أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 25 تموز 2012


كلينتون تتحدث عن «ملاذ آمن» وتدعو الأسد إلى نقل السلطة

دمشق، بيروت، واشنطن، موسكو، طهران – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس الرئيس بشار الاسد الى تسهيل عملية انتقال السلطة في سورية. وقالت ان واشنطن تعتقد بانه لم يفت الاوان بعد ليبدأ نظام الاسد برنامجا لانتقال السلطة يتيح ايجاد سبيل لوضع حد للعنف، لافتة الى ان «وتيرة الاحداث تتسارع في سورية». كما دعت المعارضة «التي باتت تسيطر على مساحات اكبر من الاراضي» للبدء بالعمل على حكومة انتقالية. واعتبرت ان على المعارضة ان تلتزم حماية حقوق جميع السوريين وجميع المجموعات السورية. وان تحمي الاسلحة الكيماوية والجرثومية التي يملكها النظام السوري. واكدت: «يجب ان نعمل عن كثب مع المعارضة لأنه يجري كسب المزيد والمزيد من الاراضي وسيؤدي ذلك في نهاية الامر الى ملاذ آمن داخل سورية سيوفر حينئذ قاعدة لمزيد من التحركات للمعارضة».

وانضمت روسيا امس الى مجموعة الدول الغربية التي حذرت سورية من استخدام اسلحتها الكيماوية. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية انها تذكر دمشق بضرورة التزام تعهداتها الدولية وبأنها من الدول الموقعة على بروتوكول جنيف العام 1925 والذي يحظر استخدام الغازات الخانقة او السامة او اي غازات اخرى من اي نوع. وكانت مصادر ديبلوماسية غربية قد ذكرت ان تأكيد الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان الاسلحة الكيماوية «ان وجدت» هي في مكان آمن ولن تستخدم في النزاع الداخلي، جاء بناء على ضغوط روسية وبعد تهديد اميركي بالتدخل العسكري اذا لجأ النظام السوري الى استخدام هذه الاسلحة.

وللمرة الاولى منذ بدء المواجهات في سورية اكد امس قائد كبير في «الحرس الثوري» الايراني ان طهران وحلفاءها سيوجهون «ضربات حاسمة» لاعداء سورية. ونقل الموقع الرسمي لـ «الحرس الثوري» على الانترنت عن الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس القوات الايرانية المشتركة ان «الشعب السوري واصدقاء سورية لن يسمحوا بتغيير النظام». وقال ان «اصدقاء سورية وجبهة المقاومة الكبيرة لم يدخلوا بعد هذه الحلبة واذا حدث هذا سيوجهون ضربات حاسمة لجبهة العدو خاصة العرب المكروهين». واضاف جزائري ان الشعب السوري «غاضب» من هؤلاء الذين يدعمون المعارضين المسلحين وسيثأر لنفسه.

وفيما بثت قناة «العربية» ان السفيرة الروسية لدى قبرص لمياء الحريري انشقت عن النظام زانتقلت الى قطر، تركزت المعارك امس بين القوات النظامية السورية والمعارضة على مدينة حلب. وقال سكان ونشطاء من المعارضة إن مقاتليها شنوا هجوما من أجل السيطرة على وسط المدينة واشتبكوا مع قوات الجيش وأفراد من المخابرات عند بوابات المدينة القديمة، وحول باب الحديد وباب النصر، وهما بين بوابات تؤدي إلى المدينة القديمة ومن المواقع المسجلة ضمن قائمة الأمم المتحدة للتراث العالمي.

وذكر احد المقاتلين الذي يرأس وحدة يطلق عليها «شهداء حلب» إن نقص الذخيرة مشكلة تواجه مقاتلي المعارضة الذين يأتون من الريف.

وفي دمشق استمرت الاشتباكات المتقطعة على رغم اعلان الجيش سيطرته اول من امس على معظم احيائها. واقتحم امس حي التضامن فيما شهدت احياء برزة ونهر عيشة والقدم والعسالي مواجهات بين القوات النظامي و»الجيش الحر». وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش النظامي يسيطر على المزة وكفرسوسة وبرزة والميدان بشكل كامل، مشيرا الى ان هذه الاحياء تشهد تظاهرات وحملات دهم يومية. كما دخل الجيش حي العسالي ونهر عيشة اللذين يشهدان اشتباكات متقطعة في الحارات التي لجأ اليها المقاتلون المعارضون. وتسجل اشتباكات في القدم والحجر الاسود اللذين لم تتم السيطرة عليهما بعد. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان مسائي ان قوات الامن والجيش السورية تقوم بـ «احراق عشرات المنازل السكنية في وسط حي القدم».

وقتل 80 شخصا في اعمال العنف في مختلف المناطق السورية امس هم 49 مدنيا و26 عنصرا من قوات النظام وخمسة مقاتلين معارضين.

وفي موسكو، اعلنت وزارة الدفاع الروسية امس ان مجموعة من سفنها الحربية المتجهة الى مرفأ طرطوس، دخلت البحر المتوسط بعد عبور مضيق جبل طارق. ونقلت وكالة انباء «ايتار – تاس» عن مسؤول في الوزارة ان السفن الروسية التي انطلقت في بداية تموز (يوليو) من سيفيروموسك قرب مورمانسك في شمال غرب روسيا، عبرت اليوم مضيق جبل طارق ودخلت البحر المتوسط

واضاف ان هذه السفن التابعة لاسطول الشمال واسطول البلطيق ستتابع مهمتها وتقوم «بمناورات عسكرية مقررة». وستنضم الى مجموعة اخرى من السفن الحربية لاسطول البحر الاسود ومنها سفينة الدورية سمتليفي التي تتابع مهمتها في جنوب شرق المتوسط.

نداء من مشيخة الدروز

وفي بيروت، وجهت مشيخة عقل الدروز في لبنان نداء الى الدروز في سورية وجرمانا من اجل أن «تكونوا فوق النزاعات العابرة».

وجاء في النداء: «آلمنا كثيراً نبأ ما حصل بالأمس من حوادث وردات فعل انفعالية في منطقة جرمانا والغوطة. ونحن وإياكم لا نقبل ولا تقبلون الانجرار الى الفتنة، فالمرحلة دقيقة وخطيرة فتنبهوا لمحاولات زرع الشقاق في دياركم ولا تنجروا الى أتون الاقتتال». واضاف النداء: «كما اثبتتم أصالتكم المعروفية في استقبال النازحين كونوا دائماً واليوم بالتحديد كما يوصيكم المشايخ الأجلاء، يداً متماسكة قوية في مواجهة الفتنة التي تحاك لكم في جرمانا وغير مكان والقوة والشجاعة تتمثلان في معالجة المشاكل بالحكمة والروية والعقل».

ودعا «أهل الغوطة والشام وسورية كافة» الى «أن تكونوا فوق النزاعات العابرة»، وإلى «الحفاظ على العيش الآمن المشترك بين بعضكم جيراناً ومواطنين مهما اشتدت الأزمات».

المجلس الوطني السوري يوافق على مرحلة انتقالية تقودها شخصية من النظام

ا ف ب

اكد المجلس الوطني السوري المعارض الثلاثاء ان كل الخيارات لقيادة المرحلة الانتقالية في سورية “قيد الدرس” ومن ضمنها تنحي الرئيس السوري بشار الاسد ونقل صلاحياته الى احد شخصيات النظام.

وقال الناطق باسم المجلس جورج صبرا في اتصال مع وكلة فرانس برس “نحن موافقون على خروج الاسد وتسليم صلاحياته لاحد شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية على غرار اليمن”، معتبرا ان “سورية مليئة بالشخصيات الوطنية وحتى من قبل الموجودين في النظام وبعض الضباط في الجيش السوري التي يمكن ان تلعب دورا” في هذا المجال.

واعلن صبرا موافقة المجلس، احد اكبر تشكيلات المعارضة في الخارج، على المبادرة العربية الاخيرة التي عرضت على الاسد تامين مخرج آمن له ولعائلته مقابل تنحيه عن الحكم.

وقال”نوافق على هذه المبادرة لان الاولوية حاليا هي لوقف المجازر وحماية المدنيين السوريين وليس لمحاكمة الاسد التي تبقى حقا قانونيا لا يمكن لاحد ان يحرم اي مواطن سوري منه”.

ووجه قرار عربي اتخذه المجلس الوزاري للجامعة العربية فجر  الاثنين في الدوحة نداء الى الرئيس السوري بشار الاسد “للتنحي السريع عن السلطة” فيما “الجامعة العربية ستساعد بالخروج الامن له ولعائلته”.

وشدد صبرا على ان المجلس يوافق “على اي خطوة توقف اعمال القتل وتفسح المجال امام بداية مرحلة انتقالية لانتقال سلمي وآمن للسلطة من دون هذا القدر من الضحايا”، مشيرا الى ان بلورة الصيغة الامثل لقيادة المرحلة الانتقالية “ما تزال قيد الدرس” بين جميع مكونات المعارضة. ولفت الى ان جميع الخيارات مفتوحة بما في ذلك ان “يقود مجلس عسكري انتقالي المرحلة الانتقالية”.

واعتبر صبرا ان “هذا النظام يرفض كل المخارج السلمية مدعوما سياسيا وعسكريا من روسيا والصين وايران ومستفيدا من العجز العربي والدولي”، منتقدا في الوقت نفسه مؤتمر اصدقاء سورية “الذي يكتفي بالتفرج واصدار البيانات”.

طائرات حربية تقصف حلب والجيش يقتحم حيي القدم والعسالي في دمشق

بيروت، دمشق، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

قال سكان ونشطاء من المعارضة السورية إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً أمس من أجل السيطرة على وسط حلب وإنهم يشتبكون مع قوات الجيش السوري وأفراد من الاستخبارات عند بوابات المدينة القديمة.

في موازاة ذلك قصفت طائرات حربية سورية حلب في تصعيد ملحوظ لهجمات الجيش على قوات المعارضة بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أمس.

ويعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الطائرات الحربية في مدينة حلب.

وشاركت طائرات هليكوبتر في اشتباكات سابقة، إلا أنه لم ترد أنباء عن استخدام طائرات حربية. وقال شهود إن قوات الجيش قصفت مركزاً تجارياً ومناطق شرق حلب في محاولة لاستعادة المناطق التي استولى عليها مقاتلو المعارضة.

وقال رجل أعمال بالمنطقة إن القتال يشتعل حول باب الحديد وباب النصر وهما بين عدة بوابات تؤدي إلى المدينة القديمة وهي من المواقع المسجلة ضمن قائمة الأمم المتحدة للتراث العالمي. وذكرت ربة منزل أنها سمعت تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار من المنطقة. وقال ماجد النور وهو من نشطاء المعارضة لرويترز في مكالمة هاتفية من حلب إن مقاتلي المعارضة جاؤوا «لمحاولة تحرير وسط المدينة بعد السيطرة على أحياء الصاخور ومساكن هنانو وطريق الباب والشيخ نجار والأرض الحمرا في الشرق وصلاح الدين في الغرب».

وقال قائد المقاتلين مصطفى عبد الله الذي يرأس وحدة يطلق عليها «شهداء حلب» إن نقص الذخيرة مشكلة تواجه مقاتلي المعارضة الذين انضموا للمعركة. وأضاف أن المقاتلين «يأتون من الريف لكن الذخيرة والأسلحة تنفد منهم». وذكر أن القوات النظامية تقصف منطقة الريف إلى الشمال من حلب لمنع تقدم مقاتلي المعارضة. ومضى يقول: «نحن نهاجم في مجموعات صغيرة في عمليات كر وفر».

وأعلن قائد المجلس العسكري في «الجيش السوري الحر» في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي أنه تم «تحرير» عدد من أحياء في حلب، وأن الجيش النظامي يواصل قصف هذه الأحياء من خارج المدينة. والأحياء التي أعلنت المعارضة السورية المسلحة السيطرة عليها هي صلاح الدين والشعار ومساكن هنانو وطريق الباب والشيخ نجار.

وقال العقيد العكيدي لوكالة فرانس برس عبر سكايب «إنها المرحلة الأولى نحو التحرير الكامل للمدينة». إلا أنه أوضح أن معارك عنيفة لا تزال تدور حول هذه الأحياء وتشارك المروحيات والدبابات التابعة للنظام في المعارك.

وعلى رغم التوتر الأمني، خرجت صباح أمس تظاهرات طالبت بإسقاط النظام في بعض أحياء حلب. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «غالبية الاشتباكات في حلب تدور في المناطق المحافظة وذات الطابع الشعبي».

وأفاد المرصد أن الاشتباكات في حلب تتركز في حي السكري وأطراف حي صلاح الدين، مشيراً إلى تعرض أحياء قاضي عسكر وباب الحديد والقاطرجي وكرم الجبل وقارلق إلى «إطلاق نار من رشاشات المروحيات التي تحوم في سماء الأحياء التي انتشر فيها الثوار».

وكانت اشتباكات عنيفة وقعت بعد منتصف ليل الاثنين -الثلثاء في أحياء الكلاسة والعرقوب والزيدية والصالحين رافقها قصف على أحياء عدة في المدينة، ما أدى إلى مقتل مقاتل وأربعة مدنيين.

ومن ناحية أخرى قال نشطاء على اتصال بسجناء إن قوات النظام أخمدت عصياناً أثناء الليل في سجن المدينة الواقع على المشارف الشمالية لحلب وقتلت 15 سجيناً بالغازات المسيلة للدموع ونيران البنادق الآلية.

وأوضح المجلس الوطني السوري في بيان أمس أنه «تم… إطلاق النار والغازات على السجناء في سجن حلب المركزي بسبب قيام المعتقلين بعصيان تعبيراً سلمياً عن رفض الظلم الفادح الذي يلحق بهم … وأدى ذلك خاصة ضرب الغاز في أماكن محكمة الإغلاق إلى سقوط ثمانية قتلى ونشوب حريق داخل السجن». ولفت البيان إلى أن «الطيران يقصف محيط السجن بالصواريخ لمنع تقديم أي مساعدة للسجناء». وحذر المجلس في الوقت نفسه من «ارتكاب مجزرة كبيرة» في سجن حمص الذي شهد منذ ثلاثة أيام انشقاقاً وإطلاق نار بين الحراس الموالين والمنشقين قبل أن يسيطر السجناء على المبنى القديم ويمتد العصيان إلى المبنى الجديد. وأضاف انه على اثر ذلك «طوقت المخابرات الجوية وقوات الأمن السجن من كل الجهات مدعومة بمدرعات ودبابات الجيش»، موضحاً أنه «بعد أن فشلت وساطة قام بها المحافظ بدا إطلاق نار من الخارج على السجن ثم بدا إطلاق قنابل الغاز والرصاص باتجاه المساجين».

ولفت إلى أن «المساجين منعوا من الطعام والشراب اليوم وهم من دون أي غذاء»، مشيراً إلى أن «السجن القديم فقط يضم بين ثلاثة وخمسة آلاف سجين».

وتتواصل الاشتباكات في شكل متفاوت في عدد من أحياء العاصمة دمشق، فيما تسببت أعمال العنف في مناطق مختلفة بمقتل 35 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبين القتلى، أطفال قتلوا في قصف على مدينة الحراك في محافظة درعا (جنوب).

وعن الوضع في دمشق، اقتحمت القوات النظامية حيي القدم والعسالي في جنوب دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد في بيان أن القوات النظامية «بدأت حملة مداهمات واعتقالات في المناطق التي اقتحمتها من هذه الأحياء».

وأفاد أن «حيي القدم والحجر الأسود في جنوب العاصمة ما زالا يشهدان اشتباكات، لا سيما في الحارات التي لجأ إليها المقاتلون».

وأشار إلى أن «المقاتلين المعارضين ما زالوا في حالة دفاع ولم يشنوا أي هجوم مضاد منذ أن بدأ الجيش النظامي هجومه لاستعادة السيطرة على دمشق قبل ثلاثة أيام».

وأفاد المرصد السوري عن اقتحام حي برزة البلد من القوات النظامية بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف، لافتاً إلى سقوط قذائف على منطقة الحجر الأسود مصدرها «القوات النظامية التي اشتبكت مع مقاتلين معارضين وتحاول السيطرة على الحي منذ أيام».

من ناحيتها، أفادت لجان التنسيق أن «جيش النظام يقتحم حي برزة وسط حملة مداهمات وتكسير لمنازل الحي مع استمرار للقصف»، مضيفة أن الجيش النظامي «يقتحم حي نهر عيشة أيضاً من جهة الكازية بأكثر من 700 عنصر أمن وشبيحة بالعتاد الكامل مع تواجد دبابتين بالقرب من الكازية وسط إطلاق نار كثيف».

وذكر ناشطون سوريون معارضون في دمشق ومصدر قريب من السلطات أول من أمس أن الجيش السوري استعاد على ما يبدو السيطرة على القسم الأكبر من العاصمة بعد الاشتباكات العنيفة التي دارت على مدى أسبوع بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة.

وأوضح رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري في اتصال مع فرانس برس أمس أن «الجيش النظامي يسيطر على المزة وبرزة والميدان وكفرسوسة في شكل كامل»، مشيراً إلى أن هذه الأحياء «لا تشهد اشتباكات بل تظاهرات وحملات دهم يومية». وأضاف أن «النظام دخل العسالي ونهر عيشة (جنوب)، لكنهما تشهدان اشتباكات متقطعة».

وفي محافظة حماة (وسط)، أوضح المرصد أن بلدة كفرزيتا تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين في بلدة اللطامنة بريف حماة وسط أنباء عن اقتحام بلدة البلجة بعدد كبير من القوات النظامية.

وفي مدينة دير الزور (شرق)، قتل، بحسب المرصد، مقاتل معارض اثر اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الاثنين الثلثاء بين القوات النظامية والكتائب الثائرة في حيي العرضي ودير العتيق ودوار غسان عبود استهدف خلالها الثوار مبنى الشرطة العسكرية في المدينة.

وذكر المرصد انه في ريف درعا جنوباً، تعرضت بلدات داعل واللجاة والنجيح في ريف درعا للقصف من قبل القوات النظامية صباح أمس بينما دارت اشتباكات بعد منتصف ليل الاثنين الثلثاء في بلدتي الشيخ مسكين وجملة تبعها قصف عنيف من قبل القوات النظامية. كما قال نشطاء في المعارضة إن قصفاً للجيش السوري أسفر عن مقتل ستة أطفال على الأقل وأربعة مدنيين آخرين أمس في بلدة الحراك في سهل حوران بالجنوب وأظهرت لقطات فيديو جثثاً مشوهة في مستشفى محلي.

وقالت شمس الحوراني وهي من النشطاء لرويترز في مكالمة هاتفية من مدينة درعا مهد الانتفاضة السورية «قذائف المدفعية والمورتر ضربت عدداً من الشوارع السكنية في الحراك. أغلب الأطفال القتلى كانوا يعيشون في شارع واحد». وأضافت: «الجيش يقصف الحراك والنعيمة وداعل وخربة غزالة ودرعا القديمة من الملعب البلدي في درعا».

وقالت مصادر في المعارضة إن قوات النظام فقدت السيطرة بصورة كبيرة على درعا ونقاط التركز السكاني الرئيسية في حوران الممتد من مشارف العاصمة دمشق إلى الحدود مع الأردن.

لكن المصادر قالت إن الجيش قصف بشدة المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة خلال الأسبوع الماضي وإن عشرات قتلوا أغلبهم من المدنيين. وأظهرت لقطات فيديو نشرت على الإنترنت جثث عدد من الأطفال في الحراك وجثة امرأة قتيلة على أرض مستشفى. وكانت هناك طفلة صغيرة ترتدي قميصاً باللونين الأزرق والوردي مرسوم عليه نجوم وقلوب على سرير طبي. ولم يكن هناك ما يربط ساقيها بباقي جسمها سوى الجلد.

وإلى جوارها طفلة أخرى يوجد ثقب في صدرها وطفلان مصابان بجروح قطعية في سيقانهم ورأسيهما. وكان أحد الطفلين يرتدي قميصاً عليه شخصية باباي الشهيرة في الرسوم المتحركة. وكان الأربعة صغاراً جداً لدرجة أنهم كانوا يرقدون على سرير طبي واحد. وعلى الأرض وسط بركة من الدماء كان يرقد طفل يرتدي قميصاً أصفر وإلى جواره امرأة ترتدي غطاء رأس أسود. وإلى جوار المرأة أصغر القتلى وهي رضيعة ترتدي فستاناً بنفسجياً. وقال رجل لا يظهر في التسجيل إن أطفال الحراك يقتلون في القصف يومياً. وأضاف أن البلدة تتعرض للقصف منذ عشرة أيام.

وفي ريف إدلب شمال غربي البلاد، تعرضت منطقة وادي الضيف وقرى حيش وكفرسجنة والركايا وخان شيخون ومعرة النعمان ومشمشان للقصف من قبل القوات النظامية بعد منتصف ليل الاثنين الثلثاء ما أدى لسقوط جرحى، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة من القوات النظامية اثر اشتباكات في المنطقة الواقعة بين خان شيخون ومعرة النعمان على طريق حلب دمشق الدولي.

وبلغت حصيلة العنف في سورية أول من أمس 116 قتيلاً هم 64 مدنياً و17 مقاتلاً معارضاً، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 35 من القوات النظامية.

                      معركة حلب تتسع وتركيا تتأهب كيميائياً

وواشنطن تعمل “خارج إطار مجلس الأمن”

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

مناف طلاس أعلن انشقاقه رسميا عن النظام ودعا الى سوريا ما بعد الأسد

تعيينات أمنية خلفاً لمسؤولين أمنيين قتلوا في تفجير الأربعاء الماضي

أجرى النظام السوري أمس سلسلة تعيينات أمنية بعد أقل من اسبوع من مقتل أربعة من قادته الامنيين الكبار، ابرزها تعيين اللواء علي مملوك رئيساً لمكتب الامن القومي خلفاُ للواء هشام اختيار ص11،  وقت اتسعت رقعة الاشتباكات في مدينة حلب في شمال سوريا بعد انحسارها في دمشق التي استعادت قوات النظام السيطرة على مجمل أحيائها. وأدت أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد الى مقتل 80 شخصاً.

وأعلن العميد مناف طلاس انشقاقه رسمياً عن النظام. وقال عبر قناة “العربية” الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها انه “يجب ان نعمل معاً من أجل سوريا موحدة ومؤسسات ذات استقلالية”. وأضاف انه “يجب ان نفوت الفرصة على هذا النظام”. واعتبر ان “واجبنا التوحد لبناء سوريا”. و”دعوتي ان نتحد من أجل سوريا ما بعد الاسد”.

الى ذلك، بثت قناتا “الجزيرة” و”العربية” التلفزيونيتان ان القائمة بالاعمال السورية في قبرص لمياء الحريري انشقت عن النظام، لتصير الديبلوماسي الثاني الرفيع المستوى يعلن انشقاقه عن النظام بعد السفير لدى العراق نواف الفارس.

وقال ناشطون سوريون ان قوات الرئيس بشار الاسد قتلت نحو 30 مصليا لدى توجههم الى مسجد لاداء صلاة العشاء في قرية الشريعة شمال غرب مدينة حماه .

وأطلقت طائرات هليكوبتر حربية تابعة للجيش السوري صواريخ ونيران مدافعها الرشاشة قرب وسط مدينة حلب في معركة مع مقاتلي المعارضة الذين يحاولون توسيع رقعة سيطرتهم في ثانية كبرى المدن السورية. وقال ناشطون ان آلاف الجنود السوريين ينسحبون بمدرعاتهم من مرتفعات جبل الزاوية الاستراتيجية في شمال غرب محافظة ادلب ويتوجهون الى حلب.

 وفي دمشق، تحدث ناشطون عن اسقاط قوى الامن السورية مناشير في أنحاء العاصمة تنذر مقاتلي المعارضة وتطالبهم بالاستسلام وتسليم أسلحتهم. وجاء في المناشير التي ألقتها طائرات هليكوبتر وحملت توقيع القيادة العامة للقوات المسلحة: “السلاح الذي تحمله أصبح عبئا عليك ولا أمل لك بالنجاة إلا بترك السلاح… ساعة الحسم بدأت ورجال الجيش العربي السوري قادمون. الوقت ينفد والعاقل هو من يحافظ على روحه فكن واحداً من المئات الذين عادوا الى أهلهم أحياء سالمين بتسليم أنفسهم”.

وأوضح ناشطون انهم شاهدوا المناشير في حي الزاهرة وحي الميدان، حيث شن الجيش هجوما مضاداً شرساً رداً على هجوم المعارضة الاسبوع الماضي في العاصمة.

وسجلت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان “الوضع في دمشق ومحيطها بقي متوترا وهشا خلال اليومين الاخيرين”، مشيرة الى ان “الناس لا يزالون يهربون من منازلهم الى مناطق أكثر أمنا”.

وبدأ وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس زيارة  لدمشق موفداً من الامين العام للمنظمة الدولية بان كي- مون تهدف الى تقويم الوضع بعد تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، التي لا تزال عملياتها معلقة نتيجة استمرار أعمال العنف، شهرا.

وقال لادسوس ان كبير المستشارين العسكريين في الامم المتحدة الجنرال السنغالي بابكر غاي سينضم اليه، وسيتولى غاي قيادة بعثة المراقبة خلفاً للميجر جنرال النروجي روبرت مود.

كلينتون

وفي واشنطن، صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي: “نعتقد انه لم يفت الاوان بعد ليبدأ نظام الاسد برنامجا لانتقال (السلطة) يتيح ايجاد سبيل لوضع حد للعنف”، ملاحظة ان “وتيرة الاحداث تتسارع في سوريا”. وقالت انه منذ اخفاق مجلس الامن في اصدار قرار يفرض عقوبات على النظام السوري في 19 تموز بسبب الفيتو الروسي والصيني، تعمل الولايات المتحدة “خارج اطار مجلس الامن” لتوجيه “رسالة واضحة فحواها دعم المعارضة” السورية. واضافت: “علينا ان نعمل في شكل وثيق مع المعارضة لأنها توسع سيطرتها الجغرافية … وسيؤدي ذلك في نهاية الامر الى ملاذ آمن داخل سوريا سيوفر حينئذ قاعدة لمزيد من التحركات للمعارضة” ، مؤكدة ان واشنطن تقدم للمعارضين “وسائل اتصال ومساعدة انسانية وطبية”.

وخاطبت مقاتلي المعارضة السورية “الذين باتوا أكثر تنظيما”، قائلة ان على المعارضة “ان تستعد للبدء بالعمل على حكومة انتقالية. عليها ان تلتزم حماية حقوق جميع السوريين وجميع المجموعات السورية. وعليها ان تحمي الاسلحة الكيميائية والجرثومية التي يملكها النظام السوري”.

ودعت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند المعارضين السوريين الى توحيد صفوفهم “في المرحلة اللاحقة” في حال سقوط نظام الاسد.

وقالت مصادر أميركية إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، في تحول لبؤرة تركيز سياستها  المتعلقة بسوريا عن ديبلوماسية الأمم المتحدة التي وصلت إلى طريق مسدود، تبحث الآن عن سبل تقديم مزيد من الدعم لقوات المعارضة السورية ومن ذلك تزويدها مزيداً من معدات الاتصال وتبادل معلومات الاستخبارات.

ومع ان معاوني اوباما يحجمون عن توقع المدة التي يمكن ان يبقى خلالها الأسد في السلطة، فإنهم يسعون جهدهم الى وضع خطة تحمي مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا والحيلولة دون تفكك البلاد على أسس طائفية. غير ان واشنطن تستعد لتقديم معدات اتصال إضافية والتدريب لمساعدة المعارضة على تحسين قدراتها في القيادة والتحكم للتنسيق بين مقاتليها.

وقال مسؤول اميركي رفيع  المستوى: “نريد مساعدتهم على أن يصيروا أكثر تجانساً من حيث قدرتهم على تقديم رؤية مشتركة وقدرتهم على الاتصال والتواصل في ما بينهم”.

الاسلحة الكيميائية

وغداة اقرار وزارة الخارجية السورية للمرة الاولى بامتلاك دمشق اسلحة كيميائية، مؤكدة انه “لن يتم استخدام اي سلاح كيميائي او جرثومي ابدا خلال الازمة اياً كانت التطورات الداخلية”، وان هذه الاسلحة “لن تستخدم الا في حال تعرض سوريا لعدوان خارجي”، قال رئيس الاركان  الاسرائيلي اللفتنانت جنرال بني غانتس ان النظام السوري “يسيطر على مخزونه من اسلحة” الدمار الشامل، وان هذه الاسلحة لم تنقل الى “اياد خطرة”. وأدت  التهديدات السورية إلى زيادة الطلب في إسرائيل على الأقنعة الواقية من الغاز التي تمولها الدولة والتي وزّعت خلال السنوات الاخيرة في إطار استعدادات أوسع لمواجهة محتملة في شأن البرنامج النووي الايراني.

وقالت شركة البريد الإسرائيلية التي تتولى توزيع الأقنعة لحساب الجيش إنه جرى تسليم 3700 قناع واق الاثنين مقارنة بالمتوسط اليومي الذي يبلغ 2200 قناع. وأكدت الناطقة باسم الشركة ميراف لابيدوت ان “الزيادة مرتبطة ولا شك بما يحدث في سوريا”.

وحذرت روسيا سوريا من استخدام اسلحة كيميائية قائلة ان موسكو “تتصرف بناء على افتراض” ان الحكومة ستتمسك بالتزاماتها الدولية. واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان مجموعة من السفن الحربية الروسية التي يفترض انها تتجه الى مرفأ طرطوس السوري، دخلت البحر المتوسط بعد عبور مضيق جبل طارق، وستقوم “بمناورات عسكرية مقررة”.

وأفادت وسائل اعلام تركية ان الجيش التركي ارسل فرقاً ذات تدريب خاص على التعامل مع هجمات الاسلحة الكيميائية الى منطقة الحدود السورية.

واوردت وكالة “دوغان” التركية ان كتيبة الاسلحة الكيميائية التي كانت متمركزة في غرب تركيا نقلت الى قونية في وسط البلاد قبل شهرين وان مجموعة من الافراد توجهت الان الى منطقة الحدود السورية.

ولم تنسب الوكالة التقرير الى مصدر ولم يتسن الحصول على تعليق فوري عليه من مسؤولين. ونشرت وسائل اعلام اخرى هذا التقرير ايضا.

وفي بغداد، قررت الحكومة العراقية بناء مخيمات للاجئين السوريين عند معبري ربيعة (اليعربية) والقائم (البوكمال) الحدوديين.

وفي الرياض، جمعت حملة التبرعات التي اطلقها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لمصلحة الشعب السوري نحو 32 مليون دولار في يومها الاول.

واكد رئيس الوزراء الاردني فايز الطراونة ان المملكة ليست طرفا في النزاع الداخلي في سوريا، معربا عن امله في ايجاد “حل سلمي ينهي الازمة” في الجارة الشمالية.

وفي طهران، قال نائب قائد الحرس الثوري “الباسدران” الجنرال مسعود جزائري ان حلفاء سوريا “لن يسمحوا بتغيير النظام” في  سوريا وسيوجهون “ضربات حاسمة” الى اعداء دمشق اذا ما قرر هؤلاء المشاركة في النزاع.

مناف طلاس يدعو المعارضة إلى الوحدة .. والأمم المتحدة تتابع مهمة مراقبيها

قلق روسي أميركي من الأسلحة الكيميائية .. والمرحلة الانتقالية

أقرت الإدارة الأميركية ضمنا أمس، بعملها مع تشكيلات المعارضة السورية المسلحة، معتبرة أن الأراضي التي تكسبها هذه المعارضة ستؤدي إلى خلق «ملاذ آمن» يوفر «قاعدة لتحركاتها»، كما رأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أن الفرصة ما زالت سانحة كي يبدأ النظام السوري «التخطيط لعملية انتقالية»، فيما ذكّرت موسكو دمشق بـ«التزاماتها الدولية» بعدم استخدام الأسلحة الكيميائية، وذلك في خضم حملة مواقف دولية من الترسانة السورية من هذه الأسلحة.

إلى ذلك، خرج العميد السوري المنشق مناف طلاس إلى العلن، عبر بيان مصوّر بثته قناة «العربية»، أكد فيه انشقاقه عن النظام، ودعا فيه المعارضة إلى الوحدة لخدمة سوريا ما بعد الرئيس بشار الأسد والحفاظ على النسيج الاجتماعي في البلاد.

وقال طلاس إنه «يتحدث ليس كمسؤول بل كأحد أبناء سوريا وأحد أبناء الجيش السوري الرافض لنهج النظام الفاسد»، مضيفاً «دعوتي أن نتحد من أجل سوريا موحدة ذات نسيج متوحد ومؤسسات ذات استقلالية لخدمة سوريا ما بعد الأسد»، مطالباً السوريين «بالحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة التي لا تقوم على الانتقام والإقصاء».

وتابع طلاس «أتحدث بصفتي مواطن سوري يفخر بخدمته في الجيش السوري، وأياً كانت الأخطاء من قبل البعض في الجيش السوري، واجبنا اليوم كسوريين هو الاتحاد من أجل هدف واحد لجعل بلادنا حرة ديموقراطية من دون أن نهدمها». وقال «كل جندي خدم في الجيش السوري من دون أن يلطخ يديه بدماء الشعب إنما يطبع قبلة اعتذار وتقدير على رأس كل مواطن سوري حر، وهم امتداد لشرفاء الجيش السوري الحر».

وشدد على وجوب أن تكون «ثورتنا ثورة على الفساد والطغاة لكن دون

هدم النسيج الاجتماعي السوري المتماسك. وواجبنا كسوريين الحفاظ على المؤسسات»، داعياً إلى أن «نتحد جميعاً من أجل سوريا موحدة، ذات نسيج موحد، ومؤسسات ذات استقلالية».

وقال مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو في تصريح للصحافيين بعد وصوله إلى دمشق ولقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إن «هذه الزيارة هي الثانية لتقييم عمل بعثة المراقبين الدوليين، بعد تجديد عمل البعثة وصدور قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بتمديد عمل البعثة لمدة 30 يوماً أخيرة في حال استمر مستوى العنف على الأرض».

وأضاف لادسو «هذه الزيارة ستكون فرصة لتقديم رئيس البعثة الجديد بابكر غاي لبعض أفراد فريق عمله، وستكون أيضا مناسبة لعقد اجتماعات في الأيام الثلاثة المقبلة».

وقالت كلينتون، للصحافيين في واشنطن، «يجب أن نعمل عن كثب مع المعارضة (السورية) لأنه يجري كسب المزيد والمزيد من الأراضي، وسيؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى ملاذ آمن داخل سوريا، سيوفر حينئذ قاعدة لمزيد من التحركات المعارضة».

وأضافت كلينتون «نعتقد أنه لم يفت الأوان كي يبدأ نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد التخطيط لعملية انتقالية، لإيجاد طريقة تنهي العنف عبر البدء بنقاشات جدية لم تحدث إلى الآن».

واعتبرت أنه من المهم أن توضح «المعارضة المسلحة أنها تقاتل من أجل كل السوريين، لا بحثا عن الانتقامات التي ستؤدي إلى مزيد من العنف». وأضافت ان على المعارضة «ان تستعد للبدء بالعمل على حكومة انتقالية. عليها أن تلتزم حماية حقوق جميع السوريين وجميع المجموعات السورية. وعليها أن تحمي الأسلحة الكيميائية والجرثومية التي يملكها النظام السوري».

من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «نريد أن نشدد على أن سوريا انضمت في العام 1968 إلى بروتوكول جنيف للعام 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو أي غازات أخرى من أي نوع»، مذكرة السلطات السورية بضرورة الالتزام بتعهداتها الدولية.

وأضافت أن «روسيا استمعت باهتمام إلى تصريحات ممثل عن وزارة الخارجية السورية أثناء مؤتمر صحافي في 23 تموز الحالي في ما يتعلق باحتمال استخدام سلطات البلاد للأسلحة الكيميائية في حال عدوان خارجي». وتابعت إن «الجانب الروسي ينطلق من مبدأ أن السلطات ستواصل التزامها التام بتعهداتها الدولية».

وفي حين أجرت القيادة السورية سلسلة تعيينات على رأس أجهزتها الأمنية بعد أقل من أسبوع على تفجير مكتب الأمن القومي في دمشق، حذرت طهران أي قوى أجنبية ستتدخل في سوريا من «ضربات حاسمة»، وخصت بالذكر في هذا السياق «العرب المكروهين».

وقال نائب رئيس القوات الإيرانية المشتركة القيادي في الحرس الثوري الجنرال مسعود جزائري إن «الشعب السوري وأصدقاء سوريا لن يسمحوا بتغيير النظام». وأضاف إن «أصدقاء سوريا وحركة المقاومة لم يدخلوا المشهد بعد، وإذا فعلوا فإنهم سيوجهون ضربات حاسمة لجبهة العدو، وخاصة للعرب المكروهين».

وتابع جزائري، الذي عرف بتصريحاته المتشددة باسم الجيش الإيراني، إن «السوريين غاضبون جدا من حكومات الشر في أميركا وتركيا وقطر والسعودية وغيرها من حلفاء الإرهابيين». واتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بقيادة «حملة شاملة ضد سوريا» إلا انه قال إنهما تواجهان «هزيمة كبرى». وقال «الآن لا يستطيع العدو أن يفعل شيئا سوى من خلال الأفعال الإرهابية والتفجيرات والدعاية الإعلامية».

وأجرت السلطات السورية أمس، سلسلة من التعيينات الجديدة على رأس أجهزتها الأمنية. وتولى اللواء علي مملوك إدارة مكتب الأمن القومي، وحلّ مكانه في إدارة جهاز أمن الدولة اللواء ديب زيتون. وعيّن عبد الفتاح قدسية نائبا لمملوك، فيما حلّ محله علي يونس رئيسا للاستخبارات العسكرية، كما عيّن رستم غزالة رئيسا للأمن السياسي مكان زيتون.

إلى ذلك، اقتحمت القوات النظامية السورية أحياء القدم والعسالي والتضامن في جنوب دمشق، في وقت تستمر الاشتباكات في حلب في شمال البلاد، بينما حصد العنف في سوريا 80 قتيلا، حسبما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وفي حلب، تستمر الاشتباكات في احياء السكري والصاخور ومساكن هنانو، وتستخدم القوات النظامية «الحوامات والقذائف»، بحسب المرصد الذي افاد ايضا عن «حركة نزوح كبيرة» من احياء الهلك والحيدرية والشيخ فارس. وقتل 21 شخصا في محافظة حلب بينهم مسلحان.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش ا)

مناف طلاس يعلن انشقاقه رسميا عن النظام السوري: دعوتي ان نتوحد لخدمة سوريا ما بعد الأسد

اعلن العميد مناف طلاس انشقاقه رسميا عن النظام السوري الذي وصفه بـ”الفاسد”، ودعا السوريين الى التوحد لخدمة سوريا ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي اطلالته الأولى بعد مغادرته سوريا، قال طلاس في بيان مصوّر بثته قناة “العربية”، انه “يتحدث ليس كمسؤول بل كأحد ابناء سوريا واحد ابناء الجيش السوري الرافض لنهج النظام الفاسد”، داعيا السوريين الى الوحدة “لخدمة سوريا ما بعد بشار الاسد”، مطالبا اياهم “بالحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة التي لا تقوم على الانتقام والاقصاء والاستئثار”.

وتابع طلاس “اتحدث بصفتي مواطن سوري يفخر بخدمته في الجيش السوري وايا كانت الاخطاء من قبل البعض في الجيش السوري، فإن كل من منتم شريف لهذا الجيش لا يقوم بقتل او اهانة الشعب السوري (…) هو امتداد للجيش السوري الحر”، مضيفا “واجبنا اليوم كسوريين التوحد من اجل هدف واحد لجعل بلادنا حرة ديموقراطية دون ان نهدمها”.

واكد على وجوب ان تكون “ثورتنا ثورة على الفساد والطغاة دون هدم النسيج الاجتماعي السوري، ولا يجب هدم المؤسسات”، داعيا الى ان “نتوحد جميعا من اجل سوريا موحدة ومؤسسات ذات استقلالية”.

باريس وواشنطن تتنازعان على قيادة سوريا: حكومة مدنية انتقالية أم مجلس عسكري؟

محمد بلوط

حكومة مدنية انتقالية في المنفى لسوريا أم مجلس عسكري أعلى لقيادة المرحلة الانتقالية؟ محوران يتنازعان رعاة المعارضة السورية الإقليميين بين الخيارين المطروحين. فرنسا في الخيار الأول لبواعث سياسية تتعلق بنفوذها المباشر في المجلس الوطني السوري، وتقف الولايات المتحدة وبريطانيا مع مجلس عسكري لبواعث أمنية، والحاجة إلى قوة سورية عسكرية قادرة على توفير ضمانات تتعلق بالأسلحة الكيميائية وضبط الجماعات المسلحة، لا سيما الإسلامية.

ويتقاطع الخياران عند هدف واحد يتجاوز تنظيم مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد: التمهيد لعمل من خارج مجلس الأمن الدولي، المقفل بفيتو صيني – روسي مزدوج، عبر تشكيل الحكومة السورية الانتقالية، ومنهجها اعتراف دول «مؤتمر أصدقاء سوريا»، والاستناد إلى شرعيتها وشرعية ما تطلب للتدخل في سوريا.

فكرة حكومة انتقالية في المنفى تسارع النقاش فيها، بعد تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق وانقضاء المعارك في العاصمة السورية، من دون أن تتمكن المعارضة السورية المسلحة من إسقاط النظام. الدعوات إلى حكومة انتقالية في المنفى افتتحها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بحثّه المعارضة السورية «على تنظيم صفوفها لإقامة حكومة تضم في صفوفها أعضاء من المجلس الوطني السوري» حليف باريس. تلى ذلك دعوة القطريين، بلسان وزير خارجيتهم الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، «إلى حكومة وحدة وطنية».

ولكن العمل على تشكيلها، سياسيا أو عسكريا، يواجه بعض الصعوبات، فقد ساد ارتباك صفوف المعارضة السورية بعد خروج الناطق باسم «المجلس الوطني السوري» جورج صبرا بتصريح لا يمانع فيه «تشكيل حكومة انتقالية سورية تقودها شخصية من النظام». ثم عاد صبرا لتكذيب التصريح، فيما سارع مسؤولون في المكتب التنفيذي للمجلس إلى إجراء اتصالات واسعة بوسائل الإعلام العربية والأجنبية لتصحيح المواقف. وبدأ المكتب التنفيذي للمجلس الوطني استشارة معارضين من خارجه، لوضع تصور مشترك للحكومة. ورفض معارض سوري، يقود تجمعاً بارزاً، اقتراحاً تقدم به المجلس الوطني للدخول في الحكومة الانتقالية. وقد تصدر صيغة أولى لتركيبة الحكومة الانتقالية في الأسابيع المقبلة، قبل موعد انعقاد مؤتمر «أصدقاء سوريا» في المغرب، لطرحها على المؤتمر والحصول على اعتراف واضح بها.

أما على جبهة «المجلس العسكري السوري»، الذي يفضله الأميركيون على ما عداه، فيرشح اسم العميد مناف طلاس لإعلان عنه في وقت ليس ببعيد، كما يروّج مقربون منه في العاصمة الفرنسية. الأميركيون الذين يثيرون ضجيجاً إعلامياً كبيراً حول هواجسهم الكيميائية السورية، يرون في العسكري المنشق عن صديقه الأسد، أفضل من يستطيع إقناع عسكريين من الحلقة الأولى حول الرئيس، بتوحيد جهودهم للانقلاب عليه. ويجري العميد طلاس، بحسب مقربين، اتصالات بعسكريين علويين، لإشراكهم في «المجلس العسكري» المنوي تشكيله.

ولكن للعميد طلاس شروطه في أي «مجلس عسكري» أو حكومة انتقالية يعلن عنها. فمن غير المقبول لدى طلاس أي صيغة قيادية تجعله أقل من الرقم واحد في أي إطار عسكري يجري التفاهم عليه. ويقترح صيغة لقيادة «الجيش الحر» وتوحيد صفوفه، تحت قيادته، لتطهير صفوفه من العناصر المتطرفة. ويخشى طلاس أن يتحول «الجيش الحر» في بنيته الحالية إلى معضلة سورية كبيرة ما بعد الأسد، تساهم في نشر الفوضى والاقتتال الداخلي.

ويعتبر طلاس، بأي حال، أن «المجلس الوطني» لا يمثل ثقلاً وازناً في العملية السياسية، رافضاً التنسيق معه. ويشكو أعضاء في المجلس من عدم وجود أي اتصال مع العميد المنشق. وقال مقربون منه إنه يجري اتصالات، لتسهيل قيام «المجلس العسكري»، مع قطر وتركيا والسعودية التي ترعى وتدعم تسليح المعارضة السورية. وفي هذا السياق أيضا، قال معارض سوري في باريس إن طلاس رفض الرد على اتصالات من نائبي الرئيس السوري الأسبقين عبد الحليم خدام ورفعت الأسد اللاجئين في العاصمة الفرنسية.

واشنـطــن: لا دور استخبـاراتيــاً فــي سـوريــا

جو معكرون

الاهتمام الأميركي بمصير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا يبدو كأنه يتجاوز الخطط العملية لإسقاط النظام، مع إبقاء تركيز الإدارة على طبيعة المرحلة الانتقالية والتعرف أكثر إلى المعارضة المسلحة داخل سوريا، ومدى قدراتها على إدارة الفوضى والتعددية بعد رحيل النظام.

ومع انتهاء «التانغو» مع موسكو في مجلس الأمن الدولي في نيويورك وتفجير مكتب الأمن القومي في دمشق، فإن كل المؤشرات الصادرة من واشنطن تدل على دخول المقاربة الأميركية في سوريا مرحلة جديدة، لم تتضح معالمها بعد.

وعلى ما يبدو فإن أولى تداعيات هذا التحول الأميركي هو تسلم وكالة الاستخبارات الأميركية زمام المبادرة في هذا الملف، مقابل تراجع دور وزارة الخارجية، فيما يشدد البيت الأبيض على مصير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية مع تحذير الرئيس باراك أوباما نظام الرئيس السوري بشار الأسد من اللجوء إلى هذا الخيار، في وقت تدفع الديبلوماسية الإسرائيلية بهذه القضية إلى صدارة الاهتمام أكثر مما قد يحدث داخل سوريا.

في البداية سربت الإدارة أن هناك عملاً سرياً أميركياً على الأراضي السورية، للتنسيق مع المعارضة المسلحة وحماية مواقع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية بالتعاون مع إسرائيل وتركيا، لكن كان هناك نفي رسمي لهذا الأمر بالأمس. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وكالة الاستخبارات الأميركية لم تتمكن حتى الآن من التواجد داخل سوريا، نتيجة تعليق أعمال السفارة الأميركية في دمشق، ونتيجة عدم قدرة المعارضة المسلحة على الاحتفاظ بالأراضي التي سيطرت عليها، وذلك على عكس دور الاستخبارات الأميركية البارز في جمع المعلومات في مصر وليبيا، وان الدور الاستخباراتي الأميركي الذي زاد في سوريا خلال الأشهر الأخيرة كان «محصوراً إلى حد كبير بمراقبة الاتصالات، ومراقبة النزاع من بعيد».

وتعتمد الاستخبارات الأميركية، بحسب التقرير، على نظرائها في الأردن وتركيا وغيرها من الدول الإقليمية، وبالتالي فإن غياب هذه المعلومات الاستخبارية ساهم في تعقيد جهود الإدارة للتعامل مع ما يجري في سوريا الذي يقدم «فرصة لإزالة خصم للولايات المتحدة منذ فترة طويلة، لكن تحمل في طياتها خطر دعم مسلحين متعاطفين مع تنظيم القاعدة أو الإسلام المتشدد».

وقال مسؤول أميركي للصحيفة «علينا معرفة من هناك أولاً… ليس كأنها حرب جديدة، إنها متواصلة منذ 16 شهراً». كما نقلت عن مسؤول استخباراتي في الشرق الأوسط قوله إن التدقيق في هذه المجموعات المسلحة لا يزال في مراحله الأولية، وان ما يطغى عليها هو التوجه الإسلامي.

وأبعد من ذلك، أجرى مسؤول أميركي مقارنة بين تسليح المعارضة السورية والتجربة الأميركية في دعم الميليشيات الأفغانية في الثمانينيات، وتحولت الأسلحة بعدها إلى تنظيم القاعدة. وقال إن «الولايات المتحدة لديها تاريخ متقلب مع تسليح المجموعات المعارضة، نحن نخوض معركة مع واحدة منها حالياً… عليك فعلا أن تفكر ملياً بالآثار المترتبة على اتخاذ قرار كهذا، قد يكون هناك عدد من العناصر المتطرفة». وتابع المسؤول الاستخباراتي إن «الوكالة وغيرها يحاولون معرفة المزيد عنها… من الصعب أن نعرف بالضبط من هم».

وتناقضت قراءة الخبراء لهذا التقرير، بين من اعتبر أن الإدارة تحاول عقلنة قرارها بعدم التدخل العسكري وبين من يرى تعدد آراء داخل الإدارة في النظر إلى الملف السوري، ومن يستغرب وينتقد كيف لا تعرف الاستخبارات الأميركية طبيعة المعارضة المسلحة بعد 16 شهراً من الحراك السوري، لكن لا يزال واضحاً أن خيارات الإدارة تبقى محدودة في سوريا.

وذكر التقرير أن واشنطن زودت المعارضة المسلحة بمعدات اتصال مشفرة تمكن الولايات المتحدة من مراقبة المحادثات بين عناصرها، وعمل فريق من الاستخبارات الأميركية على الحدود التركية – السورية لتنسيق وصول هذه المعدات إلى المعارضة، لكن وكالة الاستخبارات المركزية لم تسلم أي أسلحة حتى الآن، مع أنها تنسق استخباراتياً مع دول توفر السلاح إلى المعارضة، ومنها تركيا وقطر والسعودية. أما دول أخرى مثل الأردن ودولة الإمارات فتكتفي بإرسال الأموال إلى سوريا خوفاً من وصول الأسلحة إلى الأيدي الخطأ و«استخدامها ضد الحكومات العربية المعتدلة أو إسرائيل، أو يمكن استخدامها ضد الأقليات»، بحسب المسؤولين الإقليميين والأميركيين.

وتعقد الهيئات الحكومة الأميركية اجتماعات مكثفة في هذه الفترة لمتابعة الشأن السوري، مع التركيز على قدرة المعارضة على الاحتفاظ بالمناطق التي سيطرت عليها، لكن يصعب على أي مسؤول أميركي تحديد متى وكيف ستنتهي المواجهات.

وتركز وزارة الخارجية حالياً على ما بعد سقوط النظام، وهي ألمحت إلى أنها تعمل مع العشائر في شمال سوريا للحديث عن المرحلة الانتقالية، مع وجود قلق أميركي ألا يكون لهذه المجموعات المسلحة مرجعية مدنية وسياسية بعد سقوط النظام، وبالتالي تحصل مواجهات بينها. ويشبّه البعض هذه الاستراتيجية بما حصل في العراق بين العامين 2006 و2007 حيث تواصل الجيش الاميركي مع العشائر، ما أدى إلى تشكيل مجلس «صحوة» عشائر الانبار. لكن «المجلس الوطني السوري» لا يزال يشتكي في واشنطن من انه لا يحصل على الدعم المادي، ولا على الإقرار القانوني بدوره، وعدم المساعدة الدولية على فرض حظر جوي أو مناطق آمنة على الحدود مع تركيا والأردن.

وهناك اتجاه أميركي لتكثيف الحوار مع المعارضة السورية، ومحاولة تعزيز قدراتها التنظيمية واللوجستية من دون تدخل عسكري أو تسليم الأسلحة بشكل مباشر. وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن المناطق التي سيطرت عليها المعارضة السورية قد تصبح في النهاية «مناطق آمنة»، وتكون بالتالي قاعدة لمزيد من العمليات ضد النظام، لكنها لم توضح كيف ستكون المساعدة الأميركية في هذا الاتجاه.

وقال كبير المستشارين في معهد «الولايات المتحدة للسلام» ستيف هايدمان، خلال ندوة في معهد «سياسة الشرق الأوسط» في واشنطن، إن «الانتفاضة السورية أوجدت هشاشة في النظام وتحولاً في حسابات اللاعبين الداخليين الرئيسيين». وأضاف «من الخطأ الافتراض أن نظام الأسد سيصل إلى نهايته قريباً»، لكن سقوطه قد يحصل من دون أي تدخل خارجي.

ودعا هايدمان واشنطن إلى الاعتماد على اجتماعات «أصدقاء سوريا» وتعزيز التعاون مع الجامعة العربية لتفادي الانهيار والتفكك في سوريا، والى وضع إطار لتخضع المعارضة المسلحة في سوريا إلى سلطة مدنية. واعتبر انه قد يزيد التوتر بين موسكو وطهران حين تبدأ روسيا بالتفاوض على مصير نظام الأسد.

الغرب وهواجس «ما بعد سقوط النظام»:

أسلحة كيميائية واقتتال مذهبي.. وضياع سوريا

لم تعد التسوية السياسية في سوريا خياراً مطروحاً على جدول اعمال واشنطن، وحلفائها، أو أقله هذا ما بدا جلياً في الخطاب الغربي، إثر ما اعتُبر «نقطة حاسمة» لصالح المعارضة عند استهداف مقر مجلس الأمن الوطني. وفيما تنشط الولايات المتحدة على الصعيد الاستخباراتي، في الداخل السوري وعلى الحدود، وينغمس حلفاؤها في الدفع بالمقاتلين السوريين إلى الواجهة، تسليحاً وتدريباً، يراهن هؤلاء على أن «النهاية باتت وشيكة».

ولكن رغم ما يشاع عن «قناعة» غربية باقتراب سقوط النظام، فإن ذلك لا يخفف من حدّة الهواجس التي ترخي بثقلها على كاهل مجتمع دولي يبدو أنه لم يفلح بعد في إزالة ما يكتنف المرحلة المقبلة من غموض.

الواضح حتى الآن بالنسبة للإدارة الأميركية وحلفائها هو عدم اتضاح الرؤية، وإن كان يتراءى فيها، وفقاً لما أوردته الصحف الغربية، هواجس عدة بدءاً من «الأسلحة الكيميائية» إلى «الاقتتال المذهبي» و«توسع دائرة الصراع إلى خارج سوريا» و«صعود الجهاديين المتطرفين».

الأسوأ ينتظر دمشق. هذا ما أوحى به تقرير الكاتب في مجلة «فورين بوليسي» مارك لينش الذي تناول ما يُحكى عن تحضيرات للمرحلة الانتقالية. بداية، أبدى لينش أسفاً شديداً على سقوط خيار التفاوض، ليحذّر من أن سوريا لا تملك الكثير من مقومات الارتكاز الحياتية في مرحلة ما بعد الأسد، والعنف مرشح لبسط ظلّه لفترة طويلة.

ما سبق لم يمنع لينش من «استبعاد نهاية قريبة». وهو في وقت يؤكد على أن قوة المقاتلين تتزايد بفعل الدعم، يقول إن المخاوف من فوضى عارمة في حال سقوط النظام تتزامن مع «شعور النهاية ذاك». وفي ما يتعلّق بالتداعيات المحتملة لـ«السقوط»، يشرح لينش أنه إلى جانب انتشار العنف الذي يصعب احتواؤه، هناك إمكانية نشوب حرب أهلية. أما ما يجعل الأمور «أكثر سوءاً»، فهو «استمرار الانقسام الحاصل بين أفرقاء المعارضة».

الخوف الأكبر كان برأي «كريستيان ساينس مونيتور» متمثلاً بـ«مصير» الأسلحة الكيميائية، وبإمكانية لجوء النظام إلى استخدامها. هذه الفرضية اكتسبت زخماً بعد كلام المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي الذي قال إن الأسلحة الكيميائية، إن وجدت، لن تستخدم إلا في حالة وقوع «عدوان خارجي». وقد سلطت الصحيفة الضوء على ردود الفعل الغربية وحالة الاستنفار التي عمت المجتمع الدولي بعد هذا التصريح.

بدورها، أشارت مجلة «التايم» إلى خمسة «كوابيس» سورية قد ترافق المرحلة المقبلة والتي «لن تكون سهلة من دون الأسد». هذه الكوابيس هي «1ـ استمرار حمام الدم المذهبي، إن لم يكن تكثيفه. 2ـ ملء فراغ ما بعد الأسد بالجهاديين. 3ـ ضياع الأسلحة الكيميائية. 4ـ مصير الأقليات. 5ـ توسع دائرة الصراع».

في الواقع، لم يكن ما سبق مجرّد هواجس غربية، جميعها وقع فعلاً لكن الخوف يكمن في ان تزداد حدتها. فبرأي معهد «اميركان انتربرايز» تفاقم احد التداعيات مؤخراً مع تصاعد موجات العنف بعد استهداف «الأمن القومي»، ولا سيما العنف بين المذاهب والطوائف المختلفة وانتشار الأحداث الثأرية.

أما صحيفة «فاينانشال تايمز» فاعتبرت أن المصدر الأكبر للقلق هو «الموجة العارمة، من اللاجئين المتوجهين إلى الأردن ولبنان وتركيا». الحرب الطائفية كانت أحد «هواجس» الصحيفة البريطانية كذلك، إلى جانب الخشية من زيادة نفوذ الإسلاميين واستيلائهم على السلطة، ما سيشجع إسلاميي دول الجوار، تحديداً الأردن، للضغط على السلطة. والخوف كذلك من أن يشجع نجاح الأكثرية السنية سنّة العراق على الاستقواء ضدّ السلطة الشيعية. في المقابل، تعتبر الصحيفة أن إيران ستكون الخاسر الأكبر، إذ ستنقلب موازين القوى رأساً على عقب في المنطقة في حال سقوط النظام.

هذه الفرضية، يدعمها مدير معهد «ستراتفور» جورج فريدمان قائلاً إن كلا من إيران وروسيا والصين ستخسر نفوذها، في وقت سيشكل العراق محوراً مهماً للقتال، تحديداً بين تركيا وإيران.

أما الكاتب الفرنسي جورج مالبرونو، ففضّل أن يصبّ اهتمامه على كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، «تفادياً للدخول في فراغ أمني ومؤسساتي»، وقد اقترح العمل على تأسيس مجلس عسكري من جهة، وحكومة انتقالية من جهة أخرى.

وفي النهاية، يبقى «الخطر» الأهم، وسط مروحة «الكوابيس» تلك، هو ضياع سوريا نفسها، وهذا ما يُطرح خجولاً لا سيما في ظلّ تغاضي العديد من «الأطراف الدولية، المهتمة بإضعاف إيران أكثر من حماية المدنيين أو بناء دولة ديموقراطية، عن انتشار العنف المنظّم»، بحسب مارك لينش.

(«السفير»)

أردوغان يجدد تهديداته لسوريا: تغيير قواعد الاشتباك بعد حادثة الطائرة

محمد نور الدين

حذّر رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان سوريا من الرد بالمثل على أي حادثة مماثلة لإسقاط الطائرة من اجل ألا تتكرر مثل هذه الحوادث.

وفي إفطار رمضاني مساء أمس الأول في أنقرة لرؤساء البعثات الأجنبية في تركيا – لم يدع إليه ممثلا إسرائيل وسوريا – أعاد اردوغان التذكير بالرواية التركية وهي أن الطائرة التركية “انتهكت المجال الجوي السوري للحظات، وهذا يحدث بين الدول، فيصار الى توجيه إنذار، فيما سوريا تعاملت بعدائية مع الحادثة وأطلقت النار من دون إنذار”.

وقال أردوغان إن “تركيا، وكي لا تتكرر الحادثة، غيرت من قواعد الاشتباك. وإذا لم يأخذ النظام السوري درسا من ذلك، واستمر في مواقفه العدوانية، فلن تتردد تركيا في الرد بالمثل على حوادث مشابهة”.

وشن اردوغان هجوماً على الرئيس السوري بشار الأسد قائلا انه سيرحل عاجلا أو آجلا. وقال إن “المجازر الفظيعة التي ارتكبها هذا النظام الدموي في الأيام الأخيرة إعلان للعالم بأنه يتجه الى نهايته. ونؤمن بأن الشعب السوري هو اليوم أقرب الى النصر من أي وقت مضى. ولكن الدم المراق هو لطخة على جبين من يقدمون الدعم للنظام، ولن تمحَ هذه اللطخة عن جبينهم. ومن وقف الى جانب الخطأ لا الحق، والظلم لا المظلوم، والقوي لا الضعيف، سوف يخجل منه التاريخ ويحاسبه”.

وأشار أردوغان إلى أن “من يُقتل في سوريا اليوم هم بشر. وبقدر ما هو من البشر من يعيش في بروكسل وباريس ولندن وواشنطن فمن البشر أيضا من يعيش في حمص وحماه ودمشق ودرعا. إننا في تركيا نصغي لصوت الضمير ونعطي ردة فعلنا ليس وفقا لمصالحنا بل انطلاقا من كوننا بشرا. ويجب ألا يفهم احد خطأ ردود فعلنا ويحرفها عن هدفها”.

وتابع “نحن بلد لا يقيم علاقاته على أساس المصلحة بل الضمير. نحن بلد استطاع أن يقيم حواراً مع إيران والعراق وفي الوقت ذاته مع الولايات المتحدة وروسيا، وأن يتحدث معهم ويتكلم باللغة نفسها”.

وقال أردوغان انه “بسبب التطورات الجارية في منطقتنا فإن تقييمات كثيرة خرجت حول سياساتنا الخارجية. واليوم أريد أن أقول مرة أخرى وأشدد على أن تركيا لم تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد ولن تتدخل. وليس لنا أي مشروع لا يتضمن السلام والصداقة والتضامن والمساعدة ولسنا داخل أي مشروع. ولسنا داخل أي محاولة تدخل مصالح أي دولة في الخطر”.

ونفى اردوغان أن تكون تركيا تتبع سياسات مذهبية في المنطقة قائلا إن “البنى الاجتماعية والمعتقدات والمذاهب والآراء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الدول المجاورة ليست معايير نطبقها في سياساتنا الخارجية”.

وأضاف “ليست عندنا نوايا مبيتة ولا أجندات ولا نوايا سرية. لكن تركيا مصممة على مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له منذ ثلاثين عاما”. وقال إن “بعض الدول تبدي تسامحا مع المنظمات الإرهابية وتوفر لهم الملاذ ويمكن أن تؤمن لهم التدريبات والدعم المالي. ونحن نتابع هذه المحاولات المبيتة وسنواصل العمل على مكافحة الإرهاب ومن يستخدمونه قناعا وأداة”.

محمد نور الدين

نصر الله يضع نخبة قواته في خدمة الأسد

بيروت- (د ب أ): ذكرت صحيفة الجمهورية اللبنانية أن حسن نصر اله أمين عام حزب الله اللبناني عرض المساعدة على الرئيس السوري بشار الأسد بعد التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي مؤخرا وأودى بحياة عدد من أبرز رموز النظام.

ونقلت الصحيفة الأربعاء عن مصادر سياسية لبنانية بارزة القول إن نصر الله عرض خلال اتصال بالأسد مساعدة من نوعين، الأولى: مده بعناصر من القوة الخاصة في “حزب الله” في أي وقت يحتاج إليهم حتى لو تطلب الأمر إرسالهم إلى الجبهات المفتوحة مع الثوار. والمساعدة الثانية هي إمكان استقباله في المكان الذي يقيم فيه نصرالله شخصيا أو حتى داخل السفارة الإيرانية في بيروت في حال أراد الأسد ذلك.

ولفتت المصادر إلى أن “الأسد فضل التروي كونه يعتقد أنه ما زال في إمكانه إدارة الدفة في سورية بمعاونة بعض الخبراء السياسيين والعسكريين الروس”.

وشددت المصادر على أن حزب الله كان قد وضع معه مع وزير الدفاع الراحل داوود راجحة ومع هيئة الأركان السورية خطة عسكرية للتدخل مباشرة لمساندة النظام في حال تعرضه لأي عدوان خارجي، ومن ضمن هذه الخطة نشر رادارات وبطاريات صواريخ في البقاع وتزويد الجيش السوري بـ 2000 عنصر من نخبة عناصر الحزب، مرجحة أن “تكون الخطة لا تزال قائمة مع تعديل طفيف يقضي بانتشار الحزب عسكرياً بكامل عتاده عند معبر المصنع وبعض مناطق الجبل ذات الموقع الاستراتيجي”.

نيويورك تايمز: تنظيم القاعدة ساهم في تغيير طبيعة الصراع بسوريا

واشنطن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأربعاء إن تنظيم “القاعدة” ساهم بتغيير طبيعة الصراع في سوريا من خلال استخدام سلاح المفجرين الإنتحاريين، مشيرة الى تزايد الأدلة على تحول سوريا إلى أرضية جاذبة للتطرف السنّي.

وقالت الصحيفة إنه “فيما يستمر القادة السياسيون والعسكريون في المعارضة السورية بنفي أي دور للمتطرفين، إلا أن القاعدة ساعدت في تغيير طبيعة الصراع، من خلال استخدام السلاح الذي تمرست فيه بالعراق، أي التفجيرات الانتحارية بشكل متزايد بالمعركة ضد الرئيس بشار الأسد”.

وأضافت الصحيفة أن “الأدلة تتزايد حول تحول سوريا إلى مغنطيس للتطرف السنّي، بمن فيهم الذين ينشطون تحت راية القاعدة”، واشارت إلى أن معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا تحول إلى مركز تجمع لما يعرف بالجهاديين.

وأشارت إلى أن وتيرة تواجد الجهاديين في سوريا تسارعت بالأيام الأخيرة بسبب التوترات المذهبية على امتداد الحدود مع العراق.

ويقول مسؤولون عراقيون إن المتطرفين الذين ينشطون في سوريا هم بالأغلب من المتشددين أنفسهم الذين ينفذون هجمات في العراق، وقال مساعد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي “نحن متأكدون بنسبة 100% من خلال التنسيق الأمني مع السلطات السورية أن أسماء المطلوبين لدينا هي ذاتها أسماء المطلوبين لسوريا، على الأخص في خلال الأشهر الثلاثة الماضية”.

واضاف أن “القاعدة التي تنشط في العراق هي نفسها التي تنشط في سوريا”.

ونقلت عن عنصر في القاعدة قرب كركوك يعرف باسم أبو طه، أجرى معه صحافي عراقي مقابلة لصالح (نيويورك تايمز)، قوله “لدينا خبرة بمقاتلة الأمريكيين.. والآن المزيد من الخبرة مع الثورة السورية”، وأضاف “نأمل بإنشاء دولة إسلامية سورية – عراقية لكل المسلمين ثم إعلان حربنا على إيران وإسرائيل، وتحرير فلسطين”.

وعلى الرغم أن العنصر ليس رفيع المستوى، إلا أن هذه النداءات تكررت من قبل “جبهة النصرة” لأهل الشام، التي يقول محللون إنها الجماعة الأكبر المرتبطة بالقاعدة التي تنشط في سوريا، والى جانبها كتائب عبد الله عزام و كتائب شهداء البراء بن مالك.

وقالت الصحيفة إنه تم تسجيل 35 عملية تفجير لسيارة مفخخة من ضمنها 10 تفجيرات انتحارية، مؤكدة أن جبهة النصرة تبنت 4 منها، وذلك استناداً إلى معهد “دراسة الحرب”، في وقت يصف الإعلام الرسمي السوري معظم التفجيرات على أنها انتحارية.

موسكو تمنع الأسد من تنفيذ خططه لاستخدام الأسلحة الكيماوية

بيروت- (رويترز): فكر بشار الأسد الذي يتعرض لضغوط متزايدة من مقاتلي المعارضة المصممين على الإطاحة به في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد أعدائه لكن واشنطن وموسكو شكلتا حلفا غير متوقع لإجباره على التخلي عن هذه الخطط.

ولا يساور المحللون والدبلوماسيون في أنحاء المنطقة وخارجها أدنى شك في أن حكومة الأسد التي واجهت هجوما مدمرا على مؤسستها الأمنية في الأسبوع الماضي والتي تكافح لاحتواء هجمات للمعارضة في شتى أنحاء سوريا قادرة على استخدام عنصر كيماوي مثل غاز السارين إذا أصبح وجودها مهددا.

ولكن البعض يعتقد أن اعتراف الحكومة الذي لم يسبق له مثيل بأنها تمتلك مخزونا من الأسلحة الكيماوية – رغم أنها في مخازن آمنة ولن يجري استخدامها إلا في مواجهة “معتدين من الخارج” – محاولة لتهدئة الانزعاج الدولي الذي قد يؤدي إلى تدخل خارجي لتأمين هذه الأسلحة.

وقال سلمان الشيخ من مركز بروكينجز في الدوحة “لديهم غريزة قوية لبقاء النظام وهذه قضية لم تعمل بشكل جيد لصالحهم مما يجلب حقا نتائج خطيرة ليست من نوع الأشياء التي كنا نراها إلى الآن من المجتمع الدولي”.

ومضى يقول “اعتقد أنهم أرادوا أن يتحركوا سريعا كي يبعدونا عن ذلك لطمأنتنا من عدة وجوه.

“هذا النظام قادر على عمل أي شيء ولكنه شعر أنه في هذه الحالة ستكون هناك عواقب وأنهم ربما يتجاوزون بعض الخطوط الحمراء”.

وكان هناك سيل من التحذيرات هذا الشهر بشأن ترسانة سوريا الكيماوية وكانت التصريحات حادة خاصة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل لكنها كانت مصحوبة بنصيحة قوية وسرية من روسيا حليفة الأسد الرئيسية بأن يضع حدا للتخمينات بأنه قد يستخدمها.

وقال دبلوماسي غربي في المنطقة “كان هناك حديث عن استخدامها قبل أسبوعين لكن الروس تدخلوا بسرعة لمنع ذلك”.

وأضاف الدبلوماسي “إذا تصورنا مدى يأس هؤلاء الناس وما فعلوه في الماضي لا بد من افتراض أنهم سيكونون مستعدين لاستخدامها. كلنا يعتقد أنه (الأسد) قادر على استخدامها وأنه سيستخدمها إذا لم يعد أمامه خيار آخر”.

وكان الدبلوماسي يشير إلى تقارير موثوقة على أن الأسد كان يستعد لاستخدام غاز السارين ضد مقاتلي المعارضة. ولكن “الروس منعوه وطلبوا منه ألا يفكر حتى في ذلك”.

ومضت موسكو خطوة أبعد أمس الاثنين بتحذير الأسد بألا يستخدم الأسلحة الكيماوية التي قالوا إنها محظورة بموجب تصديق سوريا في عام 1968 على بروتوكول دولي يحظر استخدام الغاز السام في الحرب.

وقالت “الجانب الروسي يتصرف بناء على افتراض أن السلطات السورية ستستمر في الالتزام بصرامة بتعهداتها الدولية”.

ويعتقد الدبلوماسي أن البيان السوري عند عدم استخدام الاسلحة الكيماوية ضد المدنيين والذي أعلنه المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي صدر بإصرار من روسيا.

وأضاف أنه بالرغم من “النكبة” الدبلوماسية بخصوص سوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حيث استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضد اتخاذ إجراء أكثر تشددا ضد دمشق “إلا أن هناك مصلحة مشتركة بين روسيا والولايات المتحدة في السيطرة على الأسلحة الكيماوية”.

وتابع قائلا “الإسرائيليون جادون تماما في محاولة منع حدوث ذلك والأمريكيون أيضا”.

وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة وإسرائيل والقوى الغربية تجري اتصالات عن كثب بشأن كيفية التعامل مع الاحتمال الكابوسي بأن يفقد الأسد السيطرة على أسلحته الكيماوية وسقوطها في أيدي جماعات متشددة مثل المسلحين الجهاديين السنة الذين يستلهمون نموذج القاعدة أو مقاتلين لبنانيين شيعة موالين لإيران من حزب الله.

وناقشت إسرائيل علانية القيام بتحرك عسكري لمنع وصول الأسلحة الكيماوية أو الصواريخ السورية إلى حزب الله.

واشارت بعض مصادر المخابرات الغربية إلى أن حزب الله والحرس الثوري الإيراني وكليهما حليف وثيق لسوريا أرسلا بعض الوحدات الخاصة لدعم الأسد في حربه ضد المسلحين السنة وقد يسيطران على الأسلحة الكيماوية في حالة حدوث انهيار كامل للسلطة الحكومية.

وحاول حزب الله أن ينأى بنفسه عن المستنقع السوري ولكنه يعتقد أن هزيمة سوريا تعني أن الجماعة قد تكون هي الهدف التالي.

وقال دبلوماسي ردا على سؤال عما إذا كان حزب الله سيسعى للحصول الأسلحة الكيماوية السورية “إذا كنت ترى أن هذا قتالا حتى الموت سواء مع السنة أو الإسرائيليين أو مع كليهما ستكون لديك مصلحة في السيطرة على الأسلحة الكيماوية”.

وأضاف “إنه رادع آخر ضد إسرائيل وعصا غليظة يمكن التلويح بها.”

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الاثنين إن الأسد سيرتكب “خطأ مأساويا” باستخدام أسلحته الكيماوية.

وقالت واشنطن إنها تراقب عن كثب مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية وإنها “تجري مشاورات نشطة مع جيران وأصدقاء سوريا لإبراز مخاوفهم المشتركة بخصوص أمن هذه الأسلحة والتزام الحكومة السورية بتأمينها”.

وبالنسبة للكرملين فإن الكشف عن الترسانة النووية سيضيف إلى مخاوفهم بخصوص المخاطر التي ستشكلها الفوضى في سوريا بالنسبة لروسيا ولكنها لن تدفع لتحول في موقف موسكو من أزمة تسمم علاقاتها مع العرب والغرب.

وبالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين فإن طرح فكرة أن التدخل الخارجي غير مقبول تفوق أي مخاوف أخرى عندما يتعلق الأمر بسوريا.

ولكن ديمتري ترنين مدير مركز كارنيجي في موسكو أشار إلى أن روسيا تعمل مع الولايات المتحدة ودول أخرى في محاولة لتأمين الأسلحة الكيماوية أو تبحث ذلك على الأقل رغم أن الكرملين ربما يعتقد أن هناك تضخيما للمخاوف.

 وأضاف “اعتقد أن روسيا تعمل مع الجميع ومع الأمريكيين قبل الجميع… بوتين اجتمع مع رئيس الوزراء التركي وكان في إسرائيل وعلى اتصال مستمر مع الأمريكيين. وبالطبع لا أحد يريد استخدام الأسلحة الكيماوية ناهيك عن وقوعها في أيدي إرهابيين”.

وأضعفت روسيا الجهود الغربية لإدانة الأسد والإطاحة به من السلطة بعد أن عبرت عن غضبها من الضربات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي والتي ساعدت المعارضة الليبية على الإطاحة بمعمر القذافي العام الماضي.

ومنذ أن أعلن بوتين في سبتمبر أيلول العام الماضي أنه يعتزم العودة للرئاسة هذا العام استخدمت روسيا الفيتو ضد ثلاثة قرارات استهدفت تكثيف الضغط على الأسد مما أثار غضب الدول الغربية والعربية التي تقول إن موسكو توفر الحماية لنظام وحشي.

واعتراف سوريا أمس بأن لديها أسلحة كيماوية وبيولوجية وتحذيرها من أنها قد تستخدمها في حالة تدخل دول أجنبية لن يؤدي سوى لتفاقم هذا الخلاف.

وقال ألكسندر جولتس وهو محلل عسكري مستقل “موقف روسيا لا تمليه طبيعة النظام السوري أو أفعاله. وإنما موقف روسيا يمليه إلى حد كبير نهج أيديولوجي… وهو أن الإطاحة بحليف لنا مهما تكن وضاعته انتصار لعدونا”.

ولم توقع دمشق اتفاقية عام 1992 التي تحظر الأسلحة الكيماوية ولكن المسؤولين نفوا في السابق أن يكون لديهم أي من هذه الأسلحة.

وذكرت سوريا رسميا أنها بينما تؤيد حظرا شاملا على أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط إلا أنها لا تستطيع التخلي عن الأسلحة الكيماوية طالما أن إسرائيل لا تزال تشكل تهديدا لأمنها.

وبدأت سوريا في عام 1973 في الحصول على قدرة لتطوير وإنتاج عناصر الأسلحة الكيماوية بما في ذلك غاز الخردل وغاز السارين وربما غاز الأعصاب أيضا.

ويقول الموقع الإلكتروني جلوبال سكيوريتي الذي يقوم بجمع تقارير المخابرات المنشورة وبيانات أخرى إن هناك أربعة مواقع مشتبها بها للأسلحة الكيماوية في سوريا: شمالي دمشق وقرب حمص وفي حماة وبالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية.

وحدد محللون أيضا بلدة سيرين الساحلية كمنتج محتمل للأسلحة البيولوجية. ويدرج عدد من المواقع الأخرى تراقبها وكالات المخابرات الغربية كمواقع مشتبه فيها فقط. وأضاف الموقع أن من بين الأسلحة التي تنتجها سوريا غاز الأعصاب وغاز السارين وغاز التابون.

والحجم الدقيق للأسلحة في مخزون سوريا غير معروف. ومع هذا قدرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن سوريا لديها مئات اللترات من الأسلحة الكيماوية وتنتج مئات الأطنان من العناصر سنويا.

وقال دافيد فريدمان خبير أسلحة الدمار الشامل في معهد دراسات الأمن الوطني في جامعة تل أبيب “لتحويل العناصر إلى أسلحة يتم صبها في رؤوس حربية.. يمكن أن تكون أي شيء من الصواريخ ذاتية الدفع إلى قذائف المدفعية العادية إلى الذخائر التي تسقط من الجو. الأسلحة يمكن أن تكون صغيرة مثل قنابل المورتر وبعض الأسلحة الكيماوية السورية في وضع الإطلاق بالفعل في شكل رؤوس حربية”.

وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض إن نظاما يذبح الأطفال ويغتصب النساء من الممكن أن يستخدم هذه الأنواع من الأسلحة.

وهناك العديد من السيناريوهات لسقوط الأسد لكن السيناريو الأسوأ هو سقوط فوضوي ومضطرب يسيطر فيه المتشددون ومقاتلو المعارضة على ترسانة الأسلحة الكيماوية.

وبينما يقول المراقبون إنه لا يمكن استبعاد استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل حكومة الأسد إلا أنهم يعتقدون أنه ليس وشيكا.

قال دبلوماسي “لا يمكننا استبعاده لكننا ربما نكون بعيدين إلى حد ما عن ذلك السيناريو”.

ولكن دبلوماسي آخر قال إن اعتراف الأسد بأنه لديه أسلحة غير تقليدية “عمل يائس من قبل نظام يلتقط أنفاسه الأخيرة يتصرف كحيوان جريح قد يلجأ إلى أي شيء ليقاتل”.

انباء عن انشقاق السفيرة السورية في قبرص ووصولها الى قطر

روسيا تحذر سورية من استخدام اسلحتها الكيماوية والبيولوجية ومقتل 15 سجينا في سجن حلب المركزي بنيران قوات الامن

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: اقتحمت القوات النظامية السورية احياء القدم والعسالي والتضامن في جنوب دمشق الثلاثاء، في وقت تستمر الاشتباكات في حلب في شمال البلاد، بينما حصد العنف في سورية الثلاثاء 80 قتيلا، فيما سربت انباء عن انشقاق السفيرة السورية في قبرص ووصولها الى قطر.

جاء ذلك في حين اتهمت المعارضة المسلحة النظام بنقل اسلحة كيميائية الى مناطق حدودية، وذلك غداة اعلانه انه سيلجأ الى هذه الاسلحة في حال تعرض البلاد لـ ‘عدوان خارجي’.

ومن جهتها ذكرت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء سورية بأنها من الدول الموقعة على بروتوكول جنيف عام 1925 الذي يحظر استخدام الاسلحة الكيميائية، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ‘نريد ان نشدد على ان سورية انضمت عام 1968 الى بروتوكول جنيف لعام 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة او السامة او اي غازات اخرى من اي نوع’، مذكرة السلطات السورية بضرورة الالتزام بتعهداتها الدولية.

كما اعتبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء انه لم يفت الأوان بعد ليبدأ الرئيس السوري بشار الاسد عملية انتقالية للسلطة في بلاده.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي ‘نعتقد انه لم يفت الأوان بعد ليبدأ نظام الاسد برنامجا لانتقال (السلطة) يتيح ايجاد سبيل لوضع حد للعنف’، لافتة الى ان ‘وتيرة الاحداث تتسارع في سورية’.

كذلك خاطبت كلينتون مقاتلي المعارضة السورية ‘الذين باتوا اكثر تنظيما ويسيطرون على مساحات اكبر من الاراضي’، معتبرة ان على المعارضة ‘ان تستعد للبدء بالعمل على حكومة انتقالية. عليها ان تلتزم حماية حقوق جميع السوريين وجميع المجموعات السورية. وعليها ان تحمي الاسلحة الكيميائية والجرثومية التي يملكها النظام السوري’.

سياسيا، نفى المجلس الوطني السوري المعارض الثلاثاء ان يكون مستعدا للموافقة على تولي شخصية من النظام السوري رئاسة حكومة انتقالية يجري البحث فيها حاليا.

وجاء ذلك بعد وقت قصير على اعلان المتحدث باسم المجلس لوكالة فرانس برس ان كل الخيارات لقيادة المرحلة الانتقالية في سورية ‘قيد الدرس’ ومن ضمنها تنحي الرئيس السوري بشار الاسد وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة ‘شخصية وطنية’ يمكن ان تكون من داخل النظام.

واتهمت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل نظام الاسد ‘بنقل اسلحة كيميائية واجهزة خلط للمكونات الكيماوية الى بعض المطارات الحدودية’، وذلك بغرض تحويل ‘الضغط الاقليمي والدولي’ عنه.

وحذر الرئيس الامريكي باراك اوباما نظام الاسد من ان استخدامه الاسلحة الكيميائية سيكون ‘خطأ مأسويا’ سيحاسب عليه.

ورأى رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا ان ‘النظام الذي يقتل الأطفال ويغتصب النساء، من السهل جدا ان يستخدم الأسلحة الكيماوية’، مناشدا المجتمع الدولي اتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث ذلك.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان احتمال استخدام اسلحة كيميائية في سورية سيكون ‘امرا مدانا’، معربا عن امله في ‘ان يبقى المجتمع الدولي يقظا لكي لا يحصل اي شيء من هذا’. كذلك، نددت كل من لندن وبرلين بمثل هذا الاحتمال.

واكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد ان ‘مجموع الاسلحة الكيميائية واسلحة الدمار الشامل خاضعة لسيطرة النظام السوري الكاملة’.

ورغم التوتر الامني، خرجت صباح الثلاثاء تظاهرات طالبت بإسقاط النظام في بعض احياء حلب.

وذكرت صحيفة ‘الوطن’ السورية المقربة من السلطات ان ستة مراكز تجارية كبيرة في حلب اقفلت امس ‘نتيجة للاحداث المؤسفة التي تعيشها بعض المناطق’.

وكان مسؤول في المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش الحر افاد لفرانس برس الاثنين ان الجيش الحر ‘حرر’ احياء عدة في المدينة’.

وقتل 15 سجينا في سجن حلب المركزي الثلاثاء بعدما اطلقت قوات الامن الرصاص والغازات خلال حركة تمرد يقوم بها السجناء منذ ثلاثة ايام ترافقت مع انشقاق عدد من حراس السجن، بحسب المجلس الوطني السوري.

وقال نشطاء على اتصال بسجناء إن قوات الأسد أخمدت عصيانا أثناء الليل في سجن المدينة الواقع على المشارف الشمالية لحلب وقتلت 15 سجينا بالغازات المسيلة للدموع ونيران البنادق الآلية.

الأسد يعيد هيكلة مؤسساته الأمنية ويملأ الفراغات التي خلفها تفجير الأمن القومي

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: بعد أقل من أسبوع على تفجير مبنى الأمن القومي والذي أودى بحياة أربعة من كبار القادة الأمنيين والعسكريين في العاصمة دمشق رشحت الثلاثاء أسماء كبار القادة الأمنيين الذين شملتهم تنقلات أقرها الرئيس السوري بشار الأسد.

في التفاصيل التي رشحت لـ ‘القدس العربي’ جرى نقل اللواء علي مملوك من رئاسة شعبة المخابرات العامة ليتسلم موقع رئيس مكتب الأمن القومي خلفاً لهشام اختيار، وجرى تعيين اللواء عبد الفتاح قدسية نائباً لرئيس مكتب الأمن القومي أي نائباً للواء علي مملوك.

كما جرى نقل اللواء رستم غزالة من شعبة الاستخبارات العسكرية حيث كان رئيساً لفرع ما يسمى ‘فرع المنطقة’ فيها ليجري تعيينه رئيساً لشعبة الأمن السياسي.

كما جرى تعيين اللواء ديب زيتونة رئيساً لإدارة المخابرات العامة (أمن الدولة)

وتسلم اللواء رفيق شحادة موقع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية خلفاً للواء عبد الفتاح قدسية، وعلمت ‘القدس العربي’ أن اللواء شحادة هو من أقرب الضباط الأمنيين للرئيس السوري بشار الأسد، وكان فيما مضى أبرز الحرس الشخصيين للرئيس الراحل حافظ الأسد.

ونُقل اللواء علي يونس الذي شغل فيما مضى رئاسة الفرع 93 في الاستخبارات العسكرية، نُقل’إلى موقع أمني ضمن ما يسمى بـ ‘المقر العام’.

وكيل الجهاديين يتحدث عن تنظيم ‘أهل الشام

عشائر أردنية تكذب تلفزيون سورية: سقوط اربعة اردنيين بمعارك مع النظام ومحمد الجازي قتل بعد اعتقاله في دمشق

عمان ـ ‘القدس العربي’: أبلغ وكيل التنظيمات الجهادية في الأردن موسى العبدللات بأنه تلقى خبرا يفيد بأن أربعة أردنيين سقطوا في سورية مساء الإثنين في معركة قتالية مع قوات الرئيس بشار الأسد.

وقال العبدللات لـ’القدس العربي’ انه تلقى مع زعيم التيار السلفي الجهادي في الأردن الشيخ أبو محمد الطحاوي معلومات تفيد بسقوط أربعة أردنيين ضمن شهداء للواجب الجهادي في سورية الشقيقة.

وحسب العبدللات سقط هؤلاء الأربعة ‘بعد أن توجهوا إلى سورية لنصرة الشعب السوري ضد نظام الطاغية بشار الأسد’ مشيرا لصعوبة الإعلان عن أسماء الشهداء الأربعة قبل إبلاغ ذويهم في عمان.

وفي غضون ذلك كذبت عشيرة أردنية بارزة في منطقة البادية الوسطى بيانا رسميا أذاعه التلفزيون السوري مساء الإثنين وقال فيه بأن الأردني فارس محمد الجازي سقط قتيلا إلى جانب مجموعة إرهابية.

ونشرت عشيرة الجازي التي تعتبر من أبرز عشائر بدو الوسط في الأردن بيانا فندت فيه الرواية الرسمية السورية حول مقتل إبنها محمد الجازي في سورية.

ووفقا لبيان العائلة لم يكن المغدور عضوا في أي مجموعات مسلحة ولم يكن إرهابيا إنما اعتقلته السلطات السورية في وقت سابق من الشهر الجاري أثناء زيارة عادية لدمشق حيث كان يخطط لإعادة عائلته من سورية.

وإتهمت عائلة الجازي التلفزيون السوري بالكذب والإفتراء وقالت ان إبنها لم يغادر لسورية أصلا من أجل القتال إنما في إطار زيارة اجتماعية وعائلية.

وتحدثت مصادر مستقلة عن سقوط أربعة أردنيين من أبناء عشائر أردنية بارزة في القتال ضد قوات بشار الأسد الأحد الماضي.

وأوضح العبدللات بأنه يقدر بأن 60 أردنيا جهاديا على الأقل تمكنوا من الإلتحاق بالحركة الجهادية ضد نظام بشار الأسد في سورية خلال الأسابيع القليلة الماضية تقول السلطات بأن بعضهم مطلوب للقضاء الأردني.

وأبلغ العبدللات ‘القدس العربي’ بأن السلطات الأردنية أوقفت مؤخرا 11 مواطنا أردنيا وهم يحاولون التسلل لسورية للمشاركة في الجهاد، فيما بلغ عدد الموقوفين بهذا الشكل 23 مواطنا أردنيا.

إلى ذلك أبلغ العبدللات ‘القدس العربي’ بأن لديه معطيات تؤكد بأن التفجيرات الأخيرة التي شهدها مقر الأمن القومي السوري تحمل بصمات ولادة تنظيم جهادي قوي و جديد يحمل إسم ‘لواء بلاد الشام’.

وقال وكيل التنظيمات الإسلامية والجهادية في الأردن المحامي موسى العبدللات بأن لديه قرائن تثبت بأن تفجير دمشق حمل بصمات جماعة ‘لواء بلاد الشام’ متوقعا أن هذه المجموعة المسلحة الجهادية تشكلت مؤخرا وقررت الإعلان عن نفسها عمليا بعملية كبيرة من هذا النوع.

وشدد العبدللات في حديث لـ’القدس العربي’ على أن تفجير دمشق يحمل بصمات تنظيم لواء أهل الشام وهو تنظيم ضخم من حيث العدد ولديه نوعيات من السلاح وخبرات في التفجير وإمكانات فنية رفيعة ولديه أيضا حسب العبدللات هوامش على الحركة في سورية للتصدي للنظام السوري الغاشم.

الحكومة السورية ترسل تعزيزات عسكرية إلى حلب

بيروت- (د ب أ): ذكر تقرير إخباري الأربعاء أن الحكومة السورية أرسلت مزيدا من القوات إلى حلب بعد تصاعد الاشتباكات مع المعارضين المسلحين في تلك المدينة وحولها.

ونقلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية عن مسئول في الجيش السوري الحر المعارض أن نحو ألفي جندي مدعومين بالدبابات والمدفعية تحركوا من إدلب /70 كيلومترا جنوب غرب البلاد/.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، بأن نحو 120 شخصا قتلوا في أعمال عنف الثلاثاء في أنحاء متفرقة بسورية.

ووقعت اشتباكات الثلاثاء في محافظة حلب في الوقت الذي قصفت فيه المروحيات المقاتلة للنظام المناطق التي تشهد تمركزا للمعارضين في ضواحي المحافظة.

وذكر المرصد السوري أن قتالا ضاريا وقع في عدد متزايد من ضواحي حلب. وحاولت قوات الحكومة فرض سيطرتها على تمرد في سجن بوسط المحافظة حيث قتل ثمانية أشخاص.

ووصف (الجيش السوري الحر) الذي يتألف معظمه من منشقين عن الجيش النظامي ذلك التمرد بأنه “الخطوة الأولى نحو تحرير” حلب.

وذكر نشطاء سوريون في شمال لبنان أن 25 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 10 آخرين عندما أطلقت قوات الحكومة السورية النار ليل الثلاثاء الأربعاء على المصلين لدى دخولهم مسجد لأداء صلاة التراويح في قرية شمال غربي مدينة حماة بوسط البلاد.

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت أمس إن الأزمة السورية “تتسارع” وإنه يتعين على المعارضة الاستعداد لعملية انتقالية بعد الرئيس السوري بشار الأسد.

طلاس في أول ظهور بعد انشقاقه يدعو إلى التوحد لخدمة سوريا ما بعد الأسد

بيروت- (ا ف ب): دعا العميد مناف طلاس في اول ظهور له بعد اعلان انشقاقه عن الجيش السوري في بداية تموز/ يوليو، السوريين إلى التوحد من اجل “خدمة سوريا ما بعد الاسد”.

وقال طلاس في بيان تلاه عبر قناة (العربية) التلفزيونية الفضائية “دعوتي أن نتوحد من أجل سوريا موحدة ذات نسيج متوحد ومؤسسات ذات استقلالية لخدمة سوريا ما بعد الاسد”.

واضاف متوجها إلى السوريين في ما اسمته قناة العربية “الاعلان الرسمي لانشقاقه”: “اطل عليكم في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا حيث تسيل الدماء البريئة وكل ذنبها انها تطالب بالحرية”.

ودعا الى “فعل المستحيل من اجل الحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة، سوريا التي لا تقوم على الانتقام والاقصاء والاستئثار”.

واشار طلاس إلى انه يتحدث كمواطن سوري وك”احد ابناء الجيش العربي السوري الرافض لهذا النهج الاجرامي للنظام الفاسد”.

وقال ايضا “اتحدث بصفتي مواطنا سوريا يفخر بخدمته في الجيش العربي السوري الذي لا يقبل شرفاؤه هذه الجرائم في حق بلادنا”.

وبرر طلاس موقف عناصر الجيش الذين لم ينشقوا بعد، قائلا “ايا تكن الاخطاء من قبل البعض في الجيش العربي السوري، فان كل منتم شريف الى الجيش لا يقوم بقتل السوريين او اهانتهم يطبع قبلة اعتزاز وتقدير على جبين كل مواطن حر”.

واعتبر أن “هؤلاء الشرفاء هم امتداد للجيش السوري الحر”.

وقال طلاس “من واجبنا كسوريين التوحد لجعل سوريا حرة ديموقراطية لنبني من جديد سوريا اكبر من الافراد”، داعيا الى الحفاظ على المؤسسات التي “ليست مؤسسات افراد اختطفوها وافقدوها مكانتها”.

واكد مصدر قريب من السلطات السورية في السادس من تموز/ يوليو انشقاق العميد مناف طلاس القريب من عائلة الرئيس بشار الاسد عن الجيش السوري قبل ثلاثة ايام وخروجه مع افراد عائلته من سوريا.

وقال المصدر في اتصال مع وكالة فرانس برس “لقد انشق العميد مناف طلاس منذ ثلاثة ايام وغادر سوريا على ما يبدو”.

واكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في وقت لاحق انشقاق طلاس ووصوله الى باريس.

ولم يظهر طلاس شخصيا على وسائل الاعلام الا اليوم. وتم التداول باسمه على لسان عدد من المسؤولين السوريين والتقارير الدبلوماسية لكي يلعب دورا في المرحلة الانتقالية.

وينتمي طلاس الى الطائفة السنية، وهو نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي. وهو اهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف آذار/ مارس 2011.

ويتحدر طلاس من الرستن في محافظة حمص (وسط)، المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ اشهر طويلة والتي تعتبر معقلا للجيش السوري الحر. وقد كان صديق طفولة لبشار الاسد، بحكم العلاقة الوثيقة بين العائلتين.

وكان مناف طلاس قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري، الا انه أقصي من مهامه منذ حوالى السنة بعد ان فقد النظام ثقته به.

ورقة الاسد الاخيرة

صحف عبرية

منذ بدء المظاهرات في سوريا في كانون الثاني 2011 انتظر العالم تطورا يحطم التعادل في الصراع بين الحكومة والثوار. وقد جاء هذا الاسبوع الماضي في شكل التفجير في مبنى الامن القومي والذي جبى حياة وزير الدفاع الجنرال داود عبد الله رجاحة ونائبه، صهر الاسد آصف شوكت.

ويثبت اغتيال قدس أقداس النظام بأنه نفدت قدرة الاسد على بلورة ائتلاف الأقليات الذي صانته عائلته في الحكم. ومع ان الموضوع أُبقي طي الكتمان، إلا انه حتى الجنود الدروز فروا من الجيش السوري على مدى السنة الاخيرة. بعض من الفارين عادوا الى عائلاتهم أما آخرون فانضموا الى صفوف الثوار. قوانين اللعب تغيرت دراماتيكيا، وقائمة الموالين للحكم ستقل الآن جدا. العلويون، أبناء الطائفة الحاكمة، سيُجلب بهم الى دمشق للدفاع عن القصر الرئاسي حتى بثمن سقوط جبهات اخرى وتعاظم الفرار. مفهوم أن هذه ليست أكثر من استراتيجية تأخير، ونهاية النظام تبدو الآن محتومة.

ستؤثر التطورات في سوريا على الشرق الاوسط بأسره. تركيا تدعم الثوار، ولكن يوجد لها سبب وجيه للقلق: فقد سيطر الاكراد على اربع مناطق في سوريا، ومن غير المستبعد ان يحاولوا الاتحاد مع اخوانهم في تركيا ليقيموا أخيرا كردستان المستقلة. توجد قوى تدفع نحو الاتحاد بين شمال لبنان السني وبين سوريا (أو ما سيتبقى منها) وكذا الدروز، المنتشرين في ثلاث دول، سيحاولون تحسين وضعهم، ولا سيما في ضوء تبدد الأمل لتحرير الحكم في بيروت من براثن حزب الله.

القدس قلقة وعن حق على مصير مخزون السلاح الكيماوي لدى الاسد، ولكن سيكون من الغباء التام من جانب حزب الله محاولة وضع اليد على هذه المخزونات. فمثل هذه الخطوة ستعطي للعالم حجة لعمل ما يتمناه الكثيرون لتفكيك المنظمة الشيعية بالقوة العسكرية. أما لنظام الاسد فتوجد مصلحة في الابقاء على المخزون الكيماوي حتى سقوط النظام، الذي يبدو الآن محتوما. وقد يكون السلاح الكيماوي هو الورقة الاخيرة المتبقية لدى الاسد وقادة النظام العلوي للمفاوضات على حياتهم وعلى خروج آمن من الحدود السورية. فبعد صور القذافي الميت ومبارك في السجن، فان هذا ليس أمرا يستهان به.

في المدى القصير سيؤدي سقوط النظام السوري الى وجع رأس أمني لا بأس به بالنسبة لنا. فالحدود مع سوريا، التي كانت هادئة لغير قليل من السنين، كفيلة بأن تسخن؛ وقد تحاول عصابات من المخربين المس بالجنود والمواطنين، مثلما يحصل في الحدود الجنوبية. ولكن في المدى البعيد يدور الحديث عن ربح صاف لاسرائيل. دون الاسد، محور الشر يفقد تواصله الاقليمي بين ايران وجنوب لبنان. ولن يتمكن رجال الحرس الثوري الايراني وممثلو حزب الله من البقاء في الدولة (كبار الجهاد الاسلامي فروا منذ الآن الى طهران)، والدعم التلقائي من سوريا للارهاب سيتوقف، مؤقتا على الأقل. سوريا لم تكن أبدا قوة عظمى شرق اوسطية كالسعودية أو مصر، ولكن من ناحية اسرائيل، فانها كفيلة بأن تتبين كحجر الدومينو الأهم في الربيع العربي.

إيلي أفيدار

معاريف 24/7/2012

عدم وجود عملاء سي اي ايه في داخل سورية يعرقل جهود اوباما.. وامريكا لا تزال تتحرى عن القيادة المسلحة

سورية ستحتاج عقودا للتخلص من اثار النظام وبحاجة لحوار بين الاغلبية والاقلية

لندن ـ ‘القدس العربي’: لم يتراجع الحديث عن خطر الاسلحة الكيماوية واستمرار المعارضة المسلحة الحديث عنها وان النظام لن يتورع عن استخدامها ضد شعبه وانه نقلها الى دمشق واخيرا ما زعمته مصادر منها ان النظام نقلها الى مطارات قريبة من الحدود وذلك بعد يوم واحد من تهديد جهاد مقدسي الناطق باسم الخارجية السورية ان بلاده لن تستخدمها الا اذا تعرضت لهجوم خارجي.

وقد حظيت تصريحات مقدسي باهتمام عالمي ليس لكونها تهديدا ولكن لان النظام يعترف ولاول مرة انه يملك ترسانة من الاسلحة الكيماوية وهذا على خلاف العراق الذي ظل متهما بامتلاك اسلحة دمار شامل ليكتشف انه دمرها بعد حرب الخليج الاولى. وفي ضوء هذه التهديدات فالسؤال المطروح هو كيفية تعامل الغرب والدول التي ترى في الاسلحة تهديدا لامنها مثل اسرائيل.

رسالة

وقد جاءت تصريحات مقدسي لتطمين الدول الغربية ان ترسانة بلاده في يد امينة ولتوجيه رسالة غير مباشرة للدول التي تهدد بغزو سورية لتأمين الترسانة مثل اسرائيل. ومشكلة الدول التي ترى في تدمير الترسانة انها لا تملك الكثير من المعلومات الامنية عن الترسانة خاصة ان سورية تعلمت بعد ضرب مفاعلها النووي عام 2007 من قبل وحدة طيران اسرائيلية. ويعتقد الخبراء في مجال اسلحة الدمار الشامل ان اي حديث عنها يعني ان سورية زانت كلامها قبل تصريحات مسؤولها كي تذكر من تحدثه نفسه بالتدخل ان سورية جاهزة. فبحسب جوزيف هوليدي، احد الخبراء في اسلحة العراق والذي يقوم بمراقبة عمل الجيش السوري الحر من معهد دراسات الحرب في واشنطن فـ ‘اسلحة الدمار الشامل لا قيمة لها حتى يعرف الطرف الاخر انك تملكها’ فيما نقلت عنه ‘نيويورك تايمز’ حيث اضاف انه على الرغم من عدم وضوح سورية حول برامجها فانه كان عليها ان توضح لجيرانها انها تملك القدرة واحسن طريقة هو الاعلان عنها.

ورقة ضغط ومحاولة لكسر العزلة

وقالت الصحيفة ان سورية تحاول كسر العزلة الدولية وارادت من هذه التصريحات تذكير امريكا وتركيا واسرائيل للتفكير مليا قبل اتخاذ قرار بالقيام بعملية عسكرية، فالاسلحة الكيماوية والبيولوجية هي الورقة القوية في يد النظام وتريد استخدامها للتعويض عن وضعها التفاوضي الضعيف. وتقول الصحيفة ان سورية خلال العقود الماضية قامت بجمع كميات كبيرة من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية بما فيها السيانيد والسارين وغاز الخردل، وذلك حسب تقرير سري لوكالة الاستخبارات الامريكية قدمته للكونغرس جاء فيه ان سورية تملك برنامج سلاح كيماوي منذ عدة اعوام، ولديها عوامل كيماوية يمكن استخدامها في القنابل الجوية ورؤوس الصواريخ الباليستية والقنابل المدفعية.

وفي تقرير اخر يعود الى عام 2006 جاء فيه ان سورية قادرة على استخدام غاز السارين واطلاقه اما من الطائرات الحربية او من الصواريخ الباليستية. وقالت الصحيفة ان بشار الاسد اخبر كوفي عنان، مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية ان الاسلحة الكيماوية محفوظة في مكان امين على الرغم من غموض الحكومة السورية حول برنامجها من الاسلحة الكيماوية.

وبحسب دبلوماسي ان الاسد اخبر عنان ان الاسلحة لن تستخدم الا في حالة تعرض سورية لعدوان خارجي مضيفا ان الاسلحة ليست مركبة ومن يحصل عليها عليه ان يعرف كيفية تركيبها.

محاولة اختراق

وتواجه الدول الاخرى معضلة اخرى خاصة امريكا وهي فهم المعارضة السورية نفسها ومراقبة النظام السوري، فبعد 16 شهرا من الانتفاضة لا تزال الولايات المتحدة تكافح من اجل فهم طبيعة وهوية المعارضة السورية داخل البلاد. وقال مسؤولون امريكيون ان غياب المعلومات الامنية عن القوى العاملة في الداخل ادت الى تعويق جهود ادارة الرئيس الامريكي لمساعداتها في الاطاحة بنظام بشار الاسد. وتقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان المخابرات الامريكية وسعت في الاشهر القليلة الماضية من جهودها لجمع المعلومات عن معارضة الداخل والنظام السوري الا ان عملياتها لا تزال مقتصرة على التنصت واعتراض الاتصالات ومراقبة الاوضاع المتطورة عن بعد. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امنيين امريكيين وامنيين اجانب ان سي اي ايه التي استطاعت انشاء خلايا عمل في مصر وليبيا ليست قادرة على بناء خلايا مماثلة في سورية. وتقول الصحيفة ان غياب العملاء ادى الى تعقيد جهود باراك اوباما للاطاحة بعدو قديم بدون ان يؤدي الى تقوية عدو اخر وهو القاعدة التي اكدت تصريحات المسؤولين الامريكيين والعرب انها اقامت خلايا فاعلة لها داخل سورية.

طرق

ونتيجة لهذا الوضع تبحث الادارة عن طرق لتوسيع دعمها للمعارضة وخاصة في مجال الاتصالات وجمع المعلومات. ويقول مسؤول امريكي التقته الصحيفة ان الادارة تريد ان تعرف اولا من متواجد في الداخل كي تتعامل معه. وتضيف ان عدم وضوح الصورة في الداخل تثير قلق الدول الغربية وحتى العربية التي تدعم وتمول المعارضة، فهناك قلق من الفراغ ومن هوية من سيسطر على سورية بعد رحيل الاسد. وبحسب مسؤول امني ‘شرق اوسطي’ قال ان عمليات التحري حول هوية المقاتلين مستمرة، معبرا عن قلقه مثل بقية الوكالات الامنية من ظهور حكومة يتسيدها الاسلاميون وتدفع باتجاه حكومة يديرها الاخوان المسلمون السوريون. ولعل واحدا من اهم الاسباب التي اعاقت جهود الادارة الامريكية جمع المعلومات هو اغلاق سفارتها في دمشق واستدعاء سفيرها روبرت فورد من هناك، اضافة الى عجز المعارضة السورية المسلحة حتى الآن عن ايجاد منطقة سيطرة لهم مثلما فعل الثوار الليبيون الذين سيطروا على المنطقة الشرقية من البلاد مما سهل على الاستخبارات الامريكية ارسال فرقها. وتقول انه على الرغم من محدودية مساحة تحرك اوباما الا انه اعطى سي اي ايه سلطة لدعم المعارضة لنظام الاسد في عمليات تحتاج اسقاط الرئيس نفسه. فمن بين الاجهزة التي زودتها امريكا للمعارضة اجهزة لتشفير الاتصالات مما يعطي المخابرات التنصت على مكالمات مجموعات المعارضة في الداخل، اضافة لارسال فريق من ستة عملاء لجنوب تركيا كي يتأكدوا من عدم وصول الاسلحة التي تصل الى المقاتلين من السعودية وقطر، مشيرة الى ان كلا من الاردن والامارات عبرتا عن استعدادهما ارسال اموال وليس اسلحة نظرا للمخاوف نفسها. ولهذا السبب لا تزال المعارضة ضعيفة. وعلى الرغم من معضلة وغموض المعارضة الا ان الادارة ووكالاتها الامنية وسعت من جهودها لتعطيل عمليات تدفق السلاح الى النظام من ايران، كما وسعت الاستخبارات من مراقبة الاتصالات الهاتفية والبريد الالكتروني والتقاط الصور الفضائية ومراقبة عمليات انشقاق الضباط، مشيرة الى ان عملية التفجير يوم الاربعاء الماضي اثبتت قدرة المعارضة على تنفيذ عمليات بدون ان تدعمها امريكا بأسلحة قاتلة. وتعتقد المخابرات الامريكية ان العملية قام بها شخص من داخل النظام على خلاف العمليات الاخرى التي ربطت بالقاعدة. ويشكك مسؤولون بمزاعم المخابرات انها تعرف الكثير عن قادة المعارضة في الداخل وانها اقامت علاقات معها، حيث قالوا ان الاتصالات تمت بالتنسيق مع المعارضة على حدود الدول القريبة من سورية.

تراجعات وحرب ارهاق

وتأتي جهود سي اي ايه على خلفية استمرار المعارك في العاصمتين السياسية دمشق والاقتصادية حلب، حيث عزز الجيش السوري مواقعه في عدد من الاحياء في دمشق بعد ان سيطر عليها المقاتلون لعدة ايام، وجاءت تراجعات الجيش الحر في دمشق على الرغم من الدفعة المعنوية التي حصل عليها بعد مقتل اربعة من كبار القادة في النظام اثناء اجتماع امني لهم. ونقل عن قادة في الجيش الحر ان المقاتلين لم يكن لديهم اي خيار بل الانسحاب من دمشق نظرا لقلة عتادهم، واشار مسؤول نقلت عنه ‘واشنطن بوست’ ان الجيش الحر يقود حرب مضايقة للنظام من اجل ارهاقه، مضيفا ان الجيش الحر لا يستطيع احكام السيطرة الدائمة على المناطق ولهذا يقوم بعملية هنا ثم هناك لاتعاب النظام. واضاف ان المقاتلين يحتلون وينهبون الاسلحة ثم ينسحبون ثم يعاودون الكرة وهكذا، مضيفا ان ايا من الطرفين ليست لديه القدرة حتى يحصل الجيش الحر على الاسلحة الثقيلة. ومع انتكاسات العاصمة الا ان المقاتلين يتعلمون كيفية استخدام الاسلحة والتخطيط للعمليات القتالية وهذا ظهر في الحملات الاخيرة التي قاموا بها مما يشير الى انهم حصلوا على كميات جديدة من الاسلحة.

الكراهية اخطر من الاستقرار

وفي مقال لستيفن ستار مؤلف كتاب ثورة في سورية نشرته صحيفة ‘الغارديان’ جاء فيه ان الاسد ربما كان في طريقه للخروج من السلطة الا ان العداء المستحكم بين الاقليات في سورية يظل عائقا للاستقرار. واشار الى ان السوريين قبل انتفاضة اذار (مارس) تجنبوا الحديث في السياسة والدين مقابل اوضاع معيشية جيدة، وامن في الشوارع. فقبل الثورة ارتفعت في حلب ودمشق وحتى خارج حمص مراكز التسوق، وفتحت البنوك الخاصة، فيما انتشرت المقاهي الراقية في معظم انحاء سورية. وعلى الرغم من مظاهر الرفاه التي تمتعت بها طبقة معينة الا ان غضبا بدأ يظهر في احياء الصفيح خارج حلب ودمشق ودرعا والتي ازدحم فيها العمال والمزارعون المشردون من منطقة الجزيرة، والتي هرب منها مئات الالاف من المزارعين بعد 3 سنوات من الجفاف وقلة المطر، فقد انتقلوا الى احياء القابون وحرستا ودوما خارج العاصمة دمشق. ويقول ان الغطرسة الوحشية التي ابداها النظام ضد المتظاهرين في بداية الثورة عجلت من رحيله. مضيفا ان النظام كان بامكانه البقاء في السلطة لو انه قام بحوار جدي مع المجتمع واستمع لمطالب الناس خاصة الفقراء منهم، كما كان بامكانه اطلاق سراح عدد من السجناء ودعوة المنظمات الدولية لمراقبة الانتخابات، وفتح الباب امام الصحف والمعلقين لكتابة تعليقات وتقارير من سورية.

ويضيف ان النظام كان نسبيا يحظى بدعم شعبي قبل الانتفاضة، فأهل سورية اعتبروا الاستقرار نعمة مقارنة بالعراق ولبنان. ولكن النظام اختار السلاح للخروج من الازمة وقرر مقاومة الالاف ممن لا يملكون شيئا وهم عاطلون عن العمل. ويقول ان السوريين ضحوا كثيرا للتخلص من الديكتاتور ولن يتوقفوا حتى يخرجوه. ويرى ان تحديات ما بعد خروجه تعتمد على الطريقة التي ستتصرف فيها وتعاملها مع قضايا الدولة والا ستتحول الى مراقب على قارعة الطريق، فالمجتمع السوري ليس جاهزا للعيش مع سياسيين مخادعين يبيعونه الهراء. ويشير الى ان المقارنة بين سورية من جهة ولبنان والعراق من جهة اخرى غير صحيح لان النزاعات التي حدثت فيها قاتل فيها اطراف متساوون في العدد الديمغرافي.

فالعلويون الذين يشكلون نسبة 10 بالمئة من السكان لن يحملوا البنادق ويعلنون الحرب وكذا المسيحيون الذين دعموا النظام فانهم سيقفون جانبا. ويقول ان حجما من المشاكل ينتظر البلاد وتحتاج الى صبر ووقت، فسورية ستحتاج الى عقود كي تتخلص من اثار 40 عاما من حكم الاسد. ويرى ان هناك حاجة للحوار للتخلص من مظاهر العداء بين السنة الذين قادوا الثورة والاقليات التي وقفت الى جانب النظام وراقبته يذبح اخوانهم. ولن يتم هذا بدون الاستماع لبعضهم البعض، كما ان على الجميع تأكيد الهوية الوطنية السورية فوق الهوية الطائفية فهم سوريون اولا واكراد وعلويون وسنة ومسيحيون ثانيا.

المجلس الوطني السوري ينفي استعداده للموافقة على حكومة تقودها شخصية من النظام

سيدا: قادرون على تشكيل حكومة انتقالية ولم نتطرق إلى من سيقودها

باريس ـ القاهرة ـ ا ف ب ـ د ب ا: اعلنت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني الثلاثاء لوكالة فرانس برس رفض المجلس اي حكومة وحدة وطنية تقودها شخصية من النظام، نافية بذلك ما اعلنه في وقت سابق الثلاثاء جورج صبرا وهو متحدث اخر باسم المجلس.

وقالت قضماني، مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الذي يضم غالبية تيارات المعارضة السورية، من باريس ‘لم يكن واردا يوما تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة عضو في نظام’ الرئيس السوري بشار الاسد.

واضافت قضماني ان ‘تشكيل حكومة انتقالية مسألة واردة بالطبع لكن من المعارضة، لا ان يرأسها عضو في السلطة’.

وكان عضو المجلس الوطني السوري جورج صبرا اكد لفرانس برس في بيروت صباح الثلاثاء ان المعارضة السورية مستعدة للموافقة على ‘شخصية من النظام’ السوري لقيادة مرحلة انتقالية في البلاد.

وقال صبرا ‘نحن موافقون على خروج الاسد وتسليم صلاحياته لاحد شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية على غرار اليمن’.

وردا على سؤال بشأن ‘الشخصية’ من النظام التي يمكن للمعارضة ان توافق على ادارتها المرحلة الانتقالية، اجاب صبرا ان ‘سورية مليئة بالشخصيات الوطنية وحتى من قبل الموجودين في النظام وبعض الضباط في الجيش السوري التي يمكن ان تلعب دورا’ في هذا المجال.

وخلال مؤتمر صحافي، بدا المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو مرحبا بتصريحات جورج صبرا.

وقال فاليرو ‘كل ما يمكن ان يسمح بالتوصل الى نهاية اسرع لاعمال العنف (…) وتشكيل حكومة موقتة يصب في الاتجاه الصحيح’.

ونهاية حزيران (يونيو)، اتفق الاعضاء الخمسة في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين وروسيا) في جنيف على مبدأ مرحلة انتقالية مع حكومة جديدة تضم ممثلين عن النظام والمعارضة، من دون ذكر تنحي الرئيس السوري.

ومذاك، استرعى هذا الاتفاق تفسيرات متباعدة، اذ تعتبر واشنطن وباريس انه يعطي ضمانات لتنحي الاسد، في وقت تؤكد فيه موسكو وبكين اللتان تعارضان رحيلا قسريا للاسد، ان مصير سورية مسألة تعود للسوريين.

ومن جهته أكد عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض قدرة المعارضة السورية على تشكيل حكومة انتقالية تتولى إدارة شؤون البلاد في مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد .

وأوضح في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة: ‘نحن بالمجلس نناقش فكرة تشكيل حكومة انتقالية بالتعاون مع مختلف فصائل المعارضة والقوى الموجودة على الأرض’.

وأكد سيدا أن حديث جورج صبرا الناطق باسم المجلس الوطني فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية وقيادتها ‘قد اقتطع من سياقه ولم يتم التعبير عنه بشكل دقيق في الإعلام’.

وكانت تقارير نقلت عن صبرا القول ‘نحن موافقون على خروج الأسد وتسليم صلاحياته لأحد شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية على غرار اليمن’ حيث وافق الرئيس على التنحي عن السلطة وتسليم سلطاته لنائبه مقابل حصانته وآخرين من الملاحقة القضائية.

وتابع سيدا ‘نحن بالمجلس الوطني نتناقش حول موضوع الحكومة أو السلطة الانتقالية ولكن من سيقود فهذا أمر لم يطرح للنقاش بعد’. وتابع ‘فكرة نائب الرئيس كانت مطروحة في المبادرة العربية ولكن التطورات في الأوضاع تستوجب التفكير في الأمر من جديد وكما قلت الموضوع لم يناقش بعد’.

أما فيما يتعلق بفكرة أن يقود البلاد بالمرحلة الانتقالية مجلس عسكري انتقالي، قال سيدا ‘كل هذه تفصيلات ستناقش لاحقا، نحن الآن نناقش التشكيل لمدى أهميته ،ولا نود أن ندخل في التفاصيل ولكن ما ورد بالأعلام لا يتطابق مع الواقع’.

وفي رده على تساؤل إذا ما كان الأسد سيلجأ لاستخدام السلاح الكيمائي، قال ‘هم قالوا إنهم يمتلكون مثل هذه الأسلحة ثم عادوا وأنكروا.. وأعتقد أنه إذا اتخذ المجتمع الدولي موقفا واضحا ومحددا وتكلم بلغة حازمة وموحدة قوية فهذا النظام أضعف بكثير من أن يواجه هذا الموقف الدولي الموحد’.

محللون: مخاوف من انجرار الاردن الى الصراع في سورية

عمان ـ ا ف ب: حذر محللون من ‘عواقب وخيمة’ في حال انجر الاردن الى النزاع الدائر في سورية مع ارتفاع وتيرة العنف في الجارة الشمالية وازدياد المخاوف من احتمال استخدامها لأسلحتها الكيميائية.

ويراقب الاردن من كثب تصاعد العنف في سورية، فيما تحدث العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والحكومة عن تشديد الاجراءات الأمنية على امتداد حدود المملكة الشمالية.

وقال رئيس الوزراء فايز الطراونة خلال زيارة الاثنين للمنطقة الحدودية الشمالية برفقة قائد الجيش ‘نراقب’من’كثب’كل’التطورات’في’سورية’لضمان’ان’لا’يكون’لها’انعكاسات’امنية’او’انسانية’او’اجتماعية’على’الاردن’. وتترافق تلك المخاوف مع استمرار تدفق اللاجئين السوريين الى الاردن مما يشكل عبئا اقتصاديا ولوجيستيا على المملكة، التي تقول انها تستضيف اكثر من 140 الف لاجىء سوري منذ اندلاع الاحداث في سورية في آذار (مارس) 2011.

واضاف الطراونة ان ‘الحكومة’لن’تتوانى’عن’اتخاذ’اي’اجراء’من’شأنه’الحفاظ’على’متطلبات’امن’الاردن’ومواطنيه، مع’مراعاة’الظروف’الانسانية’للاشقاء’السوريين’.

ووفقا لمصادر مقربة من الحكومة الاردنية ‘هناك اجتماعات يومية لبحث امكانية ارسال قوات اردنية خاصة في حال سقوط النظام السوري لتأمين الاسلحة الكيميائية والجرثومية’.

ورغم انه لم يتسن تأكيد ذلك من قبل المسؤولين الا انه من الواضح ان الاردن يراقب بقلق متصاعد التطورات في سورية.

وحذر العاهل الاردني في مقابلة مع قناة ‘سي ان ان’ الأميركية من امكانية اغتنام تنظيم القاعدة الفوضى في سورية للاستيلاء على الترسانة الكيميائية التي يمتلكها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

من جانبه، راى عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية، ان تدخل الاردن لتأمين الاسلحة الكيميائية السورية ‘محتمل’ لكنه يحتاج الى ‘مظلة سياسية عربية ودولية والا فعواقب ذلك ستكون وخيمة’. وفيما تشتد المواجهات بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة في مختلف مناطق سورية وخصوصا في العاصمة دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب (شمال)، يتصاعد قلق المجتمع الدولي على امن الاسلحة الكيميائية التي يقول ان نظام الاسد يمتلك كميات كبيرة منها.

ويقول الرنتاوي لوكالة فرانس برس ان ‘الحديث اليوم لم يعد عن حقوق الإنسان والديمقراطية والتحول الديمقراطي والانتقال السياسي في سورية وبات كله حول الترسانة الكيميائية والبيولوجية في سورية’.

ويتساءل ان كان موضوع تلك الاسلحة ‘مخاوف اردنية حقيقية ام انها جزء من استراتيجية اقليمية ودولية يراد جر الأردن اليها. اية اجندة يراد فرضها على المنطقة وجرنا اليها؟’.

ويحذر الرنتاوي من احتمال ان يكون الأمر مجرد حجة لضرب سورية، مستذكرا ‘ادعاءات الولايات المتحدة وحلفاؤها بوجود اسلحة دمار شامل في العراق والتي ثبت كذبها وانظروا للعراق الآن’.

ويرى ان السبب الاول وراء اثارة موضوع الاسلحة الكيميائية السورية هو ‘امن اسرائيل الذي يشغل الولايات المتحدة والعالم كله’.

ويتفق المحلل السياسي لبيب قمحاوي مع الرنتاوي على ان موضوع تلك الاسلحة ‘ليس اكثر من حجة يريد الغرب واسرائيل استعمالها للتدخل في سورية’.

ويضيف لفرانس برس ان ‘هذا يذكرنا بالعراق قبل عقد من الزمن حين استخدمت حجة وجود اسلحة دمار شامل لتدميره، وتأكد لاحقا عدم وجودها’.

ويؤكد قمحاوي ان ‘الاردن ان تدخل تحت ذريعة مخاوف من اسلحة كيميائية فسيتدخل نيابة عن امريكا واسرائيل وهذا غير مقبول’، محذرا من ‘مؤشرات واضحة بان الاردن يسير باتجاه تسهيل تدخلات عسكرية في سورية’.

ورأى ان ‘دور الاردن يجب ان يقتصر على دور مساعدة الشعب السوري انسانيا فقط وليس دور عسكري على الاطلاق’.

من جانبه، يعتبر محمد المصري، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية ان ‘موقع الاردن الجغرافي المجاور لسورية يجعله مرشحا قويا للقيام بعملية تأمين الأسلحة الكيميائية’.

ويضيف لفرانس برس ان ‘مسألة الاسلحة الكيميائية السورية بالنسبة للأردن ليست فقط معضلة دولية او اقليمية بل هي تشكل خطرا مباشرا على امنه’.

ويوضح ان الاردن هو الدولة العربية الوحيدة ‘المهيأة’ لهذا الدور، مبررا ذلك بأن جيران سورية العرب الآخرين ‘غير مهيئين’، فيما تركيا ‘حساسة تجاه الفكرة، أما تدخل اسرائيل او امريكا فتدخلهما هو بمنتهى الخطورة لانه سيخلق ابعادا اخرى للأزمة’.

ووفقا لمؤسسة ‘مابلكروفت’ الاستشارية لتقييم المخاطر فان الولايات المتحدة و18 دولة اخرى شاركت في تدريبات ‘الأسد المتأهب’ العسكرية في ايار (مايو) في الأردن ‘التي تضمنت تركيزا قويا على تأمين الأسلحة الكيميائية والبيولوجية’.

وتضيف المؤسسة انه ‘بما ان الصراع يتصاعد، فإنه لا يمكن اغفال ان النظام (السوري) قد ينظر في استخدام اسلحة كيميائية’.

وفي آذار (مارس) الماضي نقلت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ عن مسؤوليين امريكيين وعرب قولهم ان ‘القوات الامريكية والاردنية تطوران خططا مشتركة لتأمين ما يعتقد انه مخزون سوري كبير من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية’.

ولا يخفي اردنيون عاديون مخاوفهم من انجرار المملكة الى النزاع السوري، ويقول خليل (25 عاما) وهو طالب جامعي لفرانس برس ‘نعاني اصلا من كل انواع المشاكل هنا من فقر وبطالة وفساد واقتصاد سيىء، لسنا بحاجة لمزيد من المشاكل’.

ويتساءل ‘الا يجدر بنا فقط التركيز على اللاجئين السوريين؟’.

اما محمد (33 عاما) وهو مهندس معماري فيقول ‘نحن فخورون بجيشنا لكننا لسنا قوة عظمى’.

ويتساءل ‘ما الذي سيحدث لنا ان فشلت الخطة التي يتحدثون عنها لتأمين الاسلحة الكيميائية السورية لسبب او لآخر؟’.

واكدت وزارة الخارجية السورية الاثنين ان دمشق لن تستخدم اسلحة كيميائية او جرثومية الا في حال تعرضها ‘لعدوان خارجي’.

من جانبها، هددت اسرائيل سورية بانها ستهاجم اي شحنة اسلحة كيميائية او صواريخ وانظمة دفاعية جوية تنقل الى حزب الله اللبناني.

ويقول المسؤولون العسكريون الاسرائيليون ان سورية التي تعد رسميا في حالة حرب مع اسرائيل، تمتلك ‘اهم ترسانة من الاسلحة الكيميائية في العالم’.

ويدعم حزب الله الشيعي اللبناني النظام السوري منذ بدء الانتفاضة في سورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في اذار (مارس) 2011 والتي ادت الى مقتل ما يزيد عن 19 الف شخص، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.

كلينتون تحيي المنطقة العازلة

مناف طلاس يدعو للتوحد «لخدمة سوريا ما بعد الأسد» وأنقرة تسعى إلى تبرير التدخل

عاد أمس الحديث الأميركي عن منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، بالتزامن مع مساعٍ تركية لتبرير التدخل فيما دعا العميد مناف طلاس، إلى التوحد «لخدمة سوريا ما بعد بشار الأسد»

في موقف هو الأعلى سقفاً منذ خروجه من سوريا، دعا العميد مناف طلاس، في بيان مصور بثته قناة «العربية»، السورييين إلى التوحد «لخدمة سوريا ما بعد بشار الاسد»، مطالباً «بفعل المستحيل من أجل الحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة التي لا تقوم على الانتقام والاقصاء أو الاستئثار».

وأكد طلاس أنه يتحدث «ليس كمسؤول بل كأحد أبناء سوريا. أحد أبناء الجيش العربي السوري الرافض للنهج الإجرامي. لهذا النظام الفاسد»، و«بصفته مواطناً سورياً يفخر بخدمته في الجيش السوري»، لافتاً إلى أنه «أياً كانت الأخطاء من قبل البعض في الجيش السوري، واجبنا اليوم كسوريين التوحد من أجل هدف واحد لجعل بلادنا حرة ديموقراطية دون أن نهدمها، سوريا أكبر من الأفراد».

وأضاف «يجب أن تكون ثورتنا ثورة على الفساد والطغاة دون هدم النسيج الديموغرافي، ولا يجب هدم المؤسسات»، داعياً إلى أن «نتوحد جميعاً من أجل سوريا موحدة ذات نسيج متماسك ومؤسسات ذات استقلالية». وهو ما أثار ردود فعل مرحبة من قبل قيادات في المعارضة السورية، رأت في إعلان طلاس تطوراً ايجابي يجب التعامل معه.

في موازاة ذلك، أعادت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أمس، إحياء الحديث عن منطقة عازلة، مستندةً إلى ما قالت إنها مكاسب على الأرض تحققها المعارضة، في إشارة على ما يبدو إلى السيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا، التي قد تؤمّن الأرضية لذلك.

وقالت كلينتون «يجب أن نعمل عن كثب مع المعارضة لأنه يجري كسب المزيد والمزيد من الأراضي، وسيؤدي ذلك في نهاية الأمر الى ملاذ آمن داخل سوريا سيوفر حينئذ قاعدة لمزيد من التحركات للمعارضة». وأضافت: إن الوقت حان الآن للتخطيط «لليوم التالي»، وحثت المعارضة على التفكير في الطريقة التي قد يحكمون بها البلاد وكيفية تجنب أعمال انتقام طائفية.

في المقابل، رأت كلينتون أن «الأوان لم يفت بالنسبة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد كي يبدأ التخطيط لعملية انتقالية لإيجاد سبيل لوضع نهاية للعنف من خلال بدء المناقشات الجادة التي لم تحدث حتى اليوم». وأضافت «نحن نعمل عبر الكثير من هذه الركائز المهمة لانتقال حتمي. سيكون من الأفضل إذا حدث ذلك عاجلاً لأن عدداً أقل سيقتل أو يصاب، وأيضاً لأنه ربما يمنع انتقاماً طائفياً».

ويأتي كلام كلينتون بعد سيطرة معارضين على منافذ حدودية مع تركيا والعراق، ووسط أنباء عن تنفيذ أنقرة لمنطقة عازلة جواً، بحيث تمنع المروحيات السورية من الاقتراب من الحدود. وأشارت مصادر في أنقرة إلى سلسلة لقاءات عسكرية عقدها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في الأيام الماضية، كان آخرها اجتماعاً طارئاً مع رئيس الأركان التركي الجنرال نجدت أوزل لتقويم آخر التطوّرات حول القضية السورية.

وبحسب مصادر في اسطنبول، فإن أنقرة تترقب الوضع على الحدود، وتسعى إلى زيادة أعداد اللاجئين إلى 100 ألف لتبرير أي تحرّك باتجاه الأراضي السورية. وتضيف المصادر أن الأعداد اليوم وصلت إلى حدود 45 ألفاً، وتقوم السلطات التركية بنصب خيام على طول الحدود لدفع مزيد من اللاجئين إلى الهروب.

في موازاة ذلك، أفادت تقارير إعلامية تركية، أمس، بأن القوات المسلحة التركية قد أرسلت فرقة مدربة في التعامل مع هجمات بالأسلحة الكيميائية إلى منطقة الحدود السورية.

وقالت وكالة أنباء «دوجان»، إنه قد تم نقل كتيبة الأسلحة الكيميائية، التي كان مقرها في غرب تركيا، إلى قونية في وسط تركيا قبل شهرين، وأن مجموعة واحدة من أعضاء هذه الكتيبة قد توجهت الآن إلى منطقة الحدود السورية، من دون أن تحدد الوكالة مصدر تقريرها.

وقال أردوغان إن المعارضة السورية «باتت أقرب من أي وقت مضى الى النصر»، وحذر من أن تركيا مستعدة «للتعامل بالمثل» في حال تعرضها لعمل عدواني من قبل دمشق.

من جهة ثانية، أعلنت مسؤولة العلاقات الخارجية في «المجلس الوطني السوري»، بسمة قضماني، رفض المجلس «أي حكومة وحدة وطنية تقودها شخصية من النظام»، نافية بذلك كلاماً كان قد أدلى به في وقت سابق المتحدث باسم المجلس جورج صبرا.

وكان صبرا قد قال «نحن موافقون على خروج الأسد وتسليم صلاحياته لإحدى شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية على غرار اليمن». بدوره، علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو على تصريحات صبرا، قائلاً «كل ما يمكن أن يسمح بالتوصل الى نهاية أسرع لأعمال العنف وتشكيل حكومة موقتة يصب في الاتجاه الصحيح».

على صعيد آخر، ذكّرت وزارة الخارجية الروسية سوريا بأنها من الدول الموقعة على بروتوكول جنيف لعام 1925، الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية، وبضرورة الالتزام بتعهداتها الدولية.

في هذا الوقت، بدأ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام، هيرفيه لادسو، أمس، زيارة لدمشق موفداً من الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون تهدف الى تقويم الوضع بعد التمديد لمدة شهر لبعثة المراقبين الدوليين..

وفي موقف لافت، قال نائب رئيس القوات الإيرانية المشتركة، الجنرال مسعود جزائري، إن «الشعب السوري وأصدقاء سوريا لن يسمحوا بتغيير النظام». وأضاف إن «أصدقاء سوريا وحركة المقاومة لم يدخلوا المشهد بعد، وإذا فعلوا فإنهم سيوجهون ضربات حاسمة لجبهة العدو وخاصة للعرب المكروهين». وأضاف الجزائري إن «السوريين غاضبون جداً من حكومات الشر في أميركا وتركيا وقطر والسعودية وغيرها من حلفاء الإرهابيين».

إلى ذلك، أفيد أمس أن السفيرة السورية في قبرص، لمياء الحريري، انشقت عن النظام السوري ووصلت إلى قطر.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

دمشق بين فوضى السلاح وجنون الأسعار

حالة من الفوضى وغياب للأمن والأمان. المواد الغذائية ومادة المازوت سعرها إلى ارتفاع. لم تتحسّن صورة الواقع الدمشقي، رغم تراجع حدّة الاشتباكات العسكرية

أنس زرزر

دمشق | يعيش، هذه الأيام، سكان العاصمة دمشق والمناطق المحيطة بها حالة من الفوضى الأمنية و«الاقتصادية». تدور معارك كرّ وفرّ على مدار الساعة، بين وحدات من الأمن والجيش السوري بمواجهة عناصر مسلحة من «الجيش السوري الحر»، حولت الكثير من المناطق السكنية الآمنة إلى ساحات حرب حقيقية، للسيطرة عليها وضمها للمناطق «المحررة» حسب خطاب «الجيش الحر»، أو إعلانها مناطق «آمنة ونظيفة من المجموعات الإرهابية»، حسب الرواية الرسمية. وبين الروايتين، فضّلت عائلات سورية كثيرة، حزم ما تستطيع جمعه من أمتعة وحاجيات أساسية، والنزوح إلى أماكن أكثر أمناً بعيداً عن ساحات المواجهات والقتال. يخبرنا أبو مصطفى (44 عاماً)، أحد سكان منطقة المعضمية الواقعة على بعد 10 كيلومترات جنوبي العاصمة دمشق، أنّ «رصاصة طائشة استقرت ليل أمس في شرفة جيراننا في البناء المقابل، أمضينا الليلة تحت الأسرّة، لا نعرف مصدر الرصاص ولا أين يستقر في المرة المقبلة، لن أنتظر أن يصلنا الدور هذه الليلة».

اليوم في دمشق، من الممكن أن يتحوّل سائق سيارة أجرة إلى مصدر إعلامي أكثر صدقية وواقعية، من جميع الوسائل الإعلامية، والمحطات الفضائية مجتمعة. «على طريق المحلق الجنوبي، أوقفني حاجز للأمن السوري للتفتيش، مضيت في طريقي، حتى أوقفني حاجز للجيش الحر على بُعد 300 متر من الحاجز الأول، علقت بعدها أكثر من نصف ساعة، في معركة حامية بين الحاجزين، والرصاص يطير فوق رأسي»، يروي شادي أبو سباع (37 عاماً) من سكان منطقة دروشا. ويتابع قائلاً «نحن فقط من يسدد فواتير صراعات السيطرة وفرض الهيمنة على الأرض، بين الجيش النظامي والجيش الحر. إلى متى سنبقى نعيش هذه الحالة، لو أصيبت السيارة التي أعمل عليها، سيغرمني صاحبها بالأضرار. لم أعد أكسب ربع ما كنت أكسبه من عملي قبل الأحداث». نسأل أبو سباع عن رأيه بصدقية وسائل الإعلام المختلفة التي تنقل الأحداث، باعتباره يقضي نهاره متجولاً في شوارع العاصمة وضواحيها، فيجيب «كل واحدة من هذه المحطات الفضائية، تنقل الأخبار وتقدمها حسب السياسة التي تفرضها إدارتها. الإعلام السوري الرسمي يؤكد أن الوضع تحت السيطرة، ويتكلم عن عودة الأمان والأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً. بدورها تضخّم وسائل الإعلام الأخرى من حجم انتصارات الجيش الحر والعصابات المسلحة على الأرض». لعب سائق الأجرة دور المظلوم والمغلوب على أمره. تقاضى أجرة مضاعفة عن الأجرة النظامية التي سجلها العداد الرسمي. تبريره «ما في بنزين بالبلد أستاذ… لك بكفي لاقيت تاكسي بظروف القصف والرصاص والخطر». يبدو أنّ كل شيء في دمشق مرهون بمزاج الحرب والفوضى وغياب النظام، والمزاج الشخصي للناس في الشارع.

رغم ظهور مسؤولين سوريين على الإعلام الرسمي، لطمأنة المواطنين حول توفّر «الوقود من بنزين ومازوت بكميات تزيد على الحاجة، بالإضافة إلى جميع المواد الغذائية الأولية، وخاصة الخبز والخضر». المشهد في الشارع: حالات ازدحام غير مسبوقة أمام محطات الوقود، فقد تصل طوابير السيارات في بعض الأحيان إلى مئات الأمتار.

«في أول قرار له، رفع الدكتور قدري جميل وزير التجارة الداخلية في الحكومة السورية، سعر ليتر المازوت 3 ليرات سورية ليصبح سعره الحكومي 23 ليرة، كما ارتفع سعره في السوق السوداء من 35 ليرة الى 45 ليرة سورية. شكراً لك أيها الوزير الشيوعي المعارض على هذه الهدية في شهر رمضان»، يقول إلى «الأخبار» سائق حافلة ركاب، وهو ينتظر دوره لتعبئة خزان مركبته.

ليس بعيداً عن محطة الوقود، احتشد المئات أمام الأفران الخاصة والحكومية، للحصول على حصص مضاعفة من مادة الخبز، «لا نعرف مصيرنا في الأيام المقبلة. عوّدنا إعلامنا الرسمي على إخفاء الحقيقة دوماً، كنت أشاهد التظاهرات مع بداية الأحداث من شباك منزلي، في الوقت الذي كانت تنفي فيه الفضائية السورية مظاهر الاحتجاج كلها»، يخبرنا أحد المواطنين أمام فرن «الشيخ سعد» في منطقة المزة، وسط العاصمة دمشق.

فيما يروي رفيقه «عائلتي كبيرة جداً، ويجب عليّ تأمين الخبز والمواد الغذائية الأولية بكميات كبيرة، خوفاً من فقدها في الفترة المقبلة». وتزامن رفع الحكومة السورية سعر ليتر المازوت، مع بداية شهر رمضان، وتصاعد أحداث العنف والمواجهات المسلحة في عموم المدن والمحافظات السورية. هذا ما تسبب بارتفاع كبير في أسعار الخضر وكل المواد الغذائية على اختلاف أنواعها. «ساعات طويلة قضيتها اليوم أبحث عن علبة حليب لطفلي الرضيع. المحال معظمها مغلق، والبقية أفرغت تماماً من محتوياتها. كأننا في حرب حقيقية، كنا ننظر إلى حمص كمدينة منكوبة، حاولنا مساعدة أهلها حسب استطاعتنا، اليوم تحولت كل سوريا إلى مدينة منكوبة على ما يبدو»، يخبرنا مواطن سوري تقطعت به السبل حتى وصل إلى مؤسسة استهلاكية، تقع خلف القصر العدلي الجديد على طريق المزة. يصرخ موظف في المؤسسة، عينها، في المواطنين الذين احتشدوا بالعشرات أمامه قائلاً: «كل شيء متوفر صدقوني، أنتم لا تدركون أنكم تساعدون في خلق أزمة لا مبرر لها أبداً». سيارة شحن كبيرة محملة بجميع أنواع الخضر والفواكه والمواد الغذائية، وقفت أمام مخازن المؤسسة. تكبر زحمة المواطنين، الذين اشتروا كميات فائضة عن حاجتهم بأسعار معقولة، بعكس السوق المحلي الذي تضاعفت به الأسعار. «أكثر من 40 عاماً عاشها الشعب السوري في ظل قانون الطوارئ، لم تساعده على تفهم طبيعة الأزمات والمشاكل الداخلية، نتيجة حرب أو أزمة اقتصادية. اليوم يفكر الجميع بأنفسهم غير مكترثين بغيرهم»، يقول أحمد (26 عاماً)، الطالب الجامعي المستاء من الحالة المتردية التي وصلت إليها الأوضاع المعيشية في سوريا. ويضيف «البارحة، حاولت مع أصدقائي شراء بعض المساعدات، وإيصالها للنازحين السوريين في إحدى مدارس منطقة الصحنايا. لا يمكن وصف المشهد، لا شيء في الأسواق، لم نجد ما نشتريه للنازحين الجياع والمحتاجين. من يحمل مسؤولية الوضع الذي وصلنا إليه، التاجر أم المواطن أم النظام نفسه؟»، يتساءل الشاب السوري الغاضب، ملخصاً ما يدور في ذهن الغالبية العظمى من السوريين اليوم.

إعادة تشكيل «خلية إدارة الأزمة»

أجرى الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، سلسلة تعيينات أمنية، في إعادة تشكيل لـ«خلية إدارة الأزمة»، في حين اتهمت المعارضة المسلحة النظام بنقل أسلحة كيميائية الى مناطق حدودية. في هذا الوقت، توسعت رقعة الاشتباكات في مدينة حلب، بعد انحسارها في دمشق التي استعادت قوات النظام السيطرة على مجمل احيائها.

بعد أقل من أسبوع على استهداف مقر مكتب الامن القومي في دمشق، الذي أودى بحياة أربعة من كبار القادة الامنيين، تمّ، يوم أمس، إعادة تشكيل «خلية إدارة الأزمة» من جديد، بعد تعيين اللواء علي مملوك مديراً لمكتب الامن القومي، خلفاً للواء هشام اختيار. واللواء عبد الفتاح قدسية رئيس الاستخبارات العسكرية، عيّن نائباً لمملوك وحلّ مكانه علي يونس، الذي كان مدير فرع دمشق للامن العسكري. واللواء ديب زيتون، الذي كان رئيس جهاز الامن السياسي، رئيساً لادارة أمن الدولة. كذلك عيّن اللواء رفيق شحادة، الذي كان رئيساً للاستخبارات العسكرية في محافظة حمص، رئيساً للاستخبارات، وعيّن اللواء رستم غزالة، الذي كان مدير فرع دمشق للامن العسكري، رئيسا للامن السياسي.

وفي سياق آخر، اتهمت القيادة المشتركة في «الجيش السوري الحر» النظام السوري «بنقل اسلحة كيميائية وأجهزة خلط للمكونات الكيماوية الى بعض المطارات الحدودية»، وذلك بغرض تحويل «الضغط الاقليمي والدولي» عنه. من ناحيتها، اعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أنّ مجموعة من السفن الحربية الروسية التي يفترض انها تتجه الى مرفأ طرطوس السوري، قد دخلت البحر المتوسط بعد عبور مضيق جبل طارق. واضاف المسؤول أن هذه السفن ستتابع مهمتها وتقوم «بمناورات عسكرية مقررة».

ميدانياً، اقتحمت القوات النظامية السورية أحياء القدم والعسالي والتضامن في جنوب دمشق، في وقت تستمر الاشتباكات في حلب، بينما حصد العنف في سوريا، يوم أمس 80 قتيلاً، بحسب ما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».

واستعادت القوات النظامية، خلال اليومين الماضيين، السيطرة على مجمل احياء دمشق، باستثناء بعض الحارات التي لجأ اليها المقاتلون ولا تزال تشهد اشتباكات، وبينها حي الحجر الاسود. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، في بيان أمس، أن «الوضع في دمشق ومحيطها بقي متوتراً وهشاً خلال اليومين الماضيين»، مشيرةً الى أن «الناس لا يزالون يهربون من منازلهم الى مناطق اكثر أمناً». وذكر البيان أن الاولوية، حالياً، بالنسبة الى الصليب الاحمر تكمن في «تأمين حاجات آلاف الاشخاص الذين تركوا منازلهم، ولجأوا مؤقتاً الى ابنية مدارس»، مقدراً عدد هؤلاء بـ3300 شخص.

وفي حلب، تستمر الاشتباكات في احياء السكري والصاخور ومساكن هنانو، وتستخدم القوات النظامية «الحوامات والقذائف»، بحسب المرصد الذي افاد ايضا عن «حركة نزوح كبيرة» من أحياء الهلك والحيدرية والشيخ فارس. وقتل الثلاثاء 21 شخصا في محافظة حلب بينهم مقاتلان، ومعظمهم في المدينة.

وفي محافظة ادلب، افاد المرصد عن تعرض قرية كفرزيبا «لقصف عنيف من القوات النظامية اسفر عن سقوط عشرات الجرحى. كذلك اشار الى انسحاب القوات النظامية من قرى أرنبة وكنصفرة ومعراته وبليون وتل النبي أيوب في المنطقة.

في سياق آخر، قتل ثمانية من سجناء سجن حلب المركزي، أمس، بعدما أطلقت قوات الامن الرصاص والغازات على السجن الذي يشهد حركة تمرد، بحسب بيان للمجلس الوطني السوري.

وحذر المجلس، في الوقت نفسه، من «ارتكاب مجزرة كبيرة» في سجن حمص، الذي شهد منذ ثلاثة أيام «انشقاقاً واطلاق نار بين الحراس الموالين والمنشقين»، قبل أن يسيطر السجناء على المبنى القديم ويمتد العصيان الى المبنى الجديد. وأشار البيان الى أن «السجن القديم فقط يضم بين ثلاثة وخمسة آلاف سجين». واضاف البيان أنّ المراقبين الدوليين «تعاملوا بسلبية كبيرة مع طلبات التدخل لوقف مذبحة محتملة في سجن حمص، واكتفوا بالقول إنهم أخطروا قيادتهم بالأمر».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

النازح السوري ضحيّة الاستغلال

شكاوى من ارتفاع الإيجارات وتملّص الدولة اللبنانيّة من أداء واجبها

مع استمرار توافد النازحين السوريين، عبر نقطة المصنع، يزداد الوضع الإنساني للاجئين سوءاً، نتيجة نأي الحكومة اللبنانية بنفسها عن الواجب الإنساني واستغلال البعض لمأساتهم

أسامة القادري

البقاع | لا تزال حركة النازحين السوريين عند نقطة المصنع الحدودية متواصلة، رغم تراجعها عن يوم الخميس الماضي، بحسب سجلات الحركة اليومية عند الأمن العام. وأكّد مصدر في الأمن العام اللبناني عند النقطة الحدودية لـ«الأخبار» أنّ عدد «العابرين يومياً يتراوح بين 10 و 12 ألف عابر في الاتجاهين»، لكن الغالب الأكبر «يبقى عند نقطة الداخلين الى لبنان».

ويمكن مشاهدة هذا الإقبال الكبير عند نقطة العبور، بحيث يتبين أن الجزء الأكبر من العابرين هم من العائلات. واللافت أن عبور الفئة العمرية من الذكور بين الـ 18 و35 عاماً شبه نادر. وتوزّع النازحون بين فقراء، توزعوا على مدارس ومنازل أقارب لعائلات لبنانية وعمال مقيمين في لبنان، وبين غني سائح ممتعض من الأسعار الجنونية وحالات الابتزاز التي يتعرض لها من قبل إدارات الفنادق وأصحاب الشقق المفروشة وغير المفروشة في البقاع. أما القاسم المشترك بين هاتين الفئتين فهو الخوف من رصاصة طائشة، وإيجاد مأوى آمن والعيش بكرامة، إضافة الى الأمل في العودة إلى الديار.

«الموت بديارنا ولا مذلة بدياركم»، عبارة أطلقتها سهير السورية المغادرة، والتي لم تبت أكثر من يومين في لبنان، في عتب منها على اللبنانيين الذين استغلوا لجوءها مع باقي أفراد أسرتها من العاصمة دمشق. تقول «ما بخفي عليك جينا خوفاً من الموت، ومن القصف اللي ما عم يرحم، بس كل هذا كان أرحم من استغلال أصحاب الشقق إلنا». سهير عادت الى ديارها بعدما فشلت في تأمين شقة سكنية تؤويها، «مش حرام طلبوا منا أجرة الشقة بالشهر 3 آلاف دولار! يا عيب الشوم».

وتزدحم نقطة المصنع الحدودية بوسائل الإعلام المحلية والأجنبية، وسط غياب للدولة ومؤسساتها المعنية بإغاثة اللاجئين، فيما نصب تيار «المستقبل» خيمة، تتقدّمها صورة لرفيق الحريري، ولافتة مكتوب عليها عبارة «وما النصر إلا صبر ساعة». واللافت أن مندوبي التيار الذين انتشروا عند طريق العابرين فشلوا في استمالة النازحين ودفعهم الى القدوم لـ«فيء» الخيمة التي تتكدّس تحتها صناديق مياه الشفة الباردة. وأرجع مناصر للتيار عدم استجابة النازحين الى «خوفهم، كون التيار يعتبر بمثابة عدو بالنسبة إلى النظام السوري. ومن يقترب منا يصبح خائناً بنظر النظام وجماعته، لذا يحسب المواطن السوري حساب خط الرجعة».

من جهته، أكد مسؤول ائتلاف الجمعيات لإغاثة النازحين السوريين في البقاع، بإشراف أزهر البقاع، الشيخ أيمن شرقية، لـ«الأخبار» أن أعداد اللاجئين السوريين تزداد يوماً بعد يوم، ما يصعب «علينا العمل، بين الإغاثة والإحصاء والتدقيق، حيث إن هناك أناساً يحاولون الاصطياد في الماء العكر»، مشيراً بذلك الى أن اللجان التابعة لأزهر البقاع كشفت عن وجود العديد من الأسماء المقيمة في لبنان وغير مهجرة.

واشتكى الشيخ من تملص الدولة من واجبها الإنساني تجاه النازحين «الذين يحتاجون الى المأوى، والمأكل والمشرب والطبابة»، في الوقت الذي استنفد فيه البقاع كامل الشقق السكنية، لافتاً الى أن هذا الغياب المقصود، عمم دور المنتفعين والاستغلاليين في ابتزاز النازحين من قبل أصحاب الشقق والفنادق للنازحين. وقال «نادراً ما تجد شقة حتى أبنية قيد الترميم لم تسكنها عائلة سورية نازحة، في البقاعين الغربي والأوسط، مناشداً الدولة اللبنانية بأن تقوم بواجبها الإنساني، وتطلق عمل الهيئة العليا للإغاثة، لأنه لا يمكن لأي جهة أو جمعية غير رسمية بإمكاناتها القليلة، أن تحل محل الدولة اللبنانية».

بدوره، وجه مفتي زحلة والبقاع خليل الميس، خلال حفل إفطار أزهر البقاع السنوي، عتباً الى الدولة في تجاهلها للنازحين. وانتقد سياسة التيارات والأحزاب اللبنانية التي «تتعاطى مع هذا الملف بكيدية»، مطالباً بإبعاد الوجهة السياسية عن هذا الملف الإنساني، الذي يفترض بالجميع أن يوليه الأهمية والعمل.

في المقابل، فإنه عند تدفق اللاجئين السوريين والفلسطينيين المقيمين في سوريا، برزت إشكالية على الحدود. فقد توزع نحو 45 شخصاً، من فئات عمرية تفاوتت بين طفل ويافع، على طرفي الحدود بسبب وجود نقص في أوراقهم وسجلات قيودهم كعدم تسجيلهم في دفتر العائلة وعدم وجود أوراق ثبوتية بحوزة ذويهم، أو عدم إدراجهم ضمن لوائح وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، ما أدى الى حصول عرقلة في إنجاز المعاملات عند موظفي الأمن العام، الى أن تم إدخال بعضهم على دفعات متتالية بعد التأكد من أبوية الأطفال.

وفي هذا الخصوص، لفت مصدر في الأمن العام الى أن «الأطفال جاؤوا على دفعات، وغالبيتهم من التابعية الفلسطينية، ولا يحملون جوازات سفر، أو إجازات مرور. وكي نتحقق من كامل هوياتهم، أخذ الأمر وقتاً»، مضيفاً إنه صدر قرار للسماح بإدخالهم من قبل المدير العام للأمن العام و«تم إدخال 19 منهم في البداية، على أن يتم إدخال الباقي تباعاً ريثما تكتمل المعطيات ونتأكد من سجلاتهم».

ماذا لو أمسكت المعارضة السورية بـ«المصنع»؟

ماذا يحصل اذا سيطرت المعارضة السورية على اي معبر حدودي مع لبنان، وهل اصبحت السلطة السياسية جاهزة بعد احتجاج رئيس الجمهورية لاتخاذ خطوات اكثر تقدما، واعطاء اوامر محددة الى الاجهزة الامنية اللبنانية

هيام القصيفي

فتح احتجاج رئيس الجمهورية ميشال سليمان على التوغل العسكري السوري في مشاريع القاع، ثغرة جديدة في العلاقات اللبنانية السورية، وطرح امام لبنان اسئلة شائكة في ضوء التطورات السورية المتسارعة. الخطوة الرئاسية جاءت في وقت شهدت فيه سوريا تحولات امنية وعسكرية، بعد تفجير مقر الامن القومي السوري في قلب دمشق ومن ثم التوغل المعارض في احياء العاصمة قبل استعادة الجيش النظامي المبادرة. وتزامن ذلك مع اعلان «الجيش السوري الحر» سيطرته على معابر بين سوريا وتركيا من جهة وسوريا والعراق من جهة اخرى.

وهذا تماما ما اثار مخاوف جهات رسمية لبنانية، حول امكان حصول تطور نوعي في العمل العسكري على ارض دمشق، الامر الذي يطرح هواجس جدية من اقتراب «الجيش السوري الحر» من المعابر اللبنانية.

بحسب المعلومات التي تقاطعت مع ما يعرفه مطلعون على مجريات الوضع السوري، فان المعارضة السورية حشدت في الايام الاخيرة ما لا يقل عن ثلاثين الف عنصر من اجل الاطباق على دمشق، وان هذا التجمع كان قد بدأ يتحضر منذ اسابيع عبر مجموعات صغيرة اتت من المناطق المحيطة بالعاصمة، استعدادا لساعة الصفر. جاء انفجار دمشق، ليوحي وكأنه صفارة الانطلاق، وبدأ الحديث في لحظات قليلة عن انفلاش المعارضة السورية في الاحياء الدمشقية. وتعتبر اوساط المعارضة انها وقعت ضحية الاعلام التلفزيوني الذي سارع الى اعلان سقوط الشارع الدمشقي في ايدي المعارضة، ما استنفر النظام الذي اعاد الامساك بزمام الامور بقبضة حديدية، من دون ان يعني ذلك ان المعارضة السورية فقدت السيطرة، بل ان ما وصل من معلومات اوجبت الحذر اللبناني، دلت على ان معركة دمشق لا بد آتية، وان المعارضة لا تزال تحشد قواها في مناطق مختلفة من ريف دمشق، في انتظار ان تتبلور صورة الحراك الدولي الذي بدا وكأنه أرجئ شهرا مع التمديد لقوة المراقبين الدوليين واستعادة الجامعة العربية دورها بعد اشهر من الانكفاء.

واحتمال اقدام المعارضة السورية على عمل عسكري واسع في دمشق، بدأ يثير لدى الجهات السياسية المعنية اسئلة عن وضع المعابر الحدودية، بعد تجربتي الحدود مع العراق وتركيا، وموقف لبنان الرسمي من الاحتمالات المقبلة. وتتمحور هذه الاسئلة حول الخطوات التي يمكن لبنان ان يتخذها في حال سيطرة المعارضة السورية على اي من المعابر معه: فهل يمكنه ان يتخطى الاتفاقات الثنائية، وهل تقدم الحكومة على اقفال الحدود من جانب واحد، وهل يمكن الحكومة او بالاحرى رئيس الجمهورية بصفته رئيسا للمجلس الاعلى للدفاع والقوات المسلحة ان يطلب من القوى الامنية التواصل «اليومي» مع الجانب السوري المعارض اذا سيطر على المعبر ام يمنع هذا التواصل؟

المسألة الحدودية مع لبنان شائكة جغرافياً وسياسياً، في ضوء الانقسام الحاصل بين معارضين ومؤيدين للنظام السوري، اضافة الى الموقف الاخير لرئيس الجمهورية الذي ظهر وكأنه يخطو خطوة اولى من نوعها تجاه النظام السوري لم يعتد عليها لبنان في الاشهر الاخيرة، رغم اكثر من حادث حدودي نأت الحكومة بنفسها عن الدخول في تجاذباته.

شمالا، لا يمكن الحديث اليوم عن احتمالات اقتراب المعارضة السورية من الحدود او السيطرة على المعابر الحدودية لجهة لبنان الشمالي، وخصوصا بعدما تمكن الجيش السوري النظامي من السيطرة شبه الكاملة على القرى السورية وامتداداتها قبالة لبنان. ونتيجة التوزع الطائفي والجغرافي للبلدات السورية واللبنانية الواقعة على جانبي الحدود، لا زالت مسألة سيطرة المعارضة على الحدود مستبعدة.

في البقاع، تبدو الخشية اكبر امنيا، وتتجه الانظار الى معبري المصنع والقاع ــ جوسيه. والمعبر الأخير لا يزال من الجهة السورية تحت مرمى الجيش السوري، وثمة استبعاد لامكان اقتراب المعارضة السوريه منه نظرا الى وجوده من الجهة اللبنانية على مقربة من منطقة يسيطر عليها حزب الله سياسيا وامنيا وما يمكن ان يشكله ذلك من مواجهات غير محسومة.

تبقى نقطة العبور الحدودية عند المصنع، فأي تطور ميداني في دمشق، يحتم على السلطات اللبنانية الرسمية الاخذ في الاعتبار امكان وقوع هذه النقطة من الجهة السورية في ايدي المعارضة. مع العلم ان المعبر من الجهة اللبنانية يقع في منطقة ذات اغلبية سنية، سواء في البقاع الاوسط والامتداد نحو البقاع الغربي، وفي بلدات لا تمارس ابدا سياسة النأي بالنفس، بل انها تحتضن بقوة المعارضة السورية. ومن شأن التدفق الأخير لآلاف اللاجئين السوريين، ان يثير هواجس عن امكان تحول جزء من هؤلاء اللاجئين، وهم دخلوا مدنيين، إلى مساعدة أخوتهم في المعارضة وخصوصا ان امكانيات التسلح مرتفعة في لبنان، وان من بين الوافدين الى لبنان اعداداً مرتفعة من اللاجئين الفلسطينيين من مخيم اليرموك.

هذه الاحتمالات بدأت تتداول على نحو واسع في الاوساط الرسمية. وتبعاً لذلك، فان ثمة استحقاقات اساسية يقبل عليها لبنان، تتمحور حول دور السلطة السياسية ولا سيما رئاسة الجمهورية التي حصدت امس اعجاب قوى 14 آذار نتيجة موقفها من الخروق السورية.

لكن عمليا، فان نقطة المصنع على سبيل المثال، تضم اربعة اجهزة امنية هي الجمارك والامن العام وقوى الامن والجيش اللبناني، فهل السلطة السياسية والمجلس الاعلى للدفاع ابلغا هذه الاجهزة تعليمات محددة حول الخطوات الواجب اتخاذها، وهل يمكن لهذه الاجهزة اقفال الحدود او فتحها على غاربها، من دون اوامر السلطة السياسية؟ حتى الآن، لا أوامر محددة، والتعليمات التي اعطاها رئيس الجمهورية الى الجيش والاجهزة المختصة لمنع الخروق، (الآتية من جانب النظام السوري) يفترض ان تتعدى الطلب الاعلامي، لتصبح ضرورة سياسية تحظى بتغطية القيادة السياسية العليا، وهو امر لا يزال مبهما حتى الآن. وتبعا لذلك، فالاجهزة الامنية على اختلافها لا تستطيع من دون سياسة شفافة وواضحة وتغطية كاملة من مجلس الوزراء القيام بمهمات عسكرية على حسابها، في ضوء جنوح الوضع الحدودي نحو احتمالات اكثر خطورة من حادثة مشاريع القاع، وبما يتعدى الجيش النظامي السوري الى احتمال اقتراب المعارضة من الحدود، اذ ليس من مهمة الجيش والأجهزة الأمنية رسم سياسة الأمن في البلاد، بل هي كما يفترض مهمة رئيس الجمهورية، بقرارات واضحة لا لبس فيها. وهذا ما لم يحصل حتى الآن.

قلق لبناني من استعمال الاسلحة الكيميائية في سوريا

ريما زهار

يعيش لبنان تحت وقع الاحداث في سوريا، والاخبار التي تصل اليه عن وجود اسلحة كيميائية يمكن لسوريا ان تستعملها تثير قلق الكثير من المواطنين، ولو كان البعض يردُّها الى ذريعة للتدخل الغربي في سوريا.

بيروت: عندما دخلت اميركا الى العراق في العام 2003، تسلَّحت بذريعة وجود سلاح الدمار الشامل فيها، ورغم ذلك لم تجد شيئًا، اليوم وتحت ذريعة السلاح الكيميائي في سوريا، هل يتدخل الغرب فيها تحت هذه الحجة بالذات، ام ان هناك خوف حقيقي من هذا السلاح خصوصًا على الحدود مع لبنان؟ يرى رياض خوري ان هناك احتمالاً في استعمال سوريا السلاح الكيميائي في حال تعرضت لهجوم خارج الاراضي السورية، لانها لا تستطيع استعمال تلك الاسلحة داخل اراضيها، لان في مناطقها لديها مناصرين للنظام ومعارضة ضد النظام، فحينها تكون تقضي على الجميع وعلى نفسها.

زياد خليفة يعتقد ان خوف السلاح الكيميائي ومخاطره ظهر عندما كانت الحرب ما بين العراق وايران، وقام الرئيس العراقي السابق المخلوع صدام حسين باستعمال اسلحة كيميائية ضد الايرانيين خلال الحرب الدائرة بين ايران والعراق، وآثارها مضرة للانسان والبيئة والمحيط، والاسلحة الكيميائية اخطارها مصغرة عن القنبلة النووية، واليوم اصبحت المعارك تُحضر بين اسلحة نووية وكيميائية وبيولوجية، لم تعد الدول تستعمل السلاح العادي، بل هو ما فوق العادي، ويؤثر على الانسان والطبيعة.

بول بستاني يعود الى الذريعة التي اتخذتها اميركا للدخول في العراق كانت لاسباب وجود سلاح الدمار الشامل، وبرأيه الغرب اليوم قد يستعمل حجة السلاح الكيميائي للدخول في سوريا، وللاسف عندما دخل الاميركيون الى العراق لم تظهر تلك الاسلحة، ويبدو ان في سوريا الاسلحة موجودة، ونخاف ان تكون عملية الاسلحة الكيميائية وتطوراتها وتداعياتها تصبح حربًا على صعيد اقليمي او منطقة معينة، والحرب قد تكون مترابطة بين بلدان ومحيط ومنطقة.

كاتيا سعد ترى ان لبنان سيكون المتأثر الاول والاخير في حال استُعملت الاسلحة الكيميائية، ولبنان برأيها لا يتعدى كونه محافظة من محافظات سوريا، واذا تم استعمال تلك الاسلحة على الحدود اللبنانية، سيتأثر كل لبنان، وبخاصة ان الجيش السوري الحر موجود فيها وكذلك المعارضة، وكل الاطياف والاجناس.

عن التدابير التي يمكن ان تتخذها كمواطنة في حال تم استعمال السلاح الكيميائي تقول:” للاسف لبنان لا يتخذ اي تدبير ضد اي تحرك سوري على الاراضي اللبنانية، ومع وجود تداخلات من قبل الجيش السوري من دون اي ردة فعل من الدولة اللبنانية، فكيف لو كان الموضوع يتعلق بالتدابير، لا نتأمل من الدولة الللبنانية ان ترشد المواطن عن كيفية حماية نفسه من الاسلحة الكيميائية في حال تم تنفيذها.

شادي عوض يشعر اليوم كمواطن لبناني انه مهدد من السلاح الكيميائي، وكل لبناني برأيه معني بالموضوع، وعلينا ان نجرب بظروف عدة من خلال ابحاث شخصية على كيفية الوقاية من تداعيات الاسلحة الكيمائية وتفاديها، وكل شخص يقوم على طريقته بابحاث عن كيفية معالجته لهذا الموضوع في حال تم.

رنا حمود لا تعرف ان كانت سوريا ستستعمل السلاح الكيميائي في المستقبل ومن المفروض الا تستعمله كما سمعنا، وترى ان مخاطر هذا السلاح تدميرية، وقاتلة، ومضرة للغاية.

وبرأيها قد تكون هذه الاسلحة مجرد ذريعة كي يدخل الغرب الى سوريا، ولكن سوريا اعترفت ان لديها سلاح كيميائي.

وتؤكد ان الخوف على لبنان كبير في حال قررت سوريا استعمال هذا السلاح، فلبنان وسوريا متقاربان.

وتشير الى ان الدولة اللبنانية لم ولن تقوم بارشادات لمواطنيها في حال استعمال الاسلحة الكيميائية من اجل ارشادهم على الوقاية من مخاطره.

وفي بلدان اخرى يتم توزيع اقنعة واقية، لان لبنان يلتهي بامور سطحية اخرى منها الكهرباء التي تبقى مقطوعة والمياه كذلك والغلاء.

وبرأيها المواطن اللبناني “تمسح جلده” وهو كالغريق فما خوفه من البلل.

الجيش السوري الحر يوسع رقعة المواجهات مع النظام لتشتيت قواه

أ. ف. ب.

يسعى الجيش السوري الحر المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد إلى تكثيف عملياته ضد القوات النظامية خاصة في المدن الرئيسية ومنها دمشق وحلب وكذلك استهداف المعابر الحدودية.

بيروت:  يرى محللون ان استراتيجية الجيش السوري الحر تكمن حاليا في توسيع جبهة القتال عبر مهاجمة مراكز حدودية في الشمال والشرق وعبر نقل العمليات العسكرية الى دمشق وحلب اللتين تشكلان رمزا لهيبة النظام، في محاولة لتشتيت قوات هذا النظام واضعافه.

ودفع الانفجار الذي استهدف وسط العاصمة السورية الاسبوع الماضي واودى بحياة اربعة امنيين من اركان النظام، والمعارك التي اعلنها الجيش الحر في العاصمة، السلطات السورية الى اعادة نشر قواتها في العاصمة، ما ترك فراغا امنيا في مناطق اخرى تمكن المقاتلون المعارضون من الافادة منه.

 ويقول الخبير العسكري البريطاني ومدير مؤسسة “آر31 للاستشارات” بول سميث لوكالة فرانس برس “ما من شك في انه كان على الحكومة تامين العاصمة”.

ويرى ان “النظام اصبح من دون ادنى شك اكثر هشاشة، وهامش تحركه اصبح اضعف”، جازما بان “الوضع الآن يصب في صالح المتمردين”.

 ويضيف “لقد ارتفع مستوى العنف خلال الشهرين الاخيرين، واتسعت رقعته جغرافيا، وكذلك نوعية الاسلحة التي باتت الآن بحوزة المتمردين”.

ويبدي المحلل في “معهد دراسات الحرب” الاميركي جوزف هاليداي رايا مشابها، مشيرا الى ان اعادة الانتشار التي نفذتها القوات النظامية في دمشق جعلت النظام ضعيفا في مختلف انحاء البلاد.

عنصر من الجيش السوري الحر

ويوضح “هذا التقليص مكن المتمردين من الاستيلاء على المعابر الحدودية” التي اعلنوا السيطرة عليها على الحدود التركية والعراقية.

ويبدي اعتقاده بان “النظام سيواصل الانكماش نحو الداخل في اتجاه دمشق، في حين سيوسع المتمردون سيطرتهم على الاطراف”.

ويشكك رياض قهوجي، مدير “معهد الشرق الادنى والخليج للتحليلات العسكرية” (اينغما)، في قدرة النظام على حشد قواته، معتبرا ان “الوحدات ليست موالية كلها للنظام، وتلك الموالية صارت منهكة”.

 وفي وقت وضع النظام كل ثقله لتأكيد سيطرته على العاصمة وحمايتها، انسحب المقاتلون المعارضون من دمشق وحشدوا “قوتهم الكاملة باتجاه حلب”، ثاني اكبر المدن السورية، بحسب ما يقول قهوجي.

ويوضح ان “السيطرة على حلب بعد السيطرة على الحدود مع تركيا امر منطقي، لان المنطقة كلها مترابطة وقريبة من خطوط الامداد وكذلك من مقرات القيادة التابعة للمتمردين على الحدود”.

ويضيف قهوجي “اعتقد ان الهدف من تحرك المتمردين الآن وضع فكرة المنطقة الآمنة موضع التطبيق، من خلال السيطرة على حلب وادلب” (شمال غرب)، الامر الذي يساعدهم على “مد سيطرتهم الى المناطق الكردية التي بدأ ابناؤها بالتحرك اخيرا”.

في المقابل، يفضل الخبير العسكري في مركز الدراسات الاستراتيحية والدولية في واشنطن انطوني كوردسمان عدم اضفاء بعد استراتيجي وطني شامل على “تكتيكات آنية ومحلية تعتمدها خلايا متمردة متفرقة”.

 ويقول “لا نعرف صراحة ما اذا كانت السيطرة على حلب استراتيجية يتبعها احد اكبر فصائل المتمردين (الجيش الحر)، ام مجرد رد فعل على النجاح في دمشق، او اذا كانت حلب ببساطة تشكل هدفا بديهيا لم يهاجمه المتمردون من قبل لانهم كانوا اكثر ضعفا او غير مجهزين بشكل مناسب”.

في هذا الاطار، يحذر سميث ايضا من ان النظام سيكون شرسا على الارجح في القتال لمنع المقاتلين المعارضين من السيطرة على حلب او اي مدينة كبرى مشابهة.

ويضيف ان النظام “يجب ان يمنع المتمردين من ان تكون لهم بنغازي”، في اشارة الى تحول بنغازي الى معقل للثوار الليبيين ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.

ويرى انه من المبكر الحديث عن فكرة اقامة منطقة آمنة بمحاذاة الحدود، واصفا سيطرة المقاتلين المعارضين على معابر حدودية بانها رمزية الى حد كبير.

ويجمع الخبراء على ان المقاتلين المعارضين يزدادون عددا ويتطورون لناحية التسليح، في حين ان الجيش السوري النظامي “يتآكل” بسبب الانشقاقات، ومع اضطراره لخوض معارك جديدة.

ويرى كوردسمان ان الاستراتيجيات المحلية للجيش السوري الحر يمكن ان تعمل لصالحه، وتجعل من الصعب على الحكومة السورية وضع خطة شاملة للانتصار عليه.

ويضيف “هناك هجمات متطورة جدا، واخرى فاشلة، او تنطوي على اخطاء”، مشيرا الى ان “كل فصيل (معارض) يمكن ان يتطلع الى اهداف (مختلفة)، فاذا حقق هذا الهدف نجاحا سياسيا او عسكريا، يمكن لمجموعات اخرى ان تتبعه”.

ويرى ان تحقيق المقاتلين المعارضين انتصارا نهائيا سيكون ممكنا من خلال شن سلسلة هجمات مماثلة متفرقة، وتحديدا حيث يمكنهم ان يجروا القوات النظامية الى رد فعل عنيف ضد المدنيين.

ويوضح كوردسمان “اذا استمر النظام في فقدان شعبيته، واذا بدا انه يفقد الثقة بقواته المسلحة، لن يكون المتمردون بحاجة الى الحاق هزيمة حاسمة بالقوات الحكومية”.

 ويضيف “ببساطة، عليهم حينها ان يخلقوا وضعا تشعر فيه القيادة انه من غير الممكن الدفاع عن بقائها (في السلطة)”.

النازحون السوريون يأخذون محل أثرياء الخليج في لبنان

أ. ف. ب.

رغم أن القائمين على السياحة في لبنان توقعوا موسماً سيئاً بسبب الظروف الإقليمية وتخوف الأثرياء الخليجيين من القدوم الى هذا البلد إلا أن اللاجئين السوريين انقذوا هذا الموسم رغماً عنهم.

بحمدون: كان هاني عبد الملك، صاحب الفندق الفخم في بحمدون في جبل لبنان، يتوقع موسمًا سيئًا بسبب امتناع أثرياء الخليج عن المجيء الى لبنان هذا الصيف. الا أن مئات السوريين الذين فروا الاسبوع الماضي من بلادهم هربًا من العنف ملأوا الفندق وفنادق ومنازل أخرى للايجار في المصايف اللبنانية.

السوريون يواصلون تدفقهم إلى لبنان

وكانت الغرف ال82  التي يتألف منها “فندق الصفاة” في بحمدون فارغة، “قبل أن تصل كل تلك العائلات المحملة بالاكياس والحقائب”، على حد قوله.

ويضيف: “كلهم سوريون من دمشق. لم اطرح اسئلة بالنسبة الي، هؤلاء زبائن، لا لاجئون”. في يوم واحد، امتلأت غرف الفندق.

وتقع بحمدون على بعد حوالي ثلاثين كيلومترًا شرق بيروت. وهي مصيف معروف يقصده عادة خلال فصل الصيف السيّاح السعوديون والكويتيون والاماراتيون والقطريون سعيًا وراء مناخ لطيف.

الا أن النزاع في سوريا وتداعياته على لبنان الذي يشهد منذ أشهر توترات أمنية متنقلة، أمور دفعت دول الخليج الى تحذير رعاياها من التوجه الى لبنان، ما انعكس سلبًا على الموسم السياحي للوطن الصغير في بداية الصيف.

ويقول صاحب فندق بحمدون إن “السوريين انقذوا هذا الموسم، رغمًا عنهم”.

ويؤكد رئيس نقابة اصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر أن كل الفنادق من بيروت الى بحمدون شهدت ارتفاعًا في نسبة قاطنيها خلال الاسبوعين الماضيين. وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة قدرت بأن عدد الذين عبروا الحدود السورية في اتجاه لبنان الاسبوع الماضي قد يكون وصل الى ثلاثين الفًا.

ويمكن مشاهدة سيارات فخمة ورباعية الدفع وأخرى بلوحات سورية متوقفة في كل شوارع بحمدون امام الفنادق ومنازل للايجار.

ويقول عماد موسوي (37 عامًا)، وهو رجل اعمال غادر الجمعة حي الميدان في دمشق الذي شهد اشتباكات عنيفة اخيرًا، “سنبقى هنا كل الوقت اللازم”، مضيفًا “أنني ادعم بشار الاسد ضد المعارضين. كلهم اسلاميون”. ويعلق احد اقربائه باستياء: “إنه يكذب. الجيش هو من يقتل الاطفال”.

ويروي موسوي أنه غادر مع خمسين شخصًا في موكب من ثماني سيارات دمشق عند فجر الجمعة عندما كانت القوات السورية تستعيد السيطرة على احياء العاصمة بعد اشتباكات عنيفة مع المقاتلين المعارضين.

وحملت هذه العائلات معها الحد الادنى من الحاجيات، ملابس للاطفال ومصاغ العائلة. معظم هذه العائلات من الطبقة الوسطى أو الغنية في دمشق المقسومة بين مؤيدين للانتفاضة الشعبية وداعمين للنظام…، أو حياديين. بينما يخشى البعض أن يخسروا من ثرواتهم في حال حصول تغيير في النظام.

ويدرك السوريون أن الوضع الحالي في سوريا يمكن أن يطول. ويفاوضون على الاسعار.

العديد من الاحياء في سوريا تعرضت إلى الهدم

ويقول صاحب الفندق: “سعر الغرفة مع توابعها عندنا هو 440 دولارًا، الا أننا نتركها لهم بمئة دولار. لا نربح، لكن ذلك يسمح لنا بتأمين مصاريفنا وتقديم خدمة للسوريين”.

في بعلشميه، القرية المجاورة لبحمدون المطلة على البحر المتوسط، تمكن الضابط السابق هشام بو حمدان، وهو صاحب شقق يؤجرها للسيّاح، من تأجير سبع عائلات سورية شققًا في يوم واحد.

ويقول: “لقد خفضت سعر الليلة الى 120 دولارًا بدلا من 145، واحيانًا اقل. انها طريقة لمساعدتهم”.

ويتجمع عدد من السوريين امام احد المنازل بعد انتهاء صيام رمضان الاثنين ويتعارفون. يتشاطرون المخاوف نفسها من نهب منازلهم أو تدميرها.

ويقول فراس الذي يعمل في قطاع النسيج في دمشق “لم اكن معارضًا للاسد في البداية. لكن منذ أن قتل عمي في حماه قبل ثلاثة اشهر، لا اتوقف عن شتمه”. ويضيف: “كما انني رأيت بعيني في دمشق دبابة للجيش تطلق النار على سيارة تقل عائلة واطفالاً”.

ويروي الجميع قصة عن تجاوزات في دمشق. فيقول احدهم: “كيف يمكن وصف جنود يقتلون طبيبًا؟”. ويقول آخر: “إنهم يقتلون الجرحى”.

ويفكر محمد، صاحب شركة استيراد وتصدير، بوجهته المقبلة. “ارجو أن اتمكن من الذهاب الى مصر أو الى المغرب”.

ويقول حزيناً: “مساء امس، بينما كنت اتأمل البحر، تساءلت إن كان يجب أن ادعم الجيش أو المعارضة لكي يتمكن اولادي من أن يكبروا في البلد بسلام. لكنني لم أجد الجواب”.

سوريا تملك “ترسانة ضخمة” من الاسلحة الكيميائية

أ. ف. ب.

في ظل تصاعد حدة الصراع في سوريا وانتقال المعارك إلى العاصمة يتخوف الغرب من إمكانية وقوع الاسلحة الكيميائية التي يمتلكها الأسد في يد جماعات ومنظمات في المنطقة، لكن ما هي طبيعة هذه الأسلحة التي يمتلكها النظام السوري وهل ينوي بالفعل استخدامها؟

باريس: تملك سوريا ترسانة كبيرة من الاسلحة الكيميائية مع طرق ووسائل عدة لنشرها تم تطويرها منذ سبعينات القرن الماضي، بحسب اوليفييه لوبيك الاختصاصي الفرنسي في التسليح الكيميائي في معهد الابحاث الاستراتيجية في باريس.

سؤال: ما هي الاسلحة الكيميائية التي يملكها الجيش السوري؟

مناورة سورية سابقة

جواب: بدأ السوريون بتطوير اسلحة كيميائية منذ منتصف السبعينات، خصوصا بفضل تبادل للتكنولوجيا مع مصر ثم مع روسيا، واستمر الامر حتى اليوم. لقد طوروا هذا البرنامج في اطار التوترات مع اسرائيل واعتبروا دائما ان السلاح الكيميائي كان الى حد ما قوة ردع موازية للبرنامج النووي الاسرائيلي.

انهم يملكون مروحة ضخمة من العناصر الكيميائية ولديهم طرق عدة لنشرها تبعا للعنصر.

لقد نجحوا في اتقان تخليق مركبات الفوسفور والكربون: هذا الجيل الجديد الاشد فعالية والاكثر تسميما من الاسلحة الكيميائية. وفي هذه العائلة الكيميائية، نجد غاز السارين وغاز الاعصاب (في اكس). وقد استخدموها تحت اشكال عدة، في قنابل، صواريخ خصوصا من نوع سكود “بي” و”سي”، وبالتالي يمكن ضرب مناطق بعيدة والوصول بشكل خاص الى اسرائيل.

كما لديهم مركبات اقدم بكثير مثل غاز الخردل الذي استخدم للمرة الاولى خلال الحرب العالمية الاولى. كما انهم استخدموا غاز الخردل في تصنيع قنابل وراجمات صواريخ او حتى قنابل تلقى من الجو.

لا نعلم ما هي الكميات لكننا نعلم ان المخزونات كبيرة جدا وموزعة على قواعد عسكرية متفرقة بشكل واسع على الاراضي السورية.

سؤال: اي اضرار قد تحدثها هذه الاسلحة الكيميائية؟

جواب: الغازات السامة المركبة على اساس الفوسفور لديها درجة سمية مهولة، فمقدار 1 ملغ من غاز الاعصاب على كف اليد يؤدي الى وفاة محتمة خلال دقائق. كذلك غاز السارين لديه مفعول مشابه: هذه عناصر تؤثر على الجهاز العصبي في الدماغ. غاز الخردل اقل سمية بدرجة بسيطة جدا: فهو يتسبب بحروق في الاغشية المخاطية الداخلية في حال تم تنشقه، او بحروق خارجية.

السلاح الكيميائي ليس مثل القنبلة الذرية، لا يمكن تدمير مدينة باكملها باستخدامه، لكن يمكن الحاق اضرار كبيرة جدا ومن منظار اعلامي، لهذا الامر تاثير كبير لان هذا الامر مخيف جدا.

ولمنع استخدام هذا النوع من الاسلحة، لا بد من تدخل ميداني. حصلت مراقبة كبيرة جدا لهذه المخازن من جانب الاميركيين، باستخدام اقمار اصطناعية او ربما من جانب قوات خاصة في البر.

سؤال: هل هناك من خطر فعلي بان يقرر بشار الاسد استخدام هذه الاسلحة؟

استخدام السلاح الكيميائي ليس من مصلحة الجيش السوري

جواب: الجيش السوري لا يملك اي مصلحة في استخدام هذه الاسلحة: لا مصلحة تكتية في ذلك نظرا الى طبيعة النزاع الحالي الذي يتركز على المدن والنظام يعلم انه اذا ما بادر للقيام بهذه الخطوة سيخسر دعم الصين وروسيا، اخر داعميه لمواجهة الادانات الدولية.

وتكمن الاشكالية الحقيقية في رؤية هذه الاسلحة تصل الى ايدي جهات قد لا تكون نياتها حسنة بالضرورة. بامكاننا تصور قلق اسرائيل من رؤية حزب الله يضع يده على احد انظمة الاسلحة الكيميائية. والامر سيان بالنسبة للمجتمع الغربي الذي يخشى امكانية حصول مجموعات اسلامية متطرفة على هذا النوع من الاسلحة في حال انهيار النظام.

طلاس يظهر للمرة الأولى ليدعم الثورة ويدعو السوريين للتوحد

إيران تهدد العرب.. وكلينتون: المعارضة السورية ستفرض مناطق آمنة * معارك مستمرة للسيطرة على قلب حلب واشتباكات في دمشق

بيروت: كارولين عاكوم ونذير رضا لندن – واشنطن: «الشرق الأوسط»

في اول بيان علني يصدر عن العميد مناف طلاس نجل وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس أكد فيه انشقاقه عن النظام السوري واذاعه عبر قناة العربية وتلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه ، أكد طلاس دعمه للثورة السورية ودعا السوريين الى الوحدة و»تفويت الفرصة» على نظام الرئيس السوري بشار الأسد للتفريق بين السوريين. وقال في بيانه: دعوتي ورجائي ان نتوحد جميعا من اجل سوريا موحدة ذات نسيج متماسك ومؤسسات ذات استقلالية، أهمها خدمة سوريا ما بعد الأسد. ورحب العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري السوري الموجود في تركيا ببيان طلاس باعتباره من النخبة في النظام, وتوقعت المعارضة ان يتبع ذلك انشقاقات عسكرية جديدة.

الى ذلك هددت، أمس، إيران دولا عربية بتلقي «ضربات حاسمة» في حال حدوث أي تدخل أجنبي في سوريا، في وقت اعلنت فيه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان مقاتلي المعارضة السورية، استطاعوا السيطرة على مناطق معينة في سوريا، وأنها ستصبح في نهاية الأمر «مناطق آمنة»، مشيرة الى ان بلادها ستساعد في تنفيذ هذه الخطوة.

وقال مسعود جزايري، القائد الكبير بالحرس الثوري الإيراني: لم يدخل بعد أي من (أصدقاء سوريا) وجبهة المقاومة الكبيرة هذه الحلبة، (السورية) وإذا حدث هذا ستوجه ضربات حاسمة لجبهة العدو، خاصة ما سماه «العرب المكروهين».

يأتي ذلك في وقت استمرت فيه معارك «الكر والفر» بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر للسيطرة على قلب حلب، فيما تواصلت الاشتباكات في دمشق. وارتكبت قوات النظام السوري مجزرة بحق معتقلين في سجن حلب، أودت بحياة 15 معتقلا قضوا اختناقا وجرح أكثر من 40 منهم وسط مخاوف من امتداد ها لسجون أخرى، أبرزها في حمص.

الى ذلك حسم المجلس الوطني السوري الجدل الذي رافق تصريح الناطق باسمه، جورج صبرا، بشأن موافقة المجلس تشكيل حكومة انتقال برئاسة شخصية من النظام، على غرار السيناريو اليمني»، مؤكدا أن الحكومة الانتقالية ستكون «بمشاركة القوى الثورية ورئاسة شخصية وطنية توافقية.

معارضة».

إلى ذلك، استكمل النظام السوري، أمس، آخر لبنات خلية الأزمة، التي قتل عدد من قادتها في انفجار مبنى الأمن القومي في دمشق الأسبوع الماضي، وذلك بإعلانه تعيين اللواء علي مملوك، مدير إدارة أمن الدولة، مديرا لمكتب الأمن الوطني، خلفا للواء هشام بختيار. كما تم تعيين اللواء رستم غزالة، الذي كان مدير فرع دمشق للأمن العسكري، رئيسا للأمن السياسي، وديب زيتون، الذي كان في الأمن السياسي، رئيسا لإدارة أمن الدولة.

مجزرة في سجن حلب المركزي.. وتحذيرات من أخرى في سجن حمص

تخوف من كارثة إنسانية بعد قصف أحدهما بالطائرات وتطويق الآخر بالمدرعات والدبابات

بيروت: كارولين عاكوم

بعد ثلاثة أيام على إعلان المعتقلين في سجني حلب وحمص المركزيين، حيث يقبع المئات من معتقلي الثورة، العصيان والتمرد، إضافة إلى انشقاق عدد من حراسهما، ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة بحق معتقلين في سجن حلب أودت بحياة 15 شخصا قضوا اختناقا وجرح أكثر من 40 شخصا، بحسب ما أكده محمد اللولي، من المكتب الإعلامي في «دارة عزة» في حلب لـ«الشرق الأوسط»، بينما لفت المجلس الثوري لحلب إلى أن قوات النظام تمنع إخراج القتلى من السجن لتسليمهم إلى ذويهم. وفي حين بث الناشطون صورا تم تهريبها من داخل السجن وتظهر عددا من الجرحى المصابين في الحادثة، لفت اللولي إلى أن أطراف مبنى السجن قصفت بالطيران، مضيفا: «وقد هدد حراس السجن المعتقلين بارتكاب إبادة جماعية بحقهم إذا لم يسلموا الجرحى والقتلى، الأمر الذي جعل السجناء يتخوفون من مجزرة حقيقية»، لافتا إلى «انقطاع إمكانية التواصل معهم منذ فترة بعد الظهر». مع العلم أن سجن حلب هو السجن المركزي الوحيد في حلب، يتسع لنحو 5 آلاف شخص، بينما يتم الآن فيه احتجاز أكثر من 8 آلاف معتقل معظمهم من الثوار وناشطي الثورة السورية، إضافة إلى معتقلين إسلاميين آخرين كان قد تم نقلهم إليه من سجن عدرا وسجن صيدنايا، كما قال أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن الثوار كانوا قد فضلوا تأجيل تحرير هذا السجن مع عدد من المراكز العسكرية الموجودة في المنطقة بانتظار تحرير مدينة حلب، بعد السيطرة الكاملة على الريف. من جهته أصدر المجلس الوطني السوري بيانا قال فيه إن «قوات الأمن قامت بإطلاق النار والغاز على السجناء في سجن حلب المركزي بسبب قيام المعتقلين بعصيان سلمي رفضا للظلم الفادح الذي يلحق بهم. الأمر الذي أدى إلى سقوط ثمانية قتلى ونشوب حريق داخل السجن». ولفت البيان إلى أن «الطيران يقصف محيط السجن بالصواريخ لمنع تقديم أي مساعدة للسجناء».

كذلك، في حين أكد ناشطون أن المعتقلين في سجن حمص المركزي يسيطرون على كل أقسام السجن، حذر المجلس في الوقت نفسه من «ارتكاب مجزرة كبيرة» في سجن حمص، الذي شهد منذ ثلاثة أيام انشقاقا وإطلاق نار بين الحراس الموالين والمنشقين قبل أن يسيطر السجناء على المبنى القديم ويمتد العصيان إلى المبنى الجديد.

وأضاف أنه على إثر ذلك «طوقت المخابرات الجوية وقوات الأمن السجن من كل الجهات مدعومة بمدرعات ودبابات الجيش»، موضحا أنه «بعد أن فشلت وساطة قام بها المحافظ بدأ إطلاق نار من الخارج على السجن، ثم بدأ إطلاق قنابل الغاز والرصاص باتجاه المساجين». ولفت إلى أن «المساجين منعوا من الطعام والشراب يوم أمس وهم من دون أي غذاء»، مشيرا إلى أن «السجن القديم فقط يضم بين ثلاثة وخمسة آلاف سجين». وناشد المجلس منظمات حقوق الإنسان التحرك العاجل لحماية السجناء نظرا لما للنظام السوري من «سجل مخزٍ في التعامل مع السجناء من تدمر إلى صيدنايا».

وأشار إلى أن المراقبين الدوليين «تعاملوا بسلبية كبيرة مع طلبات التدخل لوقف مذبحة محتملة في سجن حمص، واكتفوا بالقول إنهم أخطروا قيادتهم بالأمر».

وقال أبو عبد الله الحلبي الناطق باسم المجلس الثوري لحلب وريفها إن اشتباكات عنيفة دارت في محيط السجن المركزي بين الجيش الحر وقوات النظام التي استقدمت تعزيزات إلى محيطه.

كذلك أفادت لجان التنسيق بأن قوات النظام تهدد باقتحام سجن حمص، لافتة إلى وقوع انفجارات وحرائق في المكاتب الداخلية أدت إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف السجناء المعتصمين لليوم الثالث على التوالي، وسط وضع إنساني كارثي جراء الحصار العسكري ومنع الماء والغذاء وحليب الأطفال عن قسم النساء. كما أفادت المصادر بإطلاق السجناء نداء استغاثة للمنظمات الدولية لحماية السجناء من مخاطر تصفية جماعية.

وتوجهت لجان التنسيق المحلية في سوريا بالنداء إلى كل المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية لتحمل مسؤولياتها، والتحرك فورا ودون إبطاء منعا لوقوع مجزرة بحق المعتصمين العزل في سجن حمص المركزي.

استمرار معركة حلب واشتباكات واقتحامات في دمشق

مقتل النحات السوري وائل قسطون تحت التعذيب في أحد المراكز الأمنية

بيروت: كارولين عاكوم

تتواصل في كل من حلب ودمشق وريفها العمليات العسكرية والاشتباكات المتنقلة بين قوات النظام وكتائب الجيش السوري الحر، في موازاة استمرار القصف واستهداف المدنيين في مناطق سوريا عدة. وقد وصل عدد قتلى أمس، بحسب الحصيلة الأولية التي أعلنت عنها الهيئة العامة للثورة السورية، إلى أكثر من 80 قتيلا، معظمهم في حلب وريف دمشق ودرعا.

وقال ناشطون في حلب إن مجموعات من لواء التوحيد الذي يضم معظم كتائب وتشكيلات الجيش السوري الحر سيطرت على حي باب الحديد في المدينة. وفي شريط مصور بثه الناشطون من باب الحديد، تحدث هؤلاء عن سيطرة كاملة للواء التوحيد على الشارع، وأن الهدوء يعم المنطقة، في حين انسحبت القوات النظامية من المنطقة في ظل سماع أصوات تحليق الطيران المروحي في أجواء المدينة. كما أفاد ناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي في عدد من أحياء حلب. وقال قائد المجلس العسكري للجيش الحر في حلب لـ«وكالة الأنباء الفرنسية» إنه تمت السيطرة على عدد من أحياء المدينة منها صلاح الدين والشعار ومساكن هنانو وطريق الباب والشيخ نجار.

كما أفادت شبكة «شام» الإخبارية بتواصل القصف في المدينة بقذائف المدفعية والطيران المروحي على مناطق سيف الدولة وبستان القصر وصلاح الدين والزبدية والمشهد والصاخور وهنانو.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات عنيفة دارت أمس في حي الصاخور بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة فيما تشهد أحياء الهلك والحيدرية والشيخ فارس حركة نزوج كبيرة للأهالي.

وطال القصف بالدبابات والمروحيات، يوم أمس، مدينة اللطامنة وكرناز وكفر زيتا في ريف حلب، بحسب ما أفادت به الهيئة العامة للثورة السورية، كما قامت قوات النظام بتطويق اللطامنة من جميع المحاور وتم اقتحامها مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

من جهته، أعلن الجيش الحر أن إحدى كتائبه تمكنت من إعطاب دبابتين لقوات النظام في حلب.

وفي دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام اقتحمت حيي القدم والعسالي في جنوب دمشق. وأشار في بيان إلى أن «القوات النظامية بدأت حملة مداهمات واعتقالات في المناطق التي اقتحمتها من هذه الأحياء».

كما قامت القوات بقصف حي برزة بمدفعية الدبابات في موازاة اقتحامه، مستخدمة عددا كبيرا من الجنود المدججين بالسلاح.

من ناحيتها، أفادت لجان التنسيق بأن «جيش النظام يقتحم حي برزة وسط حملة مداهمات وتكسير لمنازل الحي مع استمرار للقصف»، مضيفة أن الجيش النظامي «يقتحم حي نهر عيشة أيضا من جهة الكازية بأكثر من 700 عنصر أمن وشبيحة بالعتاد الكامل مع وجود دبابتين بالقرب من الكازية وسط إطلاق نار كثيف».

وقد بث ناشطون صورا على مواقع الثورة السورية، تظهر سحب الدخان الأسود الكثيف المتصاعد من حي القدم في العاصمة دمشق، بسبب القصف العنيف الذي استهدفه، والذي أدى إلى إحداث أضرار كبيرة وتدمير منازل مدنيين، وسقوط قتلى جرحى. وأفادوا بأن قوات الأمن قامت بحملات دهم واعتقالات، مما أدى إلى نزوح عدد كبير من الأهالي. وهذا ما أكده وسام نور، عضو لجان التنسيق المحلية في دمشق لـ«الشرق الأوسط» لافتا إلى أنه بينما كان الهدوء الحذر يسود منطقة السيدة زينب، كانت الاشتباكات المتقطعة تدور في «الحجيرة» بعدما سيطر الجيش الحر على الحجر الأسود وأعلن تحريرها، فيما نُفذ هجوم شرس صباح أمس على «نهر عيشة»، وتم إحراق بيوت الناشطين وكان الدخان يتصاعد في سماء المنطقة.

وأشار أيضا إلى أن اشتباكات متقطعة شهدتها منطقة العسالي، حيث سجل انتشار كثيف للقناصة لا سيما في محيط مخفر القدم حيث يسمع صوت إطلاق الرصاص، لافتا إلى أن هذه المنطقة تكاد تخلو من ساكنيها.

وفي ريف دمشق أفاد المرصد السوري بسماع أصوات انفجارات في دوما بالتزامن مع تحليق للطائرات الحوامة في سماء المدينة، ودارت اشتباكات في البلالية بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين فجروا عبوة ناسفة بسيارة للقوات النظامية.

وفي محافظة درعا، تواصل القصف على قرية الشيخ مسكين، كما دارت اشتباكات عنيفة بحي السبيل وفي حي الكاشف بالقرب من فرع الأمن السياسي، في حين انشق أفراد من كتيبة المدفعية بكامل عتادهم في مدينة نوى، حسب شبكة «شام».

وذكر المرصد أنه قتل ما لا يقل عن سبعة مواطنين بينهم خمسة أطفال إثر القصف الذي تعرضت له مدينة الحراك المحاصرة من قبل القوات النظامية السورية، التي يعيش أبناؤها حالة إنسانية صعبة جدا بسبب نقص في المواد الطبيبة والغذائية والوقود بالإضافة إلى تعرضها للقصف اليومي.

وفي ريف درعا، ذكر المرصد أيضا تعرض بلدات داعل واللجاة والنجيح للقصف من قبل القوات النظامية، بينما دارت اشتباكات بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء مع الجيش الحر في بلدتي الشيخ مسكين وجملة تبعها قصف عنيف من قبل القوات النظامية.

وفي حمص، أعلن «تجمع فناني ومبدعي سوريا من أجل الحرية» أمس عن وفاة أحد مبدعيه، وائل قسطون، ابن بلدة مرمريتا في ريف حمص، حيث أشار إلى أن النحات السوري الذي يبلغ 46 عاما من العمر «قضى تحت التعذيب». وقال التجمع في بيان له: «اتشحت بلدة مرمريتا (في ريف حمص) بالسواد حزنا على استشهاد ابنها النحات السوري وائل قسطون الذي كان معتقلا في أحد المراكز الأمنية بحمص، وقضى تحت التعذيب، فتم نقله إلى المستشفى العسكري بحمص وأبلغوا أهله بوفاة ابنهم وضرورة تسلمه».

وميدانيا، جددت قوات النظام قصفها لمدينة الرستن في الريف مستخدمة الطيران وراجمات الصواريخ، مما أدى إلى سقوط قتيلين بينهما طفلة، بحسب شبكة «شام»، والمرصد السوري، وسط استمرار انقطاع الماء والكهرباء وعدم توفر المواد الغذائية.

كما دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في جنوب المدينة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وفي إدلب، تعرضت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قرية كفرزيبا، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية مما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى، وشاركت الطائرات الحوامة باستهداف عدة قرى بجبل الزاوية، وانسحبت القوات النظامية من قرى أرنبة وكنصفرة ومعراته وبليون وتل النبي أيوب.

وحسب شبكة «شام»، فقد أدى القصف المدفعي المتواصل إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى انهيار عدد من المباني السكنية في مدينة أريحا بريف إدلب من قبل قوات الجيش السوري.

كما لفت المرصد إلى أن إطلاق النار الذي تعرضت له منطقة أريحا، أدى إلى مقتل اثنين منهما طفلة، كما دارت فيها اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر، لافتا إلى ورود معلومات عن استعداد قوات النظام للانسحاب من عدة مناطق في إدلب تمهيدا لنقلها إلى حلب.

وفي حماه أيضا، تعرضت بلدات حيالين وكرناز وكفرزيتا للقصف من قبل القوات النظامية السورية ووردت معلومات عن سقوط جرحى، وفي بلدة اللطامنة استهدفت القوات النظامية منازل الثوار والنشطاء مما أدى إلى تهدم بعضها.

وفي اللاذقية، تعرضت بلدة سلمى وقرى مجاورة لها في جبل الأكراد للقصف، بمعدل بين 5 إلى 7 قذائف في الدقيقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، معتبرا أن هذا القصف هو الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية من قبل القوات النظامية في المنطقة التي تحاول السيطرة عليها، كما دارت اشتباكات، مساء الاثنين، في بلدة ربيعة بريف اللاذقية، وتمكنت القوات من إجلاء بعض عناصر الأمن الذين كانوا محاصرين من قبل الثوار.

كلينتون: مكاسب المعارضة ستشكل «مناطق آمنة» في سوريا

واشنطن تعتبر أنه «لم يفت الأوان» لينقل الأسد السلطة في البلاد لوقف القتال

واشنطن: «الشرق الأوسط»

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن مقاتلي المعارضة استطاعوا السيطرة على مناطق معينة في سوريا ستصبح في نهاية الأمر «مناطق آمنة» وتوفر قاعدة لمزيد من العمليات ضد القوات الحكومية. وقالت كلينتون للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء هايتي الزائر لوران لاموث في واشنطن أمس: «يجب أن نعمل عن كثب مع المعارضة لأنهم يسيطرون على المزيد من الأراضي وسيؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى ملاذ آمن داخل سوريا سيوفر حينئذ قاعدة لمزيد من التحركات للمعارضة». وأضافت: «يجب أن تكون المعارضة مستعدة، عليهم العمل على آليات انتقالية للحكم، وعليهم الالتزام بحماية حقوق جميع السوريين.. وعليهم حماية الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي نعلم أنها لدى النظام السوري». وتحدثت كلينتون عن المساعدات التي تقدمها الولايات الأميركية للمعارضة، معتبرة أن تلك المساعدات «مهمة من حيث الاتصالات وأيضا المساعدات الطبية». ومن جهة أخرى، اعتبرت كلينتون أنه لم يفت الأوان بعد ليبدأ الرئيس السوري بشار الأسد عملية انتقالية للسلطة في بلاده، قائلة: «نعتقد أنه لم يفت الأوان بعد ليبدأ نظام الأسد برنامجا لانتقال (السلطة) يتيح إيجاد سبيل لوضع حد للعنف من خلال بدء المحادثات الجدية التي لم تبدأ بعد»، لافتة إلى أن «وتيرة الأحداث تتسارع في سوريا». وشددت كلينتون على أهمية العمل مع الدول المعنية في المنطقة للتنسيق في الملف السوري، قائلة: «إنه من الضروري التنسيق بشكل أفضل في المنطقة، وخاصة فيما يخص تدفق اللاجئين ونحن مركزون على ذلك ونعمل مع الأردن ولبنان وتركيا والعراق، ونوضح للجميع بأن كل من يريد أن يرى نهاية لهذا النزاع عليه أن يعبر عن نفس الرأي حول ما نريد أن نراه في المرحلة المقبلة». وانتقدت كلينتون في تصريحاتها دور الصين وروسيا في عرقلة قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول سوريا، معتبرة أن تمرير قرار في مجلس الأمن غير وارد في المستقبل المنظور. وقالت: «استخدمت روسيا والصين الفيتو للمرة الثالثة.. مع الأسف ما زال هناك من يدعم الأسد ويضعف عمل مجلس الأمن». وأضافت أن في الوقت الراهن سيكون التركيز على العمل مع الجامعة العربية ودول الجوار وأصدقاء سوريا.

الأسلحة الكيميائية.. خطر يصعب مراقبته والسيطرة عليه

سوريا هددت باستعمالها ضد أي عدوان خارجي رغم أنها محظورة دوليا

القاهرة: مي مجدي*

تعد الأسلحة الكيميائية أحد أهم الأسلحة المحظورة دوليا، ويعدها المجتمع الدولي من أسلحة الدمار الشامل، حيث أقبل على حظر استعمالها مقرونة بالأسلحة البيولوجية بعد الحرب العالمية الأولى لما لها من أضرار مدمرة لا تميز بين مدنيين ومسلحين وتأتي على الأخضر واليابس. وقد أكد المجتمع الدولي على هذا الحظر مجددا عامي 1972 و1993 عن طريق منع تطوير هذه الأسلحة وتخزينها ونقلها.

وكانت سوريا ولأول مرة منذ اندلاع الثورة قد أعلنت أول من أمس، أنه في حالة تعرضها لأي هجوم خارجي ستستخدم ما لديها من مخزون الأسلحة الكيميائية رغم أن مسؤولين نفوا قبل ذلك وجود أي مخزون من هذه الأسلحة في سوريا، وتخشى المعارضة من أن يتم استخدام هذه الأسلحة ضدهم بعد المكاسب التي حققوها مؤخرا في أنحاء البلاد، ولكن المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أعلن أن بلاده لن تستخدم أي سلاح كيميائي ضد المواطنين خلال الأزمة الحالية وأن استخدامه سيكون فقط في حالة أي عدوان خارجي.

وتصنف الأسلحة الكيميائية على أنها من أسلحة الدمار الشامل لما لها من تأثير تدميري هائل على كل ما يحيط بها من كائنات حية، وجاء تعريف الأسلحة الكيميائية في اتفاقية حظر استحداث وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدمير هذه الأسلحة الموقعة في باريس في 13 يناير (كانون الثاني) 1993، على أنها المواد الكيميائية السامة وسلائفها، فيما عدا المواد المعدة منها لأغراض غير محظورة بموجب هذه الاتفاقية ما دامت الأنواع والكميات متفقة مع هذه الأغراض؛ أو الذخائر والنبائط المصممة خصيصا لإحداث الوفاة أو غيرها من الأضرار عن طريق ما ينبعث نتيجة استخدام مثل هذه الذخائر والنبائط من الخواص السامة للمواد الكيميائية السامة؛ أو أي معدات مصممة خصيصا لاستعمال يتعلق مباشرة باستخدام مثل هذه الذخائر والنبائط.

والأسلحة الكيميائية من الأسلحة التي لا تحتاج إلى تقنيات حديثة لصناعتها فقد أكدت الأمم المتحدة أن «كل الدول تقريبا – بما فيها الدول النامية والبلدان الصغيرة – بإمكانها الحصول على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، نظرا لسهولة تحضير بعضها بمصاريف زهيدة وسرعة فائقة في مختبراتنا ومعامل بسيطة وهذه الحقيقة تجعل مسألة السيطرة على هذه الأسلحة ومراقبتها شديدة الصعوبة».

ومن أشهر وأعنف الحروب الكيميائية التي شهدها التاريخ كانت في العراق في 1988 حينما استخدم الجيش العراقي غاز «السيانيد» في هجوم على مدينة حلبجة التي كانت محتلة من قبل الجيش الإيراني وقتل أكثر من 5000 شخص وإصابة نحو 10000 من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، وقد مات آلاف من سكان البلدة في السنة التي تلت من المضاعفات الصحية والأمراض والعيوب الخلقية.

ومن أشهر العناصر الكيميائية التي يمكن أن تستخدم في الحروب الكيماوية غاز «الموستارد الكبريتي» وهو يسبب إصابات في العيون والجلد والجهاز التنفسي ويمكنه أيضا إحداث ضعف للنخاع العظمي وتسمم للجهاز العصبي والمعدة، وغاز الـ«في إكس» (V X) وهو مركب كيماوي عالي السمية في حالتيه السائلة والغازية ويسبب الوفاة خلال دقائق من التعرض له، حيث يمكنه التغلغل إلى داخل الجسم عبر العيون والجلد والجهازين التنفسي والهضمي، وغاز «السارين» وهو عنصر كيماوي عالي السمية في حالتيه الغازية والسائلة ويهاجم الجهاز العصبي ويسبب «السارين» الوفاة خلال دقائق من التعرض له وتتشابه أعراضه مع أعراض الـ«في إكس»، وغاز «الكلورين» وهو غاز لونه أخضر ويميل إلى الاصفرار وله رائحة حادة ويؤدي «الكلورين» إلى تآكل في العيون والجلد، ويمكن أن يؤدي لزيادة إفرازات الدموع والحروق وقد يحدث الوفاة في حالة التعرض له لأوقات طويلة.

وأخيرا غاز «السيانيد الهيدروجيني» وهو غاز أو سائل عديم اللون وشديد الاشتعال والتعرض له يؤدي إلى تهيج في العيون والجلد والجهاز التنفسي.

يذكر أن سوريا كانت من الدول التي لم توقع على اتفاقية الأمم المتحدة لحظر الأسلحة الكيميائية ولم تنضم إليها.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»

معلومات عن مكتب الأمن القومي

لندن: «الشرق الأوسط»

تركيبة الأجهزة الأمنية العسكرية السورية تركيبة معقدة، وتبدو لمن ينظر إليها من الخارج كأن صلاحياتها متداخلة وأحيانا متناقضة، وقد تكون كذلك فعلا. وهي تؤمن بطريقة ما بتوازن قوى بين تيارات متنافسة كلها موثوقة، وكلها تحت سقف النظام. ويشكل مكتب الأمن القومي فعليا المظلة الواسعة التي تغطي تحتها أربعة أجهزة استخباراتية، هي:

1 – جهاز أمن الدولة أو «المخابرات العامة»، مقره في دمشق عند مستديرة كفرسوسة وله عدة فروع.

2 – جهاز الأمن العسكري، الجهاز الأقوى في البنية الأمنية، بين فروعه المهمة في دمشق «فرع فلسطين».

3 – جهاز الأمن السياسي، الذي يوصف بـ«خزان معلومات النظام»، وهو أحد أوسع الأجهزة نشاطا وأكثرها فروعا.

4 – جهاز المخابرات الجوية، أسسه اللواء محمد الخولي بناء على توجيهات الرئيس السابق حافظ الأسد، وكان بين من تولوا رئاسته علي مملوك، الرئيس الجديد لمكتب الأمن القومي.

من جهة ثانية، يحضر الاجتماعات الأمنية لوحدة الأزمة بجانب رؤساء الفروع الأربعة وزيرا الداخلية والدفاع والأمين القطري لحزب البعث وممثل الأمن الرئاسي.

كان اللواء هشام بختيار (أو الاختيار) الذي قتل في تفجير 18 يوليو (تموز) يرأس مكتب الأمن القومي، ولقد خلفه أمس اللواء علي مملوك، وهو سني دمشقي، الذي كان حتى يوم أمس رئيس جهاز أمن الدولة.

الولايات المتحدة تجاهد لسد الفجوات في المعلومات الاستخباراتية بسوريا

عجزت عن فرض دور لها على الأرض على عكس ما فعلته في مصر وليبيا

واشنطن: غريغ ميلر وجوبي واريك*

بعد مضي 16 شهرا من اشتعال الثورة في سوريا، ما زالت الولايات المتحدة تواجه صعوبة كبيرة في تكوين تصور واضح عن قوات المعارضة داخل البلد، بحسب ما ذكره مسؤولون أميركيون اعترفوا بأن الفجوات في المعلومات الاستخباراتية تعرقل الجهود الرامية إلى دعم إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المسؤولون إن أجهزة الاستخبارات الأميركية توسعت خلال الأشهر الأخيرة في جهودها لجمع معلومات استخباراتية عن قوات الثوار ونظام الأسد، إلا أنها ما زالت مقتصرة إلى حد بعيد على مراقبة الاتصالات التي يتم اعتراضها وملاحظة الصراع الدائر من بعيد.

وكشفت حوارات أجريت مع مسؤولين استخباراتيين أميركيين وأجانب عجز «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية عن فرض وجود لها داخل سوريا، على عكس الدور البارز الذي لعبته الوكالة في جمع المعلومات الاستخباراتية من داخل مصر وليبيا أثناء الثورة التي اندلعت في كل منهما. ففي ظل عدم وجود أي عناصر تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية على الأرض داخل سوريا، ووجود حفنة صغيرة فقط منهم متمركزة في المواقع الحدودية الرئيسية، فقد ظلت الوكالة تعتمد بشكل كبير على نظرائها في كل من الأردن وتركيا، إضافة إلى حلفائها في المنطقة.

وقد خلق هذا الافتقار إلى المعلومات الاستخباراتية صعوبات أمام قدرة إدارة الرئيس الأميركي أوباما على التدخل في صراع يتيح فرصة لإسقاط عدو قديم للولايات المتحدة، لكنه ينطوي على خطر تقوية وجود المتمردين المتعاطفين مع تنظيم القاعدة أو المسلحين الإسلاميين.

ويقول المسؤولون إن الإدارة الأميركية تعمل على استكشاف سبل لتوسيع الدعم الذي تقدمه إلى المعارضة بعيدا عن التدخل المسلح. فقد ذكر مسؤول أميركي أعرب عن مخاوفه من استمرار تلك الفجوات المعلوماتية، وأصر على عدم ذكر اسمه، على غرار الآخرين الذين أجرينا حوارات معهم، لأنه يتناول أمورا استخباراتية: «ولكن علينا أن نعرف أولا من هم الموجودون هناك، ونحن لا نعرف هذا على وجه اليقين. الأمر ليس كما لو أن هذه حرب جديدة، فقد ظلت مستمرة منذ 16 شهرا».

كما أن عدم وضوح الرؤية يثير القلق بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة حول من سيحكم سوريا إذا سقط الأسد. وحتى بين أجهزة الاستخبارات العربية المتحمسة لمساعدة الثوار على إسقاط الأسد، فإن «عملية التقييم ما زالت في مراحلها الأولى»، بحسب ما ذكره مسؤول استخباراتي من الشرق الأوسط اشترط عدم ذكر اسمه كي يتحدث عن تورط بلاده في الأزمة السورية.

وأبرز المسؤول الأجنبي القلق من احتمال أن تقع المعارضة تحت سيطرة الإسلاميين الذين سيعملون على فرض حكومة تابعة لـ«الإخوان المسلمين» بعد رحيل الأسد، وأضاف: «نحن نعتقد أن هذا هو رأي الأغلبية، على الأقل بين من يقاتلون في الشوارع».

وأكد المسؤولون أن قدرة الاستخبارات الأميركية على العمل داخل سوريا تأثرت بشدة نتيجة قرار إغلاق السفارة الأميركية في دمشق في شهر فبراير (شباط) الماضي. وعلى عكس ليبيا، التي تمكن الثوار فيها من السيطرة سريعا على الشطر الشرقي من البلاد، فإن جماعات المعارضة السورية عجزت عن السيطرة على أراض يمكن استغلالها كموطئ قدم لفرق الاستخبارات الأميركية.

ورغم القيود، فقد خول الرئيس أوباما لوكالة الاستخبارات الأميركية صلاحية تقديم العون إلى القوات المناوئة للأسد، من خلال مجموعة من العمليات التي تحتاج إلى توقيع الرئيس على قرار القيام بعمليات سرية. وقامت الوكالة بتزويد جماعات المعارضة بأجهزة اتصال مزودة بشفرات، ومن المفترض أن يساعد ذلك الولايات المتحدة على مراقبة حديثهم. كما يعمل فريق صغير مكون من 6 ضباط استخبارات أميركيين أو نحوهم مرابطين بطول الحدود السورية التركية على تقييم قادة المعارضة وتنسيق تدفق المعدات والإمدادات الطبية، طبقا لما ذكره مسؤولون أميركيون.

إلا أن هؤلاء المسؤولين يؤكدون أن وكالة الاستخبارات الأميركية لم تتورط في تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، وإن كانت الوكالة تتبادل معلومات استخباراتية مع بلدان تقوم بتزويد الثوار بالأسلحة، مثل السعودية وقطر. وهناك بلدان أخرى، مثل الأردن والإمارات العربية المتحدة، مستعدة لإرسال أموال ولكن ليس ذخائر حربية، خوفا من أن تتحول قوة النار هذه نفسها في النهاية ضد الحكومات العربية المعتدلة أو إسرائيل، ومن الممكن أن تستخدم ضد الأقليات العرقية والدينية في سوريا، وذلك بحسب مسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين.

وتساعد هذه المخاوف على تفسير عدم قدرة جماعات المعارضة على تحقيق التفوق في التسليح رغم الدعم القادم من الولايات المتحدة وبعض أقوى النظم في المنطقة. ورغم الانتقادات التي يوجهها الجمهوريون إلى الإدارة الأميركية، فإن الأخيرة تمانع في أن تنجر أكثر إلى التورط في صراع آخر في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن مسؤوليها، عند تبرير هذه السياسة المتحفظة التي تنتهجها، يستشهدون أيضا باستمرار حالة الارتباك والبلبلة حول تشكيل الجماعات المناهضة للأسد.

وذكر مسؤول في الإدارة الأميركية، ملمحا إلى القرار الذي تم اتخاذه في ثمانينات القرن العشرين بتسليح الميليشيات المقاتلة في أفغانستان، التي تحولت فيما بعد إلى تنظيم القاعدة: «الولايات المتحدة لديها تاريخ متباين للغاية من تسليح جماعات المعارضة. عليك فعلا أن تفكر جيدا في الآثار من الدرجة الثانية أو الثالثة التي تترتب على اتخاذ ذلك القرار». وأضاف المسؤول أنه في سوريا «قد يكون هناك عدد من العناصر المتطرفة، وتحاول الوكالة هي والآخرون معرفة المزيد عنهم. يظل الحال أنه من دون وسيلة دخول فعلية إلى سوريا، فمن الصعب معرفة من يوجد هناك بالضبط».

وبحثا عن طرق أخرى لإضعاف الأسد، قامت وكالة الاستخبارات الأميركية وغيرها من أجهزة الاستخبارات بالتوسع في محاولات تعطيل تدفق الأسلحة القادمة إلى النظام من إيران، كما أومأ المسؤولون إلى العملية التفجيرية التي وقعت في دمشق الأسبوع الماضي وأدت إلى مقتل 4 من أفراد الدائرة المقربة من الأسد باعتبارها دليلا على تطور قدرات المعارضة حتى من دون عون قتالي من الولايات المتحدة.

ويؤكد بعض المسؤولين الأميركيين أن المعلومات الاستخباراتية المتعلقة ببعض جوانب الصراع في سوريا شهدت تحسنا، فتطورات مثل ما تحققه قوات الثوار من تقدم والانشقاقات داخل الجيش النظامي تتم متابعتها من بعيد عن طريق الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية، إضافة إلى المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني التي يتم اعتراضها.

ويرجح محللون استخباراتيون أميركيون أن يكون من نفذ التفجير الذي وقع في دمشق هو شخص مطلع قادر على الوصول إلى كبار مسؤولي الأمن الوطني السوريين. وعلى عكس سلسلة التفجيرات التي وقعت في وقت سابق من هذا العام، فإن الهجوم الأخير لم يكن متصلا بتنظيم القاعدة.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية يساهم في الإشراف على السياسة الخارجية تجاه سوريا إنه رغم نقص المعلومات الاستخباراتية عن المعارضة، «فقد صرنا نعلم أكثر بكثير مما كنا نعلمه من قبل. نحن نتعرف على القادة الرئيسيين، وهناك الكثير منهم. نحن على اتصال بهم، وسوف نظل على اتصال».

إلا أن هناك آخرين ممن يتشككون في هذا الطرح، إذ يقول مسؤول أميركي آخر: «الناس الذين تم التعرف عليهم تم التعرف عليهم عن طريق تركيا والأردن. هذا لم يحدث لأننا تعرفنا على أحد، بل إن الأمر كله تم عن طريق العلاقات الوثيقة».

وقد التقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومسؤولون أميركيون آخرون ببعض قادة المعارضة، غير أن المسؤولين وصفوا «الجيش السوري الحر» وغيره من الجماعات بأنها جبهة غير منظمة، على عكس «المجلس الوطني الانتقالي» في ليبيا، التي نجحت وكالة الاستخبارات الأميركية في زرع فرق داخلها في غضون أسابيع من اندلاع العنف من أجل الاتصال بجماعات المعارضة والمساعدة لاحقا في تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية. أما سوريا، بدعم من إيران، فهي تعتبر عدوا مستعصيا على التجسس بدرجة أكبر، كما يشتبه في امتلاكها لمخزون أسلحة كيميائية أكبر مما كانت تمتلكه ليبيا.

وأشار مسؤولون بالكونغرس إلى أنهم ألحوا على وكالة الاستخبارات الأميركية في أن تطلعهم على تفاصيل خطتها لحماية مواقع الأسلحة الكيميائية في سوريا، ولكن طلبهم قوبل بالرفض. وأكد مساعد في الكونغرس ليس مخولا بالتحدث علنا عن أمور استخباراتية حساسة: «نحن باستمرار نسأل الأسئلة، ولا نحصل على جواب».

ويعد الخوف من أن يحصل تنظيم القاعدة على تلك الأسلحة وسط الفوضى التي ستصاحب سقوط النظام في دمشق مصدر قلق رئيسيا لمسؤولي محاربة الإرهاب الأميركيين، الذين يقولون: إن وجود تنظيم القاعدة اتسع في سوريا على مدار الأشهر الستة الماضية، إلا أنها لا تزال تمثل جزءا صغيرا من معارضي الأسد، وهناك دلائل على أن مقاتليها لم يعودوا يتغلغلون وسط الثوار بنفس السهولة التي كانوا يفعلون بها ذلك في بداية الحرب. وقد حاول الثوار الحفاظ على المسافة التي تفصلهم عن تنظيم القاعدة، مما ترك التنظيم «معزولا عن بقية المعارضة»، بحسب مسؤول أميركي على علم بالتقديرات الأخيرة لوكالة الاستخبارات الأميركية.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

المجلس الوطني: الحكومة الانتقالية بمشاركة القوى الثورية

ورئيسها شخصية وطنية توافقية معارضة

بيروت: نذير رضا

حسم المجلس الوطني السوري الجدل الذي رافق تصريح الناطق باسمه جورج صبرا بشأن إعلانه موافقة المجلس على «خروج الأسد وتسليم صلاحياته لإحدى شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية، على غرار اليمن»، مؤكدا أن الحكومة الانتقالية ستكون «بمشاركة القوى الثورية ورئاسة شخصية وطنية توافقية معارضة».

وأكد عضو المجلس أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» أن «السلطة التنفيذية التي ستقود المرحلة الانتقالية ستضم القوى السياسية للمعارضة والثوار والكتائب الميدانية والجيش الحر»، لافتا إلى مشاركة «شخصيات وطنية ومستقلين من مختلف مكونات المجتمع السوري».

وعن رئاسة السلطة الانتقالية، التي قيل إن المجلس الوطني يوافق على شخصية من النظام لترؤسها، شدد رمضان على أن «رئيس الحكومة الانتقالية سيكون شخصية وطنية توافقية معارضة، ولم تكن جزءا من النظام أو طرفا فيه». ولفت رمضان إلى أن المكتب التنفيذي «حريص على نقل اجتماعاته إلى داخل سوريا في أقرب فرصة يتم فيها تأمين منطقة محررة وآمنة نسبيا»، مرجحا أن تكون هذه المنطقة حلب.

وأشار البيان الذي أصدره المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري إلى أن الحكومة الانتقالية ستكون «بمشاركة القوى الثورية ورئاسة شخصية وطنية توافقية معارضة»، لافتا إلى أن الشعب السوري «يخوض فصلا متقدما من فصول المواجهة مع النظام المجرم، من خلال تصعيد الحراك الثوري والعمل الميداني ضد النظام وميليشياته وأجهزة أمنه وشبيحته، وقد وصل تحدي النظام إلى قلب دمشق وحلب، حيث يتصدى شباب الثورة والجيش الحر والكتائب الميدانية لفرق القتل التي يستخدمها بشار الأسد للفتك بمزيد من الآمنين أطفالا ونساء وشبابا».

وحيا المجلس الوطني السوري شباب سوريا ورجالاتها الذين «يتحدون مجازر النظام وقتله العشوائي بمزيد من الإصرار على المواجهة وتحقيق النصر»، مؤكدا أن «المرحلة الراهنة وتلك التي ستلي سقوط النظام ستكون منبثقة من ثوابت الثورة وتضحياتها، ومعبرة عن طموحات السوريين في إسقاط الاستبداد والتخلص من رموزه، ورحيل كل ما يمتّ بِصلة إلى حقبة النظام الدموي وتفكيك منظومته بكل مكوناتها، وبناء الدولة الحرة المعبرة عن قيم الثورة ومبادئها».

وشدد البيان على أن «رئاسة السلطة الانتقالية ستسند إلى شخصية وطنية توافقية معارضة، وملتزمة بخط الثورة ومبادئها، ولم تكن جزءا من النظام أو طرفا فيه، كما أن المشاركة في السلطة الانتقالية ستكون وفق معايير الكفاءة والنزاهة والوطنية المشهود لها».

من جهته أكد رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا «قدرة المعارضة السورية على تشكيل حكومة انتقالية تتولى إدارة شؤون البلاد في مرحلة ما بعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد»، موضحا لوكالة الأنباء الألمانية: «نحن في المجلس نناقش فكرة تشكيل حكومة انتقالية بالتعاون مع مختلف فصائل المعارضة والقوى الموجودة على الأرض». وأكد أن «حديث جورج صبرا الناطق باسم المجلس الوطني في ما يتعلق بالمرحلة الانتقالية وقيادتها «قد اقتطع من سياقه ولم يتم التعبير عنه بشكل دقيق في الإعلام».

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن الناطق باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا تأكيده أن «كل الخيارات لقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا قيد الدرس، ومن ضمنها تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ونقل صلاحياته إلى إحدى شخصيات النظام.. على غرار اليمن»، معتبرا أن «سوريا مليئة بالشخصيات الوطنية وحتى من قبل الموجودين في النظام وبعض الضباط في الجيش السوري التي يمكن أن تلعب دورا في هذا المجال».

وذكرت الوكالة أن صبرا «أعلن موافقة المجلس على المبادرة العربية الأخيرة التي عرضت على الأسد تأمين مخرج آمن له ولعائلته مقابل تنحيه عن الحكم». وأضاف: «نوافق على هذه المبادرة لأن الأولوية حاليا هي لوقف المجازر وحماية المدنيين السوريين وليس لمحاكمة الأسد التي تبقى حقا قانونيا لا يمكن لأحد أن يحرم أي مواطن سوري منه»، لافتا إلى أن المجلس يوافق «على أي خطوة توقف أعمال القتل وتفسح المجال أمام بداية مرحلة انتقالية لانتقال سلمي وآمن للسلطة من دون هذا القدر من الضحايا».

العميد طلاس يعلن رسميا انشقاقه عن النظام السوري ويحيي الجيش الحر

دعا السوريين إلى التوحد لتكون الثورة على الفساد والطغاة دون هدم النسيج الاجتماعي

لندن: الشرق الاوسط

في أول بيان علني يصدر عن العميد مناف طلاس، نجل وزير الدفاع الأسبق، مصطفى طلاس، ويؤكد فيه انشقاقه عن النظام السوري عبر قناة العربية وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أكد طلاس دعمه للثورة السورية ودعا السوريين إلى الوحدة و«تفويت الفرصة» على نظام الرئيس السوري بشار الأسد للتفريق بين السوريين. وقال طلاس: «أطل عليكم مترحما على شهداء هذه الثورة العظيمة، وداعيا لفعل المستحيل من أجل الحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة، سوريا التي لا تقوم على الانتقام أو الإقصاء أو الاستئثار؛ فواجبنا اليوم كسوريين هو تطمين بعضنا البعض، وتفويت الفرصة على هذا النظام وكل من يريد تأجيج الصراع بيننا كسوريين».

وأضاف: «أتحدث بصفتي مواطنا سوريا يفخر بخدمته العسكرية بالجيش العربي السوري، الذي لا يقبل شرفاؤه هذه الجرائم في بلادهم، وأيا كانت الأخطاء من قبل البعض في الجيش العربي السوري فإن كل منتمٍ شريف في هذا الجيش، ولا يقوم بقتل السوريين أو إهانتهم فهو يطبع قبلة اعتذار وتقدير على جبين كل مواطن سوري حر لقي الأذى ممن سولت لهم أنفسهم التنكيل بأبناء بلادهم، وهؤلاء الشرفاء هم امتداد لشرفاء الجيش السوري الحر، وإن واجبنا اليوم كسوريين هو التوحد من أجل هدف واحد، هو جعل بلادنا حرة ديمقراطية دون أن نهدمها، لنبني من جديد، فسوريا أكبر من الأفراد وأعظم من أن يُبدد تاريخها ويمزق نسيجها، لتكون ثورتنا ثورة على الفساد والطغاة، لكن من دون هدم النسيج الاجتماعي. كما أن واجبنا كسوريين يحتم علينا الحفاظ على مؤسساتنا. نحن سوريون، وليست مؤسسات أفراد اختطفوها أو أفقدوها مكانتها. دعوتي ورجائي أن نتوحد جميعا من أجل سوريا موحدة ذات نسيج متماسك ومؤسسات ذات استقلالية، أهمها خدمة سوريا ما بعد الأسد». ورحب العميد مصطفى الشيخ، رئيس المجلس العسكري السوري الموجود في تركيا، ببيان طلاس، باعتباره من النخبة في النظام، وتوقعت المعارضة أن يتبع ذلك انشقاقات عسكرية جديدة.

انشقاق سفيرة النظام في قبرص.. وطلاس ينشق رسمياً ويدعو إلى التوحّد من أجل “سوريا ما بعد الأسد

روسيا تطلب من الأسد عدم استخدام الكيميائي

                                            أبدت روسيا بعض التشدد أمس إزاء النظام السوري حين طالبت رئيسه بشار الأسد بعدم استخدام السلاح الكيميائي، فيما فتحت الولايات المتحدة نافذة له عبر إعلانها أن الوقت لم يفت أمامه لنقل سياسي للسلطة.

ميدانياً، توصلت المعارك في دمشق رغم إعلان النظام سيطرته على العاصمة، كما تواصلت في حلب التي يستمر الجيش السوري في مقاومته الشرسة لقوات الأسد في أكبر أحيائها. وليلاً أفاد ناشطون في المعارضة السورية بأن قوات الأسد قتلت ما يصل الى 30 مصلياً أمس لدى توجههم الى مسجد لأداء صلاة العشاء في قرية شمال غرب مدينة حماة في سوريا.

وأكد جميل الحموي وهو أحد الناشطين متحدثاً عبر الهاتف من سهل الغاب أن “القوات و(ميليشيا) الشبيحة (المؤيدة للأسد) تركوا حاجز الطريق على حافة قرية الشريعة وعبروا الطريق الرئيسي وبدأوا في إطلاق الرصاص من البنادق الآلية على المصلين حين كانوا يدخلون المسجد”. أضاف الحموي الذي يستخدم اسماً مستعاراً لأسباب أمنية “تأكدنا من أسماء 15 جثة ويوجد عدد مشابه تقريباً لم يجمع بعد من الشوارع”.

ويبدو أن نظام الأسد لا يفقد السيطرة على أرض الميدان فقط، إنما أيضاً على الساحة الديبلوماسية، حيث أعلنت السفيرة السورية في قبرص أمس انشقاقها وتوجهت الى قطر، لتكون ثاني سفير عامل ينشق بعد انشقاق سفير النظام في بغداد.

في غضون ذلك، أعلن العميد مناف طلاس للمرة الأولى منذ خروجه من سوريا، انشقاقه عن النظام السوري، مؤكداً العمل على جعل سوريا حرة ديموقراطية، داعياً الى الوحدة لخدمة سوريا “ما بعد الأسد”.

وقال طلاس في تسجيل خاص بثته قناة “العربية” مساء أمس، “أتحدث ليس كمسؤول بل كأحد أبناء سوريا وأحد أبناء الجيش السوري الرافض نهج النظام الفاسد”، وطالب “بفعل المستحيل من أجل الحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة التي لا تقوم على الانتقام والإقصاء”.

ووجه تحية الى “الشرفاء في الجيش السوري الحر الذين يتلاقون مع الشرفاء في الجيش السوري الذين رفضوا أن يواجهوا الشعب الحر”. وقال طلاس: “دعوتي أن نتوحد لخدمة سوريا ما بعد الأسد”.

طلاس أعلن أنه يتحدث بصفته “مواطناً سورياً يفخر بخدمته في الجيش السوري، أياً كانت الأخطاء من قبل البعض في الجيش السوري، واجبنا اليوم كسوريين التوحد من أجل هدف واحد لجعل بلادنا حرة ديموقراطية من دون أن نهدمها”.

ولفت الى أنه “يجب أن تكون ثورتنا ثورة على الفساد والطغاة من دون هدم النسيج الديموغرافي، ولا يجب هدم المؤسسات”، داعياً الى أن “نتوحد جميعاً من أجل سوريا موحدة ومؤسسات ذات استقلالية”.

في موسكو، قالت وزارة الخارجية الروسية أمس في بيان “نريد أن نشدد على أن سوريا انضمت العام 1968 الى بروتوكول جنيف لعام 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو أي غازات أخرى من أي نوع”، مذكرة السلطات السورية بضرورة الالتزام بتعهداتها الدولية. وأضافت أن “روسيا استمعت باهتمام الى تصريحات ممثل عن وزارة الخارجية السورية أثناء مؤتمر صحافي في 23 تموز في ما يتعلق باحتمال استخدام سلطات البلاد للأسلحة الكيميائية في حال عدوان خارجي”.

وخلص بيان الوزارة الى أن “الجانب الروسي ينطلق من مبدأ أن السلطات ستواصل التزامها التام بتعهداتها الدولية”.

وقد أقر النظام السوري الاثنين للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيميائية مؤكداً أنه لن يستخدمها ضد الشعب لكنه هدد باحتمال استخدامها في حال أي تدخل عسكري خارجي.

وفي الأسابيع الأخيرة أخذت روسيا مسافة من حكم الرئيس بشار الأسد لكن من دون أن تتراجع عن معارضتها المبدئية لأي تدخل في الشؤون السورية. وكانت موسكو، التي تعتبر شريكاً منذ زمن طويل للنظام السوري وقد زودته بالأسلحة، استخدمت حق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي للمرة الثالثة لإعاقة مشروع قرار غربي في مجلس الأمن الدولي يهدد دمشق بعقوبات.

وتؤكد موسكو بأنها تدافع عن احترام القانون الدولي، وحذر الرئيس فلاديمير بوتين الاثنين من خطر حرب أهلية طويلة الأمد في سوريا في حال تنحية الرئيس الأسد بطريقة “غير دستورية”.

وفي مقابل موقف موسكو، فتحت الولايات المتحدة نافذة للأسد، وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء هايتي: “نعتقد أنه لم يفت الأوان بعد ليبدأ نظام الأسد برنامجاً لانتقال (السلطة) يتيح ايجاد سبيل لوضع حد للعنف”، لافتة الى أن “وتيرة الأحداث تتسارع في سوريا”.

كذلك، خاطبت كلينتون مقاتلي المعارضة السورية “الذين باتوا أكثر تنظيماً ويسيطرون على مساحات أكبر من الأراضي”، معتبرة أن على المعارضة “أن تستعد للبدء بالعمل على حكومة انتقالية. عليها أن تلتزم حماية حقوق جميع السوريين وجميع المجموعات السورية. وعليها أن تحمي الأسلحة الكيميائية والجرثومية التي يملكها النظام السوري”.

وقالت إن كسب المعارضة أراضي في سوريا ستصبح في نهاية الأمر “مناطق آمنة” وتوفر قاعدة لمزيد من العمليات ضد القوات الحكومية. وأوضحت: “يجب أن نعمل عن كثب مع المعارضة لأنه يجري كسب المزيد والمزيد من الأراضي وسيؤدي ذلك في نهاية الأمر الى ملاذ آمن داخل سوريا سيوفر حينئذٍ قاعدة لمزيد من التحركات للمعارضة”.

“المجلس الوطني السوري” أكد في هذه الأثناء أن “الحكومة الانتقالية بمشاركة القوى الثورية ورئاسة شخصية وطنية توافقية معارضة”. وقال في بيان: “يخوض الشعب السوري فصلاً متقدماً من فصول المواجهة مع النظام المجرم، من خلال تصعيد الحراك الثوري والعمل الميداني ضد النظام وميليشياته وأجهزة أمنه وشبيحته، وقد وصل تحدي النظام إلى قلب دمشق وحلب، حيث يتصدى شباب الثورة والجيش الحرّ والكتائب الميدانية لفرق القتل التي يستخدمها بشار الأسد للفتك بمزيد من الآمنين أطفالاً ونساء وشباباً”.

وأكد أن “المجلس الوطني السوري وهو يناقش خيارات المرحلة المقبلة بما فيها تشكيل سلطة انتقالية وفق ما اتفقت عليه المعارضة السورية في اجتماعها الأخير في القاهرة، يؤكد أن أي إطار يتعلق بالسلطة التنفيذية للمرحلة الانتقالية سيضم القوى السياسية المعارضة وقوى الحراك الثوري والتشكيلات الميدانية والجيش الحرّ والشخصيات الوطنية والمستقلين من مختلف مكونات المجتمع السوري”.

ميدانياً، اقتحمت قوات النظام أحياء القدم والعسالي والتضامن في جنوب دمشق، في وقت تستمر الاشتباكات في حلب في شمال البلاد، بينما حصد العنف في سوريا أمس عشرات القتلى.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن قوات الأسد اقتحمت حيي القدم والعسالي، وبدأت حملة مداهمات واعتقالات، كما اقتحمت لاحقاً حي التضامن من الجهة الغربية الذي سجلت فيه اشتباكات عنيفة.

وفي حلب، تستمر الاشتباكات في أحياء السكري والصاخور ومساكن هنانو، وتستخدم القوات النظامية “الحوامات والقذائف”، بحسب المرصد الذي أفاد أيضاً عن “حركة نزوح كبيرة” من أحياء الهلك والحيدرية والشيخ فارس.

النظام السوري باشر ترتيب أوضاعه الأمنية بعد أن هزته الضربة الموجعة قبل نحو أسبوع بفقدان كبار قادة حملة القمع، في تفجير مقر الأمن القومي خلال اجتماع لخلية الأزمة.

وأعلن نظام الأسد تعيين اللواء علي مملوك مديراً لمكتب الأمن الوطني في سوريا برتبة وزير. وهو يشرف على كل الأجهزة الامنية، ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية.

ومملوك سني من دمشق عمل طوال حياته المهنية في مجال الاستخبارات ويحظى بالثقة التامة للرئيس بشار الأسد.

وكانت مهمته تقضي بالتصدي لـ”الإرهاب”، وأقام علاقات بأجهزة استخبارات أجنبية عندما حاولت دمشق تبييض صفحتها لدى الغرب.

وتفيد برقية ديبلوماسية كشفها موقع ويكيليكس أنه التقى ديبلوماسيين أميركيين في 2010 لمناقشة الجهود الرامية الى تكثيف التعاون مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب.

ومملوك المولود في 1946 سني من دمشق، فيما ينتمي القسم الأكبر من مسؤولي الجهاز الأمني الى الأقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس الأسد.

وقبل تعيينه مديراً لجهاز أمن الدولة، كان علي مملوك المسؤول الثاني في جهاز الاستخبارات الجوية.

وتتحدث برقية ديبلوماسية أميركية مؤرخة في 2007 وكشف عنها موقع ويكيليكس عن “أنشطته المثيرة للجدل المتعلقة بلبنان وقمعه للمجتمع المدني السوري والمعارضة الداخلية”.

كما تم تعيين اللواء رستم غزالة الذي كان مدير فرع دمشق للأمن العسكري، رئيساً للأمن السياسي، وديب زيتون الذي كان في الأمن السياسي رئيساً لإدارة أمن الدولة، بحسب المصدر نفسه.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

انشقاق سفيرة النظام في قبرص.. وطلاس ينشق رسمياً ويدعو إلى التوحّد من أجل “سوريا ما بعد الأسد

روسيا تطلب من الأسد عدم استخدام الكيميائي

                                            أبدت روسيا بعض التشدد أمس إزاء النظام السوري حين طالبت رئيسه بشار الأسد بعدم استخدام السلاح الكيميائي، فيما فتحت الولايات المتحدة نافذة له عبر إعلانها أن الوقت لم يفت أمامه لنقل سياسي للسلطة.

ميدانياً، توصلت المعارك في دمشق رغم إعلان النظام سيطرته على العاصمة، كما تواصلت في حلب التي يستمر الجيش السوري في مقاومته الشرسة لقوات الأسد في أكبر أحيائها. وليلاً أفاد ناشطون في المعارضة السورية بأن قوات الأسد قتلت ما يصل الى 30 مصلياً أمس لدى توجههم الى مسجد لأداء صلاة العشاء في قرية شمال غرب مدينة حماة في سوريا.

وأكد جميل الحموي وهو أحد الناشطين متحدثاً عبر الهاتف من سهل الغاب أن “القوات و(ميليشيا) الشبيحة (المؤيدة للأسد) تركوا حاجز الطريق على حافة قرية الشريعة وعبروا الطريق الرئيسي وبدأوا في إطلاق الرصاص من البنادق الآلية على المصلين حين كانوا يدخلون المسجد”. أضاف الحموي الذي يستخدم اسماً مستعاراً لأسباب أمنية “تأكدنا من أسماء 15 جثة ويوجد عدد مشابه تقريباً لم يجمع بعد من الشوارع”.

ويبدو أن نظام الأسد لا يفقد السيطرة على أرض الميدان فقط، إنما أيضاً على الساحة الديبلوماسية، حيث أعلنت السفيرة السورية في قبرص أمس انشقاقها وتوجهت الى قطر، لتكون ثاني سفير عامل ينشق بعد انشقاق سفير النظام في بغداد.

في غضون ذلك، أعلن العميد مناف طلاس للمرة الأولى منذ خروجه من سوريا، انشقاقه عن النظام السوري، مؤكداً العمل على جعل سوريا حرة ديموقراطية، داعياً الى الوحدة لخدمة سوريا “ما بعد الأسد”.

وقال طلاس في تسجيل خاص بثته قناة “العربية” مساء أمس، “أتحدث ليس كمسؤول بل كأحد أبناء سوريا وأحد أبناء الجيش السوري الرافض نهج النظام الفاسد”، وطالب “بفعل المستحيل من أجل الحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة التي لا تقوم على الانتقام والإقصاء”.

ووجه تحية الى “الشرفاء في الجيش السوري الحر الذين يتلاقون مع الشرفاء في الجيش السوري الذين رفضوا أن يواجهوا الشعب الحر”. وقال طلاس: “دعوتي أن نتوحد لخدمة سوريا ما بعد الأسد”.

طلاس أعلن أنه يتحدث بصفته “مواطناً سورياً يفخر بخدمته في الجيش السوري، أياً كانت الأخطاء من قبل البعض في الجيش السوري، واجبنا اليوم كسوريين التوحد من أجل هدف واحد لجعل بلادنا حرة ديموقراطية من دون أن نهدمها”.

ولفت الى أنه “يجب أن تكون ثورتنا ثورة على الفساد والطغاة من دون هدم النسيج الديموغرافي، ولا يجب هدم المؤسسات”، داعياً الى أن “نتوحد جميعاً من أجل سوريا موحدة ومؤسسات ذات استقلالية”.

في موسكو، قالت وزارة الخارجية الروسية أمس في بيان “نريد أن نشدد على أن سوريا انضمت العام 1968 الى بروتوكول جنيف لعام 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو أي غازات أخرى من أي نوع”، مذكرة السلطات السورية بضرورة الالتزام بتعهداتها الدولية. وأضافت أن “روسيا استمعت باهتمام الى تصريحات ممثل عن وزارة الخارجية السورية أثناء مؤتمر صحافي في 23 تموز في ما يتعلق باحتمال استخدام سلطات البلاد للأسلحة الكيميائية في حال عدوان خارجي”.

وخلص بيان الوزارة الى أن “الجانب الروسي ينطلق من مبدأ أن السلطات ستواصل التزامها التام بتعهداتها الدولية”.

وقد أقر النظام السوري الاثنين للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيميائية مؤكداً أنه لن يستخدمها ضد الشعب لكنه هدد باحتمال استخدامها في حال أي تدخل عسكري خارجي.

وفي الأسابيع الأخيرة أخذت روسيا مسافة من حكم الرئيس بشار الأسد لكن من دون أن تتراجع عن معارضتها المبدئية لأي تدخل في الشؤون السورية. وكانت موسكو، التي تعتبر شريكاً منذ زمن طويل للنظام السوري وقد زودته بالأسلحة، استخدمت حق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي للمرة الثالثة لإعاقة مشروع قرار غربي في مجلس الأمن الدولي يهدد دمشق بعقوبات.

وتؤكد موسكو بأنها تدافع عن احترام القانون الدولي، وحذر الرئيس فلاديمير بوتين الاثنين من خطر حرب أهلية طويلة الأمد في سوريا في حال تنحية الرئيس الأسد بطريقة “غير دستورية”.

وفي مقابل موقف موسكو، فتحت الولايات المتحدة نافذة للأسد، وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء هايتي: “نعتقد أنه لم يفت الأوان بعد ليبدأ نظام الأسد برنامجاً لانتقال (السلطة) يتيح ايجاد سبيل لوضع حد للعنف”، لافتة الى أن “وتيرة الأحداث تتسارع في سوريا”.

كذلك، خاطبت كلينتون مقاتلي المعارضة السورية “الذين باتوا أكثر تنظيماً ويسيطرون على مساحات أكبر من الأراضي”، معتبرة أن على المعارضة “أن تستعد للبدء بالعمل على حكومة انتقالية. عليها أن تلتزم حماية حقوق جميع السوريين وجميع المجموعات السورية. وعليها أن تحمي الأسلحة الكيميائية والجرثومية التي يملكها النظام السوري”.

وقالت إن كسب المعارضة أراضي في سوريا ستصبح في نهاية الأمر “مناطق آمنة” وتوفر قاعدة لمزيد من العمليات ضد القوات الحكومية. وأوضحت: “يجب أن نعمل عن كثب مع المعارضة لأنه يجري كسب المزيد والمزيد من الأراضي وسيؤدي ذلك في نهاية الأمر الى ملاذ آمن داخل سوريا سيوفر حينئذٍ قاعدة لمزيد من التحركات للمعارضة”.

“المجلس الوطني السوري” أكد في هذه الأثناء أن “الحكومة الانتقالية بمشاركة القوى الثورية ورئاسة شخصية وطنية توافقية معارضة”. وقال في بيان: “يخوض الشعب السوري فصلاً متقدماً من فصول المواجهة مع النظام المجرم، من خلال تصعيد الحراك الثوري والعمل الميداني ضد النظام وميليشياته وأجهزة أمنه وشبيحته، وقد وصل تحدي النظام إلى قلب دمشق وحلب، حيث يتصدى شباب الثورة والجيش الحرّ والكتائب الميدانية لفرق القتل التي يستخدمها بشار الأسد للفتك بمزيد من الآمنين أطفالاً ونساء وشباباً”.

وأكد أن “المجلس الوطني السوري وهو يناقش خيارات المرحلة المقبلة بما فيها تشكيل سلطة انتقالية وفق ما اتفقت عليه المعارضة السورية في اجتماعها الأخير في القاهرة، يؤكد أن أي إطار يتعلق بالسلطة التنفيذية للمرحلة الانتقالية سيضم القوى السياسية المعارضة وقوى الحراك الثوري والتشكيلات الميدانية والجيش الحرّ والشخصيات الوطنية والمستقلين من مختلف مكونات المجتمع السوري”.

ميدانياً، اقتحمت قوات النظام أحياء القدم والعسالي والتضامن في جنوب دمشق، في وقت تستمر الاشتباكات في حلب في شمال البلاد، بينما حصد العنف في سوريا أمس عشرات القتلى.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن قوات الأسد اقتحمت حيي القدم والعسالي، وبدأت حملة مداهمات واعتقالات، كما اقتحمت لاحقاً حي التضامن من الجهة الغربية الذي سجلت فيه اشتباكات عنيفة.

وفي حلب، تستمر الاشتباكات في أحياء السكري والصاخور ومساكن هنانو، وتستخدم القوات النظامية “الحوامات والقذائف”، بحسب المرصد الذي أفاد أيضاً عن “حركة نزوح كبيرة” من أحياء الهلك والحيدرية والشيخ فارس.

النظام السوري باشر ترتيب أوضاعه الأمنية بعد أن هزته الضربة الموجعة قبل نحو أسبوع بفقدان كبار قادة حملة القمع، في تفجير مقر الأمن القومي خلال اجتماع لخلية الأزمة.

وأعلن نظام الأسد تعيين اللواء علي مملوك مديراً لمكتب الأمن الوطني في سوريا برتبة وزير. وهو يشرف على كل الأجهزة الامنية، ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية.

ومملوك سني من دمشق عمل طوال حياته المهنية في مجال الاستخبارات ويحظى بالثقة التامة للرئيس بشار الأسد.

وكانت مهمته تقضي بالتصدي لـ”الإرهاب”، وأقام علاقات بأجهزة استخبارات أجنبية عندما حاولت دمشق تبييض صفحتها لدى الغرب.

وتفيد برقية ديبلوماسية كشفها موقع ويكيليكس أنه التقى ديبلوماسيين أميركيين في 2010 لمناقشة الجهود الرامية الى تكثيف التعاون مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب.

ومملوك المولود في 1946 سني من دمشق، فيما ينتمي القسم الأكبر من مسؤولي الجهاز الأمني الى الأقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس الأسد.

وقبل تعيينه مديراً لجهاز أمن الدولة، كان علي مملوك المسؤول الثاني في جهاز الاستخبارات الجوية.

وتتحدث برقية ديبلوماسية أميركية مؤرخة في 2007 وكشف عنها موقع ويكيليكس عن “أنشطته المثيرة للجدل المتعلقة بلبنان وقمعه للمجتمع المدني السوري والمعارضة الداخلية”.

كما تم تعيين اللواء رستم غزالة الذي كان مدير فرع دمشق للأمن العسكري، رئيساً للأمن السياسي، وديب زيتون الذي كان في الأمن السياسي رئيساً لإدارة أمن الدولة، بحسب المصدر نفسه.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

خيبة أمل من سوء استقبال النازحين السوريين

ريان ماجد

“العراق يعتذر عن عدم استقبال لاجئين سوريين. لبنان يعتذر عن عدم معالجة جرحى سوريين. ماذا يمكن أن يقول السوريون الذين إستقبلوا مليون لاجئ عراقي، ما زال على الأرجح مئات الألوف منهم في سوريا؟ وماذا سيقولون عن اللبنانيين الذين إستقبلوا منهم 200 ألف تقريباً عام 2006؟ “.

هكذا أعرب الكاتب السوري ياسين الحاج صالح في صفحته على الفايسبوك عن خيبة أمل السوريين من هذا التعاطي المعيب مع مأساتهم الإنسانية.

“هناك غصّة عند السوريين الذين لجأوا الى لبنان. فهم يستحقّون معاملة أفضل. في ذاكرتهم القريبة، هم احتضنوا بقدر ما استطاعوا ملايين العراقيين وآلاف اللبنانيين وتحمّلوا المعاناة والآثار الجانبية. لا يعود الفضل بذلك للنظام السوري بل للمبادرات الشعبية. كما لا يحقّ للشعب السوري أن يمنّن الآخرين، لكنه يتوقّع معاملة أفضل وإحتضاناً أكبر”، بحسب محمد العطار، الكاتب المسرحي السوري الذي قدم الى لبنان بداية السنة الحالية.

لجأ إلى لبنان منذ إندلاع الثورة السورية وحتى اليوم ما يقارب المئة ألف سوري، غالبيتهم من الأطفال والنساء، يعانون من نقص في الحاجات الأساسية كالغذاء والطبابة والتعليم والأمن. ماهر إسبر، الناشط والمعتقل السابق في السجون السورية، أُفرج عنه بقانون العفو الذي صدر بعد ثلاثة شهور من إندلاع الثورة، وقدم الى بيروت في أيلول الماضي، يصف حال اللاجئين السوريين بـ”التشرّد”.

فإذا كانت إمكانات الدولة اللبنانية لا تخوّلها إستيعاب هذا العدد الهائل من الناس، يُمكنها تكليف مؤسسات خاصة ودولية بالعمل الاغاثي. لكن الحكومة اللبنانية ترفض تنظيم موضوع اللجوء والتعاطي معه بشكل شفّاف وتمنع جهات دولية ومنظمّات مثل أطبّاء بلا حدود بالعمل ومساعدة الجرحى السوريين. وهي لا تكتفي بإعلان رفضها معالجة الجرحى والإمتناع عن تقديم المساعدات، بل تعرقل وصولها. وفقاً لإسبر، صادرت السلطات اللبنانية أخيراً “مساعدات صحّية وصلت الى مطار لبنان بقيمة 150 ألف دولار أميركي”.

وبما أن لبنان لم يوقّع إتفاقّية الـ51 التي تتناول وضع اللاجئين، ولا البروتوكول الملحق بها في ال67، فهو متحرّر من أي واجب لحماية اللاجئين، ويمكنه التعاطي بالطريقة التي يريدها معهم وعلى هوى الإنتماء السياسي للجهة الحاكمة، بحسب المحامي مروان صقر.

تتعاطى الحكومة اللبنانية مع السوريين كـ”أطراف”، وفقاً للناشط السوري كنان علي (وهو إسم مستعار)، وحتى الدعم الذي يتلقّاه السوريون في لبنان هو بأغلبه مناطقي وسياسي. فالبيئات الحاضنة، بحسب إسبر، طائفية، والأماكن الآمنة نسبياً في بيروت والتي يمكن أن يتواجد فيها السوريون في شكل عام مقسّمة طائفياً وسياسياً وفقاً لعلي. “يُستحسن تلافي المناطق الخاضعة إلى سيطرة أحزاب مثل حزب الله وأمل والحزب القومي السوري الإجتماعي والناصري”.

 تلخّص الإحتكاكات اليومية مع سائقي الأجرة (التاكسي) في لبنان، وهي تجربة متكرّرة مع معظم السوريين، حالة الإنقسام السياسي التي يشهدها البلد. فهو لا ينظر إلى القضية السورية على أنها قضيّة إنسانية وأخلاقية في المقام الأول، بحسب محمد العطار. يضيف أن هناك ثلاث فئات من السائقين، الأولى مع الحراك السوري وضدّ فظائع النظام في لبنان وسوريا وضدّ ارتباطه بالحلف الإيراني. الفئة الثانية ضدّ الحراك ومع النظام الداعم للمقاومة والمُمانع، والثالثة رمادية “صامتة عن الفعل”، ويتكلّم المنتمون إليها بنبرة أبوية ووعظية، من منطلق خوفهم من إرتدادات الحالة السورية على لبنان. يضيف ماهر إسبر في السياق ذاته أن السؤال المتكرّر عند سائقي التاكسيات هو “ما هي طائفتك؟”.

يعاني السوريون كذلك، وإن بدرجات متفاوتة، فقدان الأمان في لبنان.

لم يتعرّض معن عبد السلام، الناشط المدنيّ وصاحب دار نشر في سوريا ولبنان والذي قدم الى بيروت في أواخر عام 2011، الى مضايقات: “أسمع بحصول إنتهاكات أمنية ضد ناشطين سوريين. بالنسبة إلي، لم تصلني أي رسالة في هذا الموضوع. من الطبيعي حصول خلل أمني نظراً إلى التجاذبات الموجودة. هناك مجموعات خائفة وأخرى داعمة للنظام السوري وأخرى متعاطفة مع السوريين النازحين ومرحبّة بهم، فتحت لهم بيوتها وساعدتهم”.

بالنسبة إلى ماهر إسبر الذي تعرّض لمحاولة خطف في منطقة الحمراء في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أسوأ ما في الإقامة في لبنان هو الموضوع الأمني؛ ” النشاط في لبنان أخطر من سوريا والسوريون راضخون هنا أكثر، فعقلية الخوف التي تحرّر منها سوريّو سوريا ما زالت موجودة عند السوريين في لبنان”. يضيف إسبر بأنه يحدث أحياناً مبالغات في توصيف وضع السوريين الأمني، لكن كثيراً من الانتهاكات ارتُكبت بحقهم. هنالك أشخاص إعتقلوا ورُحلوا بحجج جنائية، وآخرون خُطفوا واختفوا وغيرهم أُوقف وخضع إلى تحقيق قبل اخلاء سبيله.

لم يفكّر محمد العطار في تحركّاته وفي موضوع الأمن إلّا بعد عملية خطف اللبنانيين الـ11 في سوريا، إذ أن التضييق زاد على السوريين بعد هذه العملية.

يربط كنان علي الإحساس بعدم الأمان عند السوريين والميل الى المبالغات أحياناً بإنعدام الشفافية لدى الحكومة اللبنانية في التعاطي مع هذا الموضوع. “التصريحات المتناقضة والخطاب المزدوج للدولة اللبنانية يؤجّجان هذا الإحساس لدى السوريين”، ويتابع: “حتى ولو تمّ تسليم سوري واحد الى السلطات السورية، فهذا خرق للمواثيق الدولية وستحاسب عليه الدولة اللبنانية”.

يذكر أن لبنان وقّع في 22 كانون الأول (ديسمبر) عام 2008 على إتفاقية مناهضة التعذيب التي تنصّ في المادة الثالثة على أنه “لا يجوز لأي دولة طرف أن تطرد أي شخص أو تعيده (أو ترده) أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، اذا توافرت لديها أسباب حقيقية تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب”. من هنا ووفقاً للمحامي مروان صقر، تصبح الدولة اللبنانية مسؤولة أمام المتضرّر الذي يمكنه مقاضاتها.

إضافة الى كل ما ورد، يشعر السوريون بضيقة معيشية. “بيروت مدينة غالية ومعقّدة، ووضع الناشطين السوريين القادمين إليها سيئ جداً. فتحصيلهم العلمّي وتكوينهم الاجتماعي والثقافي يمنعانهم من أن يطرحوا أنفسهم كلاجئين”، بحسب العطار.

تعاطي لبنان مُعيب بحق اللاجئين، الفلسطينيين منهم والسوريين، ويستدعي ردّة فعل شعبية رافضة لهذا النهج غير الإنساني في التعامل مع آلام الناس. تعطي “الحملة الوطنيّة اللبنانية لاحتضان النازحين السوريين” التي تشكّلت منذ فترة قصيرة بريق أمل. فهي تضمّ، كما ورد على صفحتها على الفايسبوك، مجموعة من الشباب اللبناني المستقلّ الذي يريد مساعدة العائلات والأفراد السوريين من منطلق إنساني وأخلاقي.

 يسأل السوريون: ثورة لبنان الى متى؟

ربّما الى حين إعلان أوان الورد في سوريا ….

تركيا تغلق معابرها الحدودية مع سوريا “لأسباب أمنية

أفاد مصدر رسمي تركي أن تركيا ستغلق معابرها الحدودية مع سوريا اعتباراً من اليوم الاربعاء “لأسباب أمنية”، وقال: “اتخذنا هذا الإجراء من أجل مواطنينا”، مضيفاً أن “إعادة فتح المعابر تتوقف على التطورات الميدانية”.

وأوضح المصدر أن “القرار يشمل المواطنين الأتراك، في حين أن الأجانب الراغبين في العبور، فسيترتب عليهم توقيع وثيقة تبلغهم بالمخاطر التي يواجهونها”.

(أ.ف. ب.)

غاتيلوف: تلقينا تأكيدات قوية من دمشق بأن ترسانتها الكيماوية مؤمنة

نقلت وكالة “إيتار تاس” الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله: “تلقينا تأكيدات قوية من دمشق بأن ترسانتها الكيماوية مؤمنة تماما”.

(موقع “رويترز” الالكتروني)

182 قتيلا والجيش ينسحب من إدلب

                                            تواصل القصف والاشتباكات في عموم سوريا طوال الليلة الماضية ليرتفع عدد القتلى إلى 182، وقال الناشطون إن الجيش النظامي ارتكب “مجزرة” في ريف حماة عندما أطلق النار على المصلين أثناء خروجهم من أحد المساجد، بينما انسحب آلاف الجنود من جبل الزاوية بإدلب لمواجهة الجيش الحر في حلب، كما وجه سجناء معتصمون في سجن حمص نداء استغاثة لإنقاذهم من القتل.

وأفاد ناشطون بأن الجيش النظامي والشبيحة قتلوا أكثر من ثلاثين شخصا وأصابوا آخرين بعد أن فتحوا النار على مصلين أثناء خروجهم من مسجد في قرية الشريعة بحماة عقب صلاة المغرب.

وفي المنطقة نفسها، قصف الجيش قرى حمادي عمر وقنبر والعقيربات وحيالين والزكاة واللطامنة ومدينتيْ كرناز وكفرزيتا، مما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى.

يأتي ذلك بينما تواصلت الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في حلب سعيا للسيطرة على المدينة التي يؤكد الجيش الحر انتشاره في نحو نصف أحيائها، مثل باب الحديد وصلاح الدين والشعار ومساكن هنانو وطريق الباب والشيخ نجار.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قصف القوات النظامية على حي صلاح الدين أسفر عن سقوط 3 قتلى وعدة جرحى، كما قتل طفل وجرح آخرون في قصف على حي الصاخور.

وذكرت شبكة شام الإخبارية أن مدينة الباب في حلب تعرضت لقصف عنيف خلال الليل، كما استهدف الجيش منازل المدنيين في قرية الأبزمو بقصف مدفعي وصاروخي.

انسحاب وقصف

ومن جهة أخرى، نقلت رويترز عن ناشطين أن آلاف الجنود في الجيش النظامي انسحبوا بمدرعاتهم من جبل الزاوية في محافظة إدلب متوجهين إلى مدينة حلب.

وذكرت شبكة شام أن الطائرات المروحية قصفت قرية الرامي في جبل الزاوية بالصواريخ، بالتزامن مع اشتباك الجيش الحر مع مؤخرة الكتائب المنسحبة في قرية البارة ومحيط قرية كنصفرة، في حين اقتحم جيش النظام قرية أورم الجوز بعشرات الآليات ونفذ حملة دهم واعتقال في مدينة أريحا.

وبالتزامن مع الانسحاب، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن المكاسب الميدانية التي يحققها الثوار ووقوع المزيد من الأراضي تحت سيطرتهم ستشكّل فعليا منطقة آمنة للمعارضة.

وتحدث الناشطون عن استمرار المعارك في العاصمة دمشق، وخصوصا في حي التضامن الذي تعرض لحملة قصف واعتقال، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باقتحام مماثل لحييْ القدم والعسالي.

وفي ريف دمشق، أطلقت قوات النظام النار من الرشاشات الثقيلة في مدينة حرستا بعد حملة اعتقالات شنتها في وقت سابق. كما قصف الجيش النظامي بلدة حوش عرب بالقلمون.

وأفادت شبكة شام بأن قوات النظام قصفت مدينتيْ الضمير والتل بريف دمشق فجر اليوم مما أدى إلى حركة نزوح للأهالي.

وفي اللاذقية، أطلق الأمن الرصاص على حي الرمل الجنوبي، كما قصف الجيش النظامي قرى ناحية كنسبا.

وتحدث ناشطون عن اشتباكات في تسيل وكفر شمس بدرعا، مع قصف على بلدة محجة، كما بثت شبكة شام صورا لإطلاق رصاص كثيف من أسلحة ثقيلة من قبل قوات النظام على منطقة وادي خالد داخل الأراضي اللبنانية.

نداء استغاثة

وأفاد ناشطون سوريون بأن قتلى وجرحى سقطوا إثر إطلاق قوات النظام النار على المعتقلين في سجن حمص المركزي الذين بدؤوا عصيانهم منذ حوالي خمسة أيام.

وتحدث من داخل السجن السجين محمد عثمان مع الجزيرة موجها -مع زملائه- نداء استغاثة، حيث روى ما تعرض له السجناء من قمع جراء مطالبتهم بالصلاة في ساحة السجن وتحسين ظروفهم المعيشية، قبل أن يعلنوا اعتصامهم الذي رد عليه عناصر الأمن بالرصاص الحي والقنابل الغازية.

وتواصل القصف على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص في حمص بقذائف الهاون والمدفعية، والأمر ذاته في مدينة تلبيسة وقرية الغنطو، كما سقط ستة قتلى بمدينة القصير نتيجة القصف، في حين أكدت شبكة شام تعرض مدينة الرستن لقصف من طائرة نفاثة (ميغ 23) مما أدى لتدمير عدد من المنازل بالكامل ومقتل ستة مدنيين.

ومن جهته، قال العميد المنشق عن قيادة الشرطة في دمشق عبد الرزاق أصلان اللاز إن عدد الأشخاص الذين اعتقلوا خلال الثورة السورية بلغ مائتي ألف شخص، وأضاف -في حديث للجزيرة- أن معظمهم اعتقلوا دون وجود مبرر أو قانون يسوغ ذلك.

إيران: خطة أنان هي الأنسب لحل الأزمة

“الوطني” يرفض شخصيات النظام للانتقالية

                                            قال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا إن البحث في موضوع الحكومة الانتقالية لم يصل بعد إلى مرحلة الأسماء وليس واردا أن يترأسها شخص من النظام. في الوقت الذي قالت فيه إيران إن خطة المبعوث العربي الدولي المشترك كوفي أنان هي الخطة الأنسب لحل الأزمة في سوريا.

فقد أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا قدرة المعارضة السورية على تشكيل حكومة انتقالية تتولى إدارة شؤون البلاد في مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد.

وأضاف “نحن بالمجلس نناقش فكرة تشكيل حكومة انتقالية بالتعاون مع مختلف فصائل المعارضة والقوى الموجودة على الأرض”.

وأكد سيدا أن حديث جورج صبرا الناطق باسم المجلس الوطني فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية وقيادتها “قد اقتطع من سياقه ولم يتم التعبير عنه بشكل دقيق في الإعلام”.

كما أعلنت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني الثلاثاء رفض المجلس أي حكومة وحدة وطنية تقودها شخصية من النظام.

وقالت قضماني -مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الذي يضم غالبية تيارات المعارضة السورية- من باريس “لم يكن واردا يوما تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة عضو في نظام الأسد”.

وكان عضو المجلس الوطني السوري جورج صبرا أكد في وقت سابق أن المعارضة السورية مستعدة للموافقة على “شخصية من النظام” السوري لقيادة مرحلة انتقالية في البلاد.

وقال صبرا “نحن موافقون على خروج الأسد وتسليم صلاحياته لأحد شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية على غرار اليمن”.

وردا على سؤال بشأن “الشخصية” من النظام التي يمكن للمعارضة أن توافق على إدارتها المرحلة الانتقالية، أجاب صبرا أن “سوريا مليئة بالشخصيات الوطنية وحتى من قبل الموجودين في النظام وبعض الضباط في الجيش السوري التي يمكن أن تلعب دورا” في هذا المجال.

الخروج الآمن

من جانبه رفض قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد اقتراح الجامعة العربية منح الأسد خروجا آمنا مقابل تخليه عن الحكم، مشددا على أن لا حل سياسيا في سوريا، بل مواصلة القتال حتى إسقاط النظام.

وأضاف “لا نتوقع حلا سياسيا في سوريا” رافضا أن يحمّل الجيش السوري الحر مسؤولية فشل خطة المبعوث العربي والدولي كوفي أنان، معتبرا أن “النظام هو من أجهض الخطة، نحن التزمنا بوقف العمليات، لكن لم نستطع أن نبقى نتفرج ودماء السوريين تسيل، ما دفعنا للعودة إلى السلاح للدفاع عن المدنيين”.

وكان المجلس الوزاري للجامعة العربية قد دعا أمس الاثنين في الدوحة الرئيس السوري “للتنحي السريع عن السلطة” حيث “ستساعده الجامعة العربية بالخروج الآمن له ولعائلته”.

وأكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني على هامش اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الدوحة أن “هناك توافقا على تنحي الرئيس السوري مقابل خروج آمن. ما نطلب اليوم هو التنحي السريع مقابل الخروج الآمن من السلطة”.

خطة أنان

من جانب آخر قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست إن خطة المبعوث المشترك كوفي أنان هي الخطة الأنسب لحل الأزمة في سوريا.

واعتبر أن الاتفاق على تمديد مهمة المراقبين الدوليين، يشير إلى أن خطة كوفي أنان مستمرة وأنها لم تفشل. وأكد أن عودة الاستقرار إلى سوريا أمر حيوي لأنه في صالح المنطقة كلها.

وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة في سوريا، اعتبرت أمس الاثنين، أن خطة أنان فشلت في تحقيق أهدافها.

مسؤولون جدد

من ناحية أخرى قال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن الرئيس السوري بشار الأسد عين اللواء علي مملوك رئيس المخابرات العامة رئيسا لمكتب الأمن القومي برتبة وزير، ليحل محل هشام اختيار الذي اغتيل مع عدد من كبار القادة في تفجير استهدف مبنى الأمن القومي بالعاصمة دمشق.

وأضاف المصدر أن مملوك سيكون مشرفا على عمل أجهزة المخابرات وسيقدم التقارير إلى الأسد مباشرة.

وأفاد المصدر الأمني بأن العميد رستم غزالة رئيس فرع المنطقة في الأمن العسكري، عين رئيسا لجهاز الأمن السياسي الذي كان يشغله محمد ديب زيتون، حيث عين زيتون رئيسا لجهاز أمن الدولة.

“الحر”: دمشق تنقل الكيميائي للحدود

                                            قال الجيش السوري الحر إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد نقل أسلحة كيميائية إلى مطارات حدودية، في حين لم يستبعد المجلس الوطني السوري المعارض أن يستخدم النظام تلك الأسلحة ضد مواطنيه الثائرين عليه.

وأكدت “القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل” في بيان علمها “الكامل” بـ”مواقع ومراكز تموضع هذه الأسلحة ومنشآتها”، كاشفة أن “الأسد قام بنقل بعض هذه الأسلحة وأجهزة الخلط للمكونات الكيميائية إلى بعض المطارات الحدودية”.

من جهتها نقلت صحيفة هآرتس اليوم عن مسؤول إسرائيلي لم تحدد هويته القول إن نظام دمشق بدأ فعلا بنقل قسم من أسلحته الكيميائية من المخازن التي يخزن فيها “في الأيام العادية” إلى “قواعد عسكرية بعيدة أكثر عن المناطق التي تجري فيها المعارك” أو إلى أماكن تخضع لحراسة بمستوى عال جدا.

وعزا المسؤول الإسرائيلي ذلك الإجراء إلى خوف الأسد من سقوط هذا السلاح بأيدي المعارضة السورية أو تنظيمات من قبيل القاعدة، وهو ما وصفه المسؤول الإسرائيلي بالسلوك “المسؤول”.

ووفق الجيش الحر فإن نظام الأسد يستغل التهديدات الإسرائيلية ويلوح بأسلحة الدمار الشامل “عن إرادة وقصد وبشكل مبكر لإدارة الأزمة الداخلية من خلال التأزيم الإقليمي والردع الإستراتيجي”، وأشار الجيش الحر إلى تفهمه “للمخاوف الغربية أمام نظام مستهتر”.

من جهته قال رئيس أركان إدارة الحرب الكيميائية بالجيش السوري سابقاً إن لدى سوريا أكبر مخزون إستراتيجي من الأسلحة الكيميائية في المنطقة.

وأضاف اللواء الركن عدنان سلو في لقاء سابق مع الجزيرة أن النظام السوري قد يستخدم هذه الأسلحة إذا سيطر الجيش الحر بشكل كامل على إحدى المدن.

تدابير لازمة

من ناحيته حذر رئيس المجلس الوطني السوري من أن نظام الأسد “قادر تماما” على استخدام مخزونه من الأسلحة الكيميائية ضد المواطنين.

وقال عبد الباسط سيدا للصحفيين في أنقرة إثر لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن “النظام الذي يقتل الأطفال ويغتصب النساء من السهل جدا أن يستخدم الأسلحة الكيماوية” مناشدا المجتمع الدولي أن يتخذ التدابير اللازمة لمنع حدوث مثل هذا العمل.

وكانت سوريا قد أقرت أمس وللمرة الأولى على لسان المتحدث باسم خارجيتها، جهاد مقدسي، بحيازة أسلحة كيميائية وبيولوجية، وبرغم تأكيدها على أنها لن تستخدمها في الأزمة الداخلية “مهما كانت التطورات”، فقد أبقت الباب مفتوحا أمام استخدامها في مواجهة أي تدخل خارجي.

وفي تصريحه ذاك قال مقدسي إن “هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر”.

وجاء الرد من واشنطن سريعا حيث حذر الرئيس باراك أوباما نظام الأسد من أن استخدامه الأسلحة الكيميائية سيكون “خطأ مأساويا” سيحاسب عليه. لكن بيانا للخارجية السورية قال فيما بعد إن تصريحات مقدسي أسيئ فهمها، وكانت ترمي فقط إلى تبيان “الخطوط العامة للسياسة الدفاعية للدولة”.

كلينتون تدعو للنظر بمرحلة ما بعد الأسد

                                            تحدثت عن فرصة للانتقال السلمي للسلطة

دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة السورية إلى النظر في مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد، لكنها أردفت بأنه لم يفت الأوان بعد أمام الأسد لبدء التخطيط لعملية انتقال سياسي في سوريا ووقف العنف.

 وفي إشارات لما يمكن اعتباره تقدما لمقاتلي المعارضة على الأرض، قالت كلينتون في تصريحات أدلت بها أمس الثلاثاء في واشنطن أثناء استقبال رئيس وزراء هايتي لورينت لاموث، إنه ستوجد في نهاية الأمر “مناطق آمنة” وتوفر قاعدة لمزيد من العمليات ضد القوات الحكومية.

 وشددت كلينتون على أنه حان الوقت للنظر في “قضايا اليوم التالي” مثل كيفية حكم سوريا بعد الأسد وكيفية تجنب إراقة الدماء في عمليات انتقام طائفية.

ووجهت وزيرة الخارجية الأميركية كلامها للمعارضين، وقالت إن “من الضروري أيضا لمقاتلي المعارضة وقد أصبحوا أفضل تنظيما ووسعوا نطاق وجودهم أن يبعثوا برسالة مفادها أن هذا لمصلحة كل السوريين لا لمصلحة جماعة معينة، وألا يتورطوا في أي أعمال انتقام قد تؤدي إلى عنف أشد وأخطر”.

وقالت كلينتون إن من بين التحديات التي يجب على المعارضة أن تستعد لمواجهتها هي “إنشاء كيانات حاكمة وحماية الأسلحة الكيماوية لسوريا وتسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية وحماية حقوق كل السوريين إذا سقط الأسد”.

وأضافت أن “رسالتنا إلى جميع القوى في سوريا هي أن سوريا لجميع السوريين. إنها سوريا التي يجب أن تحمي حقوق الإنسان والكرامة والديمقراطية للجميع. كل من يدعي أنه يقاتل باسم الشعب السوري ينبغي أن يقاتل في هذا الاتجاه”.

غير أن الوزيرة الأميركية عبرت أيضا عن اعتقادها “بأنه لم يفت الأوان لنظام الأسد لبدء التخطيط لعملية انتقال وإيجاد سبيل ينهي العنف من خلال البدء بنوع من المناقشات الجادة التي لم تجر حتى الآن”.

وفي كلمة سابقة لها ألقتها في المتحف الأميركي لذكرى المحرقة، قالت وزيرة الخارجية الأميركية التي قدمت حكومتها معدات اتصال للمعارضة “تقوم الآن بالمزيد من الجهود لتدعيم المعارضة” دون الإشارة إلى المزيد من التفاصيل.

منع الإبادة

وتطرقت كلينتون خلال الزيارة إلى ما أسمته “الواجب الأخلاقي” للتدخل لمنع أي نظام من ارتكاب “إبادة” ضد شعبه.

وقالت كلينتون إن “الرئيس باراك أوباما أقر بوضوح أن استباق وقوع جرائم جماعية وعمليات إبادة يتعلق بالأمن القومي وهو أيضا مسؤولية أخلاقية”.

وأضافت “إذا كانت حكومة ما لا تستطيع أو لا تريد حماية مواطنيها فيتوجب عندها على الولايات المتحدة وشركائها التحرك” مشيرة إلى ليبيا وساحل العاج أو سوريا.

لكن “الواجب الأخلاقي” لواشنطن لا يؤدي بالضرورة إلى “عمل عسكري”، حسب كلينتون التي اعتبرت أن “اللجوء إلى القوة يجب أن يكون آخر خيار” بعد “الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية أو المساعدة الإنسانية أو الإجراءات القانونية”.

تركيا تغلق معابرها مع سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ستغلق تركيا الأربعاء كل البوابات الحدودية لها مع سوريا حسب ما نقلت شبكة تلفزيون “إن.تي.في” عن وزير الجمارك والتجارة التركي حياتي يازجي.

وتأتي هذه الخطوة بعدما سيطر سوريون معارضون على عدة معابر على الحدود مع تركيا في انتفاضتهم على الرئيس بشار الأسد التي مضى عليها 16 شهرا.

وفي السياق ذاته أفاد مصدر رسمي تركي أن إغلاق المعابر الحدودية مع سوريا يأتي “لأسباب أمنية”.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه “اتخذنا هذا الإجراء لأسباب أمنية من أجل مواطنينا” مضيفا أن “إعادة فتح (المعابر) تتوقف على التطورات الميدانية”.

إسرائيل: نقل “الكيماوي” يشعل الحرب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

حذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الأربعاء من أن إسرائيل سترد “فورا” و”بأشد طريقة ممكنة” في حال نقلت أسلحة كيماوية سورية إلى حزب الله اللبناني، معتبرا أمرا كهذا “سببا للحرب”.

وقال ليبرمان متحدثا للإذاعة العامة “إن رصدنا نقل أسلحة كيماوية سورية إلى حزب الله، فسوف نتحرك بأشد طريقة ممكنة”.

وأكد أن عملية كهذه ستشكل “سببا للحرب”، موضحا أن ذلك “خط أحمر ينبغي عدم تخطيه، إنها الرسالة التي نقلناها إلى الأوروبيين والأميركيين والأمم المتحدة وروسيا”.

وكان قائد أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز أعلن الثلاثاء أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد “يسيطر على مخزونه من الأسلحة”.

وقال غانتز أمام اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست إن “السوريين يشددون حاليا الإجراءات الأمنية لحماية أسلحتهم. واستنادا إلى معلوماتنا فإن الأسلحة لم تنتقل بعد إلى أياد خطرة لكن ذلك لا يعني أن هذا لن يحدث. إنهم يستطيعون استخدامها ضد مدنيين أو نقلها إلى حزب الله”.

وكان وزير الدفاع إيهود باراك أعلن الأحد أن “إسرائيل لا يمكن أن توافق على نقل أسلحة متطورة من سوريا إلى لبنان”، محذرا من رد إسرائيلي عسكري على سيناريو كهذا.

واعترف النظام السوري الاثنين للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيماوية هدد باستخدامها في حال تعرض البلاد لهجوم عسكري غربي مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يمكن أن يستخدمها ضد شعبه ما أثار على الفور تحذيرات دولية.

ناشطون: قصف عنيف على التل وحلب

استمرار الاشتباكات في أنحاء سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت مصادر المعارضة السورية إن 152 شخصاً قتلوا الثلاثاء برصاص قوات الأمن السورية في مناطق مختلفة من البلاد، فيما كشفوا عن انسحاب آلاف الجنود السوريين بمدرعاتهم من مرتفعات جبل الزاوية الاستراتيجية في شمال غربي محافظة إدلب ويتوجهون إلى حلب.

وفي وقت لاحق أفاد ناشطون وسكان محليون بأن القوات سورية تطلق قذائف مدفعية والصواريخ على منطقة التل التي تسيطر عليها المعارضة في دمشق ما تسبب بفرار مئات العائلات.

وقال سكان ونشطاء إن قوات سورية أطلقت فجر الأربعاء قذائف مدفعية وزخات من الصواريخ على التل، الواقعة إلى الشمال من العاصمة دمشق، في محاولة لاستعادة السيطرة على عليها بعد سقوطها بأيدي المعارضة، الأمر الذي أثار فزعاً كبيراً وأجبر مئات الأسر على الفرار منها.

وأضافوا قولهم إن الكتيبة الميكانيكية 216، ومقرها قرب بلدة التل بريف دمشق، تقصف البلدة التي يسكنها 100 ألف نسمة بمعدل قذيفة كل دقيقة، وفقاً لرويترز.

وتشير التقارير الأولية أن المجمعات السكنية تضررت من القصف.

وفي تقرير لاحق، قالت إحدى لجان التنسيق في حلب إن طائرات مقاتلة من طراز ميغ 21 شاركت في قصف أحياء بحلب وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا.

ونشرت الجماعة شريط فيديو مصور، على موقع اليوتيوب، لعدد من الطائرات المقاتلة التي تحلق في سماء المنطقة، غير أنه لم يتسن لسكاي نيوز عربية التأكد من مصداقية الصور من مصادر مستقلة.

كما تجدد القصف المدفعي على اللجاه في درعا براجمات الصواريخ وسقطت أكثر من 200 قذيفة أسفرت عن تدمير عدد كبير من المنازل.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر المعارضة السورية باقتحام القوات النظامية للسجن المركزي في حمص وسط إطلاق نار كثيف.

وكانت القوات الحكومية قد استبقت عملية الاقتحام بإطلاق قنابل الغاز على السجن، فيما أعلن عن مقتل شخصين في السجن وإصابة 18 آخرين بجروح.

وعلى صعيد الضحايا، أعلنت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان مقتل 152 شخصاً الثلاثاء، بينهم أفراد من الجيش الحر ونساء وأطفال، مشيرة إلى مقتل 47 شخصاً في محافظة حماة و28 في حلب، و26 في دمشق وريفها، و17 في حمص و15 في إدلب، و5 في دير الزور، و2 في اللاذقية.

كما أفادت مصادر المعارضة بتعرض ريف درعا للقصف العنيف من قبل القوات النظامية، بينما تعرض حي صلاح الدين في حلب لقصف مماثل.

وأفاد ناشطون بوصول تعزيزات من القوات السورية إلى جباتا الخشب في القنيطرة، موضحة أن التعزيزات من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، وقامت بنصب راجمات صواريخ في المنطقة.

وفي الأثناء، قالت مصادر المعارضة السورية إن اشتباكات عنيفة تجري بين الجيش الحر وقوات الأمن بالقرب من فرع المخابرات الجوية في حلب، فيما سقطت 3 قذائف هاون بالقرب من جامع عمرو بن الجموح.

وأسفر القصف العشوائي  للقوات النظامية بالدبابات على منازل المدنيين في حي صلاح الدين، عن إصابة بناية بقذائف ما أدى إلى احتراقها وسقوط 25 جريحاً على الأقل.

قصف صاروخي عنيف على مدينة الضمير في ريف دمشق ومدينة كرناز في ريف حماة بالدبابات وراجمات الصواريخ.

من ناحية ثانية، أجرى النظام السوري الثلاثاء سلسلة تعيينات أمنية بعد أقل من اسبوع على مقتل 4 من كبار قادته الأمنيين، في وقت توسعت رقعة الاشتباكات في مدينة حلب وانحسرت في دمشق حيث استعادت قوات النظام السيطرة على مجمل احيائها بينما دعا العميد المنشق مناف طلاس السوريين الى “التوحد لخدمة سوريا ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد” وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس.

قضماني: نرفض حكومة يقودها النظام

قضماني: نأمل بتدخل موسكو لحماية الشعب السوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني، الثلاثاء، رفض المجلس أي حكومة تقودها شخصية من النظام، نافية بذلك تصريحات أدلى بها في وقت سابق المتحدث باسم المجلس جورج صبرا لـ”سكاي نيوز عربية”.

وكان الناطق باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا، الثلاثاء، أكد في وقت سابق موافقة المجلس على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، ونقل صلاحياته إلى إحدى شخصيات النظام التي لا تزال تمارس مهامها حتى الآن.

وأوضح صبرا أن “المرحلة الانتقالية ستبدأ برحيل الأسد، وتنتهي بانتخابات حرة، وبرلمان شرعي، وحكومة تنبثق عن الإرادة الشعبية”.

وأضاف: “موافقون على خروج الأسد وتسليم صلاحياته لأحد شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية”، معتبرا أن سوريا تمتلك العديد من الشخصيات الوطنية، وبعض الضباط في الجيش الذين يمكن أن يلعبوا دورا في هذا المجال.

وقالت قضماني من باريس لـ”فرانس برس”: “لم يكن واردا يوما تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة عضو في نظام” الرئيس بشار الأسد.

وأضافت أن “تشكيل حكومة انتقالية مسألة واردة بالطبع، لكن من المعارضة، لا أن يرأسها عضو في السلطة”.

وأكد المجلس الوطني السوري في بيان صدر الثلاثاء أن رئاسة السلطة الانتقالية ستسند إلى “شخصية وطنية توافقية معارضة وملتزمة بخط الثورة ومبادئها، ولم تكن جزءا من النظام أو طرفا فيه”.

وقال البيان “إن المرحلة الراهنة وتلك التي ستلي سقوط النظام، ستكون منبثقة من ثوابت الثورة وتضحياتها، ومعبرة عن طموحات السوريين في إسقاط الاستبداد والتخلص من رموزه، ورحيل كل ما يمت بصلة إلى حقبة النظام الدموي وتفكيك منظومته بكل مكوناتها، وبناء الدولة الحرة المعبرة عن قيم الثورة ومبادئها”.

وأضاف البيان “أن المجلس الوطني السوري وهو يناقش خيارات المرحلة المقبلة بما فيها تشكيل سلطة انتقالية”، يؤكد “أن أي إطار يتعلق بالسلطة التنفيذية للمرحلة الانتقالية سيضم القوى السياسية المعارضة وقوى الحراك الثوري والتشكيلات الميدانية والجيش الحر والشخصيات الوطنية والمستقلين من مختلف مكونات المجتمع السوري”.

التلفزيون السوري يكتشف مؤامرة المجسمات الخليجية

الاستخبارات الصينية قدمت معلومات خطة “السقوط المدوي”

دمشق – جفرا بهاء

عرض التلفزيون السوري الرسمي قبل يومين تقريرا تناول فيه ما سماه “خطة قطر والسعودية ودول عربية لإسقاط النظام”، وهو المخطط الذي زعم أنه كشف من قبل الاستخبارات الصينية، وللتأكيد على عبقرية الاستخبارات الصينية في كشفها لذلك المخطط “الكوني” بحسب تعبير التلفزيون السوري، فإنها “أي الاستخبارات” استطاعت أن تعرف الاسم السري للخطة وهو “السقوط المدوي”.

واعتبر التلفزيون الرسمي أن “ثمة مؤامرة قطرية سعودية ستتجلى بإنتاج سينمائي هوليوودي ضخم جداً بحيث أن تكلفته ستصل إلى 36 مليار دولار”، وفي هذه الحالة فأنا أتوقع شخصياً أن تبدأ الوفيات من المؤيدين للنظام بالزيادة جراء الإصابة بجلطة لارتفاع نسبة الفرح بالدم، أو الموت المفاجئ بصدمة سرور، لاكتشافهم أن نظامهم وإعلامهم أذكى وأعرق وأكثر دهاء من اجتماع كل تلك المؤامرة الكونية عليه، وها هو يكشف المؤامرة تلو المؤامرة.

مجسم لجبل قاسيون

وبحسب التلفزيون السوري فإنه “تم تكليف شركة أمنية أمريكية لبناء مجسمات لمبان رسمية وساحات رئيسية في محافظات سورية بالأحجام الحقيقية”، ولدقة المعلومات فإن الإعلام السوري حدد كل ما سيتم بناء مجسمات له من “جبل قاسيون ومكتبة الأسد وساحتي الأمويين والعباسيين إلى مطار دمشق الدولي”.

كما تابع التقرير بجدية بالغة “أن المؤامرة لا تنتهي ببناء تلك المجسمات وإنما تمتد لمحاولات الإعلام العربي الفضائي سرقة ترددات المحطات الفضائية السورية، لبث أخبار كاذبة عن سقوط النظام، عدا عن تصوير مشاهد انشقاق لكبار الضباط والسياسيين الموجودين داخل البلاد، وأن من سيقوم بتصوير تلك الانشقاقات ممثلون مشهورون “وبرأيي أن هذا قد يكون من مصلحة أولئك الضباط، فربما يقوم براد بيت أو ريتشارد غير بأدوار بطولة”.

استخفاف بذكاء الناس

لطالما عرض التلفزيون السوري الرسمي تقارير يسميها “إعلامية” حول مخططات كونية، ولكن أن يصل الاستخفاف بعقل المتلقي السوري إلى درجة بناء مجسم لجبل قاسيون بالحجم الطبيعي، فهو ما يمكن أن يأتي تحت خانة الانسلاخ عن العالم الحقيقي، وكأن التلفزيون السوري يعيش في صومعة منفصلة عن العالم والتكنولوجيا والناس.

وهذا ما جعل السوريين يسخرون من التقرير على صفحات التواصل الاجتماعي، فكتب المعارض إسلام بوشكير: “التلفزيون السوري يتحدث عن مجسمات بالحجم الحقيقي يجري بناؤها في هوليوود لجبل قاسيون ومطار دمشق الدولي وملعب العباسيين وبعض ساحات دمشق الكبرى.. مجسم بالحجم الطبيعي لجبل قاسيون..؟!! أمام هذا الخبر شعرت أنني فأر أكثر مني إنساناً”.

وتعليقاً على تصوير انشقاقات وهمية لمجسمات ضباط سوريين كتب رفيق الأتاسي على صفحته في إشارة لانشقاق العميد مناف طلاس: “يعني والله هالقطرية طلعوا مانون قلال بنوب بنوب والمجسم ناجح جدا يعني المعجبات بالشعر الشايب والتم المسمسم وصف اللولو عم يزيدوا …طيب إذا المجسم هيك كيف ما نشوف الأصلي … مجسم مناف منحبك”.

بينما علق “م.د” على الموضوع بطريقة طريفة: “بأول الثورة تعرفت على بنت سورية ساكنة بقطر.. حبينا بعض.. ومن كم يوم رحت أنا وأهلي نخطبها… طلعت مجسم”.

البعض يعتبر أن ما يفعله التلفزيون السوري الرسمي والقنوات المقربة للنظام كتلفزيون الدنيا يوضع في خانة الاستخفاف بعقول الناس، بينما يرى آخرون أن تلك التقارير الإعلامية أقرب للحركة المتخبطة لآخر سكرات الموت.

وبرأيي شخصياً فإن التلفزيون السوري الرسمي دخل في حالة من السبات العقلي، للدرجة التي جعلته أقرب لسكان الكهف المستيقظين بعد مئات السنين.

العميد طلاس يعلن انشقاقه رسمياً ويدعو لسوريا موحدة

قال في أول ظهور له إن شرفاء الجيش العربي السوري لا يقبلون هذه الجرائم

العربية.نت

أعلن العميد مناف طلاس انشقاقه رسمياً عن الجيش السوري داعيا كل “الشرفاء” لخدمة سوريا ما بعد الأسد.

ودعا طلاس في بيان له على “العربية” هو الأول بعد انشقاقه عن النظام السوري إلى الوحدة لتفويت الفرصة على النظام وخدمة سوريا ما بعد الأسد … وقال طلاس أنه يتحدث للسوريين كأحد أبناء الجيش السوري الرافضين للنهج الاجرامي، مضيفاً ان الدماء التي تسيل لا ذنب لها سوى المطالبة بالحرية.

وقال طلاس: ” أطل عليكم والدماء البريئة تسيل في بلادنا، أطل عليكم كأحد أبناء الجيش السوري الرافض للنهج الإجرامي و دعوتي ورجائي أن نتوحد، أن نعمل من أجل سوريا موحدة ومؤسسات ذات استقلالية”.

ومن جانبه وصف العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري السوري من اسطنبول موقف مناف طلاس بـالموقف المشرف الذي يستحق الاعتزاز والتقدير.

وبدوره رحب بسام جعارة المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا بموقف طلاس، مؤكداً أنه اختار أن يكون في صفوف الشعب السوري.

وتعقيباً على إعلان طلاس انشقاقه رسمياً، توقع سمير النشار عضو المجلس الوطني السوري من اسطنبول أن ينحاز الكثيرون من ضباط الجيش السوري لصفوف الشعب، مؤكداً أنه لم يتم أي اتصال مباشر رسمي حتى الآن بين طلاس والمجلس الوطني.

أما المعارض السوري كمال اللبواني فقال: “إن النظام السوري سيسقط”، لكنه حذر من انهيار الدولة معه بسبب الدعم الدولي الضعيف، ودعا اللبواني إلى إعادة بناء السلطة والجيش الحر.

من هو مناف طلاس؟

ومناف طلاس هو نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي. وهو أهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس 2011.

ويتحدر طلاس من الرستن في محافظة حمص (وسط)، المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر طويلة والتي تعتبر معقلا للجيش السوري الحر.

وقد كان مناف صديق طفولة لبشار الأسد، بحكم العلاقة الوثيقة بين العائلتين.

كما كان قائدا للواء 105 في الحرس الجمهوري، إلا أنه أقصي من مهامه منذ حوالي عام.

سفير سوريا بالإمارات ينشق ويلحق بزوجته الحريري

العربية.نت

انشق اليوم الأربعاء سفير سوريا في الإمارات ولحق بزوجته سفيرة سوريا في قبرص لمياء الحريري التي انشقت أمس الثلاثاء وسافرت إلى قطر.

ولم تتوفر معلومات إضافية حول تفاصيل الانشقاقين.

وتعرض النظام السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية، لعدة هزات من الداخل، بعد انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس وذهابه إلى قطر.

ومن ثم انشقاق العميد مناف طلاس، وسفره إلى فرنسا، وهو المعروف بعلاقته وقربه من الرئيس السوري بشار الأسد.

المجلس الوطني السوري: المرحلة الانتقالية مشروطة بتنحي الأسد أولاً

روما (24 تموز/ يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

صحّح الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني السوري المعارض ما ورد في بعض وسائل الإعلام عن موافقة المجلس على مرحلة انتقالية تقودها شخصية من النظام، وأشار إلى أن هذه الموافقة مشروطة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة أولاً، وعلى أن تكون هذه الشخصية متوافق عليها شعبياً، مذكّراً بأن موقف المجلس من هذه النقطة لا جديد فيه

وقال جورج صبرة في بيان توضيحي اليوم الثلاثاء “إن المبادرة العربية التي سبق أن وافق عليها المجلس ونصت على البدء بمرحلة انتقالية بعد رحيل رأس النظام وإسناد مهامه إلى شخصية أخرى متوافق عليها شعبياً ما زالت هي جوهر الموقف لمجلس الوطني السوري ولا جديد في الأمر”

وأضاف “إن المرحلة الانتقالية تتم وفق بنود الوثيقة الخاصة بها والتي صدرت عن مؤتمر المعارضة في القاهرة وأي كلام عن تفاصيل أخرى أو شخصيات مقترحة هو سابق لأوانه ويخضع لتوافقات مطلوبة”

وكانت المعارضة السورية قد اتفقت في اجتماعاتها بالقاهرة مطلع الشهر الجاري على أن الحل السياسي في سورية يبدأ بإسقاط النظام ممثلاً بالرئيس السوري ورموز سلطته وضمان محاسبة المتورطين منهم بقتل السوريين، وطالبت بسحب الجيش وفك الحصار عن المدن وإطلاق سراح المعتقلين فوراً

وتختلف قراءات المجتمع الدولي حول مسألة تنحي الأسد، ففي حين تصرّ المعارضة السورية وبعض الدول العربية والغربية على ضرورة تنحيه وتسليمه السلطة لحكومة وحدة وطنية انتقالية، ترى روسيا أن تنحيه يجب أن يكون نتيجه للحل وليس بداية له

وترى بعض المصادر الدبلوماسية الأوربية أن الحد الأدنى الذي يمكن أن يُقنع السوريين هو تسليم الأسد لصلاحياته الكاملة لحكومة وحدة وطنية ومحاكمة المتسببين بالقتل والدمار، ثم تنحيه بعد انتهاء الحكومة الانتقالية من وضع دستور جديد والدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة

وتتفق المعارضة السورية على أنها تريد إنهاء نظام بالكامل، بنية ومرتكزات ومفاهيماَ وصيغاً وعلاقات، وإقامة نظام بديل تعددي تداولي ديمقراطي، دولة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات لجميع حاملي جنسيتها والمنتمين إليها، لا تقيم تفريقاً أو تمييزاً بين أفراد شعبها مهما كان جنسهم أو لونهم أو انتماؤهم السياسي والفكري أو الديني والمذهبي أو أصولهم

القوات السورية تهاجم حلب

شنت القوات الحكومية السورية هجوما على حلب بعد ان سيطرت المعارضة المسلحة على اجزاء من العاصمة الاقتصادية للبلاد.

وقال نشطاء إن آلافا من الجنود السوريين قد تحركوا من الحدود مع تركيا ليشاركوا في القتال الشرس الدائر في مدينة حلب.

وقالت المعارضة إن مقاتليها هاجموا عددا من أفراد القوات السورية كانوا قد تخلوا عن مواقعهم في جبل الزاوية.

وهاجمت طائرات ومروحيات اهدافا شرقي المدينة وتشير تقارير إلى نقل آلاف الجنود إلى هناك لصد تهديد المعارضة.

وذكر مراسل بي بي سي خارج المدينة ايان بانيل أن هناك أنباء عن استخدام القوات السورية للطيران الحربي في قصف مناطق شرقي حلب.

وكان سكان ونشطاء من المعارضة قد أعلنوا في وقت سابق أن مسلحي المعارضة شنوا هجوما شرسا من أجل السيطرة على وسط حلب.

وأفادت التقارير بأن معارك شرسة تدور بين قوات الجيش النظامي ومسلحي المعارضة عند بوابات المدينة القديمة، وهي من المواقع الأثرية العالمية المسجلة لدى الأمم المتحدة.

وذكر مراسل صحفي فرنسي في المدينة أن مسلحي المعارضة حاصروا مركزا للشرطة بالقرب من أسوار المدينة القديمة.

ويقول مراسل بي بي سي في لبنان المجاورة جيم موير إن يبدو أن القوات الحكومية ركزت هجومها على أحياء السكري والصاخور ومساكن هنانو شرقي حلب.

تركيا

وفي خطوة عدت عقوبة اقتصادية تركية على حكومة دمشق أعلن وزير التجارة والجمارك التركي حياتي يازجي عن إغلاق جميع المنافذ بين تركيا وسوريا اعتبارا من اليوم الأربعاء ٢٥ يوليو تموز.

ولا يشمل قرار إغلاق المعابر او البوابات التركية عبور اللاجئين السوريين إلى تركيا، ولكنها ستكون مغلقة امام المواطنين الاتراك، اما المنع الاساسي فسيكون للشاحنات سواء التركية ام السورية التي تنقل بضائع من والى سوريا، ولا يشمل المنع أيضاً شاحنات الترانزيت التي تأتي من دولة ثالثة.

وتشترك تركيا مع سوريا في حدود تبلغ ٩٠٠ كيلو متر، وبينهما ١٣ بوابة او معبر، جميعها كانت مغلقة منذ أشهر طويلة، ماعدا معابر جلوا غوزو في هاطاي وكاركامش في غازي عنتاب واونجو بينار في كليس.

وينتظر ان يعقد الوزير يازجي مؤتمرا صحفيا اليوم يشرح فيه مزيدا من تفاصيل إغلاق المعابر التركية المطلة على سوريا، وكذلك تفاصيل عقوبات جديدة على النظام السوري.

ويترأس اليوم رئيس الوزراء طيب اردوغان اجتماعا امنيا يبحث المسالة السورية ومشكلة الإرهاب ، ويشارك في الاجتماع نائب رئيس الوزراء بشير اطالاي ووزير الدفاع والداخلية وقائد أركان الجيش ورئيس الاستخبارات وبعض قادة الجيش الاخرين.

ومع توقع تزايد اعداد اللاجئين في الايام المقبلة قررت الحكومة التركية اقامة ثلاثة مخيمات جديدة في قهرمان ماراش وغازي عنتاب ونيزيب.

دمشق

وفي العاصمة دمشق، نجحت القوات الحكومية في استعادة السيطرة على معظم أحياء المدينة التي سقطت في أيدي من تصفهم الحكومة بـ”الإرهابيين” الأسبوع الماضي.

وترددت أنباء عن اقتحام القوات النظامية حيي القدم والعسالي في دمشق وبدأت حملة مداهمات واعتقالات.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن القوات النظامية اقتحمت حي التضامن من الجهة الغربية في الوقت الذي تدور فيه اشتباكات عنيفة في هذا الحي بين الجيش والمعارضين.

كلينتون

وعلى صعيد آخر، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن مقاتلي المعارضة يحققون مكاسب على الأرض في سوريا ما سيؤدي إلى أن تكون هذه المناطق ” ملاذا آمنا” وقواعد لمزيد من العمليات العسكرية ضد القوات الحكومية في نهاية المطاف.

وأضافت كلينتون أنه “برغم مكاسب المعارضة فإن الأوان لم يفت بالنسبة للرئيس السوري بشار الاسد كي يبدأ التخطيط لانتقال سياسي”.

وقالت في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء هايتي الذي يزور الولايات المتحدة “نحن نعتقد أن الأوان لم يفت بالنسبة لنظام الاسد كي يبدأ التخطيط لعملية انتقالية لايجاد سبيل لوضع نهاية للعنف من خلال بدء المناقشات الجادة التي لم تحدث حتى اليوم”.

وأكدت كلينتون أنه يجب على المعارضة المسلحة أن توضح انها تقاتل من أجل جميع السوريين وألا تسعى للانتقام أو العقاب الذي قد يؤدي إلى مزيد من العنف.

BBC © 2012

سوريا: الأزمة الإنسانية تتفاقم يوما بعد يوم

مارك دويل

يقول مسؤولو الأمم المتحدة والصليب الأحمر إن هناك زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية داخل سوريا وفي مناطقها الحدودية.

وتقوم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ببناء معسكر جديد للاجئين السوريين بالأردن، وسيكون هذا المعسكر جاهزا في غضون أيام قليلة.

وتقول منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إن هناك مليون ونصف من النازحين داخل سوريا.

ويقول عمال الإغاثة بالمنظمة إن السوريين غير مستعدين من الناحية النفسية لمثل هذا الموقف، وقال أحدهم: “السوريون لم يواجهوا شيئا كهذا في حياتهم من قبل منذ عقود.”

وإذا تمكن المعسكر الجديد في الأردن من استيعاب 110 آلاف شخص كما هو متوقع، سيزال هناك ما بين 200 ألف إلى 250 ألف لاجئ سوري في الدول المجاورة، وتحديدا في تركيا ولبنان والعراق.

وقال أحد المسؤولين بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والذي عمل لعدة سنوات في سوريا ويقيم حاليا في فيينا معلقا على عدد اللاجئين السوريين: “هذه الأرقام كبيرة بالفعل.”

“العيش في المدارس”

وأضاف المسؤول: “لكن ما وراء هذه الأرقام من حقائق يجعلها صادمة بشكل كبير، حيث أن السوريين لم يعتادوا شيئا كهذا منذ أجيال، فهم لا يريدون أن يتركوا وطنهم وهم ليسوا على استعداد بالمرة لمثل هذا الأمر من الناحية النفسية.”

ويتفق مع هذا الرأي خالد عرقسوسي، وهو مسؤول العمليات بمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وهي منظمة الإغاثة الرئيسية العاملة في سوريا.

سوريا ، لاجئون

شكوى من عدم ترجمة الوعود إلى مساعدات فعلية.

وقال عرقسوسي: ” يضطر بعض المشردين في دمشق الآن أن يعيشوا في المدارس.”

وهناك زيادة حادة في عدد الأشخاص الذين يعيشون في مثل هذه الظروف المعيشية المؤقتة خلال هذا الأسبوع، حيث تبين أن هناك ما بين 8 آلاف و 10 آلاف مواطن من سكان العاصمة يبحثون الآن عن مساعدة لإيجاد مأوى آمن.

وأضاف عرقسوسي: “لكن هؤلاء مواطنون في مناطق حضرية وهم معتادون على الحياة في المدن الكبيرة، فهم لم يعتادوا على أن يصنعوا الطعام معا على سبيل المثال. كما أن بعض هؤلاء الأشخاص عاشوا لسنوات في شقق سكنية لا يعرفون جيرانهم، والآن عليهم أن يعيدوا النظر في كل شيء.”

وتظهر الأرقام الواردة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ارتفاعا في عدد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من سوريا.

وتتوزع أرقام النازحين السوريين على النحو التالي:

الأردن: هناك 35 ألف شخص مسجل رسميا لدى الأمم المتحدة، ولكن الحكومة الأردنية تقول للأمم المتحدة إن هناك في الواقع ما بين 90 ألف و 150 ألف سوري موجودون في الأردن، ولكنهم لم يسجلوا أنفسهم بعد لدى الأمم المتحدة.

لبنان: هناك 30 ألف لاجئ سوري مسجل رسميا لدى الأمم المتحدة، وقد وصل إلى لبنان 18 الف سوري يومي 18 و19 يوليو/تموز فقط، لكنهم لم يسجلوا أسماءهم بعد لدى الأمم المتحدة.

تركيا: المعسكرات هنا تديرها الحكومة التركية وليس الأمم المتحدة، وتقول أنقرة إن هناك 42 ألف شخص سوري في هذه المعسكرات.

العراق: هناك ما بين 7 آلاف و500 إلى 10 آلاف لاجئ سوري، وأغلبهم في المناطق الكردية.

وبينما تبدو الحياة في معسكرات اللاجئين قاسية وغير متوقعة، يبدو حجم المعاناة داخل سوريا أكثر قسوة.

وقال عرقسوسي: ” لدينا تقديرات بأن هناك مليون ونصف مليون نازح في جميع أنحاء سوريا، ولكننا تمكنا من مساعدة نحو 950 ألف شخص فقط منهم بتوفير بعض المواد الغذائية والأدوية.”

عنان بين أطفال اللاجئين السوريين أحد المخيمات داخل الاراضي التركية.

وقال عرقسوسي إنه يعتقد أن هناك نحو 10 في المئة من اجمالي سكان سوريا، أو نحو 2.5 مليون شخص، تأثروا مباشرة بهذا الصراع، ويشمل ذلك الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم أو العائلات التي تستضيف النازحين في بيوتهم أو شققهم السكنية.

وكانت هناك مناشدات دولية لتقديم مساعدات نقدية من أجل مساعدة النازحين داخل وخارج سوريا، وهذه المناشدات ليست لها علاقة بالمساعدات المباشرة كتلك التي تقدمها الحكومة التركية للاجئين في المعسكرات التي تديرها.

كانت المناشدة الأولى من قبل وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الخيرية غير الحكومية العاملة في مجال اغاثة اللاجئين خارج سوريا، حيث طالبت هذه المنظمات بمبلغ 193 مليون دولار أمريكي وقد حصلت منه على 25 في المئة تقريبا حتى الآن.

وكانت المناشدة الثانية من أجل النازحين داخل سوريا طالبت بمبلغ 180 مليون دولار، وقد حققت ما يقرب من ربع هذا المبلغ المستهدف إلى الآن.

وقال عرقسوسي: “نحن نحث جميع الدول التي تتحدث كثيرا عن اهتمامها بسوريا أن تقدم لنا أموالها بدلا من كلامها الكثير.”

وقال أيضا إنه يناشد جميع الأطراف في هذا النزاع أن يحترموا حياد المتطوعين الذين يعملون معه في المنظمة، وأشار إلى أن خمسة أفراد من العاملين معه قتلوا حتى الآن، وكان من بينهم أحد الأشخاص الجالسين بجواره في سيارة كان يقودها، حيث أطلق مجهولون النار عليه وقتلوه.

وقال: “أناشد الجميع، يمكنك أن تتأكد من أوراق هويتي بأية لغة تريدها، لكن من فضلك لا تستخدم لغة السلاح ضد متطوعين عُزل، فليس هناك داع لإطلاق النار علينا.”

BBC © 2012

سوريا تدفع بطابور مصفح الى حلب وتقصف مناطق من الجو

عمان/بيروت (رويترز) – دفعت سوريا بآلاف من قواتها نحو حلب في الساعات المبكرة من صباح يوم الاربعاء وتقصف طائراتها الهليكوبتر مقاتلي المعارضة من الجو في تصعيد للهجوم على أكبر المدن السورية مع محاولة دمشق المتواصلة للقضاء على الانتفاضة المندلعة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد منذ أكثر من 16 شهرا.

وخلال الايام القليلة الماضية تحولت الانتفاضة من تمرد في محافظات نائية الى معركة للسيطرة على حلب والعاصمة دمشق التي تفجر فيها القتال الاسبوع الماضي.

وشنت قوات الاسد هجوما كاسحا على المدينتين. ويبدو ان القوات الحكومية تمكنت من صد مقاتلي المعارضة في أحياء دمشق وتتحول الان الى حلب المدينة التجارية الى الشمال.

وقال سكان وناشطون من المعارضة ان القوات السورية أطلقت يوم الأربعاء وابلا من نيران المدفعية والصواريخ على مدينة التل بريف دمشق في محاولة للسيطرة عليها مما أثار حالة من الفزع وأجبر مئات الأسر على الفرار من المنطقة.

واضافوا قولهم ان الكتيبة الآلية 216 ومقرها قرب مدينة التل بدأت تقصف المدينة التي يسكنها نحو 100 ألف نسمة الساعة 3.15 صباحا وتشير التقارير الأولية إلى أن مجمعات سكنية تضررت من القصف.

وقال النشط رافع علام في اتصال هاتفي من ربوة تطل على مدينة التل “طائرات الهليكوبتر الحربية تحلق الان فوق المدينة. الناس أفاقوا على صوت التفجيرات وهم يفرون. انقطعت الكهرباء والاتصالات الهاتفية.”

وتقع مدينة التل على بعد ثمانية كيلومترات إلى الشمال من دمشق وسقطت في أيدي مقاتلي المعارضة الاسبوع الماضي مع عدة أحياء في العاصمة وعلى مشارفها بعد ان قتل تفجير أربعة من كبار معاوني الأسد.

وذكر نشطون من المعارضة ان الاف الجنود ينسحبون بدباباتهم وعرباتهم المدرعة من مرتفعات جبال الزاوية الاستراتيجية في محافظة إدلب القريبة من الحدود التركية وأنهم يتجهون صوب حلب.

وقال النشط عبد الرحمن بكران من المنطقة ان مقاتلي المعارضة هاجموا مؤخرة القوات المنسحبة من المنطقة عند قريتي اوروم الجوز ورامي قرب الطريق السريع الرابط بين حلب واللاذقية وعند قرية الى الغرب من طريق حلب دمشق السريع.

وذكر سكان في حلب ان طائرات الهليكوبتر حلقت فوق المدينة وأطلقت الصواريخ طوال يوم الثلاثاء. ويقاتل مقاتلو المعارضة القوات الحكومية عند بوابات المدينة التاريخية القديمة. وأطلقت القوات السورية قذائف المورتر على مقاتلي المعارضة المسلحين بالبنادق والاسلحة الالية.

وفي اتصال هاتفي قال مواطن يسكن قرب منطقة تعرضت للقصف وطلب الاشارة اليه باسمه الاول فقط عمر “سمعت على الاقل دوي اطلاق 20 صاروخا اعتقد انها اطلقت من الهليكوبتر وأيضا زخات كثيفة من نيران الرشاشات.”

وأضاف “الكل تقريبا فر ذعرا حتى أسرتي. بقيت في محاولة لمنع اللصوص. سمعنا انهم يجيئون عادة بعد قصف المناطق.”

وقال سكان ان الطائرات النفاثة حلقت أيضا فوق المدينة وأعقب ذلك أصوات عالية لكن تضاربت التقارير حول ما اذا كانت قد فتحت نيرانها.

وقال بعض السكان انهم يعتقدون ان الطائرات ألقت قنابل لكن آخرين قالوا ان هذه الاصوات ربما تكون نتيجة كسر الطائرات لحاجز الصوت. وقال مراسل لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان الطائرات فتحت النيران.

وتشن قوات الاسد من حين لاخر ضربات جوية بطائرات نفاثة على مدن أخرى خلال الانتفاضة لكنها تميل للاعتماد على طائرات الهليكوبتر لتوجيه ضربات جوية لمناطق الحضر.

ودخلت الانتفاضة المندلعة منذ أكثر من 16 شهرا مرحلة جديدة أعنف خلال العشرة أيام الماضية بعد ان تدفق مقاتلو المعارضة على دمشق بأعداد كبيرة.

ويوم الاربعاء الماضي قتل في تفجير استهدف مقر الامن القومي أربعة من كبار المسؤولين في الدائرة المقربة من الاسد في ضربة أطاحت بصفوة القيادة العسكرية السورية وهزت سمعة النظام السوري كنظام راسخ منذ ان سيطر الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار على السلطة عقب انقلاب عام 1970 .

وقال مسؤول بوزارة الجمارك والتجارة التركية لرويترز إنه تقرر إغلاق كل بوابات الحدود مع سوريا اعتبارا من اليوم الأربعاء بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. وسيطر مقاتلو المعارضة السورية على عدد من بوابات الحدود على الجانب السوري خلال الأسبوع الماضي.

وسيؤدي إغلاق البوابات إلى توقف عبور السيارات بين تركيا وسوريا. ويعبر سوريون فارون من العنف في بلادهم إلى تركيا عبر مسارات تستخدم في التهريب.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن الخطوة التي ستتخذ يوم الخميس ستغلق البوابات الحدودية الثلاث الوحيدة التي ظلت مفتوحة في جيلفيجوزو وأونجوبينار وكاركامش.

وأصبح عبور الحدود ينطوي على مخاطر متزايدة بالنسبة لسائقي الشاحنات الذين ينقلون البضائع بين البلدين ويواجهون خطرا دائما يتمثل في استهداف أي من طرفي القتال لهم أو وقوعهم في مرمى النيران.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان هذا الأسبوع إن الانتفاضة ضد الأسد “أقرب إلى النصر من أي وقت مضى” وحذر من أن تركيا سترد بحسم على أي عدوان من سوريا.

ودعت تركيا الأسد إلى الاستقالة بعد عدم استجابته لدعوات للإصلاح كما استضافت مقاتلي المعارضة السوريين وعشرات الآلاف من اللاجئين بامتداد الحدود مع سوريا.

وتدعو قوى غربية منذ شهور الى تنحية الاسد عن السلطة وتقول الان ان أيامه معدودة لكنها تخشى ان يقاتل حتى النهاية مما يثير مخاطر اندلاع حرب طائفية تمتد في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابا.

وزادت سوريا من المخاطر يوم الاثنين باعترافها بامتلاك اسلحة كيماوية وبيولوجية. وفي بيان كان القصد منه طمأنة العالم لكنه جاء فيما يبدو بأثر عكسي قالت دمشق انها لن تستخدم الاسلحة الكيماوية ضد مقاتلي المعارضة لكن ضد التهديدات الخارجية فقط.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان الجيش لن يستخدم الأسلحة الكيماوية لسحق المسلحين المعارضين لكن هذه الأسلحة قد تستخدم ضد اي قوات من خارج البلاد.

وقال مقدسي “أي سلاح كيماوي أو جرثومي لن يتم استخدامه أبدا خلال الازمة في سوريا مهما كانت التطورات لهذه الازمة في الداخل السوري.”

وأضاف “هذه الاسلحة على مختلف انواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر ولن تستخدم ابدا إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي.”

وانضمت روسيا التي تحمي الاسد على الصعيد الدولي يوم الثلاثاء الى الدول الغربية التي حذرته من استخدام الاسلحة الكيماوية. وقال دبلوماسيون ان روسيا ربما ضغطت على دمشق لتصدر بيان يوم الاثنين بعد ان ناقشت الولايات المتحدة واسرائيل علانية مخاوفهما من الاسلحة الكيماوية.

وعبرت دول غربية وإسرائيل عن مخاوفها من وصول أسلحة كيماوية إلى ايدي جماعات متشددة مع تآكل سلطة الأسد. وبحثت إسرائيل علانية امكانية القيام بعمل عسكري لمنع وصول أسلحة كيماوية أو صواريخ إلى حزب الله اللبناني حليف الأسد.

وسارعت واشنطن وعواصم غربية أخرى الى تحذير سوريا من استخدام هذه الاسلحة. وحذر الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الاثنين الأسد من أن المجتمع الدولي “سيحاسبه” إذا ارتكبت حكومته “الخطأ المأساوي” باستخدام الأسلحة الكيماوية.

وقال أوباما “نظرا لمخزونات النظام من الاسلحة الكيماوية سنظل نوضح للاسد ومن حوله ان العالم يراقب وأن المجتمع الدولي والولايات المتحدة سيحاسبانهم اذا اقدموا على الخطأ المأسوي باستخدام هذه الاسلحة.”

ويوم الثلاثاء ظهر الضابط السوري المنشق العميد مناف طلاس الذي فر من سوريا هذا الشهر في تلفزيون العربية في اول ظهور علني له منذ انشقاقه ودعا الجيش السوري إلى رفض ما سماه “النهج الاجرامي” لنظام الأسد.

وقال طلاس في بيان تلفزيوني بثته قناة العربية “أتحدث إليكم ليس كمسؤول بل كأحد أبناء سوريا أحد أبناء الجيش العربي السوري الرافض للنهج الإجرامي لهذا النظام الفاسد.”

وينتمي طلاس الى الاغلبية السنية وكان ضمن الدائرة المقربة من الأسد وضابطا كبيرا في الحرس الجمهوري واعتبر انشقاقه في وقت سابق هذا الشهر علامة على ان المؤسسة السنية تخلت عن الاسد الذي ينتمي الى الاقلية العلوية.

وفي دمشق تحاول القوات السورية القضاء على المقاومة في عدد من المناطق منها برزة قرب وسط المدينة وأحياء الحجر الأسود والعسالي والقدم في جنوب المدينة.

وجابت الدبابات شوارع حي الميدان الذي استعاد الجيش السيطرة عليه يوم الجمعة.

وأجرى الاسد تعديلا في فريقه الامني يوم الثلاثاء وفقا لمصدر امن لبناني. وقال ان علي مملوك عين رئيسا للامن القومي محل هشام بختيار الذي توفي متأثرا بجراحه التي اصيب بها في انفجار دمشق.

وقالت اسرائيل التي ناقشت علانية القيام بعمل عسكري لمنع وصول الاسلحة الكيماوية او الصواريخ السورية الى جماعة حزب الله اللبنانية انه لا يوجد مؤشر حتى الان على حدوث ذلك.

وقال عاموس جلعاد المسؤول العسكري الاسرائيلي الرفيع لراديو اسرائيل “في الوقت الراهن نظام الاسلحة غير التقليدية برمته رهن السيطرة الكاملة للنظام.”

وتركز الانتباه على العواقب المحتملة للاطاحة بالاسد بسبب ضراوة الصراع في سوريا والذي قتل فيه 1261 شخصا منذ ان اشتد القتال في دمشق يوم 15 يوليو تموز وفقا لتقديرات جماعة معارضة.

ويشير الرقم الذي أورده المرصد السوري لحقوق الانسان إلى أن عدد القتلى في الاسبوع المنصرم هو الاعلى في انتفاضة يقول ناشطون انه قتل فيها 18 الف شخص على الاقل.

وقالت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان القتال فرض مصاعب على المدنيين حيث اغلقت ثلاثة ارباع المنشآت الطبية في دمشق الان ولجأ الاشخاص الذين فروا من ديارهم الى المدارس أو يخيمون في الساحات العامة.

وقالت متحدثة باسم مفوضية اللاجئين ان عدد النازحين داخل سوريا ارتفع الى نحو 1.5 مليون شخص مقارنة مع التقديرات السابقة التي اشارت الى مليون نازح.

من خالد يعقوب عويس واريكا سولومون

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

روسيا: فرض عقوبات أوروبية جديدة على سوريا “سيأتي بنتائج عكسية

موسكو (رويترز) – قالت روسيا يوم الأربعاء إن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على سوريا “سيأتي بنتائج عكسية” مضيفة أنها لن تقر إجراءات تعتبرها حصارا فعليا للبلاد.

وأبدت وزارة الخارجية الروسية استياءها من اجراءات تطالب دول الاتحاد الأوروبي بتفتيش الشحنات البحرية والجوية المتجهة إلى سوريا من دولة ثالثة إذا اشتبهت في أنها تحتوي على أسلحة.

وتابعت في بيان “روسيا لا تعترف (بعقوبات الأمم المتحدة) وترى أنها ستأتي بنتائج عسكية ولن تستطيع التوصل لحل في سوريا” مضيفة أنها تتعارض مع نص وروح خطة السلام التي وضعها الوسيط الدولي كوفي عنان.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

روسيا: سوريا تقول إن ترسانتها الكيماوية مؤمنة

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن موسكو حصلت على “تأكيدات قوية” من دمشق بأن ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية “مؤمنة تماما”.

وأضاف للوكالة في مقابلة نشرت يوم الأربعاء “تلقينا تأكيدات قوية من دمشق بأن هذه الترسانة مؤمنة تماما.”

وكان جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية اعترف يوم الإثنين بأن بلاده تملك أسلحة كيماوية وأبدت دول غربية وإسرائيل مخاوفها من سقوط هذه الأسلحة في أيدي جماعات متشددة مع تراجع سلطة الرئيس السوري بشار الأسد.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

الحكومة السورية تخلي كوباني (عين العرب)

هيفيدار ملّا

فاجئت مدينة كوباني (عين العرب) السوريين بعد ورود أنباء عن انتفاضة صبيحة يوم الخميس الماضي، أدت إلى الإستيلاء على جميع المؤسسات والدوائر الأمنية من دون قتال. الحواجز الأمنية التي تنتشر بكثافة على الطرقات المؤدية إلى كوباني جعلت التواصل مع النشطاء الميدانيين في المدينة عبر الإنترنت الخيار الوحيد للإطلاع على ما يجري داخلها.

مدينة كوباني لم يدخلها الجيش، حيث كان الأهالي يقومون بتظاهراتهم فيها دون تدخل أحد، وهي السياسة نفسها التي اتبعها النظام في المناطق ذات الأغلبية الكردية منذ بداية الحراك الثوري. يروي الناشط الإعلامي بارزاني أنّ الأهالي قد سيطروا فعلياً على القرى المحيطة بالمدينة قبل عدة أيام من عملية “التحرير”، بعد أن سيطروا على مخافر الشرطة في هذه القرى، ثم قاموا بالسيطرة على المؤسسات الحكومية مثل مركز التبغ ومركز الحبوب والمركز الثقافي.

جاء التفجير الذي أودى بحياة أعضاء خلية الأزمة في دمشق يوم الأربعاء ليشجع على التحرك باتجاه المقرات الأمنية، فسلم عناصر الفروع الأمنيّة أسلحتهم ومقارّهم في اليوم التالي بعد أن تمّ تخييرهم بين الإستسلام أو القتال، بحسب ما يقول بارزاني.

“قامت قوات لجان الحماية الشعبية التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي(PYD)، جناح حزب العمال الكردستاني، وبالتعاون مع المجلس الوطني الكردي والأهالي بالسيطرة على كافة مؤسسات المدينة وبهذا أصبحت مدينة كوباني أول منطقة محررة دون نزاع مسلح في سوريا،” يضيف بارزاني.

وقد سجلت مظاهرات في المدينة ضمن “جمعة رمضان النصر سيكتب في دمشق”، يوم الجمعة الماضي.

حول دور الجيش الحر في المنطقة، أجاب بارزاني أنه وبرغم مشاركة كتيبة الفرات الكردية في الجيش الحر في القتال في كل من ريف حلب ومنطقة تل أبيض في محافظة الرقة، بقي الجيش الحر خارج المدن ذات الأغلبية الكردية، لأنّ الجيش النظامي لم يدخلها. وقد تم الإتفاق مع الجيش الحر على بقائه خارج كوباني إثر الإنتفاضة.

إخلاء المقرات الأمنية كان فرصة لبعض الناشطين لجمع الوثائق. سرحت، وهو عضو في حزب الإتحاد الديمقراطي، كان يتحدث من داخل أحد هذه المقار.

“أنا الآن في مفرزة الأمن السياسي، نقوم بلملمة الوثائق. يجب أن نحمي تلك الوثائق فهي تفيدنا مستقبلاً،” يقول سرحت. “هذه المفرزة التي لطالما كنا نريد أن نعلم ما بداخلها كنا لا نراها إلا بلحظات الخوف والذعر حين [يتم استدعاؤنا للتحقيق].”

كوباني في ظل المجلسين

المدينة هي الآن تحت سيطرة كل من المجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب لغربي كردستان التابع لحزب الإتحاد الديمقراطي، الذي تتهمه بعض قوى المعارضة بقربه من النظام السوري. الناشط جوان كوباني أفاد أنه تم الإتفاق بين المجلسين على “تشكيل لجنة متابعة لأمور المدينة مؤلفة من عشرين شخص. كل مجلس يختار عشرة أعضاء تساندهم التنسيقيات والحراك الشبابي، مهامهم تشكيل لجنة حماية شعبية ولجنة سياسية ولجنة خدمات.” وكان المجلسان قد أصدرا بياناً مشتركاً يوم الجمعة أعلنا فيه عن ضرورة وقف المظاهر المسلحة وعودة الموظفين الحكوميين إلى أعمالهم.

لم يخلُ الأمر من بعض المشاكل، كما يقول جوان، إذ ظهر خلاف سببه رفض مجلس غربي كردستان رفع أعلام الثورة السورية إلى جانب العلم الكردي.

وكان المجلسان قد وقّعا اتفاقاً في مدينة هولير في إقليم كردستان العراق في شهر حزيران/يونيو الماضي، برعاية رئيس الإقليم مسعود بارزاني، نص على التعاون المشترك واعتماد المناصفة بين الطرفين لدى تشكيل أي هيئة.

من جهته رحب حزب الإتحاد الديمقراطي، في بيان للجان الحماية الشعبية التي ألفها مؤخراً، بالتغييرات التي حصلت كما أشاد بالثورة السورية، ما يعد تطوراً في خطاب الحزب، ولكن البيان في الوقت نفسه حذر من “التدخل الخارجي،” في إشارة ضمنية إلى تركيا.

وفي ردود الأفعال المختلفة من قبل ناشطي المدينة، وجه رئيس مكتب حقوق الإنسان في المجلس الوطني السوري رديف مصطفى عبر صفحته الخاصة على فيسبوك إنتقاداً غير مباشر إلى حزب الإتحاد الديمقراطي، إذ قال إن الهجوم على المقرات الأمنية لم يكن بالتنسيق مع جميع القوى، وإنّ العناصر الأمنية لم يتم لا طردها ولا الإستيلاء على الوثائق التي بحوزتها. كما استغرب مصطفى عدم رفع أعلام الثورة إلى جانب الأعلام الكردية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى