أحداث وتقارير اخبارية

أخبار الثلاثاء، 14 آب، 2012


سطح مبنى البريد في حلب لـ «ارسال الشبيحة» الى «جهنم»

بيروت – أ ف ب

أظهرت اشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» على شبكة الانترنت صوراً منسوبة الى مقاتلين معارضين في سورية يقدمون على إلقاء اشخاص من سطح احد الابنية، ويذبحون رجلاً بالسكين، ما يثير القلق من انتشار الممارسات الوحشية في النزاع السوري الآخذ بالتصعيد.

وتشير اشرطة الفيديو التي نشرت امس ولا يمكن التأكد من توقيت حصولها او مكانه الى انها وقعت في محافظة حلب في شمال البلاد. ويظهر احدها رجالاً يلقون اشخاصاً من سطح مبنى البريد في مدينة الباب في محافظة حلب، ولا يمكن التأكد مما اذا كان هؤلاء أحياء او أمواتاً. ويمكن مشاهدة ثلاث جثث على الارض او الى «جهنم»، قبل ان يبدأ إلقاء ثلاثة اجساد اخرى من فوق المبنى.

ويقول مصور الشريط: «ابطال مدينة الباب في مبنى البريد»، بينما يصرخ اشخاص تجمعوا في اسفل المبنى بعد رمي الشخص الاول «هذا شبيح… هذا شبيح».

وفي شريط آخر، يظهر رجل معصوب العينين ومقيد اليدين وراء ظهره، يقاوم مجموعة من الرجال يجبرونه على التمدد ارضاً. ثم يقوم احدهم بجز عنق الاسير بالسكين اكثر من مرة، الى ان يتدفق دمه على الرصيف، وسط صيحات «الله اكبر».

ويقول احد المقاتلين المفترضين لرفاقه: «افضل ان نقتله برصاصة، ويجيبه آخر بحدة لا، لا، اسكت».

ويقول المصور: «هذا مصير كل شبيح وكل مؤيد»، ثم «الحمد لله الحمد لله… يا بشار هذا مصير جيشك وشبيحتك».

وفي الشريط الثالث الذي التقط على ما هو معلن في مدينة اعزاز في محافظة حلب، يظهر رجل مع لحية يلقى به من سيارة ويداه مقيدتان وراء ظهره ويُدفع به ارضاً.

ويقوم احدهم بإطلاق النار عليه من مسدس صغير، ثم يطلق عليه آخر رشقاً رشاشاً، ويتابعان اطلاق النار على رغم مقتله.

ورداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان «اذا تأكدت هذه الاشرطة، فإنها اعمال وحشية تسيء الى الثورة وتخدم أعداء الثورة في الداخل والخارج».

وأضاف، «هذه ليست اخلاق السوريين، نحن نناضل من اجل الوصول الى دولة ديموقراطية ومدنية في سورية. اننا ندين انتهاكات حقوق الانسان التي يقوم بها النظام ولا يمكننا إلا ان نشجب كل انتهاكات حقوق الانسان من اي جانب أتت».

وشدد عبدالرحمن «على وجوب معاملة الاسير وفق القوانين الدولية والشرائع السماوية».

المعارضة تسقط أول طائرة حربية والنظام يتحدث عن «خطأ فني»

جدة – عبدالله الزبيدي وخالد العمري وفهد الحسني؛ دمشق، بيروت، لندن، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

يستهل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم (الثلثاء)، في قصر الصفا بمكة المكرمة، قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية، وسط ظروف بالغة التعقيد، ونزاعات دامية تهدد الأمة الإسلامية. وتوقع مراقبون أن يشير خادم الحرمين الشريفين، في كلمته أمام رؤساء وموفدي 57 دولة عضواً في منظمة التعاون الإسلامي، إلى أوضاع اليمن والسودان ومالي ودول الساحل الأفريقي. وفيما أحال وزراء خارجية بلدان التعاون الإسلامي توصية إلى القمة لتجميد عضوية سورية في المنظمة، علمت «الحياة» من مصادر رفيعة أن ممثلي 56 دولة إسلامية وافقوا على تضمين البيان الختامي لقمة مكة المكرمة نصاً يطالب بتنحية الرئيس السوري بشار الأسد، واعترضت إيران وحدها على ذلك. وستدرس القمة، بحسب معلومات حصلت عليها «الحياة»، توصية بتكوين قوات إسلامية مشتركة، ومطالب بـ»خروج آمن» للنظام السوري.

وطغى على الاخبار الامنية في سورية امس سقوط طائرة مقاتلة تابعة للجيش السوري في سماء محافظة دير الزور. وبينما اعلن مصدر عسكري رسمي ان الطائرة اصيبت بعطل فني طارىء ادى الى «تعطل اجهزة القيادة وعدم امكانية متابعة الطيران ما دفع الطيار الى مغادرة الطائرة بالمقعد المقذوف»، تبنى «الجيش السوري الحر في الداخل» اسقاط الطائرة، وهي من طراز «ميغ 23»، بواسطة رشاش مضاد للطيران من طراز 14,5. وهذه هي المرة الاولى التي يعلن فيها مقاتلو المعارضة السورية عن تمكنهم من اسقاط طائرة مقاتلة تابعة للنظام. ويشير اسقاط الطائرة المقاتلة الى احتمال وصول اسلحة متطورة الى يدي المعارضة يمكن ان تساعدها في مواجهة التفوق الجوي اذي تتمتع به قوات النظام.

وفي وقت لاحق ظهر قائد الطائرة العقيد الركن مفيد محمد سليمان في شريط فيديو على موقع «يوتيوب»، وحوله ثلاثة مسلحين، وهو يعترف بانه «كلف بمهمة قصف مدينة بو محسن» ثم يدعو ضباط الجيش السوري الى «الانشقاق عن هذه العصابة».

واستمرت المواجهات امس في حلب حيث اقتحمت قوات النظام حي سيف الدولة. كما استمر القصف على بعض المناطق في حي صلاح الدين رغم ان النظام كان اعلن السيطرة عليه منذ نهار الخميس الماضي، ولا يزال يواجه فيه «جيوباً مقاومة». وامتدت المواجهات الى حمص وصولاً الى دمشق. وبلغ عدد القتلى في المواجهات حتى مساء امس 90 على الاقل اكثرهم في ريف دمشق. وشنت قوات المعارضة فجر امس هجوما على فرع المخابرات الجوية ومركز الكتيبة المدفعية في حي جمعية الزهراء، غرب حلب ولم تعرف نتائج الهجوم.

من جهة اخرى أعلنت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات الإغاثة الطارئة فاليري آموس أنها ستبدأ زيارة لسورية ولبنان اليوم تستمر ثلاثة أيام. وقالت في بيان إن الزيارة تهدف الى «التركيز على الوضع الإنساني المتدهور في سورية وتأثير النزاع على المدنيين سواء الباقين في سورية أو اللاجئين الى دول الجوار».

وقالت إن الوضع الإنساني «ازداد سوءاً في الأسابيع الأخيرة فيما اتسعت رقعة القتال في دمشق وحلب ومدن أخرى» وأن «مليونين من السكان يعانون الآن من الأزمة وأكثر من مليون شخص نزحوا داخل سورية وأكثر من 140 ألفاً لجأوا الى لبنان والأردن وتركيا والعراق».

وفي جدة، كشف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي لـ«الحياة» أن اجتماع قادة الدول الإسلامية اليوم، سيشهد توصية من اللجنة التنفيذية تدعو إلى تعليق عضوية سورية في المنظمة، وإدانة العنف الذي ترتكبه قوات النظام بحق المدنيين السوريين. وأضاف أن المؤتمر سيحيل الملف السوري مرة أخرى على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

غير أن مصادر مطلعة ذكرت لـ«الحياة» أن بعض الدول المشاركة في مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي رفضت التوصية الداعية إلى إحالة ملف سورية على مجلس الأمن مرة أخرى، باعتبار أن ذلك سيسمح باستخدام الفصل السابع في القضية السورية.

وذكرت مصادر أخرى لـ«الحياة» أن باكستان وكازاخستان اقترحتا أن يتم تحميل مسؤولية العنف في سورية إلى الجيشين «الحر» والنظامي بالتساوي، مؤكدة أن إيران تحفظت بشكل كامل عن التوصيات كافة في الملف السوري.

وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في كلمة ألقاها نيابة عنه نائبه الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، أن الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية استشرت فيه الفتن، وبات التشتت والانشقاق والانقسام والتنافر يهدد كيانها «ووصل للأسف الشديد إلى حد العداء والتناحر في ما بين المسلمين أنفسهم، بل أصبح العداء أشد ضراوة من العداء للآخرين».

وعبر عن بالغ ارتياحه الى الاستجابة السريعة التي حظيت بها هذه الدعوة التي تعد في حد ذاتها مؤشراً إيجابياً يعكس «الرغبة الصادقة لدى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للتصدي للتحديات التي تواجهنا، ولتعزيز أواصر التضامن الإسلامي بين دولنا، خدمة لديننا الإسلامي الحنيف ولأمن وسلامة أوطاننا وشعوبنا».

وقال إن خادم الحرمين الشريفين سيبحث في هذه القضايا مع قادة الأمة الإسلامية بكل شفافية، بما في ذلك اقتراح الحلول التي من شأنها معالجة تلك المشكلات.

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون إنه يجب على الجميع في سورية أن يعرف أن سياسة الأرض المحروقة لم تكن يوماً ضمانة استقرار، أو صمام أمان، بل هي صدع في جسد الوطن، وجرح غائر يطول أمد شفائه. وأضاف أمام مؤتمر وزراء الخارجية أن على الجميع أن يدرك أيضاً أن العالم بات يخلع اليوم عن نفسه صفة الفردية والتسلّط والاستبداد، ويدخل في مرحلة الحكم الرشيد وتداول السلطة ومشاركتها.

وزاد أن ما يدعو للأسف أن سورية باتت تعيش مآسي حرب طاحنة حذّرت منها المنظمة مراراً وتكراراً، معرباً عن أسفه لدخول سورية في نفق مظلم لا تُعرف نهايته، مشدداً على أن هذا ما يمكن اعتباره نتيجة متوقعة للتجاهل الذي قوبلت به مطالب الشعب، وتطلعاته المشروعة.

وقال إن العالم الإسلامي يشهد هذه الأيام تحولات مفصلية وحاسمة في تاريخه، تتطلب معالجتها قدراً عالياً من الحكمة والروية للتعامل مع الأوضاع السائدة، ووقف النزاعات والمجابهات التي تزيد الفرقة وتشتت الجهود. وشدد على أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين لعقد القمة الاستثنائية تعد بشير خير وتفاؤل لوقف تيار الخلافات والشقاق، والالتفاف حول ما يجمع العالم الإسلامي، والابتعاد عن بواعث إذكاء الأحقاد والنزاعات من قضايا طائفية أو عرقية.

الجميل لوقف العمل بالاتفاق الأمني مع سورية وطلب نشر قوات دولية على كل الحدود

بيروت – «الحياة»

دعا رئيس حزب «الكتائب» الرئيس السابق أمين الجميل إلى «إيقاف العمل بالاتفاقية الأمنية بين لبنان وسورية فوراً لأنها باتت تشكّل خطراً داهماً على لبنان»، مقترحاً «الطلب من مجلس الأمن بأن يشمل القرار 1701 الحدود الشمالية ونشر القوات الدولية (يونيفيل) على كل الحدود اللبنانية». وأعلن وجود «شبكات عدة تخترق جهات حزبية في لبنان».

وحذّر الجميّل في مؤتمر صحافي عقده في بكفيا أمس، من أن «الوضع في البلد فالت والتهديدات تأتي من كل حدب وصوب وعدد من القيادات اللبنانية مهددة»، موضحاً أن «ما زاد الضغط والتهديد هو ما كُشف أخيراً من مخطط بعد إلقاء القبض على وزير لبناني سابق وإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس مكتب الأمن القومي السوري»، وهنأ المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن.

ولفت إلى أن «هذا الإنجار ليس أمنياً فحسب بل يأتي استكمالاً للانسحاب السوري من لبنان، وهو إنجاز على الصعيد الإنساني لأننا وفّرنا ضحايا بريئة كان يمكن أن تسقط جراء أي عمل إجرامي». كما هنأ القضاء اللبناني «لأن مذكرات التوقيف التي صدرت تتطلّب شجاعة فللمرة الأولى يتم التركيز على مسؤولين سوريين»، محذراً في المقابل من أي ضغط أو تدخّل بشؤون الأمن والقضاء لتعطيل مسيرة التحقيق والمحاكمات، ومؤكداً «أننا سنكون بالمرصاد لأي محاولة لتسييس الموضوع أو طمس الحقائق كما لن نسمح بمصادرة هذا الأمل الجديد لدى الشعب اللبناني بتحقيق أمانيه».

ورأى الجميّل أن «هذا العمل سينقل لبنان من مرحلة تاريخية مظلمة إلى أخرى واعدة، إذ سقطت محرمات كانت على حساب الحقيقة والدستور وعلى حساب أمننا وكرامة الشعب اللبناني»، معتبراً أن «هذا العمل سيؤسس لنهج جديد في العلاقة بين لبنان والدول العربية».

وقال: «إنها المرة الأولى التي تُكشف فيها مخططات إرهابية لهذا النظام تهدف إلى قتل أبرياء وهذا يؤكد هوية للعمالة وسيفتح باباً لإعادة توصيف بعض المصطلحات التي كانت من المحرمات». وسأل: «هل العمالة لدولة صديقة مسموحة وعلى حساب امن المجتمع اللبناني والمواطنين؟»، معتبراً أن «هذه الاكتشافات تدعو إلى إعادة النظر في نوعية التعاطي اللبناني الرسمي مع النظام السوري الحالي والمسؤولين فيه». وشدد على أن «القضية لم تعد تتعلق بالحياد بل هناك اعتداء على لبنان»، مشيراً إلى أن «لبنان لا يمكن أن يبقى على الحياد وينأى بنفسه عن هذه الأعمال التي تمس بسيادته وأمنه واستقراره».

خطوات للحكومة

ودعا الحكومة إلى «اتخاذ إجراءات سريعة وفعلية من اجل حماية البلد وتحصينه أمام كل التهديدات. أولاً، انعقاد مجلس الوزراء ببند وحيد لدرس محاولة الاعتداء على لبنان، كما على الدولة أن توضح للرأي العام ماذا حصل. ثانياً، المطلوب من الحكومة أن توقف فوراً العمل بمعاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين لبنان وسورية، من ضمنها الاتفاقية الأمنية التي تنصّ على أن كل المعلومات الموجودة لدى الدولة اللبنانية يجب أن تتبادلها مع الدولة السورية، فإن ما حصل يجب أن يوقف العمل بالاتفاقية الأمنية فوراً لأنها باتت تشكّل خطراً داهماً على لبنان، ولتحرير لبنان من أي تنسيق وتعاون من هذا القبيل. ثالثاً، تزويد جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن بالمعلومات اللازمة حول التعدي السوري على لبنان وإرسال شكوى مفصلة إلى مجلس الأمن من اجل اتخاذ التدابير بهذا الشأن عملاً بنظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن، كما الطلب بأن يشمل القرار 1701 الحدود اللبنانية- السورية ونشر القوات الدولية على كل الحدود اللبنانية السورية، والمطلوب من الحكومة اللبنانية أن تحسم أمرها لمصلحة الجميع لأنه ليس بإمكاننا تفريغ الجيش اللبناني من الجنوب ولا من المدن. رابعاً، استدعاء سفراء الدول العربية في لبنان والدول الكبرى والاتحاد الأوروبي لإطلاعهم على مخطط اعتداء النظام السوري على لبنان لمساعدة لبنان على درء المخاطر المحدقة بنا».

«هرطقة»

وتحدث الجميل عن الحوار، مؤكداً أنه «لا يمكن أن تستقر الأمور في لبنان طالما أن هناك دولتين وسلاحين»، داعياً إلى «حسم هذا الأمر بشكل نهائي»، ومعتبراً أن «مقولة الجيش والشعب والمقاومة هي هرطقة». وقال: «انتظرنا طويلاً بعد الانسحاب الإسرائيلي والسوري وأحداث 7 أيار (مايو) 2008 كي يُحسم هذا الأمر على الصعيد الرسمي لكن هذا لم يحصل، وللمرة الأولى يطرح رئيس الجمهورية مبادرة وأعلن نيته تقديم اقتراحات عملية.»

وشدد الجميّل على أن «أي مقاربة لهذا الموضوع يجب أن تكون تحت سقف الدستور والشرعية الدولية والميثاق الوطني»، مؤكداً أن حزب الكتائب يتشاور مع حلفائه «لأخذ موقف مشترك والموقف الأنسب على ضوء التطورات الأخيرة»، وكاشفاً انه في الساعات المقبلة «سيتم اتخاذ القرار النهائي في هذا الموضوع». وأضاف الجميّل: «نفضّل الحوار السياسي على حوار المتاريس، ونحن رحّبنا منذ البداية وتمكّنا من إقناع فريق 14 آذار بالتعاون في هذا الإطار، خصوصاً أن البلد على كف عفريت ومن المفيد أن يبقى التواصل بين الفرقاء كافة».

ودعا إلى حسم موضوع قانون الانتخاب في أسرع وقت، معرباً عن اسفه «لأن القانون الذي اقترحته الحكومة أتى وكأنها تعلن فيه سلفاً نتائج الانتخابات وهو «بدلة على القياس» لتعزيز السيطرة على البلاد وإدخالها في حلقة مفرغة». ورأى أن «مشروع القانون الانتخابي الذي أقرته الحكومة هو التفاف على ما تم التداول حوله مع المراجع اللبنانية والتفاف على لجنة بكركي التي كادت تصل إلى قرار مشترك، وعلى كل الجهود ومبادرات المجتمع المدني».

وحذّر الجميّل من أن «لبنان يواجه منطق الكنتونات الذي هو مرفوض من قبل الجميع»، معلناً انه سيتم الإعلان عن موقف واضح بعد التشاور مع الحلفاء، ومتوقعاً أن يصل مشروع قانون الحكومة للانتخاب إلى حائط مسدود.

ووصف زيارة البابا بندكتوس السادس عشر للبنان بـ»التاريخية»، وقال: «نعوّل عليها كثيراً لكننا لم نلمس حماسة كبيرة من الحكومة وكأنها تقوم بواجبها فحسب. نحن نعرف أن البابا آت من اجل لبنان ولتأكيد دور لبنان».

ورداً على سؤال حول مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة، أمل الجميّل بأن «تتوضح مواقف جنبلاط في الفترة المقبلة اكثر فأكثر في القضايا الوطنية لأننا بحاجة إلى إعادة تكوين الأكثرية البرلمانية وجمهور 14 آذار»، مشيراً إلى أن «جمهور النائب جنبلاط لم يفارق 14 آذار، ونحن أمام استحقاقات وتهديدات كبيرة ولبنان بحاجة إلى أن يتحصّن من جديد من خلال وحدة الفريق الذي ناضل في ثورة الأرز».

اشتباكات في حلب واستمرار حملات الدهم والاعتقالات في دمشق

بيروت-ا ف ب -يشهد حيا سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب في شمال سورية اللذان دخلتهما القوات النظامية السورية اشتباكات صباح اليوم بين هذه القوات والمقاتلين المعارضين، وتتعرض احياء اخرى للقصف، في وقت تتواصل حملات الدهم والاعتقالات في احياء في وسط دمشق.

ويأتي ذلك غداة يوم دام في سورية قتل خلاله 160 شخصا هم مئة مدني و41 عنصرا من قوات النظام و19 مقاتلا معارضا.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان صباح اليوم “تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في حيي سيف الدولة وصلاح الدين بالتزامن مع سماع اصوات انفجارات في الحيين. كما تعرضت احياء الصاخور وهنانو والشعار للقصف”.

واشار الى مقتل مواطنبرصاص قناص في حي سيف الدولة.

وفي دمشق، تستمر لليوم الثاني على التوالي حملة المداهمات والاعتقالات في حي الميدان في وسط العاصمة ومحيطه، بالاضافة الى حي الشاغور الذي نفذت فيه القوات النظامية الاثنين حملة مماثلة.

وافادت لجان التنسيق المحلية بعد منتصف الليل عن “قصف مدفعي عنيف” على احياء الحجر الاسود والسبينة والعسالي في جنوب دمشق.

وتسيطر القوات النظامية اجمالا على معظم دمشق، رغم حصول اشتباكات محدودة النطاق بين وقت وآخر بينها وبين مجموعات مسلحة معارضة.

وافاد المرصد عن انفجار عبوة ناسفة ليلا في حي كفرسوسة “ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية”.

تعليق عضوية سوريا في التعاون الاسلامي

سقوط طائرة “ميغ” واعتقال قائدها

    نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات

تعرضت سوريا لمزيد من الضغوط من خلال توصية رفعها وزراء الخارجية لدول منظمة التعاون الاسلامي الذين اجتمعوا في جدة امس الى القمة الاستثنائية التي تعقدها المنظمة في مكة اليوم، بتعليق عضوية سوريا في هذه المنظمة على رغم ان ايران عارضت القرار. وقال مصدر في المنظمة: “انتهت الجلسة لتوها. تبنى الوزراء القرارات ومنها تعليق عضوية سوريا”.

والى الضغوط السياسية، برز امس تطور عسكري تمثل في اعلان “الجيش السوري الحر” اسقاط طائرة “ميغ – 23” كانت تشن غارة على دير الزور في شرق البلاد، لكن السلطات السورية قالت ان الطائرة تحطمت نتيجة خلل فني لدى قيامها بطلعة تدريبية. واذا ما ثبت ان الطائرة قد اسقطت بنيران المعارضة فإن ذلك قد يمثل مرحلة جديدة في الصراع الذي تشهده سوريا منذ 17 شهراً.

ووقت تتواصل المعارك في مدينة حلب، قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان القوات النظامية اقتحمت حي سيف الدولة فيما لا تزال تواجه مقاومة من المعارضة في بعض الجيوب في حي صلاح الدين.

وفي دمشق قال المرصد ان “القوات النظامية تنفذ حملة دهم واعتقالات في منطقة البساتين بحي المزة تترافق مع احراق لعدد من منازل المنطقة”. وسجل الى “اطلاق نار من رشاشات المروحيات على احياء التضامن والقدم والحجر الاسود والعسالي في دمشق”.

وأوقعت أعمال العنف في سوريا الاثنين 103 قتلى، بينهم 58 مدنيا قتل 36 منهم في ريف دمشق وحدها، و13 من المقاتلين المعارضين قتل منهم تسعة في حمص.

 واشنطن

وفي واشنطن، اعلنت الادارة الأميركية انها لا تستبعد اي فرضية لضمان تنحي الرئيس السوري بشار الاسد، في ظل شائعات عن امكان اعلان منطقة حظر طيران في سوريا.

وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بأن “الرئيس وفريقه لا يستبعدان أي فرضية وقت نحاول ايجاد حل لانتقال سياسي (في سوريا) مع جميع شركائنا والشعب السوري”.

لكنه لم يتحدث بوضوح عن اعلان منطقة حظر طيران، مشدداً على ان المقاربة الحالية للولايات المتحدة التي تقوم على مساعدة المعارضين بوسائل غير قتالية وفرض عقوبات اقتصادية تشكل ضغطا على نظام الاسد. واضاف: “ندرس كل الخيارات الممكنة وسنواصل القيام بذلك”.

دمشق تقبل بالابراهيمي

وفي نيويورك علمت “النهار” من مصدر دولي وثيق العلاقة بالإتصالات الجارية لتعيين مبعوث خاص مشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا أن السلطات السورية وافقت على تسمية الديبلوماسي الجزائري الأخضر الابرهيمي لهذا المنصب خلفاً لكوفي أنان الذي طلب عدم تمديد مهمته بعد انتهائها في 31 آب الجاري.

وأكد المصدر الذي تحدث شخصياً مع الابرهيمي عن اقتراح تعيينه أن الأخير “قال إنه سيحدد هذا الأسبوع موقفه من اقتراح تعيينه” بالاتفاق بين الأمينين العامين للأمم المتحدة بان كي – مون وجامعة الدول العربية نبيل العربي مبعوثا خاصا مشتركا الى سوريا. وإذ أكد أن الابرهيمي “طلب دعماً قوياً وموحداً من مجلس الأمن خصوصاً والمجتمع الدولي عموماً لقبول اقتراح تعيينه”، أوضح أن الديبلوماسي المخضرم “لا يتحدث بلغة الشروط، بل يطلب توفير بعض العناصر لمساعدته على النجاح في هذه المهمة الصعبة إذا كان سيقبلها”. ولهذا السبب، نفى بشدة أن يكون الابرهيمي اشترط اتخاذ مجلس الأمن قرارا بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة كي يقبل بخلافة الأمين العام السابق للأمم المتحدة.

وأفاد المصدر أن العناصر التي يطلبها الابرهيمي “لا تتعلق بالضرورة باتخاذ قرار تحت الفصل السابع، لكنها عناصر تعطيه زخماً قوياً يريده لهذه المهمة”.

وأعلن ديبلوماسي دولي آخر أن المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أبلغ وكيل الأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون السياسية جيفري فيلتمان أن حكومته توافق على تعيين الابرهيمي خلفاً لأنان.

اقتحام حي سيف الدولة في حلب وإسقاط طائرة في دير الزور

مواجهة سعودية إيرانية اليوم في مكة حول سوريا

تنطلق القمة الإسلامية الطارئة في مكة اليوم، وعلى رأس جدول اعمالها ملف سوريا، بعد اجتماع لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة أمس، أقرّ توصية بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، ودعا فيه الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي جميع الأطراف إلى الإقرار بأن «سياسة الأرض المحروقة لم تكن يوما ضمانة استقرار».

أما إيران فأعربت عن معارضتها تعليق عضوية سوريا في المنظمة الإسلامية، معتبرة أن الاجراء لن يساهم في حلّ الازمة، ما ينذر بخلافات ستشهدها القمة خلال يومي أعمالها. وأعلنت دمشق أنها ترحب بمقررات اجتماع طهران التشاوري الدولي الأسبوع الماضي، كما جددت ترحيبها بالحوار مع المعارضة شرط أن يكون بإشراف الرئيس السوري بشار الأسد.

وأعربت أميركا عن أنها «لا تستبعد أي خيار» لها في سوريا، فيما أشار البنتاغون إلى «تصاعد» في استخدام النظام السوري لسلاح الجو ضد معارضيه، وأكد على ضرورة وقف ذلك.

وتكثفت المواجهات الميدانية بين المعارضة المسلحة والقوات النظامية، في حلب حيث اقتحم الجيش حي سيف الدولة، وفي دير الزور حيث سقطت طائرة مقاتلة للنظام، قال «الجيش الحر» إنه أسقطها واعتقل ربّانها. وأشار رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال بابكر غاي إلى تصاعد العنف، في حين بدأت الدفعات الاولى من المراقبين بمغادرة البلاد.

ويناقش قادة الدول الإسلامية في قصر الصفا في مكة، على امتداد يومين، ملفات العالم الإسلامي وبشكل أساسي الأزمة السورية. وقال الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي ردا على سؤال للصحافيين حول ما اذا كان اجتماع وزراء خارجية الدول ال57 الاعضاء في المنظمة الذي عقد في مدينة جدة السعودية قد اوصى بتعليق عضوية سوريا: «نعم». واضاف «تم اعتماد (مشروع) القرار بالتوافق بالغالبية المطلقة» للمشاركين في الاجتماع، لافتا الى انه «سوف يتم البت في هذا القرار من قبل القادة» في القمة.

وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي أن «على الجميع أن يعرف أن سياسة الأرض المحروقة لم تكن يوما ضمانة استقرار، أو صمام أمان، بل صدعا في جسد الوطن». وبينما أعرب إحسان أوغلي عن أسفه لدخول سوريا في نفق مظلم لا تُعرف نهايته، شدد على أن «هذا ما يمكن اعتباره نتيجة متوقعة للتجاهل الذي قوبلت به مطالب الشعب، وتطلعاته المشروعة».

واعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي أن بلاده «تعارض بوضوح تعليق عضوية اي دولة او منظمة». واضاف الوزير الايراني «إن تعليق العضوية لا يعني التحرك نحو حل الأزمة». ولفت الى أن «كل دولة اسلامية خاصة الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي يجب أن تتعاون لحل هذه الازمة بطريقة تساعد على تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة». ويشار إلى أن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يشارك في القمة، في خامس زيارة له إلى السعودية منذ توليه رئاسة ايران.

وعلمت «السفير» أن بلبلة حصلت خلال الجلسة الختامية لاجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية، وذلك بعدما طلب نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز رفع الجلسة والتصويت على البيان الختامي، بالرغم من أن 13 مشاركاً كانوا قد طلبوا القاء كلمات.

وفي مقابل إصرار رئيس الجلسة على تلاوة البيان الختامي، أصر وزير الخارجية اللبناني على الكلام، حيث أكد تحفظ لبنان على البند المتعلق بسوريا لأنه يتناقض مع سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة اللبنانية إزاء الأزمة السورية، وتمنى لو أن البيان تضمن توصيات بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل بسبب استمرارها في سياساتها العدوانية والاستيطانية وتحديها للقرارات الدولية ذات الصلة. ويذكر أن من بين الذين طلبوا الكلام مندوب فلسطين.

وأعلن السفير السوري في طهران حامد حسن أن الحكومة السورية ترحب بالحوار مع المعارضة شرط أن يكون بإشراف الرئيس السوري بشار الأسد. وقال حسن في اجتماع عقد برعاية مؤسسة التعبئة في الإذاعة والتلفزيون وتحت عنوان «سوريا، ملحمة المقاومة والصمود»، أن «الحكومة السورية ترحب بالمحادثات البنّاءة والحوار المنطقي مع المجموعات المعارضة في سوريا»، وقال إن «الشرط الأساسي لهذه المحادثات هو أن تكون بإشراف رئيس الجمهورية». وتابع قائلا إن «سوريا كانت سبّاقة دوماً في مجال تطبيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والحزبية واليوم عازمة أيضاً علي إجراء الإصلاحات المناسبة في شتي المجالات».

ورحبت وزارة الخارجية السورية بالبيان الصادر عن اجتماع طهران التشاوري الذي عقد في التاسع من آب الحالي متقدمة بالشكر لايران وجميع الدول المشاركة في الاجتماع على «الجهود المبذولة لمساعدة سوريا على تجاوز ازمتها استناداً لمبدأ الدفاع عن الحق بوجه الباطل ودعم المطالب المشروعة للشعب السوري عبر الحوار الوطني السلمي وضمن المناخ الهادئ بعيداً عن أي تدخل اجنبي بالشأن السوري».

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن بثينة شعبان ستبدأ زيارة للصين اليوم وستلتقي مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي. وأضافت الوزارة إن الصين تفكر أيضا في دعوة عدد من أعضاء المعارضة السورية لزيارة البلاد. وقال المتحدث باسم الوزارة الصينية تشين غانغ على موقعها على الانترنت «لتعزيز الحل السياسي للمشكلة الصينية تحرص الصين دوما على احداث توازن في عملها بين الحكومة السورية والمعارضة».

وخلال حديثه لصحافيين في واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل ردا على سؤال حول استخدام النظام السوري المتزايد لسلاح الجو: «رأينا تصاعداُ مقلقاً ومزرياً للهجمات من الهواء من قبل النظام السوري»، وأضاف «هذا مقال آخر على تصرفاتهم اللاأخلاقية. على ذلك أن يتوقف، كما هي حال العنف الذي يواصلون استخدامه ضد شعبهم».

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان «الرئيس وفريقه لا يستبعدون اي فرضية في وقت نحاول ايجاد حل لانتقال سياسي (في سوريا) مع جميع شركائنا والشعب السوري». لكن كارني لم يتطرق في شكل واضح الى اعلان منطقة حظر جوي، مشددا على ان المقاربة الحالية للولايات المتحدة التي تقوم على مساعدة المعارضين بوسائل غير عسكرية وفرض عقوبات اقتصادية تشكل ضغطا على نظام الاسد. واضاف «ندرس كل الخيارات الممكنة وسنواصل القيام بذلك».

من جهته، وفي كلمة ألقاها على مأدبة إفطار في اسطنبول مساء الأول، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن البعض يطلب من تركيا عدم الاهتمام بالمشاكل الخارجية والالتفات إلى المشاكل الداخلية قائلا: «دعك من دمشق والتفت إلى شمدينلي (شرق تركيا)، دعك من أراكان والتفت إلى هاكاري (شرق تركيا)، دعك من غزة وسراييفو وكابول والتفت إلى المحافظات التركية»، وأضاف: «وأنا أقول نحن نلتفت إلى الجانبين. نحن أمة تعلم أن أمن شمدينلي (شرق تركيا) يبدأ من دمشق، وسلامة هاكاري هي من سلامة أراكان، ورفاهية بقية المحافظات التركية تنسجم ورفاهية غزة وسراييفو وكابول».

من جانبه، قال رئيس فريق المراقبين الدوليين بابكر غاي بعدما التقى مجموعة العمل من الحكومة السورية، «من الواضح أن العنف يتزايد في أجزاء كثيرة من سوريا. استخدام الحكومة الاسلحة الثقيلة من دون تمييز والهجمات المستهدفة التي تشنها المعارضة في المراكز الحضارية توقع خسائر كبيرة بين المدنيين الأبرياء.» وقال غاي إن فريقا من المراقبين اجتمع مع المعارضة خارج البلاد. كما حث الطرفين على احترام القوانين الانسانية الدولية. واضاف «لم يجعل اي من الطرفين من احتياجات المدنيين اولوية».

وقال غاي «نحتاج الى عدد أقل لمراقبة العنف. لهذا قلّصنا قوتنا في البلاد لكن حتى اللحظة الاخيرة لايزال هناك 100 مراقب علاوة على زملائنا المدنيين الذين سيعملون حتى اللحظة الأخيرة».

وأكد مصدر في بعثة المراقبين لقناة «روسيا اليوم» أن الدفعة الأولى من المراقبين الدوليين غادرت سوريا أمس. وأوضح المصدر أن 21 مراقبا عسكريا غادروا البلاد ضمن الدفعة الأولى، مشيرا الى أن اجمالي عدد المراقبين الذي سيغادرون سوريا خلال الايام المقبلة يصل الى 47 مراقبا، مع بقاء عدد قليل من المراقبين المدنيين، قبل انتهاء تفويض البعثة في 20 آب الحالي.

وأعلن «الجيش السوري الحر» اسقاط طائرة مقاتلة تابعة للنظام السوري في محافظة دير الزور في شرق البلاد واعتقال الطيار، في الوقت الذي اقتحمت قوات النظام السوري حي سيف الدولة في حلب، وشنت حملة مداهمات واعتقالات في بعض احياء دمشق مصحوبة بقصف طاول ايضا بلدات في الريف المتاخم للعاصمة. وحصدت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا 87 قتيلا معظمهم في ريف دمشق حيث تستمر العمليات العسكرية منذ اسابيع.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان طائرة عسكرية سورية سقطت في شرق البلاد واضطر الطيار الى مغادرتها بسبب عطل اصابها.

(«السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز)

قائد الجناح العسكري في «الكردستاني» باهوز أردال لـ«السفير»: الديموقراطية في سوريا يحدّدها الموقف من مطالب الشعب الكردي

وسام متى

يثير موقف الأكراد من الأزمة السورية تساؤلات عدّة، بالنظر إلى الضبابية التي تحيط بمواقف فصائلهم من تلك الأزمة وتعقيداتها العسكرية والسياسية، إن على المستوى المحلي أو على المستويين الإقليمي والدولي. لكن هذه الضبابية تتحول إلى غموض عندما يتعلق الأمر بـ«حزب العمال الكردستاني»، بالنظر إلى تعدد المواقف التي تنسب إلى قادته في وسائل الإعلام، خصوصاً التركية، والتي تتحدث بشكل خاص عن تحالف أو تقاطع في المصالح بينه وبين نظام الرئيس بشار الأسد لاعتبارات تكتيكية واستراتيجية مرتبطة، خصوصاً بالموقف من تركيا. وتتهم تركيا، ومعها الولايات المتحدة، النظام السوري بتسليح «حزب العمال الكردستاني»، وهو ما تعززه رسائل مباشرة، وأخرى عبر قنوات ديبلوماسية، يوجهها قادة «الكردستاني» بين فترة وأخرى لأنقرة وحلفائها، ومفادها بأن المقاتلين الأكراد لن يسمحوا لتركيا بالتدخل عسكرياً في سوريا، وهي رسائل غالباً ما تتزامن مع تصاعد وتيرة عملياتهم المؤلمة ضد القوات المسلحة التركية. وقد بلغ الجدل حول دور «الكردستاني» ذروته خلال الأسابيع الأخيرة مع بدء الحديث عن سيطرة الفصائل الكردية على بعض المناطق في سوريا، وتصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تفيد بأن النظام السوري وضع خمس مدن في شمال سورية في عهدة «حزب العمال الكردستاني»، وتهديدات بأن حكومته قد تلجأ إلى ملاحقة المتمردين الأكراد داخل الأراضي السورية… «السفير» استطلعت موقف «حزب العمال الكردستاني» مما يجري في سوريا من خلال حوار أجرته مع قائد الجناح العسكري في الحزب باهوز أردال، علماً بأن الظروف الميدانية للقيادي الكردي فرضت أن يكون هذا الحوار عبر البريد الالكتروني ومن خلال وسيط مقيم في أوروبا.

÷ أين يقف «حزب العمال الكردستاني» من الأزمة في سوريا اليوم؟

} نحن نتابع التطورات في سوريا عن كثب، ولكننا في حزب العمال الكردستاني لم نتدخل في الشأن السوري حتى الآن. نحن ندعم ثورة الشعب السوري وتطلعاته من أجل الحرية والديموقراطية، وكذلك نضال الشعب الكردي في سوريا من أجل حقوقه القومية والديموقراطية، لكننا نرى أن القتال في سوريا تجاوز كونه قتالاً بين المعارضة والسلطة، فهناك تدخل مباشر للقوى الإقليمية والدولية في سير العمليات القتالية، ويمكن تسمية ما يحصل في سوريا بأنه «قتال في سوريا وحرب على سوريا»، ونحن في حزب العمال الكردستاني لن نكون وكيلاً لأي قوة في هذا الصراع، ولكننا ندعم الطرف الثالث في هذه المعادلة، أي نضال الشعب السوري بمختلف قومياته ومذاهبه وشرائحه في سبيل الحياة الكريمة والعيش المشترك. إننا مع الأخوّة العربية والكردية على أساس الاحترام المتبادل.

÷ ما موقفكم من لقاء إربيل الذي استضافه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني بهدف توحيد خطاب القوى الكردية في سوريا؟ وأين تلتقون وتختلفون مع باقي القوى الكردية في سوريا إزاء التطورات؟

} نحن نعتبر أن الاتفاقية التي توصل إليها كل من مجلس الشعب في غرب كردستان والمجلس الوطني الكردي في سوريا وتشكيل الهيئة الكردية العليا، خطوة تاريخية في سبيل توحيد الصف الكردي وتطوير أساليب نضال مشتركة، فمن خلال هذه الاتفاقية، يستطيع الأكراد أن يقوموا بدور ريادي في الثورة السورية، ونحن في حزب العمال الكردستاني ندعم جميع الأحزاب الكردية في سوريا ما دامت تناضل في سبيل سوريا ديموقراطية تعددية وتعمل لنيل الشعب الكردي حقوقه هناك.

÷ تردّدت مؤخراً معلومات عن سيطرة الأكراد في سوريا على مناطق تواجدهم بموافقة النظام؟ ما دقة هذا الموضوع؟ وهل تعتقدون أن النظام في سوريا يريد عبر هذه الخطوة أن يحيّد الأكراد عن الصراع أو أن يستميلهم إلى صفه في المواجهة مع تركيا والغرب؟

} صحيح أن التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني للشعب الكردي قد سيطرت على مدن كردية عدة، وبدأت تعمل على بسط الأمن في هذه المدن، وكذلك تلبية الحاجات العاجلة للجماهير، والعمل على تنظيم الإدارة الذاتية الديموقراطية، لكن القول إن ذلك قد تم بموافقة النظام، فهذه دعاية تركية تهدف إلى إثارة الشبهات حول نضال الشعب الكردي هناك، وذلك لخلق مبررات وحجج لتدخل عسكري تركي، فالجميع يعلم أن النظام في وضع حرج ويلاقي صعوبات كبيرة في الاحتفاظ حتى بأهم المدن السورية، بما في ذلك دمشق وحلب، وقد أعلنت التنظيمات الكردية المعنية أن هذه الخطوة تستهدف قبل كل شيء منع تحول المناطق الكردية إلى ساحة قتال بين الجيش السوري النظامي ومجموعات الجيش الحر.

÷ ما هي حدود علاقتكم مع المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر وباقي قوى المعارضة السورية؟

} نحن في حزب العمال الكردستاني لسنا طرفاً مباشراً في الأزمة السورية، وليست لدينا علاقات مع المجلس الوطني السوري والجيش الحر، ولكن ليس لدينا موقف مسبق ضد أي تنظيم في المعارضة السورية، فموقفنا يتشكل وفق نظرة القوى المعنية من سوريا المستقبل ومطالب الشعب الكردي في سوريا، وإن كنا نعارض الوصاية التركية على بعض تنظيمات المعارضة السورية، ونرى أن التدخل التركي السافر والوصاية المحكمة على هذه التنظيمات هو السبب الأساسي في تشرذم المعارضة وعدم توحيدها وعدم التوصل إلى توجه مستقبل مشترك يستجيب لمتطلبات الثورة والمجتمع السوري بجميع فئاته.

÷ هل تخشون تدخلاً عسكرياً أجنبياً في سوريا بقيادة تركية؟

} سوريا الآن ساحة صراع بين الكثير من القوى الإقليمية والدولية، وإذا أخذنا في الاعتبار موقع سوريا الاستراتيجي من الناحية التاريخية والجغرافية يمكن القول إن الصراع يكتسب وضعاً خاصاً وحساساً، فليس من السهل على أي دولة إقليمية التدخل المباشر في سوريا، لاسيما إذا كانت هذه الدولة هي تركيا، فتركيا لها مطامع تاريخية في سوريا، والعقلية المتحكمة لدى السلطات التركية تعمل على الانتقام التاريخي من الثورة العربية الكبرى في الحرب العالمية الأولى، وهذه العقلية ما زالت تعتقد أن الثورة العربية التي كانت دمشق أهم مراكزها هي السبب في سقوط الدولة العثمانية وتقسيمها. أعتقد أن الشعب السوري بعربه وأكراده لن يرحب بالتدخل التركي، ونحن لن نقف مكتوفي الأيدي في حال حدوث أي تدخل تركي يستهدف وجود شعبنا وحقوقه في كردستان الغربية.

÷ كيف تنظرون تكتيكياً واستراتيجياً إلى مخطط المنطقة العازلة، وكيف ستواجهون سيناريو كهذا؟

} ثمة مناقشات وأحاديث من خلال وسائل الإعلام حول المناطق العازلة، ولكن ليس هناك وضوح في هذه المسألة، بمعنى أي مناطق ستشمل؟ وأين ستكون حدودها؟ وأي قوى ستضمن حماية أمنها؟ وما الهدف من تشكيل منطقة كهذه؟ لكننا نعتــقد أن أي تدخل تركي، بأي حجة وغطاء، ســيؤدي إلى تعمــيق الاقتتال الداخلي والإثني في سوريا، وأن أي تدخل تركي لن يكون عامل استقرار وأمن وسلام للمنطقة، فالأطماع التاريخــية لتركيا، وتوجهات حكومة رجب طيب أردوغان تمنع تركيا من أن تلعب دوراً حيادياً وبناء في الثورة السورية.

÷ كيف نظرتم إلى الحشود العسكرية التركية على الحدود مع سوريا؟ وما تداعيات وانعكاسات ذلك على الأنشطة العسكرية لـ«حزب العمال الكردستاني»؟

} إن الحشود العسكرية لتركيا على الحدود السورية تكشف عن نيتها الحقيقية إزاء الشعب السوري بشكل عام، والشعب الكردي بشكل خاص، فهي تعبر عن موقف عدواني حيال مطالب شعوب سوريا وتطلعاتها في الحرية والعيش الكريم. لكننا نؤكد أن تصاعد وتيرة عملياتنا العسكرية في تركيا ليست مرتبطة بهذه الحشود ولا بالوضع في سوريا، فنحن نناضل منذ 28 عاماً بشكل مسلح في سبيل أن ينال 25 مليون كردي في كردستان تركيا حقوقهم القومية المشروعة. أما تصاعد العمليات في الأشهر الأخيرة فمرتبط بالسياسة العدوانية لحكومة أردوغان حيال نضال شعبنا في كردستان تركيا، حيث هناك ممارسات لا إنسانية تتجاوز معتقل «غوانتانامو» في سجن «ايمرالي» ضد قائدنا عبد الله أوجلان، وهو لم يسمح له باللقاء حتى مع محاميه وعائلته منذ أكثر من عام، وقد تجاوز عدد المعتقلين الكرد بما فيهم نواب من البرلمان التركي ورؤساء بلديات وصحافيون ومحامون أكثر من عشرة الآلاف معتقل خلال السنتين الأخيرتين، وهناك إرهاب منظم من قبل الشــرطة ضد التظاهرات السلمية لشعبنا ومقتل العشرات من الأطفال والنساء. وبالإضافة إلى كل ذلك فإن هناك عمليات تمشيط عسكرية واسعة النطاق من دون توقف، وهي تستهدف قواتنا الأنصارية. إن تصاعد وتيرة العمليات القتالية لقواتنا هي نتيجة طبيعية لسياسة أردوغان، وهي بمثابة الرد المشروع على ممارسات إرهاب الدولة التركية.

÷ كيف يمكن أن ينعكس الحراك الشعبي العربي عامة والسوري بشكل خاص على القضية الكردية؟

} إن حراك الشعب العربي وتجاوز الأنظمة الديكتاتورية يساهم في حل القضية الكردية في المنطقة بشكل عام، وتصعيد الشعب الكردي لنضاله هو جزء من الحراك الشعبي العام في المنطقة، ويفتــح المجال لإعادة تنظيم العلاقات بين الشعب الكردي والعــربي على أساس الأخوة والعيش المشترك والاحترام المتبادل للحقوق.

÷ في حال ذهبت الأمور في سوريا نحو حرب أهلية أو تقسيم، هل نشهد قيام حكم ذاتي للأكراد شبيه بإقليم كردستان العراق؟

} نحن نعتقد أن الإدارة الذاتية الديموقراطية هي الحل الأمثل في حل القضية الكردية في سوريا وللتنوع الثقافي والديني والقومي في المجتمع السوري بشكل عام.

÷ في حال سقط النظام في سوريا، ماذا تتوقعون من النظام الجديد أن يقدّم للأكراد؟

} كيفما كانت النتيجة، فإن من أهم معايير دمقرطة سوريا هو الموقف من مطالب الشعب الكردي في البلاد، إذ لن يكون هناك استقرار وسلام في سوريا إذا لم يتحقق نظام سياسي تعددي ديموقراطي يأخذ في الاعتبار التنوع الديني والقومي والثقافي في سوريا.

بعض أتباع الأسد يلقون ميتة رهيبة على أيدي مسلحي المعارضة

بيروت- (رويترز): بثت على موقع يوتيوب لقطات مروعة لمقاتلي المعارضة السورية وهم يذبحون شابا معصوب العينين ويلقون بعض الجثث من فوق أحد الاسطح على حشود فرحة تهلل في الاسفل.

ولم يتسن التحقق من مصداقية افلام الفيديو تلك او الظروف التي صورت فيها ويرى بعض النشطاء ان أحدها صنيعة أنصار الرئيس السوري بشار الاسد في مسعى للاضرار بمصداقية مقاتلي المعارضة.

ومع دخول الانتفاضة ضد الاسد شهرها السابع عشر ظهرت مؤشرات على ان مسلحي المعارضة ينتقمون من كل من يشتبهون انه ينتمي الى ميليشيات الشبيحة المؤيدة للرئيس.

كانت أفلام الفيديو صادمة أيضا لحلفاء المعارضة الذين انتقدوا القوات الحكومية لارتكابها نفس الانتهاكات وبثت تلك الافلام في الوقت الذي تفكر فيه الولايات المتحدة وتركيا في زيادة الدعم للمعارضة السورية.

في واحد من أحدث أفلام الفيديو كانت الجثث تلقى من سطح مكتب للبريد وسط وابل من الرصاص. وأمكن سماع صوت ارتطام الجثث بالارض.

وقال ناشط موضحا انه يصور الفيلم في بلدة الباب الشمالية على مشارف مدينة حلب “هذا تحرير لمكتب البريد”.

وشوهد أفراد غاضبون من الحشد وهم يركلون الجثث ويدفعونها على السلم ويلتقطون صورها بهواتفهم المحمولة. وأخذ الحشد يكبر وقال أحدهم صارخا “كان هذا من الشبيحة”.

واتهم الشبيحة بارتكاب عدد من المذابح في الاشهر القليلة الماضية.

واعترف بعض مقاتلي المعارضة بتعذيب وقتل رجال يتهمونهم بأنهم من الشبيحة قائلين انهم يثأرون من جرائم مروعة ارتكبت بحق ذويهم.

ونشر أنصار الحكومة السورية أمس الاثنين واحدا من أبشع أفلام الفيديو ويظهر فيه مسلحو المعارضة وهم يذبحون ببطء رجلا معصوب العينين.

ويقول بعض النشطاء ان مقاتلي المعارضة لم ينفذوا عملية الذبح هذه وان هذا فخ نصب للمعارضة.

يظهر في الفيديو الشاب حافي القدمين وقد نزع عنه قميصه بينما كانت مجموعة من الرجال تجره على الرصيف. وكان هذا في ساعات الليل.

وأمكن سماع أشخاص يأمرون الشاب “اركع.. اركع” بينما أخذوا يضربونه. وحين بدأ رجل في ذبحه سمع في الخلفية أصوات تردد “الله أكبر” و”الحمد لله”.

ولم يوضح الفيديو اين حدثت هذه الواقعة ولم يتم التعرف على اي شخص في الفيلم. وصاح رجل “هذا مصير الشبيحة وكل نظام الاسد”.

وتناثرت الدماء على الرصيف بينما كان الشاب يلفظ آخر أنفاسه.

بيان ضد المشاركة بغزو دمشق ومراسل الجزيرة بالأردن يرد: نخشى وجود ميشال سماحة بيننا

عمان- القدس العربي: شهدت الخارطة السياسية الأردنية تصعيدا في اللغة التي تحذر من المشاركة في أي عمليات عسكرية لها علاقة بسيناريو إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأصدر المئات من النشطاء والنقابيين الأردنيين بيانا خاصا يوحي ضمنيا بأن بلادهم تتهيأ للمشاركة بفعالية في المعسكر الذي يحاصر نظام دمشق.

وحذر بيان لنحو 1000 شخصية أردنية من قيام ما أسموه بمؤسسة الحكام بإلقاء المملكة في الحريق السوري منتقدين إستمرار العمليات التنسيقية الأمنية مع الجيش السوري الحر والتي تجلت بتهريب رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب.

واعتبر البيان الذي وزعه على نطاق واسع نشطاء مؤيدون للرئيس بشار الأسد في عمان أن النظام الأردني يتورط في عملية علنية لها علاقة بالعدوان الأمريكي التركي الخليجي على الجمهورية العربية السورية.

وعدد البيان ما وصفه بمظاهر التورط الأردني وتتمثل في تصنيع حالة اللجوء للسوريين وتضخيمها بالتعاون مع الجيش السوري الحر على إعتبار أن ما يحصل مجرد (فبركة) تستغل حاجة الفقراء السوريين لتحسين أحوالهم المعيشية.

كما تحدث البيان بين المؤشرات عن ما وصفه بتسهيل مهمات جهات أمنية أجنبية، خصوصاً التركية والبريطانية، لإمداد التمردالمسلح في سورية بالمعدَّات والأموال وتجنيد الإرهابيين وتسهيل تسللهمإ لىسورية واختراق الأمن السوري وجمع المعلومات عن الجيش الشقيق محذرا من أن الأمن الوطني الأردني هو الذي سيدفع الفاتورة من خلال تسرّب الإرهاب لبلدنا، عاجلا أم آجلا.

وإنتقد البيان إطلاق تصريحات رسمية غير مسئولة ومعادية للبلد الشقيق سوريا ملمحا لتفاهمات مع الأمريكيين حول الوضع في سورية، بما في ذلك التدخّل العسكري القتالي سواء لتأمين منطقة عازلة أو لغزو دمشق أو كما يعلن صراحة للتدخل لتأمين الأسلحة الكيماوية السورية وهي مهمة لا تعني الأردن، بل تعني إسرائيل وفقا لنص البيان.

وحذر البيان من الزج بالمؤسسة العسكرية الأردنية في اللعبة ضد سوريا معتبرين أن ذلك خطير جدا على الأمن الداخلي الأردني : يأتون مغامرة خطيرة من شأنها تفكيك المؤسسة الوحيدة التي بقيت فاعلة في الدولة الأردنية؛ وكل ذلك لكسب رضا السيد الأميركي ونواطيرالنفط من أجل بضعة ملياراتهم وعودة من الدولارات لن يستفيد منها، إذا أتت، إلا من نهبوا البلد وتركوا اقتصاده قاعاً صفصفاً.

وتعهد الموقعون على البيان والذين قالت وكالة عمون الإخبارية أن عددهم وصل لنحو 1000 شخصية بالتصدي لمحاولة التدخل الأردني ضد سوريا في سياق التدخل الاستعماري التركي الخليجي في سورية، تخالف الدستورالأردني، نصاً وروحاً، كما تخالف اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وتستجلب المخاطر على كيان الأردن وأمنه ومستقبل شعبه. وهي، بالتالي، لاتعبّرعن الأردنيين الذين يرفعون اليوم أصواتهم عالية: ليس بإسمنا.

ووقع على البيان الكثير من النشطاء وبينهم الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي الأردني الدكتور يعقوب زيادين وسيطر الإيقاع اليساري والقومي على تركيبة الموقعين على البيان الذي أثار ضجة خصوصا وأن السلطات الأردنية تعلن موقفا سياسيا من الأزمة السورية.

وبصورة ضمنية رد على البيان وزير الإتصال الناطق الرسمي سميح المعايطة عندما صرح بعدم وجود أي جهة تضغط على بلاده من أجل التدخل في سوريا.

وصدرت هذه التصريحات في ظل هدوء غير مسبوق يقترب من مستوى الصمت على الحدود الأردنية السورية لليوم الثالث على التوالي حيث لم ترصد إشتباكات عسكرية وخفت حدة اللجوء وتغيبت العمليات العسكرية على الشريط الحدود أو تم إخفائها عن وسائل الإعلام والصحافة.

وتصدى للرد على البيان بصفة خاصة مدير مكتب الجزيرة في عمان ياسر أبو هلاله الذي نشر مقالا عنيفا في صحيفة الغد الإثنين عبر فيه عن الأسف ليس فقط لإن بيانا من هذا النوع يصدر في الأردن ولكن لإن الموقف يوحي بالخوف من وجود ميشال سماحة بيننا ويقصد الوزير اللبناني السابق المتهم بتهريب عبوات ناسفة لصالح المخابرات السورية إلى لبنان.

وتحدث الكاتب عن إنتقاد في الصحافة السعودية للأردن بسبب المسافة التي يتخذها من الأزمة السورية خلافا لما ورد في البيان سالف الذكر مشيرا لإن البلاد تعرف وحشية نظام السفاح بشار الأسد لذلك تجنبت إستفزازه ولا تشارك بعمل عسكري ضد نظامه الوحشي وإن كانت تلتزم بإحترام الشعب السوري في حالات اللجوء.

واشنطن لا تستبعد أي خيار لضمان تنحي الأسد

على متن الطائرة اير فورس وان- (ا ف ب): اعلنت الولايات المتحدة الاثنين انها لا تستبعد أي خيار لضمان تنحي الرئيس السوري بشار الاسد في وقت سرت شائعات عن امكان اعلان منطقة حظر جوي في سوريا.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني إن “الرئيس وفريقه لا يستبعدون أي خيار في وقت نحاول ايجاد حل لانتقال سياسي (في سوريا) مع جميع شركائنا والشعب السوري”.

لكن كارني لم يتطرق في شكل واضح الى اعلان منطقة حظر جوي، مشددا على ان المقاربة الحالية للولايات المتحدة التي تقوم على مساعدة المعارضين بوسائل غير عسكرية وفرض عقوبات اقتصادية تشكل ضغطا على نظام الاسد.

واضاف “ندرس كل الخيارات الممكنة وسنواصل القيام بذلك”.

وكان كارني يجيب عن اسئلة حول التصريحات الاخيرة لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي التزمت السبت في تركيا “تسريع” سقوط النظام السوري.

وكانت كلينتون اعلنت ردا على سؤال لمعرفة مشاريع واشنطن وحلفائها حول اقامة منطقة حظر جوي لحماية المدنيين واللاجئين السوريين، ان “المواضيع التي تتحدثون عنها هي بالتحديد المواضيع التي ترغب الوزارة وانا شخصيا درسها في العمق”.

وفي البنتاغون، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع جورج ليتل ان الجيش الاميركي “لاحظ تصاعدا مقلقا في الهجمات الجوية” التي يشنها الجيش السوري.

واسفر النزاع المستمر في سوريا منذ 17 شهرا عن اكثر من 21 الف قتيل وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

اشتباكات في حلب واستمرار حملات الدهم والاعتقالات بدمشق

بيروت- (ا ف ب): يشهد حيا سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب في شمال سوريا اللذان دخلتهما القوات النظامية السورية اشتباكات صباح الثلاثاء بين هذه القوات والمقاتلين المعارضين، وتتعرض احياء اخرى للقصف، في وقت تتواصل حملات الدهم والاعتقالات في احياء في وسط دمشق.

ويأتي ذلك غداة يوم دام في سوريا قتل خلاله 160 شخصا هم مئة مدني و41 عنصرا من قوات النظام و19 مقاتلا معارضا.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان صباح اليوم “تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في حيي سيف الدولة (غرب) وصلاح الدين (جنوب غرب) بالتزامن مع سماع اصوات انفجارات في الحيين. كما تعرضت احياء الصاخور وهنانو والشعار (شرق) للقصف”.

واشار الى مقتل مواطن الثلاثاء برصاص قناص في حي سيف الدولة.

وفي دمشق، تستمر لليوم الثاني على التوالي حملة المداهمات والاعتقالات في حي الميدان في وسط العاصمة ومحيطه، بالاضافة الى حي الشاغور الذي نفذت فيه القوات النظامية الاثنين حملة مماثلة.

وافادت لجان التنسيق المحلية بعد منتصف الليل عن “قصف مدفعي عنيف” على احياء الحجر الاسود والسبينة والعسالي في جنوب دمشق.

وتسيطر القوات النظامية اجمالا على معظم دمشق، رغم حصول اشتباكات محدودة النطاق بين وقت وآخر بينها وبين مجموعات مسلحة معارضة.

وافاد المرصد عن انفجار عبوة ناسفة ليلا في حي كفرسوسة (غرب) استهدف سيارة امن “ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية”.

وتستمر العمليات العسكرية في عدد من قرى وبلدات ريف دمشق حيث قتل الاثنين 54 مدنيا وخمسة مقاتلين، بحسب المرصد السوري، فيما لم يعرف عدد الجنود الذين قتلوا في هذه المنطقة تحديدا.

واعلن المجلس الوطني السوري المعارض في بيان الثلاثاء بلدة التل في ريف دمشق التي تتعرض لقصف منذ خمسة ايام “منطقة منكوبة”. وحث “كل قادر من المواطنين السوريين على نجدتها بكل السبل المتاحة، سواء بفك الحصار الإجرامي المفروض عليها او بتقديم المساعدات الغذائية والطبية لسكانها”.

وقتل شخصان صباحا احدهما جندي منشق برصاص القوات النظامية في التل، فيما تتعرض قدسيا بضاحية دمشق للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد.

لاجئون سوريون في الأردن يحتجون على سوء أوضاعهم ويعتدون على رجال الأمن

المعارضة السورية تسقط طائرة مقاتلة وتعتقل الطيار

ايران تعارض تعليق عضوية دمشق بمنظمة التعاون الاسلامي

دمشق ـ حلب ـ وكالات: اعلن الجيش السوري الحر في الداخل الاثنين اسقاط طائرة مقاتلة تابعة للنظام السوري في محافظة دير الزور في شرق البلاد واعتقال الطيار، في الوقت الذي اقتحمت قوات النظام السوري حي سيف الدولة في حلب، وشنت حملة مداهمات واعتقالات في بعض احياء دمشق مصحوبة بقصف طال ايضا بلدات في الريف المتاخم للعاصمة.

وحصدت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية الاثنين 87 قتيلا معظمهم في ريف دمشق حيث تستمر العمليات العسكرية منذ اسابيع.

وفي تطور ميداني هو الاول من نوعه اعلن المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل لفرانس برس ‘اسقاط طائرة ميغ بواسطة رشاش مضاد للطيران من طراز 14.5’.

وهي المرة الاولى التي يتبنى فيها الجيش الحر رسميا اسقاط طائرة مقاتلة منذ بدء الاضطرابات في سورية قبل 17 شهرا.

وفي شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب على الانترنت، اعلنت مجموعة قالت انها تنتمي الى الجيش الحر تطلق على نفسها اسم ‘لواء احفاد محمد- كتيبة عثمان بن عفان’ اسر الطيار.

وتحدث رجل بلباس عسكري في الفيديو قائلا ‘انا النقيب ابو الليث، قائد لواء احفاد محمد. تم بعون الله اسقاط طائرة ميغ 23 في مدينة موحسن في منطقة دير الزور صباح الاثنين 13 آب (اغسطس) على يد ابطال لواء احفاد محمد’.

وظهر في الفيديو رجل ملتح بشكل خفيف محاطا بثلاثة مسلحين بينهم اثنان بلباس عسكري، وهو يقول ‘انا العقيد الطيار الركن مفيد محمد سليمان. كلفنا بمهمة قصف مدينة موحسن’.

ويؤكد ابو الليث ان ‘الاسير سيعامل وفق ما يمليه علينا ديننا واخلاقنا ووفق التزامنا باتفاقية جنيف الخاصة بأسرى الحرب’.

واكد المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قاسم سعد الدين ان هذه الممارسات ‘ليست من اخلاق الجيش الحر’، مضيفا ‘هذا تصرف فردي ونحن ندينه’. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان طائرة عسكرية سورية سقطت في شرق البلاد واضطر الطيار الى مغادرتها بسبب عطل اصابها.

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري ان ‘طائرة مقاتلة تعطلت لدى قيامها بتنفيذ طلعة تدريبية اعتيادية في المنطقة الشرقية’.

واوضح المصدر ان الطائرة اصيبت بـ’عطل فني طارىء ادى الى تعطل اجهزة القيادة وعدم امكانية متابعة الطيران ما دفع الطيار الى مغادرة الطائرة بالمقعد المقذوف’.

واثار بث اشرطة فيديو على شبكة الانترنت منسوبة الى مقاتلين معارضين في سورية يلقون اشخاصا من سطح احد الابنية، ويذبحون رجلا بالسكين، ويطلقون النار تكرارا على رجل رغم انه قتل من الطلقة الاولى، موجة استياء خاصة لدى المعارضة السورية.

وشجب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ‘الممارسات الوحشية’، في حال تأكدت صحة الاشرطة، مؤكدا انها ‘ليست من اخلاق السوريين’.

كما نشر مثقفون سوريون على فيسبوك نص عريضة للتوقيع عليها جاء فيها ‘بعد ظهور بعض الممارسات اللاأخلاقية والتي لا تعبر عن روح الثورة والشارع السوري الثائر وقيمه، نستنكر بأشد العبارات ما يظهر من فيديوهات يتم فيها رمي جثث لعسكريين من على سطح أحد الأبنية وبعض الفيديوهات التي تعرض عمليات ذبح بالسكين’.

وتطالب العريضة الجيش السوري الحر ‘بمنع وقوع مثل هذه الأخطاء والممارسات من بعض العناصر التي تدعي أنها من الجيش الحر أو أنها منضوية ضمن صفوف الثورة’.

وبعد ايام على اقتحامها حي صلاح الدين في حلب باشرت قوات النظام السوري باقتحام حي سيف الدولة في غرب المدينة.

وقال المرصد في بيان ‘اقتحمت القوات النظامية السورية مدعمة بدبابات القسم الغربي من حي سيف الدولة وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة’.

واشار المرصد من جهة ثانية الى استمرار القصف على بعض المناطق في حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة الذي كانت دخلته قوات النظام الخميس الماضي، ولا تزال تواجه فيه ‘بعض جيوب مقاومة’، بحسب المرصد.

وكان مصدر امني في دمشق ذكر لوكالة فرانس برس في وقت سابق ان قوات النظام ‘تتقدم في اتجاه حي السكري في جنوب المدينة’ الذي وصفته صحيفة ‘الوطن’ السورية المقربة من السلطات الاحد بأنه ‘المعقل الثاني للمسلحين’ في حلب.

وقال المرصد ان المقاتلين المعارضين شنوا فجر الاثنين ‘هجوما على فرع المخابرات الجوية ومركز الكتيبة المدفعية في حي جمعية الزهراء في غرب المدينة ولم تعرف نتائج الهجوم’.

واشار الى ان ‘الاتصالات صعبة جدا مع حلب والاخبار قليلة ومحدودة’.

في ريف دمشق، افاد المرصد عن استمرار القصف على منطقة التل ‘التي تحاول السيطرة عليها منذ ايام’.

كما افاد المرصد وناشطون عن حملة مداهمات واعتقالات في احياء القيمرية وقشلة والشاغور في وسط دمشق صباح الاثنين، ترافقت مع اطلاق نار.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس انها ليست المرة الاولى التي تقوم بها قوات النظام بحملة توقيفات من هذا النوع في وسط العاصمة، لكنها المرة الاولى بهذا الحجم.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان قوات النظام قامت خلال حملة المداهمات بـ’تفتيش المحال التجارية وتحطيم الأبواب المغلقة واعتقال أعداد من الشباب بعد ضربهم’. واشارت الى ‘اغلاق كافة منافذ دمشق القديمة واقامة حواجز تفتيش وطلب الهويات الشخصية’.

وعشية انعقاد قمة منظمة التعاون الاسلامي في مكة اعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاثنين ان بلاده تعارض تعليق عضوية سورية في هذه المنظمة.

وصرح صالحي للصحافيين على هامش مشاركته في اجتماع تحضيري للقمة التي سيطغى عليها الملف السوري ان بلاده ‘تعارض بوضوح تعليق عضوية اي دولة او منظمة (في اشارة الى توجه وزراء الخارجية لتعليق عضوية سورية)’.

وكان صالحي يجيب على سؤال حول تعليق عضوية سورية في هذه المنظمة الذي ستتخذ الدول الاعضاء قرارا بشأنه خلال اجتماعها في السعودية بحسب ما اعلن لفرانس برس امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي.

واضاف الوزير الايراني ‘ان تعليق العضوية لا يعني التحرك نحو حل الازمة’.

ودان رئيس بعثة مراقبة الامم المتحدة في سورية الاثنين اعمال العنف التي تستهدف الصحافيين بعد اختفاء مراسلين يعملون في وسائل اعلام رسمية سورية.

ورحبت وزارة الخارجية السورية في بيان الاثنين باجتماع طهران التشاوري حول سورية الذي عقد الخميس الماضي ودعت فيه ايران الى البدء بحوار بين النظام السوري ومجموعات المعارضة، مؤكدة مواصلتها ‘البناء على هذه المبادرات الايجابية’.

في انقرة ذكرت الاثنين مديرية حالات الطوارىء التركية ان حوالى سبعة آلاف لاجئ سوري عبروا الحدود التركية في الايام الثلاثة الماضية هربا من العنف في بلادهم ليبلغ عددهم الاجمالي في تركيا 60 الف شخص.

ومن جنيف اعلن المندوب السوري في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة انشقاقه وانضمامه الى المعارضة، معتبرا انه لم يعد قادرا على مساعدة الشعب السوري من منصبه.

وصرح داني بعاج في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس الاثنين في جنيف ‘ببساطة عندما شعرت انه لم يعد في وسعي مساعدة الشعب السوري كان علي التحرك’.

من جهة اخرى، اعلنت الامم المتحدة ان فاليري اموس مساعدة امينها العام للشؤون الانسانية ستزور سورية ولبنان الثلاثاء والخميس للفت النظر الى ‘تدهور الوضع الانساني’ بسبب النزاع القائم في سورية. الى ذلك اعتصم العشرات من اللاجئين السوريين ممن يتواجدون في مخيم الزعتري في مدينة المفرق شمال شرق البلاد الإثنين احتجاجا على ما وصفوه بسوء الأوضاع في المخيم.

وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام المقدم محمد الخطيب ليونايتد برس إنترناشونال أن ‘ نحو 70 لاجئا سوريا ممن يقطنون في مخيم الزعتري للاجئين في مدينة المفرق شمال شرق البلاد اعتصموا بسبب ما وصفوه بسوء الأوضاع في المخيم، محاولين الإعتداء على رجال الأمن، ومطالبين بالخروج من المخيم’.

سيناريو ما بعد الاسد

صحف عبرية

الكثير من الحواجب رفعت عندما ادعى محلل كبير من صحيفة تحليلية كبيرة بانه لو كانت اسرائيل عقدت في حينه اتفاق سلام مع سوريا، لكانت في مشاكل رهيبة لان القاعدة، التي يظهر أنها ستسيطر على سوريا ‘كانت ستجلس على شاطىء بحيرة طبريا’؟ والان ما الذي جعل فجأة النبي يفكر الان بالتحذير من اتفاق سلام مع سوريا لم يحصل؟ بعد 12 سنة؟ يا له من مُلّح. دراما.

لاولئك الذين يتساءلون عن هذا الطرح، يوجد عندي تفسير واحد كان هذا عملا تخويفيا بتكلف من جلالته، فالضحالة التي لا تطاق للحجة المتعلقة بـ ‘القاعدة على البحيرة’ ليست ميزة للصحيفة التحليلية. فهي ميزة لمروجي الحملات السياسة. حملة التخويف السياسي لا تحتاج الى تبريرات عقلانية. وحتى لو كان هذا سخيفا فالقلق يفغل فعله. إذن ما الذي تريد هذه ان تحققه؟ ربما تريد تحقيق مبرر لعدم الحراك السياسي (حيال فلسطين) على اعتباره خطوة سليمة، وبالمقابل الحراك العسكري (في ايران) هو خطوة حكيمة؟ ربما تريد أن تجسد لنا باننا نعيش في منطقة مجنونة الازعر العنيف وحده هو من يبقى على يد الحياة، ولا يجب الاعتماد بأي حال على الاتفاقات او التسويات.

فحسب أقوالها، لو كنا اعتمدنا على الامريكيين في الموضوع السوري، لاكلناها مع القاعدة على البحيرة. الازعر العنيف وحده يبقى على قيد الحياة، وعليه فان على اسرائيل ان تهاجم ايران وان تستهتر بالفلسطينيين. والان بالذات هذا الخروج يترتب لي.

نظام الاسد يوشك على النهاية. سيناريو التتمة المعقولة بعد سقوط الاسد هو ‘الفوضى’. في اليوم الذي ينصرف فيه الاسد، ستتحول سوريا الى ميدان معركة فوضوي يقاتل فيه الجميع ضد الجميع. وبالعبرية البسيطة: عدم استقرار لا يطاق تقريبا. لبنان مضاعفة بالف. على الحدود مع اسرائيل من شأنها بالتأكيد أن تقف القاعدة، مثل حزب الله في لبنان. لو كان اتفاق سلام بين اسرائيل وسوريا، لكان لمثل هذا السيناريو الاحتمال الادنى. لماذا؟

اتفاق سلام بين اسرائيل وسوريا هو عمليا ايضا اتفاق بين اسرائيل والولايات المتحدة، واتفاق بين سوريا والولايات المتحدة. لو كان مثل هذا الاتفاق تحقق في واحدة من الفرصة الثلاثة في 1995، في 1998 أو في 2000، لكان هذا اتفاقا أساسه تحويل سوريا الى دولة ذات جيش غربي أمريكي منقطع عن ايران، عن الصين، عن روسيا وكوريا الشمالية. الجيش السوري كان سيصبح جيشا يشبه الجيش المصري، وحزب الله كان سيجف ولبنان كان سيصبح دولة مستقلة حقا.

اذا نظرنا للحظة الى ما يجري في مصر، سنرى الامر التالي: الجيش المصري اليوم هو عامل الاستقرار الاساس لمنطقة الشرق الاوسط، وعمليا ينجح الجنرال طنطاوي في الحفاظ على الاستقرار (مهزوز قليلا، ولكن لا يزال ليس فوضى تامة مثلما ينتظرنا في سوريا) الاقليمي، مثل تركيا. الجيش التركي هو الاخر جيش غربي، ولهذا فهو عامل استقرار اقليمي الى جانب مصر.

لو كانت سوريا موقعة على اتفاق سلام لكان يفترض أن تكون وقعت على هذا الاتفاق مع الولايات المتحدة ومعقول جدا الافتراض بانها كانت ستكون في وضعية مشابهة للوضعية المصرية. اي، ذات جيش غربي مستقر، هاديء، متزن وموضوعي. وحتى منطقة هضبة الجولان المجردة من السلاح (لو كانت تقررت في الاتفاق بان هذه المنطقة مجردة من السلاح ونقية من القوات العسكرية) لكانت تشبه سيناء، ولكانت عولجت بشكل مشابه من قبل طنطاوي السوري.

ولكن ليس في سوريا جيش غربي بل جيش مناهض للغرب، أي ايراني، بمعنى جيش يكافح في سبيل حياته في صراع ضد الثوار. لو كان جيشا غربيا مثلما في مصر لكان محتمل جدا أن يكون حياديا ويحاول اقامة نظام ديمقراطي في سوريا، مثلما حصل في مصر.

يوجد احتمال معقول في أنه بدلا من الفوضى الفظيعة التي تنتظرنا جميعا في سوريا والتي تعني القاعدة والجهاد ومن لا، لكنا حصلنا على نظام القاعدة ولكن بالرقابة العسكرية من جيش سوري غربي. وهذا شيء آخر تماما عن الفوضى التي تنتظرنا في الشمال، الفوضى التي لا يمكن لاحد أن يقدر الى أين ستؤدي. وفقط كي نهديء المتحمسين يحتمل جدا ان يكون هذا السيناريو ايضا عدم الاساس، ولكنه المنطقي على الاقل مثل خطاب التخويف اياه.

حاييم آسا

معاريف 13/8/2012

تحول معركة حلب الى مواجهة تقليدية على خطوط محددة المعالم

عبدالاله مجيد

المعارضة لديها الاستعداد لقتال طويل الأمد في حلب بعكس قوات النظام

يعتقد مقاتلو المعارضة السورية أن قوات الرئيس بشار الأسد لا تبدو مستعدة لحرب طويلة الأمد في مدينة حلب التي ظلت لفترة طويلة بعيدة عن أحداث الثورة التي تطالب بالإطاحة بالأسد من الحكم، وما يريده المقاتلون هو دعم عسكري صريح ومباشر من دول الغرب وإمدادات بالسلاح وليس بأجهزة الاتصال.

قال مقاتلون في مدينة حلب ان انتصاراتهم على الأرض وقدرتهم على الاحتفاظ بهذه المواقع أخذت تحوِّل حملتهم من حرب كر وفر الى نزاع تقليدي حيث تتواجه قوات المعارضة ونظام الرئيس بشار الأسد على خط جبهة متغير ولكنه خط محدَّد بوضوح.

وكان مقاتلو المعارضة المسلحة تمكنوا من اقامة موطئ قدم في حلب منذ هجومهم على محورين في تموز/يوليو وبذلك تقسيم اكبر مدينة سورية عمليا الى نصفين ، نصف تسيطر عليه المعارضة المسلحة والنصف الآخر بيد النظام.

ويسيطر المقاتلون على قوس متصل يمتد حول المدينة من الشمال الشرقي الى الجنوب الغربي.  وما زال المقاتلون يشتبكون مع قوات النظام على حي صلاح الدين في معركة شوارع شرسة يقول قادة ميدانيون من المعارضة انها يمكن ان تثبت كونها معركة حاسمة في الصراع من اجل السيطرة على المدينة.

وقال عبد القادر صالح قائد لواء التوحيد الذي يقود معركة حلب لصحيفة وول ستريت جورنال انه “إذ سقط حي صلاح الدين بيدنا سيمكننا من السيطرة على طريق دمشق – حلب ويقطع شريان امداد قوات النظام في المدينة”.

واشار مقاتلون الى ان جنود النظام لا يبدون مستعدين لخوض مواجهة طويلة النفس.  ولكن لا يبدو ان بيد المقاتلين حيلة إزاء قوة النظام الجوية ومدافعه الثقيلة.  وفي يوم الأحد عمدت قوات النظام الى توسيع قصفها المدفعي ليشمل احياء اخرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة ، كما افاد ناشطون.

وقام نظام الرئيس بشار الأسد بتكثيف قصفه وقطع خطوط الهاتف والانترنت والكهرباء في عدة احياء تسيطر عليها المعارضة ولكن مقاتليها يقولون انهم يلمسون بوادر ضعف في صفوف الجيش النظامي.

 واعرب صالح ومقاتلون في حلب عن غضبهم لامتناع الغرب عن تقديم دعم ذي معنى للمعارضة المسلحة.  وسخر صالح من تعهد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ يوم الجمعة بتقديم 7.8 مليون دولار (5 ملايين جنيه استرليني) من المساعدات لشراء اجهزة اتصالات وستر واقية وامدادات طبية وإيصالها الى مقاتلي المعارضة.

ولوح صالح بهاتفه الخلوي قائلا “انه يعمل بلا مشكلة ولا أحتاج الى اجهزة لاسلكي”.

واشار الى ان مقاتليه البالغ عددهم 8000 مقاتل تلقوا حتى الآن شحنتين من السلاح والعتاد من تركيا احداهما 300 بندقية وقاذفة آر بي جي والثانية نحو 3000 قذيفة آر بي جي.

وترفض الدول الغربية ارسال سلاح الى مقاتلي المعارضة وخاصة صواريخ ارض ـ جو تُطلق من الكتف التي يطالب بها الثوار.

وأكد مسؤول تركي يوم الأحد ان وزير الخارجية احمد داود اوغلو بحث مع نظيرته الاميركية هيلاري كلنتون امكانية فرض منطقة حظر جوي في سوريا ولكنه قال ان من السابق لأوانه القول ان هناك خطة واضحة للقيام بذلك.

واتفقت كلنتون وداود اوغلو على تشكيل مجموعة عمل عسكرية ـ استخباراتية مشتركة بين البلدين لتنسيق الدعم الذي يُقدم الى المعارضة.   وقالت كلنتون في مؤتمر صحفي ان لدى استخبارات البلدين وقواتهما المسلحة امكانات كبيرة وادوارا تقوم بها وانها اتفقت مع داود اوغلو على تشكيل مجموعة عمل لهذا الغرض على وجه التحديد.

وكانت كلنتون اعلنت في تموز/يوليو ان معركة حلب ستمهد الطريق الى اقامة ملاذ آمن للمعارضة في شمال سوريا.

ولم يكن قادة المعارضة المسلحة في حلب معروفين حتى الآونة الأخيرة  ، كما في حالة عبد القادر صالح (32 عاما) قائد لواء التوحيد وعبد العزيز سلامة (47 عاما)  رئيس مجلس الثورة في حلب وريفها.

المعارضة تريد دعما مسلحا

وحين سُئل صالح ما هو البلد الذي يأمل بأن تقتدي سوريا ما بعد الأسد بمثاله اجاب بلا تردد “تركيا” في اشارة الى قوة التوجهات الاسلامية في صفوف المعارضة.

وفي حديث لصحيفة وول ستريت جورنال في بلدة تل رفعت شمالي حلب قال سلامة “نحن الذين نقاتل على الأرض ، ونحن الذين نحتاج الى السلاح”.

ويؤكد قادة المعارضة المسلحة ان تنظيم القاعدة لم يخترق صفوفهم ولكنه يتعاون بصورة مكشوفة مع مجموعات اسلامية مسلحة ذات اتجاهات اصولية متطرفة.

وكان هجوم المقاتلين المنسق على مدينة حلب في تموز/يوليو مؤشرا الى حدوث تحول تكتيكي في القتال لا سيما وان الهجوم يعتبر من نواحي عديدة اول حملة منسقة ومتواصلة في الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا.  وقبل ذلك كانت المواجهات تخوضها اساسا مجموعات محلية من المقاتلين في مواجهة هجمات النظام على احيائها وقراها.

واسفرت سيطرة المقاتلين على النصف الشمالي من حلب عن تعبئة قادة المعارضة على هذه الجبهة وتوحيدهم في تحدي القادة العسكريين المنشقين الذين يحاولون توجيه المعركة من الخارج ويدعون الى التروي.  وبدلا من ذلك قرر هؤلاء القادة الميدانيون نقل المعركة الى حلب نفسها.

وسرعان ما سيطر مقاتلو المعارضة على احياء في شمال شرق المدينة وشمالها اثناء تقدمهم ، حيث فوجئ القادة الذين كانوا يتوقعون مقاومة شرسة من القوات النظامية على الأرض.  وقال سلامة لصحيفة وول ستريت جورنال “لم نكن نتوقع سقوطها بهذه السهولة”  مؤكدا ان جنود النظام “لم يقفوا ويقاتلوا بل لاذوا بالفرار”.

ويقدر قادة المعارضة المسلحة ان ما بين 65 و70 في المئة من المدينة بأيديهم الآن.  وقال سائق سيارة أُجرة يتنقل يوميا بين نصفي المعارضة والنظام اللذين تفصلهما حواجز تبعد احيانا أقل من 200 متر عن احدها الآخر ، ان مقاتلي المعارضة ربما يسيطرون على 40 في المئة من حلب.

وفي حي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة جنوبي حلب فُتحت متاجر البقالة مؤخرا وعاد المتسوقون والباعة المتجولون الى أزقة الحي.  وعلى بعد حارات قليلة عن خط الجبهة كانت الشوارع مقفرة.

وتوقفت مجموعة من المقاتلين للاستراحة على مفترق طرق مبتعدين عن شارع جانبي يتربص فيه قناص من قناصة النظام كان بين حين وآخر يطلق رصاصة على الجدران الحجرية القريبة.

ولوح المقاتلون يشجعون على مواصلة السير رجلا وامرأة عجوزين مرعوبين كانا هاربين من حيهما الذي شهد قتالا ضاريا عبر الشارع الذي يسيطر عليه القناص.

ويخيم على معركة حلب سؤال يتعلق بحجم الدعم الذي يتمتع به مقاتلو المعارضة المسلحة في أغنى مدينة سورية.  فان غالبية المقاتلين في حلب ينحدرون من الأرياف الشمالية وتنظر اليهم نخبة حلب المدينية باستعلاء.  وعلى سبيل المثال ان قائدي معركة حلب هما صالح الذي كان تاجر بذور وسلامة الذي كان مربي نحل.

ولكن بعض مواقف الازدراء تسري في الاتجاهين.  فان المقاتلين المتمرسين من الريف يقولون ان الحلبيين الذين ينضمون اليهم ليسوا جاهزين للقتال.  وقال صالح الكافو وهو مقاتل في الثانية والعشرين من العمر “ما ان يتعرض المقاتلون الحلبيون للقصف حتى يديرون ظهورهم ويفرون.  اما نحن فاننا متمرسون ونعرف ان علينا الصمود حتى وصول الإسناد.  وهم لا يعرفون حتى كيف يتعاملون مع المصابين ، وكيف يضمدون الجروح”.

ولم يكن للكثير من سكان حلب احتكاك مباشر مع الانتفاضة أو قادتها حتى اسابيع قليلة عندما اقتحم الثوار مدينتهم.

وقالت امرأة انها تحتفظ بحكمها في الوقت الحاضر ثم واصلت السير مخترقة الطرق الحجرية الضيقة في حلب القديمة حيث اقام المقاتلون طوقا حول النصف الشرقي من القلعة القروسطية في قلب المدينة الذي ينتشر فيه جنود النظام.  وقالت المرأة “اعتقد اني سعيدة بمجيء الثوار ولكني لست راضية على سفك الدماء.  نحن مع جانب الحق والنظام ليس على حق.  وما زلنا ننتظر لنرى إن كان الثوار على حق”.

الرئيس التركي: التغيير الجذري في سورية ليس ممكناً بالطرق السلمية والمنطقة العازلة تحتاج إلى توافق دولي

 أنقرة – جميل الذيابي

  يتابع العالم النشاط المكثف الذي يقوم به الرئيس التركي عبدالله غل على الساحتين الإقليمية والدولية لاستعادة دور تركيا في المنطقتين العربية والإسلامية، وتعزيز مكانة بلاده في محيطها الأوروبي الذي تطمح إلى وضع مميز داخل منظومته. وتزايدت تحركات غل بعد اندلاع الثورة في سورية، وتفاقم النزاع بين الثوار وقوات نظام بشار الأسد، وبدا أن أنقرة لا بد أن تقوم بدور حيوي للتعجيل بتسوية الأزمة لمصلحة الشعب السوري، خصوصاً أنها تقتسم مع دمشق حدوداً برية طويلة، وكثيراً من التداخلات الناشئة عن الجوار، وإرث الماضي القديم بين البلدين.

 ويرى غل – في مقابلة خاصة أجرتها معه «الحياة» – أن بلاده ستضطر إلى اتخاذ ما يسميه «الاحتياطات اللازمة» في حال استفحال الأزمة السورية، وهي إشارة إلى ما يتردد عن سعي أنقرة إلى إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين السوريين من قصف قوات بشار الأسد. لكنه يرى أيضاً – في تحفظ ديبلوماسي، وهو الذي شغل منصب رئيس الديبلوماسية التركية سنوات عدة قبل انتخابه رئيساً للجمهورية – أنه لا يمكن الانفراد بقرارات من هذا القبيل، وأن ذلك يتطلب توافقاً دولياً.

 وأكد الرئيس التركي أن أحداث الأزمة السورية أثبتت أن تطلع الشعب السوري لتغيير جذري لن يكون ممكناً بالطرق السلمية المعتادة، لكنه قال إن سياسة بلاده الخارجية لا تستند إلى تسليح أية جماعة، في إشارة إلى الجيش السوري الحر الذي يقاتل قوات نظام بشار الأسد. وذكر غل أن أنقرة تحدثت مراراً، وقدمت النصح إلى الرئيس الأسد في شأن ضرورة تطبيق إصلاحات سياسية، «لكن هذه التوصيات لقيت أذناً صماء». وشدد على أن المرحلة الانتقالية في سورية «ليست سهلة»، لكنه رأى أن من «المهم الحفاظ على وحدة التراب السوري وسيادته واستقلاله ووحدته الوطنية».

 وفي ما يأتي نص الحوار مع الرئيس التركي الذي يشارك في قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية التي يفتتحها اليوم (الثلثاء) خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكة المكرمة:

  في شهر رمضان الجاري دعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن العزيز قادة دول العالم الإسلامي إلى قمة إسلامية تعقد في مكة المكرمة آخر رمضان، لإعلان التعاون والتضامن الإسلامي، وحلحلة الخلافات والصراعات بين بلدانهم، والعمل على تعزيز العمل المشترك وتوحيد الصفوف، كيف تنظرون إلى هذه القمة التي تعقد في ليلة 27 رمضان في أطهر بقعة مقدسة، بحضور قادة 57 دولة إسلامية؟

 – تلقينا بمنتهى السرور والرضا دعوة أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لعقد قمة استثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة في هذه الليالي المباركة. ويشرفني الاشتراك فيها. وتهدف القمة إلى التباحث في جميع المشكلات التي تعتري العالم الإسلامي، وتواجهها بلدان المنطقة، لإزالة الخلافات في مواقف الدول إزاءها، وتعميق التعاون والتعاضد بين الدول الإسلامية. وأعتقد جازماً أن هذه الخطوة الإيجابية ستنير الطريق أمام هذه الأهداف.

 > كيف هي علاقتكم مع السعودية؟ وهل بينكم وبين الملك عبدالله تنسيق دائم؟ وما رأيكم في الدعوة إلى هذه القمة؟

 – ترتبط تركيا والمملكة العربية السعودية علاقات راسخة من المودة والأخوة والروابط الثقافية، وعلاقاتنا الثنائية هي على أعلى المستويات، ونسعى إلى تطويرها وتعميقها، ولذلك فإن التشاور بيننا مستمر ومتواصل وعلى وتيرة متصاعدة. إن البلدين يسعيان إلى ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، والأحداث الأخيرة في المنطقة أثبتت ضرورة المساندة والتشاور المستمر بيننا. ولا ننسى أن تركيا لديها آلية للحوار الاستراتيجي مع مجلس التعاون الخليجي. وتسعى تركيا إلى تطوير هذه العلاقات مع دول المجلس، خصوصاً المملكة العربية السعودية، وبشكل ثنائي أيضاً.

  روسيا والاستقرار في سورية

 > ماذا ستقولون في مؤتمر التضامن الإسلامي؟ هل لدى بلادكم مشروع عملي إسلامي لتجاوز الخلافات والنزاعات بين دول العالم الإسلامي؟ وماذا سيقول قادة العالم الإسلامي لروسيا العضو المراقب في المنظمة الإسلامية حول موقفها المتعنت من سورية ودعمها للأسد؟

 – روسيا بطبيعة الحال بلد مهم، في إطار حل الأزمة في سورية، ولذلك هناك الكثير من التوقعات من روسيا، للتوصل إلى حلول تضمن الاستقرار في سورية. لكننا لا نرى أنها تلعب دوراً إيجابياً في حل هذا الموضوع حالياً. وباعتبارها مع الصين عضوين دائمين في مجلس الأمن، تقع عليهما مسؤولية أكبر في السعي إلى حل الأزمة بشكل موضوعي وبنّاء. وهناك الكثيرون ممن يعتقدون أن تصويتهما بموجب حق النقض مرات عدة أضفى نوعاً من الجرأة على نظام البعث في سورية. نحن نتفق مع روسيا في ضرورة إيقاف نزف الدم في سورية، والأهداف التي نتطلع إليها لحياة مستقرة في سورية متطابقة، إلا أننا نختلف في تفسير من هو المتسبب في زيادة القمع والعنف، فهناك نظام يقمع شعبه من دون تمييز بالأسلحة الثقيلة والطائرات والمروحيات إزاء جماهير تطلب حقها في حياة ديموقراطية شفافة.

 ونرى أن المجتمع الدولي يجب أن يكون واضحاً في رسالته إلى النظام السوري للتوقف فوراً عن القمع وسفك الدماء، وتقع على روسيا مسؤولية كبرى في هذا الاتجاه.

  حديثنا للأسد لقي أذناً صماء

 > كم مرة تحدثتم إلى بشار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية؟ وبعد إسقاط الطائرة التركية هل تحدثتم معه؟ وهل وجدتم تجاوباً منه؟ وما هي الدول الإسلامية التي تنسقون معها بشأن مساعدة السوريين وإنهاء وحشية النظام؟

 – الكل يعلم ما بذلناه في السنين العشر الأخيرة من محاولات لدعم الشعب السوري من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتسهيل انخراط سورية في المجتمع الدولي، وتطبيق الإصلاحات السياسية. وعندما بدأت الأحداث في تونس قمنا بحض الأسد على تسريع وتيرة الإصلاح، والانتقال إلى حياة ديموقراطية. لقد قدمنا التوصيات اللازمة بمنتهى الإخلاص، وعملنا على حضه على الاستفادة من تجارب تركيا بهذا الصدد. وقام وزير الخارجية (التركي) في مثل هذه الأيام من العام الماضي بالتحدث إلى الأسد ساعات طويلة. وأبلغناه أن الوقت سيكون متأخراً جداً، وما حققه لن تكون فيه الكفاية إذا لم يتدارك الأمر. لكن هذه التوصيات لقيت أذناً صماء. وبدأت حملة القمع ضد الشعب الذي ينادي بالحرية والديموقراطية.

 تركيا ترغب، كما كانت دائماً، في التوصل إلى ما يوقف سفك الدماء، والولوج في مرحلة انتقالية، تلبي مطالب الشعب المشروعة. ونحن في تعاون مستمر مع دول المنطقة والمجتمع الدولي، تحقيقاً لهذه الغايات.

 رهان على المعارضة… وانتظار

 > هل تراهنون على المعارضة السورية المختلفة في ما بينها في تغيير الخريطة السياسية في دمشق؟ أم أنكم فقط تنتظرون ما ستسفر عنه معارك الجيش الحر مع نظام الأسد؟ وهل تريد أنقرة البقاء في بؤرة الاهتمام السياسي بعقد مؤتمرات المعارضة وحضور النخب السورية، وانتظار ما سيسفر عنه المشهد من دون تدخل تركي؟

 – من الواضح أن المرحلة الانتقالية في سورية ليست سهلة. وفي هذا الإطار من المهم الحفاظ على وحدة التراب السوري، وسيادته واستقلاله، ووحدته الوطنية، وجو السلام الاجتماعي. ومن الطبيعي أن يكون هناك من يريد استثمار الوضع واستغلاله لمنافع فئوية وشخصية. ولكن المهم، كما ذكرت، الحفاظ على الوحدة السورية. فقد عاش هذا الشعب منذ قرون متجانساً، وفي جو من الألفة. ويجب الوقوف ضد من يريد الإجهاز على هذه القيم الطيبة.

 وبطبيعة الحال فإن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره وخريطة طريقه. ونحن ندعم تطلعات الشعب السوري للوصول إلى مبدأ تداول السلطة وحياة حرة. نحن نتشارك مع سورية حدوداً برية يبلغ طولها 911 كيلومتراً، ولنا علاقات راسخة في القِدم اجتماعياً وثقافياً مع الشعب السوري. والأزمة لا تؤثر في تركيا فقط، وإنما تمتد آثارها إلى كل دول المنطقة. وأضيف هنا أنه لو تطلب أمننا القومي أي إجراءات لضمان أمن أراضينا ومواطنينا، فسنقوم بما ينبغي عمله، وسنتخذ كل الاحتياطات اللازمة.

  50 ألف لاجئ سوري

 > لماذا لا تعملون على تسليح الجيش الحر، خصوصاً أن غالبية الدول الغربية ودول مجلس التعاون تؤيد ذلك؟ وكم وصل عدد النازحين السوريين في تركيا؟

 – نأمل أن تنتهي الأحداث في سورية بسلام، ومن دون إراقة المزيد من الدماء، وبما يضمن الاستقرار لسورية. وتؤمن تركيا بضرورة التوصل إلى حل يضمن تطلعات الشعب السوري، لكن سياستها الخارجية لا تستند إلى تسليح أية جماعة، وتفضل الحلول السلمية. ومع كل هذا، فنحن نرى أن تطلع الشعب السوري لتغيير جذري لن يكون ممكناً بالطرق السلمية المعتادة. هذا ما أثبتته الأحداث. وبلغ عدد النازحين (السوريين) إلى أراضينا منذ بداية الأزمة أكثر من خمسين ألف شخص.

 دور خليجي فعّال في حل الأزمة

 > كيف ترون مواقف دول مجلس التعاون الخليجي من الثورة السورية؟ وعلى ماذا يقوم التنسيق بينكم؟

 – إن مجلس التعاون الخليجي لاعب مهم في السياسة الدولية وفي أمور المنطقة. ودوره فعال في التوصل إلى حل يرضي الإخوة في سورية، ونثمن وقوف هذه الدول إلى جانب الشعب السوري. ودول مجلس التعاون في تنسيق مع دول العالم التي يهمها حل الأزمة المستفحلة. والمفروض أن يتم التنسيق دولياً حول هذا الموضوع. ونحن كبلد تؤثر فيه الأحداث نتطلع إلى حل سريع يضمن استقرار المنطقة وأماني الشعب السوري في آن واحد.

  مسؤوليات كبرى على روسيا والصين

 > كيف تنظرون إلى المواقف الروسية والإيرانية والصينية المساندة لنظام الأسد على حساب دماء الشعب السوري؟

 – هناك مسؤوليات كبرى تقع على عاتق روسيا والصين باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأنا أعلم أن كلا البلدين يشعر بالقلق مما يجري في سورية، مثلنا تماماً. ولكن لا تجب مساواة نظام يقمع شعبه بالأسلحة الثقيلة، وبكل وسائل العنف، وجماهير الشعب التي تتطلع لحياة أفضل. وبصراحة هناك من يأخذ على الروس والصينيين أنهم يشجعون ويتيحون الوقت لعمليات أكبر ضد الجماهير والأحياء السكنية في سورية.

 منطقة عازلة لحماية السوريين

 > هل تسعون إلى إقامة منطقة عازلة لحماية السوريين؟

 – لا يمكن الانفراد بهذه القرارات حول المناطق الآمنة والعازلة. ينبغي توافق دولي في شأنها. نحن نتمنى أن يصار إلى الولوج في مرحلة انتقالية سريعة تضمن تطلعات الشعب السوري، ولكن إذا استفحلت الأمور، وبدأت هجرات جماعية، بما يؤثر في أمننا الوطني، فسنتخذ كل الاحتياطات اللازمة إزاء ذلك. وسيتم اتخاذ كل التدابير في شأن ذلك.

                      يوميات السوريين: البقاء في المنازل إلا في المناسبات.. والحزن يخيم على الجميع

«الشرق الأوسط» تلتقي سكان دمشق.. وقالوا إن الموت يتجول في شوارع العاصمة

لندن – دمشق: «الشرق الأوسط»

شعرت هيفاء بالإحراج عندما سألتها صديقتها «ماذا تحضرين اليوم طعاما للإفطار؟»، فبدأت إجابتها بمقدمة طويلة عن اجتماع إخوتها وأبنائهم في منزلها، والذي هو منزل العائلة.

وهيفاء، التي تجاوزت الخمسين من العمر، غير متزوجة.. ولا تزال تسكن بيت العائلة في حي الصالحية مع شقيقتها الأصغر، بينما أشقاؤها الستة الآخرين موزعون في دمشق وضواحيها، بالإضافة إلى اثنين مغتربين منذ عقدين.. إلا أنهم حرصوا دائما على الاجتماع ببيت العائلة في المناسبات والأعياد.

هذا العام كان صعبا جدا ولم يلتئم شملهم كما درجت العادة في المناسبات، وإنما حصل واجتمعوا لأن الأشقاء القاطنين في ضواحي دمشق اضطروا للنزوح من منازلهم في المناطق المتوترة إلى بيت العائلة، وتزامن اجتماعهم مع اضطرار أحد الأشقاء المغتربين لزيارة شقيقاته.

ومع أن ظروف الاجتماع ليست اعتيادية، إلا أن هيفاء اقترحت أن يحتفلوا بهذا الاجتماع ووافقت على اقتراح شقيقها بتحضير إفطار مشاوي على الفحم.. كبة ولحمة وكباب وتبولة. حاولت هيفاء تبرير ذلك لصديقتها التي صمتت أمام كل تلك المقدمة «هو طعام إفطار؛ وليس احتفالا».. واستدركت «بالتأكيد لا أحد لديه قدرة على الفرح، فالحزن مخيم على نفوس كل الناس».

واقترن شواء الكبة واللحمة في المنازل بمظاهر الفرح والاحتفال عند السوريين، لذا فإن غالبيتهم باتوا يجدون حرجا بممارسة أي نشاط ينم عن البهجة، فالبلاد كلها حزينة ومتألمة، ويتعرض من لا يبالي بمشاعر الآخرين للانتقاد المباشر وغير المباشر.

داني، شاب منخرط في العمل الإغاثي وعلى تماس يومي بالمآسي التي يعيشها النازحون، عبر عن استيائه الشديد من جيرانه الذين أقاموا حفل عرس كبير في إحدى الصالات بالحي، ووصفهم بـ«تبلد المشاعر وانعدام الإحساس.. فمن غير المقبول الرقص علنا على إيقاع الموسيقى الصاخبة والأنوار الملونة بينما يقتل العشرات يوميا والحزن يعم قلوب الأمهات».. ويضيف: «أنا لا أحتج على فرح الآخرين.. من حقهم أن يعيشوا الفرح لكن عليهم أن يراعوا مشاعر المنكوبين وأن تكون احتفالاتهم مستورة».

ويتابع داني، الذي يعيش في حي التجارة، أن عائلته «تشعر بالملل الشديد» بسبب الاعتكاف بالمنزل نتيجة الأوضاع الأمنية المتوترة، وقد اضطر والده للمكوث في المنزل غالبية اليوم، بعدما بات الذهاب إلى مكان عمله في الضواحي صعبا. كما أن لديهم مشكلة مع أشقائه الأطفال أثناء العطلة الصيفية، حيث لا يمكن ارتياد المسابح بشكل اعتيادي، أو أي مكان عام. وباتت التسلية الوحيدة التلفزيون والفيديو وألعاب الكومبيوتر، مما خلق جوا ضاغطا داخل البيت.

دائما هناك شجارات، ومع ذلك يقول داني: «نجد حرجا كبيرا من التنزه في الأماكن العامة رغم حاجتنا لذلك»، ويؤكد «ذلك غير ممكن حتى لو لم يكن هناك قصف أو اشتباكات، فما من عائلة إلا وفقد أو أصيب لها ابن أو قريب؛ أو فقدت بيتا.. نحن محاطون بالموت والدمار حتى لو لم نصب به مباشرة». ويضيف: «أول من أمس كنت على مقربة من انفجار وقع عند فندق (سميراميس) في حي المرجة، وقد وجدت نفسي وسط إطلاق نار كثيف.. الرصاص كان يسقط على الأرض كحبات البرد، شيء مذهل». ويؤكد داني أن «الموت يتجول بالشوارع».

أما ميساء، صديقة داني وجارته وزميلته في العمل التطوعي الإغاثي، فتختلف معه في الرأي، وترى أنه لا «يمكن للحياة أن تتوقف». وتتساءل: «ما ذنب الأطفال كي يختنقوا في المنازل؟ وكما يبدو أن الأزمة ستطول وعلينا التعايش معها».

وشجعت ميساء فكرة سكان البناء بتهيئة السطح للاجتماع وقضاء ساعات المساء معا وكأنهم في متنزه، وتقول: «كانت فكرة رائعة عندما قرر جارنا أبو صبحي تمضية بعض الوقت على السطح بعد الإفطار، لينضم إليه الجيران تباعا، وكل يأتي بمشروبات ومسليات وأرجيل مع عائلاتهم. ولا تخلو الجلسات من مرح ونكات.. ومن دموع».

وترى أنه حل نموذجي؛ فعدا كونه اقتصاديا، يمتن العلاقات الاجتماعية ويقرب وجهات النظر بين الجميع. لكن هذا الحل ليس متاحا دائما، فعندما تنشب اشتباكات بشكل مفاجئ أو يسمع دوي انفجارات وإطلاق مدفعي على أحياء جوبر والقابون وبرزة – القريبة من حي التجارة – يلوذ كل ببيته.

هيفاء، وبعد انكفاء أسابيع في المنزل منذ وصلت الاشتباكات إلى قلب العاصمة، قررت أخيرا أنها لن تموت في بيتها من الخوف، وستعود لتلبية دعوات صديقاتها لتبادل الزيارات، لكنها لن ترتاد المقاهي والمطاعم كما كانت تفعل في السابق.

إلا أنها اضطرت لتلبية دعوة صديقتها إلى مطعم «الشرق»، وتقول هيفاء: «دعتني صديقتي إلى إفطار في مطعم (الشرق)، أحد أقدم وأشهر مطاعم دمشق، بمناسبة عيد ميلاد ابنتها وأيضا لوداعها قبل السفر إلى كندا. فوجئت بأن المطعم كان شبه فارغ، علما أنه كان في السابق من المطاعم التي يحتاج دخولها إلى حجز مسبق قبل يومين أو ثلاثة».. وتتابع: «الطاولات المشغولة لم تتجاوز أصابع اليدين، كما خيم على الأجواء وجوم عام فرضته طبيعة الأحاديث وأخبار من قتل ومن اعتقل ومن اختطف، وأين نصبت حواجز جديدة وأي الطرق أفضل وأي المناطق هادئة وأيها تتعرض للقصف، وماذا حل بعائلة فلان وإلى أين نزح فلان وطرق الوقاية من القصف والقذائف».

وتقول هيفاء: «الطريف أنه حتى النكات تكون عن الرعب والقتل والمغامرات اليومية عند الحواجز وأثناء المداهمات».. وتروي أن أحدهم أخبرهم كيف اختطف ابنه من قبل إحدى العصابات في ريف دمشق، وكان هو على خصام مع ولده لسوء سلوكه، وحين طلب منه الخاطفون فدية 5 ملايين ليرة قال لهم: «لست بحاجة لابني احتفظوا به.. وإذا كان لديكم 5 آلاف ليرة أرسلوها لي».. وتضحك هيفاء، موضحة أنه كان صادقا فيما يقول، فهو «فعلا تخلى عن ابنه وكذلك الخاطفون.. إذ سرعان ما أطلقوا سراحه». تلك القصص التي تنتزع ضحكاتنا لا تبدد الكآبة، والخوف من المجهول.

آمال معلمة الثانوي، غادرت العاصمة إلى بلدتها القريبة من مدينة الضمير خلال عطلة الصيف في ريف دمشق، لتجدها وقد اكتظت بأكثر من 2500 عائلة نزحت من دوما وعربين وحرستا. وبعد يومين قضتهما بالملل والكآبة حبيسة داخل جدران المنزل مع والدتها المسنة، فكرت في القيام بعمل ما يخرجها من حالة الركود التي تعيشها، فتعاونت مع صديقاتها لوضع قاعدة بيانات للعائلات النازحة مع قائمة بأهم الاحتياجات، بهدف تنظيم العمل الإغاثي الذي مازال عفويا ويعاني من الفوضى.

هذا العمل أكل معظم ساعات يوم آمال، وتشير إلى أنه «لا يمكن الانكفاء في المنزل بينما البلد يحترق، نحن أمام كارثة إنسانية كبيرة». وسبق لآمال العمل في مجال الإغاثة في العاصمة لكنه كان نشاطا محدودا، بعد دوام في المدرسة. وتقول: «عندما كنت في دمشق كانت الساعات بعد انتهاء الدوام تمضي بلا جدوى، وسيطر علي شعور بالعجز، فكل يوم نسمع أصوات التفجيرات ونراقب تزايد أعداد النازحين في شوارع دمشق وحدائقها ومدارسها، ولا نستطيع فعل شيء لوقف تفاقم الكارثة.. حاولت المشاركة في المظاهرات لكن وحشية قوات الأمن جعلتني أتردد في الاستمرار بالتظاهر، سيما أنني شابة أعيش بعيدا عن عائلتي». حاولت آمال تمضية الوقت في تصفح الإنترنت والتواصل عبر «فيس بوك»، لكن رداءة الإنترنت «جعلتني أكره حياتي»، وشعورها باليأس «أيقظ في جسدها كل الأوجاع»، حتى القراءة تقول آمال إنها أقلعت عنها لعدم القدرة على التركيز.

طبيب الأطفال رضوان، الذي يسكن وسط العاصمة، بينما عيادته في قدسيا في ريف دمشق، يعاني من الملل أيضا؛ فهو حبيس البيت معظم الوقت منذ اضطراب الوضع في قدسيا وبدء القصف عليها. ومع أنه مثابر على ارتياد ناد رياضي 4 مرات في الأسبوع، إلا أن ذلك لا يملأ الفراغ الذي أحدثه إغلاق العيادة في حياته وحياة أسرته.

ويقول إنه متزوج منذ 20 عاما ولم يحصل أن تشاجر مع زوجته أو أولاده، لكن في الفترة الأخيرة التي مكث فيها إلى جانبهم في المنزل «كل يوم هناك مشكلة، وكل يوم جدل حاد حول حقوق كل منا، جميعنا يشعر بأن حقه مغبون لأنه لا يمارس حياته الاعتيادية». ويشير إلى أن زوجته «صارت تتسامح مع الأولاد إذا رغبوا باللعب مع أولاد الجيران في بيت الدرج عندما لا تتوفر الفرصة لذهابهم إلى النادي بسبب الوضع الأمني، وكان هذا سابقا من الممنوعات لديها.. فهي أيضا لم تعد تتحمل ضجيجهم في المنزل طوال اليوم». إلا أنه يؤكد أنه «حتى اللعب في بيت الدرج ليس متاحا دائما، فعزرائيل يتجول في شوارعنا طوال الوقت».

* «الشرق الأوسط» تتحفظ على أسم مراسلها في دمشق حفاظا على سلامته

بعد سقوط ميغ 23.. السماء لم تعد آمنة لسلاح الأسد الجوي

الجيش الحر أكد أنه أسقطها بالرشاش.. والنظام يقول إنه عطل فني

بيروت: بولا أسطيح

بينما تضاربت الأنباء أمس حول أسباب سقوط طائرة حربية سوريا من طراز ميغ 23 فوق سماء مدينة الموحسن في محافظة دير الزور، بين قول الجيش الحر إنه من أسقطها باستخدام مدفع رشاش، أو قول وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إنها سقطت جراء عطل فني، تظل الحقيقة المؤكدة أن سلاح الجو السوري أصبح غير بعيد عن الخطر.

وكانت لجان التنسيق المحلية المعارضة أول من أعلن الخبر الذي أرفق مباشرة بفيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت، أظهر الطائرة تحلق على ارتفاع متوسط تلاه سماع أصوات طلقات نارية قوية، قبل أن تشاهد نار تندلع في الطائرة الحربية مع سحابة دخان تخرج منها. وفي الصورة، يمكن مشاهدة الطائرة وهي تتابع طيرانها، بينما يصرخ صوت «الله أكبر! إصابة طيارة ميغ في مدينة الموحسن».

وبينما أعلن الجيش الحر تبنيه للعملية، أظهر فيديو آخر تم بثه على موقع «يوتيوب» في وقت لاحق عملية أسر الطيار الذي ظهر محاطا بعدد من الثوار الذين عرفوا عن أنفسهم على أنّهم «أبطال لواء أحفاد محمد، شباب الثورة في أرض الفرات كتيبة عثمان بن عفان». وأشار النقيب الذي كان يتحدث في الشريط إلى أحد الثوار الموجودين لافتا إلى أنّه هو من تمكن من إسقاط الطائرة فيما أشار إلى مقاتل آخر قال إنه من تمكن من أسر الطيار.

بدوره، وردا على أسئلة النقيب المنشق، قال الطيار الأسير الذي عرّف عن نفسه على أنّه العقيد الطيار الركن مفيد محمد سليمان بأنه كان بمهمة تقضي بقصف مدينة الموحسن وبأنّه أصيب بوجهه جراء سقوط الطائرة. وعندما سُئل عن الرسالة التي يوجهها لأفراد الجيش النظامي، دعاهم لـ«الانشقاق عن هذه العصابة».

وفي نهاية الفيديو، أكّد النقيب المنشق أن الطيار الأسير «سيعامل وفق ما يمليه علينا ديننا وأخلاقنا ووفق التزامنا باتفاقية جنيف الخاصة بالأسرى».

على الجانب الآخر، أقر النظام السوري بسقوط إحدى طائراته المقاتلة، إلا أن وكالة الأنباء السورية «سانا» قالت إن «طائرة عسكرية سوريا سقطت في شرق البلاد يوم الاثنين بعد أن اضطر الطيار إلى مغادرتها بسبب عطل أصابها والبحث جار عنه».

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن «طائرة مقاتلة تعطلت لدى قيامها بتنفيذ طلعة تدريبية اعتيادية في المنطقة الشرقية». وأوضح المصدر أن «الطائرة أصيبت بعطل فني طارئ أدى إلى تعطل أجهزة القيادة وعدم إمكانية متابعة الطيران ما دفع الطيار إلى مغادرة الطائرة بالمقعد المقذوف». وأكد أن «عملية البحث عن الطيَّار ما تزال جارية».

وأكد مراقبون أن سقوط الطائرة، إذا كان نتيجة عطل فني كما يقول النظام، فهو مؤشر على أن سلاح الجو السوري أصبح في خطر محدق نتيجة غياب الصيانة جراء العقوبات الدولية المفروضة على سوريا.. أما لو كان نتيجة تمكن المعارضة من استهدافها، فإن طبيعة السلاح المستخدم في ذلك قد تشكل علامة فارقة في الأيام المقبلة.

وأثارت تقارير غربية عدة خلال الفترة الماضية، مسألة امتلاك الجيش الحر لبعض الصواريخ المضادة للطيران، إلا أن أغلب أطياف المعارضة نفت تلك التقارير، قائلة إنها لا تمتلك سوى أسلحة خفيفة في القتال الدائر.

بدورها، أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل أن «أبطال الجيش السوري الحر في مدينة موحسن في محافظة دير الزور تمكنوا من إسقاط طائرة ميغ 21 كبين مزدوج، وكان يقود الطائرة العميد الطيار الركن مفيد محمد سليمان ويساعده ضابط آخر برتبة رائد»، لافتة إلى أن «هذه الطائرة يمكنها حمل ألف كيلوغرام من القنابل أو أربع قنابل تزن كل واحدة 250 كيلوغراما وحواضن صواريخ ومدفع عيار 23».

وأكّد عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني أنّه، ونتيجة التواصل مع الثوار الذين نفذوا العملية، تبين أنّه تم إسقاط الطائرة بمدفع رشاش كونها كانت تطير على مستوى منخفض، كاشفا لـ«الشرق الأوسط» أنّه تزامن مع عملية إسقاط الطائرة أسر 3 طيارين برتبة رائد وانشقاق 3 ضباط و15 مجندا في دير الزور.

بدوره، أوضح نائب رئيس الأركان في الجيش الحر عارف الحمود أن طائرات الميغ 23 لا تستخدم إلا في حالات خاصة، لافتا إلى أن استخدامها اليوم يظهر حجم الأزمة التي يعانيها النظام. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الطائرة كانت تقوم بعمليات قصف على مستوى منخفض وصودف أنها مرت في مجال رمي المدافع الرشاشة للثوار في المنطقة الذين نجحوا بإسقاطها».

وانتقد العقيد الحمود وبشدة حديث النظام عن أن «الطائرة سقطت نتيجة عطل فني»، مؤكدا أن انفجارها المفاجئ والسريع وعدم اضطرارها للهبوط مثلا، يدحض كل رواية النظام. وأضاف: «اليوم نجح الثوار بإسقاط الطائرة بواسطة مدفع رشاش لكن ما نطالب به بشكل رسمي مضادات للطائرات قادرة على أن تحول منطقة ريف إدلب وشمال حلب لمنطقة معزولة»، لافتا إلى أن الجيش الحر سيطر على بعض هذه الصواريخ من نوع كوبرا كانت مع الجيش النظامي مشددا على أن المطلوب مد الثوار بهذا السلاح من الخارج.

قصف واشتباكات في دمشق وحلب وإعدامات ميدانية في عرطوز

حصار خانق ومحاولات لاقتحام طفس في درعا

بيروت: بولا أسطيح

وسعت قوات الأمن السورية من عملياتها أمس لتطال وبشكل خاص العاصمة دمشق وريفها، بالتزامن مع المعارك العنيفة الحاصلة في مدينة حلب، مما أدى، وبحسب الهيئة العامة للثورة، لسقوط نحو مائة قتيل.

وقال ناشطون في بلدة «جديدة عرطوز» بريف دمشق إن 9 مدنيين من البلدة أعدموا ميدانيا عند حاجز «صحنايا» العسكري، وقد أظهر مقطع فيديو حمله ناشطون على موقع «يوتيوب» جثثا مكبلة الأيدي من الخلف ملقاة على بعضها البعض مضرجة بالدماء، بعضها منزوعة الملابس.

وبالتزامن، قال ناشطون إن أحياء العسالي ونهر عيشة بدمشق تعرضت صباح أمس لقصف عنيف من القوات النظامية، بينما وقعت اشتباكات عنيفة وقصف في حي القدم، مما أدى إلى مقتل مقاتلين معارضين. وشمل القصف المستمر منذ أيام بلدات عربين، والتل، وعرطوز في ريف دمشق ووقعت اشتباكات في بلدتي حرستا والكسوة.

كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن حملة مداهمات واعتقالات بأحياء القيمرية، وقشلة، والشاغور في دمشق.

بدورها، قالت لجان التنسيق المحلية إن مدينة الزبداني لا تزال تتعرض لقصف يومي متواصل براجمات الصواريخ والمدفعية منذ بداية شهر رمضان، وسط حصار خانق وأوضاع إنسانية سيئة للغاية.

وفي حلب التي تتواصل فيها الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر بمناطق عدة، أفيد عن استمرار قصف أحياء مساكن هنانو وصلاح الدين والصاخور، فيما أعلن لواء التوحيد التابع للجيش الحر أنه تمكن من تدمير دبابتين قرب دوار السبع بحرات في حلب.

في المقابل تحدث مصدر أمني سوري عن هجوم بري بدأه الجيش النظامي على حلب، حيث اقتحم حي صلاح الدين وبدأ تمشيطه وقتل عشرات «الإرهابيين».. لكن الجيش الحر نفى اقتحام الحي وأكد سيطرته الكاملة عليه، وقال إن وحداته تحاصر مطار حلب ومبنى الأمن السياسي فيها.

وقد أنشأ الجيش الحر في ريف حلب سجنا لاستيعاب أكثر من مائتي سجين، بينهم ضباط وجنود وشبيحة اعتقلوا خلال المعارك.

وقال المرصد في بيان: «اقتحمت القوات النظامية السورية مدعمة بدبابات القسم الغربي من حي سيف الدولة وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة». وأضافت اللجان أن أكثر من 70 قذيفة «هاون» سقطت على مدينة طفس بدرعا، وسط حصار خانق ومنع قوات النظام الأهالي من النزوح، كما دارت اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر.

ومن درعا، تحدث عادل العمري، عضو لجان التنسيق المحلية لـ«الشرق الأوسط» عن حصار خانق تفرضه قوات النظام على مدينة طفس التي حاول الجيش النظامي اقتحامها للمرة الثالثة يوم أمس، لافتا إلى أنه وحتى الساعة لا تزال عناصر الجيش الحر المنتشرة في المدينة قادرة على صد هجوم قوات الأمن الذي يترافق مع قصف عنيف بالطائرات الحربية والمدفعية. وأوضح العمري أن أهالي المنطقة يرزحون تحت وضع إنساني مزر وسط غياب معطيات دقيقة حول أعداد القتلى.. فيما توجد معلومات أن أهالي طفس وجهوا نداءات استغاثة لفك الحصار الخانق على بلدتهم، بينما تجدد القصف العنيف على مدينة بصر الحرير المجاورة.

وفي حمص شهدت مناطق الرستن والخالدية وتلبيسة قصفا عنيفا بالمدفعية وراجمات الصواريخ مما أسفر عن قتلى وجرحى. وأفادت لجان التنسيق المحلية عن سقوط قتلى وجرحى في قصف عنيف متواصل استهدف قرية الصالحية والدار الكبيرة والرستن في ظل نقص حاد في المواد الطبية والإسعافية والغذائية.

أما في ريف إدلب، فقال ناشطون إن الجيش النظامي هاجم مدينة أريحا في محاولة لفتح الطريق السريع الذي يربط الساحل السوري بمدينة حلب، لكن الجيش الحر صد الهجوم وحافظ على مواقعه وقطع الطريق أمام تقدم رتل دبابات للجيش النظامي.

أطباء في مناطق الصراع في سوريا يخاطرون بحياتهم لعلاج الجرحى

أحدهم: أنا جراح ومهنتي تجعلني أرى الدم كل يوم.. لكنني هنا بكيت مما رأيت

لندن: «الشرق الأوسط»

قبل أسبوع كان الطبيب البريطاني السوري الأصل الذي اشتهر باسم أبو شامل يلعب مع ابنه الصغير في مانشستر. والآن يقرفص في ركن أحد شوارع مدينة حلب السورية، ليخرج طلقة قناص من فخذ رجل يصرخ جزعا، بينما كان الرصاص يشق الهواء فوق الرؤوس وتتردد في الأجواء أصوات الانفجارات.

كان المقاتلون قد حملوا الضحية وأخرجوه من حي صلاح الدين المدمر ووضعوه على حشية على بعد أمتار قليلة ونزعوا عنه ملابسه. وبسرعة انتزع أبو شامل الرصاصة من فخذه ووضع الضمادات على الجرح وأرسل الرجل إلى مستشفى ميداني لم ترصده بعد قوات الحكومة السورية.

يحتاج مقاتلو المعارضة في حلب أكبر المدن السورية بشدة إلى رجال مثل أبو شامل منذ أن بدأ القتال في المدينة قبل أكثر من أسبوعين. في ساحة المعركة التي شملت الآن معظم أرجاء المدينة، بدأت الإمدادات الطبية لمقاتلي المعارضة تشح في الوقت الذي يزداد فيه عدد المصابين.

كان أبو شامل (37 عاما)، وله لحية وخطها الشيب، يربط حول رأسه وشاحا به مربعات صغيرة زرقاء وسوداء وهو يعالج مرضاه.. وهو يتحدث العربية والإنجليزية بطلاقة. حين سمع أن هناك نقصا في الأطباء لعلاج ضحايا الانتفاضة السورية المندلعة منذ 17 شهرا، ترك منزله الآمن في مانشستر بإنجلترا ومعه زميلان له. واتجهوا إلى جبهة القتال في وطنه السابق. ومثل كل الأطباء الذين يؤيدون الانتفاضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، يعمل أبو شامل في السر ويتجنب المستشفيات العامة المملوكة للدولة.

وقال أبو شامل لوكالة رويترز للأنباء: «الأطباء لا يحولون المدنيين أو المقاتلين إلى المستشفيات العامة، والمدنيون لا يجرؤون على التوجه إليها. إذا وصلت وبك جرح من شظية أو رصاصة فهذا يعني أنك مقبل من صلاح الدين أو من أحياء قريبة وهذا يعني أنك إرهابي».. ويضحك بمرارة مستطردا: «كلنا إرهابيون».

يجلس أبو شامل مع ستة مقاتلين يرتدون زيا عسكريا ويحملون البنادق، بينما تنفجر على مقربة منهم قذائف المورتر. ويعلمهم الإسعافات الأولية ثم يسلمهم أدوات وقف النزيف وضمادات. وقال «أعددنا عشرات من هذه الحقائب لتوزيعها، ومولنا ذلك بشكل كامل من التبرعات التي جمعناها من الأصدقاء والزملاء في مانشستر».

حين وصل، صعق أبو شامل من عدد المدنيين الذين أصيبوا في إطلاق النيران. ورأى الكثير من الأطفال مصابين بجروح من شظايا في البطن والرأس والصدر، أو أصيبوا حين انهارت منازلهم على رؤوسهم من جراء قصف القوات السورية. وقال «أنا جراح، ومهنتي تجعلني أرى الدم كل يوم.. لكنني هنا بكيت مما رأيت».

لم يعد الأطباء يذهبون إلى المستشفيات التي بها معدات جيدة، ويتوجهون بدلا من ذلك إلى مستشفيات ميدانية بدائية انتشرت في كل حي. هناك عشرات من المستشفيات الميدانية السرية في حلب، خاصة حي صلاح الدين، الذي تحول معظمه إلى أنقاض من جراء قصف الجيش.

كل هذه المواقع سرية بعد أن قصف الجيش بعض المستشفيات، من بينها مستشفى تعرض للقصف ثلاث مرات قبل أن يدمر في نهاية الأمر. وطلب غالبية الأطباء عدم الكشف عن هوياتهم خوفا من بطش السلطات. لم يعد الذهاب إلى مستشفى عام واردا لعدد كبير من الناس، فالجيش يسيطر على المستشفيات الرئيسية ويعتقد ناشطون أنها مليئة برجال الأمن السوريين.. وقال طبيب «رأيت مقاتلين جرحى يصلون إلى واحد من هذه المستشفيات، ويتعرضون للضرب ويعتقلون قبل أن يتلقوا العلاج».

كان أمام مستشفى ميداني عربة إسعاف متوقفة، وقد اخترقت جانبها الأيسر طلقات الرصاص. قال سائقها أبو أحمد: «أحدهم الصق قنبلة في عربة الإسعاف بينما كنا ننقل مرضى إلى المستشفى. ولحسن الحظ انفجرت حين لم يكن أحد بداخلها».

كان عدد الجراحين بين المسعفين الذين يساعدون المعارضة قليلا، ونظرا لتوفر الموارد الأساسية فقط؛ فإنهم يعملون على إبقاء الجرحى المصابين بإصابات خطيرة على قيد الحياة إلى حين تهريبهم إلى تركيا لتلقي العلاج.

في أحد المستشفيات التي تفوح منها رائحة المطهرات، كان طبيب يرتدي ملابس الأطباء الخضراء ويعالج طفلة عمرها تسع سنوات أصيبت بطلق في الخصر. ارتجفت الصغيرة النائمة على جنبها حين أخذ الطبيب ينظف الجرح ويضع عليه الضمادات، وأبرزت الممرضة طلقة صغيرة صفراء انتزعها الطبيب من الجرح.

وفي قبو تفوح فيه رائحة عفنة جلس أبو شامل في عيادة تعالج يوميا 15 جريحا على الأقل، لم يكن في المبنى كهرباء منذ أيام، ولم يكن به جهاز للأشعة المقطعية.. مجرد بضعة أرفف عليها إمدادات طبية وأنبوبة أكسجين.

وقال أبو شامل إن الكحول ينفع في تطهير الجروح وإن تعقيم المعدات الجراحية يتم من خلال تعريضها للنار.

واستطرد «نحن مضطرون للعمل في مكان كهذا وأن نكون معرضين للقذائف والمدفعية والدبابات، يجب أن نكون وسط المدنيين لنعالجهم».

في متجر صغير اقتحمه المقاتلون، في حي صلاح الدين بالقرب من شارع تسيطر عليه قوات الأسد، يجلس طبيب وحيد في غرفة مظلمة بينما تدور المعارك على مقربة. وقال الطبيب وقد تقلصت عضلات وجهه لدى انفجار قذائف على مقربة: «في بعض الأيام أسأل نفسي لماذا أفعل هذا؟»، وتابع «أنا خائف جدا على نفسي لكن ماذا بوسعي أن أفعل.. هذا واجبي.. علي أن أساعد وكيف أفعل هذا».

السوريون يتغلبون على مشكلة نقص الغاز باستخدام الميكروويف و«بوابير الجاز»

بسبب الأحداث الدامية في سوريا أثناء شهر رمضان المبارك

دمشق: هشام عدرة

على الرغم من أنه منذ أكثر من ثلاثين عاما دخل التراث السوري بعد استخدامه لعشرات السنين في مطابخ السوريين.. عاد «بابور الجاز» ذلك الموقد المنزلي الشهير إلى الصدارة في مطابخ المنازل، وبات العابر للعديد من أسواق دمشق وبسطاتها يلاحظ عرض الباعة له بأشكاله المتنوعة ومقاساته المتعددة، كما عاد لينزل من رفوف العرض كقطعة أنتيكا لتتم صيانته وإعادة تشغيله من جديد، فبسبب العقوبات الاقتصادية وبسبب الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا وصعوبة نقل وتوزيع جرات الغاز المنزلي بين المدن أدى ذلك إلى صعوبة الحصول عليها من موزعي الغاز في الشوارع والحارات والذين كانوا يوصلونها إلى منزل طالبها إلى أن يقوموا بتركيبها لهم في مطبخ منزله.

تتنهد أم فادي صالحاني، وهي سيدة منزل ثلاثينية العمر، معلقة: «أضطر زوجي للوقوف ساعتين أمام موزع الغاز في الحارة ليسجل دورا له في الحصول على الجرة والذي سيكون بعد أسبوعين، ونحن سننتظرها فالمهم أن نحصل عليها، لأنه لا يمكن الاستغناء عن الغاز في الطبخ وإعداد الوجبات ولو أنني عدت لاستخدام بابور الجاز والذي كانت حماتي (والدة زوجي) تستخدمه قبل ربع قرن، وقرر زوجي الاحتفاظ به للذكرى، ولكنه نفعنا في الوقت الحالي مع مشكلة عدم توفر الغاز المنزلي»، تضحك أم فادي معلقة: «شر البلية ما يضحك!.. فأنا أعد عليه حاليا وجبات الإفطار خاصة الأكلات التي تحتاج لفترة زمنية طويلة نسبيا للطهي والبقاء على الموقد، وأنت تعرف أننا نحن السوريين نحب تنويع الوجبات على مائدة الإفطار وتزيينها بكل المقبلات والمشاريب الرمضانية والأكلات الرئيسية التي تحتاج للحم والسمنة والرز أو البرغل وغيرها، حيث يحفل المطبخ السوري بعشرات الأنواع من هذه الأكلات».

والمعروف أن «بابور الجاز» والذي استخدم قبل دخول المواقد التي تعمل على الغاز وما زالت تستخدمه بعض الأسر الريفية السورية يعمل على مادة الجاز التي يحصل عليها السوريون من محطات الوقود أو من باعة يتجولون على طنابر كانوا يبيعون عليها مادة المازوت وباتوا حاليا يعرضون الجاز بزجاجات بلاستيكية على طنابرهم لبيعها للناس في الحارات والأزقة الدمشقية.

والبابور كما يوضح أبو عدنان، وهو أحد المهتمين بصيانة وجمع الأدوات التراثية، يحتاج بشكل دائم للصيانة وتغيير فالاته ورأسه وتنظيفه من المخلفات، فالبابور عبارة عن موقد أرضي له أرجل وسيقان معدنية ويعلوه خزان دائري معدني يعبأ من فتحة بجانبه بالجاز بواسطة قمع بلاستيكي أو معدني (محكل) ويعلو الخزان أنبوب يوصل لرقبة ورأس البابور والذي تعلوه قضبان معدنية ممتدة من الأرجل حيث يتم ليّها في أعلى الرأس ليوضع عليها الوعاء ويصل الجاز للرأس من خلال دفاشة (منفاخ) بسيط يتم تحريكها بقوة بيد المستخدم من الخزان فتصعد نحو الرأس الذي يعطى له لهب النار بواسطة عود كبريت فيشتعل الرأس ويبقى لدقائق قليلة حتى يصبح لون النار أزرق، ويعني ذلك أنه صار في الوضع الجيد للطهي فيتم وضع الوعاء المعدني عليه (الطنجرة) والذي يضم الوجبة المراد طهيها، ولذلك – يبتسم أبو عدنان – فإن «بابور الجاز» يحتاج لأدوات مرافقة له كانت قد انقرضت، ومنها مثلا «النكاشة»، وهي عبارة عن قطعة معدنية بسيطة ورقيقة تنتهي عادة برأس مائل دبوسي يتم من خلالها تنظيف ثقوب رأس البابور من الأوساخ وفتحها بين الفترة والأخرى حتى تبقى ناره زرقاء قوية، وبالتالي يسرع في إنجاز الطهي. إن لاستخدام «بابور الجاز» طريقة مختلفة عن تلك المستخدمة في مواقد الغاز – يسهب أبو عدنان بالشرح – فهي أصعب وأطول زمنيا، حيث تقتضي من الشخص إدخال أداة رفيعة مع جلدة لنفخ الجاز داخل خزانه الصغير حتى يصعد للرقبة ومن ثم لرأسه ويلتقط النار من عود الثقاب، وعملية الضرب والنفخ هذه قد تستمر لدقائق وتحدث صوتا مميزا! وفي مقابل العودة لـ«بوابير الجاز» التراثية في طهي وجبات الإفطار ظهرت وسيلة جديدة وهي الأكثر عصرية.. حيث انتشرت في الأشهر الأخيرة مع أزمة الحصول على الغاز المنزلي «مواقد الطهي الليزرية» والتي تعمل على الكهرباء إذ ازدحمت بها محلات البيع المتخصصة في سوق الكهرباء المتفرعة من ساحة المرجة الدمشقية العريقة وصار المتسوق والزائر يشاهد تنافس البائعين على عرض هذه المواقد الجديدة والعصرية والإعلان عن مزاياها وطاقتها، فكلما زادت طاقتها والتي تقاس بالشمعات (هناك مثلا ألف أو ألفا شمعة) – يشرح أبو رشيد، أحد البائعين في شارع النصر للأدوات المنزلية ومنها هذه المواقد العصرية – عملت بشكل أفضل وسرعت بطهي الطعام وهو بكل الأحوال لا يحتاج لأكثر من دقائق قليلة لتتم عملية الطهي، فهذه المواقد تعمل على الأشعة الهيلوجونية التي تساعد في طهي الطعام بسرعة، ولذلك يشبهها البعض بأفران الميكروويف المعروفة والتي تسخن الأطعمة بدقائق قليلة جدا، ولكن أليس لهذه المواقد الليزرية والهيلوجونية الكهربائية أي أضرار صحية وبيئية؟ يجيب أبو رشيد: «سؤال نتعرض له كل يوم عدة مرات من الزبائن والعابرين والفضوليين، ومعهم حق في ذلك لأن العديد من الناس ما زالوا حتى الآن يحجمون عن استخدام الميكروويف والذي دخل المطابخ السورية منذ أكثر من عشرين عاما معتقدين أن له أضرارا صحية، فما بالك بهذه المواقد الجديدة؟! (يبتسم أبو رشيد)، ولكن حسب الموردين له والمهتمين به فإنه ليس له أي أضرار صحية مطلقا، كما أنه صديق للبيئة بعكس المواقد الأخرى. ولكن مشكلته الوحيدة فقط أنه يحتاج لطنجرة خاصة حيث لا يمكن الطهي عليه بأي طنجرة معدنية أو مصنعة من البورسلان مثلا، ولذلك نحن نقدم الطنجرة عادة مع الموقد كهدية للزبائن، وبالتالي أعتقد أنه حل معقول لمشكلة عدم توفر الغاز المنزلي، ولكن بشرط أن تتوفر الكهرباء أيضا حيث هناك برامج تقنين ويمكن للمرأة أن تبرمج طهيها للطعام على مثل هذه المواقد مع فترات توفر الكهرباء، وخاصة قبل موعد الإفطار بفترة زمنية، بحيث تتمكن من إعداد مائدة الإفطار لأسرتها بكل مفرداتها وأطباقها».

أنباء عن ترحيب الحكومة السورية بحوار المعارضة

نقلت وسائل إعلام إيرانية عن السفير السوري في طهران قوله إن الحكومة السورية سترحب بالحوار مع المعارضة. وفي حين قالت الصين إن مبعوثة الرئيس السوري ستزور بكين غدا الثلاثاء، أعلنت فاليري آموس مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أنها ستصل إلى سوريا الثلاثاء أيضا.

فقد نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن السفير السوري في طهران حامد حسن قوله إن حكومة الرئيس بشار الأسد ترحب بإجراء مباحثات منطقية مع أطراف المعارضة في سوريا. وأضاف أن الشرط الوحيد هو أن تتم هذه المباحثات تحت إشراف الرئيس.

من جانب آخر رحبت وزارة الخارجية السورية اليوم الاثنين بالبيان الذي صدر عن اجتماع طهران التشاوري، خاصة الجهود المبذولة لمساعدتها على تجاوز أزمتها.

وقالت الخارجية السورية في بيان إن سوريا تتقدم بالشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية وجميع الدول المشاركة في هذا الاجتماع، وذلك على الجهود المبذولة لمساعدة سوريا على تجاوز أزمتها استنادا لمبدأ الدفاع عن الحق بوجه الباطل ودعم المطالب المشروعة للشعب السوري عبر الحوار الوطني السلمي وضمن المناخ الهادئ بعيدا عن أي تدخل أجنبي بالشأن السوري.

وأضافت أن وزارة الخارجية والمغتربين تابعت باهتمام مجريات اجتماع طهران التشاوري حول سوريا الذي انعقد في 9 أغسطس/آب الجاري في العاصمة الإيرانية طهران بهدف تعزيز جميع الجهود الدولية والإقليمية لمساعدة سوريا على إيجاد مخرج للأزمة، وعلى أساس تنفيذ خطة البنود الستة للمبعوث الأممي كوفي أنان وتحضير الأرضية المناسبة لحوار وطني في مناخ سلمي بين أبناء الشعب السوريين.

وأوضحت الخارجية أنها ستواصل العمل البناء على هذه المبادرات الإيجابية والتواصل مع الدول المعنية بكل ما يساعد على تشجيع المبادرات البناءة التي تهدف لمساعدة سوريا.

زيارات

من ناحية أخرى أعلنت الصين اليوم أن مبعوثة من الرئيس السوري بشار الأسد ستزور بكين غدا الثلاثاء.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن بثينة شعبان ستلتقي مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي، وأضافت أن الصين تفكر أيضا في دعوة عدد من أعضاء المعارضة السورية لزيارة البلاد.

وقال المتحدث باسم الوزارة تشين غانغ إن الصين “تحرص دوما على إحداث توازن في عملها بين الحكومة السورية والمعارضة لتعزيز الحل السياسي للمشكلة الصينية”.

من جانب آخر أعلن مكتب فاليري آموس مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية اليوم الاثنين أن آموس ستصل غدا الثلاثاء إلى سوريا لتسليط الضوء على الوضع الإنساني المتدهور هناك.

ووفقا لمكتبها، فإن آموس تعتزم التباحث مع السلطات السورية حول سبل توسيع نطاق المساعدات والتقليل من معاناة المدنيين.

وشدد البيان على تفاقم الوضع الإنساني في سوريا بصورة أكبر في الأسابيع القليلة الماضية مع اتساع دائرة العنف في دمشق وحلب وغيرها من المدن. وأشار إلى أن نحو مليوني سوري تضرروا من العنف الذي تشهده بلادهم.

كما يبدأ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء جولة في الدول المجاورة لسوريا تقوده إلى الأردن ولبنان وتركيا، في حين تعرقل انقسامات المجتمع الدولي محاولات إيجاد حل للنزاع الذي يمزق ذلك البلد.

وأوضحت وزارة الخارجية أن الزيارة “ستسمح للوزير بأن يتباحث مع سلطات الدول الثلاث ويجدد لها دعم فرنسا في جهودها لاستقبال اللاجئين”.

32 قتيلا سوريا بينهم 5 من عائلة واحدة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن 32 شخصا قتلوا، الثلاثاء، في مناطق عدة من البلاد. وسجلت اللجان سقوط 14 قتيلا في دمشق وريفها، وستة في دير الزور من عائلة واحدة، وخمسة في حلب، وأربعة في درعا، وقتيل واحد في كل من حمص وإدلب واللاذقية.

وأفادت شبكة شام الإخبارية أن مدينة طفس في ريف درعا تتعرض إلى قصف مدفعي عنيف، وأن عشرات القذائف سقطت على منازل السكان بشكل عشوائي.

وشهد حيا سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب في شمال سوريا، اللذان دخلتهما القوات النظامية السورية اشتباكات، الثلاثاء، بين هذه الجيشين السوري والحر، وتعرضت أحياء أخرى للقصف، في وقت تتواصل حملات الدهم والاعتقالات في أحياء وسط دمشق.

يأتي ذلك غداة يوم دام في سوريا، قتل خلاله 160 شخصا، هم 100 مدني، و41 عنصرا من قوات النظام، و19 مقاتلا معارضا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، الثلاثاء: “تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في حيي سيف الدولة (غرب) وصلاح الدين (جنوب غرب)، بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات في الحيين. كما  تعرضت أحياء الصاخور وهنانو والشعار (شرق) للقصف”.

وأشار إلى مقتل مواطن الثلاثاء برصاص قناص في حي سيف الدولة في دمشق، تستمر لليوم الثاني على التوالي حملة المداهمات والاعتقالات في حي الميدان وسط العاصمة ومحيطه، بالإضافة إلى حي الشاغور الذي نفذت فيه القوات النظامية الاثنين حملة مماثلة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بعد منتصف الليل عن “قصف مدفعي عنيف” على أحياء الحجر الأسود والسبينة والعسالي في جنوب دمشق.

وتسيطر القوات النظامية إجمالا على معظم دمشق، رغم حصول اشتباكات محدودة النطاق بين وقت وآخر، بينها وبين مجموعات مسلحة معارضة.

وأفاد المرصد عن انفجار عبوة ناسفة ليلا في حي كفرسوسة (غرب) استهدف سيارة أمن “ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية”.

وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض في بيان الثلاثاء، بلدة التل في ريف دمشق التي تتعرض لقصف منذ خمسة أيام “منطقة منكوبة”.

وحث “كل قادر من المواطنين السوريين على نجدتها بكل السبل المتاحة، سواء بفك الحصار الإجرامي المفروض عليها أو تقديم المساعدات الغذائية والطبية لسكانها”.

وقتل شخصان صباحا احدهما جندي منشق برصاص القوات النظامية في التل، فيما تتعرض قدسيا في ضاحية دمشق للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد.

سوريا.. المعارضة تدين “الإعدام الميداني

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اعتبرت القيادة العسكرية للثورة السورية الإعدامات الميدانية “للشبيحة وأزلام النظام” يتم بشكل كيفي وعشوائي وهذا ما لا يجوز شرعا ولا قانونا.

وورد في البيان الصادر عن المكتب الإعلامي للقيادة العسكرية للثورة السورية أن منفذي الإعدام يرتكبون جريمة القتل العمد حتى لو كان المقتول يستحق الإعدام كون هذا الاستحقاق لا يمكن استخدامه إلا ضمن شروط قانونية.

وأكد البيان أنه على منفذي الإعدامات التحقق عبر هيئة قضائية وشرعية من توفر الشروط الموجبة التي تبيح استخدام رخصة القتل، وفي حال عدم مراعاتها فهي مخالفة للشرع الذي لايتضمن الثأر بل يوجب القصاص من الظالم.

وحذرت القيادة من القتل العشوائي كي لا يتحول الثوار إلى شبيحة ومجرمين.

وتثير تسجيلات فيديو يبثها ناشطون على يوتيوب لعمليات “قتل و تصفية للشبيحة ولأفراد من الأمن” جدلا واسعا حول ممارسات وتصرفات الجيش الحر، وكان آخرها الإعدام الميداني لآل بري في مدينة حلب.

يذكر أن القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية تم الإعلان عنها في تركيا 14 يوليو، وتضم ممثلين عن مختلف فصائل المعارضة السورية المسلحة وقائدها العام اللواء عدنان سلو.

حزب الله ينفي اعتقال “الحر” لأحد أفراده

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نفى حزب الله اللبناني أنباء عن وجود أحد أفراده في قبضة الجيش السوري الحر في دمشق.

وقال حزب الله الثلاثاء إن تقريرا “يزعم” أن الجيش الحر أسر أحد أفراد الجماعة “إنما هو تقرير كاذب”.

ويعد حزب الله داعما رئيسيا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، واتهمته المعارضة السورية والقوى الغربية مرات كثيرة بتقديم دعم عسكري وإرسال مقاتلين إلى سوريا، وهو ما ينفيه الحزب.

وفي مايو اعتقل الثوار السوريون 11 شيعيا لبنانيا لدى عبورهم من تركيا في طريقهم إلى لبنان.

واحتجز اللبنانيون على ما يبدو للضغط على حكومتهم من أجل إبداء دعم أكبر للثوار في سوريا، الأمر المستبعد نظرا لنفوذ حزب الله القوي.

نائب وزير الخارجية الروسي: ماهر الأسد فقد ساقيه

بوغدانوف قال إن الرئيس السوري موافق على التنحي

العربية.نت

كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لصحيفة “الوطن” السعودية ، أن شقـيق الرئيس السوري ماهر الأسد فقد ساقيه خلال العملية التي استهدفت “خلية الأزمة” بمبنى الأمـن القومـي في دمشق الشهر الماضي.

وأكدت الصحيفة نقلا عن بوغدانوف أن ماهر قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، والقائد الفعلي لخلية الأزمة، كان حاضرا لاجتماع خلية الأزمة، ووصف حالته بأنه “يصارع من أجل البقاء”.

وأعلن بوغدانوف خلال حديث هاتفي مع “الوطن” موافقة الرئيس بشار الأسد على التنحي.

وأضاف قائلا “إننا لا نريد أن نكون في موضع غير محايد أو أن نكون ضد أحد أطراف الأزمة، فنحن نشجع وقف القتال فورا من طرفي النزاع، ومنذ تفجير دمشق (خلية الأزمة) وغياب ماهر، ومقتل القيادات العسكرية والأمنية، الوضع يتدهور بشكل سريع وخطير”.

وبين بوغدانوف: “نحن نريد وضع معالجة سريعة للأزمة السورية ونتحدث بشكل يومي مع المعارضة ومع الحكومة التي تتعاون معنا بشكل كبير للبحث عن مخرج، لكن إلقاء السلاح هو الحل الأهم في منع وصول سوريا إلى الحرب الأهلية التي نراها قريبة جداً بدافع من دول كثيرة في المنطقة ترغب في ذلك، فنحن مازلنا الوحيدين المؤمنين بالدفع للحل السياسي ولإيجاد آلية سلمية على الأقل لانتقال السلطة في سوريا”.

الجيش الحر يعتقل أحد عناصر “حزب الله” في دمشق

دخل إلى سوريا ضمن 1500 عنصر بشكل رسمي واعترف بأن حسن نصرالله طالبهم بمساندة النظام

العربية.نت

أكد الجيش الحر اعتقال أحد عناصر حزب الله اللبناني حيث دخل إلى سوريا ضمن مجموعة يبلغ عددها 1500 شخص تم توزيعهم على دمشق وحلب وحمص.

وعرضت قناة “العربية” فيديو اعتراف الشخص الذي قال إن اسمه هو حسان سليم المقداد الذي نفى أن يكون دخوله لسوريا عن طريق التسلل مؤكداً أنه كان بشكل رسمي وبتسهيلات كبيرة على الحدود السورية.

وأشار المقداد الذي يعمل قناصا إلى أنه دخل دمشق مع 250 عنصرا وكانوا متواجدين في منطقة السيدة زينب.

أما عن سبب دخولهم إلى سوريا فقال إنها توجيهات من حسن نصرالله الذي طالبهم بالذهاب الى سوريا لمساندة ما أسماه “النظام الشيعي السوري” ضد ما زعم بأنهم “عصابات سُنية مسلحة وهم الجيش الحر” مشيراً إلى أن أغلب العناصر من القناصة الذين تم تدريبهم في منطقة بعلبك.

وتحدث مقداد الذي شارك في أحداث منطقة دوما واريا عن ما شاهده على أرض الواقع قائلا إن ما سمعه كان كذبا ونفاقا، نافياً وجود أي جماعات مسلحة موضحاً أن هناك جيشا سوريا حرا يطالب بالحرية ورفع القمع والظلم عنه.

ووجه مقداد رسالة الى حسن نصرالله قائلاً “أرجو أن يكف بلاه عن الشعب السوري لأنه شعب يبحث عن الحرية والعيش بكرامة”.

“كرز”.. نشطاء من طوائف مختلفة يتوحدون لخدمة سوريا

كفاح ورامي وزيدون من خلفيات متباينة تماما ولا يجمعهم سوى الهدف

العربية.نت

أطلق ناشطون حقوقيون في سوريا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، يطالبون فيها بالإفراج عن الناشطين كفاح ورامي، قبل تسليمهما إلى المخابرات الجوية.

ونشر الناشطون بياناً وقع عليه المئات من المهتمين والمدافعين عن حقوق الإنسان، يحملون فيه السلطات السورية كامل المسؤولية فيما يتعلّق بسلامتهم.

وأعلن الناشطون أنه سيتم رفع البيان بأسماء الموقعين عليه وتقديمه إلى منظمّات حماية حقوق الإنسان العالميّة بما فيها منظمة “هيومان رايتس ووتش.

ويخشى الأهالي والناشطون الحقوقيون الذين وقعوا على البيان من إيقاع الأذى النفسي والجسماني بالمعتقلين كفاح ورامي فكثفوا حملاتهم للمطالبة بالإفراج عنهما.

وقد أطلق الأهالي لقب “كرز” على الناشطين الثلاثة “كفاح علي ديب” و”رامي هناوي” وثالثهما “زيدون الزعبي”، الذين اجتمعوا رغم اختلاف طوائفهم على إغاثة المحتاجين والمتضررين من الأهالي بسبب قمع السلطات السورية للثورة التي امتدت شرارتها لتطال أحياء كثيرة في دمشق.

والتقت الناشطة “كفاح” التي تنمي إلى الطائفة العلوية” والبالغة من العمر ثلاثين عاما، والقادمة من ريف اللاذقية بالناشط “رامي المنتمي إلى الطائفة الدرزية”، والذي يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما ويعمل في التجارة، لينضم إليهما بعد ذلك زيدون “السنِي” المدرس الجامعي.

انتقل الثلاثة جميعا من دور الإغاثة إلى دور مهم في السلام الأهلي، خاصة أنهم من طوائف متعددة.

وقد جسدت حبة “الكرز” هذه وحدة وطنية حقيقة وفاعلة على الأرض حسب تعبير الأهالي الذين عرفوهم واختبروا مساندتهم.

ولم تشفع براءة الأطفال المرتسمة على وجه كفاح عند خاطفيها، فقامت عناصر من ميليشيات اللجان الشعبية المسلحة والموالية للنظام السوري باختطافها مع زميلها رامي وذلك في بلدة صحنايا بريف دمشق مساء يوم الأحد 5 / 8 / 2012.

وفي هذا الخصوص، يقول زيدون في تصريحه لـ “العربية. نت” وهو الحرف الثالث من حبة “الكرز” الوطنية السورية: “رامي وكفاح معروفان جداً في دمشق وريفها وحمص ودرعا، لم ألتق بمن في شجاعتهما ومجازفتهما في البذل كرمى لقضية السلم الأهلي ومناهضة الطائفية، كنا ثلاثتنا سوية في الثورة، والناس يثقون بنا ويقولون إنه عندما يجتمع سني ودرزي وعلوي لتشكيل وحدة وطنية من خلال حبة كرز فاعلة على الأرض فإن الدنيا لا تزال بخير”.

ويضيف زيدون: “كفاح ورامي من أوائل الذين تحركوا سلمياً، وتميز فريقنا بأننا من طوائف مختلفة وسيرة مهنية مختلفة، ونعمل لمصلحة البلد، شكلنا سوية فريقا توافقت أهدافه على الإغاثة، ونعمل يوميا من خلال الإغاثة على نشر فكر التسامح ونبذ الطائفية بغض النظر عن المهن التي نعمل بها أو الشهادات التي نحملها”.

الجدير بالذكر أن كفاح فنانة تشكيلية وكاتبة وقد حازت على المركز الأول بجائزة الشارقة للإبداع العربي في مجال أدب الطفل عن مجموعتها “نزهة السلحفاة”، كما أنه تم فصل زيدون من عمله للتضييق عليه بسبب معارضته وهو الآن متفرغ للعمل الإغاثي وتعرف على رامي وكفاح منذ الشهور الأولى لانطلاق الثورة.

الدبلوماسية المنشقة لمياء الحريري: النظام السوري يخشى انهيار المؤسسة الدبلوماسية ويتخذ إجراءات ثأرية

روما (14 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

كشفت أول دبلوماسية سورية رفيعة المستوى تنشقّ عن النظام، أن السلطات في دمشق تخشى انهيار المؤسسة الدبلوماسية فيما لو استمر مسلسل انشقاق الدبلوماسيين واتّخذت “إجراءات ثأرية” ضد أسرتها بسبب موقفها المؤيد للثورة السورية، ورأت أن “ثوار الداخل المدعومين من الجيش السوري الحر هم من سيقرر مصير سورية قريباً”، على حد وصفها

وحول أهم أسباب بطء انشقاق كبار الدبلوماسيين عن النظام وقالت رئيسة البعثة الدبلوماسية السورية في قبرص التي أعلنت انشقاقها مؤخراً، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “السبب الرئيس لبطء وتيرة إنشقاق الدبلوماسيين يعود بالدرجة الأولى للتخوف من ردة فعل النظام الانتقامية، وهناك العديد منهم يتحيّن الفرصة للانشقاق، أما السبب الآخر فهو أن قسماً كبيراً من الدبلوماسيين هم بالأصل من المرتبطين بالنظام ومؤيدين له” حسب قولها

وعن تأثير انشقاق الدبلوماسيين على النظام، قالت إن “للتأثير المعنوي وقع كبير، فهو يظهر للعالم الخارجي بأنه حتى هؤلاء الذين من المفترض أن يمثلوه ويدافعوا عنه، قد وصلوا إلى مرحلة لا يستطيعون معها الاستمرار في عملهم والسكوت عن المجازر التي تُرتكب بحق شعبهم،

إلا أن التأثير الفعلي يكمن في تفريغ السفارات من الكوادر والكفاءات، حيث لم يبق عدد كافٍ منها في السفارات السورية في الخارج، وخاصة بعد إغلاق بعضها وطرد موظفيها، كما يخشى النظام من أن تشجع موجة الانشقاقات الكثير من المترددين منهم على الانشقاق وأن تبدأ المؤسسة الدبلوماسية بالانهيار” وفق قناعتها

وكانت الدبلوماسية لمياء الحريري، القائمة بالأعمال السورية في قبرص، قد أعلنت انشقاقها عن النظام السوري في 24 تموز/يوليو الماضي، وفي اليوم التالي اتّخذ زوجها الدبلوماسي عبد اللطيف الدباغ، السفير السوري في دولة الإمارات، نفس الخطوة، وهما من أوائل كبار الدبلوماسيين المنشقين في سورية، وشكّل انشقاقهما ارتباكاً للنظام حاول استدراكه بالتقليل من شأنه عبر وسائل إعلام السلطة

وكشفت الدبلوماسية الحريري عن أن النظام السوري لا يسمح بأي شكل للدبلوماسيين بتقديم استقالاتهم، وأن سلطات دمشق قامت بإعادة بعضاً منهم للبلاد لمجرد الشك باحتمال تقديم استقالتهم، ومن واقع تجربتها وخبرتها قالت “لا يُسمح للدبلوماسيين السوريين بتقديم استقالاتهم أبداً، فترجمة الاستقالة لدى النظام تعني الانشقاق، وأي إيحاء بالاستقالة أو تسريب من الأجهزة الأمنية وعملائها في السفارات لوزارة الخارجية بأن أحد الدبلوماسيين ينوي الاستقالة ـ مجرد نية فقط ـ يدفع بالوزارة إلى إصدار قرار بإعادة الدبلوماسي إلى الإدارة المركزية في دمشق، وهذا ما حصل مع العديد منهم”، حسب تأكيدها

وفي الجانب السياسي، وحول ما يُقال بأن القوى الخارجية وليس الداخلية هي التي باتت العناصر المؤثرة في الثورة السورية، قالت الحريري “على الرغم من دور بعض القوى الخارجية في توجيه الرأي العام، وفي تقديم المساعدات للشعب السوري، والضغط على الدول المساندة للنظام لإقناعه بالانتقال السلمي للسلطة، إلا أن قوىً خارجية أخرى تسعى إلى إخماد الثورة والحيلولة دون بلوغها هدفها الأساسي الذي انطلقت من أجله، الأمر الذي جعل من سورية ميداناً لصراعات إقليمية ودولية”، وتابعت “الدور الحقيقي والفاعل هو أولاً وأخيراً للحراك الشعبي والمد الثوري على الأرض، ونحن على يقين بأن ثوار الداخل المدعومين من الجيش السوري الحر هم بالنتيجة من سيقرر مصير سورية مهما بلغت التضحيات، وهاهي الثورة تدخل شهرها السابع عشر ولم تستطع الآلة الأمنية والعسكرية إخمادها”، على حد تعبيرها.

والسفيرة التي تعود جذورها إلى (درعا) الجنوبية والتي يُطلق عليها الثوار اسم (مهد الثورة)، قالت إن النظام “أضاع كل الفرص”، وحمّلته المسؤولية عن تحوّل الاحتجاجات السلمية إلى ثورة مسلحة، وقالت “كان الحراك السلمي قادراً وحده على زعزعة النظام لو لم يتبن الأخير الحل الأمني والعسكري، فقد أضاع كل الفرص التي كانت ستفضي إلى حلٍ سلمي يجنب البلاد المواجهة المسلحة وإراقة الدماء”، وأضافت “ما حصل أن إمعان النظام في سفك الدماء أجبر المتظاهرين السلميين على حمل السلاح لمواجهة الآلة العسكرية دفاعاً عن النفس، ولم تستطع آلة القمع هذه بجبروتها حتى الآن حسم الموقف لصالحها لأنها تواجه حراكاً شعبياً مصمماً على العيش بكرامة وحرية في دولة ديمقراطية تعددية تضم كل أطياف المجتمع السوري” وفق قولها

وفيما إن كانت تخشى انتقام السلطات السورية نتيجة قرارها وزوجها الانشقاق، قالت الحريري “ليس خفياً على أحد ردود أفعال النظام ضد كل من يعترض على ممارساته اللاإنسانية ويقف في وجهه، أما على الصعيد الشخصي، فقد سارع النظام فور انشقاقنا إلى اتخاذ إجراءات ثأرية وفرض عقوبات مالية وإدارية ومسلكية بحقنا، عقوبات لا مبرر لها سوى أننا عبّرنا عن رأينا، ورفضنا أسلوبه في التعاطي مع ثورة الشعب لنيل الحرية والكرامة التي سلبت منه على مدى عقود من الزمن”، حسب تعبيرها

السفير السوري لدى إيران: الاسد يرحب بالحوار مع المعارضة بشرط إشرافه عليه

طهران (13 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نقلت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية عن السفير السوري لدى طهران ترحيب الرئيس السوري بشار الأسد بـ”الحوار المنطقي والبناء” مع المعارضة السورية مشترطا أن تكون بإشراف الأسد نفسه

وقال السفير حامد حسن لدى إيران الاثنين “إن سورية كانت سباقة دوما في مجال تطبيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والحزبية وعازمة اليوم أيضا على إجراء الاصلاحات المناسبة في شتى المجالات”، حسبما ننسبت إليه إيرنا

ولفت إلى أن سلطات بلاده “تعاونت بشكل ممتاز مع مفتشي الامم المتحدة، إلا أن العالم يشهد بأن المفتشين

منعوا من أداء مهامهم عندا قدموا تقاريرا تعكس بصدق وواقعية حقيقة الأوضاع في سورية

واتهم الدبلوماسي السوري “قوى أجنبية” بـ”زعزعة الاستقرار في سورية”، محذرا من أن “التصعيد وعدم الاستقرار لا يهدد أمن سورية حصرا بل يشكل تهديدا جديا لأمن واستقرار المنطقة وخاصة دول الجوار” السوري

تساؤلات حول وجود أسلحة بلجيكية الصنع بأيدي المعارضة المسلحة بسورية

بروكسل (14 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

صرحت برلمانية بلجيكية الثلاثاء بأنها بصدد التحضير لإطلاق نقاش في جهاز بلادها التشريعي حول حقيقة وجود أسلحة بلجيكية الصنع بأيدي المعارضة المسلحة في سورية

وأشارت نيل لاينين، العضو في مجلس الشيوخ إلى أنها ستطرح عدة أسئلة حول الأمر فور أن يستأنف البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ، أعماله الشهر القادم بعد إنقضاء الإجازة الصيفية

وشددت البرلمانية البلجيكية، التي تنتمي للتيار الليبرالي الديمقراطي على ضرورة الكشف عن مصير الأسلحة البلجيكية التي يتم تصديرها، فـ”لا بد من الإجابة على العديد من التساؤلات حول كيفية وصول الأسلحة إلى أيدي المعارضة المسلحة في سورية وإلى أي طرف تم بيعها فعلاً ومتى”، حسب قولها

إلى ذلك، تشير العديد من المصادر إلى أن مقاتلي المعارضة السورية يتدربون فعلاً على إستعمال أسلحة وبنادق خفيفة بلجيكية الصنع، حيث تم نشر صور تظهر أسلحة بلجيكية الصنع بأيدي المتمردين السوريين في مناطق مثل داريا في ضواحي دمشق، حسبما أوردت صحيفة لوسوار الصادرة اليوم

ويذكر أن الحكومة المحلية الوالونية (جنوب البلاد، ويقودها إشتراكيون)، قد أكدت خلال شهر حزيران/يونيو الماضي أنها بصدد إستئناف بيع الأسلحة المنتجة من قبل شركات متواجدة في جنوب البلاد إلى كل من قطر والسعودية. وكان رئيس الحكومة المحلية ريدي ديموت، قد أعلن سابقاً أنه “ليس هناك دليلا قاطعا” على أن الأسلحة المباعة إلى هذه الدول سيتم تحويلها إلى طرف ثالث

ويطرح أمر الأسلحة البلجيكية المصدرة إلى دول الخليج تساؤلات جادة حول مصداقية الساسة المحليين، خاصة في ظل تأكيدات متعددة الأطراف مفادها أن كل من الرياض والدوحة تعملان على مد المعارضة السورية بالسلاح

وكان الإتحاد الأوروبي قد فرض حظراً على توريد السلاح إلى سورية منذ بداية حركة الإحتجاجات في البلاد في آذار/مارس من العام الماضي

اشتباكات في حلب واستمرار حملات الدهم والاعتقالات في دمشق

يشهد حيا سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب في شمال سوريا، اللذان دخلتهما القوات النظامية اشتباكات صباح الثلاثاء بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة، وتتعرض أحياء أخرى للقصف، في وقت تتواصلى فيه حملات الدهم والاعتقالات في أحياء في وسط دمشق.

ويأتي ذلك غداة يوم دام في سوريا قتل خلاله 160 شخصا: مئة مدني، و41 عنصرا من قوات النظام، و19 مقاتلا معارضا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان صباح اليوم “تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في حيي سيف الدولة في الغرب، وصلاح الدين جنوب غرب، بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات في الحيين، كما تعرضت أحياء الصاخور وهنانو والشعار في الشرق للقصف”.

وأشار البيان إلى مقتل مواطن الثلاثاء برصاص قناص في حي سيف الدولة.

وكانت قوات الحكومة قد دخلت الاثنين القسم الغربي من حي سيف الدولة بعد أن كانت سيطرت الخميس الماضي على حي صلاح الدين، حيث لا تزال توجد “جيوب للمقاومة” بحسب المرصد.

وكتبت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطات في عددها الثلاثاء أن الجيش لم يزج بعد بكامل قواته في معركة حلب.

وقالت إن “الجيش العربي السوري لم يستخدم بعد سوى عدد ضئيل من قواته المرابطة حول المدينة، للسيطرة على حي صلاح الدين الذي عد محللون عسكريون معركة تحريره مجرد جولة فقط في اتجاه بسط السيطرة على باقي مناطق نفوذ المسلحين”.

وأشارت الصحيفة إلى أن وحدات الجيش “لا تزال تحكم طوقها حول المدينة وتسد منافذ خطوط إمداد المسلحين في انتظار أوامر القادة الميدانيين بدخول باقي الأحياء الساخنة، وإن كانت المؤشرات الأولية تدل على أنها تتبع تكتيك القضم التدريجي بدل المواجهة الشاملة تفاديا لوقوع ضحايا مدنيين اتخذوا دروعا بشرية في يد المسلحين”.

دمشق

وفي دمشق، تستمر لليوم الثاني على التوالي حملة المداهمات والاعتقالات في حي الميدان في وسط العاصمة ومحيطه، بالإضافة إلى حي الشاغور الذي نفذت فيه القوات النظامية الاثنين حملة مماثلة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بعد منتصف الليل بـ”قصف مدفعي عنيف” على أحياء الحجر الأسود والسبينة والعسالي في جنوب دمشق.

وتسيطر القوات النظامية إجمالا على معظم دمشق، رغم حصول اشتباكات محدودة النطاق بين وقت وآخر بينها وبين مجموعات مسلحة معارضة.

وأفاد المرصد عن انفجار عبوة ناسفة ليلا في حي كفرسوسة في غرب العاصمة استهدف سيارة أمن، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية”.

كما تستمر العمليات العسكرية في عدد من قرى وبلدات ريف دمشق حيث قتل الاثنين 54 مدنيا وخمسة مقاتلين، بحسب المرصد السوري، بينما لم يعرف عدد الجنود الذين قتلوا في هذه المنطقة تحديدا.

وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض في بيان الثلاثاء بلدة التل في ريف دمشق التي تتعرض لقصف منذ خمسة أيام “منطقة منكوبة”، وحث “كل قادر من المواطنين السوريين على نجدتها بكل السبل المتاحة، سواء بفك الحصار المفروض عليها، أو بتقديم المساعدات الغذائية والطبية لسكانها”.

وقتل شخصان صباحا أحدهما جندي منشق برصاص القوات النظامية في التل، بينما تتعرض قدسيا بضاحية دمشق للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد.

وفي محافظة درعا في الجنوب، تتعرض بلدة طفس المحاصرة للقصف من “القوات النظامية التي تحاول اقتحامها منذ أيام”، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل امرأة برصاص قناص في البلدة.

BBC © 2012

اموس مسؤولة الإغاثة بالأمم المتحدة تصل إلى سوريا

جنيف (رويترز) – قال بيان إن منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري اموس وصلت إلى سوريا يوم الثلاثاء في مستهل جولة إقليمية تستمر ثلاثة أيام لبحث المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين المحاصرين أو الذين نزحوا بسبب القتال.

وقال المتحدث باسمها ينز ليركه إن من المقرر أن تلتقي اموس التي دخلت سوريا في موكب بري من لبنان مع السلطات السورية بمن في ذلك نائب وزير الخارجية فيصل مقداد ومع مسؤولين من الهلال الأحمر العربي السوري.

وقال لرويترز في جنيف “عبروا الحدود واستقبلهم مسؤولون من وزارة الخارجية.”

وذكر دبلوماسيون الاثنين أن اموس ستبحث سبل زيادة الإغاثة للمدنيين لكن لابد أن ينحسر القتال قبل أن يكون هناك أي امل حقيقي في الوصول إلى المناطق المضطربة.

وتدهور الوضع الإنساني في سوريا في الأسابيع القليلة الماضية مع امتداد القتال إلى دمشق وحلب. وتقول الأمم المتحدة إن عدد الذين تضرروا من الصراع يقدر بنحو مليوني شخص كما أن 1.5 مليون نزحوا من ديارهم.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

بعض أتباع الاسد يلقون ميتة رهيبة على ايدي مسلحي المعارضة

بيروت (رويترز) – بثت على موقع يوتيوب لقطات مروعة لمقاتلي المعارضة السورية وهم يذبحون شابا معصوب العينين ويلقون بعض الجثث من فوق أحد الاسطح على حشود فرحة تهلل في الاسفل.

ولم يتسن التحقق من مصداقية افلام الفيديو تلك او الظروف التي صورت فيها ويرى بعض النشطاء ان أحدها صنيعة أنصار الرئيس السوري بشار الاسد في مسعى للاضرار بمصداقية مقاتلي المعارضة.

ومع دخول الانتفاضة ضد الاسد شهرها السابع عشر ظهرت مؤشرات على ان مسلحي المعارضة ينتقمون من كل من يشتبهون انه ينتمي الى ميليشيات الشبيحة المؤيدة للرئيس.

كانت أفلام الفيديو صادمة أيضا لحلفاء المعارضة الذين انتقدوا القوات الحكومية لارتكابها نفس الانتهاكات وبثت تلك الافلام في الوقت الذي تفكر فيه الولايات المتحدة وتركيا في زيادة الدعم للمعارضة السورية.

في واحد من أحدث أفلام الفيديو كانت الجثث تلقى من سطح مكتب للبريد وسط وابل من الرصاص. وأمكن سماع صوت ارتطام الجثث بالارض.

وقال ناشط موضحا انه يصور الفيلم في بلدة الباب الشمالية على مشارف مدينة حلب “هذا تحرير لمكتب البريد.”

وشوهد أفراد غاضبون من الحشد وهم يركلون الجثث ويدفعونها على السلم ويلتقطون صورها بهواتفهم المحمولة. وأخذ الحشد يكبر وقال أحدهم صارخا “كان هذا من الشبيحة.”

واتهم الشبيحة بارتكاب عدد من المذابح في الاشهر القليلة الماضية.

واعترف بعض مقاتلي المعارضة بتعذيب وقتل رجال يتهمونهم بأنهم من الشبيحة قائلين انهم يثأرون من جرائم مروعة ارتكبت بحق ذويهم.

ونشر أنصار الحكومة السورية يوم الاثنين واحدا من أبشع أفلام الفيديو ويظهر فيه مسلحو المعارضة وهم يذبحون ببطء رجلا معصوب العينين.

ويقول بعض النشطاء ان مقاتلي المعارضة لم ينفذوا عملية الذبح هذه وان هذا فخ نصب للمعارضة.

يظهر في الفيديو الشاب حافي القدمين وقد نزع عنه قميصه بينما كانت مجموعة من الرجال تجره على الرصيف. وكان هذا في ساعات الليل.

وأمكن سماع أشخاص يأمرون الشاب “اركع.. اركع” بينما أخذوا يضربونه. وحين بدأ رجل في ذبحه سمع في الخلفية أصوات تردد “الله أكبر” و”الحمد لله”.

ولم يوضح الفيديو اين حدثت هذه الواقعة ولم يتم التعرف على اي شخص في الفيلم. وصاح رجل “هذا مصير الشبيحة وكل نظام الاسد.”

وتناثرت الدماء على الرصيف بينما كان الشاب يلفظ آخر أنفاسه.

من اريكا سولومون

إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى