أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 03 حزيران 2015

 

 

 

روحاني: إيران ستقف إلى جانب الأسد حتى النهاية

دبي – رويترز

نقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن الرئيس حسن روحاني قوله إن “إيران ستقف إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد حتى النهاية”، ما يشير إلى دعم إيراني لا يلين إلى سورية خصوصاً بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها فصائل المعارضة المسلحة في الأسابيع الأخيرة.

وذكرت وكالة “الأنباء الإيرانية” أن روحاني قال اليوم (الثلثاء) في اجتماع مع رئيس البرلمان السوري محمد اللحام في طهران، إن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعباً ستقف حتى النهاية إلى جانب الحكومة السورية وشعبها”، مضيفاً: “أن طهران لم تنس مسؤولياتها الأخلاقية تجاه سورية، وستستمر في تقديم المساعدة والدعم إلى حكومة سورية وشعبها”.

وقال روحاني إنه “للأسف أخطأت بعض دول المنطقة حساباتها إذ تعتقد بأنه بإمكانها استخدام جماعات إرهابية لتحقيق أهدافها، ولكن الإرهاب سينقلب عليها عاجلاً أم آجلاً”.

وتعد زيارة اللحام الأحدث في سلسلة زيارات رفيعة المستوى بين دمشق وطهران تعكس التنسيق الوثيق مع تزايد الضغط على الأسد.

وفقدت قوات حكومية وفصائل متحالفة معها الأسبوع الماضي السيطرة على معظم أجزاء محافظة إدلب في شمال غربي البلاد لمجموعة من فصائل المعارضة بما في ذلك جناح تنظيم “القاعدة” في سورية. ويتعرض الجيش السوري الآن إلى أقوى الضغوط  في الصراع المندلع منذ أربعة أعوام، في وقت سيطر “داعش” على مدينة تدمر الأثرية في وسط سورية والواقعة على مفترق طرق رئيسي يربط بين حمص والعاصمة دمشق. وكانت إيران تدعم بشار الأسد ومن قبله والده حافظ الأسد قبل الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في العام 2011، والتي تحولت إلى حرب أهلية بعد أن قمعت القوات الحكومية الاحتجاجات السلمية ضد الاسد. ومع ظهور الفصائل الجهادية السنية في الصراع في شكل أكبر، تصور حكومة الأسد وإيران المعارضة السورية على أنها “إرهابية” مدعومة من دول سنية في المنطقة.

 

موسكو تنتظر اتفاقاً تجارياً لتسليم طهران «أس – 300»

موسكو – رائد جبر – لندن – «الحياة»

أعلن المجمع الصناعي العسكري الروسي أمس، استعداده لتسليم إيران صواريخ متطورة من طراز «أس-300»، فور توقيع الجانبين اتفاقاً تجارياً في هذا الصدد.

وقال يان نوفيكوف، المدير العام لشركة «ألماز أنتاي» الروسية المنتجة للصواريخ، إن صدور قرار سياسي برفع قيود عن تنفيذ عقود مُبرمة مع طهران لتصدير أنظمة صاروخية، أتاح التوصل إلى اتفاق تجاري يُنظّم عملية بيعها الصواريخ. وزاد: «رفعت السلطات السياسية كل القيود، وعندما يكون هناك عقد، سنؤمن النظام، وهذا يشمل إيران».

ويشير نوفيكوف بذلك إلى أن موسكو جمّدت عام 2010 تنفيذ عقد قيمته 800 مليون دولار أُبرِم عام 2007، لتسليم طهران الصواريخ. واستجابت روسيا آنذاك لضغوط مارستها الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد تشديد مجلس الأمن عقوباته على إيران.

وكان أوليغ بوشكاريوف، ممثل المجمع الصناعي العسكري الروسي، أعلن أن موسكو وطهران ستبدآن محادثات لإبرام اتفاق جديد. وأضاف أن إيران ستتسلّم «أنظمة أس-300 جديدة»، علماً أن المؤسسة العسكرية الروسية كانت أعلنت قبل سنتين تفكيك الصواريخ المُجهّزة لإيران، ووقف صنع هذا الطراز، خصوصاً أن الجيش الروسي لم يعد يحتاجه اذ يعتمد على أنظمة أبعد مدىً من طراز «أس-400».

وأبلغ خبراء «الحياة» أن ذلك يعني أن الطرفين سيجريان مفاوضات جديدة ستُفضي إلى تحديد مواعيد لصنع الأنظمة الصاروخية وتسليمها إلى طهران. ولفتوا إلى أن موسكو «لم تضع مهلاً زمنية لمواعيد التسليم».

وكان الرئيس فلاديمير بوتين وقّع في نيسان (أبريل) الماضي مرسوماً يُنهي حظراً على بيع إيران منظومة «أس-300»، مع اقتراب توصلها مع الدول الست المعنية بملفها النووي، إلى اتفاق يطوي الملف. وتأمل روسيا بحصد مزايا اقتصادية وتجارية، إذا أُبرم الاتفاق.

في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى «احترام الأمن القومي لإيران وحصر عمليات تفتيش منشآتها العسكرية، بتلك المتعلقة مباشرة ببرنامجها النووي، والامتناع عن مطالبتها بكشف كل منشآتها». وأعلن رفض موسكو «فتح كل المنشآت العسكرية الإيرانية أمام المفتشين الدوليين»، لافتاً إلى ارتباط ذلك بـ»الأمن القومي» لطهران.

وأكد استعداد بلاده للمساهمة في تسوية الخلاف على تفتيش تلك المنشآت من خلال مفاوضات بين طهران والغرب. وشدد على أن التوصل إلى اتفاق نووي نهائي «ممكن في حال عدم طرح شروط جديدة، وتمسك أطراف المفاوضات باتفاق لوزان».

إلى ذلك، بثّت قناة «العالم» أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «تعرّض إلى وعكة صحية استدعت إدخاله مستشفى» أمس. ونقلت عن مصطفى زهران، مدير مكتب الدراسات السياسية والدولية في الخارجية الإيرانية، إن ظريف نُقل إلى مستشفى «إثر ألم شديد في ظهره».

وكان مقرراً أن يُلقي الوزير كلمة خلال مؤتمر «الإمام الخميني والسياسة الخارجية»، لكنه لم يستطع بسبب إدخاله المستشفى. وتعرّض الوزير للمشكلة ذاتها عام 2013، وشارك في جولة مفاوضات نووية في جنيف آنذاك، وهو على كرسي متحرك.

لكن وكالة «فارس» نقلت عن مصدر نفيه بقاء ظريف في مستشفى أمس، لافتاً إلى انه أجرى فحوصاً روتينية عامة.

وأشارت «العالم» إلى أن ظريف تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي جون كيري الذي كان كسر ساقه أثناء ركوبه دراجة هوائية في فرنسا قبل أيام قليلة، وأُدخل مستشفى في الولايات المتحدة. وأضافت أن كيري تعهد لظريف «استكمال المفاوضات النووية، وفقاً للبرنامج الزمني المُتفق عليه».

 

التحالف يؤيد مشاركة «الحشد الشعبي» لاستعادة مناطق عراقية يحتلها «داعش»

باريس – آرليت خوري – لندن – «الحياة»

أعرب التحالف الدولي – العربي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ختام المؤتمر الوزاري في باريس امس، دعمه الخطة العسكرية – السياسية للحكومة العراقية بمشاركة «الحشد الشعبي»، لاستعادة المناطق التي يحتلها التنظيم، مشدداً على ضرورة الإسراع في الحل السياسي في سورية بإشراف دولي. وقال ان الرئيس بشار الأسد «غير قادر ولا يرغب» في محاربة «داعش»، في وقت اتسعت دائرة فصائل المعارضة السورية المستعدة لقتال التنظيم في البلاد. (للمزيد).

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اتهم قبل بدء الاجتماع بمشاركة ممثلي 22 دولة، التحالف بـ «الفشل» في مواجهة «داعش»، لكن نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي مثل بلاده بدل وزير الخارجية جون كيري في ختام الاجتماع الدولي قال إن «وزراء التحالف تعهدوا بتقديم دعمهم خطة» العراق، مضيفاً «إنها خطة جيدة عسكرياً وسياسياً».

وأطلقت القوات العراقية والحشد الشعبي المؤلف من فصائل شيعية تقاتل الى جانب القوات الحكومية، في 26 الشهر الماضي عملية «لبيك يا حسين» التي تغير اسمها لتصبح «لبيك يا عراق» لاستعادة الرمادي من تنظيم «الدولة الإسلامية». وتمكنت القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر، خلال الأيام القليلة الماضية من استعادة مناطق حول الرمادي، مركز محافظة الأنبار.

وقال بلينكن: «في العراق الآن، لدينا الإستراتيجية الصائبة، ضربات جوية وعمليات تدريب وشركاء دوليون يعملون بفاعلية»، فيما اكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «التصميم التام» على مكافحة التنظيم المتطرف، مشيراً الى «معركة طويلة الأمد».

وبخصوص سورية، دعا المشاركون في بيانهم الختامي الى اطلاق عملية سياسية «في شكل سريع» تحت اشراف الأمم المتحدة لحل النزاع في هذا البلد. وأكد البيان ان نظام الأسد «غير قادر ولا يرغب» في محاربة ارهابيي «داعش». وحض البيان على «اطلاق عملية سياسية شاملة وصادقة من اجل تطبيق مبادىء بيان جنيف» الذي يدعو الى وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية.

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو التحالف الى تنسيق غاراته الجوية مع النظام السوري، محذراً من ان المتطرفيين «قد يذهبون بعيداً» في تقدمهم في حال لم يتم وقفهم، في وقت اكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران ان بلاده مستمرة في دعم النظام «حتى انتهاء» النزاع.

في غضون ذلك، اتسعت أمس دائرة الفصائل المسلحة السورية المنضوية تحت تحالف لقتال «داعش» في ريف حلب وصولاً الى ريف درعا جنوب البلاد، حيث اتهم احد الفصائل التنظيم بـ «الجمع بين دولة البعث العميقة قيادة وإدارة وبين الشعارات الإسلامية». وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة ان «الثوار تمكنوا في وقت متأخر من ليلة الإثنين – الثلثاء من استعادة السيطرة على قرية الوحشية المحاذية لكلية المشاة في ريف حلب الشمالي، بعد سيطرة التنظيم عليها ساعات عدة».

ودعا المجلس الشرعي في محافظة حلب «الفصائل بلا استثناء بالاستنفار لرد عدوان عناصر تنظيم الدولة على ريف حلب الشمالي الذي يتزامن مع غطاء جوي من طائرات الأسد»،

وكانت الولايات المتحدة اتهمت في تغريدات على الحساب الرسمي لسفارتها في دمشق على موقع «تويتر» النظام السوري بتنفيذ غارات جوية لمساعدة تنظيم «داعش» على التقدم حول مدينة حلب.

وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس أمام مجلس الشيوخ أن 110 أشخاص غادروا فرنسا قتلوا في العراق او سورية بينهم تسعة قضوا في هجمات انتحارية في العراق. وأضاف ان «اكثر من 860 شخصاً أقاموا في هذين البلدين. 471 يقيمون فيهما حالياً وتم احصاء مقتل 110، اي بزيادة عشرة اشخاص عما كان عليه العدد قبل شهرين».

 

الائتلاف يجدّد التزامه قتال “داعش” ويدعو إلى حل سياسي في سوريا

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

جدّد الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق وسوريا، في ختام اجتماع في باريس امس، دعمه الخطة العسكرية والسياسية العراقية لاستعادة المناطق التي يحتلها التنظيم المتطرف، كما دعا الى اطلاق عملية سياسية سريعا في سوريا في اشراف الامم المتحدة.

وجاء في بيان للرئاسة المشتركة للاجتماع الذي شارك فيه ممثلون لـ 20 دولة: “إن الهجمات التي شنها داعش على الرمادي في العراق وتدمر في سوريا تبرز الضرورة الملحة لتجديد سعينا المشترك إلى القضاء على تنظيم داعش”.

وأعاد الشركاء في الائتلاف “تأكيد وحدتهم، والتزامهم العمل معا وفقا للاستراتيجية المشتركة الطويلة الأجل من أجل دحر تنظيم داعش الذي يمثل خطرا يهدد المجتمع الدولي برمته، وكرروا الإدانة الشاملة للاستراتيجية المذهبية للتنظيم القائمة على القتل والدمار والتي قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.

وشدد أعضاء الائتلاف “على ضرورة إحراز تقدم سريع في عمليات المصالحة الوطنية التي ترعاها الحكومة العراقية، وكذلك إنشاء قوة حرس وطني من أجل بسط سيطرة الدولة على جميع المدن والقضاء على الجماعات المسلحة”، وأبرزوا “أهمية وقف تدفق المقاتلين الأجانب من طريق القضاء على تنظيم داعش وهزيمته هزيمة دائمة، بقطع التمويل والموارد المالية”.

وفي ما يتعلق بسوريا، دعا المشاركون في الاجتماع الى اطلاق عملية سياسية “بشكل سريع” في اشراف الامم المتحدة لحل النزاع في هذا البلد. ورأى البيان ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد “غير قادر ولا يرغب” في محاربة جهاديي “داعش”. وحض على “اطلاق عملية سياسية شاملة وصادقة من اجل تطبيق مبادىء بيان جنيف” الذي يدعو الى وقف النار وتأليف حكومة انتقالية.

 

فابيوس

وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان “الجهاديين لا حدود لهم والفوضى المتفشية بشكل واسع في سوريا لها تأثير مباشر على فاعلية التحرك في العراق”. واكد “التصميم التام” على مكافحة التنظيم المتطرف، مشيراً الى “معركة طويلة الامد”.

 

بلينكن

وقال نائب وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن في ختام الاجتماع ان “وزراء الائتلاف تعهدوا تقديم دعمهم لخطة” العراق، و”انها خطة جيدة عسكريا وسياسيا”.

وأضاف إن الحرب على “داعش” ستكون طويلة، لكنها ستنجح بالاتحاد والوحدة، و”نحن متحدون ومصممون”. وشدد على ضرورة حصول انتقال سياسي في سوريا، “وسنضاعف الجهود لتحقيق هذا الأمر”.

 

العبادي

واتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل بدء الاجتماع، الائتلاف الدولي بـ”الفشل” في مواجهة “داعش”. وقال: “في ما يتعلق بدعم العراق، الكلام كثير لكن الافعال قليلة على الارض” ، مشيرا خصوصاً الى الصعوبات التي تواجه بلاده في الحصول على الاسلحة والذخيرة.

وبعدما لفت الى تزايد عدد المقاتلين الاجانب في صفوف تنظيم “الدولة الاسلامية” مقدرا انهم يشكلون 60% من مقاتليه، خلص الى أن “هناك مشكلة دولية لا بد من حلها”.

 

لافروف

وفي موسكو، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لتلفزيون بلومبرغ”: “من الواضح بالنسبة الي ان عدم تنسيق الغارات الجوية مع نشاطات الجيش السوري كان خطأ ولا يزال. هذا ما نعتقد انه ينبغي القيام به… وهذا ويا للاسف ما يرفضه اصدقاؤنا الاميركيون لاعتبارات ايديولوجية”. وحذر من ان ناشطي “داعش” قد “يذهبون بعيدا كثيرا” اذا لم يوقفوا. وأضاف: “لقد احرزوا تقدما كبيرا في العراق وسوريا واستولوا على محافظة ادلب”، وهم يتوسعون أيضاً في ليبيا. “حتى انهم توسعوا في شمال افغانستان القريبة جدا من آسيا الوسطى القريبة من روسيا”.

ولاحظ أنه “اذا استمر الاذعان لما يحصل والاذعان للذين يرفضون رفضاً قاطعاً بدء العملية السياسية قبل تنحي بشار الاسد عن السلطة، فانني غير متفائل بمستقبل المنطقة… لان هؤلاء الاشخاص يضعون مصير شخص يكرهونه قبل محاربة الارهاب”.

 

اتهام أميركي للنظام السوري بتعزيز وضع “الدولة الاسلامية” روحاني يؤكّد وقوف إيران إلى جانب “الحكومة والشعب” حتى النهاية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

اتهمت واشنطن النظام السوري، في تغريدات على الحساب الرسمي لسفارتها في دمشق بموقع “تويتر”، بشن غارات جوية لمساعدة تنظيم “الدولة الإسلامية” على التقدم حول مدينة حلب في شمال البلاد.

قال مقاتلون و”المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن تنظيم “الدولة الإسلامية” أجبر خصومه من الجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري على التراجع شمال مدينة حلب إلى مواقع في محاذاة الحدود التركية، مهدداً خط إمداداتهم إلى المدينة.

وتخوّف مقاتلون ينتمون الى “تحالف الجبهة الشامية” الذي ينشط في شمال سوريا ويضم جماعات مقاتلة مدعومة من الغرب وجماعات إسلامية، من أن يسعى تنظيم “الدولة الإسلامية” الى التقدم في اتجاه معبر باب السلام المؤدي الى محافظة كيليس التركية.

وجاء في تغريدة على حساب السفارة الأميركية في دمشق في وقت متقدم الاثنين أن “التقارير تشير إلى أن النظام يشن غارات جوية دعما لتقدم تنظيم الدولة الإسلامية إلى حلب، ويساعد المتطرفين ضد السكان السوريين”.

وسبق لمسؤولين سوريين أن نفوا مزاعم لواشنطن وناشطين معارضين سوريين بأن الجيش السوري يساعد “الدولة الإسلامية” في قتاله ضد الجماعات المسلحة المعارضة له، قائلاً إنها عارية من الصحة. وأفاد مصدر عسكري سوري أن”الجيش السوري يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في كل المناطق الموجود فيها بسوريا”.

وعلّقت الولايات المتحدة أعمال سفارتها في دمشق عام 2012 ، لكنها لا تزال تغرد على حساب السفارة في موقع “تويتر” والذي جاء فيه أن الرئيس السوري خسر شرعيته منذ وقت طويل “ولن يكون بعد الآن شريكاً فاعلاً في مكافحة الإرهاب”.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر عسكري أن “عمليات الجيش انتهت بإيقاع العديد من القتلى وتدمير آلياتهم، بما فيها من أسلحة وذخيرة في قرية المنصورة” في ريف حلب الغربي، وذلك بالتزامن مع “القضاء على عدد من الإرهابيين في خان العسل” في الريف الجنوبي الغربي.

لكن حساب السفارة الأميركية في “تويتر” قال إن للجيش السوري يداً في تعزيز وضع تنظيم “الدولة الإسلامية”. وجاء في تغريداته: “وفقاً للتقارير الأخيرة انه لا يتجنب خطوط تنظيم الدولة الإسلامية فحسب بل يقوم فعلاً بتعزيز وضعه”. واتهمت سوريا خصومها الإقليميين بدعم الجماعات المقاتلة المتشددة المعارضة لها.

وأورد المرصد السوري أن الجيش السوري شنّ غارات في محافظة حلب استهدفت المدينة نفسها ومدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” في شمال شرق المحافظة.

وفي الوقت نفسه، يثير عدد من الجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري تساؤلات عن سبب عدم تركيز غارات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “الدولة الإسلامية” في العراق والشام على مواقع الجهاديين المتشددين حول مدينة حلب.

وفي المنطقة التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري، أصدر “المجلس الشرعي في محافظة حلب” بياناً “يستنفر جميع المجاهدين لرد عدوان خوارج العصر المتزامن مع غطاء جوي من النظام، ويدعو جميع الفصائل إلى اتخاذ التدابير الكافية لردعهم وعدم التردد في قتالهم”.

 

روحاني – اللحام

وفي طهران، أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني أن “بعض دول” المنطقة التي تدعم المعارضة السورية “ترتكب أخطاء في حساباتها”، مؤكداً في الوقت نفسه ان طهران “ستقف الى النهاية الى جانب الحكومة والشعب” في سوريا.

وقال لدى استقباله رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام: “من المؤسف ان بعض دول المنطقة ترتكب اخطاء في حساباتها وتتصور ان العناصر الارهابية اداة بايديها على الدوام لتمرير اهدافها، في حين ان الارهاب سينقلب عليها عاجلاً ام آجلاً… اليوم، وبعد أربع سنوات من الصمود والمقاومة، باءت أحلام ومخططات أعداء سوريا بالفشل وتبددت، بعدما كانوا يتصورون انهم قادرون على احتلال دمشق في غضون أشهر”. وأضاف ان ايران “ستقف الى النهاية الى جانب الحكومة والشعب” في سوريا، ملاحظاً ان “الشعب السوري يعاني حرباً مفروضة من بعض الدول والجماعات الارهابية، لكن هذا الشعب قادر على التصدي لجميع المؤامرات والمخططات عندما يريد ذلك”.

وتزامنت زيارة اللحام التي بدأت الاثنين مع اجتماع للائتلاف الدولي ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” في باريس لمناقشة استراتيجية وقف تقدم الجهاديين في العراق وسوريا على رغم الغارات.

 

مؤتمر باريس يستثمر تقدم «داعش»:

ضغط على العراق.. وإبعاده عن الجبهة السورية

محمد بلوط

يبدو أن أيام «داعش» الهانئة إزاء «التحالف الدولي»، طويلة جداً، والاتفاق الوحيد الذي تمخّض عنه اجتماع دول «التحالف» في باريس، أمس، هو مواصلة الضربات الجوية المحدودة الفعالية نفسها، والضغط على الحكومة العراقية لتحجيم «الحشد الشعبي» ودوره، وتكبير دور السنّة لضمّهم إلى جبهات القتال، والابقاء على الجيش العراقي من دون سلاح ومعدّات لقتال «داعش»، ولا تغيير في الاعتكاف عن إرسال قوات برية.

اذا لا استراتيجية جديدة تواكب تقدم «داعش» في سوريا وفي العراق، بل على العكس من ذلك هناك تبنٍّ أوضح لفصل مستمر بين الساحات العراقية والسورية، لتحقيق مزايا جديدة في سوريا عبر «داعش» لاضعاف الجيش السوري، فيما يعمل التنظيم على توحيد الساحات في قلب المشرق.

نكايات سياسية أيضا، ولا رؤية استراتيجية فرنسية خصوصا، إذ لا يزال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يضع شروطا على تكثيف المساعدات (المتواضعة ضمنا) العسكرية، لمد يد العون لبغداد، تندرج في نظرة الديبلوماسية الفرنسية إلى أن اللحظة قد حانت لدمج السنّة في الحكم، وتصحيح المحاصصة، عن طريق الضغط على رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي في ذروة لحظة تهديد «داعش»، وتحديدا بعد سقوط مدينة الرمادي.

ولا يبدو أن العراقيين في طور التفكير بأي محاصصة، إذ أن رد رئيس الوزراء العراقي على الطلب، جاء بالقول بأن بغداد لا تعمل على ضم السنّة كعشائر إلى «الحرس الوطني»، وإنما كأفراد، وأن خمسة آلاف مقاتل سني قد جرى ضمهم بالفعل إلى الأطر المقاتلة، وأن التصويت على قانون «الحرس الوطني»، يواجه صعوبات في البرلمان، ولكن التصويت عليه قريب جدا.

الاستراتيجية الوحيدة تجاه «داعش»، تبدو تسميتها بـ «الدولية» فضفاضة بل وغير منصفة كالعادة، ذلك أن ما ينفّذ منها أميركي حصرا، والآخرون من غربيين وخليجيين وممثلي خارجيات ٢٤ بلدا، حضروا اجتماع باريس، أمس، من ضمنهم وزيري الخارجية السعودي والتركي، يواكبون السياسة الاميركية، تماما كطائراتهم التي لم تملك منذ عام تقريبا، تنفيذ سياسة مختلفة، وتكتفي بمواكبة أسراب الطائرات الاميركية ضد «داعش»، وتقديم تغطية عربية وإسلامية ودولية لعملية اميركية الاهداف سقفها احتواء «داعش»، للابقاء على البغدادي عامل استنزاف للجيشين السوري والعراقي، من دون البحث في توسيع الحد الادنى من هامش المشاركة في القرار.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد استبق الاجتماع بنعي فعالية التعاون الدولي مع بغداد في مكافحة «داعش» ورأى أن «الحملة الجوية ليست كثيفة بما يكفي، كما أن مراقبة داعش ليست فعالة، وداعش تتحرك بمجموعات صغيرة وليس بأرتال كبيرة، ونحن لا نريد قوات برية، ولو طلبناها فلن نحصل عليها، كما لم نحصل لا على أسلحة ولا على ذخائر من التحالف الدولي ولا نحصل على معلومات جوية كافية».

ومن الواضح أنه مع باريس أو من دونها فالاستراتيجية الاميركية هي نفسها، تلقت انتقادات كثيرة حول نجاعتها لكن لا بدائل: مواصلة الضربات الجوية التي بلغت 4100 غارة حتى الامس. وحتى ولو كانت بنتائج محدودة الفعالية، فإن داعش تمددت شرقا نحو الرمادي، وغربا في وسط سوريا نحو تدمر، وهي تتوسع شمالا في جبهة ريف حلب الشمالي باتجاه الحدود التركية، من دون أن يظهر الاتراك قلقا كبيرا من اقتراب البغدادي من معبر باب السلامة، ووصلت طلائعها إلى شمال شرق درعا، وليس واضحا حتى الان ما اذا كان البغدادي سينقض اتفاقا غير معلن بعدم تهديد الاردن، وجميهعا عناصر لم تدخل في حسابات ولا نقاشات اجتماع باريس.

ويأتي ثانيا تدريب قوة عراقية من أجل مواجهة «داعش»، عديدها لن يزن كثيرا في المواجهة لأنه لا يتجاوز الألف عراقي، والضغط على حكومة العبادي لكي تضم الى العملية السياسية المزيد من السنة، وفتح باب «الحرس الوطني» أمام العشائر السنية، لاقناعها بأن «داعش» ليست جيش السنة في المنطقة، واخضاع «الحشد الشعبي» لسلطة الحكومة العراقية. والثابتان اللذان لم يجد أحد من المجتمعين ما يقوله حولهما هما استبعاد ارسال أي قوات برية الى العراق، لأن الادارة الاميركية لا تزال مقتنعة ان «داعش» تبحث عن انزالها الى الارض وتوريطها في القتال، فضلا عن موافقة مستهجنة من العبادي على التوقيع على بيان نهائي، يستبعد سوريا رسميا كركن أساسي في الحرب على الارهاب وعلى «داعش».

وذكر البيان أن «النظام السوري لا قدرة له، ولا رغبة لديه في محاربة داعش» وهي خلاصة بعيدة جدا عن الواقع، تتجاهل آلاف الغارات التي يقوم الطيران الحربي السوري ضد أرتال «داعش» في سوريا، ومعاقله، والمعارك التي خاضها الجيش السوري منذ ثلاثة أعوام سواء في الشمال وأرياف حلب ومطار منغ، أو في الطبقة والرقة وعين عيسى، والمعارك حول دير الزور، ومؤخرا في تدمر.

والأهم أن الاصرار على فصل الساحات العراقية عن السورية، مخافة من أن يستفيد النظام السوري، كما يقول الفرنسيون، من الضربات الجوية، سيعزز الفصل المصطنع اتجاه «داعش» إلى وضع سوريا، وليس العراق، على سلم أولويات التنظيم، لتحويل ما احتله من أراض فيها إلى معقل للخلافة، اذا ما اضطر الى التراجع نحو الغرب والخروج من الأنبار. والضربات الجوية هذه غير قادرة لا على احتواء «داعش» في العراق، ولا على صده من التمدد نحو سوريا، والأحرى أنها لن تفعل ذلك إلا في حدود تأمين الادارة الذاتية الكردية في الشمال السوري، وضمن حاجاتها.

ولأن لا جديد يقدم، وأن صدمة سقوط الرمادي هي التي استدعت اجتماع باريس، كان على العراقيين أن يقدموا خطة يمكن للاجتماع أن يخرج ببيان حولها ويتبناها، وبالفعل خلص البيان النهائي إلى دعم خطة عراقية، تقدم بها رئيس الوزراء حيدر العبادي، تشتمل على النقاط التالية:

أولا- تسريع وتيرة الدعم المقدّم للمقاتلين من العشائر في محافظة الأنبار الذي يشمل تجنيدهم وتجهيزهم وتدريبهم لكي يحاربوا تنظيم «داعش» مع القوات العراقية.

ثانيا- تجنيد الأفراد في وحدات الجيش العراقي وخصوصا في الوحدات المتمركزة في محافظة الأنبار التي استنزفت بفعل القتال لمدة 18 شهرا.

ثالثا- استدعاء شرطة الأنبار وتأهيلها لكي تتولى المناطق المحرّرة من تنظيم «داعش».

رابعاً- الدعوة إلى تقديم المساهمات الدولية في آليات التمويل التي وافق عليها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أجل تيسير إرساء الاستقرار فورا في المناطق التي دُحر تنظيم «داعش» منها.

خامسا- ضمان عمل جميع القوات المشاركة في تحرير محافظة الأنبار تحت قيادة رئيس الوزراء العراقي وسلسلة القيادة العراقية ومراقبتهما.

وبعيدا عن كلام البيانات الاجماعي الضروري، والمعد مسبقا. قدم العبادي صورة اقل تفاؤلا للعمليات العسكرية، وللتعاون الغربي الاميركي المشروط الذي يعقد الحرب على «داعش»، إذ كشف رئيس الوزراء العراقي عن وجود أكثر من 3100 مستشار عسكري أميركي، و110 مستشارين ايرانيين، واستطرد قائلا «لكننا لم نحصل لا على العتاد ولا على الاسلحة والذخائر التي وعدونا بها (التحالف)، وسنحاول الحصول عليها من الروس، ومن الصعب الحصول عليها من ايران بسبب تعقيدات نظام العقوبات المفروض عليها».

ولأن البيان لم يأت إلا لماماً على مسؤولية بعض الدول التحالف في الالتزام بتجفيف موارد ومنابع الارهاب، لا سيما تركيا والسعودية، ذكر العبادي أنه منذ ستة أشهر كان العراقيون يمثلون 60 في المئة من داعش بينما يمثل الاجانب 40 في المئة، وأضاف «لاحظنا أن النسب قد انقلبت وأن الاجانب يغلبون في صفوف داعش»، وتابع «أن داعش مشكلة دولية، ونحتاج إلى أن يعمل التحالف سياسيا، وإلا فما معنى أن يتدفق لقتالنا في العراق مقاتلون من السعودية والخليج، ومن مصر وسوريا وتركيا ومن دول أوروبية»، واعتبر أن هذا الأمر هو «مشكلة الجميع، وليس مشكلة العراق وحده».

وفي ختام المؤتمر أكد ممثلو الدول الغربية الرئيسية التي يتألف منها «التحالف» على دعم مشروط لخطة بغداد لاستعادة المناطق التي استولى عليها تنظيم «داعش» خصوصا بعد سقوط مدينة الرمادي في مقابل «تنفيذ مصالحة سياسية في العراق»، كما أكد المجتمعون على ضرورة إيجاد حل سياسي «سريع» للنزاع الدائر في سوريا تحت إشراف أممي ووفقا لمبادئ بيان جنيف.

وقال نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في ختام الاجتماع الدولي «إنها خطة جيدة عسكريا وسياسيا»، وأضاف أن «وزراء التحالف تعهدوا بتقديم دعمهم لهذه الخطة»، كما وصف سياسة «التحالف» الذي تقوده بلاده في العراق بـ «الإستراتيجية الصائبة» التي هي «مزيج من ضربات جوية وعمليات تدريب وشركاء دوليين يعملون بفاعلية».

بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد الاجتماع «اتاحت لنا المحادثات تأكيد وحدتنا وتصميمنا المشترك على قتال إرهابيي الدولة الإسلامية»، وأضاف «لا يمكن فصل هذه الاستراتيجية العسكرية عن تنفيذ مصالحة سياسية في العراق.. لا يوجد.. العسكري على جانب والسياسي على الجانب الآخر».

وانتقدت حكومة إقليم كردستان استبعادها من اجتماع باريس، وقالت إن التجاهل يمثل «استهانة بتضحيات قوات البشمركة التي تقاتل ايضا تنظيم داعش»، كما ألغي اجتماع للعشائر السنية كان يفترض أن يعقد في باريس، وقال أحد شيوخ عشيرة الزوبع الشيخ جمال الضاري إن العبادي لا يمكنه الوفاء بتعهداته لأنه «ألعوبة لايران».

واعتبر الضاري إنه ينبغي أن تكون هناك «مصالحة حقيقية تشهد توصل الشعب العراقي لحل سياسي لما يحدث وعندها سيتخلص السنة من تنظيم داعش»، وأضاف أن «السنة لن يتخلصوا من داعش ليحل محلها قاسم سليماني في بغداد».

 

واشنطن تتهم دمشق بشنّ غارات تعزز وضع تنظيم «الدولة الإسلامية»

الرئيس الإيراني يتعهد بالوقوف إلى جانب الأسد «حتى النهاية»

عواصم ـ وكالات: فيما اتهمت الولايات المتحدة في تغريدات على الحساب الرسمي لسفارتها في دمشق على موقع «تويتر» النظام السوري بتنفيذ غارات جوية لمساعدة تنظيم «الدولة الإسلامية» على التقدم حول مدينة حلب بشمال البلاد، دعا الائتلاف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده الولايات المتحدة الثلاثاء في ختام اجتماع في باريس إلى إطلاق عملية سياسية بشكل سريع لحل النزاع في سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة.

وفي بيان مشترك دعا ممثلو عشرين دولة او منظمة مشاركة في الائتلاف إلى «إطلاق عملية سياسية شاملة بشكل سريع تحت إشراف الأمم المتحدة» في سوريا.

جاء ذلك فيما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله أمس الثلاثاء في اجتماع مع رئيس البرلمان السوري في طهران إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعبا ستقف حتى النهاية إلى جانب الحكومة السورية وشعبها.»

وأضاف أن «طهران لم تنس مسؤولياتها الأخلاقية تجاه سوريا وستستمر في تقديم المساعدة والدعم لحكومة سوريا وشعبها.»

إلى ذلك قال مقاتلون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية أجبر خصومه من الجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري على التراجع شمالي مدينة حلب إلى مواقع بمحاذاة الحدود التركية مهددا خط إمداداتهم إلى المدينة.

وأعرب مقاتلون ينتمون لتحالف «الجبهة الشامية» الذي ينشط في شمال سوريا ويضم جماعات مقاتلة مدعومة من الغرب وجماعات إسلامية عن خشيتهم من أن تنظيم الدولة الإسلامية يسعى للتقدم باتجاه معبر باب السلام المؤدي لمحافظة كلس التركية.

وجاء في تغريدة على حساب السفارة الأمريكية في دمشق في وقت متأخر من يوم الاثنين أن «التقارير تشير إلى أن النظام يشن غارات جوية دعما لتقدم تنظيم الدولة الإسلامية إلى حلب ويساعد المتطرفين ضد السكان السوريين.»

وكان مسؤولون سوريون قد نفوا مزاعم سابقة لواشنطن وناشطين معارضين سوريين أن الجيش السوري يساعد تنظيم الدولة الإسلامية في قتاله ضد الجماعات المسلحة المعارضة له، واعتبرها عارية عن الصحة.

وقال مصدر عسكري سوري «إن الجيش السوري يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في جميع المناطق الموجود فيه بسوريا.»

وجاء على حساب تويتر أن الرئيس السوري خسر شرعيته منذ وقت طويل «ولن يكون بعد الآن شريكا فاعلا في مكافحة الإرهاب.»

ونقلت الوكالة العربية السورية (الرسمية) للأنباء أمس الثلاثاء عن مصدر عسكري قوله إن «عمليات الجيش انتهت بإيقاع العديد من القتلى وتدمير آلياتهم بما فيها من أسلحة وذخيرة في قرية المنصورة» بريف حلب الغربي وذلك بالتزامن مع «القضاء على عدد من الإرهابيين في خان العسل» في الريف الجنوبي الغربي.

غير أن حساب السفارة الأمريكية على «تويتر» قال إن لدمشق يدا في تعزيز وضع تنظيم «الدولة الإسلامية».

وجاء في تغريداته «وفقا للتقارير الأخيرة (فإن الجيش) لا يتجنب فقط خطوط تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بل يقوم فعليا بتعزيز وضعه.»

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الجيش السوري نفذ غارات في محافظة حلب استهدفت المدينة نفسها ومدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق المحافظة.

وفي الوقت عينه يطرح عدد من الجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري تساؤلات عن سبب عدم تركيز غارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على ضرب مواقع الجهاديين المتشددين حول مدينة حلب.

وفي المنطقة التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري أصدر «المجلس الشرعي في محافظة حلب» بيانا «يستنفر جميع المجاهدين لرد عدوان خوارج العصر المتزامن مع غطاء جوي من النظام ويدعو جميع الفصائل إلى اتخاذ التدابير الكافية لردعهم وعدم التردد في قتالهم.»

 

جهود أمريكية ـ تركية لمواجهة تنظيم «الدولة» في شمال سوريا… ومعارضون سوريون يهددون بترك برنامج تدريب أمريكي

السفارة الإيرانية في كابول تشرف على تجنيد الأفغان الشيعة… ونظام الأسد يعتمد على المرتزقة الأجانب أكثر من جيشه

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: من دون ضجيج ووسط انشغال الناس بالرمادي عاصمة محافظة الأنبار والحملة لاستعادتها قام تنظيم «الدولة» بحملة عسكرية جديدة اقترب فيها هذه المرة من الحدود التركية بشكل دفع الولايات المتحدة والحكومة التركية إلى التفكير بطرق لتنظيف المنطقة من مقاتلي «التنظيم».

وبهذه الطريقة فتح تنظيم «الدولة» جبهة جديدة إضافة للجبهات التي يقاتل عليها في كل من سوريا والعراق.

وربما كان اندفاع الجهاديين نحو ريف حلب نتيجة للزخم الذي حققوه في تدمر والرمادي. وجاء تقدمهم رغم الهجمات الجوية التي يتعرضون لها منذ ثمانية أشهر والتي تقوم بها طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وتهدد الحملة الجديدة خطوط إمداد المعارضة التي سارعت لتعزيز وجودها في المناطق الزراعية شمال مدينة حلب المقسمة بعد سيطرة التنظيم على خمس قرى هناك في وقت هرب فيه المدنيون نحو الحدود مع تركيا.

وتخشى المعارضة من سقوط بلدة أعزاز التي تتحكم في معبر باب السلام أهم المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا.

 

معركة طويلة

ويعني وقوع البلدة بيد تنظيم «الدولة» تأكيد الحصار على مناطق المعارضة في حلب وقطع خطوط الإمداد عنها.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن أبو محمد قائد مجموعة «ثوار الشام» إن سقوط أعزاز يعني «سيطرة أوتوماتيكية لتنظيم الدولة الإسلامية على مدينة حلب». وقال أبو محمد الذي كان يتحدث من غازي عينتاب التركية إن «الوضع حرج».

وترى الصحيفة أن الإنجاز الجديد للتنظيم لو حافظ عليه يعني توسيع قدرته على تأمين الإمدادات وتهريب المقاتلين الأجانب في وقت بدأت فيه الحكومة التركية بممارسة رقابة شديدة على طول حدودها (580 ميلا) مع سوريا.

وقارن البعض بين منظورالقتال دفاعا عن أعزاز بالقتال الذي جرى لمنع سقوط بلدة عين العرب/كوباني العام الماضي حيث أجبر مقاتلو «الدولة» على الانسحاب بعد الدعم الجوي الذي تلقاه الأكراد من قوات التحالف.

وتقول الصحيفة إن التدخل الأمريكي دعما للمعارضة السورية يظل معقدا بسبب وجود تنظيم «جبهة النصرة» الموالي لتنظيم «القاعدة» إلى جماعات المعارضة الأخرى.

ورغم دعوات المقاتلين السوريين للتحالف الدولي ضرب مواقع التنظيم إلا أن شيئا من هذا لم يحدث حسب أبو محمد.

وكشف تقدم تنظيم «الدولة» عن تعقيدات الحرب في سوريا التي تشارك فيها المعارضة والحكومة السورية والأكراد، إضافة لتنظيم «الدولة». وتقول الصحيفة إن هجوم تنظيم «الدولة» المفاجئ أفشل خطط المعارضة السورية التي كانت تقترب من شن هجوم على الجيش السوري الضعيف والسيطرة على ما تبقى من مدينة حلب.

وتزامن هجوم الجهاديين مع غارات بالبراميل المتفجرة شنها النظام على المدينة وقتلت أكثر من 100 شخص.

وهو ما قاد المعارضة للحديث عن تنسيق بين النظام وتنظيم «الدولة». وبحسب العقيد محمد الأحمد المتحدث باسم «جبهة الشام» عقد النظام صفقة مع تنظيم «الدولة» لتخريب خطة الهجوم على حلب التي كانت المعارضة تعد لها «التنسيق واضح وهو دليل على شراكة بين الإثنين، تنظيم الدولة الإسلامية والأسد اللذين يعملان ضد الثوار المجاهدين في سوريا». وعبرت السفارة الأمريكية في سوريا عن هذا الموقف في سلسلة من التغريدات حيث جاء في واحدة منها «تقول تقارير إن النظام يقوم بغارات جوية دعما لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام».

وبحسب مقاتل في أعزاز فقد جاء تحول تنظيم «الدولة» إلى مناطق المعارضة في الشمال لتجنب الغارات الجوية التي يقوم بها التحالف على مواقعه في شرق سوريا.

وهناك عامل آخر متعلق بالتعزيزات العسكرية التي حصل عليها من تدمر والتي مكنته من التقدم شمالا. ويتوقع مقاتلون أن تكون المعركة على أعزاز طويلة وكبيرة.

 

قلق تركي

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى قلق الأتراك من تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» قرب معبر باب السلام.

وأشارت للتقدم الذي حققته المعارضة المدعومة من الغرب وتنظيم «الدولة الإسلامية» ضد النظام السوري.

وتحدثت عن الخلافات بين قوى المعارضة والتنظيم التي تعتبر قديمة حيث واجه الطرفان بعضهما البعض في مناطق حلب منذ العام الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول تركي على الحدود استعداد بلاده لاستقبال 60.000 لاجئ جديد في حالة نجح التنظيم بالسيطرة على تل رفعت والمير اللتين تبعدان 13 ميلا عن بلدة كلس.

وترى الصحيفة أن التقدم يظهر قوة التنظيم أمام المعارضة السورية المتشرذمة في ظل ضعف النظام. فبعد سيطرته على مدينة تدمر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان الجهاديين يسيطرون على 50% من سوريا ومن هنا جاء التقدم السريع في حلب في ظل تساؤل المعارضة السورية عن ماهية التزام الحكومة الأمريكية بدعمهم. ونقلت عن متحدث باسم «أحرار الشام» قوله «الاعتماد وجدية الغرب أصبحت محل تساؤل».

 

لا مشاركة

وهو ما دفع عدد من الجماعات المقاتلة لترك برنامج الولايات المتحدة لتدريب قوات المعارضة كي تكون جاهزة لقتال تنظيم «الدولة».

وذكر تقرير نشره موقع «دايلي بيست» أن 1.000 مقاتل تمت الموافقة على تدريبهم سيتركون برنامجا تشرف عليه الولايات المتحدة يهدف لإنشاء قوة لمواجهة الجهاديين في سوريا. ونقل الموقع عن مقاتلي معارضة قولهم إن الولايات المتحدة ليست مهتمة بالرد على نداءتهم لوقف تقدم تنظيم «الدولة» في حلب.

وحسب مصطفى السجيري فهو وعدد من المقاتلين السوريين سيتركون برنامج التدريب بسبب طلب الولايات المتحدة منهم استخدام السلاح الأمريكي لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» وليس لضرب النظام السوري أو أي جماعات وكيلة تقاتل إلى جانبه.

وقال السجيري «قدمنا أسماء 1.000 مقاتل للبرنامج وعندها طلب منا عدم استخدام التدريب لقتال الأسد».

وقال إن وزارة الخارجية هي التي مررت لهم الشرط شفاهيا حيث قيل لهم إن الأموال أقرها الكونغرس لقتال تنظيم «الدولة» وليس الأسد «ولهذا قلنا لا».

ويشير الموقع أن ترك المقاتلين للبرنامج لا يعني خسارة عدد منهم ولكن انهياره بالكامل، مما يعني انهيار خطة أوباما لتدريب قوات وكيلة في سوريا لمحاربة تنظيم «الدولة».

ونقل الموقع عن تشارلي وينتر من مؤسسة قويليام قوله «برنامج التدريب والتسليح سيظل ضعيفا طالما طلب من المشاركين فيه استهداف تنظيم الدولة أولا ومن الأسد ثانيا». وأضاف «فمن السذاجة التفكير بغير هذا ولن ترحب المعارضة بمن يقول لها إنها ستتلقى الدعم إن ركزت جهودها على الإرهابيين وليس النظام السوري».

ويقول إن قواته التي انشقت عن تحالف «جيش الفتح» وتحالفت مع الأمريكيين أصبحت موصومة الآن من كل الأطراف «لا يريد رجالي أن يكونوا جزءا من هذه السياسة لأنها ستستخدم ضدهم وأنهم خانوا الثورة والآن أصبحوا مرتزقة لقوات التحالف».

وعمل سجيري في غرفة العمليات المشتركة بتركيا التي استقبلت ضباط سي آي إيه ومسؤولي أمن من الدول الداعمة للمعارضة، حيث قامت بالتدقيق في هويات المعارضة السورية وأرسلت بعض الأسلحة للمقاتلين والتي ظلت متواضعة في حجمها.

ويرى ان المخابرات الأمريكية تعرف الجماعة الجيدة من السيئة في سوريا «ولو أراد أوباما وضع حد للمعاناة السورية لفعل في ثلاثة أشهر».

وكان البرنامج يهدف في البداية لتدريب 5.000 مقاتل إلا أن البرنامج عانى من انتكاسات منذ الإعلان عن العام الماضي. وتحدث الناطق باسم القيادة المركزية عن 3.700 سوري تقدم للمشاركة إلا من تمت الموافقة عليهم لم تتجاوز الـ400 .

ويعتقد سجيري أن البرنامج لم يصمم لحرف ميزان الحرب في سوريا «وأي شخص لديه خبرة عسكرية ويفحص البرنامج فسيكتشف أن البرنامج لم يصمم للتأثير أو دعم الشعب السوري بل لإطالة أمد الحرب».

وأضاف «نقاتل منذ أربعة أعوام ببرنامج ومن غير برنامج وفي حالة لم يغير الأمريكيون هذا الشرط فسنواصل القتال».

وكان من أسباب تأخر البرنامج هو عدم التوافق الأمريكي- التركي على دعم المقاتلين السوريين من الجو. لكن الوضع قد يتغير قريبا. وذلك من خلال النقاش الدائر بين البلدين الذين دفع على ما يبدو بنقل تنظيم «الدولة» المعركة قريبا من تركيا.

 

محادثات أمريكية ـ تركية

وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن مسؤولين أمريكيين وأتراكا بدأوا محادثات لتنظيف المناطق الواقعة جنوب تركيا من وجود تنظيم «الدولة الإسلامية».

ونقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن المحادثات جارية مع الأتراك بعد أشهر من الخلافات بين البلدين «نبحث في الأمور التي يمكننا عملها بطريقة عملية وملموسة». وآضاف «نريد إبعاد هؤلاء المتطرفين عن الحدود. ونبحث في الطرق التي يمكننا التعاون فيها».

ورغم هذا لم يقدم المسؤول أي تفاصيل عن الدور الذي ستلعبه الولايات المتحدة إلا أن الجهود الأمريكية ـ التركية تتزامن مع الاجتماع الذي عقد أمس في العاصمة الفرنسية باريس لدول التحالف ضد تنظيم «الدولة» حيث بحثت الدول المشاركة طرق التنسيق من أجل مواجهة تنظيم «الدولة» خاصة بعد سقوط الرمادي.

وفي الوقت الذي تعاملت فيه إدارة أوباما مع خسارة الرمادي، كتراجع مؤقت إلا أن هزيمة الجيش العراقي تعتبر نكسة كبيرة في استراتيجية أوباما «إضعاف وهزيمة» تنظيم «الدولة». وحضر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حيث طالب بدعم إضافي لاستعادة الرمادي. لكن ليس من الواضح لدى الولايات المتحدة وحلفائها كيف سيساعدون العراقيين. فلم تظهر إدارة أوباما استعدادا لنشر فرق ولو صغيرة من الأمريكيين في ساحات المعارك ولإرشاد الطائرات.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول لم يذكر اسمه أن الحكومة الأمريكية مستعدة لدعم جهود العبادي لتجنيد أعداد جديدة من أبناء العشائر السنية «هم بحاجة للمساعدة ونحن جاهزون». وأضاف «لدينا الآن 5.000 متطوع مسجل من محافظة الأنبار ومن المتوقع زيادة هذا العدد».

وأرسلت الولايات المتحدة 2.000 صاروخا مضادا للدبابات لاستخدامها ضد العمليات الانتحارية. ودربت قوات التحالف 7.000 جندي عراقي وتقوم بتدريب 4.000 آخرين حسب مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية.

وعن التعاون الأمريكي- التركي تقول الصحيفة إن مواقفها اتسمت في الماضي بالخلاف مع أنهما جزء من التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة». فأنقرة التي استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين السوريين تريد الإطاحة بنظام الأسد.

وفي الوقت الذي أكد فيه جون كيري وزير الخارجية في تشرين الأول/أكتوبر أن الخطة تستحق النظر بشكل قريب إلا أن المتحدث باسم البيت الأبيض أكد انها ليست موضوعا للمناقشة. وبسبب الخلاف حول سوريا لم تكن الولايات المتحدة بقادرة على شن هجمات من القاعدة الجوية التركية «إنشرليك».

ولا يمكن فصل تحركات تنظيم «الدولة» في سوريا عن إنجازات منافسيه في جبهة النصرة وحالة التشرذم التي يعاني منها النظام. فعلى ما يبدو بدأ يحلل قواته من الجبهات التي يعتقد أنه لن ينتصر فيها والتركيز على الجبهات الرئيسية في دمشق وحماة ومناطق الساحل. وهذا يفسر الدعم الإيراني المتزايد للنظام ومحاولتها تحشيد المقاتلين الشيعة من كل مكان.

 

مرتزقة

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن نظام بشار الأسد يحصل على دعم مرتزقة من أفغان شيعة للمشاركة في قتال تنظيم «الدولة». ولتحفيز الشيعة على القتال تعرض إيران آلاف الدولارات على مرتزقة من أفغانستان وباكستان للسفر إلى سوريا. ونقلت عن قادة شيعة في أفغانستان أن السفارة الإيرانية في العاصمة الأفغانية كابول هي من تشرف على تنسيق جهود التجنيد من خلال استخراج تأشيرات سفر لمئات الراغبين بالسفر إلى سوريا. ويتولى موقع بالاردو على الإنترنت بالأوردو مهمة التجنيد في الباكستان من خلال إغراء كل راغب بـ3.000 دولار.

ويقدر محللون عدد المرتزقة الأفغان والباكستانيين في سوريا بحوالي 5.000 شخص. وقالت الصحيفة إن جهود التجنيد في أفغانستان تركزعلى أبناء الطائفة الشيعية «الهزارة». ونقلت عن أحد القيادات الشيعية بكابول قوله إن الدافع الرئيسي وراء التجنيد «هو البطالة إضافة للدوافع الدينية».

وفي إيران حيث يعيش حوالي مليوني أفغاني معظمهم بطريقة غير قانونية. وتقول تقارير إن بعض المجندين تعرضوا لتهديد بالترحيل إن لم يوافقوا على التطوع في سوريا. وبحسب مصادر المعارضة السورية فإنها ألقت القبض على أفغان وباكستانيين. ومن أسروا في الجنوب السوري قالوا إنهم جزء من كتيبة أفغانية مكونة من 600 مقاتل.

وتقول المعارضة السورية إنها لاحظت زيادة نسبية في أعداد المقاتلين الأفغان والباكستانيين الذين يقاتلون دفاعا عن النظام.

ونقلت الصحيفة عن عصام الريس المتحدث باسم المعارضة السورية في الجنوب «في الأشهر الأربعة الأخيرة شاهدنا 80% من المقاتلين الأجانب و 20% من الجيش السوري». وفي معركة حدثت الشهر الماضي لوحظ فيها أن معظم المقاتلين كانوا من الأفغان. وبحسب قائد في المعارضة «ألقينا القبض على تسعة أفغان وشاهدنا الكثير من القتلى وتعرفنا على وجوههم. وقالوا إنهم حصلوا على 5.000 دولار للقتال.

وسافروا من طهران. وقالوا إنهم خيروا بين القتال أو الترحيل لأفغانستان، أرسلوهم للموت». كما وأظهرت لقطات فيديو وضعتها المعارضة في إدلب على الإنترنت صور أربعة من الأسرى الأفغان. وتحدث أصغرهم أنه تطوع للقتال للدفاع عن مزار السيدة زينب في جنوب دمشق وناشد الأسد بمبادلته وأضاف الشاب الذي تحدث بلغة الداري التي يتحدث بها شيعة أفغانستان «من فضلك بادلنا».

وبثت قناة تركية الأسبوع الماضي فيلم فيديو ظهر فيه مقاتلون بزي الجيش السوري وهم يستمعون إلى الأغاني الأفغانية ويتحدثون بلغة البشتو، اللغة الرئيسية في أفغانستان. وأشار قادة شيعة في أفغانستان عن المدارس والمراكز التي تعتبر مراكز تجنيد بالإضافة للجامعة التي تدعمها إيران وهي «جامعة خاتم النبيين».

وتحدثوا عن جهود للتجنيد في وادي باميان- وسط أفغانستان وهيرات القريبة من الحدود مع إيران.

وفي إطار آخر تقوم الحكومة الإيرانية وبهدوء بمنح الأفغان حوافز للقتال في سوريا. وبثت القناة التلفزيونية «أفق» المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني فيلما أثنت فيه على المقاتلين الافغان في سوريا وأثنت فيه على عليرزا تافاسولي الأفغاني المولد وقائد «لواء الفاطميين» الذي قتل بداية هذا العام بمعركة في الجنوب.

ونشرت الصحيفة الليبرالية الإيرانية «شرق» خبرا عن مشروع قرار سيناقشه البرلمان الإيراني يسمح بمنح الجنسية الإيرانية للأجانب الذين يقاتلون في سوريا وإزاء هذا الوضع حذر باحثون من توسع المقاتلين الأجانب في سوريا وحذروا من مخاطره الكبيرة. وبحسب توبي دودج، خبير شؤون الشرق الأوسط في مدرسة لندن للاقتصاد «هذا يشير إلى الإبداع الشخصي الإيراني».

وما يثير القلق هو القضايا المتعلقة بالطائفية في المنطقة حيث تربط الأزمة الطائفية في غرب آسيا بدعم إيراني.

وبحسب فيليب سميث الباحث في جامعة ميريلاند والذي درس ظاهرة المتطوعين الشيعة في سوريا، قال إن تجنيد الباكستانيين والأفغان يرسل رسالة إلى منافسة إيران الإقليمية «وهذا لا يحمل أخبارا جيدة، ولا خير يأتي من مقاتلين يرسلون إلى منطقة تعاني من أزمة طائفية».

 

تفشي ظاهرة انتساب شبان سوريين إلى «تنظيم الدولة» والمخاوف تسيطر على ذويهم

عناصر من المعارضة في حماة تخلوا عن تشكيلاتهم العسكرية ويساندون «التنظيم» في العراق

سلامي محمد

ريف دمشق ـ»القدس العربي»: لعل من المألوف انتقال عناصر من المعارضة السورية ما بين تشكيل إسلامي وآخر، أو ما بين تشكيل للجيش السوري وآخر، ولكن من غير المألوف هو ما يوثقه الناشطون في محافظة حماة السورية من عشرات التنقلات التي تحصل بشكل مستمر من قبل عناصر المعارضة السورية التابعين للكتائب الإسلامية بشكل خاص، والمعتدلة منها بشكل عام إلى «تنظيم الدولة»، والملفت في الأمر، هو انهم لم يبايعوا «التنظيم» فحسب، بل ذهبوا طواعية للقتال ضمن صفوفه في الأراضي العراقية ضد قوات «الحشد الشعبي»، في فـترة زمـنية قليـلة للغـاية، ما بين انتسابهم لـ»تنظيم الدولة» ومغـادرتـهم الأراضـي السـورية نحـو الداخـل العـراقي.

حيث أكدت الناشطة الإعلامية هدير العاصي من محافظة حماة السورية لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معها، انضمام أكثر من 30 مقاتلا من أبناء مدينة حماة إلى «تنظيم الدولة»، عقب مغادرتهم «الكتائب الإسلامية «التي كانوا منتسبين إليها منذُسنوات، وأوضحت الناشطة الإعلامية أن جلّ المنتسبين الجدد للتنظيم هم من فصائل مقاتلة في ريف حماة على وجه الخصوص، مؤكدة ان أعداد المنسبين وصلت إلى المئات خلال الفترات السابقة، وان غالبية العناصر الذين بايعوا «التنظيم» يغادرون مباشرة إلى داخـل الأراضـي العـراقية لقـتال بجـانب التنـظيم هنـاك.

وأردفت ان الغريب في الأمر، هو ان المقاتلين ما ان يتواصلوا مع أحد أقربائهم أو أصدقائهم ممن يقاتلون مع «تنظيم الدولة» سرعان ما يتم انقلاب الحال لديهم، فتراهم في غضون يومين أو ثلاثة يتخلون عن الكتائب التي يقاتلوا فيها، ويرحلون إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا، وان أولئك العناصر يلتحقون بالتنظيم عن قناعة، وأضافت «انهم رأوا ان مناصرة الحق تتطلب انضمامهم للتنظيم، وان الجهاد فرض عين عليهم كونهم مسلمين، وواجب عليهم الدفاع عن الأرض والعرض ودحر الفارسيين عن دول المسلمين».

وقال المقاتل في أحد «الكتائب الإسلامية» أحمد، أخبرني أحد أصدقائي ممن هو ضمن التشكيل الذي نحن منضمان إليه، بأنه عازم على الرحيل إلى الرقة، والانضمام إلى «تنظيم الدولة»، لم استوعب الأمر حينها وظننته قال كلامه حينها من باب الفكاهة ليس أكثر، ولكن بعد يومين فقط تفاجأت به وهو قادم لتوديعي، فسألته كيف حصل هذا، وإلى أين ستذهب للتطوع، فأجاباني:»لدينا عشر ولايات، تفضل بزيارة لدى «الدولة» وتعرف عليها عن قرب ولا تسمع خزعبلات الناس وما يفترونه عنها، وأنني تنقلت ما بين» جيش الإسلام» ثم «أحرار الشام» وأعرف كل فصيل كيف يفكر، فما عليك سوى أن تركب السيارة وتأتي إلى الرقة فالأمر سهل جدا».

وأكد المصدران ان أعداد المنتسبين لـ «التنظيم» ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، وتجاوز عدد المبايعين له المئات، وكلهم من محافظة حماة، وغالبية المنتسبين له، قرروا الذهاب معه لمواجهة «الحشـد الشعبي» في العـراق، بينما تسيطر حالات التشنج والرعب على ذويهم، ما بين خوفهم على ذويهم من جهة، وما بين ما قد يحصل لهم في وقت لاحق، بسبب انتساب أبنائهم لـ»تنظيم الدولة»، وان التشتت سيد الموقف، بسبب خروج الأمر خارج الحدود السورية إلى العراق، ومن لحظة مغادرة أبنائهم المحافظة، لم يعلموا عنهم شيئا، ورأى المصدران، ان انتشار حركة التنقل من «الكتائب الإسلامية» و«الجيش الحر» إلى «تنظيم الدولة» كمرض السرطان الذي يصيب جسدا بالأساس هو مريض، وان الخشية ان يكون أولئك المقاتلون سببا آخر يساند «تنظيم الدولة» في تمدده بالأراضي السورية، وخاصة مع حالة الرفض الشعبي له بغالبية المحافظة السورية، ومحاربته.

وحول أعداد القتلى في صفوف «التنظيم» خلال معارك العراق، قالت الناشطة الإعلامية، ان الناشطين في حماة، وثقوا مقتل أحد عشر مقاتلا من المحافظة في صفوف» التنظيم» من محافظة حماة وحدها، موضحة صعوبة توثيق الأرقام الحـقيقية، بسـبب صعـوبة الحصـول على المعلومات الدقيـقة جـراء تكـتم» التنظـيم» على حجـم خسـائره.

 

صيادلة من حلب يشتكون: الأدوية المنتجة محليا تذهب للعراق بينما السوق الداخلية تعاني نقصا في بعضها

مصطفى محمد

حلب ـ «القدس العربي»: من مفارقات الواقع الدوائي السوري أن تذهب نصف كمية انتاج معامل الدواء التي لا زالت تعمل في مدينة حلب بقدرات منخفضة أصلا، إلى الأراضي العراقية، بينما تعاني السوق المحلية من شح المعروض من الأدوية هذا في أحسن الأحوال، إن لم يكن هناك نفاق بشكل كامل لبعض أصناف الأدوية، وهذا ما أجمع عليه عدد من الصيادلة التقتهم «القدس العربي» أثناء تجوالها في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ولم يتوقف الصيادلة هنا، فبعد وصفهم تلك الصفقات التي تعقد بين المهربين وأصحاب المستودعات الطبية بـأنها «صفقات تعقد على حساب الفقراء»، ذهبوا أيضا إلى المطالبة بوضع حد لهذه التجارة غير الشرعية، من قبل الفصائل والمؤسسات التي تتولى إدارة شؤون الحياة في المناطق المحررة، في مدينة حلب.

وعدّ الصيدلي طه العياط أحد الذين استطلعت «القدس العربي» آراءهم، الاتجار بالدواء في الوقت الراهن خطأ فادحا، يجب العمل على مكافحته، لكثرة الانعكاسات السلبية التي تحدثها هذه التجارة «غير الشرعية»، على حد تقديره. وعن مدى تأثير هذه التجارة على السوق الداخلية قال: «نقص الأدوية كما وكيفا في الصيدليات المحلية يمثل أولى التأثيرات، فضلا عن ارتفاع الأسعار محليا، لأن حجم العرض في السوق لا يلبي حجم الطلب، فنحن نتحدث هنا عن معامل لا تعمل بربع طاقتها، عدا عن خروج العديد منها عن العمل نهائيا، بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد عموما».

ويوافق الصيدلي زكريا حيدري، حديث عياط فيما ذهب إليه، لكنه يضع مطلبه القاضي بالمطالبة بوقف تصدير الدواء غير الشرعي إلى العراق، في خانة خصوصية المرحلة فقط، نافيا أن يكون مطلبه بدواعي حرمان الشعب العراقي من الدواء، لكنه يأتي في قبيل الحد من تفاقم الأزمة المحلية. ويضيف «يفضل أصحاب المستودعات الدوائية بيع الأدوية للتجار؛ لأن نسبة الأرباح ترتفع بنسبة الـ10% عن التوزيع للصيادلة في حال البيع للتاجر، علاوة على أن الكميات التي يطلبها التجار تكون كبيرة بالمقارنة مع طلب الصيادلة».

ويتابع «الكثير من هذه الصفقات تتم بطريقة غير مدروسة، لسنا ضد تصدير الدواء لطالما أن إخواننا في العراق هم بحاجة له، ولكن نطلب ترشيد هذه التجارة فقط، فالفرق في الأسعار لا يصب في مصلحة السوق المحلية».

ووفق مصادر محلية، فإن أغلب الصفقات تتم عن طريق الأراضي السورية، ومنها إلى الأراضي العراقية وذلك لغياب الحدود الرسمية بعد سيطرة تنظيم «الدولة» على أجزاء واسعة من أراضي البلدين، ووصل تعداد معامل الأدوية في مدينة حلب إلى 33، قبيل الثورة من أصل 65 معملا كانت قائمة فوق الأراضي السورية ككل، إلا أن عددا من تلك المعامل خرج عن الخدمة، بينما انتقل قسم منها إلى محافظات توصف بالآمنة، ووفق أرقام رسمية صادرة عن حكومة النظام، فإن نسبة تغطية السوق المحلية بالأدوية المنتجة محليا، انخفضت إلى ما دون الـ85%، بعد أن وصلت في العام 2010 على سبيل المثال، إلى نسبة 93%.

 

هيئة رقابية لم تبصر النور

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت مديرية صحة حلب الحرة مؤخرا، عن تأسيس أول هيئة رقابية على الأدوية في الأحياء الخاضعة لسيطرتها، لكن لم تكد المديرية تعلن عن الهيئة، حتى نشبت الخلافات بينها وبين بعض الجهات القضائية في المدينة، وهذا ما عبر عنه الطبيب ياسر درويش، مدير صحة حلب الحرة في حديثه الخاص بـ»القدس العربي» بالقول «تم إيقاف العمل بالهيئة، بسبب الخلافات الحالية، لكن نأمل أن تنتهي هذه الخلافات لنباشر العمل فيها»، مشددا على أن ترشيد التصدير، سيكون على رأس أولويات الهيئة، علاوة على مراقبة الجودة، وشروط التخزين.

 

حلب… مختبر “تحالف” النظام و”داعش

عبسي سميسم

يحاول تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من خلال هجومه الأخير على مواقع المعارضة في ريف حلب الشمالي، السيطرة على منطقة حدودية مع تركيا تؤمن له نقاطاً تمكّنه من تهريب مقاتلين وأسلحة عبر الحدود التركية، وعقد صفقات شراء أسلحة وبيع نفط من خلال تجار ومهربين خارج إطار الحكومة التركية، مستغلاً انشغال فصائل المعارضة السورية المسلحة بالتجهيز لعملية السيطرة على حلب، وطرد قوات النظام منها بعد تشكيل “غرفة عمليات فتح حلب”، المكوّنة من أكثر من 21 فصيلاً مسلّحاً.

هجمات “داعش” والتحضير لمعركة تحرير حلب، يضع قوات المعارضة بين فكي كماشة النظام والتنظيم؛ فوصول “داعش” إلى الشريط الحدودي مع تركيا يمكّنه من خنق قوات المعارضة الموجودة في ريف حلب الشمالي وفرض حصار فعلي عليها بفصلها عن معبرها الحدودي مع تركيا، والذي بات منذ ثلاث سنوات الرئة التي تتنفس منها قوات المعارضة وسكان المناطق التي تسيطر عليها في حلب. كما تجنبه خوض معركة خاسرة ضد قوات المعارضة المتمركزة في مدينتي مارع وتل رفعت في ريف حلب الشمالي، ذلك أن المدينتين تعتبران خزانا بشريا ولوجستيا كبيرا لقوات المعارضة في ريف حلب الشمالي، وتحتويان على كتائب المعارضة التي أجبرت “داعش” على الانسحاب من المنطقة مطلع العام الماضي.

ومن خلال أداء “داعش” في معاركه السابقة، يبدو أنه يتبع استراتيجية تقوم على التوجه نحو مصادر الثروة بالدرجة الأولى شريطة أن تكون المعركة سهلة، ومبررة شرعياً حسب فقه التنظيم. ومن ناحية ثانية، يستغل انشغال كل من المعارضة والنظام بمعارك فيما بينهما، وبروز خواصر رخوة لدى كل منهما، لشنّ هجوم يحقق له انتصار ما.

ويتوافق ابتعاد التنظيم في الفترة الأخيرة عن المناطق الكردية مع استراتيجيته التي تقوم على خوض معارك سهلة، بسبب صعوبة المعارك مع تحالف “قوات حماية الشعب” مع بعض فصائل المعارضة، بسبب مشاركة قوات التحالف الدولي بتأمين غطاء جوي في تلك المعارك لتحالف المعارضة، وهو ما لا تفعله قوات التحالف الدولي مع قوات المعارضة، حتى أثناء قتالها تنظيم “داعش” في حلب.

رغم ذلك، يرجح أن تتمكن فصائل المعارضة من صدّ التنظيم ومنعه من السيطرة على شمال حلب وفرض حصار عليها، بسبب وصول مؤازرة لقوات المعارضة، وأيضاً لأن القوى الإقليمية، ممثلة في تركيا والسعودية وقطر التي تقدم دعماً لوجستياً لغرفة عمليات “جيش الفتح” في كل من إدلب وحالياً حلب، لن تسمح بذلك.

وفي بيان لها، أكدت غرفة عمليات حلب عزمها على التصدي لتنظيم “داعش” واستعادة القرى التي سيطر عليها في ريف حلب الشمالي، قبل الانطلاق نحو معركة تحرير حلب، متهمة التنظيم بمساعدة قوات النظام “في عدوانه على حلب، ومحاولة فك الحصار عنها، وعرقلة تقدم الثوار نحو مدينة حلب لتحريرها”.

وتتكون “غرفة عمليات فتح حلب” بشكل رئيسي من فصائل “الجبهة الشامية، حركة أحرار الشام، فيلق الشام، كتائب ثوار الشام، جيش الإسلام، كتائب فجر الخلافة، تجمع فاستقم كما أمرت”.

واستعاد مقاتلو المعارضة زمام المبادرة الاثنين الماضي، بعد وصول مؤازرة عسكرية كبيرة من فصائل مختلفة إلى الريف الشمالي، وتمكنوا من إيقاف هجوم التنظيم باتجاه مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وكبدوه خسائر كبيرة في العتاد والأرواح في المعارك الممتدة على طول أكثر من 30 كيلومترا، من مدرسة المشاة جنوبا حتى قرية حور كلس الحدودية مع تركيا شمالاً.

وأعلن مقاتلو المعارضة مقتل القائد العسكري لتنظيم “داعش” ويدعى أبو عبد الله التونسي، واستعادة السيطرة على نقاط كان قد استولى عليها، ومنها قرية أم حوش، فيما لا تزال المعارك تدور عند قرى حساجك وتل مالد والحصية وسط محاولة مقاتلي المعارضة إعادة فتح طريق مدرسة المشاة – مارع الذي قطع يوم الأحد، بعد سيطرة التنظيم على قرية الحصية.

وخلال هجومه الحالي، هجّر التنظيم أكثر من 30 ألف مدني من سكان بلدة صوران أعزاز، وقرى البل والكفرة والطوقلي، وتلالين، وغرناطة، والحصية، وحساجك، وأم حوش تحت وطأة قصفه الصاروخي العشوائي على المنازل السكنية.

بدورها، أصدرت حركة “فجر الشام” بياناً أعلنت فيه تخليها عن موقف الحياد الذي تبنته سابقاً حيال التنظيم، وأكّدت نيتها “دفع صيال التنظيم وردّ عاديته”، واتهمته بأنه “منحرف عن منهج أهل السُّنة والجماعة، وأسقط رموزها وتبنى منهج الغلو، وبات عبارة عن خليط من دولة البعث العميقة ومن الغلاة”.

كما أصدرت “هيئة قوى الثورة في حلب”، بياناً ناشدت فيه مختلف القوى الإقليمية والدولية “القيام بواجبهم الأخلاقي والإنساني لمنع وقوع كارثة يمكن أن تتعرض لها حلب نتيجة الحملة المستعرة التي يقودها الإرهاب المتمثل بقوات (نظام بشار) الأسد وداعش”.

من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سالم المسلط، في حديث إلى “العربي الجديد” أنّه يتعين “على المجتمع الدولي تأمين منطقة آمنة للسوريين يمنعون فيها طيران نظام الأسد من التحليق فوقها، كي لا يتحول إلى سلاح جو يخدم تنظيم (داعش) الإرهابي، وتزويد الثوار بالأسلحة النوعية لصد أي هجوم من النظام وداعش”.

وقال إن “نظام الأسد يساند قوات (داعش) بالهجوم على معاقل الثوار بعد عجزه عن السيطرة على كامل الأراضي السورية”.

وأضاف أن “الأسد يدعم تنظيم (داعش) للقضاء على من يحمل راية الثورة السورية، وتصوير المشهد أمام العالم أنها حرب بينه وبين الإرهاب”، لافتاً إلى أن “التنظيم منذ نشأته يهاجم الثوار في كل مرة يحققون فيها الانتصارات على قوات الأسد، وهذا ما يؤكد أن قوات الأسد تنهار وباتت غير قادرة على الانتشار في جميع أنحاء سورية”.

وكان  رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة، قد دعا بدوره دول جوار سورية والمجتمع الدولي للتحرك من أجل عدم تحويل سورية إلى مرتع لقوى الإرهاب والتطرف، معتبرا أن تنظيم الدولة ينوب عن نظام الاسد بعدما سلمه الأخير أكبر مخزون للسلاح في تدمر.

 

اقرأ أيضاً: الائتلاف السوري يدعو إلى نجدة حلب من خطر “داعش”

واعتبر خوجة أن طيران النظام يعمل لمصلحة التنظيم، حين يقصف المناطق التي توجد فيها فصائل المعارضة قبل أن يقتحمها مقاتلو التنظيم.

وفي الإطار نفسه، اتهم “المجلس الإسلامي السوري”، “داعش” بالعمالة للنظام والتحالف الدولي لإجهاض الثورة، وأفتى بوجوب قتاله. واعتبر أن “هجوم التنظيم على ريف حلب الشمالي جاء لإفشال خطة جيش الفتح في تحرير مدينة حلب من نظام الأسد، من خلال مهاجمتهم الثوار من الخلف”.

 

مؤتمر باريس: العبادي يتظلّم وفرنسا توصيه بمعالجة الخلل الطائفي

باريس، أربيل ــ العربي الجديد

كما كان متوقعاً، لم يخرج اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، الذي انعقد أمس الثلاثاء في باريس، باستراتيجية جديدة لمواجهة تمدّد التنظيم سواء في سورية أو العراق على الرغم من اعترافه بأن الاستراتيجية التي بدأها قبل قرابة 10 أشهر، والتي تخللتها قرابة 4100 غارة جوية، لم تنجح في وقف تمدد التنظيم في كلا البلدين. وكان “داعش” قد تمكن منتصف الشهر الماضي من السيطرة على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار والقريبة من العاصمة بغداد، فضلاً عن استمرار تمدده في سورية بعد الاستيلاء على مدينة تدمر التاريخية وتهديده للمعارضة السورية في حلب.

” تطورات جعلت البحث عن استراتيجية أكثر فعالية أمراً ملحاً، وإن كانت الخيارات المتاحة أمام التحالف محدودة في ظل القناعة بقصور العمل العسكري وحده وضرورة أن يتزامن مع تقدم في المسار السياسي الذي لا يبدو أنه متوفر حتى اللحظة لا في العراق أو سورية.

وبينما تصرّ الحكومة العراقية على اعتماد مبدأ إقصاء أطراف أساسية عن القتال وعدم تفعيل المصالحة السياسية مع طيف واسع من العرب السنة خصوصاً، تقتصر التطورات في سورية منذ أشهر على الشق الميداني حيث تسجل المعارضة انتصارات على النظام فيما تواجه “داعش” في نفس الوقت، وسط اتهام واضح وجهته واشنطن عبر الحساب الرسمي لسفارتها في دمشق على موقع “تويتر” للنظام السوري بتنفيذ غارات جوية لمساعدة تنظيم “داعش” على التقدم حول مدينة حلب في شمال البلاد.

وتم التوافق بين الحاضرين في مؤتمر باريس، الذي عقد بمشاركة 20 دولة فيما غابت عنه كل من روسيا وسورية وإيران، على الدعوة إلى “إطلاق عملية سياسية شاملة وصادقة في سورية من أجل تطبيق مبادئ بيان جنيف”، الذي يدعو الى وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في سورية. وجاء في البيان الختامي أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد “غير قادر ولا يرغب” في محاربة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.

في موازاة ذلك، فإنه على الرغم من حرص البيان الختامي للاجتماع، على إظهار التوافق على كيفية مواجهة “داعش” خلال المرحلة المقبلة في العراق، إلا أن تصريحات المسؤولين الفرنسيين والأميركيين وكذلك رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أثبتت وجود خلافات بين دول التحالف من جهة، والحكومة العراقية من جهة ثانية، حول تقييم أسباب الفشل طوال الفترة الماضية.

وأعلن الائتلاف الدولي، في بيانه الختامي، عن دعمه الخطة العسكرية والسياسية العراقية التي اعتمدتها بغداد لاستعادة مناطق من أيدي تنظيم “داعش” بعد سقوط مدينة الرمادي الاستراتيجية. وقال نائب وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن، الذي حضر الاجتماع نيابة عن وزير الخارجية جون كيري بعد الإصابة التي تعرض لها قبل أيام، “إنها خطة جيدة عسكرياً وسياسياً”، مشيراً إلى أن “وزراء الائتلاف تعهدوا بتقديم دعمهم لهذه الخطة”. وأضاف بلينكن “في العراق الآن، لدينا الاستراتيجية الصائبة، مزيج من ضربات جوية وعمليات تدريب وشركاء دوليين يعملون بفاعلية”.

” من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس “التصميم التام” على مكافحة التنظيم، مشيراً إلى أن “المعركة طويلة الأمد”. وأشار فابيوس إلى أن العبادي تعهد بدوره بمصالحة جميع مكونات المجتمع العراقية، قائلاً إن “العراقيين سيقاتلون داعش عندما يشعرون أنهم ممثلين في الحكومة”، في إشارة على الأرجح إلى تهميش الجزء الأكبر من العرب السنة سياسياً.

في المقابل، دعا وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، إلى تقييم عمل المجموعة في الفترة السابقة واتخاذ القرارات المناسبة لإعادة بناء القدرات العراقية. وأضاف هاموند “ما علينا أن نفعله اليوم هو مراجعة التقدم المتحقق منذ الاجتماع السابق في لندن قبل ستة أشهر، وما لم يكن مجدياً خلال هذه الفترة وأن نحدد ما يجب عمله تالياً، ونتخذ في اطار مجموعة الدعم بعض القرارات بشأن المرحلة التالية من عملية بناء القدرات العراقية على الأرض”.

أما رئيس الوزراء العراقي فشدد، عقب انتهاء المؤتمر، على أن العراق قادر على بذل تضحيات لقتال “الدولة الإسلامية” لكن يتعين على التحالف الدولي دعمه، وذلك بعد أن استبق الاجتماع بشن هجوم استباقي على دول التحالف متهماً إياها بالتخاذل عن المشاركة الفاعلة في محاربة التنظيم.

واتهم العبادي التحالف بعدم بذل ما يكفي من الجهود للتصدي للتنظيم، معتبراً أن الفشل هو “فشل للعالم بأسره” وأن تدفق المقاتلين مشكلة دولية يجب حلها. وقال العبادي، إن القوات العراقية تحرز تقدماً في مواجهة التنظيم لكن “في ما يتعلق بدعم العراق، الكلام كثير لكن الأفعال قليلة على الأرض”.

” وأضاف للصحافيين، قبل بدء الاجتماع، “أن المشكلة ليست في العراق فقط. بغداد تحاول القيام بدورها لكن تنظيم الدولة الإسلامية لم ينشأ في العراق”. وأكد العبادي “علينا أن نجد تبريراً لسبب قدوم هذا العديد الكبير من الارهابيين من السعودية والخليج ومصر وسورية وتركيا ودول أوروبية”، لافتاً إلى أن “غالبية عناصر داعش باتوا أجانب بعدما كان العراقيون يشكلون 60 في المائة من عناصر التنظيم”.

وحدّد العبادي مطالب العراق لتفعيل استراتيجية مواجهة “داعش”، مشيراً إلى أنه “في حاجة عاجلة إلى المزيد من معلومات الاستخبارات والأسلحة ومنها الأسلحة المضادة للدبابات”. ولفت إلى أن العراق يعتمد على نفسه وبالكاد حصل على سلاح، مشيراً إلى أنه “ينتظر موافقة الأمم المتحدة لشراء أسلحة من إيران”. كما تطرق العبادي إلى وجود نقص في دعم العمليات البرية، مشيراً إلى أن “داعش” يتنقل ويتحرك في مجموعات صغيرة جداً وأن الدعم الجوي ليس كافياً.

 

في موازاة ذلك، تجاهل العبادي دور حكومته في تعطيل الحلول والمصالحة السياسية وتعمد إقصاء وتدريب وتجهيز أي قوى لمواجهة “داعش” وتحديداً العشائر في مقابل منح صلاحيات واسعة لمليشيات الحشد الشعبي الحليفة لإيران والمتهمة بارتكاب انتهاكات وجرائم في المناطق التي تدخل إليها. خطر كان قد حذر منه مسؤول أميركي، رفض الكشف عن اسمه، لكنه أكد في تصريحات صحافية على ضرورة أن تضع “خطة الحكومة العراقية في مقدمة أولوياتها فرض سلطة الدولة على كل المليشيات التي تقاتل إلى جانبها”.

وفي السياق، هاجمت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس الثلاثاء، بشدة حكومة العبادي، لأنها لم تقم بإشراك ممثلين عن الإقليم في مؤتمر باريس. وقالت حكومة الإقليم في بيان “كنا ننتظر أن تحترم الحكومة العراقية والمجتمع الدولي تضحيات شعب كردستان وبطولات البشمركة، وأن تنظر بتقدير إلى جهوده في إيواء أكثر من مليون ونصف المليون من النازحين واللاجئين بسبب حرب داعش، إلا أن الحكومة العراقية لم تشرك ممثلي إقليم كردستان بالمؤتمر هذه المرة أيضاً، وشاركت بمفردها في مؤتمر باريس”.

 

سوق سوداء للمتاجرة بمساعدات اللاجئين السوريين في الأردن

عمان ـ زيد الدبيسة

أكد مسؤولون في القطاع التجاري الأردني، ظهور سوق سوداء للمتاجرة بالمساعدات الغذائية التي يتلقاها اللاجئون السوريون من منظمات دولية، موضحين أن حاجة اللاجئين لسلع وخدمات أخرى تجبرهم على بيع بعض السلع التموينية والطرود الغذائية، التي يحصلون عليها لتأمين الحد الأدنى من الأموال لإنفاقها في مجالات أخرى.

وقال رئيس نقابة تجار المواد الغذائية، خليل الحاج توفيق، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن أشخاصا وشركات، بعضها وهمية، تقوم بالمتاجرة بالمساعدات الغذائية التي تقدم للاجئين السوريين داخل المخيمات، خاصة في مخيم الزعتري في مدينة المفرق شمال شرق الأردن.

وأضاف أن هؤلاء الأشخاص يدخلون إلى مخيمات اللاجئين ويقومون بشراء كوبونات المساعدات أو الطرود المقدمة مباشرة للاجئين بأسعار مخفضة، ومن ثم بيعها في الأسوق، مشيرا إلى أن هذه المتاجرة أقرب ما تكون إلى سوق سوداء تنشط في شمال البلاد، التي يتواجد

فيها عدد كبير من اللاجئين السوريين.

وتابع أن “المحلات التجارية، خاصة في مدينة المفرق، التي تضم أعدادا كبيرة من اللاجئين، تضررت كثيراً من المتاجرة بالمساعدات التموينية للاجئين، حيث تراجعت مبيعات القطاع التجاري في بعض المناطق لأكثر من 30%”.

ورأى أنه من الصعب ضبط هذه الممارسات من قبل أي جهة، التي نراها أحيانا في مناطق أخرى من الأردن وخارج إطار المخيمات، أي في المناطق التي يتواجد فيها عدد من اللاجئين السوريين، حيث سرعان ما يتم بيع المواد الغذائية المقدمة لهم.

وقال إن اللاجئين السوريين رفعوا الطلب على المواد الغذائية في الأردن بنسبة لا تقل عن 25%، حيث تبلغ فاتورة الغذاء حاليا حوالى 4.2 مليارات دولار سنوياً.

وأخيرا قرر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، تخفيض قيمة قسائم المساعدات المالية لـ239 ألف لاجئ سوري في الأردن.

وقال برنامج الأغذية العالمي، إن مساعداته ستعطي الأولوية للاجئين الأكثر احتياجاً، وذلك لضمان وصول الدعم لمن يحتاجونه بشدة، مضيفا أن “كل دولار ينفق على أسرة يمكنها أن تتدبر أمورها بدونه هو دولار مأخوذ من أسرة في حاجة ماسة إليه”.

وأشار البرنامج إلى أنه يدعم حاليا حوالى 450 ألفا من اللاجئين، الذين يعيشون في المجتمعات الأردنية، وما يزيد على 90 ألفا يعيشون في المخيمات.

وقال رئيس غرفة تجارة المفرق، عبدالله شديفات، لـ”العربي الجديد”، إن “ما شجع المتاجرة بهذه المساعدات هو بيعها من قبل اللاجئين بأسعار منخفضة تصل إلى 50% من قيمة السلع”.

لكن لاجئين يؤكدون اضطرارهم إلى بيع بعض السلع لتوفير أموال لاحتياجات ضرورية أخرى تتعلق بالصحة والتعليم والمعيشة، حيث يعيشون ظروفا قاسية في ظل بلد يشهد ارتفاعا كبيرا في أسعار الخدمات والسلع، بينما “هناك من يستغل حاجتهم لشراء السلع التموينية منهم بسعر بخس”.

وبحسب وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني، عماد فاخوري، فإنه منذ مارس/آذار 2011، وصل إلى الأردن حوالى 628 ألف لاجئ سوري، وفقاً لسجلات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يشكلون 10% من إجمالي السكان في المملكة، حيث يقيم ما نسبته 80% في المدن والقرى الأردنية، و20% في مخيمات اللاجئين.

وأضاف فاخوري، في تصريحات صحافية مطلع الأسبوع الحالي، أن هنالك حوالى 750 ألف سوري آخرين يقيمون على أراضي المملكة قبل الأزمة في سورية، مما يجعل العدد الكلي للسوريين المقيمين في الأردن حوالى 1.4 مليون، يمثلون 20% من السكان.

وأكد أن بلاده حصلت على 217 مليون دولار خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي كدعم دولي، لإعانتها على تحمل أعباء اللاجئين السوريين.

 

بركان الفرات” تتقدم ومئات النازحين السوريين على الحدود

الرقة ـ وفا مصطفى

شهد ريف الرقة الغربيّ، اليوم الثلاثاء، اشتباكات عنيفة، بين تنظيم الدولة الإسلامية، “داعش”، ومقاتلي غرفة عمليات “بركان الفرات”، التي تواصل تقدّمها نحو مدينة تل أبيض.

 

ونقلت حملة “الرقة تذبح بصمت”، عن “لواء ثوار الرقة”، أنّ مقاتلي “بركان الفرات” سيطروا، اليوم، على عدة قرى غربيّ مدينة تل أبيض، هي (ايخدي، مراسر، مزخانة صغيرة، كبينر بيني الكبيرة والصغيرة)، وقتلوا 35 عنصراً من”داعش”.

 

من جانبه، قال ناطق إعلاميّ باسم لواء التحرير، لـ”العربي الجديد”، إنّ مقاتلي “بركان الفرات”، سيطروا على قريتي حشيشة وبير محسن، قرب منطقة سلوك (10 كيلومترات عن تل أبيض)، مشيراً إلى أنّ التنظيم طلب من عائلات عناصره (سوريين ومهاجرين) في منطقة سلوك وقراها، التوجّه إلى مدينة الرقة.

 

من جانب آخر، ذكر أحد عمّال المنظمات الإغاثية في ريف تل أبيض، لـ”العربي الجديد”، أنّ عائلات الطرف الشرقي للمدينة، نزحت نحو الحدود التركية، نافياً وجود نزوح “ممنهج” للعرب من جهة سلوك، وسط تهديد التنظيم بمصادرة منازل النازحين العرب، خوفاً من إفراغ المدن والقرى المعرّضة لضربات التحالف.

 

وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم كشف اسمه، أنّ التنظيم أصدر قراراً بترحيل الأكراد في مناطق الاشتباك الرئيسية (من أوتوستراد الرقة – الحسكة – عين عيسى، وسلوك وتل أبيض)، في ظل خلافات حول وجهة الترحيل، إلى تركيا أو تدمر.

 

وقال الناشط، حمود الموسى، أحد مؤسسي حملة “الرقة تذبح بصمت”، لـ”العربي الجديد”، إنّ مئات من نازحين أكراد، أغلبهم نساء وأطفال، تجمّعوا على الشريط الحدودي أمس، الإثنين، بعدما أجبرهم تنظيم الدولة على مغادرة مدينة تل أبيض ومحيطها، مما دفع بعضهم للعودة نحو مدينة الرقة، في حين أفشل التنظيم محاولة بعض شيوخ الرقة إيصال طعام للعالقين على الحدود السورية التركية.

 

إلى ذلك، أكّد مصدر على الحدود، لـ”العربي الجديد”، أنّ “الجندرما التركية”، أطلقت قنابل مسيلة للدموع على حشود النازحين، في وقت يعمل فيه أهالي مدينة تل أبيض التركية “أقجة قلعة”، على تنظيم تظاهرة غداً، تطالب تركيا بفتح حدودها، والسماح بدخول النازحين.

 

لواء القلعة” غطاء إعلامي لمعركة “حزب الله

يدرك “حزب الله” جيداً أنه عند لحظة معركة عرسال وجرودها، لا مكان للهواة. على مدار الأسابيع الماضية جهز نفسه لخوض هذه المعركة، التي يدرك أن الجيش اللبناني لن يدخلها. وحساسيتها تدل على أن الحزب، لا يمكن أن يوكل هذه المهمة الى مجموعة أفراد وإن كانوا شديدي البأس، ومن خلفية عشائرية.

 

منذ خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الأخير، الذي قال فيه أن أهالي بعلبك- الهرمل قادرون على تحرير جرود عرسال من “التكفيريين”، بدأت طبول الحرب المذهبية تقرع في الإعلام، تزامناً مع إعلان عشائر وعائلات بقاعية تشكيل “لواء القلعة” المشابه لـ”الحشد الشعبي” في العراق، في خطوة قيل أنها تلبية لدعوة أمين عام حزب الله.

 

شعارات بالجملة رفعت في قرى البقاع، تلبية للدعوة، تلتها إجتماعات في أكثر من قرية، مرفقة بإستنفار واضح للعشائر، لكن كل ذلك لا يعني عملياً أن “لواء القلعة” أصبح موجوداً بالفعل، خصوصاً أن أكثر من مصدر مطلع يؤكد أن أي خطوة فعلية، لم تتخذ بإستثناء المظاهر الدعائية، قبل أن تجزم أن “حزب الله” لا يمكن أن يوكل هذه المهمة الحساسة للعشائر، بل يريدها غطاءاً له ولتحركه المقبل، بوصفه هجوماً من قبل الأهالي وليس الحزب.

 

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر مقربة من “حزب الله” لـ”المدن” أنه يتحضّر لعمل عسكري ما في جرود عرسال، لكنها تضيف بوضوح أن “ما يحكي عن “لواء القلعة” لا يتجاوز حدود الضخ الإعلامي الذي أتى متناسقا بشكل عفوي مع كلام السيد نصرالله، فالحزب الذي خاض أعتى المعارك على أكثر من جبهة، والمجهز بتجهيزات عسكرية تحاكي الجيوش النظامية، ليس بحاجة لسلاح العشائر الفردي”. وتشدد على أن “العشائر ليست جزءا لوجستيا في أي معركة ينوي ان يخوضها الحزب”، واضعا كل ما يجري في إطار “فورة الدم البعلبكية وشد العصب العشائري” خصوصاً أنه “لا بنية تنظيمية ولا هيكلية جدية للواء القلعة”.

 

ما تقوله مصادر الحزب، تعكسه مصادر عشائرية مطلعة، اذ تقول لـ”المدن” إن “ما يسمى بلواء القلعة، ليس سوى شماعة يريد حزب الله ان يعلق عليها أي قرار غير مدروس يمكن أن يؤدي إلى إشعال المنطقة، كي يضع الامور في إطار النزاعات العائلية وليس المذهبية”.

 

وعلى الرغم من أن التصعيد العشائري لا يستند الى أي قوة فعلية على الأرض، ويندرج تحت ستار شد العصب، وتغطية الحزب، إلا أنه ترك آثاراً واضحة على الشارع، وينذر بفتنة، خصوصاً أن المصادر العشائرية لا تخفي قلقها، وتشير إلى أن هذا التصعيد “له عواقب غير محمودة على مستوى منطقة يوحدها الحرمان من نحلة إلى بريتال، مرورا ببعلبك، ووصولا إلى عرسال”. وتسأل: “هل المطلوب جعل فقراء بعلبك – الهرمل الذين وحدتهم علاقات حسن الجوار، والقربى إلى أعداء يشكلون وقودا لمعارك الآخرين التي تتستر وراء الطائفة تارة والعشيرة تارة اخرى؟”.

 

في المقابل، يبدو أن خطوة “حزب الله” تهدف إلى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، خصوصاَ أنه نجح في استقطاب من كان محسوباً على حركة “أمل”، والتي حاول مراراً استدراجها الى فخ معركة القلمون. وتلفت المصادر إلى مؤشر بالغ الأهمية، يتمثل في بروز اسم المسؤول العسكري السابق في “أمل”، عقل حمية، الذي بايع “حزب الله” باسم عائلته، في المعركة القادمة، وهو ما يشكل، بحسب المصادر، محاولة للدخول الى بيئة المقاتلين القدامى في “أمل” لما يشكله حمية من رمزية في صفوفهم، على الرغم من أن مصادر الحركة تجزم بأن “حمية ليس له أي دور تنظيمي في الحركة وهو خارج صفوفها منذ ما يزيد عن عشرين سنة”.

 

واشنطن: النظام يساعد داعش-طهران: سوريا جزء من أمن ايران

قال مستشار مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، في مقابلة صحافية، إن أمن سوريا “جزء لا يتجزأ من أمن الجمهورية الإسلامية الايرانية، سواء في مواجهة التدخل السعودي الخليجي أو العثماني”. ووصف ولايتي رئيس النظام السوري بشار الأسد، بأنه “مناضل ميداني في منصب رئيس”، وتوجه إلى بعض دول المنطقة بالقول: “مَن يزرع الريح، يحصد العاصفة.. ومن بيته من زجاج.. لا يستطيع أن يرمي جيرانه بالحجارة”.

 

بدوره، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، إن “الدول الكبرى” حاولت على مدى السنوات الاربع الماضية “خلق مشاكل داخل سوريا عبر تشكيل منظمات إرهابية إلا أن الشعب السوري أفشل المؤامرات ضد بلاده، وهو المنتصر في هذه الحرب”، مؤكداً أن بلاده “لن تسمح أبدا بالنيل من سوريا.. كما لن تدخر جهدا في تقديم كل أشكال الدعم”. وأشار لاريجاني إلى أن “التصعيد الإرهابي الأخير على سوريا”، “مرتبط بمجريات الأمور على الساحة الإقليمية في اليمن والعراق وبالانتصارات”.

 

كلام لاريجاني جاء خلال لقاءه برئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، الذي قال، إن هناك حاجة لـ”حشد الجهود الحثيثة لمواجهة الإرهاب التكفيري”. وهاجم اللحام السعودية وقطر وتركيا، قائلاً إن “الدعم التسليحي والعسكري الذي تقدمه هذه الدول الثلاث يخدم أمن الكيان الصهيوني ویؤدي لتوسيع رقعة التدهور الأمني والعنف في المنطقة”. وأضاف بأن السعودية “أكبر عدو للعالم الإسلامي”، وأن “الفكر الوهابي السعودي أدى إلى انتشار الجماعات المتطرفة والإرهابية في المنطقة”.

 

من جهة ثانية، نددت الولايات المتحدة، باستخدام النظام السوري للبراميل المتفجرة في قصف مدينة حلب، وكشفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف، أن ثمة تقارير تشير إلى أن غارات نظام الأسد تساعد تنظيم “الدولة” على التقدم نحو حلب في شمال غربي سوريا، وأن الحكومة السورية تتجنب توجيه ضربات على مواقع التنظيم. وأشارت هارف كذلك إلى اطلاع المسؤولين في واشنطن على تقارير عن “تنفيذ النظام لغارات جوية داعمة لتقدم داعش في حلب، لمساعدة المتطرفين في هجومهم على السكان السوريين”. وقالت هارف: “في الحقيقة، ليس هناك أداة للتجنيد لصالح داعش أفضل من وحشية نظام الأسد، لقد خسر بشار الأسد شرعيته منذ أمد طويل، ولن يكون شريكاً فعلياً في مكافحة الإرهاب برغم ما يعلنه على الملأ”. وأضافت “ومع ورود التقارير الأخيرة، فإن النظام يسعى بشكل فعال لتقوية موقف داعش لغاية في نفسه المريضة، وهو ما يحتم بالضرورة تحولاً سياسياً لاستقرار سوريا وحماية الشعب السوري”.

 

وكان وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة سليم إدريس، قد قال لوكالة “السورية نت”، إن لديه معلومات من مصادر موثوقة تفيد بأن لدى نظام بشار الأسد 180 شخصية قيادية تعمل في تنظيم “الدولة الإسلامية”. وأضاف إدريس أن بعض القياديين في “تنظيم الدولة” ينسقون مع بقايا الضباط البعثيين العراقيين وضباط المخابرات في نظام الأسد، مشيراً إلى أن النظام ينسق مع قيادات في التنظيم ومن بينهم أشخاص كانوا في إيران. وأشار إدريس إلى أن ما يقوم به “تنظيم الدولة” من أعمال ضد النظام تأتي في إطار الاستيلاء على مناطق فيها مستودعات ذخائر وأسلحة، مؤكداً أن ذلك يجري بتسهيل من النظام لأن مصالحه تتقاطع مع مصالح “تنظيم الدولة”. وتساءل عن سبب سماح النظام لـ”تنظيم الدولة” بالوصول إلى السويداء، مجيباً أنه سهّل هذا الأمر من أجل خلق فتنة طائفية.

 

وكانت “حركة فجر الشام”، العاملة في حلب، وبعد أن وقفت طويلاً على الحياد، قد أصدرت بياناً، يدعو إلى قتال تنظيم “الدولة الإسلامية”. وجاء في بيان “فجر الشام” أن “جماعة الدولة جمعت بين دولة البعث العميقة قيادة وإدارة، وبين الشعارات الإسلامية بتكييفات الغلاة، مطية، فتجلى ذلك بحكم شمولي أمني يستعين على تثبيت حكمه بالغلاة وفتاويهم وشعاراتهم من ناحية، والإعلام الهوليودي من ناحية أخرى”.

 

المعارضة تتأهب لمواجهة “داعش” شمالي حلب

قطعت المعارضة السورية المسلحة تحضيراتها لمعركتها المفترضة ضد النظام بحلب، لتزج بكامل ثقلها لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي تقدم في ريف حلب الشمالي، وسيطر على مواقع فيه.

 

وأعلنت غرفة عمليات “فتح حلب” في بيانها الذي حمل الرقم 4، أنها عزمت فعلياً على قتال التنظيم شمالي حلب واستعادة المناطق التي سيطر عليها مؤخراً، وطمأنت الغرفة أهل حلب بأن العمل العسكري على جبهات التنظيم لن يثنيها عن مقاتلة النظام وإكمال ما بدأته.

 

وفي آخر التطورات الميدانية، على محاور شمال مدينة مارع وصولاً إلى الحدود التركية، لا يزال تنظيم “الدولة” يسيطر على بلدات صوران والبل وقزل، التي تمدد إليها خلال اليومين الماضيين بعد معارك عنيفة خاضها مقاتلوه ضد قوات المعارضة. فالمعارضة كانت قد حصرت وجودها على تلك الجبهات، بفصيلين اثنين؛ “الجبهة الشامية” و”أحرار الشام الإسلامية” وبأعداد قليلة. الأمر الذي مكّن التنظيم من تحقيق مهمته بالسرعة القصوى، بعد أن فجر سيارة مفخخة في صوران، وسيطر عليها بعد ساعتين.

 

محاور جنوب مارع التي تتوسط جبهات قتال المعارضة مع التنظيم شمالي حلب، شهدت بدورها تقدماً متسارعاً للتنظيم الذي استرد القرى التي خسرها، منذ أسبوع تقريباً، في محيط سد الشهباء: الحصية وقول سروج وحاسين وسد الشهباء وحساجك. كما سيطر التنظيم على مناطق أخرى بالقرب من الطريق الواصل بين “مدرسة المشاة” والريف الشمالي؛ وهي أم القرى ومعمل قره خوجه. فيما استمرت الاشتباكات بقرية الوحشية.

 

تقدم التنظيم وضع المعارضة في ورطة، حيث بات حصار “مدرسة المشاة” والمقاتلين المتواجدين فيها، مسألة وقت. وإن استطاع التنظيم السيطرة على مواقع قريبة من المدرسة، سيتمكن بذلك من حصر المعارضة، في منطقة يتقاسم فيها التغطية النيرانية مع قوات النظام، التي لم تفوت بدورها الفرصة لمحاولة التقدم على عدد من المحاور؛ في البريج شمالي المدينة الصناعية والمشاة جنوبها. قوات النظام قامت بقصف مدن وبلدات ريف حلب الشمالي التي تشهد معارك عنيفة مع تنظيم “الدولة”، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ ومن خلال الجو، كما حدث ليلة الإثنين-الثلاثاء، عندما قصفت طائرة حربية مدينة مارع بصواريخ فراغية أودت بحياة أربعة أطفال وأمهم.

 

المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، أكد لـ”المدن”، أن هدف التنظيم من معاركه شمالي حلب هو توجيه أنظار المجتمع الدولي إلى منطقة جديدة، يعتبرها التنظيم امتداداً طبيعياً له. وفي الوقت ذاته، يأتي فتح المعركة في ريف حلب للتغطية على خسائر التنظيم المتتالية، في الشمال الشرقي من ريف عين العرب “كوباني” ومنبج.

 

وأضاف العقيد الأحمد، أن “مدرسة المشاة” التي تسيطر عليها المعارضة شمالي المنطقة الصناعية، باتت محط اهتمام التنظيم، حيث حاول، منذ عام تقريباً، اقتحامها إبان معاركه الأولى مع المعارضة بحلب. وأشار الأحمد إلى أهمية “مدرسة المشاة” بالنسبة للتنظيم، حيث يعتبرها مركز تجميع وتدريب، مُعدٍّ بكل الإمكانات الفنية والتقنية، التي يحتاجها لتدريب قواته وحمايتها.

 

في السياق، توافدت أرتال ضخمة لقوات المعارضة إلى ريف حلب الشمالي، على مدى اليومين الماضيين، ولا تزال التعزيزات تأتي تباعاً لتتوزع على نقاط الجبهة الممتدة من شمال مدرسة المشاة حتى الحدود التركية، على طول 45 كيلومتراً تقريباً.

 

أبرز القادمين إلى جبهات قتال التنظيم، هم “جيش الإسلام” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” التي أرسلت تعزيزات بقيادة قائدها العسكري أبو صالح طحان، المعروف بعدائه الشديد للتنظيم، بالإضافة إلى “جيش المجاهدين” و”جبهة النصرة”.

 

عضو المكتب الإعلامي لـ”جيش المجاهدين” عبدالفتاح الحسين، أكد لـ”المدن” بأن تعزيزات المعارضة لجبهاتها تزامنت مع اشتداد وتيرة المعارك، في مختلف المحاور، حيث تدور اشتباكات عنيفة على محاور البل وصوران وأم القرى، والتي شهدت قصفاً مكثفاً بالأسلحة الثقيلة من كلا الطرفين، تمكنت خلالها المعارضة من تدمير دبابتين وعدد من الآليات والرشاشات الثقيلة للتنظيم، بالإضافة إلى قتل أكثر من عشرين عنصراً، بينهم مصري الجنسية برتبة قائد.

 

وأشار الحسين، إلى أن الساعات القادمة تحمل في طياتها الكثير من التطورات العسكرية، بعدما اتخذت الفصائل الإسلامية مواقف جادة من قتال التنظيم، ووجوب دحره من المنطقة، لأنه كان سبباً مباشراً في إفشال وتوقف كل المخططات التي وضعتها المعارضة، نصب أعينها، في قتال النظام، في إدلب وحلب.

 

التطورات المتسارعة للعمليات العسكرية التي يخوضها الطرفان في الشمال، تزامنت مع استجابة غير متوقعة من مختلف فصائل المعارضة، للمناشدات التي أطلقت لإيقاف تمدد التنظيم. وشهدت الساعات الماضية تحولات جذرية في مواقف فصائل وقفت طويلاً على الحياد في قتال التنظيم، وامتازت بغموض موقفها طيلة العام المنصرم الذي شهد نمو وترعرع “الدولة الإسلامية” وصولاً إلى شكلها الحالي. ويشمل ذلك “حركة فجر الشام” و”جبهة أنصار الدين”، اللتين نشرتا بيانات، الإثنين، أكدتا فيها على جواز قتال التنظيم، شرعاً، بعدما شرحت دواعي ذلك.

 

وبحسب المتحدث باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، تعتبر هذه المواقف، نقطة تحول مهمة، في الصراع طويل الأمد مع التنظيم، و”تصب في مصلحة الحرب عليه، وهو الذي باتت نهايته قريبة بعد أن جُرِّد اجتماعياً وشرعياً، وأفتضحَ مخططه للجميع، وبالتحديد لمن كانوا في شك من أمرهم، وظلوا يتأملون فيه خيراً”.

 

ساعات قاسية تنتظر حلب وريفها الشمالي، في ظل حركة نزوح كبيرة للمدنيين إلى ريف حلب الغربي. والأنظار تتجه الآن إلى تحرك المعارضة العسكري، فهل سيكون جدياً، يحول دون تمدد التنظيم أكثر، ودحره إلى مواقعه الخلفية؟ وهل ستكون المعارضة قادرة فعلاً على تنفيذ المهمة في ظل غياب طيران التحالف الدولي؟ الذي يركز كامل ثقله لمساعدة المليشيات الكردية ضد التنظيم في مكان آخر؟

 

لا يمكن وقف حرب الأسد.. هل يمكن وقف براميله؟

بعدما كثفت مؤخرا المنظمات غير الحكومية، وفي طليعتها “العفو الدولية”، حملتها في واشنطن وفي عواصم العالم ضد البراميل المتفجرة التي تلقيها مروحيات الرئيس السوري بشار الأسد عشوائياً فوق رؤوس السوريين، نجح قياديون في هذه المنظمات – بمساعدة عاملين في الكونغرس- بحمل مسؤولين داخل إدارة الرئيس باراك أوباما على تداول الأمر بجدية أكبر ومحاولة إيجاد حلول له.

 

وقال ناشطون إنهم سمعوا من مسؤول اميركي كبير، بعد لقائهم به، قوله: “ربما لا يمكننا وقف حرب الأسد ضد شعبه، ولكن هل يمكننا على الأقل وقف براميله المتفجرة؟”.

 

ويبدو أن المسؤولين الاميركيين تداولوا عددا من السيناريوهات لحمل الأسد على وقف رمي البراميل المتفجرة العشوائية، وتصدر الحلول الاميركية “ضرورة اقناع الروس ان استخدام قوات الأسد لبراميل متفجرة ترقى لان تكون جرائم حرب، وان في مصلحة النظام السوري وقف هذه البراميل عاجلاً، وقبل فوات الأوان”.

 

وليس سراً أن مجموعات من المعارضين السوريين في الولايات المتحدة نجحت في جمع دلائل وقرائن متنوعة تدين الأسد ونظامه بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية، كان أبرزها مجموعة الوثائق والصور التي قدمها المنشق المعروف باسم “قيصر”، مطلع العام الماضي، والتي دفعت عدداً كبيراً من المسؤولين الأميركيين -في الكونغرس والحكومة- إلى تبني الموضوع، والعمل منذ ذلك الحين على جمع الادلة وترتيبها بشكل يمكن تقديمها امام محكمة دولية لملاحقة.

 

لكن الولايات المتحدة تعاني من مشكلة مفادها أنها من الدول غير الموقعة على معاهدة الانضمام للمحكمة الجزائية الدولية.

 

ويقول المسؤولون الاميركيون، والناشطون السوريون الذين يعملون بالتنسيق معهم، إن “البدائل كثيرة” وإن الحقوقيين الذين يتولون الملف أعدوا لائحة بالهيئات الدولية التي يمكن للولايات المتحدة وحلفاءها اللجوء اليها لملاحقة الأسد وافراد نظامه ومقاتليه الذين نفذوا اوامرهم.

 

وينقل معارضون سوريون في واشنطن عن مسؤولين اميركيين انهم أثاروا في لقاءاتهم الاخيرة مع المسؤولين الروس موضوع البراميل، وان الاميركيين “طالبوا الروس، باسم الانسانية، اجبار الأسد على وقف هذه البراميل”. لكن الرد الروسي جاء كما كان متوقعاً، ومفاده أن “قوات الأسد لا تستهدف مجمعات مدنية عمداً”، وأن “الارهابيين يختبؤون بين المدنيين”، وأن “الاعلام يعمد الى تضخيم الأمر حتى تكسب المعارضة تعاطفاً عالمياً ضد الأسد”.

 

أمام الرفض الروسي الذي نقله المسؤولون الاميركيون الى واشنطن، طالب معارضون سوريون بتسليح المعارضة المعتدلة بأسلحة مضادة للمروحيات، لكن هذا الطلب اصطدم، كما على مدى السنوات الاربعة الماضية، برفض قاطع من الحكومة الاميركية.

 

البديل الثالث لحمل الروس على وقف براميل الأسد او تسليح المعارضين بدفاعات جوية ضد المروحيات هو الطلب الى دول محاذية لسوريا، مثل تركيا الأردن، بالايعاز الى قواتها بفرض حظر جوي في المناطق السورية المحاذية لحدود هاتين الدولتين. لكن الأردن لم يبد حماسة للتدخل بالنزاع السوري المسلح، منذ يومه الاول،  فيما تعتقد تركيا ان دخول جيشها في مواجهة مع جيش الأسد هو بمثابة اعلان حرب، وان الخيار الأفضل في هذه الحالة هو قيام “حلف شمال الأطلسي”، وتركيا عضو فيه، بهذه المهمة.

 

في ظل الخيارات الثلاثة، التي تبدو متعذرة حتى الآن، مازال الناشطون السوريون وحلفاؤهم من المسؤولين الاميركيين يسعون الى استنباط حلول لوقف “ارهاب البراميل المتفجرة”، حسب تعبيرهم. وعلى الرغم ان ادارة أوباما لم تقدم وعودا واضحة  لكيفية معالجة الموضوع، عدا الطلب غير المجدي من الروس الضغط على الأسد، الا ان الجمعيات غير الحكومية تشير الى انها رصدت مؤخراً حماسة أكبر في العاصمة الأميركية لوقف البراميل.

 

ويختم القيمون على حملة وقف براميل الأسد أن الموضوع صار متداولاً على مستوى عال جداً داخل الإدارة، وأن الوكالات الحكومية صارت تعمل بجهد أكبر في محاولة لثني الأسد عن المضي في حملته هذه، حتى لو جاء سعيهم من ضمن “القيود السياسية الكثيرة” التي يفرضها الرئيس باراك أوباما على أي “تورط” أميركي في الحرب السورية.

 

درعا والسويداء.. التحالف الضروري لمواجهة “الجار السيّء

بدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” في المناطق المحاذية لريف السويداء الشرقي مرحلة جديدة من خطّة التوسع التي يسعى إليها باتجاه الجنوب. وإلى الآن، لا تشير التحركات إلى عمل قريب قد يقوم به التنظيم في السويداء، على الرغم من أن حسابات أنصاره على “تويتر” باتت تتحدث بشكل يومي عن المنطقة التي يتعرّفون إليها حديثاً.

 

يستند الحديث عن نيّة التنظيم مهاجمة السويداء إلى معطيات كثيرة، أبرزها أن منطقة البادية باتت تحت سيطرته بشكل كامل تقريباً، لاسيما حين أنجز السيطرة الكاملة على معبر التنف الحدودي بين سوريا والعراق، وهو موقع متقدّم جداً للتنظيم باتجاه مناطق تمركزه في الشمال الشرقي للسويداء، في مناطق بير قصب، والقصر، وتل أشهيب، وشنوان، ورجم الدولة وتل دكوة، والموقع الأخير هو المكان الأغنى بمقومات الحياة الطبيعية وبعناصر التنظيم والأسلحة.

 

الهجوم على منطقة مثل السويداء بحاجة إلى قرار مركزي من التنظيم، وتوفر طرق إمداد سريعة. إلى الآن، لا يتوفر شرط الطرق بسبب تحرك قوات التنظيم من البادية إلى الجنوب السوري عبر المجال الصحراوي، كما أن الهجوم على قرية الحقف الدرزية قد لا يكون قراراً مركزياً اتخذه التنظيم، بقدر ما كان قراراً للتجمعات المبايعة له من البدو أو أمراء ذلك القاطع، لكن على جميع الأحوال ينذر هذا التطور بجدّية التنظيم، وقدرته، على فتح طريق له باتجاه السويداء، وصولاً إلى درعا والقنيطرة، وهي مناطق حيوية جداً في الخريطة السورية.

 

اختيار التنظيم للسويداء كممر باتجاه توسعه في الجنوب مردّه إلى أنّها هدفٌ سهل، فالنظام لا يملك ثقلاً عسكرياً فيها، أو في محيطها، بعد الانهيارات التي شهدتها قواته في المنطقة الجنوبية، وإنما يملك سطوة أمنية، والأخيرة أصبحت مهددة من قبل سكان السويداء أنفسهم، الذين باتوا يمتلكون تشكيلاتهم المحلية المسلحة، وهي أصبحت قادرة على مواجهة تلك السطوة بشراسة، تمكنوا بفعلها من تخليص عدد كبير من المعتقلين الذين كانت تقبض عليهم فروع الأمن من أجل سوقهم إلى الخدمة العسكرية.

 

تبدو الخيارات محدودة جداً أمام السويداء لمواجهة هذا الخطر، كما أن تحركات سكّانها، مقارنة مع تحركات التنظيم، تبدو بطيئة جداً ويحكمها منطق “دونكيشوتي” يستحضر ماضٍ قديم لا يجاري المعركة وتطورات الزمن، فلا هم المقاتلون الذين كانوا مع سلطان باشا الأطرش أثناء الثورة السورية الكبرى ولا “داعش” عدو واضح مثل الاحتلال الفرنسي. كما أن الانتشار الواسع للدروز في المنطقة، بين الأردن وسوريا وفلسطين ولبنان، لا يعوّل عليه أمام هذا النوع من التهديد لتحسين شرط المواجهة مع التنظيم، فـ”داعش” ليس حركة مسلّحة لها داعمٌ يمدّها بالسلاح يمكن الضغط عليه من خلال علاقات الزعامات الدرزية التقليدية، سياسية أم دينية، من أجل تجنيب السويداء للمعركة. ولهذا، لن يكون أمام دروز السويداء إلا الاندماج مع الثوار في درعا، الذين يُبدون وضوحاً تاماً في عدائهم للتنظيم. وهذه الحقيقة يتنبّه لها “داعش” بصورة لافتة، مع دخوله رسمياً، الثلاثاء، بمعركة في منطقة اللجاة والإعلان عن وجوده في مساحة كبيرة من حزام قرى درعا الشرقية المتاخمة لقرى السويداء الغربية، ما يعني أنّه انتقل الآن إلى مرحلة عزل السويداء عن درعا منعاً لأي مساندة، أو سيناريو تحالف، بين ثوار حوران والسويداء لمواجهته.

 

بات من الواضح أن التنظيم سيحافظ على حالة من عدم الاستقرار في الجنوب في هذه المرحلة، من خلال بدء تحركات العشائر المبايعة له، وهي عشائر متنقّلة في الولاء، إذ كانت سابقاً على علاقة وثيقة مع النظام في نطاق التجارة والتهريب وعمليات الخطف، وأثبتت التجارب في أرياف حلب وحمص وحماه أن تلك العشائر هي حاضنة قوية للتنظيم، وأصبح التوسع من خلالها سياسة ثابتة عنده، إذ إنها تتقاطع معه في أشياء كثيرة، لاسيما عدم اعتراف الطرفين بمفهوم الدولة والهوية الوطنية.

 

قوات الجيش الحر في درعا ستقدر على حسم المعركة سريعاً في اللجاة لكن ذلك لن يعني أن المنطقة ستستقر نهائياً. وفي هذه المعركة “جيش اليرموك” التابع للجبهة الجنوبية، هو رأس حربة حالياً، وربما هي فرصة مواتية للتفكير في ملاقاة هذه الخطوة من السويداء، خصوصاً أن للدروز تجربة قريبة مع “جيش اليرموك”، وتحالف “صقور الجنوب” الذي ينضوي جيش اليرموك في صفوفه، عندما قاد معركة السيطرة على بصرى الشام ومنع هجوماً للمتشددين على الجبل، وإذا تحقق ذلك ستكون السويداء ودرعا قد رفضتا جاراً سيّئاً سعى للإقامة بينهما.

 

داعش يعرقل إمداد المعارضة من تركيا..ويلوّح باجتياح الحسكة

قال رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة، الإثنين، في معرض كلمة تناولت الوضع في حلب، إنه وفي الوقت الذي بدأ فيه السوريون تحقيق الإنتصارات وإلحاق خسائر استراتيجية بالنظام، “أتت داعش لتنوب عن النظام بعد أن سلمها تدمر مع أكبر مخزون سلاح في سوريا، أتت لتنوب عنه في حمص، وتنسق مع إرهابيي حزب الله في القلمون والمناطق الجنوبية، وأخيراً أتت لإنقاذ النظام المنهزم في حلب، العاصمة الاقتصادية لسورية، والكتلة البشرية العملاقة”.

 

خوجة أكد أن سوريا تقع اليوم “بين إرهابَين متوحشَين”؛ النظام و”داعش” الذي يتقدم “على طول المنطقة الشرقية للبلاد نحو السويداء ودمشق وحمص وحلب”. ووجّه “نداء عاجلاً لدول الجوار للتنسيق في ما بينها بعد تخاذل المجتمع الدولي، والعمل بيد واحدة والتدخل على الفور لمنع تحول جارتهم سوريا إلى بؤرة لأبشع أنواع الإرهاب، ندعوهم لنجدة أحرار سوريا بتأمين منطقة آمنة لهم، كي لا يتحول طيران النظام إلى سلاح جو لتنظيم داعش الإرهابي”.

 

من جهة ثانية، نقلت وكالة “سمارت” عن عضو اللجنة التحضيرية في “هيئة قوى الثورة بحلب” القاضي حسين حمادة، قوله إنّ اللجنة تطالب المجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري “منع الكارثة التي تهدد حلب”. وأضاف حمادة أن حلب تتعرض إلى هجوم شرس، من “قوى الإرهاب المتمثل بعصابتي الأسد وداعش، بهدف القضاء على الثورة وبناها، على مرأى العالم”. في حين طالب “اتحاد ثوار حلب” الفصائل العسكرية في محافظة حلب بـ”إرسال مؤزارات فورية إلى جبهات القتال ضد تنظيم الدولة بالريف الشمالي”، إضافة إلى دعوة “الفصائل التي لا تزال تقف على الحياد ضد تنظيم الدولة بالتبرؤ منه وقتاله فوراً”.

 

ميدانياً، سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية”على قرية غزل وبلدة صوران اعزاز بريف حلب الشمالي، بعد معارك عنيفة مع المعارضة المسلحة، ما تسبب في مقتل 45 مسلحاً من قوات المعارضة و30 عنصراً من مليشيا التنظيم. وبسيطرته على هذه المناطق، أصبحت قوات التنظيم قادرة على التحرك على طول الطريق الرابط بين مدينة حلب ومعبر باب السلام على الحدود السورية التركية. ونقلت وكالة “رويترز” عن مقاتلين معارضين قولهم إن سيطرة تنظيم الدولة على هذا الطريق ستؤثر سلباً على إمدادات المعارضة من الأسلحة في كامل الريف الشمالي، خاصة الشرقي منه لمحافظة حلب.

 

وقصف التنظيم، ليل الأحد-الإثنين، بالقذائف الصاروخية مدينة مارع وبلدة تل رفعت وقرية تلالين، بريف حلب الشمالي. وفي الوقت ذاته، استمر قصف مروحيات النظام، لمدينة مارع بالبراميل المتفجرة. كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين التنظيم والمعارضة، في محيط مدينة مارع من جهة تل مالد، وفي محيط بلدة صوران اعزاز وفي منطقة سد الشهباء بريف حلب الشمالي الشرقي، وسط تقدم للمعارضة المسلحة في محاور متعددة.

 

وذكرت “وكالة أعماق”، التابعة لتنظيم “داعش”، أن مقاتلي الدولة هاجموا الجيش الحر في ريف حلب الشمالي، و”تمكنوا من طردهم من قرى عديدة منها الحصية وأم حوش وصوران إعزاز”. وأفادت الوكالة بأن 12 عنصراً من الجيش الحر تمت تصفيتهم بعدما أسرهم مقاتلو “الدولة”، في حين أكد متحدث باسم “حركة أحرار الشام الإسلامية”، الإثنين، مقتل 17 عنصراً لتنظيم “الدولة الإسلامية” خلال اشتباكات مع الحركة في قرية الشيخ ريح بريف حلب الشمالي.

 

وألقى الطيران المروحي، صباح الإثنين، براميل متفجرة على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، في دوار الحلوانية بمدينة حلب، وأحياء مساكن هنانو وطريق الباب والسكرية والهلك والأشرفية والإنذارات، ومنطقة الحرابلة بالقرب من حي المرجة. كما دارت اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمليشيات الشيعية الموالية لها من جهة، والمعارضة المسلحة من جهة ثانية، في منطقة البريج بمدخل حلب الشمالي الشرقي. وأطلقت قوات النظام صاروخ أرض–أرض، على حي قاضي عسكر بمدينة حلب، في حين قصفت قوات المعارضة مناطق سيطرة قوات النظام في حي الأعظمية ومحيط القصر البلدي.

 

وفي الحسكة، فجّر التنظيم عربة مفخخة بريف بلدة تل براك، في ظل اشتباكات مع قوات النظام بمحيط سجن الأحداث جنوبي مدينة الحسكة. ودارت اشتباكات، ليل الأحد-الإثنين، في محيط قرية الداوودية جنوبي الحسكة، ترافقت مع قصف الطيران الحربي لقرية التنينير ومنطقة الميليبة التي يسيطر عليها التنظيم. كما دارت اشتباكات بين قوات النظام والتنظيم على طريق أبيض بالريف الجنوبي الغربي لمدينة الحسكة، وفجر انتحاري من التنظيم نفسه بجرار زراعي وصهريج مفخخ على حاجز المجيبرة، ما أدى لمقتل 9 عناصر. وكانت “وكالة أعماق”، قد أكدت أن الهجوم الواسع الذي يشنه التنظيم، اعتباراً من مساء الجمعة، من ثلاثة محاور على القرى والمناطق المحيطة بمدينة الحسكة، هو تمهيد لاقتحام المدينة.

 

وفي تطور ملفت، تبرأ الأمير الشرعي الأسبق لتنظيم “الدولة” في منطقة القلمون أبو الوليد المقدسي، من الجرائم والتجاوزات التي ارتكبها مقاتلو التنظيم في المنطقة خلال فترة إمارته، وأكد انسحابه من صفوف التنظيم. كلام المقدسي جاء في كلمةٍ صوتيةٍ بعنوان “اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا”، نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صباح الإثنين.

 

وفي الجنوب، قصفت قوات النظام مدينة إنخل وبلدتي الغارية الغربية والحراك، بريف درعا. وتجددت الاشتباكات بين “جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” من جهة، و”لواء شهداء اليرموك” المبايع لتنظيم “الدولة” من جهة ثانية، حيث تقدمت الجبهة والأحرار وسيطرت على حاجز العلان وسد سحم الجولان وأجزاء من بلدة القصير بريف درعا الغربي.

 

في السياق، نشر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إحصائية لجرائم تنظيم “داعش”، وقال أن التنظيم أعدم 464 شخصاً في مناطق سيطرته بسوريا، في الفترة الممتدة بين الـ28 نيسان/أبريل، و28 أيار/مايو، منهم 149 مدنياً بينهم 14 طفلاً و13 مواطنة. ونفذت الإعدامات وفقاً للتهم التالية: “الردة، قتال الدولة الإسلامية، السحر، العمالة والتجسس لصالح النظام النصيري، سب الذات الإلهية، قطع الطريق والتشليح، التعاون مع النظام النصيري، الغدر بالمجاهدين، تجنيد أبناء عشيرة الشعيطات بمعسكر تدمر، الخروج في مظاهرة ضد الدولة الإسلامية والتحريض على قتالها، قتال الدولة الإسلامية والتنسيق مع الصحوات في تركيا، خيانة المسلمين، تشكيل صحوات لقتال الدولة الإسلامية، إيصال معلومات عن الدولة الإسلامية، الانتساب لميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام، الاعتراض على خطبة الجمعة لأحد الخطباء في مسجد مدينة الميادين، التشيع، الاتجار بالمخدرات، وخلايا نائمة لقتال التنظيم، التدريب من قبل التحالف في تركيا لقتال الدولة الاسلامية، كشف عورات المجاهدين”.

 

في المقابل، أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقرير الضحايا الدوري لشهر أيار/مايو، ووثقت فيه مقتل 2223 شخصاً على يد الجهات الرئيسة الفاعلة في سوريا. ويتحدث التقرير عن قيام القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها بقتل 1713 شخصاً، منهم 1381 مدنياً.

 

رسالة ووردة بيضاء من “الثوار” على أبواب الدمشقيين

دليل على ضعف قبضة النظام الأمنية

مروان شلالا

بيروت: في خطوة مفاجئة، ولها دلالاتها الكبيرة، وأولها وهن القبضة البوليسية لنظام الأسد على العاصمة السورية، استيقظ سكان بعض أحياء دمشق قبل أيام فوجدوا أمام أبواب بيوتهم وردة بيضاء ورسالة ممهورة بتوقيع “ثوار دمشق”.

 

وقد نقلت مواقع عديدة معارضة، وبعض حسابات الناشطين السوريين على تويتر نص الرسالة، التي تطلب من قارئها أن يتخيل لو أن هذه الوردة جاءته من مؤسسة الكهرباء اعتذارًا عن التقنين في التيار، أو من موظف في الدولة أساء اليه، أو من ضابط رفع صوته عليه في إحدى المرات.

 

وبحسب ما نشر موقع “أورينت نت” السوري المعارض، تقول الرسالة: “تخيل لو أنك تستطيع تسجيل ابنك في أي مدرسة تريد بدون واسطة، لو أن المدارس الحكومية تضاهي المدارس الخاصة من حيث النظافة والجمال والاخلاق، تخيل لو أنك قادر على تقديم شكوى على كل من يعتدي عليك، تخيل لو أنك قادر على التقدم لأي وظيفة في الدولة وتقبل بها بحسب قدراتك لا بحسب طائفتك”.

 

تضيف الرسالة: “تخيل لو أن الشباب ليسوا مضطرين إلى التهرب من الخدمة العسكرية، وأن بلدك يحترم القانون بكبيره قبل صغيره. تخيل أنك لست مضطرًا لتشك في كل العالم خوفًا وخشيةً، تخيل أنك تستطيع نشر فكرك وعلمك وأدبك بدون موافقة أمنية”.

 

وتستمر الرسالة: “انتظر قليلًا، لا تمزق الورقة، اقرأ وتمعن وفكر للحظة… وتخيل، تخيل نفسك حرًا، تستطيع أن تقرأ هذه الورقة بصوت عالٍ في مكان عام. تخيل أن لك حق الاعتراض، حق الرأي، حق التعبير، حق العيش، وحق النهوض بالبلاد”.

 

وتذكر الرسالة قارئها بأن السوريين حين خرجوا بثورتهم أرادوا تحويل هذا الخيال إلى واقع، “واقع معاش تعيشه أنت وأنا والجميع، وكل ما أردناه هو سوريا حرة، بشعبها، بأهلها، بفكرها، وبروحها. الثورة ثورة فكر، وهي كبياض الوردة التي بين يديك، فكثرة اعدائها هو ما جعلها تبدو لك على ما هي عليه اليوم، فلا تلونها أكثر”.

 

تنظيم الدولة يهدد معاقل المعارضة السورية شمالي حلب  

بات تنظيم الدولة الإسلامية يهدد معاقل المعارضة السورية وخطوط إمدادها في ريف حلب الشمالي بعد استيلائه على بلدة صوران وقرى مجاورة لها, مما دفع المعارضة إلى استقدام تعزيزات من مناطق قريبة في محاولة لاستعادة ما فقدته.

 

وبثت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة تسجيلا مصورا يظهر ما قالت إنها سيطرة التنظيم على قرية “أم القرى” في ريف حلب الشمالي بعد معارك بينه وبين المعارضة السورية المسلحة.

 

وأضافت أن التنظيم قتل نحو 35 من مسلحي المعارضة, وأظهر التسجيل جانبا من الاشتباكات التي وقعت بين الطرفين. وقال ناشطون إن تنظيم الدولة أعدم ذبحا خمسة من مقاتلي المعارضة بعد سيطرته الأحد الماضي على بلد صوران التي تبعد 12 كيلومترا تقريبا عن معبر السلامة الحدودي مع تركيا.

 

ويشن التنظيم منذ أيام هجوما على قوات المعارضة في ريف حلب الشمالي أسفر حتى اللحظة عن سيطرة التنظيم على عدة بلدات وقرى في محيط مدينة مارع, إحدى أهم المدن التي تسيطر عليها المعارضة في الريف الشمالي.

 

واستقدمت المعارضة تعزيزات من المقاتلين من حلب, وكذلك من محافظة حماة (وسط), وبدأت هجوما مضادا حيث قصفت مواقع لتنظيم الدولة في قرية “أم القرى”. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم يحاول الوصول إلى معبر باب السلامة شمالي مدينة “أعزاز”, وتخضع هذه المدينة إلى جانب مارع وتل رفعت للمعارضة.

 

وتشارك فصائل بينها الجبهة الإسلامية وجبهة الأصالة والتنمية في الهجوم المضاد بريف حلب الشمالي, وأعلنت فصائل أخرى النفير من أجل صد التنظيم.

 

وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض اتهم تنظيم الدولة بالتواطؤ مع النظام, مشيرا إلى أن هجوم التنظيم على صوران والقرى المجاورة لها تزامن مع القصف الجوي العنيف الذي شنه الطيران الحربي السوري على أحياء خاضعة للمعارضة بمدينة حلب.

 

وفي جنوب سوريا, قال المرصد السوري إن فصائل المعارضة استعادت الثلاثاء نقاطا في أطراف بلدة اللجاه بريف درعا كان استولى عليها تنظيم الدولة.

 

24 قتيلا في قصف النظام بالبراميل المتفجرة على إدلب وحلب

بيروت – فرانس برس

قتل 24 شخصا على الأقل، بينهم 8 أطفال، جراء قصف الطيران الحربي التابع لقوات النظام ببراميل متفجرة مناطق عدة في شمال وشمال غرب سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء.

وأعلن المرصد أيضا مقتل “16 مواطناً على الأقل، بينهم 8 أطفال دون سن الـ18 في مجزرة نفذتها طائرات النظام المروحية إثر قصفها بـ4 براميل متفجرة بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي”.

وفي إدلب قتل 8 مواطنين، بينهم 5 نساء من عائلة واحدة، جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة كفرسجنة في ريف إدلب الجنوبي.

وقال المرصد إن عدد القتلى في البلدتين “مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة”.

وغالبا ما تتعرض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام لقصف بالبراميل المتفجرة، نددت به العديد من المنظمات الدولية وغير الحكومية، لأن هذا السلاح ذو فعالية تدميرية هائلة ويقتل بطريقة عشوائية.

وبدأ النظام في عام 2013 بقصف حلب بالبراميل المتفجرة، وهي عبارة عن براميل بلاستيكية محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية، ولا يمكن التحكم بدقة بأهدافها، كونها غير مزودة بصواعق تفجير، وبالتالي تصيب العديد من المدنيين.

واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته في 5 مايو قوات النظام بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” جراء قصفها مدينة حلب بالبراميل المتفجرة.

وينفي الرئيس السوري بشار الأسد باستمرار أن تكون قواته تستخدم البراميل المتفجرة، وذلك خلافا لما يؤكده ناشطون ومنظمات حقوقية ودول غربية.

 

ممثلة دي ميستورا تعجز عن إدخال الأدوية إلى ريف دمشق

دبي – قناة العربية

أفادت شبكة سوريا مباشر أن مديرة المكتب السياسي للمبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا في دمشق، خولة مطر، زارت الثلاثاء مدينة معضمية الشام بريف دمشق الغربي، برفقة مدير مكتب الأمم المتحدة في سوريا ومدير مكتب الأمن التابع للأمم المتحدة وممثل ما يسمى المصالحة الوطنية في المعضمية من جهة النظام، وقاموا بجولة تفقدية في أحياء المدينة، زاروا خلالها مساجد معضمية الشام المدمرة بفعل قصف قوات النظام قبل عقد هدنة مع الثوار والمشفى الميداني وعدد من منازل المدنيين، وعاين الأوضاع الإنسانية والخدمية والطبية.

وأعلنت مطر أنها لا تستطيع -حتى لو كانت برفقة دي ميستورا- إدخال ولو حبة دواء إلى داخل المدينة، بحسب ما قالت تنسيقية معضمية الشام التي اعتبرت أن الوفد سياسي أمني، ولم يأت لإنقاذ المدنيين داخل المدينة المحاصرة منذ 3 سنوات.

وفي الشأن الميداني، تميزت مدينة معرة النعمان عن غيرها من المناطق السورية بتلقيها عشرات الألغام البحرية والبراميل المتفجرة في يوم واحد، فقد أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن طائرات الأسد الحربية ألقت أكثر من 25 لغما بحريا، وأكثر من 3 براميل متفجرة على المدينة يوم الثلاثاء.

واستهدفت غارات الطيران أحد الأحياء السكنية في المعرة ببرميل متفجر، و3 ألغام بحرية، كما استهدف أحد الأسواق بـ4 ألغام بحرية أدت إلى مقتل شاب وطفلتين. وألقى الطيران 18 لغما بحريا توزعت على أحياء مختلفة من المدينة، ما أسفر عن دمار واسع في منازل المدنيين وحالة رعب بين الأهالي.

وفي السياق ذاته، ألقى الطيران المروحي عددا من البراميل المتفجرة، مستهدفا بلدة سكيك بريف إدلب الجنوبي، كما شهدت عدة بلدات قصفا بالبراميل المتفجرة ليلا، أدت إلى إصابات ودمار كبير في الممتلكات.

وأفادت الأنباء من محافظة ريف دمشق عن قصف قوات النظام لمناطق في مخيم خان الشيخ ومناطق في مدينة الزبداني التي استهدفت أيضا بعدة صواريخ أرض أرض، كما تعرضت منطقة المرج ومنطقة تل كردي بالغوطة الشرقية لقصف مدفعي عنيف.

 

صحيفة: النظام يحشد 20 ألف مقاتل أجنبي بالقرب من إدلب

دبي – قناة العربية

اتخذ النظام في دمشق على مدى عمر الأزمة، قرارا غير معلن بعدم الاعتماد على مقاتلين إيرانيين والاكتفاء بمستشارين وخبراء عسكريين من إيران.

لكن الخسائر التي منيت بها قواته في جسر الشغور وإدلب وأريحا وخروجه من دون قتال من معسكرات محصنة، مثل المسطومة، دفعته إلى إعادة النظر في تعزيز التعاون العسكري مع إيران وفق ما أفادت به صحيفة السفير اللبنانية.

وخلال الأيام الماضية وبقرار سوري ـ إيراني ـ عراقي مشترك، تدفق أكثر من 20 ألف مقاتل إيراني وعراقي ولبناني إلى منطقة بالقرب من إدلب، على جبهة جورين التي لا تبعد أكثر من ستة كيلومترات عن جسر الشغور.

كما وصل إلى سوريا قاسم سليماني قائد فيلق القدس برفقة وحدات شاركت في العراق ضمن القوات المشتركة، تتحضر للإعداد لهجوم مضاد مع تجنب ما اعتبر أخطاء أدت إلى نكسة قوات النظام.

وأبرز هذه الأخطاء بحسب الصحيفة، النقص في التنسيق بين وحدات جيش النظام والدفاع الوطني وميليشيات حزب الله الذي أدى إلى انهيار جبهات قوات النظام في أكثر من موقع، وانسحاب مجموعات من دون إعلام الأخرى، وعدم التنسيق الذي أدى إلى اتخاذ قرارات “غير ملائمة”، فضلا عن إعادة الانتشار على عجل خاصة في الخطوط الخلفية، وأخيرا الانسحاب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجنود والمعدات.

 

الخارجية الأمريكية: تقارير عن غارات إسناد لنظام الأسد تمهد تقدم داعش باتجاه حلب.. ودمشق تتجنب ضرب خطوط إمداد التنظيم

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قالت ماري هارف، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن نظام بشار الأسد يقوم بعمليات إسناد لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” ويمهد تقدمه باتجاه مدينة حلب.

 

وقالت هارف بحسب ما نقلته السفارة الأمريكية في سوريا على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر: “وردت تقارير تفيد بأن نظام الأسد يقوم بشن ضربات جوية لإسناد تقدم داعش على حلب، داعماً بذلك المتطرفين في هجماتهم على السكان السوريين. وعلاوة على ذلك، فإننا قد شهدنا منذ فترة طويلة ان النظام يتجنب خطوط تنظيم داعش في تناقض تام مع ادعاءاته علناً بأنه يقاتل هذا التنظيم.”

 

وتابعت قائلة: “إن الحقيقة هي انه لا توجد اداة تجنيد لصالح تنظيم داعش أفضل من الاعمال الوحشية التي يقوم بها نظام الأسد. وكما قلنا منذ فترة طويلة، فأن بشار الاسد قد فقد الشرعية ولن يكون ابداً شريكاً ناجعاً في مكافحة الإرهاب. ووفقاً لما ورد في هذه التقارير الاخيرة فإنه ليس فقط برهن مجدداً انه لا يريد استخدام قواته للقضاء على الملاذ الآمن لداعش في سوريا، بل انه يسعى بصورة نشطة لتعزيز موقفهم لأسباب هدامه خاصة به.”

 

وأضافت: “هذا سبب آخر يؤكد ضرورة حدوث انتقال سياسي من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا وحماية الشعب السوري،” لافتة إلى الإدانة الشديد “للاستخدام البشع الأخير للبراميل المتفجرة من قبل نظام الاسد في مدينة حلب وما حولها والذي راح ضحيته 70 مدنياً على الأقل.”

 

جينتيلوني: هشاشة وضع النطام السوري فرصة لمفاوضات عملية انتقالية

باريس – روما (2 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعا وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني الثلاثاء، إلى مفاوضات مع النظام السوريى الحاكم في دمشق، الذي “يعيش وضعا هشا” في الفترة الراهنة على الارض، من أجل التوصل إلى “عملية سياسية انتقالية تتجاوزه”، على حد تقديره

 

وقال رئيس الدبلوماسية الايطالية، في اختام اجتماع وزاري في باريس لدول التحالف الدولي لمناقشة استراتيجية التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية، “وضع النظام السوري هش جدا، وهذا هو الوقت المناسب لعملية انتقالية والجلوس حول طاولة (مفاوضات) لتجاوز النظام عبر المسارات السياسية والدبلوماسية”، على حد وصفه.

 

ولم يشر وزير الخارجية فيما إذا كانت طاولة المفاوضات التي يقصدها مع النظام في دمشق هي تلك الذي يديرها حاليا مواطنه المبعوث الاممي إلى سورية، ستافان دي ميستورا في جنيف خلال مشاورات يجريها مع أطراف سورية ودولية لتقييم الموقف ودراسة إمكانية الانطلاق مجددا بعملية سياسية بناء على وثيقة مؤتمر جنيف الاول

 

وفي سياق آخر، أعلن جينتيلوني أن “إيطاليا من ضمن الدول الست أو السبع الاكبر جهدا” داخل التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ضد التنظيم الذي يحتل أجزاء واسعة من الاراضي السورية والعراقية

 

وكان وزير الخارجية الإيطالي قد أبدى مؤخرا “قلق” بلاده حيال تقدم تنظيم الدولة، بعد ما يقارب العام على إعلان “الخلافة” في سورية والعراق

 

ودعا جينتيلوني إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الحالية للتحالف الدولي المناهض للتنظيم، منوها بأن السلطات الايطالية “لا تشعر بالقلق إزاء ما يحدث في سورية فحسب، بل أيضاً بشأن العراق، الذي “ربما

 

دول التحالف الدولي تسعى لتحديث استراتيجيتها ضد تنظيم الدولة

بروكسل (2 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تسعى دول التحالف الدولي ضد ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية، داعش، لبحث طرق تحديث استراتيجيتها، بعد حوالي عشرة أشهر من العمل، شنت خلاله قواتها أربعة آلاف غارة جوية ولم تنجح في وقف تقدم التنظيم سواء في العراق أو سورية.

 

ويعقد ممثلو الدول المشاركة والمنظمات الدولية إجتماعاً لهم في باريس اليوم لهذا الغرض. ويهدف الاجتماع إلى “تبادل وجهات النظر حول العمل الذي يركز حالياً على شن غارات جوية على مواقع التنظيم وتدريب القوات العراقية، والمعارضة السورية المعتدلة للقيام بالعمل على الأرض”، وفق وزارة الخارجية الفرنسية، راعية الحدث.

 

ويرغب الأمريكيون، الذين يضطلعون بقيادة عمليات التحالف، في مناقشة الخطط العسكرية مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من أجل تحرير محافظة الأنبار

 

وتواجه الدول المشاركة في التحالف حقيقة واضحة تتمثل في فشلها في التعامل مع هذا التنظيم، فـ”هناك الكثير من الكلام والقليل من الأفعال”، حسب كلام العبادي، في تصريحات له قبل بدء الاجتماع اليوم.

 

ويشتكي العراقيون من قلة الدعم الأمريكي لقواتهم الأرضية وعدم فاعليته. كما يعاني جيشهم من مشاكل عديدة تتعلق بالتمويل، خاصة لجهة عدم قدرة القيادة على شراء الأسلحة الروسية التي تم التعاقد عليها سابقاً مع موسكو بسبب العقوبات المصرفية والمالية المفروضة على الأخيرة.

 

ويطالب المسؤول العراقي الدول الغربية بعمل المزيد من أجل منع تدفق المقاتلين الأجانب والذي بلغت نسبتهم حالياً 60% من مجمل مسلحي داعش.

 

كما تواجه واشنطن تحدياً آخر، وهو تزايد نفوذ الميليشيات الشيعية العراقية، المدعومة إيرانياً، بين صفوف المقاتلين ضد داعش.

 

ويذكر أن تنظيم الدولة الاسلامية كان سجل خلال الشهر الماضي تقدماً ملحوظاً في سورية خاصة، ما يطرح تساؤلات حول جدية العمل الدولي لمحاربته.

 

كما يأتي تقدم التنظيم في ليبيا أيضاً ليضيف مزيداً من الظلال القاتمة حول مستقبل عمل التحالف الدولي.

 

الائتلاف الوطني يدعو التحالف الدولي لتعديل استراتيجيته ضد تنظيم الدولة لضرب قوات الأسد

روما (2 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

انتقد عضو الهيئة السياسية والرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري، هادي البحرة خطة التحالف الدولي في محاربة تنظيم (داعش) في سورية، “لتجنبها استهداف مواقع نظام الأسد الذي يستمر بمساعدة التنظيم للسيطرة على مناطق الثوار” في سورية

 

ودعا البحرة التحالف الدولي، الذي عقد اجتماعا اليوم في باريس مراجعة إستراتيجيته في العراق وسورية، إلى أن “يقوم بتحمل مسؤولياته تجاه دعم الثوار الذين يقاتلون تنظيم داعش الإرهابي في شمال وجنوب سورية دون تلقي أي دعم بالذخائر أو الأسلحة أو حتى المعلومات الاستطلاعية”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للإئتلاف

 

وحسب القيادي في الائتلاف الوطني المعارض، فإن “نظام الأسد في المرحلة الأخيرة يقوم بالتمهيد لهجوم داعش على مناطق الثوار عبر استهدافها بالقصف الجوي كما حدث في مارع بريف حلب منذ عدة أيام، دون أي تحرك من التحالف لحماية الثوار والتغطية لهم لصد هجوم عناصر التنظيم وحماية المدنيين” هناك

 

حزب الله يعلن سيطرته على مرتفعات على الحدود اللبنانية السورية

أعلن حزب الله اللبناني الأربعاء أن مقاتليه سيطروا على عدد من المناطق على الحدود اللبنانية السورية، كانت في أيدي جماعات سورية معارضة مسلحة، من بينها جماعة تمثل تنظيم القاعدة في سوريا.

وقال مكتب الإعلام الحربي التابع للحزب في بيان أصدره إن مقاتلي الحزب سيطروا على ثلاث تلال في المنطقة الجبلية شرقي بلدة عرسال اللبنانية، التي تعرضت لهجوم في آب /أغسطس الماضي من مسلحين ينتمون لجماعة النصرة القريبة من القاعدة ومسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية.

وأوضح البيان أن مقاتلي الحزب سيطروا على مرتفعات مراد غازي وحرف وادي الهوا في جرود عرسال على السلسلة الشرقية اللبنانية وأنهم يتقدمون باتجاه جبل الزاروب الاستراتيجي جنوب وادي الخيل.

وقد وقف حزب الله اللبناني إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد خلال الأعوام الأربعة للصراع في سوريا، ويساهم مقاتلوه الى جانب القوات الحكومية السورية في العمليات العسكرية في منطقة مرتفعات القلمون إلى الشمال من دمشق ضمن الجهود التي يبذلها النظام السوري لإحكام سيطرته على المناطق الغربية في سوريا.

 

يقاتل مسلحو حزب الله اللبناني إلى جانب القوات الحكومية السورية في العمليات العسكرية في منطقة مرتفعات القلمون.

وكانت القوات الحكومية السورية خسرت مساحات واسعة من الأراضي في شرقي و شمال غربي سوريا في الشهرين الماضيين لمصلحة مجموعة من جماعات المعارضة السورية المسلحة، من بينها جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.

ويلقي الصراع في سوريا بظلاله على لبنان المجاور لسوريا، إذ يخشى مسؤولون في لبنان من انتقال النزاع المسلح من سوريا إلى بلادهم ، بسبب التوتر الطائفي الذي تصاعد فيها منذ بداية الأزمة السورية.

 

المرصد السوري: الجيش يشتبك مع الدولة الإسلامية بشمال شرق سوريا

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل الإعلام الرسمية السورية يوم الأربعاء إن القوات السورية ومسلحين موالين لها خاضوا معارك عنيفة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا خلال الليل إذ يحاول الطرفان السيطرة على أراض قرب الحدود العراقية.

 

وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن بعضا من أكبر المعارك وقعت قرب سجن جنوبي مدينة الحكسة مباشرة بعد أن فجر تنظيم الدولة الإسلامية قنبلة قرب السجن.

 

وأورد التلفزيون الرسمي أيضا نبأ هذه الاشتباكات قائلا إن الجانبين اشتبكا حول السجن الجاري بناؤه. وقال التلفزيون في نبأ عاجل إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يحاولون اقتحام المبني الجاري إنشاؤه بعد تفجير خمس سيارات ملغومة.

 

وتعد محافظة الحسكة الواقعة في شمال شرق سوريا بجوار تركيا والعراق منطقة استراتيجية لأنها تربط بين الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

 

وأدى التقدم المطرد للمعارضة المسلحة على جبهات رئيسية في سوريا إلى زيادة الضغط العسكري على الرئيس بشار الأسد الذي ترى حكومته على نحو متزايد أن المناطق الغربية الواقعة قرب العاصمة والساحل تمثل أولوية لها في الصراع الدائر منذ أربع سنوات.

 

وقالت جماعة حزب الله إنها سيطرت على أراض من متشددين قرب الحدود السورية اللبنانية لتوسع بذلك هجومها المشترك مع الجيش السوري سعيا لإخلاء المنطقة من جماعات متشددة منها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.

 

وذكرت الجماعة اللبنانية في بيان أن مقاتليها سيطروا على ثلاثة تلال في المنطقة الجبلية الواقعة إلى الشرق من بلدة عرسال اللبنانية التي كانت هدفا لهجوم شنته جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في أغسطس آب.

 

وأغلب سكان محافظة الحكسة سوريون أكراد قامت قواتهم التي تسمى وحدات حماية الشعب الكردية بصد فرع تنظيم القاعدة في مناطق أخرى عبر شمال سوريا بمساعدة الهجمات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة.

 

وقال المرصد إن معارك وقعت أيضا بين تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الكردية قرب بلدة رأس العين على الحدود مع تركيا شمال غربي مدينة الحسكة.

 

وقالت وحدات حماية الشعب الكردية إنها لا تنسق عملياتها مع الجيش السوري.

 

وقال الجيش الأمريكي يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا عشر غارات جوية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وخمس غارات في سوريا منذ صباح الاثنين.

 

وأضاف ان الغارات التي شنت في سوريا تركزت قرب الحسكة وكوباني إلى الغرب وأصابت وحدات تكتيكية ومواقع قتالية ومنشأة للقيادة والتحكم ومخزنا للسلاح.

 

وقال المرصد الذي يجمع معلوماته من شبكة مصادر على الأرض إن نحو 30 مقاتلا من الجيش السوري ومسلحين متحالفين معه قتلوا خلال معارك استمرت خمسة أيام مع تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الحسكة.

 

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء إن الجيش قضى على عدد كبير من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في ريف الحسكة وأحبط هجوما على مواقع عسكرية في المناطق الريفية في الشرق والجنوب الغربي.

 

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)

 

مبعوث أمريكي: لا دور للاسد في أي حل سوري

الدوحة (رويترز) – قال مبعوث الرئيس الامريكي المكلف بتنسيق عمل التحالف المعادي لتنظيم الدولة الاسلامية يوم الأربعاء إنه يجب ألا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور في أي حل طويل الأمد للصراع في سوريا.

 

وقال الجنرال البحري المتقاعد جون ألن أمام مؤتمر في قطر إن “مناقشة نشيطة جدا” تدور بين عدد من الدول عن كيفية تحقيق انتقال سياسي في دمشق لكن مثل هذا الحل لن يشمل الأسد.

 

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

مبعوث أمريكي: الدولة الإسلامية قد تصبح تهديدا عالميا

الدوحة (رويترز) – قال مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما المكلف بتنسيق عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية يوم الأربعاء إن نمو التنظيم له تبعات عالمية وإذا لم يتم تحجيمه فقد “يفسد تقدم البشرية.”

 

وقال الجنرال المتقاعد جون ألين في مؤتمر صحفي في قطر إن التنظيم لا يعد مشكلة عراقية أو سورية فحسب ولكنه مشكلة إقليمية قد تحدث تداعيات عالمية.

 

وأضاف أن من المهم أن تصبح كل القوى المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق تحت سلطة الحكومة العراقية. وتابع أن مهمة التصدي لتدفق المقاتلين الأجانب ليست مهمة تركيا وحدها.

 

وأضاف أن حدود تركيا مع سوريا والعراق هي “خط الدفاع الأخير”.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

الدولة الإسلامية” ينشئ وزارة لنهب آثار سوريا والعراق

© تدمر (رويترز)

تناقلت معلومات صحفية خبر إنشاء تنظيم “الدولة الإسلامية” لـ”وزارة آثار” بغية زيادة مداخيله عن طريق الاتجار بالقطع القديمة النفيسة التي تقدر بملايين الدولارات والتي تغص بها المناطق الواسعة التي سيطرت عليها في العراق وفي سوريا.

 

وبينما تعمل وزارات الآثار في الدول للحفاظ على المعالم والقطع الأثرية وحمايتها، ينشئ تنظيم “الدولة الإسلامية” اليوم نسخته الوزارية على سلب ونهب وتهريب تاريخ المنطقة الضارب في القدم. وكان التنظيم المتطرف قد خرب ونهب قسماً هاماً من الآثار الآشورية في الموصل ونمرود والحضر في العراق كما استولى مؤخراً على المدينة الرومانية القديمة في تدمر وسط سوريا، والمعروفة بلؤلؤة الصحراء، ما يثير مخاوف من تعرضها إلى ما تعرضت له آثار العراق.

 

وبحسب صحيفة “تلغراف” البريطانية، فإن التنظيم كان يفرض أتاوة مقدراها 20 بالمئة على تهريب الآثار وقت إعلان نفسه “خلافة إسلامية”، ومن ثم سعى بعد ذلك إلى السيطرة بنفسه على تجارة القطع الأثرية. وأضافت الصحيفة أنها استطاعت الوصول إلى تراخيص عليها أختام “الدولة الإسلامية” وصادرة عن “وزارات آثار” في حلب ودير الزور تسمح بالتنقيب مقابل المال على ما يبدو.

 

وتم التعاقد لتنفيذ الحفريات مع عمال محليين كما تمت استشارة علماء آثار من سكان المناطق لتحديد المواقع التي يحتمل تواجد آثار قيمة فيها. ورغم أن الإيرادات المحصلة من عمليات التنقيب وبيع الآثار صعبة التقدير إلا أن مجموعة الإجراءات المالية، وهي هيئة رسمية تضم ممثلين عن عدد كبير من دول العالم، قالت أن هذا الرقم قد يصل إلى عشرات الملايين من الدولارات.

 

وقالت “تلغراف” أن أموال التهريب تصرف في تمويل عمليات التنظيم الإرهابية كما يحوز قادته على غنائم أثرية متنوعة يحتفظون بها. فقد وجدت القوات الخاصة الأمريكية العديد من الآثار داخل منزل “وزير مالية” التنظيم أبو سياف بعد أن تمكنت من قتله في 16 أيار-مايو الماضي بينها نسخة آشورية عن الإنجيل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى