أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 26 كانون الأول 2012

 

الإبراهيمي يحذر من الحسم العسكري: أي منتصر لن يجد دولة قائمة في سورية

دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

حذر الموفد الدولي – العربي الى سورية الاخضر الابراهيمي «من أي شكل لحسم عسكري»، ذلك ان «المنتصر فيه لن يجد دولة سورية قائمة». وعبر عن «مخاوف من اليوم التالي على الصعيد الداخلي»، مشدداً على «ضرورة بقاء الدولة وعدم تكرار السيناريو العراقي». واعتبرت المعارضة السورية في الداخل ان زيارة الابراهيمي لدمشق تحمل «ايجابيات»، بينما رفضت اطراف معارضة مسلحة الحديث عن أي تسوية لا تشمل رحيل اركان نظام الرئيس بشار الاسد.

في غضون ذلك، أعلن مسلحون معارضون السيطرة على بلدة حارم في محافظة ادلب، ومحاصرة قواعد ومطارات عسكرية في محافظة حلب (شمال البلاد)، فيما تواصلت الاشتباكات في أنحاء مختلفة في سورية، خصوصاً في بلدات ريف دمشق.

وفي اليوم الثالث لزيارته لسورية التقى الابراهيمي وفداً من المعارضة في الداخل ضم «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي». وأعلن المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم ان الموفد «مستمر في سورية لغاية الاحد، وسيعمل على تأكيد التوافق الدولي لحل هذه الازمة» المستمرة منذ 21 شهرا، ولا سيما على صعيد توافق «روسي – اميركي».

لكن رجاء الناصر، امين سر المكتب التنفيذي للهيئة كان اكثر وضوحاً في حديثه عن «آمال كبيرة» بأن تثمر اللقاءات الاضافية للابراهيمي مع المسؤولين السوريين عن «اتفاقات او ايجابيات». واعتبر ان «الحل السياسي هو المخرج الوحيد»، ويقوم على «اقامة نظام ديموقراطي جديد وعدم بقاء النظام الراهن»، مؤكداً ان لا مخرج للأزمة سوى بتأليف «حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تقود البلاد الى بر الامان».

ولفتت «هيئة التنسيق» في بيان، بعد لقاء الابراهيمي، الى ان «الجهود العربية والدولية ما زالت دون المستوى بل ان بعض التدخلات الخارجية تأخذ طابعاً سلبياً وكأن المطلوب القضاء على سورية». ونقل البيان عن الابراهيمي تأكيده «ادراك خطورة الازمة في سورية واثرها على المنطقة، وضرورة تهيئة الوضع الداخلي في سورية للمشاركة في ايجاد حل سياسي يرى انه الأمثل، مع وجوب التغلب على انقسامات المعارضة وتوحيدها والابتعاد عن الوحدة الشكلية لصالح وحدة فعلية».

واضاف البيان ان الابراهيمي أكد ان «التوافق الروسي – الأميركي عامل محوري في التوصل الى الحل السياسي، ولذلك من الضروري توصل هذين الطرفين الى اتفاق كامل». وزاد ان الابراهيمي «حذر من أي شكل لحسم عسكري لن يجد المنتصر فيه دولة سورية قائمة، وعبر عن مخاوفة من اليوم التالي على الصعيد الداخلي»، مشدداً على «ضرورة بقاء الدولة وعدم تكرار السيناريو العراقي».

لكن «لجان التنسيق المحلية»، التي تمثل الناشطين الميدانيين، رفضت أي تسوية مع النظام أو منح أركانه حصانة، مؤكدة ان «رحيل الاسد وجميع مسؤولي نظامه العسكريين والأمنيين والسياسيين عن السلطة شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل».

ونحت جماعة «الاخوان المسلمين» المعارضة في الاتجاه نفسه، متمكسة بحق الشعب «في محاسبة نظام الاستبداد والفساد وادواته»، معتبرة انه «لن يكون للقتلة والمجرمين مكان في سورية المستقبل».

وكان رﺋﯿﺲ «الائتلاف اﻟوطني لقوى اﻟﺜورة واﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺴورﯾﺔ» أﺣﻤﺪ ﻣﻌﺎذ اﻟخطيب أصدر مساء الاثنين ﺑﯿﺎﻧاً أوضح فيه ان «قيادة اﻻئتلاف أﺑﻠﻐﺖ الابراهيمي ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ رﻓﻀها ﺑﻘﺎء النظام ورأسه ﺑﺼﻼﺣﯿﺎت أو ﻣﻦ دون ﺻﻼﺣﯿﺎت». وشدد على ان «أي حل سياسي لإنقاذ النظام ولا يبدأ بتنحي الأسد مرفوض».

في غضون ذلك، تواصلت العمليات العسكرية في أنحاء مختلفة في سورية. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان «مقاتلين سيطروا على بلدة حارم في محافظة ادلب (شمال غرب) بشكل كامل».

واضاف ان رئيس مفرزة الاستخبارات العسكرية في مدينة جرمانا قتل اثر كمين نصبه مقاتلون ليل الاثنين – الثلثاء.

وتابع ان بلدات داريا والمعضمية ويلدا في ريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، بينما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في مدينتي عربين وحرستا.

الى ذلك، أعلن العقيد عبد الجبار العكيدي رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع لـ «الجيش السوري الحر» ان قواته تحاصر حالياً ثلاثة مطارات عسكرية في حلب هي كويريس والنيرب ومنغ ومبنى لاستخبارات القوات الجوية.

وبثت قناة «العربية» امس شريطا اعلن فيه اللواء الركن عبد العزيز شلال قائد الشرطة العسكرية في سورية انشقاقه عن النظام. ويعتبر الشلال ارفع ضابط ينشق عن الجيش السوري منذ اندلاع الانتفاضة السورية. وتحدثت مصادر معارضة عن لجوء 12 ضابطا جديدا الى الاردن.

اشتباكات فجرا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق

بيروت- (ا ف ب): تجددت ليل الثلاثاء الاربعاء الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق بعد أيام من توقفها اثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام السوري والموالين له، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني صباح الاربعاء إن أجزاء من المخيم شهدت ليل الثلاثاء الاربعاء اشتباكات استمرت حتى الفجر، بين مقاتلين معارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية للنظام، بحسب ما أوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس.

واضاف عبد الرحمن ان “المخيم كان هادئا حتى ليل الثلاثاء، لكن الاشتباكات اندلعت مساء واستمرت حتى ساعات الفجر الاولى”.

وشهد المخيم في الفترة الماضية سلسلة من اعمال العنف، اذ تعرض للمرة الاولى لقصف من الطيران الحربي السوري في 16 كانون الاول/ ديسبمر الماضي، ومرة اخرى في 18 منه، تزامنا مع اشتباكات في عدد من احيائه التي حقق المقاتلون المعارضون تقدما في داخلها.

وأدت هذه الاحداث الى حركة نزوح كثيفة، ووصل عدد الهاربين منه الى 100 ألف لاجىء فلسطيني، بحسب ارقام الامم المتحدة، من اصل 150 الفا يقطنون فيه.

لكن الآلاف من هؤلاء بدأوا منذ الخميس الماضي بالعودة الى المخيم بعد توقف الاشتباكات، والحديث عن اتفاق بسحب المسلحين من الطرفين لتحييد المخيم عن النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا.

وقال عبد الرحمن “يبدو ان الاتفاق غير المعلن عن انسحاب المقاتلين المعارضين والموالين للنظام لم ينجح”، مشيرا إلى أن الاشتباكات في محيط المخيم وسقوط قتلى في داخله برصاص قناصة “لم تتوقف خلال الايام الماضية”.

من جهتها، افادت صحيفة (الوطن) السورية القريبة من النظام ان الاشتباكات استؤنفت “بعد عودة المسلحين” إلى المخيم. ونقلت عن مصادر فيه قولها ان اليرموك “يشهد بشكل يومي بين الفينة والاخرى اشتباكات بين اللجان الشعبية الفلسطينية والمسلحين الذين عاودوا دخوله بعدما انسحبوا الى اطرافه”، ما أدى إلى “نزوح الاهالي مرة ثانية”.

وتخوف عبد الرحمن من وجود “مخطط لابقاء اليرموك ضمن النزاع السوري، ما قد يتسبب بنزوح عدد كبير من سكانه، او فقدان الكثير من الارواح بسبب الاكتظاظ السكاني” في مخيم هو الاكبر للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويقطن فيه كذلك عدد كبير من السوريين.

وتحدث المرصد ايضا عن سقوط قذائف ليلا في محيط اليرموك، تزامنا مع اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حي التضامن المجاور له.

تفاصيل خطة تدمير أو (تأمين) ثمانية مخازن للكيماوي السوري وإسرائيل تحرج الخصوم العرب لبشار الأسد

عمان- القدس العربي: يرتفع منسوب القلق ومستوى التوقع في عدة عواصم مجاورة لدمشق مع بروز أسئلة جديدة حول الأسباب التي تحول دون نهاية مضمونة من أي نوع للمشهد السوري الداخلي الذي يربك جميع الأطراف الإقليمية والدولية.

ويعترف مسئولون ودبلوماسيون عرب من وزن ثقيل إلتقتهم القدس العربي في عمان والقاهرة بأن وجود إسرائيل يحول عمليا دون تشكيل جبهة أو مجموعة عمل دولية موحدة تعمل على وضع سيناريو يمكن تطبيقه تحت عنوان (إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد).

رغم ذلك تعمل الدول المهتمة بالتغيير في سوريا بشكل ثنائي أو ثلاثي أحيانا ولا تجد طريقا بعد للعمل بشكل جماعي كما حصل عندما توحد كثيرون خلف مشروع إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل الشهيد صدام حسين أو حتى كما حصل عندما عملت الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا وحلف الأطلسي وأوروبا وتركيا وآخرون في إنفاذ خطة إسقاط نظام معمر القذافي بليبيا.

لكن مسئولون بارزون يتابعون التفاصيل أبلغوا القدس العربي بأن اللحظة التي تتشكل فيها مجموعة عمل دولية وإقليمية موحدة تبدأ بتوجيه رسائل تهديد عسكرية للرئيس بشار الأسد ستكون بمثابة الخطوة الأولى في تشكل وولادة حرب عسكرية تستهدف نظام دمشق.

ذلك غير متاح الأن ليس فقط لإن المجموعة العربية والدولية المعادية لنظام بشار قلقة أو غير موحدة بالتفاصيل أو لإن موسكو لا زالت تدعم عن بعد نظام بشار لحماية مصالحها الإقتصادية وقواعدها العسكرية في طرطوس وعلى الساحل السوري .

ولكن لإن بعض الدول العربية لا تجد طريقا للتعاون مع إسرائيل أولا ولإن نظام بشار لا زال صلبا ويملك مقومات الصمود ثانيا.

وثالثا لإن خصوم وأعداء بشار الأسد في الجوار والغرب يراقبون بحرص بالغ إحتمالات تصدر وتقدم الجبهات الجهادية في الساحة السورية مثل تنظيم النصرة الذي يعتبره بعض المراقبين الوجه الأخر لتنظيم القاعدة, الأمر الذي يخيف بعض الدول المجاورة مثل الأردن من إحتمالات تصدير الأداء الجهادي وفقا لما فهمته (القدس العربي) مباشرة من رئيس الوزراء عبدلله النسور وهي تستمع لمؤشرات القلق الأردني.

عمان خلافا للرياض والقاهرة تجد طريقا لإجراء إتصالات وتنسيقات مع إسرائيل تتعلق بمراقبة تطورات المشهد السوري , الأمر الذي برر على الأرجح زيارة (غير معلنة) قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو وتمت في ظل المشهد وبعيدا عن كل الأضواء حسب مصدر مطلع جدا .

عمليا يبقى جلوس تل أبيب على أي طاولة في أي غرفة عصف ذهني إقليمية أو دولية تناقش الملف السوري الساخن والملتهب عائقا أساسيا أمام ولادة بنية عمل دولية نشطة تسعى لتغيير واقع توازن القوة والقوضى الحالي في سوريا.

وهو أمر قد لا يطول إذا ما زادت قناعة عمان وتل أبيب وواشنطن بان بشار الأسد يمكنه العبث بورقة (السلاح الكيماوي) في لحظة يأس ألمح لها المحلل الإستراتيجي الأردني الدكتوعامر السبايلة.

هنا حصريا ثمة معلومات وتسريبات ومعطيات تؤكد بان ملف الأسلحة الكيمائية والبيولوجية السوري يقلق فعلا عدة عواصم أساسية في العالم والمنطقة بحيث حصلت مشاورات وتنسيقات ذات طابع إستخباري وأمني توصلت لبعض القناعات وإنتهت بوضع سيناريوهات محددة.

في التفاصيل تواترت الأنباء عن ثمانية مخازن رئيسية للسلاح الخطرعند بشار الأسد حددت في ثمانية مناطق تحرسها جيدا قوات النخبة التابعة للرئيس بشار الأسد وهي مواقع لم تعد سرية لإن أعداء سوريا والقلقون من تصرفات نظامها المحتملة يضعون جميع إمكانتهم خلف مراقبة وتتبع هذه المخازن.

وفي تفاصيل النقاشات يقترح الإسرائيليون فكرة لا تتميز بالشعبية وتتعلق بالتحضير ودون إبطاء لهجوم عسكري خاطف على هذه المخازن بهدف تدميرها وليس (تأمينها) وهو سيناريو تقرر مسبقا بأن كلفته البشرية ستكون كبيرة ومرهقة بحيث يقتل الالاف من الأبرياء السوريين .

إضافة للضحايا المحتملين قدر المناقشون بان عملية من هذا النوع ستلحق ضررا بالغا في بيئة سوريا وجوارها وتنطوي على إنتشار محتمل لتلوث يؤدي إلى كارثة أكبر من إحتمالات توقعها.

الخيار الثاني يرتكز على عملية عسكرية واسعة النطاق ومن عدة محاور تهدف {لتامين} هذه المخازن وإبطال مفعول أسلحتها والسيطرة عليها وهو خيار يتطلب قوة عسكرية نخبوية مدربة ومؤهلة قوامها ثمانية ألاف جندي على الأقل يمكن تدبيرهم في الواقع لكن من الصعب حمايتهم أو المجازفة بسقوط بعضهم كضحايا.

الواضح هنا أن قوات أمريكية وأخرى تركية وغربية وعربية تدربت فعلا على عمليات عسكرية محتملة لتأمين المخازن الثمانية المشار إليها لكن الخلافات السياسية وعوامل التوازن الدولي وتقديرات الكلف بقيت في إطار تعليق أو تجميد العمل على مسارات عسكرية من هذا النوع تحت يافطة التعامل الإستباقي مع أخطار سلاح دمشق الكيمائي أو البيولوجي.

بنفس الوقت لا يبدو خيارا موازيا من طراز عمليات عسكرية جوية منظمة ضد بشار الأسد وقواته تنطلق من تركيا أو غيرها في الجوار سهلا وخاليا من التعقيد فأحد الخبراء المطلعين قال للقدس العربي بأن إرسال طائرات تقصف مواقع حيوية لنظام بشار الأسد يتطلب وجود قوات دعم لوجستية وهجومية أرضية متهيئة لإنقاذ الطيارين الذين يمكن إسقاط طائراتهم على الأرض السورية في حالة الإشتباك وذلك بسبب القدرات الصاروخية التي يتمتع بها نظام الرئيس بشار الأسد.

الإمارات تعلن عزمها دعم تحول حكومي غير طائفي في سورية

أبوظبي- (د ب أ): أعلنت الإمارات الثلاثاء عزمها “دعم تحول حكومي مستقبلي غير طائفي في سورية لتأسيس مستقبلها على أرضية اقتصاد صلبة وقاعدة إنتاجية”.

واستقبل وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد الشيخ أحمد الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية واستعرض معه المستجدات على الساحة السورية.

وقال وزير الخارجية خلال اللقاء إن “الإمارات وقفت داعما ومساندا لمطالب الشعب السوري ودعت النظام هناك منذ بداية الأزمة إلى الحكمة ووقف أعمال القتل والتدمير”.

وقال موقع وزارة الخارجية الإماراتية مساء الثلاثاء إن بن زايد أثنى “على الجهود الذي بذلها رئيس الائتلاف خلال وقت قصير من توليه موقعه في توحيد المعارضة السورية ” لافتا إلى “الاتصالات والجهود الدولية وجهود جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي في هذا الصدد”.

وأضافت الوزارة “تم خلال اللقاء مناقشة الوضع في سورية ودور دولة الإمارات العربية المتحدة في توفير الدعم اللازم للشعب السوري في المرحلة الحالية من خلال العمل مع رئاسة الائتلاف”.

وأكد وزير الخارجية الإماراتي عزم بلاده “على دعم تحول حكومي مستقبلي غير طائفي في سورية لتأسيس مستقبلها على أرضية اقتصاد صلبة وقاعدة إنتاجية”.

وأشار إلى “دعم الإمارات للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة خاصة المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي لوقف العنف الدائر في سورية وإيجاد التسوية السلمية الشاملة لهذه الأزمة وفقا لتطلعات الشعب السوري وإدارة المرحلة الانتقالية القادمة بنجاح والعمل مع المجتمع بكافة فئاته ومكوناته لبناء سورية الحديثة التي تستوعب جميع ابنائها دون استثناء أو تمييز بعيدا عن روح الكراهية والانتقام”.

20 قتيلا بينهم ثمانية أطفال وثلاثة نساء في قصف للقوات النظامية بمحافظة الرقة

بيروت- (ا ف ب): قتل عشرون شخصا على الاقل بينهم ثمانية اطفال الاربعاء جراء قصف للقوات النظامية على قرية في محافظة الرقة في شمال سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني “استشهد ما لا يقل عن 20 مواطنا بينهم ثمانية اطفال وثلاث نساء اثر قصف مصدره القوات النظامية السورية تعرضت له مزارع قرية القحطانية” الواقعة الى الغرب من مدينة الرقة.

واظهر شريط فيديو التقطه ناشطون وبثه المرصد على موقع (يوتيوب) الالكتروني، عددا من الجثث بعضها لاطفال بدت عليها بقع دماء في غرفة لم يحدد مكانها.

ووضعت على بعض هذه الجثث اغطية بيضاء وغطيت اخرى ببطانيات، بينما بدا شخص برداء ابيض يقوم بتغطية جثث اخرى.

واكد ناشطون على صفحة (شبكة اخبار الرقة) على موقع (فيسبوك) للتواصل الاجتماعي، “سقوط جرحى بالعشرات في مزرعة القحطانية وعائلة بكاملها غرب المدينة”، مشيرين إلى أن “اسعافهم يتم إلى المشافي بالدراجات النارية لعدم توفر السيارات والمحروقات”.

وكان المرصد افاد في وقت سابق عن تعرض قرى مزرعة يعرب وربيعة والقحطانية للقصف من القوات النظامية السورية.

وشهدت الرقة في الاشهر الماضية تصاعدا في اعمال العنف مع محاولة المقاتلين المعارضين السيطرة على مناطق في هذه المحافظة الحدودية مع تركيا.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الضحايا الذين سقطوا الاربعاء هم من المزارعين. واضاف “لا يوجد مقاتلون من اي مجموعات منظمة من المقاتلين في هذه المنطقة. الشهداء هم مجرد مزارعين”.

بشار الأسد أحاط نفسه بجيل جديد يحضه على القتال حتى النهاية

نيقوسيا- (ا ف ب): سلطت الانتقادات التي وجهها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع مؤخرا إلى نهج الرئيس بشار الأسد في مواجهة النزاع في بلاده، الضوء على اختلاف بين “حرس قديم” يميل إلى تسوية، ومستشارين من “جيل جديد” يحيطون بالاسد ويحبذون القتال حتى النهاية.

ويقول كريم اميل بيطار، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (ايريس) في باريس، إن السلطة في سوريا “تتركز أكثر فأكثر بين أيدي عدد قليل من الاشخاص يحيطون بالاسد، وهم معزولون بشكل متزايد عن محيطهم ويبدو انهم اختاروا الهروب إلى الامام”.

وبحسب محلل فضل عدم كشف هويته، تضم هذه الحلقة اشخاصا من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد، اضافة الى آخرين من السنة والدروز.

ويشير هذا المحلل إلى أن المحيطين بالرئيس السوري هم شقيقه العقيد ماهر الأسد (44 عاما) الذي يتولى قيادة الفرقة الرابعة في الجيش السوري المسؤولة عن حماية العاصمة، واسماء الاسد قرينة بشار، وخاله محمد مخلوف (80 عاما) ونجله رامي (43 عاما) وهما رجلا اعمال يتمتعان بسمعة سيئة، ونجله الثاني حافظ مخلوف (41 عاما)، احد قادة الاجهزة الامنية في دمشق.

وينتمي كل افراد هذه المجموعة، الى الطائفة العلوية، باستثناء أسماء السنية.

كذلك، تضم هذه الحلقة شخصيتين درزيتين هما منصور عزام (52 عاما) وزير شؤون رئاسة الجمهورية منذ 2009، والمذيعة السابقة في قناة (الجزيرة) القطرية لونا الشبل.

كما يضاف الى هؤلاء العميد العلوي حسام سكر، وهو المستشار الرئاسي للشؤون الامنية، وضابطان سنيان امضيا اعواما طويلة في اجهزة الاستخبارات: اللواء علي مملوك (66 عاما) رئيس مكتب الامن الوطني، ورئيس جهاز الامن السياسي اللواء رستم غزالة (59 عاما) الذي تولى سابقا رئاسة جهاز الامن والاستطلاع التابع للجيش السوري في لبنان قبل الانسحاب منه العام 2005.

ويقول المحلل نفسه ان هذه المجموعة “هي التي تتخذ القرارات، وبشار هو بمثابة قائد الاوركسترا، ولا يستمع الا لهؤلاء الاشخاص الذين يدينون له في شكل كبير بصعودهم” الى المناصب العليا.

ويقول بيطار انه “في الجهة الاخرى، هناك الموظفون الكبار في الدولة، وجزء من هيئة الاركان العسكرية، وهم يدركون مثلهم مثل الشرع، ان ايا من النظام او المقاتلين المعارضين غير قادر على الحسم (العسكري) في شكل كامل. لذا، يأملون بتسوية متفاوض عليها، يتفادون من خلالها ازاحتهم في حال سقوط الاسد”.

وفي مقابلة قبل نحو عشرة ايام اجرتها معه في دمشق صحيفة (الاخبار) اللبنانية المقربة من سوريا وايران، قال الشرع (73 عاما) الذي شغل منصب وزير الخارجية مدة 22 عاما، ان الاسد “لا يخفي رغبته بحسم الامور عسكريا حتى تحقيق النصر النهائي”، وحينها “يصبح الحوار السياسي ممكنا على ارض الواقع”.

واوضح الرجل الذي يشغل منصب نائب الرئيس منذ العام 2006، ان الاسد “يملك في يديه كل مقاليد الامور في البلاد”، دون ان يمنع ذلك وجود “آراء ووجهات نظر” داخل القيادة السورية، لكنها لم تصل الى نقطة يمكن معها “الحديث عن تيارات او عن خلافات عميقة”.

وبحسب الخبراء، يضم “معسكر” الشرع، وهو سني، امرأتين. الاولى هي بثينة شعبان (59 عاما) العلوية المقربة من الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي عينها مترجمته الخاصة، قبل ان تصبح وزيرة للمغتربين في العام 2008 ولاحقا مستشارة للرئيس.

اما الامرأة الثانية فهي نجاح العطار (79 عاما)، وهي سنية شغلت منصب وزيرة الثقافة بين العامين 1976 و2000، وعينت لاحقا (2006) نائبة لرئيس الجمهورية.

وقال وزير سوري سابق ابتعد عن النظام بعد بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاطه منتصف آذار/ مارس 2011، ان مجموعة الشرع وشعبان والعطار “تبدو مبعدة في شكل كامل عن اتخاذ القرارات، لاقتناعها بوجوب انتهاء الحرب بلا غالب او مغلوب، ولذا يتهمهم الآخرون بضعف الشكيمة”.

وكان الصحافي الذي اجرى مقابلة (الاخبار) مع الشرع كتب ان الرجل “في الحدث، ولكن ليس في دائرة صنع القرار. اتصالاته قائمة مع بعض المسؤولين في البلاد، يتواصل مع الرئيس بين الحين والآخر”.

وقلل وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الاحد من اهمية تصريحات الشرع، معتبرا ان رأيه “هو رأي من آراء 23 مليون سوري، وسوريا دولة تحكمها مؤسسات وقيادات والرأي النهائي لها”.

حتى في اوساط الطائفة العلوية التي تقود البلاد منذ اربعة عقود، خرجت بعض الاختلافات الى دائرة الضوء، لا سيما جراء سقوط العديد من ابنائها في القتال.

ومن هؤلاء اللواء علي حيدر مؤسس القوات الخاصة السورية، والذي وضع في الاقامة الجبرية وارغم على التقاعد في التسعينات من القرن الماضي لانتقاده توريث السلطة في سوريا، بعد اختيار الرئيس الراحل حافظ الاسد نجله بشار كخلفه المستقبلي اثر وفاة نجله الاكبر باسل في كانون الثاني/ فبراير 1994.

وبحسب نص يتم تداوله على مواقع الكترونية عدة، انتقد هذا الضابط ارسال الشبان للموت. وقال “لو ثمة هدف واضح (للنزاع الدائر) لما كان لدي تعليق، لكن لماذا تريدون ان يموت الشباب؟”.

جهاد مقدسي كان على اتصال بالمعارضة قبل أشهر من انشقاقه

عبدالاله مجيد

أشارت رسائل نشرها ناشط معارض على تويتر بعد أيام من انشقاق المتحدث السابق باسم النظام السوري جهاد مقدسي، الى أن هذا الأخير كان على اتصال بالمعارضة السورية أو الحكومات المناوئة للنظام قبل انشقاقه.

لندن: يبدو أن موسم الأعياد جاء مبكراً بالنسبة إلى الحكومات الغربية التي تسعى إلى تقويض نظام الرئيس بشار الأسد. فبعد انشقاق المتحدث السابق باسم النظام السوري جهاد مقدسي وفراره إلى واشنطن، نشر ناشط معروف رسائل خاصة على تويتر، تشير إلى أن مقدسي كان على اتصال مع المعارضة منذ أشهر قبل ذلك.

 وكتب مقدسي إلى الناشط رامي جراح في 21 تموز (يوليو) قائلاً “هل تعتقد أنني أعمى لا أرى الأعمال البطولية للشعب السوري؟” وأضاف “أن المشكلة الوحيدة التي تمنعني وأستطيع القول إنها تمنع غالبية الدبلوماسيين السوريين من الإنضمام إلى الحركة علناً هي “ممثلو” المعارضة”.

 وكان مقدسي وهو سوري مسيحي عمل دبلوماسياً في السفارة السورية في لندن، الوجه الذي يظهر به النظام أمام العالم الناطق بالانكليزية.

وفي مطلع كانون الأول (ديسمبر)، اختفى بصورة مفاجئة وسط أنباء عن انشقاقه أو ذهابه في إجازة وظيفية لمدة ثلاثة اشهر، حسب رواية النظام. وفي 24 كانون الأول (ديسمبر)، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن وجوده في واشنطن لمساعدة مسؤولي الاستخبارات الأميركية في تكوين فكرة عن عملية صنع القرار داخل الحلقة الضيقة لأركان النظام السوري، وما يدور في أذهانهم بشأن التعامل مع الإنتفاضة التي يحاول النظام سحقها منذ 21 شهراً.

وتكشف الرسائل التي نشرها جرّاح عن محادثتين، محادثته الأول مع مقدسي في 7 تموز (يوليو) ثم حوار متواصل يمتد من 20 إلى 22 تموز (يوليو). وقدم جرّاح نفسه بوصفه شخصاً تعرض للاعتقال بسبب مشاركته في تظاهرات سلمية، ثم إلى الضرب مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية السورية كذبت عليه في ما بعد، قائلة إن زوجته اغتُصبت. ورفض مقدسي في تلك المحادثة رواية جرّاح ولكن خطابيته كانت تختلف اختلافًا كبيراً عن لغة النظام الشرسة.

وكتب مقدسي وقتذاك “نحن لسنا كاملي الأوصاف يا رامي، ولكن علينا أن نؤمن بسوريا الجديدة وعلينا أن ندعم العملية السياسية”.

ولكن في 21 تموز (يوليو)، كان مقدسي أكثر تجاوباً مع اقتراحات جرّاح التي تدعوه إلى نبذ النظام. وبين المحادثتين اهتز النظام السوري بعملية تفجير استهدفت مبنى الأمن القومي في دمشق في 18 تموز (يوليو) ومقتل عدد من قادته الأمنيين والعسكريين في الهجوم، بينهم آصف شوكت صهر الأسد ووزير الدفاع داود راجحة ورئيس المخابرات هشام اختيار.

وكتب مقدسي في 21 تموز (يوليو) “حين أرى إني لستُ قادراً على المساعدة في وقف نزيف الدم من موقعي سأغادر”. وأردف ذلك برسالة في 22 تموز (يوليو) قائلاً إنه سيأخذ مقترحات جراح “في الاعتبار”.  وكان من المواضيع التي تكررت في هذه المراسلات شعور مقدسي وجرّاح على السواء بالإحباط من المجلس الوطني السوري الذي كان وقتذاك الإطار الرئيسي لقوى المعارضة السورية.  وحمل مقدسي على “السلوك السياسي الطفولي” للمجلس وقال إن الاستقالة من منصبه لن تعني الإنضمام إلى هذا المجلس.

والسؤال الكبير الذي يطرحه محللون الآن، هو ما إذا كان مقدسي تواصل مع ناشطين مثل جراح في تموز (يوليو) أو أنه اتصل بحكومات أخرى مناوئة لنظام الأسد في تلك الفترة. وفي هذا الشأن لاحظت مجلة فورين بولسي أن مقدسي زار نيويورك في تشرين الأول (اكتوبر) لحضور افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن تلك الزيارة ربما أتاحت له فرصة الاتصال بدبلوماسيين ومسؤولين استخباراتيين، يبدو أنهم الآن يقطفون ثمار انشقاقه رغم ما يحيط بقصة هذا الانشقاق من غموض وعلامات استفهام، على حد تعبير فورين بولسي.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/782328.html

سوريون يصنعون سلاحهم لينتقموا من الأسد

أ. ف. ب.

أبو حذيفة مقاتل سوري يريد الانتقام من الرئيس السوري، الذي قتل زوجة شقيقه وشرد عائلته، فترك جامعته ليصنع العبوات الناسفة يدويًا، بينما يصور شقيقه المعارك التي يشارك فيها المعارضون.

حلب: يقول أبو حذيفة الذي ترك جامعته لينضم إلى مقاتلين إسلاميين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب (شمال): “لا نملك قاذفات صواريخ لكن يمكنني صنع عبوة ناسفة من أي شيء”.

ويشير إلى صاروخ روسي قديم الصنع موضوع على شاحنة “بيك آب” صغيرة ليقول: “اصل شريطين ببطارية السيارة، وعندما يحدث الاحتكاك… بوم! (في تقليد لصوت الانفجار)”. انضم أبو حذيفة (24 عامًا) المولود في بلدة مارع في ريف حلب الشمالي، الى جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة، والتي ادرجتها الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الارهابية.

ويقول: “لا اكره الولايات المتحدة أو الغرب… كل ما اريده هو أن يرحل الاسد عن بلادي ويتوقف عن قتل الناس. لهذا انضممت الى النصرة”. وكانت هذه الجبهة مجهولة قبل بدء النزاع السوري قبل 21 شهرًا، لكنها تكتسب دورًا متعاظمًا على الارض وتبنت غالبية التفجيرات التي استهدفت مقاراً أمنية وعسكرية.

ولـ أبو حذيفة شقيق اكبر اسمه عمار انضم الى الجيش السوري الحر، لكنه بدلاً من صنع العبوات الناسفة اختار تصوير المعارك التي يشارك فيها المقاتلون المعارضون. ويضيف عمار الذي يكبر أخاه بأربعة اعوام “شقيقي اكثر انفتاحًا من كل الرجال في مجموعته. ليس متطرفاً أو راديكاليًا، هو مقاتل، مثلي تمامًا”، مشيرًا الى أنه هو من علم اخاه الاصغر كل ما يعرفه.

ويقول ابو حذيفة إنه انضم الى الجبهة نظراً الى قدراتها في القتال: “بفضل النصرة، سننتصر في هذه الحرب… لا احد غير النصرة مستعد للقتال حتى الموت”. وامضى عمار وابو حذيفة مراحل طويلة من طفولتهما وهما يفككان كل ما وقعت عليه ايديهما، من سيارات عاملة بجهاز تحكم عن بعد “ريموت كونترول” أو ألعاب او أجهزة صغيرة، قبل أن يعيدا جمعها.

ويوضح ابو حذيفة ذو الملامح الصارمة واللحية الخفيفة “دائماً ما كنت خبيراً في تصليح الاشياء. كنت حينما تتعطل غسالة امي أو برادها، أو عندما تتوقف سيارة والدي عن العمل، احضر عدتي وابدأ بالعمل”.

اضاف “حاليًا نطبق اخي وانا معارفنا القديمة في الحرب التي نخوضها”.

وطالب المقاتلون المعارضون مرارًا الدول الغربية بتزويدهم السلاح لا سيما المتطور منه، لقتال الجيش السوري النظامي الذي يتمتع بقوة نارية كبيرة ويتفوق بسلاحه الثقيل وطيرانه الحربي. ويفخر الاخوان بالابتكار الذي يوفرانه في سبيل المعركة، رغم أن ابو حذيفة فقد ثلاثة من اصابعه جراء انفجار عبوة ناسفة صغيرة من البلاستيك قبل الوقت المفترض.

ويضيف “من لا شيء صنعنا اجهزة متفجرة تعمل بالتحكم عن بعد، وجعلنا منها عبوات تنفجر بعربات القوات النظامية وهي مارة على الطرق”. ويتابع “حتى أننا حشونا طناجر ضغط معدة للطهو، بالمتفجرات. نرفع من حرارتها على النار لساعات قبل أن نضعها على جانب الطريق. عندما تنفجر، تتحول الطنجرة الى ما يشبه المسامير”.

ويشرح أن هذه الطريقة “فعالة جدًا، الى حد أننا نجحنا بتدمير العديد من آليات القوات النظامية”. ويبدي أبو حذيفة بغضاً عميقاً لنظام الرئيس الاسد انطلاقًا مما خبرته عائلته على يد القوات النظامية. فزوجة عمار قتلت على الفور جراء صاروخ اطلقته القوات النظامية واصاب السيارة التي كانت تنتقل فيها بشكل مباشر.

وعن الحادثة يقول: “لن انسى ابدًا وجه اخي عندما علم أن زوجته لقيت مصرعها”. ودفعت اعمال العنف في المناطق الشمالية من سوريا، العديد من سكانها للهرب نحو تركيا حيث تقام مخيمات للاجئين باتت تأوي نحو 135 الف سوري، وبينهم العديد من اهالي المقاتلين المعارضين.

ويقول ابو حذيفة وهو يحمل هاتفاً خليويًا زهري اللون: “اريد الثأر… اريد أن اجعل الاسد يدفع ثمن المعاناة التي يقاسيها اهلي في مخيم للاجئين عبر الحدود. هم يتجمدون من البرد”. ويضيف “تعبت من رؤية اصدقائي وافراد عائلتي وهم يدفنون”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/782289.html

«الحر» يبدأ «عملية المغيرات صبحا» في حلب ويسيطر على «حارم» في إدلب

مقتل رئيس مفرزة المخابرات العسكرية في جرمانا.. والفلسطينيون يتوحدون لمواجهة النظام إلى جانب المعارضة

بيروت: كارولين عاكوم

تتسارع الأحداث الأمنية والعسكرية على أرض سوريا، وهذا ما يبدو واضحا من العمليات التي ينفذها كل من الجيشين الحر والنظامي في معظم المناطق التي تشهد اشتباكات وقصفا عنيفا. إذ في حين أعلن الجيش الحر عن بدء عملية «المغيرات صبحا»، لتحرير الأجزاء المتبقية في جنوب غربي مدينة حلب، ونجح في السيطرة على مدينة حارم في محافظة إدلب، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن مسؤولا في المخابرات السورية، قتل ليل أمس، في كمين نصبه مقاتلون من المعارضة، في منطقة جرمانا في دمشق. ووصل عد قتلى أمس، إلى 111 شخصا، كحصيلة أولية بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية.

وأفادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي تشرين في دمشق، وتجدد القصف على حي العسالي. وفي إدلب، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن الجيش السوري الحر سيطر على مدينة حارم في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وذلك بعدما نجح في السيطرة على آخر الحواجز العسكرية لقوات النظام في المدينة التي باتت تحت سيطرتهم بشكل كامل، واستولى على أسلحة ثقيلة ودبابات تابعة للجيش النظامي.

من جهته، أوضح المركز الإعلامي السوري، أن الجيش الحر نفذ هجوما على رتل عسكري لقوات النظام السوري على طريق مطار دمشق الدولي، أسفر عن تدمير الكثير من الآليات العسكرية. كما قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ بلدة كورين بريف إدلب بالتزامن مع حركة نزوح للأهالي عن المنطقة جراء القصف المستمر.

كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن رئيس مفرزة المخابرات العسكري في مدينة جرمانا قتل إثر كمين نصبه مقاتلون ليل الاثنين وذلك بعد انفجار عبوة ناسفة في المدينة أسفرت عن إصابة 5 مواطنين بجروح. وقد أفادت «شبكة شام الإخبارية» بأن مدينة الزبداني بريف دمشق تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام المرابطة في الحواجز القريبة من المدينة.

وفي حلب، أعلنت تشكيلات عسكرية من الجيش الحر بدء عملية عسكرية واسعة، أطلقت عليها تسمية «المغيرات صبحا»، لتحرير الأجزاء المتبقية في جنوب غربي مدينة حلب. وقال قيادي في الجيش الحر من مدينة حلب لـ«وكالة الأناضول»: «إن أهداف العملية هي تحرير مدرسة الشرطة ومعمل الكابلات والمطحنة وحواجز الجيش في خان العسل».

وأدت أولى المواجهات العسكرية إلى مقتل اثنين من مقاتلي الجيش الحر، وجرح 12 آخرين، كما تكبدت قوات النظام خسائر في الأرواح والمعدات، وتأتي هذه الأحداث مع استمرار الاشتباكات في مطار منغ العسكري حيث تمت السيطرة على أجزاء منه فيما يواصل المقاتلون الثوار حصارهم لمطار النيرب، واللواء (80) دفاع جوي.

وكان قائد المجلس العسكري في حلب عبد الجبار العكيدي قد أعلن أن الجيش الحر يحاصر ثلاثة مطارات عسكرية، هي النيروب وكويرس ومنغ، إضافة إلى مقر لمخابرات القوات الجوية. وقال لوكالة «رويترز» إن مقاتلي الكتائب المنضوية تحت إمرته رغم حصارها لتلك المواقع تواجه صعوبات في التصدي لهجمات تشنها مقاتلات حربية تابعة للنظام تستطيع أن تنطلق حتى من المطارات المحاصرة.

أما في حماه، حيث معركة تحريرها لا تزال مستمرة منذ أكثر من أسبوع، فقال ناشطون سوريون إن مقاتلي المعارضة في المحافظة أسقطوا طائرة مقاتلة تابعة للجيش السوري في معارك على مشارف المدينة. وأفادت لجان التنسيق عن تعرض بلدة «مورك» لقصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ والطيران الحربي ترافق مع اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام.

ولم تسلم دير الزور بدورها، من طائرات النظام الذي نفذت قواته مجزرة في مدينة البصيرة بريف دير الزور، ذهب ضحيتها أكثر من عشرة قتلى وعشرات الجرحى، بعد استهداف تجمع للمدنيين في المدينة بصاروخين. وذكرت لجان التنسيق أن قصفا عنيفا بالطيران الحربي استهدف حي دير بعلبه في حمص، أدى إلى تدمير عدد كبير من المنازل وسجلت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام على طريق الستنين وسط محاولات قوات النظام اقتحام الحي. وفي درعا، وتحديدا في بلدة جملة الحدودية، قال ناشطون إن الجيش الحر اقتحم الكتيبة الـ29 التابعة للواء 61 وأسر بعض أفراد الكتيبة واستولى على كميات من الأسلحة والذخائر. فيما أفادت لجان التنسيق عن تعرض الحراك للقصف براجمات الصواريخ.

أما في مخيم اليرموك، حيث لا تزال الاشتباكات المتقطعة بين الحين والآخر، أعلنت مجموعة من الفصائل المسلحة توحدها تحت اسم «لواء فلسطين الموحدة». وجاء في بيان تشكيل اللواء: «نحن إلى جانب إخوتنا السوريين، دمنا دمهم، وأرواحنا فداء لهم، وسنستمر بالنضال معا حتى التخلص من النظام الجاثم على صدورهم، وحتى تحرير الجولان وفلسطين».

في المقابل، وفي حين أعلن هيثم المالح رئيس هيئة أمناء الثورة السورية، عن هروب الفتاة طل الملوحي المعتقلة منذ عام 2009 بأحد السجون التابعة لجهاز المخابرات السوري على خلفية نشرها بعض المواد «ذات الخلفية السياسية» على مدونتها، استبعد مصدر في لجان التنسيق المحلية في سوريا، لـ«الشرق الأوسط» أن يكون الخبر صحيحا، وقال: إنه لغاية الآن لم يتم التأكد من صحته أم عدمه، لافتا إلى أن المعلومات الأخيرة التي وصلت إليهم تفيد بنقل الملوحي إلى فرع فلسطين، فيما المالح حصل على هذا الخبر من أحد الضباط في السجن.

في موازاة هذه المستجدات، يزداد تدفق اللاجئين إلى دول الجوار، لا سيما إلى الأردن وتركيا التي استقبلت 146 ألفا، كما أفاد منسق شؤون مخيمات اللاجئين في ولاية غازي عنتاب «والي دالماز» مشيرا إلى أنهم يتوزعون في 13 مخيما ومجمع للمساكن الجاهزة.

انشقاق نائب سوري وعدد من الضباط.. ومعلومات عن خطوات سياسية وعسكرية مماثلة قريبا

إدلبي لـ «الشرق الأوسط»: نعول على دور اللواء الشلال أحد الشهود الأساسيين على جرائم النظام السوري

اللواء الشلال

بيروت: كارولين عاكوم

عادت وتيرة الانشقاقات السياسية والعسكرية في صفوف النظام السوري لتتحرك بعد جمودها لفترة قصيرة، وهذا ما يبدو واضحا من خلال وصول عدد من الشخصيات إلى تركيا والأردن، بحسب ما أعلنت مصادر المعارضة السورية؛ إذ وبعد يوم واحد من الإعلان عن انشقاق اللواء الركن قائد الشرطة العسكرية في سوريا عبد العزيز الشلال، ذكر المركز السوري للإعلام والاتصال أن الشلال وصل إلى تركيا أمس الثلاثاء، عبر معبر باب الهوى، كما أعلن أيضا عن انشقاق النائب في البرلمان السوري محمد عدنان عربو، والعميد علي خالد العلي رئيس فرع الشؤون الإدارية في إدارة السجلات العسكرية. ولفت المركز إلى أن انشقاق الشلال جاء بعد قيام النظام بتعيينه رئيسا للمحكمة الميدانية الثانية في سوريا، وقد غادر دمشق وفق ترتيبات تابعها المجلس الوطني السوري الذي سهل عملية الوصول إلى تركيا وتأمين استقبال رسمي له.

لفت المركز إلى أن عددا من الشخصيات السياسية والعسكرية الرفيعة تجري اتصالات مع المجلس الوطني للانشقاق عن النظام رغم القيود الأمنية الشديدة المفروضة عليهم.

وفي حين قالت مصادر المعارضة إن عربو، النائب عن محافظة ريف حلب، وصل برفقة عائلته إلى الأراضي التركية، مشيرة إلى أن العملية تمت بالتنسيق مع المجلس الوطني السوري المعارض، أكد عمر إدلبي، الناطق باسم لجان التنسيق المحلية، لـ«الشرق الأوسط» الخبر، لافتا إلى أن «المعلومات التي حصلنا عليها تفيد بوصوله إلى تركيا بمساعدة مجموعة من الجيش الحر، لكننا لغاية الآن لم نتمكن من التواصل معهم». مع العلم بأن انشقاق عربو هو الرابع بين أعضاء مجلس الشعب الجديد، بعدما سبقه النواب تركي الزايد وإخلاص بدوي ومحمد حبش.

وفي ما يتعلق بانشقاق اللواء الشلال، قال إدلبي: «مما لا شك فيه أن انشقاقه سيشكل دعما للثورة السورية، ونعول على دوره لأنه سيكون شاهدا أساسيا على جرائم النظام التي ارتكبها بحق شعبه، نظرا لقربه من دوائر النظام، ولا سيما من خلال عمله في الفترة الأخيرة رئيسا لمحكمة عسكرية وقائدا للشرطة العسكرية؛ حيث كان يتم احتجاز المعارضين المعتقلين وسجناء الرأي»، لافتا إلى أن الشلال كان على تواصل خلال الأشهر الخمسة الأخيرة مع الثوار والناشطين من أبناء بلدته دير بعلبة في حمص، إلى أن تمكن في النهاية من الانشقاق والخروج من سوريا إلى الأردن بحسب ما ذكرت بعض المعلومات.

وأشار إدلبي إلى أن الشلال الذي كان من كبار الضباط الذين لهم دور في العمليات الأمنية خلال الثورة، يمتلك ثروة من المعلومات حول المحاكمات التي كانت تتخذ بحق المعتقلين، لافتا إلى أنه على علم أيضا بتحركات قوات الأمن السوري وتسلسل إصدار القرارات حول التعامل مع المظاهرات والتصدي لها.

وعما إذا كان له دور في العمليات العسكرية والجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري، وكيف سيتم التعامل معه حينها، قال إدلبي: «لم يكن عمل الشلال ضمن الأفرع الأمنية التي شاركت مباشرة في قمع المظاهرات»، مؤكدا أن «المعارضة ترحب بأي انشقاق عن النظام وإن كان متأخرا، لكن هذا لا يعني أنه سيتم إعفاء هؤلاء الأشخاص من المسؤولية إذا كان لهم دور في الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري، مع مراعاة وضعهم».

في موازاة ذلك، كشفت مصادر عسكرية أردنية حدودية أن 13 ضابطا سوريا من ذوي الرتب العالية لجأوا مع عائلاتهم إلى الأردن. وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها إن الضباط المنشقين وصلوا إلى منطقة «تل الشهاب» المحاذية للحدود الأردنية وبرفقتهم 71 شخصا من عائلاتهم.

وأشارت المصادر عينها إلى أنه تم نقل المجموعة وسط إجراءات أمنية إلى مخيم «الراجحي» للمنشقين من الجيش السوري في منطقة «منشية العليان» بمحافظة المفرق. مع العلم بأن مخيم «الراجحي» بمحافظة المفرق الأردنية يضم حاليا نحو 820 عسكريا سوريا منشقا، وكان مصدر عسكري أردني قد أعلن في وقت سابق أن هناك ما يزيد على 2053 عسكريا سوريا انشقوا عن جيش بلادهم ولجأوا إلى الأردن منذ بدء الأحداث قبل سنة ونصف السنة.

القوات الحكومية السورية ترتكب مجزرة جديدة على أحد الحواجز بمعضمية الشام

بينهم عائلة كانت في طريقها للبحث عن ملاذ آمن

القاهرة: أدهم سيف الدين

قامت القوات النظامية بارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين بالقرب من أحد الحواجز العسكرية في وقت مبكر من صباح أمس (الثلاثاء)، في بلدة معضمية الشام جنوب دمشق بريف العاصمة، راح ضحيتها بحسب رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، أكثر من 17 مواطنا مدنيا، بينهم أب وأطفاله الثمانية من بلدة داريا المحاصرة، كانوا قد اعتقلوا على الحاجز الأمني أثناء محاولتهم دخول بلدة المعضمية بحثا عن مكان أكثر أمنا.

وقد بدت على جثث الضحايا في الصورة التي وصلت لـ«الشرق الأوسط» من الرابطة السورية لحقوق الإنسان، آثار صريحة وواضحة لجروح يعتقد أنها ناتجة عن سلاح أبيض وآثار لطلقات نارية تم إطلاقها من مسافة قريبة جدا استهدفت الضحايا في الوجه والرأس مباشرة.

وقال عبد الكريم الريحاوي، رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، مقرها دمشق، لـ«الشرق الأوسط»: «قوات الأمن السورية ارتكب جريمة بشعة بحق مدنيين من بلدة داريا جنوب دمشق أثناء انتقالهم إلى بلدة المعضمية القريبة منهم بحثا عن ملاذ آمن، والذي تفتقر إليه داريا منذ عدة شهور»، وأضاف الريحاوي: «تأتي هذه الأحداث في ظل وجود الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والأممي إلى سوريا لإنقاذ الشعب السوري من العنف الدائرة منذ أكثر من 21 شهرا».

وأدانت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان هذه المجزرة المروعة بحق المدنيين الأبرياء التي تأتي في سياق الحملة الأمنية والعسكرية التي تستهدف البلدات والمدن السورية الثائرة على نظام المجرم بشار الأسد، وقالت الرابطة إنها تحمل السلطات السورية المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة وتعتبر جميع القادة الأمنيين والعسكريين وقادة وعناصر المليشيات المسلحة فيها مجرمين ضد الإنسانية يتوجب على المجتمع الدولي تجرميهم وملاحقتهم أما القضاء الدولي المختص.

وأشار الريحاوي إلى أن: «هذه ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها قوات الأمن السوري مجازر بحق المدنيين، فقد سبق وأن قتلوا الأبرياء في ظل وجود بعثة المراقبين العرب وكذلك بعثة الأمم المتحدة»، مضيفا: أن «المجتمع الدولي تخلى عن وجباته الإنسانية في الدفاع عن حقوق السوريين».

المعارضة تؤكد استخدام النظام السلاح الكيماوي في حمص.. مقابل تشكيك موسكو

منشق من إدارة السلاح الكيماوي: يستحيل الحصول على عينة من «السارين»

بيروت: نذير رضا

شككت وزارة الخارجية الروسية، أمس، في صحة تقرير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أعلن استخدام القوات النظامية السورية السلاح الكيماوي في حي الخالدية في حمص، في حين أكدت المعارضة السورية استخدامه. بينما أكد قائد الشرطة العسكرية المنشق عبد العزيز الشلال في حديث لقناة «سكاي نيوز» أن «النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية في حمص وفي حي الخالدية تحديدا»، مشيرا إلى أن «هناك احتمالا كبيرا لسقوط أعداد كبيرة من القتلى في المرحلة المقبلة».

بدوره، أكد النقيب عبد السلام عبد الرزاق الذي انشق من إدارة الأسلحة الكيماوية في سوريا، أن المادة المستخدمة في حمص «هي مادة السارين السامة»، مشيرا إلى أن هذا الغاز «يؤدي إلى حالات الإغماء والتشنج، وهو ما ظهر في مقاطع الفيديو الواردة من حمص».

وإذ اعتبر عبد الرزاق في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن استخدام هذا الغاز في حمص أول من أمس «بمثابة اختبار ليتحسس النظام ردة فعل المجتمع الدولي»، أشار إلى أن هذا النوع من الغاز «يسهل استخدامه، كونه لا يدوم أكثر من دقائق في الجو، مما يتيح للقوات النظامية الدخول إلى الموقع الذي استهدفته بهذا الغاز بعد أقل من نصف ساعة»، موضحا أنه «عبارة عن رذاذ، وتزول أعراضه إذا لم تؤدّ إلى الوفاة خلال يوم على أبعد تقدير».

ولفت إلى أن هذا الغاز «عوارضه تصيب الجهاز العصبي مباشرة»، وأكد أن «الحصول على عينة منه مستحيل، إلا إذا كان الخبراء موجودين في موقع إطلاقه، حيث يأخذون العينة فورا، لأنه يتطاير بسرعة، وبالتالي لا يمكن توثيق استخدام هذا الغاز بسهولة من قبل المجتمع الدولي».

ولفت إلى أن هذه القنابل «تتميز بصوت انفجار خفيف، لأنها لا تعتمد على القدرة التدميرية بقدر اعتمادها على إصابة المحيطين بالسموم».

وعن الدخان الأبيض الذي رصده الناشطون، قال عبد الرزاق إن «جميع القنابل السامة ينبعث منها دخان أبيض». ولفت إلى أن الترسانة الكيماوية السورية «تتضمن كميات كبيرة من غاز السارين وغاز التابون، فضلا عن الخردل»، مشيرا إلى أن سوريا «هي رابع دولة في العالم من حيث كمية الأسلحة الكيماوية التي تمتلكها».

وفي الإطار نفسه، أكد المجلس الوطني السوري استخدام القوات النظامية للسلاح الكيماوي، معتبرا أنه «تحدّ صارخ لكل القوانين والأعراف وكل المبادئ والقيم الإنسانية، وتحدّ لمن سمحوا له باستخدام كل أنواع الأسلحة إلا السلاح الكيماوي باعتباره خطا أحمر سيترتب على تجاوزه نتائج خطيرة». وأكد المجلس الوطني في بيان أن النظام السوري «تجاوز الخط الأحمر»، محذرا من أن «سوريا أرضا وشعبا وحياة في خطر شديد، كذلك محيطها الجغرافي والسكاني في خطر حقيقي».

ورأى المجلس أن «إنقاذ الحياة في مهد الحضارة الإنسانية يتطلب إعلان العالم أجمع أنه ملتزم بحماية الشعب السوري من الإبادة، واتخاذ كل ما يلزم لمنع وقوع هذه الإبادة، وخاصة فرض حظر جوي فوري على كل الأراضي السورية، وحظر تزويد النظام بكل أنواع السلاح وفرض الحصار الكامل عليه، وإعلان كل من يأمر باستخدام الأسلحة الكيماوية أو ينفذ هذا الأمر مجرما بحق الإنسانية تلاحقه العدالة في كل العالم».

وطالب المجلس المجتمع الدولي بتزويد الجيش السوري الحر «بالأسلحة التي تمكنه من منع تنفيذ خطة إبادة الشعب السوري»، مشيرا إلى أنه إذا لم يحصل ذلك «تكون الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول المؤيدة للنظام مسؤولة مسؤولية كاملة عن إبادة شعب الحضارة الأولى».

في المقابل، شككت وزارة الخارجية الروسية، أمس، في تقرير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي زعم فيه أن القوات السورية استخدمت غازا غامضا ضد المعارضة المسلحة قرب مدينة حمص. ونقلت قناة «روسيا اليوم» على موقعها الإلكتروني عن مصدر في الخارجية الروسية قوله إنه «ليس لدينا ثقة كبيرة في المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من شقة في لندن مقرا له».

وأضاف المصدر أنه «ليست لدى موسكو أي أدلة على استخدام دمشق أسلحة كيماوية، ولا داعي لاستخدام السلطات السورية هذا النوع من السلاح»، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف شدد على أن استخدام السلاح الكيماوي سيكون بمثابة «الانتحار السياسي» بالنسبة للسلطات السورية. بدوره، نفى الناطق باسم السفارة الروسية في دمشق سيرجي ماركوف وجود أي معلومات لدى روسيا عن استخدام السلاح الكيماوي من جانب القوات السورية ومجموعات المعارضة المسلحة.

وفي سياق منفصل، كشفت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أن الخارجية الروسية استحدثت مركزا لمساعدة مواطنيها في الخارج وتسهيل إجراءات إجلائهم من المناطق الساخنة وخصوصا في سوريا. وقالت الصحيفة إنها علمت من مصادر مطلعة أن العمل في هذا المركز سينطلق مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل، وأنه سيكون على مدار الساعة. وبحسب الصحيفة، فإن الأحداث الجارية في سوريا عجلت في اتخاذ هذه الخطوة، إذ إن أوضاع المواطنين الروس وموظفي المؤسسات الروسية في هذا البلد تزداد صعوبة من يوم إلى آخر.

الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: لا علم لنا بمكان جهاد مقدسي

تقرير بريطاني أشار إلى تعاونه مع الاستخبارات المركزية

واشنطن: محمد علي صالح

نفى مسؤول في الخارجية الأميركية علم الخارجية بمكان وجود جهاد مقدسي، المتحدث السابق باسم الخارجية السورية الذي غاب عن الأنظار منذ مطلع الشهر الجاري، عقب أنباء عن انشقاقه عن النظام السوري، وإذا ما كان مقدسي وصل إلى الولايات المتحدة أو لا.

وقال المسؤول إنه لا يقدر على نفي أو تأكيد تقارير إخبارية تشير إلى أن مقدسي في الولايات المتحدة بترتيب من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ورفض المسؤول الحديث عن أي دور تقوم به «سي آي إيه». وكانت صحيفة «غارديان» البريطانية التي أوردت الخبر أمس قالت إن «سي آي إيه» رفضت الإجابة عن أسئلتها عن مقدسي.

واكتفى المسؤول في الخارجية الأميركية بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن الشيء الهام هو أن «مؤيدي نظام الأسد ينفضون من حوله واحدا بعد الآخر»، وأضاف: «يسرنا دائما أن نسمع ذلك، ونتوقع مزيدا من هروب واستقالات الذين حول الأسد».

وقبل أسبوعين، كان مارك تونر، نائب المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، أيضا نفى علم الوزارة بمكان مقدسي، ونفى وجوده في الولايات المتحدة. وقال: «نحن لا نقلل من أهمية المقدسي لأنه المتحدث باسم النظام، وفي أي حكومة، المتحدث باسمها شخص هام».

وكان تونر قال، قبل ذلك بيوم، ردا على أسئلة صحافيين في المؤتمر الصحافي اليومي، إن المقدسي في لندن. لكن تونر، في اليوم التالي، كرر بأن ذلك ليس صحيحا، واعتذر عن ما قال. وعندما سئل إذا كان في الولايات المتحدة، قال: «أقدر أن أقول بكل تأكيد إنه (مقدسي) ليس في الولايات المتحدة».

وكرر أمام أسئلة ملحة من الصحافيين: «لا أعرف أين هو»، عندما سئل إن كان يقول ذلك لدواعٍ استخباراتية. كما أكد تونر أن مقدسي لم يدخل الولايات المتحدة بطريقة قانونية، بحسب معلوماته.

وفي مطلع الشهر، نفى مسؤولون سوريون أن مقدسي قد انشق، مدعين أنه في «إجازة إدارية» لمدة ثلاثة أشهر.. بينما أكد تلفزيون «المنار» اللبناني التابع لحزب الله، أن مقدسي «أقيل من منصبه لإدلائه بتصريحات لا تعكس المواقف الرسمية للحكومة»، مشيرا إلى «إعفائه بسبب ارتجاله مواقف خارج النص الرسمي السوري»، دون ذكر تفاصيل أخرى. بدورها، أفادت قناة «العالم» الإيرانية أنه «تم إعفاء المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي من منصبه»، فيما أشارت قناة «الجديد» اللبنانية إلى أن مقدسي «غادر إلى بريطانيا عبر مطار بيروت الدولي».

ويعد مقدسي من أبرز المسؤولين المنشقين من الدائرة المقربة إلى الأسد، نظرا لاتصاله المباشر مع وزير الخارجية وليد المعلم ووزير الإعلام السابق عدنان محمود (الذي عين لاحقا سفيرا لسوريا لدى إيران)، مما أهله للاطلاع على كثير من الأسرار والملفات الحساسة.

وبرز مقدسي كبديل في الإعلام لسد تغييب المستشارة الإعلامية في القصر الرئاسي بثينة شعبان ووزير الخارجية وليد المعلم، بعد تنامي الهجوم عليهما من قبل المعارضة لضعف أدائهما الإعلامي، والإدلاء بتصريحات تحولت إلى نكات للتندر على النظام السوري.. إلا أن أداء مقدسي لم يكن أفضل بكثير، إذ أقر في تصريح شهير له بوجود سلاح كيماوي في سوريا «ولكنه لن يستخدم إلا في حال التدخل الخارجي»، كما أثارت تصريحاته حول مجزرة الحولة – والتي اتسمت بالاستخفاف – الكثير من ردود الفعل السلبية.

الإبراهيمي يتفق مع «معارضي الداخل» على الحل السياسي ولجان التنسيق ترفض «خيارات ابتزاز الشعب»

المعارضة مصرة على موقفها.. وتحذر من «حصار بهدف انتزاع قبولنا بالتسوية»

بيروت: نذير رضا القاهرة: أدهم سيف الدين

أعلن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم أن لقاء المعارضة الداخلية مع موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في دمشق أمس أثمر عن اتفاق الطرفين على «ضرورة وجود توافق دولي روسي أميركي لحل الأزمة السورية»، في وقت لفتت فيه صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إلى أن الجهود التي يبذلها الإبراهيمي «غير مجدية، ولن تؤتي ثمارها في حل الأزمة السورية أو إنهاء الحرب الأهلية المندلعة في البلاد».

وتزامن هذا الإعلان مع ما أكدته مصادر المعارضة السورية في الخارج لـ«الشرق الأوسط» من أن «وجهة نظرنا تجاه حل الأزمة لم تتغير، ولن تتغير»، مؤكدة إصرار المعارضة على أنه «لا تفاهمات حول الحلول قبل تنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد». وقالت المصادر إن موقفها «واضح للغاية»، مشيرة إلى أنه يتلخص «في رحيل الأسد عن السلطة قبل الدخول في أي حوار». ولفتت إلى أن الإبراهيمي «سيحمل موقف المعارضة إلى موسكو ويبلغها إصرارنا على موقفنا الرافض لأي مرحلة انتقالية يكون الأسد وأعوانه جزءا منها».

وجاء الإعلان عن الاتفاق أمس خلال لقاء الإبراهيمي وفدا من المعارضة الداخلية ضم ستة أشخاص، وترأسه رئيس هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي حسن عبد العظيم، ويرافقه محمد أبو قاسم من حزب التضامن وبسام تقي الدين، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، غداة لقاء الإبراهيمي الرئيس السوري بشار الأسد.

وتضم هيئة التنسيق أحزابا قومية عربية وأكرادا واشتراكيين وماركسيين. وهي قريبة من روسيا وترفض أي فكرة لتدخل خارجي أجنبي في سوريا. وأعلن عبد العظيم أنه «اتفق خلال لقائه المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي على ضرورة وجود توافق دولي روسي أميركي لحل الأزمة السورية»، موضحا أن «ذلك يتم عبر الحلول السياسية ونبذ العنف».

في هذا الوقت، أعلنت لجان التنسيق المحلية «رفضها لأي مبادرة تحاول وضع السوريين أمام خيارات تبتز الشعب وتخيره بين قبول تسويات جائرة أو استمرار جرائم النظام بحقه وبحق ممتلكاته وبنية دولته»، وحذرت من «منح الفرص مجددا للنظام ومنحه المزيد من الوقت للاستمرار في القتل والتدمير»، مؤكدة أن «رحيل الأسد وجميع مسؤولي نظامه العسكريين والأمنيين والسياسيين عن السلطة شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل».

في هذا السياق، حذر عضو الائتلاف الوطني د. أحمد رمضان من أن «الأيام والأسابيع المقبلة قد تشهد لحظات عصيبة يشتد فيها الحصار بكل أصنافه، بهدف انتزاع قرار سياسي من الثورة السورية بقبول التسوية مع نظام مجرم». ولفت في صفحته على موقع «فيس بوك» إلى أن الحصار سيتمثل في «نقص في الغوث وندرة في الذخائر وتضييق في الإمدادات وتجفيف لمنابع الدعم»، مضيفا أن «رفضنا لقبول التسوية الظالمة بعد خمسين ألف شهيد قد ندفع ثمنا له في التضييق على حركة الثوار على الأرض، ومساومتنا في الحصول على مساعدات لا نسمع عنها إلا في المؤتمرات والإعلام، وبعضها ما زال موقوفا في المصارف والحسابات ولا يجد طريقه إلى الناس».

ودعا رمضان الثوار للحفاظ على «وفرة الذخيرة والسلاح إن توفرت من غنائم حصلتم عليها في المعارك الأخيرة»، مؤكدا «حاجتنا إلى احتياطي في الذخيرة وآخر في الغذاء والوقود، حتى لا نُمكّن من يخطط لحصارنا من انتزاع قرارنا الحر والنجاح في ما يخطط له».

من جانبها، قالت سهير الأتاسي، نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض: «لا حل سياسيا مع بشار الأسد أو أي حل يكون النظام جزءا منه يضمن بقاءه في سوريا بعد أن ارتكب كل هذه الجرائم والمجازر هو ونظام أركانه بحق الشعب السوري».

وفي تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» قالت الأتاسي: «إن الإبراهيمي التقى بالائتلاف في القاهرة قبل مغادرته إلى دمشق ولكن ليس بصفته وسيطا بين الائتلاف والنظام السوري، ولم نسمع من الإبراهيمي عن خطط واستراتيجيات يطرحها في دمشق على النظام السوري لإيجاد مخرج أو حل للأزمة».

وعما ترده الوسائل الإعلامية عن أن الإبراهيمي يقدم خطة روسية – أميركية تتضمن تشكيل حكومة انتقالية مؤلفة من وزراء يحظون بقبول طرفي الأزمة في سوريا، على أن يحتفظ الأسد بالسلطة حتى استكمال ولايته عام 2014، ولكن دون أن يحق له الترشح في الانتخابات القادمة. قالت الأتاسي: «الإبراهيمي لم يقدم للائتلاف أي أجراء أو آلية بخصوص هذه الخطة، ولا نعلم ما مدى مصداقية ودقة ما نشرته صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية. ونحن في الائتلاف واضحون. لا حل سياسيا مع بشار الأسد أو أي حل سياسي آخر يكون بشار جزءا منه، بعد أن ارتكب كل هذه الجرائم والمجازر هو ونظام أركانه بحق الشعب السوري».

وأشارت الأتاسي إلى أن «اجتماع الائتلاف مع الإبراهيمي في القاهرة كان بغرض معرفة المعارضة السورية ما مدى التطورات والمقترحات والحلول التي وصل إليها السيد الإبراهيمي في جولاته حول العواصم العالمية بشأن الأوضاع في سوريا».

وعن الحلول المقترحة من قبل الائتلاف السوري قالت الأتاسي: «ليس هدفنا هدم مؤسسات وأركان الدولة، لذلك الائتلاف مستعد للتحاور مع القائمين على مؤسسات وهيئات ومرافق الدولة السورية ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء الشعب السوري بعد رحيل الأسد وكل أركانه، وذلك حرصا من الائتلاف وحفاظا على أركان ومؤسسات الدولة السورية من الانهيار أو حلها ولكي تبقى قائمة».

في موازاة ذلك، لفتت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في عددها الصادر أمس إلى أن الجهود التي يبذلها الإبراهيمي «غير مجدية ولن تؤتي ثمارها في حل الأزمة السورية أو إنهاء الحرب الأهلية المندلعة في البلاد»، مؤكدة أنه لم يقدم أي دلائل على إحراز أي تقدم نحو حل تفاوضي لتسوية الصراع السوري بين النظام والثوار السوريين المطالبين بالإطاحة بالرئيس «الأسد».

ولفتت الصحيفة إلى أن «الإبراهيمي» لم يحرز أي تقدم يذكر في التوسط لإنهاء الصراع منذ بدأ عمله في سبتمبر (أيلول) الماضي، عازية السبب إلى رفض كلا الجانبين بشدة إجراء أي محادثات معا، حيث تصف الحكومة الثوار السوريين بأنهم إرهابيون مدعومون من الخارج لتدمير البلاد، وتقول المعارضة إنها لن تجلس مع القوات التي قتلت أكثر من 40 ألفا من الشعب السوري.

لا يوجد خيار سهل أمام الأسد في سوريا.. سواء رحل أم لم يرحل

مؤيدوه يقولون إن عليه إما التشبث بطموح والده أو التدني إلى وضع جده

بيروت: آن بارنارد وهويدا سعد**

يوجد الرئيس السوري بشار الأسد في قصره على قمة الجبل في حين تدور رحى الحرب عند السفح، ويزلزل دوي المتفجرات ضواحي دمشق، وبلده يغرق في الفوضى أكثر فأكثر. والتقى مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، الأسد في قصره يوم الاثنين الماضي في محاولة للتوصل إلى حل للصراع الذي اندلع قبل عامين.

ويعتمد رد فعل الأسد على مناشدة الإبراهيمي تكوينه النفسي الذي شكّله الشعور القوي بالرسالة التي ورثها عن والده ذي القبضة الحديدية، حافظ الأسد، ومستشاروه المقربون الذين يصفهم المؤيدون بالحرس القديم المتشدد الذي كان مع والده.. إلى جانب تقديرات الأسد الشخصية، التي لا يعرفها سواه، بشأن ما ينتظره في حال بقائه في سدة الحكم وهل مصيره هو النصر أم الموت على أيدي شعبه.

يستطيع الأسد رؤية عدة احتمالات مستقبلية من عليائه، بينما يقع المطار شرق القصر ويمثل بوابة محتملة مفتوحة على المنفى، وهو طريق يرجح البعض أن تكون والدته وزوجته قد سلكتاه بالفعل. مع ذلك، لا يخلو الطريق من العراقيل، التي لا تتمثل في الثوار فحسب، بل أيضا في اعتقاد الأسد ومستشاريه، بحسب قول المؤيدين، أن الهروب يعد خيانة لبلده وتاريخ وإرث والده. إنه يستطيع البقاء في دمشق والتشبث بطموح والده في فرض نظام سوري علماني والتصرف بوصفه زعيم العروبة على الساحة الإقليمية والعالمية بل الموت دون ذلك، أو يستطيع التوجه إلى المنطقة الجبلية الساحلية التي يتمركز فيها العلويون، الذي ينتمي إليهم، ويترك باقي المناطق لقوى الثورة التي تقودها الأغلبية من السنة.. وسيعني هذا سقوطا دراميا كبيرا، حيث سيتدنى إلى مكانة جده، الذي كان شيخ قبيلة لأقلية مهمشة جل ما تطمح إليه هو البقاء.

ولم يفصح الإبراهيمي عن تفاصيل اللقاء، لكنه حذر خلال الأسابيع القليلة الماضية قائلا إنه من دون حل سياسي، ستكون الدولة السورية على شفا انهيار ومقبلة على سنوات من الحرب الأهلية يتضاءل أمامها كل ما نراه من دمار خلّف وراءه 40 ألف قتيل.

وقال دبلوماسي يقيم في دمشق يوم الاثنين الماضي إن الأسد «يدرك جيدا» أن عليه مغادرة منصبه رغم إنكاره الرسمي، وإنه «يبحث عن مخرج» رغم عدم وجود جدول زمني واضح يلوح في الأفق. وقال الدبلوماسي، الذي يوجد حاليا خارج البلاد لكنه يمتلك سلطات داخل البلاد: «الأهم من ذلك هو شعور الرجال النافذين في الدائرة المقربة من النخبة الحاكمة في دمشق بأن عليهم العثور على مخرج». مع ذلك، يقول مقربون من الأسد ودائرته إن أي انسحاب سوف يصطدم بشعوره المترسخ بالعظمة وكذلك بأماني مسؤولي الأمن، الذين يتزايد نفوذهم، ويراهم أحد أصدقاء الأسد «متهورين».

ويعتقد الأسد أنه يحمي بلده وشعبه ونظامه ونفسه من التطرف الإسلامي والتدخل الغربي؛ على حد قول جوزيف أبو الفضل، المحلل السياسي اللبناني، الذي يؤيد الأسد وتقابل مع مسؤولين في الحكومة السورية الأسبوع الماضي في دمشق. ويقول محللون في روسيا، التي تعد من أهم حلفاء سوريا، إنه مع محاولة الثوار تضييق الخناق على دمشق وقطع كل طرق الهروب عبر حماه، يسيطر الذعر على القصر كما يتضح من الاستخدام العشوائي للأسلحة، حيث إن استخدام صواريخ «سكود» ضد جيش أفضل من استخدامها ضد جماعة متمردة، والألغام البحرية التي تتساقط من الجو مكانها الصحيح هو قاع البحر. مع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان القادة العسكريون سيدعون الأسد يهرب إن أراد، لاعتقادهم أنهم في حال تسليمهم السلاح سيموتون هم وعائلاتهم في أعمال انتقامية، ويحتاجون إليه من أجل جمع الصفوف؛ على حد قول المحللين الروس.

يقول سيميون باغداساروف، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بموسكو وهو يضحك بوقار: «إذا كان يستطيع الهروب من دمشق، فهناك إدراك للمسؤولية أمام الآخرين. وسيكون بذلك هو الذي خان الملايين من أقرب الناس إليه». لا يزال كثير من السوريين يعتقدون، مثل الأسد، أنه يحمي الدولة السورية، وهو ما يساعد في تفسير صموده حتى هذه اللحظة.

وخلال غداء فاخر أقامه سياسي لبناني خارج بيروت في سبتمبر (أيلول) الماضي، تحدث مؤيدون سوريون بارزون للأسد من علويين وسنة ومسيحيين عن الرئيس، وأمامهم كؤوس مترعة، باعتباره حصن الدولة السورية الحديثة التي تتسم بالتنوع الثقافي. مع ذلك، تجرأ أحد أصدقاء الأسد وقال بصراحة إن مستشاري الأسد «متهورون» حيث قالوا له: «أنت ضعيف، ويجب أن تكون قويا». وأضاف قائلا: «إنهم ينصحونه بشن مزيد من الهجمات بالطائرات على أي وجه كان. إنهم يتحدثون عن الثوار وكأنهم كلاب أو إرهابيون أو إسلاميون أو وهابيون. لهذا سيتمادى حتى النهاية». وأوضح الصديق أن الأسد، رغم حديثه عن الحوار أحيانا، فإنه لا يريد سوى أن يكون البطل الذي يدافع عن البلاد ضد هجوم خارجي. وقال: «إنه لا يفكر سوى في النصر؛ النصر فحسب».

هذه الأزمة هي آخر شيء متوقع بالنسبة للشاب بشار الأسد. لقد كان الأخ الثاني الخجول ذا الذقن المنحسر الذي اضطر للتخلي عن حياته الهادئة بصفته طبيب عيون في لندن بعد موت شقيقه الأكبر باسل عام 1994 في حادث أثناء توجهه إلى المطار، وهو الطريق نفسه الذي يحاصره القتال الآن. تولى حافظ الأسد السلطة منذ عام 1970 حتى 2000. وتمكن خلال تلك السنوات من رفع مقام العلويين الذين كانوا مهمشين، والوصول بهم إلى السلطة والغنى. مع ذلك، يقول المنتقدون إن عائلة الأسد لم تعمل خلال أربعة عقود من الحكم على تعزيز الوحدة بين الطوائف العرقية والدينية، بل على توطيد أركان حكم العلويين خلف قناع علماني.

بعد اندلاع الثورة في موجة من الاحتجاجات السلمية في مارس (آذار) عام 2011، رفض الأسد كل الدعوات بإجراء إصلاحات حقيقية جادة التي كانت موجهة من شعبه، والمسؤولين الأتراك الذين قضوا سنوات في دعمه، بل ومن جماعتين مسلحتين طالما دعمهما وهما حماس وتنظيم حزب الله، الذي عرض التوسط في محادثات مع الثوار، بحسب حركة حماس.

بدلا من ذلك، استمر الأسد على خطى أبيه، الذي هدم أحياء بأكملها وقتل عشرة آلاف شخص على الأقل في الثمانينات لقمع ثورة إسلامية. ويقود الابن الآن حربا أهلية بدأت بالأساس بوصفها عملية قمعية عدد ضحاياها أكبر من ضحايا أبيه بأربعة أمثال ولا يزالون يتساقطون.

في ظل نظام أصبح يزداد كتمانا، من المستحيل معرفة كيفية اتخاذ الأسد قراراته على وجه الدقة. ويقول البعض إنه أراد إجراء إصلاحات، لكن أقنعته والدته وكذلك أقنعه القادة العسكريون وقادة أجهزة الاستخبارات، الذين كانوا من أخلص رجال والده، بأن الإصلاحات سوف تؤدي إلى سقوطه.

ويقول يورغن تودينهوفر، الصحافي الألماني الذي أجرى معه مقابلة في يوليو (تموز) الماضي: «هناك شخصيتان داخل بشار الأسد؛ واحدة تتسم بالهدوء لا تحب هذه الوظيفة وتبحث عن مخرج، بينما الأخرى تريد أن تؤكد للعائلة والعالم أنها قوية الشكيمة وليست خانعة».

ويقول آخرون إن دوافع الأسد الإصلاحية كانت دائما تهدف إلى التمتع بمباهج الحياة والترف ومباركة الغرب. لقد تولى الوالد، حافظ الأسد، والخال، اللذان كانا يتسمان بالعدوانية، تربية الأخوين وكانا دائما يرسخان في عقليهما أنهما أنصاف آلهة وأن سوريا هي مملكتهما؛ على حد قول رنا قباني، ابنة دبلوماسي بارز تعرفهما مذ كانوا طفلين.

ويقول مسؤولون أتراك إن الأسد كان ينصت إلى انتقاداتهم بهدوء خلال المحادثات الكثيرة التي كانت تجرى خلال الأشهر الأولى من الثورة، وأشاروا أنه أكد أنه مسؤول عن أفعال الحكومة ووعد بالتوصل إلى حل. وقال مسؤول تركي بارز رفض ذكر اسمه: «إما أنه ماهر في الكذب، أو غير قادر على تنفيذ وعوده».

أمام الأسد، الذي يبلغ الآن 47 عاما، مجموعة من الخيارات الكريهة. من الصعب تخيل أن الأسد، الذي نشأ في دمشق وتزوج من عائلة تنتمي إلى النخبة السنية ويحسد على لكنته الدمشقية، يهرب ويصبح مجرد قائد جماعة مسلحة علوية كما يوضح جوشوا لانديز، الأستاذ بجامعة أوكلاهوما الذي يدرس الشؤون السورية والعلويين. لقد ظل الاعتقاد بأن الأسد يستمع إلى نصح أمه وأخيه ماهر رئيس الفرقة الرابعة في الجيش التي تثير الرعب، وزوج شقيقته آصف شوكت، وأبناء أخواله من آل مخلوف، سائدا لفترة طويلة. مع ذلك، يُعتقد أن أمه هربت من سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية، في حين قُتل شوكت نائب وزير الدفاع في تفجير خلال شهر يوليو (تموز) الماضي. ويُعتقد كذلك أن آل مخلوف يهرّبون الأموال من البلاد. ووردت أنباء عن فقدان ماهر إحدى رجليه أثناء التفجير، لكنه لا يزال يقود القوات.

ويتفق المحللون الأتراك والروس والسوريون واللبنانيون على أن مستشاري الأسد الأساسيين حاليا هم رجال والده المتشددون وقادة الشبيحة الذين نفذوا هجمات ضد معارضي الأسد. وإذا كان في يوم من الأيام هناك معتدلون في النظام السوري قد يقنعون الأسد بتسليم السلطة إلى خليفة له يستطيع الحفاظ على تماسك الدولة السورية، فهذا الخيار بات بعيد المنال الآن. ويوضح باغداساروف قائلا: «لقد أريقت الدماء وبات من المستحيل القيام بذلك».

وقال رجل أعمال من الطائفة العلوية في المنطقة الساحلية، يزعم أنه على علاقة بدائرة الأسد، إن الشخص الوحيد القادر على إقناع الأسد بالتخلي عن الحكم هي زوجته أسماء، لكنها لم تلعب دورا محوريا في هذه الأزمة، فقد غادرت البلاد مع أبنائها أو ربما منعها ماهر من ذلك أو ربما لا تزال مصرّة على البقاء بحسب آخر شائعة آتية من دمشق التي تموج بالغضب والاضطرابات.

* شارك في إعداد التقرير كريم فهيم وديفيد كيركباتريك من بيروت وإيلين باري من موسكو وسيبنيم أرسو من إسطنبول وريك غلادستون من نيويورك وأحد مراسلي «نيويورك تايمز» من طرطوس بسوريا

* خدمة «نيويورك تايمز»

 إيران تعارض حلولا خارجية بسوريا

                                            أبدى وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي اليوم الأربعاء معارضة طهران لأي حلول خارجية تفرض على سوريا، في حين أعلنت الإمارات العربية تأييدها لعملية انتقالية سياسية غير طائفية.

ونسبت وكالة مهر للأنباء إلى صالحي قوله اليوم على هامش جلسة مجلس الوزراء أن المبادرة الإيرانية ذات البنود الستة هي الحل الوحيد للأزمة السورية، وقال “نأمل بأن نشهد تسوية هذه الأزمة بناء على هذه المبادرة، رغم أن الظروف صعبة”.

واعتبر صالحي أن الحوار السوري السوري هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وقال إن “دخان الأزمة السورية يؤذي عيون الشعب السوري، وليعلم الذين يواصلون الاشتباكات، وحتى لو فرضنا وصولهم إلى السلطة، فإنهم لن يتمكنوا من الحكم على بحر من الدماء”.

وأضاف “سنعقد اليوم اجتماعا مع السفراء الأجانب لدى طهران لتبادل وجهات النظر بشأن مبادرة إيران ذات البنود الستة، وطبعا ما يبعث على الارتياح أن مبادرات أخرى تم طرحها، إلا أن مبادرة إيران هي أكثرها شمولية”.

وأشار صالحي إلى أن زيارة المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، إلى دمشق، تأتي ضمن هذا المسعى.

وكانت إيران أعلنت عن مبادرة من ستة بنود تشمل الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعمليات المسلحة تحت إشراف الأمم المتحدة وتقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري في كافة المناطق والإفراج عن جميع المعتقلين.

كما تدعو المبادرة إلى وقف عملية نقل المعلومات المغلوطة عن التطورات على الساحة السورية والسماح بدخول وسائل الإعلام في أجواء آمنة وتشكيل لجنة لتقييم الأضرار وإعادة إعمار البنى التحتية في سوريا.

عملية انتقالية

على صعيد متصل أعلن وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد آل نهيان -لدى استقباله رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب في أبو ظبي- أن بلاده تؤيد عملية انتقالية سياسية غير طائفية في سوريا.

وأفادت وسائل الإعلام الرسمية الأربعاء بأن الوزير الإماراتي أكد “عزم دولة الإمارات على دعم تحول حكومي مستقبلي غير طائفي”.

وأعرب عن دعم الإمارات للجهود التي يبذلها الإبراهيمي من أجل وقف العنف في سوريا والعمل مع المجتمع بكافة فئاته ومكوناته لبناء سوريا الحديثة التي تستوعب جميع أبنائها دون استثناء أو تمييز بعيدا عن روح الكراهية والانتقام.

وكان محققو الأمم المتحدة حذروا في تقريرهم الأخير عن سوريا الأسبوع الماضي بأن النزاع أصبح “طائفيا بشكل واضح”، مشيرا بصورة خاصة إلى التوتر بين الشيعة والسنة.

وفي موسكو أعلن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي الأربعاء أن الإبراهيمي سيصل إلى موسكو السبت لإجراء مباحثات، كما نقلت عنه وكالة أنباء ايتار تاس.

وذكرت موسكو في وقت سابق أن الإبراهيمي أبدى رغبته في التشاور مع قادة روسيا.

    وكالة أنباء الإمارات: اعتقال أفراد خلية كانت تخطط لتنفيذ هجمات في الإمارات والسعودية

انشقاق قائد الشرطة العسكرية واتهامات باستخدام غاز الأعصاب

قصف بدمشق والحر يبدأ معركة المعرة

                                            دوّت أصوات انفجارات قوية جنوب العاصمة دمشق وجدد جيش النظام قصفه مناطق بريف دمشق ودرعا وإدلب وسط اتهامات لها باستخدام غاز الأعصاب في حمص، وفيما أعلن قائد الشرطة العسكرية انشقاقه عن النظام، قال الجيش الحر إنه بدأ بمعركة تحرير كامل مدينة معرة النعمان بإدلب.

وقال ناشطون إن أصوات انفجارات قوية سمعت من جهة المتحلق الجنوبي في دمشق، كما هزت عدة انفجارات منطقة مشروع دمّر بالتزامن مع إطلاق رصاص كثيف.

كما اقتحمت قوات النظام حي العمارة بالعاصمة وسط انتشار أمني كثيف في شارع الملك فيصل وحي السادات، وفق شبكة شام الإخبارية.

ونقلت الشبكة أيضا أن القصف تجدد بالمدفعية الثقيلة على مدينة داريا بالتزامن مع توافد تعزيزات جديدة لقوات النظام إلى محيط المدينة.

كما قصفت قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة مدينة الزبداني بريف دمشق انطلاقا من حواجزها المحيطة بالمدينة.

وفي حمص تجدد القصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على حي دير بعلبة وأحياء حمص القديمة،

بينما قال الجيش الحر إنه هاجم فجر اليوم مقر الشركة الروسية بمنطقة توينان في حمص، التي يتخذها من يوصفون بالشبيحة مقراً لهم.

وشمل قصف قوات النظام أيضا قرية دير سنبل بجبل الزاوية، وبلدة معرة حرمة بريف إدلب شمالا وبلدة تسيل في ريف درعا جنوب البلاد.

قصف وانشقاق

وفي قرية القحطانية بمحافظة الرقة بشمال سوريا أظهر شريط مصور بثه نشطاء سوريون على الإنترنت اليوم الأربعاء قصفا شنته القوات النظامية، أسفر عن سقوط نحو 20 قتيلا بينهم ثمانية أطفال على الأقل.

وبث المرصد السوري لحقوق الإنسان الشريط الذي ظهرت فيه صفوف من الجثث المخضبة بالدماء مسجاة على بطاطين، وأمكن سماع صرخات أقارب القتلى في التسجيل. ولم يتضح متى وقع القصف.

في غضون ذلك أعلن قائد الشرطة العسكرية في القوات النظامية انشقاقه عن النظام وانضمامه للانتفاضة الشعبية، طبقا لما جاء في شريط بث على موقع يوتيوب وأكده مصدر أمني.

وقال الضابط في التسجيل إنه يدعى اللواء عبد العزيز جاسم الشلال وإنه يرئس الشرطة العسكرية وقد انشق نظرا لانحراف الجيش عن مهمته الأساسية وهي حماية البلاد وتحوله إلى عصابات للقتل والتدمير، على حد قوله.

وأكد مصدر أمني سوري الانشقاق، لكنه هون من أهميته، قائلا إن الشلال كان سيتقاعد وإنه انشق ليكون بطلا.

البنيان المرصوص

وفي إدلب، أعلن الجيش الحر بدء ما وصفها بمعركة البنيان المرصوص لتحرير مدينة معرة النعمان.

وأظهرت صور بثها ناشطون على شبكة الإنترنت استهداف الجيش الحر حاجز وداي الضيف في معرة النعمان بالصواريخ، كما تظهر الصور حشوداً من الحر وهي تستعد لبدء المعركة.

من جهة أخرى قال المركز الإعلامي السوري إن الجيش الحر قصف ثلاث مروحيات كانت مرابطة في مطار منغ العسكري في ريف حلب، وأحرق دبابة في محيط المطار.

وفي ريف دمشق تقوم ألوية عسكرية بإنشاء جيش بديل عن النظامي في حال سقوطه، وقد بدأت هذه الألوية تدريب مئات الثوار لمواصلة قتال القوات النظامية.

وفي محافظة الرقة، قال ناشطون إن الحر سيطر على قريتي هنيدة والصفصافة، ودمر حاجز أم البراميل على طريق الرقة-الحسكة. وأفادت شبكة شام أن مجموعة من الكتائب والألوية تم توحيدها أمس تحت ما سموه “جبهة تحرير الرقة” وهدفها حماية المدنيين من جهة ومواجهة نظام الأسد من جهة ثانية. كما أعلنت الجبهة بدء ما سمتها “عملية تحرير محافظة الرقة”.

اشتباكات باليرموك

في غضون ذلك نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن الاشتباكات تجددت بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بجنوب دمشق بعد أيام من توقفها إثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام والموالين له، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن المخيم شهد اشتباكات بين مقاتلين معارضين لنظام الأسد بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية للنظام.

ويأتي ذلك بعد سلسلة من أعمال العنف شهدها المخيم، إذ تعرض للقصف من طائرات النظام في 16 ديسمبر/كانون الأول ومرة أخرى في 18 منه، تزامنا مع اشتباكات في عدد من أحيائه التي حقق المقاتلون المعارضون تقدما في داخلها، وأدت هذه الأحداث لحركة نزوح كثيفة، ووصل عدد النازحين منه إلى مائة ألف لاجىء فلسطيني.

غاز الأعصاب

في الأثناء قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام استخدمت غاز الأعصاب الكيميائي في أحياء البياضة ودير بعلبة بحمص.

وقالت الهيئة في بيان إنه وبعد أن قصفت قوات النظام المنطقتين قامت بإلقاء قنابل تومض خلال سقوطها، قبل أن تفرز روائح غريبةً وغير مألوفة كما قال ناجون، مما أدى لإصابة حوالي مائة مواطن واستشهاد ستةً آخرين نتيجة استنشاقهم كمياتٍ كبيرة من الغاز.

ووفق الهيئة لوحظ على المصابين ضيق تنفس شديد، وغثيان وقيء مصحوب بصداع واحمرار العينين مع سيلان وتضيق في الحدقة “الحدقات الدبوسية” وفي الحالات الشديدة كانت هناك اضطرابات عصبية وتشنجات معدية مع حالات إغماء.

ووثقت الشبكة السورية 164 قتيلا أمس الثلاثاء معظمهم في دمشق وريفها ودير الزور وحماة وحلب. وقال ناشطون إن 24 شخصا قتلوا بينهم نساء وأطفال، وجرح آخرون، في قصف من قوات النظام بطائرات ميغ استهدف مخبزاً في بلدة البصيرة بريف دير الزور.

 وكان قصف مماثل استهدف قبل يومين مخبزا في حلفايا بريف دمشق، مما أسفر عن مقتل أكثر من تسعين شخصا، لكن مصادر رسمية حكومية نسبت الهجوم إلى “إرهابيين”.

وقتل أمس ما لا يقل عن عشرة مدنيين بينهم أطفال، في قصف استهدف أيضا مخبزا ببلدة تلبيسة في ريف حمص، وكانت حوادث مماثلة سجلت بالأسابيع القليلة الماضية بحلب.

إعدامات ميدانية

في غضون ذلك اتهمت مواقع الثورة السورية قوات الأسد بتنفيذ إعدامات ميدانية ضد مدنيين في ريف دمشق. وقال ناشطون إن قوات النظام أعدمت عشرين شخصا بينهم أب وأولاده الثمانية عند حاجز عسكري في معضمية الشام.

كما أفاد ناشطون بأن قوات النظام أعدمت ميدانيا 14 شخصا آخرين على حاجز عسكري في بلدة داريا.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بمقتل وجرح أشخاص برصاص قناصة الأسد في مدينة داريا، التي تتعرض لقصف مستمر براجمات الصواريخ. وبثت لجان التنسيق المحلية صورا تظهر فيها جثامين بعض القتلى في هذه الحادثة.

وفي درعا، قتل ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة أطفال في قصف مدفعي على بلدة طفس، وهي أيضا مسرح للاشتباكات، وفقا للجان التنسيق.

وقتل خمسة أشخاص -بينهم سيدة وابنها- على الأقل، وجرح عشرات في قصف جوي ومدفعي استخدمت فيه البراميل المتفجرة على بلدات شبعا ومسرابا ودير العصافير وحجيرة البلد والذيابية ومخيم الحسينية بريف دمشق، وفق المصدر نفسه.

وفي ريف حماة، تحدث ناشطون عن قصف مدفعي استهدف بلدة مورك التي استولى عليها الجيش الحر، وقرية جرجيسة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد الاثنين استيلاء الحر على جزء كبير من قرية معان العلوية بريف حماة، بعد معارك بين مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أخرى من جهة، وبين الجيش النظامي ومسلحين موالين له، وقتل فيها نحو ثلاثين من الطرفين.

وشملت موجة القصف الثلاثاء أحياء في حلب -بينها طريق الباب- وبلدات في ريفها، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا وفقا للجان التنسيق المحلية. كما تجدد القصف على أحياء حمص، وبينها حي الربيع العربي، وقرية الفرحانية بريف المدينة.

ميدانيا أيضا، أعلن الجيش الحر أنه بدأ عملية واسعة لـ”تحرير” أبواب حلب التي تشهد قتالا يوميا منذ يوليو/تموز الماضي.

يأتي ذلك بينما تشهد الأوضاع الإنسانية والمعيشية في مدينة حلب مزيدا من التدهور بسبب سياسة العقاب الجماعي التي يتبعها نظام الأسد ضد السكان وغياب المساعدات والمعونات الإنسانية.

الجيش الحر يعلن معركة تحرير معرة النعمان في إدلب

“الوطن السورية” تعترف ضمنياً باتساع سيطرة المعارضة على حلب

العربية.نت

أصدر الجيش الحر إعلانات متلاحقة اليوم الأربعاء حول تحرير مواقع عسكرية واستراتيجية، لاسيما في حلب، وإطلاق معركته لتحرير مدينة معرة النعمان في إدلب.

في الوقت نفسه، أعلنت جريدة الوطن السورية بطريقة غير مباشرة، فقدان سيطرة قوات النظام على مدينة حلب من خلال قولها إن المعارضة العسكرية تطهر أحياء المدينة لإعلان دولتها.

وفي الزبداني تتواصل المواجهات العنيفة مع محاولة النظام اقتحام المدينة.

ومن جانبها ذكرت الهيئة العامة للثورة أن قوات النظام قصفت أكثر من مئتين وسبعين نقطة في أنحاء مختلفة من سوريا أمس، ففي دمشق قصفت قوات النظام مخيم اليرموك وعددا من أحياء دمشق الجنوبية.

وفي حمص، قصفت حي جورة الشياح وفي الرقة قصفت أحياء السباهية وحزيمة ما أدى إلى نزوح الأهالي، وفي حماة قصف جيش النظام مدينة كفرنبودة.

واندلعت في إدلب اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في معسكر وادي الضيف.

وعند دوار الغندول ومشفى الكندي في حلب، حيث استهدف الجيش الحر ثلاث مروحيات إلى جانب حرق دبابة بجانب مطار منغ العسكري.

“العربية” تدخل سوريا وتنشر حكايا الثورة من الداخل

سوريون يمضون لياليهم في الكهوف تفادياً لقصف قوات النظام

سوريا – ريما مكتبي

دخلت قناة “العربية” إلى سوريا لترصد المشهد من الداخل، عقب عامين من نشوب الثورة السورية، بكل قسوته ودمويته.

ورصدت القناة تفاصيل سوريا الثورة من خلال عدسة المصور، مراد مصاروة، الذي كان ضمن الفريق الداخل إلى سوريا من حدودها الشمالية.

وتحرك فريق “العربية” عبر الحدود التركية السورية، إلى شمال مطار تفتناز الشهير، حيث دارت هناك معارك طاحنة بين الثوار والجيش النظامي، والمطار مازال تحت سيطرة الجيش النظامي.

وكان الطريق محفوفا بالمخاطر، ولكن الطقس الغائم ساعد على الحد من عمليات القصف القاتلة التي ينفذها طيران النظام، بحسب ما قال قادة من الثوار كانوا بصحبة الفريق.

وفي الطريق، وردت معلومات تفيد بأن سيارة تحوي مسلحين موالين للنظام، فقام الثوار بتوقيفها والتحقق من هويات ركابها، وتبين أنهم من المواطنين.

وقال أحد الثوار إن الناس هنا تمضي لياليها أحياناً في الكهوف تفادياً لقصف النظام، وللحفاظ على سلامتهم.

ونجحت مهمة دخول فريق قناة “العربية” إلى سوريا، ليشرع الفريق في رصد معاناة الناس في البرد القارس، والوحل، والعوز للخبز والأمان، ومقابلة مَنْ مع الثورة ومن هم ضدها.

نائب وزير الخارجية السوري يصل موسكو ويتبعه الإبراهيمي السبت

الأول سافر عن طريق مطار بيروت على متن رحلة لشركة طيران روسية

موسكو وبيروت – فرانس برس

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الأربعاء، أن الموفد الدولي لسوريا، لخضر الإبراهيمي، سيصل إلى موسكو السبت لإجراء مباحثات، كما نقلت عنه وكالة أنباء ايتار-تاس.

وذكرت موسكو في وقت سابق أن الإبراهيمي أبدى رغبته في التشاور مع قادة روسيا، حليف دمشق، بشأن النزاع الذي أوقع حتى الآن نحو 45 ألف قتيل خلال 21 شهرا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وإلى ذلك، غادر نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، منتصف الليلة الماضية إلى موسكو عن طريق مطار بيروت، بحسب ما ذكر مصدر في مطار رفيق الحريري الدولي، الأربعاء.

وتأتي الزيارة في خضم مهمة يقوم بها الموفد الدولي الخاص، الموجود في دمشق حاليا، وبعد محادثات روسية أمريكية حصلت في الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول بهدف إيجاد حل للأزمة السورية القائمة منذ 21 شهرا.

وقال المصدر الملاحي: “غادر نائب وزير الخارجية السوري يرافقه المسؤول في وزارة الخارجية السفير، أحمد عرنوس، إلى موسكو على متن رحلة لشركة الطيران الروسية ايرفلوت انطلقت من مطار بيروت عند منتصف الليل”.

والتقى الإبراهيمي في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين، كما التقى معارضين في الداخل الثلاثاء. ولم يرشح شيء عن نتائج اتصالاته. ويفترض أن يبقى في العاصمة السورية حتى الأحد المقبل.

وذكرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية أن الإبراهيمي يحمل معه إلى سوريا مقترحا بتأليف حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، مع استمرار الأسد في منصبه حتى انتهاء ولايته الرئاسية العام 2014، من دون أن يحق له الترشح مجددا.

واجتمع الإبراهيمي في السادس من ديسمبر/كانون الأول في دبلن مع وزيري الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والأمريكية، هيلاري كلينتون، وبحث معهما خطة حل للوضع السوري لم يكشف عن مضمونها.

50 قتيلا أغلبهم نساء وأطفال بقصف للرقة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون في المعارضة السورية بسقوط نحو 50 قتيلا أغلبهم من النساء والأطفال بقصف مدفعي على إحدى بلدات محافظة الرقة، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا العنف في مدن سورية عدة إلى 118 قتيلا الأربعاء.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف المدفعي لبلدة القحطانية في محافظة الرقة أسفر عن مقتل 21 طفلا و3 سيدات بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

وبث ناشطون شريط فيديو على الإنترنت لما قالوا إنها مذبحة ارتكبتها القوات الحكومية عندما شنت قصفا على مزارع قرية القحطانية، في حين ذكرت ‎شبكة أخبار الرقة في صفحتها على فيسبوك أن من بين القتلى 17 طفلا و3 نساء.

ويظهر في الفيديو عددا من الجثث بعضها لأطفال بدت عليها بقع دماء في غرفة لم يحدد مكانها، ووضعت على بعض هذه الجثث أغطية بيضاء وغطيت أخرى ببطانيات، ولم يتسن لـ”سكاي نيوز عربية” التأكد من صحة الفيديو.

في غضون ذلك، شهدت بلدات في ريف دمشق معارك عنيفة بين الجيشين الحر والحكومي الذي قصف أيضا الزبداني بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والهاون، حسب شبكة سوريا مباشر.

وفي دمشق، اندلعت اشتباكات في حي تشرين، حيث قال ناشطون إن المعارضة المسلحة سيطرت على 3 حواجز للقوات الحكومية، في وقت شهد حي التضامن قصفا واشتباكات.

كما تجددت ليل الثلاثاء الأربعاء الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة، بعد أيام من توقفها إثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام السوري والموالين له، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في غضون ذلك، تواصلت أعمال العنف في مناطق سورية عدة، حيث أفاد ناشطون باندلاع معارك في معرة النعمان بإدلب، بينما تعرضت بلدة دركوش لقصف براجمات صواريخ.

أما في حلب، فتحدثت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات عنيفة في محيط المطار الدولي، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة السفيرة في ريف المدينة الذي شهدت بعض بلداته عملية انتخاب مجالس محلية بغية إدارة شؤونها.

وتقوم هده المجالس بالاهتمام بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين ومعالجة الصعوبات القائمة، لا سيما في المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية، حسب ما أفاد مراسل “سكاي نيوز عربية”.

من جهة أخرى، أفادت شبكة شام عن تجدد للقصف المدفعي الثقيل على بلدة تسيل بريف درعا، بينما أفاد ناشطون بتعرض حي بعلبة في حمص إلى قصف مدفعي عنيف وراجمات الصواريخ.

في المقابل، أعلنت القوات السورية النظامية، مساء الثلاثاء، أنها تنفذ حملة ضد المقاتلين المعارضين في ريف حماة، الذي شهد في الفترة الأخيرة اشتباكات وأعمال عنف، كان أبرزها غارة جوية على بلدة حلفايا قبل أيام أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.

ويأتي تصاعد حدة العمليات العسكرية بينما يواصل المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، جهود الوساطة، في دمشق حيث اجتمع مع بعض المعارضين التي تتقبلهم الحكومة السورية، لكنهم مرفوضون من قبل التيار الرئيسي للمعارضة ومقاتليها.

وبعد سلسلة الاجتماعات الذي عقدها في دمشق وأبرزها مع الرئيس السوري، بشار الأسد، لم تظهر أي بوادر تقدم في جهود الإبراهيمي لإنهاء العنف الذي اشتد في الأشهر القليلة الماضية.

سوريو تركيا بين لهيب الحرب وغلاء المعيشة

مهران عيسى- اسطنبول – سكاي نيوز عربية

يعاني اللاجئون السوريون الذين يقيمون في مدن تركية كإسطنبول من ارتفاع إيجار الشقق السكنية، الأمر الذي دفع عددا منهم للسكن في شقة واحدة بهدف تقاسم أعباء المعيشة.

وباتت المعاناة تلازم اللاجئين السوريين أينما حلوا، إذ لم تعد هذه الكلمة مقتصرة على اللاجئين في المخيمات على الحدود التركية السورية فحسب، بل شملت حتى من حالفهم الحظ في استئجار بيت متهالك في إسطنبول وبمبلغ باهظ.

وهربا من الحرب في سوريا، والبرد القارس في مخيمات اللاجئين على الحدود التركية السورية، التجأت عائلات إلى إسطنبول من بينها عائلة اللاجىء أدهم وزان.

وتعود أسباب ارتفاع إيجارات الشقق السكنية في وسط إسطنبول، بحسب تاجر عقارات، إلى ارتفاع أعداد العائلات السورية الهاربة إلى تركيا مقارنة بعدد الشقق المتوفرة.

45 ألف سوري ضحايا 21 شهرا من العنف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تجاوز عدد ضحايا أعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد في مارس عام 2011، 45 ألف قتيل، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، قوله إن “إجمالي عدد القتلى بلغ 45 ألفا و48 شخصا، من بينهم 31 ألفا و544 مدنيا، و1511 جنديا منشقا، و11217 عنصرا من القوات النظامية و776 قتيلا مجهول الهوية”.

تجدر الإشارة إلى أن المرصد السوري الذي يتخذ من لندن مقرا له، يدرج بين القتلى المدنيين، الأشخاص الذين حملوا السلاح إلى جانب الجنود المنشقين عن الجيش السوري.

ويعتمد المرصد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمندوبين في أنحاء سوريا وعلى مصادر طبية مدنية وعسكرية.

وعن هذه الحصيلة، قال عبد الرحمن “هي التي تمكنا من توثيقها، والأكيد أن الأرقام الفعلية هي أعلى بسبب عدم معرفتنا بمصير آلاف المفقودين داخل المعتقلات السورية من مدنيين وعسكريين”.

وأشار إلى أن “أعداد القتلى في صفوف القوات النظامية والمقاتلين المعارضين هي أعلى بسبب تكتم الطرفين على خسائرهما الحقيقية للحفاظ على معنويات أفرادهما”.

يشار إلى المرصد لا يحصي المقاتلين الأجانب الذين يعلن في بلادهم عن مقتلهم في سوريا، كما، لا تشمل الأرقام “المجموعات المسلحة التي كانت تقمع التظاهرات في بداية الثورة” منتصف مارس 2011، في إشارة إلى من يعرفون بـ”الشبيحة”.

الإمارات تطالب بتحول غير طائفي بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكدت الإمارات، الأربعاء، دعمها لـ”تحول حكومي مستقبلي غير طائفي في سوريا”، وذلك خلال لقاء وزير الخارجية، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب في أبوظبي.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن الشيخ عبدالله قوله إن “بلاده وقفت داعما ومساندا لمطالب الشعب السوري، ودعت النظام هناك منذ بداية الأزمة إلى الحكمة ووقف أعمال القتل والتدمير”، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 45 ألف شخص حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وشدد وزير الخارجية الإماراتي على الجهود الذي بذلها الخطيب “خلال وقت قصير من توليه موقعه في توحيد المعارضة السورية، لافتا في الوقت نفسه إلى “الاتصالات والجهود الدولية وجهود جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي في هذا الصدد”.

وكان قادة مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم السنوية، الثلاثاء، في المنامة جددوا موقفهم بتقديم الدعم والمؤازرة للائتلاف الوطني، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.

وأكد الشيخ عبدالله عزم دولة الإمارات على دعم تحول حكومي مستقبلي غير طائفي في سوريا لتأسيس مستقبلها على أرضية اقتصاد صلبة وقاعدة إنتاجية، مشددا على دعم الإمارات للجهود التي المبعوث الدولي، الأخضر الإبراهيمي، لوقف العنف في سوريا وإيجاد تسوية سلمية للنزاع.

جدير بالذكر أن محققو الأمم المتحدة حذروا في تقريرهم الأخير حول سوريا، الأسبوع الماضي، بأن النزاع أصبح “طائفيا بشكل واضح”، مشيرين بصورة خاصة إلى التوتر بين العلويين والسنة في هذا البلد.

مسؤولان سوريان في موسكو لإجراء محادثات بشأن مقترحات لحل الازمة

بيروت (رويترز) – قالت مصادر سورية ولبنانية ان مسؤولين بوزارة الخارجية السورية توجها إلى العاصمة الروسية موسكو يوم الاربعاء لمناقشة مقترحات لانهاء الازمة السورية الممتدة منذ 21 شهرا يبدو أنها مقدمة من المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي.

وقال مصدر أمني سوري ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ومساعدا آخر سيبحثان مع مسؤولين روس تفاصيل اجتماعات عقدت مع الابراهيمي في دمشق هذا الاسبوع.

وذكر مسؤول لبناني مقرب من حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ان المسؤولين السوريين كانا متحمسين بعد المحادثات مع المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الذي التقى بوزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الثلاثاء والتقى بالاسد في اليوم السابق.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الامر “هناك مناخ جديد الان وهناك شيء جيد يحدث. بالطبع يريد المسؤولون السوريون الاجتماع مع حلفائهم لمناقشة هذه التطورات الجديدة.”

وقتل اكثر من 44 الف سوري في الانتفاضة ضد الاسد في صراع بدأ باحتجاجات سلمية لكنه تحول إلى حرب أهلية.

ويقوم الابراهيمي بزيارة لسوريا مدتها اسبوع لاجراء محادثات مع المسؤولين الحكوميين السوريين وبعض المعارضين لكنه حتى الان لم يعلن شيئا عن اي مقترحات او تطورات جديدة.

وكان الابراهيمي قد عقد في وقت سابق من الشهر الحالي اجتماعات مكوكية بين روسيا – اكبر مورد للسلاح إلى سوريا – والولايات المتحدة التي القت بثقلها في كفة المعارضة. وبينما قال الجانبان انهما يريدان انهاء الازمة من خلال تسوية سياسية لم يغير أي منهما موقفه من الاسد.

وتركز عرض الابراهيمي السابق على تشكيل حكومة انتقالية دون تحديد لدور الاسد المستقبلي وهو ما تحول إلى نقطة خلاف بين الحكومة والمعارضة والقوى الأجنبية التي تدعم طرفي الصراع.

وتتعامل المعارضة مع الجهود الدبلوماسية الاخيرة – بما في ذلك جهود الابراهيمي – بحذر.

ورفض معاذ الخطيب – رئيس الائتلاف الوطني المعارض – اي اتفاق لا يتضمن رحيل الاسد وقال ان الائتلاف أكد على هذا الموقف أكثر من مرة.

وكتب الخطيب على صفحته على موقع فيسبوك يوم الاثنين انه اخبر كل مسؤول التقاه ان الحكومة ورئيسها لا يمكن ان يظلا في السلطة سواء بسلطاتهم او بدونها وان ذلك امر غير مقبول للسوريين.

وقال ان قيادة الائتلاف قالت للابراهيمي مباشرة ان هذا النوع من الحلول مرفوض.

من اريكا سولومون وليلى بسام

(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

وزير الداخلية السوري يعود إلى دمشق بعد علاجه في لبنان

بيروت (رويترز) – قالت سلطات مطار دمشق إن وزير الداخلية السوري محمد ابراهيم الشعار عاد إلى دمشق قادما من لبنان يوم الأربعاء بعد أن تلقى العلاج في بيروت من جروح أصيب بها خلال تفجير نفذه مقاتلو المعارضة هذا الشهر.

وأصيب الشعار في الكتف والبطن والساقين عندما انفجرت سيارة ملغومة وقنبلتان أخريان عند وزارة الداخلية في العاصمة السورية.

وقتل خمسة على الأقل في الهجوم لكن مسعفين في لبنان قالوا إن إصابات الشعار (62 عاما) لا تمثل خطرا على حياته.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

المعلومات المسربة من المبادرة الاكثر جدّية حول سورية

روما (24 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر دبلوماسية غربية إن الولايات المتحدة ستنتقل إلى “خطة بديلة قاسية” قد تكمن في تسليح المعارضة، في حال فشل المبعوث الاممي العربي الأخضر الإبراهيمي الذي يزور دمشق حاليا في الحصول على موافقة السلطات السورية على خطة متفق على غالبية تفاصيلها بين موسكو وواشنطن

وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن “المبادرة (الخطة) الأكثر جدّية حول سورية حتى الآن هي التي بحثها الروس والأمريكيون في جنيف ودبلن، ورغم سرّيتها إلا أن المعلومات المسربة منها أنها تستند بجزء كبير منها إلى اتفاق جنيف مع تعديلات هامة”، على حد وصفها

وأوضحت “المعلومات المسرّبة تشير إلى أن الاتفاق بين القطبين العالميين سيطلب من الجانبين وقف كافة العمليات الحربية، وتشكيل حكومة ترأسها المعارضة وتتمثل بثلثي عدد أعضائها، فيما تسمّي السلطة السورية ثلث الأعضاء، على أن توافق عليهم المعارضة، تتمثل أعبائها بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والجيش، والتحضير لدستور جديد، ثم لانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، ويبقى الأسد شكلياً دون صلاحيات، ثم يغادر السلطة باستقالة طوعية خلال ثلاثة أشهر كحد أقصى بعد تشكيل الحكومة الانتقالية، على أن يصدر بها قرار بحال موافقة القيادة السورية والمعارضة حسب الفصل السادس من مجلس الأمن وليس حسب الفصل السابع كما يريد الأمريكان، على أن تضمن الدول الكبرى التنفيذ”

وتابعت المصادر “هذه الخطة الأنسب للجميع، فهي من جهة تضمن بقاء الأسد وإرضاء أنصاره وعدم انتشار الفوضى فيما لو انهار الجيش النظامي تحت ضربات المعارضة المسلحة، وتضمن مصير أكثر من 130 ألف ضابط وجندي موالي، ومن جهة ثانية تضمن تنحية الرئيس بعد فترة انتقالية قصيرة وإرضاء المعارضة والثوار” في سورية

ونوهت المصادر بأنه “إذا فشلت هذه الخطة يرفضها أو تعطيلها من جانب النظام كما رفض وعطّل مبادرات عربية ودولية سابقة وأغرقها بالتفاصيل والتفسيرات، عندها سيتغير موقف موسكو، وغالباً ستبدأ الولايات المتحدة بالخطة البديلة وتسليح المعارضة المسلحة للإطاحة بالأسد ونظامه بالقوة بكل ما تحمله هذه الخطة من مخاطر وخسائر مرتقبة

تفجير “وزارة الداخلية” كان يستهدف الاسد: تحركاته سُرِّبت من الدائرة الملاصقة له

خاص بـ”الشفّاف

كشفت مصادر غير عربية وغير إقليمية معنية بشكل مباشر بالأزمة السورية ومتورطة في دعم النظام ان العملية الانتحارية التي استهدفت وزارة الداخلية يوم الأربعاء في ثاني عشر من الشهر الجاري كان تهدف الى اغتيال الرئيس السوري بشار الاسد مع مجموعة من مساعديه المقربين كان من المقرر ان يعقدوا اجتماعا امنيا تشاوريا في مبنى الوزارة .

وقد وصفت هذه المصادر تفجير وزارة الداخلية بانه من ابرز واهم التفجيرات الأمنية التي وقت في سوريا طوال الأزمة التي مر على اندلاعها اكثر من واحد وعشرين شهرا، لا يشابهه في الأهمية سوى الانفجار الذي وقع في مبنى جهاز الأمن القومي في حي الروضة بوسط العاصمة دمشق يوم الأربعاء 18 من تموز ، وأدى حينها الى مقتل قيادات النظام العسكرية والأمنية مثل آصف شوكت وحسن تركماني وداود راجحه ونجاة وزير الداخلية محمد الشعار ، مع فارق عن انفجار الداخلية الجديد ان تفجير الامن القومي ترافق مع شكوك بالجهة التي تقف وراءه، وإمكانية ان يكون الاسد قد قرر التخلص من مصادر القلق والخوف على مصيره ومصير سلطته خاصة بعد خروج صديقه مناف طلاس وحديث عن دور فرنسي في الاعداد لانقلاب ضد الاسد يشارك فيه الى جانب طلاس كل المقتولين في التفجير خاصة آصف شوكت.

تفجير الأمن القومي لم يسمع صوته او دويّه احد في دمشق، لكن تفجير وزارة الداخلية الذي وقع قبل ايام سمعته دمشق بمعظم احيائها. خاصة وانه كان “ثلاثياً، اي بسيارة مفخخة تفجيرت عند مدخل الوزارة وعبوتين ناسفتين سبق ان زُرعتا داخل مبنى الوزارة التي تعتبر بقيادة “محمد الشعار” الذي سبق ونجا من تفجير الأمن القومي، السد الدفاعي الذي يحتمي به النظام في العاصمة، حسب ما كشفت هذه المصادر غير عربية وغير إقليمية حليفة للنظام في سوريا.

وتكشف الوقائع ان النظام حاول في البداية إخفاء حجم وطبيعة الخسائر التي وقعت في تفجير “الداخلية” لكنه عاد وبعد مرور فترة من الزمن الى توزيعها على دفعات. فاعترف بمقتل قائد عمليات دمشق في الجيش السوري، “العميد عبد المعطي صالح”، في التفجير، ثم تولى الحزب السوري القومي الاجتماعي مهمة الاعلان عن مقتل عضو مكتبه السياسي وعضو البرلمان عبدالله قيروز في هذا التفجير اضافة الى سبعة قتلى، وخمسين قتيلا حسب مصادر أمنية تابعة للنظام.

وتقول هذه المصادر غير الإقليمية ان من الضروري الربط بين تفجير الداخلية السورية والمعلومات التي تتحدث عن قيام مجموعة من المتشددين المقربين من تنظيم القاعدة في الأردن بإقامة مجلس عزاء للشخص الذي قاد السيارة التي تم تفجيرها عند مدخل الوزارة في عملية انتحارية نوعية. ما يضع هذا النوع من العمليات في اطار وسياق العمليات التي يقوم ها “تنظيم النصرة” – الاسم الاخر لتنظيم القاعدة في سوريا- التي تعتبر عملياتها نوعية في أهدافها وحجم تأثيرها على النظام.

وتؤكد هذه المصادر ان معلومات وصلت الى هذه الجماعة عن لقاء سيعقد في وزارة الداخلية على مستوى عالٍ قد تشارك فيه قيادات رفيعة سياسية وأمنية وعسكرية، فعمدت للاعداد لهذه العملية على وجه السرعة بسبب ضيق الوقت بين حصولها على المعلومات وموعد انعقاد اللقاء. ولهذا السبب لم يستطع التفجير الانتحاري الوصول الى هدفه او حتى النيل بشكل أكيد من وزير الداخلية الشعار.

وبعد التفجير لجأ النظام الى اعتماد عملية تمويه فيما يتعلق بالأخبار المتعلقة بالشعار ما بين تأكيد سلامته الى الحديث عن اصابة طفيفة وصولا الى نقله الى لبنان بسبب حراجة وضعه الصحي! وعندما اطمأن النظام الى عدم وجود خرق امني في دائرة الوزير، بدأ عملية اعادة فرز المعطيات التي ادت الى تسريب المعلومات المتعلقة بالاجتماع الذي من المفترض ان يكون سريا وكيفية وصولها الى المنفذين.

وتضيف هذه المصادر ان رأس النظام السوري اي بشار الاسد قد أصيب بحالة من الإرباك كبيرة خاصة وانه كان هو المستهدف من تفجير وزارة الداخلية وان كل الإجراءات الاحترازية والأمنية التي أحاط نفسه بها لم تمنع من حدوث خرق طال هذه المرة الدائرة الأقرب منه والتي من المفترض ان تتولى مهمة الحفاظ عليه والدفاع عنه وتوفير الأمن له. خاصة وان تسريب معلومات عن تحركاته يجعله هدفا مكشوفا بات بامكان اي من الاطراف الوصول اليه والنيل منه.

وتقول هذه المصادر ان الارباك الذي سببه هذا الخرق الأمني لم تقف ارتدادته عند دائرة الاسد الضيقة بل وصلت الى موسكو العاصمة الروسية التي ما زالت تقدم الدعم السياسي والأمني والعسكري، اذ بدأت القيادة فيها تشكك في قدرة الاسد على الاستمرار والدفاع عن سلطته خاصة وان الخرق وصل الى داخل القصر الرئاسي واقرب المحيطين به.

التايم : بشار الأسد يلعب بسلاح “الشتاء” ضد ثوار سوريا

اشارت مجلة «تايم» الأميركية الى ان السلاح السري الذي يأمل نظام الرئيس السوري بشار الأسد في استخدامه لوقف قوة الدفع التي حصل عليها الثوار مؤخرا يتمثل في كلمة «الشتاء».

واعلنت المجلة في سياق تقرير بثته، الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني، إنه مثلما يعلم الأسد أن نظامه لا يستطيع الفوز بالحرب الأهلية السورية فإنه لا يعتقد أيضا أنه على وشك خسارة ما وصفته الأمم المتحدة الأسبوع الماضي على أنه «حرب أهلية طائفية بشكل مفتوح» في سوريا.

وأضافت أن بداية موسم البرد الشديد وسط حرمان من المواد الأساسية يقترب من المجاعة في بعض المناطق، يستنزف بالفعل معنويات المدنيين ويسبب حالة متزايدة من اليأس في الأراضي التي يسيطر عليها الثوار، موضحة أن تقارير يوم أول أمس، الأحد، التي أفادت بضربة جوية على مخبز في بلدة تخضع لتحكم الثوار تؤكد الانطباع بأن النظام ربما يستهدف بشكل ممنهج إمدادات الخبز في تلك المناطق لتعميق الأزمة الإنسانية.

ونقلت المجلة عن جوشوا لانديس وهو خبير في الشأن السوري بجامعة أوكلاهوما قوله إن التحدي الأكبر الذي يواجه الثوار هو توفير ضروريات الحياة للسوريين الذين يعيشون في مناطق لم تعد تخضع لسيطرة الدولة.

لكن المجلة أوضحت أن النظام يأمل أيضا بأن المخاوف الغربية من «الشتاء الإسلامي»، وهو تعبير مجازي للنظم التي تأتي في أعقاب الربيع العربي الذي يتم فيه استبدال الأسد بعناصر معادية للنفوذ الغربي والأقليات السورية، سيمنع أمريكا وحلفاءها من الإلقاء بوزنهم وراء الثوار.

ولفتت المجلة إلى أن النظام ربما يأمل بأن هذا الخوف سيخلق حافزا لدى القوى الغربية والدول المجاورة القلقة مثل تركيا والأردن للضغط من أجل حل سياسي أسرع بدلا من السماح باستمرار النزاع.

ونوهت المجلة إلى أن ذلك السيناريو قد يدفع تكتل «أصدقاء سوريا» من الدول الغربية والعربية للضغط أكثر من أجل إنهاء سريع للحرب، إما بزيادة الدعم للثوار كما يدافع البعض أو عن طريق ممارسة الضغوط لإيجاد حل من خلال التفاوض أو بكليهما.

وأشارت المجلة إلى أن قدوم ثاني شتاء يمر على الثورة التي شهدت مقتل أكثر من 40 ألف شخص ووجود نصف مليون لاجئ في الدول المجاورة، جعل القدرة على توفير المال والخبز والمأوى أمرا مهما بنفس أهمية السلاح في تحديد منحى نتيجة الصراع. مجلة تايم

المعارضة السورية تتوقع انتقالاً صاخباً للسلطة بعد رحيل الأسد

ايلاف

عندما تبحث المعارضة السورية احتمالات اليوم التالي لسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، فأنها تضع في حسبانها احتمال اندلاع حرب أهلية، وكذلك إمكانية سيطرة المتشددين على البلاد.

 تحول التخطيط لليوم الذي سيعقب سقوط الرئيس السوري بشار الأسد إلى سباق مع الزمن يخشى كثير من أنصار نشر الديمقراطية والتعددية في سوريا من عدم الإعداد له بالشكل المطلوب.

ويعكف نشطاء المعارضة وأنصارهم في واشنطن واسطنبول وغيرهما من الأماكن في الوقت الراهن على وضع قواعد بيانات وخطط للبنية المؤقتة التي ستكون منوطة بإدارة شؤون البلاد إلى أن يتم الانتهاء إلى  شيء يكون أكثر استدامة بهذا الصدد.

 لكن حتى هؤلاء الذين يعملون على الخطط يشكون في أنهم سيساهمون بشيء أكثر من الاقتراحات في مرحلة ما بعد الأسد التي يتوقعون أن تتسم في أفضل الظروف بالفوضى والصراعات. كما يتوقعون نشوب حمام دم طائفي واحتمالية فرض الهيمنة من جانب المتشددين الذين يقاتلون مع القوى العسكرية الثورية في أسوأ الظروف.

 ويعتقد كثير من الناشطين السوريين أن أميركا وأوروبا تسببتا في تفاقم التحديات عن طريق حظرهما التواصل مع المعارضة المسلحة في البلاد بينما لا يزال الأسد في السلطة.

 ونقلت في هذا السياق صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن رامي نخلة، المدير التنفيذي لمنظمة “اليوم التالي” و مقرها في اسطنبول والتي تقدم الدعم التقني لائتلاف المعارضة السورية المدعوم من جانب الولايات المتحدة، قوله :” ما نحتاج إليه بالفعل هو العمل مع أبرز القادة وأكثرهم اعتدالاً في الجيش السوري الحر لجعلهم قادة وطنيين ولتأسيس منظمة قوية لهم تحت قيادة سياسية”.

 وتابع نخلة حديثه بالقول إن فرض قيود ضد أي تواصل أو تفاعل مع المعارضة المسلحة يعتبر خطأً استراتيجياً كبيراً. فيما أشار آخرون إلى أن المساعدات الإنسانية الأميركية إلى سوريا، التي يتم تقديمها بشكل غير مباشر وبعيداً عن الأضواء إلى حد بعيد من خلال منظمات غير حكومية، لا تحظى بأي تأثير يذكر في الصراع وأن مساعدة إعادة البناء الضخمة المخطط لها في اليوم الذي سيعقب سقوط الأسد سوف تأتي متأخرة للغاية للفوز بقلوب وعقول المواطنين السوريين العاديين.

وقال توم مالينووسكي مدير منظمة هيومان رايتس ووتش في واشنطن “لا يفكر أحد في اليوم الذي سيعقب سقوط الأسد. بل يفكرون في اليوم وفيما إن كانوا سيعيشون حتى الغد”.

 وتابع مالينووسكي حديثه بالقول ” ويقول حتى هؤلاء الأشخاص ذوي الفكر العلماني الذين يعترفون بأن الجهاديين يشكلون تهديداً محتملاً لهم إنهم الأشخاص الوحيدون الذين ساعدونا وأنكم لم تساعدونا. وليس هناك الكثير من الوقت المتبقي لكي نظهر للسوريين أن الولايات المتحدة كانت معهم عندما كانوا في أمس حاجة لها”.

 واعترف مسؤولون أميركيون بأنهم يدركون مدى خطورة الموقف، في الوقت الذي بدأت تزيد فيه القوى العسكرية الثورية من إحكام قبضتها على المحافظات السورية وسط تصاعد في أعداد القتلى من المدنيين وفي ظل تزايد الحاجة للمساعدات الإنسانية.

فيما قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ” لكن هناك أمور قانونية متعلقة بما هو أبعد من المساعدات الإنسانية”. وأكد في الجزئية نفسها مسؤولون أميركيون أن تزويد الثوار بنفس نوعية المساعدات التنظيمية والتدريبية التي يتم منحها خارج سوريا للمعارضة السياسية هو أمر غير قانوني مثل تزويدهم بالأسلحة أو إرسال قوات.

 ورغم إشارة الإدارة الأميركية إلى أنها ترى انه من الضروري بالنسبة للرئيس الأسد أن يرحل، إلا أن النطاق الذي تعمل من خلاله ما يزال محدوداً، من واقع الحقيقة التي تقول إن أميركا ليست في حالة حرب مع سوريا وليس لديها حق شرعي في الدفاع عن نفسها، وفقاً لما ذكره مسؤولون رفضوا الكشف عن هوياتهم.

 ومضت الصحيفة تقول إنه غير من المحتمل أن تتم العميلة الانتقالية السياسية في البلاد بسلام وبهدوء. ونقلت عن ستيفن هيديمان المسؤول عن مشروع توجيه سوريا صوب مستقبل ديمقراطي من جانب معهد السلام الأميركي الذي يتم تمويله من جانب الكونغرس قوله :” إذا افترضنا أن النظام سينهار عما قريب، فعلينا أن نعترف بأننا سنشهد مرحلة من التنافس السياسي المحتدم التي ستحظى فيها الأطراف العاملة على الأرض ممن نجحت في تكوين مصداقية بميزة كبرى. وسيقوم القادة العسكريون في كثير من الحالات بتأكيد سلطتهم، ولو مؤقتاً على الأقل”.

وأعقبت الصحيفة بتأكيدها أن ما يثير قلق رامي نخلة وآخرين هو أن طريقة رفع اليد التي تنتهجها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون ربما تؤكد النتيجة الفوضوية التي يقولون إنهم يسعون لتفاديها. وتكهن نخلة في هذا الإطار بأن تقوم العناصر المسلحة القوية، بمن فيهم المتطرفين، بالبحث عن عدو جديد لاستعادة قوتها بعد النجاح في القضاء على الأسد. وختمت الصحيفة بنقلها عن فريدريك هوف، الذي عمل كمستشار خاص لدى وزارة الخارجية في الفترة الانتقالية بسوريا حتى أيلول/ سبتمبر الماضي ويعمل الآن كزميل بارز لدى المعهد الأطلسي، قوله إنه يتعين على إدارة أوباما أن تستعد لرحلة وعرة في سوريا بمرحلة ما بعد الأسد.

دليلة وتيزيني وجاموس يطلقون مبادرة بالتعاون مع مدير الحوار مع الاسرائيليين ؟

جويس كرم : الحياة images

أطلق عدد من السوريين في الداخل والخارج مشروع “الحوار السوري” لاستقطاب “الغالبية الصامتة” في محاولة للتلاقي على خطوط جامعة ترأب الصدع في ضوء الاصطفاف السياسي والعسكري الحاصل في سورية وبوادر ما وصفته الأمم المتحدة بحرب مذهبية.

والمبادرة تم اطلاقها منذ أيام عبر موقع www.creativesyria.com محاولة لإحياء الشريحة الوسط في المجتمع السوري، والتي بعد نحو عامين على الأزمة ترى “أن المتشددين من الجانبين اختطفوا زمام المبادرة برفضهم الحوار وإصرار كل منهم على الانفراد بتقرير اتجاه وسرعة التغيير المنشود”مقابل بقاء “الشريحة الكبرى من المعتدلين صامتة ومُغيَبة”.

ويقول الباحث كميل أوطرقجي وهو أحد مؤسسي المبادرة وفقا لصحيفة “الحياة” إن “الطرفين يأخذان البلاد في طريق الحرب الأهلية ولا بد من تحرك لإعادة لم الشمل وإيجاد منبر لجميع السوريين”، وتهدف المبادرة الى “إطلاق منبر قادر على تشخيص الأزمة وصياغة رؤية سياسية واقعية وعقلانية لمستقبل سورية”.

وتضم الهيئة المؤسسة للمبادرة ٤٠ عضواً بينهم أسماء بارزة مثل عارف دليلة وطيب تزيني، وأخرى مثل مازن بلال ومازن بيتنجانة وفاتح جاموس عادت لتوّها من زيارة الى موسكو حيث التقت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

ويحاول المشروع استقطاب توجهين مختلفين يمتلكان رؤى متباينة تجاه الأزمة؛ أولهما يحبذ التغيير الشامل والسريع، والثاني يرى أن التغيير المتدرج أكثر أماناً. وكان القصد من هذا التنوع وفق أوطرقجي “إظهار طبيعة تفكير السوريين بكل النتائج التي ترتبت عن الحدث السوري”.

وتهدف المبادرة الى تقديم مقترحات تكون مفيدة في أي حوار وطني. ولفتت الى أن الهاجس الأول للسوريين، وليس الوحيد، “النجاة” نتيجة العنف وغياب الأمان وانهيار الحالة المعيشية، ورفض الحل العسكري.

وحذرت المبادرة من مخاوف السوريين من “المحاصصة الطائفية” وانتقال العمل السياسي من الاستبداد إلى واقع من التمزيق والولاءات لمراحل ما قبل الدولة، مؤكدة المواطنة ورفض التقسيمات العرقية أو المذهبية داخل العمل السياسي والحفاظ على كرامة الإنسان وحقوقه.

صحيفة فرنسية تزو ر صورة لـ”قاطع الرقاب” من أفغانستان 2009 إلى سوريا 2012

وأعدت الجريدة تقريراً مطولاً احتوى على عددٍ من (شهادات) للمدنيين تتكلم عن انتهاكات الجيش الحر في الشمال السوري الشبه محرر والتي شُبّهت بانتهاكات جنود النظام، حيث نشرت المادة بتاريخ 17 كانون الأول ديسمبر الشهر الحالي وتحت عنوان إدلب والفعالية الجهادية ((A Idlib, les «efficaces» jihadistes)) وبدأت الجريدة تسرد الـ”الوقائع” مستندةً على صورة قيل بأنّها أخذت من إدلب.

وكتبت الجريدة تحت الصورة شرحاً عنها تضمّن الكلمات التالية (مقاتلو النصرة في شريط فيديو نشر أوائل الشهر الجاري)، حيث كان يظهر في الصورة أحد المقاتلين يحمل سيفاً.

ولدى عودة عددٍ من الناشطين للتدقيق في تفاصيل الخبر تبيّن بأنّ الصورة التي بُني عليها المقال والشهادات الميدانية والايحاءات الإعلامية ما هي إلا صورة تمّ التقاطها خارج سوريا وفي أفغانستان تحديداً.

وكانت صحيفة مايل أونلاين البريطانية (mail online) قد نشرت نفس الصورة منذ ثلاثة أعوام وتحديداً في 10تشرين الأولأكتوبر 2009، تحت خبر يتكلم عن رجل ألماني متشدد وينتمي لتنظيم القاعدة في أفغانستان.

ولم تضع الصحيفة الفرنسية رابط الفيديو الذي قالت بأنّ الصورة قد أخذت منه علماً أنّ الصحيفة البريطانية كانت ذكرت بأنّ الصور التي نشرتها في تلك الفترة قد أخذت من تسجيل لتنظيم القاعدة في أفغانستان.

يذكر أنّ أميركا كانت قد وضعت جبهة النصرة ضمن قائمة الجهات الإرهابية بناءً على تقارير إعلامية واستخبارتية (كما ذكر) وهو ما أثار الشارع السوري الثائر على نظام الحكم في البلاد منذ أكثر من سنة وتسعة أشهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى