أحداث الأربعاء، 24 تشرين الأول، 2012
المعارضة تخوض معركة صعبة للسيطرة على «بوابة الشمال»
دمشق، بيروت، باريس، نيويورك – «الحياة»، ا ب، ا ف ب، رويترز
يخوض مقاتلو المعارضة السورية معركة صعبة للمحافظة على الحصار الذي فرضوه على قاعدة وادي الضيف قرب معرة النعمان التي سيطروا عليها قبل اسبوعين. ويتوقعون ان الاستيلاء على هذه القاعدة، التي يطلقون عليها وصف «بوابة الشمال» سيشكل خطوة مهمة بالنسبة اليهم لاقامة منطقة آمنة تسمح لهم بالتركيز على القواعد الاخرى للنظام.
وتعرضت معرة النعمان مجدداً امس لقصف جوي. وقال المقدم خالد الحمود احد قادة «الجيش السوري الحر» في الداخل انهم فوجئوا بالمقاومة التي اظهرتها قوات النظام في الدفاع عن هذه القاعدة التي تعود اهميتها الى وقوعها قرب الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب، وبالتالي بمناطق الشمال المحاذية للحدود التركية والتي بات اكثرها في يدي المعارضة. وقال الحمود انه يعتقد بان نحو 400 جندي يدافعون عن القاعدة، وهي مجموعة ثكنات تبعد 500 متر فقط عن طريق دمشق – حلب وتدعمهم قوة جوية نشرها النظام. واتهم الحمود النظام بقصف معرة النعمان والقرى للضغط عليهم لانهاء الحصار. وأضاف انه «من خلال قصف عائلاتنا يريدون اجبارنا على التراجع».
ولجأ الجيش النظامي الى ارسال امدادات الى قاعدة وادي الضيف من خلال اسقاط الحاجات اليومية من الخبز والاغذية من طائرات هليكوبتر.
وفيما تتركز المعارك حالياً على هذه المنطقة تستمر الاشتباكات في مختلف مواقع المواجهات الاخرى. وقال نشطاء من المعارضة إن قوات الحكومة قتلت 20 شخصاً على الأقل عندما قصفت مخبزاً في حي يقع تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب، وان بين القتلى نساء وأطفالا. واظهرت لقطات فيديو على الانترنت جثثاً مقطوعة الرؤوس وسط أرغفة خبز متناثرة. وقال مجد نور، وهو ناشط بمعارض في حلب، إن قذيفتين سقطتا على المخبز الواقع في حي هنانو، شرق حلب، مشيرا الى أن مقاتلي «الجيش الحر» كانوا يحرسون المخبز في ذلك الوقت.
كما شن الطيران الحربي السوري غارات على حي القطارجي الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون في حلب. وشوهدت الطائرات الحربية أيضاً في سماء حي الميسر وأحياء حلب الشرقية.
من جهة اخرى، قال عبد الباسط سيدا رئيس «المجلس الوطني السوري» ان هناك فرصاً ضئيلة لنجاح الهدنة التي اقترحها الموفد الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي خلال عيد الاضحى. واضاف ان المعارضة مستعدة لوقف القتال، لكنها سترد اذا تعرضت لهجوم من قوات النظام. وابدى شكوكه في احترام النظام للهدنة خصوصاً انه لا توجد آلية لمراقبة الوضع.
وفي نيويورك، يستمع مجلس الأمن اليوم الى إحاطة يقدمها الإبراهيمي عبر دائرة الفيديو من القاهرة «للاطلاع على نتائج زيارته لسورية وإمكانية تحرك مجلس الأمن للتوصل الى وقف لإطلاق النار خلال عيد الأضحى»، وفق ما أكد ديبلوماسيون في المجلس. وفشلت روسيا في تمرير مشروع بيان أمس يدعو «الحكومة السورية وكل المجموعات المعارضة الى الاستجابة الإيجابية لمبادرة» الإبراهيمي بسبب «الاعتراض الغربي على لغة الاقتراح الروسي الذي يساوي بين الحكومة والمعارضة لناحية من يوقف العمليات العسكرية أولاً، كما أنه يحمل مسؤولية متوازية للطرفين عن استمرار العنف»، بحسب ديبلوماسيين. وتوقعت مصادر أن «يطلب الإبراهيمي دعماً موحداً وواضحاً من مجلس الأمن لمبادرة وقف النار».
وأشار ديبلوماسي غربي الى أن «الفجوة كبيرة بين ما تريد روسيا من مجلس الأمن تبنيه في مشروع بيانها المقترح وبين ما كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا إليه في بيانه المشترك مع جامعة الدول العربية حين أشار الى دعوته في بيانه «جميع الأطراف وخصوصاً الحكومة السورية باعتبارها الطرف الأقوى لإظهار الحكمة والرؤية ووقف القتل والتدمير بحيث يمكن معالجة كل القضايا بغض النظر عن مدى تعقيداتها، بطرق سلمية». كما شدد المصدر نفسه على «ضرورة الإشارة الى الفقرة التي أوردها بان في بيانه المشترك مع جامعة الدول العربية حول «أن يكون وقف إطلاق النار مستداماً وخطوة أولى نحو عملية سياسية تلبي تطلعات الشعب السوري المشروعة نحو الديموقراطية والمساواة والعدالة». والنقطة الثالثة التي خفف الاقتراح الروسي من قوة لغتها هي «دعوة جميع الأطراف السوريين والإقليميين والدوليين الى اتخاذ إجراءات ضرورية للتأكد من نجاح جهود الإبراهيمي»، ما «يفقد موقف الأمن فعاليته العملية».
وتوقع ديبلوماسيون أن يكثف مجلس الأمن مناقشاته في الساعات المقبلة استباقاً لعطلة الأضحى، «ولعدم تفويت فرصة قد تفضي الى وقف لإطلاق النار» فيما «نصح» آخرون «بعدم رفع سقف التوقعات وترقب اختراق كبير».
وكانت روسيا اقترحت مشروع بيان «يرحب بمبادرة» الإبراهيمي «المهمة والعاجلة الى وقف إطلاق النار وإنهاء العنف بكل أشكاله خلال فترة عيد الأضحى». ويثني مشروع البيان على الدعوة المشتركة للأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى كل اللاعبين الإقليميين والدوليين لدعم المبادرة» ويدعو مجلس الأمن «الحكومة السورية وكل المجموعات المعارضة الى الاستجابة الإيجابية لمبادرة» الإبراهيمي «كخطوة أولى نحو وقف دائم للعمليات القتالية وإطلاق عملية سياسية تؤدي الى تغيير ديمقراطي في سورية لمصلحة كل مواطنيها».
في هذا الوقت، اتهمت دمشق امس فرنسا بعرقلة الجهود الساعية الى وقف العنف في سورية من خلال دعمها «العنف والارهاب»، وطالبت وزارة الخارجية السورية في بيانها «المجتمع الدولي وخاصة مجلس الامن بالتعامل بجدية تامة مع الدور الفرنسي الذي يحول دون وقف العنف والارهاب في سورية ويشجع الارهابيين على الاستمرار في مجازرهم ضد المدنيين الابرياء فيها، بما في ذلك الهجمات الارهابية التي كان اخرها يوم الاحد الماضي في باب توما بدمشق».
ورد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو على اتهامات النظام السوري بالقول ان «الاستماع الى الحكومة السورية (تلقي بهذه الاتهامات) امر غير واقعي، وسيكون حتى ببساطة مثيرا للضحك اذا لم تكن الالام التي يسببها للشعب السوري بشار الاسد وفريقه مخيفة ايضا». واكد ان باريس ستواصل «التنديد بتجاوزات النظام السوري» و»مساعدة الشعب السوري بالعزم نفسه»
أزمة أنقرة مع المعارضة السورية وهدنة العيد
أنقرة – يوسف الشريف
قبل شهرين فقط، كانت أروقة السياسة والإعلام في تركيا تبدو متفائلة بتغيير محتمل في موقف واشنطن من الأزمة السورية بعد انقضاء الانتخابات الرئاسية الأميركية، باتجاه العمل على حسم المشهد، إما بتحريك مجموعة أصدقاء سورية لإنشاء منطقة آمنة في شمال سورية أو من خلال فتح باب تسليح المعارضة ودعمها مالياً وعسكرياً واستخبارياً حتى إسقاط النظام، لكن هذا التفاؤل تراجع لتحل محله عوامل التوتر على الحدود مع سورية وتبادل القذائف، كما بددت هذا التفاؤل مواقف المعارضة السورية المتشرذمة سياسياً وعسكرياً.
الصورة التي كانت شائعة لدى الأوساط التركية كانت تتلخص في أنه في حال توحيد مقدار أكبر من المعارضة السورية تحت مظلة المجلس الوطني الذي كان من المفترض أن يعيد بناءه الداخلي وهيكلته باتجاه توسيع المشاركة فيه، وبتوحيد كلمة الميليشيات العسكرية المسلحة للمعارضة على الأرض، فإن الساحة ستكون ممهدة لفترة ما بعد الانتخابات الأميركية التي ستشهد تحركاً حاسماً من واشنطن، لكن الجهود التركية في هذا الإطار باءت بالفشل لتجد أنقرة نفسها أمام اختبار جديد وربما أصعب مع مشروع هدنة العيد الذي أطلقه المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، والذي اعتبره كثيرون في الأوساط التركية بداية تصحيح مسار للسياسة التركية بعدما فقدت الأمل في المعارضة السورية وإن لم تفقد الأمل في إسقاط نظام بشار الأسد، لكنها ربما بدأت تعيد حساباتها باتجاه القبول بجزء أصغر من كعكة الحكم الجديد في سورية.
فزيارة رئيس جهاز الاستخبارات المركزية «سي آي أي» ديفيد بترايوس بداية أيلول (سبتمبر) الماضي، اسطنبول شكلت خطوة لإنعاش التفاؤل التركي القديم، ووفق مصادر المعارضة السورية فإن بترايوس التقى عدداً من قيادات الجيش الحر والمجموعات المقاتلة على الأرض، من بينهم قائد لواء التوحيد عبدالقادر الصالح الذي ظهر للمرة الأولى علناً في اسطنبول بالتزامن مع زيارة بترايوس ليعلن سيطرة المعارضة على 70 في المئة من حلب والعمل على توحيد صفوف المجموعات المسلحة، ليتبع ذلك الإعلان عن تشكيل الجيش الوطني الحر الذي من المفترض أن يجمع كل الميليشيات المسلحة المعارضة ومن ثم تم دفع القيادات العسكرية للجيش الحر للانتقال إلى الداخل السوري لتكون على الأرض تراقب وتقود، وحينها أيضاً بدأ الحديث يتكاثر عن اجتماع مهم للمجلس الوطني السوري الحر في الدوحة.
بدا لبعض الوقت أن هناك استجابة أهم أطراف المعارضة السورية مع التحرك التركي لتوحيد الصفوف أمام المراقب الأميركي، لكن سرعان ما تبددت هذه الأجواء سواء بسبب التكتيك السوري على الأرض الذي عمل على جرّ تركيا إلى الصراع عبر قصف أراضيها، أو بسبب تفجيرات حلب التي تبناها تنظيم القاعدة والتي كانت بمثابة الرد القاتل على الجهود التركية لتوحيد القيادة العسكرية للمعارضة، لينتهي الأمر أولاً بتسريب مقالات في صحف غربية عن وقف إمدادات السلاح للجيش الحر والمجموعات المسلحة عقاباً لها على عدم توحيد صفوفها، وليتبع ذلك اتهامات لدول عربية بعينها بتمويل جماعات جهادية ودينية مقاتلة بعيدة من سيطرة الجيش الحر على الأراضي السورية، وليُختتم ذلك بتصريحات رسمية أميركية ودولية أبدت قلقها رسمياً من نشاط الجماعات «المتطرفة» التي تعمل عسكرياً على الأرض من دون أن يكون لأحد أي نفوذ على قراراتها أو أهدافها.
بدا من المشهد أن أي انتقاد لأداء الميليشيات المسلحة المعارضة على الأرض يحمل في طياته ولو في شكل غير مباشر انتقاداً لأنقرة التي راهنت على سيناريو الحسم العسكري، على رغم أنها هي نفسها من ترفض تزويد المعارضة بأسلحة مضادة للدروع وأخرى متطورة ضد الطائرات خوفاً من أن تقع بيد مجموعات إرهابية تستخدمها ضد مصالح تركيا لاحقاً، ولأنها أكثر المتضررين من دخول الإرهابيين على خط المواجهة سواء كانوا من تنظيم القاعدة أو من حزب العمال الكردستاني.
وبذلك، واجهت أنقرة صعوبات في تحقيق هدفها بإسقاط النظام السوري سريعاً من طريق الحسم العسكري، وبدا أن خيارها وضعها في زاوية ضيقة وتحت رحمة تصرفات المعارضة السورية السياسية والمسلحة، فيما بدت دمشق أمام خيارات أوسع للرد على هذا التوجه التركي، فسعت إلى جرّ تركيا إلى الحرب في رسالة تقول لجارتها الشمالية إنها تخطئ إن ظنت أن الحسم العسكري على الأرض سيكون محصوراً داخل حدود سورية، فيما صبت هجمات القاعدة التي زادت في حلب في مصلحة النظام السوري سياسياً وإن أدمته عسكرياً.
بعد ذلك جاءت صدمة تركيا من المعارضة السورية السياسية التي تبنتها سابقاً، مع كشف التيار الوطني السوري عما قال إنه وثائق مسربة من الاستخبارات السورية، وهي الوثائق التي أشارت إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد أمر بقتل طيارين تركيين بعد إصابة طائرتهما الاستطلاعية بالقرب من الساحل السوري وسقوطها في المياه الدولية ونجاة الطيارين من الحادث، إذ اعتبرت أنقرة أن الكشف عن هذه الوثائق محاولة من المعارضة السورية لزج الجيش التركي في حرب مع سورية أو إحراج حكومة «العدالة والتنمية» التركية أمام ناخبيها وشعبها، وهو ما أثار انزعاج الحكومة التركية البالغ ودفعها إلى إبداء موقف مستهزئ مما جاء في الوثائق والتشكيك في صحتها، ولعل هذه الحادثة وتعثر محاولات المجلس الوطني السوري المتكررة في إعادة هيكلته دفعا أنقرة الى فقد ثقتها بالمعارضة السورية أو على الأقل إعادة النظر في حساباتها في شأن مستقبل سورية.
من هنا، جاءت توقعات بعض المراقبين الأتراك وتحليلاتهم بتراجع تركيا عن موقفها السابق الصلب من الحسم العسكري على الأرض، وبدأت تتجه إلى قبول الحلول الوسط التي تتيح ظهور حكومة انتقالية يكون فيها من يمثل النظام والمصالح الصينية والإيرانية على غرار صيغة الثلث المعطل في لبنان، ليتحول صراع أنقرة من صراع مع نظام بشار الأسد إلى صراع مع الأسد بشخصه، وهو ما تجسد في اقتراح وزير الخارجية أحمد داود أوغلو أن يتولى فاروق الشرع إدارة المرحلة الانتقالية، مع العلم أن الشرع لم يكن يوماً من المتحمسين للتقارب السوري – التركي الذي بدأ عام 2004 ولم يكن جزءاً من أي مشروع من مشاريع التقارب والتعاون، وبقي على هواجسه المشككة في نوايا أنقرة من تقاربها مع دمشق، حتى إن بعض المراقبين في تركيا اعتبر في حينه أن تهميش الشرع بتعيينه نائباً للرئيس كان من بين أحد أسبابه موقفه من تركيا.
على أن أنقرة التي كانت أعلنت سابقاً دعمها لتفاهم جنيف مع تحفظها عن فرض هذا التفاهم على المعارضة السورية وتأكيدها ضرورة أن يختار الشعب السوري الحل الأنسب لأزمته، تواجه اليوم اختباراً جديداً مع المعارضة السورية من خلال مقترح هدنة وقف القتال خلال عيد الأضحى، فإن بدت أنقرة تلقفت هذا المقترح ودعمته بقوة ونقلته ليكون أساس نقاش بينها وبين طهران من خلال لقاء رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أذربيجان، وتبعها إعلان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو توجيه دعوة رسمية إلى جميع أطراف النزاع في سورية لوقف إطلاق النار خلال العيد، فإن تركيا تبقى في موقف لا تحسد عليه مهما كانت نتيجة تلك الدعوة ومشروع الهدنة، إذ إنه في حال امتثلت المعارضة لمقترح الإبراهيمي بالهدنة، فستزيد اتهامات النظام السوري لها بالسيطرة على المعارضة المسلحة ودعمها لوجيستياً، على رغم أن هذا الاحتمال قد يغير جذرياً في مسيرة الصراع الدائر في سورية باتجاه تحول السجال إلى سياسي بدلاً من عسكري.
أما في حال رفضت المعارضة المسلحة هذا المقترح أو انجرت إلى رد على إطلاق نار من جانب النظام، فإن الجهود التركية ستذهب هباء وسيتأكد من جديد للسياسيين الأتراك بأنه لا يمكن الاعتماد على المعارضة السورية. وعلى رغم إدراك أنقرة هذه المحاذير إلا أنها فضلت دعم مقترح الهدنة مع يقينها بأن النظام السوري لن يلتزم وأنه قد يسعى إلى تفجير الصراع إقليمياً. على أن هذا الاختبار بنتائجه سيكون تجربة مهمة لتركيا التي تستعد لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بداية كانون الأول (ديسمبر) المقبل في زيارة رسمية، ليكون اللقاء فرصة خالصة لتقريب وجهات النظر في شأن الملف السوري، خصوصاً أن هذا الموعد سيأتي بعد الإعلان عن الفائز بالانتخابات الرئاسية الأميركية، ما قد يجعل الحوار التركي – الروسي أكثر واقعية بعد اتضاح المشهد الانتخابي الأميركي، وتحديد أنقرة موقفها من المعارضة السورية المسلحة على الأرض.
الإبرهيمي غادر سوريا من دون هدنة
قاعدة وادي الضيف مفتاح “المنطقة الآمنة”
نيويورك – علي بردى
العواصم – الوكالات:
غادر الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي دمشق الى القاهرة من دون الحصول على ضمانات لاعلان هدنة في عيد الاضحى الذي يبدأ بعد غد الجمعة، على ان يقدم اليوم احاطة الى مجلس الامن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة عن المساعي التي بذلها لدى الرئيس السوري بشار الاسد وعدد من ممثلي قوى المعارضة الموجودين في البلاد او خارجها توصلاً الى هذه الهدنة.
وخرقت دول عدة في مجلس الأمن فترة الصمت التي طلبتها روسيا من أجل اصدار بيانين صحافيين للمجلس، الأول لتأييد دعوة الابرهيمي الى وقف النار والثاني للتنديد بالتفجير الأخير في دمشق.
وأفاد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين أن الابرهيمي “ابدى استعداده لتقديم احاطة”. وقال: “وزعنا مسودة بيان (أول من) أمس، ولكن كانت هناك تساؤلات عن النص”. وأضاف: “نحن خائبون بعض الشيء لأننا لم نتمكن من اصدار بيان على الفور”.
وقال ديبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه: “كسرنا فترة الصمت”، مشيراً الى أن “ثمة احاطة يجب أن نستمع اليها. وهناك تعديلات مطلوب ادخالها على النص الروسي المقترح”.
وأعلن ديبلوماسي أوروبي أن “أكثر من دولة طلبت تعديلات واستمهلت”، موضحاً أن “الإعتراض ليس على مبدأ اصدار بيان لدعم الابرهيمي، بل على مضمون هذا البيان”. ولاحظ أن “الهجوم الارهابي في 21 تشرين الأول في دمشق ليس حادثاً معزولاً”، وأن “الجيش السوري وقواته الجوية لا تزال تدك البلدات والقرى”.
وصرح الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي: “سنرى ما سيحصل” بالنسبة الى وقف النار، مشدداً على “ان الابرهيمي يدفع بقوة كبيرة في هذا الاتجاه على غرار ما يفعل الامين العام (بان كي- مون) لاننا نمر في فترة مهمة جدا”. واشار الى ان الابرهيمي يرغب في تطبيق وقف النار “خلال مدة تتيح التوصل الى عملية سياسية”.
مشيخة العقل
ودعت مشيخة عقل الدروز في سوريا في بيان وزعته الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” الى ان يكون يوم الوقوف على جبل عرفات، الذي يصادف عشية عيد الاضحى، موعداً لبدء وقف فوري لكل اشكال العنف في البلاد. وطالبت “بالتوقف الفوري عن كل ممارسة لكل اشكال العنف في كل انحاء الوطن، واعتبار يوم وقوف الحجاج المسلمين في عرفات (الذي يصادف الخميس)، يوم التنفيذ الفعلي لذلك”. وتمنت ان “تكون الايام المقبلة مليئة بالحرمة والهدوء”، معلنة انه “سيتم الاكتفاء بممارسة الشعائر الدينية فقط بمناسبة عيد الأضحى المبارك”. واكدت “ضرورة السعي الدؤوب للمصالحة الوطنية والتغلب السريع على هذه الازمة المؤلمة” التي تعصف بالبلاد منذ 20 شهراً، و”الوصول الى حل سياسي متكامل وشامل عبر حوار جاد وفاعل وحاسم تحت سقف الوطن لتلبية كل رغبات ومطالب شعبنا الصامد الأبي”. واعربت عن “ثقتها بقدرة الشعب السوري الوفي على تجاوز المحن والصعوبات والازمات أياً كان حجمها ونوعها او مصدرها بكل كبرياء واصالة”.
الوضع الميداني
ميدانياً، يخوض مقاتلو المعارضة السورية قتالاً للسيطرة على قاعدة وادي الضيف للجيش النظامي قرب الطريق السريع الرئيسي الذي يربط شمال البلاد وجنوبها ويقولون ان السيطرة عليها ستكون خطوة كبيرة نحو انشاء “منطقة آمنة” تسمح لهم بالتركيز على المعاقل الجنوبية للرئيس بشار الاسد. واذا سقطت القاعدة في ايدي المعارضة التي تسيطر فعلاً على نقاط عبور الحدود الشمالية الى تركيا، فان الاسد سيعتمد فقط على طريق بري واحد من ميناء اللاذقية على البحر المتوسط لارسال الامدادات الى قواته التي تسعى الى استعادة السيطرة على حلب كبرى مدن سوريا. (راجع العرب والعالم)
وفي جنيف، قال برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة، إنه يعتزم الاستمرار في توفير الغذاء لنحو 1,5 مليون شخص في سوريا حتى حزيران المقبل على الأقل، مما يشير إلى أنه يتوقع استمرار نقص الغذاء في ظل الحرب المستمرة منذ اكثر من 19 شهراً.
تركيا تسعى للخروج من المأزق السوري.. عبر روسيا وإيران
تتطلع تركيا إلى إيران وروسيا لمساعدتها في معالجة الأزمة السورية التي تهدد بالاتساع، لا سيما مع تعرض مناطق حدودية للقصف وتدفق اللاجئين إلى أراضيها.
وبعدما حاولت تركيا من دون جدوى لعب دور الوسيط، وانحازت إلى جانب المتمردين ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يبدو أن أنقرة حوّلت مسار سياستها لتوجهه نحو الحوار الإقليمي.
وكشف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان شخصياً الأسبوع الماضي عن هذا التوجه، خلال لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في العاصمة الأذرية باكو.
واقترح أردوغان آلية تعاون ثلاثية تشمل طهران تهدف إلى خفض التوتر الذي يثيره النزاع السوري لدى كل الدول المجاورة.
وقال إن «هذه الآلية الثلاثية يمكن أن تشمل تركيا ومصر وإيران»، مضيفا أن «آلية أخرى يمكن أن تجمع تركيا وروسيا وإيران، وثالثة تجمع بين تركيا ومصر والسعودية».
وقال كاتب الافتتاحية في صحيفة «حرييت ديلي نيوز» الناطقة بالانكليزية «إنه تغيير كبير في موقف أنقرة»، مضيفاً «قبل بضعة أشهر لم تكن أنقرة في وارد قبول أي محادثات حول سوريا تشمل روسيا وإيران بسبب دعمهما غير المشروط للرئيس الأسد».
وفي الأسابيع الأخيرة، أصبح النزاع في سوريا يشكل هاجساً كبيراً للحكومة التركية. فقد عبر أكثر من مئة ألف لاجئ سوري الحدود هربا من المعارك، ما يثير استياء قسم من السكان المحليين الأتراك.
ومنذ القصف السوري لقرية اكجاكالي التركية في مطلع تشرين الأول، أصبح الجيش التركي متأهباً لأي احتمال، ويرد بانتظام على أي قذيفة تسقط في أراضيه.
وعلى طول الحدود المشتركة، يسود التوتر بين البلدين، ما يثير مخاوف من توسع رقعة النزاع.
وقد رأت المعارضة التركية في هذا التغير فشلاً للديبلوماسية التركية في هذه القضية، واتهمت علناً الحكومة المحافظة بالسعي إلى إقحام البلاد في حرب تعارضها أغلبية كبيرة من الأتراك بشدة.
وأرغمت العديد من الأسباب سلطات أنقرة على السعي إلى التهدئة.
وأصبح الآن لتركيا وإيران، اللتين كانتا على خلاف لفترة طويلة، قضية مشتركة بدعم وقف إطلاق النار، الذي يدعو إليه الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي في عيد الأضحى.
كما أن أنقرة وموسكو استأنفتا اتصالات ناشطة، وتبذلان أقصى الجهود للتقليل من أهمية حادث اعتراض تركيا طائرة مدنية سورية كانت تنقل معدات عسكرية لسوريا من موسكو.
لكن يجب الانتظار لمعرفة مدى فاعلية هذه الصيغة الجديدة من السياسة الهادفة إلى إنهاء المشاكل مع الدول المجاورة. فهذه النظرية التي أطلقها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بدا لفترة أنها انتهت بسبب الأزمة السورية.
ويقول الخبير سولي اوزيل من جامعة بيلجي في اسطنبول إن «تركيا يائسة منذ 19 شهراً، وهي ليست قوية بما فيه الكفاية لكي تؤثر على الوضع في سوريا أو لإقناع حلفاء سوريا (بإيجاد حل) ولا حتى لإقناع حلفائها بدعمها».
وأضاف «أعتقد أن المسؤولين الأتراك يعيدون اكتشاف فوائد فكرة عدم وجود مشاكل مع الجيران».
(ا ف ب)
مقاربـة علـى غـرار الطائـف: تـرك المتحاربـين يُنهَكـون أولاً
حصيلة 4 أيام دمشقية محبطة للإبراهيمي
محمد بلوط
أربعة أيام دمشقية للمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من دون التقدم خطوة واحدة، ولو رمزية من قبيل هدنة العيد، نحو تبلور خطة يمكن للإبراهيمي أن يدافع عنها في جولاته المستمرة منذ أسابيع أو أن يطرحها على لقاءاته الدولية والعربية.
ويقول مصدر ديبلوماسي إن المبعوث الأممي العربي إلى سوريا أخفق في الحصول على أي تعهد من الرئيس السوري بشار الأسد بفرض أي وقف إطلاق للنار، ولو جزئي، كما اخفق في انتزاع أي تنازل من المعارضة السورية المسلحة، رغم ما يقوم به مدير مكتبه في دمشق مختار لماني، من اتصالات مباشرة وأحياناً عبر «سكايب» لإقناع قادة الكتائب المسلحة الالتحاق بوقف إطلاق النار طيلة أيام الأضحى.
ويرفض السوريون تكرار تجربة وقف إطلاق النار كما خبروه مع بعثة المراقبين العرب والأمميين، بإشراف الجنرال روبرت مود، والذي لم يؤد بنظرهم إلا إلى منح المعارضة المسلحة ما تحتاجه من وقت لتعزيز مواقعها وإمداداتها على جميع الجبهات. ولم يتحقق هدف الإبراهيمي الأولي بوضع يد على دفة الأزمة من غير المتنازعين للمشاركة على الأقل بإدارة الأزمة عبر خطوة الهدنة العملية، تمهّد لوقف إطلاق النار، وتفتح نافذة لبناء عملية سياسية بين المتقاتلين.
ويعبر إيلاء الإبراهيمي في النهاية، أمر الهدنة إلى أمزجة المتقاتلين وحدهم وكرمهم وليحترمها من شاء منهم، عن إحباطه ويأسه.
واعلن مصدر ديبلوماسي ان الإبراهيمي محبط بعد زيارته الدمشقية، ولا يملك ما يكفي لإعلان خطة تحمل اسمه، لكنه لا يزال قادراً على إحياء خطة سلفه كوفي انان.
ويقول ديبلوماسي إن الإبراهيمي لا يملك خيارات أخرى سوى العودة إلى خطة انان والتمسك باتفاقية جنيف، باعتبارهما لحظة الإجماع الدولي والتقاطع الوحيد بين الولايات المتحدة وروسيا على حلّ ما في سوريا، رغم ما حل لاحقاً من تباعد في تفسير جنيف: باعتباره إقراراً روسياً بأن الحل يبدأ برحيل الأسد، فيعهد بسوريا إلى هيئة حكومية تنفيذية واسعة الصلاحيات ليس منها بشار الأسد، كما قرأه الغربيون، فيما قرأ الروس في الاتفاق إيلاء أمر الأسد إلى عملية سياسية ومفاوضات تقرر مستقبله ودوره.
ويوضح ديبلوماسي في قراءة سريعة أن الإستراتيجية الحقيقية للإبراهيمي في سوريا قد تكون هي نفسها التي اعتمدها في مقاربة الأزمة اللبنانية، قبل أن يذهب اللبنانيون إلى الطائف، وقد يكون بانتظار أن يتعب المتقاتلون ويقتنعوا أن الخيار الأمني ليس الأنجع، كما أن انتصار المعارضة ليس في فوهة البنادق.
ويبدو خيار إرسال قوات فصل إلى سوريا احد الخيارات المطروحة على الأمم المتحدة، بالرغم من أن الخطة الإبراهيمية لم تتبلور بعد. وكان مسؤول قوات حفظ السلام الأممية هيرفيه لادسو قال، أمس الأول، إن المنظمة الدولية تعد خططاً لقوة حفظ السلام في حال توقف النار بشكل دائم في هذا البلد شرط أن يوافق مجلس الأمن على ذلك.
وكان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس قد قال لـ«السفير» إن «الإبراهيمي قدم اقتراحاً اسماه هدنة، لكنه يقول إنها مبادرة فردية. لكن الآليات التي يعمل عليها لا مكان لقوة فصل ترسل إلى سوريا».
وكانت «السفير» قد تحدثت عن سيناريوهات في الأمم المتحدة لتشكيل قوات دولية، شبيهة بقوات الطوارئ التي انتشرت في جنوب لبنان قبل حرب تموز العام 2006، وأخرى أفضل تجهيزاً عسكرياً وسياسياً، من دون أن يدرعها الفصل السابع الذي يرفضه الروس.
وقال فابيوس لـ«السفير» إن «الأمم المتحدة تقوم فقط بعملها، وهي تتفحص فرضيات عدة» في إشارة إلى تشكيل قوة دولية. واستعاد الخلاف الفرنسي الغربي ـ الروسي على اتفاقية جنيف. وقال إن «الاتفاق مهم جداً، وقد جرى (30 حزيران الماضي) بحضور أنان، بيد أن الأمور لم تذهب بعيداً بمجرد خروجنا من الاجتماع. البعض فهم انه لا ينبغي أن يبقى الأسد في السلطة، لأن هيئة حكومية ستتولى سلطات واسعة، وكنا كما اذكر نتساءل في الكواليس عن البلد الذي سيلجأ إليه الأسد، لكن (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف كان يقول غير ما اتفقنا عليه».
وحول المنطق الذي يقف وراء دعم فرنسا حكومة لبنانية يسيطر عليها «حزب الله» وحلفاء سوريا، كما طلب منه احد الصحافيين، قال فابيوس إن «الوضع اعقد مما تصورون. نريد أن يستمر التماسك اللبناني، وان نجنب لبنان عدوى الصراع السوري، ونظهر تضامننا مع الشعب اللبناني بأسره، ونتجنب أن نحرض طرفاً على طرف آخر، لان ذلك سيكون في مصلحة أولئك الباحثين عن تفكيكه، وهو تكتيك استخدمه في الماضي النظام السوري، ولن نذهب في هذا الاتجاه».
إلى ذلك، (ا ف ب، رويترز) قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال زيارته الإبراهيمي في الفندق لتوديعه قبل سفره الى القاهرة، رداً على سؤال عن التوصل إلى حل في شأن اقتراح الهدنة في الأضحى «يجب التوصل إلى ذلك بشكل سريع».
وذكرت وكالة «ارنا» إن السفير الإيراني لدى سوريا محمد رضا رؤوف شيباني كرر، خلال لقائه الإبراهيمي الذي يطلع مجلس الامن اليوم على تفاصيل جولته في المنطقة ويزور موسكو الاثنين المقبل، دعم طهران لاقتراحه هدنة في عيد الأضحى.
اشتباكات عنيفة تسبق «الهدنة» السورية المفترضة:
قصـف فـي حلـب… ومداهمـات فـي دمشـق
شن الطيران الحربي السوري، أمس، غارات جوية على حلب، بينما تابعت القوات النظامية عمليات الدهم في دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، وسط تضاؤل فرص التوصل الى هدنة لمناسبة عيد الاضحى.
وذكرت قناة «سي ان ان تورك» أن قذيفة مضادة للطائرات أطلقت من سوريا سقطت على مركز صحي في بلدة تركية في محافظة هاتاي الحدودية، من دون وقوع إصابات.
وقبل ايام على عيد الاضحى الذي دعا فيه المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي الى هدنة بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة، شن الطيران الحربي السوري غارات جوية على حي يسيطر عليه المسلّحون في حلب.
ولفت المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، الى ان «الطائرات الحربية شوهدت ايضا في سماء حي الميسر واحياء حلب الشرقية»، مضيفا ان مسلحاّ قُتل في معارك في حلب.
وفي دمشق، افاد المرصد ان القوات النظامية نفّذت «حملة مداهمات في منطقة الزاهرة مترافقة مع اطلاق رشقات من الرصاص».
واشار الى مقتل رجل ليل أمس الأول في انفجار «عبوة ناسفة في منطقة جسر كشكول عند مدخل منطقة الدويلعة» في احدى ضواحي جنوب العاصمة.
وفي دير الزور، دارت اشتباكات فجر أمس في حي الجبيلة وبالقرب من فرع الامن السياسي بمدينة دير الزور، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى تعرض مبنى في مدينة البوكمال قرب المفرزة القديمة للامن السياسي، للقصف.
وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عن اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي في حي العسالي في دمشق.
وقال ناشطون من المعارضة السورية إن قوات الحكومة قتلت 20 شخصا على الأقل، عندما قصفت مخبزاً في حي يقع تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب.
من جهة أخرى، يسعى المسلّحون للسيطرة على قاعدة للجيش بالقرب من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط شمال البلاد وجنوبها. وقال المقدم المنشق خالد حمود ان «السيطرة على القاعدة ستشكّل خطوة كبيرة نحو انشاء منطقة آمنة تسمح لنا بالتركيز على معاقل النظام الجنوبية».
وقام المسلّحون طوال اسبوعين بحصار ومهاجمة قاعدة وادي الضيف التي تقع الى الشرق من معرة النعمان. وقال حمود ان «شراسة الهجمات المضادة من جانب القوات الحكومية تبين مدى أهمية السيطرة على القاعدة للاستراتيجية العسكرية للرئيس».
وكانت معرة النعمان سقطت بالفعل في أيدي المسلّحين، ما ادى فعليا الى قطع الطريق السريع الى حلب. لكن من دون السيطرة على قاعدة الجيش القريبة، فان سيطرة مسلحي المعارضة على الطريق تصبح هشة، لكون السيطرة عليها ستفتح الطريق لقطع خط الامداد الثاني الرئيسي للجيش السوري الى الشمال، اي على الطريق من اللاذقية الى حلب الذي يمر في بلدة جسر الشغور.
وبرغم حصولهم على أسلحة فتاكة بدرجة متزايدة، من بينها المدفعية والاسلحة المضادة للطائرات، إلّا أن المسلّحين يشكون عدم حصولهم على امدادات مناسبة لمواصلة القتال، والاطباق على «القاعدة».
(أ ف ب، رويترز، أ ش ا)
نداء إلى روسيا لحماية شركس سوريا
وجّه المشاركون في المؤتمر التاسع للاتحاد الشركسي الدولي، الذي عقد في نالتشيك عاصمة جمهورية قبردينو – بلقاريا، نداء الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو، ورئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين، يناشدونهم فيه تقديم الحماية الى الشركس القاطنين في سوريا، ومساعدة الراغبين منهم في العودة الى وطنهم التاريخي في شمال القوقاز.
وأشار النداء إلى أن مثل هذا القرار «يرفع من هيبة روسيا ويوطد السلام والأمن والاستقرار في شمال القوقاز». وأكد وقوع إصابات بين ابناء الجالية الشركسية البالغ عددهم حوالي 150 ألف نسمة اثناء العمليات القتالية الجارية في مختلف المدن السورية، كما فقد الكثيرون مساكنهم وممتلكاتهم. ولفت النداء ايضاً الى وجود «قلق من محاولات لاستغلال الشركس السوريين في احتدام الصراع الطائفي والاثني في البلاد وفي المنطقة». («روسيا اليوم»)
مشيخة دروز سوريا: ليتوقف العنف الخميس
دعت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، الى أن يكون يوم الوقوف على جبل عرفات، الذي يصادف عشية عيد الاضحى، موعدا لبدء وقف فوري لكل أشكال العنف في البلاد، بحسب ما ورد في بيان باسم المشيخة.
وطالبت المشيخة في البيان «بالتوقف الفوري عن كل ممارسة لكل أشكال العنف في كل أنحاء الوطن، واعتبار يوم وقوف الحجاج المسلمين في عرفات (المصادف الخميس)، يوم التنفيذ الفعلي لذلك».
وتمنت أن «تكون الأيام المقبلة مليئة بالحرمة والهدوء»، مشددة على أنه «سيتم الاكتفاء بممارسة الشعائر الدينية فقط بمناسبة عيد الأضحى المبارك» الذي يبدأ الجمعة 26 تشرين الأول. وأكدت المشيخة في بيانها «ضرورة السعي الدؤوب للمصالحة الوطنية والتغلب السريع على هذه الأزمة المؤلمة»، و«الوصول الى حل سياسي متكامل وشامل عبر حوار جاد وفاعل وحاسم تحت سقف الوطن لتلبية كل رغبات ومطالب شعبنا الصامد الأبي». («سانا»)
مقاتلو المعارضة السورية في ادلب يجربون تكتيكات الحصار لكسب أرض
العلاني- (رويترز): ينادي عبد الله من سطح مبنى على جنود الحكومة السورية الذين يختبئون في معسكر على قمة تل قائلا إن وحدته من مقاتلي المعارضة تحيط بهم ويهتف بهم “انشقوا.. انشقوا. نعد بالحفاظ على سلامتكم”.
ويأتيه الرد سريعا وابلا من الرصاص فينحني محتميا بسور السطح.
كان هذا مشهدا من الأحداث قرب حافة محافظة إدلب على مرمى حجر من الحدود التركية.
ويحاول مقاتلو المعارضة الذين يسعون للاطاحة بالرئيس بشار الأسد في تغيير لأساليبهم السيطرة على بلدات ومواقع عسكرية في المنطقة الحدودية الفقيرة في محافظة ادلب من خلال محاصرتها وتجويع جنودها كي يستسلموا.
وبعد وابل الرصاص يعيد عبد الله الكرة محبطا “أقسم لكم. انشقوا ولن نقتلكم”. ثم تخترق طائرة ميغ حكومية السماء قادمة من فوق قمة جبل لالقاء قنبلة على بلدة سلقين القريبة ويهز انفجارها المدوي الوادي.
وفي حواري قرية العلاني التي تتناثر فيها القمامة وطلقات الرصاص يتألم عبد الله ورفاقه للكارثة التي لا بد لحقت بسلقين على بعد بضعة كيلومترات.
وهم يحاصرون جنود الحكومة الذين يعسكرون على قمة التل في مجموعة خيام بيضاء لا ترى الا بصعوبة من وراء الاشجار وينتظرون.
وقال أنس الزير قائد كتيبة يوسف العظمة التي ينتمي اليها عبد الله “في المعسكر 150 جنديا. نحن نقطع عنهم امدادات الطعام والسلاح منذ اربعة ايام الان. وعندما نشعر أنهم أصبحوا ضعفاء بدرجة كافية سيكون بمقدورنا ان نذهب ونقتحم المعسكر ونأسرهم”.
وكان القائد يتحرك هنا وهناك متكئا على عكازين وهو يصدر الاوامر وساقه مضمدة لاصابته بجروح في معركة سابقة. وقال إن تكاليف هذه الاستراتيجية أقل كثيرا مما كان مقاتلوه يتعرضون له من قبل.
وأضاف “سقط لنا ثمانية شهداء فقط في الحصار الاخير”.
وبدأت الانتفاضة المناهضة للاسد بمظاهرات سلمية في الشوارع قبل 19 شهرا لكنها تحولت الى حرب أهلية ذات أبعاد طائفية.
وتعتمد حكومة دمشق اعتمادا كثيفا على القصف الجوي والمدفعي في صد مقاتلي المعارضة ذوي التسليح الخفيف منزلة في الوقت نفسه عقابا قاسيا بالمدنيين باستخدامها الاسلحة الثقيلة ضد المدن والبلدات التي ابتلعها الصراع الدائر.
وقتل أكثر من 32 ألف سوري منذ بدء الانتفاضة.
وكان مقاتلو المعارضة في قطاع إدلب يركزون من قبل على نصب أكمنة للقوافل وخوض معارك ضارية. لكنهم يقولون إن تسليحهم الخفيف اضطرهم الى تغيير أساليبهم واللجوء الى الهجمات غير المباشرة مثل الحصار والتطويق في المناطق الاكثر فقرا مثل ادلب.
وحقق تغيير الأساليب بعض النجاح. فقد سقطت في أيديهم عدة بلدات ونقاط تفتيش بعد أن حاصروها قرابة اسبوع.
وقال الملازم علي العلي انها طريقة أسهل لتحقيق تقدم مع تقليل الخسائر في الارواح وتوفير الذخيرة. ويقود العلي وهو ضابط مدفعية انشق العام الماضي كتيبة أحرار الجبل الوسطاني التي تنتمي الى بلدة جبلية قريبة.
وأضاف “أولا نستطلع المنطقة ثم نحدد الأماكن التي سنسيطر عليها وبعدها نقطع طرق امدادهم ونحاصرهم. ونستمر في حصارهم إلى أن يستسلموا أو ينال منهم الضعف فنستطيع اقتحام المكان بسهولة.”
وكان القائد يتحدث جالسا على وسائد في غرفة خرسانية عارية بصوت خفيض حيث ما زال واهنا من أثر رصاصة قناص اخترقت صدره في حصار سابق قبل عشرة ايام.
وقال “بهذه الاستراتيجية نوفر اسلحتنا ونحفظ الأرواح في الجانبين لان المواجهات تقل. ويمكننا أن نأسر الجنود ما لم يكونوا قد انشقوا أو قتلوا عندما نقتحم المنطقة”.
وأضاف ان المجموعات الصغيرة من المقاتلين يمكنها ان تتحرك بسرعة قبل معظم الهجمات الجوية.
لكن هذا لا ينطبق على المدنيين في البلدات القريبة مثل سلقين الذين يصبحون ضحايا لمكاسب المعارضة عندما تقصفهم القوات الحكومية من السماء.
ونالت قرية البرامية التي ينتمي اليها علي نصيبها من المعاناة. فتفحمت اكواخها المقامة من الحجارة والأسمنت على سفح الجبل وانتشرت على وجهها كالبثور حفر قذائف المورتر.
ومع ذلك أرسل علي من الجبل بضعة صناديق ذخيرة الى كتيبة يوسف العظمة التي تحاصر الجنود. ويعاني مقاتلو المعارضة هناك من نقص الذخيرة ومن ثم يستخدمون قنابل تصنع محليا من أنابيب المياه المحشوة بالالومنيوم وكيماويات تستخلص بالتقطير من طلاء الاظافر.
ويقول مقاتلو المعارضة ان الهدف ليس السيطرة على قرى وانما ممارسة ضغوط على قوات الاسد من خلال التصدي في مزيد من المناطق في الوقت نفسه.
ومن بين اسباب النجاح الذي تحقق أخيرا سحب جنود الحكومة من كثير من اجزاء شمال ادلب.
وتم تحويل بعض القوات الى المعارك الدائرة في المدن الكبرى دمشق وحلب وحمص. أما ما بقي من قوات فلم يكن يكفي الا لتغطية نقاط التفتيش والقواعد الصغيرة قرب البلدات الاكبر في شمال ادلب الامر الذي جعلها هدفا أسهل.
وجلبت المعارضة تعزيزات ايضا. فقد استدعيت بعض الوحدات من اجزاء اخرى من ادلب أو من محافظات مجاورة كما جاء اخرون من أماكن أبعد – فوسط البقايا المتفحمة لنقطة تفتيش للجيش سيطر عليها مقاتلو المعارضة خارج سلقين كان بين المقاتلين شيشاني واحد على الاقل وعدد من العرب قادمين من الخارج.
ويصعب تحديد مدى قدرتهم على الاحتفاظ بالمكاسب في مواجهة قوة الاسد الجوية الساحقة. ولدى قوات المعارضة مدافع مضادة للطائرات كافية للتصدي لطائرات الهليكوبتر بل وطائرات التدريب التي تطير على ارتفاع منخفض لكن لا قبل لها بطائرات الميج الروسية الصنع.
وعلى الطريق في العلاني حيث ما زال الحصار قائما مرق عبد الله عبر الشارع ثم وقف يلتقط أنفاسه اللاهثة وراء سور يحرسه شاب صغير.
وسأل رفيقه وهو يلهث “ما مدى دقة هذا القناص؟”
وأجاب المقاتل “هذا قناص جيد. انه يطلق النار على الاذرع. لا أعتقد انه يتعمد القتل”.
وأومأ عبد الله قائلا “ربما كان معنا.”
وقال كثير من المقاتلين انهم تعبوا من الهجمات الدامية التي اعتادوا القيام بها ويفضلون أسلوب الحصار حتى لو كان يستغرق مدة أطول لتحقيق النتيجة المطلوبة.
وقال حسن “المواجهة المباشرة أقل. ومن يدري ربما كان كثير منهم خائفين وغير قادرين على الانشقاق ولذلك فهذا أفضل لهم أيضا.”
ولم يكن مصير الجنود المحاصرين واضحا ايضا.
ففي الناحية الأخرى من الطريق عند نقطة التفتيش التي سيطرت عليها قوات المعارضة دفن المقاتلون جثثا منتفخة في التربة الحمراء. وقالوا ان الجنود قتلوا بنيران قواتهم قبل ان يقتحموا هم المنطقة لكن يتعذر التحقق من هذا الزعم.
ولا بد أن الجنود المتحصنين على قمة التل المحاصر يجدون أيضا صعوبة في تفسير الرسائل المتضاربة التي تصلهم من مقاتلي المعارضة.
فبعد ان ناشد مقاتلو المعارضة الجنود أن ينشقوا أخذ مقاتل يطلق النار من شاحنة طلقة تلو أخرى مستخدما مدفعا مضادا للطائرات.
وفي وقت لاحق اذاع مقاتلو المعارضة اغاني ثورية من مكبر الصوت في مسجد البلدة. وتحث كلمات الاغنية الجيش السوري الحر على السير الى الامام.
وقال الزير قائد القوة وهو ما زال يتحرك متكئا على عكازيه “انها مجرد وسيلة لانهاك اعصابهم.” وجاء أحد مقاتليه – وهو قناص – مبتسما.
وصاح القناص الذي يظلع في سيره ايضا لاصابته بجرح في ساقه “قتلت ثلاثة من كلاب الاسد صباح اليوم.” وربت رفاقه على ظهره.
لكن البعض يشعرون بالألم والمرارة حتى عند الفوز. فمع كل دبابة تحترق أو مبنى يتهدم أو جندي يسقط يتآكل جزء من بلدهم.
وهمس رجل من بين المجموعة “نحن ندرك الدمار الذي يحدث فالدم الذي يهرق دم سوري في أي من الجانبين. قد تبدو وجوهنا باسمة وقد تنطلق صيحات الفرح من شفاهنا لكن الألم يعتصر قلوبنا”.
هيومن رايتس: سوريا تواصل إلقاء القنابل العنقودية بالرغم من إنكار استخدامها
نيويورك- (يو بي اي): تحدثت منظمة (هيومن رايتس ووتش) عن أدلة متزايدة لديها تبين استمرار القوات الجوية السورية بإلقاء القنابل العنقودية بالرغم من إنكار الجيش السوري انه يستخدمها.
وأصدرت المنظمة تقريراً تشير فيه إلى أن المعلومات التي جمعتها تُظهر زيادة ملحوظة في استخدام القنابل العنقودية خلال الأسبوعين الماضيين.
ورأت ان هجمات القنابل العنقودية تأتي كجزء من حملة جوية متصاعدة تشنها القوات الحكومية على معاقل المعارضة، شملت إلقاء قنابل شديدة الانفجار، وقنابل انشطارية، بل وقنابل “برميلية” في مناطق مأهولة بالسكان.
وإذ ذكرت بما نشرته في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2012 حول استخدام سوريا للقنابل العنقودية، لفتت إلى ان الجيش السوري أصدر تصريحاً ينكر فيه استخدام القنابل العنقودية ويقول إنه لا يمتلك مثل تلك الأسلحة.
لكنها لفتت إلى انه منذ ذلك الحين تمكنت (هيومن رايتس ووتش) من جمع أدلة جديدة على استمرار القوات الجوية السورية في شن هجمات القنابل العنقودية، وأكدتها من خلال مقابلات مع الضحايا ومع سكان آخرين ونشطاء صوروا الذخائر العنقودية، علاوة على تحليل 64 مقطع فيديو وصور فوتوغرافية تبين بقايا أسلحة تخلفت عن 10 هجمات جديدة بالقنابل العنقودية في بلدات عدة.
وقال مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في المنظمة ستيف غوس “يخلو إنكار سوريا من المعنى مع تراكم الأدلة على انهمار القنابل العنقودية كالمطر فوق البلدات والقرى”.
وأضاف ان “القوات الجوية السورية تفرض سلطان الرعب على المدنيين في معاقل المعارضة بأنحاء البلاد، بإلقاء القنابل العنقودية وغيرها من الأسلحة الانفجارية من الطائرات”.
ورداً على إنكار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استخدام قنابل عنقودية “روسية الصنع” في سوريا، أوضحت المنظمة انه رغم أن كيفية وتوقيت حصول سوريا على ترسانتها ليسا في حيز المعرفة العامة فإن الاتحاد السوفياتي السابق كان ينتج قنابل “آر بي كيه” العنقودية ويصدّرها بكميات كبيرة.
وقال غوس “بينما يمكن للافروف تبرير إنكاره بانطباقه الضيق على القنابل العنقودية الحديثة “روسية الصنع”، فإن كافة الأدلة حتى الآن تبين ان الأسلحة التي تلقيها طائرات القوات الجوية السورية النفاثة والمروحية نشأت في الاتحاد السوفياتي، وعلى روسيا أن تبدي القلق من استخدام الذخائر العنقودية في سوريا، وليس التشكيك في الأدلة المقنعة على استخدام ذخائر عنقودية سوفياتية الصنع”.
وأضاف ان “على كافة البلدان المعنية بحماية المدنيين من الآثار الضارة للذخائر العنقودية وغيرها من الأسلحة الانفجارية أن ترفع أصواتها مطالبة بإنهاء الحملة الجوية” في سوريا.
صحيفة تابعة للسلطات السورية: الحل السياسي قادم بعد مناظرات أوباما ورومني
دمشق- (د ب أ): اعتبرت صحيفة (الثورة) التابعة للسلطات السورية الأربعاء أن التدخل العسكري الخارجي بات بعيدا عن الأزمة الطاحنة بالبلاد وأن الحل هو سياسي وهو الخيار القادم لا محالة، خاصة بعد المناظرة الأخيرة لمرشحي الرئاسة الأمريكية باراك أوباما وميت رومني.
وقالت صحيفة (الثورة) إن أوباما ورومني: “اتفقا على رفض التدخل العسكري في سورية”، وإن “روسيا رفضت دائما أي تفكير بهذا الاتجاه”.
وأضافت الصحيفة في مقال أوردته في عددها الصادر الأربعاء أن “أي تدخل عسكري لا يستطيع الحسم … لم يحسمها الأميركان في العراق أو أفغانستان ولا الأوروبيون في ليبيا، سورية وبموضوعية ليست العراق ولا ليبيا ولا أفغانستان”.
وخلصت الصحيفة إلى القول: “نستطيع اليوم أن نرجح استبعاد خيار التدخل الخارجي العسكري أبعد من الحدود الحاصلة،اليوم يبدو العالم مقتنعا بذلك”.
ومن ناحية أخرى قالت السلطات السورية إنها لن تقبل بقوات أجنبية على أراضيها.
وكان مسؤول في الأمم المتحدة قال الثلاثاء إنه لا يستبعد إرسال قوات دولية لحفظ السلام في سورية، وأوردت الصحف السورية الأربعاء رفض السلطات لذلك.
اشتباكات عنيفة بين قوات الأسد والثوار في محيط مطار حلب الدولي
لندن- القاهرة- (د ب أ): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء أن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة دارت في محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري.
وأضاف المرصد الذي يتخذ من لندن مقرار له أن أحياء طريق الباب والميسر بمدينة حلب وبلدة حيان في ريفها تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية.
وأوضح أنه دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة أيضا في محيط فرع الأمن السياسي بمحافظة دير الزور.
كما نفذت الطائرات الحربية السورية غارات جوية صباح الأربعاء على قرية معرشمشة ومدينة معرة النعمان بريف إدلب وشوهدت سحابة كبيرة من الدخان تتصاعد في سماء المنطقة بعد القصف بثلاث قذائف، وفق ما أكده المرصد السوري.
ولم ترد بعد أنباء عن إصابات.
مشيخة الدروز تدعو لوقف العنف قبل العيد
اوباما يؤكد ان ‘ايام الاسد معدودة’ ورومني يطلب تسليح المعارضة
الجيش الحر يقاتل لاحكام السيطرة على طريق سريع رئيسي
دمشق ـ اسطنبول ـ بوكا راتون (الولايات المتحدة) ـ وكالات: شن الطيران الحربي السوري الثلاثاء غارة جوية على حلب شمال سورية، بينما تابعت القوات النظامية عمليات الدهم في دمشق، وسط تضاؤل فرص التوصل الى هدنة لمناسبة عيد الاضحى (الجمعة والسبت والاحد).
وقالت لجان التنسيق المحلية إن 150 شخصا قتلوا الثلاثاء بنيران قوات النظام معظمهم في حلب وريف دمشق ودير الزور، واتهم ناشطون الجيش النظامي بارتكاب مجزرتين بحق المدنيين في ريف دمشق وحلب، في حين تزداد حدة المعارك بريف دمشق مع وقوع انفجار كبير في مقر الفرقة الرابعة للحرس الجمهوري بمعضمية الشام قرب العاصمة.
وبث ناشطون صورا لتصاعد سحب دخان كثيف من مقر الفرقة الرابعة/الفوج 555 في بلدة المعضمية بريف دمشق، وذلك بعد ساعات من وقوع انفجار في حي البرامكة بالعاصمة مع انفجارات عدة هزت أحياء دمشق الجنوبية نتيجة قصف المدفعية من داخل مطار المزة العسكري.
جاء ذلك فيما استمر التوتر على الحدود السورية التركية حيث سقطت قذيفة مضادة للطائرات اطلقت من سورية الثلاثاء على مركز صحي في بلدة تركية حدودية الا انها لم توقع اصابات، بحسب ما افاد تلفزيون ‘سي ان ان – ترك’ على موقعه.
جاء ذلك فيما يخوض مقاتلو المعارضة السورية قتالا للسيطرة على قاعدة للجيش بالقرب من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط شمال البلاد وجنوبها ويقولون ان السيطرة عليها ستكون خطوة كبيرة نحو انشاء ‘منطقة آمنة’ تسمح لهم بالتركيز على معاقل بشار الاسد الجنوبية.
وطوال اسبوعين قاموا بحصار ومهاجمة قاعدة وادي الضيف التي تقع الى الشرق من معرة النعمان. ويقولون ان شراسة الهجمات المضادة من جانب القوات الحكومية تبين مدى أهمية السيطرة على القاعدة للاستراتيجية العسكرية للرئيس. واذا سقطت قاعدة وادي الضيف في ايدي مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون بالفعل على نقاط عبور الحدود الشمالية الى تركيا فان الاسد سيعتمد فقط على طريق بري واحد من ميناء اللاذقية على البحر المتوسط لارسال الامدادات الى قواته التي تقاتل لاستعادة السيطرة على حلب أكبر مدينة في سورية.
وفي محاولة للتهدئة على ما يبدو، اصدر الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء مرسوما يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ امس، مستثنيا منها الجرائم المتعلقة بـ ‘الارهاب’ والمتوارين.
ويستثنى من العفو بحسب المرسوم ‘جرائم الارهاب المنصوص عليها في قانون الارهاب’.
وقبل ثلاثة ايام من حلول عيد الاضحى الذي دعا المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي الى هدنة في المعارك خلاله بين المقاتلين المسلحين والجيش الحكومي، سجلت معارك جديدة خصوصا في حلب ودمشق وسط تفاقم مشاكل اللاجئين.
في الاثناء اعربت دمشق عن املها في التوصل سريعا الى حل في شأن وقف لاطلاق النار خلال عيد الاضحى الذي يبدأ الجمعة، في ختام زيارة استمرت خمسة ايام للموفد الدولي الاخضر الابراهيمي، اعتبرت انها كانت ‘ناجحة’.
ولاول مرة دعت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سورية الثلاثاء الى ان يكون يوم الوقوف على جبل عرفات، والذي يصادف عشية عيد الاضحى، موعدا لبدء وقف فوري لكل اشكال العنف في البلاد، بحسب ما ورد في بيان باسم المشيخة.
وطالبت المشيخة في البيان الذي نشرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) نسخة منه ‘بالتوقف الفوري عن كل ممارسة لكل اشكال العنف في كل انحاء الوطن، واعتبار يوم وقوف الحجاج المسلمين في عرفات (المصادف الخميس)، يوم التنفيذ الفعلي لذلك’.
وتمنت ان ‘تكون الايام القادمة مليئة بالحرمة والهدوء’، مشددة على انه ‘سيتم الاكتفاء بممارسة الشعائر الدينية فقط بمناسبة عيد الاضحى المبارك’ الذي يبدأ الجمعة 26 تشرين الاول (اكتوبر).
ومن جهته اعرب الرئيس الامريكي باراك اوباما عن ثقته بان ايام الرئيس السوري بشار الاسد ‘معدودة’، فيما دعا خصمه الجمهوري ميت رومني الى ‘تسليح’ المعارضة الساعية الى اطاحة النظام، وذلك خلال المناظرة الثالثة والاخيرة بينهما مساء الاثنين قبل الانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر).
وردا على سؤال حول الازمة في سورية خلال المناظرة التي جرت في بوكا راتون بولاية فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة، قال اوباما انه ‘واثق من ان ايام الاسد معدودة’ لكنه اكد انه ‘سيترتب في نهاية المطاف على السوريين ان يحددوا مستقبلهم بأنفسهم’.
رئيس المجلس الوطني السوري يؤكد ان لا نية لاجتثاث حزب البعث
ستوكهولم ـ ا ف ب: اعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الثلاثاء من ستوكهولم انه لا توجد نية لاجتثاث حزب البعث الحاكم في سورية على غرار ما حصل في العراق.
وقال سيدا خلال مؤتمر نظمته جمعية الامم المتحدة السويدية ان الذين سيحالون الى القضاء هم المقربون من الرئيس السوري بشار الاسد وليس اعضاء ومناصري حزب البعث باستثناء ‘الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب السوري’.
وتابع ‘اما باقي الحكومة والعاملين في الاجهزة الحكومية واعضاء حزب البعث فلا مشكلة لنا معهم. نحن منفتحون’.
واضاف سيدا ‘اعتقد ان بامكاننا استخلاص العبر من الاخطاء التي ارتكبت في العراق (…) نحن لا نقول بان هذا الحزب يجب ان يزال’.
وبعد سقوط نظام صدام حسين في العراق تم تشكيل هيئة لاجتثاث البعث ما ادى الى توتر الوضع بين مكونات العراقيين وتزايد حدة العنف في البلاد.
وقال سيدا لفرانس برس على هامش اعمال المؤتمر ان المجلس الوطني السوري ينوي عقد اجتماع موسع للمعارضة بين الرابع والسابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
واضاف ‘سنقعد اجتماعات مع مجموعات المعارضة الاخرى غير المنضوية في المجلس الوطني’ مضيفا ‘هناك نقاط لا بد من مناقشتها خلال هذا الاجتماع مع الذين لا يريدون الانضمام الينا’ في اشارة الى المجلس الوطني.
المشكلة في سورية وايران
صحف عبرية
في الاسابيع الاخيرة نشرت عدة تقارير عن سياسة النووي الاسرائيلية (ضمن امور اخرى ‘الرفض النووي الاسرائيلي’ بقلم روبين بدهتسور، ‘هآرتس’ 30/9 و’وزير الخارجية السوري: يجب نزع السلاح النووي عن اسرائيل’، بقلم جاكي خوري، ‘هآرتس’ 1/10). لشدة الاسف تجاهلت كل التقارير السياق الواسع.
بطبيعة الحال، تفحص اسرائيل موضوع النووي في السياق الاقليمي. فالدولة ملزمة بان تأخذ بالحسبان الجوانب الخاصة لمنطقة مفعمة بالنزاع في الوقوف عند أمنها ومسألة الامن الاقليمي. فاسرائيل تخضع لجملة من التهديدات: من الارهاب، عبر تهديدات الحرب وحتى التهديد باسلحة الدمار الشامل (الكيماوي، البيولوجي والنووي). وهكذا، مثلا، يوجد خطر واسع من أن يشكل مخزون الصواريخ لدى منظمات الارهاب في لبنان وفي قطاع غزة تهديدا أمنيا ذا مغزى. موضوع النووي لا يقف على انفراد بعيدا عن جملة المواضيع الامنية التي تتطلب الحل.
اسرائيل، التي تحدت دول المنطقة وتتحدى وجودها، مقتنعة بان علاقات سلام مستقرة واعتراف متبادل بين دول المنطقة هي عنصر حيوي في كل تسوية. خصومنا يطلبون البحث في ‘النووي الاسرائيلي’ على نحو منقطع عن باقي المسائل الامنية في المنطقة، خلافا لكل سابقة دولية. في كل المناطق الخمس في العالم، المجردة من السلاح النووي، تقيم الدول بينها علاقات سلام وتوافق على حل النزاعات بالطرق السلمية. وقد أعربت اسرائيل عدة مرات عن تأييدها لمبدأ تجريد المنطقة من السلاح، ولكن ليس على نحو منفصل عن الجوانب الاخرى.
دول في منطقتنا تواظب في السنوات الاخيرة على الطلب في أن تنضم اسرائيل الى ميثاق منع انتشار السلاح النووي (NPT)، ولكنها تتجاهل حقيقة لا يمكن لاسرائيل أن تتجاهلها: الميثاق، في بنود مركزية في ديباجته، يفترض واقع سلام وأمن وغياب تهديدات على الوحدة الاقليمية لاعضائه. كما أن تلك الدول تتجاهل خروقات خطيرة للميثاق من جانب دول في الشرق الاوسط هي عضو فيه. فالعراق بقيادة صدام حسين وليبيا بقيادة القذافي وان لم يعودا يشكلان تهديدا (على افضل علمي) الا ان سوريا وايران لا تزالان توجدان تحت تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكلتاهما تضعان أمامها عوائق عديدة.
واضح لاسرائيل أن ميثاق الـ NPT لا يشكل حلا كافيا في منطقتنا. فنظام الـ NPT يهدده بالذات اعضاء الميثاق في الشرق الاوسط الذين يستخدمونه للتغطية على سعيهم نحو السلاح النووي. فضلا عن ذلك، فان الميثاق لا يشكل حاجزا امام نشر النووي في الشرق الاوسط. المفتاح لحل هذه المشاكل يوجد في تسوية أمنية اقليمية شاملة، تسندها آليات تحقق متبادل ناجعة. ويكاد يكون غنيا عن البيان الاشارة الى أنه في الوضع الحالي لم تنضج الظروف بعد لتسوية كهذه في منطقتنا.
تاريخيا، لم تشكل مسألة ‘النووي الاسرائيلي’ عائقا في وجه اتفاقات السلام مع مصر والاردن. فضلا عن ذلك، اذا ما أنصتنا فسنفهم بان الانظمة المعتدلة في المنطقة تخشى بالذات المساعي الايرانية لنيل السلاح النووي.
لو أن الدول العربية أرادت حقا تحقيق هدوء في المنطقة لبحثت مباشرة مع اسرائيل في كل مسائل الامن في المنطقة. بدلا من ذلك نجدها تحاول اتخاذ خطوات دولية برعاية NPT ليست اسرائيل طرفا فيها، وذلك على سبيل فرض انضمام اسرائيل الى الميثاق. وتعزز جهودها هذه الموقف السلبي لانظمة متطرفة في المنطقة وتمنع الحوار الناجع مع اسرائيل في مسائل الامن القومي.
لشدة الاسف، فان الظروف السائدة اليوم والتجربة التاريخية في خرق التعهدات من جانب دول في المنطقة، تفشل حتى خطوات بناء ثقة متواضعة في الطريق الى تسويات أمنية. دليل أخير على ذلك يمكن أن نجده في السلوك المقلق للنظام السوري في سياق مخزونات السلاح الكيماوي التي بحوزته، والذي نفى وجوده رسميا في الماضي.
اسرائيل ميخائيلي
‘ سفير اسرائيل السابق الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقائم بأعمال رئيس مجلس الامن القومي
هآرتس – 23/10/2012
استطلاع: غالبية الأتراك يرفضون التدخل في سورية
أنقرة ـ د ب أ: أظهر استطلاع جديد للرأي أن غالبية الشعب التركي ترفض أي نوع للتدخل في سورية رغم زيادة التوتر بين حكومتي البلدين.
وقال 51 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يريدون أن تظل تركيا ‘حيادية أو غير متورطة’ تجاه الوضع في سورية.
وذكرت صحيفة ‘حريت’ التركية امس الثلاثاء أن المسح أجراه معهد (تي.إن.إس تركيا) لصالح مركز أبحاث الاقتصاد والسياسة الخارجية وشمل 1500 شخص في 18 محافظة تركية.
وأوضحت أن سؤال الاستطلاع جاء كالتالي :’ما الدور الذي ينبغي أن تقوم به تركيا في سورية ما بعد الأسد؟’.
وأيد 18 بالمئة من المشاركين أن تقوم تركيا بدور الوسيط بين الأطراف المتصارعة في سورية بينما أيد 7 بالمئة فكرة أن تقدم تركيا مساعدة اقتصادية لسورية.
وكان المعهد قد أجرى استطلاعا في حزيران (يونيو) الماضي أظهر أن غالبية الأتراك لا تؤيد التدخل العسكري المباشر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ايران تتوقع ‘حوارا وطنيا’ قريبا بين حكومة سورية والمعارضة
طهران ـ ا ف ب: اعلن مسؤول ايراني كبير الثلاثاء ان ‘حوارا وطنيا’ يجمع كل اطراف الازمة السورية يمكن ان يبدأ ‘قريبا’ في طهران او دولة اخرى في المنطقة.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان قوله ‘سيجري قريبا حوار وطني بحضور كل المجموعات (…) من المعارضة وممثلي السلطة في بلد بالمنطقة او على الارجح طهران’.
وعبد اللهيان الذي كان يتحدث في ختام لقاء مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف لم يعط توضيحات حول مجموعات المعارضة السورية التي يمكن ان تشارك في مثل هذا ‘الحوار الوطني’.
واقر ايضا بان ‘بعض مجموعات المعارضة رفضت’ المشاركة مضيفا ان طهران ‘لا تزال تحاول اقناعها’.
وترفض المعارضة المسلحة السورية اي تدخل لايران في مساعي البحث عن حل للنزاع في سورية معتبرة، مثلها مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية والعربية، ان طهران لا تحظى بمصداقية بسبب دعمها للنظام السوري منذ بدء الازمة.
وايران التي تسعى الى فرض نفسها في المحادثات الدولية حول سورية رغم معارضة دول غربية وعربية، اعلنت عدة مرات في الاسابيع الماضية انها على اتصال مع مجموعات معارضة لم تكشف هويتها.
وتحظى بدعم روسيا والصين اللتين تنتقدان المطالبة الغربية والعربية برحيل الرئيس السوري بشار الاسد كشرط مسبق لاي تسوية للازمة وتدعوان الى حوار بين المعارضة والحكومة بدون تدخل خارجي.
واكد عبد اللهيان مجددا في ختام لقائه مع بوغدانوف الذي استقبله ايضا وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان ‘طهران وموسكو تدعمان الشعب السوري والاصلاحات التي يقوم بها الرئيس بشار الاسد’.
مجزرة في مخبز بحلب واشتباكات ومداهمات في دمشق وريفها
الطيران الحربي يواصل قصف إدلب
بيروت: بولا أسطيح
وسط انعدام فرص التوصل إلى هدنة بمناسبة عيد الأضحى، صعدت قوات الأمن السورية من حملتها العسكرية أمس في حلب ودمشق وريفها، فاستهدفت بحسب الناشطين، طوابير من النساء والأطفال الذين كانوا يحتشدون أمام أحد المخابز في حي مساكن هنانو، مما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى. وقالت لجان التنسيق المحلية إن ما يزيد على 150 شخصا قتلوا أمس في مجمل المناطق السورية.
وأوضح محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب، أن مدفعية النظام دكت طوابير من أهالي حي مساكن هنانو كانوا متجمعين أمام أحد المخابز، معظمهم من النساء والأطفال، فقتلت نحو 22 شخصا وأسقطت عشرات الجرحى. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هو المخبز رقم 13 الذي تستهدفه قوات الأمن في حلب وريفها، علما بأنها استهدفت كذلك ما يزيد على 40 مسجدا في إطار مساعيها لضرب المراكز التي تشهد أكبر عدد من تجمعات السكان». وتحدث الحلبي عن أزمات متعددة يرزح تحتها سكان حلب فمن أزمة الكهرباء لأزمة المياه والخبز والبنزين والغاز.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن حي القطارجي شرق حلب تعرض لقصف من الطائرات الحربية. كما تجدد القصف بالمدفعية والطيران الحربي على أحياء كرم الجبل والشيخ خضر والصاخور وهنانو.
وفي دمشق، أفاد المرصد بأن القوات النظامية نفذت «حملة مداهمات في منطقة الزاهرة (جنوب) ترافقت مع إطلاق رشقات من الرصاص». وأشار إلى مقتل رجل ليل الاثنين/ الثلاثاء في انفجار «عبوة ناسفة في منطقة جسر كشكول عند مدخل منطقة الدويلعة» في إحدى ضواحي جنوب العاصمة.
بدورها، قالت شبكة «شام الإخبارية» إن القوات النظامية شنت حملة دهم للمنازل واعتقالات في حي الزاهرة، كما سمع إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة في بساتين حي برزة. وأضافت: «وغير بعيد من العاصمة، قصفت المدفعية بشكل عنيف مدن زملكا وحرستا وعربين في الريف الدمشقي، كما اقتحمت قوات الحرس الجمهوري بالمدرعات بلدة جديدة الفضل وشنت حملات هدم واعتقال». كما اقتحمت قوات النظام قدسيا والزبداني بريف دمشق، وأحرقت عددا كبيرا من المنازل، كما قامت بحملة دهم واسعة، حسبما أفادت لجان التنسيق.
وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن قصفا عنيفا من الطيران الحربي استهدف حي الحميدية والجبيلة في دير الزور بالتزامن مع قصف مدفعي على أحياء المدينة، واشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي الجبيلة وبالقرب من فرع الأمن السياسي بالمدينة.
وفي محافظة إدلب، تعرضت مدينة معرة النعمان الاستراتيجية وقرية معرشمشة للقصف بالطائرات الحربية من قبل القوات النظامية، بحسب الناشطين، الذين تحدثوا أيضا عن وقوع اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ أيام. وفي ريف حمص، قال ناشطون إن الطيران الحربي قصف بعنف مدينة القصير التي سجل فيها إلقاء قنابل عنقودية وبراميل متفجرة، كما سقط عدد من الجرحى وتم تدمير عدد من المنازل في تجدد القصف المدفعي على مدينة الرستن.
وفي دير الزور، دارت اشتباكات في حي الجبيلة وبالقرب من فرع الأمن السياسي بمدينة دير الزور، بحسب المرصد الذي أشار أيضا إلى تعرض مبنى في مدينة البوكمال قرب المفرزة القديمة للأمن السياسي للقصف. وفي سياق متصل، قالت قناة «سي إن إن ترك» إن قذيفة مضادة للطائرات أطلقت من سوريا سقطت على مركز طبي في منطقة ريحانلي بإقليم هاتاي في تركيا يوم الثلاثاء، لكن لم ترد على الفور تقارير عن حدوث إصابات. وقال مكتب حاكم منطقة ريحانلي، إنه ليس لديه حاليا معلومات عن الحادث.
وعززت تركيا في الأسابيع الأخيرة وجودها العسكري على طول حدودها الممتدة 900 كيلومتر مع سوريا وكانت ترد بالمثل على إطلاق نيران وسقوط قذائف مورتر عبر الحدود جراء القتال الدائر بين مقاتلي المعارضة في سوريا وقوات الحكومة هناك.
وانتشر أيضا على موقع «يوتيوب» الإلكتروني فيديو تظهر فيه كتيبة «الحمزة» التابعة للجيش السوري الحر، حيث يعلن أحد عناصر الكتيبة عن «وجودنا في منطقة دير الزور» استجابة لمطالب أهاليها و«نصرة» لهم، متوعدا نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ«الرد القاسي على المجازر التي ارتكبها في هذه المدينة».
كما حمل ناشطون سوريون في «لجان التنسيق المحلية» فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر عناصر من لواء «التوحيد» في إدلب و«أحرار الجبل الوسطاني» وكتيبة «صقور الشام»، يسيطرون على حاجز مبنى البحوث في سهل الروج، حيث كان «يقطن عناصر من الجيش النظامي السوري». كما يظهر في الفيديو «إحدى الدبابات التي تمت السيطرة عليها»، بحسب الناشط الذي يتحدث في الشريط.
هذا وظهر على موقع «يوتيوب» أيضا شريط فيديو لشخص ملثم بالكامل يعلن عن «تأسيس جهاز المخابرات العامة للثورة السورية الذي يستمد شرعيته من كل الكتائب والتكتلات التي تمثل الحراك».
مفوضية شؤون اللاجئين تنتظر الهدنة لتوصيل المساعدات للنازحين وأطفال الملاجئ
السفير فورد: نؤيد سعي فصائل المعارضة لتشكيل مجلس قيادة مشترك ونضغط لمنع تزويد الأسد بالسلاح
واشنطن: هبة القدسي
قال السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد إن واشنطن تواصل التشاور مع طائفة واسعة من جماعات المعارضة السورية التي تقوم بخطوات لتشكيل مجلس قيادة مشترك في إطار السعي لتوحيد قيادات المعارضة معلنا تأييد بلاده لهذه الخطوة وتطلعها لرؤية ملموسة لتأكيد هذا الاتفاق وتوحيد السوريين وراء رؤية مشتركة وخطة انتقالية للتعافي من أربعين عاما من الديكتاتورية الوحشية للأسد.
وقال السفير فورد في رسالة عبر صفحته على «فيس بوك» «نحن على ثقة أنهم سيتمكنون من إيجاد طرق للجمع بين مجموعة واسعة من وجهات نظر مختلفة مع ممثلين من المعارضة داخل وخارج سوريا ووضع الأساس لسلطة الحكم الانتقالي»، وأضاف «نحن نفهم أن عدة فصائل من المعارضة المسلحة أعلنت عن خطط لتشكيل مجلس قيادة مشتركة وهذه خطوة إيجابية ونتطلع إلى رؤية ملموسة لهذا الاتفاق».
وأضاف فورد «إننا نقدم 45 مليون دولار في مساعدات غير قتالية للمعارضة بهدف مساعدتهم على المضي قدما في قيادة التحول السياسي، ونقدم للمعارضة ما يسمح لها ببناء شبكات في جميع أنحاء سوريا وبين معظم الطوائف لتسريع عملية الانتقال والاستعداد لإدارة المناطق التي يفقد فيها النظام السيطرة».
وأشار السفير فورد إلى جهود بلاده للضغط على نظام الأسد ومنع الدول من توريد الأسلحة للحكومة السورية، وقال «ليس سرا أننا نضغط من أجل وضع حد لقيام بعض الدول الأجنبية بتزويد نظام الأسد بالسلاح، وليس سرا أننا قمنا بفرض عقوبات صارمة على التجارة والمعاملات المالية في تلك البلاد، وشجعنا جمع المعلومات عن الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان في سوريا بحيث يمكن محاسبة المسؤولين عن ذلك». ونصح السفير الأميركي فورد ضباط وجنود الجيش السوري بعدم الاستمرار في مساعدة النظام وارتكاب الانتهاكات، وطالبهم بالانشقاق عن الجيش كما فعل الآلاف من زملائهم من الضباط الحكماء.
وقال السفير الأميركي فورد في رسالته المفتوحة «أريد أن أكون واضحا أن الولايات المتحدة تدعم وحدة وحرية سوريا وتحترم حقوق مواطنيها لتصبح قوة للاستقرار والسلام في المنطقة وليس مصدر تهديد، ونعلم أن ديكتاتورية الأسد الوحشية وصلت إلى نهايتها وبعد سقوط النظام سيحتاج الأمر إلى الكثير من العمل الشاق من السوريين لإعادة بناء دولتهم».
وأكد فورد على قيام الولايات المتحدة بتوفير 130 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لسوريا وقال «نحن لا نرسل تلك المساعدات في صندوق مكتوب عليه (صنع في أميركا) لأنها مساعدات سرية، لكن كثير من المساعدات يأتي من الولايات المتحدة لسد الاحتياجات اليومية لأكثر من 2.5 مليون نازح داخل سوريا الذين تركوا منازلهم هربا من العنف إضافة إلى أكثر من 350 ألف لاجئ في البلدان المجاورة».
من ناحية أخرى، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أعداد اللاجئين السورين قد بلغت 358 ألف لاجئ سوري. يعيش معظمهم في ثلاث دول مجاورة هي تركيا ولبنان والأردن. وأشارت إلى أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان وحده قد تجاوز 100 ألف لاجي. وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميلسيا فليمنغ للصحافيين أمس «عدد اللاجئين السوريين في لبنان وصل إلى 101283 لاجئا، ويعد لبنان ثالث دولة في المنطقة يتجاوز فيها عدد اللاجئين السوريين عتبة المائة ألف لاجي». وأضافت «تركيا والأردن لديهما بالفعل ما يزيد عن هذا الرقم وقد تزايد عدد اللاجئين السوريين في الإقليم ووصل إلى 358 ألف لاجئ وتقدر الحكومات المجاورة لسوريا أن هناك عشرات الآلاف من السوريين الذين لم يسجلوا أسماءهم بعد». وأشارت إلى الحاجة الملحة للحصول على الدعم الدولي لبرامج اللاجئين في هذه البلدان للقيام بالأعمال التحضيرية لفصل الشتاء وضمان حصول اللاجئين على البطاطين والسخانات الكهربائية.
وتفاءلت مفوضية شؤون اللاجئين بقدرة المجتمع الدولي على الدفع لتنفيذ مقترح مبعوث الأمم المتحدة لسوريا بهدنة ووقف لإطلاق النار خلال عيد الأضحى وأشارت إلى أن المفوضية ستحاول استغلال هذه الهدنة للقيام بأعمال الإغاثة في حلب، وقالت فليمنغ «إذا حدثت الهدنة يمكننا أن نقوم بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 10 آلاف عائلة نازحة في أنحاء حلب وإدلب، وتوزيع المساعدات على الأطفال الذين يعيشون في ملاجئ جماعية في دمشق وحلب، والوصول إلى المناطق التي لم نكن في السابق قادرين على الوصول إليها».
وأشارت فليمنغ إلى أن اللاجئين السوريين لا يعيشون في مخيمات داخل لبنان وإنما ضمن المجموعات المحلية، وأوضحت أن مركز تجمع اللاجئين السوريين في لبنان هو في مناطق الشمال ووادي البقاع وأن 70% من اللاجئين السوريين هم من مدينة حمص، وقالت «حكومات المنطقة وكذلك المفوضية العليا للاجئين يعتقدون أن أعداد اللاجئين أعلى بكثير وأن أعدادا إضافية من السوريين يعبرون الحدود لكن عدد كبير من المتواجدين حاليا في دول الجوار لا يسجلون أنفسهم بما يعني أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير». وقالت فليمنغ إن الاضطرابات الأخيرة في لبنان عطلت عمل المفوضية بشكل مؤقت بما في ذلك تسجيل اللاجئين في طرابلس وبيروت وصيدا في جنوب لبنان لكن تلك الاضطرابات لم تؤد إلى تخفيض في أعداد السوريين الذين يتدفقون على لبنان وأوضحت أن المفوضية ستستأنف عملها في أقرب وقت تسمح به الظروف الأمنية.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المخيمات التي تديرها الحكومة التركية بلغ 101834 لاجئا موزعين على 14 مقاطعة إضافة إلى 70 ألف شخص يقيمون خارج المخيمات. بينما بلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن إلى 105737 ويوجد بالعراق 42661 لاجئا سوريا إضافة إلى 34446 لاجئا سوريا في إقليم كردستان العراق. وتتوقع المفوضية أن يصل عدد اللاجئين السوريين إلى 700 ألف لاجئ بحلول نهاية العام.
وسجلت المفوضية يوم السبت الماضي 6815 لاجئا سوريا في منطقة شمال أفريقيا معظمهم في مصر لكن المسؤولين المصريين قالوا إن هناك ما يصل إلى 150 ألف لاجئ سوري في البلاد وإن عدد الذين سجلوا أسماءهم ضئيل جدا.
شبيحة النظام تختطف كاهنا مسيحيا في منطقة قطنا قرب دمشق
اتحاد المسيحيين الأحرار: نعتبر أنفسنا جزءا من الثورة السورية
بيروت: «الشرق الأوسط»
اتهمت صفحة «الثورة السورية – تنسيقية الجلجلة» على «فيس بوك» التي يديرها ناشطون مسيحيون شبيحة النظام السوري باختطاف الكاهن الأرثوذكسي فادي جميل الحداد في منطقة قطنا قرب دمشق وأشارت الصفحة إلى أن «عملية اختطاف الكاهن حصلت بعد خطف طبيب مسيحي بهدف إثارة الفتنة بين المسيحيين والمسلمين»، وأضافت الصفحة: «إلا أن أهالي قطنا قاموا بالتجمع عند كنيسة (النبي إلياس الغيور) الأنطاكية للروم الأرثوذكس في مدينة قطنا، تضامنا مع عملية الخطف النكراء التي قام بها شبيحة النظام واختطاف كاهن رعية قطنا للروم الأرثوذكس، فادي جميل الحداد ومن كانوا في رفقته أثناء ذهابهم لدفع الفدية للإفراج عن المخطوف الدكتور شادي الخوري من قبل عصابات بشار».
من جانبها نشرت صفحة رجال الدين المسيحيين على «فيس بوك» نشرت مقطع فيديو يظهر كنسية القديس جاورجيوس في قرية الغسانية قرب منطقة جسر الشغور، وقد بدت على نوافذها آثار القصف الذي طال المكان من قبل مدفعية جيش النظام.
وأصدر اتحاد المسيحيين الأحرار في حلب يوم أول من أمس بيانا أكد فيه تمسك مسيحي سوريا، ولا سيما في حلب بالنسيج الشعبي السوري المقاوم لآلة القتل في سوريا، وقال البيان: «مضى على ثورة الشعب السوري قرابة السنة والنصف، وهو يقاوم أعتى الديكتاتوريات وأشدها فتكا بالإنسان، لقد ظل هذا النظام يعتبر مدينة حلب عصية على الثورة حتى هزت أركانه، فقابلها بتدمير كل شيء فيها، فالمدينة التي كانت موالية له حسب ما كان يزعم تحول شعبها إلى (عصابات) وجب قتلها وتشريدها وهدم منازلها وملاحقتها حتى في أماكن تشردها».
وأضاف اتحاد المسيحيين الأحرار في حلب أنه «ومنذ اندلاع الثورة دأب النظام على وصفها بالسلفية والإرهابية محاولا بذلك خلق مخاوف من الثورة لدى بعض مكونات الشعب السوري واللعب على الاختلافات الطبيعية بين هذه المكونات وخاصة المسيحيين منهم، محاولة منه لعزلهم عن الثورة، ومع قطع الثورة الشوط الأكبر في مسيرة إسقاط هذا النظام تقف قطاعات واسعة من المسيحيين إلى جانب ثورة شعبهم وبأشكال مختلفة، وقد دأب النظام وكلما أحس باتساع معارضتهم له، باللجوء إلى خلق أوهام جديدة تعطي انطباعا بأنه لا يزال قويا، كان آخرها عرضه لجثث قال إنها للجيش الحر (وهو لا يعجز عن جلب مئات الجثث من الذين يقوم بتصفيتهم في زنازينه يوميا أو من يسقطون شهداء القصف والتدمير) في بعض الأحياء المسيحية التي تقع فيها بعض مراكزه الأمنية، وأهمها فرع الأمن السياسي بحي السليمانية والذي تحول إلى حامية عسكرية تذكرنا بثكنات الاحتلال، وقد استطاع تجنيد شرذمة صغيرة من أبناء هذه الأحياء بصورة احتفالية مخجلة ليس لمبادئ المسيحية علاقة بها، هي التي تقف أمام الموت بإجلاء وليس بالرقص والزغاريد والفرح».
البيان الذي جاء بالتزامن مع إطلاق وزير الخارجية الروسي سيرفي لافروف تصريحات يشير فيها إلى «أن نظام الأسد هو الحامي للأقليات في المنطقة»، وأضاف أن «مدينة حلب شهدت خلال القرن الماضي وحتى الآن حالة من الإخاء بين أبنائها لم يشهد لها مثيل في التعايش الذي عرفته في ساحات مقارعة الاحتلال والاستبداد وفي المراكز العلمية والمراكز الثقافية والدينية والأسواق والحارات. لقد استطاع النظام وأجهزته الأمنية توظيف أعداد قليلة جدا من أبناء الطوائف المسيحية ضمن ما بات يعرف عالميا بالشبيحة، مستغلا أصحاب سوابق جرمية أو ممن يعانون ظروفا معاشية قاسية مترافقة مع الجهل أو لاعتبارات سياسية زج من خلالها أفراد من بعض المذاهب الأرمنية».
وأعلن البيان إننا «كمسيحيين أحرار نعلن أن وقوف هؤلاء القلة إلى جانب النظام لا يعبر عن مواقف المسيحيين في حلب، الذين باتوا يضيقون ذرعا باستمراره والذي شهدت سوريا في عهده أكبر الهجرات ووصلت نسبة وجودهم إلى أدنى مستوياتهم مع تراجع دورهم الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي.. وخاصة الأرمن حيث يعود في سوريا إلى أكثر من مائة عام عندما استضافتهم سوريا هربا من الاضطهاد في أرقى أشكال الضيافة وأصبحت وطنا لهم في زمن لم يكن قد سمع أحد بعائلة الأسد».
وختم اتحاد المسيحيين الأحرار بيانهم بالقول «إننا كمسيحيين أحرار نعتبر من أنفسنا جزءا من الثورة السورية ومشاركين في مختلف أنشطتها ونعلن عن إدانتنا لكل مظاهر الاستفزاز التي تقف خلفها أجهزة أمن النظام وجلاوزته من مختلف الطوائف، والمسيحية براء من هذه المظاهر».
مندوب دمشق في الأمم المتحدة يتهم تركيا بحيازة أسلحة نووية
مجزرة في حلب وأوباما يرى أيام الأسد معدودة
أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في مناظرته مع منافسه الجمهوري على البيت الأبيض ميت رومني، أن أيام بشار الأسد معدودة، تزامناً مع استمرار الرئيس السوري بارتكاب المجازر كان آخرها سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح في غارة جوية على فرن تجمع عنده عدد من المواطنين لشراء الخبز في حي مساكن هنانو في حلب.
وفي تصعيد لافت مع الجار الشمالي، اتهم المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري تركيا أمس بحيازة أسلحة نووية، معتبراً ان أنقرة تخل بالتزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، كما سقطت قذيفة صاروخية من الجانب السوري على بلدة ريحانلي في محافظة هطاي قريباً من الوحدة الصحية في البلدة التركية.
ميدانياً، سقط في سوريا برصاص قوات الأسد أمس أكثر من 189 شهيداً منهم 33 شهيداً في غارة جوية للطيران الحربي السوري على حلب، وتابعت قوات النظام عمليات القصف لبلدات ريف العاصمة وللأحياء الجنوبية فيها.
وقال نشطاء من المعارضة إن قوات الحكومة قتلت 33 شخصاً على الأقل أمس عندما قصفت مخبزاً في حي مساكن هنانو يقع تحت سيطرة المعارضة حيث تجمع عدد من المواطنين بانتظار الحصول على شيء من الخبز.
وأضافوا أن القتلى بينهم نساء وأطفال. وأوضحت لقطات فيديو جثثا مشوهة وسط أرغفة خبز متناثرة.
وارتفع عدد شهداء سوريا أمس إلى 189 بينهم عائلة كاملة من البوكمال، ثلاثة عشر طفلا وتسع نسوة، 100 شهيد في دمشق وريفها نصفهم في معضمية الشام، ثلاثة وثلاثون شهيداً في حلب اثر قصف احد المخابز في مساكن هنانو، خمسة عشر شهيداً في دير الزور سبعة منهم في قصف البوكمال، ثلاثة عشر شهيداً في حمص معظمهم في تلكلخ، ثلاثة عشر شهيداً في درعا، عشرة شهداء في ادلب، ثلاثة شهداء في حماه وشهيد في كل من اللاذقية و الرقة.
وأفادت المعارضة عن تعرض حي القطارجي للقصف من قبل الطائرات الحربية استهدف مناطق في الحي تسيطر عليها المعارضة، مشيرا إلى أن الطائرات الحربية شوهدت أيضا في سماء حي الميسر وأحياء حلب الشرقية.
وفي دمشق، افادت المعارضة ان قوات النظام تنفذ حملة مداهمات في منطقة الزاهرة وعدد من الأحياء جنوب العاصمة التي يتم قصفها تترافق مع اطلاق رشقات من الرصاص.
وفي دير الزور دارت اشتباكات فجر الثلاثاء في حي الجبيلة وبالقرب من فرع الامن السياسي في المدينة، وتعرض مبنى في مدينة البوكمال قرب المفرزة القديمة للامن السياسي للقصف.
ويخوض مسلحو الجيش السوري الحر قتالا للسيطرة على قاعدة عسكرية بالقرب من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط شمال البلاد وجنوبها، وقام مسلحو الجيش الحر بحصار ومهاجمة قاعدة وادي الضيف التي تقع إلى الشرق من معرة النعمان.
وأفاد ناشطون سوريون بمقتل 40 شخصا فى مجزرة برصاص قوات جيش النظام بريف دمشق.
وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة أمس ان عدد اللاجئين السوريين في لبنان تجاوز عتبة المئة الف شخص.
وقالت المفوضية في بيان ان “لبنان هو ثالث دولة في المنطقة يتجاوز فيها عدد اللاجئين المئة الف”.
واعتبارا من أول من امس بلغ العدد الرسمي للاجئين السوريين في لبنان 101,283 لاجئ.
وسبق ان تجاوزت اعداد اللاجئين في تركيا والاردن مئة الف شخص وبحسب المفوضية العليا، فهناك حاليا اكثر من 358 الف سوري مسجلين كلاجئين في الدول المجاورة.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمينغ للصحافيين في جنيف انه في حالة لبنان، لا يعيش اي من السوريين في مخيمات وانما ضمن المجموعات المحلية. واضافت انه لا يزال يتوجب على الكثير منهم ان يسجلوا انفسهم كلاجئين ما يعني ان العدد الحالي قد يكون بالواقع اعلى بكثير.
وقالت ان حكومات في المنطقة وكذلك المفوضية العليا للاجئين يعتقدون ان “اعدادا اضافية قد تجتاز الحدود لكن في الوقت نفسه الكثير من المتواجدين حاليا في البلاد قد يتقدموا لتسجيل انفسهم مع تراجع مواردهم”.
وقالت فليمينغ ان العنف في لبنان في الايام الماضية لم يؤد الى خفض اعداد السوريين الذين يتدفقون الى البلاد مضيفة ان ذلك اثر في المقابل على عمليات تسجيل اللاجئين التي تقوم بها المفوضية في طرابلس بالشمال وبيروت وصيدا في الجنوب. وتابعت “نتابع الوضع الامني ونامل في استئناف كل العمليات ما ان تسمح الظروف بذلك”.
وقال برنامج الأغذية العالمي أمس، إنه يعتزم الاستمرار في توفير الغذاء لنحو 1.5 مليون شخص في سوريا حتى حزيران المقبل على الأقل مما يشير إلى أنه يتوقع استمرار نقص الغذاء في ظل الحرب الأهلية التي طال أمدها.
وكان البرنامج التابع للأمم المتحدة قد حدد المستوى المستهدف 1.5 مليون قبل عدة أشهر ووصل إليه في أيلول بعدما تمكن من إرسال إمدادات غذائية لنحو 850 ألف شخص فقط في آب.
وقال الدالي بلقاسمي المدير الإقليمي للبرنامج لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وآسيا الوسطى وشرق أوروبا في جنيف، “هذا رقم قياسي”. وأضاف إن البرنامج ينوي مواصلة توزيع الإمدادات على 1.5 مليون مدني حتى منتصف 2013 بموجب نداء إنساني جديد ستطلقه الأمم المتحدة في كانون الثاني من أجل سوريا التي يبلغ عدد سكانها 22 مليونا.
وأبلغ مؤتمراً صحفياً “ما نراه اليوم أنها أزمة قد يطول أمدها”.
وفي الولايات المتحدة، اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري على الرئاسة ميت رومني على مبدأ دعم المعارضة السورية بشكل يضمن أن تحل محله قوى معتدلة تكون صديقة للولايات المتحدة وتضمن أمن إسرائيل.
وأعلن أوباما أنه لا يمكن ببساطة تزويد المعارضة السورية بالأسلحة الثقيلة لمساعدتها في إسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد الذي أكد الرئيس الأميركي رداً على انتقادات بشأن سياسته في سوريا، أن أيامه باتت معدودة.
وفي نيويورك، وجه المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أمس اتهامات لتركيا بشأن حيازة أسلحة نووية، فضلا عن استضافة مجموعات مسلحة على أراضيها تشن أعمالاً “إرهابية”.
وقال الجعفري في اجتماع اللجنة الأولى التابعة للجمعية العامة بشأن أسلحة الدمار الشامل، ان سوريا طرف في بروتوكول 1925 بشأن عدم الانتشار النووي، مؤكداً على إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، بما في ذلك في تركيا نفسها.
وأضاف “غير أن واقع الحال يعكس نفاقا سياسيا لا مثيل له، فمن جهة تستضيف تركيا أسلحة نووية فوق أراضيها تابعة لحلف (شمال الأطلسي) الناتو بما يهدد الأمن والسلم لبلادي والدول المجاورة لتركيا، ومن جهة ثانية فإن تركيا وحلفاءها يتلاعبون بتعريف منطقة الشرق الأوسط بما يسمح باستثناء تركيا من هذه المنطقة، بحيث لا تشارك في إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط”.
وقال إن أنقرة بالتالي تحافظ على استثنائها النووي وتخل بالتزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وقال إن سوريا “هي التي يحق لها أن تقلق للغاية من تواجد السلاح النووي فوق الأراضي التركية ومن عدم امتثال الحكومة التركية لعدم الانتشار”. وأضاف أنه “وفي ظل انخراط الحكومة التركية في أعمال واستضافة مجموعات مسلحة تشن أعمالا ارهابية وتخريبية” في سوريا انطلاقا من الأراضي التركية، “كنا فعلا نتمنى من الزميل في وفد تركيا أن يضبط إيقاع التصعيد كما نفعل نحن”.
وفوجئ المندوب التركي بتصريح المندوب السوري في ما يتعلق بموقف بلاده بشأن معاهدة حظر الانتشار النووي، وأكد التزام تركيا بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
وفي ختام زيارة استمرت خمسة ايام للموفد الدولي والعربي الاخضر الابراهمي الى سوريا قبل انتقاله أمس إلى القاهرة، اعلن المتحدث باسم الامم المتحدة ان الابراهيمي “يدفع بقوة كبيرة” لاقرار وقف اطلاق النار “على غرار ما يفعل الامين العام (بان كي مون) لاننا نمر في فترة مهمة جدا”.
وتابع المتحدث ان الابراهيمي يرغب بتطبيق وقف لاطلاق النار “خلال مدة تتيح التوصل الى عملية سياسية”.
واتهمت دمشق فرنسا بعرقلة الجهود الساعية الى وقف العنف في سوريا من خلال دعمها “العنف والارهاب”.
ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو على هذا الكلام واصفا الاتهامات السورية بانها “غير واقعية”.
واضاف لاليو ان “الاستماع الى الحكومة السورية (تلقي بهذه الاتهامات) امر غير واقعي، وسيكون حتى ببساطة مثيرا للضحك اذا لم تكن الالام التي يسببها للشعب السوري بشار الاسد وفريقه مخيفة ايضا”.
واعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا من ستوكهولم أمس، انه لا توجد نية لاجتثاث حزب البعث الحاكم في سوريا على غرار ما حصل في العراق.
وقال سيدا خلال مؤتمر نظمته جمعية الامم المتحدة السويدية ان الذين سيحالون الى القضاء هم المقربون من الرئيس السوري وليس اعضاء ومناصري حزب البعث باستثناء “الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب السوري”.
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، بي بي سي، ا ش ا، لجان التنسيق المحلية)
مجزرتان للنظام بحلب وريف دمشق
رفعتا عدد القتلى إلى نحو 150
قال ناشطون إن النظام السوري ارتكب مجزرتين في حلب وريف دمشق، مما أدى إلى مقتل ثمانين شخصا، وهو ما يرفع عدد القتلى الذين سقطوا أمس إلى حوالي 150 شخصا.
فقد قتل أكثر من عشرين شخصا بينهم أطفال عندما قصف الجيش النظامي مسجد الزيتونة في المعضمية بريف دمشق بحسب الناشطين.
وفي حلب، شن جيش النظام غارات جوية على حي القطارجي شرق المدينة بحسب المرصد مما أدى لوقوع قتلى وجرحى، وشوهدت الطائرات الحربية أيضا في سماء حي الميسر والأحياء الشرقية للمدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما قصفت القوات النظامية مناطق في إدلب ودير الزور وحمص، كما تعرض ريف دمشق للقصف، وشهدت جديدة الفضل وحرستا نزوحا للأهالي بعد اقتحام قوات النظام البلدتين وقيامها بنهب وحرق المنازل.
وواصل سلاح الجو السوري قصف القرى والبلدات القريبة من معسكر وادي الضيف شرق مدينة معرة النعمان.
ومن جهة أخرى، أظهرت صور نشرت على شبكة الإنترنت هجوما على معسكر وادي الضيف في معرة النعمان، وقال الناشطون الذين بثوا الصور إن الجيش السوري الحر اشتبك مع قوات الجيش النظامي في محيط المعسكر، واستهدفوا الثكنة بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة، وتعرض الصور كذلك مشاهد أخرى لقصف أحياء المدينة بالطائرات الحربية.
سيطرة للثوار
إلى ذلك، قال ناشطون سوريون إن الجيش الحر سيطر على مدينة حارم بريف إدلب بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام على حواجز المدينة.
وأضاف الناشطون أن منطقة حارم هي آخر ما تسيطر عليه قوات الجيش والأمن والشبيحة في الجزء الشمالي والغربي من المحافظة.
وفي دير الزور، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن الجيش الحر استهدف مقرا لقوات النظام في حي الرديسات، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات، من بينهم عدد من الضباط.
وفي الوقت نفسه، أعلنت مجموعة من الثوار من مختلف الكتائب التابعة للجيش السوري الحر تشكيل ما سموه المجلس الثوري العسكري لمدينة تدمر، في الجانب الشرقي من محافظة حمص.
وتشهد المحافظة نفسها تصعيدا عسكريا على مدن القصير وتلكلخ وتلبيسة والرستن، حيث تستخدم قوات النظام الطيران المروحي والمدفعية في قصف عشوائي.
حملة دهم
أما مدينة حماة فشهدت حملة دهم واسعة للمنازل مع عمليات نهب للمحال التجارية من قبل جنود الجيش النظامي في ضاحية أبي الفداء.
وقصف الجيش النظامي -في وقت سابق أمس- أحياء كرم الجبل والشيخ خضر والصاخور وهنانو في حلب، حيث أودى قصف الدبابات بحياة عشرين مدنيا كانوا موجودين أمام مخبز في هنانو.
وفي الأثناء، سقطت قذيفة سورية على مركز صحي في إقليم هاتاي بجنوب تركيا، ولم يصرح بخسائر في الأرواح، وفقا لصحيفة حرييت التركية التي أضافت أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت القذيفة أطلقت من قبل الجيش السوري أو قوات المعارضة.
وفي السياق نفسه، أظهر استطلاع جديد للرأي أن 51% من الشعب التركي يرفضون أي نوع من التدخل في سوريا، رغم زيادة التوتر بين البلدين.
الدمى الساخرة أسلوب مقاومة في سوريا
نصر الدين الدجبي-أمستردام
عروض الدمى المتحركة الساخرة هي الأسلوب الفني الجديد الذي تقوم به فرقة “مصاصة متة” السورية، في محاولة لاختراق حاجز الخوف وجدار الحصار الذي يحاول الرئيس السوري بشار الأسد ومليشياته استعماله لتركيع الشعب السوري، كما يقول أحد أعضاء الفرقة.
مجموعة “مصاصة متة” التي تعدّ أفلاما قصيرة تعتمد تقنية دمى الأصابع، وهي مكونة من عشرة فنانين وفنانات من الشباب السوري جمعتهم الثورة، مخفين هوياتهم وراء الدمى وينشرون بغير أسمائهم ويعيشون في سوريا.
وكان مخرج مصاصة متة الذي يختفي تحت اسم جميل الأبيض غادر سوريا منذ تسعة أشهر ويتنقل بين الدول العربية والأوروبية للترويج للمشروع.
كما يتكون مشروع فرقة مصاصة متة، الذي اختير له اسم الشبيح الأكبر أو يوميات دكتاتور صغير، من سلسلتين، حيث تم نشر الجزء الأول المكون من 15حلقة، في حين لم تنشر بعد الحلقات الثلاث الأخيرة من الجزء الثاني المكون من 17 حلقة.
وعن التوجه نحو فن الدمى المتحركة الذي يستعمل في الغالب للفكاهة والتعليم، قال جميل الأبيض في حديث للجزيرة نت إنه “أسلوب يبلغ الفكرة ويحقق الهدف بطريقة آمنة للفنان بحيث يختفي الفنان وراء الدمى”، وتابع قائلا “ثم هو أسلوب واضح في زمن سادت فيه سياسة المواربة الفنية خوفا من بطش الأنظمة”.
أما عن البعد الفني للأفلام المعروضة، فقال الأبيض “نحن نقدم رسالة فنية راقية بشهادة النقاد والمشاهدين ولكن في نفس الوقت نعتمد أسلوب الكوميديا السوداء وفن السخرية لكشف الوضع المأساوي القاتم الذي يعيشه الشعب السوري”. وأوضح أن النهاية في الأفلام تكون لصالح سوريا حرة دون بشار.
ردود
ويقول الأبيض إن رسالته موجهة بالأساس إلى الشعب السوري ثم إلى الرأي العام الإقليمي والدولي لخطورة بقاء الأسد على هرم السلطة.
وبحسب الأبيض فإن ردود الأفعال متباينة حيث تلقوا العديد من التهديدات بالاغتيال والشتائم والكلام البذي من شبيحة النظام، وتابع قائلا “لكن في المقابل تلقينا الكثير من التشجيع والمساندة من السوريين”.
ولفت إلى أن موقع الفرقة على شبكات التواصل الاجتماعي يتابع باستمرار، مشيرا إلى أن صفحة فيسبوك سجلت أكثر من مليون معجب، وأن كثر من 200 ألف شاهدوا حلقات “الدكتاتور الصغير” على يوتيوب، كما تتناقل الحلقات وسائل إعلام عدة بما فيها التلفزيونات.
وحول مشاركات فرقة صمامة متة في المهرجانات، أشار الأبيض إلى أن أعمال الفرقة شاركت في العديد من المهرجانات والعروض الفنية في كافة أنحاء العالم وتناولتها الجامعات بالتدريس كأسلوب جديد للمقاومة، مستدركا أن ممثلا للفرقة يشارك لأول مرة بمهرجان نظمته مؤسسة كلاوس فونس الهولندية منتصف هذا الشهر بأمستردام حول الثقافة كأداة للمقاومة.
مصاصة متة
ولأن النظام يمنع أي تجمع على أساس سياسي أو ثوري أو احتجاجي، فقد اختير اسم مصاصة متة كناية عن مشروب متة الذي يجمع كل السوريين على اختلاف أديانهم وأطيافهم وأعراقهم على مائدة لمتابعة أفلامنا.
وحول الخروج للعلن بأسماء مستعارة في عمل فني يتمنى أي فنان أن يظهر اسمه تحته، قال “لم تعد تهمنا الأسماء بقدر ما تهمنا سوريا وشعبها الذي يقتل”.
وانتقد جميل الأبيض النظام السوري والإعلام اللذين يحاولان -بحسب رأيه- تحويل المقاومة من أجل الحرية إلى حرب أهلية، وأضاف قائلا “خرجنا للعالم لنقول لهم إن السوريين ما زالوا يدافعون عن حريتهم بطريقة سلمية”.
وبين أنه يزور هولندا والعديد من الدول العربية والأوروبية بهدف نقل رسالها مفادها أن سوريا تشهد ثورة شعبية مكونة من جناح مسلح وآخر سلمي، و”تفنيد الدعاوى بأن سوريا تعيش حربا أهلية”.
بيشو
وتعد الدمية الخشبية “بيشو” كناية للرئيس بشار الأسد أشهر عرض في السلسلة. حيث يظهر الرئيس ضعيف الشخصية مذعورا مرتعدا باكيا، في محاولة من المخرج لتحطيم جدار الخوف من أسطورة الدكتاتور الذي لا يقهر ليستيقظ من غيبوبته فيجد أن نظامه قد سقط.
إلى جانب دمية بيشو هناك دمية “الشبيحة”، في إشارة إلى مليشيات الأسد، ثم دميتي “بنت الشام” و”ابن الحرية” في توصيف المتظاهرين الأقوياء الذين يرعبون النظام.
وبحسب الأبيض فإن الحلقات المتبقية من يوميات دكتاتور ستكون في شكل روائي تسرد قصة الثورة السورية منذ انطلاق شرارتها إلى اليوم ثم محاكمة بشار.
ثورة سوريا تقسم اليسار العربي
تسببت الثورة السورية في التأثير على اليسار العربي، وأدت إلى انقسامه أساسا بين طرف مستمر في دعم النظام السوري تحت مبدأ مقاومة إسرائيل ومجابهة الاستعمار، وآخر يقف إلى جانب المعارضة لدعم الثورة والدفاع عن الحقوق الديمقراطية.
وفي مقال نشره معهد الدراسات الإستراتيجية والبحوث، قدم الباحث في المركز الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى ببيروت نيكولاس دوت بويارد، الأزمة التي مرت بها صحيفة الأخبار اللبنانية -حين استقال رئيس تحريرها رفضا لتعاطيها مع الملف السوري- كرمز للجدل المقسم لليسار العربي على الصعيدين العقائدي والإستراتيجي.
وأشار إلى أن البعض من اليساريين العرب مستمر في دعم النظام السوري باسم الصراع ضد إسرائيل ومقاومة الاستعمار, في حين يقف البعض الآخر منهم إلى جانب المعارضة بحجة الثورة والدفاع عن الحقوق الديمقراطية، بينما اتخذ فريق آخر موقفا وسطا مبنيا على التضامن مع مطالب المتظاهرين، ورفض التدخل الأجنبي والدعوة إلى المصالحة الوطنية.
وأكد الباحث أن الأزمة السورية زرعت الخلاف بين أطياف اليسار العربي سواء كانوا من الشيوعيين المتشددين أو ذوي الاتجاهات الماركسية, أو من الجناح اليساري من القوميين العرب الراديكاليين أو المعتدلين.
واعتبر أن مؤيدي الثورة بدون قيد أو شرط لا يشكلون الأغلبية, ومعظمهم من أقصى الطيف السياسي لليسار، وفي العادة هم من التروتسكيين أو الماويين، ويحتفظون بنوع من الروابط مع أطراف من المعارضة، إضافة إلى بعض المفكرين اليساريين المستقلين ممن يدعمون الثورة المسلحة، ويطالبون بإسقاط النظام واستبعاد الحوار معه.
وينأى الأنصار من أقصى اليسار بأنفسهم عن المجلس الوطني السوري بسبب اعتقادهم أن علاقاته مع قطر وتركيا والسعودية يمكن أن ترهن استقلال الحركة الشعبية.
قلق ورهان
وأوضح الباحث أن جزءا من اليسار الراديكالي المطالب بإسقاط نظام بشار الأسد يشعر بالقلق من دعم الأنظمة الملكية في الخليج للثوار السوريين, ولا يؤيدون موقف المجتمع الدولي المناهض للأسد خاصة الولايات المتحدة, وأهم ما يراهنون عليه هو الوضع الداخلي في سوريا ومبدأ الانتفاضة الشعبية كما فعلوا في مصر وتونس.
وقال إن غالبية اليساريين العرب اختاروا الالتزام بموقف حذر من الانتفاضة السورية, فهم يدينون عسكرتها التي يقولون إنها لن تفيد سوى “المتشددين الإسلاميين” والمقاتلين الأجانب الذين يتدفقون إلى سوريا، وينتقدون كذلك الطابع الطائفي للنزاع، ويخشون من اندلاع حرب أهلية لا تنتهي.
كما أنهم -حسب الباحث الفرنسي- يشعرون بالقلق بشأن ميزان القوى الإقليمي والدولي, فمع وقوف إيران وسوريا في صف ضد ممالك الخليج وإماراته وكذلك وقوف روسيا والصين ضد أميركا، تكون سوريا قد احتلت مكانا أماميا في لعبة الحرب الدولية الكبرى, وهو ما يدفع اليسار لتفضيل سوريا وإيران والصين وروسيا على معارضيهم.
وفي الطرف الآخر -يضيف الكاتب- يبرز فريق آخر من اليسار العربي يدعو لإجراء إصلاحات تدريجية، ويراهن على حل سياسي بعيدا عن الخيارات العسكرية.
انهيار عنيف
وقال الباحث إن جزءا كبيرا من الراديكاليين العرب اليساريين لم يعد يراهن على الثورة، لأنهم لا يريدون انهيارا عنيفا للنظام، وهم يخشون من فراغ السلطة، ومن تحالف النظام الذي سيخلف الأسد مع أميركا وحلفائها من دول الخليج، أكثر من خشيتهم من استمرار النظام الحالي.
وأشار إلى أن الناشطين العرب اليساريين يرون سوريا بوجهين, فالقليل منهم ينكرون طبيعة النظام السوري القمعية والشمولية, فيما يبرر آخرون موقفهم المدافع عن ذلك النظام بحجم العقوبات الدولية ضده التي تجد لها صدى عميقا في المشاعر المعادية للاستعمار لدى اليساريين العرب, وفيما يفسر البعض تلك المشاعر بالارتباط بالطبيعة الشعبية للثورة, يرى آخرون أنها تضخمت بسبب التدويل المتنامي للصراع.
ومن جانب آخر، طرح الباحث تقدم التيار الإسلامي في بلدان الربيع العربي كمصدر تخوف لدى اليساريين ومبرر لموقفهم من ثورة سوريا.
189 قتيلا بسوريا وقصف مخبز في حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفاد ناشطون بسقوط 189 قتيلا الثلاثاء في مدن سورية عدة، بينهم 20 شخصا قضوا بقصف للطيران الحربي على مخبز في حلب، في وقت أصدر الرئيس بشار الأسد عفوا عن مرتكبي الجرائم التي لاتتعلق بـ”الإرهاب”.
وقال ناشطون من المعارضةالسورية إن قوات الحكومة قتلت 20 شخصا على الأقل عندما قصفت مخبزا في حي يقع تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب شمالي البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات الحربية السورية قصفت حي “القطارجي” الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، إضافة إلى تحليقها في سماء حي الميسر وأحياء حلب الشرقية.
وأفاد ناشطون بوقوع انفجار قوي سمع في مقر الفرقة الرابعة للجيش السوري في معضمية الشام بريف دمشق.
وفي دمشق، أفاد المرصد أن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات في منطقة الزاهرة جنوبي العاصمية ترافقت مع إطلاق رشقات من الرصاص.
كما شهدت مدينة حرستا في ريف العاصمة السورية اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد الذي أشار إلى تعرض المزارع المحيطة بمدينة حرستا للقصف من قبل القوات النظامية السورية.
وفي محافظة إدلب، تعرضت مدينة معرة النعمان الاستراتيجية وقرية معرشمشة للقصف بالطائرات الحربية من قبل القوات النظامية السورية، بحسب المرصد الذي أفاد عن وقوع اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ أيام.
ودارت اشتباكات فجر الثلاثاء في حي الجبيلة بدير الزور بالقرب من فرع الأمن السياسي، وتعرض مبنى في مدينة البوكمال قرب المفرزة القديمة للأمن السياسي للقصف.
وتأتي هذه الأحداث غداة مقتل 180 شخصا بأعمال العنف في مناطق سورية مختلفة وفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
الأسد يعفو عن “مرتكبي الجرائم”
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء مرسوما يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل الثالث والعشرين من أكتوبر 2012 مستثنيا منها الجرائم المتعلقة بـ “الإرهاب” والفرار من العدالة.
ويستثني العفو الجرائم المنصوص عليها في “قانون الإرهاب” الذي أصدره الأسد في يوليو الماضي وعرّفه على أنه “كل فعل يهدف إلى إيجاد حالة من الذعر بين الناس أو الإخلال بالأمن العام أو الإضرار بالبنى التحتية أو الأساسية للدولة ويرتكب باستخدام الأسلحة أو الذخائر أو المتفجرات”.
وأوضح نص مرسوم العفو كما نشرته وكالة الأنباء السورية “سانا” أن “أحكامه لا تشمل المتوارين عن الأنظار والفارين عن وجه العدالة إلا إذا سلموا أنفسهم خلال 30 يوما بالنسبة للفرار الداخلي و90 يوما بالنسبة للفرار الخارجي”.
الزعتري.. محاولات للتأقلم مع حياة اللجوء
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تركت أم محمد منزلها الكبير في درعا، الذي استغرق بناؤه 13 عاما، لتلجأ من أحداث الأزمة في سوريا إلى خيمة في مخيم الزعتري، تحاول ترتيبها لتجعل منها مسكنا ومنزلا بديلا.
في سوريا تتذكر أم محمد بيتها مزدحما دوما بالأصدقاء والجيران، وفي المخيم أصبح لديها جارة جديدة اسمها نيمار، ولدت فيه فعمرها لا يتجاوز الشهر الواحد، تقضي أيامها في خيمة أم محمد لأنها أبرد من غيرها بسبب موقعها على زاوية الشارع مايسمح بتسلل القليل من الهواء إلى داخلها.
تحتاج أم محمد ونساء المخيم إلى السير في الشارع رقم 11، لتصل في نهايته إلى المطبخ والحمامات، فهي مرافق مفصولة عن خيمهن، وتشتد الصعوبة في الليل عندما يحتاج أحد الأولاد لاستخدام دورة المياه، يصبح هناك ضرورة لإيقاظ الأب لمرافقته.
ويضم مخيم الزعتري في الأردن حوالي 30 ألف لاجئ سوري، حياتهم موزعة بين شوارع مرقمة في المخيم، وخيم تحولت إلى منازل وغرف، لا تشبه تلك التي تركوها في وطنهم سوريا إلا أنهم يحاولون أن يجعلوها كذلك.
علويون يرفضون التجنيد بالجيش السوري
لارا حسن- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اشتبك أهالي إحدى القرى العلوية، في الساحل السوري، مع قوات الأمن على خلفية رفض الأهالي إرسال أبنائهم إلى استدعاء الاحتياط لقوى الجيش.
وقالت الناشطة ريم من مدينة جبلة، 33 عاما، لموقع سكاي نيوز عربية إن “بعض أهالي قرية بسيسين رفضوا إرسال أبنائهم للخدمة الاحتياطية في قوى الأمن والجيش السوري لأن أبناءهم يعودون إليهم قتلى في قضية لا ناقة لهم فيها ولا جمل”، وفقا لتعبيرها.
وعندما علمت شعبة التجنيد، المسؤولة عن التحاق الشباب المطلوبين، برفض الأهالي تم إرسال قوة عسكرية إلى القرية لجلب المطلوبين الأسبوع الماضي، حيث وقعت اشتباكات وتم إغلاق القرية مساءا، وفقا لذات المصدر.
وأضافت ريم أن الأهالي قاموا بتهريب أبنائهم المطلوبين للخدمة الاحتياطية إلى قرى أخرى أو حتى إلى مدينة اللاذقية.
وأكدت ريم أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، لكن هناك تعتيم إعلامي على مثل هذه الحالات.
وتقع قرية بسيسين بالقرب من مدينة جبلة التي تشهد مظاهرات مناهضة للنظام في فترات متقطعة.
وكان النظام السوري اعتمد سياسة طلب الذكور لخدمة الاحتياط، أو إلى عدم تسريح من أنهى الخدمة العسكرية الإلزامية لدعم قواتها عقب انطلاق الاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد منتصف مارس 2011، حسب ناشطين في الداخل السوري.
كما شهدت قرية دمسرخو، العلوية، اشتباكات بين “الشبيحة” وأهالي القرية على خلفية مقتل أحد أبنائها على أحد الحواجز الموجودة هناك.
وتقع قرية دمسرخو شمالي مدينة اللاذقية على الساحل السوري ذو الغالبية العلوية، وهي الطائفة التي ينتمي لها الرئيس السوري بشار الأسد.
الأمم المتحدة تعد خططاً لقوة سلام في سوريا
نستعد للتحرك إذا كان ذلك ضرورياً وإذا ما وافق مجلس الأمن
نيويورك – فرانس برس
أعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو، أمس الاثنين، أن المنظمة الدولية تعد خططاً لقوة لحفظ السلام في سوريا في حال توقف إطلاق النار بشكل دائم في هذا البلد.
وقال لادسو في مؤتمر صحافي في نيويورك تزامن مع زيارة الموفد الدولي لخضر الإبراهيمي لدمشق: “أؤكد أننا نفكر في ما سيحصل في حال توقف إطلاق النار وتبلور حل سياسي، في ما يمكننا القيام به للمساهمة في الأمن وحماية المدنيين”.
وأضاف “اننا نستعد للتحرك إذا كان ذلك ضرورياً وإذا ما وافق مجلس الأمن” على نشر هذه القوة.
وأعضاء مجلس الأمن الـ15 منقسمون حول الازمة السورية، وتحمي روسيا والصين حليفهما السوري من أي ضغط عبر استخدام حقهما في النقض.
وأشار لادسو إلى أنه “من السابق لأوانه ذكر عدد” يتعلق بعناصر هذه القوة المحتملة.
ودعا الإبراهيمي الذي التقى الأحد في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد فريقي النزاع إلى هدنة في عيد الأضحى من 26 الى 28 تشرين الاول/اكتوبر الجاري.
وأسفرت أعمال العنف في سوريا عن أكثر من 34 ألف قتيل خلال 19 شهراً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت بعثة من 300 مراقب عسكري غير مسلح من الأمم المتحدة قد انتشرت في سوريا ثلاثة أشهر ثم سحبت بسبب استمرار المعارك بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة.
وقال لادسو أيضاً “في الوقت الراهن نركز فعلاً على جهود لخضر الإبراهيمي للتوصل إلى وقف موقت أو دائم لإطلاق النار”.
انفجاران في حي التجارة وركن الدين بدمشق
184 عدد القتلى ومجزرة في المعضمية ذهب ضحيتها 40 شخصاً
بيروت – فرانس برس
انفجرت عبوتان ناسفتان، الاثنين، في حيين بشمال العاصمة السورية دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بيان: “انفجرت عبوة ناسفة بحي ركن الدين شرقي قرب مبنى إذاعة خاصة”، كما انفجرت عبوة كانت موضوعة تحت سيارة رباعية الدفع أمام مفرزة المخابرات الجوية قرب المدخل الرئيس لحديقة التجارة” في شمال العاصمة أيضاً.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي أن الانفجار الأول في ركن الدين “استهدف سيارة ضابط متقاعد في الأمن”، مشيراً إلى أنه أدى إلى أضرار مادية وإصابة شخص بجروح بالغة.
وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن الانفجار “هز الحي بالقرب من هيئة الإمداد والتموين”.
ومن جهته أفاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط إخباري عن “انفجار عبوة ناسفة زرعها الإرهابيون تحت سيارة في نهاية شارع برنية في ركن الدين”، من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية.
وأوضح عبدالرحمن أن الانفجار الثاني وقع في “شرق التجارة في نقطة تعرف بما بين الحديقتين، قبالة مبنى المخابرات الجوية”، واقتصرت أضراره على الماديات.
وشهدت العاصمة السورية سلسلة تفجيرات منذ بدء النزاع السوري قبل 20 شهراً، آخرها انفجار قرب قسم للشرطة الأحد في حي باب توما المسيحي، أدى الى مقتل 10 أشخاص بحسب المرصد السوري.
اشتباكات عنيفة بالقرب من دمشق
وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والمقاتلين أمس الاثنين بالقرب من العاصمة وفي عدد من المناطق السورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة حرستا المتاخمة للعاصمة، “بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة”.
وأوضح المرصد أن المدينة “تتعرض للقصف يرافقه تحليق للطائرات الحربية”.
وفي ريف العاصمة، تعرضت بساتين جديدة عرطوز للقصف قبل بدء اقتحامها من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اكد مقتل مقاتلين اثنين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دوما وبلدة جديدة عرطوز.
مجزرة في المعضمية
ومن ناحية أخرى أفادت الهيئة العامة للثورة بارتكاب جيش النظام مجزرة في معظمية الشام سقط فيها أكثر من 40 شخصاً، يأتي هذا فيما ارتفع عدد القتلى إلى 180 شخصاً أمس معظمهم في دمشق وريفها وحلب، حسب ما أفادت به لجان التنسيق.
وأوضح المرصد أن “النيران شُوهدت وهي تشتعل في حاجز الزعلانة للقوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف”، وذلك بعد “هجوم عنيف نفذه مقاتلون من جبهة النصرة ومقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على الحاجز وعلى معسكر وادي الضيف منذ صباح اليوم”.
وأدت الاشتباكات الى “تدمير أربع آليات ومقتل ما لا يقل عن تسعة جنود وجرح اكثر من 20 عنصراً من القوات النظامية”، بحسب المرصد.
ويقع هذا المعسكر على الجانب الشرقي من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي تتعرض بدورها للقصف.
وسمحت سيطرة مقاتلي المعارضة على هذه المدينة بقطع محور الطرق الرئيسي الذي تستخدمه القوات النظامية للتزود بالتعزيزات العسكرية اللازمة لعمليات الشمال.
روسيا تقول إن مقاتلين سوريين حصلوا على صواريخ تطلق من الكتف
موسكو (رويترز) – نقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن جنرال روسي قوله يوم الأربعاء إن مقاتلي المعارضة السورية حصلوا على صواريخ أرض-جو تحمل على الكتف منها صواريخ ستينجر الأمريكية الصنع.
وشأن روسيا شأن الرئيس السوري بشار الأسد فإنها تلقي أغلب اللوم في استمرار العنف على خصوم مسلحين للحكومة السورية تقول إنهم يتلقون المساعدة المعنوية والسلاح من الخارج.
ونقلت وكالة انترفاكس عن نيكولاي ماكاروف قائد الأركان العامة قوله إن الجيش الروسي علم أن “متشددين يحاربون قوات الحكومة السورية لديهم قاذفات صواريخ محمولة من عدة دول بما في ذلك ستينجر الأمريكية الصنع.”
وأضاف “لم تتحدد بعد الجهة التي زودتهم بها.”
وقالت شبكة ان.بي.سي نيوز في أواخر يوليو تموز إن الجيش السوري الحر حصل على أكثر من 20 صاروخا أرض-جو التي تحمل على الكتف. ونفى مستشار سياسي للجيش السوري الحر المعارض ذلك.
وعلى عكس الأزمة في ليبيا فإن الغرب لا يبدي رغبة كبيرة في تسليح المقاتلين السوريين لقلقهم من احتمال أن تسقط الأسلحة في أيدي متشددين إسلاميين.
وباعت روسيا الحكومة في سوريا أسلحة قيمتها مليار دولار في العام الماضي وأوضحت أنها ستعارض حظرا للسلاح في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب مخاوف من حصول مقاتلي المعارضة الذين يحاربون حكومة الأسد على السلاح بطريقة غير مشروعة بأي حال.
وانتقد الغرب روسيا لاستخدامها حق النقض (الفيتو) هي والصين ثلاث مرات ضد قرارات في مجلس الأمن كانت تهدف إلى الضغط على الأسد لإنهاء قمعه للانتفاضة المستمرة منذ 19 شهرا. وتقول موسكو إنها تعارض التدخل الاجنبي في شؤون سوريا.
ويقول نشطاء إن الصراع أسفر عن سقوط أكثر من 30 ألف قتيل منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس اذار عام 2011.
(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)