أحداث الأربعاء 04 أيلول 2013
أوباما للكونغرس: ضربة للنظام ودعم للمعارضة
واشنطن – جويس كرم؛ باريس – آرليت خوري؛ برلين – إسكندر الديك
لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، رويترز ، أ ف ب – بدأ الكونغرس يميل نحو تأييد طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما شن ضربة عسكرية لقوات نظام الرئيس بشار الأسد بعد تأييد زعيم الغالبية في مجلس النواب جيم باينر لتحرك عسكري، وهو ما قد يرجح الكفة لصالح الضربة خلال التصويت الأسبوع المقبل، في وقت أكد أوباما أن أي ضربة ترمي إلى «تحجيم قدرات» قوات الأسد، لكنه وضع ذلك ضمن «استراتيجية أوسع تتضمن مساعدة المعارضة وصولاً لـ «مرحلة انتقالية» في سورية.
في غضون ذلك، نقل موقع مجلة «در شبيغل» الألمانية الإلكتروني أول من أمس عن رئيس الاستخبارات الألمانية غيرهارد شيندلر قوله، إنه تم التقاط مكالمة هاتفية جرت بين «قيادي كبير» في «حزب الله» ومسؤول ديبلوماسي في السفارة الإيرانية في لبنان ذكر خلالها مسؤول «حزب الله» أن الأسد «فقد صوابه وارتكب خطأ كبيراً بإعطاء الأمر باستخدام الكيماوي».
وتمكن البيت الأبيض أمس من تحقيق تقدم بالغ في استشاراته مع زعماء الكونغرس مع إعلان رئيس مجلس النواب الجمهوري تأييده للضربة، وأيضا زعيمة الأقلية الديموقراطية نانسي بيلوسي، إلى جانب وجوه معروفة في مجلس الشيوخ، مثل جون ماكين وليندسي غراهام وبوب كروكر. ويُعتبر تأييد باينر، الذي له تأثير على كتلة كبيرة من النواب الجمهوريين، منعطفاً حاسماً في الاستشارات، قد يعطي الإدارة الأصوات الـ 218 اللازمة للموافقة على التحرك عسكرياً. وتبدو المهمة أقل تعقيداً في مجلس الشيوخ حيث هناك تأييد أكبر للتحرك، إنما بعد تعديل النص وجعل أي ضربة محددة الأهداف والنطاق، ومن ثم التصويت فور عودة الكونغرس الأسبوع المقبل.
وأكد أوباما خلال لقائه النواب أمس، أن لدى واشنطن «ثقة كبيرة بأن سورية استخدمت وفي شكل عشوائي السلاح الكيماوي الذي قتل الآلاف، ضمنهم أكثر من 400 طفل» في الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق. وأضاف أن في ذلك «انتهاكاً مباشراً للشرائع الدولية ضد استخدام الكيماوي.» واعتبر أن هذا الأمر «يشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي وللمنطقة. وكنتيجة له تجب محاسبة الأسد». وتابع: «اتخذت قراراً بأن أميركا يجب أن تقوم بتحرك، وسنكون أكثر فاعلية وقوة إذا اتخذنا هذه الخطوة معاً كأمة» بعد موافقة الكونغرس. وخاطب الشعب الأميركي قائلاً إن «الخطة العسكرية المعدة من هيئة الأركان هي مناسبة، وأيضاً نسبية». ووصفها بـ «المحدودة، ولا تشمل جنوداً على الأرض. هذه ليست العراق، وليست أفغانستان». وأكد أن الهدف منها رسالة واضحة أن هناك عواقب ليس فقط لنظام الأسد بل لدول أخرى قد تكون مهتمة بانتهاك هذه الشرائع الدولية». وقال أوباما إن الضربة «تعطينا القدرة لتحجيم قدرات الأسد عندما يتعلق الأمر بالسلاح الكيماوي، كما أنها ترتبط باستراتيجية أوسع يجب أن نضمن تحقيقها لاحقاً لتقوية المعارضة والوصول إلى مرحلة انتقالية تأتي بالسلام والاستقرار ليس فقط لسورية بل أيضاً للمنطقة».
من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس، إن التهديدات التي أطلقها الأسد في حديثه إلى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية ضد فرنسا عززت قناعته بضرورة معاقبته، داعياً الأسرة الدولية إلى الرد على المجزرة الكيماوية التي نفذها، لأن «من كان لديهم شك في نواياه ينبغي أن يكفوا عن ذلك، لأنه على استعداد لتصفية من يعارضه واستهدافه بغازات سامة». وأضاف هولاند خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الألماني يواكيم غوك، أنه عازم على بذل كل ما في وسعه لمواجهة التهديد الذي يمثله نظام الأسد بالنسبة إلى شعبه والمنطقة والعالم، لأن «هذا التهديد لن يزول طالما بقي نظامه قائماً».
وأكد هولاند ضرورة حشد ائتلاف دولي واسع مع الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية والعمل بإصرار على حل سياسي بمشاركة كل الأطراف. ولمح إلى أن تشكيل مثل هذا الائتلاف مرتبط بتصويت الكونغرس الأميركي على العمل العسكري «لأن فرنسا لا يمكن أن تتحرك وحدها».
في غضون ذلك، حصل توتر بعد إعلان موسكو إطلاق صاروخين في شرق البحر المتوسط مقابل السواحل السورية. واعترفت وزارة الدفاع الإسرائيلية امس، بأن إطلاقهما يندرج في إطار تدريبات عسكرية إسرائيلية-أميركية مشتركة، بعدما نفى بداية رصد إطلاق أي صواريخ بالستية في شرق المتوسط. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن مصدر عسكري روسي، إن راداراً روسياً رصد جسمين عابرين أطلقا من وسط البحر المتوسط في اتجاه شرق البحر، لكن لا توجد مؤشرات إلى أن العاصمة السورية دمشق تعرضت لهجوم صاروخي. وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية من جهتها، أن التجربة الصاروخية لا علاقة لها بالضربة العسكرية الأميركية المحتملة ضد سورية. وقال الناطق باسم «البنتاغون» جورج ليتل في بيان، إن «هذه التجربة لا علاقة لها بنية الولايات المتحدة شن عمل عسكري رداً على الهجوم السوري بأسلحة كيماوية».
في هذا الوقت، أبدى «الائتلاف الوطني السوري» أمس، تخوفَه من هجوم جديد بالغازات السامة تشنه قوات نظام دمشق، مشيراً إلى تحرك ثلاث قوافل عسكرية تحمل أسلحة كيماوية في اليومين الماضيين.
وقال الناطق باسم «الائتلاف» خالد صالح في مؤتمر صحافي في إسطنبول: «لدينا معلومات حديثة تشير إلى تحرك ثلاث قوافل عسكرية تحمل أسلحة كيماوية، ويمكننا أن نؤكد الآن أن اثنتين منها وصلتا إلى جهتهما». وأوضح صالح أن هاتين القافلتين انتشرتا في قرية قريبة من درعا (جنوب) وفي مطار الضمير العسكري في ضواحي العاصمة السورية دمشق. وأضاف: «لدينا مخاوف حقيقية، بناء على معلومات من مصادر داخلية في جيش الأسد من انه ينوي استخدام هذه الأسلحة الكيماوية ضد مدنيين أبرياء».
وأعلن «الائتلاف» من جهة ثانية، أن خبيراً بالطب الشرعي في سورية لديه أدلة على تورط الأسد في استخدام أسلحة كيماوية في هجوم قرب حلب في آذار (مارس) الماضي، انشق وهرب إلى تركيا. وأضاف أن رئيس الأطباء الشرعيين في حلب عبد التواب شحرور سيعلن عما لديه من أدلة على تورط حكومة الأسد في هجوم بالأسلحة الكيماوية وقع في خان العسل في ريف حلب.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن قوات النظام مدعومة بقوات من «جيش الدفاع الوطني» الموالية لها استعادت السيطرة على مدينة أريحا بعد عشرة أيام من القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة منذ أن سيطرت عليها قوات المعارضة، لافتاً إلى أن أريحا مدينة استراتيجية لوقوعها على الطريق الدولية بين حلب (شمال) واللاذقية (غرب). وأشار إلى أن المدينة «تعرضت خلال الأسبوع الماضي لقصف متواصل من الطيران الحربي والمدفعية، إضافة إلى اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني». وهاجم مقاتلو المعارضة بئراً نفطية وأنبوب غاز في شمال شرقي البلاد. وتجددت المواجهات في أطراف دمشق وسط قصف عنيف من قوات النظام.
وفي نيويورك، حصر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شرعية استخدام القوة العسكرية في حالتين فقط هما «حال الدفاع عن النفس أو بناء على قرار يتخذه مجلس الأمن». ورفض استخدام كلمة «غير قانوني أو غير شرعي» رداً على سؤال لـ»الحياة» حول ما إن كان إعلان الرئيس أوباما بأنه اتخذ قرار توجيه ضربة عسكرية الى مواقع في سورية. واكتفى بان بالقول إنه «يقدر توجه» أوباما الى «الشعب الأميركي والكونغرس وآمل أن تؤتي هذه العملية بنتائج». وأعلن بان أن تحديد ولاية لجنة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية «هو قراري»، وأنه اتخذه «بناء على المعايير الدولية ومشاورات مع الهيئات الدولية»، بحيث «لا نعرف الطرف الذي استخدم الأسلحة الكيماوية» والاكتفاء «بطبيعة هذا الاستخدام ومداه».
وحض بان مجلس الأمن على «تولي مسؤولياته تجاه الأمن والسلم الدوليين لتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها في ضوء تقرير لجنة التحقيق» الدولية في استخدام اسلحة كيماوية في سورية. وقال إن ما شهدته سورية «بغض النظر عن مصدره فهو تصعيد خطير ويجب أن يشكل جرس إنذار للمجتمع الدولي مما يوجب التوصل الى إجراءات تحظر استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل، ويجب أن نفكر في إجراءات عقابية بهدف وقف سفك الدماء».
وقال إن تحديد الولاية «كان قراري وقرار الأمم المتحدة وهو جاء مبنياً على معايير المجتمع الدولي ومشاورات مع الهيئات الدولية». وأكد مجدداً أن «أي استخدام للسلاح الكيماوي هو جريمة حرب وانتهاك خطير للقانون الدولي».
وأبلغ الأمين العام الأعضاء العشرة غير الدائمي العضوية في مجلس الأمن أن «لجنة التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية تعمل على الإسراع في إنهاء التحليل المخبري للعينات والمعلومات التي جمعتها في سورية بما يتوافق مع الشروط والمعايير العلمية»، حسب ديبلوماسيين شاركوا في الاجتماع، وأنها «تعمل في أربع مختبرات في شكل متواز» لهذا الغرض.
وقال ديبلوماسي شارك في الاجتماع إن الأمين العام «لم يعلن عن أي تفاصيل متعلقة بنتائج التحقيق، ولم يحدد الإطار الزمني الذي سيستغرقه التحليل المخبري للعينات والمعلومات المتعلقة بعمل لجنة التحقيق، لكنه أكد أن العمل سيتم في أسرع ما تسمح به المعايير العلمية، تمهيداً لوضع التقرير النهائي لعمل اللجنة». وأوضح أن «الأمين العام أبلغنا أن أربعة مختبرات في دولتين أوروبيتين تعمل على تحليل العينات والمعلومات. والدولتان الأوروبيتان ليستا من الدول الأعضاء في مجلس الأمن». وأضاف أن «أي خطوة في مجلس الأمن ستنتظر تقرير لجنة التحقيق، إذ ليس هناك من تحرك مرتقب في القريب العاجل داخل المجلس».
كاميرون: سورية ستستخدم الأسلحة الكيماوية مجدداً إن لم تضربها أميركا
لندن ـ رويترز
قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء إنه يعتقد أن الحكومة السورية ستستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبها مجددا اذا عدلت الولايات المتحدة عن القيام بعمل عسكري ضدها.
وحين سألته نائبة من حزب العمال المعارض عما اذا كان سيحث على وقف لإطلاق النار في سوريةا بدلا من “غارة قصف” قال كاميرون للبرلمان خلال جلسة الأسئلة والأجوبة الأسبوعية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجه تحذيراً واضحاً للرئيس السوري بشار الاسد بشأن الأسلحة وإنه محق في التمسك به.
وقال كاميرون مشيراً الى النائبة التي طرحت السؤال “أطلب منها أن تضع نفسها للحظة في مكان رئيس الولايات المتحدة.”
وأضاف “لقد حدد خطا أحمر واضحاً جداً وهو أنه اذا حدث استخدام واسع النطاق للأسلحة الكيماوية فيجب أن يحدث شيء ما. أن تطلب من رئيس الولايات المتحدة بعد أن حدد الخط الاحمر ووجه التحذير العدول عنه فإنني أعتقد أن هذا سيكون اقتراحاً محفوفاً بالمخاطر لأنني أعتقد أنكم سترون المزيد من الهجمات بالأسلحة الكيماوية من جانب النظام ردا على هذا.”
وكرر كاميرون أن بريطانيا لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سورية بعد أن خسر اقتراعاً برلمانياً على المسألة الاسبوع الماضي لكنه قال إن على العالم أن يتبنى موقفاً حازماً من استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية.
فنادق دمشق تستقبل النازحين بدلاً من السياح
دمشق – أ ف ب
باتت فنادق حي المرجة الشعبي في دمشق وجهة لـ “سياح” غير مألوفين، هم سوريون نزحوا إلى العاصمة هرباً من العنف في مناطقهم، وباتوا يشغلون غرفاً لا تتجاوز مساحتها 15 متراً مربعاً، يضطرون فيها لإعداد الطعام في الحمامات.
ومنذ بدء النزاع في سورية قبل نحو عامين ونصف عام، وصل عدد النازحين داخل البلاد إلى 4,25 ملايين شخص، يضاف إليهم أكثر من مليوني لاجىء في الدول المجاورة، بحسب أرقام جديدة أعلنتها المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
في أحد الفنادق المتواضعة في حي المرجة، تستعيد هناء ذكريات منزلها القديم المبني من الحجر البركاني الأسود اللون في حي بستان الديوان، أحد الأحياء القديمة وسط حمص، ثالث مدن سورية.
وتقول الأرملة البالغة من العمر 30 عاماً لوكالة فرانس برس، إنه “كان في المنزل فناءاً جميلاً ونوافذ عدة مطلة على الشارع، لكن قيل لي إنه دمر بشكل كامل”، قبل أن تصمت برهة محاولة حبس دموعها.
خلال عامين، تنقلت هذه الأم لثلاثة أولاد (فتيان وبنت) بين 3 فنادق، لينتهي المطاف بالعائلة الصغيرة في غرفة ضيقة، تلتصق فيها 4 أسرة جنباً إلى جانب في مقابل جهاز التلفزيون.
وتضيف هناء: “نمضي الوقت في مشاهدة التلفزيون أو إعداد الطعام”، قبل أن تشير إلى “المطبخ”، وهو كناية عن موقد صغير موضوع داخل الحمام.
وفي غرف أخرى من الفندق، بات ورق الجدران باهتاً بفعل الرطوبة، ومصابيح “النيون” شبه المعطلة تبعث نوراً متقطعاً، والمياه ترشح من أجهزة التكييف.
وبحسب الموظفين في الفندق، “يشغل نازحون من حمص وريف دمشق نحو نصف غرفه الأربعين، علماً أن الفندق اعتاد قبل بدء الأزمة ان يمتلأ بالسياح الإيرانيين القادمين لزيارة مقام السيدة زينب جنوب شرق دمشق”.
وتقول هناء: “عندما أفكر في الأوضاع، يكاد رأسي ينفجر. في بعض الأحيان، لجأت إلى الحبوب المهدئة”.
فقدت هناء زوجها منذ بداية النزاع السوري، إذ قتل بعد أن خطفه مجهولون.
وتشرح وهي تعدل حجابها الملون، وعلى وجهها ابتسامة حزينة، أن زوجها “كان سائق سيارة أجرة، ويوفر له عمله مدخولاً جيداً جعلنا غير محتاجين إلى شيء”.
حتى أشهر خلت، كانت هناء تستفيد من مساعدة تقدمها لها إحدى المحسنات، إلا أن هذه الأخيرة غادرت البلاد، وباتت هناء في حال من العوز الشديد. وتقول: “أدين للفندق ببدل إقامة لثلاثة أشهر”.
يعمل نجلها الأوسط، البالغ من العمر 16 عاماً، في تحضير النراجيل في أحد المقاهي المجاورة للفندق، وهو “يحصل أحياناً على بقشيش يومي يعادل نحو 500 ليرة سورية (نحو دولارين أميركيين)، وهذا ما يمكننا من العيش”.
يسود لدى غالبية النازحين شعور مؤلم بفقدان مكانتهم الاجتماعية.
ويقول أبو عامر، المقيم في الفندق الدمشقي الذي تعيش فيه هناء نفسه: “كنت أملك محلاً لبيع الهواتف الخليوية، وأشعر بأنني شخص مهم. حالياً، عندما نذهب لطلب المعونة من مؤسسة خيرية، نشعر بأننا متسولون”.
ويضيف الرجل المتحدر من حي الخالدية في حمص: “أتدركون من يقدم لنا أكبر كمية من المساعدات؟ كنائس باب توما”، في إشارة إلى الحي ذي الغالبية المسيحية في دمشق القديمة.
وقد تحول رواق الفندق وسلالمه فسحة لأبناء النازحين الباحثين عن اللهو، عبر التزحلق على منحدرات السلالم، أو من خلال الجلوس أرضاً لتبادل الأحاديث.
وفي قاعة الطعام التي تفتقر إلى أي خدمة، يجلس أبو عامر وأصدقاؤه النازحون من حمص كل يوم حول الطاولات الفارغة للعب الورق.
وقد خفضت غالبية هذه الفنادق، التي هجرها السياح باستثناء بعض التجار العرب، من تعريفاتها، علماً أن بعضها يؤكد استضافة النازحين مجاناً.
وعلى رغم إثبات هذه الفنادق كرمها في استضافة أبناء بلدها، إلا انها ما زالت مضطرة إلى تغطية بعض المصاريف.
ويقول أبو عامر: “كنا ندفع 25 ألف ليرة سورية شهرياً (نحو 125 دولاراً أميركياً). حالياً يطالبنا الفندق بثلاثين ألف ليرة نظراً لارتفاع أسعار المازوت”.
وفي حال خفضت الفنادق تعرفتها، أو ألغتها أو أبقتها كما هي، فإن غالبية النازحين في العاصمة ما زالوا يفضلون هذا النمط من الحياة، على أن يختبروا مرارة اللجوء إلى دول أخرى. وتقول هناء: “على الأقل نحن في بلدنا”.
كيري يستشهد بمعارضته حرب فيتنام… أثناء قرعه طبول الحرب على سورية
بيروت ـ “الحياة”
لم يفوّت أفراد من جمعية “كود بينك: نساء للسلام” فرصة حضورهم جلسة الاستماع التي أقامتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس الثلاثاء، حول العمل العسكري ضد النظام السوري، بمشاركة وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين جون كيري وتشاك هيغل. فقاموا بتسجيل اعتراضهم، بشكل بارز وملفت وصاخب كما هي عادتهم في جلسات الاستماع المرتبطة بالحروب والتحركات العسكرية.
ولم يكد كيري يُنهي كلمته الافتتاحية، حتى علا صوت من آخر القاعة يقول: “لا نريد حرباً أخرى”. الصرخة صدرت عن ميديا بنجامين، المؤسِّسة الشريكة لـ”كود بينك” والناشطة ضد الحروب، التي كانت ترتدي قميص الجمعية الزهري، وتحمل بيديها لافتتين كتب على إحداها “الشعب الأميركي يقول لا للحرب”، وعلى الثانية “سورية تحتاج إلى وقف لإطلاق النار وليس إلى الحرب”.
مسارعة عناصر الأمن إلى إبعاد بنجامين لم تُثنها عن الاستمرار بإطلاق المواقف، مضيفة “إطلاق صواريخ كروز يعني حرباً أخرى”، واستمرت بالصراخ أثناء إخراجها من القاعة “بان كي مون قال لا للحرب والبابا قال لا للحرب والأميركيون لا يريدونها”.
احتجاج “كود بينك” دفع كيري إلى الطلب من رئيس اللجنة، السيناتور الديموقراطي بوب منينديز، السماح له بالرد على المتظاهرة، قائلاً: “أول مرة مثلت أمام هذه اللجنة كان عمري 27 عاماً وكانت لديّ مشاعر مشابهة لهذه المتظاهرة”، في إشارة إلى شهادته قبل 38 عاماً أمام اللجنة ذاتها بناء على دعوة من رئيسها آنذاك جاي وليام فولبرايت، والتي سأل خلالها كيري “كيف تطلب من رجل أن يكون الرجل الأخير الذي يموت بسبب خطأ؟”.
وأضاف كيري في جلسة الأمس “لهذا بالضبط من المهم أننا جميعاً هنا نجري هذا النقاش ونتحدث عن هذه الأمور أمام الأمة. الكونغرس نفسه سيتحرك بما يمثل الشعب الأميركي. وأعتقد أن علينا أن نحترم أصحاب الرأي المختلف ونحن نفعل ذلك”.
ولم تكن بنجامين المحتجّة الوحيدة في القاعة فقد جلس عدد من أفراد الجمعية في مقاعد الحضور وهم يرفعون لافتات مناهضة لمهاجمة سورية.
وقبل بدء أعمال الجلسة، وقف أحد هؤلاء وصرخ: “لا يمكننا أن نتحمّل حرباً أخرى، نحن في حاجة إلى رعاية صحيّة وإلى التعليم في بلادنا. كيري: لا لحرب جديدة في سورية!”، قبل أن يعود بهدوء إلى مقعده بعد حديث قصير مع عناصر الأمن.
ويمكن القول إنه هؤلاء المحتجين ليسوا سوى عينة من الشعب الأميركي الذي أظهر استطلاعان جديدان للرأي أن غالبيته تعارض توجيه ضربة عسكرية إلى سورية، والذي تظاهر أفراد منه في اليومين الماضيين في مدن أميركية عدة من بينها العاصمة واشنطن ضد الحرب.
والمفارقة في مشاركة كيري وهيغل في جلسة إقناع أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ والرأي العام الأميركي بتوجيه ضربة إلى سورية، أن الأول من معارضي حرب فيتنام بينما الثاني من المعارضين الشرسين لحرب العراق وهو الموقف الذي قرّبه من الرئيس باراك أوباما.
وكان نُظر إلى ضمّ كيري وهيغل إلى فريق أوباما على أنه مؤشر على أن الإدارة الجديدة ترغب في التركيز على إعادة تموضعها مالياً ودولياً وأنها لا تسعى إلى قرع طبول حرب جديدة… وهو أمر بات مثار جدل مع مواقف إدارة أوباما.
روسيا “تجبر” اسرائيل على الاعتراف بتجربة صاروخية شرق المتوسط
بيروت – “الحياة”
شكّل رصد وزارة الدفاع الروسية عبر الإنذار المبكر الروسي إطلاق صاروخين باليستيين في منطقة شرق البحر المتوسط، بلبلة كبيرة على الصعيد العالمي، انسحبت اصداؤه على أسواق المال وخاصة في الدول العربية وخاصة الأسواق الخليجية، خاصة وانه يأتي بعد أيام من اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما انه قرر توجيه ضربة لسورية بعد اتهام النظام بشن هجوم كيماوي.
وأعلنت اسرائيل مسؤوليتها عن اطلاق الصاروخين، موضحة أنه “تم اختبار مشترك مع الاميركيين لصواريخ في منطقة شرق المتوسط”، على أن تصدر الادارة الاسرائيلية بياناً عن العملية في وقت لاحق. إعلان اسرائيل جاء بعد نفي للجيش الاسرائيلي علمه باطلاق صواريخ في البحر المتوسط.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية (البنتاغون) أن التجربة الصاروخية التي أجرتها إسرائيل والولايات المتحدة في البحر المتوسط لا علاقة لها بالضربة العسكرية الاميركية المحتملة ضد النظام السوري.
وكانت وكالة الأنباء الروسية نقلت عن وزارة الدفاع الروسية أن الصاروخين البالستيين اللذان تم رصدهما عبر الإنذار المبكر الروسي “سقطا في البحر المتوسط”، مرجّحة أن تكون سفينة أميركية هي من نفذ عملية الإطلاق بهدف استطلاع الاحوال الجوية. وقال المصدر للوكالة ان “الصاروخين اطلقا على ما يبدو من سفينة اميركية في البحر المتوسط”، مرجحاً ان يكون اطلاقهما يهدف الى “رصد الاحوال الجوية بدقة”. واكد مصدر امني سوري لوكالة “ريا نوفوستي” اطلاق الصاروخين، مشيراً بدوره الى انهما سقطا في البحر.
وكان مصدر امني سوري أكد ان “اجهزة الرادار السورية لم تكتشف سقوط صواريخ على الاراضي السورية”، ونفت السفارة الروسية في سورية حصول أي انفجارات، موضحة أن “لا اشارات على هجوم صاروخي أو انفجارات في دمشق”.
وسارعت روسيا، إلى إعلان حظر تحليق طائراتها المدنية فوق سورية بعد رصد إطلاق صاروخين بالستيين في المتوسط.
وكانت الوكالة قد نقلت عن وزارة الدفاع انه تم اطلاق صاروخين عند الساعة 6:16 بتوقيت غرينتش من صباح اليوم، وفي حين لم ترد اي تفاصيل اضافية، نقلت وكالة “رويترز” الخبر على انه رصد لـ”جسمين” بالستيين، ورفضت وزارة الدفاع الروسية التعليق على الخبر لـ”رويترز”. واعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم 3 سبتمبر/أيلول أن مسار الصاروخين الباليستيين يمر من وسط البحر المتوسط صوب القسم الشرقي لساحل البحر المتوسط .
ونقلت روسيا اليوم عن وكالة “انترفاكس” الروسية، أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية برصد إطلاق صاروخيين باليستيين في منطقة المتوسط .
وذكر مصدر عسكري ديبلوماسي روسي ان “روسيا ارسلت سفينة للاستطلاع والمراقبة الالكترونية باتجاه الساحل السوري في شرق المتوسط”. وقالت قيادة اركان الجيش الروسي الاسبوع الماضي ان “مجموعة من السفن متمركزة اصلا في المتوسط تقوم بانشطة المراقبة والتحليل بصورة مستمرة للانشطة العسكرية حول سورية”.
وتتمركز سفن حربية روسية في شرق المتوسط حيث تقوم بدوريات منذ بداية الازمة السورية قبل سنتين ونصف السنة. وتمد روسيا النظام السوري بالاسلحة، وهي تستخدم منذ العهد السوفياتي قاعدة مرفأ طرطوس العسكرية على بعد 220 كلم شمال دمشق.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن انه قرر توجيه ضربة لسورية بعد اتهام النظام بشن هجوم كيميائي في 21 اب/أغسطس قرب دمشق. وتعارض روسيا بشدة توجيه ضربة لسورية ورفض بوتين الاتهامات الموجهة للنظام السوري.
أوباما يُعلن عن “استراتيجية أوسع” لسوريا رسالة إسرائيلية – أميركية ضبطتها روسيا
العواصم الاخرى – الوكالات
واشنطن – هشام ملحم نيويورك – علي بردى
أعرب الرئيس الاميركي باراك أوباما امس عن ثقته بالحصول على تفويض من الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا، وقت كانت البحرية الاميركية تعيد انتشار قطعها تحسبا لمثل هذه الضربة. وتزامن ذلك مع اجراء اسرائيل اختبارا صاروخيا بدعم أميركي في البحر المتوسط في عملية لم يعلن عنها سلفا، لكن كشف موسكو إياها تسبب بتوتر في عواصم العالم على رغم ان وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” أكدت ان لا علاقة للتجربة الصاروخية بسوريا.
ومع الحملة التي أطلقتها الادارة الاميركية لحشد تأييد الكونغرس للضربة العسكرية المحتملة لسوريا، حذر الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون من أخطار القيام بعمل “تأديبي” عسكري في سوريا، بينما أفادت المنظمة الدولية ان ربع السوريين باتوا لاجئين في الخارج أو نازحين في الداخل. ص11
أوباما
وكشف أوباما خلال اجتماع مع زعماء مجلس النواب وقد أحاط به رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بوينر وزعيمة الاقلية الديموقراطية في المجلس نانسي بيلوسي، ان الولايات المتحدة تملك خطة أوسع تهدف الى اضعاف قدرات النظام السوري، وتعزيز قدرات المعارضة المسلحة.
وتعزز موقف أوباما حين عبّر بوينر عن تأييده لقرار أوباما توجيه الضربة.
وقال الرئيس الاميركي: “لقد قررت ان تتخذ اميركا اجراء عسكريا. وبعدما ذكر أن حكومته واثقة من ان نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد قد استخدم الاسلحة الكيميائية، رأى ان موافقة الكونغرس على الضربة “يعطينا القدرة على اضعاف قدرات الاسد من حيث الاسلحة الكيميائية، وهذا ينسجم مع استراتيجية أوسع يجب ان نضمن ان تحقق مع مرور الوقت تعزيز المعارضة الى ممارسة الضغوط الديبلوماسية والاقتصادية والسياسية المطلوبة، كي نحقق في نهاية المطاف العملية الانتقالية التي تجلب السلام والاستقرار ليس فقط الى سوريا بل الى المنطقة”.
وكرر أنه لا يعتزم شن حرب طويلة قائلا: “أريد أن أشدد مرة اخرى على ان ما نتوقعه هو شيء محدود، شيء متناسب، وسوف يؤدي الى اضعاف قدرات الاسد، وفي الوقت عينه لدينا استراتيجية أوسع تسمح لنا بتعزيز قدرات المعارضة، وتسمح لسوريا في النهاية بتحرير نفسها من أنواع الحروب الاهلية التي تشهدها وأعمال القتل وغيرها من الممارسات التي رأيناها”. ولاحظ أن استخدام الاسلحة الكيميائية يشكل خطرا على أصدقاء اميركا في المنطقة مثل اسرائيل والاردن وتركيا.
واسترعى الانتباه حديث أوباما عن “استراتيجية أوسع” لسوريا، وهي اشارة تهدف الى طمأنة الاطراف الذين يريدون ضربة موجعة للنظام السوري مثل السناتور الجمهوري جون ماكين وغيره. وكان ماكين استخدم أول من أمس صيغة مماثلة.
ويأتي حديث أوباما عن دعم المعارضة السورية، يوم نشرت صحيفة “الوول ستريت جورنال” مقالا نقلت فيه عن مسؤولين في المعارضة السورية ومصادر اميركية ان تعهدات ادارة الرئيس أوباما الربيع الماضي بعد تأكيد أجهزة الاستخبارات الاميركية ان نظام الاسد استخدم الاسلحة الكيميائية تقديم أسلحة خفيفة الى المعارضة، لم تنفذ حتى هذه اللحظة.
كيري
وفي وقت لاحق، مثل وزيرا الخارجية والدفاع جون كيري وتشاك هيغل أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لشرح الضربة العسكرية لسوريا وطبيعتها وأسبابها. وأوضح كيري ان هذه الضربة ستكون محدودة ولن تشمل نشر قوات برية. وقال انه اذا كان الاسد “أحمق ومتغطرسا ما فيه الكفاية” وقرر الرد على الضربة “فان للولايات المتحدة وحلفائها القدرة الكافية للرد عليه”. واضاف انه صدرت أوامر الى القوات السورية النظامية بالتحضير للهجوم وباستخدام الاقنعة الواقية. وأكد انه لا شك على الاطلاق في انه لم يسقط ولا صاروخ واحد في الاراضي التي تسيطر عليها القوات الحكومية واعتبر ان استخدام الاسلحة الكيميائية ينتهك الخط الاحمر الذي وضعه العالم لا بل الانسانية، وليس فقط الخط الاحمر الذي وضعه الرئيس باراك أوباما وحده. وحذر من انه اذا لم تفعل الولايات المتحدة أي شيء للرد على الهجوم الكيميائي، فان ذلك سيبعث برسالة لـ “كل طغاة المنطقة” بأن لديهم مناعة ضد الرد.
وخلص الى ان “حزب الله وكوريا الشمالية يأملان في ان نفشل اليوم، لهذا يجب الرد على الاسد”. وأعلن انه لا يريد طرح قرار على الكونغرس في شان استخدام القوة في سوريا بطريقة تستبعد خيار نشر قوات أميركية على الارض.
هيغل
وقال هيغل ان استخدام الاسد الاسلحة الكيميائية “يشكل تهديدا خطيرا لاصدقائنا وشركائنا على حدود سوريا وبينهم اسرائيل والاردن وتركيا ولبنان والعراق… واذا كان الاسد مستعدا لاستخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه، فان ذلك يحدونا الى القلق من حصول تنظيمات ارهابية مثل حزب الله الذي له قوات في سوريا تدعم الاسد على هذه الاسلحة”. وأضاف ان هدف الضربة هو “محاسبة نظام الاسد واضعاف قدراته على شن مثل هذه الهجمات في المستقبل وردعه عن استعمال السلاح الكيميائي في المستقبل”.
وأشار الى ان الولايات المتحدة تنسق مع حلفائها من أجل الضربة ويبنهم فرنسا وتركيا والسعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وغيرهم من الاصدقاء في المنطقة.
وتحسبا للضربة العسكرية المحتملة لسوريا، قالت مسؤولة في “البنتاغون” ان البحرية الاميركية أعادت توزيع قطعها، فخفضت الى أربع عدد المدمرات في شرق المتوسط. وارسلت مجموعة جوية بحرية الى البحر الاحمر. أما حاملة الطائرات “يو اس اس نيميتز” الموجودة حاليا في غرب المحيط الهندي، فتتوجه الى البحر الاحمر حيث يتوقع ان تصل في غضون أيام”.
وفي نيويورك صرح الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي – مون أمس أن “كل العينات والمواد” التي جمعها مفتشو مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا ستصل اليوم الى المختبرات. وأبلغ ديبلوماسي رفيع في مجلس الأمن”النهار” أن نتائج التحاليل في حادثة الغوطتين الشرقية والغربية في تاريخ 21 آب الماضي ستظهر في غضون أسبوع واحد على الأقل وأسبوعين على أبعد تقدير.
وفي إشارة الى التهديد الأميركي باستخدام القوة العسكرية، قال: “أخذت علماً بالجدل حول القيام بعمل لمنع الإستخدامات المستقبلية للأسلحة الكيميائية. ولكن في الوقت عينه، علينا أن ندرس أثر أي اجراء عقابي على الجهود لوقف مزيد من سفك الدماء وتسهيل الحل السياسي للحرب”.
وذكر ردا على سؤال بأن ميثاق الامم المتحدة ينص على موافقة مجلس الأمن على أي عمل عسكري.
وكشف ديبلوماسي عن اتصالات يجريها رئيس جهاز الإستخبارات الألمانية غيرهارد شندلر مع مسؤولين ايرانيين كباراً وقادة “حزب الله” من جهة، ومع مسؤولين اسرائيليين من جهة أخرى، “من أجل تحييد حزب الله كي لا يكون طرفاً في أي ضربة عسكرية لسوريا، وكي يتجنب التورط في حرب جديدة مع اسرائيل”.
صاروخان يحبسان الأنفاس
روسيا تعلن رصد اطلاق صاروخين باليستيين في منطقة البحر المتوسط”. خبر كان كافياً لاشاعة حالة من الاستنفار الأمني والسياسي لمعرفة ما اذا كان اطلاق الصاروخين بداية لعملية عسكرية أميركية مباغتة ضد سوريا، قبل أن تتبد الشكوك بعد قرابة أكثر من ساعة بنفي الولايات المتحدة أن يكون الجيش الأميركي أطلق أي صواريخ من السفن الحربية المتواجدة حالياً في المتوسط، فيما عمدت إسرائيل إلى تبني الصاروخين، مشيرةً إلى اطلاقهما جاء في اطار مناورات مشتركة مع الجانب الأميركي.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أنه “تمت تجربة صاروخ من طراز “انكور” يستخدم للتدريب، وتعقبه على شبكات الرادار، وذلك في سياق تجربة لاختبار فاعلية منظومة حيتس المتخصصة في التصدي للهجمات الصاروخية، مشيرةً إلى أن التجربة تمت بالتعاون مع الوكالة الاميركية للدفاع، وشارك فيها ممثلو وزارتي الدفاع الاسرائيلية والاميركية والصناعات العسكرية المشاركة في تطوير الصاروخ.
ولفتت وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى أنه “تمت متابعة التجربة في عرض البحر المتوسط، وفي احدى قواعد سلاح الجو في اواسط البلاد في الساعة التاسعة وخمس عشرة دقيقة صباحاً”.
وبمجرد اعلان روسيا عن قيام اجهزة الانذار المبكر الروسية برصد اطلاق صاروخين باليستيين، اتجهت الأنظار إلى دمشق لمعرفة إن كانت وجهتهما. وهو ما نفاه المتحدث باسم السفارة الروسية في دمشق، بقوله إنه لا توجد أي علامة على شن هجوم صاروخي أو وقوع انفجارات بعد إطلاق الصاروخين، فضلاً عن تأكيد مصدر سوري بأن أجهزة الرادار السورية للإنذار المبكر لم ترصد سقوط أي صواريخ على الأراضي السورية.
وجاء التبني الإسرائيلي ليحسم الجدل حول مصدر الصاروخين ووجهتهما، بعدما تبين سقوطهما في البحر، فيما عاد الترقب ليخيم بانتظار حسم الدول الغربية وتحديداً الولايات المتحدة موقفها ازاء توجيه ضربة عسكرية لسوريا، على وقع تصاعد حدة التباين بين واشنطن وموسكو.
واتهمت روسيا الولايات المتحدة بالتأثير سلباً على الأوضاع في المنطقة، في أعقاب نشر عدد من السفن الحربية في المنطقة.
ونقلت وكالة “ايتار تاس الروسية للانباء”، عن المسؤول في وزارة الدفاع الروسية أوليج دوجاييف، قوله “الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة تسبب قلقاً خاصاً”.
وأضاف “ارسال سفن مزودة بصواريخ كروز في اتجاه شواطئ سوريا له اثار سلبية على الوضع في المنطقة”.
وتنتشر خمس مدمرات أميركية وسفينة برمائية في البحر المتوسط، فيما أعلن مسؤولون أميركيون أن حاملة الطائرات الاميركية “نيميتز” وأربع سفن اخرى في مجموعتها القتالية تحركت نحو البحر الاحمر، في حين أرسلت روسيا سفناً حربية جديدة الى البحر المتوسط، لكنها وضعتها في سياق التبديل الدوري للسفن في المنطقة.
كيري: إسرائيل مهددة ولا مكان للأسد في التسوية وإيران و«حزب الله» خطر
أوباما يريد لحربه «تفويضاً زمنياً مفتوحاً»!
هدفان تركزت عليهما ساعات المرافعة التي قام بها جون كيري وتشاك هايغل والجنرال مارتن ديمبسي أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي: التملص من مشهد تكرار الجريمة السابقة العراقية أولاً، وإقناع الأميركيين بجدوى الحرب على سوريا ثانيا.
شاهد ملايين العرب وغيرهم حول العالم كيف تطبخ مفردات الحرب على بلد عربي يشهد شلال دم منذ اكثر من عامين. كل المفردات استخدمت لتبرير الهدف امام اعضاء اللجنة الاميركية. الرئيس الاميركي باراك اوباما الذاهب غدا الى روسيا، اعلن صراحة انه يريد تصويتا سريعا من جانب الكونغرس على قرار يفوضه توجيه «ضربات محدودة ومتناسبة» ضد سوريا.
سيقت كل الاتهامات التي يمكن استخدامها: حماية الامن القومي من التهديد الكيميائي، شل قدرات الرئيس السوري بشار الاسد على شن هجمات جديدة، تغيير حسابات الاسد، وفي الوقت ذاته منع زيادة خطر المتطرفين في سوريا، التحدث بصوت واحد امام العالم، حماية الحلفاء اسرائيل وتركيا والاردن من خطر الحرب الاهلية السورية…
وهكذا استمرت الجلسة لساعات ما بعد منتصف الليل، قبل انتقالها لاحقا الى جلسات سرية، اختار وزير الخارجية الاميركية جون كيري الا يتحدث سوى خلالها، بعيدا عن الاعلام والجمهور والتلفزيونات، عن ايران و«حزب الله» وهما الطرفان اللذان وصفهما في الجلسة العلنية، بانها اكبر حلفاء دمشق، وان «اسرائيل ستكون اقل امنا» ما لم تتدخل الولايات المتحدة عسكريا ضد سوريا. وقال كيري ان «ايران تأمل بان تشيحوا النظر عما يحدث. ان عدم تحركنا سيعطيها بالتأكيد امكان ان تخطئ في نياتنا في احسن الاحوال، او حتى ان تختبر هذه النيات».
حضور اسرائيل بوضوح في شهادة كيري لم يكن مفاجئا لأي متتبع للسياسة الاميركية ازاء «الحليف الاول»، بقدر مجموعة اخرى من الملاحظات التي برزت خلال شهادات كيري وهايغل وديمبسي، والتي من بينها تكرار الاشارة الى ان الولايات المتحدة تحظى بتأييد حلفاء عرب واقليميين ودوليين لحربها المحتملة ضد سوريا، من بينهم السعودية والامارات وتركيا وفرنسا.
كما كان من الملاحظ ان الرجال الثلاثة الذين تولوا مهمة الهجوم الرئيسي الاول للادارة الاميركية لاقناع النواب والرأي العام الاميركي بخيار الحرب، تجنبوا الاجابة صراحة، وخصوصا كيري، عما اذا كان اوباما سيلجأ الى الكونغرس في التاسع من ايلول الحالي، كاجراء شكلي فقط، ام انه سيلتزم بما سيصدر عن النواب الاميركيين في حال رفضوا تفويضه، وهو احتمال مستبعد على ما يبدو.
وبرغم الملاحظات الكثيرة وبعض الاسئلة القاسية التي واجهها كيري، بالاضافة الى هايغل وديمبسي، حرصوا مرارا على التأكيد ان الهدف كما هو معلن منذ ايام، شن «ضربات محدودة».
الا ان كيري حث الكونغرس على عدم ربط العملية «بلحظة زمنية واحدة»، معتبرا أن هناك خيارات لاحقة تملكها القوات الأميركية للهجوم إذا استخدم الأسد الأسلحة الكيميائية في المستقبل. وقال «اذا كان غبيا للقيام بهذا الامر مجددا فان لدى الجنرال (ديمبسي) امكانات للقيام بهذا مجددا». وتابع «من المهم بالنسبة الى الاسد ان يعرف انكم لم تقيدوا (التفويض) بحالة واحدة معينة باستخدام الاسلحة الكيميائية. يمكنكم تقييد القرار، ولكن بالنسبة الى الاسلحة الكيميائية، فانه سيكون خطأ كبيرا تجريد الجنرال ديمبسي ومؤسسته من الخيارات لتنفيذ ما نحاول الوصول اليه بالقوة».
وبعدما حدد اوباما في وقت سابق من اليوم، مصطلح «المحدودة والمتناسبة» الفضفاض لوصف هجماته المحتملة ضد سوريا، قدم كيري من جهته مقاربة لا تقل خطورة عندما قال انه قد يكون «من المستحسن عم استبعاد خيار وجود قوات على الارض»، وهو ما يخالف ما رددته الادارة الاميركية في الايام الاخيرة، بأن الذهاب الى هذه الحرب لن يكون مشابها لما جرى في العراق وافغانستان، بوجود قوات اميركية على الارض السورية.
كما اضاف كيري وهايغل هدفا آخر للحرب الاميركية المحتملة على سوريا. وبالاضافة الى الحديث عن «شل قدرات الاسد» و«تغيير حسابات الاسد»، فان وزير الخارجية الاميركي قال بوضوح ان الاسد «لا يمكن ان يكون جزءا من أي تسوية في المستقبل» بشأن سوريا، مستبقا بذلك تفاهمات جنيف مع الروس الذين سيكون الرئيس الاميركي بضيافتهم غدا في قمة مجموعة الدول العشرين.
وشدد كيري وهايغل على أن الهدف من التحرك هو «تقويض قدرة الأسد على شن هجمات كيميائية جديدة، وردع الطغاة والمجموعات الإرهابية» عن استخدام أسلحة الدمار الشامل.
وقال كيري «ليس الآن وقت الانزواء في مقعد، ولا وقت اتخاذ موقف المتفرج على مجزرة»، مضيفاً «لا بلدنا ولا ضميرنا يسمحان لنا بأن ندفع ثمن السكوت».
وأضاف أن «وكالات الاستخبارات الأميركية أجمعت على أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية في ريف دمشق في 21 آب الماضي، وأن الإدارة واثقة بذلك، والإدارة واثقة بالأدلة هذه المرة، هي تختلف اختلافاً كلياً عن الأدلة الخاطئة والمعيبة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق في العام 2003».
واعتبر كيري أن عدم تصرف الولايات المتحدة سيشجع على «استخدام السلاح الكيميائي مجدداً، سواء من قبل النظام السوري أو حليفيه إيران وحزب الله، أو حتى كوريا الشمالية»، موضحاً أن «التفويض الذي تطلبه الإدارة الأميركية سيكون لشن عملية عسكرية محددة الأهداف، ومحدودة زمناً ونطاقاً، ولن تشمل أي بلد غير سوريا، وأهدافها ستنحصر في عقاب الأسد، ولن تشمل نشر جنود في سوريا، إلا إذا حصل انهيار كامل هناك، ووقع مخزون الأسلحة الكيميائية في يد جبهة النصرة أو مثيلاتها».
وأضاف أن «مقاتلي حزب الله الذين يقاتلون إلى جانب قوات الأسد، يأملون بأن يفوز الانزواء الأميركي في الكونغرس، في حين أن كوريا الشمالية تعول على ازدواجية الولايات المتحدة»، محذراً من أن أعداء الولايات المتحدة «يسمعون صمتنا».
ورفض وزير الخارجية الأميركي أن ينص التفويض الذي تطلبه الإدارة على عدم نشر قوات على الأرض، قائلاً «لن نسحب خياراً أساسياً عن الطاولة». وأضاف «لا نستبعد دخول قوات برية لتأمين الترسانة الكيميائية السورية».
وعن رد فعل محتمل من الرئيس السوري على العملية العسكرية الأميركية، علق كيري قائلاً إنه «إذا كان الأسد غبياً كفاية ليتجاهل الآثار المترتبة على قراراته، فلدينا من الطرق ما سيدفعه إلى الندم، من دون أن نذهب إلى حرب»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن أن يكون الأسد جزءاً من أي تسوية في المستقبل».
وأوضح أنه «إذا لم نتصرف، فمصداقيتنا ستتقوض أمام حلفائنا، وسيرى البعض أننا غير قادرين على الالتزام بوعودنا»، مضيفاً أن «مصالحنا قد تتأثر بشكل كامل إذا لم يتم إقرار العمل العسكري».
وتحدث هايغل عن خطورة «عدم التحرك»، معتبراً أنه يعرض «أصدقاء أميركا» والتزاماتها الدولية للخطر. وأضاف أن «عدم التحرك تصدياً لاستخدام سوريا لأسلحة كيميائية سيضر بمصداقية تعهد أميركا بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي».
وأشار وزير الدفاع الأميركي إلى أن «دولاً إقليمية وغربية، أعربت عن دعم موقفنا، كالسعودية والإمارات وتركيا».
أما رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، فشدد بدوره، على أن القوات الأميركية «وضعت أهدافاً عسكرية بناء على غايات العملية»، وأنها جاهزة للقيام بها. وأضاف «لم أكلف بتغيير اتجاه الحرب الأهلية السورية، وإنما بإيجاد خيارات لتقليص القدرات العسكرية للرئيس بشار الأسد».
وأتى ديمبسي على ذكر روسيا، قائلاً إن «توجيه ضربة أميركية لسوريا قد يجعل روسيا تزيد مساعداتها العسكرية للأسد»، مشيراً إلى أن «هناك مؤشرات على أن الروس أكدوا لسوريا، إذا دمرت أميركا شيئاً فإنهم سيقومون بإصلاحه».
وفي وقت سابق أمس، قال أوباما إنه واثق بأن الكونغرس سيوافق على تحرك عسكري أميركي في سوريا، وإن الولايات المتحدة لديها خطة أوسع لمساعدة مسلحي المعارضة على «الانتصار» على الجيش السوري.
وأثناء اجتماع مع زعماء في الكونغرس داخل البيت الأبيض، دعا أوباما إلى تصويت برلماني عاجل، مؤكداً أن خطة الولايات المتحدة ستكون محدودة النطاق ولن تكرر حروب أميركا الطويلة كما حصل في العراق وأفغانستان.
وقال إن «ما نتصوره شيء محدود. إنه شيء متناسب، وسيحد من قدرات الأسد»، مضيفاً أنه «في نفس الوقت لدينا استراتيجية أوسع ستسمح لنا برفع قدرات المعارضة».
وتابع أوباما «لم أكن لأذهب إلى الكونغرس لو لم أكن جاداً إزاء المشاورات، وأؤمن بأن إعطاء التصريح على نحو يضمن إنجاز المهمة سيكسبنا قدراً أكبر من الفعالية». وسُئل إن كان واثقاً بأن الكونغرس سيؤيد توجيه ضربة إلى سوريا، فأجاب «نعم».
وفي تكرار لما ردده مسؤولون في الإدارة الأميركية للترويج لفكرة توجيه ضربة، قال أوباما إن «عدم محاسبة الأسد، سيبعث برسالة إلى خصوم واشنطن مفادها أن المعايير الدولية الخاصة بمسائل مثل عدم الانتشار النووي ليس لها معنى».
وأضاف «سنطلب عقد جلسات وإجراء تصويت عاجل. أقدر بشدة أن كل الموجودين هنا بدأوا بالفعل وضع جداول لعقد جلسات، ويعتزمون إجراء تصويت بمجرد عودة الكونغرس بكامل أعضائه إلى الانعقاد الأسبوع المقبل».
وحضر الاجتماع رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري جون بينر، وزعيمة الديموقراطيين في المجلس نانسي بيلوسي، وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، ورؤساء لجان الكونغرس المعنية بالأمن القومي والقوات المسلحة. («السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش أ)
العسكريون يخالفون هولاند ويريدون التركيز على حرب مالي
فرنسا تجري تحليلها: لا سارين في العيّنات السورية
محمد بلوط
فيما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وصول العينات التي حملها خبراء الأمم المتحدة إلى نيويورك لتفحصها، فأي مصير للعينات الكيميائية السورية الأولى من الغوطة التي وصلت إلى فرنسا عبر الاستخبارات الفرنسية والأردنية؟
لا غاز سارين في العينات، والتحليلات المخبرية الفرنسية الأولى سلبية على جميع العينات التي حصلت عليها عبر ناشطين من المعارضة، أو بواسطة الاستخبارات الأردنية، التي قامت بتأمين وصول العينات السورية من الغوطة، عبر الجنوب السوري، فدرعا، فعمان، فباريس.
الاستخبارات الفرنسية كانت قد تابعت عمل فريق الأمم المتحدة في مناطق الغوطة، في المعضمية، ودوما، وعربين، وكفربطنا وحصلت على عينات مشابهة للعينات التي حصل عليها الفريق الأممي الذي يقوده آكي سلستروم، خلال زياراته إلى المنطقة.
الفحوصات المخبرية الأولى، التي أجريت على العينات السورية في فرنسا، لم تعثر على أدلة بوجود مواد كيميائية في العينات التي تم الحصول عليها، ولم تعثر على أي أثر لوجود السارين، بحسب مصدر سوري مقرب من المعارضة و«الائتلاف الوطني السوري» في باريس. «الائتلاف» طلب من الفرنسيين إعادة إجراء التحليلات التي يقول بأنها تعود إلى ضحايا قتلوا بـ«الكيميائي».
وفي المعركة من اجل إثبات وجود عناصر كيميائية، طلبت الاستخبارات الفرنسية من المعارضة السورية إيفاد ضحايا من منطقة المعضمية ودوما لإجراء فحوصات مخبرية وتحليلات طبية، عبر خبراء فرنسيين مباشرة، على الأسر التي كان أفرادها تلقوا جرعات من المواد الكيميائية، التي استخدمت في هجوم فجر 21 آب الماضي في الغوطة الدمشقية. ويقول مصدر مقرب من «الائتلاف» في باريس إن أفراد خمس أسر سورية من المعضمية ودوما سيصلون في وقت قريب جدا إلى باريس، وان المعارضة تقوم بتنظيم عملية خروجهم من سوريا، عبر الحدود التركية بمعونة الاستخبارات التركية، نحو العاصمة الفرنسية.
وكان التحليل الذي قدمته الاستخبارات الفرنسية لرؤساء الكتل البرلمانية، خاليا من أي إشارة إلى عينات خاصة تملكها الأجهزة الفرنسية، يمكن الاستناد إليها لتأكيد استخدام غاز السارين، المعروف بسرعة تبخره واختفائه، بعد وقت قصير من استخدامه.
وفي مجرى محاولة رئيس الحكومة جان مارك ايرولت إقناع رؤساء الكتل البرلمانية الفرنسية بامتلاك فرنسا الأدلة على استخدام الكيميائي في الغوطة الدمشقية، وتجريم النظام، وتشريع الحرب الفرنسية – الأميركية عليه، تعامل التقرير الذي قدم إلى البرلمانيين مع اتهامات سابقة لاستخدام الكيميائي في سوريا، لا سيما في ١٤ نيسان الماضي في جوبر، معتبرا إياها وقائع ناجزة ضد النظام السوري، لا تحتاج إلى دليل إضافي سوى ما قالته صحيفة «لوموند»، والعينات التي تبين عدم صلاحيتها في ما بعد.
وكان مسؤول ديبلوماسي فرنسي رفيع المستوى تحدث، قبل شهرين ونصف الشهر، عن هذه العينات التي حصل عليها صحافيون فرنسيون، من جوبر وسراقب. وقال إن الأمم المتحدة اعتبرتها دونما أي قيمة علمية أو بحثية، بسبب عدم احترامها لقواعد رفع العينات التي يلتزمها محققو وخبراء الأمم المتحدة، والتي تحيل تلك العينات دونما أي قيمة، وهو ما يعرفه الفرنسيون.
وكان الأميركيون أنفسهم قد أشاروا بكثير من الريبة إلى مصداقية العينات الفرنسية آنذاك، قبل أن يعيدها إلى الواجهة سياق الهجوم الديبلوماسي على سوريا وتقرير الاستخبارات الفرنسية، والحاجة الملحة لحشد ما أمكن من البراهين والقرائن، كائنا ما كانت قيمتها العلمية، بغية مساعدة الرئيس فرنسوا هولاند في إشراك فرنسا في الحرب على سوريا.
وتعد النتائج المخبرية الفرنسية مؤشرا قويا على الحاجة للمزيد من الوقت لتفحص العينات، وربما اضطرار الإدارات الأميركية والفرنسية، وكل العاملين على قرع طبول الحرب ضد دمشق، إلى انتظار أن تتوصل الأمم المتحدة إلى تفحص العينات التي حصلت عليها. ويقول الخبراء إنها تحتاج إلى ثلاثة أسابيع على الأقل للتأكد منها. وسيكون لذلك نتائج سياسية مهمة، إذا ما أعيد الاعتبار في النهاية لعمل الخبراء الدوليين، مع تعديل مهمتهم وتحويل البروتوكول من تحديد استخدام الكيميائي، إلى التحقيق والبحث عمن استخدمه في الغوطة. ويعد ذلك مخرجا مشرفا لمن ذهبوا بعيدا في التهديد بالحرب من دون حسبان أكلافها، وردود الفعل عليها، وتهديدها امن إسرائيل، وتدفق النفط الذي تحرص عليه الولايات المتحدة.
وبقناعات متفاوتة بما عرضته الاستخبارات الفرنسية، يذهب البرلمانيون اليوم إلى جلسة نقاش، من دون تصويت، على قرار هولاند الاشتراك في الحرب على سوريا إلى جانب الولايات المتحدة. وكان الاليزيه قد استبق الجلسة بإزاحة خيار التصويت جانبا، ريثما يتضح موقف الكونغرس الأميركي، عندما يعرض عليه أوباما التصويت على قرار الحرب على سوريا. واعترف الرئيس الفرنسي مساء أمس بعزلة فرنسا في أوروبا، وغياب أي تحالف يدعم قرار الحرب. وبديهي أن فرنسا، لن تذهب لقتال سوريا وحدها إذا ما قرر الأميركيون العزوف عن ذلك، ولن يصوت البرلمان الفرنسي إلا بعد التصويت الأميركي.
والأرجح أن الحزب الاشتراكي لن يخذل الرئيس، وسيدافع عن قرار الحرب على سوريا، رغم وجود أصوات قليلة في الحزب تطالب بتصويت فوري على القرار الرئاسي. أما المعارضة اليمينية فتتنازعها حسابات سياسية محلية، لتدفيع الرئيس ثمن أخطائه في السياسة الخارجية. وتنقسم بين تيارات تعتقد أن البديل عن الرئيس بشار الأسد في سوريا هو «القاعدة» و«الجهاديون»، وديغوليين يعتقدون انه لا ينبغي المساس بصلاحيات رئيس الجمهورية الخامسة المطلقة، ولو كان على خطأ. لكن الغالبية منهم تنظر إلى استطلاعات الرأي، وترى بوضوح أن أكثرية ٦٤ في المئة من الفرنسيين، والناخبين، تعارض إشراك بلادهم في الحرب على سوريا، وهو أمر لا يمكن تجاهله، فضلا عن عزلة فرنسا في أوروبا، وتواضع الإمكانيات والدور الفرنسي في أي عملية عسكرية أميركية ضد سوريا.
والخلاف في قرار الحرب على سوريا لا يقتصر على البرلمان والمؤسسة السياسية. فباستثناء الخارجية والاليزيه، من الصعب تحديد محور فرنسي مؤسساتي واضح يجمع على قرار الحرب ضد سوريا. ويقول مصدر فرنسي إن اجتماع مجلس الدفاع الأعلى في الاليزيه، الأسبوع الماضي، شهد مواجهة بين مجموعتين: الخارجية بقيادة لوران فابيوس، والاليزيه مع مستشاري هولاند، في مواجهة وزير الدفاع جان ايف لودريان، وإدارة الاستخبارات الخارجية وهيئة الأركان وقائدها الأميرال ادوار غييو.
وشرح العسكريون انه من الصعب على القوات الفرنسية قيادة الحرب على جبهتين متباعدتين، في سوريا وفي منطقة الساحل الأفريقي، حيث لا تزال القوات الفرنسية تخوض عمليات ضد تنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي». ويقول العسكريون إن الأولوية ينبغي أن تعطى لعملية «سرفال» في مالي، خصوصا ان «القاعدة» يقوم بالاستعداد لهجوم مضاد في منطقة الساحل، وفي جنوب ليبيا، وانه ينبغي عدم التورط في حرب ثانية قبل الانتهاء من العملية الحالية.
وشرح العسكريون أن الحرب على سوريا ليست مجرد «ضربة» تنتهي بمجرد إسقاط الصواريخ على الأهداف المحددة، وان أي عملية عسكرية من هذا النوع، حتى ولو كانت المشاركة الفرنسية ستقتصر على الرصد والمراقبة، تتطلب متابعة ورصدا لاحتمالات رد الفعل في المنطقة على الأهداف الفرنسية والصديقة المحتملة. وقال العسكريون إن ما بعد الحرب على سوريا سيكون اخطر بكثير، وينبغي أن نتوقع تطورها وتوسعها بسرعة، ونتساءل عن قدرتنا الفعلية للمشاركة فيها بعد خروج بريطانيا. وتفرض مرحلة ما بعد الحرب، الإبقاء على حشد كبير من السفن والطائرات وقوات التدخل السريع، لحماية المصالح الفرنسية والصديقة من أي هجوم مضاد، وهي عملية لم يعد بوسع الأسطول الفرنسي في المتوسط، القيام بها.
المقداد: دمشق لن تغير موقفها وان اندلعت حرب عالمية ثالثة
دمشق- (ا ف ب): اكدت دمشق الاربعاء انها لن تغير موقفها تحت وطأة التهديدات بضربة عسكرية غربية محتملة ضدها، وان ادى ذلك الى اندلاع “حرب عالمية ثالثة”، بحسب ما قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لوكالة فرانس برس.
وقال المقداد “لن تغير الحكومة السورية موقفها ولو شنت حرب عالمية ثالثة. لايمكن لاي سوري التنازل عن سيادة واستقلال سوريا”.
مقاتلون اسلاميون يسيطرون على حاجز للقوات النظامية على مدخل بلدة مسيحية شمال دمشق
بيروت- (ا ف ب): سيطر مقاتلون اسلاميون الاربعاء على حاجز للقوات النظامية على مدخل بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية شمال دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني ان “مقاتلين من جبهة النصرة (الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة) وكتيبة اسلامية اخرى سيطروا صباح اليوم على حاجز للقوات النظامية على مدخل بلدة معلولا”، اثر هجوم ادى الى مقتل ثمانية عناصر من القوات النظامية.
واوضح المرصد ان الهجوم بدأ “بتفجير مقاتل من جبهة النصرة يقود عربة صغيرة نفسه على الحاجز، لتندلع بعد ذلك اشتباكات بين المقاتلين وعناصر القوات النظامية”.
واشار المرصد إلى أن الطيران الحربي شن ثلاث غارات جوية على الاقل على الحاجز بعد سيطرة المقاتلين عليه.
واظهر شريط بثه ناشطون على موقع (يوتيوب) الالكتروني مقاتلين يتحدثون عبر اجهزة اتصالات لاسلكية على الحاجز، في حين يسمع المصور يقول “الله اكبر. تحرير حاجز معلولا”. كما يظهر في نهاية الشريط عدد من الجثث لافراد يرتدون ملابس عسكرية.
وقالت احدى سكان البلدة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن “عناصر جبهة النصرة يقصفون البلدة منذ الساعة السادسة صباحا (03:00 فجرا تغ) باستخدام قذائف الهاون والرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية”.
واضافت هذه السيدة التي رفضت كشف اسمها “هذه هي المرة الاولى التي نشهد فيها هجمات مماثلة”.
وتعد معلولا الواقعة على مسافة 55 كلم شمال دمشق، من ابرز البلدات ذات الغالبية المسيحية في سوريا، ويتقن سكانها اللغة الآرامية. وتعرف البلدة بالعديد من الكهوف التي لجأ اليها المسيحيون في القرون الاولى للمسيحية هربا من الاضطهاد.
مندوب سورية في الأمم المتحدة: سئمنا الحروب ولسنا بقوة أمريكا
القاهرة- (د ب أ): قال مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري إن بلاده “سئمت الحروب”، مؤكدا أن ما يتردد عن استخدام النظام السوري لأسلحة كيماوية مزاعم “زائفة لا أساس لها من الصحة.
ودافع الجعفري، خلال مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية الليلة الماضية عن موقف النظام السوري، وقال: “نحن لم نعلن الحرب على الولايات المتحدة أو على أي من جيراننا.. نحن لسنا دعاة حرب بل دولة صغيرة ومسالمة .. ولا ندعي بأننا على قدر من القوة تكفي لمواجهة الجيش الأمريكي.
وتابع الدبلوماسي السوري: “نحن جميعا ضحايا لأي تصعيد للوضع السوري”، مضيفا أن “المزاعم الأمريكية والأوروبية ضد نظام الأسد لا يمكن أن تؤخذ على محمل الجد وليست ذات مصداقية.
وحذر الجعفري الحكومة الأمريكية من تكرار أخطائها بمهاجمة بلاده، وقال إن مزاعم الدول الغربية بشأن استخدام الكيماوي تستند إلى معلومات استخباراتية هشة يقتصر الاهتمام فيها على البحث في ما إذا تم استخدام ذلك السلاح ولا يصل إلى التحقيق في هوية الجهة التي استخدمته.
وتابع: “كل ما يمكننا قوله نعم لدينا أزمة داخلية.. نعم وقع ظلم وأخطاء في الماضي .. ونحن بحاجة لتصحيح ذلك”.
أردوغان: تركيا مستعدة للانضمام لأي تحالف ضد سوريا
انقرة- (رويترز): أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجددا الأربعاء أن تركيا ستشارك في أي تحالف دولي ضد سوريا لكنه لم يذكر ما إذا كان هذا يشمل العمل العسكري.
وقال اردوغان قبيل مغادرته للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ “قلنا إننا مستعدون للمشاركة في أي نوع من التحالفات ونرى هذا تحالف متطوعين”. ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
بوتين: روسيا قد توافق على ضربة عسكرية في سوريا إذا ثبت استخدام الأسد للكيماوي
موسكو- (رويترز): قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان روسيا قد توافق على عملية عسكرية في سوريا إذا ثبت أنها نفذت هجمات باسلحة كيماوية لكنه أكد على أن العملية ستكون غير قانونية دون موافقة الأمم المتحدة.
وفي مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس والقناة الأولى بالتلفزيون الروسي نشرت على موقع الكرملين على شبكة الإنترنت اليوم الأربعاء قبل يوم من اجتماع زعماء مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبرج الروسية قال بوتين انه يتوقع ان يعقد اجتماعا مع الرئيس الامريكي باراك أوباما على هامش القمة لان هناك الكثير يجب مناقشته.
وتدنت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا الى أدنى مستوياتها منذ انتهاء الحرب الباردة بسبب قضايا عديدة منها سوريا حيث كانت موسكو من أشد داعمي الرئيس السوري بشار الاسد.
ويبدو القصد من تصريحات الرئيس الروسي هو إظهار استعداده لاتخاد موقف بناء في العلاقات الامريكية الروسية رغم قرار أوباما الانسحاب من قمة ثنائية تجمعه ببوتين بعد ان منحت روسيا حق لجوء مؤقت للمتعاقد السابق مع وكالة الامن القومي الامريكية ادوارد سنودن الذي تريد واشنطن محاكمته بتهمة تسريب معلومات عن برامج تجسس.
ويجيء أوباما الى قمة زعماء مجموعة العشرين التي تستمر يومين في سان بطرسبرج بعد حصوله على تأييد أعضاء كبار في الكونجرس الامريكي لدعوته للقيام بضربات أمريكية محدودة في سوريا.
وعندما سئل بوتين عما اذا كانت روسيا ستوافق على العمل العسكري اذا ثبت ان دمشق شنت الهجوم الكيماوي أجاب “لا استبعد ذلك”.
لكنه أوضح ان روسيا غير مستعدة بعد لقبول التأكيدات الامريكية والاوروبية بأن قوات الاسد هي التى نفذت الهجوم الكيماوي الذي وقع يوم 21 اغسطس آب وتقول واشنطن انه قتل 1400 شخص.
وقال بوتين “ليس لدينا بيانات تفيد بأن هذه المواد الكيماوية -ولم يتضح بعد اذا كانت أسلحة كيماوية ام مجرد مواد كيماوية ضارة- استخدمت تحديدا من جانب جيش الحكومة النظامي”.
وأضاف بوتين ان اي هجوم على سوريا لن يكون قانونيا دون موافقة مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وتتمتع موسكو في المجلس بحق النقض (الفيتو) واستخدمته مرارا لحماية الاسد.
وقال “وفقا للقانون الدولي فإن مجلس الامن التابع للامم المتحدة هو وحده من يمكنه اجازة استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة. وأي اساليب أو وسائل اخرى لتبرير استخدام القوة ضد دولة مستقلة ذات سيادة غير مقبولة” بل تصل الى حد العدوان.
وأعلنت الولايات المتحدة وفرنسا استعدادهما لتوجيه ضربات لسوريا دون صدور قرار من مجلس الامن لقناعتهما بان موسكو ستستخدم الفيتو ضد اي تفويض باستخدام القوة.
وقال مسؤول غربي كبير ان هناك مؤشرات على ان مسؤولين روسا يعتقدون ان الاسد مسؤول عن الهجوم الكيماوي وقد حد ذلك من تأييد روسيا له الا انه من غير المرجح ان تعلن موسكو ذلك صراحة.
وأضاف المسؤول ان الدول الغربية تأمل ان تصبح موسكو بعد انتهاء الضربات العسكرية -التي ستنفذ على الارجح رغم معارضة روسيا العلنية- أكثر تعاونا في سعيها للتوصل الى حل سياسي.
ويحضر وزراء خارجية دول مجموعة العشرين القمة وسيجتمعون لمناقشة الملف السوري.
وبلهجة تنم عن الثقة وعدم التوتر قال بوتين ان العبء يقع على الدول الاخرى في اقناع موسكو بأن الاسد استخدم اسلحة كيماوية. وكانت روسيا قد قالت من قبل انها تشتبه في ان مقاتلي المعارضة السورية هم من نفذوا الهجوم لدفع الولايات المتحدة للتدخل عسكريا. وقال بوتين ان هناك “رأيا” يقول ان جماعات “مرتبطة بتنظيم القاعدة” هي المسؤولة.
وصرح الرئيس الروسي بأن موسكو أرسلت بالفعل لسوريا بعض مكونات النظام الصاروخي إس-300 لكنها ممتنعة عن تسليم الاجزاء الاخيرة وهدد بأن يفعل ذلك اذا انتهكت “الاعراف الدولية القائمة”.
وتشعر حكومات غربية بالقلق من النظام الصاروخي إس-300 سطح / جو الذي يمكن ان يستخدم ضد طائراتها.
وقال بوتين “سلمنا مكونات منفصلة لكن التسليم الكامل لم ينته. علقناه في الوقت الراهن. لكن اذا رأينا خطوات تشكل انتهاكا للاعراف الدولية القائمة فسنفكر كيف نتحرك قدما بما في ذلك الإقدام على تسليم مثل هذه الاسلحة الحساسة”.
مسودة تفويض جديدة في الكونغرس تحدد السقف الزمني لضربة سوريا بـ90 يوما
واشنطن- (ا ف ب): اعدت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي الاربعاء مسودة جديدة للتفويض الذي طلبه الرئيس باراك اوباما لتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري، تتضمن خصوصا تحديد الاطار الزمني لهذه الضربة بـ60 يوما قابلة للتمديد 30 يوما اخرى.
والمسودة الجديدة التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها ستحل محل مشروع القانون الذي احاله الرئيس الى الكونغرس السبت لمنحه تفويضا بشن عمل عسكري في سوريا، وهو مشروع اعتبر عدد من البرلمانيين صياغته فضفاضة وضبابية.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية السناتور الديموقراطي روبرت مندينيز في بيان ان “لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ صاغت تفويضا باستخدام القوة العسكرية يعكس رغبة ومخاوف الديموقراطيين والجمهوريين”.
وتنص مسودة التفويض الذي توافق عليه اعضاء الحزبين في اللجة على انه “لا يسمح باستخدام القوات المسلحة الاميركية على الارض في سوريا بهدف تنفيذ اعمال قتالية”، كما تنص على ان التدخل العسكري في سوريا يجب ان يكون “محدودا”.
وترمي الصيغة الجديدة هذه الى كسب تأييد اعضاء الكونغرس الذين ما زالوا مترددين في دعم هذه الضربة التي يعتزم اوباما توجيهها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد عقابا لها على استخدامه الاسلحة الكيميائية في قصف غوطة دمشق الشهر الفائت بحسب ما تؤكد واشنطن.
ومن المحتمل ان تصوت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ على مسودة التفويض اعتبارا من الاربعاء، مما سيتيح للمجلس باسره ان يبدأ بمناقشتها حالما يعود اعضاؤه من العطلة، اي الاثنين المقبل.
وكان اوباما تلقى الثلاثاء قبيل اجتماع اللجنة دعما اساسيا من العديد من خصومه الجمهوريين في الكونغرس للعملية العسكرية التي ينوي شنها على نظام الاسد. وبينما كانت الشكوك سيدة الموقف قبل ايام في نتيجة اي تصويت داخل الكونغرس حول هذه العملية العسكرية، تلقى اوباما دعما اساسيا من الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون باينر الذي ايد القيام بضربات عسكرية على سوريا.
واعرب اوباما الثلاثاء قبيل سفره الى السويد عن ثقته بنتيجة التصويت وشدد على ان اي تدخل في سوريا سيكون “محدودا ومتناسبا” و”لن يتضمن اي نشر لقوات على الارض” مشددا على ان ما سيحصل لن يكون على غرار ما حصل قبلا في العراق وافغانستان.
وقال أوباما ان استخدام السلاح الكيميائي في سوريا “يمثل خطرا جديا على الامن القومي للولايات المتحدة ولبلدان اخرى في المنطقة. وبناء عليه، ينبغي محاسبة (الرئيس السوري بشار) الاسد”.
لكنه كرر أن أي عملية ستكون “محدودة” و”متناسبة” من دون نشر قوات على الارض.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعا الثلاثاء اوروبا الى اتخاذ موقف موحد من الملف السوري، معربا عن ثقته بانها “ستفعل ذلك”، فيما تبدو فرنسا اليوم الوحيدة في اوروبا المتحمسة للمشاركة في ضربة عسكرية ضد سوريا.
وقال هولاند “عندما تحصل مجزرة بالكيميائي، وعندما يعلم العالم بالامر وعندما تقدم الادلة والجهة المسؤولة عنه معروفة، عندها يجب ان يكون هناك رد. هذا الرد متوقع من الاسرة الدولية”.
اختبار صاروخي اسرائيلي ‘سري’ اثار القلق بشأن سورية
فرنسا لن تتدخل بمفردها اذا رفض الكونغرس التحرك
واشنطن ـ بيروت ـ لندن ‘القدس العربي’: اجرت اسرائيل اختبارا لنظام صاروخي بدعم امريكي في البحر المتوسط امس الثلاثاء في عملية لم يعلن عنها مسبقا، وادى كشف روسيا عنها الى توتر في عواصم العالم، في حين تبحث واشنطن شن هجوم على سورية.
وفي واشنطن اعلن مسؤولون جمهوريون كبار في الكونغرس الامريكي الثلاثاء دعمهم السياسي الحاسم للرئيس باراك اوباما عبر تأييدهم توجيه ضربة عسكرية الى سورية، ما يسهل امام الرئيس الحصول على ضوء اخضر برلماني في هذا الصدد،
فيما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس الثلاثاء ان بلاده لن تتدخل وحدها في سورية اذا رفض الكونغرس الامريكي التحرك العسكري.
وقال هولاند بعد اجتماع مع الرئيس الالماني يواكيم جوك ‘اذا لم يكن قرار الكونغرس ايجابيا فلن تتحرك فرنسا بمفردها لكنها ستضطلع بمسؤولياتها’.
ومن المقرر ان يصوت الكونغرس الامريكي على عمل عسكري ويتصاعد الضغط بدوره على هولاند لاجراء تصويت بناء على طلب النواب الفرنسيين.
ومن المقرر ان تجتمع الجمعية الوطنية الفرنسية اليوم الاربعاء لمناقشة الازمة الحالية في سورية بعد هجوم بغاز كيمياوي في 21 آب (اغسطس) تقول فرنسا والولايات المتحدة ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد مسؤولة عنه.
وفي موسكو كانت وسائل اعلام روسية اول من كشف عن الاطلاق الصاروخي في الصباح اذ نقلت عن مسؤولي دفاع روسيين قولهم ان ‘جسمين’ يعملان بدفع ذاتي اطلقا باتجاه الشرق من وسط البحر اي في اتجاه سورية تقريبا.
واثارت الانباء قلق اسواق المال الى ان قالت وزارة الدفاع الاسرائيلية انها اجرت مع فريق من وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) تجربة اطلاق لصاروخ سبارو. ويستخدم الصاروخ سبارو لمحاكاة أنواع الصواريخ الطويلة المدى التي تملكها سورية وايران في التدريبات على اصابة الاهداف الخاصة بالدرع الصاروخية الاسرائيلية ارو التي تدعمها الولايات المتحدة.
ووفقا لبيان وزارة الدفاع الإسرائيلية، تم إطلاق الصاروخ من قاعدة عسكرية في وسط إسرائيل باتجاه البحر المتوسط.’
وسمحت وزارة الدفاع بالنشر عن التجربة الصاروخية، ظهر امس فقط، بعدما كشفت روسيا في الصباح عن إطلاق ‘أجسام بالستية’ في شرق البحر المتوسط، فيما كان الناطق العسكري اعلن صباحا أن ‘الأنباء التي تتردد في وسائل الإعلام الأجنبية ليست معروفة لنا’.
وظهر امس قال بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية إن التجربة على صاروخ ‘أنكور’ تمت بمشاركة الوكالة الأمريكية للدفاع من الصواريخ.
وفي واشنطن وخلال اجتماعه في البيت الابيض مع كبار المسؤولين البرلمانيين الامريكيين وبينهم خصومه الجمهوريون الذين يهيمنون على مجلس النواب، اعرب اوباما عن ثقته بفرص تمرير قراره باللجوء الى القوة العسكرية في سورية ردا على استخدام سلاح كيميائي.
واثر الاجتماع، اعلن رئيس مجلس النواب الامريكي الجمهوري جون بونر دعمه لقرار اوباما، ومثله نائبه اريك كانتور.
وقال بونر، الخصم السياسي الكبير للرئيس، ‘سأدعم نداء الرئيس لصالح القيام بتحرك’ ردا على استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق.
بدورها، ايدت زعيمة الاقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي توجيه ضربة عسكرية.
الى ذلك حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء من اخطار القيام بـ’عمل تأديبي’ عسكري في سورية ردا على استخدام اسلحة كيميائية.
وقال بان للصحافيين ‘علينا ان ناخذ في الاعتبار تأثير (اي) عمل تأديبي على الجهود لمنع مزيد من اهراق الدماء ولتسهيل تسوية سياسية للنزاع′.
واعتبر ايضا ان اي عمل عسكري ينبغي ان يمر بمجلس الامن الدولي، مشددا على وجوب ان ‘يتجاوز (المجلس) التعطيل’ الحالي جراء الخلاف بين الغربيين والروس.
وقال بان ‘اطلب من اعضاء (المجلس) ان يجتمعوا ويحددوا ردا مناسبا في حال تبين ان الاتهامات (في شان الاسلحة الكيميائية) صحيحة. ان هذه المشكلة تتجاوز النزاع في سورية: الموضوع يتصل بمسؤوليتنا المشتركة حيال الانسانية’.
مسؤول في حزب الله: أخطأ الأسد باستخدام الكيميائي!
لوانا خوري – ايلاف
تنصتت المخابرات الألمانية على اتصال بين مسؤول في حزب الله ومسؤول في السفادرة الإيرانية في برلين، فسمعت اللبناني يقول للإيراني: أخطأ الأسد بالكيميائي. وذلك بعدما اتهم هاشمي رفسنجاني الأسد صراحة بقتل شعبه بالسلاح الكيميائي.
بيروت: من يقرأ الصحف الأوروبية هذه الأيام، يجدها تتهافت وراء أي دليل على استخدام النظام السوري سلاحه الكيميائي في ريف دمشق. فبعد “لو جورنال دو ديمانش” الفرنسية، و”غارديان” البريطانية، تدخل “شبيغل” الألمانية هذا السباق المحموم، من خلال تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، قالت فيه إن الاستخبارات الخارجية الألمانية عرضت على القياديين الأمنيين في ألمانيا دليلًا على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق.
وأفاد الخبر بأن رئيس الاستخبارات الألمانية الخارجية شيندلر قدم خلال ندوة سرية، عقدها مع بعض القياديين الأمنيين، دليلًا على استخدام نظام الأسد السلاح الكيميائي، إذ تنصتت الاستخبارات على أحد المسؤولين رفيعي المستوى في حزب الله خلال حديث هاتفي أجراه مع أحد المسؤولين في السفارة الإيرانية في برلين.
فالمسؤول في حزب الله استعمل عبارة تؤكد أن الرئيس السوري بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية بغوطة دمشق في 21 آب (أغسطس) الماضي، إذ قال إن الأسد أصبح عصبيًا للغاية، وإنه ارتكب خطأ كبيرًا باستخدامه الغازات السامة. كما أوضح الخبر أن التسجيل بين المسؤولين الإيراني واللبناني قد يمثل دليلًا إضافيًا للمجتمع الدولي على أن الأسد استخدم الكيميائي.
ترجمة حرفية
والمضحك في المسألة أن بعضًا من أهم الأدلة، التي يمكن أن تثبت تهمة استخدام السلاح الكيميائي على الأسد، يأتي من أبرز حلفائه، أي من إيران وابنها المدلل حزب الله. فقبل يومين، نشر موقع “بلاغ” الإيراني تسجيلًا صوتيًا لهاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، يحمّل فيه النظام السوري مسؤولية استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه. لكن مرضية أفخم، المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، سارعت إلى نفي الخبر، متحدثةً عن تحريف طال أقوال رفسنجاني.
إلا أن الترجمة الحرفية للملف الصوتي المنشور على موقع بلاغ تؤكد الخبر، إذ تأتي حرفياً: “سمعتم الأنباء عن أن أميركا والغرب عمومًا وعددًا من الدول العربية أعلنوا الحرب على سوريا، وفي كل لحظة ننتظر سماع دوي الصواريخ والقنابل، الله يرحم الشعب السوري، الذي عانى خلال العامين الماضيين الكثير من الأضرار، وقدم ما يزيد عن 100 ألف قتيل وثمانية ملايين من المشردين في الداخل والخارج، والسجون ممتلئة بالناس، وباتت لا تكفي فتم تحويل بعض الملاعب إلى سجون”.
وتابع قائلًا: “الشعب السوري يتعرض لظروف قاسية، يتعرض من جهة للقصف الكيميائي بواسطة حكومته، وينتظر اليوم من جهة أخرى القنابل الأميركية”.
ضجة في إيران
يذكر أنّ كلام رفسنجاني أثار ضجة كبيرة في إيران، إذ شنت وسائل إعلام متشددة موالية للمرشد الأعلى علي خامنئي حملة استنكار واسعة ضد اتهام رفسنجاني لنظام بشار الأسد، واتهمت كلامه بأنه يصب في صالح وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية والبريطانية، ويخالف خط الإمام الخميني. فامتنع موقعه الرسمي عن نشر كلمته، بينما نشرتها مواقع أخرى مجتزأة، من دون الفقرة التي أشار فيها إلى استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.
لكن مواقع إيرانية أخرى أكدت أن رفسنجاني حمّل النظام السوري مسؤولية القصف الكيميائي في الغوطة الشرقية، الذي راح ضحيته ما يزيد عن 1400 مدني سوري، قام موقع محلي في إقليم مازندران بنشر التسجيل الصوتي لرفسنجاني.
ورأت فاينانشال تايمز البريطانية في تصريح رفسنجاني، تبدلًا في الموقف الإيراني تجاه الحرب الأهلية السورية، بينما عدّها المحللون إنذارًا للحكومة الإيرانية بمراجعة موقفها الداعم للأسد، لأن موقف رفسنجاني يعبر عن موقف الملايين من الإيرانيين يفتقرون إلى الجرأة للتعبير.
أوباما يكسب نقاطاً في الكونغرس عبر التهديد الإيراني
أ. ف. ب.
سجلت الحكومة الاميركية الثلاثاء نقاطًا في حملتها الهادفة لاقناع الكونغرس بالتدخل العسكري في سوريا عبر التلويح بالتهديد الايراني.
واشنطن: عبّر الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل مغادرته مساء الثلاثاء الى السويد عن ثقته في أن البرلمانيين الاميركيين سيصوتون اعتبارًا من الاسبوع المقبل على الارجح على مشروع قرار يجيز توجيه ضربة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ردًا على استخدام اسلحة كيميائية.
وشدد اوباما على أن أي تدخل في سوريا سيكون “محدودًا ومتناسبًا”، و”لن يتضمن أي نشر لقوات على الارض”، مشددًا على أن ما سيحصل لن يكون على غرار ما حصل سابقاً في العراق وافغانستان.
وقال اوباما إن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا “يمثل خطرًا جديًا على الامن القومي للولايات المتحدة ولبلدان أخرى في المنطقة. وبناء عليه، ينبغي محاسبة (الرئيس السوري بشار) الاسد”.
وبهدف اقناع المترددين في الكونغرس تمت صياغة مشروع قرار جديد في مجلس الشيوخ الاميركي يحصر مدة التدخل في سوريا بـ60 يومًا مع احتمال تمديدها لتصل الى 90 يومًا، ويمنع الرئيس من نشر جنود اميركيين بهدف “القيام بأعمال قتالية” في سوريا.
وتنص مسودة التفويض التي توافق عليها اعضاء الحزبين في اللجنة على أنه “لا يسمح باستخدام القوات المسلحة الاميركية على الارض في سوريا بهدف تنفيذ اعمال قتالية”، كما تنص على أن التدخل العسكري في سوريا يجب أن يكون “محدودًا”.
وستصوت لجنة في مجلس الشيوخ الاميركي على هذا النص الجديد عند الساعة 15,30 ت.غ. الاربعاء.
لكن النتيجة غير مضمونة!
لكن نتيجة تصويت مجلسي الكونغرس الاسبوع المقبل تبقى غير أكيدة، رغم أن اوباما نال الثلاثاء دعمًا اساسيًا من ابرز منافس سياسي له رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر.
من جهته، قال وزير الخارجية جون كيري امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ “ليس الآن وقت الانعزال في مقعد ولا وقت اتخاذ موقف المتفرج على مجزرة” محذرًا من أن عدم التحرك ينطوي على مخاطر اكثر من التدخل.
كما وجه كيري رسالة الى ايران الداعمة الاساسية لنظام دمشق في كلمته الموجهة الى اعضاء الكونغرس لاقناعهم بصوابية الضربة العسكرية في سوريا.
وقال: “ايران تأمل بأن تحولوا النظر عمّا يحدث. إن عدم تحركنا سيعطيها بالتأكيد امكان أن تخطىء في نوايانا في احسن الاحوال، أو حتى أن تختبر هذه النوايا”، مشيرًا ايضًا الى حزب الله وكوريا الشمالية.
وشرح وزير الدفاع تشاك هيغل اهداف العملية العسكرية التي ستكون “خفض قدرات” النظام السوري على القيام بهجمات كيميائية أخرى و”ردعه” عن استخدام ترسانته هذه مرة ثانية.
وقال “نعتقد أن بامكاننا تحقيق هذه الاهداف بعمل عسكري محدود بالزمن والمدى”، مشددا على أن المقصود “ليس حل النزاع في سوريا بالقوة العسكرية المباشرة”.
لكن الرأي العام الاميركي وكذلك بعض النواب ما زالوا غير مقتنعين بضرورة التدخل العسكري.
غالبية الشعب تعارض
واظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة اي بي سي نيوز وصحيفة واشنطن بوست ونشر الثلاثاء أن 59% من الاميركيين يعارضون شن ضربات بصواريخ كروز في سوريا فيما أبدى 48% معارضتهم لهذا الامر في استطلاع آخر أجراه معهد بيو.
واعادت البحرية الاميركية توزيع قطعها تحسبًا لضربات عسكرية محتملة ضد سوريا، فخفضت الى اربع عدد المدمرات في شرق المتوسط وارسلت مجموعة جوية بحرية الى البحر الاحمر، بحسب ما اعلنت الثلاثاء مسؤولة في البنتاغون.
وقالت المسؤولة التي طلبت عدم كشف اسمها إن المدمرة يو اس اس ماهان غادرت شرق المتوسط، و”هي في طريقها الى ميناء نورفولك”، حيث ترابط على الساحل الشرقي الاميركي الذي ابحرت منه في نهاية كانون الاول/ديسمبر 2012.
وتبقى في المنطقة اربع مدمرات هي يو اس اس ستاوت وغرايفلي ورمادج وباري القادرة على اطلاق صواريخ توماهوك العابرة على اهداف في سوريا بأمر من الرئيس الاميركي.
ويعقد الرئيس الاميركي لقاءين على انفراد مع نظيريه الفرنسي فرنسوا هولاند والصيني شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين في نهاية الاسبوع في سان بطرسبرغ، بروسيا، على ما افاد مسؤول في البيت الابيض الاربعاء.
غير أن المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه اشار الى أنه من غير المقرر عقد أي لقاء ثنائي بين اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرجحًا أن تجري محادثات غير رسمية بينهما.
حشد دولي
يصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء الى السويد المحطة الاولى من زيارة تستغرق ثلاثة ايام لأوروبا سيسعى خلالها لضم المزيد من الشركاء الى سياسته حيال سوريا.
وسيقضى اوباما 24 ساعة في السويد و36 ساعة في روسيا التي تستضيف قمة مجموعة العشرين الخميس والجمعة في سان بطرسبرغ.
ومن المتوقع أن تهيمن سوريا على المحادثات التي ستجري على هامش هذا المنتدى الدولي على ضوء القرار الذي اعلنه اوباما السبت بتوجيه ضربات الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد لمعاقبته على هجوم كيميائي اتهم بتنفيذه في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق.
وافاد مسؤولون في البيت الابيض طلبوا عدم كشف اسمهم أن اوباما سيغتنم فرصة رحلته الى اوروبا لشرح موقفه.
وقبل اعلان اوباما قراره السبت، ابدت فرنسا وحدها استعدادها للانضمام الى الولايات المتحدة في توجيه ضربة الى سوريا، بعدما ارغم مجلس العموم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على التخلي عن موقفه المؤيد للتحرك العسكري.
لقاء مع هولاد وشي جينبينغ
ويعقد اوباما لقاءين على انفراد مع نظيريه الفرنسي فرنسوا هولاند والصيني شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين، على ما افاد مسؤول في البيت الابيض الاربعاء.
ومن بين اعضاء مجموعة العشرين يرفض البعض أي عمل عسكري مثل روسيا التي تقدم دعمًا ثابتًا ومطلقًا لدمشق، وكذلك ايطاليا.
ومن غير المقرر عقد اي لقاء ثنائي بين اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يتعارض مع الاعراف الدبلوماسية غير أنه يأتي على خلفية فتور العلاقات بين الدولتين الكبريين ولا سيما بشأن الملف السوري، غير ان المسؤول توقع أن تجري “محادثات بين الرئيسين على هامش اجتماعات مجموعة العشرين”.
وطالب بوتين الاربعاء الغرب بتقديم ادلة “مقنعة” على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا ووقوف القوات النظامية خلف ذلك، مؤكدًا أنه في هذه الحالة فإن روسيا “ستكون جاهزة للتحرك باكبر قدر ممكن من الحزم والجدية”.
كما أن دولاً أخرى لا تؤيد التحرك العسكري الا في حال الحصول على موافقة الامم المتحدة، وهو ما يعتبر مستحيلاً في ظل الفيتو الروسي.
اما دول أخرى مثل السعودية وتركيا اللتين تعتبران من كبار حلفاء واشنطن في الشرق الاوسط، فترى أن التحرك العسكري المزمع محدود جدًا وهي تدعو الى اطاحة النظام السوري.
وستهيمن المسألة السورية ايضًا على زيارة اوباما الى ستوكهولم حيث يتوقع أن تحط الطائرة الرئاسية في الساعة 10,10 تغ (8,10 تغ).
وستكون هذه اول زيارة ثنائية لرئيس اميركي الى السويد، بعدما زار جورج بوش سلف اوباما هذا البلد في اطار قمة في 2001.
جدول أوباما في قمة العشرين
وتقررت المحطة السويدية من جولة اوباما الاوروبية بشكل متأخر، بعدما الغت واشنطن في مطلع اب/اغسطس قمة روسية اميركية كان من المقرر عقدها في موسكو قبل قمة مجموعة العشرين، وذلك في ظل تدهور العلاقات بين العدوين السابقين ابان حقبة الحرب الباردة.
وسينضم رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلد الذي أيّد حلاً بالتفاوض للازمة السورية في اطار الامم المتحدة، الى اوباما في مؤتمر صحافي مشترك في الساعة 14,30 (12,30 تغ) في ختام اجتماع ثنائي.
وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلد: “من الواضح أن سوريا ستكون من المسائل التي سيجري بحثها”، لكنه لفت الى أن ستوكهولم تأمل ايضًا في مناقشة المفاوضات حول التبادل الحر بين الولايات المتحدة واوروبا.
وبعد المؤتمر الصحافي المشترك، سيقوم اوباما بتكريم ذكرى راوول والنبرغ الدبلوماسي السويدي الذي انقذ عشرات آلاف اليهود المجريين عام 1944 و1945، وذلك بمناسبة زيارة الى كنيس ستوكهولم.
ويزور بعدها المعهد الملكي للتكنولوجيا حيث سيناقش “الابتكارات السويدية في مجال الطاقة الخضراء والبيئة”.
وفي المساء يتناول اوباما العشاء مع الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو ورؤساء وزراء النروج ينس ستولتنبرغ والدنمارك هيلي ثورنينغ شميت وايسلندا سيغموندور ديفيد غونلاوغسون، بدعوة من رئيس الوزراء السويدي.
وفي صباح الخميس يلتقي اوباما الزوجين الملكيين قبل أن يغادر الى سان بطرسبرغ.
الرئيس الاميركي باراك اوباما يصل الى ستوكهولم
وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء الى ستوكهولم المحطة الاولى في جولة تستغرق ثلاثة ايام في اوروبا سيحاول خلالها الحصول على المزيد من التأييد لسياسته المتعلقة بسوريا.(التفاصيل)
رئيس مجلس الشعب السوري يناشد البرلمانيين الفرنسيين رفض الهجوم على بلاده
ناشد رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام البرلمانيين الفرنسيين برفض أي “عمل اجرامي متهور” بحق سوريا، في اشارة الى ضربة عسكرية غربية محتملة ضد بلاده ردًا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق
دول الجوار تستعد لموجة لجوء سورية عارمة إذا ضربت أميركا
أ. ف. ب.
يفر الكثير من السوريين من بلادهم خوفًا من العمليات العسكرية التي تنوي الولايات المتحدة تنفيذها، كعقاب للأسد على استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.
بغداد: تستعد دول جوار سوريا لمواجهة تدفق كبير للاجئين السوريين الفارين من بلادهم خوفًا من العمليات العسكرية التي تعتزم الولايات المتحدة القيام بها، ما قد يضاعف من “الكارثة الانسانية” القائمة اصلاً، حسب تعبير الامم المتحدة.
وقد ازدادت اعداد السوريين الذين يطلبون الامان خارج بلادهم بنسبة عشرة اضعاف مقارنة مع العام الماضي.
فبعد حوالي ثلاثين شهرًا من الحرب الدامية، جاءت التهديدات الغربية بشن ضربة عسكرية على اهداف للجيش السوري لتفاقم المأساة ولتقنع اعدادًا اضافية من السوريين بالمغادرة.
وقال موريل تشوب نائب مدير الاستجابة الطارئة في لجنة الانقاذ الدولية: “اذا كانت هناك ضربات جوية أو هجوم كيميائي فإن ردة الفعل الاولى للناس هي الفرار”.
واضاف: “هناك الكثير من الحكومات التي كانت سخية حتى الآن، وينظرون الى الازمة على أنها وقتية وليست مستدامة، وكانوا مستعدين لأزمة لستة أشهر أو سنة، لكنهم غير مستعدين لأزمة تمتد لثلاث سنوات، أو يفرغ البلد بصورة كاملة”.
وكانت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين اعلنت أن عدد اللاجئين السوريين تخطى المليونين، مرتفعًا من ، 230 الفًا و671 شخصًا، العام الماضي، معربة عن أسفها لأن اللاجئين ومعظمهم من النساء والاطفال يعبرون الحدود في كثير من الاحيان وليس معهم سوى قليل من الملابس يحملونها على ظهورهم.
وقال انطونيو غيتيريس المفوض الاعلى للامم المتحدة للاجئين إن “سوريا اصبحت المأساة الكبرى في عصرنا هذا، كارثة انسانية صادمة مع ما يواكبها من معاناة وعمليات تهجير لم يشهدها التاريخ الحديث”.
وتتهيّأ الآن الحكومات الاجنبية بصورة متصاعدة لاستقبال اعداد كبيرة محتملة من اللاجئين السوريين الذين يبحثون عن مناطق امنة خارج بلادهم.
وقال ديندار زيباري، مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان العراق، لفرانس برس: “اذا استمر تدهور الوضع الامني في سوريا سيتواصل النزوح خصوصًا اذا تم استهداف سوريا” مؤكدًا أن “ابواب الاقليم مفتوحة امام النازحين”.
لكنه اقر أن “العدد الكبير من النازحين خلق مشكلة امام ميزانية الاقليم المحدودة”.
من جهته، بحث الاردن امكانية اقامة مخيم جديد للاجئين السوريين ورفع الطاقة الاستيعابية لمخيم الزعتري تحسباً لأي طارىء في الازمة السورية، حسب ما افاد مصدر رسمي اردني.
ويسعى الاردن لرفع القدرة الاستيعابية لمخيم الزعتري الذي يستقبل حاليًا 130 الف لاجىء الى 150 الفاً، وذلك بهدف استيعاب اعداد كبيرة من اللاجئين المتوقع دخولهم الى المملكة جراء أي تداعيات أو تصعيد في الازمة السورية.
الى ذلك، اعلنت تركيا أنها مستعدة لتدفق اللاجئين حسب ما افاد مصطفى ادودو المتحدث باسم مديرية ادارة الكوارث والطوارىء في البلاد.
واوضح: “لدينا الامكانية لبناء مخيمات”، مؤكداً أن “سياسة فتح الباب امام اللاجئين السوريين مستمرة في حالة حدوث نزوح كبير اثر التدخل المحتمل”.
وبحسب الخبرة السابقة للمنظمة في المنطقة ، فإن تأثر اللاجئين من الضربة قد يكون محدودًا، وفقًا للمتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة بيتر كيسلر.
واوضح كيسلر في استعادة لما حصل في العراق خلال قصف القوات الحليفة لهذا البلد: “في ذلك الوقت كانت الامم المتحدة قد استعدت لفرار اعداد كبيرة من العراق، وقد اعدت اللوازم والتجهيزات مسبقًا في جميع انحاء المنطقة”.
واضاف: “لكن تدفق اللاجئين لم يحدث ابدًا في اعقاب الضربات الجوية في جميع انحاء بغداد واماكن أخرى في العراق”.
وتابع: “بدأت اعداد كبيرة من اللاجئين العراقيين بالفرار بعد ستة اشهر، وذلك بسبب المشاكل الامنية التي نشأت لاحقًا، ولكن عدد الاشخاص الذين فروا بعد الغزو مباشرة كان عدة آلاف قليلة”.
والمح كيسلر أن الامم المتحدة احتفظت بالمخزونات الرئيسية من امدادات الطوارىء للاجئين وغيرها من الازمات في جميع انحاء الشرق الاوسط مع مخزون عالمي في دبي.
وقال كيسلر: “ليست لدي كرة بلورية ولا احد يملكها علينا الانتظار لنرى ما سيحدث”.
واعلنت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين الثلاثاء أن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من العنف في بلادهم تجاوز المليونين، فيما يسعى المسؤولون الاميركيون الى الحصول على تأييد الكونغرس لشن ضربة عسكرية ضد دمشق.
وصفت كريستالينا غورجيفا مفوضة الاغاثة في الاتحاد الاوروبي الاحصاءات القاتمة بشأن اعداد اللاجئين بأنها “تطور مريع”.
وقال المفوض الاعلى للامم المتحدة للاجئين انطونيو غيتيريس إن تدفق اللاجئين وصل الى مستويات “مأساوية”، وقال إن “اكثر من نصف هؤلاء اللاجئين هم من الاطفال”.
وجاء في بيان اصدرته المفوضية في جنيف أن “سوريا تنزف نساء واطفالاً ورجالاً يعبرون الحدود في اغلب الاحيان دون أي شيء سوى الملابس التي يرتدونها”.
وقبل عام بالضبط، كان عدد اللاجئين في البلدان المجاورة لسوريا، 230 الفاً و671 شخصًا، وقد وصل الى 1,8 مليون لاجىء جديد في الاشهر الاثني عشر الماضية، كما تقول المفوضية العليا للاجئين. من جهة أخرى، تهجر 4,25 ملايين سوري في بلادهم، كما تقول الامم المتحدة.
وتحدث مراسلون وشهود عيان عن لجوء اعداد اكبر من السوريين الى الدول المجاورة بعد أن حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما بأنه سيشن ضربات عسكرية على قوات الاسد بعد اتهامها باستخدام اسلحة كيميائية في هجوم على ريف دمشق في 21 اب/اغسطس.
وفاجأ اوباما واشنطن والعالم السبت عندما قرر الحصول على تأييد الكونغرس لشن أي عمل عسكري على سوريا، ما اجل احتمال الضربة واتاح للمدنيين بالفرار من سوريا.
وميدانيًا يتواصل القتال في سوريا، حيث افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات النظامية السورية استعادت الثلاثاء السيطرة على مدينة استراتيجية في محافظة إدلب (شمال غرب)، بعد قصف واشتباكات عنيفة مع المقاتلين الذين سيطروا على المدينة في 24 آب/اغسطس الماضي.
وقال المرصد في بريد الكتروني: “استعادت القوات النظامية مدعمة بقوات من جيش الدفاع الوطني الموالية لها السيطرة على مدينة اريحا بعد عشرة ايام من القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة منذ أن سيطرت عليها كتائب احرار الشام وصقور الشام وجبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة) وكتائب مقاتلة عدة في 24 آب/اغسطس الماضي”.
كما تواصل القوات النظامية قصفها على جبل الاربعين المجاور لأريحا “في محاولة للسيطرة عليه”، في حين قصف الطيران المروحي بلدة سرجة المجاورة.
ويسيطر النظام السوري على غالبية أحياء مدينة إدلب، في حين يسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من المحافظة.
أوباما: النظام السوري استخدم الكيماوي
مؤتمر صحافي للرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلد
أكّد الرئيس الأميركي باراك أوباما “استمرار دعم الولايات المتحدة للمعارضة السورية والجهود الدبلوماسية كلّها لحلّ
أوباما، وخلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلد، قال: “واثقون من أنّ النظام السوري استخدم الكيماوي ضدّ شعبه، فالمعارضة السورية لا تمتلك أسلحة كيمياوية”، مشيراً إلى أنّ “الأسرة الدولية يجب أن تردّ على هذا الهجوم، إذ إنّ العالم جعل استخدام الأسلحة الكيماوية خطّاً أحمر، وإلّا ستصبح مصداقية المجتمع الدولي على المحك”.
وأضاف: ” لقد تعقبنا اتصالات تؤكّد مسؤولية النظام السوري عن الهجمات الكيماوية، وتمّ رصد صواريخ قادمة من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، الذي أمر عبر قادته باستخدام الأسلحة الكيماوية، ونحن نملك أدلة استخباراتية عن ذلك”.
وتابع: “إذا لم نتحرّك فقد يواصل النظام السوري أفعاله، وعندها سنغذّي سياسة الإفلات من العقاب. وكيف تريدونني أن أشعر تجاه 400 طفل يموتون نتيجة الغازات السامة في سوريا؟ والالاف يموتون نتيجة العنف؟ معاييرنا الأخلاقية لا تسمح لنا بغضّ النظر”.
إلى ذلك، اعتبر أوباما أنّ “الدبلوماسية وحدها قادرة على إنهاء العنف، والولايات المتحدة لا تتخطى حدودها ولا تتطفل على أمور الحكومات الأخرى، ونحن نعيد النظر في العمليات الاستخباراتية ونتشاور مع دول الاتحاد الأوروبي”.
وعن الضربة العسكرية المرتقبة على سوريا، أعرب أوباما عن ثقته من أنّ “الكونغرس سيوافق على توجيه الضربة للنظام السوري التي ستكون عملية محدودة مع مهلة زمنية تهدف إلى الحدّ من قدرات الرئيس السوري بشار الأسد، وردعه عن استخدام الكيماوي في المستقبل، ومحاولة التوصّل إلى المشكلة الحقيقية. وإن نفّذنا هجوماً اليوم أو بعد أسبوع فالضربة ستكون فعّالة جدّاً”.
أمّا عن علاقة الولايات المتحدة مع روسيا، فقال: “العلاقات المتوترة مع روسيا لم نتسبّب بها نحن. وكانت هناك سلسلة من النتائج التي أسفر عنها تحسن العلاقة مع هذا البلد، لكن في الوقت نفسه سيكون لدينا اختلاف في وجهات النظر بقضايا أخرى، وعلينا إدارة هذا الاختلاف”.
كما لفت إلى “وجود مصالح مشتركة مع روسيا، وقد نجحنا في إحراز تقدّم بتوقيع اتفاق “ستارت” الذي يسمح بالحدّ من القدرات النووية في البلدين، وأصبحت روسيا شريكاً تجاريّاً لنا. لكن بالموضوع السوري، لدى روسيا علاقة مع النظام ونتيجة لذلك كان من الصعب أن تتعاون معنا في مجلس الأمن، وأن تعي السلوك الرهيب للنظام، وتدفع معنا للعمل على المرحلة الانتقالية”.
وأردف: “قلت لبوتين إنّه لدينا مخاوف مشتركة من بعض عناصر المعارضة السورية، وإذا ما أردتم أن تضعون حدّاً للعنف في سوريا، لا بدّ من مرحلة انتقالية إذ ليس ممكناً أن يستعيد الأسد شرعيته في بلد قَتَل فيه عشرات الآلاف”، آملاً أن يتوصّل إلى تعاون مع روسيا بهدف الحدّ من العنف في سوريا”.
أوباما يسعى لتحالف دولي للرد على الأسد
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يسعى لتشكيل تحالف دولي للرد على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضح في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء السويدي فريدريك ريفيلدت في ستوكهولم أنه لا يريد تكرار أخطاء الحرب على العراق التي اعتمدت على معلومات استخباراتية خاطئة، مضيفا أنه لا يزال يأمل في أن يغير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موقفه إزاء نظام دمشق.
وأكد أوباما أن المجتمع الدولي “لا يمكن أن يبقى صامتا” أمام “الهمجية” بعد الهجوم باستخدام أسلحة كيميائية والذي يتهم النظام السوري بشنه الشهر الماضي على مناطق غوطة دمشق.
واعتبر أن الاخفاق في الرد على هذا الهجوم لن يؤدي سوى إلى زيادة خطر وقوع المزيد من الهجمات وكذلك زيادة احتمال استخدام دول أخرى للأسلحة الكيميائية، معربا عن ثقته بالحصول على على موافقة الكونغرس على العمل العسكري.
وبشأن روسيا قال “أنا آمل دائما في أن نتمكن في النهاية من وقف القتل بسرعة أكبر إذا ما تبنت روسيا موقفا مختلفا تجاه هذه المسائل”. وبدوره قال رئيس الوزراء السويدي إن بلاده تدين بأقوى العبارات استخدام أسلحة كيميائية في سوريا. واعتبر ذلك “انتهاكا واضحا للقانون الدولي. ويجب محاسبة المسؤولين عنه”.
وكان أوباما وصل اليوم العاصمة ستوكهولم في مستهل جولة أوروبية تستغرق ثلاثة أيام. في أول زيارة لرئيس أميركي إلى السويد منذ أن زارها الرئيس السابق جورج بوش في إطار قمة عُقدت عام 2001.
إلغاء خطط
وقد أُضيفت السويد إلى قائمة الدول التي سيزورها أوباما في جولته الحالية بعدما ألغى خططاً للاجتماع بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وسيقضى أوباما 24 ساعة بالسويد و36 ساعة في روسيا التي تستضيف قمة مجموعة العشرين الخميس والجمعة في سان بطرسبرغ.
ومن المتوقع أن تهيمن سوريا على المحادثات التي ستجرى على هامش هذا المنتدى الدولي على ضوء القرار الذي أعلنه أوباما السبت بتوجيه ضربات إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد لمعاقبته على هجوم كيميائي اتُّهم بتنفيذه في 21 أغسطس/آب في ريف دمشق.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض أمس الثلاثاء إن أوباما سيعقد اجتماعات ثنائية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أثناء وجوده في سان بطرسبرغ في روسيا لحضور اجتماع قمة مجموعة العشرين.
وأضاف المسؤول أنه لا نية لعقد اجتماع ثنائي رسمي بين أوباما وبوتين، مشيراً إلى أن الرئيسين قد يتحدثان على هامش الاجتماعات التي تعقد خلال القمة.
وأكد المسؤول أن الرئيس الأميركي يعتزم الاجتماع مع ممثلي منظمات المجتمع المدني في سان بطرسبرغ.
ويرفض البعض من بين أعضاء مجموعة العشرين أي عمل عسكري ضد سوريا، مثل روسيا التي تقدم دعماً ثابتاً ومطلقاً لدمشق، وكذلك إيطاليا.
وكان أوباما قد طلب من الكونغرس منحه الضوء الأخضر لتوجيه ضربة عسكرية محدودة لسوريا والتي أُرجئت عشرة أيام بعدما بدت الجمعة الماضي وشيكة.
وباشرت إدارة أوباما منذ السبت حملة مساع مكثفة لإقناع أعضاء الكونغرس بتأييد موقفها. وحصل الرئيس الثلاثاء على دعم عدد من كبار المسؤولين الجمهوريين وأبدى ثقته في فرص تبني قرار بالكونغرس يجيز اللجوء إلى القوة.
وأفاد مسؤولون في البيت الأبيض طلبوا عدم كشف أسمائهم أن أوباما سيغتنم فرصة رحلته إلى أوروبا لشرح موقفه.
وحذر وزير الخارجية جون كيري في جلسة استجواب أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الثلاثاء من العواقب الدولية في حال رفض استخدام القوة.
وقال “إذا لم نتحرك (في سوريا) سيكون لنا عدد أقل من الحلفاء وعدد أقل من الأشخاص الذين يعتمدون علينا في المنطقة”.
وقبل إعلان أوباما قراره السبت، أبدت فرنسا وحدها استعدادها للانضمام إلى الولايات المتحدة في توجيه ضربة إلى سوريا، بعدما أرغم مجلس العموم رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون على التخلي عن موقفه المؤيد للتحرك العسكري.
الكونغرس يتجه لمنح تفويض ضرب سوريا
يتجه الكونغرس الأميركي لمنح الرئيس باراك أوباما تفويضا لتوجيه ضربة عسكرية محدودة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. يأتي ذلك بعدما حصل أوباما على تأييد أعضاء كبار وبارزين في الكونغرس بينهم رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بونر.
وأعلن زعماء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي توصلهم لاتفاق أمس الثلاثاء على مسودة تفويض لاستخدام القوة العسكرية في سوريا مما يمهد الطريق لإجراء تصويت في اللجنة عصر اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي. لكن المسودة جاءت أقل مما طلبه أوباما وتحظر نشر قوات أميركية على الأرض ويتضمن خصوصا تحديد الإطار الزمني لهذه الضربة بستين يوما قابلة للتمديد ثلاثين يوما أخرى.
وستحل المسودة الجديدة محل مشروع القانون الذي أحاله الرئيس إلى الكونغرس السبت لمنحه تفويضا بشن عمل عسكري في سوريا، وهو مشروع اعتبر عدد من البرلمانيين صياغته فضفاضة وضبابية.
صيغة توافقية
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية السيناتور الديمقراطي روبرت مندينيز في بيان إن “لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ صاغت تفويضا باستخدام القوة العسكرية يعكس رغبة ومخاوف الديمقراطيين والجمهوريين”.
ويلزم مشروع القرار أوباما بالتشاور مع الكونغرس وأن يعرض على مجلس الشيوخ ولجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إستراتيجية للتفاوض بشأن تسوية سياسية للصراع في سوريا تتضمن مراجعة كل أشكال المساعدات المقدمة إلى قوات المعارضة التي تكافح للإطاحة بالأسد.
وكان هذا البند قد طلبه بعض أعضاء مجلس الشيوخ ومنهم الجمهوري البارز جون ماكين.
وإذا أراد أوباما مد العمل بالتفويض فيجوز له طلب المدة لفترة واحدة مدتها ثلاثون يوما إذا شهد أمام الكونغرس في موعد لا يتجاوز خمسة أيام قبل انقضاء التفويض بأن المد ضروري وإذا لم يقر الكونغرس قرارا يقضي برفض المد.
وإذا وافقت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ على مشروع القرار اليوم الأربعاء فإنه سيرسل إلى المجلس بكامل هيئته للتصويت عليه حينما يعود الأعضاء من عطلتهم الصيفية في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري.
ويجب أيضا أن يقر مجلس النواب نسخته من التفويض العسكري ثم التوفيق بين النسختين قبل عرضهما على أوباما للتوقيع عليهما.
وترمي الصيغة الجديدة هذه إلى كسب تأييد أعضاء الكونغرس الذين ما زالوا مترددين في دعم هذه الضربة التي يعتزم أوباما توجيهها لنظام الرئيس السوري عقابا له على استخدامه الأسلحة الكيميائية في قصف غوطة دمشق الشهر الماضي. لكن نتيجة تصويت مجلسي الكونغرس بغرفتيه (الشيوخ والنواب) الأسبوع المقبل تبقى غير أكيدة رغم نيل أوباما دعما أساسيا من أبرز منافس سياسي له رئيس مجلس النواب الجمهوري.
دعم لأوباما
وكان أعضاء بارزون بالكونغرس أبدوا أمس دعما حاسما لقرار الرئيس أوباما بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، لمعاقبته على “تنفيذ” هجوم بالسلاح الكيميائي بريف دمشق في 21 أغسطس/آب، مما أدى لسقوط أكثر من 1400 مدني بينهم مئات النساء والأطفال.
وجاء هذا التطور بعد إعراب أوباما عن ثقته بالحصول على تفويض من الكونغرس، وعقب إدلاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشهادته أمام الكونغرس وكشفه استعداد عدة دول بالشرق الأوسط لاستخدام قواعدها في ضرب النظام السوري.
وقال كيري إن الضربة لن تكون محددة بلحظة زمنية بعينها وإن للقوات الأميركية خيار تكرارها في المستقبل في حال أقدم الأسد على تكرار حماقته، حسب تعبير كيري. وكرر عدم النية في إرسال قوات برية إلى سوريا، لكنه لم يستبعد ذلك إن خرجت مواقع الأسلحة الكيميائية عن السيطرة.
وقد أعلن كل من رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بونر ونائبه أريك كانتور دعمهما لقرار أوباما، فيما أيدت زعيمة الأقلية الديمقراطية بالمجلس نانسي بيلوسي توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري.
وأثناء اجتماع مع أعضاء بارزين بالكونغرس في البيت الأبيض، دعا أوباما إلى تصويت برلماني عاجل، وأكد أن خطة الولايات المتحدة ستكون محدودة النطاق. وقال إن إدارته لن تكرر حروب أميركا الطويلة في العراق وأفغانستان.
وتأتي هذه التطورات بعد أن حذر السيناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام من أن رفض الكونغرس ضرب سوريا “سيكون كارثيا على مؤسسة الرئاسة ومصداقية الولايات المتحدة”.
وفي سياق شرح أبعاد الضربة الأميركية، قال الجنرال جاك دين -النائب السابق لرئيس أركان الجيش- إن أوباما أكد لأعضاء الكونغرس أنه يخطط لضربة خاطفة تلحق ضررا جسيما بقوات الأسد “ولكن دون إسقاط النظام”.
فرنسا تتوعد سوريا بضربة قاسية وسريعة
حملها مسؤولية الهجوم الكيميائي
قال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت إن النظام السوري يتحمل المسؤولية الكاملة عن استخدام الأسلحة الكيميائية، وذلك في مداخلة أمام البرلمان الفرنسي، الذي يناقش مع الحكومة مشاركة فرنسا إلى جانب الولايات المتحدة في توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري.
وأضاف أيرولت أن الضربة التي قد توجهها فرنسا للنظام السوري ستكون قاسية وسريعة، لكن دون تدخل بري. كما أكد أن استخدام السلاح الكيميائي غير مقبول، وأن عدم الرد عليه يعرض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر، ويفتح المجال لاستخدامه مجددا.
وأوضح أن عدم الرد على الهجوم الكيميائي في سوريا يعني “إغلاق الباب أمام الحل السياسي للنزاع”، وهو -برأيه- ما يشكل الطريق الوحيد الذي سيؤدي إلى “رحيل” الأسد عن السلطة. كما أنه يوشك أن يبعث برسالة خاطئة لإيران وكوريا الشمالية فيما يتعلق ببرنامجيهما النوويين.
وقال أيرولت “نعم حل الأزمة السورية سيكون سياسيا وليس عسكريا. ولكن علينا مواجهة الواقع. إذا لم نضع حدا لمثل تصرفات النظام هذه فلن يكون هناك حل سياسي”.
وكان أيرولت يتحدث أمام البرلمان الفرنسي الذي عقد جلسة مع الحكومة لمناقشة مشاركة فرنسا مع الولايات المتحدة في توجيه ضربة للنظام السوري، دون أن يجري تصويتا.
ومن جانبه أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تمسكه بخيار العمل العسكري المشترك مع واشنطن ضد دمشق، وإذا فشل هذا الخيار فستعمل باريس على زيادة دعمها للمعارضة السورية المسلحة.
وقد جاء في استطلاع للرأي أجري لصالح تلفزيون (بي إف إم) أن 74% من الفرنسيين يؤيدون إجراء التصويت داخل البرلمان على أي قرار تتخذه الرئاسة بالتدخل عسكريا في سوريا.
وأبقى هولاند باب الخيارات غير العسكرية مفتوحا في حال تراجع البيت الأبيض الأميركي عن قراره بضرب دمشق، فقال “إن فرنسا ستزيد المساعدات للمعارضة السورية إذا رفض الكونغرس الأميركي التدخل العسكري في سوريا”.
وقال الرئيس الفرنسي إن “تصويت الكونغرس الأميركي ستكون له تداعياته على التحالف الذي علينا تشكيله” دون أن يوضح ما إذا كان هذا التحالف عسكريا أم غير ذلك. وأضاف “ينبغي تشكيل تحالف دولي واسع يضم الولايات المتحدة ودولا عربية إلى جانب أوروبا”.
إعادة التوازن لسوريا
وقد أعربت الحكومة الفرنسية عن اعتقادها أن عملا عسكريا ضد النظام السوري سيعيد التوازن إلى الساحة السورية بعد عامين ونصف العام من الاختلال لصالح النظام.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “إذا أراد العالم حلا سياسيا في سوريا فعليه أن يحرك الوضع، لأنه ما لم يجر الضغط على بشار ونظامه فإنه سيعتقد أنه مسموح له بالمضي فيما يقوم به”.
وأكد فابيوس في مقابلة عبر إذاعة (فرانس إنفو) أنه على فرنسا أن تتدخل في سوريا “لأن مجزرة كيميائية قد وقعت ونظام الأسد هو المسؤول عنها”.
وأضاف أن “باريس قلقة من حصول انتهاك للاتفاقية الدولية الصادرة عام 1925 والتي تمنع استخدام أسلحة كيميائية، كما أن التدخل العسكري لا يتعارض مع الحل السياسي”.
ويعتقد فابيوس أن المسألة السورية ستثار بقوة في اجتماع قمة العشرين في روسيا، و”سنتناقش مع الروس، لأنهم لاعبون مهمون في الشرق الأوسط، رغم أنهم يغلقون مسارات الحوار حتى الآن”.
دمشق تناشد
من جانبه ناشد رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام البرلمانيين الفرنسيين لرفض أي “عمل إجرامي متهور” بحق سوريا. وأكد “أن كل نائب فرنسي يشجع على هذا العدوان أو يطالب به سوف يتحمل المسؤولية الإنسانية لكل الخسارات والدمار الذي سوف يعانيه الأفراد والعائلات والمجتمع السوري كله”.
وأضاف اللحام أنه “بالرغم من المآسي التي حدثت سابقا في العراق، فإن البعض يريد حربا أخرى تدمر سوريا العلمانية، مما سيؤدي إلى انفجار صراع طائفي كبير في المنطقة كلها، الأمر الذي يزيد من المعاناة الإنسانية التي نشهدها بالوقت الحاضر”.
وكانت الحكومة الفرنسية نشرت تقريرا أعده جهازان استخباريان فرنسيان خلاصته أن نظام بشار الأسد يقف خلف القصف الكيميائي على ريف دمشق، بالإضافة إلى هجومين آخرين أصغر حجما كان أحدهما في بداية العام الجاري.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت سابق من أن “أي عمل عسكري عقابي للنظام السوري يمكن أن يطلق فوضى وحمام دم في ظل الحرب الأهلية في سوريا”.
تقدم للثوار وقصف عنيف بريف دمشق
تجدد الاشتباكات بين الثوار وقوات النظام بأحياء في دمشق ومحيطها
تدور معارك عنيفة في مناطق متفرقة من ريف دمشق وحيي جوبر وبرزة بالعاصمة دمشق منذ صباح اليوم بين مقاتلي الجيش السوري الحر من ناحية وقوات النظام ومليشيات الشبيحة التابعة له من طرف آخر، وسط قصف عنيف ومكثف أوقع قتلى وجرحى ودمر العديد من المنازل. كما تعرضت مناطق أخرى في حلب وإدلب وحمص ودرعا ودير الزور لقصف عنيف.
وقال عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق عمر حمزة للجزيرة إن القصف مكثف وعنيف حيث تم رصد ثلاث قذائف في الدقيقة على مناطق معلولا وجبعدين والرحيبة، مشيرا إلى أن القصف العنيف جاء بعدما قام الجيش الحر بعمليات وصفها بالنوعية في المنطقة بسيطرته على حواجز معلولة وجبعدين على طريق أستراد دمشق حمص وتدمير أربع دبابات وقتل عدد كبير من قوات النظام بينهم ضباط إضافة لقتلى من الشبيحة، وهو ما أكدته شبكة شام.
وتحدث اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عن قصف قوات النظام بلدات جبعدين وجيرود والناصرية وعدرا بالقلمون في ريف دمشق باستخدام المدفعية وراجمات الصواريخ.
وأشارت شبكة شام في السياق إلى أن الطيران الحربي للنظام استهدف منطقة السقي بمدينة النبك، كما قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدينتي معضمية الشام وداريا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية، في حين سقطت عدة صواريخ أرض أرض على مدينة دوما بالريف الدمشقي مما أسفر عن سقوط جرحى معظمهم أطفال.
وفي هذا السياق أفاد المجلس المحلي في داريا بتعرض المدينة لقصف عنيف منذ ساعات الصباح الأولى من جبال الفرقة الرابعة, بقذائف المدفعية الثقيلة والفوديكا مستهدفة المباني السكنية وسط المدينة, مما أدى لمقتل شاب وامرأة وسقوط جرحى, في حين تدور اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على الجبهة الغربية للمدينة, تستخدم خلالها الأخيرة قذائف الدبابات بكثافة لاختراق صفوف الجيش الحر.
وفي العاصمة تعرض حيا جوبر وبرزة لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات وسط اشتباكات عنيفة على أطراف برزة بين الجيش الحر وقوات النظام، وفق شبكة شام. وأشار عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق عمر حمزة إلى تمكن الثوار من التصدي لهجوم لقوات النظام عبر المتحلق الجنوبي لاقتحام حي جوبر.
كما تحدث ناشطون عن انقطاع التيار الكهربائي في كثير من أحياء العاصمة منها الميدان والفحامة وقبر عاتكة والزاهرة القديمة والصناعة وأبو رمانة و المالكي والجسر الأبيض والروضة والمهاجرين والمزة والمزرعة وركن الدين ومناطق أخرى.
قصف حلب
وفي حلب شمال البلاد، قال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية أحياء بمدينة حيان في ريف حلب مما أسفر عن سقوط جرحى وألحق أضرارا مادية كبيرة بالمباني السكنية. وقالت مراسلة الجزيرة سلام هنداوي إن جبهات حلب تشهد هدوءا حذرا، وسط اشتباكات وقصف متقطع من حين لآخر بسبب الضربة العسكرية المحتملة ضد قوات النظام.
وفي السياق أفادت شبكة شام بوقوع اشتباكات على أطراف حي الخالدية بحلب بين الجيش الحر وقوات النظام.
وفي محافظة إدلب المجاورة، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة جبل الأربعين التابع لأريحا التي قالت مصادر للمعارضة إنها سقطت بيد قوات النظام، وسط اشتباكات عنيفة في محيط جبل الأربعين بين الجيش الحر وقوات النظام.
وفي حمص وسط البلاد، قالت شبكة شام إن أحياء المدينة المحاصرة تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات وسط اشتباكات عنيفة في حي باب هود. كما قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدينة الرستن وبلدة الدار الكبيرة بريف حمص.
وتعرضت أحياء في دير الزور شرقا وفي درعا جنوبا لقصف مدفعي إضافة لقصف مدينة الطبقة بريف الرقة.
وقد أوقعت الاشتباكات والقصف منذ صباح اليوم في أنحاء عدة بسوريا 22 قتيلا معظمهم في القنيطرة وريف دمشق، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
لم يستبعد ضرب دمشق بموافقة أممية
بوتين: موافقة الكونغرس على ضرب سوريا عدوان
اتهم الرئيس الروسي الإدارة الأميركية بالكذب بشأن سوريا، وقال إنه لا يحق للكونغرس تشريع أي ضربة عسكرية للنظام السوري، لأنه بذلك سيوافق على ما وصفه بـ”عمل عدواني”. وكان فلاديمير بوتين قال في وقت سابق إنه لا يستبعد الموافقة على شن عملية عسكرية إذا ثبت استخدام دمشق سلاحاً كيميائياً، لكنه اشترط مصادقة الأمم المتحدة أولاً.
وخص بوتين اتهام وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالكذب على الكونغرس بشأن دور تنظيم القاعدة في الصراع بسوريا في غمار سعيه للحصول على موافقة المشرعين الأميركيين على القيام بتحرك عسكري ضد النظام السوري.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله أمام أعضاء من مجلس حقوق الإنسان في الكرملين إن الكونغرس إذا وافق على الضربة المحتملة فإنه “سيسمح بعدوان لأن كل ما يحدث خارج إطار مجلس الأمن الدولي هو عدوان إلا إذا كان في حالة الدفاع عن النفس”.
وحذر بوتين الغرب من مغبة القيام بعمل من جانب واحد في سوريا، بيد أنه قال إن روسيا “لا تستبعد” دعم قرار من الأمم المتحدة يقضي بشن ضربات عسكرية عقابية، إذا ما ثبت أن دمشق استخدمت الغاز السام ضد شعبها.
ففي مقابلة تناولت قضايا متنوعة أجرتها معه وكالة أسوشيتد برس الأميركية للأنباء وقناة التلفزيون الروسية الأولى المملوكة للدولة، أقر بوتين بأن موسكو قدمت بعض مكونات منظومة إس-300 الصاروخية الدفاعية لسوريا، لكنها جمَّدت تزويدها بشحنات إضافية.
وألمح بوتين إلى أن روسيا قد تبيع تلك الأنظمة الصاروخية الفعّالة إلى مناطق أخرى إذا هاجمت الدول الغربية سوريا دون موافقة مجلس الأمن الدولي.
وتعتبر المقابلة -التي أُجريت مساء الثلاثاء في مقر إقامة بوتين الريفي خارج العاصمة موسكو- الأولى من نوعها التي يمنحها الرئيس الروسي لوسيلة إعلامية قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ الخميس المقبل.
ومن المفترض أن تركز القمة على مسائل الاقتصاد الدولي، لكن يبدو من المرجح الآن أن تهيمن عليها الأزمة الدولية المتعلقة بمزاعم استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في الحرب الدائرة في بلده.
وقال بوتين إنه يشعر بالأسف لإلغاء الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعاً منفرداً بينهما كان مقرراً أن ينعقد في موسكو قبل قمة العشرين.
غير أنه أعرب عن أمله في أن يجري مع أوباما نقاشات جادة بشأن سوريا وقضايا أخرى في سان بطرسبرغ.
وقال إن “الرئيس أوباما لم ينتخبه الشعب الأميركي لإرضاء روسيا. وخادمكم المتواضع (يقصد نفسه) لم ينتخبه الشعب الروسي ليرضي شخصاً آخر كذلك”.
وأضاف “نحن نعمل ونتجادل في بعض الأمور. ولأننا بشر فإن أحدنا يتضايق أحياناً، لكنني أود أن أُعيد وأُكرر أن المصالح الدولية المشتركة تشكل أساساً جيداً لإيجاد حل مشترك لمشاكلنا”.
ومضى بوتين إلى القول إنه لمن “السخف” أن تستخدم حكومة الرئيس بشار الأسد -الذي يُعد حليفاً مخلصاً لروسيا- أسلحة كيميائية في وقت تتمتع فيه بالغلبة إزاء المتمردين.
وأوضح أنه “من وجهة نظرنا يبدو أنه من العبث تماماً للقوات النظامية المسلحة، والتي تقف في موضع الهجوم اليوم وفي بعض المناطق قامت بتطويق ما يسمون بالمتمردين وتعمل على الإجهاز عليهم، أن تشرع في مثل هذه الظروف في استخدام أسلحة كيميائية محظورة وهي على يقين كامل بأنها قد تستخدم كذريعة لتطبيق عقوبات ضدها بما في ذلك استخدام القوة”.
وتقول إدارة أوباما إن 1429 لقوا حتفهم يوم 21 أغسطس/آب الماضي في ريف دمشق، بينما ينتظر فريق التفتيش الدولي النتائج المخبرية لعينات الأنسجة البشرية والتربة التي جمعها في سوريا قبل استكمال تقريره.
وتابع بوتين “إذا كانت هناك بيانات توضح أن ثمة أسلحة كيميائية استُخدمت وتحديداً من قبل الجيش النظامي، فلا بد من تقديم هذه الأدلة إلى مجلس الأمن الدولي على أن تكون أدلة مقنعة. ولا ينبغي أن تكون مستندة إلى بعض الشائعات والمعلومات التي استقتها أجهزة المخابرات عبر وسيلة من وسائل التنصت والمكالمات وأشياء من هذا القبيل”.
وأكد أنه حتى في الولايات المتحدة “هناك خبراء يعتقدون أن الأدلة التي قدمتها الإدارة لا تبدو مقنعة، وأنهم لا يستبعدون أن تكون المعارضة هي التي قامت بعمل استفزازي متعمد في محاولة منها لمنح رعاتها ذريعة لتدخل عسكري”.
ورداً على سؤال عن نوع الأدلة على استخدام أسلحة كيميائية التي يمكن أن تقنع روسيا، قال بوتين “يجب أن تكون أدلة عميقة ونتيجة تحقيق محدد وواضحة وتكشف بما لا يدع مجالاً للشك من فعل ذلك وماهي الوسائل التي استُخدمت”.
وأردف قائلاً إنه “من المبكر جداً” الحديث عن ما ستفعله روسيا إذا ما هاجمت الولايات المتحدة سوريا.
سوريا تهدد بـ”حرب عالمية ثالثة” عند توجيه ضربة لها
نائب وزير الخارجية السوري أكد أن بلاده اتخذت كافة الإجراءات للرد على أي عدوان
العربية.نت
أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الأربعاء، أن دمشق لن تغيّر موقفها تحت وطأة التهديدات بضربة عسكرية غربية محتملة ضدها، وإن أدى ذلك إلى اندلاع “حرب عالمية ثالثة”.
وقال المقداد: “الحكومة السورية لن تستسلم ولو شنّت حرب عالمية ثالثة، ولا يمكن لأي سوري التنازل عن سيادة واستقلال سوريا”.
وأكد أن دمشق اتخذت “كافة الإجراءات للرد على أي عدوان”، مشيراً الى أن بلاده تحشد حلفاءها لمواجهة أي ضربة عسكرية محتملة قد تقدم واشنطن وحلفاؤها على شنها.
وأوضح المقداد أن “الولايات المتحدة تقوم الآن بحشد حلفائها للعدوان على سوريا، وأعتقد بالمقابل أن من حق سوريا أن تحشد حلفاءها ليقوموا بدعمها بمختلف أشكال الدعم، ولا أستطيع أن أحدد كيف سيكون هذا الدعم”. وقال المقداد إن موسكو لن تغير من موقفها “الصديق” حيال دمشق.
وصف موقف فرنسا بالمخجل
ووصف المقداد الموقف الفرنسي من سوريا بـ”المخجل”، وقال إن باريس “تخضع” للولايات المتحدة.
وقال المقداد “من المخجل أن الرئيس الفرنسي يقول إذا وافق الكونغرس الأميركي سأحارب، وإن لم يوافق فإنني لن أحارب”، مشيراً إلى أن ذلك يعطي انطباعاً “وكأن لا قرار للحكومة الفرنسية”.
وكان زعماء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي قد توصلوا لاتفاق ليل الثلاثاء/الأربعاء، على مسودة تفويض لاستخدام القوة العسكرية في سوريا.
ويضع مشروع القرار حداً زمنياً 60 يوماً للعمل العسكري في سوريا مع جواز مدّه مرة واحدة لمدة 30 يوماً بشروط معينة.
ويتضمن المشروع، كما ورد في مسودة الوثيقة، بنداً يحظر أي استخدام للقوات المسلحة الأميركية على الأرض في سوريا.
أوباما: واثق بأن الكونغرس سيوافق على توجيه ضربة للأسد
أكد أن عدم الرد على الهجوم الكيماوي بسوريا يزيد من احتمال وقوع هجمات مماثلة
استوكهولم – فرانس برس
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه واثق بأن نظام الرئيس بشار الأسد قد استخدم الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، مؤكداً أن عدم الرد على الهجوم يزيد من احتمال وقوع هجمات مماثلة.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي، فريدريك رينفيلت، بالعاصمة السويدية استوكهولم أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يبقى صامتاً أمام ما يجري في سوريا.
وأعرب أوباما عن ثقته بأن الكونغرس سيوافق على توجيه ضربة للنظام السوري، مشيراً إلى أنه لم يكن مجبراً على طلب التفويض بالضربة ضد النظام السوري من الكونغرس.
كما أكد أنه لن يكرر الأخطاء التي ارتكبت في العراق مع استعداد بلاده لشنّ عمل عسكري محتمل ضد سوريا. وقال: “لقد عارضت الحرب في العراق. ولا أريد تكرار أخطائنا ببناء قراراتنا على معلومات استخباراتية خاطئة”.
كما أكد الرئيس الأميركي أن الأزمة السورية تعرّض مصداقية المجتمع الدولي والكونغرس الأميركي للخطر. وقال: “مصداقيتي ليست معرضة للخطر. مصداقية المجتمع الدولي هي المعرضة للخطر”.
مصداقية أميركا معرضة للخطر
وأضاف: “مصداقية أميركا والكونغرس معرضة للخطر لأننا نتحدث كثيراً عن أهمية الأعراف الدولية” المتعلقة بحظر استخدام الأسلحة الكيماوية.
وكان أوباما قد وصل إلى السويد، صباح الأربعاء، حيث المحطة الأولى من زيارة تستغرق 3 أيام لأوروبا سيسعى خلالها لكسب تأييد المزيد من الشركاء لسياسته حيال سوريا.
وكان في استقبال اوباما سفير الولايات المتحدة في السويد، مارك برزينسكي، وأعضاء من الحكومة السويدية، بينهم نائب رئيس الوزراء، يان بيوركلوند.
وغادر الرئيس الأميركي، فجر الأربعاء، واشنطن، متوجها إلى السويد ومن ثم إلى روسيا حيث سيشارك في قمة مجموعة العشرين.
ومن المقرر أن يمضي أوباما 24 ساعة في السويد و36 ساعة في روسيا، التي تستضيف قمة مجموعة العشرين يومي الخميس والجمعة في سان بطرسبورغ.
ومضيف القمة هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعتبر أكبر داعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وسيحاول أوباما استغلال رحلته إلى أوروبا لتوضيح موقفه بخصوص الملف السوري، وذلك بحسب مسؤولين في البيت الأبيض تحدثوا بشرط عدم كشف هوياتهم.
باريس: نظام الأسد يمتلك أكبر مخزون “كيماوي” في العالم
رئيس الوزراء أكد أن الضربة ستكون قاسية وسريعة دون نشر قوات فرنسية برية
باريس – فرانس برس
أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرلت أن النظام السوري يتحمل مسؤولية الهجوم الكيماوي الكبير الذي وقع في غوطة دمشق، مشيراً إلى أن النظام السوري يمتلك أكبر مخزون “كيماوي” في العالم.
وقال إيرلت خلال جلسة تشاورية للبرلمان الفرنسي، الأربعاء، إن هناك أدلة من عينات على استخدام الرئيس بشار الأسد للأسلحة الكيماوية، مضيفاً أن عدم التحرك هو بمثابة تصريح للأسد للاستمرار في قمعه وعدوانه، محذراً من أنه “لا يجب أن نسمح لبشار الأسد باستخدام أسلحة الدمار الشامل”.
وأضاف أن نظام الأسد لم يحترم المواثيق والقوانين الدولية، مؤكداً أن النظام السوري رفض كل المبادرات الدولية، ومضيفاً أن الضربة العسكرية ضد النظام السوري ستكون قاسية وسريعة و”لن ننشر قوات فرنسية برية”، بحسب قوله.
وقد عقدت جلسة نقاش للبرلمان الفرنسي بدون تصويت حول احتمال تدخل عسكري في سوريا، وذلك في ظل تهديدات دمشق، وفي انتظار قرار من الكونغرس الأميركي بهذا الصدد اعتباراً من التاسع من سبتمبر/أيلول.
وعرض رئيس الوزراء الفرنسي مجدداً على النواب الخط الدبلوماسي الفرنسي الذي يقوم على جمع ائتلاف دولي “لمعاقبة” الرئيس الأسد على استخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه.
وأبدى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس الثلاثاء، المزيد من “التصميم” على التدخل ضد نظام الأسد الذي يحمله مسؤولية المجزرة التي وقعت في 21 أغسطس/آب في ريف دمشق واستخدمت فيها أسلحة كيماوية.
رفض أي “عمل إجرامي متهور”
وناشد رئيس مجلس الشعب السوري، جهاد اللحام، البرلمانيين الفرنسيين برفض أي “عمل إجرامي متهور” بحق سوريا، في إشارة الى ضربة عسكرية غربية محتملة ضد بلاده.
وقال اللحام إن “البرلمانيين السوريين مصممون على الحصول على الحقيقة” المتعلقة بهذا الهجوم الذي وقع في 21 أغسطس/آب في ريف دمشق، وجاء ذلك في رسالتين بعث بهما إلى رئيسي مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية الفرنسيين، نشرتهما وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).
وأعلن الاتحاد من أجل حركة شعبية، حزب المعارضة اليميني الرئيسي، الثلاثاء، أنه سيطالب بعملية تصويت في البرلمان في حال التدخل عسكريا خارج إطار الأمم المتحدة.
وأوضح رئيس كتلة الحزب في الجمعية الوطنية، كريستيان جاكوب أن أي عملية تصويت “لن يكون لها أي معنى” إذ لم يتم اتخاذ أي قرار بالتدخل بعد.
ولا يلزم الدستور الفرنسي، الرئيس باستشارة البرلمان إلا في حال تخطت العمليات العسكرية الخارجية مدة 4 أشهر.
ويمكن أن تطرح مسالة تنظيم نقاش جديد يليه تصويت في فرنسا بعد طرح التدخل على الكونغرس الأميركي اعتبارا من التاسع من أيلول/سبتمبر.
هولاند: “لم نصل إلى هذه المرحلة”
وقال هولاند “لم نصل إلى هذه المرحلة بعد”، مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى الفرنسيين في الملف السوري حين تتوافر لديه جميع العناصر.
ويؤيد 74% من الفرنسيين إجراء عملية تصويت قبل أي تحرك عسكري ضد سوريا، بحسب ما كشفه استطلاع للرأي أجراه معهد “سي اس آ” لحساب شبكة “بي اف ام تي في” في الثاني والثالث من سبتمبر/أيلول وشمل 953 شخصا.
وإذا ما رفض الكونغرس الأميركي التحرك عسكريا ضد نظام دمشق، فإن الرئيس الفرنسي أكد أن بلاده “لن تتحرك وحدها”.
لكنه أضاف “أنها ستتحمل مسؤولياتها أيضا عبر دعم المعارضة في سوريا حتى يكون هناك رد” بدون أن يكشف المزيد من التوضيحات.
وعشية النقاش في الجمعية الوطنية، حذر الرئيس السوري، الثلاثاء، في حديث لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية بأنه “إذا ما كانت سياسة الدولة الفرنسية معادية للشعب السوري، فإن هذه الدولة ستكون عدوا، وستكون هناك انعكاسات سلبية بالطبع على مصالح فرنسا”.
رفسنجاني: حظوظ بقاء العلويين في الحكم بسوريا ضئيلة جداً
قالها قبل تسعة أشهر ولكن لم تنشر إلا اليوم على موقعه الخاص
العربية.نت
في الوقت الذي يتعرض فيه هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس النظام، لحملة واسعة إثر تأكيده أن الحكومة السورية استخدمت السلاح الكيماوي ضد شعبها، نشر موقع هاشمي رفسنجاني الرسمي تصريحات تعود إلى تسعة أشهر خلال لقائه بوزير النفط العراقي، قال فيها “حظوظ العلويين للبقاء في الحكم ضئيلة جداً”، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة حول توقيت نشر هذا التصريح.
وكان رفسنجاني قد أكد حينها أن “المجازر بحق الشعب في سوريا تحوّل مستقبل البلاد أكثر تعقيداً”.
وأكد موقع رفسنجاني الخاص أن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، كان قد أدلى بهذه التصريحات يوم الاثنين “الرابع من شهر دي عام 1391 الهجري الشمسي” حسب التقويم الإيراني، الذي يعادل 24 ديسمبر/كانون الأول 2012، لدى استقباله الدكتور باقر العلوم، وزير النفط العراقي السابق والمبعوث العراقي الخاص.
سوريا تشكل قلقاً شخصياً لرفسنجاني
وقال رفسنجاني لباقر العلوم أيضاً: “المشكلة السورية تشكل قلقاً شخصياً بالنسبة لي. ما هو تأثير أحداث سوريا على مستقبل العراق. بوجود العلويين كانت الظروف أنسب، ولكن على ما يبدو أن حظوظهم للبقاء في الحكم ضئيلة جداً، فما رأيكم أنتم؟”.
ثم أشار رفسنجاني إلى الأعداد الهائلة من القتلى والمشردين والدمار، مستنتجاً أن ذلك سيؤدي إلى المزيد من التعقيد.
وكان رفسنجاني أعرب عن قلقه حول تواجد من أسماهم المجموعات المسلحة غير الشيعية، موضحاً: “هناك مجموعات مسلحة غير شيعية لا تخضع لإمرة أحد. الأمر يقلقنا إلى أين سيؤول الوضع، حيث لو انتهت القضية السوريه فهؤلاء سيتوجهون إلى العراق، فهم ليسوا من الشيعة، بل سلفيون متطرفون يفضلون الحلول العسكرية على السياسية”.
نصح العراقيين بالحوار مع المعارضة السورية
هذا وحذر رفسنجاني من وقوع الأسلحة الكيماوية بيد المجموعات المسلحة، وطالب الجانب العراقي غير الحكومي بفتح باب الحوار مع المعارضة السورية، مشدداً: “يجب إيجاد حل، فهذا مهم للغاية لمستقبلنا، لا ينبغي أن تغلق الطرق علينا وعليكم (العراقيين) في سوريا، علينا أن نحافظ على سوريا”، مضيفاً: “لو انقطعت السلسلة التي تمتد من لبنان إلى هنا سنواجه أحداثاً سيئة”.
وبعد أن أعرب عن قلقه الشديد إزاء تواجد الأميركيين، زاعماً أن “تواجد الغربيين في المنطقة وصرفهم الأموال الطائلة لإسقاط صدام حسين سببه النفط والغاز، فهؤلاء لن يغضوا الطرف عن ذلك بتاتاً”.
وتأتي إعادة نشر تصريحات رفسنجاني بعد تسليط الضوء على أقواله الأخيرة التي اعتبر فيها النظام السوري هو الذي قصف شعبه بالكيماوي، وبعد يوم من تفنيد هذه الأقوال من قبل الخارجية الإيرانية، تم نشر التسجيل الصوتي لهذه التصريحات الذي أكد أن رفسنجاني حقاً كان اتهم النظام السوري باستخدام الكيماوي، الأمر الذي أثار حملة واسعة النطاق ضده من قبل المحافظين المتشددين في إيران.
التلفزيون السوري ينفي مغادرة وزير الدفاع السابق سوريا
عضو في الائتلاف الوطني السوري المعارض قال إن علي حبيب فر إلى تركيا
عمان – رويترز
نفى التلفزيون السوري مغادرة وزير الدفاع السابق علي حبيب سوريا، وقال “إنه مازال في منزله”.
وكان كمال اللبواني، العضو البارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض، قد كشف اليوم الأربعاء، أن وزير الدفاع السوري السابق علي حبيب فر إلى تركيا.
وقال اللبواني لـ”رويترز” من باريس إن حبيب، وهو من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، تمكن من الإفلات من قبضة النظام، وإنه موجود الآن في تركيا، لكن هذا لا يعني أنه انضم إلى المعارضة.
وفي حال تأكد نبأ الانشقاق، سيصبح حبيب أرفع شخصية علوية تنشق على الأسد منذ اندلاع الثورة في عام 2011.
وزادت الانشقاقات مؤخراً بعد الحديث عن ضربة عسكرية ستقوم بشنها الولايات المتحدة الأميركية على سوريا بهدف معاقبة نظام بشار الأسد لاستخدام الكيماوي ضد المدنيين في الغوطة بريف دمشق، وكانت لجان التنسيق المحلية قد أفادت في وقت سابق بانشقاق نحو 55 من عناصر النظام السوري، بينهم ضابط من الفرقة 17 في الرقة، فيما تحدث المركز الإعلامي عن انشقاق 50 جندياً عن اللواء 104 حرس جمهوري بريف دمشق.
الكونغرس يتوصل إلى مسودة تفويض لـ”ضرب الأسد“
التفويض يحظر أي استخدام للقوات الأميركية على الأرض في سوريا
واشنطن – رويترز
توصل زعماء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي لاتفاق ليل الثلاثاء/ الأربعاء، على مسودة تفويض لاستخدام القوة العسكرية في سوريا.
ويضع مشروع القرار حدا زمنياً 60 يوما للعمل العسكري في سوريا مع جواز مده مرة واحدة لمدة 30 يوما بشروط معينة.
ويتضمن المشروع، كما ورد في مسودة الوثيقة، بنداً يحظر أي استخدام للقوات المسلحة الأميركية على الأرض في سوريا.
ومن المقرر أن تجري اللجنة تصويتاً على مسودة القرار اليوم الأربعاء، وإذا وافقت عليه اللجنة فسوف يرسل إلى مجلس الشيوخ بكامل هيئته بعد عودة الأعضاء من عطلتهم الصيفية في التاسع من سبتمبر/أيلول.
وكان السيناتور الأميركي روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ قال إنه يأمل أن تتم صياغة قرار للمجلس بشأن استخدام القوة العسكرية في سوريا بنهاية اليوم الثلاثاء حتى يمكن للجنة التصويت عليه الأربعاء.
وقال مننديز في جلسة للجنة عن سوريا حضرها وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان إن زعماء اللجنة وموظفيها يعكفون على صياغة مشروع قرار سيسمح لحكومة الرئيس باراك أوباما بالقيام بعمل عسكري في سوريا، لكنه يضمن ألا يكون تدخلا مفتوحا “وخاصة عدم نشر قوات برية على الأرض”.
كيري وهيغل يدافعان أمام مجلس الشيوخ عن ضرب نظام الأسد
دبي – قناة العربية
دعم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، روبيرت منيندز، قرار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، باستخدام القوة ضد نظام بشار الأسد.
وقال منيندز في جلسة خصصت للاستماع لوزيري الدفاع والخارجية حول مسألة ضرب النظام السوري، إنه “يجب أن نضع الخلافات السياسية جانباً. يجب أن تتحدث الولايات المتحدة بصوت واحد للرد على ما جرى”، معتبراً أنه “من مصلحة الولايات المتحدة التحرك في سوريا”.
أدلة سرية على استخدام الكيماوي
واعتبر أنه “لم يعد بمقدورنا تحمل هذه الانتهاكات الشائنة”، موضحاً أن “النظام استخدم الكيماوي عندما فقد مناطق بريف دمشق. هناك أدلة سرية عن استخدام نظام الأسد للكيماوي”.
وشدد منيندز على أن “العالم ينظر إلى القرار الذي ستتخذه الولايات المتحدة”، مضيفاً “يجب إرسال رسالة واضحة لنظام الأسد لا أن نبقى متفرجين”.
ومن جهته، شدد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على أن “عدم التدخل في سوريا قد يؤدي لزيادة خطر المتطرفين”، مضيفاً أن “دفع الأسد لتغيير حساباته أمر ضروري. يجب ألا نمنح نظام الأسد فرصة الإفلات من العقوبة”.
واعتبر كيري أن “التفويض بالعمل العسكري يجب أن يحظى بأغلبية الكونغرس”، مضيفاً “يجب أن يرى العالم أن حكومتنا تتحدث بصوت واحد”. وشرح أن “التفويض الذي يسعى إليه أوباما يهدف لحماية مصالحنا القومية”، قائلاً إن الحرب الأهلية في سوريا قد تؤثر في شعوب إسرائيل والأردن وتركيا.
إمكانية دخول قوات برية
وأوضح كيري لأعضاء مجلس الشيوخ أن “النظام سمح بدخول المحققين في مجال الأسلحة الكيماوية بعد أن تلاشت الأدلة على الهجوم. النظام لم يسمح للمحققين الدوليين بالتوجه لغوطة دمشق على الفور”.
وشدد على وجود “أدلة أن نظام الأسد أعطى توجيهات بتنفيذ الهجوم الكيماوي”، شارحاً أن “المعارضة السورية لا تمتلك إمكانات ارتكاب جريمة على هذا النطاق. استخدام الكيماوي لا يمكن أن يحدث إلا من قبل النظام”.
وأعلن كيري أن “صدقية الولايات المتحدة على المحك إذا لم تتحرك”. وشدد كيري على أن ضربة سوريا ستبعث برسالة مهمة إلى إيران وحزب الله، وحتى إلى كوريا الشمالية أيضاً. وقال لأعضاء مجلس الشيوخ إن “إيران تأمل بأن تشيحوا النظر عما يحدث”، مضيفاً أن مقاتلي حزب الله “يأملون أن يفوز الانزواء الأميركي في الكونغرس”.
واعتبر أن “كوريا الشمالية تعول على ازدواجية” الولايات المتحدة، محذراً من أن أعداء الولايات المتحدة “يسمعون صمتنا”.
وفي سياق آخر، أوضح كيري أنه “لا توجد قائمة محددة بالأهداف، لأن الرئيس لم يصدر القرار بعد”، ولم يستبعد كيري دخول قوات برية إلى سوريا لتأمين الترسانة الكيماوية السورية.
تكاليف ومخاطر الحرب
أما وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، فأوضح أن قرار اللجوء للعمل العسكري جاء بعد نقاشات موسعة، مضيفاً “نسعى لشل قدرات نظام الأسد على شن هجمات كيماوية أخرى. استخدام الكيماوي في سوريا تهديد لأمن الولايات المتحدة وحلفائها”.
وأوضح أن العمل العسكري المقترح سيكون محدوداً ووفقاً لإطار زمني محدد، مذكّراً بأن دولاً إقليمية وغربية أعربت عن دعم موقف الولايات المتحدة في هذا المجال.
كما كشف هيغل أن “نظام الأسد يعيش تحت ضغوط بسبب انتصارات المعارضة العسكرية”. وأكد أن “المخرج الوحيد من دائرة العنف في سوريا عبر الحل السياسي”، مضيفاً: “ندرك التكاليف والمخاطر التي تترتب عن هذه الحرب”.
أما رئيس الأركان الأميركي، مارتن ديمبسي، فأكد للكونغرس أنه لم يكلف بـ”تغيير الاتجاه” في الصراع السوري، وإنما بـ”إيجاد خيارات لتقليص القدرات العسكرية” لبشار الأسد.
وشهدت الجلسة قيام متظاهر من أنصار السلام بالتشويش على كيري وهيغل لفترة قصيرة. وصرخ الشاب، موجهاً كلامه لكيري قبل إخراجه من القاعة “بان كي مون قال لا للحرب، والبابا قال لا للحرب، والأميركيون لا يريدونها”.
سوريا.. قصف جوي على النبك والحسكة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 15 شخصاً على الأقل قتلوا الأربعاء في سوريا في أعمال عنف في مدن عدة، في وقت تعرضت فيه مدينة الحسكة إلى قصف عنيف بالبراميل المتفجرة.
وقالت الشبكة إن من بين القتلى ثلاث سيدات و طفل إضافة إلى لاعب تايكواندو سقط بقصف بالهاون على ملعب الفيجاء، وسقط جميع الضحايا في دمشق وريفها وإدلب وحماة.
وأفاد ناشطون سوريون أن طائرات مقاتلة تابعة للقوات السورية شنت عدة غارات على مدينة النبك وعلى أطراف مدينة يبرود في القلمون بريف دمشق، بينما سيطر مقاتلو الجيش الحر على مديرية الناحية والمخفر بمدينة الرحيبة في القلمون بريف دمشق، وفقاً لمصادرنا.
كما ذكر ناشطون أن الجيش الحر سيطر على حاجز معلولا على أوتستراد دمشق-حمص مستخدمين سيارة مفخخة، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر القوات الحكومية على الحاجز، إضافة إلى تدمير 4 دبابات وعربة “بي أم بي”.
وفي وقت لاحق، أكدت مصادرنا مقتل لاعب التايكواندو السوري محمد علي نعمة جراء سقوط 5 قذائف هاون في منطقة الفيحاء بدمشق، سقطت إحداها في ملعب الفيحاء حيث كان يوجد اللاعب نعمة، ما أدى إلى مقتله.
إلى ذلك شهدت بلدة تل حميس بالحسكة قصفا عنيفا بالبراميل المتفجرة من الطيران الحربي. كما سقطت صواريخ أرض – أرض على مدينة دوما في ريف دمشق الأربعاء، بحسب المعارضة السورية.
وقالت شبكة شام الإخبارية التابعة للمعارضة إن عددا من الأطفال أصيبوا جراء استهداف مدينة دوما في ريف حلب بقصف صاروخي. كما تعرضت
بلدة جبعدين في القلمون بريف دمشق إلى قصف مدفعي.
من جانبها، أشارت شبكة سوريا مباشر إلى وقوع اشتباكات بين القوات الحكومية والجيش الحر على مداخل مخيم اليرموك في دمشق.
وفي حمص، شن الطيران الحربي غارات على حي الخالدية الذي يشهد اشتباكات وُصفت بالعنيفة.
وأفادت اتحاد تنسيقيات الثورة بوقوع قصف عنيف لقوات النظام بمضادات الطيران على الأحياء السكنية في حي طريق السد بمدينة درعا.
ولا يمكن التأكد من هذه التطورات من مصادر مستقلة لصعوبة الأوضاع على الأرض.
سوريا.. ضربة عسكرية مبطنة بخطة سياسية
لمياء راضي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
إلزام الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقديم حل دبلوماسي لإنهاء العنف في سوريا خلال 30 يوما من تفعيل قرار الكونجرس بالقيام بعمليات عسكرية ضد حكومة بشار الأسد قد يدفع للتوصل، ولو بعد حين، إلى حل سياسي للأزمة السورية على الرغم من فشل واشنطن في فرض السلام في مناطق أخرى تدخلت فيها عسكريا.
وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي روبرت مينندز قد تقدم الثلاثاء بمسودة تفويض لاستخدام القوة العسكرية في سوريا، تضع حدا زمنيا للضربة قدره 60 يوما، مع إمكانية التمديد لـ 30 يوما آخرين وتشترط عدم إرسال جنود أميركيين إلى الأراضي السورية.
وتلزم المسودة أوباما بتقديم خطة لحل ديبلوماسي لإنهاء العنف في سوريا إلى الكونجرس في غضون 30 يوما من تفعيل قرار التفويض باللجوء إلى الضربة العسكرية.
وسوف تصوت اللجنة على هذه المسودة الأربعاء، وإذا تمت الموافقة عليه، سيتم إرساله الأسبوع المقبل بشكله النهائي إلى الكونغرس مجتمعا بكل أعضائه، للتصويت عليه.
يرى المحلل السياسي بول سالم، مدير مركز كارنيجي لدراسات الشرق الأوسط ببيروت، أن هذا الإلزام قد يكون له مردود إيجابي حتى وإن كان على المدى البعيد.
يقول سالم لسكاي نيوز عربية إن “من الأهداف المعلنة الوصول إلى حل سياسي لإنهاء العنف في سوريا ولكن السؤال هو هل ستسرع الضربة هذا الحل أم تؤجله”.
“قد نجد بعض ملامح أو دلائل على ما سيحدث في اجتماع G20 قمة العشرين التي تستضيفها روسيا في مدينة سانت بطرسبرغ ابتداء من الخميس حيث إنه “من الملفت التصريحات التي أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وتلك التي أعلنها رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني وهذا التغير يدل على أن هناك شيئا من المرونة من جانب حلفاء دمشق”.
وكان بوتن قد طالب الغرب بتقديم أدلة “مقنعة” في الأمم المتحدة حول الهجوم الكيماوي السوري.
وقال خلال مقابلة لوكالة أسوشيتد برس الأميركية والقناة الروسية الأولى، وتم نشرها على صفحة الكرملين على الإنترنت الأربعاء إنه لا يستبعد موافقته على عملية عسكرية في سوريا إذا ثبت أن دمشق مذنبة في الهجوم الكيماوي ولكن بشرط موافقة الأمم المتحدة، وحذر الغرب من اتخاذ إجراء أحادي الجانب ضد سوريا.
كما أضاف بأن روسيا ستفي بتعهداتها العسكرية إلى سوريا، غير أنه أكد أن بلاده علقت تسليم صواريخ “أس 300” إلى سوريا.
ومن جهة أخرى، نشرت وكالة العمال الإيرانية شبه الرسمية، الاحد، تصريحات منسوبة لرفسنجاني يتهم فيها حكومة دمشق -الحليف التقليدي لطهران- باستخدام اسلحة كيماوية ضد شعبه.
وكان رفسنجاني قد قال بوضوح – خارجا عن الدعم الثابت لطهران لحكومة – ان “الشعب السوري -الذى عانى كثيرا على مدى العامين الماضيين- تعرض لهجوم استخدمت فيه حكومته السلاح الكيماوي والان عليه ان ينتظر الهجوم الخارجي”.
غير أن وكالة الأنباء الإيرانية سارعت بعد مضي دقائق معدودة على نشر الخبر بحذفه وإعادة نشره بعد تعديل النص وإلغاء أية إشارة إلى اتهام الحكومة السورية بالتورط في الهجوم الكيماوي.
“لا شك أن هذا التوتر والتصعيد الذي يوجده الحديث عن توجيه ضربة لسوريا يعطي زخما قد يدفع نحو إيجاد حل ديبلوماسي للأزمة ولكن حتى اليوم كانت العلاقات الدولية متوترة ومتنافرة بحيث لا تسمح بالتوافق على صيغة مناسبة”، حسب سالم.
ويضيف “هذا التصعيد الأميركي يخلق نوعا من التوتر والخوف والترقب ليس فقط في سوريا وجارها لبنان ولكن في المنطقة والعالم أجمع وهو ما يضاعف من الدعوات لبذل كافة الإمكانيات لوضع حد للعنف حتى تنتهي معاناة الشعب السوري ولا تتحقق المخاوف من امتداد الأزمة إلى الدول المجاورة”.
وعما إذا كانت الإدارة الأميركية قادرة على فرض حل ديبلوماسي في سوريا وتحقيق سلام دائم هناك إثر القيام بعمليات عسكرية ضد حكومة بشار الأسد، خاصة وأن واشنطن قد فشلت في فرض الوفاق والسلام في الدول التي تدخلت فيها عسكريا في الماضي القريب مثل العراق وأفغانستان وبعد فشل مؤتمر جينيف 1 وعدم إمكانية التوصل إلى عقد اجتماع جينيف 2.
يرى المحلل السياسي أن “كل مفاوضات السلام لا تنجح من المرة الأولى” ويدلل بلبنان حيث انطلقت محاولات التفاوض لإنهاء الحرب الأهلية في هام 76 وانتهت بالاتفاق عام 1989″.
“إن فشل جينيف 1 وربما جينيف 2 و3 و4 لا يعني استحالة التوصل إلى حل سلمي بعد عدة محاولات”، كما يؤكد سالم.
دبلوماسي غربي: الضربات الأمريكية ستركز على مواقع الطيران السوري
القدس (4 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
كشف مصدر دبلوماسي غربي عن أن الضربة العسكرية الأمريكية على سورية ستستهدف بشكل خاص المطارات التي تنطلق منها الطائرات السورية لاستهداف مواقع مدنية سورية
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء “معطيات الصراع الدائر في سورية تشير إلى أن الجيش النظامي التابع للنظام السوري يتفوق على المعارضين السوريين من خلال القوة الجوية، وهو ما يعتقد الأمريكيون وغيرهم بأن ضربه سيكون من شأنه تغيير قواعد اللعبة في سورية”
وأضاف “الأمريكيون سيستهدفون المطارات والمواقع التي تنطلق منها الطائرات السورية لشلها عن التحرك وهو ما سيضع النظام السوري في موقف صعب يجبره على الجلوس إلى الطاولة والحديث من اجل إنهاء الصراع الحالي”
وتابع “نظام الرئيس الأسد يشعر بأن له اليد الطولى في الصراع ولولا سلاح الجو السوري ما كان يشعر على هذا النحو، ولذلك فالأمريكيون يعتقدون انه إذا ما تم ضرب مدرجات المطارات فان النظام السوري سيمنى بخسارة كبيرة، كما أن دعم المعارضين السوريين بالمزيد من السلاح من شأنه أن يكون قوة دافعة أخرى في غير صالح نظام الأسد”
كما لم يستبعد المصدر “ضرب المواقع التي يستخدمها رجال منظمة حزب الله اللبنانية منطلقا للدفاع عن النظام السوري”
ورجح المصدر أن “تبدأ الضربات الأمريكية مباشرة بعد تصويت الكونغرس الأمريكي” يوم التاسع من الشهر الجاري
أوباما: مصداقيتنا على المحك حول سوريا
قال الرئيس الامريكي باراك اوباما في السويد إن مصداقية الكونغرس الامريكي و”المجتمع الدولي” اصبحت على المحك حول الرد على استخدام سوريا المزعوم للسلاح الكيمياوي.
ويحاول الرئيس الامريكي شحذ التأييد للموقف الامريكي المطالب بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا جراء استخدامها المزعوم للاسلحة الكيمياوية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في وقت سابق الاربعاء إنه لا يحق للكونغرس الامريكي الموافقة على استخدام القوة ضد سوريا دون تفويض من مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وقال بوتين إن ذلك سيكون “عملا عدوانيا.”
كما اتهم الرئيس بوتين وزير الخارجية الامريكي جون كيري بالكذب امام الكونغرس حول الدور الذي يقوم به “تنظيم القاعدة” في الحرب الدائرة في سوريا عندما كان يسعى لاستحصال موافقته على القيام بعمل عسكري ضد سوريا.
وقال الرئيس اوباما إن على العالم الالتزام بالخط الاحمر الذي يحظر استخدام الاسلحة الكيمياوية التي وصفها “بالممجوجة.”
وسيصوت الكونغرس الامريكي الاسبوع المقبل على تأييد مقترح الادارة توجيه ضربة عسكرية لسوريا.
وكان اعضاء لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ قد اتفقوا مساء امس الثلاثاء على صيغة مشروع قرار ستطرح على الكونغرس للتصويت عليها.
وينص مشروع القرار على ان تكون العملية العسكرية المقترحة محددة بـ “استخدام محدود وموجه للقوات العسكرية الامريكية ضد سوريا”، كما يحظر استخدام القوات البرية.
وكان الرئيس الامريكي يرد على سؤال وجه اليه في العاصمة السويدية ستوكهولم حول ما اذا كان قراره الطلب من الكونغرس ابداء موافقته قبل تنفيذ الضربة العسكرية المزمعة – وهو امر لا يجبره عليه الدستور الامريكي – قد وضع مصداقيته على المحك.
وأجاب الرئيس اوباما “ليست مصداقيتي هي التي على المحك، بل مصداقية المجتمع الدولي.”
وقال “إن مصداقية الكونغرس ومصداقية امريكا على المحك، لأننا نتعامل مع هذه المبادئ الدولية المهمة باستخفاف.”
وقال الرئيس الامريكي إنه يعتقد ان الكونغرس سيصوت لصالح ضرب سوريا، لأن امريكا “تعرف انه لو فشل المجتمع الدولي في فرض بعض المعايير والقيم المعينة التي تحكم الطرق التي تتعامل بها الامم والتي يعامل بها الناس فإن ذلك بمرور الوقت سيجعل العالم أقل امنا وامانا.”
واضاف اوباما انه لن يكرر الاخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة ابان حرب العراق، وقال “انا كنت من اللذين عارضوا حرب العراق، ولا اريد ان اكرر الخطأ الذي ارتكبناه آنئذ عندما بنينا سياستنا على معلومات استخبارية خاطئة.”
وكان الرئيس اوباما قد قال في السابق إن استخدام السلاح الكيمياوي يعتبر خطا احمر بالنسبة للحكومة السورية.
ولكنه اصر على ان هذا ليس خطه الاحمر، بل خط رسمه المجتمع الدولي عندما صدق على معاهدة تقول إن استخدام السلاح الكيمياوي “تصرف ممجوج”.
وتقول الولايات المتحدة إن 1429 شخصا قتلوا في الهجوم الكيمياوي المزعوم الذي وقع في غوطة دمشق في الحادي والعشرين من الشهر الماضي، رغم ان جهات اخرى تقول إن العدد اصغر بكثير.
قنابل عنقودية
من جانب آخر، جاء في تقرير نشر اليوم حول استخدام القنابل العنقودية ان النظام السوري استخدم هذا النوع من القنابل بشكل واسع في النصف الثاني من العام الماضي والنصف الاول من العام الحالي مما تسبب في سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين السوريين.
وجاء في التقرير ان 165 شخصا على الاقل قتلوا او اصيبوا بجروح جراء استخدام القنابل العنقودية في العام الماضي فقط، مما يمثل معظم الضحايا الـ 190 حول العالم.
والتقرير السنوي يوثق مدى التزام الدول المختلفة بالميثاق العالمي الخاص بحظر استخدام وانتاج ونقل وتخزين الاسلحة العنقودية.
وجاء في بيان اصدرته ماري وارينهام من منظمة هيومان رايتس ووتش التي اعدت التقرير ان “استخدام سوريا الواسع للاسلحة العنقودية تسبب في سقوط العديد من الصحايا في صفوف المدنيين.”
انشقاق
في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن كمال اللبواني، وهو عضو بارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض قوله إن وزير الدفاع السوري السابق العماد علي حبيب، وهو من افراد الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الأسد، قد انشق عن النظام السوري وهرب الى تركيا.
وقال اللبواني “تمكن علي حبيب من الهرب من قبضة النظام وهو موجود الآن في تركيا، ولكن ذلك لا يعني انه انضم الى صفوف المعارضة.”
ولكن التلفزيون السوري الحكومي نقل في وقت لاحق عن مصدر مسؤول قوله إن “لا صحة لما تناقلته وسائل الاعلام عن سفر وزير الدفاع الاسبق العماد علي حبيب محمود خارج سورية وهو ما يزال في منزله.”
الأزمة في سوريا: أطباء بلا حدود تتهم واشنطن ولندن بإساءة استخدام معلوماتها
رامي رحيم
بي بي سي – بيروت
اتهمت منظمة أطباء بلا حدود الحكومتين البريطانية والأمريكية بإساءة استخدام معلومات كانت المنظمة قد نشرتها حول الهجوم الكيماوي في سوريا.
وقال مدير عام المنظمة، كريستوفر ستوكس، لبي بي سي: “بعد النظر إلى تصريحات أدلت بها الحكومتان الأمريكية والبريطانية مؤخرا، نشعر أن هناك سوء استخدام للمعلومات التي قدمتها منظمة أطباء بلا حدود لاستباق نتيجة تحقيق الأمم المتحدة”.
تقرير
وكانت المنظمة قد أصدرت في 24 أغسطس/آب تقريرا، سرعان ما تداولته وسائل الإعلام الدولية باعتباره أول دليل من مصدر محايد على حدوث هجوم بالأسلحة الكيماوية في دمشق في 21 أغسطس/آب.
وجاء في ذلك التقرير أن “ثلاثة مستشفيات في محافظة دمشق، تحظى بدعم المنظمة الإنسانية الطبية الدولية أطباء بلا حدود، أعلنت أنها استقبلت صبيحة الأربعاء 21 أغسطس/آب 2013 حوالي 3600 مريض في أقل من ثلاث ساعات، وكانت تظهر عليهم جميعاً أعراض التسمم العصبي. وتوفي من بين هؤلاء 355 مريضاً”.
ونقل التقرير عن بارت جانسنز مدير عمليات المنظمة قوله: “قدّم لنا الطاقم الطبي العامل في تلك المرافق معلومات مفصلة بخصوص تدفق أعداد كبيرة من المرضى على المرافق الصحية، وهم يعانون من أعراض مثل التشنجات، واللعاب الغزير، وتقلص حدقات العين، وتشوش الرؤية، وضيق في التنفس”.
وأضاف جانسنز: “لا تستطيع منظمة أطباء بلا حدود من الناحية العلمية تأكيد مسببات هذه الأعراض، أو تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم. غير أن الأعراض التي ظهرت على المرضى، إضافة إلى مسار للأحداث – الذي اتسم بتدفق كبير للمرضى في فترة قصيرة، والمكان الذي جاء منه المرضى، وانتقال العدوى إلى الطاقم الطبي والمسعفين – كلها تشير إلى تعرض جماعي لعنصر سمي مثير للأعصاب. ومن شأن تأكيد الأمر أن يشكل خرقا للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر حظرا تاما استعمال الأسلحة الكيماوية والبيولوجية”.
تصريحات واشنطن
وبعد ثلاثة أيام، عرض المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للموضوع قائلا إنه “من شبه المؤكد أن النظام السوري هو المسؤول عن استخدام السلاح الكيماوي في 21 أغسطس/آب”.
وأضاف كارني “هذا ليس مجرد استنتاج وليس تأكيدا من ناحيتنا فقط. أظنكم سمعتم بيان الجامعة العربية، وأظنكم شاهدتم روايات متعددة من شهود عيان وصور فيديو، وشاهدتم بيانات من منظمات مستقلة تعمل في سوريا، مثل منظمة أطباء بلا حدود”.
وبعد بضعة أيام أصدرت الولايات المتحدة تقريرا يقول بثقة كبيرة “إن الحكومة السورية نفذت هجوما بالأسلحة الكيماوية في 21 أغسطس/آب”.
جي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض نسب الهجوم الكيماوي إلى الحكومة السورية.
وأوضح التقرير الأمريكي أنه استند إلى معلومات من مصادر مختلفة، من بينها معلومات استخباراتية سرية، كما ذكر التقرير المعلومات التي قدمتها منظمة أطباء بلا حدود، دون أن يسمي المنظمة.
فقال “استقبلت ثلاثة مستشفيات في منطقة دمشق حوالي 3600 مريض تظهر عليهم أعراض التسمم العصبي في أقل من ثلاث ساعات، وفقا لمنظمة إنسانية عالية المصداقية”.
“أجندات سياسية”
لم تذكر منظمة اطباء بلا حدود تصريحا اميركيا او بريطانيا محددا أدى بها الى استنتاجها حول سوء استخدام معلوماتها لكن ستوكس قال ان المنظمة لا يمكنها “أن تقبل سوء “استخدام معلوماتها، خدمة لأجندات سياسية، مهما كانت هذه الاجندات”.
وذكر أن “هناك تحقيقا دوليا جاريا حاليا، ونحن لا نفهم لماذا تستخدم معلوماتنا الطبية للوصول إلى استنتاجات، بينما لايزال التحقيق الدولي مستمرا”.
BBC © 2013
بوتين: كيري يكذب ولا يحق للكونجرس ان يجيز ضرب سوريا
موسكو (رويترز) – قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاربعاء انه ليس من حق الكونجرس الامريكي إجازة استخدام القوة ضد سوريا دون صدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإلا فسيكون “عملا عدوانيا”.
وقال “أي شيء خارج مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو عدوان ما عدا الدفاع عن النفس. ما يفعله الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي هو في جوهره إضفاء للشرعية على العدوان. هذا غير مقبول من حيث المبدأ.”
واتهم بوتين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالكذب على الكونجرس بشأن دور تنظيم القاعدة في الصراع بسوريا في تصريحات من شأنها زيادة حدة التوتر قبل أن يستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعدد من زعماء مجموعة العشرين يوم الخميس.
وقال بوتين في اجتماع بالكرملين مع مجلس حقوق الانسان في روسيا “هم يكذبون بكل تأكيد. لقد شاهدت نقاشا في الكونجرس عندما سأل أحد الأعضاء السيد كيري إن كان تنظيم القاعدة موجودا هناك ورد كيري قائلا: لا. إنني أخبرك وأنا مسؤول عما أقول لا وجود للقاعدة هناك.”
وقال بوتين “وحدات القاعدة هي القيادة العسكرية الرئيسية (في المعارضة السورية) وهم يعرفون ذلك” مشيرا إلى الولايات المتحدة. واستطرد قائلا “الأمر الذي لم يسعدني والذي فاجأني – أننا تحدثنا معهم وانطلقنا من افتراض أنهم أناس محترمون. لكنه يكذب ويعرف أنه يكذب. إنه لأمر محزن.”
ولم يدل بوتين بمزيد من التصريحات.
وسُئل كيري في حوار مع أحد أعضاء مجلس الشيوخ عما إذا كان “صحيحا” أن المعارضة السورية “أصبحت مخترقة من القاعدة بدرجة أكبر” فقال كيري “لا. هذا في الحقيقة وفي الأساس غير حقيقي. هذا في الأساس غير صحيح.”
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
مكين لا يدعم مشروع قرار بمجلس الشيوخ يجيز استخدام القوة في سوريا
واشنطن (رويترز) – قال جون مكين العضو الجمهوري البارز بمجلس الشيوخ الامريكي يوم الأربعاء إنه لا يدعم مشروع قرار وضعته لجنة بمجلس الشيوخ يجيز استخدام القوة في سوريا.
وقال مكين للصحفيين في كابيتول هيل “هناك عدد غير راض.”
ومشروع القانون الذي قدمته لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أضيق نطاقا من ذلك الذي طرحه الرئيس باراك أوباما. وقد تصوت اللجنة -ومكين أحد أعضائها- على مشروع القرار يوم الاربعاء.
ويؤيد مكين منذ فترة التدخل العسكري الأمريكي في الحرب الأهلية السورية.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
اوباما يأمل ان يغير بوتين موقفه بشأن سوريا
ستوكهولم (رويترز) – قال الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الاربعاء انه يأمل ان يغير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موقفه بشأن سوريا.
وقال في مؤتمر صحفي في السويد “هل آمل ان يغير السيد بوتين موقفه من بعض هذه القضايا؟ أنا متفائل دائما وسأستمر في الاتصال به.”
وصرح أوباما بانه وجه مناشدات مباشرة لبوتين بشأن سوريا لكنه يرفض حتى الان المساعي الرامية للقيام بتحرك في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
تركيا تحذر من تفاقم أزمة اللاجئين السوريين إذا لم يتم الرد على الهجوم الكيماوي
جنيف (رويترز) – حذر وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو يوم الأربعاء من تفاقم أزمة اللاجئين السوريين في حالة غياب رد فعل دولي على الهجوم الكيماوي المزعوم الذي وقع الشهر الماضي.
وقال في مؤتمر صحفي في جنيف “إذا استمر الاتجاه نفسه… ولم يصدر رد فعل دولي فإننا نخشى من ان تستقبل الدول المجاورة أعدادا أكبر من اللاجئين.”
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – احمد حسن)