أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 07 آب 2012


انشقاق رئيس الحكومة يهز دمشق والحكومة تعتبره «فردياً»

دمشق، بيروت، عمان – «الحياة»، رويترز، ا ف ب

تلقى النظام السوري امس اقسى ضربة يتعرض لها منذ الانفجار الذي اودى بحياة عدد من كبار القادة الامنيين في مبنى الامن القومي في دمشق في الشهر الماضي. فقد اعلن رئيس الحكومة رياض حجاب انشقاقه عن النظام الذي وصفه ناطق باسمه بـ «نظام الارهاب والقتل» وانضمامه الى صفوف الثورة.

وتضاربت الانباء عن المكان الذي توجه اليه حجاب. فبينما قال ناطق باسمه انه توجه الى الاردن و»سيغادر الى قطر خلال ايام»، نفى وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام سميح المعايطة ان يكون حجاب دخل الى الارضي الاردنية. وفي الوقت ذاته تداولت مصادر المعارضة معلومات عن انشقاق وزيرين وعدد من الضباط مع حجاب، وتردد ان الوزيرين هما وزير الصحة وائل الحلقي ووزير النقل محمود سعيد، غير ان وزير الاعلام عمران الزعبي اكد في وقت لاحق ان الحكومة عقدت اجتماعاً «استثنائياً» امس «بكامل اعضائها» برئاسة عمر غلاونجي الذي كلفه الرئيس الاسد رئاسة حكومة انتقالية بعد «اقالة» حجاب. وبث التلفزيون السوري صوراً لاجتماع الحكومة.

وقلل الزعبي من اهمية انشقاق رئيس الوزراء السوري وأكد انه لن يؤثر على سورية. واضاف ان «سورية دولة مؤسسات، وقيمة الافراد فيها قيمة مضافة، والاصل هو طبيعة عمل المؤسسة، وانشقاق الاشخاص مهما علت رتبهم او مواقعهم لا يغير ولا يؤثر في نهج الدولة السورية». وقال «بعض الانشقاقات الفردية مهما تكاثرت، يعتقدون انها يمكن ان تنشىء حالة ارتباك في سورية». لكنه اضاف ان «في سورية الكثير من الكوادر البشرية القادرة على ان تشغل كل مواقع الذين يهربون او ينشقون».

في هذا الوقت، قال مقاتلون من «كتيبة البراء» المعارضة إن ثلاثة رهائن ايرانيين من المجموعة التي تم خطفها السبت الماضي قتلوا امس خلال هجوم جوي قامت به قوات النظام في دمشق وهددوا بقتل الرهائن الباقين اذا لم يوقف الجيش هجومه على دمشق وريفها. وقال معتصم الاحمد الناطق باسم المجموعة إن الرهائن قتلوا عندما انهار عليهم منزل في الهجوم الجوي.

وتتهم المجموعة الايرانيين بانهم اعضاء في «الحرس الثوري»، فيما نفت طهران ذلك وقالت انهم كانوا يقومون بزيارة مقامات دينية في دمشق.

ورحب «المجلس الوطني» السوري بانشقاق حجاب و»انضمامه الى صفوف الشعب السوري وثورته»، واعتبر الانشقاق دليلاً على ان «ما يرتكبه النظام المجرم تجاوز كل الحدود ولم يعد بامكان اي سوري السكوت عنه». وقال المجلس ان نظام الرئيس بشار الاسد «يعيش ساعاته الاخيرة»، مضيفا «لقد سقطت كل الحجج والمبررات للبقاء في سفينة النظام المجرم، وآن أوان الاختيار بين الانتماء الى سورية وشعبها وبين الانحياز الى عصابة القتل والارهاب التي تنتظر ساعة الحساب والقصاص قريبا».

وقال عضو «المجلس الوطني» أحمد رمضان ان عدداً من المسؤولين كانوا برفقة رئيس الحكومة المنشق، وما زال المجلس يقوم ببعض الخطوات وليس هناك عجلة في كشف هويات المنشقين. وذكر ان 15 ديبلوماسيا وشخصية سياسية تنوي الانشقاق. وقال ان المجلس يعتقد بان تفكك النظام دخل مرحلة حساسة للغاية وان «المجلس الوطني» يتعامل مع الامر بجدية تامة.

ووصفت جماعة «الاخوان المسلمين» السورية موقف حجاب بانه «شجاع ويعبر عن وطنية عالية وصدق انتماء الى الوطن والى الشعب». ودعت «كل رجال الدولة السورية في شتى مواقعهم الى المسارعة الى الانحياز الى شعبهم». واعتبرت ان البقاء الى جانب النظام «لطخة عار في جبين كل من يقبل به».

واعتبر جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن انشقاق رئيس الوزراء السوري يظهر أن الرئيس الأسد فقد تماسك دائرة المقربين منه ويجد صعوبة في الحفاظ على مؤيدين له بين الشعب السوري. وقال ان انشقاق حجاب «دليل على أن قبضة الأسد على السلطة تتفكك. والقوة الدافعة اصبحت مع المعارضة ومع الشعب السوري».

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان انشقاق حجاب يكشف «هشاشة نظام اختار العنف المسلح بشكل افقده غالبية داعميه». وقال ان «فرنسا مقتنعة بان نظام بشار الاسد الى زوال. وتكرار انشقاقات كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والدبلوماسيين يكشف هشاشة المجموعة الحاكمة».

من جهة اخرى، اعلنت ايران انها تخطط لاستضافة اجتماع لدول من المنطقة ودول أخرى لها علاقة بالشأن السوري بعد غد الخميس لايجاد سبل لحل الأزمة السورية. ونقلت الوكالة الانباء الرسمية الايرانية عن مساعد وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان إن الدول ذات «المواقف الواقعية» بشأن الصراع هي فقط التي ستدعى إلى هذا الاجتماع. واضاف أن هدف الاجتماع هو ايجاد «سبل للخروج من الأزمة الحالية وعودة الاستقرار والهدوء لهذا البلد وأيضا دعم كل الجهود الاقليمية والدولية البناءة.»

ميدانياً، انفجرت عبوة ناسفة أمس في مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون في دمشق، ما ادى الى وقوع اصابات بين العاملين. واستهدف العبوة المتفجرة مكاتب الادارة العامة في الطابق الثالث من المبنى الذي يقع في ساحة الامويين. وقامت قوات الامن باغلاق الطريق المحاذية للمبنى. وأكد وزير الاعلام ان هناك بعض الجرحى من العاملين في التلفزيون، مشيراً الى ان اصاباتهم «خفيفة وطفيفة». وقال إن الخسائر المادية التي لحقت بالمبنى كبيرة. وشدد على ان الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون «ستستمر في العمل»، معتبراً ان التلفزيون «مستهدف بسبب جرأته». واضاف انه «بالمعنى السياسي نعرف من يقف خلف هذه العمليات ومن يمول هذه العمليات ومن يريد ان يخرب هذه البلاد».

وبلغت حصيلة القتلى نتيجة المواجهات بين النظام السوري وقوات المعارضة 120 شخصاً على الاقل حتى المساء. وشملت المواجهات مناطق في ريف دمشق ودير الزور وحماة وحمص فيما استمر الاستعدادات العسكرية التي يقوم بها النظام لشن الهجوم الذي هدد به منذ ايام ضد مدينة حلب.

غليون: خطوة المالح غير صحيحة لكن المعارضة قادرة على تجاوز الخلافات

بيروت – رويترز

طرحت ثلاث جماعات سورية معارضة اقتراحات منفصلة لتشكيل حكومة انتقالية خلال الاسبوع الماضي في مؤشر على ازدياد عمق الخلافات بين معارضي الرئيس السوري بشار الاسد حتى مع اقتراب بشائر النصر.

ومع وصول القتال إلى دمشق وحلب خلال الشهر الماضي تأمل الدول الغربية أن تتفق هذه الجماعات المعارضة المختلفة على خطة مقبولة للحكومة الانتقالية في حالة سقوط الأسد.

وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري -وهو جماعة معارضة تجمع تحت مظلتها جماعات متعددة- ان محادثات ستجرى خلال اسابيع لتشكيل حكومة انتقالية.

وفي اليوم التالي طرح الجيش السوري الحر برئاسة العقيد رياض الأسعد -والذي يضم جماعات مسلحة تقاتل ضد قوات الاسد- عرضا يدعو إلى تشكيل مجلس اعلى للدفاع يضم شخصيات عسكرية ومدنية.

وبعد يوم واحد اعلنت جماعة من النشطاء السوريين المعارضين الذين انشقوا على المجلس الوطني السوري تشكيل تحالف جديد يهدف ايضا إلى تشكيل حكومة انتقالية برئاسة المعارض هيثم المالح.

وظهور المعارضة السورية منقسمة ليس خبرا جديدا ولا يشكل أي مفاجأة. فخصوم الاسد يتنوعون ما بين اسلاميين وعلمانيين وبين اكراد وعرب وبين مسلمين سنة وابناء اقليات دينية وبين منشقين عن الجيش ونشطاء سياسيين كانوا يوما مطاردين وبين منفيين في الخارج ومسلحين يقاتلون على الارض.

وتعرض «المجلس الوطني السوري» الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له لانتقادات شديدة لابتعاده عن المقاتلين على الارض في سورية نفسها. وقال العقيد الاسعد قائد الجيش السوري الحر ان المجلس الوطني يضم مجموعة من الانتهازيين الذين يريدون «ركوب ثورتنا والاتجار في دماء شهدائنا».

وانشق هيثم المالح القاضي السابق عن المجلس الوطني السوري ليعلن قيام «المجلس الثوري» السوري.

وقال لرويترز انه لا خلاف بين مجلسه والمجلس الوطني السوري بشأن رؤيته لكن بشأن اساليبه وان الخلاف بين الاثنين هو انه يعمل على الارض بينما المجلس الوطني مجرد مجموعة من المنظرين.

وقال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون ان الانباء عن الخطط الجديدة الخاصة بتشكيل المجلس لحكومة انتقالية خلقت آلية تنافسية بين هؤلاء الذين يبحثون عن دور.

وقال لرويترز انه يعتقد ان المعارضة السورية ستكون قادرة على تجاوز هذا الخلاف وانه يعتقد ان خطوة المالح لم تكن صحيحة وانها يجب ان تصلح دون ضجة ودون اعطائها اهمية.

لكن اكثر ما يزعج الغرب هو وجود مقاتلين اسلاميين داخل سوريوة بينهم مقاتلون يتبنون نهج القاعدة الطائفي.كما لا يخفي المعارضون العلمانيون واعضاء الاقليات الدينية قلقهم.

وقال تقرير مجموعة الازمات الدولية «تبنى العديد من جماعات المعارضة توجها وسلوكا اصوليين وهو مسار يعكس تحول الصراع تدريجيا إلى صراع اكثر قتلا واكثر اقرارا بذلك إلى جانب فقدان الثقة في الغرب».

وتخشى الدول الغربية ان يؤدي العنف الطائفي إلى صعوبة في انهاء القتال حتى بعد سقوط الاسد ومن الممكن ان يؤدي إلى اعمال قتل واسعة على غرار ما حدث في العراق بعد الاطاحة بصدام حسين.

ومن بين الاسباب التي تؤدي إلى انقسام المعارضة دور الضباط الكبار المنشقين عن الجيش مثل العماد مناف طلاس العضو السابق في الدائرة الضيقة المحيطة بالاسد الذي فر من سورية وتستضيفه منذ ذلك الحين تركيا والسعودية.

ويقول كثير من نشطاء المعارضة ان طلاس له تاريخ طويل مع الاسد ويخشون ان يفرض عليهم كقائد في المستقبل. وقال غليون انه يتوقع قيام طلاس بدور عسكري مع غيره من الضباط المنشقين لاستعادة السيطرة على الجيش واعادة بناء الامن في البلاد. بينما استبعد المالح الفكرة تماما.

وقال المالح انه لا يعتقد ان طلاس سيكون له دور في المستقبل كزعيم وقال انه كان عليه ان يعلن انشقاقه عندما غادر سورية ويعلن انضمامه إلى الجيش السوري الحر وانه سيقاتل في صفوفه.

لكن بعض الخبراء يقولون ان تشرذم المعارضة له جانب ايجابي لأنه يشير إلى التعددية بعد عقود من القمع تحت حكم البعث واسرة الاسد.

وقال نديم شحادة مسؤول برنامج الشرق الاوسط في مركز تشاتام هاوس في لندن «هذا مجتمع سياسي يتشكل تقريبا من العدم لذا فان التنوع في هذه الحالة طبيعي وصحي».

معارك ضارية في حلب والمعارضة تتهم النظام بـ «مجزرة» وتهجير طائفي في حماة

بيروت، دمشق – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

فيما تستعد القوات الحكومية السورية لشن هجوم بري متوقع في أي لحظة لإخراج مقاتلي المعارضة من حلب التي شهدت أمس معارك ضارية، بدا أن مقاتلي المعارضة في مناطق بالمدينة في حالة سيئة وتضاءل مخزونهم من الذخيرة بعد ايام من قصف الدبابات وطائرات الهليكوبتر المكثف لمواقعهم. في موازاة ذلك، اتهم «المجلس الوطني السوري» في بيان امس القوات النظامية بارتكاب «مجزرة» بحق نحو 40 من سكان بلدة حربنفسه في ريف حماة وسط البلاد، معتبراً انها تأتي في اطار «سياسة تهجير طائفي» واضحة.

وعن التطورات في حلب، قال ناشطون وشهود إن الوضع على الارض يزداد صعوبة بسبب ضعف تسليح المعارضة مقارنة بالجيش النظامي الذي واصل قصف احياء حلب التي يتمركز فيها المعارضون. وأظهر تسجيل فيديو مباني مشتعلة في المدينة يعتقد أنها في حي القاطرجي، فيما أظهر فيديو آخر سيارة اسعاف مشتعلة في شوارع ما يعتقد أنه حي صلاح الدين. ولا يمكن التحقق من صحة الفيديو من مصدر مستقل.

وشاهدت «رويترز» قتالاً ضارياً في شوارع حي صلاح الدين وهو مدخل لحلب التي يسكنها 2.5 مليون نسمة والمحور الرئيسي للقتال في الاسبوع الأخير. وقصفت الدبابات الشوارع التي احتمى بها مقاتلو المعارضة وسقطت قذيفة على مبنى قرب فريق «رويترز» مما أدى إلى تساقط الركام في الشارع وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان والغبار إلى السماء.

ويقول القادة العسكريون للمعارضة انهم يتوقعون هجوماً كبيراً للجيش في حلب. وقال مقاتل انهم اضطروا بالفعل إلى الانسحاب من بعض الشوارع بعد ان تقدم قناصة الجيش السبت تحت غطاء من القصف الكثيف بالطائرات والدبابات.

وقال موظف سابق بالحكومة يدعى محمد السالفي (35 سنة) «الجيش السوري يخترق خطوطنا… ولهذا اضطررنا للقيام بانسحاب استراتيجي لحين توقف القصف»، مضيفاً ان مقاتلي المعارضة يحاولون دفع قوات الجيش الى الوراء من جديد.

ونظراً الى أن مقاتلي المعارضة يعانون نقصاً في السلاح فإنهم يبحثون دوماً عن أسلحة للاستيلاء عليها.

وفي أحد شوارع صلاح الدين قاد مقاتل للمعارضة شاحنة مثبت عليها سلاح مضاد للطائرات وهي واحدة من بين 15 شاحنة قال المقاتلون إنهم استولوا عليها خلال قتال في الأسبوع الماضي.

لكن السلاح لم يكن ممكناً تصويبه إلى السماء ولا إطلاق النار منه وظلت الشاحنة متوقفة في شارع جانبي.

وقال أبو فرات الجرابلسي وهو ضابط جيش منشق «لدينا 200 قذيفة فقط لكل سلاح… لا بد أن نكون متأكدين تماماً من أننا سنسقط طائرة عندما نطلق النار عليها وإلا فلن نتمكن من استعادة ما استخدمناه».

وقال التلفزيون الحكومي إن قوات النظام تخلص البلاد من «الإرهابيين»، موضحاً في اشارة إلى مقاتلي المعارضة انهم «ميليشيات خليجية وتركية». وقال التلفزيون السوري من دون الخوض في التفاصيل انه تم العثور في حلب على جثث مقاتلين أتراك وأفغان.

ومع تواصل عمليات القصف والاشتباكات في حلب سقط في المدينة 9 قتلى، ما يرفع عدد ضحايا العنف في سورية الى 28 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأشار المرصد في بيان الى مقتل تسعة مواطنين في حلب هم قائد كتيبة معارضة «سقط خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي صلاح الدين»، إضافة الى خمسة مدنيين جراء القصف على مبنى القصر العدلي وحيي الشعار والمرجة. وأضاف المرصد ان اعمال القنص في حي سيف الدولة ادت الى مقتل شاب، إضافة الى مدني من حي باب النيرب بنيران القوات النظامية خلال اسعافه الجرحى، ومدني ثامن في حي الحمدانية بظروف مجهولة.

وقال الرئيس الموقت لبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سورية اللفتنانت جنرال باباكار جاي في بيان أمس «أشعر بقلق بالغ بشأن العنف المستمر في سورية وبخاصة التدهور الكبير في حلب وأثره على السكان المدنيين».

وأضاف «أحث كل الأطراف على حماية المدنيين واحترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي». وقال إن «المدنيين يجب ألا يعرضوا للقصف واستخدام الأسلحة الثقيلة.

وفي محافظة حماة (وسط)، اشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى سقوط 11 قتيلاً مدنياً في حربنفسه، بينهم طفلان إثر اطلاق نار وقصف رافق اقتحام القرية التي شهدت الاحد مقتل ثلاثة اطفال ايضاً. كما قتل مدني اخر برصاص قناص في حي الصابونية بمدينة حماة.

واتهم «المجلس الوطني السوري» المعارض القوات النظامية بارتكاب «مجزرة» بحق نحو 40 من سكان بلدة حربنفسه في ريف حماة، معتبراً انها تأتي في اطار «سياسة تهجير طائفي» واضحة.

وقال المجلس، وهو احد اكبر فصائل المعارضة السورية في الخارج: «قامت قوات النظام السوري بارتكاب مجزرة في بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي غير بعيد عن منطقة الحولة في ريف حمص»، والتي كانت شهدت مجزرة في أيار (مايو) الماضي ذهب ضحيتها 108 اشخاص بحسب المرصد السوري.

ولفت البيان الى ان قوات النظام «قامت بقصف البلدة التي لا يزيد عدد سكانها عن 8 آلاف نسمة بالدبابات والأسلحة الثقيلة طوال خمس ساعات متواصلة»، قبل ان تقوم هذه القوات «باقتحام البلدة ما ادى الى اصابة أعداد كبيرة من المدنيين أحصي منهم حتى اللحظة أكثر من 40 شهيداً و120 جريحاً الكثير منهم في حالة خطرة».

وأضاف المجلس ان «الإجرام والرغبة الجامحة بالقتل والترهيب بلغا حد قيام القوات الامنية والعسكرية وعصابات الشبيحة القادمة من قرى مجاورة موالية للنظام، بمطاردة الاهالي الفارين من البلدة واستهدافهم بالرصاص الحي وبالاسلحة البيضاء».

ولفت الى ان هذه العملية «لا تزال متواصلة وممتدة للعديد من القرى والبلدات في تلك المنطقة».

ودان المجلس «هذه المذبحة الوحشية»، مؤكداً انها «تأتي في اطار سياسة تهجير طائفي واضحة المعالم».

وحمل «رأس النظام السوري (الرئيس السوري بشار الاسد) وأعوانه المسؤولية الكاملة عن تنفيذ سياسة ابادة بحق الشعب السوري»، محذراً افراد القوات النظامية الذين يشاركون في هذه الاعمال بأنهم يرتكبون جرائم «لا تسقط بمرور الوقت ولا بالعفو ولا بحجة تنفيذ الاوامر العسكرية».

وعبر المجلس عن «خيبة الامل العميقة» من رد فعل المجتمع الدولي، مديناً الموقف «غير الاخلاقي» للدول الداعمة للنظام.

ويصعب التأكد من ارقام الضحايا من مصدر مستقل منذ توقفت الامم المتحدة عن احصاء القتلى في اواخر العام 2011، بينما يتعذر التحقق من الاحداث الميدانية بسبب الوضع الامني والقيود المفروضة على تنقل الصحافيين.

وفي ريف دمشق قتل خمسة مقاتلين معارضين اثر كمين نصبته قوات النظام قرب بلدة حران العواميد.

وفي مدينة دير الزور (شرق)، قتل ثلاثة مدنيين بينهم سيدة في القصف على حي الصناعة، إضافة الى رقيب منشق في اشتباكات شهدتها المدينة.

وشهد ريف ادلب (شمال غرب)، مقتل مواطن اثر اصابته بشظايا جراء القصف على مدينة معرة النعمان.

وحصدت اعمال العنف في سورية اول من امس 131 قتيلاً، هم 79 مدنياً وعشرة من المقاتلين المعارضين، بالاضافة الى ما لا يقل عن 42 من القوات النظامية خلال اشتباكات في دمشق وريفها، وادلب وحماة ودير الزور وريف دمشق وحمص وحلب ودرعا.

المجلس الوطني السوري يدعو الى ايصال المساعدات عبر الناشطين المحليين

ا ف ب

دعا المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين دول مجموعة اصدقاء سورية الى ايصال مساعداتها الانسانية عبر شبكات الناشطين المحليين، كونهم يستطيعون وحدهم نقلها الى السكان.

وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس بسمة قضماني في بيان “رغم التزام واستنفار دول اصدقاء الشعب السوري فان المساعدة الانسانية الدولية تبقى غير كافية في ظل تزايد الحاجات في شكل استثنائي خلال الاسابيع الاخيرة”.

واضافت “اكثر من اي وقت، ينبغي ان تسلك المساعدة الانسانية طريق الشبكات المحلية غير الرسمية لناشطي الثورة، فهم وحدهم قادرون على ايصالها بفاعلية الى السكان. ان النظام (السوري) يستولي على المساعدة الانسانية التي تصل الى الشبكات التي يسيطر عليها ويمنع وصولها الى بعض المناطق”.

وتابعت قضماني “لقد تم اثبات فاعلية تلك الشبكات. وقد تميزت فرنسا خصوصا بالثقة التي منحتها لهؤلاء الناشطين المحليين. اننا نشجع الدول الاخرى الصديقة لسورية على ان تحذو حذوها”.

حجاب من رئاسة الوزراء إلى “الثورة

واشنطن: دليل على فقدان الأسد السيطرة

    واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات

تضارب الأنباء عن وجوده في الاردن والمعارضة ترى “بداية النهاية” للنظام

تعيين نائب رئيس الوزراء عمر غلاونجي رئيساً موقتاً للحكومة

ضربت دائرة الانشقاقات اعلى الهرم في النظام السوري أمس مع انضمام رئيس الوزراء رياض حجاب الى المعارضة، فبات ارفع مسؤول يتخلى عن نظام الرئيس بشار الاسد بعد شهرين فقط من تعيينه في هذا المنصب. ويشكل انشقاق حجاب ضربة رمزية للنظام الذي  كان تعرض في 18 تموز الماضي لخسارة اربعة من قادته الامنيين في تفجير مبنى الامن القومي في دمشق وانشقاق الكثير من الضباط بينهم العميد في الحرس الرئاسي مناف طلاس الذي كان يعتبر من المقربين من الاسد.

ورحبت المعارضة السورية  بخطوة حجاب وقالت ان هذه “بداية النهاية” لحكم الاسد. واعتبرت واشنطن ان “نظام الاسد ينهار من الداخل”، وانه فقد السيطرة على البلاد وان “ايامه معدودة”.

وقبل ان يذاع خبر انشقاق حجاب، بث التلفزيون السوري الرسمي ان الاسد اقال حجاب من منصبه وكلف  نائب رئيس الوزراء وزير الادارة المحلية عمر غلاونجي رئاسة الحكومة موقتاً. وعقدت الحكومة لاحقاً جلسة طارئة. ونفى وزير الاعلام عمران الزعبي ما رددته المعارضة السورية عن انشقاق وزراء آخرين في الحكومة كما قال “المجلس الوطني السوري” وقلل اهمية اقدام حجاب على هذه الخطوة، مؤكداً  ان سوريا هي “دولة مؤسسات”.

وتضاربت المعلومات عن الجهة التي لجأ اليها حجاب، إذ قال مصدر اردني اول الامر انه موجود في الاردن، وهو ما ايدته المعارضة السورية، إلا أن عمان نفت رسمياً لاحقاً ان يكون رئيس الوزراء المنشق قد دخل الاراضي الاردنية.

وقال حجاب في بيان تلاه  ناطق باسمه عبر قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية: “أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والارهاب واعلن انضمامي الى صفوف ثورة الحرية والكرامة واعلن اني من اليوم جندي من جنود هذه الثورة المباركة”. ولاحقاً أعلن الناطق أن حجاب سيتوجه إلى قطر.

وافاد القائد البارز في “الجيش السوري الحر” في منطقة دمشق وريفها خالد الحبوس ان مقاتليه ساعدوا حجاب في الهروب من البلاد. وقال: “صباح اليوم ما بين الساعة الخامسة والنصف والسابعة والنصف صباحاً أمّنا خروجه من سوريا وتسلمه الجيش الاردني من الناحية الثانية”.” ولم يدل بمزيد من التفاصيل، لكنه اضاف: “قريبا ستسمعون بعمليات اخرى”. وتقع دمشق على مسافة 001 كيلومتر من الحدود.

واشنطن

ورأى الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني ان انشقاق حجاب يعزز حقيقة ان “نظام الاسد ينهار من الداخل، وأن الشعب السوري يؤمن بأن أيام الاسد معدودة”. وقال: “لقد قلنا مرارا إننا نرى المزيد من الانشقاقات على المستويات البارزة، وهذا مؤشر أن الاسد يفقد سيطرته، وعندما يخفق في صون التماسك داخل الحلقة المحيطة به، فان هذا يعكس عدم قدرته على الاحتفاظ بأي أنصار له في أوساط الشعب السوري الا اذا كانوا مهددين بالسلاح”.

واعتبر ان “الزخم هو لمصلحة المعارضة والشعب السوري”. وبعدما أكد ان الاسد لن يستطيع استعادة سيطرته على البلاد لأن الشعب السوري سيمنعه، “أسرع وسيلة لانهاء اراقة الدماء ومعاناة الشعب السوري هي في تنحي الاسد للسماح بعملية انتقال سلمي الى حكومة تلبي تطلعات الشعب السوري”.

وسئل عن مكان وجود الاسد، فأجاب: “نراقب الوضع في سوريا عن كثب، ليست لدي معلومات محددة عن الاسد. ما أستطيع ان أقوله هو اننا نرى استنادا الى آخر التقارير، ازدياد الاضطرابات داخل قيادته، والمزيد من اليأس في جهوده لشن حرب على شعبه”.

فابيوس

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين ان انشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب يكشف “هشاشة نظام اختار العنف المسلح بشكل أفقده غالبية داعميه”.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية ان فابيوس “سيزور الاردن في 15 آب الى دول أخرى في المنطقة”، في اطار الاتصالات الجارية في شأن الوضع في سوريا.

العاهل الاردني

وصرح العاهل الاردني عبدالله الثاني أنه اذا تنحى الاسد، فان النظام المحيط به “غير قادر على ان يغير نفسه”. وقال في مقابلة مع شبكة “سي بي اس” الاميركية للتلفزيون: “الساعة تدق على الانتقال السياسي، واذا لم نعثر على مخرج في نهاية السنة، فاننا سنشهد تصعيدا للعنف الطائفي، وأعتقد اننا سنرى حربا أهلية شاملة، وهذه الكارثة سوف تستمر سنوات”. وأضاف: “يجب ألا نقلل قدرة النظام على الصمود فترة أطول من التوقعات”.

الوضع الميداني

ميدانيا، دوى انفجار في مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون السورية في دمشق، بينما واصلت قوات مدعومة بمقاتلات الهجوم على آخر معقل لمقاتلي المعارضة في حي ركن الدين بالعاصمة.

وسجلت ايضا أعمال عنف حول العاصمة، اذ قالت المعارضة المسلحة ان القصف الحكومي أسفر عن مقتل ثلاثة ايرانيين كانت المعارضة تحتجزهم. وهددت بقتل محتجزين آخرين اذا لم يوقف الجيش القصف.

وأعلن انشقاق حجاب وقت تتأهب القوات الحكومية لهجوم بري لاخراج مقاتلي المعارضة من حلب المركز التجاري لسوريا.

وفي أحياء بحلب زارها مراسلو “رويترز” بدا مقاتلو المعاضة في حال انهاك ويعانون نقصا في الذخيرة بعد أيام من القصف المكثف لمواقعهم بالدبابات وبنيران الرشاشات الثقيلة من طائرات الهليكوبتر.

وبحسب ناشطين تسببت أعمال العنف في مختلف المناطق السورية بمقتل 137 شخصا هم 82 مدنيا و39 من أفراد قوات النظام و16 مقاتلا معارضا.

وأعلنت ايران أنها ستستضيف الخميس اجتماعا لدول عدة تنظر “بواقعية” الى الازمة السورية.

انفجار داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون:ثـلاثــة جـرحــى وأضــرار

انفجرت عبوة ناسفة أمس، في مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون السوري في دمشق ما ادى الى وقوع 3 اصابات، بحسب التلفزيون الرسمي السوري. وافاد التلفزيون ان «هجوما بالمتفجرات» استهدف مكاتب الادارة العامة في الطابق الثالث من المبنى الذي يقع في ساحة الامويين في قلب العاصمة السورية.ولم يوقف التلفزيون السوري برامجه وواصل البث. وافادت مراسلة وكالة «فرانس برس» في دمشق ان «الامن اغلق الطريق المحاذية للمبنى والمتفرعة من الساحة»، مشيرة الى «تواجد سيارتي اطفاء في الطريق التي جرى اغلاقها». واكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في اتصال مع التلفزيون الرسمي ان «هناك بعض الجرحى من الزملاء لكن لم يقع قتلى»، مشيرا الى ان «الاصابات خفيفة وطفيفة».واوضح الزعبي ان «العبوة وضعت في مكان ما في الطابق الثالث» حيث يجري العمل على اكتشاف ما حصل، مشيرا الى وجود اضرار في الطابق. وشدد على ان الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون «ستستمر في العمل»، معتبرا ان التلفزيون «يستهدف بسبب جرأته». وقال انه «بالمعنى السياسي نعرف من يقف خلف هذه العمليات ومن يمول هذه العمليات ومن يريد ان يخرب هذه البلاد».ورأى ان هذه العملية تبين «قذارة وحقارة وسفالة» من يقف وراء هذه «المجموعة المتآمرة» في «قطر او السعودية او تركيا او الموساد الاسرائيلي او اي جهة اخرى». وقال مخرج أخبار النشرة الرئيسية في التلفزيون السوري نادر أحمد لقناة «روسيا اليوم»، ان الانفجار في مبنى التلفزيون ادى الى وقوع 3 جرحى. وبين ان الانفجار وقع في الطابق الثالث مقابل غرفة التحكم لقناة «نور الشام» الفضائية وقرب مكتب «الفضائية السورية» في المبنى. واضاف المخرج ان «هذا التفجير وما قبله من هجمات ضد وسائل الاعلام السورية والعاملين فيها يأتي ضمن حملة تشن للتأثير على الاعلام السوري».(«السفير»، أ ف ب)

رقعة الاشتباكات في حلب تتوسع والقصف متواصل:بدء سيطرة للجيش النظامي على حي صلاح الدين

دارت اشتباكات عنيفة في رقعة توسعت من احياء مدينة حلب أمس، حسبما افاد المركز السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى سقوط 95 قتيلا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا.وقال «المرصد» في بيان بعد الظهر «تدور اشتباكات عنيفة في حيي الشعار ومساكن هنانو (في شرق مدينة حلب) بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة. كما يتعرض حي الصاخور (شرق) لقصف عنيف من القوات النظامية». وقال ان اشتباكات سجلت ايضا في حيي صلاح الدين (جنوب) والحيدرية (شمال شرق). واشار الى سقوط قتلى وجرحى وسماع اصوات اطلاق رصاص وانفجارات في حي صلاح الدين.وكانت الهيئة العامة للثورة افادت عن قصف عنيف استهدف قبل الظهر حيي السكري (جنوب) والهلك (شرق) استخدمت فيه المروحيات. وشهد حي الهلك «حالات نزوح واسعة» بحسب المرصد والهيئة العامة. وقتل الاثنين في مدينة حلب تسعة مدنيين ومقاتلان معارضان، بحسب المرصد السوري.وذكر النقيب المنشق واصل ايوب، قائد كتيبة «نور الحق» في «الجيش السوري الحر» والذي قاتل في حي صلاح الدين إن «نحو 15 قناصا و100 عنصر من القوات النظامية تمكنوا من التسلل الى سبعة او ثمانية مبان في شارعين رئيسيين من حي صلاح الدين هما الشارع العريض وشارع الاشارات الذي يتجه نحو دوار صلاح الدين». وقال ان «القناصة يمكنهم ان يسيطروا بالنار على نحو 600 متر وبالتالي هم يقطعون حاليا الشارعين».واوضح ان هؤلاء تمكنوا من بلوغ الابنية بعد ان امنت لهم الحماية دبابة من طراز ت ـ82 وآليات دخلت الشارعين المذكورين، ثم انسحبت منه.وفي دمشق وبالرغم من اعلان قوات النظام قبل يومين استعادة السيطرة الكاملة اثر اقتحامها حي التضامن في جنوب العاصمة تلت معارك ضارية استمرت اياما، وقعت اشتباكات في حي ركن الدين اسفرت عن مقتل اربعة اشخاص، بحسب «المرصد».وذكر الاعلام الرسمي السوري من جهته ان «الاجهزة الامنية ضبطت وكرا للارهابيين المرتزقة في حي ركن الدين يحتوي على اسلحة متنوعة» و«اشتبكت مع الارهابيين وقضت على عدد منهم والقت القبض على آخرين»، بينما استسلم آخرون. من جهة ثانية، افاد «المرصد» عن العثور على جثامين ستة مواطنين في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق كانت القوات النظامية قد اعتقلتهم مساء امس الأول. كما شهد ريف دمشق مقتل خمسة مقاتلين معارضين اثر كمين نصبته قوات النظام قرب بلدة حران العواميد.وفي محافظة ادلب انفجرت عبوة ناسفة بسيارة على طريق جسر الشغور ـ اللاذقية اسفرت عن مقتل اربعة اشخاص بينهم عنصرا امن. وفيما ذكر المرصد السوري ان احد عشر شخصا قتلوا في عملية قصف واطلاق نار قامت بها قوات النظام في بلدة حربنفسه في ريف حماة، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض القوات النظامية بارتكاب «مجزرة» راح ضحيتها نحو اربعين من سكان البلدة بعد قصف استمر خمس ساعات. وادرج المجلس «المجزرة» في اطار «سياسة تهجير طائفي» واضحة.وحصدت اعمال العنف في سوريا الاحد 131 قتيلا، هم 79 مدنيا وعشرة من المقاتلين المعارضين، بالاضافة الى ما لا يقل عن 42 عنصرا من القوات النظامية.(أ ف ب، رويترز)

سوريا: رئيس الحكومة يهجر النظام مع اكتمال عسكرة الصراع

تفجير يستهدف مقر التلفزيون في دمشق .. ومقتل 3 رهائن إيرانيين

تلقى النظام السوري أمس، ضربة معنوية موجعة بانشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب الذي تسلّم منصبه في حزيران الماضي. خروج حجاب من السلطة ومن سوريا، جاء في توقيت تشتد فيه المواجهات الميدانية بين المعارضة المسلحة والسلطة خصوصا في حلب، وبعد أقل من شهر على تفجير مكتب الأمن القومي في دمشق الذي أودى بحياة 4 من القادة الأمنيين للنظام السوري. وفيما تبذل المعارضة جهدها الأمني والسياسي والإعلامي لتشجيع أكبر عدد من الانشقاقات في الدوائر العليا للحكم بعد السقوط الفعلي لكل مسارات التسوية الدبلوماسية، سارعت القوى الغربية إلى قراءة انشقاق حجاب كمؤشر على انهيار «قبضة» النظام.

في المقابل، أعلن «الجيش الحر» أن 3 رهائن ايرانيين من أصل 48 قتلوا خلال قصف جوي للقوات الحكومية في دمشق، وهدد بقتل الرهائن المتبقين إذا لم يوقف الجيش هجومه، في حين تعتزم ايران استضافة اجتماع لدول من المنطقة وخارجها حول سوريا الخميس المقبل.

وأعلن المتحدث باسم حجاب محمد عطري من عمان انشقاق «الوزير الأول، عن النظام السوري» الذي اتهمه بارتكاب «جرائم ابادة» في حق الشعب السوري، و«انضمامه الى الثورة». وقال عطري ان حجاب الذي لجأ الى الاردن سيغادر الى قطر «خلال ايام»، مضيفا انه «سيخرج الى الاعلام وهو بكامل صحته وعائلته سليمة ومعه».

وذكر عضو المجلس الوطني السوري المعارض خالد زين العابدين ان وزيري الأوقاف والمالية وثلاثة ضباط في الجيش كانوا يرافقون حجاب لدى عبوره الحدود الى الاردن، لكن الوزيرين نفيا ذلك بعد اجتماع للحكومة التي ترأسها مؤقتا نائب حجاب السابق محمد غلاونجي.

وقالت مصادر رسمية لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر، إن حجاب أبلغ قبل افطار في منزل أخيه مساء الامس بقرار إقالته، ومن الاسباب أن «الرجل يعلن عن سياسات لا تستطيع الدولة تنفيذها» وفقا لذات المصدر. ولا يراود المصادر الشك في أن الرجل خطط منذ فترة طويلة لعملية الهروب، وأنه نقل أمواله خلسة وكل محيطه العائلي، في عملية استمرت طويلا ربما قبل إعلانه رئيسا للحكومة في شهر حزيران الماضي، وهي رواية أكدها ناشطون باسمه.

وفيما نفى المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية دخول حجاب الأراضي الأردنية، قال مصدر مسؤول أردني إنه دخل الاردن ولكنه سيغادرها سريعا إلى قطر أو تركيا. في المقابل، قالت مصادر إعلامية إن حجاب هرب من سوريا عبر لبنان، حيث سيتوجه لاحقا إلى قطر أو السعودية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحافي «هذا دليل على أن قبضة (الرئيس السوري بشار) الأسد على السلطة تتفكك. القوة الدافعة مع المعارضة ومع الشعب السوري».

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان «فرنسا مقتنعة بان نظام بشار الاسد الى زوال. ان تكرار الانشقاقات لمسؤولين سياسيين وعسكريين ودبلوماسيين رفيعي المستوى يكشف هشاشة المجموعة الحاكمة». واضاف الوزير الفرنسي «علينا ان نواصل ممارسة ضغط شديد لكي يخلي هذا النظام المجرم مكانه ليفسح المجال امام قيام سوريا ديموقراطية متعددة».

واكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا ان انشقاق حجاب هو مؤشر على «تآكل النظام من الداخل». وقال سيدا «نرحب بانشقاق السيد رئيس الوزراء وبكل الانشقاقات سواء العسكرية او المدنية. هذه اشارة على ان النظام يتآكل من الداخل ونؤكد انها بداية النهاية». واضاف «نقول للجميع انها ساعة الحسم، لا بد من تحديد المواقف، هذا النظام لم يعد له الا القتل لغة يخاطب بها الشعب. هنا نتوجه بصورة خاصة للاخوة في الطائفة العلوية الكريمة والمسيحيين لنقول لهم ان سوريا المستقبل ستكون للجميع».

من جانب آخر، هدد المسلحون الذين اختطفوا الإيرانيين الـ48 بقتلهم إذا لم توقف القوات السورية النظامية هجومها عليهم في دمشق، مشيرين إلى مقتل  3 من الرهائن. وقال المتحدث باسم مجموعة «لواء البراء» معتصم الأحمد لوكالة «رويترز» إن «3 رهائن قتلوا عندما انهار عليهم منزل في الهجوم الجوي». وأضاف «سنقتل البقية إذا لم يوقف الجيش هجومه. لديهم ســاعة واحدة». واعلن مقتل عدد من المسلحين ايضا موضحا «خسائرنا اكــبر من خــسائرهم».

وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن طهران ستعقد اجتماعا وزاريا الخميس المقبل للدول التي لها «موقف واقعي» بشأن سوريا، مؤكدا أن 10 دول ستشارك في الاجتماع. ولم يكشف المسؤول الإيراني عن أسماء الدول التي ستشارك في الاجتماع. وذكرت وكالة «مهر» أنه سيتم عقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية بهدف التشاور وتبادل وجهات النظر بشأن سبل خروج سوريا من الوضع الراهن.

وأكد رئيس أركان القيادة العامة للقوات المسلحة اللواء حسن فيروز آبادي أن «السعودية وقطر وتركيا تتحمل مسؤولية الدماء التي سفكت في سوريا». وأضاف «ليس من الصواب أن تساعد الدول المجاورة لسوريا على تحقيق الأهداف العدوانية لأميركا الشيطان الأكبر». وتابع «إذا وافقت هذه الدول على هذه القاعدة، فيجب أن تــدرك انه بعــد ســوريا سيأتي الــدور على تركيا وباقــي الدول».

وأشار فيروز آبادي إلى أن «أميركا تدفع كل يوم على أراضيها ثمن حربها العدوانية»، مضيفا «حذار من أن تقع تركيا والسعودية وقطر ضحية لنشر إرهاب القاعدة، وعلى هذا الأساس نوجه تحذيرا إلى أصدقائنا».

ويشارك الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أيضا في القمة الإسلامية الاستثنائية، التي دعت إليها السعودية، في مكة في 14 و15 آب الحالي، ومن المتوقع أن تركز على التطورات في سوريا والمنطقة.

من جهته، قال رئيس بعثة الامم المتحدة للمراقبة في سوريا انه يشعر بقلق جدي بشأن العنف المتصاعد في البلاد وخاصة الوضع في مدينة حلب المحاصرة. وقال الجنرال بابكر غاي الرئيس المؤقت لبعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا في بيان «اشعر بقلق بالغ بشأن العنف المستمر في سوريا وخاصة التدهور الكبير في حلب واثره على السكان المدنيين». واضاف «احث كل الاطراف على حماية المدنــيين واحــترام التزاماتــهم بمــوجب القانـــون الانساني الدولي.» وقال ان «المدنيين يجب الا يعــرضوا للقصف واستخــدام الاسلحــة الثقـيلة».

وفي حلب، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بيان إن اشتباكات عنيفة دارت في حيي الشعار ومساكن هنانو بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة. كما تعرض حي الصاخور لقصف عنيف من القوات النظامية». وقال ان اشتباكات سجلت ايضا في حيي صلاح الدين والحيدرية. واشار الى سقوط قتلى وجرحى وسماع اصوات اطلاق رصاص وانفجارات في حي صلاح الدين. كما تم القصف على حيي السكري والهلك استخدمت فيه المروحيات.

وقام نحو 15 قناصا و100 من عناصر القوات النظامية بالتسلل الى مبان في شارعين رئيسيين من حي صلاح الدين، فيما سيطر «الجيش الحر» على موقع عسكري وصفه بـ«الاستراتيجي» شمالي شرقي المدينة.

وانفجرت عبوة ناسفة أمس، في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري في دمشق ما أدى إلى وقوع 3 إصابات، بحسب التلفزيون الرسمي السوري. وأفاد التلفزيون أن «هجوماً بالمتفجرات» استهدف مكاتب الإدارة العامة في الطابق الثالث من المبنى الذي يقع في ساحة الأمويين في قلب العاصمة السورية. ولم يوقف التلفزيون السوري برامجه وواصل البث.

إلى ذلك، قرر لبنان عدم المشاركة في مؤتمر دعت إليه طهران الخميس المقبل لدعم الشعب السوري ووضع حد للعنف، وذلك على قاعدة «النأي بالنفس» المعتمدة.

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إن محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين بأنها «مفيدة وبناءة وقيمة للغاية». وقال في لقاء مساء أمس مع الإعلاميين في حديقة السفارة الإيرانية في اليرزة «إن طريق الحل للأزمة السورية هو طريق واحد لا غير، هو طريق سوري، ولو مورست هذه الضغوط الهائلة التي تمارس على سوريا على أية دولة إقليمية أخرى لما استطاعت الصمود أسبوعاً واحداًَ». وسأل: «كيف لدول لم تعرف الديموقراطية في عهدها أن تبدي حرصاً على الديموقراطية في سوريا، لذلك الطريق للحل هو الحوار ومن ثم الانتخابات».

   («السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ش ا)

حقاري مقابل حلب: الفشل التركي وتناقض وهم القوة

محمد نور الدين

الأنظار على حلب والمعارك في شمدينلي وتشوكوروجا. تركيا تحشد لمعركة حلب لإسقاط النظام من خلالها، وتحويلها إلى بنغازي جديدة، فيما حزب العمال الكردستاني يحوّل بعض مناطق تركيا الجنوبية الشرقية إلى بنغازي مصغرة. ويظهر أن الدولة التي تريد تغيير النظام في سوريا، وتعديل خريطة المنطقة غير قادرة على أن تحمي بعضاً من أرضها.

هذا ما يرشح من أهداف الحملة العسكرية الواسعة التي يشنها حزب العمال الكردستاني في المناطق التركية عند المثلث التركي ـ العراقي ـ الإيراني، والمستمرة منذ حوالي أسبوعين، وبدأت بهجمات من مئات المقاتلين على بلدة شمدينلي بهدف السيطرة عليها وانتقلت إلى منطقة تشوكوروجا، حيث هوجمت مخافر تركية عدة وأسفرت عن عدد كبير من القتلى في صفوف الجنود الأتراك، كما العشرات من المقاتلين الأكراد.

وكانت أنقرة أعلنت أمس الأول مقتل 8 جنود و14 «متمرداً» كردياً، وإصابة 15 جندياً، عندما هاجم مسلحون من حزب العمال الكردستاني 3 مراكز للجيش في قرية في محافظة حقاري على الحدود العراقية.

وفي حوار مع قناة «A» الإخبارية اتهم رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان مباشرة الرئيس السوري بشار الأسد بدعم «الكردستاني» متوعّداً بأنه سيجتاز الحدود ويضرب الخطر الكردي. وقال «أحد مجالات القلق عندنا هو محاولات التسلل الجماعية من جبال قنديل إلى داخل أراضينا. وفي الأحداث الأخيرة حاول 200 من حزب العمال الكردستاني ذلك. واليوم بشار الأسد في سعي حثيث لدعم مسلحي حزب العمال الكردستاني لينزلوا من جبال قنديل إلى داخل الأراضي التركية». وأضاف إن «استمرار التهديد من سوريا سيجعلنا نتجاوز الحدود ونقوم بعمليات عسكرية»، موضحاً أن «الأخبار التي تردنا أن الأسد يلعب لعبته الأخيرة. لقد اقتربت نهايته».

وربط العديد من المحللين الأتراك، إن لم يكن كلهم، بين الوضع في سوريا وتزايد عمليات حزب العمال الكردستاني. ويقول رئيس تحرير صحيفة «خبر تورك» فاتح ألتايلي إن الهجمات الكردية أكبر من مسألة أمن داخلي تركي، إنها مرتبطة بفشل تركيا في سياستها الخارجية. ويضيف إن «علاقات تركيا مع كل جيرانها انزلقت فجأة إلى نقطة الصفر. لقد تغيرت معايير الإرهاب. بدأت مشكلات جدية بين تركيا وكل من سوريا وإسرائيل. هناك مشكلة مع العراق، ونمر في أسوأ المراحل في العلاقات مع إيران. وحزب العمال الكردستاني بدأ يتحرك بدعم من سوريا وقوى أخرى».

ويتابع ألتايلي أنه «من السذاجة أن نتوقع من (رئيس إقليم كردستان العراق) مسعود البرزاني أن يحارب مع تركيا ضد حزب العمال الكردستاني»، موضحاً أن البرزاني يريد بشكل واضح جداً أن يكون زعيم دولة كردستان الكبرى.

ولا يرى ألتايلي أن «هجمات حزب العمال الكردستاني مفاجئة. النفوذ الاستخباراتي السوري داخل الكردستاني قوي جداً. كما يستخدم من قبل أجهزة استخبارات أخرى. كما بدأت التسريبات حول تغييرات في الخرائط، تلحظ جانباً من الأراضي التركية». وقال إن «واشنطن تضغط على تركيا وتهددها بشأن علاقاتها مع إيران، وهو ما يفسر جانباً من التدهور في العلاقات مع إيران. وخسرت تركيا قابلية وإمكانية إدارة ملفاتها مع دول المنطقة. والوضع الذي وصل إليه حزب العمال الكردستاني اليوم هو فشل للسياسة الخارجية التركية، ولا علاقة له بالأمن الداخلي».

ويقول الخبير بشؤون الإرهاب سادات لاتشينير إن «الكردستاني» يريد السيطرة على منطقة محددة في تركيا ليقيم عليها منطقة حكم ذاتي. وأضاف إن «ما يجري في شمدينلي وحقاري مرتبط بما يجري في سوريا. إيران وسوريا تتهمان تركيا بالأحداث في سوريا، وهما تريدان أن يظهر ربيع كردي يؤثر سلباً على تركيا. وبشار الأسد يعتقد انه فقط بالمشكلة الكردية يمكن له أن يوقف تركيا. كذلك فعل البرزاني و(الرئيس العراقي جلال) الطالباني أثناء احتلال العراق، حيث وقفا إلى جانب حزب العمال الكردستاني. كذلك ساعدت إسرائيل والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني. كل من يسعى لوقف تركيا يلجأ إلى هذا الخيار».

وعن موقف البرزاني الآن، يقول لاتشينير إنه «في الأساس متعصب للأكراد ويحمل خيار الدولة الكردية الكبرى، وعنده تطلعات توسعية. وهو يريد توحيد اجزاء كردستان الأربعة، لكنه في الوقت ذاته براغماتي، ويعرف متى يقف ومتى يتقدم. ويقوم بالتعاون مع أي لاعب من اجل هذا الهدف». ويرى لاتشينير أن الورقة التركمانية في سوريا والعراق وربما في إيران ستأخذ موقعاً أكبر في السياسة الخارجية التركية.

ويرى الكاتب في صحيفة «ميللييت» فكرت بيلا أن حزب العمال الكردستاني يهدف بعملياته الكبيرة إلى تشتيت القوة العسكرية التركية التي احتشدت على الحدود السورية، وهذه العمليات تدخل أنقرة من جديد في مرحلة جديدة من المسألة الكردية في تركيا.

ويقول بيلا إن سوريا تريد من عمليات «الكردستاني» أن تحرف أنظار تركيا عن حلب، لتقول لها «انظري ايضاً الى حقاري»، كما ان حزب العمال الكردستاني يريد ان يقول للعالم إن «الربيع العربي» وصل إلى تركيا.

ويعتبر الكاتب أن «فكرة كردستان الكبرى قد اكتسبت جدية أكبر مع سيطرة حزب العمال الكردستاني ونظيره حزب الاتحاد الديموقراطي على شمال سوريا. وهو ما يعطي انطباعاً انه من الممكن أن يحدث أيضاً اقتطاع من الأراضي التركية من اجل كردستان الكبرى. ويستغرب الكاتب كيف أن القوات المسلحة والمسؤولين لا ينشرون بيانات عن تطور الأوضاع العسكرية في شمدينلي وحقاري، ما يخدم دعايات حزب العمال الكردستاني.

وفي تعليق لصحيفة «حرييت» قالت إنه «عندما ننظر إلى التاريخ، فإن هجمات الحزب تتكثف في آب بسبب التعيينات التي تجري في قيادة الجيش، بحيث يحدث ما يشبه الفراغ. وستون في المئة من هجمات الحزب خلال العام تحدث في شهر آب. إلى ذلك فإن الحزب يستفيد من التطورات الحاصلة في سوريا لكي يطالب أيضاً بإطلاق سراح زعيمه (عبد الله) أوجلان من السجن. لكن يجب التنبه إلى أن المسألة يمكن أن تتطور إلى مشكلة دولية».

واتهمت صحيفة «صباح» الأسد بتسليح «الكردستاني». وذكرت  انه «بناء لتعليمات الرئيس السوري بشار الأسد سلمت الاستخبارات السورية الاسبوع الماضي 70 صاروخا مضادا للطائرات، كما صواريخ آر بي جي الى حزب العمال الكردستاني. وقد استخدمت هذه الصواريخ في هجمات الحــزب على تشوكوروجا أمس الأول، حيث سقط ثمانية قتــلى من الجيش. المصــادر الأمنية تقول إن الأسد بعد أن سلم شمال سوريا إلى حزب العمال الكردســتاني قرر مدّ الحزب بالسلاح».

وعلى صعيد السياسة الخارجية التركية استمرت انتقادات المحللين لها، ولا سيما بعد نشوء البعد الكردي في الواقع السوري. وفي هذا الإطار كتب سميح ايديز، في «ميللييت»، إن «التطورات في الشرق الأوسط، ولا سيما في سوريا، تحوّلت إلى سبب لتقاطع آراء المثقـــفين العلمانيين والإسلاميين على حد سواء. وهذا يجب أن ينظر إليه على انه أمر إيجابي، إذ أن أوساط وزير الخارجية (احمد داود اوغلو) تقابل بغــضب من ينتــقد سياساتها. لكن أن تخرج هذه الانتقادات من أوساط إسـلامية، فهذا ما يزيد من غضبها».

ويقول أحد الكتّاب الإسلاميين إن «أي سياسة خارجية سليمة يجب أن ترتبط بإجماع داخلي، وإذا لم تضمن تركيا هذا فلا يمكن لها أن تقوم بسياسة خارجية صحيحة. وبأمثلة ملموسة، فإن تركيا التي لا تستطيع حل مشكلتها الكردية ولا العلوية، ولا تخفف الاستقطاب الداخلي ولا تخفض التوترات السياسية، هي تركيا محرومة من سياسة خارجية سليمة».

ويقول كاتب إسلامي آخر إن «الثمن الذي ستدفعه أنقرة نتيجة قطع علاقاتها مع الجميع سيكون باهظاً، وبخلاف ما تظن تركيا فليست هي التي تعيد رسم الحدود التي رسمها الاستعمار بعد انهيار الدولة العثمانية. وتركيا تعيش تناقضاً بين قوتها الفعلية وقوتها الوهمية».

وفي المحصلة فإن النظرة إلى أن السياسة الخارجية التركية لا تسير في الطريق الصحيح تتسع في تركيا. ولا يمكن للحكومة أن تغض النظر عن هذه الآراء الإسلامية المتطابقة مع آراء الفئات العلمانية، والقلقة كلها من المسار الذي تتخذه السياسة الخارجية التركية.

إيران تحمّل الجيش الحر وأمريكا مسؤولية سلامة مواطنيها المخطوفين بسوريا

طهران- (يو بي اي): حملت إيران “الجيش السوري الحر” والولايات المتحدة مسؤولية سلامة الإيرانيين الثمانية والأربعين المختطفين في سوريا، نافية الادعاء بشأن مقتل 3 منهم في هجوم للجيش السوري.

ونقلت قناة العالم الإيرانية عن بيان للخارجية الإيرانية قولها إن “ادعاءات ما يسمى بالجيش الحر بشأن مقتل 3 منهم خلال هجمات الجيش السوري باطلة وغير مقبولة”، وذلك رداً على إعلان قائد المجموعة الخاطفة بأن الثلاثة قتلوا إثر انهيار منزل كانوا فيه في قصف جوي للجيش السوري النظامي.

كما أرسلت طهران مذكرة رسمية للولايات المتحدة بهذا الشأن عن طريق السفارة السويسرية الراعية للمصالح الأمريكية في إيران.

وطالب البيان كلاً من قطر وتركيا بتحمل مسؤولياتهما بشأن الحفاظ على سلامة الزوار المختطفين والعمل لإطلاق سراحهم.

وكان قائد المجموعة الخاطفة هدد بقتل بقية الرهائن إذا لم يوقف الجيش السوري عملياته في المنطقة التي يتواجدون فيها.

ولم يتم حتى الآن التأكّد من صحة مقتل ثلاثة من الرهائن الإيرانيين من مصدر محايد.

وكان نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان نفى الاثنين أن يكون الإيرانيون الـ48 عناصر في الحرس الثوري مضيفاً بأن “جميع المخطوفين زوار ذهبوا إلى دمشق لزيارة الأماكن المقدسة فيها”.

سورية: رئيس الوزراء خطط لانشقاقه وهرّب عائلته قبل شهر

المجلس الوطني: قطر والسعودية وليبيا تقدم اسلحة للمعارضةكامل صقر

انفجار في قلب مبنى التلفزيون بالأمويين.. وانباء عن مجزرة في حربنفسه

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر: تعرض الطابق الثالث في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري الكائن بساحة الأمويين وسط العاصمة لتفجير نجم عن عبوة ناسفة وأسفر عن إصابة ثلاثة موظفين بجراح، الطابق المستهدف يضم مكتب مدير التلفزيون وجزءا من المكاتب الخاصة بتخديم قناة الإخبارية السورية، إضافة لمديرية التبادل الإخباري والاستوديو الذي يظهر منه جميع المحللين السوريين على الفضائيات العربية والأجنبية.

وبينما كان الجميع يتابع نبأ تفجير مبنى التلفزيون السوري بدأت أنباء ترشح عن انشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب، المتحدر من محافظة دير الزور الشرقية، في مقابل ذلك قالت السلطات السورية عبر التلفزيون الرسمي انه تم إعفاء حجاب من مهامه وتكليف نائبه الأول عمر غلاونجي بديلاً عنه في تسيير أعمال الحكومة.

ليُعلَن بعد ذلك أن الرئيس السوري أصدر مرسوماً يقضي بإعفاء رئيس مجلس الوزراء رياض حجاب من منصبه، وتكليف عمر ابراهيم غلاونجي بمهام رئيس مجلس الوزراء إضافة لمهامه.

شهد يوم الاثنين أرفع حالة انشقاق تشهدها سورية منذ اندلاع الأحداث والاحتجاجات في البلاد، وهو انشقاق رئيس الحكومة، معنى هذا الانشقاق يختلف كثيرا عن انشقاق ضابط أو مسؤول محلي أو سفير أو دبلوماسي.

مصدر مطلع قال لـ’القدس العربي’، ان رياض حجاب وفي إطار التحضير لعملية انشقاقه كان قد طلب استبدال مفرزة الحراسة التي تتولى حراسته وعائلته من حراسة أمنية إلى حراسة من قبل عناصر من الشرطة المدنية اختارهم بنفسه، وبالتالي استطاع حجاب تغيير مرجعية عناصر حمايته وسهّل عملية الانشقاق.

المصدر ذاته قال أيضاً ان أحد الموظفين الحكوميين في رئاسة الوزراء كان يتابع في وزارة الخارجية السورية إنجاز المعاملات الخاصة بسفر عدد من أبناء رياض حجاب وأعمارهم لا تتجاوز الـ16 عاماً منذ أكثر من شهر، لترحيلهم إلى إحدى الدول الأوروبية قبيل انشقاق والدهم رئيس الحكومة.

من جهة اخرى اكد عضو المجلس الوطني السوري خالد زين العابدين من عمان ان ‘رئيس الوزراء رياض حجاب وعائلته اضافة الى وزيرين وثلاثة ضباط في الجيش عبروا الحدود الى الاردن ليل الاحد بالتنسيق مع الجيش السوري الحر’.

وقال لفرانس برس ان ‘عددا كبيرا من ضباط الجيش السوري كذلك انشقوا ولجأوا الى الاردن مساء الاحد’.

ووصف رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا الانشقاق بانه مؤشر على ‘تآكل النظام من الداخل’.

ومن جهتها وصفت جماعة الاخوان المسلمين في سورية موقف حجاب بانه ‘شجاع ويعبر عن وطنية عالية وصدق انتماء الى الوطن والى الشعب’.

واعتبر مسؤول امريكي الاثنين في تصريح لوكالة فرانس برس ان انشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب يكشف ان الرئيس السوري بشار الاسد ‘فقد السيطرة’ على البلاد.

وقال توني فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض ‘ان المعلومات التي تفيد بان عدة مسؤولين كبار في نظام الاسد، بينهم رئيس الحكومة رياض حجاب قد انشقوا، هي اشارة جديدة على ان الاسد فقد السيطرة على سورية’.

كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين ان انشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب يكشف ‘هشاشة نظام اختار العنف المسلح بشكل افقده غالبية داعميه’.

من جهة اخرى اكدت متحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض في باريس الاثنين ان قطر والسعودية تزودان المعارضة السورية بالاسلحة، ولكن المعارضين ليست لديهم اسلحة متطورة تمكنهم من التصدي لقوات النظام السوري.

واكدت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس بسمة قضماني في مقابلة مع اذاعة اوروبا الاولى، ان ‘الثوار على الارض يبحثون جاهدين عن اسلحة من اي مكان’.

وقالت ان ‘بعض الدول توفر بعض الاسلحة الخفيفة التقليدية’ للمعارضين.

ولدى سؤالها عن هذه الدول، قالت ‘انها قطر والسعودية وبشكل محدود ليبيا، مع ما تبقى لديها بعد انتهاء المعركة لديها. لكننا نعلم ايضا انه مع الحصول على بعض المبالغ ستسعى (المعارضة المسلحة) عبر السوق السوداء، بجميع الوسائل للتزود بما يمكنها العثور عليه’.

واشارت قضماني الى عدم توازن القوى في سورية، فمن جهة يقف ‘نظام بكامل قواته التي تشمل الطيران ويستعين بطائرات ميغ ضد شعبه’، ومن جهة اخرى يقف ‘جيش حر، اي شبان مزودون باسلحة خفيفة، وليسوا قادرين فعلا على الذهاب ابعد من المواجهة بهذه الاسلحة ومن انتهاج حرب عصابات في المدن’.

وجاء هذا بعد يومين من اعلان السلطات السورية انها تسيطر بشكل كامل على العاصمة، بعد دخول الجيش حي التضامن في جنوب العاصمة الذي كان شهد لايام خلت معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.

وفيما تستمر المعارك في حلب في شمال البلاد، ذكرت صحيفة ‘الوطن’ السورية ان ‘الجيش يستكمل طوقه حول حلب’، مؤكدة ان ‘الحسم خلال ساعات’.

وكان مصدر امني سوري اكد لفرانس برس الاحد ان النظام ينشر اكثر من عشرين الف عنصر على جبهة حلب، بينما اشارت ‘الوطن’ الى ان عدد المقاتلين المعارضين في حلب يتراوح بين ستة الى ثمانية الاف.

وتسببت اعمال العنف في المناطق السورية المختلفة الاثنين بمقتل 37 شخصا، وذلك غداة يوم قتل فيه 131 شخصا، هم 79 مدنيا وعشرة من المقاتلين المعارضين، بالاضافة الى ما لا يقل عن 42 عنصرا من القوات النظامية.

واتهم المجلس الوطني السوري الاثنين القوات النظامية بارتكاب ‘مجزرة’ في بلدة حربنفسه في ريف حماه (وسط)، معتبرا انها تأتي في اطار ‘سياسة تهجير طائفي’ واضحة.

وقال بيان للمجلس ان قوات النظام ‘قصفت البلدة بالدبابات والأسلحة الثقيلة طوال خمس ساعات متواصلة’، قبل ان ان تقوم باقتحامها ما ادى الى مقتل أكثر من اربعين شخصا وجرح 120 آخرين.

لماذا حلب خاصة؟

صحف عبرية

يوصف الهجوم الكبير على مدينة حلب في شمال سورية وبحق بأنه معركة على مستقبل الدولة. والأنباء عن جريان المعركة متناقضة، فمن جهة تزعم قوات التمرد أنها سيطرت على ستة أحياء في المدينة وعلى الممر المهم الى تركيا.

وينكر النظام ذلك بصورة جازمة ويزعم من قبله انه نجح في إبعاد المتمردين عن عدد من المواقع في المدينة. لكن كثافة الهجمات ومشاركة سلاح الجو والقصف الذي لا يتوقف وعدد القتلى الكبير تشهد على أهمية المعركة.

تكمن أهمية احتلال المتمردين لحلب قبل كل شيء في أنها ثاني أكبر مدينة في سورية تُعد عاصمة الدولة الاقتصادية في مقابل المدن الاخرى مثل درعا وإدلب بل حمص التي لم تكن انتصارات الجيش السوري الحر فيها قادرة على جعل النظام ينهار.

وفي المقابل فان سلبية حلب الى الاسابيع الاخيرة عززت زعم الاسد الذي قال ان ‘الشعب مع النظام’.

ان 2.5 مليون ساكن في حلب ونحو مليون مواطن آخر في بلدات المحافظة هم في أكثرهم سنيون لكن المدينة رعاها الاسد الأب والابن لتكون ركيزة اقتصادية. ويسكنها اليوم كثير من موظفي الحكومة ذوي رتب مختلفة. فمجرد انضمام سكان المدينة الى التمرد تحول حاد اذا أفضى الى سقوط المدينة في أيدي المتمردين فقد يُعظم العصيان في دمشق بل قد يُسبب انهيار النظام.

ان سيطرة حلب على الممر الحيوي الى تركيا وقربها من الحدود التركية يجعلانها هدفا مفضلا لانشاء منطقة أمنية وقاعدة عسكرية لوجستية ومدنية قد يحدث فيها تدخل عسكري اجنبي ولا سيما تركي، والى هذا تطمح تركيا ايضا. اذا نشأت في حلب منطقة أمنية كهذه تستطيع المعارضة ايضا ان تعود الى سورية بل تستطيع ان تنشىء فيها حكومة مؤقتة من داخل المنطقة. وذلك بخلاف الوضع الحالي الذي توجد فيه المعارضة في خارج حدود الدولة، وهي حقيقة تعوق قادتها عن زعم أنهم شركاء نشطاء في التمرد.

لهذا السبب تُشبه حلب ببنغازي في ليبيا حيث نجحت المعارضة والقوات المنشقة عن الجيش في ان تنشىء مركز سيطرة وادارة خرجت منه في حملة احتلالها لسائر أجزاء الدولة.

وهذا التشبيه مُغر، لكن الظروف في سورية مختلفة لأن القوات المقاتلة في سورية ما تزال اذا ما قيست بليبيا يصعب عليها ان تبني لنفسها قيادة متفقا عليها تخضع لقيادة واحدة.

ما يزال يبدو ان كل عصابة مسلحة أو ‘كتيبة’ تحكم المناطق المعروفة لها مع تنسيق ضعيف، هذا الى انه توجد مشاحنات بين المتمردين أنفسهم إما بسبب عرقي وإما بسبب ديني وإما بسبب سيطرة على مواقع حيوية تمهيدا للفترة التي تلي الاسد.

بحسب أنباء مختلفة تتنافس في المعركة من خارج حلب عشرات المنظمات التي تؤيدها دول مختلفة. ومشاركة السعودية وقطر وايران والعراق وكردستان وتركيا والولايات المتحدة ايضا في المدة الاخيرة في التمويل والتسليح أصبحت حقيقة مكشوفة، لكن هذه المشاركة ايضا لا تنجح في توحيد الصفوف بين أجسام المعارضة لأنه لا يوجد لبعض الدول كايران أو العراق اهتمام ألبتة في ذلك وهي تعتمد خاصة على الانقسام باعتباره أداة للتأثير في سورية في المستقبل.

وهنا تكمن أهمية كبيرة اخرى لاحتلال حلب، فالاستيلاء على المدينة قد يُهيىء عنوانا واحدا لا للمتمردين وحدهم بل للدول التي تؤيدهم، ويُمكّن من مساعدة أكثر تنظيما وكثافة برعاية دولية كانت تعوزهم الى الآن، وقد يكون هذا ايضا نقطة تحول بالنسبة لروسيا والصين اللتين ما تزالان تؤمنان بقدرة الاسد على احتلال الدولة من جديد.

واحتلال حلب قد يسبب في نهاية الامر ايضا انشقاقات جماعية أكثر كثيرا مما حدث الى الآن لأن عائلات كثير من الضباط الكبار تسكن المدينة وهرب كثير منها الى تركيا أو لبنان.

تسفي برئيل

هآرتس 6/8/2012

سورية: حلب مدينة اشباح.. شوارعها مقفرة ورائحة الموت تختلط مع رائحة النفايات المتعفنة

في هذه الحرب الحمقاء تراث سورية مهم للجيل القادم وللانسانية

لندن ـ ‘القدس العربي’: كبار قادة النظام قتلوا في الشهر الماضي، وهذا الشهر بدأ بانشقاق رئيس النظام رياض حجاب، فماذا بقي لنظام بشار الاسد، اسابيع ام اشهرا وهل سينجح في تعزيزاته على حلب باستعادة الاحياء الخارجة عن سيطرته، كل يوم يتحدث عن المعركة الفاصلة لكنها لم تحدث بعد، فهناك فقط تعزيزات حربية، تفجيرات في دمشق، ومخاوف من تدمير بشار الاسد نفسه ومعه سورية وتاريخها، قضايا شغلت المحللين في بريطانيا وبعض الصحف الامريكية حيث وجد الخبر السوري حيزا بسيطا في حمى الالعاب الاوليمبية التي وصلت ذروتها نهاية الاسبوع الماضي.

احياء مقفرة

وبعيدا عن القرية الاوليمبية في لندن تنتشر الاحاديث والشائعات بين المقاتلين داخل الاحياء التي يسيطرون عليها في حلب عن تعزيزات للجيش قادمة، وهذه التعزيزات كما يقول تقرير صحيفة ‘الغارديان’ لم تؤثر على وضعية المقاتلين، حيث نقل مراسلها عن قائد ميداني كنيته ابو سليمان قوله انه يتوقع مع المقاتلين ان تنتهي المعركة في غضون اسبوع مشيرا الى ان الايام القادمة حافلة.

ووصف التقرير الوضع في حلب بانها مدينة في حالة حرب، فنقص الوقود ادى الى بطء حركة السير فيها بنسبة 90 بالمئة اي شبه شلل حقيقي في المرور، كما ترتفع في شوارع المدينة تلال من القمامة المتعفنة التي تشبه الحواجز، ومن يتجرأ على الخروج من بيته من سكان المدينة يسير وعين على الشارع واخرى على الجو، فالخطر قد يأتي من رصاصة تطلق او مدفع يقصف ومن طائرة تقصف. ولم يعد في المدينة يرى اي وجود للشرطة حيث تمت السيطرة على مراكز الشرطة ويستخدم المقاتلون عرباتها للتنقل، كما تقع المستشفى التي كانت تسيطر عليها الحكومة في يد المقاتلين الذين يقتربون من مركزها قرب قلعة حلب. وتستمر المعارك في حي صلاح الدين بدأت فيه المعارك حيث غادره كل سكانه البالغ عددهم 30 الفا ولم يبق فيه الا المقاتلون واصبحت معظم مبانيه انقاضا. ويشير التقرير ان وتيرة الحرب في الحي قد اتخذت شكلا ثابتا بين مقاتلين يتمترسون خلف المتاريس ويطلق قناصتهم الرصاص على قوات الحكومة التي لا تبعد عنهم سوى 200 متر، لكن فوقهم تحلق الطائرات التي تذكرهم انهم مهما حققوا من انجازات فانهم يظلون تحت رحمة الطيران الذي يختار اهدافه ويلقي قنابله حيث يريد. وحتى الخروج من المخابىء للقتال اصبح صعبا كما ان دوريات المقاتلين اصبحت مكلفة وتكلف اربعة دولارات لكل ليتر وقود للعربات، فقد تم اغلاق كل محطات الوقود، ويتم احيانا خلط زيت الطعام مع الوقود كي يواصل المقاتلون دورياتهم. ومع ذلك يقول ابو سليمان ان لديهم اسلحة اكثر مما كان في السابق مضيفا ان جنود الحكومة يهربون من الاجهاد. ويضيف التقرير انه لو صدقت الشائعات عن تعزيزات الجيش فالمقاتلون بحاجة لتعزيزات جديدة للدفاع عن المناطق التي سيطروا عليها، مع ان المقاتلين في شمال سورية يقولون انهم قطعوا التعزيزات الحكومية القادمة من ادلب وحماة حيث ارسلت الحكومة قوات الحرس الجمهوري. وتؤكد كل الشهادات التي ينقلها المراسلون الاجانب على شعور المقاتلين بالتفوق المعنوي على قوات الحكومة التي لا تقاتل من اجل هدف، ويقول ابو سليمان ان لديهم قنابل هاون سيستخدمونها عندما يحين الوقت.

موتى في الشوارع

وفي الوقت الحالي فان ما يجري في حلب هي لعبة انتظار من المقاتلين والمواطنين الباقين الذين يريدون معرفة نتيجة المعركة قبل ان يتبعوا اوامر من سيملأ الفراغ في السلطة في مدينتهم، التي يجتاحها الموت وهو عنوان التقرير الذي ارسله مراسل صحيفة ‘اندبندنت’ من حي صلاح الدين في حلب، مشيرا الى قلة عدد المدنيين الذين بقوا فيه حيث تمتلىء شوارعه بالحجارة والزجاج المهشم وحديد البناء، والموتى اكثر وضوحا في الشوارع اكثر مما يتوقع وكيف تنتشر الجثث المتعفنة بين الانقاض، فيما تجري عمليات اجلاء لمن بقي من المدنيين المتواجدين فيه من المترددين الذين يقولون انهم ان خرجوا فلن يعرفوا الى اين يذهبون حيث لا اقارب لهم في خارج المدينة ولا حتى في القرى. كما ان بعضهم يخشى ان ترك بيته فلن يعود اليه حيث ينقل التقرير عن ابو عمر الذي يعاني ابنه من اسهال حاد ان ما يحتاجونه هو الطعام والشراب فقط، فيما قال ابو مصطفى انه لن يترك بيته وعليهم ان يدفنوه امامه. وينقل التقرير صورة عن اثار القصف على البيوت والمؤسسات العامة حيث تم استهداف مركز البريد في الحي. وعبر احد المسيحيين عن مخاوفه من المقاتلين، حيث قال ان منهم من لا يحبهم وقال ان احد المقاتلين بلحية طويلة قال له ‘تمنيت لو انك مسلم’. ومع ذلك يقول التقرير انه لا توجد اشارات عن ملامح نزاع طائفية مقارنة مع بقية المناطق في سورية، على الرغم من عمليات اعدام علنية لموالين للنظام. ويقول التقرير ان الشبيحة والمخابرات يقومون ايضا بعمليات قتل. ويتساءل الصحافي عن السبب الذي يجعل الرجل المسيحي يعود الى بيته للاطمئنان عليه على الرغم من المخاطر حيث يقول ان العربي يعتبر بيته من اغلى الاشياء مع انه يعترف بخطورة الامر خاصة انه قد يقتل ولن يبقى للعائلة من يعيلها.

مشاكل الجيش في حلب

وعلى الرغم من حديث النظام عن المعركة الحاسمة الا ان التقدم البطيء للجيش في حلب نحو معاقل المقاتلين طرحت اسئلة حول قدرة الاسد على استعادة الاحياء التي خرجت عن سيطرة الحكومة، ويعتقد محللون ان البطء متعلق بطبيعة الجيش المجهز والمدرب على حروب تقليدية مع اسرائيل مثلا وليس على حرب عصابات، كما ان تدمير حلب يعني تدمير حياة ومعاش قطاع من السكان ظلت امواله تدعم النظام، فقد تؤدي الى تدمير مناطق تعتبر مراكز وعصب التجارة في المدينة. كما ان العملية قد تؤدي الى جدل واسع ومواجهة بين الاطراف اللاعبة في الازمة حيث تقاتل ايران لبقاء النظام فيما تدعم السعودية الجيش الحر وقد نقلت ‘ديلي تلغراف’ عن ضباط قولهم انهم تلقوا صواريخ ارض – جو ورشاشات وذخيرة تم شراؤها باموال سعودية. وعبر الضباط عن مخاوفهم من تدخل عسكري ايراني لدعم النظام في الوقت الذي رحبوا فيه بالمساعدات العسكرية.

دعم مالي امريكي

وفي اتجاه اخر ذكرت الصحيفة نفسها ان مجموعة دعم سورية، تلقت اذنا من الخزانة الامريكية كي تقوم بتزويد المعارضة بأجهزة اتصالات مما يفتح الباب امام واشنطن كي تتبرع للمعارضة بأموال تمكنها من شراء اسلحة. وقالت الصحيفة انها شاهدت القرار او الرخصة التي حصلت عليه المجموعة وهي جماعة ضغط موجودة في واشنطن ونقلت عن مسؤول فيها قوله ان اللعبة قد تغيرت فيما يتعلق بالتمويل. وقال براين سيرز ‘نأمل ان تغير الوضع الميداني بطريقة ايجابية لصالح الجيش الحر’. وتقول الصحيفة انه من خلال السماح بوصول الدولارات الامريكية الى الجيش الحر فواشنطن ترغب بمواجهة العناصر الاسلامية في المعارضة التي تعتمد على تمويل خاص يأتي من السعودية وقطر. ويقول بعض مسؤولي الجيش الحر انه برفض واشنطن دعم المقاومة فانها تنازلت للعناصر الاسلامية في المعارضة المسلحة كي تبني مراكز تأثيرها.

ويرى سيرز انه حتى لو تدفقت الاسلحة للمقاتلين فانها لن تكون كافية لهزيمة الجيش النظامي ‘وحتى لو جمعنا 50 مليون لشراء اسلحة متقدمة فلن تكون كافية لحماية منطقة آمنة من مقاتلات النظام’، ومع ان المجموعة لم تكشف عن حجم الدعم المالي الا انها تقوم بالضغط على واشنطن للتدخل وانشاء منطقة آمنة، ولا تزال ادارة اوباما تعارض الفكرة حيث حذرت المعارضة من عدم توقع الكثير من واشنطن.

الاسلاميون يختطفون الثورة

من ناحية اخرى خصصت صحيفة ‘تايمز’ تقريرا قالت فيه ان الاسلاميين ‘يحرمون الثورة من الديمقراطية’ وقالت ان مقاتلا اسمه ابو ليلى غادر في شهر حزيران (يونيو) معسكرا للاجئين في تركيا وانضم للجيش الحر، ولكنه عاد بعد شهرين محبطا لانه لم يجد ما كان يطمح اليه ‘عدد قليل من فصائلهم جيدة والبقية يتصرفون كقطاع طرق مجرمين’. وتقول الصحيفة ان تقارير من شمال سورية تقول ان جماعات اجرامية واسلاميين قد استفادوا من حالة الفوضى وانشأوا اقطاعياتهم خاصة في جسر الشغور. وتشير ان المقاتلين وجماعات المعارضة تخشى من دخول عناصر اجرامية واخرى متشددة حملت معها اجندة تعمل على تقسيم الصفوف. وقال ابو ليلى ان الجيش الحر ‘لا يقوم بأي عمل جدي ولا يقوم بتحرير المناطق وان المقاتلين الاكفاء يتركونهم ويبحثون عن اماكن اخرى’. ونقلت عن طبيب زار مناطق في محافظة ادلب قال ان الوضع غير مطمئن، واشار ان بعض المقاتلين يقولون انهم ‘جيش حر ولكنهم يخطفون الناس من بينهم رجال اعمال مما ادى الى توتر بين الجيش الحر والسكان. وتشير الصحيفة ان اموالا تتدفق منذ نيسان (ابريل) على جماعات مرتبطة بالاخوان المسلمين وسلفيين من السعودية ودول الخليج. ويقول عدد من المنسقين في الجيش الحر في تركيا انهم يرحبون بالدعم المالي لكنه يأتي عادة بشروط. وقال احدهم ان الحالات التي وصلت فيها مساعدات مالية بدون شروط تعد على الاصابع. ويقول احد المنسقين ان عملت مع السلفيين فعليك ان تتبع نمط حياتهم. واضطرت فصائل لتغيير اسمائها كي تستفيد من الدعم المالي للسلفيين ففرقة ‘شهداء رفيق الحريري’ غيرت اسمها لانصار الشام. ونقلت عن المنسقين هؤلاء قولهم ان الاخوان المسلمين بدأوا عمليات تجنيد في معسكرات مشيرين ان البعض يحصل على اموال كثيرة ليس لانهم يعملون الكثير بل لان الممولين لديهم اجندة. ولدى الاخوان المسلمين في حماة وما حولها احسن الاسلحة لكنهم لا يستخدمونها، وحسب المصدرالذي نقلت عنه فالاخوان يشترون الاسلحة للمستقبل وهذا يخيف الجيش الحر. ويقول اخر ان هناك مخاوف من ان تتقاتل المجموعات مع بعضها البعض حالة رحيل النظام. ويخشى الكثيرون من سيناريو عراقي جديد في سورية فبالاضافة للخلافات الايديولوجية هناك نعرات طائفية. واشارت الصحيفة الى تقارير تتحدث عن انتشار مجموعات مسلحة تابعة لسي اي ايه تنسق مع المعارضة المسلحة قرب الحدود التركية مع سورية. وكان عدنان العرعور وهو شيخ سلفي بارز قد اصدر امرا منع فيه دخول الجهاديين الاجانب لسورية.

تراث سورية تراثنا

وفي هذه الاجواء التي تعيشها سورية يحذر روبرت فيسك في مقال له في ‘اندبندنت’ الاسد من هجومه الذي لا يرحم ويعده لحلب انه قد يدمر مستقبل البلاد وماضيها وكتب مرة اخرى محذرا من الاثار الكارثية للحرب على البلاد وتراثها الحضاري، فقد كتب يوم الاحد عن تدمير المواقع الاثرية ونهبها وفي مقال امس الاثنين عاد وذكر بمعارك سورية. قائلا ان الحكومة التي تتباهى بسيطرتها على دمشق فالمعركة الحاسمة قادمة في حلب – مشيرا الى ان اثارالعاصمة قد نجت على الاقل من الدمار الذي حل على بقية تراث البلد، مشيرا الى تعرض قلعة الحصن التاريخية والتي تعود الى زمن الحروب الصليبية قد تعرضت للقصف بعدما احتمى بها مقاتلون معارضون للنظام، ونفس المصير تعرضت له قلعة تدمر كما وقصف الجيش قلعة المضيق واستخدم الجيش الجرافات كي ينقل الفسيفساء والموزاييك الذي يعود الى عصر الرومان في افاميا.

رياض حجاب سيبدأ التعاون مع المعارضة فورا وترتيبات من فئة خمسة نجوم لكبار المنشقين عن بشار الأسد والأردن يتوقع إستقبال شخصيات مهمة أخرى

عشرات المنشقين المهمين يتكدسون في معسكر أردني خاص

عمان ـ ‘القدس العربي’: يفتح الحديث عن إستعداد رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب ومغادرته دمشق إلى عمان وبعدها الدوحة الباب على مصراعيه مجددا أمام توقعات منتجة للجهد الإستخباري المكثف الذي تبذله عدة دول وسفارات عبر نظام إتصال مشفر وحديث يستهدف بصورة حصرية تأمين عملية إنشقاق أكبر عدد ممكن من مسؤولي المفاصل في النظام السوري.

ومن الواضح خلال الأيام القليلة الماضية بأن عمليات الإنشقاق تكثفت وتعددت خصوصا عبر الحدود السورية مع لبنان وتركيا والأردن لكن حصريا نقطة الحدود مع الأردن أصبحت الأكثر نشاطا وفعالية بسبب ضعف وجود قوات النظام حول محافظة درعا أولا وبفعل تسهيلات اللجوء التي تشرف عليها الدولة الأردنية.

ويمكن ببساطة الإستدلال على أن ملف ‘المنشقين’ وراء التوتر الخشن بين عمان ودمشق فالنظام السوري يخشى بأن تتزايد حالات الإنشقاق بإنتحال صفة لاجئين عبر الحدود الأردنية السورية وهي حدود يحظى فيها اللاجىء بالعناية السريعة لوجستيا وعسكريا وأمنيا مما يعني بأن الإنشقاق عبرها عملية شبه مضمونة ومأمونة خصوصا بعدما أظهر الجيش العربي الأردني إستعداده لإطلاق النار لحماية اللاجئين.

والأنباء التي تحدثت أمس الإثنين عن وصول رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب إلى عمان تعزز الإنطباع القائل بأن الأردن أصبح محطة مفضلة لنخبة من كبار المنشقين وإن كان الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة قد صرح بأن حجاب لم يدخل الأراضي الأردنية وسط تقديرات بأنه وصل بيروت ويسافر قريبا إلى قطر.

الناطق بإسم حجاب محمد العطار كان قد أعلن بأن الأخير غادر دمشق ودخل الأردن وسيسافر قريبا جدا لقطر للإدلاء بتوضيحات صحافية معلنا إنضمامه للمعارضة وهو الخيار المرجح لإن حجاب سيلعب دورا إعلاميا سريعا في هذا السياق فيما قالت صحيفة عمون الأردنية بأن حجاب موجود في الأردن وفي رعاية الدولة الأردنية.

ويبدو واضحا ان السلطات الأردنية تسعى لتخفيف حدة الحديث عن دور أردني في إحتضان نخبة من المنشقين المهمين وتأمين الحماية لهم ووضع الأكثر أهمية بينهم داخل معسكرات أردنية محروسة حفاظا على حياتهم حيث لا زالت الأوساط الرسمية الأردنية تخشى وجود ‘خلايا نائمة’ عاملة مع مخابرات الرئيس السوري بشار الأسد.

وبالتساوق مع أنباء وصول حجاب إلى عمان إستقر الأمر فيما يخص إنشقاق ووصول العقيد يعرب الشرع إلى الأردن وهو مسؤول رفيع في جهاز الأمن السياسي عن شعبة الإستطلاع والمعلومات وكذلك وصول العميد علي الحاج أحد المسؤولين العسكريين في وزارة الداخلية.

قبل ذلك إنشق مسؤول سلاح الهندسة في الجيش السوري المتواجد في محيط محافظة درعا.

وفي قاعدة المنشقين في الأردن فقط يوجد نحو 13 طيارا على الأقل اليوم وأربعة من ضباط المعلومات والإستخبارات و11 جنرالا من الجيش السوري وخمسة مسؤولين أمنيين من عائلتي الشرع وغزاله فقط قبل إنضمام حجاب إلى الحلقة مع أن كل المعطيات تشير لخطة أردنية تتضمن بروتوكولا خاصا لتأمين إستقبال وحماية الشخصيات ‘المهمة’ حيث يوجد فريق لوجستي متخصص بالتعامل مع هؤلاء وعائلاتهم.

جميع هؤلاء لا يهربون وينشقون فقط بل يسارعون لتسليم ما لديهم من معلومات ومعطيات وينضمون للمعارضة والسبب في ذلك تعيده مصادر القدس العربي لما نشرته سابقا عن منظومة إتصال حديثة ومشفرة مأمونة مكنت شخصيات من الجيش السوري الحر وبعض الدبلوماسيين الأتراك والغربيين والعرب من الإتصال بشخصيات مرشحة للإنشقاق أو تبحث عن فرصة لإعلان الإنفصال عن النظام.

الانشقاق السياسي الأبرز: رياض حجاب إلى قطر

الغرب والمعارضة يرحّبان… والأسد يعيّن عمر غلاونجي رئيساً للوزراء

في أبرز انشقاق «سياسي» منذ بداية الأزمة السورية، أعلن رئيس الحكومة رياض حجاب انشقاقه عن النظام، ونيّته التوجه إلى قطر، فيما رأى وزير الإعلام عمران الزعبي أنّ الانشقاق «لا يؤثر في نهج الدولة السورية»

بعد أبرز انشقاق في الدائرة العسكرية السورية مع العميد مناف طلاس، انشقّ يوم أمس رئيس الوزراء السوري رياض حجاب، فيما ساد الغموض محطته الأولى بعد نفي الأردن توجهه إليها، مع تأكيد أحد المتحدثين باسمه أنه ينوي الاستقرار في قطر، فيما ذكرت أنباء أنه قد يكون غادر عن طريق لبنان، على غرار ما فعل طلاس. وأعلن المتحدث باسم حجاب، محمد عطري، انشقاق رئيس الوزراء السوري، وتلا بياناً باسمه جاء فيه: «النظام قام بأقصى جرائم الإبادة ضد شعب أعزل خرق المطالبة في العيش الكريم الحر الذي يناله كل شعوب المنطقة. أعلن انشقاقي عن نظام القتل والإرهاب، وأنا اليوم جندي من جنود المقاومة».

وأشار الى أن الترتيب تمّ مع «الجيش السوري الحر»، لكي يقوم بتأمين رياض حجاب إلى مكان آمن يعلن فيه انشقاقه ويقول ما يشاء بتأييد الثورة، «واليوم هو في مكان آمن وفي أيد أمينة هو وعائلته، وهناك 10 عوائل، منهم أشقاء رياض حجاب وأختاه وأولادهم، وصلوا إلى بر الأمان. وأوضح أنّه «عند حصول تفجير دمشق، كان حجاب في مسجد في المزة، وفوجئ بوجود عقيد يقول له نحن هنا لحمايتك». وأضاف عطري أنّ حجاب سيغادر الى قطر «خلال أيام لوجود الوكالات الإعلامية هناك»، لافتاً إلى أنّه «سيخرج إلى الإعلام وهو بكامل صحته وعائلته سليمة ومعه».

وقبل إعلان حجاب انشقاقه، بثّ التلفزيون السوري مرسوماً جمهورياً بإعفاء رئيس الحكومة من مهماته، وتكليف المهندس عمر ابراهيم غلاونجي بمهمات رئيس مجلس الوزراء في سوريا إضافة إلى مهماته.

بدوره، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن مجلس الوزراء السوري اجتمع، يوم أمس، برئاسة رئيس الوزراء المؤقت عمر غلونجي في جلسة قصيرة حضرها جميع الوزراء. كذلك أكّد أن الاجتماع حضره جميع الوزراء، ونقل التلفزيون السوري تغطية للجلسة. وأكد الزعبي «أن سوريا دولة مؤسسات، وقيمة الأفراد فيها قيمة مضافة، والأصل هو طبيعة عمل المؤسسة، وأن هروب الأشخاص من بلدهم مهما علت رتبهم أو مواقعهم لا يغيّر ولا يؤثر في نهج الدولة السورية». وأضاف «نحن لم نسمع من رئيس الوزراء السابق شيئاً، ولم يظهر على شاشة التلفزيون ولم يقل شيئاً حتى اللحظة»، مؤكداً أنّ سوريا لديها 23 مليون مواطن، وأكثرهم يمكن أن يكون مسؤولاً، وهذا لا يتعلق فقط بالشهادة الجامعية، بل بالحس بالمسؤولية والوعي الوطني والإرادة الوطنية والسياسية. ورأى أن الهروب وترك العمل بطريقة غير مشروعة بحد ذاته كمفهوم هو هروب من المسؤولية، وتعبير عن فجوة في الوعي السياسي والوطني، ومسؤولية صاحبها كائناً من يكون، وليست مسؤولية الدولة السورية أو الشعب السوري.

ويعتبر حجاب رجل النظام والبعثي الذي تسلق المناصب في هيكليات الحزب مستنداً إلى وفائه للنظام، وكان من المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان يعوّل على دور يؤديه في المرحلة المقبلة لكونه من القيادات السنية البعثية. وينحدر حجاب من دير الزور، بدأ نشاطه الحزبي داخل الاتحاد الوطني للطلاب السوريين بين عامي 1989 و1998 وتخرّج في الجامعة حاملاً دكتوراه في الهندسة الزراعية. وبما أنه صنّف من بين الأوفياء للحزب، عيّن عام 2008 محافظاً للقنيطرة المجاورة لهضبة الجولان المحتلة، قبل أن يعيّن محافظاً للاذقية في شباط 2011.

في المقابل، رحّب «المجلس الوطني السوري»، في بيان، بـ«انشقاق حجاب وانضمامه الى صفوف الشعب السوري وثورته العظيمة»، معتبراً أنّ هذا الانشقاق «دليل على أن ما يرتكبه النظام المجرم تجاوز كل الحدود، ولم يعد بإمكان أي سوري السكوت عنه». ورأى المجلس أن نظام الرئيس السوري «يعيش ساعاته الأخيرة»، مضيفاً «لقد سقطت كل الحجج والمبررات للبقاء في سفينة النظام المجرم، وآن أوان الاختيار بين الانتماء الى سوريا وشعبها، وبين الانحياز الى عصابة القتل والإرهاب التي تنتظر ساعة الحساب والقصاص قريباًَ».

بدورها، وصفت جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا موقف حجاب بأنّه «شجاع ويعبّر عن وطنية عالية وصدق انتماء الى الوطن والى الشعب». ودعت «كل رجال الدولة السورية في شتى مواقعهم الى المسارعة الى الانحياز الى شعبهم ودماء الأطفال في سوريا، الى مستقبل سوريا الواحدة ضد بشار الأسد والمجرمين من عصاباته». ورأت أن «البقاء في هياكل عصابات الأسد تحت أي عنوان لطخة عار في جبين كل من يقبل به».

إلى ذلك، رأى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيض، توني فيتور، «أن المعلومات التي تفيد بأن عدة مسؤولين كبار في نظام الاسد، بينهم رئيس الحكومة رياض حجاب، قد انشقوا، هي إشارة جديدة على أن الاسد فقد السيطرة على سوريا». وأضاف «من البديهي القول إنّ هذه الانشقاقات تطاول اليوم أعلى مستويات الحكومة السورية، وتكشف أنّ السوريين يعتقدون أن أيام الاسد باتت معدودة». وتابع فيتور «إن الطريقة الأسرع لوضع حدّ لحمام الدم ولعذابات السوريين هي في إقرار الأسد بأن السوريين لن يسمحوا له بالبقاء في السلطة».

من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الايطالي، جوليو تيرسي، انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب مؤشراً على أن عنف النظام السوري ضد شعبه يدفعه إلى طريق الانفجار الداخلي، آملاً أن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد الآن عن السلطة تجنّباً للمزيد من معاناة الشعب. ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن تيرسي قوله، إن انشقاق حجاب «يظهر العزلة المتنامية للأسد حتى إزاء معظم دائرته الضيقة»، ورأى أن التطورات الأخيرة تؤكد عدم إمكان تأجيل التحول السياسي في دمشق بقيادة سوريّة، بينما قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي، في بيان، إن هذه «الأنباء تظهر مدى تآكل نظام الأسد». ولفت إلى أنّ «الأحداث تظهر كذلك ضرورة الإنهاء الفوري للعنف وإقامة حكومة انتقالية بدون الأسد».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

هكذا ترتدّ الازمة السورية على المصارف اللبنانية

ريما زهار

هل ضربت الاحداث في سوريا القطاع المصرفي اللبناني مع وجود فروع لمصارف لبنانية في سوريا؟ الجميع يُطمئِّن ان الاحداث لم تنل من تلك المصارف لكن كيف تتعامل تلك الاخيرة مع الأحداث الطاحنة الجارية في سوريا؟.

بيروت: يرى الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه ل”إيلاف” ان المصارف اللبنانية العاملة في سوريا تقوم بالامور التي بدأت بها سابقًا، ولن يكون هناك انسحابات للمصارف من سوريا، ولكن اي عمليات جديدة توقفت كليًا، حتى من زبائنهم المعروفين، بمعنى ان المصارف تسعى الى تخفيف الخسائر والاستمرار بالموجود، لان الخروج من سوريا مكلف جدًا، وهذا يعني اننا اهملنا السوريين والشعب السوري، والعودة مجددًا تكون اصعب لانها تشكل مأخذًا على المصارف اللبنانية العاملة في سوريا، والافضل الاستمرار بالحد الادنى الممكن، حتى مع وجود خسائر، لان كل العمليات في سوريا لا تشكل 10 او 5 % من العمليات في لبنان.

ويؤكد حبيقة ان هناك خطر على المصارف اللبنانية في سوريا، ولكن كما “ذكرت اذا خسرت تلك المصارف واقفلت ابوابها، لا يؤثر ذلك على المصارف الام في لبنان، واسوأ الحالات خسارة ب 5 او 10 % وهذا رقم ليس مهمًا ابدًا”.

اما كيف يتوقع مستقبل المصارف اللبنانية في سوريا في حال سقط النظام السوري؟ يؤكد حبيقة لا علاقة للمصارف بالنظام، ومن اتى في سوريا سيضطر ان يستعمل المصارف، وهي لا تتعامل مع النظام، لديها شركاء سوريون وهم افراد، والامور تستمر، ولا علاقة لها بالسياسة.

ويستطرد حبيقة :” الا اذا خلال الانتخابات تغيرت القوانين السورية، فمع حكم ومجلس نواب جديدين سيتم تغيير القوانين، ساعتئذ يتم التعامل مع القوانين الجديدة طبعًا.

وبرأيه الازمة في سوريا اثرت وتؤثر كثيرًا باقتصاد لبنان في مجالات عدة ومنها من ناحية السياحة، فهي متوقفة في لبنان بسبب الاحداث السورية، ومن ناحية النقل حيث نشاهد الشاحنات المتوقفة على الحدود اللبنانية السورية، ومن ناحية الاستثمارات المشتركة، لا احد من اللبنانيين يستثمر في سوريا، فالسوريون انفسهم هجروا الاستثمار في سوريا، والعكس بالعكس حيث السوري لم يعد يستثمر في لبنان.

وكذلك على الزيارات العادية بين البلدين.

ولدى سؤاله بان ما جرى في سوريا وهجرة السوريين الى لبنان الم ينعش السياحة فيه؟ يؤكد حبيقة ان الامر غير صحيح 100%، لا يمكن القول ان الامر ادى الى ازدهار السياحة في لبنان بل خفِّت الخسائر بوجود السوريين الذين مكثوا لفترة قصيرة، ولا يزالون موجودين في بحمدون وغيرها من المناطق، واليوم الميسور السوري يتوجه الى اوروبا واميركا.

ولم يأت الى لبنان سوى متوسطي الحال ولا يصرفون كثيرًا، بل الحد الادنى من المصروف لتأمين الحماية الادنى. ولبنان لم يستفد من الازمة السورية، بل بالعكس الاوضاع الامنية في الشمال والمساعدات للاجئين والاهتمام بهم في المدارس، ويمكن القول ان لبنان خسر 100% من جراء الاوضاع في سوريا.

جمعية المصارف

من جهته، طمأن رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه إلى أنّ “لا خطر على القطاع المصرفي من تأثيرات الحوادث الجارية في سوريا”، مؤكدًا أنّه منذ بداية الأحداث تغيّر وجه الاقتصاد السوري حيال الانكماش الذي أصاب الودائع المصرفية بطريقة تلقائية، والمصارف عينها لم تعد متحمّسة لاستقطاب الودائع نتيجة العبء الذي تلقيه الأخيرة على موازنات المصارف التي تضطر إلى دفع الفوائد على تلك الودائع، في حين أنّ إمكانات تنظيف الودائع أصبحت نادرة أو معدومة، وهذا ما أدى إلى تقليص  المصارف في الأشهر الأخيرة أعمالها وميزانياتها على نحو كبير جدًا”.

ودعا “جميع المتعاملين في الشأن المالي والاقتصادي، وخصوصًا المصارف، لأن يأخذوا في الاعتبار الأخطار التي تواجهها سوريا”، لافتًا إلى أنّ “تأثير هذه الحوادث سلبي على المصارف العاملة هناك”.

تضارب الأنباء حول مكان وجود رئيس الوزراء السوري المنشق

وكالات

فيما أكدت المعارضة السورية نبأ انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب ولجوئه إلى الأردن قال وزير الإعلام الأردني إن رياض حجاب لم يصل حتى الآن إلى الأراضي الأردنية.

عمّان: قال وزير الإعلام الأردني سميح المعايطة لـ “بي بي سي” إن رئيس الحكومة السورية السابق رياض حجاب لم يصل حتى الآن إلى الأراضي الأردنية، لكن المعارضة السورية أكدت نبأ انشقاقه ولجوئه إلى الأردن.

من جانبها، قالت وسائل الإعلام السورية إن الرئيس بشار الأسد كان قد أصدر منذ يوم أمس الأحد مرسومين رئاسيين أعفى بموجب الأول حجاب من منصبه، وكلف في الثاني المهندس عمر غلاونجي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الإدارة المحلية، بتسيير أعمال الحكومة مؤقتا ريثما يتم تكليف شخصية جديدة برئاسة الحكومة.

وكان مسؤول في الحكومة الأردنية قد صرح لإحدى وكالات الأنباء في وقت سابق أن حجاب فر إلى الأردن هو وعائلته و10 عائلات من أقربائه، كما أكدت المعارضة السورية هذا النبأ.

وأكدت المعارضة السورية أن حجاب انشق ولجأ مع وزيرين وثلاثة ضباط في الجيش الى الاردن ليل الاحد. وقال خالد زين العابدين، عضو المجلس الوطني السوري، لفرانس برس ان “رئيس الوزراء رياض حجاب وعائلته اضافة الى وزيرين وثلاثة ضباط بالجيش عبروا الحدود الى الاردن ليل الاحد بالتنسيق مع الجيش السوري الحر”.

واعلن حجاب في بيان تلاه متحدث باسمه عبر قناة الجزيرة الاثنين، انشقاقه عن النظام السوري الذي اتهمه بارتكاب “جرائم إبادة” بحق الشعب السوري، وانضمامه الى الثورة. وذكر المتحدث من عمان ان حجاب في “مكان آمن” مع عائلته اضافة الى عائلات عشرة اشخاص من اقربائه، وهو سيتكلم قريبا، فيما اشارت قناة الجزيرة الى ان حجاب موجود في الأردن.

وقال حجاب في البيان “اطل عليكم اليوم في هذا الوقت العصيب الذي (تمر) فيه سوريا باقسى جرائم الابادة الجماعية والقتل البربري الوحشي ضد شعب اعزل”. واضاف “اعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والارهاب وانضمامي إلى صفوف الثورة” مؤكدا انه الان “جندي من جنود هذه الثورة المباركة”.

 وذكر المتحدث محمد عطري بعد انتهائه من تلاوة البيان ان حجاب “اعلى مسؤول سوري ينشق” وقد “حمل روحه على كفه من اجل هذه الثورة … ليقول للعالم كنا مع هذا النظام مجبرين والسيف على رقبتنا”. وبحسب عطري، فان عملية تحضير انشقاق حجاب وتهريبه تمت بالتنسيق مع الجيش الحر وقد استغرقت “اشهرا”، وان “الثوار في الداخل هم من أمّنوا له هذا الخروج المشرف”.

 وقال عطري ان حجاب “في مكان آمن وأيد أمينة هو وعائلته”، وان مجموع 10 عائلات ملحقة بحجاب قد تمّ تهريبها بينها عائلات ثمانية اخوة لحجاب بعضهم يشغلون مناصب في الدولة السورية. ونفى عطري ان يكون حجاب اقيل، بل اكد ان اقالته اعلنت بعد يوم ونصف يوم من اختفائه وبعد فقدان النظام الامل في القبض عليه أو قتله على حد قوله.

 وقال عطري “معلوماتنا مؤكدة من خلال رياض حجاب بان النظام السوري متهالك وساقط لا محال ولكنه يراهن على القتل”. وخلص الى القول بان حجاب “سيطل عليكم قريبا (ويتكلم) بلسانه … ومشاعره المنحازة للشعب”.

 وقال عطري إن حجاب سيغادر الى قطر “خلال ايام”. وقال عطري إن “رئيس الوزراء سيتوجه الى الدوحة غدا الثلاثاء او بعد غد الاربعاء او خلال ايام، لوجود الوكالات الاعلامية هناك”. واضاف ان حجاب “سيخرج للاعلام وهو بكامل صحته وعائلته سليمة ومعه”.

 ومن جانبه، اكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري عبد الباسط سيدا الاثنين ان انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب هو مؤشر على “تآكل النظام من الداخل”.  وقال سيدا “نرحب بانشقاق السيد رئيس الوزراء وبكل الانشقاقات سواء العسكرية او المدنية. هذه اشارة على ان النظام يتآكل من الداخل ونؤكد انها بداية النهاية”.

 وانشق حجاب الذي أعلنت إقالته من منصبه الاثنين عن النظام السوري، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان لديه “معلومات مؤكدة ان رئيس الوزراء السوري رياض حجاب انشق عن النظام السوري”، مشيرا الى “تضارب في المعلومات” حول مكان وجوده.

 ورأى عبد الرحمن ان “اقالة حجاب من منصبه تؤكد انشقاقه”. وقال ان “المعلومات متضاربة بشأن مكان تواجده”، مضيفا “بعضها يؤكد وصوله الى الاردن بينما البعض الآخر يقول ان امره كشف وتم اعتقاله”. واشار الى ان “حجاب من دير الزور حيث الطابع عشائري وقد يكون قيام النظام بتدمير مدينة دير الزور دفعه الى الانشقاق”. واضاف ان حجاب على علاقة وثيقة بالسفير السوري المنشق في العراق نواف الفارس.

 وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) الاثنين ان حجاب اقيل من منصبه. واضافت انه تم تكليف النائب الاول لرئيس الوزراء ووزير الادارة المحلية المهندس عمر غلاونجي بتسيير أعمال الحكومة موقتا. وكانت الصحف السورية أبرزت الاثنين خبرا حول ترؤس حجاب يوم امس الاحد اجتماعا لبحث اعمار المناطق المتضررة.

 وكلف الرئيس السوري بشار الاسد في السادس من حزيران/يونيو حجاب بتكليف الحكومة التي اعلن تشكيلها في 23 حزيران/يونيو. وخلف حجاب عادل سفر الذي شكل حكومته في نيسان/ابريل 2011، بعد شهر على بدء حركة الاحتجاج ضد النظام.

 وشغل حجاب منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور بين عامي 2004 و2008 وكان محافظا للقنيطرة من 2008 حتى شباط 2011 ومحافظا للاذقية حتى تكليفه بوزارة الزراعة في 2011.

 وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) الاثنين ان رئيس الوزراء السوري رياض حجاب اقيل من منصبه، فيما ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن انه “هرب من سوريا”. وكان الرئيس السوري بشار الاسد كلف في السادس من حزيران/يونيو حجاب بتكليف الحكومة التي اعلن تشكيلها في 23 حزيران (يونيو).

المواجهة بين السنة والنظام السوري العلوي تمتد إلى تركيا

لميس فرحات

يخشى الكثيرون من إمكانية امتداد العنف الطائفي بين السنة والعلويين من سوريا إلى تركيا، لا سيما أن مخيمات اللاجئين، المكتظة بالسكان على طول الحدود، تتحول بسرعة إلى مراجل تغلي بمشاعر الرفض والكراهية تجاه العلويين.

تتجه الحرب الأهلية في سوريا إلى مواجهة طائفية دموية بين قوات النظام التي يهيمن عليها الشيعة العلويون والأغلبية السنية المسلمة. وامتد نطاق هذه التوترات الطائفية عبر الحدود لتحتدم مواجهة بين الأقلية العلوية في تركيا والأغلبية السنية المسلمة.

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ”نيويورك تايمز” إلى أن العلويين في تركيا يمثلون أكبر الأقليات هناك حيث يقدر عددهم بنحو 15 إلى 20 مليون شخص، ويبدو أنهم يدعمون الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت الذي تدعم فيه الحكومة التركية وكثير من السنة الأتراك الثوار السوريين.

العلويون في تركيا يقدر عددهم بنحو 15- 20 مليون شخص

وأضافت الصحيفة أن الكثير من العلويين أعربوا عن خوفهم من امتداد العنف الطائفي عبر الحدود، معتبرة أن معظم مخيمات اللاجئين على طول الحدود تتأجج بمشاعر مضادة للعلويين.

والكثير من العلويين في تركيا، وخاصة في شرق البلاد يتحدثون اللغة العربية ويرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالعلويين في سوريا. ويقود الحكومة التركية الآن حزب ذو جذور إسلامية يحاول ممارسة الحكم بالمزيد من مبادئ الإسلام السني في المجال العام، ويتجنب عمداً عقوداً من الحكم العلماني.

وأشار العلويون إلى أن تدفق الجهاديين الأجانب إلى تركيا يعد وسيلة لخوض حرب مقدسة في ميادين القتال السورية، حيث يسعى الجهاديون لتحويل سوريا من دولة علمانية إلى دولة إسلامية خالصة .

ومن ناحية أخرى، كشف مسؤولون أميركيون مؤخراً أن مجموعة من عملاء وكالة المخابرات المركزية “سي آي ايه ” كانوا يعملون على طول الحدود التركية -السورية مع نظرائهم الأتراك، لضمان انتقال الأسلحة إلى جهات معينة، ما يؤكد مخاوف المسؤولين الأميركيين من تحويل سوريا إلى نقطة جذب للجهاديين.

وعلى الرغم من ذلك، يعتقد مسؤولون في الولايات المتحدة أن المقاتلين الأجانب لا يزالون يشكلون شريحة صغيرة من المقاومة السورية.  ويخشى العلويون من العنف الطائفي الممتد عبر الحدود، لا سيما وأن مخيمات اللاجئين، المكتظة بالسكان على طول الحدود، تتحول بسرعة إلى مراجل تغلي بمشاعر الرفض والكراهية تجاه العلويين.

وقال محمد عزيز (28 عاماً) وهو لاجئ سوري في أحد مخيمات تركيا: “إذا حاولوا المجيء إلى هنا (العلويون)، فسنكون في طريقنا لقتلهم”، مشيراً إلى أنه وأصدقاءه على استعداد تام للانتقام من العلويين.

ويتخوف العلويون من موجة الجهاديين الاجانب التي تتدفق الى تركيا، في طريقها لخوض حرب مقدسة في ميادين القتال في سوريا.

ويقول رفيق اريلماز، وهو عضو في الطائفة العلوية في البرلمان التركي: “هل تعتقد حقاً أن هؤلاء الرجال يريدون بناء دولة ديمقراطية؟” مضيفاً أن الولايات المتحدة ترتكب خطاً كبيراً بمساعدة تركيا ضد الأسد “لأن ذلك لن ينتج سوى طالبان ثانية”.

وقال علي كاركوغلو، وهو أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة كوك في اسطنبول، إن الحكومة التركية تستخدم الخطاب الطائفي بشكل متزايد وتحاول أن تلعب دور “الأخ الأكبر السني” في المنطقة.

والعديد من العلويين في تركيا لا يذهبون إلى المسجد، بل يميلون الى ممارسة شعائرهم الدينية في المنزل أو في المساجد العلوية التي حرمت من الدعم الحكومي الذي تحصل عليه المساجد السنية.

وأوضح تورهان سبت، وهو مواطن علوي-تركي يعمل في محطة وقود في بريدجبورت، كونيتيكت، وكان في عطلة في تركيا: “نحن جميعاً مع الأسد. ونحن أكثر اعتدالاً”.

وأشارت الـ “نيويورك تايمز” إلى أن الثوار في سوريا يخفون شعور الكراهية الطائفية، لكن ذلك يرشح من ممارساتهم. ونقلت عن خلدون رجب، وهو ضابط في الجيش السوري الحرة، قوله إنه شاهد اثنين من الطائفة العلوية يتجولان في سيارة سلكت منعطفاً خطاً فانتهى بهما الأمر في حمص ذات الأكثرية السنية. وأضاف: “بالطبع تم إلقاء القبض عليهما وقتلا على أيدي الثوار”.

واستبعدت الصحيفة أن يندلع الجنون الطائفي في تركيا في أي وقت قريب، لأن البلاد تخضع لسيطرة محكمة وتمنع أي شكل من أشكال الطائفية العنيفة، في معظم ارجائها. ونفى مسؤولون في الحكومة التركية أي تحيز ضد العلويين، وقالوا إنهم بذلوا جهوداً اضافية ليكونوا “يقظين ومتعاطفين” مع مخاوف العلويين.

موسكو تنفي إعلان وفاة الأسد.. ومعركة حلب على أشدّها

أ. ف. ب.

أعلنت المجموعة التي تبنت عملية احتجاز 48 ايرانيا في سوريا الاثنين مقتل ثلاثة من المخطوفين في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق، فيما نفت روسيا ما نقل عن وزير الداخلية من اعلان مزور لوفاة الرئيس السوري.

موسكو: اعلن المتحدث باسم وزير الداخلية الروسي ان الوزير فلاديمير كولوكولتسيف لا يملك اي حساب خاص به على موقع تويتر وان حسابا مزورا باسمه اعلن الاثنين موت الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال المتحدث باسم الوزارة اندري بيليبتشوك لوكالة الانباء الروسية ريا نوفوستي انه لا يوجد “اي حساب للوزير على الشبكات الاجتماعية. ان الموقع الوحيد الذي يعكس موقفه هو الموقع الرسمي لوزارة الداخلية الروسية”.

وذكرت الوكالة ان الموقع المزور باسم الوزير ظهر في منتصف حزيران/يونيو لكنه لم يجذب الانتباه قبل ان ينشر الاثنين المعلومة الكاذبة عن وفاة الرئيس السوري.

وهذه المعلومة الكاذبة تناقلتها الشبكات الاجتماعية على نطاق واسع.

إلى ذلك، أعلنت المجموعة التي تبنت عملية احتجاز 48 ايرانيا في سوريا الاثنين مقتل ثلاثة من المخطوفين في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق، بحسب ما جاء في بيان صادر عنها على صفحة “لواء البراء” الذي تنتمي اليه على موقع “فيسبوك” للتواصل.

واعلنت “كتيبة البراء” في بيان عاجل “مقتل ثلاثة ايرانيين من الاسرى الموجودين لدى لواء البراء بالقصف العنيف على ريف دمشق اليوم”.

“كتيبة البراء” التي اختطفت إيرانيين في سوريا أعلنت نبأ مقتل ثلاثة من الاسرى الموجودين لديها بفعل القصف العنيف على ريف دمشق

واضافت ان قائد اللواء “النقيب عبد الناصر شمير يهدد بقتل الاسرى الذين ثبت تورطهم بانهم عناصر للحرس الثوري اذا استمر القصف”.

وكانت قناة “العربية” الفضائية عرضت الاحد شريطا مصورا يظهر الايرانيين المخطوفين في سوريا محاطين بمسلحين قدمهم احد الضباط على انهم “كتيبة” من “لواء البراء” في الجيش السوري الحر.

وقال الضابط في الشريط ان المخطوفين هم “من شبيحة ايران” وكانوا في مهمة “استطلاع ميدانية” في دمشق، مضيفا “اثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط ايرانيين عاملين في الحرس الثوري الايراني”.

في المقابل، اكدت ايران ان مواطنيها من الزوار ولا علاقة لهم بالحرس الثوري، وانهم خطفوا بينما كانوا في طريقهم الى مطار دمشق.

ميدانيّا،  تستمر الاشتباكات العنيفة وعمليات القصف على بعض احياء مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى سقوط 95 قتيلا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين.

وقال المرصد في بيان مسائي “تتعرض احياء سيف الدولة والصاخور والشعار وباب الحديد لقصف عنيف من القوات النظامية السورية”.

وكانت احياء الشعار ومساكن هنانو (في شرق مدينة حلب) وصلاح الدين (جنوب) والحيدرية (شمال شرق) شهدت اشتباكات في وقت سابق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.

وقتل الاثنين 19 شخصا في مدينة حلب بحسب حصيلة اولية للمرصد، هم 17 مدنيا ومقاتلان.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان القصف على حي الصاخور تسبب بانهيار مبنى من ثلاث طبقات على رؤوس ساكنيه، فقتلت عائلة بكاملها.

وذكر النقيب المنشق واصل ايوب، قائد كتيبة “نور الحق” في الجيش السوري الحر والذي يقاتل في حي صلاح الدين، لوكالة فرانس برس ان “نحو 15 قناصا و100 عنصر من القوات النظامية تمكنوا من التسلل الى سبعة او ثمانية مبان في شارعين رئيسين من حي صلاح الدين هما الشارع العريض وشارع الاشارات الذي يتجه نحو دوار صلاح الدين”.

وقال ان “القناصة يمكنهم ان يسيطروا بالنار على نحو 600 متر وبالتالي هم يقطعون حاليا الشارعين”.

واوضح ان هؤلاء تمكنوا من بلوغ الابنية بعد ان امنت لهم الحماية دبابة من طراز ت-82 واليات دخلت الشارعين المذكورين، ثم انسحبت منه.

في دمشق ورغم اعلان قوات النظام قبل يومين استعادة السيطرة الكاملة عليها اثر اقتحامها حي التضامن في جنوب العاصمة تلت معارك ضارية استمرت اياما، وقعت اشتباكات في حي ركن الدين اسفرت عن مقتل اربعة اشخاص، بحسب المرصد.

وذكر الاعلام الرسمي السوري من جهته ان “الاجهزة الامنية ضبطت وكرا للارهابيين المرتزقة في حي ركن الدين يحتوي على اسلحة متنوعة” و”اشتبكت مع الارهابيين وقضت على عدد منهم والقت القبض على آخرين”، بينما استسلم آخرون.

وانفجرت عبوة ناسفة صباح الاثنين في مبنى هيئة الاذاعة والتلفزيون السوري في دمشق، ما تسبب بوقوع بعض الاصابات وأضرار مادية.

وشهد ريف دمشق مقتل خمسة مقاتلين معارضين اثر كمين نصبته قوات النظام قرب بلدة حران العواميد.

وافاد المرصد وناشطون عن قصف عنيف يطال قرى وبلدات عدة في ريف دمشق. وذكر المرصد مساء ان “اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في مدينة حرستا التي تتعرض للقصف من القوات النظامية السورية”، بالاضافة الى اشتباكات في منطقة المليحة وكفربطنا، وان قتلى وجرحى سقطوا في قصف على المنطقة الواقعة بين بلدتي جسرين وسقبا، يضافون الى ثمانية قتلى مدنيين قتلوا الاثنين في ريف دمشق.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة على طريق جسر الشغور- اللاذقية اسفرت عن مقتل اربعة اشخاص بينهم عنصرا امن.

كما قتل سبعة مواطنين بينهم امراتان واصيب العشرات بجروح بعضهم خطرة، بحسب المرصد، في قصف تعرضت له مدينة اريحا في ادلب. واشار المرصد الى اشتباكات مستمرة منذ الصباح في بلدة كفرنبل بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.

وفيما ذكر المرصد السوري ان احد عشر شخصا قتلوا في عملية قصف واطلاق نار قامت بها قوات النظام في بلدة حربنفسه في ريف حماة، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض القوات النظامية بارتكاب “مجزرة” راح ضحيتها نحو اربعين من سكان البلدة بعد قصف استمر خمس ساعات.

وادرج المجلس “المجزرة” في اطار “سياسة تهجير طائفي” واضحة.

دعا رئيس بعثة المراقبين في سوريا الفريق بابكار جاي الاثنين اطراف النزاع في معركة حلب شمال سوريا الى حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الانساني.

وقال المسؤول في بيان “اني قلق للغاية من العنف المستمر في سوريا وتحديدا تدهور الوضع بصورة كبيرة في حلب والأثر الذي يتركه هذا على المدنيين”.

واضاف “احث من هنا الأطراف على حماية المدنيين واحترام الالتزامات التي ينص عليها القانون الدولي الانساني”.

وتابع “يجب عدم تعرض المدنيين للقصف او الاسلحة الثقيلة”.

الوطني السوري يدعو الى ايصال المساعدات عبر الناشطين المحليين

دعا المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين دول مجموعة اصدقاء سوريا الى ايصال مساعداتها الانسانية عبر شبكات الناشطين المحليين، كونهم يستطيعون وحدهم نقلها الى السكان.

وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس بسمة قضماني في بيان “رغم التزام واستنفار دول +اصدقاء الشعب السوري+ فان المساعدة الانسانية الدولية تبقى غير كافية في ظل تزايد الحاجات في شكل استثنائي خلال الاسابيع الاخيرة”.

واضافت “اكثر من اي وقت، ينبغي ان تسلك المساعدة الانسانية طريق الشبكات المحلية غير الرسمية لناشطي الثورة، فهم وحدهم قادرون على ايصالها بفاعلية الى السكان. ان النظام (السوري) يستولي على المساعدة الانسانية التي تصل الى الشبكات التي يسيطر عليها ويمنع وصولها الى بعض المناطق”.

وتابعت قضماني “لقد تم اثبات فاعلية تلك الشبكات. وقد تميزت فرنسا خصوصا بالثقة التي منحتها لهؤلاء الناشطين المحليين. اننا نشجع الدول الاخرى الصديقة لسوريا على ان تحذو حذوها”.

مراقبو الامم المتحدة انسحبوا من حلب وعادوا الى دمشق

غادر مراقبو بعثة الامم المتحدة في سوريا المتمركزين في حلب، هذه المدينة في شمال سوريا بسبب كثافة المعارك، حسب ما اعلنت الامم المتحدة الاثنين.

وعاد المراقبون العشرون الذين تمركزوا في حلب خلال نهاية الاسبوع الى دمشق حيث المقر العام لبعثة الامم المتحدة.

وقالت متحدثة باسم قسم عمليات حفظ السلام هي جوزفين غويريرو ان “الامر يتعلق بنقل موقت بسبب تدهور الشروط الامنية”.

يشار الى ان حلب هي احدى القواعد الاربع التي انتشر فيها المراقبون في سوريا منذ نيسان/ابريل الماضي. والمكاتب الاخرى التي فتحتها بعثة الامم المتحدة توجد في دير الزور وحمص وضاحية دمشق.

وعلق المراقبون معظم عملياتهم منذ منتصف حزيران/يونيو وتقلص عددهم الى النصف اي الى 150 مراقبا فقط في تموز/يوليو.

وكان رئيس بعثة المراقبين في سوريا الفريق بابكار جاي دعا الاثنين اطراف النزاع في معركة حلب الى حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الانساني.

وقال المسؤول في بيان “اني قلق للغاية من العنف المستمر في سوريا وتحديدا تدهور الوضع بصورة كبيرة في حلب والأثر الذي يتركه هذا على المدنيين”.

واضاف “احث من هنا الأطراف على حماية المدنيين واحترام الالتزامات التي ينص عليها القانون الدولي الانساني”.

وتابع “يجب عدم تعرض المدنيين للقصف او الاسلحة الثقيلة”.

انشقاق رئيس الوزراء السوري و3 وزراء.. وغموض حول وصولهم إلى الأردن

قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: انشقاقه تزامن مع انشقاق عدد من كبار الضباط بينهم لواء علوي

بيروت: كارولين عاكوم عمان: محمد الدعمة

أعلن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب انشقاقه أمس عن نظام الرئيس بشار الأسد، بعد شهرين من تعيينه في منصبه، ولجأ إلى الأردن لينضم إلى الثورة السورية، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه محمد العطري.. في الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول وصوله وآخرين إلى الأردن حتى عصر أمس.

في المقابل، وقبل ساعات قليلة من إعلان انشقاق حجاب رسميا، كان التلفزيون السوري الرسمي قد أعلن خبر إقالة حجاب (المنتمي إلى إحدى عشائر محافظة دير الزور) من منصبه دون ذكر مزيد من التفاصيل، ثم أعلن في وقت لاحق أن الرئيس بشار الأسد عين نائب رئيس الوزراء عمر قلاونجي بمهمة تسيير أعمال الحكومة.. وبينما أعلنت مصادر المعارضة صباح أمس عن إحباط السلطات السورية لمحاولة انشقاق وهروب وزير المالية جليلاتي واعتقاله، نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تكذيبا لذلك، قائلة إن جليلاتي «على رأس عمله». كما قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي لاحقا إن مجلس الوزراء السوري اجتمع أمس برئاسة رئيس الوزراء المؤقت عمر قلاونجي في جلسة قصيرة حضرها جميع الوزراء.

وتلا المتحدث محمد عطري بيانا نيابة عن حجاب أمس، قال فيه «انشق حجاب عن نظام القتل والإرهاب وانضم إلى صفوف الحرية والكرامة، وهو الآن يعتبر نفسه جنديا من جنود هذه الثورة المباركة»، مشيرا إلى أنه سيكون لحجاب إطلالة لاحقة ويتحدث بنفسه عن انشقاقه.

وكشف عطري أن حجاب كان قد بدأ التحضير لعملية الانشقاق والهروب منذ تعيينه في منصب رئاسة الوزراء قبل شهرين ونصف، مؤكدا أن الأخير خيّر وقتها بين القبول بالمنصب أو القتل.. لافتا إلى أن عملية انتقال حجاب إلى الأردن أشرف عليها الجيش السوري الحر، وأن عشر عائلات رافقته بينها عائلات أشقائه الثمانية ومنهم مسؤولون في وزارتي النفط والبيئة.

من جهته، أصدر المجلس الوطني السوري بيانا حول انشقاق حجاب، لفت فيه إلى «أنّ رئيس وزراء النظام السوري رياض حجاب أعلن انشقاقه عن النظام مع عدد من الوزراء، حيث وصل إلى الأردن برفقة عائلته وعدد من أقاربه، في نفس الوقت الذي تسارعت فيه وتيرة الانشقاقات العسكرية والسياسية».

ودعا المجلس «من تبقى من مسؤولين في ركب النظام الغارق للانشقاق العاجل عنه»، مرحبا بهذه الخطوة، ومؤكدا أن الثورة السورية هي الموطن الطبيعي لكل السوريين الذين يجب عليهم في هذه اللحظات المصيرية أن يقفوا إلى جانب شعبهم وثورته البطلة، وأن يساهموا في إسقاط هذا النظام وتقويض أركانه.

وأضاف البيان «إن سرعة الانشقاقات التي تصيب مفاصل النظام السوري السياسية والعسكرية هي دليل على سرعة تفككه وقرب انهياره، وإن أي محاولات يقوم بها حلفاء النظام لإسناده وإبقائه على قيد الحياة إنما هي محاولات فاشلة لن يكتب لها النجاح، وسيخيب مسعى هؤلاء، وستنتصر إرادة الشعب السوري في الحرية والكرامة، وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن مرحلة بشار الأسد قد انتهت وأن سوريا مقبلة على مرحلة جديدة سيكون عنوانها البناء والتنمية والاستقرار والحرية».

وفي حين رفض مصدر قيادي بالجيش الحر إعطاء المزيد من التفاصيل عن عملية هروب حجاب ووصوله إلى الأردن، نظرا لحساسية الموضوع ووجود معلومات يصعب الإفصاح عنها حاليا، أكّّد لـ«الشرق الأوسط» أنّ التنسيق بين الجيش الحر وحجاب – عبر وسيط – كان قد بدأ منذ تعيينه رئيسا للحكومة السورية. لافتا، إلى أنّ الأمر استدعى دراسة الحالة والحماية الأمنية المرافقة لحجاب والرقابة المشددة عليه لمنعه من أي محاولة للانشقاق، ثم تمّ التحضير لسيناريو محكم مع الأخذ بعين الاعتبار كلّ الاحتمالات، وبينها خروج عائلته وعائلات إخوته وأخواته، إلى أن تمّ التنفيذ ليل أوّل من أمس، وتم تهريب رئيس الحكومة بعدها إلى الأردن بعد إعلام السلطات الأردنية بأهمية الشخصية السياسية التي ستصل إلى أراضيها. مشيرا إلى «أنه تمّ اختيار الأردن نظرا إلى القرب الجغرافي من سوريا في ظل استحالة دخوله إلى لبنان حيث سيطرة حزب الله».

وفي غضون ذلك، تضاربت الأنباء حول وصول حجاب إلى الأردن، حيث أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة أمس أن «حجاب لم يدخل الأراضي الأردنية حتى الآن (عصر أمس)».. بينما أكدت مصادر مطلعة أن حجاب وصل إلى الأردن هو وسبعة من أشقائه، حيث يعمل واحد منهم في وزارة النفط وآخر في وزارة البيئة.

وأشارت المصادر الأردنية إلى أن أفرادا من الجيش السوري الحر استطاعوا تهريب أفراد عائلة حجاب إلى الأردن عبر الشريط الحدودي مع اللاجئين الذين يصلون الأردن بأعداد كبيرة يوميا، موضحة أن «أفراد عائلة حجاب ستبقى في الأردن، وهي الآن في مكان آمن. وسيغادر حجاب إلى قطر دون تحديد الفترة التي سيمكثها في الأردن».

وهو ذات ما أكده المتحدث محمد عطري، الذي قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «رئيس الوزراء سيتوجه إلى الدوحة غدا (اليوم) الثلاثاء أو الأربعاء أو خلال أيام، لوجود الوكالات الإعلامية هناك». فيما قالت مصادر أخرى بالمعارضة إن «حجاب سيسافر إلى الدوحة خلال الساعات القليلة المقبلة، على الأغلب الساعة الواحدة بعد منتصف الليل (أمس)، في حين سيبقى أشقاؤه» في الأردن.. موضحة أن «العلاقة بين الحكومة الأردنية ونظيرتها السورية حساسة، ولا نريد إثارة بلبلة، وفور وصول حجاب إلى الدوحة سيتم إعلان تفاصيل انشقاقه كاملة».

من جهة أخرى، لفت القيادي بالجيش الحر فهد المصري إلى أنّ انشقاق حجاب و3 وزراء سوريين، تزامن مع انشقاق عدد من كبار الضباط أحدهم برتبه لواء من الطائفة العلوية، وأنه سيتم الإعلان عن أسمائهم لاحقا.. مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أنه «ومنذ إعلان انشقاق رئيس الحكومة تكثفت الاتصالات من شخصيات أمنية وعسكرية وسياسية عبر وسطاء، من أجل تأمين حمايتهم لإعلان انشقاقهم».

وأكّد المصري، أنّه «منذ مساء أوّل من أمس، بدأت قوات النظام بتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق على طول الحدود الأردنية لمنع حجاب (ورفاقه) من الخروج من الأراضي السورية». واعتبر المصري، أنّ انشقاق رئيس الحكومة السورية، أي الرجل الثاني بعد الأسد في النظام، يشكل ضربة قوية في العمود الفقري له.. مضيفا أن «انشقاق أبرز رؤوس النظام يعكس بوضوح انهيار واضح لمنظومة التبرير التي يستخدمها مع خصومه، وجاء ليكذب ادعاءات ذلك النظام وحليفه الإيراني حول موضوع المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سوريا».

حجاب: عينه الأسد رئيسا لـ«حكومة الإصلاح» فكان أرفع من انشق عنه

بيروت: ليال أبو رحال

يعد انشقاق رئيس الحكومة السورية، رياض حجاب (46 عاما)، الانشقاق الرسمي الأبرز لمسؤول سوري منذ بدء الثورة السورية قبل 17 شهرا، وذلك بعد يوم على انشقاق مسؤول فرع المعلومات في جهاز الأمن السياسي السوري، يعرب الشرع، المقرب من الرئيس السوري، بشار الأسد، وخلال أقل من شهر على استهداف الرؤوس الأمنية للنظام السوري.

والمفارقة أن انشقاق حجاب، الذي وصف بأنه «رئيس الحكومة البعثي في زمن الإصلاحات»، يأتي بعد شهرين فقط من تكليفه من قبل الرئيس الأسد (6 يونيو/ حزيران الماضي) تشكيل حكومة سورية جديدة، بعدما تولى منذ بداية الثورة – إلى جانب منصبه محافظا للاذقية – لجنة أمنية مهمتها إدارة عمليات القمع ضد المظاهرات السلمية، وفق ما يؤكده ناشطون سوريون. وعين الأسد حجاب رئيسا للوزراء بعد انتخابات برلمانية أجريت في مايو (أيار) الماضي رأى فيها النظام السوري «خطوة نحو الإصلاح السياسي».

وإذا كان تعيين حجاب رئيسا لحكومة الإصلاح في سوريا قد أثار حفيظة الناشطين والمعارضين السوريين؛ فإن انشقاقه لاقى ترحيبا وتهليلا، خصوصا أنه من الناحية التقنية أو التراتبية يعتبر الرجل الثاني في بنية الدولة السورية بعد رئيس الجمهورية، وإن كان «ربما الرجل المليون فعليا بعد رؤساء وعناصر الأجهزة الأمنية كلهم»، وفق توصيف أحد المعارضين السوريين. ويراهن السوريون على أن يشكل انشقاقه مقدمة لتفكك بنية نظام الأسد السياسية تدريجيا.

وسبق لحجاب، المتحدر من إحدى قبائل محافظة دير الزور (مواليد عام 1966) ويحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، وهو أب لـ4 أولاد، أن شغل منصب وزير الزراعة في الحكومة الثالثة في عهد الرئيس بشار الأسد برئاسة عادل سفر. وتربط حجاب علاقة قوية بالأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد سعيد بخيتان، وهو ما شكل عامل ثقة به خوله تشكيل الحكومة بتكليف من الأسد.

وكان حجاب قد تولى مهمة عضو قيادة فرع حزب البعث منذ عام 1998 وحتى 2004، إضافة إلى رئاسة فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في دير الزور منذ عام 1989 وحتى 1998. كما تولى مهمة أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور منذ عام 2004، ثم تولى مهمة محافظ القنيطرة عام 2008. وفي عام 2011 انتقل إلى اللاذقية محافظا.

ابرز الانشقاقات في سوريا

لندن: «الشرق الأوسط»

* أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس انشقاق الدكتور رياض حجاب رئيس الوزراء السوري، بينما أعلن التلفزيون الرسمي إقالته من مهامه بعد أن كلف في السادس من يونيو (حزيران) الماضي بتشكيل الوزارة.

* 5 أغسطس (آب): انشقاق رئيس فرع المعلومات بالأمن السياسي في دمشق العقيد يعرب محمد الشرع، وهو ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع (سني)، مع شقيقه الملازم أول كنان محمد الشرع من الفرع نفسه ولجوؤهما إلى الأردن. كما انشق العقيد ياسر الحاج علي من الفرع نفسه وانتقل أيضا إلى الأردن.

كذلك لجأ اللواء محمد أحمد فارس الطيار في سلاح الجو الذي أصبح أول رائد فضاء سوري، إلى تركيا بعد إعلان انشقاقه.

* 18 يوليو (تموز): العميد مناف طلاس صديق الرئيس بشار الأسد ينشق عن النظام ليكون أهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات، وهو نجل وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس (سني) الذي كان صديقا منذ أمد طويل للرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي. وفي 26 يوليو أعلن مناف طلاس أنه يأمل في «وضع خارطة طريق للخروج من الأزمة» في سوريا بالتواصل «مع كل طرف شريف يريد بناء سوريا»، مؤكدا أنه «لا يرى سوريا ببشار الأسد».

* وفي يوليو أعلن العديد من الدبلوماسيين انشقاقهم:

في 11 يوليو السفير السوري في بغداد نواف الشيخ فارس كان أول دبلوماسي يعلن انشقاقه. وقد لجأ إلى قطر ودعا الجيش إلى «الانضمام فورا إلى صفوف الثورة». وفي 24 انشق السفير السوري لدى الإمارات عبد اللطيف الدباغ، وزوجته القائمة بأعمال السفارة السورية في قبرص لمياء الحريري، ثم لحق بهما في 25 من الشهر نفسه الملحق الأمني في السفارة السورية لدى سلطنة عمان محمد تحسين الفقير.

وفي 30 من الشهر نفسه استقال القائم بالأعمال السوري في لندن خالد الأيوبي، تبعه غداة ذلك قنصل سوريا لدى أرمينيا محمد حسام حافظ.

* وكان أربعة نواب برلمانيين قد أعلنوا أيضا استقالتهم احتجاجا على قمع المعارضة، فقد أعلن نائبان مستقلان في أبريل (نيسان) 2011 استقالتهما، تبعهما في يناير (كانون الثاني) 2012 النائب عماد غليون العضو في لجنة الموازنة بمجلس الشعب والذي لجأ إلى مصر. وفي 26 يوليو أعلنت النائبة عن مدينة حلب إخلاص بدوي انشقاقها ولجأت مع أولادها الستة إلى تركيا. وكان ذلك أول انشقاق داخل مجلس الشعب (البرلمان) الجديد المنبثق عن الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو (أيار).

* 8 مارس (آذار) 2012: معاون وزير النفط والثروة المعدنية السوري عبدو حسام الدين يعلن انضمامه إلى صفوف المعارضة منددا بـ«وحشية» النظام، ليصبح بذلك أعلى مسؤول ينشق عن نظام الرئيس بشار الأسد بعد سنة من بدء الحركة الاحتجاجية.

إلى ذلك، أعلن العقيد رياض الأسعد الذي انشق عن الجيش السوري النظامي ولجأ إلى تركيا، في 30 يوليو 2011 تأسيس «الجيش السوري الحر» ليبدأ معارضة مسلحة ضد النظام. ومنذ ذلك الحين لجأ 31 من كبار الضباط السوريين المنشقين إلى الأراضي التركية. لكن بعض هؤلاء الضباط عادوا إلى سوريا للانضمام إلى المقاتلين الناشطين في البلاد، كما أعلن مسؤول تركي، رافضا الكشف عن عدد الضباط السوريين الموجودين حاليا في تركيا.

وفي الأشهر الأخيرة عبر مئات العسكريين السوريين بشكل شبه يومي الحدود مع تركيا للالتحاق بالجيش السوري الحر، غالبا بصحبة جنود صف. ومن عمليات الانشقاق اللافتة فرار قائد طائرة حربية سورية في 22 يونيو، هو العقيد طيار حسن مرعي الحمادة الذي لجأ بطائرته «الميغ» إلى الأردن.

الأسد يفقد السيطرة على العرين

البيت الأبيض: أيامه باتت معدودة.. ورياض الأسعد: نتحرك بحرية في دمشق

لندن: أحمد الغمراوي

في أعنف ضربة سياسية يتلقاها النظام السوري منذ بدء حركة الاحتجاجات ضده في مارس (آذار) 2011، أعلن رئيس الوزراء السوري، رياض حجاب، انشقاقه وفراره مع أسرته وآخرين إلى الأردن، بعد نحو 60 يوما فقط على رأس الحكومة، معلنا إلى الإعلام، من خلال متحدث باسمه، أنه تعرض لضغوط شديدة وتهديدات بالقتل لقبول منصب رئيس الوزراء.

واعتبر جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، في مؤتمر صحافي، أمس، أن «هذا الانشقاق دليل على أن قبضة الأسد على السلطة تتفكك. القوة الدافعة مع المعارضة ومع الشعب السوري». كما قال توني فيتور، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن «المعلومات التي تفيد بأن عدة مسؤولين كبار في نظام الأسد، بينهم رئيس الحكومة، رياض حجاب، قد انشقوا، هي إشارة جديدة على أن الأسد فقد السيطرة على سوريا».

وأضاف فيتور: «من البديهي القول إن هذه الانشقاقات تطال اليوم أعلى مستويات الحكومة السورية، وتكشف أن السوريين يعتقدون أن أيام الأسد باتت معدودة»، وتابع أن «الطريقة الأسرع لوضع حد لحمام الدم ولعذابات السوريين هي في إقرار الأسد بأن السوريين لن يسمحوا له بالبقاء في السلطة».

وبينما يرى محللون أن انشقاق حجاب قد يكون له تأثير كبير على الحكومة السورية، فإن الباحث نديم شحادة، المختص بالشأن السوري في مركز «شاتام هاوس»، يرجح أن يكون التأثير معنويا بأكثر من كونه فعالا في هدم النظام.

وقال شحادة لـ«الشرق الأوسط»: «رأينا انشقاقات عدة مؤخرا، بعضها لرجال قد يكونون أكثر قربا من دائرة الحكم وأرفع من حيث المعلوماتية التي يحوزونها، كما رأينا أيضا تفجيرات تستهدف أركان النظام (في إشارة إلى تفجير خلية الأزمة)، لكن أهمية انشقاق حجاب الرئيسية تكمن في أنه حافظ كبير للغاية للمترددين عن الانشقاق»، كما يرى شحادة أن انشقاق حجاب قد يعجل من إعادة بعض الدول، مثل روسيا، لحساباتها بعد تسارع وتيرة انهيار حلقات الأسد السياسية والعسكرية.

ورغم المعلومات التي يرى البعض أن حجاب سيمررها للمعارضين، وخصوصا أنه قال إنه لا يطمع «في أي منصب، بل خدمة وطنه»، إلا أن شحادة شكك في حجم وأهمية المعلومات التي قد يكون حجاب يمتلكها، قائلا: «على الرغم من أنه رئيس وزراء، فإن نظام الأسد صار يشك في الجميع ويراقبهم.. علما بأن منصب رئيس الوزراء في سوريا هو منصب (شكلي) بالأساس، والحاكم الفعلي هو الأسد ودائرته المقربة».

ويرجح مراقبون تزايد الانشقاقات مؤخرا، وبخاصة مع الغموض الذي يلف مكان اختفاء الرئيس السوري منذ تفجير مقر مكتب الأمن القومي في دمشق في 18 يوليو (تموز) الماضي، حيث راجت شائعات على مدار الأسبوع الماضي بكونه مختبئا في اللاذقية، أو فر إلى طهران، بينما المعلومات المتوفرة كانت ما نشر في «الشرق الأوسط» منذ أيام أن الأسد يتحصن «في منطقة جبلية تقع وراء قصر الشعب، وبالتحديد في استراحة من 6 طوابق تحت الأرض تعود بالأساس إلى شقيقه ماهر الأسد وزوجته».

ولكن أغلب المحللين لا يعرفون تحديدا أين يمكن أن يكون الأسد مختفيا، ويقول شحادة إن هناك نظريات كثيرة حول مكان الأسد، «فالنظام السوري – وهو ربيب المدرسة الروسية – قائم على الغموض.. لكن هذا الاختفاء بالفعل يزيد من وتيرة الانشقاقات، فالجميع يشعرون أن الأمور تتسرب من يد النظام».

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أمس، أن انشقاق حجاب يكشف «هشاشة نظام اختار العنف المسلح بشكل أفقده غالبية داعميه»، وتابع في بيان أن «فرنسا مقتنعة بأن نظام بشار الأسد إلى زوال. وأن تكرار الانشقاقات لمسؤولين سياسيين وعسكريين ودبلوماسيين رفيعي المستوى يكشف هشاشة المجموعة الحاكمة»، مؤكدا: «علينا أن نواصل ممارسة ضغط شديد لكي يخلي هذا النظام المجرم مكانه ليفسح المجال أمام قيام سوريا ديمقراطية متعددة».

وفي خضم التعليقات الكثيرة على انشقاق حجاب، قال العقيد رياض الأسعد، قائد «الجيش السوري الحر»، أمس، إن «(الجيش الحر) يتحرك في دمشق بسهولة»، و«قمنا بنقل عدد من الشخصيات التي تنوي الانشقاق»، وهو ما يناقض ما كرره النظام طوال الأسبوع الماضي من سيطرته التامة على العاصمة، بالإضافة إلى الانفجار الغامض لمبنى الإذاعة والتلفزيون، الذي لم تعترف بالمسؤولية عنه أي جهة؛ لكنه يشير بوضوح إلى تراخي قبضة الأسد على العاصمة.

وأكد محمد عطري، المتحدث باسم حجاب، أمس، أن هروبه إلى الأردن تم بالتنسيق مع «الجيش الحر»، لكن عددا من المراقبين والخبراء السياسيين يرون أن هناك تنسيقا حتميا بين المنشقين وجهات أخرى، ويرجحون أن تكون جهات مخابراتية تقوم بالتنسيق العام مع «الجيش الحر» في الداخل والأردن أو تركيا (أبرز جبهات لجوء المنشقين الأولية، قبل التوجه إلى أماكن أخرى)، لكن شحادة يشير إلى أن «التنسيق الخارجي لا يعني عدم وجود قوة حقيقية لدور داخلي؛ قد يقوم به (الجيش الحر) وربما آخرون، حيث إن المعارضة السورية أثبتت – في أكثر من مناسبة – أنها قد اخترقت دوائر في غاية القرب من الحكم».

دبلوماسيون منشقون وعاملون يعلنون تأسيس تجمع معارض لنظام الأسد

حافظ لـ«الشرق الأوسط»: خوف السفراء على عائلاتهم في الداخل يؤخر إعلان انشقاقهم

بيروت: ليال أبو رحال

أكد القنصل المنشق عن السفارة السورية في أرمينيا الدكتور محمد حسام حافظ أن «انشقاقات دبلوماسية عدة سيتم الإعلان عنها تباعا خلال الأسبوعين المقبلين»، وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن صدور البيان التأسيسي لتجمع سوري جديد يحمل اسم «دبلوماسيون سوريون من أجل دولة ديمقراطية مدنية»، يضم «مجموعة من الدبلوماسيين والعاملين في وزارة الخارجية السورية»، يعلنون من خلاله وقوفهم إلى «جانب أهلنا في سوريا ضد نظام القتل والتدمير، ونؤكد بأننا جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ولسنا جزءا من النظام». ويدعو البيان التأسيسي الدبلوماسيين السوريين كافة للانضمام إلى التجمع وإلى «إخراج آلة الحرب من المدن السورية»، ولأن «ينبلج فجر الدولة المدنية، دولة القانون والمحاسبة الحاضنة لجميع أبنائها»، مؤكدا أن «أساس الحراك الحالي في سوريا هو مدني سياسي سلمي، ولا يمكن تبرير قتل المواطنين السوريين أو تعذيبهم أو انتهاك أعراضهم أو إهانتهم أو إهانة مقدساتهم بالادعاء بوجود مؤامرات إقليمية أو دولية».

ويوضح حافظ أن «التجمع يضم الدبلوماسيين المنشقين وآخرين لا يزالون في الخدمة»، وهو «لا يعلن نفسه أنه جهة سياسية أو سيحل مكان جهة أخرى»، لافتا إلى أنه «يريد للخدمة المدنية أن تأخذ دورها بعد سقوط النظام السوري وأن تساهم في إعادة بناء الدولة السورية بعد سقوط نظام الأسد، وثمة إمكانية لتوسيعه في المستقبل ليضم العاملين في إدارات الدولة المدنية كافة».

ويقول حافظ إنه «يمثل جزءا كبيرا من الدبلوماسيين الذين عبروا خلال وجودهم في مناصبهم الرسمية عن مواقف مناهضة لقتل المدنيين واعتماد الحل الأمني في قمع المتظاهرين منذ اندلاع الثورة السورية»، مشيرا إلى أن «القبضة الأمنية على البعثات الدبلوماسية السورية في الخارج وخوف الدبلوماسيين على عائلاتهم في الداخل يحولان دون إعلان دبلوماسيين كثيرين عن تأييدهم للثورة السورية جهارا».

ويشير الدبلوماسي المنشق، إلى أن «الدبلوماسيين السوريين في الخارج – ومع إصرار النظام السوري على اعتماد الحل الأمني – وجدوا أنفسهم بمأزق، لكن بعضهم قال: إنه ليس جزءا من النظام بل هو جزء من الدولة السورية ومن إداراتها الرسمية، وبالتالي فإن انشقاقنا لا يفيد الدولة بشيء.. ولكن هذه النظرية سقطت مع مرور الوقت».

ووفق حافظ، فإن «إقدام دبلوماسي على إعلان احتجاجه ومن ثم استقالته ليس بالأمر السهل إطلاقا»، ويقول في هذا السياق: «كنت أعمل في السفارة السورية في لندن مع بداية الثورة، ومن ثم تم نقلي إلى أرمينيا كنوع من الإجراءات التأديبية»، لافتا إلى أن «النظام السوري يعمل على نقل الدبلوماسيين المشكوك بتأييدهم للثورة إما إلى بعثات مسيطر عليها أمنيا أو ينهي خدماتهم، والحمد لله أنني تمكنت في اللحظة المناسبة من أن أعلن انشقاقي».

وجاء انشقاق حافظ بعد انشقاق 3 دبلوماسيين أولهم السفير السوري السابق في بغداد نواف الفارس، والقائمة بالأعمال في السفارة السورية لدى قبرص لمياء الحريري، وزوجها السفير في الإمارات عبد اللطيف الدباغ.. ثم انضم إليهم كل من السفير السوري السابق في روسيا البيضاء ودول البلطيق فاروق طه، ثم القائم بالأعمال السورية في لندن خالد الأيوبي، ونائب رئيس البعثة السورية في نيجيريا خالد الصالح، ليرتفع عدد الدبلوماسيين السوريين المنشقين إلى سبعة أشخاص.

وكان السفير السوري السابق في روسيا البيضاء ودول البلطيق فاروق طه قال خلال إعلان انشقاقه إن «النظام في دمشق لا يتورع عن تهديد مسؤوليه الراغبين في الانشقاق بالاعتداء على عائلاتهم وممتلكاتهم»، مشيرا إلى أنه بعد 7 أشهر على معارضته للحل الأمني في قمع الاحتجاجات أنهت الحكومة مهمته الدبلوماسية بسبب موقفه، لكنه تريث في إعلان موقفه.

محاولات النظام السيطرة على حلب مستمرة.. والجيش الحر يستعد لمعركة العاصمة

مسؤول الإعلام في القيادة المشتركة لـ «الشرق الأوسط»: على داعمي النظام أن ينتظروا نبأ اغتيال الأسد

بيروت: كارولين عاكوم

سجل أمس خرق أمني هو الأبرز منذ انفجار مبنى الأمن القومي بدمشق في 18 يوليو (تموز) الماضي، في انفجار عبوة ناسفة في مبنى التلفزيون السوري المحصن، كما ارتكبت قوات النظام مجزرة في ريف حماه اعتبرها المجلس الوطني جزءا من حملة التهجير الطائفي. أتى ذلك، في موازاة العمليات العسكرية والاشتباكات في مختلف المناطق السورية واستمرار معركة حلب الحاسمة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 115 شخصا، بحسب لجان التنسيق المحلية، معظمهم في حلب ودير الزور.

وتأتي تلك الأحداث بينما أبدى رئيس بعثة المراقبين في سوريا الفريق بابكار جاي قلقه حول العنف المستمر في سوريا، وتحديدا تدهور الوضع بصورة كبيرة في حلب. وحث جاي الأطراف على حماية المدنيين واحترام الالتزامات التي ينص عليها القانون الدولي الإنساني وعدم تعرض المدنيين إلى القصف أو الأسلحة الثقيلة، مطالبا إياهم باتخاذ الخطوات الضرورية من أجل فتح حوار للتخفيف من معاناة المدنيين وإنهاء هذا النزاع.

وعن تفجير مبنى التلفزيون، أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي حدوث إصابات طفيفة في التفجير الذي وقع في الطابق الثالث من مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون بساحة الأمويين وسط دمشق. لكن وكالة «يو بي آي» نقلت عن عاملين أن الانفجار أسفر عن إصابة شخصين ووقوع أضرار كبيرة في المكاتب الإدارية وأستديوهات قناة «نور الشام» ومكاتب قناة «الإخبارية» التي كانت تعرضت لتفجير في الشهر الماضي. مع العلم أن دخول الأشخاص إلى مبنى التلفزيون السوري يخضع لإجراءات أمنية مشددة، ويضم المبنى المكون من خمسة طوابق، مكتب وزير الإعلام وأستديوهات البث الرئيسية والمكاتب الإدارية.

في هذا الإطار، أكد فهد المصري مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الحر بات يسيطر على معظم المناطق الحيوية في ريف حلب وعلى أكثر من 13 حيا في مدينة حلب، بعدما نجح مساء أول من أمس في السيطرة على أحد الحواجز الأمنية بعد اشتباكات استمرت 12 ساعة متواصلة، واستهداف مطار عسكري.

وأكد المصري أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، يدير العمليات في حلب، كما عمد إلى تعيين قائد جديد للعمليات في حمص وآخر في إدلب. وأشار المصري إلى أن النظام يستخدم في حلب أقسى أنواع العنف ويحاول الدخول بالمدرعات والدبابات إلى معقل الثوار في حلب، لكن مقاومتهم الشديدة تمنعه من التقدم.

بدوره صرح الرائد ماهر النعيمي، المتحدث الإعلامي للجيش الحر، عن تطورات كبيرة حدثت خلال الساعات الماضية. وأكد أن الجيش الحر تمكن من السيطرة على مواقع حساسة وصواريخ متطورة، وأن خمس عشرة طائرة مروحية هي في خدمة الجيش الحر بعد انشقاق الطيارين. وكذلك أوضح أن سبعة آلاف عنصر من لواء حوران (درعا) أصبحوا الآن في قلب العاصمة دمشق للمساعدة في تحريرها، وأن انشقاق اللواء المدرع 18 كان له دور كبير في تحطيم قوة الفرقة الرابعة.

وهذا ما أشار إليه المصري، مؤكدا أن الإسناد العسكري من محافظة درعا وتعاون كبار ضباط النظام مع الثورة يشكلان دعما أساسيا واستراتيجيا في معركة تحرير دمشق، مضيفا أن، الخطط باتت جاهزة والثوار ينتظرون الأوامر للتحرك، وحذر المصري النظام السوري بالقول «المراكز السورية الحيوية هي الهدف الأساسي بالنسبة إلينا من الآن فصاعدا، والمفاجآت في الأيام المقبلة ستكون أكبر.. وعلى داعمي النظام أن ينتظروا نبأ اغتيال بشار الأسد».

من ناحيته، اتهم المجلس الوطني السوري نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب مجزرة أوقعت نحو أربعين قتيلا و120 جريحا في بلدة «حربنفسه» في ريف حماة، معتبرا أن ذلك يتم في إطار سياسة «تهجير طائفي واضحة المعالم». كما لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن بلدة «حربنفسه» تعرضت للقصف بالأسلحة الثقيلة قبل أن يتم اقتحامها، مؤكدا أن «شبيحة» من قرى مجاورة شاركوا الجيش في قتل السكان الفارين بالأسلحة النارية والبيضاء. وفي مجريات معركة حلب الحاسمة، واصل الجيش السوري قصف أحياء في حلب بينها صلاح الدين بالأسلحة الثقيلة، في محاولة لإجلاء مقاتلي الجيش الحر الذين واصلوا من جهتهم التصدي لمحاولات الاقتحام للأحياء التي تخضع لسيطرته.

ومن جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين قتلى أمس في حلب قائد كتيبة للثوار لقي حتفه في اشتباك بحي صلاح الدين الذي لا يزال تحت سيطرة الجيش الحر منذ بدء المعارك قبل أسبوعين.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن القصف في حلب أدى إلى تدمير بناء من ثلاثة طوابق ووفاة عائلتين بأكملهما في حي الصاخور، مع استمرار الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في ثكنة هنانو العسكرية في حي العرقوب. وتحدثت حكومة دمشق من جهتها عن مقتل واستسلام عشرات «الإرهابيين» في معارك حلب، التي تقول إنها حشدت لها أكثر من عشرين ألف جندي.

وفي غضون ذلك، تناقلت مصادر من المعارضة السورية نبأ تمكن عدد من الثوار من إسقاط مروحية عسكرية بالقرب من مطار عسكري في مدينة حلب شمال البلاد. وقال الناشط السوري أبو عمر الحلبي لوكالة الأنباء الألمانية إن «الثوار أسقطوا مروحية تابعة للجيش النظامي كانت تحاول أن تقصف مناطق في ضواحي حلب».

وفي دمشق، نفذت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين، حيث يفرض حصارا على سكانه، بينما سمع أصوات إطلاق نار في منطقة الشعلان وقدوم تعزيزات إليها، بحسب لجان التنسيق المحلية.

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد أنه قتل خمسة عناصر من الجيش الحر إثر كمين نصبته لهم القوات النظامية قرب بلدة حران العواميد واختطفت جثامينهم بحسب نشطاء من المنطقة. بينما حاولت أعداد كبيرة من قوات الأمن والشبيحة اقتحام معضمية الشام، بالتزامن مع قصف عنيف بقذائف الهاون وتخوف الأهالي من ارتكاب مجازر جديدة في المدينة المنكوبة.

كذلك، أشار اتحاد التنسيقيات إلى قصف غير مسبوق تعرضت له مدينة الزبداني بمعدل 4 قذائف بالدقيقة الواحدة؛ حيث تغطت المدينة مع سهلها بسحابة دخان، وتزامن ذلك مع تحليق للطيران الحربي واستخدامه للرشاشات الثقيلة في استهداف أحياء الزبداني وأنباء عن سقوط عشرات الجرحى حتى الآن.

وفي دير الزور تعرض حي الجبيلة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية بينما قتل ثلاثة مواطنين بينهم سيدتان جراء القصف على حي الصناعة كما دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في شارع فؤاد وبالقرب من التموين. أما في حمص، فطال القصف بالهاون والقذائف الجزأين الغربي والجنوبي من حي دير بعلبة.

أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي يدعون إلى تقديم مساعدة عسكرية للمعارضة في سوريا

الجيش الحر يؤكد لـ«الشرق الأوسط» عدم حصوله على أي سلاح من الخارج

بيروت: بولا أسطيح

دعا ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي البارزين إلى تقديم المساعدة العسكرية المباشرة إلى المتمردين السوريين بما في ذلك استخدام القوة الجوية الأميركية لحماية المناطق التي يسيطر عليها المتمردون داخل سوريا. في الوقت الذي أكد فيه الجيش السوري الحر عدم حصوله وحتى اللحظة على أي سلاح من خارج سوريا.

وقال السيناتور جون ماكين والسيناتور جوزيف ليبرمان والسيناتور ليندسي غراهام في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أمس إنهم يدركون مخاطر زيادة التدخل الأميركي في النزاع في سوريا. إلا أنهم قالوا: إن «عدم التحرك يحمل مخاطر أكبر على الولايات المتحدة من حيث الخسائر في الأرواح وإضاعة الفرص الاستراتيجية والتفريط بالمبادئ».

وقال الثلاثة إنه ينبغي على الولايات المتحدة أن توفر المساعدة «بشكل مباشر ومفتوح» إلى المعارضة المسلحة، بما في ذلك تقديم الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية والتدريب لها. وأضافوا: «مهما كانت المخاطر المترتبة على ذلك، فإنها أقل بكثير من مخاطر الجلوس دون حراك وتمني أن تسير الأمور على ما يرام».

وأضافوا أن «ذلك لا يتطلب نشر أي جنود أميركيين على الأرض، ولكن سيشمل استخداما محدودا لقواتنا الجوية وغيرها من القدرات التي تنفرد بها الولايات المتحدة»، إلا أنهم لم يكشفوا عن المقصود بتلك القدرات.

وحذروا من أن تردد الولايات المتحدة في تقديم المساعدة للمتمردين يجعل الكثير في الشرق الأوسط يعتقدون أنها توافق على ما يتعرض له المدنيون العرب والمسلمون من عمليات قتل. وتأتي تلك التصريحات الأميركية في الوقت الذي شهد إعلان عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري بسمة قضماني أن دولا عربية وأجنبية تزود المعارضة السورية بالأسلحة، وهو ما أثار جملة من ردود الفعل في الداخل السوري والخارج؛ في ظل تأكيد الجيش السوري الحر عدم حصوله «وحتى اللحظة» على أي سلاح من خارج سوريا.

وقالت قضماني، في تصريح لإذاعة «أوروبا الأولى» في باريس، إن دولا عربية وأجنبية تزود المعارضة السورية بالأسلحة، مشيرة إلى أن «الثوار على الأرض يبحثون جاهدين عن أسلحة من أي مكان»، وأضافت أنه «مع الحصول على بعض المبالغ ستسعى المعارضة المسلحة عبر السوق السوداء، بجميع الوسائل للتزود بما يمكنها، للعثور على السلاح»، معتبرة أن «انتظار الحل العسكري أمر كارثي اليوم».

بالمقابل، جزم عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أحمد رمضان أن عملية تسليح الجيش الحر تعتمد على مصادر داخلية؛ إن كان عبر الغنائم التي يسيطر عليها الثوار خلال معاركهم أو من خلال شراء أسلحة داخلية، كما عبر سيطرة عدد من الضباط المنشقين على مخازن للسلاح كانوا قيمين عليها قبل انشقاقهم، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن المجلس الوطني يقوم بالمساعدة من خلال إمداد لوجيستي للثوار عبر وسائل خاصة، وبحكم علاقاته ونشاطاته، وليس من خلال دول على صعيد رسمي».

وأشار رمضان إلى أن «ما يطلبه المجلس الوطني من الدول اليوم ليس تأمين السلاح، بل السماح بتمريره.. باعتبار أنه يمكن تأمينه من خلال شركات خاصة».

وبينما أكد نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي عدم حصول الجيش الحر، وحتى اللحظة، على أي سلاح من خارج سوريا، أوضح أن «كل ما يصل عبارة عن هبات مالية من أشخاص خليجيين ومن سوريين مغتربين وليس على مستوى دولي»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن من خلال هذه الأموال نشتري بعض الأسلحة المحدودة كما ونوعا من شبكات التهريب المنتشرة في كل دول العالم».

بدوره، أكد الرائد المنشق ماهر النعيمي أن دولا أوروبية عرضت مالا وسلاحا على الجيش الحر، لكن الجيش رفض لأنه لم يعد بحاجة. وأضاف: «فقد حصلنا على الدعم اللازم، وعليه ننتظر بشائر النصر في هذه الأيام المباركة.. وما تحرير معظم مناطق حلب إلا بشارة من بشائر النصر».

ليل الرعب في العاصمة.. وأهل الشام يحللون «لغة الرصاص»

انشقاق حجاب يخترق تجهم الأيام الدمشقية بعاصفة من النكات

لندن: «الشرق الأوسط»

نجح نبأ انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب المفاجئ في اختراق الأجواء المتجهمة في العاصمة دمشق، فرغم ارتفاع معدل كثافة التواجد العسكري والأمني في الشوارع، وزيادة عدد الحواجز الإسمنتية على مداخل الحارات المحيطة بالقصر الجمهوري في المهاجرين وتجمع سيارات الإسعاف والحافلات والسيارات في محيط المقار الأمنية، فإن الابتسامة ارتسمت على وجوه السوريين المصابين بالملل والكآبة من حالة الترقب والرعب التي طالت كثيرا.

أمين، وهو ناشط يسكن في الصالحية قريبا من أحد أكبر المقرات الأمنية، قال: إنهم استفاقوا يوم أمس على «انتشار عشرات حافلات 24 راكبا المعروفة بباصات الأمن وسيارات ستيشن وسيارات إسعاف، وعشرات الجنود وعناصر الأم بالعتاد الكامل بدت وجوههم عابسة، وكأنما مصيبة حلت بهم».. وجاء ذلك في غضون استمرار حملة المداهمات منذ يوم الخميس الماضي في الأحياء الممتدة على سفح قاسيون (الصالحية العليا)، مثل ركن الدين، الشيخ محي الدين، الشيخ إبراهيم، المهاجرين، العفيف، والجسر الأبيض، والطلياني.

بالإضافة إلى ذلك عاشت تلك الأحياء «حالة توتر جراء الإطلاق المدفعي من جبل قاسيون باتجاه جوبر وعين ترما وقدسيا والهامة»، بحسب ما قاله السكان.

أبو محمد، من سكان المهاجرين (شمسية)، قال: «إن أهل سكان الجبل لم يعد يرعبهم صوت الإطلاق المدفعي، لقد حصل ذلك في البداية.. لكنهم باتوا الآن يصعدون إلى الأسطح لمعرفة أين تلقى القذائف المارة من فوق رؤوسهم». ويسخر من زوجته أم محمد التي «لا تكل ولا تمل من صعود السلم والنزول كل يوم عشرات المرات لمراقبة حركة القصف والانفجارات في المدينة، حتى أنها أصيبت بألم في الساقين والمفاصل»، ويصفها بأنها «تارة كمتنبئ الأحوال الجوية، وتارة أخرى كمعلق رياضي» حتى أنها – كسائر السوريين – اكتسبت خبرة في ترجمة أصوات إطلاق النار.. «فتقول هذا صوت إطلاق مدفعي من قاسيون من جهة ركن الدين وذاهب باتجاه جوبر، وذاك صوت مدفع من جانب الجندي المجهول باتجاه قدسيا، أما إطلاق النار فهو آت من منطقة الحرش وهكذا. وعندما تلتبس عليها الأصوات، تهرع إلى الهاتف لتسأل معارفها في المناطق الأخرى عن الأوضاع عندهم وعما إذا كانوا يسمعون ما تسمعه من أصوات».

وبينما تلك هي حال أبو محمد وزوجته، وضع شباب حماصنة قائمة بمصطلحات صوتية للتعريف بطبيعة إطلاق النار، فيقولون مثلا صوت «دج ج ج» للتعبير عن قذيف مدفع.. أما «بوووووووووبم» فتستخدم للانفجار، وهي تختلف عن «بوووووووووووووف» التي هي تعبير عن سقوط صاروخ. وللرصاصات يستخدمون «طق طق طق»، و«بوووووو بوووو» لرشاش «بي كي سي»، إضافة إلى «بف بف بف» للتعبير عن الـ«آر بي جي».

في زحمة ترجمة الأصوات يتبدد الوقت ويقل الخوف والقلق، ويشير أبو محمد إلى أن «يوم السبت كان حافلا منذ الصباح، حتى أن أم محمد لم تجد وقتا لتحضير طعام الإفطار».

ويصف أمين في حديث لـ«الشرق الأوسط» أصوات الإطلاق المدفعي يومي الجمعة والسبت بأنها كانت تهز المهاجرين ويسمع صداها في كل المدينة، إلا أن يومي الأحد والاثنين كانا هادئين نسبيا، لكن الانتشار الأمني في الشوارع والأحياء «كثيف جدا».

في البداية اعتقد البعض أن المداهمات الجارية في حيي المهاجرين وركن الدين على سفح قاسيون هي السبب، أو ربما التفجير الذي حصل داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون، علما بأن المداهمات باتت أمرا اعتياديا كما أن الانفجار في التلفزيون كان صغيرا جدا، ولم ينشغل به سوى وسائل الإعلام الرسمية، حيث لم تحدث أي أضرار تذكر.

لكن سرعان ما اتجهت الأنظار نحو نبأ انشقاق رياض حجاب رئيس الوزراء ووزيرين وثلاث ضباط لم يكشف عنهم، والذي نزل كالصاعقة على مؤيدي النظام، بينما تنسم منه المعارضون مؤشرا عن قرب الانفراج وسقوط النظام، لتهب مع النبأ عاصفة من النكات والتعليقات الساخرة، خلخلت حالة الكمد العامة جراء الاستنفار الأمني الشديد وسماع أصوات إطلاق النار وأبواق سيارات الإسعاف. وعودة سيارات الشبيحة والمؤيدين للنظام إلى الانطلاق في الشوارع بسرعة كبيرة مع أغاني وهتافات التأييد للرئيس الأسد.

وكتب المعارض فايز سارة على صفحته في موقع «فيس بوك» معلقا على انشقاق حجاب «صرنا سفور وبلا حجاب».. واستهزأ ناشط معارض آخر «بعد الحجاب قرر النظام أن يحارب… بالبكيني»، بينما تساءل آخر «لو أعرف الشيخ المندس اللي كتب له هذا الـ(حجاب) لأبي رقبة!!!»، وأبو رقبة هي إشارة يقصد بها الأسد.

من جانبه عبر الناشط أمين عن فرحه بانشقاق رئيس الوزراء باعتباره «صفعة لنظام ليس لديه أي مقدسات»، وقال: إن «الشبيحة يقومون باستفزاز سكان دمشق بكل وقاحة وصلافة، ويوم أمس قام الشبيحة المنتشرون في شارعنا الواقع ضمن سوق تجاري مكتظ بالناس في منطقة محافظة بتناول الطعام والشراب وسط الشارع دون أي مراعاة لمشاعر الصائمين والشهر الكريم».

واستدرك أمين بالإشارة إلى أن الجنود المنتشرين على الحواجز في محيط المدينة وفي المناطق الخطرة لا يقومون بما يقوم به الشبيحة، بل تراهم «خائفين ومرهقين وجائعين وعيونهم بالكاد تفتح بسبب قلة النوم والقلق، كأنما يتعمد النظام ترك المساكين من جنوده في مرمى نيران الجيش الحر؛ أما الشبيحة فينتشرون في الأحياء المحافظة والراقية ليستفزوا الناس مع أن الخوف يقض مضاجعهم».

ويتوقف أمين عند حادثة مضحكة ومبكية جرت قبل أيام، وتشير إلى حجم الرعب عند النظام وشبيحته. ويقول إن جيرانا له «شعروا بالملل من البقاء الطويل في المنزل، فقرروا التنزه بالصعود إلى سطح البناء، وكانت الشمس لا تزال حادة فقاموا بنشر حصيرة كستارة من أشعة الشمس ورشو الماء لترطيب الجو. وبينما هم يقومون بذلك بدأت طائرة مروحية تحوم فوقهم، ولم يعيروا لها انتباههم باعتباره شيئا اعتياديا.. لكن بعد قليل فوجئوا بعشرات الجنود يحاصرون البناء، ويطلبون من جميع الرجال النزول بصمت وإحضار بطاقاتهم الشخصية لتسليم أنفسهم!!». ويضحك أمين شارحا كيف أمضى الرجال عدة ساعات «يشرحون للجنود ما كانوا يقومون به، ويوضحون أن الستارة ليست سوى حصيرة لدرء حر الشمس، وليست ساترا لإطلاق النار».

لذلك يقول أمين إن «نبأ انشقاق رئيس الوزراء نزل بردا وسلاما»، رغم «المخاوف من رد فعل النظام واحتمال ازدياد جنونه والقيام بمزيد من العنف والقصف». أما دينا، فهي سيدة من أصول حلبية تعيش في حي القصور القريب من ملعب العباسيين، حيث يوجد أكبر تجمع للشبيحة وقوات الأمن ومقر المخابرات الجوية، وهو أحد أكبر وأخطر الأجهزة الأمنية السورية.

وتقول دينا إن حي العباسيين ومحيطه تحول إلى «ثكنة عسكرية منذ نحو عام، وكل الطرق المحيطة به مغلقة بحواجز إسمنتية»، وتضيف أن «كل يوم نحن على موعد مع مسلسل الليل المرعب، فما أن تصل الساعة إلى العاشرة ليلا حتى تبدأ أصوات إطلاق النار والاشتباكات والقصف المدفعي، وذلك حتى ساعات الصباح.. وتمتد الأصوات من العباسيين إلى القصور إلى حي التجارة والعدوي». وتشير إلى أنه يوم السبت «انفجرت قنبلتان صوتيتان في حي العباسيين حيث يسكن شقيقها، وتسببت بمقتل شخص فر مع أولاده من بلدة عربين القريبة إلى منزل أهله في العباسيين، حيث سقطت القنبلة عليه مباشرة وأصابت أطفاله بجروح».

وتلفت دينا إلى أن هذه الحوادث «تحصل عادة في أوقات غير متوقعة.. فقد سقطت القنبلة قبيل موعد الإفطار تماما، وهي اللحظة التي تكون فيها المدينة قد بدأت تدخل في حالة سكون تام».. وتؤكد بسخرية: «اعتدنا على المفاجآت حتى لم نعد نفاجأ، بل صار الهدوء يرعبنا.. وصباح أمس كان هادئا، صرت وعائلتي نطلب من الله أن يسترنا من هذا الهدوء المريب».. وعندما «ذاع نبأ انشقاق حجاب تنفسنا الصعداء ونحن نضع أيدينا على قلوبنا متوجسين من القادم».

رياض حجاب “عديل” ماهر الأسد وكان يخطط للهرب منذ توليه رئاسة الحكومة

قالت مصادر سورية لـ”الشفاف” أن رئيس الحكومة المنشق كان معروفاً كشخص “شغّيل” و”تكنوقراطي”، والأهم فهو كان عديل ماهر الأسد المتزوّج من سيدة من دير الزور التي ينتمي لها رياض حجاب.

تلا محمد عطر المتحدث باسم رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، في تصريح لوكالة قناة “الجزيرة” بيانا باسم حجاب، يؤكد فيه انشقاقه وانضمامه الى المعارضة السورية. وقال عطر إن حجاب الذي تم تعيينه في منصب رئيس الوزراء في مطلع يونيو/حزيران الماضي، كان يخطط للانشقاق منذ الأيام الأولى من توليه رئاسة الحكومة.

وجاء في البيان أن حجاب يتوجه بهذه الرسالة الى الشعب السوري في هذا الوقت العصيب الذي تمر به سورية. وأشار الى أن النظام قام “باقصى جرائم الابادة والقتل البربري ضد شعب أعزل طالب في العيش الكريم الحر الذي تناله كل شعوب المنطقة”. وأكد حجاب في البيان انشقاقه عن “نظام القتل والإرهاب” وانضمامه الى صفوف “ثورة الحرية والكرامة”. وتابع البيان أن حجاب من هذا اليوم يعتبر نفسه جنديا من جنود الثورة.

وأكد عطر في تصريحه لقناة “الجزيرة” أن عملية الانشقاق خطط لها منذ اكثر من شهرين ليتم ايصال رئيس الوزراء السوري الذي انحاز الى الثورة منذ بدايتها الى مكان آمن. وأوضح النظام خيّر حجاب بين أن يقتل، أو ان يقبل بهذا المنصب، وهذا بعد استفتاء نظمته القنوات السورية الرسمية عبر مواقع الكترونية أظهر ان حجاب يتمتع بشعبية كبيرة.

وتابع عطر أنه لم يكن أمام حجاب الا أن يقبل بالمنصب، لكنه أخذ على عاتقه أن يكون هو من يقلب للنظام ظهر المجن وأن يقسم ظهره. وذكر أن رئيس الوزراء منذ الايام الأول بدأ بتخطيط كيف سينشق، مشددا على أن هذه الخطوة تعتبر أعلى انشقاق سياسي وعسكري في البلاد، علما بأن رئيس الوزراء هو ثاني اكبر شخصية في الدول.

وأشار الى ان الترتيب تم مع الجيش الحر لكي يقوم بتأمين رياض حجاب الى مكان آمن يعلن فيه انشقاقه. وأكد أن رئيس الوزراء المنشق موجود حاليا في مكان آمن وفي أيدي آمينة هو وعائلته. وتابع أن هناك 10 عوائل 8 منها هم اشقاء رياض حجاب وأختيه واولادهم وقد وصلوا الى بر الامان، منهم كانوا يشغلون مناصب في الدولة السورية في مناصب وزارة النفط والبيئة وغيرها. وسوف يطل حجاب قريبا لكي يقول بلسانه ويعبر عن مشاعره شخصيا.

ولفت الى ان رياض حجاب ينحدر من دير الزور اي اهل العشائر والنخوة وهو ابن عشيرة السخنة وهذه العشيرة من العشائر المعتبرة في دير الزور ولا يمكنها ان تقف مع “هذا النظام المجرم” الذي يقصف المدينة منذ 45 بالمدفعية الثقيلة.

واعتبر ان انشقاق رئيس الوزراء ليس نهاية هذا النظام انما بداية بناء نظام جديد.

وقال: “معلوماتنا بان النظام السوري متهالك وساقط لا محالة وهو يراهن على القتل، وكل الوزراء يريدون ان ينشقوا لكن المسدس في رقباتهم”.

بيروت (رويترز) – قال متحدث باسم رئيس الوزراء السوري السابق يوم الاثنين في بيان بثته قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية ان رياض حجاب انشق عن حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وانه انضم الى المعارضة.

وقال حجاب في بيان تلاه المتحدث باسمه “أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والارهاب واعلن انضمامي لصفوف ثورة الحرية والكرامة واعلن اني من اليوم جندي من جنود هذه الثورة المباركة.”

اعلن التلفزيون السوري الرسمي يوم الاثنين اقالة رئيس مجلس الوزراء رياض حجاب من منصبه, وذلك بعد اقل من شهرين على تعينه, وتكليف نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الادارة المحلية تسيير اعمال الحكومة مؤقتا.

وكان الرئيس بشار الأسد، اصدر في 23 حزيران الماضي، مرسوما يقضي بتشكيل الحكومة السورية الجديدة برئاسة الدكتور رياض حجاب، خلفا لحكومة عادل سفر.

ولم يذكر التلفزيون السوري اسباب اقالة حجاب من منصبه.

وشغل حجاب منصب وزير الزراعة والاصلاح الزراعي في حكومة عادل سفر, قبل تعينه بمنصب رئيس الوزراء. يشار الى ان رياض حجاب هو من مواليد محافظة دير الزور عام 1966، ويحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية, تولى حجاب مهمة عضو قيادة فرع الحزب منذ عام 1998 وحتى 2004 إضافة إلى رئاسة فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية بدير الزور منذ عام 1989 ولغاية 1998. كما تولى مهمة أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور منذ عام 2004 ثم تولّى مهمة محافظ القنيطرة عام 2008 وفي عام 2011 انتقل إلى اللاذقية كمحافظ, وذلك قبل ان يتسلم وزارة الزراعة.

سيريانيوز

176 قتيلا بسوريا والمراقبون يغادرون حلب

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 176 شخصا قتلوا أمس في سوريا معظمهم في حلب وريف دمشق ودير الزور. من جهة أخرى ونتيجة لاستمرار المواجهات بين الجيشين النظامي والحر بحلب، أعلنت الأمم المتحدة مغادرة المراقبين الدوليين للمدينة متجهين نحو العاصمة دمشق.

فقد ذكرت الشبكة السورية أن بين القتلى عشرة قضوا في حي الصاخور بحلب نتيجة قصف الجيش النظامي بالمروحيات مبنيين سكنيين تهدما على سكانهما. وعثر في حي الخالدية على تسع جثث قال الناشطون إنها لأفراد في فرع المخابرات الجوية بحلب.

وقالت الهيئة العامة للثورة إنه عثر على 13 جثة لأشخاص أعدموا ميدانيا في حي الخالدية بحلب.

وقال مراسل الجزيرة في حلب أحمد زيدان إن الجيش السوري الحر أسقط مروحية عسكرية قرب مطار النيرب العسكري في المدينة، وسيطر على حاجز الإنذار العسكري الإستراتيجي بعد معارك مع الجيش النظامي استمرت 12 ساعة.

كما واصل الجيش السوري اليوم قصف أحياء في حلب -بينها صلاح الدين- بالأسلحة الثقيلة، في محاولة لطرد مقاتلي الجيش الحر الذين واصلوا من جهتهم التصدي لمحاولات اقتحام الأحياء التي تخضع لسيطرته.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص أمس في القصف والاشتباكات بحلب. وقال إن بين القتلى قائد كتيبة للثوار لقي حتفه في اشتباك بحي صلاح الدين الذي ما زال صامدا أمام الجيش السوري في اليوم الـ18 من بدء القتال في المدينة.

وتمكنت كتائب الجيش السوري الحر من السيطرة على حاجز الإنذارات بعد معركة استخدم فيها الجيش السوري طائرات ميغ 21، وتعرض مستشفى ميداني في حي الشعار لقصف بطائرات حربية أوقع عدة إصابات.

وتحدثت دمشق من جهتها عن مقتل واستسلام عشرات “الإرهابيين” في معارك حلب التي تقول إنها حشدت لها أكثر من عشرين ألف جندي.

المراقبون يغادرون

على صعيد متصل، عاد المراقبون الأمميون البالغ عددهم عشرين إلى المقر العام لبعثة الأمم المتحدة بدمشق بعد أن كانوا قد تمركزوا في حلب في نهاية الأسبوع.

وقالت المتحدثة باسم قسم عمليات حفظ السلام جوزفين غويريرو إن “الأمر يتعلق بنقل مؤقت بسبب تدهور الشروط الأمنية”.

وعلق المراقبون معظم عملياتهم منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي وتقلص عددهم إلى النصف أي إلى 150 مراقبا فقط في يوليو/تموز.

وقبل خطوة المغادرة، دعا رئيس بعثة المراقبين في سوريا بابكار جاي أطراف النزاع في معركة حلب إلى حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني.

وقال في بيان له “إنني قلق للغاية من العنف المستمر في سوريا وتحديدا تدهور الوضع بصورة كبيرة في حلب والأثر الذي يتركه هذا على المدنيين”.

وأضاف “أحث من هنا الأطراف على حماية المدنيين واحترام الالتزامات التي ينص عليها القانون الدولي الإنساني” مشددا على أنه لا يجب “تعريض المدنيين للقصف أو الأسلحة الثقيلة”.

يشار إلى أن حلب هي من القواعد الأربع التي انتشر فيها المراقبون في سوريا منذ أبريل/نيسان الماضي، وتوجد المكاتب الأخرى التي فتحتها بعثة الأمم المتحدة في دير الزور وحمص وضاحية دمشق.

المساعدات للناشطين

وأمام تدهور الوضع الميداني في عدد من مناطق سوريا، دعا المجلس الوطني السوري المعارض دول مجموعة أصدقاء سوريا إلى إيصال مساعداتها الإنسانية عبر شبكات الناشطين المحليين، كونهم يستطيعون وحدهم نقلها إلى السكان.

وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس بسمة قضماني في بيان لها “رغم التزام واستنفار دول أصدقاء الشعب السوري، تبقى المساعدة الإنسانية الدولية غير كافية في ظل تزايد الحاجات بشكل استثنائي في الأسابيع الأخيرة”.

وأضافت “أكثر من أي وقت، ينبغي أن تسلك المساعدة الإنسانية طريق الشبكات المحلية غير الرسمية لناشطي الثورة، فهم وحدهم قادرون على إيصالها بفاعلية إلى السكان. إن النظام يستولي على المساعدة الإنسانية التي تصل إلى الشبكات التي يسيطر عليها ويمنع وصولها إلى بعض المناطق”.

وتابعت قضماني “لقد تم إثبات فاعلية تلك الشبكات، وقد تميزت فرنسا خصوصا بالثقة التي منحتها لهؤلاء الناشطين المحليين. إننا نشجع الدول الأخرى الصديقة لسوريا على أن تحذو حذوها”.

واشنطن: أيام الأسد معدودة

                                            بعد انشقاق حجاب

قالت الولايات المتحدة الأميركية إن انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب يكشف أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد “فقد السيطرة” على البلاد وأن أيامه “باتت معدودة”.

فقد قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض توني فيتور إن “المعلومات التي تفيد بأن مسؤولين كبارا في نظام الأسد، بينهم رئيس الحكومة رياض حجاب قد انشقوا، هي إشارة جديدة على أن الأسد فقد السيطرة على سوريا”.

وأضاف المسؤول الأميركي “من البدهي القول إن هذه الانشقاقات تطول اليوم أعلى مستويات الحكومة السورية وتكشف أن السوريين يعتقدون أن أيام الأسد باتت معدودة”.

وتابع فيتور “الطريقة الأسرع لوضع حد لحمام الدم ولعذابات السوريين هي في إقرار الأسد بأن السوريين لن يسمحوا له بالبقاء في السلطة”.

من ناحيته، أشاد مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل بهذه الانشقاقات، وقال إنها دليل على أن “النظام ينهار ويفقد سيطرته”.

وأضاف “نشجع أشخاصا آخرين على الانضمام إليهم، ورفض الأعمال الوحشية التي يقوم بها نظام الأسد والمساعدة على تحديد طريق جديد لسوريا يكون سلميا وديمقراطيا، كاملا وعادلا”.

وفي تفاصيل الانشقاق الذي يعد الأهم سياسيا منذ اندلاع الثورة السورية، قال محمد عطري المتحدث باسم رئيس الوزراء السوري المنشق -الذي وصل إلى الأراضي الأردنية بعد تأمين خروج عائلته وعوائل أشقائه- في تصريحات للجزيرة إن حجاب أعلن انشقاقه عن نظام الأسد وانضمامه إلى صفوف الثورة السورية.

ساعة الصفر

وأوضح أن عملية فرار رئيس الوزراء إلى الأردن أشرف عليها الجيش السوري الحر، وأن عشر أسر رافقته بينها أسر أشقائه الثمانية ومنهم مسؤولون في وزارتي النفط والبيئة.

وقال عطري لمراسل الجزيرة نت بعمان إنه كان من المفترض أن تتم عملية الانشقاق قبل ثلاثة أسابيع، إلا أن تفجير مقر الأمن القومي في دمشق الشهر الماضي أخر تاريخ الانشقاق

وأضاف أن عملية نقل حجاب بدأت بقطع كل اتصالاته بالنظام السوري منذ الأحد وتأمين خروجه برفقة مسلحين من الجيش السوري الحر إلى أن وصل إلى المنطقة الآمنة, وأكد أن ساعة الصفر كانت نقل رئيس الوزراء برفقة عائلته وتسع عائلات هي عائلات أشقائه وشقيقتيه من المنطقة الآمنة باتجاه دولة مجاورة (الأردن).

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر إعلامية أن رئيس الوزراء المنشق سيغادر الأراضي الأردنية متوجها نحو قطر.

تقليل سوري

في الأثناء قللت الحكومة السورية من أهمية استقالة حجاب، وقال وزير الإعلام عمران الزعبي إن الانشقاقات لن يكون لها تأثير يذكر على سياسة النظام السوري، فيما اعتبر اعترافا ضمنيا من النظام السوري بانشقاق رياض حجاب.

وأضاف الزعبي في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن “سوريا دولة مؤسسات، وانشقاق الأشخاص مهما كان ترتيبهم في السلطة لن يغير شيئا في سياسة الدولة”.

وقال وزير الإعلام إن مجلس الوزراء اجتمع الاثنين برئاسة رئيس الوزراء المؤقت عمر قلاونجي في جلسة قصيرة حضرها جميع الوزراء, وأضاف للتلفزيون السوري -الذي نقل تغطية لوقائع الجلسة- أن “لا صحة للأخبار التي راجت حول انشقاق وزيرين من الحكومة”.

وكان التلفزيون السوري قد أعلن في وقت سابق اليوم نبأ إقالة حجاب من منصبه دون ذكر مزيد من التفاصيل، ثم أعلن في وقت لاحق أن الرئيس بشار الأسد عين نائب رئيس الوزراء عمر قلاونجي بمهمة تسيير أعمال الحكومة.

أحمدي نجاد يحضر اجتماع منظمة التعاون بالسعودية

اجتماع دولي في طهران بشأن سوريا

                                            تستضيف طهران الخميس المقبل اجتماعا وزاريا  للدول التي لها “موقف واقعي” من سوريا، في وقت يحضر فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قمة منظمة التعاون الإسلامي بالسعودية منتصف الشهر الجاري والتي من المتوقع  أن تركز على سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) عن حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية أن طهران ستنظم اجتماعا تشاوريا بشأن سوريا بحضور عدد من الدول التي لديها “موقف مبدئي وواقعي بشأن سوريا” مؤكدا مشاركة عشر دول على الأقل لكن دون الإفصاح عن أسمائها.

وقال إن بلاده تعتقد أن الوقف التام للعنف والحوار الوطني هما الحل للسيطرة على الأزمة في سوريا، و”إيران تنظم هذا الاجتماع لهذا الهدف”.

وتساءل عبد اللهيان عن أسباب دعم الولايات المتحدة وغيرها من الدول إرسال أسلحة ثقيلة إلى المعارضة السورية بينما “نشهد وجود القاعدة وارتفاع وتيرة الأعمال الإرهابية والعنيفة في سوريا”.

واتهمت إيران مرات عدة كلا من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر بتقديم الدعم العسكري للثورة السورية، بالمقابل تنفي المزاعم الأميركية بتوفير المساعدة العسكرية للنظام.

أحمدي نجاد بالسعودية

وفي طهران أيضا أكد متحدث باسم مكتب الرئاسة الإيرانية اليوم لوكالة الأنباء الإيرانية (فارس) قبول أحمدي نجاد دعوة ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي غير العادية في مكة المكرمة يومي 14 و15 من الشهر الجاري.

وأشار الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو إلى أن القمة ستبحث الوضع في سوريا وأوضاع المسلمين في ميانمار.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست قوله في الآونة الأخيرة إنه على منظمة التعاون الإسلامي التركيز على اضطرابات البحرين.

وتصاعدت التوترات بين طهران والرياض بشأن مواقفهما المتناقضة من الثورات التي تشهدها المنطقة. ويتهم المسؤولون بالسعودية، إيران، بإذكاء ما يرون أنه اضطرابات طائفية بالمنطقة، وعبرت طهران عن تأييدها للاحتجاجات في البحرين.

وتختلف القوتان الإقليميتان أيضا بشأن الانتفاضة في سوريا، ففي الوقت الذي تدعم فيه طهران النظام السوري فإن الرياض تدعم المعارضة.

وأيدت إيران بقوة جهود الأسد لقمع الانتفاضة وأغضبت القوى الغربية ودولا في المنطقة بتشجيع الصراع في سوريا بإرسال مقاتلين وأسلحة لمساعدة النظام.

وكانت وسائل إعلام إيرانية نقلت عن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان علاء الدين بوروغيردي عدم ترجيحه أن تثمر قمة السعودية عن أي نتائج بسبب “مواقف الرياض المعادية لسوريا”.

جليلي بلبنان

في غضون ذلك، بحث الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم مع الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي الوضع في سوريا.

وقال بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية إنه جرى خلال اللقاء عرض  للعلاقات بين البلدين والتطورات بالمنطقة، وخصوصا في سوريا.

وكان جليلي وصل في وقت سابق إلى بيروت في زيارة يبحث خلالها مع المسؤولين اللبنانيين الأوضاع بلبنان والمنطقة لا سيما منها الأوضاع بسوريا.

مساعدات أميركية

في غضون ذلك أكد كل من السناتور جون ماكين والسناتور جوزف ليبرمان والسناتور ليندسي غراهام بمقال نشرته صحيفة واشنطن بوست أن عدم التحرك يحمل مخاطر أكبر على الولايات المتحدة من حيث الخسائر في “الأرواح وإضاعة الفرص الإستراتيجية والتفريط بالمبادئ” رغم إدراكهم مخاطر زيادة التدخل الأميركي في النزاع بسوريا.

وقال الثلاثة إن على الولايات المتحدة توفير المساعدة “بشكل مباشر ومفتوح” إلى المعارضة المسلحة بما في ذلك تقديم الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية والتدريب لها.

وأضافوا أن “ذلك لا يتطلب نشر جنود أميركيين على الأرض، ولكن سيشمل استخداما محدودا لقواتنا الجوية وغيرها من القدرات التي تنفرد بها الولايات المتحدة” إلا أنهم لم يكشفوا عن المقصود بتلك القدرات.

وحذروا من أن تردد الولايات المتحدة في تقديم المساعدة للمعارضة يجعل العديد في الشرق الأوسط يعتقدون أنها توافق على ما يتعرض له المدنيون العرب والمسلمون من عمليات قتل.

قصة انشقاق حجاب وخروجه من سوريا

                                            محمد النجار-عمّان

روى نشطاء سوريون للجزيرة نت تفاصيل انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب في عملية قالوا إنها مستمرة منذ عدة أشهر، وإن عملية الانشقاق التي تمت اليوم الاثنين كان يفترض أن تتم قبل ثلاثة أسابيع، إلا أنها تأجلت بعد تفجيرات دمشق التي أودت بحياة عدد من المسؤولين السوريين.

وقال محمد عطري الذي تلا بيان انشقاق حجاب للجزيرة نت إن رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب وعائلته يؤيدون الثورة السورية منذ بدايتها, مضيفا أن حجاب كان يرتب للانضمام لصفوف الثورة قبل أن يعينه الرئيس السوري بشار الأسد رئيسا للحكومة السورية في السادس من يونيو/حزيران الماضي.

وتابع عطري: “حجاب تفاجأ باستدعائه من قبل بشار الأسد في يوليو/حزيران الماضي وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، وكان يتخوف من أن رفضه للأمر قد يؤدي للانتقام منه ومن عائلته”, وقال إن “حجاب قبل تشكيل الحكومة وواصل الاتصالات مع المعارضة والجيش الحر بهدف ترتيب انشقاقه عن النظام السوري, وليكون الانشقاق قاصما لظهر النظام الذي سينشق عنه أعلى مسؤول سياسي سوري منذ بداية الثورة”.

وكشف عطري للجزيرة نت عن أن الاتصالات مع حجاب كانت تتم عبر أحد أشقائه “نظرا لصعوبة الاتصال برئيس وزراء عامل محاط بالأمن والمخابرات، واتصالاته ستكون مراقبة من كافة الأجهزة”.

ترتيب العملية

وقال إنه تم الترتيب لعملية الانشقاق, التي كان من المفترض أن تتم قبل ثلاثة أسابيع، إلا أن تفجير مقر الأمن القومي في دمشق الشهر الماضي والذي قتل فيه وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت وكبار المسؤولين الأمنيين وما رافق العملية من عمليات في دمشق أخر تاريخ الانشقاق.

وأكد عطري أن “الاتصالات مع رئيس الوزراء تواصلت إثر ذلك, وتم تحديد خطة للانشقاق بدأ تنفيذها منذ أول أمس السبت, مشيرا إلى أن الخطة قضت بنقل عائلات رئيس الوزراء وأشقائه السبعة وشقيقتيه منذ السبت الماضي إلى منطقة آمنة.

وأشار إلى أنه جرى استكمال العملية المعقدة بنقل أشقاء رئيس الوزراء المنشق كل على حدة, مع مرافقة مسلحة من الجيش الحر للمنطقة الآمنة أمس الأحد، حيث جرى نقلهم وتأمينهم واحدا تلو الآخر إلى أن جرى جمعهم مع العائلات يوم أمس, لافتا إلى أن معظم أشقاء حجاب -وهو الثاني بالترتيب بينهم- مسؤولون في الحكومة السورية, حيث من بينهم مسؤولان في وزارتي النفط والبيئة.

وقال إن عملية نقل حجاب كانت الأصعب، حيث بدأت العملية بقطع رئيس الوزراء المنشق كافة اتصالاته بالنظام السوري منذ يوم أمس الأحد وتأمين خروجه برفقة مسلحين من الجيش السوري الحر إلى أن وصل إلى المنطقة الآمنة, وأكد أن ساعة الصفر كانت نقل رئيس الوزراء برفقة عائلته وتسع عائلات هي عائلات أشقائه وشقيقتيه من المنطقة الآمنة باتجاه دولة مجاورة (الأردن).

وبحسب عطري فإن عملية إخراج حجاب من سوريا كانت معقدة إلا أنها تمت بهدوء ودون أي مشاكل تذكر, مشددا على أن حجاب سينضم لصفوف الثورة السورية ولن يكون انشقاقه مجرد خروج على النظام بل سيكون جزء من الثورة على نظام بشار الأسد.

ليلة بدرعا

وبحسب ناشطين سوريين من مدينة درعا السورية على الحدود الأردنية، فإن حجاب مكث ليلته الأخيرة في إحدى مناطق محافظة درعا قبل أن ينتقل إلى الأردن, إذ قال ناشط سوري للجزيرة نت إن “حجاب انتقل للأردن صباح اليوم ووصلها وفق خطة معدة مسبقا مع عشر عائلات هي عائلته وعائلات أشقائه وشقيقاته”.

وكشف عن أن النظام السوري قطع الكهرباء والاتصالات والإنترنت عن كافة أجزاء محافظة درعا في مسعى منه على ما يبدو لمنع عملية انشقاق حجاب، حيث كانت شكوكه تتركز على درعا كون الحدود الأردنية هي الأقرب للعاصمة دمشق, مشيرا إلى وصول تعزيزات وعمليات تمشيط واسعة لمنطقة الحدود السورية مع الأردن لإحباط الانشقاق الذي قال الناشط السوري إنه تم بسلاسة ودون أي إشكالات وبعيدا عن أعين النظام السوري.

وأكدت مصادر أردنية للجزيرة نت أن رئيس الوزراء السوري ومن رافقه وصلوا للأردن قبل ظهر اليوم دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل، فيما رفض الناطق باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة التعليق على أنباء الانشقاق أو وصول حجاب للأردن.

وينحدر حجاب من عشيرة (السخاني) من محافظة دير الزور التي تتعرض لقصف وحصار من الجيش النظامي السوري منذ 45 يوما على التوالي.

يذكر أن رئيس فرع المعلومات في الأمن السياسي السوري العقيد يعرب الشرع كان أعلن انشقاقه عن النظام السوري ووصوله للأردن برفقة شقيقه كنان واثنين من الضباط في الجيش السوري.

تجمع لدبلوماسيين منشقين ينضمون للثورة

أعلن تجمع قال إنه يمثل الدبلوماسيين السوريين المنشقين انحيازه إلى المعارضة السورية في مواجهة الرئيس السوري بشار الأسد، ودعا إلى نقل السلطة إلى هيئة “تمثل الشعب السوري”، وحث المزيد من الدبلوماسيين على الانضمام لصفوفه.

 وقال المنسق العام لـ”دبلوماسيين سوريين من أجل دولة مدنية ديمقراطية” حسام حافظ، وهو دبلوماسي انشق عن النظام قبل عشرة أيام، إن التجمع يضم ستة أو سبعة دبلوماسيين سوريين انشقوا وآخرين ما زالوا في مواقعهم. وأضاف في بيان “نؤكد أننا جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ولسنا جزءا من النظام”.

 وعبر التجمع الذي كشف عنه اليوم الاثنين عن اعتقاده بأن الحل الأمني والعسكري الذي انتهجه النظام “لحل مشكلة قانونية مدنية بالدرجة الأولى وسياسية بالدرجة الثانية قد أوصل البلاد إلى الهلاك والدمار”.

وأكد حافظ أن الحكومة السورية استدعت عددا كبيرا من الدبلوماسيين، في تحرك يشي بتوجه إلى “كبح نطاق الانشقاقات في وزارة الخارجية”، وأوضح أن سوريا يكون لها عادة ما بين 350 و400 دبلوماسي في الخارج.

وأضاف أن التجمع يضع خبراته في العلاقات الدولية والمفاوضات وما إلى ذلك تحت تصرف المعارضة السورية. وأشار إلى أن التجمع بدأ كمجموعة من الدبلوماسيين، لكنه يتلقى المزيد والمزيد من الطلبات من موظفين مدنيين آخرين ليكونوا جزءا منه.

وبين حافظ أن التجمع يضم قسمين، “فالبعض أعلن انشقاقه والبعض ما زال في مواقعه وهم في طريقهم للانشقاق أو لم تأتهم الفرصة فيما يبدو لعمل ذلك بعد”.

وذكر التجمع في بيانه أن الجيش السوري الحر الذي يقود مقاتلي المعارضة يعبر عن إرادة الشعب السوري، ودعا إلى انسحاب قوات الجيش السوري من المدن.

وفي أعلى انشقاق لمسؤول مدني من إدارة الأسد حتى الآن، فرّ رئيس الوزراء رياض حجاب من البلاد مع أسرته إلى الأردن وأعلن انشقاقه وانضمامه للثورة وحث المزيد من المسؤولين على أن يحذوا حذوه.

ممثل خامنئي في دمشق للقاء الأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

وصل سعيد جليلي ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي إلى دمشق الثلاثاء للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، كما ذكر التلفزيون الحكومي الإيراني.

وقال التلفزيون على موقعه الإلكتروني إن “جليلي سيلتقي الرئيس بشار الأسد ومسؤولين سوريين كبارا آخرين”، موضحا أن جليلي سيعقد مؤتمرا صحفيا بعد ذلك.

ومن جهة أخرى، صرح دبلوماسي تركي لوكالة “فرانس برس” أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي سيقوم بزيارة قصيرة إلى تركيا بعد ظهر الثلاثاء لبحث الوضع في سوريا.

وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف هويته إن صالحي اقترح مساء الاثنين القيام بهذه الزيارة.

المعارضة: 34 قتيلا في سوريا الثلاثاء

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 34 شخصا الثلاثاء برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة، بينهم 5 سيدات و5 أطفال، وفقا لمعارضين، وتزامن ذلك مع إعلان الجيش السوري الحر ساعة الصفر في مدينة حلب المحاصرة من قبل الجيش النظامي.

وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 14 شخصا قتلوا في حلب، و8 في دمشق وريفها، و4 في حمص، و4 في اللاذقية، و3 في درعا، و1 في دير الزور.

وكان مراسل شبكة شام في حلب، ماجد عبدالنور، قد أفاد بأن الجيش السوري الحر أعلن ساعة الصفر في المدينة المحاصرة.

وأوضح عبدالنور أن اشتباكات عنيفة تدور، الثلاثاء، بين الجيشين الحر والنظامي في ساحة سعد الله الجابري بقلب مدينة حلب، لافتا إلى أن الجيش الحر أحكم سيطرته على هذه المنطقة الحيوية.

وأوضح الناشط أهمية هذه المنطقة، لافتا إلى أنها تضم العديد من شركات الطيران وغيرها من الشركات العامة والخاصة، إلى جانب عدد من الأفرع الأمنية.

وحول عنف الاشتباكات الدائرة في حلب، قال عبدالنور إن طائرات مروحية تابعة للجيش النظامي قصفت قلب مدينة حلب للمرة الأولى، مشيرا إلى أنها تتعرض أيضا للقصف بالرشاشات الثقيلة.

وكان 224 شخصا قتلوا برصاص الأمن السوري، الاثنين، في محافظات مختلفة أغلبهم في دمشق وريفها و حلب بينهم 30 سيدة و 19 طفل، بالإضافة إلى 6 أشخاص قتلوا تحت التعذيب.

وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها أن 70 شخصا قتلوا في دمشق وريفها، و68 في حلب، و26 في إدلب، و22 في دير الزور، و20 في حمص، و10 في حماه، و8 في درعا.

الحكومة السورية تجتمع بعد انشقاق حجاب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن مجلس الوزراء السوري اجتمع الاثنين برئاسة رئيسه المؤقت عمر غلونجي في جلسة قصيرة حضرها جميع الوزراء، بينما يكتنف غموض تحركات رئيس الحكومة السورية االمنشق رياض حجاب ومكان وجوده، بعدما قال وزير الإعلام الأردني إنه لم يدخل الأراضي الأردنية.

 وكانت المعارضة السورية أكدت الاثنين انشقاق حجاب  ولجوءه مع وزيرين و3 عمداء في الجيش إلى الأردن ليل الأحد على أن يتوجه منه إلى قطر. غير أن وزير الإعلام السوري قال إنه “لا صحة بالمرة لما نشر بشأن الوزيرين”.

وقد اعلن التلفزيون السوري أن حجاب أقيل وعين المهندس عمر غلاونجي رئيسا مؤقتا للحكومة.

وكان المتحدث باسم حجاب نقل عنه قوله “أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والإرهاب، كما أعلن انضمامي لصفوف ثورة الحرية والكرامة، وأني من اليوم جندي من جنود هذه الثورة المباركة”.

من جانبه، أكد قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد في تصريحات لسكاي نيوز عربية أن انشقاق حجاب وتأمين خروجه إلى الأردن كان بإشراف الجيش السوري الحر.

وقال الأسعد إن حجاب وعائلته وصلوا إلى الأردن مع وزرين آخرين وضباط كبار دون أن يسميهم، ونفى في الوقت ذاته انشقاق وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج.

حجاب في سطور

عين الرئيس بشار الأسد حجاب الذي كان وزيرا للزراعة رئيسا للوزراء في يونيو 2012 بعد انتخابات برلمانية أجريت في مايو قالت السلطات إنها خطوة نحو الإصلاح السياسي لكن المعارضين رفضوها.

وولد رياض حجاب عام 1966 في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وكان يشغل منصب وزير الزراعة في حكومة عادل سفر التي عينت في أبريل الماضي.

حجاب متزوج وله أربعة أولاد، وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، وكان رئيسا لفرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بدير الزور بين عامي 1989 و1998.

كما شغل كذلك منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور بين عامي 2004 و2008.

كما كان محافظا لمحافظة القنيطرة من عام 2008 حتى فبراير 2011، ومحافظا لمحافظة اللاذقية من عام 2011 إلى تاريخ تعيينه رئيسا للحكومة في 6 يونيو 2012.

“الجيش الحر” يقتحم مقر الأمن السياسي بدير الزور

ناشطون كشفوا عن مجزرة جديدة في كفربطنا بريف دمشق و بأريحا بريف إدلب

العربية.نت

أكد الجيش السوري الحر أنه نفذ عمليات عسكرية نوعية خلال الأيام الأخيرة في دير الزور، خاصة في مدينة الميادين حيث قام باقتحام مقر الأمن السياسي.

يذكر أن الثوار في هذه المنطقة لم يتمكنوا من تسريب تسجيلات التطورات الأخيرة في حينها بسبب انقطاع كافة وسائل الاتصالات هناك.

أما في آخر التطورات الميدانية فقد أشار ناشطون إلى أن حصيلة قتلى اليوم بلغت 34 شخصاً. كما أفيد عن حملة أمنية واسعة في العاصمة دمشق حيث ينفذ جيش النظام حملة دهم لأحياء المزة والمهاجرين وشارع بغداد.

إلى ذلك أفاد ناشطون أن قوات النظام ارتكبت مجزرة جديدة في كفر بطنا بريف دمشق. كما تحدث المركز الإعلامي السوري عن مجزرة حقيقية لقوات النظام في بلدة أريحا بريف إدلب وذلك خلال إفطار أمس الاثنين.

كما سجل اليوم الثلاثاء انتشار كثيف لحواجز جيش النظام حول حي التضامن في دمشق إلى جانب حملة دهم للمنازل واعتقالات واسعة في حي المهاجرين.

ووقعت انفجارات عنيفة في ريف دمشق، هزت مدينة حرستا إلى جانب قصف عشوائي على مدينة معضمية الشام والزبداني وجسرين.

أما في حمص فقد تجدد القصف العنيف على حي دير بعلبة والخالدية وحي جورة الشياح إضافة إلى انفجارات هزت هذه الأحياء.

وفي ريف دير الزور، سجلت حركة نزوح كبيرة بسبب اشتباكات عنيفة بمدينة الميادين بين الجيش الحر وجيش النظام حول مبنى الأمن العسكري وسط أهالي المدينة.

يذكر أن انشقاق عدد كبير من عناصر جيش النظام سجل في المستشفى الوطني بدرعا، بمساعدة الجيش الحر.

تواصل القصف لمكان الرهائن الإيرانيين

من جهة أخرى، تواصل قوات النظام السوري قصفها لمكان احتجاز الرهائن الإيرانيين لدى الجيش الحر.

وفي هذا السياق هدد النقيب عبد الناصر شمير قائد الكتيبة، بقتل المحتجزين الإيرانيين الذين ثبت تورطُهم مع الحرس الثوري إذا لم يتوقف قصف قوات النظام على مناطق ريف دمشق. وكانت كتيبة البراء أعلنت مسؤوليتها عن احتجاز 48 إيرانيا قالت إنهم من الحرس الثوري، وإنها عثرت معهم على وثائق تثبت صلتهم بالحرس الثوري.

سبحة الانشقاقات تكر والبيت الأبيض ينعي نظام الأسد

الولايات المتحدة تؤكد أن قبضة الأسد على السلطة تتهاوى وأيامه معدودة

العربية – أمين حميدي

انشق اليوم الثلاثاء جنرال سوري يرافقه 12 ضابطا عن الجيش، ووصلوا إلى تركيا مع أكثر من ألف لاجئ في الساعات الـ 24 الأخيرة.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أنه أعلن حتى الآن عن فرار أكثر من20 “جنرالا سوريا”، لكن السلطات التركية لا تستطيع تأكيد عدد الموجودين حاليا على أراضيها لأن بعضهم عاد إلى سوريا ليقاتل النظام.

وقالت إن 1137 سوريا وصلوا في الساعات الـ24 الماضية ما يرفع إلى حوالي 50 ألف شخص عدد الذين لجأوا إلى تركيا منذ بداية الأزمة.

وقد عبر مئات العسكريين خلال الأشهر الأخيرة الحدود التركية يوميا للانضمام الى الجيش السوري الحر مع ضباط في أغلب الأحيان.

وفي هذا السياق وعلى الرغم من تأخر الانشقاقات السياسية في البلاد إلى ما بعد السنة الأولى من الثورة، إلا أن وتيرتها في تزايد مستمر منذ بداية السنة الحالية.

ففي الثامن من مارس/آذار الماضي من السنة الحالية، أعلن مساعد وزير النفط عبدو حسام انشقاقه عن النظام السوري وكان حينها أول مسؤول حكومي رفيع ينضم لصفوف المعارضة.

تلاه في 22 من يونيو من السنة الجارية انشقاق العقيد الطيار السوري حسن مرعي الحمادة الذي هبط بطائرته من طراز ميغ في الأردن و طلب اللجوء السياسي.

ومع بداية يوليو انشق العميد مناف طلاس الضابط الرفيع في الجيش السوري و غادر سوريا متجهاً إلى باريس. وفي 11 من نفس الشهر كان السفير السوري في العراق نواف فارس أول ديبلوماسي يعلن انشقاقه.

لتكر السبحة، ففي 24 من يوليو ، أعلنت القائمة بالأعمال السورية في قبرص لمياء الحريري و زوجها عبد اللطيف الدباغ سفير سوريا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة ، انشقاقهما عن النظام تنديداً بوصول الأوضاع إلى طريق مسدود.

كذلك انشق في 25 من نفس الشهر الملحق الأمني في السفارة السورية في سلطنة عمان محمد تحسين الفقير. وقبل ذلك كانت موجة المنشقين قد بدأت من قلب البرلمان السوري.

من جهة أخرى يعتبر العقيدان حسين الهرموش ورياض الأسعد من أبرز وأوائل المنشقين بعد أشهر من بداية الاحتجاجات.

البيت الأبيض: أيام الأسد معدودة

من جانبه، رحب البيت الأبيض بانشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب وفرارِه خارج سوريا. وقال جي كارني المتحدث الرسمي، إن الانشقاقات المستمرة والتي كان آخرها انشقاق رئيس الوزراء تثبت أن قبضة الأسد على السلطة تتهاوى، وأن أيامه باتت معدودة.

وأضاف قائلاً: “ليس لدينا سبب للشك في الأنباء التي تحدثت عن انشقاق رئيس الوزراء السوري أو غيره من أعضاء الحكومة. لأنهم بكل بساطة ليس بمقدورهم فعل شيء ويرفضون عمليات الذبح الجارية ضد المدنيين، وهذا يدل على أن نظام الأسد سينهار قريبا، كما رأينا المزيد والمزيد من الانشقاقات على مستوى عال، فيكون ذلك بمثابة علامة على أن قبضة الأسد على السلطة تخف”.

الوطني السوري: قطر والسعودية تقدمان الأسلحة للثوار

المعارضة تتجه للسوق السوداء للتزوّد بأسلحة أكثر فعالية للتصدي لقوات الأسد

العربية.نت

أكدت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري بسمة قضماني، الاثنين، أن قطر والسعودية تزوّدان المعارضة السورية بالأسلحة، إلا أنها شددت على أن المعارضين لا يمتلكون أسلحة متطورة تمكنهم من التصدي لقوات النظام السوري.

وقالت قضماني في مقابلة مع إذاعة “أوروبا الاولى” إن: “الثوار على الأرض يبحثون جاهدين عن أسلحة من أي مكان”، مضيفةً أن “بعض الدول توفر بعض الاسلحة الخفيفة التقليدية” للمعارضين.

ولدى سؤالها عن هذه الدول، قالت قضماني: “إنها قطر والسعودية وبشكل محدود ليبيا مع ما تبقى لديها بعد انتهاء المعركة لديها. لكننا نعلم أيضاً أنه مع الحصول على بعض المبالغ ستسعى (المعارضة المسلحة) عبر السوق السوداء، بجميع الوسائل للتزود بما يمكنها العثور عليه”.

وأشارت الى عدم توازن القوى في سوريا، شارحةً أنه من جهة يقف “نظام بكامل قواته التي تشمل الطيران ويستعين بطائرات ميغ ضد شعبه” ومن جهة أخرى يقف “جيش حر أي شبان مزودون بأسلحة خفيفة وليسوا قادرين فعلاً على الذهاب أبعد من المواجهة بهذه الأسلحة ومن انتهاج حرب عصابات في المدن”.

كما أصرت قضماني على أن المعارضة المسلحة لا تملك “أسلحة أكثر تطوراً تتيح لها التصدي للطيران”، مضيفةً أن تزويد الثوار بأسلحة أكثر قوة “قرار سياسي على الدول الكبرى اتخاذه، وهو لم يتخذ بعد”.

وحذرت قضماني من وقوع “مجزرة” في حلب التي يستعد الجيش السوري لشن “هجوم حاسم” عليها، ودانت الفشل على المستويين السياسي والدبلوماسي في التوصل الى حل للنزاع، قائلةً: “إن انتظار الحل العسكري أمر كارثي اليوم”.

روبرت فيسك: آثار سوريا تتلاشى بفعل الحرب الدائرة

سيناريو تدمير تراث العراق بعد 2003 قابل للتكرار في سوريا

العربية.نت

كشف الكاتب البريطاني المخضرم روبرت فيسك، مراسل صحيفة “الإندبندنت” لشؤون الشرق الأوسط، عن الأضرار المدمرة التى لحقت بآثار سوريا العريقة من جراء الحرب الوحشية بين النظام وقوات المعارض، وفق ما ذكرت صحيفة “اليوم السابع”.

وقال فيسك في مقاله، الأحد، تحت عنوان: “سحق آثار سوريا القديمة” إن التراث التاريخي الغني للغاية في سوريا قد وقع ضحية للنهب من قبل قوات المعارضة والقوات الحكومية على حد سواء.

وأضاف: “كنوز تاريخ سوريا التي لا تقدر بثمن مثل القلاع الصليبية والمساجد القديمة والكنائس والفسيفساء الرومانية وما يعرف بالمدن الميتة في الشمال والمتاحف المليئة بالآثار قد سقطت جميعها فريسة للنهب والتدمير من جانب قوات الحكومة والمعارضة، في ظل استمرار القتال في كل أنحاء البلاد”.

وفي حين أن الآثار والمتاحف في مدينتي دمشق وحلب قد نجت حتى الآن، إلا أن تقارير من مختلف أنحاء سوريا تتحدث عن أضرار لا يمكن إصلاحها على المواقع التراثية التي ليس لها نظير في الشرق الأوسط، وحتى قلعة الحصن الرائعة التي وصفها لورانس العرب، بأنها ربما أفضل قلعة في العالم، والتي لم يستطيع صلاح الدين الأيوبي أن يستردها، قد تم قصفها من قبل الجيش السوري، وألحقت أضرار كبيرة بالكنيسة الصليبية داخلها”.

ويشير فيسك إلى أن تدمير تراث العراق في الفوضى التي أعقبت الغزو الأنجلوأمريكي للعراق في عام 2003، وحرق المكتبة القرآنية ومحو المدن السومرية القدينة ربما يتكرر الآن فى سوريا.

ويشير إلى أن تقارير علماء الآثار السوريين والمتخصصين الغربيين في العصر البرونزي والمدن الرومانسية تقول إن المعبد الآشورى قد دمر في تل شيخ حمد، ودمرت قلعة المضيق بشكل كامل، وتم نهب الفسيفساء الرومانية الرائعة.

ويتابع الكاتب قائلاً: إنه في كثير من الحالات، سعت قوات المعارضة إلى البحث عن ملاذ وراء الجدران السميكة للقلاع القديمة، ولم يتردد الجيش السوري في قصف هذه المباني التاريخية لتدمير أعدائه.

ويقول جوان فارشخ، عالم الآثار اللبناني الذي حقق في تدمير الكنوز التاريخية بالعراق بعد عام 2003، وساعد متحف بغداد في استعادة بعض كنوزه، إن وضع التراث السوري اليوم كارثي.

ويضيف أن أحد المشكلات هو أن النظام السوري، وقبل 10 سنوات من هذه الحرب أسس 25 متحفاً ثقافياً في كل أنحاء البلاد، لتشجيع السياحة والحفاظ على الأشياء الثمينة في هذه المواقع الموجودة في حدائق خارجية في أغلبها، وذلك لإثبات أن النظام قوى بما يكفي لحمايتها.

كما تعرض متحف حمص للنهب من جانب المعارضة والميليشيات الحكومية، كما يقول تجار الآثار، إنه تم إغراق الأسواق في الأردن وتركيا بالقطع الأثرية السورية.

القتال في سوريا يتواصل بعد فرار رئيس الوزراء وانشقاقه على الاسد

عمان (رويترز) – واصلت القوات السورية يوم الثلاثاء هجومها على مقاتلي المعارضة في حلب أكبر المدن السورية بعد ان فر رئيس الوزراء السوري رياض حجاب من البلاد واصفا نظام الرئيس بشار الأسد بانه “نظام ارهابي”.

ينتمي حجاب للاغلبية السنية في سوريا مثله مثل غالبية المعارضين للاسد وكان انشقاقه يوم الاثنين كأبرز مسؤول مدني ينشق عن النظام ضربة رمزية قوية لمؤسسة حاكمة تزداد عزلة وتتمحور حول الأقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس.

وتحدثت شخصيات من المعارضة -تشعر بتفاؤل رغم الانتكاسات التي حدثت في الآونة الاخيرة في معارك حول دمشق وحلب – عن عملية مكثفة تم التخطيط لها منذ فترة طويلة لنقل حجاب وأعداد كبيرة من عائلته عبر الحدود الأردنية.

وقال حجاب في بيان تلاه متحدث باسمه ونقلته قناة الجزيرة “أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والارهاب واعلن انضمامي لصفوف ثورة الحرية والكرامة واعلن اني من اليوم جندي من جنود هذه الثورة المباركة.”

وأشاد متحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك اوباما بانشقاق حجاب بوصفه علامة على ان حكم عائلة الأسد المستمر منذ 40 عاما “ينهار من الداخل” وطالب الأسد بالتنحي.

ولم تتحقق تكهنات غربية سرت منذ اشهر بأن انهيار النظام بات وشيكا وبدت سابقة لاوانها.

وتتمتع القوات السورية بتفوق كبير في قوة النيران في مواجهة مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون باسلحة خفيفة وتدفقوا على العاصمة دمشق ومدينة حلب خلال الشهر المنصرم.

وبعد أن زادت جرأة مقاتلي المعارضة بعد تفجير في دمشق أسفر عن مقتل أربعة من كبار مسؤولي الأمن في نظام الأسد الشهر الماضي حاول المقاتلون السيطرة على دمشق وحلب المركز التجاري الواقع قرب الحدود التركية.

لكن مقاتلي المعارضة الذين يعانون من نقص السلاح يواجهون تفوق الجيش السوري. وتم إخراجهم بصورة كبيرة من دمشق وهم يجدون صعوبة بالغة في التمسك بالمكاسب التي حققوها في حلب التي يسكنها 2.5 مليون نسمة أمام هجوم القوات الحكومية بالدبابات وطائرات الهليكوبتر.

وقسمت الحرب في سوريا المنطقة بدرجة كبيرة على أسس طائفية حيث وقفت المعارضة وغالبيتها من السنة ومن ورائها قوى اقليمية سنية هي تركيا ودول الخليج العربية في مواجهة حكومة يقودها العلويون في دمشق وتدعمها ايران الشيعية.

وعبرت ايران عن قلقها على مصير 40 ايرانيا تقول طهران انهم كانوا في زيارة لمزارات شيعية في سوريا وخطفهم مقاتلو المعارضة من حافلة في دمشق.

ويقول مقاتلو المعارضة الذين احتجزوهم يوم السبت انهم يشتبهون في انتمائهم للحرس الثوري الإيراني وانه تم إرسالهم إلى سوريا لمساعدة الأسد.

وقال متحدث باسم مقاتلي المعارضة المتمركزين حول دمشق يوم الاثنين ان ثلاثة إيرانيين من بين مجموعة تضم اكثر من 40 يحتجزون كرهائن قتلوا خلال قصف للجيش على مواقع المعارضة. وأضاف ان مقاتلي المعارضة سيقتلون المحتجزين الإيرانيين الباقين اذا لم يوقف الجيش هجومه.

وكان رئيس الوزراء السوري السابق وهو في اواخر الاربعينات مسؤولا كبيرا في حزب البعث الحاكم لكنه مثل كل من انشقوا حتى الان عن الحكومة والقوات المسلحة ينتمي للسنة ولم تكن له اي سلطة حقيقية على دولة تحكمها اسرة الأسد العلوية منذ اربعة عقود. ولم يظهر اي مؤشر على ان أفرادا من الدائرة العلوية المقربة من الاسد بدأوا يفقدون رغبتهم في مواصلة القتال.

وقال بيتر هارلنج في مجموعة الازمات الدولية وهي مؤسسة بحثية “تحدث الانشقاقات في جميع مكونات النظام ماعدا الدائرة الداخلية المقربة التي لم تظهر عليها بعد مؤشرات للانشقاق.”

واضاف “يتآكل النظام منذ أشهر وتنفصل الطبقات الخارجية له في الوقت الذي يعيد فيه بناء نفسه حول قوة مقاتلة كبيرة وقوية” موضحا “أن النظام كما نعرف قد ضعف كثيرا بالتأكيد ولكن يبقى السؤال وهو ما هي الطريقة التي نتعامل بها مع ما أصبح عليه (هذا النظام)؟”

وفي احياء بحلب زارها مراسلو رويترز خلال الايام القليلة الماضية بدا مقاتلو المعارضة في حالة إنهاك ويعانون من نقص الذخيرة بعد أيام من القصف المكثف لمواقعهم بالدبابات وبنيران الرشاشات الثقيلة من طائرات الهليكوبتر الحربية.

وقصفت دبابات الجيش السوري الازقة التي احتمى بها مقاتلو المعارضة في الوقت الذي امطرت فيه طائرة هليكوبتر حربية مواقع مقاتلي المعارضة بوابل من نيران الرشاشات. وفر النساء والأطفال من المدينة وتكدس بعضهم في الشاحنات في حين ترجل آخرون متجهين إلى مناطق ريفية أكثر أمنا نسبيا.

وكان محور القتال في حلب حي صلاح الدين الذي كان ذات يوم حيا تجاريا مزدحما حافلا بالمطاعم وتحول الآن إلى ركام وأنقاض.

ويوم الاثنين وقع تفجير في مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون السورية في دمشق ولكن لم تقع اصابات خطيرة وواصل التلفزيون بث إرساله.

من خالد يعقوب عويس

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير محمد نبيل)

الخوف من العقاب يخيم على المنشقين في سوريا

حلب (سوريا) (رويترز) – خوفا من العقاب على انشقاقه إلى الأردن طلب رئيس الوزراء السوري رياض حجاب المساعدة من المعارضة المسلحة لتهريب العشرات من أفراد أسرته إلى خارج البلاد بعيدا عن متناول قوات الرئيس بشار الأسد.

ويبرز نطاق العملية التي احتاجها تهريب حجاب وأقاربه عبر الحدود إلى الأردن حيث تم تهريب أسرته وأسر سبعة اشقاء وشقيقتين حجم الصعوبات التي تواجه من يفكرون في الانشقاق.

وقال محمد عطري المتحدث باسم حجاب لتلفزيون الجزيرة من الأردن “اليوم أحدثكم أن هناك عشر عوائل جميعها بخير وصلت إلى بر الأمان في منطقة آمنة وهي الآن في صحة جيدة.

“عشر عوائل ثمانية منها هم أشقاء الاستاذ رياض حجاب .. الثامن هو الاستاذ رياض حجاب .. واختان كريمتان هم اخواته .. هم وأولادهم.”

ولم يذكر تفاصيل بشأن كيفية هروبهم.

ومن بين من فروا حتى الآن جنود ودبلوماسيون وسياسيون لكن منشقين يقولون إن الخوف من الانتقام من الأقارب الباقين في سوريا منع تحول تيار الانشقاقات إلى طوفان.

وواجه العقيد أبو فرات الجرابلسي وهو قائد لكتيبة دبابات نفس المعضلة مثل غيره ممن فكروا في الانشقاق عندما خطط لترك الجيش. فلو غادر دون أسرته لتركهم للموت شبه المحتوم. وإذا قامت أسرته برحلات غير عادية لأثار ذلك الشكوك.

وقال الجرابلسي (42 عاما) لرويترز في حلب حيث يقود حاليا مجموعة من المقاتلين في حي صلاح الدين إن السلطات إذا اكتشفت ان جنديا بالجيش يرسل زوجته أو أطفاله للخارج تدرك أن هذا يعني أنه يخطط للانشقاق.

وأضاف أن عقوبة ذلك تكون اعدام أسرته وكل المرتبطين به.

واستغل العطلة المدرسية الصيفية قبل نحو شهرين وأرسل أسرته بعيدا. وقال إنه صدرت له أوامر في اليوم الذي قرر فيه الانشقاق بتنفيذ عملية بالدبابات ضد قوات الجيش السوري الحر لكنه لم يستطع ذلك وهرب.

ورغم أن اسرته اصبحت في أمان إلا أنه دفع الثمن أيضا. فقد اتصل به سائقه السابق في الجيش قبل بضعة ايام ليبلغه بأن منزله في القرداحة حيث كان يخدم أحرق عن آخره عقابا له على انشقاقه.

وقال الجرابلسي إن المنزل يمكن تعويضه لكن قلبه ينفطر على صور فوتوغرافيه لبناته حيث كان يأخذهن كل شهرين لالتقاط صور لهن ويقوم بعرض الصور في أرجاء المنزل. واضاف أنه لن يتمكن أبدا من استعادة تلك الذكريات.

وقال حسام حافظ وهو دبلوماسي انشق الشهر الماضي عن البعثة الدبلوماسية السورية في ارمينيا إن المعاملة الوحشية لأسر المنشقين تشكل رادعا منذ مطلع الانتفاضة.

واضاف أنهم قتلوا العشرات من أفراد عائلة حسين حرموش أول ضابط ينشق عن الجيش.

ومنذ انشقاق حرموش قبل نحو عام يقول معارضون مسلحون إن آلاف الجنود انضموا إلى صفوفهم بينهم أكثر من 20 عميدا. لكن انشقاق مسؤولين مدنيين كبار كان أمرا نادرا.

وقال حافظ إن ستة أو سبعة دبلوماسيين سوريين انشقوا حتى الآن رغم جهود وزارة الخارجية لتقييد حركتهم في حين ما زال آخرون يتحينون الفرصة للانشقاق.

وقال حافظ ان وزارة الخارجية استدعت عددا كبيرا من الدبلوماسيين السوريين من الخارج.

واضاف ان سوريا يكون لها عادة ما بين 350 و400 دبلوماسي في الخارج لكنه يعتقد أن اقل كثيرا من نصف هذا العدد موجود في البعثات الخارجية.

وقال حافظ الذي كان متمركزا في لندن عندما بدأت الانتفاضة ضد الأسد في مارس اذار من العام الماضي إنه تلقى تهديدت من أنصار الأسد عندما عبر عن قلقه بشأن الحملة ضد الاحتجاجات.

ونقل إلى أرمينيا إلى أن تمكن من الفرار قبل نحو عشرة ايام.

وبالنسبة لرئيس الوزراء حجاب الذي يحيط به الأمن كانت العملية اصعب بكثير. وقال عطري انه بعد تفجير دمشق الذي قتل فيه أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين قبل نحو ثلاثة أسابيع تم تكليف عشرات الجنود بمراقبة رئيس الوزراء.

وأضاف أن رياض كان في مسجد وعقب صلاة الجمعة جاء إليه عقيد ومعه 45 من افراد الحرس الجمهوري وقال له إنهم أتوا لحمايته. وقال إن خطط انشقاقه وضعت قبل نحو شهرين.

وقال أحمد رمضان عضو المجلس الوطني السوري المعارض إن المجلس على اتصال بآخرين يفكرون في الانشقاق.

وقال لرويترز إن المجلس يرتب الإجراءات لهم وإن فريقا خاصا يعمل على ضمان سلامتهم.

وأضاف أن أمامه الآن قائمة تضم 15 مسؤولا سياسيا ودبلوماسيا طلبوا الانشقاق عن النظام.

وأوضح أن الاجراءات تتم على ثلاثة مستويات تشمل تأمين سلامة الشخص المنشق وتأمين سلامة أسرته وأقاربه وتأمين المنطقة التي سينتقل إليها.

(شارك في التغطية دومينيك ايفانز وتوم بيري واليستير ليون ويارا بيومي -إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

من هديل الشالجي

وزير خارجية ايران يزور تركيا لاجراء محادثات بشأن سوريا

انقرة (رويترز) – قال دبلوماسي ايراني في انقرة ان وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي سيصل الى تركيا يوم الثلاثاء لاجراء محادثات غير مقررة سلفا من المتوقع ان تركز على سوريا وعلى قضية مجموعة من الايرانيين احتجزهم مقاتلو المعارضة السورية رهائن.

ووقفت ايران الى جوار حليفتها سوريا رغم الضغوط الدولية المتصاعدة على الرئيس السوري بشار الاسد بينما كانت تركيا من أشد منتقديه وطالبته بالتنحي لانهاء الانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ 17 شهرا.

وأكد مسؤول بوزارة الخارجية التركية نبأ زيارة أكبر صالحي وقال ان محادثاته مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ستتطرق الى قضايا اقليمية.

وقال الدبلوماسي الايراني لرويترز “من المتوقع ان تتطرق المحادثات الى القضية السورية وموضوع الزوار الذين خطفوا في دمشق الى جانب القضايا الثنائية.”

وذكر انه من المتوقع ان يصل أكبر صالحي الى تركيا بعد ظهر الثلاثاء ويغادر في نفس اليوم.

وطلبت ايران من تركيا ومن قطر المساعدة على اطلاق سراح 48 ايرانيا احتجزهم مقاتلو المعارضة في سوريا للاشتباه في كونهم عسكريين.

وعبرت ايران عن قلقها على مصير ايرانيين تقول طهران انهم كانوا في زيارة لمزارات شيعية في سوريا وخطفهم مقاتلو المعارضة من حافلة في دمشق.

ويقول مقاتلو المعارضة الذين احتجزوهم يوم السبت انهم يشتبهون في انتمائهم للحرس الثوري الإيراني وانه تم إرسالهم إلى سوريا لمساعدة الأسد على اخماد الانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ 17 شهرا.

وقال متحدث باسم مقاتلي المعارضة المتمركزين حول دمشق يوم الاثنين ان ثلاثة إيرانيين من بين مجموعة ايرانيين محتجزين رهائن قتلوا خلال قصف للجيش على مواقع المعارضة. وأضاف ان مقاتلي المعارضة سيقتلون المحتجزين الإيرانيين الباقين اذا لم يوقف الجيش هجومه. ولا يعرف مصيرهم منذ ذلك الحين.

وقالت وسائل اعلام ايرانية يوم السبت ان 48 ايرانيا خطفوا من حافلة في دمشق في أحدث عملية خطف لزوار من الجمهورية الاسلامية.

واتهمت ايران كلا من تركيا وقطر بمساعدة مقاتلي المعارضة الذين يسعون لاسقاط الاسد حليفها الذي امتدحته طهران لتعهده بتطبيق اصلاحات. وتم تسليم عدد من الايرانيين الذين خطفوا من قبل الى السلطات التركية قبل عودتهم الى ايران.

وفي اطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها ايران للافراج عن مواطنيها المحتجزين سافر سعيد جليلي رئيس مجلس الامن القومي الايراني الى دمشق يوم الثلاثاء بعد ان اختتم زيارة الى بيروت.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير محمد نبيل)

المخابرات الجوية تحيل مازن درويش إلى محكمة ميدانية وترفض إحالته للقضاء العسكري

علمت “كلنا شركاء ” أن قاضي الفرد العسكري الرابع بدمشق  عقد اليوم 6/8/2012 جلسة جديدة في إطار ما بات يعرف بقضية معتقلي المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وكانت الجلسة مخصصة إلى الاستماع لأقوال رئيس المركز السوري مازن درويش المعتقل في المخابرات الجوية منذ 16/2/2012 مع أربعة آخرين وهم : (حسن غرير، عبد الرحمن الحمادة، هاني الزيتاني ومنصور العمري) واللذين مازال مصيرهم مجهولاً.

    إلا أن إدارة المخابرات الجوية رفضت إحالته للقاضي رغم الكتب التي وجهها القاضي لها بضرورة إحالة مازن درويش أليه للاستماع إليه حول بعض الأمور المتعلقة بعمل المركز. وقامت بتوجيه كتاب للقاضي العسكري تعلمه فيه أن المركز السوري يعمل بدون ترخيص وأنها ستقوم بإحالة مازن درويش إلى محكمة ميدانية، وهي محكمة عسكرية استثنائية بالغة السرية لا يسمح فيها حتى بحضور محام عن المعتقل. أو حتى مراجعة ديوان المحكمة التي تعقد جلساتها بشكل سري في مقر فرع الشرطة العسكرية بالقابون، حيث تصدر قراراتها للتنفيذ الفوري .. ويتم إيداع الأشخاص الذين يحاكمون أمامها في سجن صيدنايا العسكري.

  وقد قرر القاضي صرف النظر عن الاستماع لشهادة مازن درويش والطلب من هيئة الدفاع تقديم دفاعها عن المدعى عليهم (هنادي زحلوط، ورزان غزاوي، وسناء زيتاني، وميادة خليل، ويارا بدر زوجة الصحفي مازن درويش، وايهم غزول، وجوان فرسو وبسام الأحمد). وتم تأجيل الجلسة ليوم 29/8/2012

وكانت عناصر من المخابرات الجوية قامت بتاريخ 16-2-2012 بمداهمة مقر المركز السوري للإعلام وحرية التعبير واعتقال أربعة عشر شابا وشابة من العاملين فيه مع من تصادف وجودهم هناك من الزوار.وبعد ثلاثة أيام أفرج عن الصبايا  هنادي زحلوط، ورزان غزاوي، وسناء زيتاني، وميادة خليل، ويارا بدر زوجة الصحفي مازن درويش،  ثم أعيد اعتقالهم للمرة الثانية في تاريخ 22/4/2012 حيث تمت إحالتهم للنيابة العامة العسكرية مع ثلاثة من شبان المركز وهم : ( ايهم غزول، جوان فرسو وبسام الأحمد) وبعد 20 يوماً أخلي سبيلهم بعد أن وجهت النيابة العامة العسكرية تهمة الحض على التظاهر وحيازة منشورات بهدف توزيعها وفقا لأحكام المادة 335 ع.ع بدلالة قانون التظاهر السلمي لعام 2011  والمادة 148 من قانون العقوبات العسكرية .

  وتناشد ” كلنا شركاء” المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان التحرك العاجل من أجل الضغط على النظام للإفراج عن رئيس المركز السوري للإعلام ورفاقه .

المرجع الاسماعيلي يشرف على إجلاء أبناء الطائفة إلى مصياف والسلمية

مصياف- البديل:

علمت «البديل » أن كريم آغا خان المرجع الإسماعيلي العالمي للطائفة الاسماعيلية  النزارية بدأ منذ عدة أيام بأكبر عملية «ترحيل » لأبناء الطائفة من

المحافظات السورية المختلفة إلى مدينتي السلمية ومصياف التابعتين لمحافظة حماة وسط سوريا.

وقال مصدر في مؤسسة «آغا خان » إن المرجع الاسماعيلي أمر باستئجار عشرات «البولمانات » التي بدأت منذ أيام رحلات يومية من مختلف المدن السورية

الرئيسية التي يتواجد فيها أبناء الطائفة ) طلاب، موظفون، عمال(، لاسيما دمشق وحلب ، إلى مدينتي السلمية ومصياف. وقد جرى إبلاغ المعنيين بنقاط

محددة للتجمع في المدن المذكورة وفق مواعيد ثابتة..

وكان حي التضامن في دمشق الذي يقطنه الكثير من أبناء الطائفة الاسماعيلية قد شهد عودة الكثير من أبناء الطائفة على مدى الأسابيع الأخيرة إلى

مناطقهم الأساسية في السلمية ومصياف، وذلك حتى قبل أن يبدأ كريم آغا خان عملية الإعادة الجماعية المشار إليها.

من جهة أخرى، قال محمد وهو من أبناء السلمية، ويقيم في دمشق، ومعتقل سابق خلال الثمانينيات من القرن الماضي، إن هذه الخطوة، وإن كانت

موجودة، فهي شكل من أشكال المساعدة التي يقدمها المرجع الاسماعيلي، لكن الكثير من أبناء السلمية باقون في دمشق، وناشطون في الحراك

الثوري والسياسي، ولن يغادروا نهائياً إلى السلمية، والبعض يحاول أن يشوش على الثورة وأن يثير النعرات الطائفية بين أبناء الشعب السوري الواحد،

ولقد كانت السلمية من بين أوائل المدن التي انتفضت في وجه النظام، وأية عودة لعائلات إلى السلمية هي نتاج توتر الحالة الأمنية في مناطق إقامتهم،

وتحديداً في حي التضامن بدمشق، ولا تحمل هذه العودة أية أبعاد انكفائية عن المشاركة في الثورة.

اعتقال الفنانة كفاح علي ديب ورامي هناوي

جرى اعتقال كل من الفنانة التشكيلية والناشطة كفاح علي ديب والناشط رامي هناوي مساء امس في صحنايا احد ضواحي دمشق من قبل مليشيات النظام المسماة اللجان الشعبية على ان يتم تسليمهما للاجهزة النظام الامنية على نحو ماهي العادة.

وقال نشطاء في صحنايا، ان هناك مخاوف من الحاق اذيات جسيمة من قبل مليشيات اللجان الشعبية بالناشطين كفاح على ديب ورامي هناوي.

يذكر ان الناشطة كفاح على ديب عضوة في المنبر الديمقراطي السوري

تشكيل لجنة للتحقيق بطريقة خروج رياض حجاب…وترشيح علي مملوك لرئاسة الحكومة

كلنا شركاء

اصدر بشار الاسد قرارا يقضي بتشكيل لجنة للتحقيق بطريقة هرب رياض حجاب من اجل تحديد مسؤوليات من يفترض بهم مراقبة ومنع مثل هذه الانشقاقات .

وقد عرف من بين اعضاء اللجنة اللواء رستم غزالة واللواء علي مملوك والعميد حافظ مخلوف والعميد كفاح ملحم .

وقد استهلت اللجنة عملها باعفاء العميد رئيس فرع امن مجلس الوزراء التابع لشعبة الامن السياسي …..ويعتقد ان تصيب شظايا اللجنة عدداً من رؤساء فروع المخابرات بدمشق ودرعا .

ويذكر هنا ان مملوك ومخلوف كانا اعضاء بلجنة التحقيق التي شكلت بعد اغتيال عماد مغنية وحددت مسؤوليات على امين شرابي ( رئيس فرع فلسطين ) وقتها واللواء اصف شوكت ( رئيس شعبة المخابرات العسكرية ) وكان من جراء ذلك اعفاء شرابي من منصبه ونقل شوكت لنائب رئيس الاركان بمنصب شكلي ومن ثم نفيه لنائب وزير الدفاع وتجاوزه رغم قدمه من قبل العماد جاسم الفريج لرئاسة الاركان ….والغريب ان الاثنين شرابي وشوكت قتلا بتفجير الامن القومي ؟؟.

وقد تم تسريب لمراسل كلنا شركاء انه لا يوجد ثقة بتعيين المكلف برئاسة الحكومة عمر غلاونجي كرئيس للوزراء وانه يجري حاليا وبهدوء تقييم عدد من الاسماء لتعيينها في هذا المنصب ومن بينها علي مملوك .

بلدة صغيرة ومجزرة كبيرة.. المعركة في “جديدة عرطوز” لم تنتهي

“الأسد أو نحرق البلد”، شعار قوات الجيش النظامي الذي مافتئ يحاول تطبيقه، على الرغم من أن نتائجه أثبتت أنها معاكسة للمأمول منها، ولذلك لم تعد الاعدامات والعقوبات الفردية تشفي غليل البعض، بل أن دخولهم إلى البلدة ما صار يعني أنهم سيرتكبون فيها مجزرة لا تستثني أو ترحم أحد، بحسب وصف أحد النشطاء، والذي تابع في شرح لحال بلدة “جديدة عرطوز”: إن ظن أهالي “جديدة” في ريف دمشق عند بداية الثورة، أن قرب بلدتهم من العاصمة وشهرتها بتعدد طوائف المقيمين فيها، قد يعفيهم من جرم النظام، فإن المجزرة التي ارتكبها الجيش الأسدي في الأول من الشهر الجاري اثبتت أنهم تحولوا إلى آلات تقتل المدنيين لمجرد نطقهم بكلمة “حرية”، فعلى الرغم من أن النظام غض بصره عن “جديدة” لفترة طويلة حرصاً على مصالح الضباط الذين نقلوا سكنهم ومدارس أبنائهم إلى “جديدة” في بداية الثورة بعد اشتعال الريف الدمشقي، لأنهم ظنوا أن التنوع الطائفي فيها سيمنع قافلة الحرية من الوصول إليها، إلا أن أهالي جديدة عرطوز فتحوا منازلهم للنازحين من حمص الجريحة، وشاركوا بتنظيم الكثير من المظاهرات على مدار الأسبوع.

وتابع الناشط: حاول النظام في مجزرته الأخيرة في جديدة ألا يثير نقمة الأقليات عليه، ولذلك انتقم بشكل مكثف من ثلاث عوائل اشتهرت بمعارضتها له دون أن يقترب من الأقليات، وهي عائلة : “البقاعي، وبلال، ومربية”، وهم من سكان جديدة عرطوز الأصليين الذين كانوا من أوائل من انضم للثورة وشارك في حراكها السلمي، ولم يكتفي جنود الأسد بقتل العديد من شبان البلدة بل قاموا بحرق بعض الجثث والبيوت، وذلك بعد أن كان الجيش الحر قد انسحب من المنطقة تكتيكياً، فاستخدم الأسديون الشبان السلميين ككبش فداء، دون أن يخشوا لعنة أمهات الشهداء أو حرقة قلوب أبناؤهم فعماهم جبروتهم عن رحمة أبناء وطنهم..

كذلك لم تسلم البيوت من عمليات السرقة والنهب، وكعادة جنود الأسد حطموا واتلفوا الأثاث الذي لم يستطيعوا سرقته، ومن الحوادث المضحكة المبكية التي رواها لنا أحد سكان جديدة (رفض التصريح عن اسمه) أن الشبيح الذي اقتحم منزله سرق كل شيء بما في ذلك حذائه الجديد الذي استبدله الشبيح بحذائه القديم وتركه في المنزل  كذكرى!!

وعن تفاصيل المجزرة أخبرنا الشاب، أن العديد من شبان جديدة هربوا عندما عرفوا بمداهمة قوات الأسد إلى البساتين الموجودة بين جديدة والمعضمية إلا أن الأسديين كانوا محاصرين منطقة البساتين وقاموا بإعدامهم ميدانياً، كما “شبحوا”  بعض الجثث على الأشجار لإرهاب الأهالي..

وكما جرت العادة كانت شاشة القناة الفضائية السورية  حاضرة في موقع الحدث، حيث تم تصوير بعض الشباب المعتقلين على أنهم إرهابيين، وبعد التصوير قاموا بتصفيتهم بالرصاص وعلى مرئ الأهالي، وذكر شهود عيان أن أحد الجنود رفض إطلاق النار على المعتقلين فتم إعدامه فوراً.

ومن بين الضحايا كان شيخ المسجد العمري (رجب عبد الحق) الذي اعتقله الجنود عند الإفطار في نفس يوم المجزرة وعند الساعة الثالثة من صباح اليوم التالي القوا جثته في بلدة “داريا”، ومن الواضح أنه قُتل تحت التعذيب.

وتابع الناشط: ببرود مجرم وبعد أن عاث جنود الأسد الفساد، وسفكوا الدماء، خرجوا من جديدة وهم يهتفون “شبيحة للأبد لجل عيونك يا أسد”، وكأنهم يستفزون صرخات الثكالى،ويسخرون من دموع الأطفال..

ولكن بعد أن أعلنت قنوات النظام “تطهير جديدة من الإرهابيين” واحتفلت قواته بالنصر اخرقت في صباح يوم الثلاثاء 7/8  أعمدة الدخان سماء جديدة إثر تفجير المعارضة المسلحة لمستودعات الأسلحة الموجودة في الفوج 100ـ الموجود في جديدة الفضل، لتؤكد بأن المعارك في جديدة لم تنتهي بعد، وأن أهالي المنطقة لن يهدؤوا قبل أن تفرح أرواح شهداءهم بسقوط النظام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى