أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 28 أذار 2012

السوريون النازحون إلى البقاع: «مربعات» آمنة وروايات عن قوافل المنكوبين
البقاع (شرق لبنان) – منال أبو عبس
حتى الجمعة الماضي، كانت تعيش في عرسال 327 عائلة سورية بصفتها نازحة، وفي سعدنايل 260 عائلة. البلدتان بقاعيتان تقعان شرق لبنان. ويقول ناشطون في جمعيات أهلية ومدنية محلية إن العدد يرتفع مساء كل يوم وبنسب متفاوتة.
تحاذي عرسال الحدود مع سورية، وتفصلها عن سعدنايل بلدات كثيرة تمتد لنحو ساعة ونصف ساعة بالسيارة. يؤكد نازحون أن اختيار هاتين البلدتين لم يكن عشوائياً، إنما بسبب «الأمان» فيهما. والأمان في هذه الحال يعني اللون الطائفي، إذ أن أهالي البلدتين المختارتين من السنّة، بينما البلدات بينهما حيث ترفع صور كثيرة للأمين العام لـ «حزب الله» جنباً إلى جنب مع صور الرئيس السوري بشار الأسد، من الشيعة أو من خليط طائفي. الهاربون من آلة القتل في سورية استعاروا من اللبنانيين عبارتهم الشهيرة «مربعات أمنية» للإشارة إلى أن هذه البلدات تقع، في أذهانهم، تحت سيطرة «حزب الله».
نازحو البقاع، إضافة إلى سوريين كثيرين (غير مشمولين بتلك الأرقام) لجأوا إلى المنطقة من دون أن يحملوا هذه الصفة، لا اعتراف رسمياً لبنانياً بوجودهم. وإذا استثنينا تصريحات متفرقة بعضها لنواب في كتلة «المستقبل» تنتقد عدم الاهتمام الرسمي اللبناني بقضية النازحين إلى البقاع وعدم مساعدة الهيئة العليا للإغاثة هؤلاء أسوة بالسوريين النازحين إلى شمال لبنان، واستثنينا تصريحات أخرى لنواب ومسؤولين ضمن قوى 8 آذار تعتبر ما يجري في البقاع زيارات سوريين عادية لأقارب وأصدقاء لهم في لبنان، لا يبقى إلا واقع قاس فرض على عائلات مؤلفة بمعظمها من أم وأطفال كثر، ويوميات يعيشونها قلقاً على أقارب لم يحالفهم الحظ في الفرار أو أخوة فضلوا تهريب نساء العائلة «خوفاً على العرض» ولجأوا إلى الجبال والبساتين خوفاً من القتل أو الاعتقال.
هذه اليوميات تشبه يوميات النزوح اللبناني في كل شيء، حتى تكاد تماثلها: من تقاسم جميع الأطفال فراشاً رقيقاً على أرض مدرسة أو ملجأ أو قبو دار عبادة، إلى انتظار صندوق إعاشة ملصقة عليه ورقة بيضاء تذكر بـ «أهل الخير»، إلى الاحتجاج على انقطاع المياه، إلى دعاء الأمهات المتشحات بالأسود بأن ينزل الله بظالميهن ظلماً يفوق ما لحق بهن.
«الحياة» جالت على النازحين في سعدنايل وعرسال وبلدات أخرى في البقاع، وبدا ما يروى عن المناطق التي نزح الأهالي منها وعن حال النازحين مماثلاً لما رواه اللبنانيون النازحون من جنوب لبنان خلال حرب تموز (يوليو) 2006.
< في ساحة شتورة سيارات كثيرة لوحاتها سورية، لكن السوريين هنا وفي بلدات أخرى قريبة لا يحملون صفة نازحين بالمعنى الدرامي للكلمة. غالبية هؤلاء من ميسوري الأحوال خرجوا مع بدء الأحداث في سورية من مناطق كالزبداني ودمشق، ودخلوا إلى لبنان عبر المصنع وبطريقة شرعية، واستأجروا منازل في بلدات كالمرج وبرالياس وقب الياس، وحتى زحلة التي فضلها المسيحيون منهم خصوصاً، بسبب الانتماء الديني لأهلها. هؤلاء لا يشملهم التعداد الذي تجريه البلديات والجمعيات المدنية للنازحين السوريين.
على مسجد تعلبايا عند مدخل بلدة سعدنايل، ألصقت أوراق ملونة كتبت عليها عبارات: «لعيونك يا شام» و «حملة للتبرع بالمواد العينية والمادية للاجئين السوريين»، في ما يشبه الاعتراف الأول بوجود «لاجئين سوريين». أما داخل البلدة فيقول رئيس «رابطة شباب سعدنايل» الناشط عمر الحلبي إن النازحين 260 عائلة، وإن المعدل الوسط لأفراد كل عائلة هو 5. في سعدنايل وحدها حوالى 1300 سوري إذاً، وهو رقم يرتفع مع استمرار الثورة السورية. عائلات كثيرة نزحت خلال الأسبوعين الماضيين مع اشتداد القصف على المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان.
غرفة تحت الدرج
يوصل درج إلى منزل من غرفتين. المنزل قديم، جدرانه من الحجر غير المطلي. تحت الدرج فتحة في الجدار تشكل الباب المؤدي إلى غرفة تنخفض نحو نصف متر عن سطح الأرض. الغرفة بلا نوافذ، ورائحة الرطوبة المنبعثة من جدرانها تزيد كآبة المكان.
السرير على يمين المدخل يتمدد عليه رجل مُقعد. أما الفرش الموزعة بطريقة الـ «مَدّة» العربية، والأغطية المرصوفة فوق بعضها بعضاً على الجانب، فلأفراد عائلتين تتقاسمان المكان، كل منهما مؤلفة من ستة أشخاص. في بضعة أمتار مربعة تحت الأرض يعيش 12 شخصاً معظمهم أطفال.
ترفض السيدة الثلاثينية تصويرها داخل الغرفة، وتضحك لدى سماعها كلمة «لاجئين». لم يعتد السوريون هذا الوصف لغير الفلسطينيين. تعرّف عن طفلاتها الأربع اللواتي يوحين بأنهن من عمر واحد، وتستعيد حكاية الهروب من معرّة النعمان قبل أسبوعين: «عندما اشتد القصف علـــينا خرجنا بالسيارة من المعرة. الوضع كان صعباً، وكلما اقترب القصف كنا نلجأ إلى البساتين لنختبئ، لساعتين أحياناً ثم نعود إلى السيارة ونكمل الطريق. هربنا بما علينا من ملابس، وتركنا حياتنا كلها في المعرّة. هكذا فعل جيراننا. لم يبق هناك إلا بضع عائلات. دخلنا إلى لبنان في اليوم الذي قيل فيه إنهم ضبطوا 7 مسلحين. كنا نسمع صوت الرصاص ولا نرى مسلحين».
تكثر السيدة من حمد الله، وتقول مرة بعد مرة: «نصيبنا. شو بدنا نعمل». لكن أكثر ما تشكر الله عليه هو معرفتها بالعائلة التي تملك المنزل في سعدنايل: «قدّموا لنا الملجأ من دون مقابل. وأمس أحضر لنا سعاة الخير صندوق كرتون فيه أغذية. وأتونا بأغطية وفراش لكل عائلة. أعطونا الحليب للأطفال، الله يعطيهم العافية». أما الطبابة، فمؤمنة لكل نازح سجل اسمه ومكان سكنه على بطاقة من البلدية، تخوله العلاج والحصول على دواء من دون مقابل».
الأهالي في سعدنايل لم يعبروا عن انزعاج من وجود هذا العدد من النازحين السوريين في بلدتهم. أئمة المساجد كما الجمعيات، حريصون على اعتبار احتضان هؤلاء قضية دينية وأخلاقية سامية. هذا الأمر تتحدث عنه السيدة وهي تروي أن الجميع لاقاهم بالترحاب، لكن «الواحد منا، بيننا وبين أنفسنا يحس بالثقل. عندما يكون الشخص في بلده يختلف الأمر. الله يهدّي الأحوال بالمعرة، بدنا نروح».
تتدخل الشقيقة لتروي فصولاً أخرى. تقول إن زوجها مقعد، وان زوج شقيقتها خرج بعربة ليبيع الكعك من أجل تأمين المصروف «فصندوق الإعاشة لا يكفي. وبرقبتنا صغار، والأسعار في لبنان مرتفعة جداً». تستعيد يوميات المعرة لدى سؤالها عن مسلحين في بلدتها: «أي مسلحين؟ كان كل شـــيء عادياً، وفجأة دخلوا (الجيش السوري). كنا نعيش في أمان، ولكن منذ صارت المشاكل، لم يعد أحد يأمن الخروج من داره. من يرونه يذبحونه ولا نعرف من يقتل ولماذا. الآن لا نعرف شيئاً عن الحال هناك. حتى الاتصالات انقطعت، وبيوتنا لا نعرف إذا بقيت. احتلوا بيوتاً كثيرة غادرها أصحابها».
ترتفع ضحكات الصغيرات اللواتي تكاد صورتهن أن تكون واحدة: ضفائر شقر ووجوه حمر متشققة وخجل بينما يتحدثن عن اشتياقهن للمدرسة في المعرة و«المنشية» والرفيقات. ولدى سماع الأم تتحدث عن ذعر إحداهن من دوي القصف، تبادر أكبرهن: «صار قتلى كتير، لكنني لم أخف. كانت ماما تصرخ وترتجف وتطلب أن نقول: يا لطيف يا لطيف».
قرب المنزل- الملجأ تقع «رابطة أبناء سعدنايل» التي تتولى التواصل مع النازحين. يقول الحلبي إن شبان سعدنايل أخذوا على عاتقهم بداية، تقديم المساعدة للنازحين على قاعدة «إذا دق شخص خائف باب بيتنا لن نقفله في وجهه». البداية إذاً كانت بتبرعات دعا إليها أئمة المساجد، إضافة إلى مساعدات قدمتها جمعيات ائتلاف الخير والرابطة والهيئة الصحية وأزهر البقاع. وصار كل من يملك غرفة أو دكاناً مقفلاً يقدمه لعائلة نازحة. عندما ارتفع عدد النازحين، استؤجرت منازل تدفع بدلها البلدية والجمعيات التي انضم إليها سعاة خير عرب وجمعيات محلية وأجنبية وخليجية، أما «تيار المستقبل» الذي توسم البلدة باسمه فـ «لم يقدم ليرة واحدة لنازح في سعدنايل» كما يقول الحلبي.
«النازحون إلى سعدنايل يصلون إليها من مشاريع القاع أو عرسال عبر «التهريب» أي أنهم يخرجون من الأراضي السورية في صورة غير شرعية، ولا تسجل أسماؤهم على الحدود. أما الجرحى بينهم، فينقلون عبر أشخاص أو عبر الصليب الأحمر إلى مستشفى شتورة أو الشمال بحسب الحالة. ولمستشفى شتورة قصة صارت معروفة. في البداية كان الناشطون يتعرضون لمضايقات قالوا إنها من مخابرات الجيش ومن عناصر «حزب الله»، ما اضطرهم أحياناً إلى تهريب جرحى من المستشفى إلى الشمال. أما بدل العلاج فكانت تتكفل به التبرعات»، يضيف الحلبي.
هل نقلتم مقاتلين للعلاج في لبنان؟ يجيب: «لا نعرف إذا كانوا مقاتلين أو مسلحين. ننقل جرحى، وبعد العلاج يعودون إلى بلادهم. نحن لا نعرف أصلاً إذا كان بين المصابين مَن هم مع النظام السوري، ولكن من باب الحذر ولأسباب أخرى أمنية نجمع معلومات عن الشبان الموجودين في البلدة وأماكن سكنهم».
عرسال
على بعد نحو ساعة ونصف ساعة من سعدنايل، تبدو عرسال هادئة بينما الأهالي متجهون للمشاركة في تظاهرة دعماً للثورة في سورية بعد صلاة الجمعة. على طريق فرعي قرب مدخل البلدة يغص مستوصف رفيق الحريري بالنازحين ومعهم أطفالهم. تتحدث الناشطة العاملة في المستوصف وهيبة الفليطي عن 27 عائلة دخلت عرسال في الليل الفائت. وتقول انه بعدما كان النزوح في الأسابيع الماضية من مناطق حمص وبابا عمرو تحديداً، صار كثيفاً من مناطق القصير وجوسية والنزارية، وبين النازحين جرحى كثر.
وتتحدث عن استضافة البلدة النازحين في بيوت لا يشغلها أصحابها وفي مصليات، لكن «البلدة قد لا تتسع لنازحين جدد. وإذا استمر التدفق لا نعرف ماذا سنفعل»، وهو أمر يبدو رئيس البلدية علي الحجيري قلقاً منه، خصوصاًَ أن لا اعتراف حكومياً بقضية النازحين إلى البقاع، ما يحمّل البلديات مسؤولية جسيمة.
الفليطي تـــشير إلى مساعدات طبية كثيرة تقـــدم للنازحـــين، بعضها من منظمة «أطــــباء بلا حدود» وتتردد أقاويل عن نيتها إنشاء مستشفى مـــيداني في الــبلدة، إضافة إلى مؤسسات أخرى مثل «أم آي سي» الطبية، كما قدم بعض الصيدليات إلى المستوصف أدوية مجاناً. وتلفت إلى أن السوريين يحاولون التكتم كثيراً لدى الإدلاء بمعلومات عنهم وعن عائلاتهم، خصوصاً الشبان. وتروي أن «أحد الجرحى بدا متكتماً على اسمه واسم بلدته، ولما أصررنا، أعطى اسم شاب من البلدة. لاحقاً عرفنا من سوريين آخرين أنه مقاتل، وأنه عاد إلى سورية».
«لعيونك يا حمص. الدم والمال والروح بترخص»، اللافتة هذه رفعت على مدخل عرسال. وفي بيوت كثيرة في البلدة يروي نازحون أن ثياباً وأطعمة وأدوية قدمت لهم، وان أحداً لم يبخل بشيء، إنما على ألسنة كثيرة تكرر عتب على حكومة لبنان التي «لم تنظر لحالنا».
في مصلّى يصعب الوصول إليه بالسيارة، بسبب رداءة الطريق، تقطن عائلة من ثمانية أشخاص، يقول الشاب من آل عمار والذي لم يتجاوز عمره 16 سنة إن حالها أحسن من أحوال غيرها بكثير. المقارنة هنا بين حال العائلة ووضع أقارب له نزحوا إلى مصلى آخر في البلدة. في ذاك المصلى ترقد صبية تتعافى من إصابة برصاصة في الرأس، بينما العائلة كلها لم تتعافَ من صدمة مقتل الابنة الأخرى برصاصة أطلقها العسكري نفسه.
حكاية الصبيتين يرويها الشاب: كانوا طالعين من الزرار، عندما أوقفهم الحاجز طالباً منهم العودة. وبينما تلتف السيارة أطلق العنصر الرصاص عليها فأصاب رغدة (13 سنة) وقتل ملك (18 سنة). دفنا ملك وخضعت رغدة لعلاج أولي. بعد ثلاثة أيام هربنا مجدداً».
لقصة الهروب شرح يطول. ويقول الشاب: «صرنا نتنقل ضمن مجموعات من خمسة. واتفقنا على أن من يسقط منا برصاص القناص نتركه ويكمل البقية الطريق. دخلنا بيوتاً كثيرة نعرف أنها آمنة، إلى أن وصلنا إلى الحدود. هناك وضع الله في طريقنا أولاد حلال أمنوا دخولنا إلى لبنان». ولكن، لماذا إلى عرسال؟ يجيب الشاب: عرسال آمنة، ويبتسم. وبعد إلحاح، يقول: «المناطق الثانية لحزب الله، ونحن ما صدقنا كيف هربنا من اللي عندنا».
هرّبونا الى لبنان حرصاً على شرفهم
تتوسط الأم المتشحة بالأسود كنّتيها وابنتها، وتشير بيدها صوب طفلة رضيع لم تكمل الشهر، لتسأل: ما ذنب هذه الطفلة أن تأتي الى العالم ولا ترى والدها؟
السؤال أثار موجة بكاء لا يبدو أنه غاب اصلاً عن هذا المنزل الذي قدمته عائلة من عرسال تقطن في منزل مجاور، الى ست عائلات من آل عامر، لكل منها أربعة أطفال. العائلات نزحت من القصير الإثنين قبل الماضي «عندما اشتد القصف هناك». أما تفاصيل الهروب، فتطلب الأم التكتم عنها، تقول: «لا نعرف كيف هربنا. دبّروا لنا الوضع وأتينا الى هنا فوراً». تلك العائلات لم تتسجل بعد لدى البلدية، لأن «الرجل الوحيد معنا مسن ومريض بالسكري. نحن نساء لا نجيد التصرف في هذه الحالات».
تتولى الابنة الحديث نيابة عن أمها بعد أن دهمتها نوبة بكاء مفاجئة: «أخي استشهد قبل هروبنا بثلاثة ايام. دفناه وجئنا. زوجي معتقل منذ ستة أشهر ولا نعرف عنه شيئاً. أخي كان قاصداً الدكان لشراء خبز عندما دهم الجيش البلدة وأطلق عليه القناصة رصاصة أردته. وزوجي كان عائداً من وظيفته عندما أخذوه ولم نعد نعرف عنه شيئاً». تدلّ على زوجة اخيها الاخرى التي لم تبلغ بعد العشرين من عمرها وتتابع: «هذه أيضاً زوجها شهيد. قتله قناص».
يثير السؤال عما اذا كان القناص من المسلحين أم الجيش النظامي الكنّةَ الثانية، فتردّ بانفعال: «ليس عندنا مسلحون، ولو كان عندنا لما فعلوا بنا هذا. الله عليه»، فتنهرها حماتها قائلة: «يصطفل شو بدنا فيه»، قاصدة الرئيس بشار الاسد.
تتشارك الشابات الثلاث والام الحديث لترسمن صورة كاملة: عندما تركنا القصير لم يكن بقي فيها الا عائلات قليلة لا نعرف ما حل بأفرادها. الله لا يوفقه. والرجل الوحيد معنا مسن مريض، ولا يكفّ عن البكاء، خسر شابين والخمسة الباقون لا نعرف عنهم شيئاً بعدما فروا الى الجبال، ليس لأنهم ارتكبوا جرماً، بل لأن الجيش ما ان يدخل الى بلدة حتى «يلمّ» كل من يقع تحت يده، ومن لا يُقتل يختفي اثره. يتذرعون بالمسلحين ليدخلوا الى البلدات. دهموا بيوتنا وسرقوها بحجة البحث عن المسلحين. يشهد الله كيف أوقفوا الدبابة على باب البيت وحملوا عليها كل ما في المنزل من ادوات كهربائية وأغطية ومواد. لو وجدوا سلاحاً في المنزل لقلنا إن لهم الحق. باتوا ليلتين في بيوتنا… البلدة بأكملها عرفت ما حل بالنسوة في حمص، عندما اجبروهن على التجرد من ملابسهن والسير عاريات امام الدبابات، بينما الجنود يسخرون منهن. رفض إخوتنا ان يحصل لنا ما حصل لنساء حمص، فساعدونا على الفرار الى لبنان حرصاً على عرضهم وشرفهم».
تدفع الرواية الأم الى البكاء مجدداً، وتقول: «كل واحدة منا كان عندها دار. هجّرنا…». تقاطعها ابنتها بالصراخ: «الله لا يوفقه، هجّرنا من ديارنا».
وعما اذا كان التهجير طاول البلدات السنّية دون غيرها، تقول الام: «حرام هذا الحكي. هذا يروّج له النظام. القصف لا يميّز بين سني وعلوي ومسيحي. جيراننا المسيحيون رحلوا قبلنا، وتركنا مفتاح بيتنا عند جيراننا العلويين وعرفنا اخيراً انهم هجروا أيضاً».
هل تتمنى الأم لو لم تحصل الثورة في سورية؟ تجيب: «والله كان احسن. كانت العالم حاسدتنا على عيشتنا. كان أمن وأمان، صار بدهم حرية هلق». تتدخل الكنّة: «بالنسبة الى الميسورين في سورية، الحال قبل الثورة كان أفضل. ولكن للفقراء الموت ولا المذلة. الرجال تُذَل من اجل برميل مازوت سعره 7 آلاف. والفقير من وين بيجيب؟». فترد الاخرى: «بالنهاية طلعت براسهم. هذا عمي عمره 50 سنة سرقوا له سيارتين خلال بحثهم عن مسلحين، ولما راح ليطالب بهما اعتقلوه ولا نعرف مصيره. وزوجته دفعت اموالاً طائلة للذين يعدون بإرشادها الى سبيله، لكنهم أخذوا الأموال وأنكروا».
لبنانيون – سوريون
تفتح قضية السوريين النازحين الى لبنان الباب امام مشكلة انسانية لها طابع خاص. فبين النازحين الذين يقطنون بلدات سورية مثل جوسية وغيرها اشخاص يحملون الهويات اللبنانية، وان كانوا عاشوا حياتهم كلها جزءاً من الشعب السوري. من هؤلاء ثماني عائلات نزحت قبل 20 يوماً هرباً من القصف، وتوزعت بين منازل قدمها اهالي من عرسال. غير ان المشكلة كانت في رفض احتساب هؤلاء في عداد النازحين السوريين، مع العلم ان بيوتهم تقع في سورية وانهم تركوها خوفاً من القتل. بين هؤلاء النازحين نساء حوامل واطفال رفضت المستوصفات استقبالهم مجاناً لأنهم ليسوا سوريين.
روسيا: خطة أنان… أو حرب أهلية
موسكو – رائد جبر؛ دمشق، نيقوسيا، اسطنبول – «الحياة»، ا ف ب، رويترز، أ ب
القت روسيا بثقلها وراء خطة النقاط الست للمبعوث الاممي – العربي الى سورية كوفي انان. واعتبر الرئيس ديمتري مدفيديف إن مهمة انان «قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنيب هذا البلد حربا أهلية دموية طويلة». وحث انان دمشق على التجاوب مع خطته للحل، قائلا خلال محادثاته في موسكو إن «الفرصة سانحة اليوم أمام سورية للعمل مع بعثة الأمم المتحدة والجامعة العربية للسماح بالمساعدات الانسانية وبدء عملية سياسية».
لكن رغم المساعي الدولية لتغليب الحل السياسي، واصل الجيش السوري عملياته الأمنية في عدة مدن ما ادى إلى مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا، بينهم 12 جنديا نظاميا ومنشقا في أعمال عنف واشتباكات. فيما وجهت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية اتهامات لدمشق بإستخدام المدنيين كدروع بشرية خلال الحملات الامنية. واكد مدفيديف لانان إن روسيا تقدم «دعما كاملا» لمهمته في سورية، موضحا خلال لقائهما في مطار موسكو، قبل ان يغادر للمشاركة في قمة سيول: «قد تكون هذه الفرصة الاخيرة لسورية لتجنب حرب اهلية دامية وطويلة الامد… سنقدم لكم دعمنا الكامل على اي مستوى». وتابع الرئيس الروسي «نأمل بقوة أن يكون لجهودكم نتيجة ايجابية».
وأجرى أنان جولتي محادثات منفصلتين مع كل من مدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، تركزتا حول مهمته في سورية، وآليات تطبيق الخطة المقترحة للتهدئة.
وأعرب انان في بداية محادثاته عن أمله في تلقي دعم روسي و»نصائح طيبة ضرورية أجل انجاح الجهود اللازمة لوضع حد للنزاع الدموي» في سورية، كما أكد عزمه على مواصلة العمل لتخفيف تداعيات الوضع الانساني المتردي.
وأكد مدفيديف من ناحيته أن بلاده تثمن جهود المبعوث الدولي و»مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم اللازم لحل الأزمة». وأعرب الطرفان في ختام لقائهما عن الارتياح لنتائج «المباحثات الجيدة جدا». وقال أنان :»آمل في أن نتمكن من المساهمة بشكل ايجابي في حل القضية السورية بمشاركة روسية نشطة».
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، على «ارتياح روسيا لعمل أنان». وقال إن المطلوب «تمكينه من مواصلة عمله لنرى مستقبلا ما إذا كان الأمر يتطلب رد فعل إضافيا من قبل مجلس الأمن».
لكنه سارع إلى التشديد على «عدم وجود سقف زمني محدد أو مهلات معينة ويجب أن نراقب كيف يتطور الموقف».
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن غاتيلوف قوله إن «الطرفين شددا على اهمية العمل مع الحكومة والمعارضة على حد سواء».
يذكر ان الكرملين اذاع بيانا، قبيل زيارة انان، قال فيه ان الحكومة السورية مستعدة للحوار وان عناصر المعارضة هي التي تمتنع متشجعة بالاسلحة المهربة والتأييد الخارجي. ومن المقرر ان يزور انان ايضا بكين اليوم وغدا لاجراء محادثات مع القادة الصينيين.
إلى ذلك ابدى الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تأييدهما لتقديم «مساعدة غير عسكرية»، بما في ذلك معدات اتصالات للمعارضة السورية، بحسب نائب مستشار الامن القومي الاميركي بن رودس.
واتفق اوباما واردوغان في سيول، عشية قمة حول الامن النووي، على ان اجتماع «اصدقاء سورية» الذي سيعقد في الاول من نيسان (ابريل) في اسطنبول، يجب ان يسعى إلى تزويد المعارضة بالمساعدات غير القاتلة والامدادات الطبية. وكرر اوباما واردوغان دعوتهما ايضا إلى «عملية» انتقالية نحو «حكومة شرعية» في سورية.
وقال أوباما بعد اللقاء: «بحثنا في جدول أعمال موحد فيما يتعلق بكيفية تقديم مساعدات انسانية… وجهود كوفي انان لتحقيق المزيد من التغيير اللازم» في سورية.
وقبل أيام من اجتماع «اصدقاء سورية» في اسطنبول، أصدرت جماعة «الإخوان المسلمين» في سورية أمس وثيقة سمتها «عهد وميثاق»، تعد بمثابة «مشروعها السياسي» لما بعد مرحلة النظام السوري الحالي، وضعت فيها تعهداتها لمستقبل سورية السياسي والاجتماعي في المستقبل. ووعدت بالتزام قيام دولة مدنية تعددية وديموقراطية، مع المساواة بين جميع المواطنين، وذلك رداً على «من يخوفون الناس من الاخوان المسلمين ويقولون انهم يسيطرون على المجلس الوطني السوري في المرحلة الحساسة من تاريخ سورية». وشددت الوثيقة على أن «الشعب سيد نفسه وصاحب قراره من دون وصاية من حاكم مستبد وتحترم المؤسسات وتقوم على فصل السلطات».
واعتبرت الجماعة في مؤتمر صحافي عقد في اسطنبول أن هذا «العهد والميثاق» هو «رؤية وطنية، وقواسم مشتركة، تتبناها جماعة «الإخوان» في سورية، وتتقدم بها أساساً لعقد اجتماعيّ جديد، يؤسّس لعلاقة وطنية معاصرة وآمنة، بين مكوّنات المجتمع السوريّ، بكلّ أطيافه الدينية والمذهبية والعرقية، وتياراته الفكرية والسياسية».
وأكد «الإخوان» التزام العمل على أن تكون سورية المستقبل «دولة مدنية حديثة، تقوم على دستور مدنيّ… يحمي الحقوقَ الأساسية للأفراد والجماعات، من أيّ تعسّفٍ أو تجاوز، ويضمن التمثيلَ العادل لكلّ مكوّنات المجتمع… دولة ديموقراطية تعددية تداولية، وفق أرقى ما وصل إليه الفكر الإنسانيّ الحديث، ذات نظام حكم جمهوريّ نيابيّ، يختار فيها الشعب من يمثله ومن يحكمه، عبر صناديق الاقتراع، في انتخاباتٍ حرة نزيهة شفافة».
كما أعلنت الجماعة أنها تلتزم قيام «دولة مواطنة ومساواة، يتساوى فيها المواطنون جميعاً، على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، يحقّ لأيّ مواطنٍ فيها الوصول إلى أعلى المناصب، استناداً إلى قاعدتي الانتخاب أو الكفاءة. كما يتساوى فيها الرجالُ والنساء، في الكرامة الإنسانية، والأهلية، وتتمتع فيها المرأة بحقوقها الكاملة».
وتمثل هذه الفقرة من الوثيقة، مرحلة متقدمة للغاية في أدبيات الجماعة التي باتت بالتالي على استعداد نظرياً لوصول رئيس غير مسلم في بلد غالبيته من المسلمين، كما تتجاوز الوثيقة بذلك على الدستور الحالي، الذي ينص على كون الرئيس مسلماً.
إلى ذلك، نقلت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الانسان عن سكان بمحافظة ادلب قولهم ان الموالين للنظام استخدموهم كـ»دروع بشرية» واجبروهم على السير امام هجمات الجيش هذا الشهر لاستعادة السيطرة على المناطق التي سقطت في ايدي المعارضة.
واضافت المنظمة ان «قوات الحكومة السورية تخاطر بحياة السكان المحليين بإجبارهم على السير امام الجيش خلال عمليات الاعتقال الاخيرة وتحركات القوات والهجمات على البلدات والقرى في شمال سورية».
ونشرت المنظمة الحقوقية تسجيلات مصورة حصلت عليها من ناشطي المعارضة تظهر اشخاصا بملابس مدنية يسيرون امام عدة جنود مسلحين ومركبات المشاة القتالية. ويقول ناشطون إن الجيش اجبر الرجال على السير في المقدمة لحماية الجنود. وذكر البيان ان السكان قالوا إن القوات الحكومية تضع الاطفال على الدبابات وداخل الحافلات الامنية.
وقالت اولي سولفانج باحثة الطوارئ في المنظمة «استخدام الجيش السوري للدروع البشرية هو سبب اخر لوجوب احالة مجلس الامن سورية على المحكمة الجنائية الدولية».
ردّ إيجابي لدمشق على خطة أنان
الغرب يرحب بحذر وينتظر أفعالاً من الأسد
نيويورك – علي بردى
العواصم – الوكالات:
أعلنت الامم المتحدة ان دمشق بعثت برد ايجابي على خطة المبعوث المشترك الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان الذي وصل امس الى بيجينغ بعد موسكو طالباً دعم الصين في تنفيذ خطته. ولقي القبول السوري للخطة ترحيباً غربياً حذراً اقترن بمطالبة الرئيس السوري بشار الاسد بأن يقرن الاقوال بالافعال. وبينما كان “المجلس الوطني السوري” المعارض في اسطنبول يحاول الخروج برؤية موحدة للمعارضة تقنع الغرب بتوفير المزيد من الدعم له في “المؤتمر الدولي لاصدقاء الشعب السوري” الاحد، تفقد الاسد في خطوة مفاجئة حي بابا عمرو في مدينة حمص الذي كان مسرحاً لاشتباكات عنيفة طوال اشهر بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. وفي بغداد يدعو مشروع القرار المتعلق بسوريا الذي سيعرض على زعماء الدول العربية في القمة العربية المقرر أن تبدأ غداً في العاصمة العراقية، الحكومة السورية الى “الوقف الفوري لكل أعمال العنف والقتل”، كما يدعو الى حوار بين الحكومة والمعارضة للخروج من الازمة في سوريا. (راجع العرب والعالم)
وأصدر الناطق باسم أنان، أحمد فوزي بياناً جاء فيه أن “الحكومة السورية كتبت… الى أنان أنها قبلت خطته المؤلفة من ست نقاط”، وأن أنان “كتب الى الرئيس الأسد ليحض السلطات السورية على تنفيذ التزاماتها فوراً”. وشدد على أن “التنفيذ رئيسي، ليس فقط للشعب السوري، العالق في وسط هذه المأساة، ولكن أيضاً للمنطقة والمجتمع الدولي بأسره”. وأضاف أن أنان “سيتحرك بإلحاح للعمل مع كل الأطراف لضمان تنفيذ الخطة على كل المستويات”.
واستمع أعضاء مجلس الأمن الى الإحاطة الشهرية من المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري في جلسة مغلقة عن “الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية”. وقال سيري إن حصيلة ضحايا الأحداث الدامية التي بدأت في سوريا قبل أكثر من سنة بلغت أكثر من تسعة آلاف قتيل مدني.
وبعد الجلسة، رد رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت بحذر على قبول سوريا النقاط الست في خطة أنان. وقال إن الأخير سيقدم احاطة جديدة الى أعضاء مجلس الأمن الإثنين المقبل عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وأفاد أن أعضاء مجلس الأمن بحثوا في التوغلات السورية داخل الأراضي اللبنانية التي لجأ اليها عدد من المتمردين على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أنها مؤشر للآثار التي يمكن أن تترتب على الأزمة السورية على الدول المحيطة.
وصرح نظيره الألماني بيتر فيتيغ بأن الرد السوري “يمكن أن يكون خطوة أولى في الإتجاه الصحيح، ولكن بالطبع علينا أن نكون حذرين”. وشكك في “صدقية” السلطات السورية على غرار ما فعله أيضاً نظيره الفرنسي جيرار آرو.
وذكر مصدر ديبلوماسي بأنه لا يمكن نشر مراقبين دوليين في سوريا إلا بقرار من مجلس الامن.
أنان
وصرح أنان عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو في بيجينغ: “أوضحت أني تلقيت ردا من الحكومة السورية وسأعلنه اليوم وهو رد ايجابي ونأمل أن نعمل معها لترجمته إلى فعل”.
وذكَر ان النقاط الست لخطته تتناول “مناقشات سياسية وسحب الاسلحة الثقيلة والقوات من المراكز السكنية والسماح للمساعدات الانسانية بالدخول من دون معوقات وإطلاق السجناء والسماح بحرية حركة ودخول وخروج الصحافيين”. وأضاف: “أجرينا مناقشات جيدة جداً في شأن الوضع في سوريا وعرضوا (الصينيون) دعمهم الكامل. سيعملون معي ومع الأعضاء الآخرين في المجلس لضمان تنفيذ الخطة المؤلفة من ست نقاط.”
“وثيقة العهد والاتفاق”
وأمس، أنهى مئات المعارضين السوريين في اسطنبول مؤتمرا حاولوا خلاله توحيد مواقفهم fاعلان ميثاق لسوريا المستقبل، وسط خلافات دفعت الوفد الكردي الى مغادرة قاعة المؤتمر اثر انتهاء تلاوة البيان الختامي.
واعلن منظمو المؤتمر تأليف لجنة تنكب على “اعادة هيكلة المجلس الوطني” لضم أطياف المعارضة كافة اليه على ان ترفع تقريرا بنتائج عملها خلال ثلاثة اسابيع.
الاسد في بابا عمرو
وقام الأسد بزيارة نادرة لحي بابا عمرو معقل المعارضين في حمص والذي استعادت القوات السورية السيطرة عليه بعد اسابيع من القصف ليظهر كما يبدو ان بوسعه الان التجول في شوارع الحي.
وبث التلفزيون السوري مشاهد مصورة للاسد وهو يرتدي سترة زرقاء من دون ربطة عنق ويسير في الشوارع المدمرة ويتبادل الحديث مع مجموعات من انصاره وجنوده. وقال الاسد ان الاوضاع ستعود أفضل مما كانت عليه في بابا عمرو.
وأفادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان الاسد قال لعدد من اهالي باباعمرو “ان الدولة لم تتأخر في اداء واجبها في حماية مواطنيها، لكنها منحت هؤلاء الذين حادوا عن جادة الصواب أقصى قدر ممكن من الفرص للعودة الى وطنيتهم والقاء اسلحتهم… الا انهم رفضوا تلقف هذه الفرص وزادوا في ارهابهم، فكان لا بد من العمل لاستعادة الامن والامان وفرض سلطة الدولة والقانون”.
كلينتون
¶في واشنطن، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة السورية إلى تقديم التزام صريح لإشراك كل السوريين وحماية حقوقهم في إطار عملية سياسية انتقالية.
وقالت إن أنباء قبول الأسد خطة السلام التي طرحها انان سيحكم عليها بناء على أفعاله لا أقواله ودعته إلى أن يأمر قواته على الفور بوقف النار والانسحاب من المناطق السكنية.
وقال السفير الاميركي لدى سوريا روبرت فورد الذي غادر سوريا الشهر الماضي بسبب العنف في شهادة امام الكونغرس عن حقوق الانسان في سوريا: “سنرى في الايام المقبلة ما الذي قاله الاسد بالضبط”.
ورداً على سؤال عن دعوة السناتور الاميركي جون ماكين الى تسليح المعارضة السورية، فأجاب فورد: “لا أريد التكهن بما سيكون عليه الوضع في المستقبل، لكن لا نعتقد الان ان العسكرة الاضافية للوضع في سوريا هي افضل طريق للمضي قدما”.
ميدفيديف
¶ في سيول، رأى الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في كلمة له أمام قمة الأمن النووي “إن الخلافات الداخلية التى تسببت أخيراً بتمزيق المجتمع السوري لن تختفى مع رحيل شخصية سياسية بعينها”. وأضاف: “من يعتقد أنه برحيل الأسد ستحل كل العراقيل التي تقف أمام سوريا لديه قصور في الرؤية”.
وكتب نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في صفحته في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي ان “السلطات السورية قبلت خطة أنان، وان المبعوث الخاص أبدى تفاؤلا حذرا بذلك. وهذه خطوة الى الامام. والآن حان دور المعارضة”.
موفد سوري في ايران
¶ في طهران، جدد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد دعمه للاسد، منددا بسياسة الدول الغربية وبعض دول الخليج، وذلك لدى استقباله نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد موفداً من الرئيس السوري.
أنان يعتبر موافقة دمشق على خطته «تطوراً إيجابياً».. وواشنطن وباريس تطالبان «بأفعال لا أقوال»
الأسد في بابا عمرو: تأخرنا لنمنحهم فرصة رمي السلاح فلم يفعلوا
زياد حيدر
في خطوة مفاجئة لا تنقصها المخاطرة قام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بزيارة استمرت ساعتين تقريبا لحي بابا عمرو مركز الاشتباكات التي حصلت بين الجيش السوري ومسلحين واستغرقت عشرين يوما، وذلك بعد أكثر من أسبوع على سيطرة القوات السورية عليه تماما.
في هذا الوقت، أعلن مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان ان الحكومة السورية وافقت على خطته، معتبرا «الأمر تطورا ايجابيا لكن المهم هو التنفيذ»، داعيا السلطات السورية الى تنفيذ «تعهداتها فورا» لحل الازمة، التي رحبت بها دول غربية، على رأسها واشنطن، لكنها طالبت «بأفعال لا اقوال».
وقطع الأسد المسافة الممتدة بين دمشق وحمص، وتبلغ 160 كيلومترا برا، ليستقبله على مدخل المحافظة محافظ المدينة غسان عبد العال، حيث انطلق الموكب الذي حظي بحراسة مشددة إلى حي بابا عمرو الأكبر في المدينة، حيث تحرك الأسد برفقة موظفين مدنيين وحراس شخصيين ليطلع على آثار الدمار الذي حل بالحي إثر معارك ضارية استمرت 20 يوما، لكنها كانت مستمرة فعليا لما يزيد على سبعة أشهر من عمر الأزمة السورية.
وتفقد الأسد الأوضاع في الحي، مختلطا بمجموعة من السكان التي لم تغادر الحي، وفقا لما ذكرته إحدى النسوة في الشريط المفصل الذي عرضته الشبكات المحلية أمس. وقال الأسد، مخاطبا السيدة وسط هتاف مؤيد له في خلفية المشهد، ان الدولة لم تتأخر لكنها أعطت فرصة للحل. وأوضح «كنا نبحث عن حلول مع العاقلين، لكن حين يسيطر الإرهابيون لا حلول»، وهو ما وثقته وكالة الانباء السورية (سانا) لاحقا، بقوله ان الدولة «منحت هؤلاء الذين حادوا عن جادة الصواب أقصى قدر ممكن من الفرص للعودة إلى وطنيتهم وإلقاء أسلحتهم، إلا أنهم رفضوا تلقف هذه الفرص وزادوا في إرهابهم، فكان لا بد من العمل لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة القانون».
وكان البعض يهتف في الخلفية «نحنا معك حتى الموت» فيما كان يمكن رؤية أطفال وفتية ونساء حول الرئيس في أحد الأحياء. وختم الأسد، وسط الهتاف، «نحتاج كلنا للتعاون حتى نعيد إعمار الحي لتعود بابا عمرو أفضل مما كانت عليه».
وطلب الأسد من إحدى الورش التي التقاها وضع جدول زمني لتنفيذ إعادة الإعمار والإفصاح عن سير العملية للمواطنين. وعقب على قول أحد المهندسين ان «البنية التحتية جاهزة (في الحي) وبقيت الشبكات الهوائية فقط»، بالقول ان العمل «يجب الا يتم كأن الوضع عادي، وإنما نحتاج لجهد إضافي».
وجال بعدها الأسد في بعض شوارع الحي ثم اتجه بعدها سيرا على الأقدام، في جو ماطر، للقاء أفراد وحدة عسكرية، وخاطبهم بأنهم من «يحمل راية حماية الوطن، وأن لقبهم حماة الديار، لأنهم يحمون تراب الوطن». وطلب منهم إلقاء السلام على أهلهم حين عودتهم الى منازلهم سالمين. وقال «لا خيارات أمامنا سوى النصر»، مضيفا «أنا أعلم بأنكم من أي منطقة قدمتم»، فقاطعه أحد الجنود «نحن هنا سيدي من مختلف الطوائف، هذا من الرقة وهذا من الحسكة»، فتابع الأسد من «أي منطقة جئتم فأنتم هنا للدفاع عن أولادكم وآبائكم». واضاف «اننا نتمنى لكم السلامة، لكن إذا كان على

(الجندي) أن يسقط شهيدا فليسقط من أجل قضية».
وتعكس المخاطرة التي تمت بها الزيارة ثقة عالية بالنفس لدى السلطة، ولا سيما أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في بعض أحياء حمص، كالخالدية وباب هود حتى اللحظة. كما يعكس التنقل برا معنويات عالية خصوصا أن التحليق بالطائرة الرئاسية كان يشكل تهديدا أمنيا أقل. وكما تبين الجولة، التي ظهر واضحا أن التلفزيون السوري حرص على نقل غالبية تفاصيلها للمشاهدين، أن السيطرة الحكومية كاملة على المنطقة الممتدة على مساحة واسعة من المدينة، كما المتصلة ببساتين وأراض تصل حتى الحدود اللبنانية.
وكانت «سانا» وزعت خبرا قالت فيه ان الأسد قام بزيارة حي بابا عمرو في محافظة حمص، وجال في شوارعه وعاين ما تعرضت له المباني السكنية والبنية التحتية والمؤسسات الخدماتية من تخريب ممنهج على ايدي المجموعات الإرهابية المسلحة.
وشدد الأسد، وفق «سانا»، خلال الجولة على أن «الظروف الاستثنائية التي شهدتها حمص بشكل عام وبابا عمرو خاصة تتطلب تضافر جهود المحافظة وأعضاء مجلس مدينة حمص مع أهالي المدينة، والعمل بشكل استثنائي لجهة مضاعفة العمل والسرعة في التنفيذ لإصلاح الأبنية السكنية وإعادة تأهيل البنية التحتية وخاصة المدارس وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والمؤسسات الطبية التي تم تخريبها خلال الأعمال الإرهابية التي شهدتها حمص».
وأكد الأسد لعدد من أهالي بابا عمرو، الذين تجمعوا حوله أثناء الجولة واشتكوا معاناتهم خلال تواجد «المجموعات الإرهابية» في الحي، أن «الدولة لم تتأخر في أداء واجبها في حماية مواطنيها، لكنها منحت هؤلاء الذين حادوا عن جادة الصواب أقصى قدر ممكن من الفرص للعودة إلى وطنيتهم وإلقاء أسلحتهم إلا أنهم رفضوا تلقف هذه الفرص وزادوا في إرهابهم فكان لا بد من العمل لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة القانون».
وحيا «عناصر الجيش والقوات المسلحة حماة الديار خلال لقائه عددا منهم في حي بابا عمرو، وأكد لهم أن التضحيات والجهود التي يبذلونها كفيلة بالحفاظ على الوطن وحفظ أمنه واستقراره، وهذا ليس بالأمر الجديد على الجيش العربي السوري الذي كان دوما عاملا حاسما في الحفاظ على سوريا واستقلاليتها وسيادة قرارها».
أنان
وقال (ا ف ب، ا ب، رويترز) المتحدث باسم المبعوث الدولي والعربي احمد فوزي، في بيان في جنيف، ان «الحكومة السورية كتبت للمبعوث المشترك كوفي انان لتبلغه موافقتها على خطته المؤلفة من ست نقاط، والتي وافق عليها مجلس الامن الدولي». واضاف ان «انان كتب الى الرئيس الاسد ليدعوه الى ان تطبق الحكومة السورية تعهداتها فورا».
وتابع فوزي ان انان يعتبر قرار دمشق «مرحلة اولية مهمة يمكن ان توقف العنف واراقة الدماء»، كما ستسمح بمعالجة «معاناة الناس وتوجد مناخا ملائما لحوار سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري». واضاف ان انان «يعتبر الامر بالتأكيد تطورا ايجابيا لكن المهم هو التتفيذ»، وإن المبعوث الدولي سيعمل مع كل الأطراف على كل المستويات لضمان تنفيذها.
وقال مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت، الذي تترأس بلاده مجلس الامن لهذا الشهر، إن انان سيتحدث إلى مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا الاثنين المقبل من خلال دائرة فيديو مغلقة على الأرجح.
وكان انان قال، بعد اجتماعه مع رئيس الحكومة الصينية وين جياباو في بكين، «أوضحت أني تلقيت ردا من الحكومة السورية، وهو رد ايجابي ونأمل أن نعمل معها لترجمته إلى فعل». وأضاف انها تتناول «مناقشات سياسية وسحب الأسلحة الثقيلة والقوات من المراكز السكنية والسماح للمساعدات الانسانية بالدخول من دون معوقات وإطلاق سراح السجناء والسماح بحرية حركة ودخول وخروج الصحافيين».
وأضاف «أجرينا مناقشات جيدة للغاية بخصوص الوضع في سوريا وعرضوا (الصين) دعمهم الكامل. سيعملون معي ومع الأعضاء الآخرين في المجلس لضمان تنفيذ الخطة المؤلفة من ست نقاط». وتابع «سنرى كيف نمضي قدما في تنفيذ هذا الاتفاق الذي قبلوه».
وقال جياباو لانان «جهود البحث عن حل للأزمة السورية عند مفترق طرق حرج. نعتقد أن جهود الوساطة التي تقوم بها ستحرز تقدما في السعي لحل القضية السورية».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي «نأمل ان يتمكن جميع الاطراف في سوريا من المشاركة في جهود الوساطة التي يقوم بها انان من اجل توفير الشروط لإيجاد تسوية سياسية للوضع في سوريا».
وتلقت الدول الغربية بشيء من الحذر إعلان السلطات السورية موافقتها على خطة انان. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن «أنباء قبول الأسد خطة السلام التي طرحها انان سيحكم عليها بناء على أفعاله لا أقواله»، ودعته إلى أن «يأمر قواته على الفور بوقف إطلاق النار والانسحاب من المناطق السكنية». ودعت المعارضة السورية إلى «تقديم التزام صريح بإشراك جميع السوريين وحماية حقوقهم في إطار عملية سياسية انتقالية». وقالت «سندفعهم بكل قوة لتقديم مثل هذه الرؤية في اسطنبول» خلال مؤتمر «أصدقاء سوريا» الاحد المقبل.
وقال المندوب الالماني لدى الامم المتحدة بيتر فيتيغ «قد تكون خطوة اولى في الطريق الصحيح، الا ان الحذر واجب»، مضيفا «لقد واجهت سوريا في السابق مشاكل على صعيد المصداقية».
من جهته، قال المندوب الفرنسي جيرار ارو ساخرا «لا نعرف الطعام اذا كان جيدا الا بعد ان نتذوقه»، مضيفا انه ينتظر الخطوات التي ستقوم بها السلطات السورية لاتخاذ موقف.
وقال المندوب المغربي محمد لوليشكي انه لا يريد ان يكون «مشككا»، الا انه يبقى حذرا ازاء الخطوة السورية. واضاف «اكتفي بما قاله انان. لقد تلقى جوابا ايجابيا وآمل ان يكون ذلك بداية دينامية جديدة تحمل اخبارا طيبة الى مجلس الامن».
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو قال «فلنقبل بذلك كمؤشر للمستقبل. وسيقدم لنا كوفي انان تفاصيل الرد السوري».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان «موسكو تنتظر من المعارضة السورية ان توافق على خطة انان لتسوية الأزمة في البلاد».
وعبر «المجلس الوطني السوري» عن تأييده خطة انان «ما دامت ستؤدي الى تنحية الاسد». وقالت المتحدثة باسمه بسمة قضماني «انتقال سلمي يعني ان هناك حاجة الى تغيير النظام. وهذا يبدأ بعزل رئيس الدولة». واضافت «مبادرة انان بالنسبة لنا يجب ان تفرز بنودا مرجعية واضحة للتفاوض على شكل التغيير وليس بشأن هل يجب ان يتم التغيير أم لا». وتابعت «ما نود ان نراه هو وقف القتل». وقالت «نود أن نرى حماية للمدنيين اذا كانت هناك إمكانية حتى لهدنة تستمر ساعتين كبداية.. أعتقد اننا نرحب بذلك وسنعمل بالتأكيد كي ينجح».
وأعلن الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، على هامش القمة النووية في سيول، ان فكرة رحيل الاسد تنم عن «قصر نظر» ولا تؤدي الى حل الازمة السورية. وقال «الاعتقاد ان رحيل الاسد يعني حل كل المشاكل هو موقف ينم عن قصر نظر وكل العالم يدرك انه في تلك الحالة سيستمر النزاع على الارجح». واضاف ان «الشعب السوري وليس القادة المحترمين لدول اخرى، هم من يتخذ القرارات حول مصير سوريا».
وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، خلال استقباله الممثل الخاص للرئيس السوري فيصل المقداد في طهران، «لقد اصبح اليوم واضحا ومكشوفا للجميع ان المستكبرين يسعون لضرب ايران وسوريا ونهج المقاومة، وهم بصدد انقاذ الصهاينة تحت شعار الحرص على حرية الشعوب والدفاع عن حقوق الانسان».
وانتقد «تعاطي الجامعة العربية ازاء قضايا سوريا»، مشيرا «الى اقتراح الدول العربية لسوريا بالتزام الديموقراطية في الوقت الذي لم تجر الكثير منها اي انتخابات حتى الآن، وان القوانين والحقوق ومصائر الشعوب في تلك الدول تتحكم بها فئات خاصة». وقال ان «مصداقية الجامعة العربية تعود الى اليوم فقط لعضوية سوريا فيها».
وقال نجاد «من المؤكد ان رئيس الجمهورية وسائر المسؤولين السوريين يديرون جيدا ساحة التطورات في هذا البلد وينجزون أي نوع من الإصلاحات فيه بصورة صحيحة، وسوف لن يحقق الأعداء في أي شيء بفضل الله». وأضاف ان «الحضور الحماسي للشعب السوري في الساحة قد قلب كل معادلات الأعداء ومن المؤكد ان الأوضاع في هذا البلد ستتغير نحو الأحسن».
«المجلس الوطني»
وكان الخلاف دب داخل اجتماع «المجلس الوطني السوري» في اسطنبول، مع انسحاب الناشط للدفاع عن حقوق الإنسان هيثم المالح من المباحثات معتبرا ان المجلس لا يحترم بقية مكونات المعارضة بفرض جدوله وآلياته من دون اي تشاور معها.
وعلى الاثر جاء الدور على «المجلس الوطني الكردي» للانسحاب من الاجتماع. وقال طلال ابراهيم باش المللي «نحن في حاجة الى حل سياسي لقضية الاكراد في هذا البيان لكنهم قالوا (المجلس الوطني) انهم سيبحثون ذلك في وقت لاحق».
من جانبه، اعلن عمار القربي زعيم الحركة الوطنية للتغيير (ليبرالية) انه لن يوقع بيانا بشأن مستقبل سوريا شديد «العمومية». وقال «نقوم بالثورة على النظام لانه لا يسمح لنا بالتحدث بحرية لكني الآن في هذا المؤتمر للمعارضة لا استطيع ايضا التحدث بحرية». ولا تشارك ايضا في المنتدى هيئة التنسيق الوطني للتغيير والديموقراطية التي تضم احزابا قومية عربية وكردية واشتراكية ومجموعة صغيرة بزعامة ميشيل كيلو.
واعلنت الامم المتحدة ان «عدد قتلى الاضطرابات ارتفع الى اكثر من 9 آلاف شخص». وقال مبعوث الامم المتحدة في الشرق الاوسط روبرت سيري، امام مجلس الامن، ان «العنف على الارض يستمر من دون توقف». واضاف ان «تقديرات موثوقة تشير الى ان عدد القتلى المرجح في سوريا منذ بدء الانتفاضة قبل عام بلغ الآن اكثر من 9 آلاف شخص. واصبح من الملح وقف القتال ومنع مزيد من تصاعد العنف».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل 17 شخصا، هم 11 مدنيا و6 جنود نظاميين، في اطلاق نار واشتباكات وعمليات قصف في ادلب وحمص ودير الزور».
المجلس الوطني السوري «المنقسم» في اسطنبول: بين عودة التماسك .. وإعلان الانهيار
لا يمكن قراءة انسحاب معارضين سوريين بارزين من اجتماع اسطنبول أمس وسط اتهامات ضد المجلس الوطني السوري «المهيمن» على غيره من القوى، خارج إطار «التفكك» الذي يعانيه الجسم المعارض للنظام السوري منذ سنة وحتى اليوم، والذي تحاول التحليلات الغربية توصيفه بإسهاب انطلاقا من قناعة بأن ما يبقي الرئيس السوري بشار الأسد في مكانه حتى اللحظة هو «تقصير» المعارضين أساساً، ثم التوازنات الإقليمية والدولية وغيرها من الاعتبارات السورية الداخلية.
هذا ما تلاقى مع ما أسماه الكاتب في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية نيكولاس بلانفورد «لحظة: نقع معاً منقسمين»، في إشارة إلى تشرذم القوى السورية المعارضة: بين المجلس الوطني و«الآخرين»… ويقول بلانفورد ان «خطوط التصدع تفرّق بين الشخصيات المعارضة التي تعيش في الخارج وبين نشطاء القاعدة الشعبية المحلية.. بين الليبراليين العلمانيين والكوادر الدينية.. وهذا ما يعكس على الأرجح المزيج المعقد من الطائفية والعرقية والإثنية في سوريا». كذلك بالنسبة إلى اندرو تابلر، صاحب الكتاب الجديد عن سوريا في زمن الأسد، الذي يعتبر ان «المعارضة السورية لا تميل الى التكتل بسهولة كما في مكان آخر وذلك بسبب الطبيعة الطائفية المتنوعة في البلاد»..
لا شك بأن ليبيا هي هذا «المكان الآخر» الذي خصّه تابلر في مقارنته، اذ ان المعارضة في طرابلس لم تعش لحظة السقوط بسبب بدعة «التنوع»، المصطلح الذي يفضل كثيرون استخدامه للتعتيم على «الخلاف» أو حتى «الاختلاف» بين مكونات ذنبها في تناقضها، وبالتالي استطاع الليبيون التخلص من العقيد معمر القذافي. «لو كانت هناك معارضة موحدة في سوريا لما كانت حظيت بالدعم الغربي الذي تمتع به المعارضون في ليبيا، وذلك بسبب التعقيدات الإضافية التي تواجه التدخل في سوريا»، بحسب بلانفورد، الذي يستطرد قائلا انها كانت لتحظى بتأثير اكبر في الداخل «وبتشجيع شريحة واسعة من المواطنين السوريين الذين لا يؤيدون بالضرورة الاسد ولكنهم في الواقع يخشون من تغيير نحو الأسوأ».
اذاً، كان يمكن المجلس الوطني السوري ان يكون أكثر شعبية بتقديمه جدولا سياسيا واضحا يضمن الحريات ويحمي الأقليات باتجاه تغيير يصون التوازن الداخلي في سوريا، لكن ما يتجه إليه المعارضون يبتعد يوميا عن هذا الطرح التوحيدي، خصوصا بعد «تراجع شعبية المجلس الوطني المشكّل منذ آب الماضي والمطالب بالتدخل الغربي والعقوبات على النظام السوري، لمصلحة شعبية الجيش السوري الحر الذي يعتبر الناشطون المعارضون ان له الفضل في كونه يواجه قمع النظام على الأرض، على عكس شخصيات المجلس الوطني». وينقل بلانفورد عن احمد، أحد الناشطين السوريين المختبئين في شمال لبنان في معرض تقييمه لأداء المجلس «يتنقّلون من عاصمة إلى أخرى ويتناقشون بين بعضهم البعض، فيما لا يتمتعون بأي مصداقية داخل سوريا.. نحن الشعب الذي يقود الثورة ولن نسمح للمجلس الوطني بتنحيتنا والوصول إلى السلطة بعد رحيل الأسد»…
سوريا التي يصلح وصف المعارضة فيها بـ«المتعددة الأقطاب» بعد إعلان كل من «الحركة الليبرالية الوطنية للتغيير» و«الحركة الإسلامية الوطنية»، و«كتلة التحرير والتنمية» وحزب «الكتلة الوطنية التركمانية»، و«الحركة الكردية لحياة جديدة» عن ائتلافهم الذي «لن ينضوي تحت جناح المجلس الوطني».. تشغل العالم. هذا ما تشير إليه قراءة الكاتب طوني كارون في مجلة «تايم» الأميركية للوضع في سوريا، متحدثا عن «ثلاثة اجتماعات في ثلاث عواصم مختلفة تقدم سيناريو متشائماً لمواجهة الثورة لنظام الاسد». كارون الذي سأل في عنوان مقاله «هل باستطاعة سوريا إطلاق ثورتها من جديد بعد عام على اندلاعها» دلّ اولاً على اجتماع قادة المعارضة في اسطنبول «للبحث في الوحدة والتنظيم بعد الإحباط الذي ساد صفوفهم اثر المواقف الدولية»، واجتماع القادة العرب في بغــداد «في أول قمة للجامعة العربية في العاصمة العراقية منذ 22 عاما، والتي ليس لديها أي خيار سوى التراجع عن طلب تنحي الاسد والقبول بخطة مبعوث الامم المتحدة كوفي أنان»، والاجتماع الثالث في بكين «حيث يحاول أنان الحصول على دعم صيني لخطته بشأن سوريا». أما الموضوع المشترك للاجتماعات الثلاثة فهو بحسب كارون «حقيقة أن الأسد صمد لمدة عام كامل أمام الثورة، ما أسفر عن تقديم خطة سلام تقضي بتفاوض نظامه مع المعارضة وهو ما يعني أن أي حل سياسي لهذه الازمة سيـكون بوجود الاســد في السلطة على عكس ما تصوره الغرب وطالبت به القوى العربية.. أي إطاحة الرئيس».
اهتمام عالمي لم يرتق إلى طموح دعاة التدخل العسكري في سوريا لدعم مقاتلين معارضين كما كانت الحال في ليبيا، أو إسقاط الاسد على غرار التجربة المصرية أو التونسية. فعلى عكس الرئيس المخلوع حسني مبارك، «حافظ الاسد على شعبيته في أوساط العلويين والمسيحيين السوريين وحتى بعض السّنة الذين يخشون على مستقبلهم بعد الثورة حيث يفترض أن يؤدي الاخوان المسلمون دورا كبيرا… بالاضافة إلى تماسك الجيش والقوى الامنية، الامر الذي صعّب رحيله». ويضيف كارون معتبرا أن خطر اندلاع حرب أهلية في سوريا «سينشر عدم الاستقرار في المنطقة، وان الدعم الذي يتلقاه الاسد من الخارج ومن إيران تحديدا، جعل روسيا والعراق مترددين بشأن تكرار التجربة الليبية».
(«السفير»)
الجيش السوري يقتحم بلدة قلعة المضيق في حماة واشتباكات بدرعا وحمص
بيروت- (ا ف ب): اقتحم الجيش السوري النظامي بلدة قلعة المضيق في ريف حماة صباح الاربعاء، فيما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في حمص ودرعا، بحسب ما افادت مصادر متطابقة.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة ابو غازي في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان “القوات النظامية اقتحمت قرابة السادسة من صباح اليوم (4,00 تغ) قلعة المضيق والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط اطلاق نار كثيف”.
واضاف ابو غازي ان البلدة “محاصرة وتتعرض للقصف منذ 17 يوما” مشيرا إلى تعرض القلعة الاثرية فيها لنيران القوات النظامية على مدى ايام.
وقال ردا عى سؤال ان “عناصر الجيش السوري الحر كان وجودهم يقتصر على حماية التظاهرات، وقد خاضوا معارك كر وفر لتأخير دخول القوات النظامية الى البلدة قدر الامكان قبل ان ينسحبوا”.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان هذا الخبر، وقال في بيان “اقتحمت القوات العسكرية السورية ترافقها عشرات الاليات الثقيلة المدرعة بلدة قلعة المضيق وقرى مجاورة لها وذلك بعد اسابيع من اطلاق نار من رشاشات الثقيلة وسقوط قذائف هاون وفشل محاولات الاقتحام السابقة للبلدة”.
وفي ريف حمص (وسط) حاولت القوات النظامية فجر الاربعاء اقتحام مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة النظام منذ اسابيع، ما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود نظاميين بحسب المرصد.
وفي مدينة حمص، افادت لجان التنسيق المحلية بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في حي العباسية فجرا.
وفي درعا (جنوب) دارت اشتباكات عنيفة فجر الاربعاء بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة في بلدة بصر الحرير و”ذلك بعد تهديد ضابط لاهل البلدة بتسليم المجموعة المسلحة المنشقة او البدء بعملية في البلدة” بحسب المرصد السوري الذي لم يسجل “سقوط ضحايا حتى اللحظة”.
وسقط في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين 31 قتيلا من بينهم 18 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من إعلان المتحدث باسم كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية أن دمشق أبلغته موافقتها على خطته لإنهاء الأزمة.
المعارضة السورية تعترف بالمجلس الوطني ممثلا رسميا للسوريين
اسطنبول- (ا ف ب): اعترفت غالبية ممثلي المعارضة السورية التي اجتمعت في اسطنبول الثلاثاء بالمجلس الوطني السوري، أبرز تحالف للمعارضة، بانه الممثل الرسمي للشعب السوري، في حين يدعو المجتمع الدولي المعارضين إلى الوحدة.
واعلن المشاركون في هذا الاجتماع في بيان مشترك تلاه المعارض عبد الرزاق عيد في مؤتمر صحافي وفقا للترجمة الانكليزية لتصريحاته، ان المؤتمر قرر أن المجلس الوطني السوري هو المحاور الرسمي والممثل الرسمي للشعب السوري.
وانهى مئات المعارضين السوريين الثلاثاء في اسطنبول مؤتمرا حاولوا خلاله توحيد مواقفهم عبر اعلان ميثاق لسوريا المستقبل، وسط خلافات دفعت الوفد الكردي إلى مغادرة قاعة المؤتمر اثر الانتهاء من تلاوة البيان الختامي.
واعلن منظمو المؤتمر عن تشكيل لجنة تنكب على “اعادة هيكلة المجلس الوطني” لضم كافة اطياف المعارضة اليه على أن ترفع تقريرا بنتائج عملها خلال ثلاثة اسابيع.
وتلا عضو المجلس الوطني جورج صبرا وثيقة العهد والميثاق التي اتفق عليها المؤتمرون وتضمنت “تاكيد الدستور الجديد لسوريا على عدم التمييز بين عرب واشور وكرد وتركمان أو غيرهم واحترام الحقوق المتساوية للجميع ضمن وحدة سوريا ارضا وشعبا” كما دعا الى “تنظيم انتخابات نزيهة ونظام متعدد الاحزاب وعدم قيام اي نوع من العقبات امام الراغبين بالمشاركة في الحياة السياسية”.
لكن ومنذ بداية الاجتماع، بدأت الخلافات تظهر مع انسحاب الناشط للدفاع عن حقوق الانسان هيثم المالح من المباحثات معتبرا أن المجلس الوطني السوري لا يحترم باقي مكونات المعارضة بفرض جدوله والياته دون اي تشاور معها.
ومن جهة اخرى، دعت المعارضة السورية الرئيس السوري بشار الاسد الى سحب دبابات الجيش من المدن السورية بحلول الاربعاء لاثبات حسن نيته بعدما وافقت دمشق على خطة الخروج من الازمة التي وضعها الموفد الدولي كوفي انان.
واعلن المعارض وليد البني باسم المعارضة في مؤتمر صحافي “نحن لا نثق بهذا النظام، يجب تطبيق المبادرة، غدا سحب الدبابات، اخراج الجيش من المدن وقراها، يجب ان يتمكن الشعب من التظاهر دون أن يطلق الرصاص على صدره”.
وفي الوقت الذي كان المعارضون في اسطنبول يعلنون بيانهم الختامي، كانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تدعو المعارضة السورية الى وضع “رؤية موحدة” تحمي حقوق كل السوريين.
وقالت في تصريح صحافي “سندفعهم بكل قوة لتقديم مثل هذه الرؤية في اسطنبول” خلال مؤتمر (اصدقاء سوريا) الذي سيعقد في هذه المدينة الاحد وتشارك فيه معظم الدول الغربية والعربية.
الخلافات طغت على اجتماع المعارضة وانسحاب المالح.. والامم المتحدة تلقت تقارير تتهم الجيش الحر بتجنيد اطفال
روسيا تتهم ‘أصدقاء سورية’ بالتحضير لتدخّل خارجي
عشرات القتلى .. والاسد يتفقد حي بابا عمرو المنكوب
بكين ـ دمشق ـ اسطنبول ـ وكالات: اعلنت السلطات السورية والمعارضة الثلاثاء موافقتهما على خطة الموفد الاممي والعربي كوفي عنان، التي دعا فيها النظام بالمقابل الى تنفيذ ‘تعهداته فورا’ لحل الازمة، في حين اعلنت الامم المتحدة ان العنف في سورية اودى حتى الآن بحياة اكثر من تسعة الاف شخص، في الوقت الذي قال فيه السفير الامريكي في سورية ان النظام السوري يرتكب انتهاكات تتعلق بحقوق الانسان بما فيها التعذيب العشوائي للرجال الذين تعتقلهم قوات الامن، ترقى الى مستوى ‘جرائم ضد الانسانية’.
فقد اعلن احمد فوزي المتحدث باسم عنان من جنيف ان ‘الحكومة السورية كتبت للمبعوث المشترك كوفي عنان لتبلغه موافقتها على خطته المؤلفة من ست نقاط والتي وافق عليها مجلس الامن الدولي’، مضيفا ان ‘عنان كتب الى الرئيس الاسد ليدعوه الى ان تطبق الحكومة السورية تعهداتها على الفور’.
وتلقى عنان جواب السلطات السورية على خطته وهو في بكين حيث قابل كبار المسؤولين الصينيين وحصل منهم على دعم لخطته بعد ان كان حصل على دعم روسيا لها. كما وصفت الولايات المتحدة موافقة السلطات السورية على الخطة بـ’الخطوة المهمة’.
ومن جهتها اعربت كتلة المعارضة السورية الرئيسية امس الثلاثاء عن تأييدها لخطة عنان ما دامت ستؤدي الى تنحي الرئيس بشار الأسد.
وقالت بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري الذي يضم عددا من جماعات المعارضة السورية لتلفزيون رويترز ان المعارضة تود ان ترى نهاية للهجمات التي يشنها النظام السوري على خصومه قبل ان تصدق كلماته. وتابعت ان المعارضة تريد توفير حماية للمدنيين وهدنة رسمية.
واجتمع مئات المعارضين السوريين الثلاثاء لاتخاذ موقف موحد حول مستقبل سورية قبل مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ الذي سيعقد الاحد في هذه المدينة.
وسبقت الاجتماع المغلق لقاءات غير رسمية الاحد والاثنين في اسطنبول بين مختلف فصائل المعارضة ومن بينها المجلس الوطني السوري ابرز وجوه هذه المعارضة. وانسحب هيثم المالح وهو إسلامي ليبرالي وشخصية مخضرمة في المعارضة من قاعة الاجتماعات بعد أن قدم برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري خطة عمل تدعو إلى وحدة أكبر.
وقال المالح وهو قاض سابق في الثمانينات من عمره وسجن في عهد الأسد ووالده حافظ الاسد إنه ينسحب من الاجتماع لأن المجلس الوطني السوري يهيمن على الساحة بشكل زائد ولا يتيح لنشطاء آخرين أن يكون لهم رأي.
ويقول مندوبون إن هذا الانسحاب كان إيذانا بمناقشات محتدمة حول استراتيجية الإطاحة بالأسد وكذلك مطالب بإصلاح المجلس الوطني السوري.
لكن اجتماع اسطنبول لا يلقى اجماعا. فهيئة التنسيق الوطني للتغيير والديموقراطية التي تضم احزابا قومية عربية وكردية واشتراكية ومجموعة صغيرة بزعامة ميشيل كيلو، لا تشارك في المنتدى.
والمشاركون في اجتماع المعارضة هذا الذين يبلغ عددهم 400 شخص حسب المنظمين، مدعوون الى الاعلان عن موقفهم من مسودة بيان نهائي قدمه المجلس الوطني السوري، يدعو الى اقامة دولة قانون واجراء ‘انتخابات حرة’ في سورية.
وقال البيان ان ‘سورية الجديدة ستكون جمهورية ديمقراطية ترتكز على الحياة الدستورية وسيادة القانون الذي يجعل المواطنين متساوين ايا تكن انتماءاتهم الدينية والوطنية والثقافية’.
واضاف ان الدستور السوري الجديد ‘يؤكد على عدم التمييز بين مختلف مكونات المجتمع السوري’ من طوائف دينية او قومية، بينما تثير اعمال العنف في سورية مخاوف من حرب اهلية.
واعلنت مسؤولة في الامم المتحدة الاثنين ان المنظمة الدولية تلقت تقارير تشير الى تجنيد اطفال في الجيش السوري الحر الذي يقاتل نظام الرئيس بشار الاسد.
وقالت الممثلة الخاصة للامم المتحدة من اجل الاطفال في النزاعات المسلحة راديكا كوماراسوامي للصحافيين ‘اخذنا علما بالادعاءات عن تجنيد اطفال في صفوف الجيش السوري الحر’.
ولم تعط اي ايضاحات اخرى، مضيفة ‘لسنا قادرين على التحقق او التأكد’ من هذه الادعاءات التي تشكل انتهاكا للمعاهدات الدولية التي تحرم تجنيد من هم دون السادسة عشرة.
ميدانيا، قال ناشطون إن 57 شخصا قتلوا امس الثلاثاء بنيران القوات السورية بينهم 23 أعدموا في سراقب بادلب، وتحدثوا عن استهداف موكب الرئيس بشار الاسد أثناء زيارته حي بابا عمرو المدمر بحمص، وعن انشقاق جنود بدباباتهم في ريف دمشق.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن 57 شخصا قتلوا في قصف بالأسلحة الثقيلة وعمليات اقتحام، وإن نصف القتلى سقطوا في محافظة إدلب.
وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل 35 شخصا، معظمهم في حمص وحماة، كما’أحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 38 قتيلا بينهم أربعة أطفال وأربع سيدات وثلاثة منشقين.
من جهة ثانية اعلن الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء خلال تفقده حي بابا عمرو في مدينة حمص في وسط سورية ان الحي سيعود ‘افضل بكثير مما كان’، وان ‘الحياة الطبيعية’ سترجع اليه بعد الاحداث الدامية التي شهدها وتسببت بسقوط مئات القتلى قبل اسابيع.
وكان التلفزيون السوري الرسمي اعلن ان الاسد ‘تفقد منطقة بابا عمرو بحمص’. ثم بث ‘صورا اولية’ للزيارة ظهر فيها الرئيس يحيط به محافظ المدينة غسان عبد العال وشخصيات ومواطنون يهتفون له ويتدافعون لالقاء التحية عليه.
من جانبه صرح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الثلاثاء ان فكرة رحيل الرئيس السوري تنم عن ‘قصر نظر’ ولا تؤدي الى حل الازمة السورية.
وقال مدفيديف على هامش قمة سيول ‘الاعتقاد بان رحيل الاسد يعني حل كل المشاكل هو موقف ينم عن قصر نظر وكل العالم يدرك انه في تلك الحالة سيستمر النزاع على الارجح’ على ما نقلت وكالة ايتار تاس.
وتابع ان ‘الشعب السوري وليس القادة المحترمون لدول اخرى، هم من يتخذ القرارات حول مصير سورية’.
كما كررت روسيا رفضها المشاركة في اجتماع ‘اصدقاء سورية’ الذي سيعقد في اسطنبول في الاول من نيسان (ابريل) واتهمته بالتحضير لتدخّل خارجي، معتبرة ان جهود المجموعة المشاركة ‘مدمرة’ لخطة كوفي عنان، على ما اعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية الثلاثاء.
وفي واشنطن قال السفير الامريكي في سورية روبرت فورد الثلاثاء امام الكونغرس الامريكي ان التجاوزات السورية في مجال حقوق الانسان ترقى الى مستوى ‘جرائم ضد الانسانية’، الا انه ابدى معارضته لزيادة عسكرة النزاع وقال انه يجب ممارسة الضغط الدبلوماسي على الاسد ليتنحى عن السلطة.
‘التايمز’: ناشطون في المعارضة السورية يتفاوضون سراً مع مسؤولين في النظام لإقناعهم بالانشقاق
لندن ـ يو بي آي: ذكرت صحيفة ‘التايمز’ الثلاثاء، أن ناشطين في المعارضة السورية مقيمين في الولايات المتحدة والشرق الأوسط يجرون مفاوضات سرية مع مسؤولين في الدائرة الداخلية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد لإقناعهم بالانشقاق.
وقالت الصحيفة نقلا عن الناشطين، الذين لم تكشف عن هوياتهم، إن المفاوضات ‘تشمل قادة الحرس الجمهوري وكبار المسؤولين في قصر الرئاسة’.
وأضافت أن معارضاً سورياً يقيم في الولايات المتحدة أكد أن الناشطين ‘يسعون إلى إبرام صفقات مع هؤلاء المسؤولين وتأمين ممرات آمنة لعائلاتهم، لأن هناك الكثير من العوامل يجب أن تؤخذ في الحسبان لكون المسألة تمثل كابوساً لوجستياً’.
ونسبت الصحيفة إلى أسامة المنجد مستشار برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض قوله إن ‘كل طلب من مسؤولي الدائرة الداخلية للأسد يجري التعامل معه على أساس كل حالة على حدة’.
وأشارت ‘التايمز’ إلى أن ‘الساعين إلى مغادرة البلاد من مسؤولي الدائرة الداخلية لنظام الرئيس الأسد لا يُعتقد أنهم تورطوا بشكل مباشر في الانتهاكات التي ارتكبتها قواته خلال العام الماضي’.
السفير الامريكي يقول ان لديه تقارير عن انتهاكات للمعارضة السورية
واشنطن- (رويترز): قال السفير الامريكي لدى سوريا روبرت فورد الثلاثاء إن لديه تقارير تفيد بأن جماعات المعارضة السورية المسلحة مارست انتهاكات لحقوق الانسان مثلها مثل القوات الحكومية وحذر الجانبين من ارتكاب مثل تلك الانتهاكات.
وعبر فورد ايضا عن شكه بشأن أنباء قبول سوريا خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان قائلا ان من الافضل انتظار افعال لا كلمات من الرئيس السوري بشار الاسد.
واضاف قائلا “يجب ان أبلغكم من واقع خبرتي به (الاسد) أنه ينبغي للمرء أن ينتظر رؤية خطوات على الارض وعدم الاكتفاء بأخذ كلماته على علاتها”.
وأعلنت الولايات المتحدة في السادس من فبراير شباط إغلاق سفارتها في سوريا بسبب تدهور الوضع الامني هناك لكن فورد يبقى السفير ويعمل من واشنطن.
وسئل فورد في جلسة في الكونغرس عن بيانات صدرت مؤخرا عن منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها الولايات المتحدة أفادت بأن جماعات المعارضة المسلحة في سوريا ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان. وقالت ان من بين هذه الانتهاكات الخطف والاحتجاز والتعذيب لافراد من قوات الامن ومؤيدي الحكومة.
وقال “كان لدينا تقارير مثل هذه العام الماضي عندما اضحى بعض القتال في حمص خطيرا حقا”.
وأضاف قائلا “أثرنا (هذه التقارير) حتى في سوريا عندما كانت السفارة مازالت مفتوحة. بحثناها مع بعض ممثلي مجلس الثورة المحليين -وهم انفسهم ليسوا اعضاء في المجموعات المسلحة لكنهم بالتأكيد على اتصال بها- وأكدت لهم انهم سيحاسبون وفقا لنفس المعايير إذا كانوا يرغبون في الحصول على دعم من الدول الغربية”.
وقال فورد ان الولايات المتحدة أثارت الموضوع مع المجلس الوطني السوري واشار الى انه في الاسبوع الماضي أصدر المجلس بيانا جاء فيه ان مثل هذه الانتهاكات تتناقض مع ما يناضلون من اجله.
ولم يذكر فورد تفاصيل التقارير التي تلقاها بشأن انتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبتها قوات المعارضة.
وقال “لكن يتعين علي أن أقول… كلما استمر العنف لفترة أطول في سوريا كلما أصبح أسوأ وكلما شاهدنا عددا أكبر من المتشددين في الجانبين الذين هم ليسوا بالضرورة من المدافعين عن حقوق الانسان .. يكسبون نفوذا وهذا يمثل مشكلة حقيقية وهذا هو السبب في اننا نحتاج الى التحرك بسرعة أكبر”.
وفي تعليقاته الافتتاحية امام لجنة توم لانتوس لحقوق الانسان إتهم فورد الرئيس السوري بارتكاب انتهاكات “ضخمة” لحقوق الانسان. وقال انه أثار القضية باستمرار مع الاسد عندما كان سفيرا في سوريا بدءا من أول اجتماع معه قبل 13 شهرا.
وقال “في تلك المناقشات لم يبد الاسد اهتماما يذكر بحقوق الانسان بل في الحقيقة غضب من أنني أثرت هذا الموضوع. وتدهور تجاهله القاسي على مدى العام المنصرم الى انتهاكات ضخمة لحقوق الانسان يمكن ان ترقى الى جرائم ضد الانسانية”.
وأضاف فورد ان الولايات المتحدة تؤيد المحاسبة على الجرائم التي ارتكبها النظام السوري. وقال “سندعم جمع الادلة” على انتهاكات حقوق الانسان.
وتقول الامم المتحدة ان أكثر من 9000 شخص قتلوا في الانتفاضة ضد حكم الاسد والمستمرة منذ عام. وتقول سوريا ان حوالي 3000 من افراد قوات الامن قتلوا وتلقي بالمسؤولية على مجموعات “ارهابية”.
وبالاضافة الى الاتهامات التي تتعلق بالمعارضة السورية وجهت هيومن رايتس ووتش إتهامات ايضا الى قوات الاسد بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان شملت استخدام دروع بشرية في شمال سوريا في جهودها لسحق المعارضة.
وقال فورد ان الحكومة الامريكية لا تعتقد ان “إضفاء المزيد من الطابع العسكري” على الصراع في سوريا هو أفضل مسار واضاف انه يفضل العقوبات لزيادة عزلة النظام السوري.
وأضاف ان الولايات المتحدة تريد ان تتحدث الى دول الجامعة العربية بشأن سبل تنسيق العقوبات على سوريا في مؤتمر “اصدقاء سوريا” الذي سيعقد في اسطنبول يوم الاحد والذي ستحضره وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون.
سوريا ترفض التعامل مع أية مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية
دمشق- (يو بي اي): أعلنت سوريا الأربعاء، رفضها التعامل مع أية مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية على أي مستوى كان.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية في بيان مقتضب تلقت يونايتد برس إنترناشونال نسخة منه، تعليقاً على طرح مبادرة عربية جديدة حول الأزمة السورية خلال القمة العربية في بغداد، إن “سوريا ومنذ تعليق عضويتها في الجامعة العربية تنطلق بعلاقاتها مع الدول العربية بشكل ثنائي فقط، وبالتالي فإننا لن نتعامل مع أية مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية على أي مستوى كان”.
كان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قال الثلاثاء، إنه “لم تتم دعوة سوريا إلى القمة بسبب قرار تعليق مشاركتها في الجامعة العربية، لكنها ستتصدر جدول أعمال وزراء الخارجية الأربعاء، ومن بعده إجتماع القمة غداً الخميس”.
وكان وزراء الخارجية العرب قرروا خلال اجتماع لهم في القاهرة في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، كما دعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق.
المعارضة السورية تواجه صعوبة في التغلب على خلافاتها والمالح انسحب من الاجتماع بعد تقديم غليون خطة عمل تدعو لوحدة أكبر
مسؤول تركي: بحال وحدت المعارضة السورية صفوفها فقد يتم الإعتراف بـ’المجلس الوطني’
اسطنبول – من خالد يعقوب عويس وسايمون كاميرون مور: انسحب معارض سوري معروف من محادثات المصالحة في مدينة اسطنبول التركية الثلاثاء وكانت المحادثات تهدف إلى إظهار أن جماعات المعارضة السورية يمكن أن تقدم بديلا جيدا للرئيس بشار الأسد.
ودعت تركيا وقطر التي تتولى الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية الجماعات المعارضة لحضور المحادثات في محاولة تشكيل جبهة موحدة في الانتفاضة المناهضة للأسد.
واستمع أكثر من 300 من الشخصيات المعارضة إلى الكلمة الافتتاحة التي ألقاها هاليت جيليك المسؤول بوزارة الخارجية التركية في فندق بضاحية بنديك في الجانب الواقع في قارة آسيا من المدينة.
وقال جيليك ‘لن تترك تركيا الشعب السوري لمصيره’. وأضاف أنه ليس هناك بديل سوى رحيل نظام الأسد وقدم دعمه للمجلس الوطني السوري باعتباره منبرا للتوجهات المختلفة للمعارضة.
وانسحب هيثم المالح وهو إسلامي ليبرالي وشخصية مخضرمة في المعارضة من قاعة الاجتماعات بعد أن قدم برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري خطة عمل تدعو إلى وحدة أكبر. وقال المالح وهو قاض سابق في الثمانينات من عمره وسجن في عهد الأسد ووالده حافظ الاسد إنه ينسحب من الاجتماع لأن المجلس الوطني السوري يهيمن على الساحة بشكل زائد ولا يتيح لنشطاء آخرين أن يكون لهم رأي.
ويقول مندوبون إن هذا الانسحاب كان إيذانا بمناقشات محتدمة حول استراتيجية الإطاحة بالأسد وكذلك مطالب بإصلاح المجلس الوطني السوري. وذهبت خطة عمل المجلس الوطني السوري التي شملت زيادة المساندة الدولية ودعم الاحتجاجات السلمية الى الدعوة الى ضرورة المساعدة على تنظيم وتسليح الجيش السوري الحر الذي أسسه منشقون عن الجيش لمقاومة قوات الامن التابعة للأسد وجمع التبرعات لدفع أجور للمقاتلين. كما دعا غليون إلى اختتام الاجتماع الذي استغرق يوما واحدا ‘بعهد وطني’ تلتزم فيه كل جماعات المعارضة ببناء دولة ديمقراطية دون النزوع الى الثأر والسعي لتحقيق المصالحة الوطنية فور اسقاط الاسد.
وجاء في مسودة الاعلان ان المسؤولية الوطنية الواقعة على كل القوى السياسية في الثورة السورية وجهود توحيد المعارضة ورؤيتها هي ما يحكم اعلان المبادىء الاساسية التي ستقوم عليها الدولة الجديدة.
ويقول الاعلان ان سورية الجديدة ستكون ‘مدنية وديمقراطية وحرة تماما’ على ان تعد الحكومة الانتقالية لاجراء انتخابات لاختيار جمعية تأسيسية تضع دستور سورية الجديد.
وجاء في مسودة الاعلان ان الشعب السوري فخور بتنوعه الثقافي والطائفي وان الكل سيسهم في بناء المستقبل.
وشكا بعض المندوبين من أنه على الرغم من أن المجلس الوطني السوري به أكثر من 300 عضو فإن عددا محدودا فقط هم الذين يتخذون القرارات وأنه في حين أن كل الجماعات الطائفية والعرقية ممثلة في مجلسه التنفيذي فإنها لا تعدو كونها رمزية.
وقال دبلوماسي يتابع الاجتماع ‘على المجلس التنفيذي ان يفعل شيئا ليظهر انه يستمع الى الناس. هناك شعور بأنه ليس ديمقراطيا ولا شفافا بالقدر المناسب’.
وانسحب عدد محدود من المعارضين البارزين منهم المالح من المجلس الوطني السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية استياء من قيادة المجلس ونفوذ جماعة الاخوان المسلمين.
وأذكى تشرذم المعارضة مخاوف من ان محنة سورية لن تنتهي بالإطاحة بالاسد وهم ما ترك حكومات كانت ستسعد بسقوط الاسد متحيرة بشأن كيفية الخروج من المأزق ببديل مقبول له.
وتستضيف تركيا في الاول من نيسان (أبريل) اجتماع وزراء خارجية مجموعة ‘أصدقاء سورية’ التي تتألف اساسا من حكومات غربية وعربية على أمل الاتفاق على اجراءات يمكن ان تقنع الاسد بسحب قواته الامنية والسماح بدخول المساعدات الانسانية الى البلاد والسماح ببدء الانتقال السياسي.
وقال مسؤول تركي للصحافيين الاثنين إن الشخصيات السورية المعارضة ستحضر الاجتماع سواء كانت أعضاء في المجلس الوطني السوري أو لا.
ولا يمثل التشرذم في سورية مفاجأة نظرا لسنوات خنق الحياة السياسية طوال حكم عائلة الأسد الذي امتد 42 عاما.
واختير غليون وهو أستاذ جامعي علماني للعلوم السياسية يعيش في باريس في تشرين الاول (اكتوبر) مرشحا توافقيا لتولي رئاسة المجلس لفترة ثلاثة أشهر وتمسك بمنصبه على الرغم من انتقادات قوية لقيادته.
ورفض المجلس التنفيذي للمجلس الوطني السوري في كانون الاول (ديسمبر) محاولته صياغة اتفاق بين المجلس الذي يتكون أساسا من معارضين في المنفى وهيئة التنسيق الوطنية وهي كتلة منتمية إلى الوسط داخل سورية.
كما شكا مندوبون أكراد من الطريقة التي تجري بها إدارة المجلس الوطني السوري. وقالوا إن فكرة الدولة المدنية مطاطة وإنهم يفضلون علمانية الدولة التي تعترف بحقوق المرأة ومكانة الاكراد في المجتمع السوري.
من جهة اخرى قال مسؤول تركي إنه في حال اتفقت المعارضة السورية المنقسمة على وثيقة واحدة لتوحيد صفوفها في اجتماع يعقد امس في اسطنبول، فقد يتم الإعتراف بـ’المجلس الوطني’ المعارض كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.
ونقلت صحيفة (حرييت) التركية عن المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه قوله في تقرير نشرته الثلاثاء إنه ‘بحال اتفقوا على بيان للسعي لنظرة دستورية يدعمها الجميع قبل مؤتمر أصدقاء سورية الذي سيعقد في الأول من نيسان (ابريل) في اسطنبول، فقد يتم الإعتراف بـ(المجلس الوطني) السوري كممثل شرعي وحيد للشعب السوري’.
وحذر المسؤول من أنه سيكون من الصعب على المعارضة السورية الحصول على الدعم الدولي في حال لم تتمكن من توحيد صفوفها.
وقال إن المجلس أقنع (الجيش السوري الحر) بالكف عن العمل كمجموعة مستقلة مثل عصابات وأن يتحول إلى هيئة موالية للمجلس، مشدداً على ضرورة تعزيز العلاقات بين المجلس والجيش الحر، كما أضاف ‘أُبلغنا عن تحقيق تقدم بين المجلس (الوطني) والمجلس الوطني الكردي’.
وأضاف أن على المعارضة أن تحدد أطر نظام جديد يحلّ مكان نظام الرئيس بشار الأسد، معتبراً أن الإجماع على ‘اتفاق وطني’ بمؤتمر المعارضة قد يكون نقطة تحول بالأزمة السورية.
واعتبر المسؤول التركي أن ‘الإستقرار في سورية يرتبط بدستور ديمقراطي يتلاءم مع النسيج المتعدد الثقافات بالبلاد ويمكّن المجموعات الدينية والإثنية المختلفة من التعايش في ظلّ ضمانة دستورية’.
مدفيديف: فكرة رحيل الاسد تنم عن ‘قصر نظر’ ولا تؤدي الى حل الازمة
روسيا لن تشارك في اجتماع ‘اصدقاء سورية’ في اسطنبول
موسكو ـ ا ف ب: صرح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الثلاثاء ان فكرة رحيل الرئيس السوري بشار الاسد تنم عن ‘قصر نظر’ ولا تؤدي الى حل الازمة السورية.
وقال مدفيديف على هامش قمة سيول للمراسلين الروس ‘الاعتقاد بان رحيل الاسد يعني حل كل المشاكل هو موقف ينم عن قصر نظر وكل العالم يدرك انه في تلك الحالة فسيستمر النزاع على الارجح’ على ما نقلت وكالة ايتار تاس.
وتابع ان ‘الشعب السوري وليس القادة المحترمون لدول اخرى، هم من يتخذ القرارات حول مصير سورية’.
وحثت دول الغرب مرارا روسيا حليفة سورية والعضو الدائم في مجلس الامن وتتمتع بحق النقض على استخدام تأثيرها على نظام الاسد لاقناعه بوقف قمعه الدامي للمحتجين.
وكررت روسيا رفضها المشاركة في اجتماع ‘اصدقاء سورية’ الذي ينعقد في اسطنبول في الاول من نيسان (ابريل) معتبرة ان جهود المجموعة المشاركة ‘مدمرة’ لخطة كوفي عنان، على ما اعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية الثلاثاء.
وصرح الكسندر لوكاشيفيتش في لقاء مع صحافيين ‘لا نعتبر ان تلك المجموعات قادرة على صياغة موقف يدعمه المجتمع الدولي. انهم يتحركون بشكل مدمر ويناقضون التغيرات الايجابية التي نراها متعلقة بمهمة عنان’.
وقال لوكاشيفيتش ‘جرى الاجتماع الاول من هذا النوع من دوننا في تونس. هذه المرة لا ننوي المشاركة بالرغم من تلقينا دعوة’.
وتابع ‘مع الاسف لهذه الاحداث توجه سياسي من طرف واحد. المشاركون لا يسعون الى المساهمة في الحوار الداخلي السوري ووقف النزاع’. واضاف ‘على العكس فانهم يمهدون لتدخل خارجي’.
وتشارك وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الفرنسي الان جوبيه في الاجتماع المقبل لـ’اصدقاء سورية’ الذي ينعقد في مدينة اسطنبول التركية في الاول من نيسان (ابريل).
وشارك في لقاء المجموعة الاول الذي انعقد في اواخر شباط/فبراير في تونس ممثلون عن حوالى 60 بلدا عربيا وغربيا.
واعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاحد ان مقترحات خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية هي ‘الفرصة الاخيرة’ لتجنب ‘حرب اهلية مطولة’ في سورية ووعد عنان يتقديم ‘كل المساعدة’ الممكنة لتحقيقها.
سورية للأمم المتحدة: الاسلحة تصل للمجموعات ‘الإرهابية’ من لبنان
الأمم المتحدة – من لويس شاربونو: قالت دمشق في شكوى مقدمة إلى الأمم المتحدة إن ‘مجموعات إرهابية مسلحة’ في سورية تتلقى السلاح من انصارها في لبنان ودول أخرى لها حدود مع سورية.
وقال بشار جعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في خطاب أرسل الأسبوع الماضي إلى مجلس الامن التابع للأمم المتحدة والامين العام بان كي مون وأعلن عنه الاثنين إن الخبراء والمسؤولين والمراقبين يجمعون على أنه يجري تهريب أسلحة إلى الأراضي السورية من الدول المجاورة بما في ذلك لبنان.
وأضاف أن هناك عدة عمليات مصادرة للأسلحة والمتفجرات والعبوات الناسفة المهربة من لبنان إلى سورية بواسطة قوى سياسية لبنانية معينة مرتبطة بمجموعات ‘إرهابية’ ممولة ومسلحة من الخارج.
ولم يذكر تفاصيل عن الدول أو ‘القوى السياسية اللبنانية’ التي يقول إنها تسلح مقاتلي المعارضة السورية وتمولهم.
ووصفت دمشق مرارا مقاتلي المعارضة المسلحين الذين يستهدفون الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بأنهم إرهابيون. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 9000 قتيل بكثير لقوا حتفهم منذ بدء الانتفاضة السورية قبل عام.
وأبدت قطر والممملكة العربية السعودية تأييدهما لفكرة تسليح قوات المعارضة السورية لكن ليس بينهما وبين سورية حدود مشتركة. واستضافت تركيا البلد المجاور قياديين في الجيش السوري الحر لكنها تنفي تسليحه.
وقال العراق في الشهر الماضي إنه أحكم الإجراءات الأمنية بامتداد الحدود مع سورية للحيلولة دون تهريب السلاح بعد ورود أنباء عن أن مقاتلين يعبرون الحدود إلى سورية ومعهم أسلحة للمساعدة على محاربة جيش الأسد وقوات الأمن.
ويربط لبنان علاقات معقدة بسورية التي ظلت تمارس قدرا من النفوذ على بيروت على الرغم من انسحاب آلاف القوات السورية وضباط المخابرات من الأراضي اللبنانية عام 2005.
وكان خطاب جعفري ردا على احدث تقرير من بان إلى مجلس الامن بشأن لبنان قال فيه إن الصراع السوري ‘كان من الممكن أن يكون له تداعيات سلبية على استقرار لبنان’.
وجاء في تقرير بان ‘واصلت قوات الأمن السورية تنفيذ عمليات بامتداد الحدود السورية اللبنانية والتي تم زرع ألغام في جزء منها في الأشهر القليلة الماضية’.
وقال أيضا إن هناك حوادث عبر الحدود أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين في لبنان.
وقال جعفري إن مسألة ما يطلق عليه اللاجئون السوريون هي مسألة مختلقة بصورة كبيرة. وقال تقرير بان عن لبنان إنه حتى 27 كانون الثاني (يناير) 2012 لجأ اكثر من ستة آلاف من النازحين السوريين الذين فروا من العنف في بلادهم إلى لبنان.
وأضاف جعفري أن التحسن الملحوظ في الوضع الأمني في سورية دفع عددا لا بأس به من المجموعات إلى العودة للبلاد واستئناف العمل وهو ما منعتهم المجموعات ‘الإرهابية’ من القيام به.
لكنه قال إن هناك جماعات ‘إرهابية’ تفر إلى الدول المجاورة وتزعم أنها من اللاجئين الأبرياء الذين تعرضوا لهجوم من قوات الأمن.
وهناك حاليا أكثر من 16 ألف لاجئ سوري في لبنان.
وقال المبعوث السوري إن أي تلميح بأن الاضطرابات الداخلية في سورية لها أي أثر على لبنان ما هو إلا جزء من الحملة التي تهدف إلى نزع المصداقية من القيادة السورية. كما أوضح أن دمشق غير راضية عن الصحافيين الغربيين الذين يخالفون الحظر السوري على دخول صحافيين اجانب.
ومضى جعفري يقول إنه يجب إدانة تسلل الصحفيين الفرنسيين والأمريكيين والبريطانيين عبر الحدود من لبنان إلى سورية لأن هذا انتهاك لسيادة لبنان وسورية على حد سواء. (رويترز)
مصادر رسمية تنفي نية الأسد إعلان ‘النفير العام في سورية’
كامل صقر:
دمشق ـ ‘القدس العربي’ نفت مصادر سورية رسمية لـ ‘القدس العربي’ نية الرئيس السوري بشار الأسد إعلان حالة ‘النفير العام’ أو التعبئة العامة في البلاد وأكد أن المسألة غير مطروحة حالياً ولا توجد مسوغات لإعلانها، مبينة أن النفير العام يُعلَن في حال وجود تهديد خارجي مؤكد يستهدف البلاد وهذا الأمر لم يظهر لدى القيادة السورية بعد ولم تُفِد به أية تقارير استخبارية سورية أو من أجهزة مخابرات لدولة صديقة.
جاءت توضيحات تلك المصادر لـ ‘القدس العربي’ على خلفية شائعات سرت في دمشق الأثنين حول نية القيادة السورية إعلان النفير العام بعد أن تناقلت مواقع إخبارية سورية نبأ عن قرار أصدرته الحكومة السورية يفيد بمنع السفر للسوريين من الذكور بين 18 و42 عاماً والذي صدر أمس واشترط عليهم مراجعة شعبة التجنيد للحصول على موافقة من أجل السفر، وتم تطبيق القرار على الأرض وبشكل عاجل في المطارات والمنافذ الحدودية وليوم واحد فقط ثم لتعود وزارة الداخلية وتُصدر قراراً جديداً يلغي منع السفر هذا ويُعيد الأمور وحركة السفر خارج البلاد إلى سابق عهدها.
المصادر ذاتها أكدت أيضاً أن دمشق تلقت تأكيدات من الحليفة موسكو بأنه لا إمكانية لأي تحالف دولي أو إقليمي لتوجيه ضربة عسكرية لسورية وأن موسكو واثقة من هذا الأمر وبالتالي وحسب هذه المصادر فإنه لا مبرر لإعلان النفير العام في سورية.
وحسب مراقبين فإن ما دفع الشارع السوري الى التفكير باتجاه السلطات السورية لإعلان النفير العام في الوقت الحالي هو إصدار الرئيس السوري مرسوماً مطلع أيلول (سيبتمبر) الماضي ينظم حالة التعبئة العامة في حال أُعلنت في سورية حيث ورد في المرسوم الذي لم يُعلن حينها رسمياً أن التعبئة هي تحويل البلاد بشكل عام والقوات المسلحة بشكل خاص من زمن السلم إلى زمن الحرب استعداداً للدفاع عن سيادة الوطن ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، وألزم المرسوم الحكومة السورية بتزويد الجيش والقوات المسلحة بالوسائط المادية ومصادر الطاقة والخدمات الأخرى وفقاً لمتطلبات التعبئة، وكذلك تنظيم وإعداد الخطط اللازمة لتحويل أجهزة الدولة واقتصادها على مختلف المستويات لصالح التعبئة.
وبين المرسوم أنه في حالة التعبئة العامة سيتم استدعاء المواطنين إلى الخدمة العسكرية الاحتياطية عند إعلان التعبئة وفقاً لهذا المرسوم التشريعي ولقانون خدمة العلم النافذ في الجمهورية العربية السورية، وحدد المرسوم حالات إعلان التعبئة عند وقوع الحرب بين سورية ودولة أو أكثر أو التهديد بوقوعها، وكذلك عند توتر العلاقات الإقليمية والدولية، وعند حدوث اضطرابات داخلية تهدد أمن الوطن، وعند مواجهة الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية.
العصابات تتقاسم الجغرافيا المنفلتة أمنيا وشكاوى الكثيرين تسجل ضد مجهول
انتشار حالات الخطف والسلب وخاصة سرقة السيارات على الطرقات الدولية
دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر: بينما تنشغل المعارضة بذراعها المسلحة والنظام بأجهزته الأمنية والعسكرية في صراعهما الذي اتخذ كل الأشكال، التناحر السياسي من جهة والعنفي من جهة أخرى في سورية، ترتفع معدلات الجريمة وينحو بعضها إلى الارتقاء لما يسمى ‘الجريمة المنظمة’ وتشهد مناطق عديدة في سورية أشكالاً مختلفة من الجريمة في ظل الفلتان الأمني الذي تعيشه.
لا توجد أرقام رسمية حول نسب الجريمة في سورية خلال الأشهر الماضية التي عاشتها البلاد في سياق الأزمة المندلعة منذ آذار (مارس) من العام الماضي، لكن الروايات التي يتناقلها كثير من المواطنين في محافظات عديدة تؤكد أن معدل الجريمة في سورية قد ارتفع بشكل واضح.
وتؤكد مصادر معنية بالشأن الاجتماعي غير رسمية لـ’القدس العربي’ ان تلك المعدلات بلغت مستويات قياسية مقارنة مع الفترات السابقة قبل اندلاع الاحتجاجات المناوئة للنظام السوري’.
وتضع تلك المصادر الاختطاف من حيث نسبته في مقدمة الأعمال الجرمية التي ترتكب في سورية لا سيما في محافظات إدلب وحمص وريف حماه مقابل مبالغ مالية عالية. وتقول المصادر ان تلك العمليات باتت تشرف عليها عصابات تنسق فيما بينها وتتقاسم المناطق الجغرافية.
المصادر المعنية بالشأن الاجتماعي توضح أيضاً أن عدد البلاغات (الشكاوى) المقدمة من السوريين إلى أفرع الأمن الجنائي ومراكز الشرطة في المحافظات السورية قد ارتفعت لعشرات الأضعاف عما كانت عليه قبل أكثر من سنة، وأن معظم هذه الشكاوى تسجل ضد ‘مجهول’ سيما مع الانفلات الأمني في كثير من المناطق وصعوبة تقفي أثر الجاني والإمساك به.
وتوضح المصادر ارتفاع نسب أعمال السلب والنهب والسرقة والابتزاز والقتل مع تراجع دور الدولة الحمائي، مع التأكيد على أن مساحات واسعة من الجغرافيا السورية تغيب عنها حركة قاطنيها بعد هبوط الليل إذ يعود الجميع إلى منازلهم، حتى بات البعض يتهكم بالقول ‘جنة السوريين منازلهم’.
وتنشط عصابات الخطف والسلب وخاصة سرقة السيارات على الطرقات الدولية البعيدة عن حماية أجهزة الدولة لا سيما مع توفر السلاح والعناصر الجاهزة لارتكاب الأعمال الجرمية وتحديداً ممن هم من أصحاب السوابق الذين سبق وشملتهم مراسيم العفو الرئاسية.
وبات نبأ اختطاف أو سلب أو سرقة منزل أو مكتب أمراً لا يُثير أي استغراب للمواطن السوري الذي رفع من وتيرة جاهزيته على مستوى الحماية له ولمنزله وعائلته عبر المزيد من إحكام النوافذ والأبواب وتدعيمها بالحديد الصلب وبعضهم ذهب إلى حد شراء السلاح واقتنائه.
مؤتمر “أصدقاء سوريا” سيحكم على الأسد من خلال أفعاله
أ. ف. ب.
باريس: اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان اجتماع “اصدقاء سوريا” الذي يعقد الاحد في اسطنبول سيسمح بالتحقق ما اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد يطبق ام لا خطة الموفد الخاص للامم المتحدة كوفي انان التي تنص على وقف القمع.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية خلال مؤتمر صحافي “هناك قبول محتمل لبشار الاسد لخطة كوفي انان”. واضاف ان “اجتماع اسطنبول سيكون مناسبة للاسرة الدولية للتحقق ما اذا كان نظام دمشق يطبق هذه الخطة ام لا ويحترم ام لا تعهداته ويوقف ام لا المجازر التي يرتكبها يوميا منذ اكثر من عام”.
وقال برنار فاليرو معلقا على الموافقة التي اعطاها النظام السوري لكوفي انان “بعد اشهر من الوعود التي لم تحترم، ستحكم فرنسا والاسرة الدولية على افعال (بشار الاسد)”. واضاف ان القمع في سوريا “اوقع في الايام الماضية عشرات القتلى ونحصي اليوم عشرات الاف الجرحى والسجناء واللاجئين والنازحين”.
واوضح فاليرو “نطالب التطبيق التام لخطة السلام التي اقترحها انان بدءا بالوقف الفوري للقمع”.
من جهة اخرى “اشاد بجهود المعارضين السوريين المجتمعين في اسطنبول لبناء رؤية مشتركة لسوريا الغد”. واعتبر ان البيان الذي تم تبنيه “وثيقة مرجعية لتحديد مبادىء سوريا ديموقراطية وتعددية تحترم حقوق كافة السوريين”. وقال فاليرو ان فرنسا ترغب بان تكون قمة اسطنبول المقبلة “مناسبة لتأكيد الدعم الدولي للمعارضة السورية المنضوية تحت المجلس الوطني السوري”.
رسائل الأسد المسربة تكشف أنه لا يحترم شعبه
عبدالاله مجيد
لندن: كان الرئيس السوري يتبادل النكات والصور الفوتوغرافية التي تسخر من المعتقدات الدينية لغالبية السوريين، كما كشفت رسائل مسربة من بريده الالكتروني.
وتبين الرسائل والرسوم الكاريكاتيرية المتبادلة على ما يُفترض بين افراد الحلقة الضيقة من مستشارات الأسد وافراد اسرته انهم يستهدفون المسلمين المحافظين بهذه النكات والصور.
وتنقل رسالة من احدى المستشارات صورة طفل يبكي بعدما فقد أمه في السوق.
وفي محاولة للعثور على الأم يطلب صاحب متجر من الطفل ان يصف أمه ليمكن التعرف عليها. ويجيب الطفل “لا أعرف، فأنا لم ارها قط”، وتقفز النكتة الى صورة امرأة ملفعة بالسواد تدفع عربة تسوق داخل المركز التجاري الكبير.
وفي 22 كانون الثاني/يناير حول فواز الأخرس والد اسماء زوجة الأسد الى صهره ما يُفترض انها “صورة زفاف بريطاني” يظهر فيها 24 زوجا وزوجة عُقد قرانهم حديثا، ولكن جميع العرائس مبرقعات.
وتقول النكتة “أرجو ان يذهب كل زوج مصطحبا معه الشرشف الصحيح”. ورسالة أخرى بعنوان “لماذا يرسل الله المطر الى المكسيك وليس الى الشرق الأوسط” تتضمن صورا فوتوغرافية لعدد من قارئات النشرة الجوية وهن شبه عاريات، وتنتهي بصورة امرأة متشحة بالسواد وهي تقف بجانب خريطة للأنواء الجوية حاملة مظلة.
وإذا كانت هذه النكات تبدو طريفة من وجهة نظر جمهور غربي ليبرالي فانها تُعد مهينة لكثيرين في المجتمع السوري المحافظ عموما، كما تلاحظ صحيفة الديلي تلغراف التي حصلت على آلاف الرسائل الالكترونية المسربة مع منافذ اعلامية أخرى.
وتبين الرسائل ان الرئيس ومعاونيه لا يحترمون مشاعر المواطنين الذين يحكمونهم. ويبدو ان احدى الرسائل توصم الرجل العربي بعدم النظافة أو الكفاءة. فهي تبدأ بصورة قطة صغيرة تتبول في تواليت نظامي ثم تنتقل الى رجل يعتمر كوفية عربية يتبول على الحائط.
المعارضة السورية تتفق على إعادة هيكلة المجلس الوطني
بهية مارديني
بهية مارديني من إسطنبول: اتفقت قوى المعارضة السورية المجتمعة في إسطنبول على مدى اليومين السابقين على إعادة هيكلة المجلس الوطني، ووقعّت على وثيقة مشتركة ترسم مستقبل سوريا التعددية، ستُقدم إلى مؤتمر “أصدقاء سوريا2″، الذي سينعقد في تركيا في مطلع الشهر المقبل.
واعتبر المعارض السوري ناجي طيارة عضو اللجنة التنظيمية لمؤتمر وحدة المعارضة السورية، الذي أنهى أعماله مساء أمس في إسطنبول، “أن المؤتمر كان جيدًا، رغم أنه كان من المفترض أن يتم التحضير له بشكل أكبر”. وأضاف” أن موقف هيئة التنسيق الوطنية التي رفضت المشاركة في المؤتمر كان متوقعًا”.
وقال في تصريح خاص لـ”ايلاف” كانت “النتيجة من هذا المؤتمر بشكل عام مقبولة، إذ تحقق الهدف الذي نريده بالفعل، وهو ضرورة إعادة هيكلة المجلس الوطني، ومشاركة جميع القوى والتيارات ضمن إطار المجلس وتعديل النظام الداخلي”.
واعتبر “أنه ليس مطلوبًا أن تتوحد المعارضة السورية، لأنها مختلفة إيديولوجيًا، إلا أنه من الأهمية بمكان أن تتوحد رؤية كل الأطراف على المستوى السياسي، وهو ما تم التوصل إليه عندما تم التوقيع على الوثيقة المشتركة الخاصة بمستقبل سوريا”.
وقال طيّارة “إن الخط العام الذي تم الاتفاق عليه هو المنهج، وهو طبيعة الدولة المقبلة، والواقع يقول إن المجتمع الدولي ينتظر هذه الوثيقة، ولطالما كانت حجة المجتمع الدولي في التنصل من مسؤولياته هي عدم وحدة المعارضة السورية، ونحن اليوم بتوقيع هذه الوثيقة من قبل القوى المشاركة سحبنا هذه الحجة منه”.
ورأى “أنّ من له مصلحة شخصية ولم يستطع التواجد بشكل منطقي أو طبيعي بات يحاول مهاجمة المؤتمر أو الإدعاء بأنه فشل، وهناك أفراد يحاولون فرض نفوذهم بطريقة أو بأخرى لأنهم يعتبرون الأمر مجرد تحقيق مكاسب، ولا تهمهم مصلحة سوريا”، لكن طيارة عبّر من جهة أخرى عن مخاوفه”، “إذ إنه لا توجد خطة واضحة تمامًا وآلية لإصلاح هيكلية المجلس الوطني، وكان يجب أن تكون هناك خطة واسعة، وليست خطوط عريضة فقط”.
وأكد “أنه من حيث المبدأ نجح المؤتمر، ولكن إن لم تكن هناك آلية واضحة لمتابعة المقررات ولمتابعة تنفيذ ما اتفق عليه نكون فشلنا، وهذا ما لا يريده أحد”. وعبّر طيّارة عن انزعاجه “من رد هيئة التنسيق الوطنية من الداخل، لأنها دُعيت على المستوى نفسه الذي دُعي إليه الجميع حتى تتم المشاركة بأكبر أعداد ممكنة، إلا أن رد الهيئة كان غريبًا جدًا”.
واعتبر “أنه أصبح هناك خطان للمعارضة السورية، خط متفق على أسلوب إسقاط النظام، وطرف متبق ليست لديه أية شعبية، وهو عبارة عن بقايا أفراد مصرّين ألا يكون لهم أي دور في الثورة رغم مرور عام كامل عليها”.
لكنه لم يخفِ أنه “كنت متوقعًا من هيئة التنسيق هذا الرد”، إلا أنه عبّر عن صدمته “من موقف المنبر الديمقراطي من المشاركة”، حيث قالوا إنهم ليسوا هيئة سياسية، لذلك لن يشاركوا، و”لكن ما أراه هو أنهم تهرّبوا من المسؤولية، وكان لهم دور أساسي، إلا أنهم للأسف لم يتحملوا مسؤولياتهم”.
وأكد “نحن نتحدث هنا في مؤتمر وحدة المعارضة عن ميثاق لسوريا، وليس من المقبول هذا الرد، وكانت الدعوات مفتوحة، ولم تكن هناك أية حجة لعدم المشاركة من أجل توقيع الوثيقة”.
ودعت الوثيقة إلى “إقامة دولة قانون وإجراء انتخابات حرة في سوريا”، وأكدت أن “سوريا الجديدة ستكون جمهورية ديمقراطية ترتكز على الحياة الدستورية وسيادة القانون، الذي يجعل المواطنين متساوين أيًا تكن انتماءاتهم الدينية والوطنية والثقافية”.
وأضافت إن الدستور السوري الجديد “يؤكد على عدم التمييز بين مختلف مكونات المجتمع السوري”، وكان لافتًا الحديث عن حقوق الإنسان واحترام الأقليات. وأشارت إلى” وجوب إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية”.
عمليات للجيش السوري في مناطق عدة غداة الموافقة على خطة أنان
دمشق لن تتعامل مع أي مبادرة تصدر عن الجامعة العربية
أ. ف. ب.
واصل الجيش السوري الاربعاء عملياته العسكرية في مناطق عدة من البلاد غداة اعلان دمشق موافقتها على خطة أنان، فيما أعلنت دمشق أن السلطات السورية “لن تتعامل” مع أي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية لحل الازمة.
دمشق: واصل الجيش السوري الاربعاء عملياته العسكرية في مناطق عدة من البلاد غداة اعلان دمشق موافقتها على خطة المبعوث الدولي كوفي أنان للخروج من الازمة. وفي الوقت نفسه حضت الصين السلطات السورية والمعارضة على الالتزام بخطة أنان، بينما قالت دمشق إنها “لن تتعامل” مع أي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية.
وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي لوكالة فرانس برس الاربعاء إن السلطات السورية “لن تتعامل” مع أي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية. وقال مقدسي إن “سوريا لن تتعامل مع أي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية على أي مستوى كان”. واضاف أن “سوريا ومنذ تعليق عضويتها في الجامعة العربية تنطلق بعلاقاتها مع الدول العربية بشكل ثنائي فقط”.
ولن يزور المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفي انان طهران في الاسبوع المقبل، بحسب ما اعلن المتحدث باسمه الاربعاء، نافيا بالتالي تصريحات سابقة لوزير الخارجية الإيراني.
وصرح أحمد فوزي المتحدث باسم انان لفرانس برس “سيكون في جنيف في وقت لاحق من اليوم (الاربعاء) ولن يذهب الى اي مكان آخر في الايام المقبلة. لن يزور إيران الاثنين المقبل ولا الاسبوع المقبل”، فيما اعرب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الثلاثاء مجددا عن دعمه للرئيس السوري بشار الاسد.
وكان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي أعلن في وقت سابق الاربعاء أن أنان سيزور طهران الاسبوع المقبل لاجراء مشاورات مع المسؤولين الايرانيين حول الوضع في سوريا.
وقال صالحي للصحافيين على هامش زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى ايران إن “كوفي أنان سيزور طهران الاثنين على الارجح”. واضاف أن “هناك بعض الخلافات بين ايران وتركيا بخصوص المسألة السورية”.
وتابع متحدثاً بالانكليزية: “لكننا نقترب من ردم هوة الخلافات، مع المهمة التي يقوم بها كوفي أنان ودعم تركيا ودول عربية والامم المتحدة نأمل في ايجاد مخرج للقضية السورية”.
ميدانيًا، تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري النظامي ومنشقين في بلدة قلعة المضيق في ريف حماة اليوم الاربعاء بعد اقتحامها صباحاً.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة ابو غازي في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس إن “القوات النظامية اقتحمت قرابة الساعة السادسة (4,00 تغ) قلعة المضيق والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط اطلاق نار كثيف (..) قبل أن تعود وتتراجع الى اطراف المدينة وتعاود القصف عليها”.
واضاف أن “المقاومة من قبل الجيش الحر مستمرة حتى الآن”، موضحاً أن العناصر المنشقين “يخوضون معارك كر وفر مع القوات النظامية”. واضاف ابو غازي أن البلدة “محاصرة وتتعرض للقصف منذ 17 يوماً”، مشيراً الى تعرض القلعة الاثرية فيها لنيران القوات النظامية على مدى ايام.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان هذا الخبر، وقال في بيان له إن “اشتباكات عنيفة تدور في بلدة قلعة المضيق بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة تعيق تقدم القوات النظامية داخل البلدة”.
وتعرضت بلدة قلعة المضيق في الآونة الاخيرة لعدة محاولات اقتحام من قبل الجيش النظامي باءت بالفشل.
وفي ادلب (شماب غرب)، اقتحمت القوات النظامية قرية خان السبل المجاورة لبلدة سراقب، ونفذت فيها حملة اعتقالات، بحسب المرصد الذي اشار الى تخوف اهالي خان السبل من أن يتكرر في قريتهم ما جرى في سراقب التي انسحبت منها القوات النظامية امس بعد ثلاثة ايام من العمليات العسكرية.
ودخلت قوات النظام السبت سراقب بالدبابات ونفذت عملية عسكرية واسعة فيها تخللها اطلاق نار وعمليات دهم واعتقالات واعدامات ميدانية طالت مدنيين ومنشقين، بحسب المرصد وناشطين. واعلن المجلس الوطني السوري المعارض سراقب في ريف ادلب “مدينة منكوبة” داعياً الى “تحرك دولي فوري” لاجبار النظام على “سحب دباباته وايقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة”.
وطالب المجلس في بيان الاربعاء “منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن الشهداء”، مشيراً الى أن عدداً من الجثث “ملقاة في الشوارع منذ يومين”.
كما طالب “دول الجوار وتحديداً الصديقة تركيا بفتح ممرات إنسانية فورية لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية بأسرع وقت ممكن”. وكان المرصد افاد أن مدينة سراقب “شهدت حالة نزوح كبيرة ازدادت وتيرتها خلال الساعات الـ48 الفائتة مع بدء العملية العسكرية في المدينة السبت الفائت وطالت سبعين في المئة من سكانها”.
ويبلغ عدد سكان سراقب حوالي 38 ألف نسمة، وهي خارجة عن سيطرة النظام منذ حزيران/يونيو الماضي، وتشهد حركات احتجاجية مستمرة اضافة الى نشاط واسع للمنشقين. وتكتسب سراقب اهمية لوقوعها على الطريق الدولي الذي يربط دمشق وحلب (شمال). وقد اعاق المنشقون حركة القوات النظامية وتعزيزاتها مرات عدة على هذا الطريق في الاشهر الماضية.
وفي ريف حمص (وسط) حاولت القوات النظامية فجر اليوم اقتحام مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة النظام منذ اسابيع، ما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود نظاميين بحسب المرصد. وفي مدينة حمص “تتعرض احياء حمص القديمة لقصف عنيف يتركز خصوصاً على حي الحميدية”، بحسب ما افاد الناشط كرم ابو ربيع في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس.
واضاف: “سقطت قذائف عدة قرابة الساعة العاشرة (8,00 تغ) على حي بستان الديوان أصاب عدد منها كنيسة ام الزنار الاثرية”. وافاد المرصد بمقتل مواطن في حي باب هود برصاص القوات النظامية. وافادت لجان التنسيق المحلية بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في حي العباسية فجراً.
وفي درعا (جنوب) دارت اشتباكات عنيفة فجر اليوم الاربعاء بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة في بلدة بصر الحرير و”ذلك بعد تهديد ضابط لاهل البلدة بتسليم المجموعة المسلحة المنشقة أو البدء بعملية في البلدة”، بحسب المرصد السوري الذي لم يسجل “سقوط ضحايا حتى اللحظة”.
سياسياً، دعت الصين الحكومة السورية والمعارضة الى احترام “التزاماتهما” في اطار خطة المبعوث الدولي كوفي أنان الى سوريا لحل الازمة. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي رداً على اسئلة حول خطة أنان: “نأمل في أن تحترم الحكومة السورية والاطراف المعنية في سوريا التزاماتهما”.
واضاف: “نحن مسرورون لموافقة الحكومة السورية على خطة المبعوث الخاص أنان الواقعة في ست نقاط ونعتقد أنها ستؤدي الى نتائج بالنسبة للتسوية السياسية للأزمة السورية”. ويأتي ذلك غداة اعلان متحدث باسم أنان أن الحكومة السورية وافقت على خطة المبعوث الاممي.
وتنص خطة أنان على وقف كل اعمال العنف المسلح وهدنة انسانية يومية لمدة ساعتين وتسهيل وصول الاعلاميين الى كل المناطق المتضررة من جراء القتال في سوريا. كما تدعو الى اطلاق عملية سياسية والافراج عن المعتقلين تعسفياً.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء إن موافقة سوريا على خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان للسلام يحب ان تقترن بـ”افعال فورية”، مثل وقف اطلاق النار.
وتلقت الدول الغربية في مجلس الامن الثلاثاء بشيء من الحذر اعلان السلطات السورية موافقتها على خطة الموفد الاممي والعربي كوفي أنان لحل الأزمة في سوريا.
كونها تحمي حق المواطنين في التظاهر السلمي ضد الأسد
قبول خطة أنان يضع النظام السوري في مأزق
عبدالاله مجيد
تضع خطة كوفي أنان، مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، نظام الأسد في مأزق كونها تنص على حماية حق المواطنين في التظاهر السلمي مما قد يسمح بتكرار نموذج ميدان التحرير في اكثر من مدينة في سوريا، ولكن دعم روسيا والصين للخطة لا يبقي امام النظام السوري خياراً سوى تجرعها.
دمشق: شهد يوم الثلاثاء ثلاثة اجتماعات في عواصم مختلفة جاءت تذكيراً بأن الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد مقبلة على مراجعة من نوع ما. إذ تنادت شخصيات معارضة في اسطنبول بدفع من تركيا وقطر للبحث عن وحدة الهدف والتنظيم والقيادة، وهي وحدة عجزت المعارضة عن تحقيقها حتى الآن متسببة في إحباط عميق بين الأطراف الدولية الداعمة لها.
وستحضر بعض هذه الأطراف إلى بغداد للمشاركة في أول قمة عربية تستضيفها العاصمة العراقية منذ 22 عاماً. وستكون سوريا، التي عُلقت عضويتها في الجامعة العربية، على رأس جدول أعمال القمة، لكنّ مراقبين يرون أن الجامعة العربية قد تجد أن لا خيار أمامها سوى التراجع عن مطلبها السابق بتنحي الأسد تمهيداً للانتقال السياسي، والعودة بدلاً من ذلك إلى خطة السلام التي أعدها بالنيابة عنها وعن الأمم المتحدة الأمين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي أنان.
وأعلن المبعوث الدولي يوم الثلاثاء أن سوريا وافقت على خطته. والموضوع المشترك في كل هذه اللقاءات هو بقاء الأسد بعد عام على الانتفاضة، وبالتالي فإن خطة السلام الوحيدة المطروحة هي خطة يتفاوض النظام في إطارها مع المعارضة.
ولكن الخطة الموضوعة نفسها ستكون أعقد بعض الشيء على الجامعة العربية التي حثتها المملكة العربية السعودية وقطر على العمل من أجل تغيير النظام وبذلك حرمان الخصم اللدود إيران من حليفها الأساسي في المنطقة.
ولكن قمة الجامعة العربية تُعقد بضيافة حليف عربي آخر من حلفاء إيران في المنطقة هو حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي تميل إلى الوقوف مع الأسد. وأشار وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى أن قمة بغداد ستدعم خطة أنان وتبحث عن حل ممكن بدلاً من المطالبة بتنحي الأسد كشرطٍ للحل السياسي. وكرر زيباري ما قاله أنان في موسكو بأن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبله.
وقد تستغل الأنظمة العربية السنية المناوئة للأسد لهفة حكومة المالكي التي يسيطر عليها الشيعة للعودة إلى العالم العربي ذي الغالبية السنية لمطالبتها بوضع مسافة أبعد بين العراق وسوريا وامتداداً لذلك بينه وبين إيران، بحسب مجلة تايم، مشيرة إلى أن خطة أنان تبقى البديل الوحيد عن انزلاق سوريا إلى حرب أهلية شاملة تبقيها الصراعات الإستراتيجية الإقليمية والدولية مستعرة، كما حذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.
وكان الثوار السوريون يتوقعون، سواء اعترفوا بذلك أو لم يعترفوا، أن تتخذ انتفاضتهم واحداً من مسارين شهدتهما المنطقة هما تظاهرات سلمية تسفر عن انهيار النظام بتخلي جيشه عنه، كما في مصر، أو أن وحشية النظام ضد الاحتجاجات السلمية تفرض اللجوء إلى السلاح في معركة ليست متكافئة وشديدة الخطر على السكان المدنيين، بحيث تستدعي تدخلاً دولياً لمنع وقوع مجزرة وبذلك تمكين الثوار من الانتصار عسكرياً، كما في ليبيا. ولكن الأسد، بخلاف مبارك في مصر، يتمتع بقاعدة اجتماعية حقيقية من المؤيدين بين الأقليات السورية مثل المسيحيين والعلويين وحتى بين سكان المدن السنة الذين يخافون كلهم على مستقبلهم في حال انتصار معارضة تقوم جماعة الأخوان المسلمين بدور قيادي فيها، على حد تعبير مجلة تايم.
زد على ذلك أن وحدات جيش النظام الأساسية وجهازه التنظيمي والأمني الذي يشكل عموده الفقري كلها بقيت متماسكة، ولم تتفكك بل على العكس أبدت تصميماً على إخماد الانتفاضة بالقوة الغاشمة.
وإزاء خطر اندلاع حرب أهلية طائفية مديدة يمكن أن تشيع عدم الاستقرار في عموم المنطقة، وحجم الدعم الخارجي الذي يتلقاه نظام الأسد من إيران وروسيا والى حد أقل من العراق، فإن القوى الغربية لا تريد أن تكرر التجربة الليبية في سوريا. إذ لم يرفع احد إصبعاً واحداً لنجدة القذافي ولكن الإطاحة بالأسد ستكون مشروعاً مختلفاً.
وان قاعدته العلوية أساسا ستقاوم بضراوة التدخل الخارجي والنظام الذي يتمخض عنه. ثم هناك الحقيقة الماثلة في أن المعارضة السورية لم تتمكن حتى من الحفاظ على مظاهر الوحدة التي حققها الثوار الليبيون. فالمجلس الوطني السوري يتعرض إلى انشقاقات وتحديات متكررة لشرعيته من مجموعات تعمل على المستوى المحلي، وليست له سلطة على الجيش السوري الحر، الذي هو نفسه ليس أكثر من اسم يوفر مظلة لمجموعات مسلحة محلية تعمل باستقلال شبه تام في مقارعة قوات الأسد، ويواجه تحديات من تنظيمات عسكرية أخرى منافسة، كما تذهب مجلة تايم معتبرة أن هذه كلها عوامل أوصلت الوضع إلى طريق مسدود.
فالوحشية التي تمارسها قوات الأسد تمنع الثوار ذوي التسليح المتواضع من السيطرة على أي مدن أو أحياء والاحتفاظ بها في مواجهات مباشرة. ولكن قمع الانتفاضة في منطقة والانتقال منها إلى أخرى فشل في سحقها ومن المستبعد أن ينجح النظام في القضاء عليها نهائياً.
ويعتمد الثوار الآن تكتيكات اقرب إلى التكتيكات التي مارسها المسلحون السنة في العراق فيما تستمر الاحتجاجات السلمية في مدن يعتبرها النظام تحت سيطرته. وإزاء عجز الطرفين عن توجيه ضربة قاضية إلى الآخر، فإن سوريا تبدو مقبلة على حرب أهلية دموية مديدة ببعد طائفي متزايد، على حد وصف مجلة تايم.
وحتى في سيناريو أفضل الاحتمالات يبدو من المرجح أن يتخذ الصراع منحى مغايراً تماماً لما حدث في مصر أو ليبيا. ولهذا السبب لجأ مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية إلى أنان. وجرى التطبيل لتأييد روسيا والصين بيان مجلس الأمن الذي يدعم مهمة أنان. وأُشيع أن روسيا أخذت تبتعد عن الأسد بعدما نفد صبرها معه.
وكانت روسيا والصين استخدمتا الفيتو ضد قرارات سابقة صوت عليها مجلس الأمن لأنها تدعو الى تنحي الأسد كشرطٍ للتسوية السياسية. ورفضت موسكو وبكين مبدأ تغيير النظام بقرار من المجتمع الدولي ودعمتا خطة أنان تحديداً لأنها حملت القوى الغربية على التنازل عن هذا المطلب.
فالخطة الجديدة تدعو الطرفين إلى وقف إطلاق النار وإجراء محادثات بين المعارضة والنظام. ولا شك في أن خطة أنان، إذا نُفذت تنفيذاً كاملاً، ستتيح تغيير النظام بالطرق السلمية، ولكن هذا التغيير ليس هو نقطة البداية. وسيؤوِّل كل طرف خطة أنان على هواه.
وكان مسؤول روسي شدد على أن وقف العنف مطلوب من المعارضة، مطالباً إياها بإلقاء السلاح والتفاوض سلمياً بما يعني أن الأسد لا يمكن أن يُنتظَر منه وقف حملته العسكرية فيما تواجه سلطته تحدياً من مجموعات مسلحة غير نظامية على أرضه.
وتقدم الولايات المتحدة وتركيا مساعدة غير فتاكة الى هذه المجموعات وبدأتا مرة أخرى تبحثان إقامة منطقة عازلة ومحمية في شمال سوريا رغم أن هذه الخيارات ستدخل طور التنفيذ على ما يُفترض إذا باءت مهمة أنان بالفشل.
ويشكل قبول خطة أنان مأزقاً كبيراً لنظام الأسد لأنه يعني قبول حق المواطنين في التظاهر السلمي ومن الجائز أن يؤدي هذا التظاهر إلى وضع مماثل لميدان التحرير في أكثر من مدينة سورية. ولكن دعم روسيا والصين للخطة لا يبقي امامه خياراً سوى تجرعها.
ولعل الأرجح أن يعلن كل طرف دعمه للخطة ولكنه سيركز على تلك النواحي التي يعتبرها لصالحه ويأمل بإلقاء اللوم على الطرف الآخر عند الفشل. ومن المستبعد أن يتوصل الطرفان إلى توافق على عملية انتقال ديموقراطية لا سيما وأن ممارسات الأسد خلال العام الماضي تشير إلى أنه لا ينوي التنازل عن السلطة.
ولكن الرئيس الروسي ميدفيديف حذر من أن خطة أنان هي الفرصة الأخيرة أمام سوريا لتفادي الانزلاق الى حرب اهلية مديدة. وأظهرت أحداث العام المنصرم أن مثل هذا السيناريو يمكن أن يسفر عن وقوف موسكو وإيران مع طرف والقوى الغربية والعربية مع الطرف الآخر، في حرب بالنيابة من النمط الذي اقترن بسنوات من سفك الدماء في أفغانستان والسلفادور وغيرهما خلال العقد الأخير من الحرب الباردة.
وثيقة عهد لـ«سوريا الجديدة».. وإطلاق نار خلال زيارة الأسد لحمص
أنان بعد رد دمشق على نقاطه الـ6: المهم التنفيذ * مصدر تركي لـ«الشرق الأوسط»: أنقرة قد تعترف بالمجلس الوطني كممثل شرعي
إسطنبول: ثائر عباس بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
أكدت المعارضة السورية أن الرئيس السوري بشار الأسد قطع جولته في حي بابا عمرو المنكوب في مدينة حمص بعد حصول إطلاق نار في المنطقة.
وكشف عدد من الناشطين لـ«الشرق الأوسط» عن أن كتيبة الفاروق هي من قامت بالعملية محاولة استهداف الأسد، لكنها لم تنجح في مسعاها.
وفي إسطنبول، وبعد خلافات بين أطراف من قوى المعارضة السورية المجتمعة في مؤتمر للتوحد حول خارطة ما بعد الأسد، وافقت كافة القوى المعترضة على البيان الختامي والتوقيع على «وثيقة العهد»، وذلك بعد اتفاق على تشكيل لجنة من كافة قوى المعارضة تعمل على إعداد مشروع لإعادة هيكلة المجلس الوطني في مدة لا تتجاوز 3 أسابيع، يتم خلالها الدعوة إلى مؤتمر موسع للمعارضة يعلن وحدتها.
وألقى هاليت جيليك المسؤول بوزارة الخارجية التركية كلمة في المؤتمر، أكد فيها أن بلاده «لن تترك الشعب السوري لمصيره»، وأضاف أنه ليس هناك بديل سوى رحيل نظام الأسد، وقدم دعمه للمجلس الوطني السوري باعتباره منبرا للتوجهات المختلفة للمعارضة، بينما لمح مصدر مسؤول في الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تركيا قد تعترف بالمجلس ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري.
وفي غضون ذلك، أعلن متحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان أمس أن الحكومة السورية وافقت على خطة أنان، واعتبر هذا القرار «مرحلة أولية مهمة» لوضع حد لأعمال العنف، مشيرا إلى أن الأهم من الموافقة هو التطبيق الفعلي للخطة.. فيما تقرر أن يقدم أنان تقريرا بشأن سوريا إلى مجلس الأمن الاثنين المقبل.
دائرة عمليات النظام تتسع.. وقتلى في أغلب المحافظات السورية
الجيش الحر يستهدف مفرزة الأمن العسكري في البوكمال
بيروت: بولا أسطيح
لم يؤثر الحراك الدبلوماسي الحاصل على المستويين الإقليمي والدولي للتعامل مع الأزمة السورية على الحملة الأمنية التي تشنها قوات النظام السوري، والتي وسعت بالأمس دائرة عملياتها لتطال مجمل المحافظات السورية.
وفي حين تحدثت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 57 قتيلا في أنحاء سوريا بالأمس، أكدت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» ما كانت قد عممته لجان التنسيق المحلية في سوريا عن مقتل رائد في الأمن العسكري في منطقة البوكمال وجرح 2 آخرين هم رئيس مفرزة الأمن العسكري في البوكمال برتبة عقيد ومدير الناحية في هجوم نفذه الجيش الحر. وشرحت المصادر أن كتيبة «الله أكبر» نفذت العملية ليل الاثنين – الثلاثاء، فقتلت رائدا بالأمن الجنائي وملازما مع العناصر الذين كانوا بصحبتهم.
ميدانيا، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن يوم دام جديد يوم أمس شهد قصفا ومواجهات متصاعدة بأنحاء متفرقة من سوريا، لافتا إلى إن أربعة قتلوا في إدلب، اثنان منهم من بلدة كفرومة، إضافة إلى ثلاث سيدات قتلن إثر إطلاق رصاص عشوائي بعد منتصف الليل في مدينة معرة النعمان. وفي حمص، قال المرصد، إن شخصين قتلا في حي الدبلان برصاص قناصة بعد منتصف ليل الاثنين. وتحدث ناشطون عن أن سيدة قتلت في مدينة دوما إثر إصابتها بإطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مجموعة مسلحة منشقة. كما توفي شخصان في مدينة الزبداني متأثرين بجراح أصيبا بها مساء أول من أمس. وفي دير الزور، أفاد المرصد بأن شابا قتل في اشتباكات دارت في حي العرضي في مدينة دير الزور (شرق) بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة، بينما قتل أربعة جنود من القوات النظامية خلال اشتباكات في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب ومدينة حمص. وقد أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت ما قالوا، إنه قصف القوات السورية النظامية للمنازل بحي الحميدية بحمص. وأضاف الناشطون أن أحياء الخالدية وباب هود وباب السباع تعيش أوضاعا إنسانية صعبة في ظل استمرار استهداف القوات النظامية لها ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليها.
من جهة ثانية، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن «قصف مدفعي شديد على مدينة القصير وقرى ربلة والنيزارية وجوسية، مما أدى لتهدم الكثير من المنازل وسقوط شهيد من أبناء الطائفة المسحية من آل الطحش في قرية ربلة، بالإضافة إلى سقوط الكثير من الجرحى في المدينة». وقال أحد الناشطين من مدينة القصير لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما تتعرض له المدينة لا يمكن وصفه، وإن القذائف تنهال عليها من كل مكان بينما يعيش ما تبقى من أهلها بحالة هلع».
في هذا الوقت، شيع أهالي مدينة الزبداني القتلى الذين سقطوا أول من أمس في قصف عشوائي، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للمدينة؛ عبارة عن «أكثر من ثلاثين سيارة (زيل) وأكثر من 13 دبابة و20 سيارة أمن»، بحسب ناشطين.
وفي إدلب، أفاد المرصد السوري بأن مدينة سراقب في «شهدت حالة نزوح كبيرة طالت سبعين في المائة من سكانها» خلال الفترة الأخيرة، وأن حركة النزوح «ازدادت وتيرتها خلال الساعات الـ48 الماضية مع بدء العملية العسكرية في المدينة السبت الماضي»، وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن قصف استهدف قرية دير سنبل في جبل الزاوية أصاب عددا من المنازل بأكثر من قذيفة.
وفي الحارة بدرعا قال ناشطون، إن عددا من عناصر الجيش انشقوا بعد وقوع اشتباكات مع قوات النظام أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف جيش النظام.
أما في ريف دمشق، فسمع في دوما دوي انفجارات ترافق مع أصوات إطلاق رشاشات ثقيلة من دبابات من جهة شارع حلب.. كما قصفت الدبابات مناطق سكنية في زاكية بريف دمشق وأطلقت رشاشات مضادة للطائرات على المنازل. وقالت الهيئة العامة للثورة، إنه في حي القابون في دمشق سمع دوي انفجارات هزت الحي، ونقلت شبكة الشام أن عدة قذائف سقطت على قرية البويضة الشرقية ومدينة القصير في حمص.
ومساء الاثنين – الثلاثاء، قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات الجيش النظامي في حي الجورة قرب فرع أمن الدولة في دير الزور. وذكروا أن اشتباكات دارت في منطقتي القابون وجوبر في دمشق وفي دوما وفي المليحة الغربية قرب درعا. كما خرجت مظاهرات بمدينة السويداء في ذكرى وفاة الزعيم السوري سلطان باشا الأطرش.
ومن جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلا عن شبكة نشطائه داخل سوريا، إن جنودا منشقين هاجموا حافلة عسكرية في بلدة حرستا بريف دمشق وقتلوا ثلاثة جنود، بينما أفاد ناشطون بأن اشتباكات عنيفة استمرت أيضا في محافظة حماه.
بدورها، أعلنت الوكالة العربية السورية للأنباء مقتل ستة ممن سمتهم أخطر الإرهابيين خلال مداهمة بنوى في محافظة درعا بجنوبي البلاد، وقالت الوكالة إن القوات السورية أحبطت أيضا «محاولة لتفجير جسر محجة النجيح» على الطريق السريع بين دمشق ودرعا.
إلى ذلك، وبينما لا يزال القصف مستمرا على أغلب أحياء حمص، قال ناشطون إن قوات الأمن والجيش النظامي حاصرا حي بابا عمرو منذ ليل أول من أمس وقاموا بتنظيفه، وخاصة حي الإنشاءات ومنطقة التوزيع الإجباري المجاورة لبابا عمرو، تحضيرا لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد.
وقامت القوات بنقل السيارات التي حطمتها الدبابات وإلقائها عند الحاجز بالقرب من حميدة، وطالبت ممن بقيت سيارته بسحبها خارج الحي فورا.. وتم التركيز على المنطقة بالقرب من مستشفى الحكمة وجامع قباء، كما أعيدت الاتصالات الجوالة والأرضية الدولية وخدمات الإنترنت ليل أول من أمس.
الأسد ينهي زيارته التفقدية لبابا عمرو عقب إطلاق نار على موكبه
ناشطون: كتيبة الفاروق خلف العملية.. وإدلبي: زيارته قمة الوقاحة وتثير الاشمئزاز
بيروت: بولا أسطيح
أكد الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في لبنان والعضو في المجلس الوطني السوري عمر إدلبي أن الرئيس السوري بشار الأسد قطع جولته في حي بابا عمرو المنكوب في مدينة حمص بعد حصول إطلاق نار في المنطقة. وبينما انتقدت المعارضة السورية الزيارة بشدة، معتبرين أن «الخطوة تنم عن قمة الوقاحة وأنه (الأسد) أتى ليدوس فوق دماء الشهداء ومشاعر ذويهم»، أعلنت محققة بإحدى اللجان التابعة للأمم المتحدة العاملة في سوريا أنها استقالت، احتجاجا على تقييد الحكومة السورية لتحركات لجنتها.
وأشارت عدة مواقع إخبارية أمس، نقلا عن تنسيقيات الثورة، إلى تعرض موكب الرئيس السوري إلى إطلاق نار أثناء زيارته لحي بابا عمرو في حمص.. وهو ما أكده عدد من الناشطون لـ«الشرق الأوسط»، كاشفين عن أن كتيبة الفاروق هي من قامت بالعملية محاولة استهداف الأسد، لكنها لم تنجح في مسعاها. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قالت إن «الأسد زار صباح يوم أمس حي بابا عمرو في محافظة حمص، وجال في شوارعه وعاين ما تعرضت له المباني السكنية والبنية التحتية والمؤسسات الخدمية من تخريب ممنهج على يد المجموعات الإرهابية المسلحة».
ونقلت الوكالة عن الأسد تشديده على أن «الظروف الاستثنائية التي شهدتها حمص بشكل عام – وبابا عمرو خاصة – تتطلب تضافر جهود المحافظة وأعضاء مجلس مدينة حمص مع أهالي المدينة، والعمل بشكل استثنائي لجهة مضاعفة العمل والسرعة في التنفيذ لإصلاح الأبنية السكنية وإعادة تأهيل البنية التحتية، وخاصة المدارس وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والمؤسسات الطبية التي تم تخريبها خلال الأعمال الإرهابية التي شهدتها حمص».
وأشارت إلى أن الأسد أكد «لعدد من أهالي بابا عمرو – الذين تجمعوا حوله أثناء الجولة واشتكوا معاناتهم خلال وجود المجموعات الإرهابية في الحي – أن الدولة لم تتأخر في أداء واجبها في حماية مواطنيها، لكنها منحت هؤلاء الذين حادوا عن جادة الصواب أقصى قدر ممكن من الفرص للعودة إلى وطنيتهم وإلقاء أسلحتهم، إلا أنهم رفضوا تلقف هذه الفرص وزادوا في إرهابهم؛ فكان لا بد من العمل لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة القانون».
وقالت الوكالة إن الأسد «خصّ عناصر الجيش والقوات المسلحة حماة الديار بتحية خاصة خلال لقائه عددا منهم في حي بابا عمرو، وأكد لهم أن التضحيات والجهود التي يبذلونها كفيلة بالحفاظ على الوطن وحفظ أمنه واستقراره وهذا ليس بالأمر الجديد على الجيش العربي السوري الذي كان دوما عاملا حاسما في الحفاظ على سوريا واستقلاليتها وسيادة قرارها». وعلق الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في لبنان والعضو في المجلس الوطني السوري عمر إدلبي على زيارة الأسد لبابا عمرو قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «ننظر باشمئزاز لهذه الزيارة التي تأتي على جثث أهالي الحي الذين قتلهم الأسد ونظامه، وعلى أطلال منازل لم يبق منها شيء».
ووصف إدلبي الخطوة بـ«الوقحة»، كاشفا أن «قوات الأمن، وقبل وصول الأسد إلى الحي، طوّقت المنطقة بالكامل وعززت الحواجز الأمنية واستقدمت باصات (حافلات) لموالين للنظام وقفوا في الحي ليتظاهروا أنّهم من أهله، كما تم إلباس عناصر من الجيش لباسا أمنيا».
ومن مدينة حمص، استنكر الناشط السوري أبو علي بشدة دخول الأسد بابا عمرو «وبكل وقاحة للاطمئنان على قواته التي أمعنت بقتل الشعب السوري»، واصفا الزيارة بـ«قمة الإجرام كونه أتى يدوس على دماء الشهداء ومشاعر ذويهم».. وقال أبو علي لـ«الشرق الأوسط»: «في الوقت الذي كان الأسد يزور فيه بابا عمرو كان يتم قصف مدينة القصير وبشدة، لإلهاء الأهالي والرأي العام».
يُذكر أن الجيش الحر كان قد انسحب من حي بابا عمرو الذي تحصن فيه لأكثر من شهر في مطلع مارس (آذار) الجاري، ليدخل الجيش السوري بعد نزوح معظم أهالي الحي.
وفي 22 فبراير الماضي، قتلت الصحافية الأميركية ماري كولفين التي كانت تعمل في صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية، والمصور الفرنسي ريمي أوشليك الذي كان يعمل في وكالة «آي بي 3»، في قصف طال منزلا حوله ناشطون إلى مركز إعلامي في بابا عمرو.. فيما أصيب عدد آخر من الصحافيين الأجانب وتم إجلاؤهم بعد ذلك على يد ناشطين إلى لبنان.
إلى ذلك، قالت محققة ضمن فريق من ثلاثة محققين في لجنة تابعة للأمم المتحدة، لتوثيق جرائم ضد الإنسانية ترتكب في سوريا بما في ذلك الإعدام والتعذيب، إنها استقالت احتجاجا على تقييد الحكومة السورية لحركتهم.
وقالت التركية ياكين آرتوك لوكالة رويترز الإخبارية إنها شعرت أنه ليس هناك جدوى من الاستمرار في اللجنة التي قرر تمديد تفويضها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة حتى دورة سبتمبر (أيلول)، موضحة أنه «لا يمكن للجنة القيام بعمل شامل والتحقيق في مناطق (بعينها) بسبب عدم السماح بالدخول.. لذلك قررت عدم الاستمرار».
وأوضحت أن استقالتها ليست انتقادا لعمل اللجنة، التي قالت إنها بذلت كل ما في وسعها في ظل الظروف الراهنة للوقوف على حقيقة جرائم ارتكبتها الحكومة السورية على مدى العام الماضي.. مضيفة أنه ليس من الواضح ما إذا كان هناك محقق آخر سيحل محلها.
الجيش السوري يتوغل مجددا في الأراضي اللبنانية ويحرق منازل لمزارعين
خاض معركة عنيفة مع معارضين على الحدود
بيروت: يوسف دياب
اشتعل الوضع الأمني عند الحدود اللبنانية – السورية في منطقة البقاع لساعات أمس، إثر توغل قوات تابعة للجيش السوري في مشاريع القاع واشتباكها مع معارضين سوريين، وأعلن رئيس بلدية عرسال (البقاع) علي الحجيري، أن «معركة عنيفة وقعت بين القوات السورية ومعارضين على الحدود، وعلى ما يبدو أن ضحايا وإصابات بأعداد كبيرة وقعت بين الطرفين».
وأكد الحجيري لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش السوري اجتاز الحدود ودخل مشاريع القاع اللبنانية بحجة مطاردة مطلوبين، وأقدم على تحطيم وإحراق منازل يملكها مزارعون من بلدة عرسال، وذلك انتقاما من أهالي عرسال». مشددا على «ضرورة وجود الجيش اللبناني لمنع مثل هذه الخروقات وتخويف اللبنانيين المقيمين قرب الحدود».
بينما أكد مصدر أمني لبناني أن «قتالا جرى في محيط جامع منطقة الجورة في مشاريع القاع عند خط الحدود بين القوات السورية ومجموعات معارضة، إلا أن أحدا من الفريقين لم يتجاوز الحدود، لكن قذيفة سقطت داخل الحدود اللبنانية ولم تؤد إلى أي إصابات»، مشيرا إلى أن «فوج الحدود البرية التابع للجيش اللبناني ينفذ انتشارا واسعا على طول الحدود مع سوريا»، وأفادت مصادر ميدانية أن «مواطنا لبنانيا أصيب برصاص طائش من الجهة السورية نتيجة هذه الاشتباكات التي تدور في الجانب السوري».
من جهة أخرى، قالت مصادر محلية من السكان إن «أكثر من 35 جنديا سوريا عبروا الحدود، وبدأوا يدمرون منازل»، وأن «الجنود، وكان بعضهم يستقل حاملات جند مدرعة، أطلقوا قذائف صاروخية، وتبادلوا إطلاق نيران المدافع الرشاشة مع المسلحين المعارضين، كما دمروا منزلا بجرافة»، إضافة إلى أن «القوات السورية ما زالت متوغلة داخل الأراضي اللبنانية بمسافة ما بين 200 و500 متر»، بحسب تصريحات السكان لوكالة «رويترز».
وتأتي تلك العمليات بينما تؤكد مصادر حقوقية دولية أن أكثر من 16 ألف لاجئ سوري موجودون في لبنان حاليا.
وكانت دمشق تقدمت بشكوى إلى الأمم المتحدة، ادعت فيها أن «مجموعات إرهابية مسلحة في سوريا تتلقى السلاح من أنصارها في لبنان ودول أخرى لها حدود مع سوريا». وأعلن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار جعفري، في خطاب أرسل الأسبوع الماضي إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأمين العام بان كي مون، أن «الخبراء والمسؤولين والمراقبين يجمعون على أنه يجري تهريب أسلحة إلى الأراضي السورية من الدول المجاورة بما في ذلك لبنان».
وقال جعفري إن «هناك عدة عمليات مصادرة للأسلحة والمتفجرات والعبوات الناسفة المهربة من لبنان إلى سوريا بواسطة قوى سياسية لبنانية معينة مرتبطة بمجموعات إرهابية ممولة ومسلحة من الخارج»، من دون أن يذكر تفاصيل عن الدول أو القوى السياسية اللبنانية التي يقول إنها تسلح مقاتلي المعارضة السورية وتمولهم.
إلى ذلك، رد الجعفري على أحدث تقرير رفعه بان كي مون إلى مجلس الأمن بشأن لبنان، وقال فيه «إن الصراع السوري كان من الممكن أن يكون له تداعيات سلبية على استقرار لبنان»، وأعلن المبعوث السوري أن «أي تلميح بأن الاضطرابات الداخلية في سوريا لها أي أثر على لبنان ما هو إلا جزء من الحملة التي تهدف إلى نزع المصداقية من القيادة السورية»، مشيرا إلى أن «دمشق غير راضية عن الصحافيين الغربيين الذين يخالفون الحظر السوري على دخول صحافيين أجانب.. ويجب إدانة تسلل الصحافيين الفرنسيين والأميركيين والبريطانيين عبر الحدود من لبنان إلى سوريا، لأن هذا انتهاك لسيادة لبنان وسوريا على حد سواء».
المعارضة السورية تتوافق على «وثيقة العهد» لـ«سوريا ما بعد الأسد»
مصدر في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: المنسحبون حضروا لينسحبوا
إسطنبول: ثائر عباس
اجتمعت المعارضة السورية أمس على «المبادئ العامة» لنضالها في مواجهة النظام، وبعد خلافات في الاتفاق على الآليات التنظيمية، بعد أن ربط «معارضو المعارضة» – المتمثلة في المجلس الوطني – توقيعهم على «وثيقة العهد» بإيجاد آليات لاستيعابهم داخل بنية المجلس الوطني.. وافقت كافة القوى المعترضة على البيان الختامي بعد اتفاق على تشكيل لجنة تعمل على مشروع لإعادة هيكلة المجلس الوطني. وبدا منذ اللحظة الأولى لانعقاد المؤتمر أن قسما من المعارضين أتوا إلى المؤتمر للانسحاب منه، وهو ما وضعت مصادر في المجلس الوطني «علامات استفهام كبيرة حوله»، مشيرة إلى أن بعض الأعذار والحجج التي استخدمت لتبرير الانسحاب أو الاعتراض كانت غريبة، مثل قيام المعارض هيثم المالح بالانسحاب بعد إلقاء الكلمات الرسمية من قبل ممثلي قطر وتركيا بحجة أنه يفترض أن يترأس هو الجلسة بسبب «عامل السن»، فيما انسحب ممثلو «المجلس الوطني الكردي» لعدم إيراد عبارة تتعلق بـ«تكوّن سوريا من قوميات مختلفة».
ووضعت تركيا ثقلها المعنوي وراء المجلس الوطني «الذي يمثل شريحة أساسية من المعارضة»، ودعا مصدر مسؤول في الخارجية التركية إلى عدم تحميل المعارضة «أكثر من طاقتها»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هؤلاء قدِموا من ظلم وقهر عمره أكثر من 40 عاما (حكم آل الأسد)، ولا يمكن لهم أن يبدأوا بالعمل مجموعة واحدة منذ اللحظة الأولى»، معتبرا أن «الوقت كفيل ببلورة اتجاهاتهم»، ومشددا على أن ما يقومون به «يستحق الإعجاب والتقدير». ولمح المصدر إلى أن تركيا قد تعترف بالمجلس ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري.
من جهة أخرى، قال مصدر رسمي تركي أمس إن المجلس الوطني أقنع الجيش السوري الحر بالكف عن العمل على أنه مجموعة مستقلة، وأن يتحول إلى هيئة موالية للمجلس، مشددا على «ضرورة تعزيز العلاقات بين المجلس والجيش الحر».. وقال: «على المعارضة أن تحدد أطر نظام جديد يحل مكان نظام (الرئيس) بشار الأسد»، معتبرا أن الإجماع على «اتفاق وطني» بمؤتمر المعارضة الذي يعقد اليوم قد يكون نقطة تحول في الأزمة السورية.
واعتبر المسؤول التركي أن «الاستقرار في سوريا يرتبط بدستور ديمقراطي يتلاءم مع النسيج المتعدد الثقافات بالبلاد ويمكِّن المجموعات الدينية والعرقية المختلفة من التعايش في ظل ضمانة دستورية».
وقال مصدر دبلوماسي غربي، واكب اجتماعات المجلس، إن ما تقوم به المعارضة السورية «إنجاز يحسب لها على الرغم من بعض المظاهر غير المستحبة»، وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المعارضة تستحق الإعجاب والتقدير والدعم المستحق لهم لمساعدتهم على الخروج من «النفق المظلم الذي وضعهم فيه النظام». وكان المؤتمر الذي يزاول أعماله خلف أبواب مغلقة، قد استهل بلقاء صباحي شارك فيه أكثر من 300 من الشخصيات المعارضة، ألقى فيه هاليت جيليك المسؤول بوزارة الخارجية التركية كلمة أكد فيها أن بلاده «لن تترك الشعب السوري لمصيره». وأضاف أنه ليس هناك بديل سوى رحيل نظام الأسد، وقدم دعمه للمجلس الوطني السوري باعتباره منبرا للتوجهات المختلفة للمعارضة.
أما وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية فقد بادر الحضور بالتأكيد على أن «المطلوب من الاجتماع ليس توحيد المعارضة، بل الخروج برؤية موحدة». أما رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون فقد طالب الأسرة الدولية بدعم الجيش السوري الحر عبر تسليمه أسلحة ودفع رواتب لأعضائه.
وقال المالح، وهو قاض سابق في الثمانينات من عمره وسجن في عهد بشار الأسد ووالده حافظ الأسد، إنه ينسحب من الاجتماع لأن المجلس الوطني السوري يهيمن على الساحة بشكل زائد ولا يتيح لنشطاء آخرين أن يكون لهم رأي.
وقال المالح لـ«الشرق الأوسط» إن انسحابه جاء بعد أن دخل المؤتمر ليجد أنه «لا كرسي ليجلس عليه»، وأشار إلى أن «اعتماد الأصول هو مفتاح النجاح»، مضيفا أن «الكلام على أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة يستخدمه المجلس عذرا لخرق المبادئ كما استعمله النظام قبلا طوال 40 سنة». وقال: «صحيح أن الوقت يداهمنا، لكن هل هذا يعني أن نبدأ بالخطأ»، مشيرا إلى أن المنظمين لم يطلعوه على الوثيقة قبل عرضها لمناقشتها.
ومن المنسحبين من الجلسة الأولى كان المعارض وليد البني الذي أخذ على المجلس «عدم استشارته»، وكذلك «المجلس الوطني الكردي» الذي طالب في وثيقة رفعها إلى المؤتمر بتضمين البيان النهائي عبارة تنص على أن سوريا «دولة مدنية متعددة القوميات»، كما طالب بالإقرار الدستوري بالهوية القومية للشعب الكردي وضمان إيجاد حل ديمقراطي وعادل للقضية الكردية في سوريا وفقا للعهود والمواثيق الدولية ضمن إطار «المتحد الوطني».
وتقدمت مجموعة أخرى من المعارضين من خارج المجلس الوطني بوثيقة تطالب «بإعادة هيكلة المجلس الوطني بكل هيئاته ومكاتبه، وضم ممثلين عن جميع القوى المعارضة، وتشكيل لجنة مشتركة لوضع نظام داخلي جديد للمجلس». ورأى هؤلاء أن الوثيقة تمثل «أفكارا عامة متوافقا عليها من الجميع»، غير أنهم أخذوا عليها عدم تطرقها إلى «السبل الكفيلة بإسقاط النظام بدءا من توحيد المعارضة». وبعد نقاشات ومداولات، أعلن المجتمعون تبني الوثيقة المقدمة من المجلس الوطني، فيما سجل المعارضون للمجلس اعتراضهم على «نهج المجلس». وتنص المبادئ الأساسية التي ستبنى عليها الدولة السورية الجديدة على أن «سوريا دولة مدنية ديمقراطية تعددية مستقلة وحرة، دولة ذات سيادة تحدد مستقبلها حسب إرادة الشعب السوري وحده». وأعلنت التزام الحكومة الانتقالية المؤقتة «التي تشكل فور سقوط النظام اللاشرعي الراهن بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، تنبثق عنها جمعية تأسيسية تتولى صياغة مسودة دستور جديد، تتضمن المبادئ الواردة في هذا العهد، وتطرح على الشعب للاستفتاء الحر». وأكدت: «عدم التمييز بين أي من مكونات المجتمع السوري الدينية والمذهبية والقومية، من عرب وكرد وآشوريين سريان وتركمان وغيرهم، واعترافها بحقوقهم المتساوية ضمن وحدة سورية أرضا وشعبا». وأعلنت أن القوات المسلحة السورية «ستخضع للسلطة السياسية، ولن تستخدم بعد اليوم للتدخل في الحياة السياسية أو التدخل للمحافظة على مصالح النظام»، كما أعلنت النية في «إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس دستورية وقانونية لتكون في خدمة الوطن والمواطن تحت رقابة السلطة التشريعية»، مؤكدة عزم سوريا على تحرير (في النص المقترح كانت استعادة) الجولان المحتل بكل الوسائل المشروعة. وتدعم الشعب الفلسطيني في نضاله لاستعادة حقوقه.هذا، وقد وافقت كافة القوى المعترضة على البيان الختامي بعد اتفاق على تشكيل لجنة من كافة قوى المعارضة تعمل على إعداد مشروع لإعادة هيكلة المجلس الوطني في مدة لا تتجاوز 3 أسابيع، يتم خلالها الدعوة إلى مؤتمر موسع للمعارضة يعلن وحدتها.
المقربون من الأسد يبحثون عن مخرج آمن
أسامة منجد: بعض أفراد الدائرة المقربة سيبقون ليكونوا مخبرين من داخل النظام
لندن: «الشرق الأوسط»
قالت صحيفة «التايمز» البريطانية في مقال نشرته أمس إن المعارضة السورية في الولايات المتحدة والشرق الأوسط تجري مفاوضات سرية مع مساعدين رفيعي المستوى للرئيس الأسد في محاولة لإقناعهم بالانشقاق عن النظام سعيا إلى تقويضه. وإن تلك المجموعات تتحدث عن إجرائها اتصالات لأسابيع مع أفراد في الدائرة المقربة من الأسد ممن يسعون إلى هروب آمن من دمشق. ومن هؤلاء قادة في الجيش وفي الحرس الجمهوري ومسؤولون رفيعو المستوى في القصر الرئاسي، يزود بعضهم المعارضة بمعلومات منذ أشهر.
وتحدثت الصحيفة عن أن كثيرين منهم يتفاوضون حول شروط الانشقاق خاصة فيما يتعلق بأسرهم. وقال أحد النشطاء وهو يقيم في الولايات المتحدة رافضا الإفصاح عن هويته: «إنهم يحاولون التوصل إلى صفقات وتأمين خروج آمن لعائلاتهم. وهناك الكثير من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار؛ إنه كابوس تنظيمي».
وأشار أسامة منجد، كبير مستشاري برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، إلى أن التعامل يتم مع كل حالة على حدة. كما علمت صحيفة «التايمز» حسب ما نشرت أن محاولة بعض المسؤولين تأمين مخرج آمن لعائلاتهم الكبيرة العدد يشكل مهمة مستحيلة على الثوار. وقال منجد في تصريحاته للصحيفة البريطانية إن بعض أفراد الدائرة المقربة من الأسد سيبقون ليكونوا مخبرين من داخل النظام لا يثيرون الريبة. وأضاف: «ما زلنا بحاجة إليهم في الداخل حاليا، حيث يزودونا بمعلومات قيمة». ولا يُعتقد أن رجال الجيش الذين يسعون إلى الانشقاق والهروب من أولئك الذين تورطوا بشكل مباشر في أعمال العنف الذي يرتكبها النظام منذ اندلاع الثورة منذ عام مضى.
من جهتهم أكد نشطاء المعارضة في الخليج عدم منح أي شخص يشتبه في ارتكابه جرائم حرب أي «حصانة»، حسب الصحيفة.
سرمين: مدينة شاهدة على مجازر عدة.. وأبناؤها ينزحون إلى تركيا
الباقون منهم يخشون من هجوم على أحيائها
بيروت: «الشرق الأوسط»
على بعد 40 كيلومترا من الحدود السورية التركية تقع مدينة سرمين شرق محافظة إدلب.. هذا القرب الجغرافي من المناطق التركية سهل على أهالي المدينة التي تتعرض منذ أسابيع لقصف عنيف، عمليات النزوح والهرب من نيران قوات النظام السوري.
وهذا ما عبر عنه أحمد، وهو أحد أبناء المنطقة، الذي استطاع الهروب مع عائلته منذ أيام إلى الأراضي التركية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الحياة في مدينتي باتت مستحيلة. الدبابات تحاصر المدينة من كل الجهات وتقوم بقصفها بشكل عشوائي. هناك نقص بالمواد الطبية والغذائية، ولا سيما الطحين والحليب. الاتصالات مقطوعة، كما المياه والكهرباء»، مضيفا: «النظام يريد الانتقام من المدينة بسبب مشاركة أهلها في مظاهرات معارضة له، واحتضانهم فيما بعد الجيش السوري الحر».
وفي هذا الإطار، فقد أشارت الهيئة العام للثورة السورية في تقريرها الأخير عن المدينة إلى أن «القوات التابعة للنظام استهدفت المنازل بالقصف والتدمير، كما قامت باستهداف جميع السيارات التي تحاول إخراج النازحين»، لافتة إلى أنه «تم إحراق أكثر من 250 منزلا وعشرات السيارات في المدينة. إضافة إلى أنه يتم اكتشاف جثث محترقة في البيوت أو السيارات»، و«أن القصف استهدف أيضا المسجد الكبير الأثري، مما أدى إلى أضرار كبيرة به».
وكانت سرمين قد تعرضت لعمليات اقتحام عدة من قبل قوات النظام، سقط خلالها عدد كبير من القتلى والجرحى.. إلا أن النظام السوري حسم أمره بمحاصرة البلدة، التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ20 ألفا، بالدبابات والمدرعات وقام بقصفها بشكل وحشي.
ويعزو أحد أعضاء تنسيقيات إدلب الهجوم الشرس الذي تشنه القوات السورية على البلدة إلى «تمركز كتيبة أحرار الشمال التابعة للجيش السوري الحر في أحيائها»، وقد نفذت هذه الكتيبة حسب الناشط «عمليات نوعية ضد جيش النظام السوري، واستطاعت أن تدمر رغم أسلحتها المتواضعة نحو 10 دبابات تابعة لجيش النظام».. لافتا إلى أن «سرمين دفعت ثمنا باهظا بسبب تمردها على نظام بشار الأسد، إذ نزح عدد كبير من أهلها، وارتكب بحق أبنائها أكثر من مجزرة ذهب ضحيتها عشرات القتلى».
وقد نشرت تنسيقية مدينة سرمين للثورة السورية أشرطة فيديو تظهر حجم الدمار الذي حل بشوارع البلدة ومنازلها، إضافة إلى التخريب الذي مارسه عناصر الجيش النظامي ضد ممتلكات الناس من مزارع ومنازل وسيارات.
ويعيش من بقي من سكان البلدة في منازلهم حالة ترقب وخوف، خشية قيام قوات النظام بتنفيذ هجوم شامل ضد أحياء المدينة، يشبه ما حصل في بابا عمرو ومناطق سورية أخرى.. علما بأنه وقعت في مدينة سرمين في أواخر شهر مارس الماضي مجزرة مروعة، وذلك عندما حاصرت أكثر من 50 دبابة تابعة للجيش النظامي معظم أحياء المدينة، وبدأت في ساعات الصباح قصفا بالقذائف المدفعية من دون سابق إنذار.
متحدث باسم أنان: سوريا قبلت الخطة.. والأهم هو التطبيق
ميدفيديف يرى أن فكرة رحيل الأسد تنم عن «قصر نظر».. والصين تدعو طرفي الأزمة للتعاون
لندن: «الشرق الأوسط»
في الوقت الذي أعلن فيه متحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا أمس أن الحكومة السورية وافقت على خطة كوفي أنان، الذي اعتبر هذا القرار «مرحلة أولية مهمة» لوضع حد لأعمال العنف، مشيرا إلى أن الأهم من الموافقة هو التطبيق الفعلي للخطة، صرح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن فكرة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد تنم عن «قصر نظر» ولا تؤدي إلى حل للأزمة السورية.
وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، في بيان من بكين أمس إن «الحكومة السورية كتبت للمبعوث المشترك كوفي أنان لتبلغه موافقتها على خطته المؤلفة من ست نقاط، والتي وافق عليها مجلس الأمن الدولي». وأضاف أن «أنان كتب إلى الرئيس الأسد ليدعوه إلى أن تطبق الحكومة السورية تعهداتها فورا».
وتابع فوزي أن أنان يعتبر قرار دمشق «مرحلة أولية مهمة يمكن أن توقف العنف وإراقة الدماء»، كما ستسمح بمعالجة «معاناة» الناس، و«توجد مناخا ملائما لحوار سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري». ثم صرح فوزي مجددا أن أنان «يعتبر الأمر بالتأكيد تطورا إيجابيا، لكن المهم هو التنفيذ». وأوضح أن أنان – الذي يتوقع من الحكومة السورية أن تحترم تعهداتها – سيعمل «بشكل عاجل جدا مع كل الأطراف لضمان تطبيق خطته على كل المستويات».
وكان أنان قد أكد من بكين في وقت مبكر أمس أنه «بحاجة إلى مساعدة» الصين من أجل حل الأزمة في سوريا، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء الصيني وين جياباو، وذلك عقب إعلانه أول من أمس أنه حصل على دعم من موسكو لخطته.
لكن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قال أمس – في وقت متزامن مع إعلان موافقة دمشق على الخطة – إن فكرة رحيل الأسد تنم عن «قصر نظر»، ولا تؤدي إلى حل للأزمة السورية. وصرح ميدفيديف على هامش قمة سيول بأن «الاعتقاد بأن رحيل الأسد يعني حل كل المشكلات هو موقف ينم عن قصر نظر، وكل العالم يدرك أنه في تلك الحالة سيستمر النزاع على الأرجح»، بحسب ما نقلته وكالة «ايتار تاس» الروسية. وتابع: «الشعب السوري، وليس القادة المحترمون لدول أخرى، هم من يتخذون القرارات حول مصير سوريا».
من جهتها دعت الصين طرفي النزاع في سوريا إلى التعاون مع أنان، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي للصحافيين: «نأمل أن يتمكن جميع الأطراف في سوريا من المشاركة في جهود الوساطة التي يقوم بها أنان من أجل توفير الشروط لتسوية سياسية للوضع في سوريا».
وكان رئيس الوزراء الصيني قد قال خلال لقائه بأنان إن الجهود الهادفة إلى إيجاد حل للأزمة هي الآن «في منعطف حساس»، مضيفا أن بيان الأمم المتحدة الذي يدعو إلى إنهاء العنف، ووافقت عليه موسكو وبكين، يعكس «المستوى العالي للقلق، والتوافق المهم الذي توصلت إليه الأسرة الدولية بشأن المسألة السورية». وكانت روسيا والصين، حليفتا دمشق، استخدمتا حق النقض ضد مشروعي قرار في مجلس الأمن يدينان القمع في سوريا، الذي أوقع أكثر من 9 آلاف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وهو الموقف الذي لاقى انتقادات دولية شديدة تجاه الدولتين.
لكن موسكو وبكين صوتتا على بيان رئاسي صادر عن مجلس الأمن الأسبوع الماضي، دعت فيه الأمم المتحدة إلى وقف العنف وحثت الرئيس السوري والمعارضة على تطبيق خطة أنان «فورا».. وتنص خطة أنان خصوصا على وقف العنف من قبل كل الأطراف، وإيصال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن كل الأشخاص المعتقلين تعسفيا.
واشنطن تطالب الحكومة السورية بالتنفيذ الفعلي للخطة والمعارضة تطالب بضربات عسكرية
السفير الأميركي روبرت فورد: انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية
واشنطن: هبة القدسي
أعرب سفير الولايات المتحدة لدى سوريا روبرت فورد عن شكوكه في أن سوريا وافقت على تنفيذ خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان وقال: «من الأفضل أن نرى أفعالا وليس عبارات تأتي من الرئيس السوري بشار الأسد».
وقال فورد في جلسة استماع حول حقوق الإنسان في سوريا بمجلس النواب أمس «سوف نرى في الأيام المقبلة ما الذي يقوله الرئيس الأسد بالضبط، وأود أن أنقل لكم تجربتي الخاصة معه، ففي الوقت الذي نريد أن نرى منه خطوات تنفيذ على أرض الواقع، لا نأخذ منه سوى الكلمات القيمة».
واتهم السفير الأميركي فورد النظام السوري بارتكاب جرائم ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية ومنها قيام قوات الأمن بتعذيب المعتقلين بشكل تعسفي. وقال فورد «الرئيس السوري بشار الأسد يظهر قليلا من الاهتمام في مجال حقوق الإنسان، وكان منزعجا عندما أثرت هذه القضية. وقد أدى تجاهله لحقوق الإنسان على مدى العام الماضي إلى وقوع انتهاكات جسيمة قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية». وأضاف: «هناك عمليات قتل وحشي للمتظاهرين السلميين وأسوأ انتهاكات حقوق الإنسان هي التي تحدث في مراكز الاحتجاز، وهناك توثيق لعشرات من أساليب التعذيب التي رصدها المراقبون والباحثون».
وأكد فورد في شهادته أمام لجنة توم لانتوس بمجلس النواب أن أوضاع حقوق الإنسان في سوريا خلال العام الماضي أصبحت أكثر سوءا، وطالب بممارسة مزيد من الضغوط الدبلوماسية على الأسد لدفعه للتخلي عن السلطة.
وحول مقترح بعض أعضاء مجلس الشيوخ بتسليح المعارضة الذي يطالب به السيناتور جون ماكين رفض فورد تسليح المعارضة وعسكرة الصراع وقال: «إنها لن تكون خطوة صحيحة»، وأضاف: «لا أريد التكهن حول ما يجب القيام به في المستقبل، لكنني أود أن أؤكد أننا لا نعتقد الآن أن القيام بمزيد من عسكرة الوضع في سوريا سيكون هو أفضل مسار للأمام».. وكانت الولايات المتحدة قد أغلقت سفارتها في دمشق في السادس من فبراير (شباط) الماضي بسبب الأوضاع المتدهورة في سوريا بينما ظل فورد يمارس مهام منصبه كسفير من واشنطن.
من جهته، أوضح الناشط السوري رضوان زيادة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عقب شهادته أمام لجنة مجلس النواب أن رد النظام السوري بالموافقة على خطة أنان هي من أجل «كسب مزيد من الوقت».
وقال زيادة: «كيف يقال: إن النظام السوري قبل بخطة كوفي أنان، بينما القتال ما زال مستمرا؟ فإذا كان الأسد جادا في تنفيذ الخطة لأوقف القتال في الأحياء السورية».. وأوضح الناشط السوري أن الأسد يعتقد أنه بقبول الخطة يكسب وقتا، لمعرفته أنها ستحتاج إلى وقت طويل من المفاوضات ويعتقد أنه يستطيع خلال تلك الفترة القيام بالمزيد من الإجراءات لقمع المعارضة.
وحذر زيادة من الاعتقاد بأن النظام السوري سينفذ الخطة، وقال: «الاعتقاد أنه سوف ينفذ خطة أنان هو (وهم) لأن قبول الأسد للخطة جاء بعد قيام المبعوث الخاص كوفي أنان بزيارة روسيا والصين، ويرغب الرئيس الأسد في تخفيف الضغوط الروسية والصينية عليه بقبول خطة أنان أثناء وجود المبعوث الأممي في بكين».
وأضاف زيادة أن «الرئيس الأسد لديه تاريخ طويل من قبول المبادرات ثم عدم تنفيذها، ولدينا أمثلة في محادثاته مع وزير الخارجية التركي وفي قبوله لمبادرة الجامعة العربية ثم عدم تنفيذها».. مشيرا إلى أنه في شهادته أمام مجلس النواب الأميركي طالب الولايات المتحدة باستخدام القوة لوقف الانتهاكات الكثيفة التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه، وقال: «إذا كان المجتمع الدولي جادا في وقف المأساة في سوريا فإن الطريق لذلك هو استخدام القوة العسكرية وفرض مناطق آمنة، وحظر الطيران، والقيام بضربات عسكرية محددة على مناطق للدفاعات الجوية السورية».
وشدد زيادة أنه لا أحد يطالب بوجود قوات أجنبية على الأراضي السورية لكن الوضع على أرض الواقع في سوريا تجاوز كل العبارات السياسية، واتهم تباطؤ الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عن القيام بعمل عسكري ضد الأسد لاعتبارات سياسية وخوض الرئيس أوباما لانتخابات رئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) لإعادة انتخابه لولاية ثانية. ورد على تعليقات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بعدم تشابه الوضع الليبي مع الوضع السوري لقوة الجيش السوري بقوله: «هل يمكن أن نصدق أن الولايات المتحدة تقف عاجزة أمام جيش سوري لم يشهد أي تطوير في أجهزته منذ 30 عاما». وأوضح الناشط السوري أن استمرار تردد المجتمع الدولي في اتخاذ خطوات حاسمة سيطيل بقاء الأسد على كرسيه، وقال: «أتوقع أن يظل الأسد متمسكا بالسلطة حتى نهاية العام الجاري لكن الشعب السوري سيستمر في الكفاح حتى يسقط».
في سياق متصل، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس في تصريحات للصحافيين الثلاثاء حول الجهود الأميركية لتغيير مواقف كل من روسيا والصين المؤيدة الأسد، «يوجد الآن قاعدة أساسية للمناقشة مع روسيا والصين لما يمكن القيام به لدعم مهمة أنان».
وأضاف: «أعتقد أننا نشعر أننا أحرزنا تقدما فيما يتعلق بسوريا رغم الخلافات التي كانت لدينا وما زالت حول سوريا. يوجد الآن إطار للتعاون من خلال مبادرة كوفي أنان التي توفر إطارا لوقف العنف والبدء في توصيل المساعدات الإنسانية للشعب السوري والشروع في مرحلة انتقالية». وشدد رودس على موقف بلاده بضرورة تنحي الأسد، وقال: «مرة أخرى نعتقد أن القيام بعملية انتقال يجب أن تنطوي على مغادرة الأسد للسلطة».
الأمم المتحدة تتهم المعارضة المسلحة بتجنيد الأطفال
بيروت: كارولين عاكوم
نفى نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، ما أعلنته «راديكا كوماراسوامي» ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة، من وجود أنباء حول تجنيد المعارضة السورية المسلحة لأطفال في القتال ضد الجيش السوري، ومعتبرة إياه انتهاكا فاضحا للاتفاقيات الدولية التي تحظر تجنيد الأطفال دون 16 عاما. وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «الجيش الحر هو عبارة عن ضباط وعناصر انشقوا عن الجيش النظامي لرفضهم ارتكاب جرائم القتل والأعمال الوحشية التي ينفذها النظام، وبالتالي هم رجال يتجاوزون سن الـ17 عاما»، متسائلا: «كيف يمكن لثورة انطلقت دفاعا عن أطفال درعا أن تتحول إلى وسيلة لاستغلالهم؟». ولفت الكردي إلى أنه «كان بإمكان الجيش الحر قبول آلاف الشباب الذين تقدموا إليه بطلب التطوع، لكنه رفض ذلك لغاية الآن نظرا إلى عدم قدرتنا على تأمين السلاح الكافي لهم، وبالتالي ليس لدينا الحاجة إلى تطويع الأطفال أو استغلالهم بأي طريقة كانت». وأضاف: «عندما تم الإعلان عن المجلس العسكري في سبتمبر (أيلول) الماضي، أكدنا في إحدى مواده على احترام الاتفاقيات والقوانين الدولية، وندرب عناصرنا على هذا الأمر، وقد أثبتنا ذلك خلال ممارستنا العملية منذ بدء الثورة السورية».
وعما إذا كان هؤلاء الأطفال قد يكونون ضمن مجموعات الناشطين المسلحين الذين لا ينضوون تحت مظلة الجيش الحر، اعتبر الكردي أنه ورغم التجاوزات التي قد تحصل في خضم هذه الفوضى، لا يمكن لهؤلاء الشباب أن يستغلوا الأطفال، وليس لديهم القدرة على ذلك، مضيفا «وجود هؤلاء الأطفال في مسيرة الثورة السورية تقتصر على مشاركتهم في المظاهرات، فيما يعمد الجيش النظامي إلى اعتقال كل طفل تجاوز سن الـ14 عاما من منزله، ويقوم بقتلهم عمدا. وهذه المعلومات المغلوطة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة هي من صنع النظام السوري الذي بالتأكيد عمد إلى دسها لتشويه صورة الثورة».
وكانت كوماراسوامي قد قالت خلال مؤتمر صحافي عقدته في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: «تردنا أنباء حول وجود أطفال مع الجيش السوري الحر»، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية، مضيفة: «لسنا قادرين على التحقق أو التأكد من هذه الادعاءات التي تشكل انتهاكا للمعاهدات الدولية التي تحرم تجنيد من هم دون السادسة عشرة».
وجاء هذا الإعلان بعد أسبوع من نشر منظمة «هيومان رايتس ووتش» تقريرا بشأن قيام المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بينها عمليات اختطاف وتعذيب وإعدام بحق مدنيين وعسكريين.. ونفى حينها الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» علاقته بالأمر، معتبرا أن سوريا تعيش حالة فوضى وحرب، وقد تحصل بعض التجاوزات التي لا تندرج ضمن سياسة الجيش الحر الذي يرفضها رفضا قاطعا.
واشنطن تضغط لتوحيد المعارضة والأسد يزور الدمار في بابا عمرو
أنان يؤكد موافقة دمشق على خطته ويطالبها بالتنفيذ الفوري
أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان أمس، أن العبرة بعد موافقة دمشق على خطته لحل الأزمة التي تتضمن 6 بنود بينها إشراف مراقبين دوليين على وقف إطلاق النار، ستكون بتطبيق تعهداتها على الفور ووقف العنف وإراقة الدماء وتوفير مناخ سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري.
أما واشنطن التي حذرت من تاريخ الرئيس السوري بشار الأسد في “الحنث بوعوده”، فأكدت أن موافقته على خطة أنان “خطوة مهمة” يجب ان تقترن بـ”افعال فورية” مثل وقف إطلاق النار حسبما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي قالت إنها ستضغط بقوة على المعارضة السورية التي اجتمعت أمس في اسطنبول وأصدرت بياناً حاولت فيه توحيد مواقفها عبر اعلانها ميثاقاً لسوريا المستقبل.
وأمس أعلنت السلطات السورية موافقتها على خطة كوفي انان الذي دعاها الى تنفيذ “تعهداتها فوراً”، وقال احمد فوزي المتحدث باسم انان من جنيف ان “الحكومة السورية كتبت إلى انان تبلغه موافقتها على خطته المؤلفة من ست نقاط والتي وافق عليها مجلس الامن الدولي”، مضيفا ان “انان كتب الى الرئيس الاسد يدعوه الى ان تطبق الحكومة السورية تعهداتها على الفور”.
وتابع ان الموفد العربي – الدولي يعتبر قرار دمشق “مرحلة اولية مهمة يمكن ان توقف العنف واراقة الدماء”، كما ستسمح بمعالجة “معاناة” الناس و”توجد مناخا ملائما لحوار سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري”.
واكد فوزي ان انان “يعتبر الامر بالتأكيد تطورا ايجابيا لكن المهم هو التنفيذ”.
ووصفت الولايات المتحدة موافقة السلطات السورية على خطة انان لتسوية الازمة في سوريا بـ”الخطوة المهمة”.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية إن أنباء قبول الرئيس السوري خطة السلام التي طرحها أنان سيحكم عليها بناء على أفعاله لا أقواله، ودعته إلى أن يأمر قواته على الفور بوقف إطلاق النار والانسحاب من المناطق السكنية.
وقالت كلينتون للصحافيين ان واشنطن تأمل ان يكون الاسد صادقا في التزامه بنقاط انان الست لوقف العنف، لكنها حذرت من تاريخه في “الحنث بوعوده”.
كما دعت وزيرة الخارجية الأميركية المعارضة السورية أمس إلى تقديم التزام صريح بإشراك كل السوريين وحماية حقوقهم في إطار عملية سياسية انتقالية، وجاءت تصريحات كلينتون قبل اجتماع لدول غربية وعربية في اسطنبول لمناقشة عملية انتقال سياسي في سوريا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند إن “إعلان كوفي انان تلقيه جوابا ايجابيا (من دمشق) خطوة مهمة”، الا انها اضافت “لكن ومع نظام الاسد، فإن الدليل (على تطبيقه الخطة) لن يأتي الا عبر الافعال التي سيقوم بها”. وتابعت “نأمل ان يتحرك (النظام السوري) على الفور لتطبيق اقتراحات انان ابتداء من اسكات المدافع والسماح بإدخال المساعدات الانسانية”.
ورحبت بريطانيا أمس بقبول سوريا خطة أنان، وقال وزير الخارجية الابريطاني وليام هيغ “تمثل هذه الموافقة خطوة أولى نحو الوصول إلى نهاية للعنف وإراقة الدماء، ولكن هذا يشترط أن تكون هذه الموافقة صادقة وأن تؤخذ على محمل الجد.”
وقالت فرنسا انها تنتظر تلقيها “تفاصيل الرد السوري” من انان.
وتلقى انان جواب السلطات السورية على خطته وهو في بكين حيث قابل كبار المسؤولين الصينيين وحصل منهم على دعم خطته بعد ان حصل على دعم روسيا. وأكد الامين العام السابق للامم المتحدة امس في بكين انه “بحاجة لمساعدة” الصين من اجل حل الازمة في سوريا وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء الصيني وين جياباو.
وقال انان للصحافيين في بكين بعد الاجتماع مع جياباو إن الصين عرضت العمل معه ومع مجلس الأمن لضمان تنفيذ خطة الأمم المتحدة. وأضاف “أوضحت أني تلقيت ردا من الحكومة السورية وسأعلنه اليوم (أمس) وهو رد ايجابي ونأمل أن نعمل معها لترجمته إلى عمل”.
وعن محادثاته مع القادة الصينيين قال “أجرينا مناقشات جيدة للغاية بخصوص الوضع في سوريا وعرضوا دعمهم الكامل. سيعملون معي ومع أعضاء آخرين في المجلس لضمان تنفيذ الخطة المكونة من ست نقاط”.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن جياباو قوله بعد لقاء أنان إن بلاده تدعم مهمته في سوريا. وقال إنه يعتقد أن المسألة السورية ستحلّ بشكل عادل وسلمي وملائم. وأضاف أن المسألة السورية في مرحلة دقيقة حالياً وتجذب الكثير من الاهتمام بالمجتمع الدولي.
ويوجه أنان بياناً أمام مجلس الأمن الدولي الاثنين المقبل حول نتائج مشاوراته مع المسؤولين في الحكومة السورية، إضافة إلى المباحثات التي أجراها في كل من موسكو وبكين.
وأكد سفير بريطانيا في مجلس الأمن مارك ليال غرانت الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس، أن أنان سيقدم ملخصاً إلى المجلس حول نتائج مهمته في سوريا يوم الاثنين المقبل.
وصرح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس بأن فكرة رحيل الرئيس السوري تنم عن “قصر نظر” ولا تؤدي الى حل الازمة السورية.
وقال مدفيديف على هامش قمة سيول “الاعتقاد بأن رحيل الاسد يعني حل كل المشاكل موقف ينم عن قصر نظر، وكل العالم يدرك انه في تلك الحالة سيستمر النزاع على الارجح” على ما نقلت وكالة “ايتار تاس”. وتابع ان “الشعب السوري وليس القادة المحترمون لدول اخرى، هم من يتخذ القرارات حول مصير سوريا”.
وكررت روسيا رفضها المشاركة في اجتماع “اصدقاء سوريا” الذي سيعقد في اسطنبول في الاول من نيسان (ابريل) معتبرة ان جهود المجموعة المشاركة “مدمرة” لخطة كوفي انان على ما اعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية أمس.
وصرح الكسندر لوكاشيفيتش في لقاء مع صحافيين “لا نعتبر ان تلك المجموعات قادرة على صياغة موقف يدعمه المجتمع الدولي. انهم يتحركون بشكل مدمر ومناقض للتغيرات الايجابية التي نراها متعلقة بمهمة انان”. وقال “جرى الاجتماع الاول من هذا النوع من دوننا في تونس. هذه المرة لا ننوي المشاركة بالرغم من تلقينا دعوة”.
وفي واشنطن قال السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد امام الكونغرس الاميركي أمس، ان التجاوزات السورية في مجال حقوق الانسان ترقى الى مستوى “جرائم ضد الانسانية”، الا انه ابدى معارضته لزيادة عسكرة النزاع وقال انه يجب ممارسة الضغط الديبلوماسي على الاسد ليتنحى عن السلطة.
وفي حصيلة جديدة اعلنت الامم المتحدة أمس ان عدد قتلى الاضطرابات في سوريا ارتفع الى اكثر من 9000 شخص. وقال روبرت سري مبعوث الامم المتحدة في الشرق الاوسط امام مجلس الامن ان “العنف على الارض يستمر دون توقف”. وتابع ان “تقديرات موثوقة تشير الى ان عدد القتلى المرجح في سوريا منذ بدء الانتفاضة قبل عام بلغ الان اكثر من 9000 شخص. واصبح من الملح وقف القتال ومنع مزيد من تصاعد العنف”.
وفي اسطنبول أنهى مئات المعارضين السوريين أمس مؤتمراً حاولوا خلاله توحيد مواقفهم عبر اعلان ميثاق لسوريا المستقبل، وسط خلافات دفعت الوفد الكردي الى مغادرة قاعة المؤتمر اثر الانتهاء من تلاوة البيان الختامي.
وأعلن منظمو المؤتمر عن تشكيل لجنة تنكب على “اعادة هيكلة المجلس الوطني” لضم كافة اطياف المعارضة اليه على ان ترفع تقريرا بنتائج عملها خلال ثلاثة اسابيع.
وفي الوقت الذي كان المعارضون في اسطنبول يعلنون بيانهم الختامي، كانت وزيرة الخارجية الاميركية تدعو المعارضة السورية الى وضع “رؤية موحدة” تحمي حقوق كل السوريين. وقالت في تصريح صحافي “سندفعهم بكل قوة لتقديم مثل هذه الرؤية في اسطنبول” خلال مؤتمر “اصدقاء سوريا” الذي سيعقد في هذه المدينة الاحد وتشارك فيه معظم الدول الغربية والعربية.
وتلا عضو المجلس الوطني جورج صبرا وثيقة العهد والميثاق التي اتفق عليها المؤتمرون وتضمنت “تأكيد الدستور الجديد لسوريا على عدم التمييز بين عرب واشور وكرد وتركمان او غيرهم واحترام الحقوق المتساوية للجميع ضمن وحدة سوريا ارضا وشعبا” كما دعا الى “تنظيم انتخابات نزيهة ونظام متعدد الاحزاب وعدم قيام اي نوع من العقبات امام الراغبين بالمشاركة في الحياة السياسية”.
واكدت الوثيقة على ان “المجلس النيابي سيعكس ارادة الشعب ويعطي الشرعية للحكومة المنبثقة عنه”، كما ان الرئيس بموجب هذه الوثيقة “سينتخب بحرية من قبل الشعب او من قبل البرلمان ولن يكون على قياس فرد او هيئة معينة وتحدد صلاحياته وفق الدستور بما يتوافق مع فصل السلطات”.
وركزت الوثيقة على “الالتزام بشرعة حقوق الانسان وحماية الحريات العامة وفق المواثيق الدولية (…) وعلى ان تضمن الدولة اعلى درجات صيانة حقوق المكونات الدينية وتوفر حرية ممارسة الدين والعقيدة والفكر”، كما دعت هذه الوثيقة الى “تجريم كل اشكال التعذيب والمعاملة المسيئة ولن يسمح بالافلات من العقاب”.
واكدت الوثيقة اخيرا على انه “لن يكون انتقام” في سوريا الجديدة بل “على العكس سوف تتوفر الشروط من اجل تضميد جراح الماضي على ان تضمن سوريا الجديدة حماية الافراد والجماعات وتعمل على تحقيق مصلحة وطنية جامعة تستند الى العدالة”.
وفور انتهاء صبرا تلاوة الوثيقة، انسحب الوفد الكردي من قاعة المؤتمر.
وفي خطاب في افتتاح الاجتماع، دعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الاسرة الدولية الى دعم عناصر الجيش السوري الحر عبر تسليمه اسلحة ودفع رواتب لعناصره، كما ذكر مصدر في الاجتماع طلب عدم كشف هويته.
وتمثلت قطر التي تتولى الرئاسة الدورية للجامعة العربية وتركيا التي تستضيف الاجتماع من خلال ديبلوماسيين رفيعي المستوى في هذا المنتدى الذي شارك فيه قرابة 400 ناشط، بحسب المنظمين.
وزار الأسد أمس حي بابا عمرو الذي أمر بتدميره وارتكبت فيه قواته والشبيحة التابعون لنظامه مجازر وحشية. وقال على انقاض الحي المنكوب “ان الدولة لم تتأخر في اداء واجبها في حماية مواطنيها لكنها منحت هؤلاء الذين حادوا عن جادة الصواب اقصى قدر ممكن من الفرص للعودة الى وطنيتهم والقاء اسلحتهم”. واضاف “الا انهم رفضوا تلقف هذه الفرص وزادوا في ارهابهم، فكان لا بد من العمل لاستعادة الامن والامان وفرض سلطة الدولة والقانون” حسب تعبيره.
وقالت الهيئة التنسيقية العامة للثورة السورية إن موكب الأسد تعرض لإطلاق نار كثيف خلال زيارته لبابا عمرو في مدينة حمص. وذكرت قناة “العربية” الإخبارية التي أوردت النبأ أن الأسد قطع الزيارة إلى المدينة.
وارتفعت حصيلة الشهداء أمس إلى30 شهيداً بينهم امرأة وطفل و5 شهداء تحت التعذيب ومجند.
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، اش ا)
400 شخصية تناقش في اسطنبول مسودة بيان يدعو إلى إقامة دولة قانون
مسؤول تركي: الاعتراف بـ”المجلس الوطني” اذا توحدت المعارضة السورية
قال مسؤول تركي إنه في حال اتفقت المعارضة السورية المنقسمة على وثيقة واحدة لتوحيد صفوفها في اجتماع يعقد اليوم في اسطنبول، فقد يتم الإعتراف بـ”المجلس الوطني” المعارض كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.
ونقلت صحيفة “حرييت” التركية عن المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه قوله في تقرير نشرته امس إنه “بحال اتفقوا على بيان للسعي لنظرة دستورية يدعمها الجميع قبل مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد في الأول من نيسان/أبريل في اسطنبول، فقد يتم الإعتراف بـ(المجلس الوطني) السوري كممثل شرعي وحيد للشعب السوري”.
وحذر المسؤول من أنه سيكون من الصعب على المعارضة السورية الحصول على الدعم الدولي في حال لم تتمكن من توحيد صفوفها.
وقال إن المجلس أقنع “الجيش السوري الحرّ” بالكف عن العمل كمجموعة مستقلة مثل عصابات وأن يتحول إلى هيئة موالية للمجلس، مشدداً على ضرورة تعزيز العلاقات بين المجلس و”الجيش الحرّ”، وأضاف “أُبلغنا عن تحقيق تقدم بين المجلس (الوطني) والمجلس الوطني الكردي”. وتابع أن على المعارضة أن تحدد أطر نظام جديد يحلّ مكان نظام الرئيس بشار الأسد، معتبراً أن الإجماع على “اتفاق وطني” في مؤتمر المعارضة الذي افتتح امس في اسطنبول قد يكون نقطة تحول بالأزمة السورية.
واعتبر المسؤول التركي أن “الإستقرار في سوريا يرتبط بدستور ديموقراطي يتلاءم مع النسيج المتعدد الثقافات بالبلاد ويمكّن المجموعات الدينية والإثنية المختلفة من التعايش في ظلّ ضمانة دستورية”.
وأمس افتتح اجتماع المعارضة في اسطنبول لاتخاذ موقف موحد حول مستقبل سوريا قبل مؤتمر “اصدقاء سوريا” المقرر الاحد المقبل في هذه المدينة، بحسب مراسل لوكالة “فرانس برس”.
وسبق الاجتماع المغلق لقاءات غير رسمية الاحد والاثنين في اسطنبول بين مختلف فصائل المعارضة ومن بينهم المجلس الوطني السوري ابرز وجوه هذه المعارضة.
والمشاركون في اجتماع المعارضة هذا الذين يبلغ عددهم 400 شخص حسب المنظمين، مدعوون الى الاعلان عن موقفهم من مسودة بيان نهائي قدمه المجلس الوطني السوري، يدعو الى اقامة دولة قانون واجراء “انتخابات حرة” في سوريا.
وقال البيان ان “سوريا الجديدة ستكون جمهورية ديموقراطية ترتكز على الحياة الدستورية وسيادة القانون الذي يجعل المواطنين متساوين ايا تكن انتماءاتهم الدينية والوطنية واثلقافية”. واضاف ان الدستور السوري الجديد “يؤكد على عدم التمييز بين مختلف مكونات المجتمع السوري” من طوائف دينية او قومية، بينما تثير اعمال العنف في سوريا مخاوف من حرب اهلية.
وفي خطاب في افتتاح الاجتماع دعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الاسرة الدولية الى دعم الجيش السوري الحر عبر تسليمه اسلحة ودفع رواتب لاعضائه، كما ذكر مصدر في الاجتماع طلب عدم كشف هويته.
وقبل بدء الاجتماع، صرح احمد كامل من المكتب الاعلامي للمجلس الوطني السوري لوكالة فرانس برس انه من المفترض ان يعلن المشاركون “التزاما رسميا” حول مستقبل سوريا سيكون الديموقراطية وتعدد الاحزاب واحترام كل الاقليات واقامة مجتمع “مدني” اي علماني.
وتمثلت قطر التي تتولى الرئاسة الدورية للجامعة العربية وتركيا التي تستضيف الاجتماع من خلال دبلوماسيين رفيعي المستوى في المنتدى الذي شارك فيه قرابة 400 ناشط، بحسب المنظمين.
لكن اجتماع اسطنبول لا يلقى اجماعا. فهيئة التنسيق الوطني للتغيير والديموقراطية التي تضم احزابا قومية عربية وكردية واشتراكية ومجموعة صغيرة بزعامة ميشيل كيلو، لا تشارك في المنتدى.
ومنذ بداية الاجتماع، بدأت الخلافات وانسحب الناشط للدفاع عن حقوق الانسان هيثم المالح من الاجتماع معتبرا ان المجلس الوطني السوري لا يحترم مكونات المعارضة الاخرى.
وقال مصدر داخل الاجتماع لـ”فرانس برس” ان “المالح انسحب لان المجلس الوطني السوري يجب ان يكون احد مكونات المعارضة ولا يسعى الى تمثيل كل المعارضة”.
ويهدف الاجتماع ايضا الى تعزيز موقف المعارضة قبل انعقاد المؤتمر الثاني “لاصدقاء سوريا” في اسطنبول.
(يو بي أي، أ ف ب)
بعيداً عن العنف .. أطفال سوريون يجدون حياة جديدة في تركيا
“قبل عام كان بشار الأسد بمثابة والد لنا جميعا” بحسب هدية فادا التي تبلغ 10 سنوات وترتاد مدرسة في مخيم للاجئين في يلايلاداغي قرب الحدود السورية. وتابعت الفتاة الشقراء: “لكنه اليوم يعذب ويقتل في حماة وحمص وادلب”.
ويسعى اطفال اللاجئين السوريين المتأثرين باعمال العنف التي تهز بلادهم الى ما يشبه حياة طبيعية في المخيمات المختلفة على طول الحدود التركية السورية.
ووصل عدد منهم مع اهلهم بعد رحلة طويلة وشاقة للهروب عبر الجبال لتجنب القوات النظامية التابعة للرئيس السوري.
واقيم مخيم يايلاداغي على بعد خمسة كيلومترات من الحدود السورية في مصنع تبغ قديم ويستقبل نحو 2500 لاجئ.
ومنذ ايلول (سبتمبر) الماضي، بدأ عشرة اساتذة اعطاء الدروس الى عدد من اطفال المخيم ولاسيما الرياضيات والعلوم واللغة التركية والمعلوماتية.
لكن الاطفال بالرغم من وجودهم في امان في المخيم ما زالوا يهتمون بالمأساة المستمرة في بلادهم. فعندما يحدثهم المرء عن سوريا يردون باخبار عن القصف والتعذيب.
وقال مهان الكاشف، البالغ عشر سنوات، “بشار يقتل الاطفال”. اضاف “اشتاق الى سوريا، لكنني لا اريد العودة اليها، فهناك حرب”.
وادى قمع التظاهرات ضد النظام والمعارك بين الجيش النظامي والمنشقين عنه الى مقتل اكثر من 9 الاف شخص في غضون عام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان والى فرار 17 الف سوري الى تركيا. اغلب اللاجئين نساء واطفال.
في غرفة المعلوماتية رسمت سهاد صبان البالغة عشر سنوات طفلا حزينا على شاشتها. وقالت “هذا الطفل مثلي”. وتابعت “هربت الى بلد آخر. انا في آمان، لكن على التلفزيون نرى الاطفال الذين يقتلون في سوريا”.
ويبذل الاساتذة الذين يتكلمون العربية جميعا كل ما في وسعهم لتضميد الجراح النفسية.
قالت مدرسة الحضانة اوزغي دغرويل: “ان التهجير قد يكون قاسيا جدا على الاطفال، لا سيما بوجود نزاع مسلح”. وتابعت “بعضهم يروي ما عانوه في ديارهم لكننا لا نجبرهم، كي لا يعانوا من الصدمة”، موضحة “كما نطلب مساعدة نفسية عند الحاجة”.
لكن المدرسين يؤكدون ان جذب اهتمام الاطفال صعب اول وصولهم. وقالت فيليز كابلان، التي تدرس اللغة التركية، “انهم يعارضون كل ما يمثل السلطة في بلادهم لذلك يعارضوننا”.
غير ان اغلبية الاطفال تبدي حماسة حيال تركيا.
ففي مخيم يايلاداغي رسموا اعلام تركيا وسوريا جنبا الى جنب على حائط احدى قاعات الدرس وكتبوا بالتركية “تركيا احبك”.
في مخيم آخر في بلدة بوينويوغون على بعد 500 متر من الحدود يتابع الاطفال دروسا في تلاوة القرآن في اثناء نهاية الاسبوع بعد دروس عامة في اثناء الاسبوع.
وقالت صبرية محمد التي تدرس القرآن “لا يمكنهم نسيان ما عاشوه في سوريا”. اضافت “ما زالوا يحلمون في قرارة انفسهم بالعودة الى المنزل”.
(ا ف ب)
دمشق توافق على “الخطة” وعنان يتوقع “نهاية النظام”
دمشق – “الخليج”، واشنطن – حنان البدري:
وافقت دمشق على مقترحات المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي عنان، لوضع حد لأعمال العنف . وأعلنت الصين دعمها للخُطة التي أيدتها المعارضة أيضاً، حيث توقع عنان رحيل الأسد في النهاية”، كما رحبت الدول الغربية، بحذر بانتظار التطبيق، بالرد الإيجابي من دمشق على الخطة، وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية أن الموافقة يجب أن تقترن ب”أفعال فورية” مثل وقف إطلاق النار، يأتي ذلك في وقت زار الأسد حي بابا عمرو في حمص الذي كان تحت سيطرة “الجيش الحر” قبل أن يستعيده الجيش النظامي . وقال الأسد بحسب ما نقلت وكالة “سانا” عنه “إن الدولة لم تتأخر في أداء واجبها في حماية مواطنيها” . وأضاف أنه “كان لا بد من العمل لاستعادة الأمن وفرض سلطة القانون”، واعداً بإعادة إعمار ما تم تخريبه وتدميره .
وكان عنان قال في موسكو، قبل توجهه إلى بكين للحصول على دعمهما لخطته، إن الأسد قد يضطر إلى الرحيل “في النهاية” في إطار تسوية للصراع . وأوضح أن “هذه واحدة من القضايا التي سيتعين على السوريين اتخاذ القرار بشأنها” . وأضاف: “إن جهودنا ترمي إلى مساعدة السوريين في الجلوس على المائدة وإيجاد سبل للخروج من كل هذا . . . ربما يتحقق ذلك في النهاية، غير أن القرار ليس بيدي، بل بيد السوريين” .
ميدانياً، قتل 17 سورياً، بينهم 4 عسكريين، في أعمال عنف في مناطق مختلفة من البلاد، كما أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان . وأفاد ناشطون بأن اشتباكات دارت بين “الجيش الحر” والجيش النظامي في أحياء عدة على مشارف دمشق . وأعلن “المرصد” أن حصيلة الضحايا منذ بدء الثورة تجاوزت ال9700 قتيل، فيما أفادت الأمم المتحدة أنهم تجاوزوا ال9 آلاف .
إلى ذلك، أعلن أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي أن مشروع القرار الذي سيعرض على القمة العربية في بغداد سيدعم خطة عنان، ويدعو إلى الحوار بين المعارضة والنظام .
في واشنطن، استبعد مصدر أمريكي أن تشمل زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للمنطقة التوقف في دول أخرى غير السعودية -حتى الآن- قبل توجهها إلى اسطنبول لحضور مؤتمر أصدقاء سوريا والذي سيعقد الأحد المقبل . وقال المصدر ل”الخليج” “إن جدول أعمال الوزيرة في الزيارتين سيركز على الشأن السوري والتهديد الإيراني، وأنها ستجتمع بعد غد (السبت) بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في إطار حضورها جانباً من اجتماع منتدى التعاون الاستراتيجي الأول لدول مجلس التعاون” . وثمن المصدر زيارة كلينتون لتركيا بعد جلوسها مع الدول العربية الفاعلة بالمنطقة، معتبرا الزيارة تدشيناً لحملة دبلوماسية دولية بقيادة الولايات المتحدة تستهدف الضغط على النظام السوري للوصول إلى طريق وحيد لا بديل له وهو وقف فوري للعنف والجلوس إلى طاولة التفاوض للاتفاق على آلية إحداث تحول سياسي حقيقي وديمقراطي في سوريا يشمل كل أطياف المعارضة .
وقال المصدر “هذه الحملة ربما ستكون جهداً دبلوماسياً أخيراً لوقف عنف النظام السوري، فالولايات المتحدة لديها الزخم الدولي والإقليمي الكافي لفحص خيارات أخرى في حال ماطل الأسد، والذي عليه انتهاز هذه الفرصة لأن أجندتنا الزمنية ليست مفتوحة” .
ورفض المصدر الإجابة عن سؤال حول وجود تغير في الموقف الأمريكي بالنسبة إلى مسألة تسليح المعارضة السورية وما تردد عن خشية أمريكا من وقوعها في أيدي معارضة لها توجهات دينية، ولكنه قال إن التردد الأمريكي كان بسبب الخشية من عسكرة الصراع وأن يؤدي التصعيد إلى تفاقم الوضع وإراقة المزيد من الدماء ناهيك عن خشية وقوع تلك الأسلحة في يد “الجهة الخطأ” .
وكانت المتحدثة باسم كلينتون فيكتوريا نولاند قد أكدت أمس أن وزيرة الخارجية ستجري أولا – الجمعة – محادثات في الرياض مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لبحث ما وصفته بالقضايا الإقليمية وكذلك التعاون الأمني بين البلدين وجهود وضع حد “لحمام الدم في سوريا”، وذلك قبل توجهها إلى اسطنبول، الأحد، للمشاركة في اجتماع “أصدقاء سورية الثاني” . وقالت نولاند إن الوزيرة ستركز خلال الزيارتين على إنهاء إراقة الدماء في سوريا . كما ستعقد اجتماعات ثنائية مع عدد من القادة الحاضرين للمؤتمر بمن فيهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو .
على صعيد آخر، وبالتوازي مع زيارتها للمنطقة، أوفدت هيلاري كلينتون مساعدتها لشؤون الدبلوماسية العامة كاثلين ستيفنز في جولة للمنطقة قبل أيام لتشمل الأردن والمناطق الفلسطينية و”إسرائيل” وقطر والجزائر، وذلك في مهمة تبدو أقرب لمحاولة تفعيل الدور الأمريكي مع منظمات المجتمع المدني وبالتركيز على الشباب وإن كانت ستيفنز ستلتقي مسؤولين رسميين بهذه الدول .
غالبية المعارضة السورية تتفق على توحيد جهودها
العرب يدعون دمشق لوقف العنف
هيمنت الأزمة في سوريا على اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقدوه في بغداد على هامش القمة العربية المقررة غدا، حيث دعوا دمشق إلى وقف العنف فورا وضمان حرية التظاهر، كما دعوا السلطات السورية والمعارضة إلى بدء حوار وطني جاد. يأتي ذلك في حين اتفق معظم أطياف المعارضة على توحيد جهودها في مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
فقد طالب مشروع القرار العربي مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار بشأن سرويا يستند إلى المبادرة العربية، ودعا كذلك السلطات بدمشق إلى وقف العنف وضمان حرية التظاهر، كما دعا المعارضة والسلطات إلى بدء حوار وطني جاد، في حين اعتبر مجزرة بابا عمرو جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية.
وشدد وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري في كلمته على حق الشعب السوري في تحديد مصيره ورفض العنف والقتل.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن مشروع القرار سيحمل السلطات السورية مسؤولية العنف المتفجر بالبلاد منذ أكثر من عام.
ويتزامن اجتماع بغداد مع إعلان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان موافقة دمشق على خطته للحل.
وبحسب وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي فإن ناصر القدوة مساعد أنان سيحضر إلى بغداد لإطلاع الوزراء العرب على تطورات مهمة أنان.
توحيد المعارضة
وفي تطور هام على مسار الأزمة السورية، اتفقت معظم أطياف المعارضة السورية على توحيد جهودها في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد وفق تصورها، كما اتفقت خلال اجتماع لها بمدينة إسطنبول التركية أمس، على ما سمته مبادئ عهد وطني تشكل الركائز الأساسية.
وفيما يتعلق بانسحاب المجلس الوطني الكردي من اجتماع المعارضة أوضح جورج صبرا عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، أن الانسحاب جاء بسبب رفض المعارضة إدراج فقرات تتعلق بأكراد سوريا في وثيقة العهد الوطني.
وأكد في تصريحات للجزيرة أن الحوار سيتواصل مع المجلس الكردي ومن لم يحضروا لقاء إسطنبول بغية توحيد صفوف المعارضة.
وكان المعارض البارز هيثم المالح قد انسحب من قاعة الاجتماع، متهما المجلس الوطني السوري بالهيمنة الزائدة على الحد.
يذكر أن هيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة برئاسة حسن عبد العظيم رفضت المشاركة في اجتماع إسطنبول، بحجة أن تركيا وقطر هما اللتان وجهتا الدعوات إلى أطراف المعارضة.
دعوة كلينتون
وفي سياق متصل دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة السورية إلى توحيد رؤيتها والالتزام بحماية حقوق كل السوريين، وتعهدت بدفع المعارضة بكل قوة “من الآن وحتى مؤتمر أصدقاء سوريا في إسطنبول لتقديم رؤية والتزام صريح بإشراك كل السوريين وحماية حقوقهم”.
وشددت كلينتون على أن موافقة الرئيس السوري على خطة أنان سيحكم عليها بناء على أفعاله لا أقواله.
وقالت “إذا كان الأسد يريد إقفال هذا الفصل الأسود في تاريخ سوريا فعليه أمر قواته على الفور بوقف إطلاق النار والانسحاب من المناطق السكنية وإطلاق السجناء السياسيين والسماح لوسائل الإعلام العالمية بحرية التنقل والبدء في مسار سياسي تمهيدا لمرحلة انتقالية.
وكان أنان قد تلقى أول أمس الرد السوري على خطته الداعية إلى إنهاء العنف عبر وقف لإطلاق النار تشرف عليه الأمم المتحدة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، والإفراج عن جميع المعتقلين في إطار الاحتجاجات، وبدء عملية إصلاح سياسي شاملة تضمن التعددية الحزبية.
واعتبر أنان الرد السوري خطوة مبدئية هامة يمكن أن تنهي العنف وإراقة الدماء، وتوفر المساعدة للمحتاجين، وتخلف ظروفا تساعد في إجراء حوار سياسي من شأنه تلبية الطموحات المشروعة للشعب السوري.
وكان أنان الذي حصل على دعم لمهمته من كل من بكين وموسكو قد أكد في وقت سابق أن رحيل الأسد “من القضايا التي سيتعين على السوريين اتخاذ القرار بشأنها”.
من جانبه انتقد الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف دعوات غربية إلى رحيل الأسد، وقال في تصريحات صحفية إن الاعتقاد أن رحيل الأسد سيحل كل المشاكل يعبر عن “قصر نظر”، وأضاف أن من يقرر مستقبل سوريا هو الشعب السوري وليس قادة دول أجنبية.
وأعلنت روسيا عدم نيتها حضور مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد الأحد المقبل بإسطنبول رغم تلقيها دعوة للحضور، وكانت روسيا قد قاطعت الجولة الأولى من المؤتمر نهاية فبراير/شباط الماضي بتونس.
وينتظر أن تصدر عن مؤتمر إسطنبول مبادرة تركية أميركية لتوفير مساعدات غير عسكرية للمعارضة السورية تشمل معدات اتصال بالإضافة إلى مواد طبية.
محاولات لاقتحام الرستن واشتباكات بحمص ودرعا
الجيش السوري يقتحم قلعة المضيق
اقتحمت قوات الجيش النظامي السوري بلدة قلعة المضيق في ريف حماة صباح اليوم الأربعاء، ودخلت في اشتباكات مع منشقين في حمص ودرعا، وذلك بعد سقوط أكثر من ثمانين قتيلا في مواجهات أمس الثلاثاء.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن العضو بمجلس قيادة الثورة في حماة أبو غازي أن القوات النظامية اقتحمت قلعة المضيق والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط إطلاق نار كثيف. وأشار إلى أن قلعة المضيق كانت محاصر وتتعرض للقصف منذ 17 يوما. كما أشار إلى تعرض القلعة الأثرية بالمنطقة لنيران القوات النظامية.
وتحدث عن عمليات كر وفر بين الجيش النظامي وعناصر الجيش الحر الذين حاولوا تأخير دخول القوات النظامية إلى البلدة قدر الإمكان قبل الانسحاب. وقال إن وجود الجيش الحر كان يقتصر على تأمين المظاهرات.
من جهة ثانية, بدأت القوات النظامية محاولات لاقتحام مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة النظام منذ أسابيع, وذلك حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى مقتل ثلاثة جنود من الجيش النظامي, وإصابة 16 آخرين, فيما أصيب أربعة من المجموعات المسلحة المنشقة عند مدخل المدينة.
كما اندلعت اشتباكات في مدينة حمص، حسبما أفادت لجان التنسيق المحلية, بالتزامن مع مواجهات في درعا (جنوب), بالإضافة إلى بلدة بصر الحرير.
قصف لأحياء حمص
وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى قصف عنيف صباح اليوم على أحياء حمص القديمة وحي باب هود, وقالت إن الانفجارات تهز المدينة. وذكرت الهيئة أن الجيش النظامي قصف تلبيسة بحمص مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
وقد شهدت منطقة مشاريع القاع المجاورة للحدود السورية، شرق لبنان، أمس نزوحاً لأهالي المنطقة اللبنانيين، بعد تعرض منطقتهم لقذائف ورصاص طائش من الجانب السوري إثر اشتباكات بين الجيش النظامي ومنشقين داخل الحدود السورية. وطالب النازحون الجيش اللبناني، الذي كثف وجوده في تلك المنطقة، بتوفير الحماية لهم.
وقد نفى الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أي توغل للقوات السورية داخل الأراضي اللبنانية، وقال إنه لو حدث توغل فإنه “لن يقبل به”. وأوضح لصحيفة النهار أن اتصالاته مع قيادة الجيش اللبناني أشارت إلى أن ما حصل كان اشتباكات بين الجيش السوري وعناصر من الجيش السوري الحر على مركز للهجانة السورية أدى إلى وقوع قذيفة في لبنان لكن من دون إصابات أو توغل أو وجود للجيش السوري الحر في لبنان.
وكانت تقديرات الهيئة العامة للثورة السورية قد أشارت إلى أن القوات النظامية قتلت أمس الثلاثاء نحو ثمانين شخصا معظمهم في محافظات إدلب وحمص وحماة، بينما ذكرت الأمم المتحدة أن عدد قتلى الاحتجاجات في سوريا بلغ أكثر من 9000 منذ بدء الثورة قبل أكثر من عام.
من جهة ثانية قال السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد إن الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري خاصة التعذيب يمكن أن تشكل جرائم ضد الإنسانية.
وذكر فورد في جلسة استماع بالكونغرس أنه تحدث مرارا مع الرئيس السوري بشار الأسد بشأن الانتهاكات، بيد أنه لم يكترث كثيرا بحقوق الإنسان، على حد تعبيره.
استقالة محققة للأمم المتحدة بسوريا
تقول الأمم المتحدة إن أكثر من ثمانية آلاف شخص قتلوا خلال الانتفاضة المناهضة للأسد منذ عام (الجزيرة-أرشيف) قالت محققة ضمن فريق من ثلاثة محققين في لجنة تابعة للأمم المتحدة توثق جرائم ضد الإنسانية ترتكب في سوريا، إنها استقالت احتجاجا على رفض الحكومة السورية السماح لهم بدخول البلاد.
ونقلت رويترز عن التركية ياكين أرتوك أنها شعرت بأنه لا جدوى من الاستمرار في اللجنة التي قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تمديد تفويضها يوم الجمعة حتى دورة سبتمبر/أيلول، مضيفة “لا يمكن للجنة القيام بعمل شامل والتحقيق في مناطق بعينها بسبب عدم السماح بالدخول لذلك قررت عدم الاستمرار”.
وأوضحت أن استقالتها ليست انتقادا لعمل اللجنة التي قالت إنها بذلت كل ما في وسعها في ظل الظروف الراهنة للوقوف على حقيقة جرائم ارتكبتها الحكومة السورية على مدى العام الماضي، مشيرة إلى أنها شعرت بأنه ليس لديها ما يمكنها الإسهام به أكثر من ذلك.
وأضافت أنه ليس من الواضح كون محقق آخر سيحل محلها، وقالت إنه لو سمح لهم بزيارة سوريا لاستمرت في العمل في التحقيق.
وتابعت “كان السماح بدخولنا سيمكننا من إثراء أساليب عملنا والتوصل إلى طرق جديدة، وهناك مجالات مثل الاحتجاز لا يمكننا الحديث عنها إلا من خلال أقوال شهود عيان لكن هناك حاجة عاجلة لزيارة مراقبين لمراكز الاحتجاز تلك”.
وناشد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فريق المحققين “إجراء مسح وتحديث هذا المسح لممارسات الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان منذ مارس/آذار 2011 بما في ذلك تقييم أرقام الضحايا”.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ثمانية آلاف شخص قتلوا خلال الانتفاضة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد المستمرة منذ عام.
وذكر فريق التحقيق بقيادة البرازيلي باولو بينيرو في تقرير الشهر الماضي أن “القوات السورية قتلت بالرصاص نساء وأطفالا عزلا وقصفت مناطق سكنية وعذبت المحتجين الجرحى في مستشفيات بناء على أوامر من أعلى المستويات من الجيش ومسؤولي الحكومة”.
وأعد قائمة سرية بالأشخاص الذين يشتبه في إصدارهم أوامر بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لمحاكمتهم في المستقبل.
وقال بينيرو للصحفيين الجمعة الماضية في نيويورك إن محققيه يتلقون معلومات حديثة من الميدان وإنهم لمحوا اتجاها جديدا في الصراع يتمثل في عدد أقل من القتلى خلال الحملات الأمنية التي تستهدف الاحتجاجات مقابل مقتل عدد أكبر خلال الهجمات التي يشنها الجيش على كل بلدة على حدة.
ويذكر أن تركيا مسقط رأس ياكين أرتوك أغلقت أمس الاثنين سفارتها في دمشق مستندة إلى تدهور الأوضاع الأمنية و”لممارسة ضغوط على حكومة الأسد التي تزداد عزلة”.
المصدر:رويترز
اتهام لمعارضة سوريا بانتهاك حقوق الإنسان
قال السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد إن لديه تقارير تفيد بأن جماعات المعارضة السورية المسلحة مارست انتهاكات لحقوق الإنسان مثلها مثل القوات الحكومية، وحذر الجانبين من ارتكاب مثل تلك الانتهاكات.
وسئل فورد في جلسة استماع بالكونغرس الأميركي عن بيانات صدرت مؤخرا عن منظمة هيومن رايتس ووتش أفادت بأن جماعات المعارضة المسلحة في سوريا ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من خطف واحتجاز وتعذيب لأفراد من قوات الأمن ومؤيدي النظام.
وقال فورد إن الولايات المتحدة أثارت الموضوع مع المجلس الوطني السوري (معارضة) الذي أصدر الأسبوع الماضي بيانا جاء فيه أن مثل هذه الانتهاكات تتناقض مع ما يناضل من أجله.
واعتبر السفير الأميركي أنه كلما استمر العنف لفترة أطول في سوريا أصبح أسوأ وظهر عدد أكبر من “المتشددين” في الجانبين الذين هم ليسوا بالضرورة من المدافعين عن حقوق الإنسان، وفق تعبيره.
وذكر أن الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري خاصة التعذيب يمكن أن تشكل جرائم ضد الإنسانية، وأضاف أنه تحدث مرارا مع الرئيس السوري بشار الأسد بشأن الانتهاكات، بيد أنه لم يكترث كثيرا بحقوق الإنسان، على حد تعبيره.
كما وجهت هيومن رايتس ووتش اتهامات إلى القوات النظامية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان شملت استخدام دروع بشرية في شمال سوريا.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الموفد الأممي إلى الشرق الأوسط روبرت سيري أن عدد القتلى في سوريا منذ اندلاع الثورة قبل أكثر من عام تجاوز 9000، وكانت حصيلة سابقة للأمم المتحدة قد أشارت إلى مقتل 7500 سوري.
وقال سيري في جلسة استماع بمجلس الأمن إنه يتعين وقف القتال فورا، وتجنب تصعيد أكبر في سوريا.
المصدر:رويترز
مشروع قرار عربي يحمل النظام السوري مسؤولية العنف
نابع من القرارات العربية السابقة وتطورات مهمة المبعوث الدولي عنان
العربية.نت
توصل وزراء الخارجية العرب إلى مشروع قرار متميز ومحدث حول الأزمة السورية سوف يعرض على القمة، نابع من القرارات العربية السابقة وما حصل من تطورات في مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان وموافقة الحكومة السورية على هذه المبادرة.
واعتبر هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي في مؤتمر صحافي أن الموضوع السوري “من المواضيع الضاغطة علينا جميعا، وأصبح موضوعاً دولياً، وخرج حتى من الحالة العربية فقط”، مشدداً على أننا “لا نستطيع أن نكون محايدين في مسألة العنف والقتل اليومي واستمرار الوضع الحالي كما هو إطلاقا”، مشيراً إلى أن “قرارات عنان ترجع إلى مبادرة جامعة الدول العربية”.
ورأى أن “الوضع في سوريا يتجه باتجاه التدويل، والموضوع أصبح بيد مجلس الأمن والمرحلة حرجة جداً، ولم نوفق بأن نبقي الأمر بيد الجهود العربية، لذا نأمل النجاح لمهمة عنان حتى تخرج سوريا من محنتها بإجراء إصلاح جذري وحقيقي، وتمكين الشعب السوري من أن يأخذ قراراته بنفسه، بإصلاح قيادة الدولة”، مشيراً إلى أن “الفتاوى التحريضية على العنف والتشدد والتعصب، والقرار الذي سيخرج من قمة بغداد في هذا الاتجاه قوي جدا، وهناك قرارت دولية ملزمة”.
وبحسب نص مشروع القرار فإن القمة العربية ستحمل السلطات السورية مسؤولية العنف وستدعو في الوقت ذاته إلى حوار بين الحكومة والمعارضة للخروج من الأزمة.
وكان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي قد قال لوكالة فرانس برس اليوم الأربعاء إن السلطات السورية لن تتعامل مع أية مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية. وأضاف أن سوريا تنطلق بعلاقاتها مع الدول العربية، منذ تعليق عضويتها في الجامعة بشكل ثنائي فقط.
زيباري يدين الانتهاكات السورية
وفي احتماع وزراء الخارجية قال هوشيار زيباري إن “انعقاد قمة بغداد يؤشر إلى بداية مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة العربية التي تشهد تطورات وتغيرات سياسية غير مسبوقة”.
ودان زيباري في الكلمة التي ألقاها،كافة الانتهاكات والعنف في سوريا، معبراً عن دعمه للحل السياسي، مشدداً على أن العراق يدعم تطلبات الشعب السوري المشروعة في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله، واختيار حكامه، وفي التداول السلمي للسلطة، وإدانة أعمال العنف والقتل وإيقاف نزيف الدم، والتمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الأجنبي، حفاظاً على وحدة سوريا وسلامة شعبها.
وأكد التزام العرق بالقرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية، وبجهود المبعوث الأممي والعربي السيد كوفي عنان بهذا الشأن.
من جهته، دعا وزير الخارجية الليبي عاشور سعد بن خيال، الجامعة العربية إلى المزيد من العمل الجماعي والفردي للضغط دولياً على النظام السوري. وقال في افتتاح الاجتماع إن الشعب السوري يواجه نظاماً استبدادياً، يقوم بعمليات إبادة وقتل ضد شعب كل ذنبه أنه طالب بكرامته على حد تعبيره.
حقوق الإنسان: أطفال سوريا يعذبون ويحجزون كرهائن
قوات الأسد تقتحم قلعة المضيق في ريف حماة
العربية.نت
أعلنت هيئة الثورة أن 11 قتيلاً سقطوا اليوم بنيران جيش النظام السوري، في حين قال المركز الإعلامي السوري إن جيش النظام يقصف بالمدفعية حي الخالدية بحمص.
واقتحم الجيش السوري النظامي بلدة قلعة المضيق في ريف حماة، وسط قصف عنيف وحصار دام أياماً، حسب ما أعلنته شبكة شام الإخبارية، فيما ناشدت لجان التنسيق المحلية السورية الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية بدخول مدينة سراقب في إدلب لإسعاف الجرحى ودفن عشرات القتلى، الذين سقطوا منذ اقتحام الجيش النظامي للبلدة وفرض الحصار عليها.
وفجراً أفيد باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر في سقبا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وكانت لجان التنسيق قد أعلنت عن اشتباكاتٍ عنيفة شهِدتها حرستا في ريف دمشق.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وجيش النظام في سقبا وكفر بطنا وجسرين في ريف دمشق، وأعلن الأهالي في حي القدم بدمشق إضراباً عاماً، حداداً على أرواح القتلى حسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية.
ودارت في حي العباسية في حمص اشتباكاتٌ قوية بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام، فيما هز انفجارٌ ضخم ساحة العاصي في مدينة حماة.
وُقتل أكثر من ٢٠ شخصاً بقصف استهدف مبنى سكنياً في سراقب بريف إدلب،
في حين تُواصل دباباتُ جيش النظام محاصرة بلدة جسرين في الغوطة الشرقية بريف دمشق. أما في اللاذقية فهز انفجارٌ قوي حي الجركس بمدينة جبلة.
قصف على بصرى الحرير
وفي الوقت نفسه، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام بدأت بقصف منطقة بصرى الحرير واللجاة في درعا، بعد انتهاء المهلة التي أعطتها لسكان المدينة لتسليم 40 منشقاً.
وفي هذه الأثناء بث ناشطون صوراً على الإنترنت تظهر عائلات محاصرة خلال قصف جيش النظام للبلدة. وقال ناشطون إن قوات الحكومة السورية واصلت استخدام نيران الأسلحة الثقيلة ولأساليب الحصار ضد معاقل المعارضة اليوم الأربعاء رغم قبول الرئيس بشار الأسد خطة سلام تدعو إلى انسحاب الجيش إلى ثكناته. كما ذكرت فرانس برس.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 9000 شخص قتلوا في الانتفاضة ضد حكم الأسد، والمستمرة منذ عام، وتعلن سوريا أن حوالي 3000 من أفراد قوات الأمن قتلوا وتلقي بالمسؤولية على مجموعات إرهابية.
سياسياً
قالت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة اليوم الاربعاء إنها تعتقد أن الأسد يتحمل مسؤولية مباشرة عما تفعله قواته، كما نقلت فرانس برس.
وتابعت بأن الحكومة تتذرع بوجود أفراد مسلحين في المجتمعات المدنية، وأنه يوجد إرهابيون نشطون. هذا ليس ذريعة على الإطلاق لاستخدم الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين في مناطق بها كثافة سكانية عالية، ولذلك فإن هذه جريمة وفقاً للقانون الدولي.
وقالت إنها شاهدت أدلة مروعة على أن الأطفال يتعرضون لسوء المعاملة في مراكز الاعتقال السورية. وأضافت أنه أمر مروع، الأطفال يضربون بالرصاص في الركبة ويوضعون مع الكبار في أحوال غير إنسانية فعلا، ويحرمون من العلاج الطبي ويحتجزون كرهائن للحصول على معلومات.
أنباء عن اعتزام الجيش السوري الحر افتتاح قناة فضائية تبث عملياته
روما (28 آذار/ مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نشرت مواقع معارضة سورية بياناً منسوباً للجيش السوري الحر المكون من ضباط وعناصر منشقة عن الجيش النظامي، أن قيادة هذا الجيش المعارض تعتزم إطلاق قناة تلفزيونية فضائية عامة تنقل من خلالها أخبار وعمليات الكتائب المعارضة للنظام السوري والتي تحاول رص صفوفها والتوحد ضمن هيكل عسكري واحد
ووفق معلومات البيان فإن القناة التلفزيونية ستبث عبر القمر الاصطناعي (نايلسات) وستعمل على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، ومن المتوقع أن تبدأ بثها للجمهور اليوم
ويأمل مطلقو القناة أن تساهم في “تحقيق الحرية للشعب السوري” وأن تستفيد منها كل القنوات الإخبارية
وحول هذه الخطوة الإعلامية للمعارضة العسكرية، قال معارض سوري طلب عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي من دمشق “تتطور أدوات الجيش السوري الحر والفصائل المسلحة التابعة له تتطور بشكل مطرد رغم اشتداد العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات العسكرية والأمنية التابعة للنظام السوري” حسب قوله
وأضاف “إن تم مد هذه القيادة العسكرية بالمساعدات اللوجستية والعسكرية التي تحتاجها فإنها قد تسحب البساط من المعارضة السياسية كلها، التي تنشط في الداخل والخارج على حد سواء، وستقود هي وحدها المرحلة الانتقالية المقبلة بعد سقوط النظام الحالي” وفق تقديره
وتابع “إبعاد المعارضات السياسية لصالح المعارضات العسكرية أمر إشكالي، ويحتاج للكثير من الحذر، وبكل الأحوال قيام المعارضة المسلحة بقيادة الفترة الانتقالية أفضل من بقاء النظام الحالي” حسب رأيه
فيسترفيلله يدعو القيادة السورية إلى التنفيذ الفوري لخطة أنان
برلين (28 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله القيادة السورية إلى التنفيذ الفوري لخطة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان لانهاء العنف ذات النقاط الست
وقال فيسترفيله في برلين اليوم الاربعاء “إن الكلمات أو الإعلانات الغامضة” من جانب دمشق “لم تعد كافية” حسب تعبيره
وشدد رئيس الدبلوماسية الألمانية على الحاجة “لتنفيذ الخطة بشكل عاجل” وأضاف “نحن نعول على الكلمات، وليس الأفعال” على حد قوله
وتتكون خطة كوفي أنان للسلام من ست نقاط، وتدعو الخطة إلى وقف القتال تحت رقابة الأمم المتحدة، وانسحاب القوات الحكومية من المدن التي تكثر فيها المعارضة، وتحسين سبل وصول المساعدات الإنسانية
مفوضة حقوق الإنسان: النظام السوري يستهدف الأطفال
قالت نافي بيلاي، مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان، لبي بي سي إن السلطات السورية يتعمد استهداف الاطفال بطريقة ممنهجة، معبرة عن قلقها العميق على مصير المئات من الاطفال المحتجزين في السجون السورية. واتهمت الولايات المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد بعدم الوفاء بتعهده باحترام خطة السلام العربية الدولية.
وقالت بيلاي إن بوسع الرئيس السوري بشار الاسد انهاء حالات قتل المدنيين واحتجاز الاطفال بسهولة عن طريق اصدار امر رئاسي بهذا الخصوص.
وكانت الحكومة السورية قد وافقت على خطة للسلام تقدم بها مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى دمشق كوفي عنان.
ولكن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قالت إن الافعال وليس الاقوال هي التي ستثبت حسن نوايا الحكومة السورية.
وقالت كلينتون “إن سجل الاسد حافل بالوعود غير المنفذة، ولذا يجب ان نتأكد ان الالتزام المعلن للحكومة السورية بالخطة الاخيرة سيقابلها فعل فوري.”
واضافت المسؤولة الامريكية “اذا كان (الاسد) ينوي فعلا طي هذه الصفحة المظلمة من تاريخ سوريا، فبإمكانه اثبات ذلك فورا باصدار اوامره لقواته بالتوقف عن اطلاق النار والانسحاب من المناطق الآهلة بالسكان.”
مسؤولية الأسد
وقالت نافي بيلاي لبي بي سي إن الرئيس السوري سيحاكم جراء الانتهاكات التي اقترفتها قواته.
وأضافت المسؤولة الاممية ردا على سؤال حول مسؤولية الرئيس الاسد عن الانتهاكات “هذا هو الموقف القانوني. فهناك ما يكفي من الادلة التي تشير الى ان العديد من الانتهاكات ارتكبت من جانب قوات الامن التي لابد انها كانت تأتمر بارفع المستويات في الدولة السورية. فبوسع الرئيس الاسد اصدار امر لقواته بالتوقف عن قتل المدنيين، وعندئذ ستتوقف هذه الاعمال فورا.”
وتحدثت بيلاي عما وصفته “بالمعاملة المريعة” التي تعرض لها الاطفال اثناء الازمة التي ما برحت سوريا تمر بها، وقالت “انهم يستهدفون الاطفال باعداد كبيرة، فقد احتجزوا وعذبوا المئات منهم. انه امر مرعب.”
وقالت بيلاي إن مرتكبي هذه الانتهاكات سيحاسبون على افعالهم، واضافت “لا تسقط هذه الجرائم بالتقادم، فالاسد وغيره قد يتمكنون من الافلات لمدد طويلة ولكنهم سيواجهون العدالة يوما ما.”
وكانت فصائل سورية معارضة قد اتفقت في وقت متأخر من يوم امس الثلاثاء على الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا رسميا للشعب السوري، وذلك في اجتماع عقد في اسطنبول كان الهدف منه توحيد حركة المعارضة لنظام الرئيس الاسد.
وقال مراسل بي بي سي في المؤتمر إنه لم يلتق بأي شخص من المشاركين ممن يثق بالتزام الرئيس الاسد بعهوده على المدى الطويل، وان معارضي الاسد لن يقبلوا بأي صفقة تتضمن بقاءه في السلطة.
ولكن مراسلنا اضاف ان الخلافات بين الفصائل المعارضة كانت واضحة للعيان، حيث سادت المؤتمر المشاحنات والانسحابات.
وفي واشنطن، اتهمت الحكومة الأمريكية الرئيس السوري بشار الأسد بعدم الوفاء بتعهده باحترام خطة السلام العربية الدولية.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الأسد لم يتخذ الخطوات اللازمة لتنفيذ خطة السلام التي طرحها عليه كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لتسوية الازمة في سوريا.
من جانبه، قال احمد فوزي الناطق باسم المبعوث الدولي كوفي عنان إنه (عنان) يعتبر موافقة الحكومة السورية على خطته “خطوة اولية مهمة” على طريق انهاء العنف، ولكنه اضاف ان التنفيذ هو الفيصل.
وشكر عنان، الذي يقوم حاليا بزيارة الصين حيث التقى برئيس وزرائها وين جياباو، الدول التي دعمت جهود الوساطة التي قام بها.
وتدعو خطة عنان ذات النقاط الست الحكومة السورية الى سحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المناطق المأهولة، كما تدعو طرفي النزاع الى الالتزام بهدنة يومية امدها ساعتان لاتاحة الفرصة لايصال مواد الاغاثة الانسانية للمناطق المتأثرة بالقتال. كما تشمل الخطة بندا يطالب الحكومة السورية باطلاق سراح المحتجزين.
الا انها تخلو من اي مهلة للرئيس السوري، ولا تطالب بتنحيته.
ولكن مراسلة بي بي سي في الامم المتحدة تقول إنه رغم الانتقادات التي وجهها كثيرون الى الخطة فإنها تؤشر الى انبثاق مرحلة جديدة إذ انها تمثل اول محاولة لانهاء العنف الدائر في سوريا تحظى بتأييد كل اعضاء مجلس الامن بما فيهم روسيا والصين.
وتقول مراسلتنا إنه يبدو ان هذا الموقف الدولي الموحد هو الذي اجبر الرئيس الاسد على الموافقة على خطة كوفي عنان.
الصين تحث
على صعيد آخر، حثت الصين دمشق يوم الاربعاء على “الوفاء بالتزاماتها”، وذلك عقب اعلان الحكومة السورية موافقتها على خطة كوفي عنان الهادفة الى وضع حد للعنف الدائر في البلاد منذ اكثر من عام.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن زيارة عنان التي التقى خلالها برئيس الحكومة وين جياباو وناقش معه مسار الازمة السورية قد “حققت نجاحا كاملا”، متعهدة بدعم الصين المتواصل لمهمته.
وقال هونغ لي، الناطق باسم الخارجية الصينية، للصحفيين ببكين “ستواصل الصين دعمها لجهود الوساطة التي يقوم بها كوفي عنان، وتأمل في ان يخلق المجتمع الدولي الاجواء الضرورية لنجاح هذه الجهود. ونحن سعداء لموافقة الحكومة السورية على خطة عنان ذات النقاط الست ونعتقد ان من شأن هذه الخطة المساعدة في حل الازمة السورية حلا سياسيا. ونحن نأمل ان تحترم الحكومة السورية والاطراف المعنية الاخرى بالتزاماتها.”
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
مؤتمر المعارضة السورية: اختيار المجلس الوطني ممثلا شرعيا للسوريين وسط خلافات وانسحابات
اعلن عن تشكيل لجنة تتولى الاعداد لـ “اعادة هيكلة المجلس الوطني”
اتفقت اغلببية جماعات المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر اسطنبول على تسمية المجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري، الا ان مراسلنا يقول ان جوا من الخلاف وعدم الاتفاق ظل مهيمنا على المؤتمر الذي شهد انسحاب عدد من الجماعات والافراد المشاركين فيه.
وجاء في البيان الختامي الذي تلي في اختتام فعاليات المؤتمر في اسطنبول ان المؤتمر قرر أن المجلس الوطني السوري هو المحاور الرسمي والممثل الرسمي للشعب السوري.
رحبت جماعات معارضة سورية تحضر مؤتمر المعارضة في اسطنبول بنبرة يشوبها التحفظ والشك بقرار الرئيس السوري بشار الاسد قبول خطة السلام المقترحة من المبعوث الاممي كوفي عنان.
دعت المعارضة السورية الرئيس السوري الى سحب دبابات الجيش من المدن السورية بحلول الاربعاء لاثبات حسن نيته بعد اعلان دمشق موافقتها على خطة عنان للخروج من الازمة.
وقال مرسل بي بي سي الذي يغطي فعاليات مؤتمر المعارضة السورية في تركيا انه لم يلتق بأي شخص من المشاركين ممن يثق بالتزام الرئيس الاسد بعهوده على المدى الطويل، وان معارضي الاسد لن يقبلوا بأي صفقة تتضمن بقاءه في السلطة.
“اعادة هيكلة المجلس الوطني”
كما اعلن عن تشكيل لجنة تتولى الاعداد لـ “اعادة هيكلة المجلس الوطني” لضم كافة اطياف المعارضة اليه على ان ترفع تقريرا بنتائج عملها خلال ثلاثة اسابيع.
وقرأت في الاجتماع الختامي وثيقة العهد والميثاق التي اتفق عليها المؤتمرون وتضمنت “تاكيد الدستور الجديد لسوريا على عدم التمييز بين عرب واشور وكرد وتركمان او غيرهم واحترام الحقوق المتساوية للجميع ضمن وحدة سوريا ارضا وشعبا”.
ورفض عدد من الأطراف المشاركة في مؤتمر اسطنبول مشروع العهد الوطني الذي صاغه المجلس الوطني واتهم بعضهم الاخوان المسلمين بالاستحواذ على المجلس، كما شهدت جلسات المؤتمر انسحاب عدد من الشخصيات والتنظيمات المعارضة الرئيسية.
وأفاد عبد الناصر سنجي مراسل بي بي سي في اسطنبول بأن أبرز المنسحبين من المؤتمر الثلاثاء هيثم المالح الذي عزا انسحابه الى احتجاجه على عدم إسناد رئاسة المؤتمر إليه باعتباره اكبر المعارضين سنا.
انسحب من المؤتمر المجلس الكردي المكون من ١٢ حزبا وتنسيقيات كردية.
وانسحب من المؤتمر أيضا المجلس الكردي المكون من ١٢ حزبا وتنسيقيات كردية. ويشير مراسلنا إلى أن الائتلاف الوطني في سوريا ، الذي يضم عددا من الكتل والتيارات السياسية ، هدد بالانسحاب أيضاً في حال عدم الاستجابة لشروطه.
وتشمل هذه الشروط إعادة هيكلة المجلس الوطني بدءا من المكتب التنفيذي وحتى أصغر قسم في المجلس، كما يقول.
وحضر المؤتمر الذي عقد الثلاثاء في اسطنبول مئات المعارضين السوريين في محاولة لتوحيد مواقفهم عبر اعلان ميثاق لسوريا المستقبل.
وتريد الجامعة العربية وتركيا من المعارضة السورية تشكيل جبهة موحدة قبل انعقاد قمة “اصدقاء سوريا” في المدينة التركية الاسبوع المقبل.
وكانت انقسامات عميقة في صفوف المعارضة السورية قد اعاقت تشكيل جبهة معارضة قوية لنظام الاسد، واغضبت الزعماء الغربيين الذين يبحثون عن جبهة معارضة موحدة يمكن الاعتماد عليها.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
الوزراء العرب يدعمون خطة عنان ويرفضون التدخل الأجنبي في سوريا
بغداد (رويترز) – دعا وزراء الخارجية العرب يوم الاربعاء الى البدء في تنفيذ خطة سلام مدعومة من الأمم المتحدة بشأن سوريا بعد أن وافق الرئيس بشار الأسد على الاقتراح الذي يدعو الى إنهاء العنف لكنه لا يطالب الزعيم السوري بالتنحي.
ومن المتوقع أن يصدق الزعماء العرب في بغداد خلال اجتماع القمة العربية على اقتراح من ست نقاط من كوفي عنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية والذي يسعى الى وقف لاطلاق النار وإجراء حوار سياسي فيما أطلق عليه العراق “الفرصة الاخيرة” لسوريا.
ويدعو اقتراح عنان الى سحب الاسلحة الثقيلة والقوات من التجمعات السكنية والسماح بوصول المساعدات الانسانية والافراج عن السجناء وحرية الحركة للصحفيين والسماح بدخولهم البلاد. لكنه لا يذكر شيئا بشأن تنحي الاسد عن السلطة.
وتخلت دول عربية عن اقتراحها الاولي الذي كان يطالب الاسد بالتنحي بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرارين يدينان الاسد.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لرويترز في بغداد ان قبول سوريا الخطة خطوة مهمة جدا وان هذه هي الفرصة الأخيرة لسوريا ولابد من تنفيذها على الأرض.
والاقتراح الذي قدمه عنان هو أحدث محاولة للتوصل الى إنهاء العنف الدائر في سوريا منذ أكثر من عام بعد أن استخدم الأسد قواته في محاولة للقضاء على المعارضة التي تسعى الى إنهاء حكمه بعد 12 عاما في السلطة.
وقال زيباري ان الجامعة العربية ستبحث خطة عنان لكنها لن تقبل أي تدخل أجنبي في سوريا.
وقال تلفزيون المنار اللبناني ان دمشق قالت انها سترفض المبادرات التي تصدر عن القمة العربية فيما يتعلق بسوريا.
وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا العام الماضي وسبق ان ناشدت الاسد التنحي للسماح باجراء محادثات. لكن الاعضاء منقسمون بشأن كيفية التعامل مع العنف المتزايد الذي يهدد باشعال المزيج العرقي والطائفي المركب في المنطقة.
وقادت المملكة العربية السعودية وقطر الحملة التي تهدف الى عزل سوريا لكن دولا أخرى خارج منطقة الخليج مثل الجزائر ومصر والحكومة التي يقودها الشيعة في العراق تدعو لتوخي المزيد من الحذر خشية أن تشعل الاطاحة بالأسد عنفا طائفيا.
وقال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في بغداد ان الاولوية هي انهاء العنف في سوريا. وأضاف أن الوزراء العرب يدعمون اقتراح عنان.
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية ان الجامعة العربية ستحاول التوصل الى اتفاق حول كيفية تنفيذ خطة عنان بما في ذلك اجراء محادثات محتملة مع معارضي الاسد ولكن لم يتطرق للتفاصيل.
ومن المقرر أن يتوجه بان جي مون الامين العام للامم المتحدة الى بغداد لاجراء محادثات مع أعضاء الجامعة العربية.
وقال بان في الكويت قبل أن يتوجه الى العراق “ساجتمع مع زعماء رئيسيين في بغداد وسأبحث معهم كيف يمكن للامم المتحدة وجامعة الدول العربية العمل معا لمساعدة الجهود الدبلوماسية للمبعوث الخاص المشترك.”
ويستضيف العراق أول قمة للجامعة العربية منذ أكثر من 20 عاما وستكون القمة العربية الاولى التي يستضيفها زعيم شيعي عربي ممثلا في رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وتأمل بغداد أن تمثل قمة ناجحة عودتها للمنطقة العربية بعد سنوات من الحرب في أعقاب غزو في عام 2003 .
وخلال التحضير للقمة تقربت بغداد لدول الخليج المتوجسة من صعود الاغلبية الشيعية في العراق وتوطيد صلتها بايران منذ سقوط الرئيس الراحل صدام حسين.
وتسلط الازمة السورية الضوء على الانقسامات القائمة على أسس طائفية في الشرق الاوسط حيث تتنافس ايران الشيعية مع دول الخليج العربية السنية من أجل النفوذ في المنطقة. وسوريا هي حليف طهران الرئيسي في المنطقة.
وواصلت قوات الحكومة السورية اطلاق نيران الاسلحة الثقيلة ومحاصرتها لمعاقل المعارضة اليوم مع ورود أنباء عن عمليات للجيش وقصف من محافظة درعا في الجنوب وحتى منطقة حماة في الشمال.
وتقول الامم المتحدة ان اكثر من تسعة الاف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة لكن السلطات السورية تلقي باللوم على “مجموعات ارهابية مسلحة” مدعومة من الخارج وتقول ان تلك الجماعات قتلت ثلاثة الاف فرد من الجيش والشرطة.
وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح انهم يأملون أن يستجيب السوريون للقرارات العربية والدولية وأن يستجيبوا لصوت العقل ويوقفوا اراقة الدماء.
وأضاف أن الوضع الان يجعل وقف اطلاق النار ضروريا.
وقال عنان يوم الثلاثاء ان سوريا قبلت الاقتراح لكنه أقر بأن حل الازمة سيكون “مهمة صعبة وطويلة”. واستمر العنف مع مهاجمة قوات الاسد لقوات معارضة كانت لجأت عبر الحدود الى لبنان.
واستقبلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قرار سوريا بتشكك قائلة ان واشنطن ستحكم على الاسد بناء على أفعاله وليس أقواله في ظل ما عرف عنه من “المبالغة في الوعود والتقصير في التنفيذ”.
ومن المقرر أن يجتمع زعماء غربيون وعرب في اسطنبول في الاول من ابريل نيسان لبحث عملية انتقال سياسي ويحث مسؤولون امريكيون وأتراك وعرب المعارضة السورية المنقسمة على توحيد صفوفها ولكن ما زال هناك قدر كبير من الانقسام بشأن شكل حكومة ما بعد الاسد.
وفي حين أن الحكومات الغربية والعربية ربما تكون راغبة في أن ترى نهاية لحكم عائلة الاسد المستمر منذ أكثر من 40 عاما فانها متوجسة من شكل الحكومة التي من الممكن ان تحل محله.
وتمكنت روسيا والصين حتى الان من حماية الاسد من إدانة مجلس الامن التابع للامم المتحدة من خلال استخدام حق النقض (الفيتو). لكنهما أيدتا بيان الامم المتحدة الذي يصدق على مهمة عنان.
من مريم قرعوني
(شارك في التغطية باتريك ماركي – اعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)
انفجارات ورصاص بعد قبول سوريا خطة السلام
بيروت (رويترز) – قال ناشطون ان قوات الحكومة السورية واصلت استخدام نيران الاسلحة الثقيلة وأساليب الحصار ضد معاقل المعارضة يوم الاربعاء رغم قبول الرئيس بشار الاسد خطة سلام تدعو الى انسحاب الجيش الى ثكناته.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن أعمال عسكرية استهدفت بلدات وقرى من محافظة درعا في الجنوب الى منطقة حماة التي تقع على مسافة 320 كيلومترا الى الشمال.
كما تحدثت تقارير عن قصف أجزاء من حمص ثالث أكبر المدن السورية حيث قام الاسد بجولة يوم الثلاثاء في شوارع معقل للمعارضة اجتاحته قواته في وقت سابق هذا الشهر بعد قصف دام اسابيع.
وقال موقع المرصد على الانترنت ان قوات عسكرية برفقة عشرات من العربات المدرعة اقتحمت بلدة قلعة المضيق وقرى قريبة في حماة. وأضاف ان هذا يأتي بعد اسابيع من القصف المكثف بالمدفعية وقذائف المورتر ومحاولات فاشلة “لغزو” البلدة.
وقال ناشط يدعى أبو ظافر “النظام يقصف بلدتنا منذ 18 يوما ويدمر قلعتنا القديمة.” واضاف “الالاف فروا وسكان القرى القريبة ذهبوا الى مناطق امنة. انهم يكدسون الناس في بيوتهم.. 12 فردا في الغرفة.. رجال ونساء واطفال. ”
وتابع “المعارضون غادروا البلدة. انها محاصرة وتتعرض للقصف وليس لدينا اسلحة كافية للتصدي لهم.”
وقال كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية يوم الثلاثاء ان سوريا قبلت خطة ترعاها الامم المتحدة تدعو الى انسحاب القوات والاسلحة الثقيلة من المدن قبل محادثات سلام بين الاسد ومعارضيه.
واستقبلت الولايات المتحدة والمانيا وقوى غربية اخرى النبأ بقدر من الشك قائلة انها ستنتظر لترى ما سيفعله الاسد بالفعل.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون “سنحكم على صدق الاسد وجديته بما يفعله لا بما يقوله” وطالبته باصدار الاوامر لقواته لبدء الانسحاب من المناطق الاهلة بالسكان.
وقال عنان ان الحصول على موافقة الاسد من حيث المبدأ على اقتراحه المكون من ست نقاط خطوة اولى مهمة لكن تنفيذها “سيكون مهمة صعبة طويلة”.
ونقل تلفزيون المنار اللبناني يوم الالاربعاء عن مصدر سوري قوله ان سوريا سترفض أي مبادرة تصدر عن القمة العربية في بغداد تتعلق بالوضع في سوريا.
ونقل تلفزيون المنار التابع لحزب الله حليف سوريا الوثيق عن المصدر قوله “سوريا سترفض أي تعامل مع مبادرة تتعلق بالوضع السوري تصدر عن قمة بغداد.”
وتدعو خطة عنان الى سحب الاسلحة الثقيلة والقوات من المراكز السكنية والسماح بدخول المساعدت الانسانية دون عائق والافراج عن السجناء وحرية الحركة والسماح بدخول الصحفيين وخروجهم.
وذكر تقرير المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة بدأت في الفجر بمنطقة بصر الحرير بجنوب درعا بعد ان طلبت قوات الامن من السكان تسليم المعارضين والا هوجموا.
وعندما حاول الجيش اقتحام بلدة الرستن بوسط محافظة حمص في وقت مبكر صباح الاربعاء قتل ثلاثة جنود وأصيب أربعة معارضين على الاقل. وانفجرت قذائف مورتر في مدينة حمص القديمة وفقا لرواية الناشطين.
ومازال معارضو الاسد الذين التفوا حول المجلس الوطني السوري متشككين في خطة عنان والاعلان عن قبول الاسد شروط الخطة ويواصلون الضغط عليه ليتنحى.
وقال اديب الشيشكلي عضو المجلس ان الاسد يحاول كسب الوقت. وأضاف انه في كل ساعة يسقط خمسة قتلى.
من ناحية أخرى قالت روسيا وهي من أقوى حلفاء سوريا انها متشككة في اجتماع “أصدقاء سوريا” الذي يعقد في اسطنبول يوم الاحد قائلة انها تخشى ان يكون ستارا يخفي تدخلا اجنبيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش يوم الثلاثاء في افادة صحفية أسبوعية “مثل هذه الاحداث للاسف لها اتجاه سياسي احادي الجانب.”
وأضاف “المشاركون لا يسعون الى اجراء حوار بين السوريين بهدف انهاء الصراع بل على العكس يمهدون على الارجح لتدخل خارجي.”
وخيم على محادثات الوحدة التي اجرتها المعارضة في اسطنبول يوم الثلاثاء انسحاب المعارض البارز هيثم المالح ومندوبين اكراد قائلين ان اراءهم لم تجد اذانا صاغية.
وحثت كلينتون المعارضة المتشرذمة على الوحدة.
وقالت “يجب ان يظهروا بوضوح التزاما باشراك جميع السوريين في العملية وحماية حقوقهم.”
وأضافت “سنضغط عليهم بشدة لطرح هذه الرؤية في اسطنبول. ولهذا فان امامنا الكثير من العمل من الان وحتى يوم الاحد.”
وقام الاسد بزيارة نادرة لحي بابا عمرو معقل المعارضين في مدينة حمص والذي استعادت القوات السورية السيطرة عليه بعد اسابيع من القصف.
وقال الاسد ان الاوضاع ستعود أفضل مما كانت عليه في بابا عمرو.
وعرض التلفزيون السوري اليوم الاربعاء لقطات مصورة لاطفال في مدينة ادلب الشمالية وهم ذاهبون الى مدارسهم. وبعد قليل تحدث عن تهديد “ارهابي” في أجزاء اخرى من البلاد.
وتقول الامم المتحدة ان أكثر من 9000 شخص قتلوا في الانتفاضة ضد حكم الاسد والمستمرة منذ عام. وتقول سوريا ان حوالي 3000 من افراد قوات الامن قتلوا وتلقي بالمسؤولية على مجموعات “ارهابية”.
وقالت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة يوم الاربعاء انها تعتقد ان الاسد يتحمل مسؤولية مباشرة عما تفعله قواته.
وقالت لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “في الواقع توجد أدلة كافية تشير الى حقيقة ان العديد من هذه الاعمال ارتكبتها قوات الامن وانه لابد وأنها حصلت على الموافقة من أعلى مستوى.”
وأضافت “كما اننا نجد ان أربعة أقسام من الامن ومخابرات الجيش ترفع تقاريرها اليه مباشرة. هذه هي نوعية الاشياء التي سيبحثها القضاة في الجلسات الخاصة بارتكاب جرائم ضد الانسانية.. مسؤولية القيادة.”
وتابعت “تقول الحكومة ان هناك افرادا مسلحين في المجتمعات المدنية وانه يوجد ارهابيون نشطون. هذا ليس ذريعة على الاطلاق لاستخدم الاسلحة الثقيلة ضد المدنيين في مناطق بها كثافة سكانية عالية. ولذلك فان هذه جريمة وفقا للقانون الدولي.”
وقالت انها شاهدت أدلة مروعة على ان الاطفال يتعرضون لسوء المعاملة في مراكز الاعتقال السورية.
واضافت “انه أمر مروع. الاطفال يضربون بالرصاص في الركبة ويوضعون مع الكبار في أحوال غير انسانية فعلا ويحرمون من العلاج الطبي أو يحتجزون كرهائن أو للحصول على معلومات.”
(اعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
من اريكا سولومون ودوجلاس هاملتون
روسيا تحث المعارضة السورية على قبول خطة عنان
موسكو (رويترز) – دعت روسيا المعارضة السورية يوم الاربعاء الى قبول خطة للسلام قدمها كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص وحثت الدول الاخرى على الضغط على معارضي الرئيس السوري بشار الاسد لقبولها.
وموسكو أحد الحلفاء القليلين الباقين للاسد بعد انتفاضة ضد حكمه مستمرة منذ أكثر من عام واتهمت المعارضة السورية مرارا بعرقلة الجهود الرامية لحل الصراع.
وعبرت وزارة الخارجية عن سعادتها بالعلم بأن الاسد قبل خطة السلام التي تدعو لوقف اطلاق النار وانسحاب القوات الحكومية من المدن والبلدات قبل بدء حوار سياسي.
وقالت الوزارة في بيان “من المهم للغاية في هذا السياق أن تحذو جماعات المعارضة السورية حذو دمشق وتعلن بوضوح موافقتها على… مقترحات الحل السلمي التي قدمها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص.”
وأضافت الوزارة “من الواضح أيضا أن أمورا كثيرة تتوقف الان على أطراف خارجية لاسيما أولئك القادرين على التأثير على المعارضة بشكل ايجابي.”
ومنعت روسيا والصين مجلس الامن التابع للامم المتحدة من ادانة الاسد باستخدام حقهما في النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين مدعومين من الغرب يحملان حكومة الاسد مسؤولية اراقة الدماء.
ولا تنص خطة عنان المؤلفة من ست نقاط بشكل محدد على ضرورة تنحي الاسد كشرط لاجراء حوار سياسي في سوريا.
وترضي هذه الخطة روسيا التي تتهم الولايات المتحدة وحلفاءها باستخدام المخاوف بشأن الاوضاع الانسانية للاطاحة بالحكومات التي لا يرضون عنها. وقالت روسيا ان شرطا كهذا سيكون تدخلا أجنبيا غير مبرر فى دولة ذات سيادة.
وأعاد زعماء المعارضة السورية المنقسمون توحيد صفوفهم تحت مظلة المجلس الوطني السوري يوم الثلاثاء أثناء اجتماع في اسطنبول.
لكنهم لا يزالون متشككين بشأن خطة عنان وقالوا انهم لا يصدقون أن الاسد مهتم بالتفاوض لانهاء الصراع.
(اعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى