيال الشعب السوري المظلوم، اضافة إلى تغيير في موازين القوى الداخلية بين النظام والمقاومة، وإلا جاء الحل لصالح النظام”.

ويتساءل كيلو: “إذا كان صحيحًا أن الأسد يجب أن يرحل، فهل يكفي لرحيله المطالبة به أم يجب إحداث تغيير جدي في موازين القوى لصالح المقاومة، من شأنه إجبار الأسد على الرحيل وتحقيق الحل الذي يريده الشعب؟ وإذا لم يتقدم الغرب باتجاه إحداث هذا التغيير، فما معنى الكلام عن حل سياسي لمصلحة النظام ورئيسه؟!”.

لا أسد

لا ينكر معارضون سوريون وجود ضغوط دولية قوية، تحاول أن تفرض على المعارضة السورية حلًا للملف السوري عبر حكومة انتقالية مشتركة، وتفاوض من دون أسس واضحة.

وفي المقابل، يبدو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يحمل العصا من دون الجزرة، ويقول للمعارضة السورية إن الامر الأهم بالنسبة إلى المؤتمر الدولي حول سوريا هو موافقة المعارضة السورية على المشاركة فيه من دون شروط مسبقة، فيما يردد روبرت فورد، السفير الاميركي، كلمة لكن، ويترك الباب مفتوحًا للاسد على مصراعيه في ظل الموقف الاميركي الذي أعطى مفتاح الحل للروس، ويقول: “في رأينا، لا يمكن لبشار الاسد أن يشارك في الحكومة الانتقالية لكن في نهاية المطاف، يبقى الموضوع خاضعًا للنقاش بين السوريين أنفسهم، وليس قرارًا اميركيًا”.

لكن المعارض السوري كمال اللبواني يشدد على أن لا تفاوض إلا بعد ايضاح المبادرة الدولية وحسم مصير الأسد. وهو ينفي أن تكون المبادرة واضحة كما أشار جون كيري، وزير الخارجية الاميركي، مؤكدًا ضرورة رحيل الاسد، “وألا يبقى في السلطة ليعيد ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة العام 2014”.

مراهنات معارضة

ويراهن بعض المعارضين على موافقتهم على حضور المؤتمر الدولي في ظل امتناع النظام عن الاقتراب منه فعليًا وعمليًا، لأن الأسد سيرفض تطبيق بنود جنيف، فهناك قبل الحوار والتفاوض نقاط وآليات لا بد من تطبيقها، مثل وقف العنف واطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وهي تعني حتمية سقوط النظام سريعًا، لذلك لن يوافق النظام على أي مبادرة دولية.

ويرى معارضون آخرون أنه يمكن للأسد أن يمضي إلى تسوية سياسية، بحسب الخطة التي عُرضت في مؤتمر جنيف، والتي قد تكون صياغتها الغامضة فرصة ذهبية له، فهو لن يُجبر على التنحي فورًا، وفي مقابل ذلك ستنشأ حكومة وطنية يقبلها الطرفان تُنقل اليها صلاحيات الجيش النظامي وأجهزة الأمن.

الا أنه مع لعبة النظام المستمرة والتي يجيدها، ستضطر المعارضة إلى التخلي عن طلب تنحيه باعتباره شرطًا لكل تسوية في المستقبل، مقابل حكومة تحكم بالفعل وانتخابات غير ممكنة التطبيق بسبب طبيعة السيطرة على الاراضي السورية.

وفي ظل محاور اللعب مع الروس على موضوع الحل السياسي، وحشد طاقات ايران وحزب الله ميدانيًا لاستعادة الارض التي أخذتها المعارضة العسكرية بشتى الطرق، تبدو آمال الاسد الوحيدة الواضحة، لتبقى آمال المعارضة بحاجة إلى تحديد، في ظل فوضى حقيقية تعيشها اليوم، مع انعدام أي أفق لتدخل عسكري أميركي.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/813521.html

ليلة طرابلس الأعنف: الجيش اللبناني يمنع اقتحام جبل محسن

هيثم الطبش

عاشت طرابلس ليلة من أعنف ليالي معاركها، خصوصًا أن القصف تجاوز المحاور التقليدية بين باب التبانة السنية وجبل محسن العلوي، بعدما منع الجيش اللبناني بقوة النار محاولة لاقتحام مواقع الحزب العربي الديمقراطي الموالي لنظام بشار الأسد في جبل محسن.

بيروت: تفجّر الوضع الميداني في طرابلس، شمال لبنان، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء على نحو غير مسبوق وشهدت المدينة ما قيل إنه أعنف معارك النزاع المفتوح بين منطقة باب التبانة، التي تغلب عليها الأكثرية السنية الداعمة للثورة السورية، وبين منطقة جبل محسن بأكثريتها العلوية المؤيدة للنظام السوري.

وإذا كان هذا النزاع المسلّح الذي يمتد لسنين طويلة حمل في الماضي عناوين مختلفة، فإنه اليوم وباعتراف جميع الأطراف يحمل رائحة المعركة الدائرة في القصير في سوريا، والتي يشارك فيها حزب الله إلى جانب النظام.

ويشير سياسيو طرابلس في تصريحاتهم إلى أن رفعت عيد، زعيم الحزب العربي الديموقراطي، تلقى تعليمات من دمشق بفتح المعركة مع باب التبانة للفت نظر اللبنانيين شمالاً بعيداً عن انغماس حزب الله في الصراع السوري.

معطيات ميدانية

وفي حين اقتصرت المعارك على تبادل إطلاق النار ورصاص القنص بين المنطقتين على خطوط التماس التقليدية، إلا أن المعارك انفجرت وارتفعت حدتها بشكل كبير ليلاً، واستعملت فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، ما أدى إلى سقوط 10 قتلى وجرح نحو 27 آخرين.

وأفادت أنباء بأن الجيش اللبناني منع محاولة اقتحام كانت مجموعة من شباب طرابلس تستعد لتنفيذها باتجاه جبل محسن من محور البقّار. لكن عبد اللطيف صالح، المسؤول الإعلامي في الحزب العربي الديموقراطي، نفى أي محاولة من هذا النوع.

وكان صالح وجه تحذيراً من أن الوضع متجه إلى المزيد من الـتأزم، وقال في تصريح “دخلنا في المعركة ولن نترك طرابلس تنام واليد التي ستمتد إلى جبل محسن سنقطعها”.

جريمة موصوفة

النائب محمد كبارة رأى أن “طرابلس تدفع ضريبة الانتماء إلى الدولة، وسأل رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة والوزراء، هل تريد الدولة أن تدافع عن طرابلس؟”.

وقال في تصريح لـ”إيلاف” “سقط القناع ونفذ حزب شبيحة الأسد في جبل محسن تهديداته بقصف طرابلس واستهداف اطفالها ونسائها وشيوخها”. أضاف “تهديدات حزب الأسد كما وردت على لسان الناطق باسم الحزب رفعت عيد وتنفيذها مساء اليوم (الثلاثاء)، جريمة موصوفة بمستوى القتل”.

وطالب كبارة النيابة العامة بالتحرك لتوقيف عيد والمتورطين معه من “شبيحة الاسد”. وسأل “هل سيطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، تحرك النيابة العامة ضد ثكنة بشار الاسد التي تعتدي على طرابلس وحرمة بيوتها؟”.

ورداً على سؤال قال: “رئيس الجمهورية يعلم وقائد الجيش يعلم، وقادة الاجهزة الامنية يعلمون أن حزب الاسد في جبل محسن هو المعتدي، فهل سيدافعون عن طرابلس واهلها؟ أم سيكتفون بالضغط على القتيل والتساهل مع القاتل؟”.

وبنبرة حادة قال كبارة: “لا يعتقدَنَّ أحد بأن طرابلس تستعطي حماية أو تتسول تعاطفاً”. وتابع: “نحن نطلب من الدولة حق طرابلس في حمايتها وصون استقرارها وأمنها واقتصادها من شبيحة الأسد وحسن نصر الله الذين يقتلون الشعبين اللبناني والسوري”.

وأشارت معلومات إلى أن اجتماعاً مهمّاً سيعقد صباح الأربعاء في منزل كبارة يضم مسؤولي المحاور كافة، إضافة إلى القيادات الدينية والسياسية والعسكرية.

نداء الشعّار

في هذا المجال، وجّه الشيخ مالك الشعار، مفتي طرابلس والشمال، من دبي نداءً إلى المتقاتلين جاء فيه “رحمة بلبنان وبأهله، وحفاظاً على تنوعه وتميزه، وإبعادًا له عن كل المحاور التي تنعكس سلبًا على العيش فيه، أناشدكم يا أهلنا الطيبين أن تغلبوا لغة العقل والمنطق على لغة السلاح والتحدي، فليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، ليس في السياسة شيء يستحق أن يخسر الإنسان نفسه وبلده وأهله لأجله”.

أضاف “أن لبنان يستحق منّا أن نحافظ عليه، وعلى العيش المشترك فيه، وعلى أمنه واقتصاده”. وتابع متوجهاً إلى أهالي طرابلس “لا تنجروا إلى مستنقع الصراع الداخلي والطائفي الذي يريده المتربصون بلبنان شراً”.

وزاد في القول: “آن لهذه المدينة أن تستريح … وأن تهدأ وتستقر … وحذار أن يكون الرهان على طرابلس في أن تكون الشرارة لحرب جديدة سيخسر فيها الجميع”.

استهداف الجيش

وفي تطور لافت، سقطت قذيفة على مركز للجيش اللبناني في شارع الغرباء في طرابلس ما ادى إلى سقوط جريحين من عناصره، فردّ افراد الموقع على مصادر النيران. وفي السياق، نفّذت فعاليات المجتمع المدني الطرابلسي تحركاً مسائياً في منطقة المينا رفضاً لما يحصل في المدينة وللمطالبة بوقف سفك الدماء وانهاء الاشتباكات.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/813540.html

الحرب الوشيكة بين “حزب الله” و”النصرة” في لبنان

أعلنت “جبهة النصرة”، المجموعة السلفية السورية، أنها وضعت المواجهة مع مقاتلي “حزب الله” في سوريا في رأس أولوياتها. محمد الشلبي (المعروف أيضاً بـ”أبي سياف”) التابع لـ”القاعدة” والمقيم في الأردن، قال إن “جبهة النصرة” اتخذت قراراً بمقاتلة عناصر “حزب الله” الذين أصبحوا “الهدف الرئيسي لجهاديينا” في أنحاء سوريا.

جاء هذا بعدما أعلن أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله الأسبوع الماضي أن الحزب سيقف إلى جانب سوريا ويساعدها “لتصبح دولة مقاومة”، كما أعلن أن حزبه “مستعد لتلقي أي نوع من الأسلحة النوعية حتى ولو أدى ذلك إلى الاخلال بالتوازن الإقليمي”.

بالنسبة للثوار السوريين، “النصرة” وآخرون، هذا بمثابة إعلان حرب ضدهم، مع معرفتهم بأن ما يعنيه نصرالله فعلاً هو أن “حزب الله” الآن مسؤول عن الملف السوري بناءً على قرار إيراني. “حزب الله” وإيران يديران اللعبة، وإذا أراد الثوار السوريون السيطرة، عليهم استهداف “حزب الله”، وليس بشار الأسد أو النظام السوري.

 دُفع الأسد إلى الخلف لإفساح المجال أمام “حزب الله”. لذلك ليس مستغرباً أن تقرر “النصرة” تحويل أولويتها إلى مقاتلة “حزب الله” كعدو أساس لها. مهمة “النصرة” الرئيسية ليست تحرير سوريا من ديكتاتوريتها والانتقال إلى بناء دولة ديمقراطية حديثة، هدفهم هو الأمة وسيقاتلون أعداء الأمة أينما كانوا. لذلك، فإن قتالهم ضد “حزب الله” لن يبقى في سوريا وسينتقل في نهاية المطاف إلى لبنان. هم لا يفرقون بين “حزب الله” والجماعة الشيعية، تماماً كما لا يفرقون بين الأسد والعلويين.

سيؤدي هذا إلى نتيجتين وخيمتين بالنسبة إلى لبنان:

أولاً، سيتم استهداف الشيعة من قبل “النصرة” ومجموعات سنّية جهادية أخرى، خصوصاً أن التوترات الطائفية بين اللبنانيين السنّة والشيعة وصلت أساساً إلى مستويات غير مسبوقة. في الواقع، في حين يرسل “حزب الله” مقاتليه إلى سوريا، تنتقل مجموعات سنّية لبنانية عدة إلى سوريا للقتال إلى جانب الثوار.

ما يحصل هو أن الحرب الأهلية اللبنانية السنّية – الشيعية قد بدأت فعلاً، لكن في سوريا. إنها فقط مسألة وقت قبل أن تنتقل إلى لبنان. فهؤلاء المقاتلون سيعودون إلى لبنان محمّلين بكراهية متزايدة تجاه بعضهم البعض؛ كراهية ممهورة بالدم والرغبة في الانتقام.

“النصرة” ليسوا منظّمين بما فيه الكفاية للقتال ضد “حزب الله” في حرب تقليدية، لكن باستطاعتهم التسبب بضرر كبير عبر تنظيمهم هجمات بالقنابل وتفجيرات انتحارية ضد قواعد “حزب الله” والساحات العامة في الضاحية الجنوبية لبيروت أو الجنوب. تكتيكاتهم القتالية مبنية عادة على الهجمات بالقذائف، وليس قصف المدن بالصواريخ. هم مجموعة تابعة لـ”القاعدة”، ولا يفرّقون عادةً بين مقاتل ومدني. هم ببساطة يستهدفون مكاناً بغية إلحاق الضرر الأكبر به. لذلك، فإن مناصري “حزب الله” والجماعة الشيعية عموماً سيكونون في خطر.

كما أن هناك الكثير من المجموعات اللبنانية الجهادية والمرتبطة بــ”القاعدة” التي كان لها حضور في لبنان قبل النزاع السوري، والتي يمكن الآن أن تتجند لاستهداف “حزب الله”. منظمات مثل “فتح الاسلام”، “جند الشام”، أو “عصبة الأنصار” لها قواعد في لبنان منذ سنوات، لكنها لم تتقاتل مع “حزب الله” في مواجهات مباشرة.

وعقب بداية الأزمة السورية، وردت تقارير بأن الجهاديين انتظموا من جديد في منظمة راديكالية جديدة استلهمت ظهور “جبهة النصرة” وعملياتها العسكرية الناجحة في سوريا.

ثانياً، سيصبح لبنان ساحة المعركة البديلة لـ”النصرة”. لا يوجد مؤسسات دولة للحد من حضورهم المتنامي في لبنان أو انتشار الأسلحة. الفراغ الحالي في الحكومة لا يساعد. ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام يبدو غير قادر على تشكيل حكومة لا تلبي شروط “حزب الله”، أي حكومة تسهل تورطه في سوريا.

 إذاً، كيف يمكننا أن نحمي لبنان والشيعة من الكارثة التي تلوح في الأفق؟

لنبدأ من واقع أن الجماعة الشيعية في لبنان ليست كتلة واحدة تدعم “حزب الله”. التنوّع ضمن الشيعة أوسع ممّا هو ضمن جماعات طائفية أخرى، وذلك لأسباب دينية متعلقة بتنوع المراجع الدينية والتفسيرات المختلفة للقرآن. على المستوى السياسي، لم تكن هذه الجماعة منقسمة يوماً حيال “حزب الله” كما هي اليوم. الشعور بأن “حزب الله” يجرهم إلى جهنم يترجم إلى نقاش جدي ورفض داخل الجماعة.

 ثمة حاجة ماسة لقول هذا مراراً وتكراراً. على كل مسؤول ووسيلة اعلامية لبنانية أن تضيء على هذا التنوع. “حزب الله” لن ينقذ الشيعة. هم اساساً قرروا أنه على لبنان وكل اللبنانيين أن يضحوا بحياتهم من أجل مهمتهم لخدمة ايران ومصالحها في المنطقة. على اللبنانيين أن ينقذوا أنفسهم.

من هنا أهمية أن نحمي لبنان اليوم عبر محاربة هيمنة “حزب الله” على مؤسسات الدولة. يجب استبعاد اي خيار يفضي إلى حكومة تمكّن “حزب الله” وتبقي سيطرة ايران على مؤسسات الدولة. على الرئيس المكلّف تمام سلام ورئيس الجمهورية ميشال سليمان أن لا يخضعا لأي تهديدات. هناك حاجة ماسة لحكومة تنقذ لبنان، الآن أكثر من أي وقت مضى.

إذا لم يتحقق هذا، فإن لبنان سيصبح، بطبيعة الحال، مرتبطاً بـ”حزب الله”، والحرب بين “حزب الله” و”النصرة” لن توفر أحداً. اذا خسرنا هذه الفرصة، سنفقد كل شيء.

هذا المقال هو ترجمة للنص الأصلي الإنكليزي

(ترجمة وهيب معلوف)

الطريق إلى الجولان تمرّ بمزارع شبعا

أروى الحسـيني

بعدما شنّت إسرائيل أكثر من غارة جوّية على الأراضي السورية، وإعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن حزبه سيلاقي إعلان النظام السوري بفتح جبهة الجولان النائمة منذ أربعين سنة، ازدادت المخاوف والتساؤلات عن مدى بقاء لبنان بمنأى عن تداعيات فتح هذه الجبهة في حال شارك فيها “حزب الله”، وبالتالي جرّ لبنان إلى حرب جديدة.

جغرافياً، يشرح اللواء المتقاعد ياسين سويد أن الجولان يقع في الشطر المقابل لشرق الحدود الجنوبية والشمالية للبنان وفلسطين تباعاً، وغرب جنوبي سوريا، موضحاً أن القسم الشمالي من الجولان يتصل بالقطاع الشرقي من جنوب لبنان أي قضاء حاصبيا، من شبعا حتى المجيدية، لذا فإنّ أي عمل عسكري يحصل في شمال الجولان سيؤثّر على منطقة حاصبيا.

عملياً، يرى سويد أن “فكرة قيام “حزب الله” والنظام السوري بمحاربة إسرائيل من قلب الجولان هي فقط لتغطية انحياز الحزب إلى النظام السوري في القتال ضد الثوار، وانصرافه عن المقاومة في الجنوب”، مذكّراً أن إسرائيل تحتل الجولان منذ 40 عاماً دون أن يتحرك أحد، مستبعداً بالتالي حصول ذلك اليوم.

لكن سويد أوضح في الوقت عينه أنه “في حال أقدم النظام السوري و”حزب الله” على خوض حرب ضد اسرائيل من الجولان، فإن الإتكال فيها سيكون على عمل عسكري شبيه بما يقوم به “حزب الله” كون قتاله مغايراً لقتال الجيش النظامي”. ويضيف: “سمعت مسؤولاً ايرانياً يتحدث عن تشكيل مقاومة في سوريا شبيهة لتلك الموجودة في لبنان، لذا أجد أنه في حال أرادت سوريا محاربة اسرائيل لن تكون بحاجة إلى “حزب الله”، لأن الدعم الايراني سيكون متوفراً ولديها عدد كافٍ من الرجال لتشكيل هكذا مقاومة”.

لا ينكر سويد تأثير تلك الحرب في حال حصل على لبنان، لكنّه يشير إلى أن الجبال الفاصلة بين لبنان والجولان وسوريا (جبل حرمون – الشيخ) تعيق بسبب علوّها (2814 م عن سطح البحر) القيام بأي عمل عسكري مشترك بين مزارع شبعا وسوريا، إلا في حال حصول تنسيق لعمل مزدوج ينطلق من لبنان من منطقة انتهاء جبل الشيخ، حيث تصبح الأرض سهلية قرب منطقة الوزاني والغجر، التي من الممكن التحرك عبرها باتجاه سوريا.

وعن إمكانية مشاركة الفصائل الفلسطينية في أي حرب تحصل في الجولان، استبعد سويد ذلك “إلاّ في حال تواجد هذه الفصائل في مخيمات سورية قريبة من منطقة الجولان، لكن من داخل الأراضي اللبنانية لا يمكنها القيام بأي عمل، فالدولة اللبنانية لا يمكن أن تسمح بحصول ذلك، لأن هذا يشكّل توريطاً كاملاً للبنان بهكذا حرب”.

أما في حال أرادت اسرائيل أن تشعل جبهة الجولان، يسأل سويد: “ضد من ستقاتل ضد قوات النظام أم الثوار؟”، ويضيف: “حسب قناعتي، من مصلحة اسرائيل أن تستمر في هذا السكوت، إذ كلّما تدمرّت سوريا كلما ارتاحت اسرائيل، لذا لا مصلحة لها بإشعال أي حرب”.

المأزق الإيراني السوري قد يدفع “حزب الله” إلى “الجنون”

في المقابل، يرى العميد المتقاعد وهبة قاطيشا، أنّه “في حال كان مصدر التحرشات وإطلاق النار من الأراضي السورية على جبهة الجولان، فلا خوف من أن يؤثّر ذلك على لبنان، لأن العدو الاسرائيلي سيرد على التنظيمات السورية أو على النظام السوري”، مشيراً إلى أنه “حتى إذا تدخّل “حزب الله” والفصائل الفلسطينية في هذه الجبهة من داخل الأراضي السورية، فإنّ الردّ الإسرائيلي سيكون على الأراضي السورية فقط، لأن سيادة الدول على أرضها مطلقة، وبالتالي إذا أراد أي لبناني أن يقوم بأيّ عمل على الجولان، فالدولة السورية تكون المسؤولة عن ذلك، وليست اللبنانية، والرد يكون على هوية الأرض وليس على هوية الأشخاص”.

ويضيف قاطيشا في حديثه لموقع “NOW”: “لكن كما فهمت من تصريحات “حزب الله” الأخيرة بأن الجولان ومزارع شبعا “أرض واحدة”، وهذا يعني أنه يريد الانطلاق من العرقوب (قضاء حاصبيا) أيّ من الأراضي اللبنانية، عندها سيكون الرد على  لبنان”.

وعمّا إذا كان لدى اسرائيل أي مصلحة في تحريك هذه الجبهات وعن قدرتها على القيام بذلك، يجيب قاطيشا بأن “إسرائيل دولة قوية وهي قادرة على خوض حرب بسهولة، وهي حاربت سابقاً جيوشاً عربية من مليوني رجل على 3 جبهات، وبالتالي فإن اندلاع حرب على جبهتين سيكون بالنسبة لها بمثابة “لعب ولاد””.

إلى ذلك، يرى قاطيشا أن “المأزق الذي يعيشه النظامان الإيراني والسوري قد يدفع “حزب الله” إلى أن “يجنّ”، فيقوم بعمل عسكري من لبنان، ولا نستطيع أن نضمن ما سيقوم به هذا الحزب لأن دولته  تتخطى حدود لبنان، دولته هي ولاية الفقيه”.

سوريا: المساعى إلى “جنيف 2” تتواصل رغم احتدام المعارك

الإبراهيمي: إما أن تُحل الأزمة السورية وإلا ستؤثر في دول الجوار وما أبعد من الجوار

غبار المعارك المحتدمة في سوريا، لاسيما في القصير، لم يحجب المساعي المتواصلة لعقد المؤتمر الدولي بشأن الازمة السورية، ذلك أن المعارضة والنظام في سوريا يستعدان على ما يبدو للمشاركة في هذا المؤتمر، على الرغم من أن الشكل النهائي له أو هوية المشاركين فيه لم تتضح بعد.

فمع تزايد الضغوط الدولية لعودة الطرفين السوريين (المعارضة والنظام) إلى مائدة التفاوض، أعلن المبعوث الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن الاتفاق الروسي ـ الأميركي لعقد المؤتمر الدولي “يشكل خطوة أولى مهمة، لا بد أن تتبعها خطوات أخرى كثيرة حتى نصل إلى المطلوب، وهو إنهاء هذه الأزمة القاتلة التي يعانيها الشعب السوري منذ أكثر من سنتين”، محذراً من أن “المنطقة تعاني بشكل كبير من تداعيات الأوضاع في سوريا، فإما أن تحل الأزمة وإلا ستؤثر في دول الجوار وما أبعد من الجوار”.

الإبراهيمي وخلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعه إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة، أضاف: “إن الشعب السوري يعلق آمالاً كبيرة على المؤتمر، وإن الامم المتحدة تعمل على تنظيم المؤتمر بحيث يكون بأفضل صورة ممكنة”، لكنه لفت إلى أن “هناك مشكلات لا حصر لها في إطار التحضير لهذا المؤتمر وأولها تشكيل وفدي النظام والمعارضة إلى المؤتمر”، مشيراً إلى أن “السلطات السورية والمعارضة على استعداد للمشاركة في المؤتمر الدولي المرتقب”.

إلا أن مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية أعلن أمس أن الولايات المتحدة لم تتلق من المعارضة السورية تأكيداً يبين استعدادها للمشاركة في المؤتمر الدولي. وقال تعليقاً على تصريح الإبراهيمي، “لم أسمع بعد من المعارضة أنها ستحضر المؤتمر بالتأكيد، لكننا سنتحدث معهم في هذا الموضوع”.

وفي معرض حديثه عن مشاركة السلطات السورية في المؤتمر، قال المسؤول إنه يجب الانتظار حتى تصدر تصريحات رسمية من جانب الحكومة السورية. وأضاف: “من المهم بالنسبة لنا أن يفهم النظام السوري أن هدف لقاء “جنيف 2” هو مناقشة سبل تنفيذ بنود بيان جنيف 1 بالكامل.

ينص “جنيف واحد” على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذي صلاحيات تنفيذية، بما في ذلك في كل ما يتعلق بالجيش والاجهزة الامنية. ويقضي أيضاً بتشكيل هذه الهيئة على أساس التوافق (بين الحكومة والمعارضة)”.

وألمح المسؤول الاميركي إلى شكوك أميركية بشأن التزام روسيا بحل عن طريق التفاوض، مشيراً إلى أن شحنات الأسلحة الروسية إلى حكومة الاسد ستشدد على الارجح من تصميم الرئيس السوري على التمسك بالسلطة. وقال: “يقول الروس من ناحية إنهم يؤيدون بقوة عقد هذا المؤتمر في جنيف، لكنهم من ناحية أخرى يواصلون تسليم أسلحة .. أسلحة متطورة وخطيرة للغاية للنظام السوري”.

مصادر دبلوماسية أوروبية أفادت أن دمشق قدمت قائمة تضم المسؤولين المشاركين في المفاوضات المحتملة مع المعارضة. وأضافت أن هذه اللائحة التي سبق وطرحها الرئيس السوري بشار الاسد في بداية أذار الماضي على الجانب الروسي، تضم رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، ونائب رئيس الوزراء قدري جميل، ووزير الإعلام عمران الزعبي، ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر، والوزير المسؤول عن شؤون الهلال الأحمر جوزيف سويد.

ولم تستبعد هذه المصادر تعديل القائمة، علماً أن المعارضة السورية التي ستجتمع غداً الخميس في اسطنبول لتعلن موقفها، من الضروري أن تعطي موافقتها على وفد النظام المفاوض الذي يجب إلا يضم مسؤولين  عن عمليات القمع” ضد معارضي النظام، على حد تعبير المصادر الاوروبية.

وفي سياق متصل قدم “اللقاء التشاوري الوطني” الذي انعقد في مدريد بمشاركة قوى سورية معارضة بينها “الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية”، خريطة طريق لحل الازمة السورية.

وعرضت الخريطة التي نشرها الرئيس المستقيل للائتلاف أحمد معاذ الخطيب في صفحته على موقع “فايسبوك” نقاطاً “لإقامة نظام ديموقراطي بديل” من نظام الاسد، مشددة على وجوب إلا يضطلع الاخير بأي دور في اي مرحلة انتقالية تضع حدا للنزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من سنتين.

وأشارت إلى أن “وفد قوى الثورة والمعارضة في أي عملية سياسية سيكون من الائتلاف الوطني وباقي أطراف المعارضة، ويعتبر الممثل الشرعي في ما يتعلق بالمفاوضات”. وأكدت أن “بشار الاسد ونظامه الامني ليسا جزءاً من المرحلة الانتقالية، ولا دور له في مستقبل سوريا، وبضمانات دولية لرحيله”.

في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام روسية عن بيان لوزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الخارجية الاميركي جون كيري أجريا اتصالاً هاتفياً “ناقشا خلاله الوضع في سوريا، وقبل كل شيء مسائل التحضير للمؤتمر الدولي للمساعدة في التسوية السياسية للنزاع الداخلي في البلاد”. وأشار البيان إلى أن المكالمة جرت بمبادرة من الجانب الأميركي.

الى ذلك، أجرى مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف محادثات مع السفير الفرنسي لدى روسيا جين دي جلينياستي، جدد خلالها بوغدانوف وجهة نظر بلاده التي أعلنها لافروف قبل أيام، والتي ترى حتمية مشاركة كل من السعودية وإيران إلةى جانب جميع الدول العربية في المؤتمر الدولي، فيما كرر السفير الفرنسي، فكرر معارضة بلاده الشديدة للمشاركة الإيرانية، متهماً طهران بإشاعة عدم الاستقرار في الدول المحيطة بها في منطقة الشرق الأوسط.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس ارغشي أعلن أن “شرط نجاح جنيف 2 هو توسيع هذا الاجتماع من خلال مشاركة جميع البلدان المؤثرة على الاحداث في سوريا”، مشيراً إلى أنه “لا أحد في العالم يشك في أن الجمهورية الإسلامية هي أحد أبرز البلدان المؤثرة”.

هيغ: الأزمة السورية تهدد الأمن الدولي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إن بلاده تعد لمؤتمر في جنيف خلال الأسابيع المقبلة بسبب استمرار العنف في الأراضي السورية، وأن السلم والأمن الدوليين أصبحا مهددين أكثر من أي وقت مضى ولا يجب التوقف عند المماطلة.

وأوضح هيغ أن بلاده تدعم الائتلاف السوري المعارض وأنه تم الإعداد لاجتماع “أصدقاء سوريا” ليكون فعالا، في ظل سعي لندن لرفع  الحظر عن إمداد المعارضة السورية بالسلاح.

وتابع: “النظام السوري يعتمد بشكل متزايد على الدعم الخارجي للبقاء في السلطة، والرئيس السوري بشار الأسد يتلقى دعما متزايدا من إيران وحزب الله”.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة، على هامش اجتماع “أصدقاء سوريا”.

من جانبه، قال جودة، إن عمان تدعو المعارضة السورية لتوحيد موقفها بشأن الأزمة. وأضاف جودة أن “الأردن يدعم الحل السياسي في سوريا وأن مؤتمر عمّان سيؤكد على ذلك”.

فيما أشار وزير الخارجية البريطاني إلى أن ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين في الأردن إلى 40 ألف شخص يفرض عبئا كبيرا على عمان.

وأضاف أنه يجب مساعدة الأردن في هذه الظروف الصعبة جدا، وأن بريطانيا من بين أكبر الدول التي تسضيف الدول اللاجئين لمساعدة اللاجئين وذلك شمال الدعم الى الأردن.

وتابع: “بريطانيا تعمل على توفير تجهيزات للقوات المسلحة الأردنية ونقلهم تحت وصاية الجهات الدولية، ونعمل مع دول أخرى لتأمين المساعدات اللازمة والحاجات التي تترافق مع هذه الأزمة”.

ولفت هيغ إلى أن هذه الأزمة تسلط الضوء على ضرورة وضع حد لأعمال العنف في سوريا وإعطاء المجال لحل دبلوماسي، يخرج البلاد منها.

خطة تركية لتسوية الأزمة السورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نشرت صحيفة صباح التركية المقربة من الحكومة خطة عمل من المقرر أن تعرضها تركيا على الدول المعنية بالملف السوري وذلك تمهيدا لعقد مؤتمر جنيف2. وتتضمن الأفكار التركية إعلان الأسد تسليم صلاحياته كاملة لحكومة انتقالية يشكلها النظام والمعارضة. ومقابل ذلك يسمح للأسد بالبقاء في سوريا والمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وملخص المقترحات التركية، التي تسربت بعد زيارة أردوغان لواشنطن ولقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما:

أولا: إعلان الأسد أنه سيسلم صلاحياته كامله لحكومة انتقاليه مشتركة من النظام والمعارضه مقابل بقائه في البلاد سواء في القصر الرئاسي او كمواطن عادي والسماح له بالمشاركة في الانتخابات المقبلة .

ثانيا: الائتلاف الوطني هو من سيمثل المعارضة في موتمر جينيف، ويمكن العمل علي توسيع الائتلاف حتي ذلك الحين.

ثالثا: يمكن أن تشارك في المؤتمر لجنة المصالحة الوطنية السورية نيابة عن النظام ، مع التأكيد علي رفض مشاركة من تلطخت أيديهم بالدم في المؤتمر .

رابعا: الحكومة الانتقالية تدير البلاد بصلاحيات كامله لحين الإعداد للانتخابات العامة .

خامسا: يجب وضع إطار زمني واضح لمفاوضات جينيف2 .

ومن المفترض أن يناقش رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان هذه المقترحات خلال جولة تقوده إلى موسكو وطهران ودول عربية قريبا.

تواصل المعارك بالقصير وتقدم للثوار بدرعا

                                             تواصلت المعارك العنيفة في القصير بريف حمص حيث تحاول قوات النظام وعناصر من حزب الله اللبناني اقتحامها، فيما قال الجيش الحر إنه تصدى لأحدث هذه المحاولات. وفي ريف درعا قالت شبكة شام إن الجيش الحر سيطر على المخفر 27 الحدودي مع الأردن.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصير تتعرض لقصف عنيف يستخدم فيه الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة.

 وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مقاتلي المعارضة يبدون مقاومة شرسة، ويرفضون ترك المدنيين الذين يقارب عددهم 25 ألف شخص.

ووفقا للمرصد، فإن عناصر حزب الله وقوات النظام السوري يشنون “هجوما قاسيا” على المدينة الإستراتيجية التي تشكل صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري، وخط إمداد رئيسيا لقربها من الحدود اللبنانية.

وأكد الناطق باسم جبهة حمص التابعة لقيادة أركان الجيش الحر صهيب العلي للجزيرة أن الجيش الحر لا يزال يسيطر على مدينة القصير.

في المقابل قالت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات إن جيش النظام “سيطر على جميع المباني الحكومية والحيوية في مدينة القصير”. وتحدثت عن سقوط “العشرات من الإرهابيين بين قتيل وجريح، من بينهم من يحمل جنسيات أجنبية وعربية”.

براميل متفجرة

وذكرت شبكة شام أن الطائرات المروحية للنظام قصفت الثلاثاء بالبراميل المتفجرة مدينة القصير مما أوقع دمارا هائلا، وأشارت الهيئة العامة للثورة إلى أن عدد الضحايا غير معروف.

 ونقلت وكالة رويترز عن ناشط اسمه طارق موري أن قوات الثوار في شمال القصير وغربها تحاول صد أحدث الهجمات، والتي قتل فيها ثلاثة من السكان ليتجاوز عدد القتلى بين الثوار والمدنيين خلال 48 ساعة أخيرة مائة شخص.

 من جانبها عرضت قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لحزب الله لقطات لتشييع خمسة عناصر من الحزب في لبنان، مشيرة إلى أن هؤلاء قضوا “خلال أدائهم واجبهم الجهادي”.

وأفاد مصدر مقرب من الحزب لوكالة الصحافة الفرنسية أن العدد الأكبر من عناصره قتلوا بسبب الألغام التي زرعها مقاتلو المعارضة في المدينة، مشيرا إلى أن الحزب أرسل تعزيزات جديدة من عناصر النخبة إلى القصير، وأنه “اعتقل أيضا عددا من مقاتلي المعارضة بينهم أجانب”.

وبحسب رويترز قتل في الاشتباكات العنيفة في القصير منذ يوم الأحد ما يصل إلى خمسين مقاتلا من حزب الله، وهي من أكبر خسائره حتى الآن في الحرب، فيما يقول ناشطون إن نحو 65 من مقاتلي حزب الله قتلوا منذ بداية الأسبوع أثناء محاولتهم التسلل إلى قرى مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ أكثر من عام.

جبهات أخرى

وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت شبكة شام والهيئة العامة للثورة إن مقاتلي الجيش الحر دمروا ثلاثة حواجز لقوات النظام على طريق أوتستراد دمشق حمص المحاذي لمدينة حرستا، وسيطروا عليها بالكامل. وأشارتا إلى مقتل عدد كبير من جنود النظام والاستيلاء على كميات من الأسلحة.

وقد قصف الطيران الحربي المنطقة الصناعية بحي القابون في العاصمة دمشق، وتعرض حيا جوبر وبرزة وأحياء دمشق الجنوبية لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ واشتباكات في حي برزة ومخيم اليرموك.

وفي ريف درعا قالت شبكة شام إن الجيش الحر سيطر على المخفر 27 الحدودي مع الأردن. وأضافت أن اشتباكات عنيفة تدور على الحدود السورية الأردنية في ريف درعا على النقطة الحدودية 29.

 من جهة أخرى قصفت قوات النظام مدينتي طفس والحراك والغارية الشرقية بريف درعا. كما قال الجيش الحر إنه ما زال يحاصر اللواء 52 التابع للنظام.

وفي درعا أيضا قال المركز الإعلامي السوري إن جيش النظام قصف مدينة طفس، وأدى القصف إلى حرق وتدمير عدد من المنازل، فضلا عن حرق محاصيل القمح في المنطقة.

وفي ريف حماة، شنت قوات الجيش النظامي السوري قصفا متنوعا على عدة مناطق، ونالت قرية عقرب نصيبا وافرا من القذائف التي استهدفت منازل السكان الذين اضطروا لحمل أبنائهم والاحتماء بالمغارات والكهوف في وضع صعب للغاية.

 وقال ناشطون إن الثوار يقصفون مواقع للشبيحة في المنطقة التي استهدفها الجيش النظامي بالقصف، كما ذكرت لجان التنسيق أن قوات النظام تقصف بالمدفعية الثقيلة قرى جبل شحشبو في ريف حماة.

ورصدت شبكة شام اشتباكات في حلب في أحياء الصاخور والخالدية والشيخ سعد وفي محيط مبنى المخابرات الجوية بجمعية الزهراء بين الجيش الحر وقوات النظام.

وذكرت الشبكة أن قصفا بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ استهدف معظم أحياء دير الزور، في حين شهدت محافظة الرقة اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط الفرقة 17 شمال المدينة ومطار الطبقة العسكري.

وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 67 قتيلا الثلاثاء معظمهم في حمص ودمشق وريفها وحلب.

“أسرة لأسرة”.. حملة بقطر لإغاثة السوريين

سيد أحمد الخضر- الدوحة

تتواصل في قطر فعاليات حملة “أسرة لأسرة” لإغاثة مئات العوائل السورية التي لجأت إلى الدوحة هربا من جحيم القمع والمعاناة.

وترمي الحملة- التي تنظمها مؤسسة عيد الخيرية- إلى تكفل كل عائلة قطرية بأسرة سورية بمبلغ خمسة آلاف ريال شهريا، لمدة ستة أشهر يمكن تمديدها في حال استمرار سبب اللجوء.

وخلال الأيام الأولى لانطلاقتها، جمعت الحملة 274 ألف ريال قطري، وأنهت إجراءات كفالة 28 عائلة سورية في قطر.

وإلى جانب الحملة، تقدم مؤسسة عيد العديد من المعونات للاجئين السورين، تشمل توزيع مبالغ نقدية والتكفل بمصاريف العلاج ورسوم دراسة الأطفال.

حياة كريمة

ويقول مدير المركز الاجتماعي بمؤسسة عيد الخيرية عبد الله بن ناصر الكعبي إن الحملة تستهدف توفير حياة كريمة للعوائل والأفراد السوريين الذين لجؤوا إلى قطر.

ويوضح الكعبي أن العديد من أفراد الجالية السورية استقدموا أقاربهم نتيجة تأزم الوضع في بلدهم، مما جعل التدخل لإعانتهم ماديا “واجبا شرعيا وأخلاقيا لم يتوان عنه القطريون”.

وحسب الكعبي، فإنه بمجرد علمها بالحملة عبر رسائل نصية من الجمعية، سارعت الأسر القطرية للتبرع، مما ينم “عن وعي ديني، وإدراك لمعاني الأخوة في الإسلام”.

ويوضح أن الجمعية تتلقى التبرعات عن طريق حسابات بنكية، وبواسطة محصليها في المؤسسات العامة وعند مداخل المجمعات التجارية.

وتدعو الحملة -في إعلانات بالصحف والإذاعات- إلى اعتبار السوريين ضيوفا يجب توفير احتياجاتهم، وتيسير مقامهم إلى أن تزول الظروف التي أجبرتهم على الخروج من ديارهم.

ولإشعار اللاجئين بأنهم ضيوف وليسوا لاجئين تقوم الهيئة بزيارات ميدانية للتعرف على المحتاجين وإيصال المساعدات لهم لتجنبهم عناء التردد على المؤسسات الخيرية لطلب العون.

وإلى جانب العوائل التي نزحت إلى قطر، تغطي الحملة احتياجات أسر استضافت أقارب لها من سوريا إلى حين حصولهم على إقامات والالتحاق بعمل يكفي لتوفير احتياجاتهم.

عشرات القوافل

ويوضح الكعبي أن الحملة ليست إلا جزءا من كل، حيث بادرت مؤسسات وجمعيات خيرية كثيرة في قطر إلى توفير احتياجات السوريين في قطر، وسيرت عشرات القوافل للاجئين في تركيا والأردن.

وكان الهلال الأحمر القطري وزع -بالتعاون مع المجلس الأعلى للتعليم- مليون ريال على أسر سورية في قطر، لتغطية نفقات تعليم أطفالها في المدارس.

وبالإضافة إلى حملة أسرة لأسرة، استفادت 250 عائلة سورية من حملة “بيتي بيتك” التي تنظمها الجمعية في قطر لصالح محدودي الدخل، حسب الكعبي.

ويوميا توزع مؤسسة عيد الخيرية الأثاث، والأدوات الكهربائية، والمؤن الغذائية على السوريين المتواجدين في قطر.

وتحظى نكبة الشعب السوري بزخم كبير في قطر، حيث احتضنت الدوحة العديد من الفعاليات والأنشطة الخيرية التي يعود ريعها لنازحي الداخل واللاجئين في دول الجوار.

ومنذ اندلاع الثورة السورية قبل عامين جمعت المؤسسات الخيرية في قطر مئات الملايين من الدولارات تم إنفاقها على مختلف احتياجات السوريين.

وقبل أيام شهدت قطر تنظيم معرض “ألم وأمل” الذي جسد معاناة الشعب السوري وأعطى صورا وشهادات حية عن واقع التشرد والنزوح.

وشاركت في المعرض -الذي استمر لخمسة أيام- منظمات خيرية وإنسانية، وناشطون حقوقيون وعلماء ودعاة، كما تخللته أمسيات أدبية ومسرحية، وجمعت خلاله تبرعات لصالح ضحايا الصراع.

 حراك مكثف والخطيب يقدم خريطة طريق

                                            يلتئم اليوم اجتماع عمّان الوزاري الخاص بسوريا لبحث آليات التفاوض بين النظام والمعارضة وترتيبات انعقاد مؤتمر جنيف 2 في ظل حراك دولي مكثف، ويتزامن ذلك مع تقديم الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب خريطة طريق لحل الأزمة، وموافقة أميركية على تسليح المعارضة.

وقد أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أمس الثلاثاء أن ائتلاف المعارضة سيشارك في اجتماع “أصدقاء سوريا” الذي يبدأ أعماله اليوم الأربعاء وفق صيغة اجتماع روما.

وكان ائتلاف المعارضة اعتبر الوعود التي أطلقت خلال مؤتمر مجموعة أصدقاء سوريا الذي عقد في روما في مارس/آذار الماضي هي “نواة لحكومة منصفة وعادلة حرم السوريون منها”، داعيا إلى السماح للمعارضة بالحصول على وسائل للدفاع عنها.

ويشارك في اجتماع عمّان وزراء خارجية كل من مصر، والأردن، والسعودية، والإمارات، وقطر، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وتركيا، وألمانيا، وإيطاليا. ويهدف الاجتماع -بحسب ما هو مُعلن- إلى بحث صيغة توافقية حول آليات التفاوض بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، وترتيبات انعقاد مؤتمر جنيف 2 لإنهاء الأزمة في سوريا.

وعلم مراسل الجزيرة نت في عمّان محمد النجار أن وفد المعارضة سيلتقي اليوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري قبل الاجتماع الوزاري، بهدف الضغط على المعارضة لقبول الحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، والقبول بحكومة انتقالية يكون الأخير طرفا فيها حتى انتهاء ولايته عام ٢٠١٤.

تحركات دولية

ويأتي اجتماع عمّان الوزاري ضمن تحرك مكثف في المنطقة وضغوط دولية لانعقاد مؤتمر جنيف 2 بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

ففي القاهرة اجتمع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين لبحث الأزمة السورية، واستقبل أمينها العام نبيل العربي المبعوث العربي والأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي.

وأفاد مراسل الجزيرة نت في القاهرة أنس زكي بأن اجتماع الجامعة العربية طالب كافة الأطراف السورية بتوفير المناخ المناسب لإنجاح الجهود المبذولة لإقرار الحل السياسي، وحذر من تداعيات تدخل أطراف خارجية في العمليات الحربية وإثارة نوازع الطائفية.

ويجري العربي مشاورات لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية عقب اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بالملف السوري المقرر الخميس، وذلك للتشاور حول الموقف العربي من الأزمة والذي سيعرض على مؤتمر جنيف 2.

من جانبه توقع الإبراهيمي أن المؤتمر سيكون بداية لوقف نزيف الدم في سوريا بتعاون الأطراف السورية والإقليمية والدولية.

وفي هذا السياق أيضا، أكد يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة أمس أن المؤتمر لن ينجح إلا إذا أرسلت الحكومة السورية والمعارضين فرق تفاوض ذات مصداقية، بحسب تعبيره.

وقال إلياسون إن هدف المؤتمر الرئيس هو محاولة تطبيق خطة سلام وضعت في 30 يونيو/حزيران من العام الماضي في مؤتمر جنيف الذي شاركت فيه دول غربية إضافة إلى روسيا والصين وتركيا والجامعة العربية، وتشمل وقفا لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

وكان مصدر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي قال إن الرئيس الأسد طرح أسماء خمسة مسؤولين للمشاركة في محادثات السلام مع المعارضة، غير أن الائتلاف الوطني رفض بعضهم “لافتقارهم إلى النفوذ”.

وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المعارضة السورية هي من يقرر مع من ستتفاوض من شخصيات النظام السوري في المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن بلاده لم تعد ترى دورا للأسد في مستقبل سوريا.

خريطة طريق

من جانبه قدم الرئيس المستقيل للائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب أمس الثلاثاء ما وصفها بخريطة طريق لحل الأزمة السورية صادرة عن “لقاء تشاوري” عقده مع معارضين سوريين في مدريد.

وقال الخطيب في صفحته على الفيسبوك إن الورقة الصادرة عن “اللقاء التشاوري الوطني السوري” عرضت نقاطا “لإقامة نظام ديمقراطي بديل” عن نظام الأسد، مشددة على وجوب ألا يضطلع الأخير بأي دور في أي مرحلة انتقالية تضع حدا للأزمة القائمة في البلاد منذ أكثر من عامين.

وأتت الاقتراحات بعد اجتماع استمر يومين في مدريد بدعوة من وزارة الخارجية الإسبانية، وشاركت فيه مجموعات مختلفة من المعارضة السورية.

وبحسب الوثيقة أكد المشاركون أن “المقدمة الأساسية والملحة لأي انخراط في عملية سياسية حول سوريا، سحب الجيش إلى ثكناته، وإطلاق سراح كل المعتقلين وفتح الأبواب أمام دخول المساعدات إلى كل المناطق بدون استثناء، والسماح بالتظاهر السلمي، والبدء بعودة اللاجئين والمهجرين”.

وأشار المجتمعون إلى أن “بشار الأسد ونظامه الأمني ليسا جزءا من المرحلة الانتقالية، ولا دور له في مستقبل سوريا”.

تسليح أميركي

وفي تطور آخر، حظي مشروع قانون يهدف إلى تسليح المعارضة السورية بموافقة لجنة بمجلس الشيوخ الأميركي أمس الثلاثاء.

وسيمنح هذا الإجراء الحكومة الأميركية سلطة توفير الأسلحة والتدريب العسكري وإمدادات أخرى لعناصر تخضع للتدقيق من المعارضة السورية.

ومن شأن ذلك أيضا إنشاء صندوق انتقالي بقيمة 250 مليون دولار للمساعدة في بناء حكومة ما بعد بشار الأسد، وفرض عقوبات على مبيعات الأسلحة والنفط للنظام في دمشق، وتوفير مساعدات إنسانية واسعة.

وكان الرئيس باراك أوباما قام بتوفير مساعدات إنسانية غير أنه أحجم عن تسليح المعارضة خوفا من أن تقع الأسلحة  في أيدي “متطرفين إسلاميين”.

بريطانيا: النظام السوري لا يستطيع الانتصار عسكرياً

وليام هيغ أعلن أن الأزمة السورية بدأت تهدد الأمن الإقليمي برمته

العربية.نت –

اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الأزمة السورية بدأت تهدّد الأمن الإقليمي. وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني، إن مجلس الأمن منقسم حول إقامة مناطق عازلة في سوريا لحماية المدنيين، مشدداً على أن النظام السوري لا يستطيع الانتصار عسكرياً.

بينما دعا وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إلى إنهاء العنف والاقتتال في سوريا في أسرع وقت ممكن، ونفى أن تكون بلاده قد أغلقت الحدود أمام تدفق اللاجئين السوريين، مؤكداً أنهم استضافوا 540 ألف لاجئ سوريا. وشدد على دعم الأردن للمسار السياسي لحل الأزمة في سوريا.

ومن جانبه أعرب هيغ عن سعي بلاده إلى رفع حظر السلاح عن المعارضة السورية، لافتاً في الوقت عينه إلى عدم وجود إجماع في مجلس الأمن على إقامة مناطق آمنة في سوريا.

وإلى ذلك، أشار إلى أن المفاوضات على المرحلة الانتقالية ستكون بين النظام والمعارضة، مشدداً على أن النظام السوري لا يمكنه الانتصار عسكرياً.

معارك القصير تتواصل والائتلاف يدعو كل الكتائب لنجدتها

الجيش الحر أعلن عن وصول مجموعات من مقاتليه إلى قلب المدينة لفك الحصار عنها

دبي – قناة العربية –

دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض بالإنابة جورج صبرا اليوم الأربعاء كل كتائب الجيش الحر إلى “نجدة القصير” التي تتعرض منذ أيام لهجمات متكررة من قوات النظام مدعومة من حزب الله، والتي تعتبر معقلاً أساسيا للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص في وسط سوريا. كما طالب صبرا بفتح “ممر انساني” إلى مدينة القصير، ودعا مجلس الأمن الدولي الى عقد “اجتماع طارىء” للبحث في الوضع في محافظة حمص في وسط سوريا.

يأتي هذا في وقت أعلن الجيش الحر عن وصول مجموعات من مقاتليه إلى قلب مدينة القصير للمساعدة في فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام، وللمساعدة في التصدي للحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام بإسناد من حزب الله اللبناني. وحسب خرائط حصلت عليها “العربية” من الجيش الحر، فإن قوات النظام تسيطر على خمسة عشر في المئة من القصير فقط. وقد أعلن مسؤول أميركي عن ورود معلومات عن مشاركة إيرانيين في القتال إلى جانب حزب الله في القصير.

وقد أعلن الجيش الحر عن دخول مجموعات من كتيبتي ثوار بابا عمرو ومغاوير بابا عمرو قلب القصير لفك الحصار الذي يفرضه جيش النظام وقوات حزب الله عليها والمساعدة في التصدي للحملة العسكرية الشرسة لقوات النظام. وقد تواصل القصف على القصير بالتزامن مع قدوم تعزيزات حزب الله على ما يبدو استعدادا لشن هجوم جديد.

خرائط السيطرة

وحسب خرائط صدرت سابقاً عن الجيش الحر، فإن قوات النظام تسيطر على المربع الأمني والحي الشرقي الذي يقع شرق أوتوستراد حمص بعلبك، بينما يسيطر حزب الله على مصفاة مياه الشرب التي تبعد خمسة كيلومترات عن المدينة. فيما يحافظ الجيش الحر على سيطرته على معظم البلدة، ولا سيما على البساتين المحيطة بالمتحلق الغربي للقصير، والذي تدور حوله معظم المعارك، ويضم حاجزي الغيضة وسمير رعد.

إيرانيون إلى جانب حزب الله

ويبقى التطور الجديد في المواجهات التي تشهدها القصير هو إعلان مسؤول كبير في الخارجية الأميركية أن إيرانيين يقاتلون إلى جانب حزب الله اللبناني. وقد أكد المسؤول أنه حصل على هذه المعلومات من قادة الجيش السوري الحر، من دون أن يتمكن من تقدير عدد مقاتلي حزب الله أو الإيرانيين الذين يشاركون في القتال.

الأسد يدفع القصير لحرب مذهبية وتخوف من تفجر المنطقة

واشنطن ترى أن مشاركة حزب الله في القتال ستتسبب بنزاع طائفي

دبي- قناة العربية –

قال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي على وشك إدراج الجناح العسكري لحزب الله في اللائحة السوداء للمنظمات الإرهابية، وقد أبدى متابعون غربيون لتطورات الوضع في سوريا وبخاصة في القصير قلقهم من أن يؤدي تدخل حزب الله في المعارك الدائرة هناك إلى دفع بعض الشباب التوجه إلى سوريا والقتال ضد الحزب في معركة قالوا إنها ستكون طائفية.

هذا وعبّرت واشنطن عن قلقها مما يحدث في القصير، مشيرة الى أن مشاركة حزب الله في القتال سيتسبب بنزاع طائفي متهمة الأسد بتغذيته.

وبحسب الباحث في شؤون الجماعات المسلحة حمود الزيادي من الرياض فإن إقحام حزب الله في معركة القصير سوف يؤدي إلى تحولها إلى حرب مذهبية، خصوصاً أنه (أي الحزب) أراد إظهارها هكذا”.

وتابع الزيادي: “ستتحول سوريا إلى ساحة من الحرب الإيديولوجية، وهذا كله يصب في مصلحة النظام، الذي هدد سابقاً بأنه سيفجر المنطقة، ويبدو أنه سينفذ تهديده بدءاً من سوريا”.

وأشار الزيادي إلى أن جبهة النصرة السنية تحارب في القصير، ونبه إلى أنه إن لم يتم التدخل الآن وبسرعة فإن المسألة ستنتهي بشكل دموي وعنيف.

“الحر” في درعا ينعى “عمر” أصغر إعلاميي الثورة السورية

أصيب بطلقة قناص في معركة “الرماح العوالي” أثناء تصويره لما يحدث

عمر هيثم قطيفان

دبي- جفرا بهاء –

نعى ثوار درعا اليوم الثلاثاء 21 مايو/أيار الطفل عمر هيثم قطيفان ذو الـ15 عاماً كأصغر إعلاميي سوريا المرافقين للجيش الحر.

وعمر كان يحمل صفة الطفل قبل بدء الثورة السورية، وبات يحمل صفة الرجل مع أول يوم من انطلاقتها، على اعتبار أنه ابن المدينة التي أطلقت شرارة الثورة.

كتب أحد أصدقاء عمر: “يا عمر قلتلك لاتضل تركض.. يا عمر اقعد.. وهو يقلي “بدي صور بدي ورجي العالم شو بعملوا بدرعا البلد”، يالله لطفك والله مو مصدق انصدمت.. “.

رصاصة قناص

بقي عمر مع الجيش الحر في درعا البلد منذ تشكل أول كتيبة، وحصل على كاميرا بمساعدة زملائه من “الحر” وبدأ بتوثيق كل ما يمكن توثيقه من قتل وتدمير، وكان ضمن الفريق الإعلامي الميداني باتحاد إعلاميي درعا.

ويقول أحد النشطاء من درعا: “حاول شباب من الجيش الحر ومن أقارب عمر أن يقنعوه بضرورة مغادرة درعا مع أمه، ولكنه رفض وأصر أن يبقى هناك، رغم أنه معيل أمه وأخته الوحيد”.

قتل عمر بطلقة قناص في معركة “الرماح العوالي” في درعا البلد أثناء تغطيته للأحداث.

وكان يلقب بـ”أبو حفص” على عادة الجيش الحر باستعمال أسماء حركية بدلاً من أسمائهم خوفاً من وقوع أحدهم في يد النظام السوري، حتى إنهم في كثير من الأحيان لا يعرفون الأسماء الحقيقية لبعضهم البعض لإصرارهم أن في الأمر مخاطرة في حال اضطر أياً منهم على الاعتراف بما يعرف تحت ضغط التعذيب.

الأمم المتحدة: 38% من السوريين بحاجة لمساعدة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أعلنت منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساء الثلاثاء، عن أن عدد السوريين المحتاجين لمساعدة يبلغ 8.3 مليون شخص، أي ما نسبته 38% من التعداد السكاني للبلاد.

ونقل تقرير نشر على الموقع الرسمي للأمم المتحدة، على لسان بانوس مومسيس، المنسق الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، قوله: “إن هذا الرقم يشمل نحو 6.8 مليون شخص في داخل البلاد و 1.5 مليون من اللاجئين في البلدان المجاورة.”

وأشار مومسيس إلى أنه “ومن الواضح أن الوضع في البلدان المجاورة وحركة اللاجئين عبر الحدود هو نتيجة مباشرة لزيادة مستوى انعدام الأمن داخل سوريا، وعلى وجه الخصوص في مناطق النزاع.”

وتاتي هذه الأنباء في الوقت الذي أشارت فيه تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 70 ألفا من المدنيين لقوا حتفهم منذ بدء الانتفاضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، حيث وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الوضع في سوريا “بكارثة إنسانية” وحذر من أن الاستجابة لنداء التمويل لم تواكب الاحتياجات المتزايدة.

ناشط حقوقي معارض يضع اقتراحاً لإعلان دستوري مؤقت في سورية

روما (22 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وضع محام سوري معارض رئيس لمركز دراسات وأبحاث قانونية إعلاناً دستورياً مؤقتاً للمرحلة الانتقالية في سورية، حاول من خلاله توضيح طبيعة المرحلة الانتقالية والآليات القانونية التي تحكمها، وهي المرة الأولى التي تُقدم بها جهة معارضة خريطة سياسية قانونية آمنة للانتقال الديمقراطي

وحاول رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية المحامي أنور البني، في مشروع الإعلان المؤقت توضيح طبيعة المرحلة الانتقالية ومدتها والآلية القانونية التي تحكمها والتي يمكن أن يوافق عليها السوريون، وطريقة الانتقال إلى بيئة قانونية جديدة ديمقراطية، كما شرح طريقة إعداد دستور جديد لسورية وتصفية آثار المرحلة الماضية ومصير مرتكبي جرائم قتل المدنيين وتدمير البلاد وإعادة السلم الأهلي الذي تعرض لشروخ كبيرة وقاسية

والبني الذي وضع في وقت سابق تصوراً لدستور سوري كامل، اعتبر ما قام به “اجتهاداً” لمساعدة “المعنيين وأصحاب القرار”، ويضم الإعلان الدستوري مقدمة وستة فقرات أساسية، ويبدأ بتعليق العمل بالدستور الحالي وجميع القوانين والمحاكم الاستثنائية والمحاكم الميدانية

ويؤكد الإعلان في مقدمته على أن سورية دولة ذات سيادة وهي وحدة جغرافية سياسية لا تتجزأ وجزء من منظومة عربية وإقليمية ودولية، ودولة متنوعة قومياً ودينياً وطائفياً، وتحترم سيادة القانون والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان وتضمن الحرية الشخصية وحرية التعبير والرأي والاعتقاد والمشاركة بالقرار

أم الحكومة المؤقتة، فيجب أن يُراعى في تشكيلها التنوع السياسي والقومي والديني والطائفي للشعب السوري، وتناط بها كامل الصلاحيات التنفيذية وتباشر صلاحيات تشريعية مؤقتة من أجل تسيير إدارة شؤون الدولة وتتخذ قراراتها بأغلبية الثلثين ومدتها سنتين كحد أقصى، وتباشر بإعادة الإعمار وإعادة هيكلة السلطة القضائية وتشرف على تشكيل جمعية وطنية لوضع دستور جديد للبلاد

أما الجمعية الوطنية، فتتألف من مائة وعشرون عضواً يتم انتخاب نصفهم وتقوم الحكومة بتعيين النصف الثاني، وتتخذ قراراتها بشأن الدستور بأغلبية ثلاثة أرباع أعضائها، على أن تنجزه خلال عام على الأكثر ليُطرح على الاستفتاء العام ليمر بحال موافقة ثلثي الشعب

أما هيئة العدالة الانتقالية المقترحة إنشاؤها أيضاً، فهي هيئة مستقلة من شخصيات قانونية وقضائية واجتماعية واقتصادية وثقافية تكون مهامها إطلاق سراح جميع المعتقلين والبحث عن المفقودين وتسوية الأوضاع القانونية للضحايا، والعمل على إرساء وتدعيم السلم الأهلي وإجراء مصالحة وطنية، وإنشاء محاكم لمحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية، وتعويض المتضررين

وفيما يخص الجيش وقوى الأمن، فيقترح الإعلان أن يخضعا لأوامر وسلطة الحكومة المؤقتة، وتُعاد هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية، وتساهم في إعادة الأمن والقانون وسحب السلاح غير الشرعي

وفي النهاية تقوم الحكومة المؤقتة بتهيئة الأجواء السياسية والإعلامية والأمنية لإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في جو حيادي ونزيه وتحت رقابة منظمات المجتمع الأهلي المحلي والعربي والدولي، وفق اقتراح الإعلان الدستوري المؤقت

معارضون سوريون يرفضون من مدريد بقاء الأسد وأركان نظامه بالمرحلة الانتقالية

مدريد (21 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

شدد عدد من المعارضين السوريين اللمشاركين في مؤتمر بمدريد بإسبانيا في نهاية اللقاء التشاوري الذي استمر يومين على ضرورة وجود قرار سوري مستقل لانتصار الثورة الهادفة لإسقاط النظام بكل رموزه، وإقامة نظام ديمقراطي بديل يوفر الحرية والعدالة والمساواة وسيادة القانون والحريات

وأشاروا في إعلانهم النهائي إلى أن المقدمة الأساسية لأي عملية سياسية يجب أن تبدأ “بسحب الجيش إلى ثكناته وإطلاق سراح كل المعتقلين وفتح الباب لدخول المساعدات إلى كل المناطق، والسماح بالتظاهر السلمي”

وطالب المجتمعون الذين ينتمون لتيارات سياسية معارضة مختلفة برعاية “دولية وإقليمية لأي عملية سياسية لضمان نتائجها”، وأشاروا إلى أن وفد قوى الثورة والمعارضة الذي يضم الائتلاف الوطني وباقي أطراف المعارضة سيكون “الممثل الشرعي” للشعب السوري فيما يتعلق بالمفاوضات.

وشددوا على أن الرئيس بشار الأسد ونظامه الأمني “ليسوا جزءاً من المرحلة الانتقالية” ولا دور لهم في مستقبل سورية مطالبين بضمانات دولية برحيله.

وأشاروا إلى وجوب أن يسبق تشكيل الحكومة الانتقالية تأسيس مجلس حكماء برعاية أممية يتمتع بالصلاحيات الكاملة في تسمية الحكومة والإشراف على أعمالها والتمهيد لإعلان دستوري لإطلاق جمعية تأسيسية، وأن تتولى الحكومة الانتقالية شؤون الحكم بسلطة كاملة، على أن تخضع الأجهزة العسكرية والأمنية لسلطة الحكومة الانتقالية التي يجب أن تلتزم بإعادة هيكلة هذه الأجهزة ومحاسبة المسؤولين عن من ارتكب الجرائم، وأن تمارس هذه الحكومة مسؤوليتها الكاملة في الحفاظ على مؤسسات الدولة والعمل على إعادة هيكلتها وإصلاحها

والمؤتمر الذي عقد بمدريد بدعم من وزارة الخارجية الإسبانية وبتنظيم من حزب التنمية الوطني شارك فيه الرئيس المستقيل لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية معاذ الخطيب لكن القائمين عليه لم ينشروا القائمة الكاملة للمشاركين الذين حضروا بالفعل إلى اللقاء، بينهم إسلاميون من خارج الإخوان المسلمين، وشخصيات من الائتلاف الوطني وقيادات في الجيش السوري الحر وأخرى من تجمعات لرجال أعمال معارضين وغيرهم

وهدف المؤتمر بحسب القائمين عليه إلى “الوصول إلى مبادرة وآلية تحقن الدماء وتوفر المزيد من الدمار والخراب الذي يسوق النظام سورية إليه، وتبني على ما تم طرحه من مبادرات لاقت قبولاً من شعبنا الثائر وحافظت على ثوابت ثورتنا ومكتسباتها وعلى إنجازات المقاومة الشعبية المتمثلة بالجيش الوطني الحر”، وكذلك يهدف إلى “جمع سواد الشعب السوري في مشروع وطني جامع مع التمسك بالثوابت الأساسية للثورة المتمثلة بالحرية والكرامة وتحقيق العدالة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى